. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= صالح، به. وقد وقع تصريح كثير بن مرة بسماعه من نعيم في طريق بشر بن السري.
وتابع أبا الزاهرية على روايته هذه خالد بن معدان كما أخرجه البخاري 8/93، والنسائي (466) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1169) ، ولقمان ابن عامر كما أخرجه البخاري 8/94، وابن قانع 3/151، فروياه كلاهما عن كثير بن مرة، به. لكن وقع في حديث خالد بن معدان اختلاف سنبينه عند حديث أبي الدرداء، الآتي 6/440.
ورواه عن كثير بن مرة بهذا الإسناد مكحول الشامي، وستأتي روايته برقم (22472) و (22475) ، لكن اختلف عليه فيه، فروي عنه عن كثير بزيادة قيس الجذامي، وسيأتي برقم (22471) كما أسلفنا، وروي عنه عن نعيم بن همار، لم يذكر بينهما أحد، وسيأتي بعد حديثنا هذا برقم (22470) ، ونفصل الاختلاف على مكحول هناك.
وقد اختلف أيضاً في تعيين صحابي الحديث، فروي عن نعيم بن همار عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أنه من مسند نعيم كما في هذا الإسناد.
وله طريق أخرى عن نعيم، فأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/93 و94، وابن حبان (2534) من طريق الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن نعيم. وهذا إسناد صحيح.
وروي عن نعيم عن عقبة بن عامر الجهني، أخرجه المصنِّف فيما سلف برقم (17390) و (17794) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، عن نعيم، عن عقبة. وهو في "تاريخ البخاري" 8/94 من طريق أبان وبكير بن أبي السَّميط، وهذا إسناد صحيح أيضاً.
وروى البخاري عن علي ابن المديني أنه قال: وروى هشام الدستوائي، عن قتادة، عن الحسن -وليس بابن أبي الحسن، هو شيخ كان يروي عنه قتادة، يقال له: الحسن بن عبد الرحمن- عن قيس الجُذَامي، عن عقبة بن عامر. وقد استظهر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 5/470 و511 أن قيساً هذا الراوي عن =(37/138)
22470 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجِزْ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ (1) أَكْفِكَ آخِرَهُ " (2)
__________
= عقبة غير قيس الراوي عن نعيم بن همار، والمذكور في إسناد الحديث (22471) .
وروي الحديث أيضاً عن أبي مرة الطائفي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيأتي برقم (22473) .
وقد روي الحديث عن نعيم، عن بلال بن رباح، ذكر ذلك المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة نعيم 29/497، والاختلاف في تعيين صحابيه لا يقدح في صحته إن شاء الله، فإن الصحابة كلهم عدول.
وفي الباب عن أبي الدرداء، سيأتي 6/440.
قوله: "عن أربع ركعات" قال السندي: قيل: يحتمل أن يراد بها فرض الصبح وركعتا الفجر، ويحتمل أن يراد بها صلاة الضحى.
"أكفك آخره" أي: سائره أو تمامه، قيل: يحتمل أن يراد كفايته عن الآفات والحوادث الضارة، وأن يراد حفظه من الذنوب، أو العفو عما وقع منه في ذلك اليوم، أو أعم من ذلك. والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ5) : نهارك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع كما قال ابن عبد البر فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" في ترجمة نعيم، فإن مكحولاً لم يسمعه من نعيم، بينهما كثير بن مرة كما جاء في هذا الطريق عند غير المصنِّف.
فقد أخرجه أبو داود (1289) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/151 =(37/139)
22471 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ يَعْنِي ثَابِتَ بْنَ يَزِيدَ (1) ، عَنْ بَرْدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ ابْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ (2) ، عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ،
__________
= من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن كثير، عن نعيم.
وأخرجه كذلك البخاري في "التاريخ" 8/93 عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، والطبراني في "مسند الشاميين" (293) من طريق عمار بن مطر، و (294) و (3534) من طريق أبي حيوة شريح بن يزيد، و (294) من طريق يحيى بن حمزة، أربعتهم عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن كثير بن مرة، به. وقرن بسعيد في رواية يحيى بن حمزة زيد بن واقد.
وسيأتي برقم (22472) و (22475) من طريق محمد بن راشد، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن نعيم، بذكر كثير فيه، وبرقم (22471) من طريق سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم. بزيادة قيس بعد كثير بن مرة.
وروي الحديث أيضاً عن مكحول، عن أبي مرة الطائفي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيأتي برقم (22473) ، وراويه عنه هناك سعيد بن عبد العزيز الذي روى حديثنا الذي هنا.
وروي عن مكحول، عن نعيم، عن بلال بن رباح، على أنه من حديث بلال. ذكره المزي في "تهذيب الكمال" 29/497.
قلنا: والمحفوظ في حديث مكحول الرواية التي جعلها من مسند نعيم بن همار، وكثير بن مرة ثابت في إسناده، فإن سعيد بن عبد العزيز لم يتابع في إسقاط كثيرٍ من الإسناد، ولا في روايته عن أبي مرة الطائفي، وأما الرواية التي فيها زيادة قيس الجذامي فلا تقدح في صحته إن شاء الله، كما ذكرنا في الكلام على الحديث الذي قبله (22469) .
(1) تحرف في (م) إلى: زيد.
(2) الحضرمي لم يرد في (م) .(37/140)
عَنْ نُعَيْمٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: " يَا (1) ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ " (2)
__________
(1) لفظة: "يا" لم ترد في (ظ5) .
(2) حديث صحيح، قيس الجُذامي أثبت صحبته ابن سعد والبخاري وابن حبان وابن حجر، وقد روي هذا الحديث عن مكحول بإسقاطه من السند، كما سلف بيانه في الحديثين السابقين، وزاده هنا سليمانُ بن موسى -وهو الدمشقي الأشدق- وهو صدوق له بعض ما ينكر عليه، ووقع عند البخاري في "التاريخ الكبير" 8/93 تصريح كثير بن مرة بسماعه من نعيم بن همار من رواية أبي
الزاهرية عنه، وذلك لا يخالف ما في هذه الرواية من زيادة قيس الجذامي، فإن سليمان عارفٌ بحديث مكحول، وذكر غير واحد من أهل العلم أنه يُعَدُّ أوثق أصحابه، ولم يتفرد بذلك، فقد تابعه العلاء بن الحارث، وهو ثقة مقدم في حديث مكحول أيضاً، فإن ثبت سماع كثير بن مرة من نعيم كانت رواية سليمان هذه من المزيد في متصل الأسانيد، وإن لم يثبت ذلك رجع الحديث إلى رواية من ذكر الواسطة بينهما، والله تعالى أعلم.
برد: هو ابن سنان، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات، معاوية ابن عمرو: هو ابن المهلب البغدادي، وثابت بن يزيد: هو الأحول البصري.
وهو في "العلل" لأحمد 2/310.
وأخرجه الدارمي (1451) ، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/339، والنسائي في "الكبرى" (467) ، وابن قانع 3/151، والطبراني في "مسند الشاميين" (394) و (3533) ، والبيهقي 3/47-48 من طرق عن برد بن سنان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "النكت الظراف" 9/35 من طريق =(37/141)
22472 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: " صَلِّ لِي يَا ابْنَ آدَمَ أَرْبَعًا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ " (1)
22473 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ ابْنِ مُرَّةَ الطَّائِفِيِّ (2) ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ " (3)
__________
= العلاء بن الحارث، عن مكحول، به. ووقع في مطبوعة "النكت": أبو العلاء ابن الحارث.
وانظر (22469) و (22470) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن راشد، وهو المكحولي الخزاعي، وهو صدوق لا بأس به. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/93-94، وابن قانع 3/150-151، والطبراني في "الشاميين" (3535) من طرق عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد.
وانظر (22469) و (22470) .
(2) تحرف في (م) إلى: ابن مرة الغطفاني.
(3) حديث صحيح، لكن من مسند نعيم بن همار أو عقبة بن عامر كما سلف عند الرواية (22469) ، وأبو مرة الطائفي ذكره بعضهم في الصحابة =(37/142)
22474 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجِزْ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ " (1)
22475 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي (2) أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ
__________
= اعتماداً على هذا الإسناد، ووضعه ابن حجر في القسم الأول من حرف الميم من الكنى في "الإصابة" 7/370، وهم الذين وردت صحبتهم بطريق الرواية، سواء كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة. ولم يجزم بصحبته في "التقريب" فقال: يقال: له صحبة. قلنا: والرواية عنه هنا شاذَّةٌ، والمحفوظ فيه عن سعيد ابن عبد العزيز من حديث نعيم بن همار كما قال المزي في "التحفة" 9/288، وقد سلف عند الرواية (22470) . يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني.
وأخرج حديث أبي مرة هذا النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 9/288، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/284 من طريق يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وانظر (22469) .
(1) حديث صحيح، وانظر (22469) .
(2) لفظة: "لي" ليست في (ظ5) .(37/143)
آخِرَهُ " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ: أَبِي لَيْسَ بِالشَّامِ رَجُلٌ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
22476 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لَا (2) يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ (3) فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ (4) إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ " (5)
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن راشد -وهو المكحولي الخزاعي- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبيد البصري، وانظر (22469) و (22470) .
(2) لفظة "لا" لم ترد في (م) وسائر النسخ الخطية، وأثبتناها من "غاية المقصد" الورقة 201، و"مجمع الزوائد" 5/292، و"أطراف المسند" 5/420.
(3) في (م) وسائر النسخ الخطية: ينطلقون، والمثبت من هامش (ظ5) و"جامع المسانيد" 4/264، وهي الرواية كما في مصادر التخريج، وعليها شرح ابن الأثير في "النهاية" 4/226: فقال: أي: يتمرغون.
(4) في (م) : ربهم.
(5) حديث قوي، إسماعيل بن عياش صدوق في رواياته عن الشاميين أهل بلده، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات، لكن سقط منه قيس الجذامي بين كثير ابن مرة وبين نعيم بن همار، وقيس صحابي، وهو ثابت في الإسناد كما بينت =(37/144)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رواية البخاري في "تاريخه" 8/95، وإسنادها قوي.
وهو في "العلل" للمصنِّف 2/309-310.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2566) ، والبخاري في "تاريخه" 8/95، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (228) ، وفي "الآحاد والمثاني" (1277) ، وأبو يعلى (6855) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1167) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/152، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص
472-473، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/350 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1169) من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، به.
وأخرجه بزيادة قيس الجذامي ابن أبي عاصم في "الجهاد" (229) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1168) ، وابن قانع 3/152 من طريق إسماعيل بن رافع، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم. وإسماعيل بن رافع ضعيف.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 8/95 من طريق برد بن سنان، عن سليمان ابن موسى، عن مكحول الشامي، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم. وهذا إسناد قوي، برد بن سنان وسليمان بن موسى الأشدق صدوقان لا بأس بهما، وباقي رجاله ثقات.(37/145)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ
* 22477 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (1) [قَالَ عَبْدُ اللهِ] : وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِالْكُوفَةِ وَقَالَ لَنَا فِيهِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَأَمَّا أَبِي فَحَدَّثَنَاهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَذْكُرِ الزُّهْرِيَّ، وَحَدَّثَنَاهُ بِالْكُوفَةِ جَعَلَهُ لَنَا، عَنْ الزُّهْرِيِّ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَبِي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَحْدَهُ عَيْنًا إِلَى قُرَيْشٍ قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى خَشَبَةِ خُبَيْبٍ وَأَنَا أَتَخَوَّفُ الْعُيُونَ، فَرَقِيتُ فِيهَا، فَحَلَلْتُ خُبَيْبًا فَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ، فَانْتَبَذْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ خُبَيْبًا، وَلَكَأَنَّمَا (2) ابْتَلَعَتْهُ الْأَرْضُ، فَلَمْ يُرَ لِخُبَيْبٍ أَثَرٌ حَتَّى السَّاعَةِ (3)
22478 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ يَحْيَى (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (5)
__________
(1) في (م) : محمد بن عبد الله أبي شيبة، وهو خطأ.
(2) في (م) : كأنما.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (17252) .
(4) في (م) والنسخ الخطية: علي بن يحيى، وصوبناه من الموضع السالف برقم (17247) ، وعلي: هو ابن مبارك، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن =(37/146)
22479 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عُضْوًا ثُمَّ صَلَّى (1) وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
22480 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ كُلَيْبَ بْنَ صُبْحٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ الزِّبْرِقَانَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، " فَنَامَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ لَمْ يَسْتَيْقِظُوا، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ بِالرَّكْعَتَيْنِ فَرَكَعَهُمَا، ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى " (3)
22481 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَانِيُّ (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو
__________
= عمرو العقدي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو مكرر (17247) .
(1) تحرف في (م) إلى: "في المصلى".
(2) حديث صحيح، فليح: هو ابن سليمان، وهو مكرر (17248) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (17251) ، وقد فصلنا القول فيه هناك. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح، والزبرقان: هو ابن عبد الله الضمري.
وأخرجه المزي في ترجمة الزبرقان من "تهذيب الكمال" 9/284 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
(4) تحرف في (م) إلى: اليماني.(37/147)
بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ " (1)
22482 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (2)
22483 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، لكن تفرد فيه الأوزاعي بذكر المسح على العمامة. وهو مكرر (17616) ، وانظر (17245) . أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
(2) حديث صحيح، لكن تفرد فيه الأوزاعي بزيادة المسح على العمامة، وهو مكرر (17245) .
(3) حديث صحيح، وقد وقع في هذا الإسناد رواية ابن إسحاق، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، وهذا خطأ، لأن ابن إسحاق إنما رواه عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه عمرو بن أمية، وقد سلف على الصواب برقم (17244) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به. ولعل ما وقع في حديثنا هنا خطأ قديم، ويؤيد ذلك أن الحافظ ابن حجر لم يذكر الحديث في "الأطراف" 5/125، وفي "إتحاف المهرة" 12/444-445، إلا بالإسناد السالف الذي فيه: جعفر بن عمرو بن جعفر الحفيد، عن أبي سلمة، ولم =(37/148)
22484 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَطَرَحَ السِّكِّينَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
22485 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
__________
= يذكره فيهما من رواية ابن إسحاق عن جعفر بن عمرو الجَد.
وقد جاءت رواية ابن إسحاق عن جعفر بن عمرو بن أمية الجد في حديث آخر، ذكره الحافظ ابن حجر في "الأطراف" 5/126، وفي "إتحاف المهرة" 12/448، وابن كثير في "جامع المسانيد" 3/ورقة 270، ونسباه لأحمد، وهو: حدثنا يعقوب -يعني ابن إبراهيم بن سعد الزهري-، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني جعفر بن عمرو بن أمية -يعني عن أبيه- قال: كنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض أسفاره، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، لم يستيقظوا، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدأ بالركعتين فركعهما، ثم أقام الصلاة فصلى.
وهذا الحديث لم يقع لنا في نسخنا من "المسند"، وإنما سلف بلفظه بإسناد آخر برقم (17251) و (22480) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن عياش بن عباس، عن كليب بن صُبْح، عن الزِّبرقان بن عبد الله الضمري، عن عمِّه عمرو بن أمية.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو الزهري. وهو مكرر (17249) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (17250) .(37/149)
22486 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ: " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، وهو مكرر (17246) .(37/150)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ
22487 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّ ابْنَ زُغْبٍ الْإِيَادِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ فَقَالَ لِي: وَإِنَّهُ لَنَازِلٌ عَلَيَّ فِي بَيْتِي بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَقْدَامِنَا لِنَغْنَمَ، فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا، وَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا فَقَامَ فِينَا فَقَالَ: " اللهُمَّ لَا تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفَ، وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا، وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ ". ثُمَّ قَالَ: " لَيُفْتَحَنَّ لَكُمُ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ أَوِ الرُّومُ وَفَارِسُ حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنَ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا، وَمِنَ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا، وَمِنَ الْغَنَمِ حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا ". ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، أَوْ هَامَتِي (1) ، فَقَالَ: " يَا ابْنَ حَوَالَةَ، إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتِ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ " (2)
__________
(1) في (ظ5) : أو على هامتي.
(2) ضعيف، فقد تفرد به معاوية بن صالح بهذه السياقة، وهو -وإن كان ثقة- قد ذكر بعض أهل العلم أن له أفراداً، ولم يتابع على حديثه هذا، وفي متنه نكارة.
وابن زغب الإيادي: هو عبد الله، قال أبو نعيم: مختلف في صحبته، يعد =(37/151)
22488 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ (1) ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ التُّجِيبِيِّ،
__________
= من تابعي أهل حمص. قلنا: وقد تفرد بالرواية عنه ضمرة بن حبيب، فهو في عداد المجهولين.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد بن حوالة الأزدي من "تاريخه" ص 218-219 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/425 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/436-437، وأبو داود (2535) ، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/266-267، وأبو يعلى (6867) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2019) ، وابن عساكر ص 218، والمزي في ترجمة عبد الله بن زغب الإيادي من "تهذيب الكمال" 14/519 من طرق عن
معاوية بن صالح، به. ووقع عند أبي يعلى وابن عساكر: زغب بن فلان الأزدي بدل عبد الله بن زغب، قال ابن عساكر: كذا قال، وإنما هو عبد الله ابن زغب.
وأخرجه بسياقة أخرى يعقوب بن سفيان 2/288-289، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2295) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1114) ، والطبراني في "الشاميين" (2540) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/3-4، وفي "دلائل النبوة" (478) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/327، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها" (500) من طريق يحيى بن حمزة الحضرمي، عن نصر بن علقمة الحضرمي، يرده إلى جبير بن نفير، عن عبد الله بن حوالة. ولم يذكر فيه قوله: "إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت البلايا ... ".
وهو صحيح بهذه السياقة، وانظر كلامنا عليه في التعليق على الحديث السالف برقم (17005) .
(1) تحرف في (م) إلى: يزيد بن أبي حكيم.(37/152)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا "، قَالَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مَوْتِي، وَمِنْ قَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ يُعْطِيهِ، وَالدَّجَّالِ " (1)
22489 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُمَيْرٍ (2) ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
(1) إسناده حسن، ربيعة بن لقيط التجيبي، ذُكِرَ في الصحابة، ولا تثبت صحبته، وقد روى عنه غير واحد، وقال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/230، وقال: روى عنه أهل مصر، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال أبي داود. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/134-135، وابن أبي عاصم في "السنة" (1177) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/89، والحاكم في "المستدرك" 3/101، والبيهقي في "الدلائل" 6/392 من طرق عن ليث، بهذا الإسناد.
زاد ابن قانع: وقال ليث وابن لهيعة: هو عثمان رضي الله عنه، يعني: هو الخليفة المصطبر بالحق.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/334 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير ربيعة بن لقيط، وهو ثقة.
وقد سلف برقم (16973) .
(2) سليمان بن سُمير، قد اختلف في اسمه واسم أبيه، فقيل في اسمه: سلمان، وقيل في اسم أبيه: شُمير بالشين المعجمة. انظر "تهذيب التهذيب" 2/68، و"توضيح المشتبه" 5/362.(37/153)
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَيَكُونُ أَجْنَادٌ مُجَنَّدَةٌ شَامٌ وَيَمَنٌ وَعِرَاقٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَيِّهَا بَدَأَ، وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، فَمَنْ كَرِهَ فَعَلَيْهِ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ (1) غُدُرِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ " (2)
__________
(1) في (م) : في.
(2) حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن، سليمان بن سُمير لم يرو عنه غير حريز -وهو ابن عثمان-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال ابن حجر: مقبول، أي: حيث يتابع، وإلا فهو لين الحديث. وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال البخاري غير صحابيه فقد أخرج له أبو داود.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1054) من طريق علي بن عياش، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (17005) ، وانظر تمام تخريجه هناك.(37/154)
حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ
22490 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: أَتَانِيُ أَبُو الْعَالِيَةِ (1) أَنَا وَصَاحِبًا لِي قَالَ: فَقَالَ لَنَا: هَلُمَّا فَأَنْتُمَا أَشَبُّ مِنِّي سِنًّا، وَأَوْعَى لِلْحَدِيثِ مِنِّي قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَالِيَةِ تُحَدِّثُ هَذَيْنِ حَدِيثَكَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أَبُو النَّضْرِ اللَّيْثِيُّ قَالَ بَهْزٌ، وَكَانَ مِنْ رَهْطِهِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً قَالَ: فَأَغَارَتْ عَلَى قَوْمٍ قَالَ: فَشَذَّ مِنَ الْقَوْمِ رَجُلٌ قَالَ: فَأَتْبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ السَّرِيَّةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ قَالَ: فَقَالَ الشَّاذُّ مِنَ الْقَوْمِ: إِنِّي مُسْلِمٌ. قَالَ: فَلَمْ يَنْظُرْ فِيمَا قَالَ. فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ. قَالَ: فَنَمَى الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا، فَبَلَغَ الْقَاتِلَ قَالَ: فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذْ قَالَ الْقَاتِلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ (2) ، وَعَمَّنْ قِبَلَهُ مِنَ النَّاسِ، وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ أَيْضًا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَعَمَّنْ قِبَلَهُ مِنَ النَّاسِ وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، ثُمَّ لَمْ يَصْبِرْ فَقَالَ الثَّالِثَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ
__________
(1) في (م) : أتاني الوليد، وهو تحريف.
(2) في (ظ5) : فأعرض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه.(37/155)
الْقَتْلِ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُعْرَفُ الْمَسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ، قَالَ لَهُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَى عَلَى لِمَنْ (1) قَتَلَ مُؤْمِنًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (2) (3)
__________
(1) في (م) و (ق) : من.
(2) في (ظ5) : مرار.
(3) إسناده صحيح إن كان بشر بن عاصم الليثي هو الذي وثقه النسائي، وإلا كان الإسناد حسناً، والحديث صحيح لغيره، وقد سلف بسط هذه المسألة عند الحديث (17007) .
وقد جاء في بعض الروايات: نصر بن عاصم مكان بشر بن عاصم، وهما أخوان، ونصر بن عاصم ثقة من رجال الصحيح، لكن وقوعه في هذا الإسناد وهم أو تحريف. والله أعلم.
بهز: هو ابن أسد، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وحميد: هو ابن هلال، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي، وليس هو من رجال الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/48، وابن أبي شيبة 10/126 و12/378-379، والنسائي في "الكبرى" (8593) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (942) ، وأبو يعلى (6829) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/208-209، وابن حبان (5972) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (980) ، والحاكم 1/18-19، والبيهقي في "السنن" 9/116، والخطيب في "المتفق والمفترق" (273) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/59، والمزي في "تهذيبه" 20/220-221 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. ولم يسق الطحاوي متنه بتمامه. وجاء عند ابن سعد من طريق عمرو بن عاصم، وعند
الحاكم والبيهقي من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ: نصر بن عاصم، بدل: بشر بن عاصم. قال الحاكم: هذا حديث مخرج مثله في "المسند الصحيح" لمسلم، وقد احتج بنصر بن عاصم الليثي وسليمان بن المغيرة، فأما عقبة بن مالك الليثي فإنه صحابي مخرج حديثه في كتب الأئمة في الوحدان، وقد =(37/156)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بيَّنت شرطي في أول الكتاب بأني أخرج حديث الصحابة عن آخرهم إذا صح الطريق إليهم.
وقد سلف مختصراً برقم (17008) .
وفي باب التغليظ على من قتل إنساناً بعد أن قال: لا إله إلا الله، عن أسامة بن زيد، سلف برقم (21745) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "أبى عليَّ لمن قتل ... " أي: أبى علي أن يغفر له.
وانظر "تفسير ابن كثير" 2/334.(37/157)
حَدِيثُ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ
22491 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي الرَّبِيعِ (1) ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَرَأَيْتُ نَاسًا مُجْتَمِعِينَ وَشَيْخٌ يُحَدِّثُهُمْ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا سَهْلُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَكَلَ لَحْمًا فَلْيَتَوَضَّأْ " (2)
__________
(1) في الأصول: سليمان بن أبي الربيع، وصوبناه من الموضع السالف برقم (17623) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة سليمان أبي الربيع، وهو مكرر (17623) ، وبسطنا القول فيه هناك.(37/158)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ (1)
22492 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يَقْسِمُهُ فِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ قَالَ: فَقَالَ: " الْتَمِسْ صَاحِبًا (2) ". قَالَ: فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ وَتَلْتَمِسُ صَاحِبًا. قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ.
__________
(1) كذا وقع هذا الصحابي مسمَّى في هذه الترجمة: عمرو بن الفغواء، وأورد له أحمد حديثاً واحداً سُمِّي فيه كذلك، ومدار هذا الحديث على عبد الله بن عمرو بن الفغواء، عن أبيه، وقد وقع في بعض طرقه مسمّى: عبد الله ابن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، فيما ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة"
4/558، وهو موافق لما وقع في غير هذا الحديث من طريقه.
وقد ذكر بعض من ألف في الصحابة كُلاًّ من عمرو وعلقمة في ترجمة منفردة، وجعلوهما أَخَوين، بناء على ما وردت به الأسانيد من تسمية عبد الله، والصواب أنهما واحد، لكن اختلفت الروايات في تسميته، وممن ذهب إلى ذلك البخاريُّ في "تاريخه" إذ لم يذكر عَمراً، وذكر علقمةَ بن الفغواء 7/39، وذكر الاختلاف في تسميته، وأشار إلى حديثنا هذا.
وعمرو أو علقمة هذا هو ابن الفغواء -ويقال: ابن أبي الفغواء- ابن عبيد ابن عمرو الخزاعي، قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/125 في ترجمة علقمة: كان دليل الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى تبوك.
(2) في (ظ5) : صاحبك.(37/159)
قَالَ: فَأَنَا لَكَ صَاحِبٌ. قَالَ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: قَدْ وَجَدْتُ صَاحِبًا وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَجَدْتَ صَاحِبًا فَآذِنِّي ". قَالَ: فَقَالَ: " مَنْ؟ " قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ. قَالَ: فَقَالَ: " إِذَا هَبَطْتَ بِلَادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ؛ فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبَكْرِيُّ وَلَا تَأْمَنْهُ " قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا جِئْتُ الْأَبْوَاءَ فَقَالَ لِي: إِنِّي أُرِيدُ حَاجَةً إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ فَتَلَبَّثْ لِي: قَالَ: قُلْتُ: رَاشِدًا فَلَمَّا وَلَّى ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَدَدْتُ (1) عَلَى بَعِيرِي، ثُمَّ خَرَجْتُ أُوضِعُهُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بَالْأَصَافِرِ إِذَا هُوَ يُعَارِضُنِي فِي رَهْطِهِ قَالَ: وَأَوْضَعْتُ فَسَبَقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي (2) قَدْ فُتُّهُ (3) انْصَرَفُوا وَجَاءَنِي قَالَ: كَانَتْ لِي إِلَى قَوْمِي حَاجَةٌ. قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ فَمَضَيْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَدَفَعْتُ الْمَالَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ (4)
__________
(1) في (م) والنسخ الخطية: فسِرتُ، والمثبت من نسخة على هامش (ظ5) و (ظ2) ومن "جامع المسانيد" ومصادر التخريج.
(2) في (ظ5) و (ق) : رأى أني.
(3) تحرف في (م) إلى: قذفته.
(4) إسناده ضعيف، عبد الله بن عمرو بن الفغواء روى عنه عيسى بن معمر، وذكره البخاري في "تاريخه" 5/155، وقال: قال زيد بن أسلم ومسلم ابن نبهان: عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء، يعني أنه راو واحد قيل في اسمه: عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن علقمة، وبذلك يكون الرواة عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه عيسى بن معمر. وقال ابن حجر في "التقريب": مستور. =(37/160)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعيسى بن معمر روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقيل: إنَّ الأزدي ضعَّفَه، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الرواية، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وابن إسحاق -وهو محمد صاحب المغازي- مدلس وقد عنعنه، لكن أورد البخاري هذا الإسناد في "تاريخه" 7/39، وذكر فيه تصريح ابن إسحاق بسماعه من عيسى بن معمر.
قلنا: وهو حديث غريب بهذه السياقة، لم يتابَع رواته عليه.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن عمرو بن الفغواء من "تهذيب الكمال" 15/368-369 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/296، وأبو داود (4861) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/214، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال" (119) ، والبيهقي 10/129، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/523، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/262 من طريق نوح بن يزيد، به. وبعضهم يختصره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (73) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، به.
وأورده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/558 في ترجمة علقمة بن الفغواء، وعزاه لعمر بن شبة والبغوي، ووقع في إسناده عبد الله بن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، وفي متنه مخالفة لسياقة حديثنا، ففيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسل المال إلى أبي سفيان في فقراء قريش وهم مشركون يتألفهم، وفي آخره أن أبا سفيان قال: ما رأيت أبر من هذا ولا أوصل، إنا نجاهد به ونطلب دمه، وهو يبعث إلينا بالصلات يَبَرُّنا بها.
ولتمثل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمثل "أخوك البكري ولا تأمنه" شاهد لا يفرح به من حديث عمر بن الخطاب عند العقيلي في "الضعفاء" 2/72، والطبراني في "الأوسط" (3786) ، وابن عدي في "الكامل" 1/318 و3/1065، وأبي الشيخ في "الأمثال" (118) . وفيه زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو متفق =(37/161)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= على ضعفه، وقال البخاري: منكر الحديث. وأبوه ضعيف جداً.
وثان من حديث المسور بن مخرمة عند أبي الشيخ في "الأمثال" (120) ، وفيه من لم نتبينه.
قوله: "أخوك البكري لا تأمنه" قال السندي: "البكري" ضبط بكسر الباء، أي: الذي وَلَده أبواك أولاً، قيل: المعنى أخوك شقيقك خَفه واحذره، فهو مبالغة في التحذير. قلت (القائل السندي) : والظاهر أن المراد الأكبر منك سناً، أريد به هاهنا القوي الغالب دون الضعيف، وهو المناسب بالحذر عند
هبوطه في بلاد قومه. قال الخطابي ["في معالم السنن" 4/118] : هذا مثل مشهور للعرب، وفيه إثبات الحذر واستعمال سوء الظن إذا كان على وجه السلامة من شر الناس.
"ولا تأمنه" عطف على مقدَّر، أي: احذره ولا تأمنه.
"أوضَعتُ" من الإيضاع، وهو الإسراع في السير.
قلنا: والأبواء ووَدَّان والأصافر مواضع بين مكة والمدينة. وعمرو بن أمية الضمري صحابي معروف، انظر ترجمته في "طبقات ابن سعد" 4/248-249.(37/162)
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ (1)
22493 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ حَيْثُ تُوضَعُ الْجَنَائِزُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَيْنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ قِبَلَ السَّمَاءِ فَنَظَرَ، ثُمَّ طَأْطَأَ بَصَرَهُ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ سُبْحَانَ اللهِ مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ؟ " قَالَ: فَسَكَتْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا، فَلَمْ نَرَهَا خَيْرًا (2) حَتَّى أَصْبَحْنَا. قَالَ مُحَمَّدٌ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نَزَلَ؟ قَالَ: " فِي الدَّيْنِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ عَاشَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ عَاشَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ عَاشَ (3) وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ " (4)
__________
(1) قال السندي: هو ابن أخي زينب أم المؤمنين، ولأمه فاطمة بنت أبي حبيش صحبة، وأبوه عبد الله صحابي جليل القدر، وجاء أنه ولد قبل الهجرة بخمس سنين، يكنى أبا عبد الله، قتل أبوه بأحد، فأوصى به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاشترى له مالاً بخيبر، وأقطعه داراً بالمدينة.
(2) في (ظ5) : "فلم نر إلا خيراً".
(3) قوله: "ثم قتل في سبيل الله، ثم عاش" المرة الثالثة لم يرد في (م) .
(4) ضعيف بهذه السياقة، أبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش =(37/163)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ونسب في روايات أخرى: مولى الليثيين، ومولى الهذليين، ومولى الأشجعيين، روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" 5 /570، ولم يذكر المزي وابن حجر توثيق ابن حبان له وقال الحافظ في "الفتح" 1/479: لم أجد فيه تصريحاً بتعديل، وتساهل في "تقريبه" فوثَّقه. قلنا: وقد اختلف عليه
فيه كما سنبينه، وباقي رجاله ثقات. زهير: هو ابن محمد التميمي، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (928) ، والنسائي 7/314، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/18، والطبراني في "الكبير" 19/ (559) و (560) ، والحاكم 2/25، والمزي في ترجمة محمد بن عبد الله بن جحش من "تهذيب الكمال" 25/459-460 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 19/ (556) ، و"الأوسط" (272) من طريق صفوان بن سليم، عن أبي كثير، به. وسنده ضعيف.
وأخرجه عبد بن حميد (367) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عمن أخبره، عن أبي كثير، به. وزاد فيه حديث: "الفخذ عورة" الآتي بعد حديثنا هذا.
وقد اختلف على أبي كثير في إسناده ومتنه، فروي عنه بسياقة أخرى، سلفت عند المصنِّف برقم (17253) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي كثير، به. وهو محفوظ بتلك السياقة، فهي توافق الأحاديث التي في الصحيح، وقد ذكرنا شواهده هناك.
وروي عنه لكن من حديث محمد بن عبد الله بن جحش، عن أبيه عبد الله ابن جحش، وسلف عند المصنف أيضاً برقم (17254) .
وروي عنه على أنه من مسند سعد بن أبي وقاص، أخرجه عبد بن حميد (150) ، والبزار في "مسنده" (1242) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، عنه. =(37/164)
22494 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، خَتَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى مَعْمَرٍ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ مُحْتَبِيًا كَاشِفًا عَنْ طَرَفِ فَخِذِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمِّرْ فَخِذَكَ يَا مَعْمَرُ؛ فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ " (1)
__________
= وروي عنه على وجه آخر، فقد رواه مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي كثير، قال: كنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره، ذكر هذا الإسناد المزي في "التحفة" 8/359، وهو ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي، وأبو كثير لا تصح صحبته كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 7/347.
(1) حديث حسن، أبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش سلفت ترجمته في الحديث السابق، وقد اختلف فيه عليه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. هشيم: هو ابن بشير، وحفص بن ميسرة: هو العقيلي الصنعاني، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/474-475، وفي "شرح مشكل الآثار" (1699) من طريق عبد الله بن وهب، عن حفص بن ميسرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (929) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/475، وفي "شرح المشكل" (1700) ، والطبراني 19/ (550) و (552) و (553) و (554) و (555) ، والحاكم 3/637، والبيهقي 2/228 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. ووقع في الإسناد في
مطبوعة "شرح المعاني" إقحام، وجاء على الصواب في "إتحاف المهرة" 13/139.
وأخرجه عبد بن حميد (367) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عمن أخبره عن أبي كثير، به. وهو عنده مجموع مع الحديث السابق في قصة الدَّين. قلنا: =(37/165)
22495 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ،
__________
= وقد روي الحديث عن زيد بن أبي أنيسة، عن العلاء، عن أبي كثير، به، عند الطبراني 19/ (553) ، وروي عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي العلاء مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش، عند ابن أبي عاصم (932) ، وابن قانع 3/18. وإسناده هذا الأخير خطأ.
وعلقه البخاري في "صحيحه" 1/478 (فتح الباري) في كتاب الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ.
وقد روي عن أبي كثير، عن سعد بن أبي وقاص، على أنه من مسند سعد، ذكره المزي في "التحفة" 8/358، وهو من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير، عن سعد.
وروي عن أبي كثير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره الحافظ في "الإصابة" 7/347، وعزاه لابن منده، وفيه: عن أبي كثير، وكان من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي كثير. وهو إسناد ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي، ولا تصح لأبي كثير صحبة.
وله شاهد من حديث معمر نفسه الذي أمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتغطية فخذه، أخرجه ابن قانع 3/99، وفي إسناده ضعف، ومعمر هذا هو معمر بن عبد الله بن نضلة العدوي القرشي، وجاء في بعض روايات حديث محمد بن عبد الله بن جحش: رجل من بني عدي يقال له: معمر.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الفخذ عورة" روي في أحاديث أخرى، وفي كل منها مقال، لكن يقوي بعضها بعضاً، منها حديث علي السالف برقم (1249) ، وحديث جرهد السالف برقم (15926) ، وانظر تعليقنا عليهما.
وقول الراوي عن محمد بن عبد الله بن جحش: ختن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن عمته زينب بنت جحش أم المؤمنين، والختن كل من كان من قبل المرأة.
وانظر ما بعده.(37/166)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَعْمَرٍ وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ: " يَا مَعْمَرُ غَطِّ فَخِذَيْكَ؛ فَإِنَّ الْفَخِذَيْنِ عَوْرَةٌ " (1)
__________
(1) حديث حسن، أبو كثير سلفت ترجمته عند الحديث (22493) ، وباقي رجاله ثقات. سليمان بن داود: هو الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/13-14، وابن قانع 3/18، والطبراني في "الكبير" 19/ (551) ، والحاكم 4/180، والبغوي (2251) ، والمزي في ترجمة محمد بن عبد الله بن جحش من "تهذيب الكمال" 25/460، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/212 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا
الإسناد.
وانظر ما قبله.(37/167)
حَدِيثُ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ
22496 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ سَهْمٍ قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ وَهُوَ طَعِينٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ يَعُودُهُ فَبَكَى. فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ (1) أَمْ عَلَى الدُّنْيَا؟ فَقَدْ ذَهَبَ صَفْوُهَا. فَقَالَ: عَلَى كُلٍّ لَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، فَوَدِدْتُ أَنِّي اتَّبَعْتُهُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَلَّكَ أَنْ تُدْرِكَ أَمْوَالًا تُقْسَمُ بَيْنَ أَقْوَامٍ، وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ (2) الْمَالِ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ " فَوَجَدْتُ فَجَمَعْتُ (3)
__________
(1) قوله: يشئزك تصحف في (م) إلى: يشتزك.
(2) في (ظ5) : جميع.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حال سمرة بن سهم: وهو الأسدي. قال ابن المديني: مجهول لا أعلم روى عنه غير أبي وائل، وقال الذهبي في "الميزان": تابعي لا يعرف، وقال ابن حجر في "التقريب": مجهول، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الكوفي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7199) ، والبيهقي في "الشعب" (10392) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/219-220، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (560) ، والبيهقي في "الشعب" (10392) من طريقين عن =(37/168)
حَدِيثُ غُطَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ
22497 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ غُطَيْفٍ أَوْ غُطَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَا نَسِيتُ مِنَ الْأَشْيَاءِ لَمْ أَنسَ أَنِّي " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ " (1)
__________
= زائدة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/218، وفي "الكبرى" (9811) ، وابن ماجه (4103) ، وابن حبان (668) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به.
وقد سلف برقم (15664) .
وقوله: "وإنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله تعالى" فحسن لغيره، وقد ذكرنا في الرواية رقم (15664) شاهده.
(1) حديث حسن، وهو مكرر (16968) ، لكن وقع اسم صحابيه هناك: الحارث بن غُضيف أو غُضيف بن الحارث، وكلاهما قيل في اسمه. معاوية: هو ابن صالح الحضرمي.(37/169)
حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
22498 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلْنَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ جَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ النَّجَاشِيَّ أَمِنَّا (1) عَلَى دِينِنَا، وَعَبَدْنَا اللهَ تَعَالَى لَا نُؤْذَى، وَلَا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ فِينَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ، وَأَنْ يُهْدُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَا مِمَّا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَيْهِ: الْأَدَمُ، فَجَمَعُوا لَهُ أَدَمًا كَثِيرًا وَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقًا إِلَّا أَهْدَوْا لَهُ هَدِيَّةً، ثُمَّ بَعَثُوا بِذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيَّ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ وَأَمَرُوهُمَا أَمْرَهُمْ وَقَالُوا لَهُمَا: ادْفَعَا إِلَى كُلِّ بِطْرِيقٍ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمُوا النَّجَاشِيَّ فِيهِمْ، ثُمَّ قَدِّمُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَاهُ، ثُمَّ سَلُوهُ أَنْ يُسَلِّمَهُمْ إِلَيْكُمْ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ قَالَتْ: فَخَرَجَا فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ، وَخَيْرِ جَارٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقٌ إِلَّا دَفَعَا إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَا النَّجَاشِيَّ، ثُمَّ قَالَا: لِكُلِّ بِطْرِيقٍ مِنْهُمْ إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى
__________
(1) في (ظ2) : أميناً.(37/170)
بَلَدِ الْمَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكُمْ وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتُمْ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَى الْمَلِكِ فِيهِمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِمْ لِنَرُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا كَلَّمْنَا الْمَلِكَ فِيهِمْ فَأَشِيرُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يُسَلِّمَهُمْ إِلَيْنَا، وَلَا يُكَلِّمَهُمْ فَإِنَّ قَوْمَهُمْ أَعْلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ فَقَالُوا لَهُمَا: نَعَمْ. ثُمَّ إِنَّهُمَا قَرَّبَا هَدَايَاهُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا مِنْهُمَا، ثُمَّ كَلَّمَاهُ فَقَالَا لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِكَ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ، وَلَا أَنْتَ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَيْكَ فِيهِمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَعْمَامِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ لِتَرُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ، فَهُمْ أَعْلَى بِهِمْ عَيْنًا وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ وَعَاتَبُوهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ النَّجَاشِيُّ كَلَامَهُمْ فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ: صَدَقُوا أَيُّهَا الْمَلِكُ قَوْمُهُمْ أَعْلَى بِهِمْ عَيْنًا وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ فَأَسْلِمْهُمْ إِلَيْهِمَا فَلْيَرُدَّاهُمْ (1) إِلَى بِلَادِهِمْ وَقَوْمِهِمْ. قَالَ: فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ ثُمَّ قَالَ: لَا هَايْمُ اللهِ إِذًا لَا أُسْلِمَهُمْ إِلَيْهِمَا وَلَا أَكَادُ قَوْمًا جَاوَرُونِي، وَنَزَلُوا بِلَادِي وَاخْتَارُونِي عَلَى مَنْ سِوَايَ حَتَّى أَدْعُوَهُمْ فَأَسْأَلَهُمْ مَا يَقُولُ هَذَانِ
__________
(1) في (م) : فليردانهم، وفي (ظ2) و (ق) : فليردنهما، والصواب ما أثبتنا من مكرره السالف برقم (1740) .(37/171)
فِي أَمْرِهِمْ فَإِنْ كَانُوا كَمَا يَقُولَانِ أَسْلَمْتُهُمْ إِلَيْهِمَا وَرَدَدْتُهُمْ إِلَى قَوْمِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مَنَعْتُهُمْ مِنْهُمَا، وَأَحْسَنْتُ جِوَارَهُمْ مَا جَاوَرُونِي قَالَتْ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَاهُمْ فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُهُ اجْتَمَعُوا. ثُمَّ قَالَ: بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا جِئْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ مَا عَلِمْنَا وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَائِنٌ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ فَلَمَّا جَاءُوهُ، وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ، سَأَلَهُمْ (1) فَقَالَ: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ؟ قَالَتْ: فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ (2) الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ. حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، " فَدَعَانَا: إِلَى اللهِ تَعَالَى لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ. وَنَهَانَا عَنْ: الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ
__________
(1) في (م) : ليسألهم.
(2) تصحف في (م) و (ظ2) إلى: نسبي.(37/172)
مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ. وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ ". قَالَ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ، وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ فَعَبَدْنَا اللهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا فَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الْخَبَائِثِ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا، وَشَقُّوا عَلَيْنَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ كهيعص. قَالَتْ: فَبَكَى وَاللهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ انْطَلِقَا فَوَاللهِ لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أَبَدًا وَلَا أَكَادُ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللهِ لَآتِيَنَّهُ غَدًا أَعِيبُهُمْ عِنْدَهُ، ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَ أَتْقَى(37/173)
الرَّجُلَيْنِ فِينَا،: لَا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَامًا، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا. قَالَ: وَاللهِ لَأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ. قَالَتْ: ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ الْغَدَ. فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلًا عَظِيمًا، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَسَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ (1) : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهَا فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ فِيهِ مَا قَالَ اللهُ وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ قَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَرُوحُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ. قَالَتْ: فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا. ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ: مَا قَالَ فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللهِ اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي.، وَالسُّيُومُ: الْآمِنُونَ، مَنْ سَبَّكُمْ غَرِمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غَرِمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غَرِمَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَيرَ ذَهَبٍ وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ، وَالدَّيرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْجَبَلُ، رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا فَلَا حَاجَةَ لَنَا بِهَا، فَوَاللهِ مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ، وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ
__________
(1) قوله: "أم سلمة" ليس في (ظ2) .(37/174)
فِيَّ (1) فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ قَالَتْ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا (2) بِهِ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ قَالَتْ: فَوَاللهِ إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِهِ يَعْنِي مَنْ يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ. قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا عَلِمْنَا حُزْنًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاهُ عِنْدَ ذَلِكَ تَخَوُّفًا أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ عَلَى النَّجَاشِيِّ فَيَأْتِيَ رَجُلٌ لَا يَعْرِفُ مِنْ حَقِّنَا مَا كَانَ النَّجَاشِيُّ يَعْرِفُ مِنْهُ. قَالَتْ: وَسَارَ النَّجَاشِيُّ وَبَيْنَهُمَا عُرْضُ النِّيلِ قَالَ: فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ وَقْعَةَ الْقَوْمِ، ثُمَّ يَأْتِيَنَا بِالْخَبَرِ. قَالَتْ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ أَنَا. قَالَتْ: وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا قَالَتْ: فَنَفَخُوا لَهُ قِرْبَةً فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ سَبَحَ عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ مِنْ (3) نَاحِيَةِ النِّيلِ الَّتِي بِهَا مُلْتَقَى الْقَوْمِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى حَضَرَهُمْ. قَالَتْ: وَدَعَوْنَا اللهَ تَعَالَى لِلنَّجَاشِيِّ بِالظُّهُورِ عَلَى عَدُوِّهِ وَالتَّمْكِينِ لَهُ فِي بِلَادِهِ، وَاسْتَوْسَقَ (4) عَلَيْهِ أَمْرُ الْحَبَشَةِ، فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمَكَّةَ (5)
__________
(1) في (م) : "فيّ الناسَ".
(2) في (ظ2) : "ما جاءوا".
(3) في (ظ2) : إلى.
(4) في (م) : واستوثق، وكلاهما بمعنىً.
(5) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث. =(37/175)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد سلف الحديث مكرراً برقم (1740) .
تنبيه: سقط هذا الحديث من (ظ5) ، وقد أشار الحافظ في "الأطراف" 2/208 إلى ثبوته في حديث أهل البيت، وهو السالف برقم (1740) ، وفي سابع الأنصار، وهو هذا الموضع.(37/176)
حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ (1)
22499 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا خَالِدُ إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَحْدَاثٌ وَفِتَنٌ وَاخْتِلَافٌ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ لَا الْقَاتِلَ فَافْعَلْ " (2)
22500 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ:
__________
(1) هو خالد بن عرفطة -بضم المهملة والفاء، بينهما راء ساكنة- ابن أبرهة بن سنان الليثي، ويقال: العذري، وهو الصحيح. استخلفه سعد بن أبي وقاص على الكوفة، ونزلها، وهو معدود في أهلها. وعاش خالد إلى سنة ستين، وقيل: مات سنة إحدى وستين. انظر "أسد الغابة" 2/102-103، و"الإصابة" 2/245.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان. أبو عثمان: عبد الرحمن بن مَُِلٍّ النهدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/36-37، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/138، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (646) ، والطبراني في "الكبير" (4096) ، والحاكم في "المستدرك" 3/281 و4/517 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث خباب بن الأرت السالف برقم (21064) .
وفي باب الأمر باعتزال الفتن وعدم رفع السلاح فيها انظر ما أوردناه عند حديث محمد بن مسلمة السالف برقم (17979) .(37/177)
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَسَارٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: فَذَكَرُوا رَجُلًا مَاتَ مِنْ بَطْنِهِ قَالَ: فَكَأَنَّمَا (1) اشْتَهَيَا أَنْ يُصَلِّيَا عَلَيْهِ قَالَ: فَقَالَ: أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: أَلَمْ يَقُلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ، فَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ "؟ قَالَ الْآخَرُ: بَلَى (2)
* 22501 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: عَبْدُ اللهِ وَسَمِعْتُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ قَالَ لِلْمُخْتَارِ: هَذَا رَجُلٌ كَذَّابٌ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ " (3)
__________
(1) في (ظ5) : فكأنهما.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن يسار -وهو الجهني- فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة، وخالد بن عرفطة روى له الترمذي والنسائي هذا الحديث فقط. وانظر ما سلف برقم (18310) .
(3) متن هذا الحديث متواتر، وإسناده ضعيف لجهالة مسلم مولى خالد بن عرفطة. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، ومحمد بن بشر: هو ابن الفرافصة العبدي.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/89 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/760-761، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/260-261، والبزار (213 - كشف) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (647) ، وأبو يعلى (6868) ، والحاكم 3/280، والطبراني في "الكبير" =(37/178)
حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ
22502 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ (1) ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْصِرُهَا أَفَنَشْرَبُ مِنْهَا؟ قَالَ: " لَا ". فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ: " لَا ". ثُمَّ رَاجَعْتُهُ. فَقَالَ: " لَا ". فَقُلْتُ: إِنَّا نَسْتَشْفِي بِهَا لِلْمَرِيضِ. قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِشِفَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ " (2)
__________
= (4100) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/89، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/103 من طرق عن محمد بن بشر، به. وسقط من مطبوعة الحاكم خالد بن عرفطة.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6478) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) تحرف الإسناد في (م) إلى: حماد بن سماك بن حرب.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قد اختلف فيه على سماك بن حرب، كما سلف بيانه عند مكرره برقم (18787) .(37/179)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ
22503 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زُهْرَةُ يَعْنِي ابْنَ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ". فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ الْآنَ وَاللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآنَ يَا عُمَرُ " (1)
22504 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زُهْرَةُ أَبُو عَقِيلٍ الْقُرَشِيُّ: أَنَّ جَدَّهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ هِشَامٍ " احْتَلَمَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَكَحَ النِّسَاءَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر ما سلف برقم (18047) .
(2) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر الكلام عليه في ترجمتنا لعبد الله بن هشام السالفة 29/582.(37/180)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ
22505 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ: فَقَالَ " وَاكِلْهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (19008) .(37/181)
[حَدِيثُ رَجُلٍ]
22506 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ (1)
22507 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ (2) قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا إِنَّ الْعَارِيَةَ مُؤَدَّاةٌ، وَالْمِنْحَةَ مَرْدُودَةٌ، وَالدَّيْنَ مَقْضِيٌّ وَالزَّعِيمَ غَارِمٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، وإبهامه لا يضر. أبو البختري الطائي: هو سعيد بن فيروز. وقد سلف الحديث برقم (18289) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
(2) في (م) : عبد الرحمن بن يزيد، عن جابر، وهو خطأ.
(3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن أبي سعيد اختلف في تعيينه، فذهب ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ورقة 342 إلى أنه سعيد ابن أبي سعيد المقبري، وَوَهَّمَ الخطيب البغدادي في أنه آخرُ غير المقبري، وتبعه المزي في "تهذيب الكمال" 10/471. وذلك بناء على أنه قد وقع تقييده بذلك في بعض روايات الحديث، وهو وهم من بعض الرواة الذين قد تُكُلِّم فيهم، وذهب الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" 2/1045-1046 إلى أنه سعيد بن أبي سعيد الساحلي البيروتي، وهو غير المقبري، كذا جاء تقييده في بعض الروايات التي يُعتَدُّ برواتها، وقال ابن عبد الهادي الحنبلي كما في =(37/182)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= تعليقه بخط يده على نسخة من "تحفة الأشراف" 1/225 أشار إليها محققه، ونقلها الزيلعي في "نصب الراية" 4/404 ما مَفاده: أن سعيد بن أبي سعيد هذا ليس هو المقبُري أحد الثقات، وإنما هو الساحلي، ولا يحتج به، وأن ذِكْرَ ابن عساكر والمزي لحديثه في ترجمة سعيد المقبري خطأ، ونقل ابن حجر في "تهذيب التهذيب" عن الحافظ سعد الدين الحارثي أنه قال: لم يُصِب ابن عساكر في توهيم الخطيب. ووافقه على ذلك، وهو الذي نرتضيه، وبناءً عليه فسعيد بن أبي سعيد هذا تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فهو مجهول لا يعرف، والله أعلم.
وأخرجه الدارقطني 4/70 من طريق الوليد بن مزيد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني سعيد بن أبي سعيد شيخ بالساحل، قال: حدثني رجل من أهل المدينة، قال: إني لتحت ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ثم أحال على حديث قبله مطوَّل.
وأخرجه ابن ماجه (2399) ، والطبراني في "الشاميين" (621) ، وابن عساكر 7/ورقة 342-343 من طريق محمد بن شعيب، والدارقطني 4/70، والبيهقي 6/264-265 من طريق عمر بن عبد الواحد، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أنس، عن النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مطوَّلاً، واقتصر ابن ماجه على قوله: "العارية مؤداة، والمنحة مردودة"،
ولم يسق البيهقي لفظه.
وأخطأ البوصيري، فصحح هذا الإسناد في "مصباح الزجاجة" الورقة 152، وتابعه على تصحيحه الدكتور بشار عواد في تعليقه على ابن ماجه (2399) .
وفي الباب عن أبي أمامة، سلف في مسنده برقم (22294) ، وإسناده حسن.(37/183)
حَدِيثُ أَبِي أُمَيَّةَ
22508 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلِصٍّ، فَاعْتَرَفَ اعْتِرافًا (1) وَلَمْ يُوجَدْ مَعَهُ مَتَاعٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا إِخَالُكَ سَرَقْتَ؟ " قَالَ: بَلَى مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْطَعُوهُ، ثُمَّ جِيئُوا بِهِ ". قَالَ: فَقَطَعُوهُ، ثُمَّ جَاءُوا بِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ". قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) لفظة: "اعترافاً" سقطت من (م) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي المنذر مولى أبي ذر.
وأخرجه الدارمي (2303) ، وأبو داود (4380) ، وابن ماجه (2597) ، والنسائي 8/67، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (731) ، والدولابي في "الكنى" 1/14، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/168-169، والطبراني في "الكبير" 22/ (905) ، والمزي في ترجمة أبي أمية من "تهذيب الكمال" 33/57 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي 1/13-14 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، والبيهقي 8/276 من طريق عبد الله بن رجاء الغداني، كلاهما عن همام بن يحيى، عن إسحاق بن أبي طلحة، به.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الطحاوي 3/168، والبيهقي 8/275-276. وإسناده صحيح.(37/184)
حَدِيثُ رَجُلٍ
22509 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا رَجَعْنَا لَقِيَنَا دَاعِي امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةً تَدْعُوكَ وَمَنْ مَعَكَ إِلَى طَعَامٍ، فَانْصَرَفَ (1) فَانْصَرَفْنَا مَعَهُ، فَجَلَسْنَا مَجَالِسَ الْغِلْمَانِ مِنْ آبَائِهِمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، ثُمَّ جِيءَ بِالطَّعَامِ فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، وَوَضَعَ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ فَفَطِنَ لَهُ الْقَوْمُ، وَهُوَ يَلُوكُ لُقْمَتَهُ لَا يُجِيزُهَا، فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَغَفَلُوا عَنَّا، ثُمَّ ذَكَرُوا فَأَخَذُوا بِأَيْدِينَا فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَضْرِبُ اللُّقْمَةَ بِيَدِهِ حَتَّى تَسْقُطَ، ثُمَّ أَمْسَكُوا بِأَيْدِينَا يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَفَظَهَا فَأَلْقَاهَا فَقَالَ: " أَجِدُ لَحْمَ (2) شَاةٍ أُخِذَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا ". فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ كَانَ فِي نَفْسِي أَنْ أَجْمَعَكَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى طَعَامٍ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى الْبَقِيعِ فَلَمْ أَجِدْ شَاةً تُبَاعُ، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ابْتَاعَ شَاةً أَمْسِ مِنَ الْبَقِيعِ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ أَنْ ابْتُغِيَ لِي شَاةً فِي الْبَقِيعِ، فَلَمْ تُوجَدْ فَذُكِرَ لِي أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ شَاةً، فَأَرْسِلْ بِهَا إِلَيَّ، فَلَمْ
__________
(1) قوله: "فانصرف" لم يرد في (ظ5) .
(2) تحرف في (م) و (ق) إلى: "أخدلج".(37/185)
يَجِدْهُ الرَّسُولُ وَوَجَدَ أَهْلَهُ فَدَفَعُوهَا إِلَى رَسُولِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَطْعِمُوهَا الْأُسَارَى " (1)
__________
(1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح، غير كليب -وهو ابن شهاب الجرمي- والد عاصم، فقد روى له البخاري في "رفع اليدين" وأصحاب السنن، وهو وابنه صدوقان لا بأس بهما. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد الفزاري، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه أبو داود (3332) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3005) و (3006) ، وفي "شرح المعاني" 4/208، والدارقطني 4/285-286 و286، والبيهقي في "السنن" 5/335، وفي "الدلائل" 6/310 من طرق عن عاصم بن كليب، بهذا الإسناد. وزاد أبو داود والدارقطني في الأول، والبيهقي في "السنن" قصة جلوسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حفيرة القبر، وستأتي هذه الزيادة برقم
(23465) .
وأخرجه محمد بن الحسن في "كتاب الآثار" كما في "نصب الراية" 4/168 عن أبي حنيفة، عن عاصم بن كليب، به.
وأخرجه أبو يوسف القاضي في "كتاب الآثار" (583) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" كما في "نصب الراية" 4/169 عن أبي حنيفة، عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن أبيه أبي موسى الأشعري.
بنحوه.
ويشهد له حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14785) ، لكن ليس فيه الأمر بإطعام الشاة للأسارى.(37/186)
حَدِيثُ أَبِي السَّوَّارِ عَنْ خَالِهِ رَضِيَ
22510 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا السُّمَيْطُ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ، حَدَّثَهُ أَبُو السَّوَّارِ، عَنْ خَالِهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُنَاسٌ يَتْبَعُونَهُ فَأَتْبَعْتُهُ مَعَهُمْ قَالَ: فَفَجِئَنِي الْقَوْمُ يَسْعَوْنَ قَالَ: وَأَبْقَى الْقَوْمُ فَأَتَى عَلَيَّ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَنِي ضَرْبَةً إِمَّا بِعَسِيبٍ أَوْ قَضِيبٍ أَوْ سِوَاكٍ أَوْ شَيْءٍ كَانَ مَعَهُ قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَوْجَعَنِي. قَالَ: فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ. قَالَ: أَوْ قُلْتُ: مَا ضَرَبَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لِشَيْءٍ عَلِمَهُ اللهُ فِيَّ. قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي نَفْسِي أَنْ آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصْبَحْتُ قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّكَ رَاعٍ فَلَا تَكْسِرْ (2) قُرُونَ رَعِيَّتِكَ ". قَالَ: فَلَمَّا صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ، أَوْ قَالَ: أَصْبَحْنَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنَّ أُنَاسًا يَتْبَعُونِي، وَإِنِّي لَا يُعْجِبُنِي أَنْ يَتْبَعُونِي. اللهُمَّ فَمَنْ ضَرَبْتُ أَوْ سَبَبْتُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةً وَأَجْرًا " أَوْ قَالَ: " مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ". أَوْ كَمَا قَالَ (3)
__________
(1) لفظة "علي" ليست في (ظ5) .
(2) في (م) : "لا تكسرن".
(3) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير السميط -وهو ابن عمير، ويقال ابن سُمير السدوسي البصري- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. أبو السوار: هو العدوي البصري، قيل: اسمه =(37/187)
حَدِيثُ أَبِي شَهْمٍ
22511 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ قَالَ: مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ بِالْمَدِينَةِ فَأَخَذْتُ بِكَشْحِهَا. قَالَ: وَأَصْبَحَ الرَّسُولُ يُبَايِعُ النَّاسَ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَلَمْ يُبَايِعْنِي. فَقَالَ: " صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ " (1) قَالَ:
__________
= حسان بن حريث، وقيل بالعكس، وقيل: حريف، وقيل: منقذ، وقيل: حجير ابن الربيع. عارم: هو لقب محمد بن الفضل، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2076) من طريق عبيد الله بن معاذ العنبري، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/362 من طريق محمد بن عبد الأعلى، كلاهما عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وفي باب كراهية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتبعه أحد، عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6549) .
وعن جابر عند ابن ماجه (246) ، والطحاوي في "المشكل" (2074) و (2075) ، والحاكم 2/411 و4/281.
ويشهد لقوله في آخره: "اللهم فمن ضربت أو سببت ... إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (7311) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: يسعون: أي: يجرون، وكأن المراد: حتى يمشوا قدامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد جاء أنه كان يسوقهم.
وأبقى القومُ: أي: نظروه ورصدوه.
(1) في (م) و (ق) : "صاحب الجبيذة الآن".(37/188)
قُلْتُ: وَاللهِ لَا أَعُودُ. قَالَ: " فَبَايَعَنِي " (1)
22512 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ قَالَ: كَانَ (2) رَجُلًا بَطَّالًا قَالَ: فَمَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ إِذْ هَوَيْتُ إِلَى كَشْحِهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُونَهُ فَأَتَيْتُهُ فَبَسَطْتُ يَدِي لِأُبَايِعَهُ، فَقَبَضَ يَدَهُ وَقَالَ: " أَجنُكَ صَاحِبُ (3) الْجُبَيْذَةِ؟، يَعْنِي: أَمَا إِنَّكَ صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ، أَمْسِ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ
__________
(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له النسائي. بيان: هو ابن بشر الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم الأحمسي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7329) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2677) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (933) ، والحاكم في "المستدرك" 4/377 والبيهقي في "الدلائل" 6/306 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
(2) في (م) : كنت.
(3) في (م) و (ق) : "أحبك"، وفي (ك) و"جامع المسانيد": "أجدك"، وكلاهما تصحيف، وصوابه: "أَجِنَّك" كما أثبتناه من (ظ5) ، أي: من أجل أنك، كما جاء شرحه في الحديث. وأما كلمة "صاحبُ" فقد جاءت في (م) والنسخ "صاحبُك" وضبب على الكاف في (ظ5) إشارة إلى خطئها.(37/189)
اللهِ، بَايِعْنِي فَوَاللهِ لَا أَعُودُ أَبَدًا. قَالَ: " فَنَعَمْ إِذًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن عطاء -وهو اليشكري- وإن كان لين الحفظ فقد توبع. سريج: هو ابن النعمان. وقال الحافظ في "الإصابة" 7/209: إسناده قوي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2676) ، وأبو يعلى (1543) ، والدولابي في "الكنى" 1/39، والطبراني في "الكبير" 22/ (932) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/306، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/168 من طرق عن يزيد بن عطاء، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(37/190)
حَدِيثُ مُخَارِقٍ (1)
22513 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَسْرِقَنِي أَوْ يَأْخُذَ مِنِّي مَالِي (2) مَا تَأْمُرُنِي بِهِ؟ قَالَ: " تُعْظِمُ عَلَيْهِ بِاللهِ ". قَالَ: فَإِنْ فَعَلْتُ فَلَمْ يَنْتَهِ؟ قَالَ: " تَسْتَعْدِي السُّلْطَانَ ". قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِقُرْبِي مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: " تُجَاهِدُهُ أَوْ تُقَاتِلُهُ حَتَّى تُكْتَبَ فِي شُهَدَاءِ الْآخِرَةِ أَوْ تَمْنَعَ مَالَكَ " (3)
__________
(1) مخارق، وقيل: أبو المخارق، هو ابن سليم، وقيل: ابن عبد الله الشيباني، يعد في الكوفيين.
(2) لفظة: "مالي" سقطت من (م) .
(3) حسن لغيره وهذا إسناد حسن إن كان متصلاً، ففي صحبة مخارق خلاف، وقابوس وسماك صدوقان. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"، وإبراهيم الحربي في "كتاب غريب الحديث" كما في "نصب الراية" 4/349، والنسائي 7/113، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/133، والطبراني 20/ (746-749) ، والبيهقي 8/336، والمزي في ترجمة قابوس بن المخارق من "تهذيبه" 23/331-332 من طرق عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه إبراهيم الحربي من طريق سفيان الثوري، عن سماك، عن قابوس، لم يقل فيه: عن أبيه، وأشير إلى رواية سفيان هذه ضمن حديث أبي الأحوص عن سماك عند النسائي 7/113. قال الدارقطني في "العلل" كما في =(37/191)
22514 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَتَانِي رَجُلٌ يَأْخُذُ مَالِي؟ قَالَ: " تُذَكِّرُهُ بِاللهِ ". قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ ذَكَّرْتُهُ بِاللهِ فَأَبَى؟ (1) قَالَ: " فَإِنْ فَعَلْتُ فَلَمْ يَنْتَهِ قَالَ: تَسْتَعِينُ عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ ". قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ مِنِّي نَائِيًا؟ قَالَ: " تَسْتَعِينُ عَلَيْهِ بِالْمُسْلِمِينَ ". قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَحْضُرْنِي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَعَجِلَ عَلَيَّ؟ قَالَ: " فَقَاتِلْ حَتَّى تَحْرُزَ مَالَكَ، أَوْ تُقْتَلَ فَتَكُونَ فِي شُهَدَاءِ الْآخِرَةِ " (2)
__________
= "نصب الراية": والمسند أصح.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (140) ، وسلف برقم (8475) .
وعن قهيد بن مطرف سلف برقم (15486) .
وفي باب من قتل دون ماله فهو شهيد، عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6523) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) لفظة "فأبى" سقطت من (م) .
(2) حديث حسن إن كان متصلاً، وسليمان بن قرم -وإن كان ضعيفاً- قد توبع كما في الرواية السالفة.(37/192)
حَدِيثُ أَبِي عُقْبَةَ (1)
22515 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عُقْبَةَ وَكَانَ مَوْلًى مِنْ أَهْلِ فَارِسَ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقُلْتُ: خُذْهَا مِنِّي، وَأَنَا الْغُلَامُ الْفَارِسِيُّ فَبَلَغَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هَلَّا قُلْتَ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الْغُلَامُ الْأَنْصَارِيُّ " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو عقبة: هو رُشيد بالتصغير، فارسي، مولى بني معاوية من الأنصار.
(2) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن أبي عقبة لم يرو عنه غير اثنين ولم يوثقه غير ابن حبان فهو في عداد المجهولين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/505، وأبو داود (5123) ، وابن ماجه (2784) ، والدولابي في "الكنى" 1/45 من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (910) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن عقبة، عن أبيه عقبة مولى جبر بن عتيك الأنصاري. فسماه عقبة.
وقد سلف بنحو هذه القصة من حديث سهل بن الحنظلية ضمن حديث مطول برقم (17622) وإسناده محتمل للتحسين.(37/193)
حَدِيثُ رَجُلٍ لَمْ يُسَمَّ
22516 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلَا يَرْفَعْ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَنْ يُلْتَمَعَ بَصَرُهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. ابن مبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأَيْلي، والزهري: هو محمد بن مسلم.
وقد سلف برقم (15652) عن علي بن إسحاق، عن ابن المبارك.(37/194)
حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ (1)
22517 - حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ. فَقَالَ: " كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ ". وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ: " كَفَّارَةُ سَنَةٍ " (2)
__________
(1) انظر ترجمته في الجزء 32 ص 160.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن معبد الزِّماني، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد الرزاق (7826) و (7831) و (7865) عن معمر، والبيهقي 4/286 من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو عند عبد الرزاق في الموضع الأخير وعند البيهقي مطوَّل جداً بنحو رواية غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الآتية برقم (22537) .
وسيأتي برقم (22541) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، به، وفيه إشارة إلى أن حديثه طويل.
وسيأتي مختصراً كرواية المصنف هنا برقم (22530) من غير هذا الطريق.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2478) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن مولىً لأبي قتادة، عنه.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البزار (1053 - كشف الأستار) ، لكن في إسناده عمر بن صهبان، وهو ضعيف جداً.
وفي باب فضل صوم يوم عرفة عن عائشة، وسيأتي برقم (24970) .
وعن سهل بن سعد عند ابن أبي شيبة 3/97، وعنه أبو يعلى (7548) . =(37/195)
22518 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، جَلِيسٍ كَانَ لِأَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَقَامَ الْبَيِّنَةَ عَلَى قَتِيلٍ، فَلَهُ سَلَبُهُ " (2)
22519 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا (3) عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ (4) بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ (5) ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهُوَ يُصَلِّي يَحْمِلُ أُمَامَةَ، أَوْ أُمَيْمَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ، وَهِيَ بِنْتُ زَيْنَبَ، يَحْمِلُهَا إِذَا
__________
= وعن أبي سعيد الخدري عند عبد بن حميد (967) ، وعنه عن قتادة بن النعمان عند ابن ماجه (1731) ، وإسنادهما واحد، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك.
وفي الحث على صيام يوم عاشوراء انظر حديث جابر السالف برقم (14663) ، وحديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (19669) ، وانظر بقية الشواهد عندهما.
قوله: "كفارة سنتين" يعني السنة الماضية والسنة القابلة كما في روايات أخرى للحديث. وقال السندي: هذا لمن لم يكن بعرفة كما تقتضيه الأحاديث.
وانظر تعليقنا على حديث أبي هريرة السالف برقم (8031) .
(1) تحرف في (م) إلى: عمرو.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو محمد جليس أبي قتادة هو نافع بن عباس الأقرع كما جاء مصرحاً به فيما سيأتي برقم (22607) . وحديثنا قطعة منه، انظر تخريجه هناك.
(3) قوله: "حدثنا" سقط من (م) .
(4) تحرف في (م) إلى: يزيد.
(5) تحرف في (م) إلى: عمرو بن أبي سليم.(37/196)
قَامَ، وَيَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ حَتَّى فَرَغَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله المدني- روى له أصحاب السنن، وحديثه في "صحيح مسلم" متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير زيد بن أبي عتاب، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه،
وهو ثقة. عمرو بن سُليم: هو ابن خَلْدة الزُّرَقي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5923) من طريق بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (1077) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني.
وأخرجه مسلم (543) (43) ، وأبو داود (919) ، وأبو عوانة (1740) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، والطبراني في "الكبير" 22/ (1078) ، وفي "الصغير" (436) من طريق سعيد بن عمرو بن سليم الزُّرَقي، كلاهما عن عمرو ابن سُليم، به. ووقع في رواية بكير: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي للناس وأمامة بنت أبي العاص على عنقه ... إلخ. وجاء في رواية سفيان بن عيينة الآتية برقم (22532) : رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يؤم الناس ... إلخ.
وسيأتي من طريق عامر بن عبد الله بن الزبير بالأرقام (22524) و (22532) و (22579) و (22589) و (22645) و (22651) ، ومن طريق سعيد ابن أبي سعيد المقبري برقمي (22584) و (22645) كلاهما عن عمرو بن سليم.
أمامة بنت أبي العاص: هي بنت زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد عاشت إلى دولة معاوية بن أبي سفيان، وتزوجها علي بن أبي طالب، ثم المغيرة بن الحارث بن نوفل.
وأبو العاص اسمه: لقيط، وقيل: مقسم، وقيل: القاسم، وقيل: مهشم، وقيل: هشيم، وقيل: ياسر، وهو مشهور بكنيته، أسلم قبل الفتح وهاجر، ورد عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته زينب بنكاحها الأول، وماتت معه، وأثنى عليه في مصاهرته، وكانت وفاته في خلافة أبي بكر الصديق. =(37/197)
22520 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " يَؤُمُّنَا يَقْرَأُ بِنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَيُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ
__________
= قال القرطبي: -كما في "الفتح" 1/592- اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث، والذي أحوجهم إلى ذلك أنه عملٌ كثير، فروى ابن القاسم عن مالك أنه كان في النافلة، وهو تأويل بعيد، فإن ظاهر الأحاديث أنه كان في فريضة.
وقال ابن عبد البر: لعله نسخ بتحريم العمل في الصلاة، وتعقبه الحافظ ابن حجر بأن النسخ لا يثبت بالاحتمال، وبأن هذه القصة كانت بعد قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن في الصلاة لشغلاً" لأن ذلك كان قبل الهجرة، وهذه القصة كانت بعد الهجرة قطعاً بمدة مديدة.
وذكر عياض عن بعضهم أن ذلك كان من خصائصه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكونه كان معصوماً من أن تبول وهو حاملها، ورده الحافظ بأن الأصل عدم الاختصاص، وبأنه لا يلزم من ثبوتها الاختصاص في أمر ثبوته في غيره بغير دليل، ولا مدخل للقياس في مثل ذلك، وحمل أكثر أهل العلم هذا الحديث على أنه عمل غير متوال لوجود الطمأنينة في أركان صلاته.
وقال النووي في "شرح مسلم" 5/32: ادعى بعض المالكية أن هذا الحديث منسوخ، وبعضهم أنه من الخصائص، وبعضهم أنه كان لضرورة، وكل ذلك دعاوى باطلة مردودة لا دليل عليها، وليس في الحديث ما يخالف قواعد الشرع، لأن الآدمي طاهر، وما في جوفه معفو عنه، وثياب الأطفال وأجسادهم محمولة على الطهارة حتى تتبين النجاسة، والأعمال في الصلاة لا تبطلها إذا قلَّتْ أو تفرَّقت، ودلائل الشرع متظاهرة على ذلك، وإنما فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك لبيان الجواز.(37/198)
يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَانَ يَقْرَأُ بِنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ " " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقْسَم المعروف بابن عُليَّة، وهشام الدَّستُوائي: هو ابن أبي عبد الله، ويحيى ابن أبي كثير: هو الطَّائي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/356 و2/403، ومن طريقه ابن حبان (1857) عن إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. ورواية ابن حبان مختصرة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (762) و (779) ، وأبو داود (798) ، وابن ماجه (829) ، والنسائي في "المجتبى" 2/165، وفي "الكبرى" (1048) ، وابن خزيمة (1588) ، وأبو عوانة (1756) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/206، وفي "شرح مشكل الآثار" (4623) و (4624) ، والبيهقي 2/65 من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً عبد الرزاق (2675) ، وعبد بن حميد (198) ، وأبو داود (800) ، وابن خزيمة (1580) ، وابن حبان (1855) ، والبيهقي 2/66 من طريق معمر، والبخاري (759) ، وأبو عوانة (1755) ، والبيهقي 2/59 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، والنسائي 2/164 من طريق أبي إسماعيل القناد، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، به.
وقد سلف الحديث برقم (19418) .
وسيتكرر برقم (22570) .
وسيأتي من طرق عن يحيى بن أبي كثير بالأرقام (22539) و (22563) و (22595) و (22596) و (22597) و (22617) و (22627) و (22628) و (22648) و (22654) و (22658) .
وفي باب إسماع الإمام القراءة لمن خلفه في السرية عن البراء بن عازب عند النسائي 2/163.
وعن أبي هريرة عند أبي داود (797) ، والنسائي 2/163. =(37/199)
22521 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى أَنْ يُخْلَطَ شَيْءٌ مِنْهُ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ لِيُنْتَبَذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ " (1)
__________
= وفي باب تطويل الركعة الأولى عند أبي سعيد الخدري عند النسائي 2/164، وأبي عوانة (1747) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومعمر: هو ابن راشد.
وأخرجه عبد الرزاق (16965) ، ومن طريقه أبو عوانة (8016) و (8017) عن معمر، بهذا الإسناد. وقرن أبو عوانة في الموضع الأول بعبد الله بن أبي قتادة أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. وستأتي رواية الحديث مقروناً بينهما من طريقين عن يحيى بن أبي كثير برقمي (22618) و (22629) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/537 و14/189، ومسلم (1988) (24) ، وابن ماجه (3397) ، والنسائي في "المجتبى" 8/289 و292-293، وفي "الكبرى" (5060) و (5077) ، وأبو عوانة (8012) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/206-207 و207 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (125) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/208 من طريق عائذ بن نصيب، عن عبد الله بن أبي قتادة، به.
وأخرجه مالك 2/844، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" من رواية أبي علي الأسيوطي كما في "تحفة الأشراف" 9/261 عن الثقة عنده، والنسائي في "الكبرى"، وابن عبد البر 24/206 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن بكير بن الأشج، عن عبد الرحمن بن الحباب -وقال عمرو: عبد الرحمن بن الحارث- عن أبي قتادة. وقال المزي في "التحفة" 9/261: إن المحفوظ هو ابن الحباب.
وأخرجه ابن عبد البر 24/205 من طريق مالك، عن ابن لهيعة، عن بكير، بهذا الإسناد. وابن لهيعة سيىء الحفظ. =(37/200)
22522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى أَنْ يَتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ أَوْ يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ يَسْتَطِيبَ بِيَمِينِهِ " (1)
__________
= وسيأتي الحديث بالأرقام (22618) و (22629) و (22646) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9750) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10991) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "نهى أن يخلط شيء منه بشيء" يعني خليط البسر والتمر وخليط الزبيب والتمر وخليط الزهو والرطب كما سيأتي مصرحاً به في "المسند".
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
عبد الوهاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد بن الصَّلْت، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني
وأخرجه مسلم (267) (65) ، وص 1602 (121) ، والنسائي 1/43-44، وأبو عوانة (591) و (8205) من طريق عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومقطعاً عبد الرزاق (19584) ، والحميدي (428) ، ومسلم (267) (63) ، والترمذي (15) ، والنسائي في "المجتبى" 1/25، وفي "الكبرى" (6882) ، وابن خزيمة (68) ، وأبو عوانة (592) و (593) و (594) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2856) ، والذهبي في "معجم
شيوخه" 2/222 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود (31) عن مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل، عن أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، به. وفيه: " ... وإذا شرب فلا يشرب نفساً واحداً" وهذا اللفظ مغاير لرواية الجمهور عن يحيى بن أبي كثير، فالمعنى هنا أن يفصل القدح عن فمه أكثر من مرة، وهذا موافق لحديث أنس السالف برقم (12133) .=(37/201)
22523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ " (1)
__________
= ورواه عن أبان العطار بلفظ آخر عبيدُ الله بن موسى عند الحاكم كما في "إتحاف المهرة" 4/124 فقال: "إذا شرب أحدكم فليشرب بنفس واحد"، وهذا إن سلم من التحريف، ففيه الأمر بالشرب دفعة واحدة دون فصل، وسواء كان أبان رواه بهذا اللفظ أو ذاك، فقد وهم فيه، لمخالفته رواية الجمهور عن يحيى.
وسيأتي من طرق عن يحيى بن أبي كثير بالأرقام (22534) و (22565) و (22634) و (22638) و (22647) و (22655) .
وانظر (19419) .
وفي باب النهي عن أن يمس ذكره بيمينه إذا أتى الخلاء عن جابر عند ابن حبان (1433) .
وعن الحضرمي عند أبي يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (656) .
وانظر تتمة شواهده برقم (19419) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (1826) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ مالك" 1/162، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (34) ، والدارمي (1393) ، والبخاري (444) ، ومسلم (714) (69) ، وأبو داود (467) ، وابن ماجه (1013) ، والترمذي (316) ، والنسائي في "المجتبى" 2/53، وفي "الكبرى" (809) ، وأبو عوانة (1239) و (2137) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/371، وفي "شرح المشكل" (5712) ، وابن حبان (2497) ، وفي الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/154، وأبو نعيم في =(37/202)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الحلية" 3/168، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/100، والبغوي (480) ، والمزي في ترجمة عامر بن عبد الله من "تهذيب الكمال" 14/59-60، والسبكي في "طبقات الشافعية" 4/326-327. وقرن الدارمي بمالك فليحَ بنَ سليمان.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/236 و12/318، والذهبي في "السير" 9/191 من طريق محمد بن مخلد، عن عنبس بن إسماعيل، عن شعيب بن حرب، عن سفيان الثوري، عن مالك، به.
وأخرجه الخطيب 12/318، والذهبي 8/120 و9/191 من طريق محمد ابن مخلد، عن العلاء بن سالم، عن شعيب بن حرب، عن مالك. قال ابن مخلد: هذا هو عندي الصواب - يعني حديث شعيب عن مالك، بإسقاط سفيان الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق (1673) ، والبخاري (1163) ، والنسائي في "الكبرى" (519) ، وابن خزيمة (1827) ، وأبو عوانة (2138) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5714) ، وابن حبان (2495) و (2498) ، والطبراني في "الكبير" (3280) ، وفي "الأوسط" (4321) و (8953) و (9171) ، وفي "الصغير" (383) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/168، والبيهقي 3/194 من طرق
عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/340، وابن خزيمة (1824) من طريق أبي بكر ابن عمرو بن حزم، عن عمرو بن سليم، به، بلفظ: "أعطوا المساجد حقها" قيل: وما حقها؟ قال: "ركعتان قبل أن تجلس".
وأخرجه أبو يعلى (2117) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5717) ، والخطيب في "تاريخه" 3/47 من طريق سهيل بن أبي صالح، عن عامر، عن عمرو بن سليم، عن جابر بن عبد الله ... الحديث. قلنا: سهيل بن أبي صالح ثقة احتج به مسلم، لكن تغير حفظه بأخرة، وقد خالف الثقات في روايته
هذه، فجعله من مسند جابر، وهو وهم منه رحمه الله. ولجابر حديث في ركعتي تحية المسجد من غير هذا الطريق بغير هذه السياقة سلف برقم (14171) . =(37/203)
22524 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: " يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ، فَإِذَا رَكَعَ وَسَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا " (1)
__________
= وسيتكرر برقم (22578) وقرن فيه بعبد الرحمن بن مهدي عبدَ الرزاق.
وسيأتي من طرق عن عامر بن عبد الله بالأرقام (22529) و (22578) و (22594) و (22652) .
وسيأتي من طريق محمد بن يحيى بن حَبّان، عن عمرو بن سليم برقم (22601) ، وذكر فيه قصة.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11197) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عامر بن عبد الله: هو ابن الزبير ابن العَوَّام.
وهو في "موطأ مالك" 1/170، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/116 و117، والدارمي (1360) ، والبخاري (516) ، ومسلم (543) (41) ، وأبو داود (917) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (226) ، والنسائي في "المجتبى" 3/10، وفي "الكبرى" (521) و (1127) ، وأبو عوانة (1734)
و (1735) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5921) ، وابن حبان (1109) ، والطبراني في "الكبير" 22/1067، والبيهقي 2/262-263، والبغوي (741) و (742) . وجاء في رواية الشافعي الثانية: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بالناس وهو حامل أمامة بنت أبي العاص.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (522) ، وابن حبان (2340) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1070) ، وفي "الشاميين" (1829) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، والطبراني في "الكبير" 22/ (1069) من طريق فليح بن سليمان، كلاهما عن عامر بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإسناد. وجاء في رواية فليح: =(37/204)
22525 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعْرَى مِنْهَا غَيْرَ أَنِّي لَا أُزَمَّلُ حَتَّى لَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَحَدَّثَنِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ رَأَى رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلَا يُخْبِرْ بِهَا وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا؛ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ " قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: " فَإِنَّهُ لَنْ يَرَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ " (1)
__________
= كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي للناس.
وسيتكرر عن عبد الرحمن بن مهدي برقم (22579) .
وانظر (22519) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن ابن عوف الزهري.
وأخرجه الحميدي (418) ، ومسلم (2261) (1) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/163 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7005) ، وأبو عوانة من طريق عُقيل بن خالد، ومسلم (2261) (1) ، وأبو عوانة من طريق يونس بن يزيد، ومن طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وأخرجه الحميدي (419) ، ومسلم (2261) (1) من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ومحمد بن عمرو بن علقمة، والبخاري (6995) ، والطبراني في "الأوسط" (8719) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، ثلاثتهم عن أبي سلمة، به - زاد عبيد الله بن أبي جعفر: "وإن الشيطان لا يتراءى بي" وستأتي هذه الزيادة ضمن حديث برقم (22606) .
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3126) و (3127) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (909) ، والبيهقي في =(37/205)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الشعب" (4760) عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي قتادة. ولفظه: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "الرؤيا على ثلاثة منازل، فمنها ما يُحدِّث بها الرجل نفسه، فليس ذلك بشيء، ومنها ما يكون من الشيطان، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً، ثم ليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضرَّه، ومنها رؤيا
من الله، فإذا رأى أحدكم الشيء يعجبه فليَعرِضْه على ذي رأيٍ ناصح، فليتأول خيراً، وليقل خيراً، فإن رؤيا العبد الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة". قال عوف بن مالك: والله يا رسول الله لو كانت حصاة من عدد الحصا لكان كثيراً.
قلنا: وفي إسناده محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن. وبنحوه رواه ابن ماجه (3907) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2178) ، وابن حبان (6042) من حديث عوف بن مالك. وهو حديث صحيح.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (895) من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي سلمة مرسلاً.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6215) .
وعن جابر، سلف برقم (14780) .
وعن أنس عند الطبراني في "الأوسط" (3204) ، وفي إسناده ضعف.
وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عمر.
قوله: "أُعرى" قال ابن الأثير في "النهاية" 3/226: أي: يصيبني البرد والرِّعدة من الخوف، يقال: عُري فهو معروٌّ. والعُرَوَاءُ: الرِّعدة.
وقوله: "لا أُزمَّل" أي: لا أُلَف بالثياب.
وقوله: "وليتفل" قد ورد بثلاثة ألفاظ في "المسند" وغيره: النفث والتفل والبصق. قال النووي في "شرح مسلم" 14/182: النفث نفخ لطيف بلا ريق.
قال أبو عبيد: يشترط في التفل ريق يسير، ولا يكون في النفث، وقيل عكسه.
قال النووي 15/18: وأكثر الروايات -في الرؤيا-: فلينفث، ولعل المراد =(37/206)
22526 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَصَابَ حِمَارَ وَحْشٍ، يَعْنِي وَهُوَ: مُحِلٌّ وَهُمْ مُحْرِمُونَ، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟: " فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهِ " (1)
__________
= بالجميع النفث، وهو نفخ لطيف بلا ريق، ويكون التفل والبصق محمولين عليه مجازاً.
قال القاضي: أمر به طرداً للشيطان الذي حضر الرؤيا المكروهة تحقيراً له واستقذاراً. انظر "الفتح" 12/371.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة الهلالي، وأبو محمد: هو نافع بن عباس -أو عياش- الأَقْرع مولى عَقِيلة الغِفارية، وكان يقال له: مولى أبي قتادة للزومه له.
وأخرجه عبد الرزاق (8338) ، والحميدي (424) ، والبخاري (1823) ، ومسلم (1196) (56) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/164، والبيهقي 5/187، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/151 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والحديث عندهم مطوَّل ضمن قصة.
وتحرف "سفيان" في "إتحاف المهرة" إلى: "شعيب".
وسيأتي الحديث مطوَّلاً من طريق أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله برقم (22567) ، ومن طريق عبد الله بن أبي سلمة مولى بني تميم برقم (22605) ، ومن طريق سعد بن إبراهيم برقم (22624) ، ثلاثتهم عن أبي محمد نافع الأقرع مولى أبي قتادة.
وأخرج الطحاوي 2/173 من طريق عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن أبي قتادة: أنه كان على فرس وهو حلال، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه محرمون، فبَصُرَ بحمار وحشٍ، فنهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعينوه، فحمل عليه، فصرع أتاناً، فأكلوا منه. وقوله: "فنهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعينوه" وهم من بعض رواته، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن حاضراً للقصة كما في سائر روايات حديث أبي قتادة. =(37/207)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسيأتي الحديث مطولاً أيضاً من طريق عبد الله بن أبي قتادة بالأرقام (22569) و (22574) و (22590) و (22603) و (22612) ، ومن طريق عطاء ابن يسار برقم (22568) ، ومن طريق معبد بن كعب بن مالك برقم (22604) ، ثلاثتهم عن أبي قتادة.
وفي الباب بقصة أبي قتادة نفسها عن أبي سعيد الخدري عند البزار (1101 - كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/173، وابن حبان (3976) ، وهو صحيح.
وعن جابر بن عبد الله وأبي هريرة عند ابن عبد البر في "التمهيد" 21/150-151، وإسناد حديث جابر صحيح، وأما إسناد حديث أبي هريرة، ففيه انقطاع، فإنه من رواية محمد بن المنكدر، عنه، وابن المنكدر لم يسمع أبا هريرة فيما قاله يحيى بن معين، وقال أبو زرعة الرازي: لم يلقه.
وفي باب أن لحم الصَّيد حلالٌ أَكْلُه للمُحرِم، إذا لم يَصِدْه هو، وصاده الحلالُ عن عُمير بن سَلَمةَ الضَّمْري، عن رجل من بَهْز، سلف في مسنده برقم (15744) ، وفيه: أنه خرج مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد مكة، حتى إذا كانوا في بعض وادي الرَّوْحاء، وجد الناس حمار وَحْشٍ عَقِيراً، فذكروه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أقِرُّوه حتى يأتي صاحبه" فأتى البَهْزيُّ وكان صاحبَه، فقال: يا رسولَ الله: شَأنَكُم بهذا الحمار. فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر، فقسمه في الرِّفاق وهم مُحرِمون. وإسناده صحيح، وقد سلف في مسند عمير بن سلمة الضمري أيضاً برقم (15450) .
وعن طلحة بن عبيد الله، سلف برقم (1383) ، ولفظه: كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حُرُمٌ، فأُهدي لنا طَيْرٌ، وطلحة راقد، فمنا من أكل، ومنا من تَوَرَّع، فلم يأكل، فلما استيقظ طلحة، وَفَّقَ من أكله، وقال: أكلناه مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإسناده صحيح.
وعن جابر بن عبد الله سلف في مسنده برقم (14894) ، ولفظه: "صيد =(37/208)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البَرِّ لكم حلالٌ وأنتم حُرُمٌ، ما لم تَصِيدُوه، أو يُصَدْ لكم". وإسناده فيه اضطراب.
وإلى هذه الأحاديث ذهب طائفة من أهل العلم، فأجازوا للمُحرِم أكلَ ما صاده الحلال من الصيد مما يَحِلُّ للحلال أكلُه، منهم: عطاء ومجاهد وسعيد ابن جبير، وهو قول عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، والزُّبير بن العوام، وأبي هريرة، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه.
وقالت طائفة أخرى: إن لحم الصيد مُحرَّمٌ على المُحرِمين على كلِّ حال، ولا يجوز لمُحرِم أكلُ لحم صيد البَتَّةَ، منهم: ابن عباس وعلي بن أبي طالب وابن عمر، وكره ذلك طاووس وجابر بن زيد، وروي عن الثوري والليث وإسحاق مثل ذلك. وحجة من ذهب هذا المذهب أحاديث، منها:
حديث ابن عباس، وقد سلف في مسنده برقم (2530) ، ولفظه: قال أُهدي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجُزُ حمار -أو قال: رِجْل حمار- وهو مُحرِمٌ، فرَدَّه. وإسناده صحيح.
وحديث الصَّعْب بن جَثَّامة الليثي، سلف في مسنده برقم (16423) ولفظه: أن الصَّعْب بن جَثَّامة أَهْدى إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بالأَبْواء أو بوَدَّان حماراً وحشيّاً، فردَّه عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رأى ما في وجهه قال: "إنا لم نَرُدَّ عليك إلا أنا حُرُمٌ". وإسناده صحيح وهو في "الصحيحين".
وحديث زيد بن أرقم، سلف في مسنده برقم (19271) ولفظه: أن زيد ابن أرقم قَدِمَ، فقال له ابن عباس يستذكره: كيف أخبرتني عن لحم أهدِيَ للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حرام؟ قال: نعم، أَهْدى له رجل عُضواً من لحم صيد، فردَّه، وقال: "إنا لا نأكلُه، إنا حُرُم"، وإسناده صحيح.
وحديث عائشة، سيأتي برقم (24128) و (25882) ، ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهدي له وَشِيقةُ ظَبْي وهو مُحرِمٌ، فرَدَّها. وهو صحيح إن ثبت سماع الحسن بن محمد بن علي من عائشة. =(37/209)
22527 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ (2) ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: " بَارَزْتُ رَجُلًا يَوْمَ حُنَيْنٍ فَنَفَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ " (3)
__________
= وحديث علي بن أبي طالب، وسلف في مسنده برقم (783) وفيه: أن النبي أُتي بقائمة حمارِ وَحْش، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنا قوم حُرُم، فأَطعموه أهل الحِلِّ"، وأُتي أيضاً ببيض النَّعام، فقال: "إنا قوم حُرُم، أطعموه أهل الحِلِّ". وإسناده ضعيف.
وقالت طائفة ثالثة: ما صاده الحلال للمحرم، أو من أجله، أو بأمره وإشارته، فلا يجوزُ له أكْلُه، وما لم يُصَدْ له، ولا من أَجْله، أو بأمره وإشارته، فلا بأس للمحرم بأكله، وهو الصحيح عن عثمان، وبه قال مالك، والشافعي، وأصحابهما، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وروي أيضاً عن عطاء، وحجتهم: أنه عليه تصح الأحاديث في هذا الباب، وأنها إذا حُمِلَت على ذلك لم تتضاد، ولم تتدافع، وعلى هذا يجب أن تحمل السنن، ولا يعارض بعضها ببعض ما وجد إلى استعمالها سبيل. انظر "التمهيد" 21/150-156، و"شرح معاني الآثار" 2/168-176، و"فتح الباري" 4/33-34.
(1) تحرف في (م) إلى: عمرو.
(2) قوله: عن أبي محمد سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو محمد: هو نافع بن عباس الأقرع مولى أبي قتادة.
وأخرجه عبد الرزاق (9476) ، والحميدي (423) ، وسعيد بن منصور (2695) ، والدارمي (2485) ، وابن ماجه (2837) ، والترمذي (1562) ، وأبو عوانة (6634) ، و (6636) ، والطحاوي 3/226 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، ورواية أبي عوانة الأولى مطولة بنحو ما سيأتي برقم (22607) .(37/210)
22528 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَتْنِي امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ يُصْغِي الْإِنَاءَ لِلْهِرِّ فَيَشْرَبُ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا: " إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ وَالطَّوَّافَاتِ عَلَيْكُمْ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فرواه سفيان بن عيينة وهشام بن عروة، فاضطربا فيه كما سيأتي بيانه، وجوَّده مالك بن أنس وحسين المُعلِّم وهمام بن يحيى، فقالوا: عن إسحاق بن عبد الله، عن حُميدة بنت عُبيد بن رفاعة، عن كَبْشة بنت كعب بن
مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة، عن أبي قتادة. وروي من وجوه أخرى كما سيأتي، فالحديث صحيح بطرقه.
وأخرجه عبد الرزاق (351) ، والحميدي (430) ، وأبو عبيد في "الطَّهور" (205) ، وفي "غريب الحديث" 1/270 من طريق سفيان بن عيينة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. قال سفيان عند عبد الرزاق: عن إسحاق، عن امرأة، عن أمها وكانت عند أبي قتادة، عن أبي قتادة. وقال عند
الحميدي: عن إسحاق، عن امرأة أظنها امرأة عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة. وقال عند أبي عبيد: عن إسحاق، عن امرأة -هكذا مبهمة-، عن أبي قتادة.
وأخرجه عبد الرزاق (352) ، وابن أبي شيبة 1/32 من طريق هشام بن عروة، وابن أبي شيبة 1/32 من طريق علي بن المبارك، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "النكت الظراف" 9/272، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" كما في "التخليص الحبير" 1/41، والبيهقي 1/245 من طريق حسين المعلم، والبيهقي 1/245 من طريق همام بن يحيى، أربعتهم عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. =(37/211)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال هشام بن عروة عند عبد الرزاق: عن إسحاق، عن امرأة، عن أمها وكانت تحت أبي قتادة، أن أمها أخبرتها، أن أبا قتادة ... ، وقال عند ابن أبي شيبة: عن إسحاق، عن امرأة عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة، وتابعه على ذلك علي بن المبارك عند ابن أبي شيبة، أما حسين المعلم وهمام بن يحيى، فقالا: عن إسحاق بن عبد الله، عن امرأته أم يحيى، عن خالتها بنت كعب بن مالك، عن أبي قتادة. وتابعها مالك بن أنس كما سيأتي برقم (22580) و (22636) إلا أنه قال: عن إسحاق، عن حُميدة بنت عُبيد بن رِفاعة، عن كَبْشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة، عن أبي
قتادة. وحميدة بنت عُبيد: هي امرأة إسحاق كنيتها: أم يحيى، وكبشة بنت كعب: هي خالة حُميدة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/19 من طريق قيس بن الربيع، عن كعب بن عبد الرحمن، عن جده أبي قتادة. وكعب هذا لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يروي عن جده إن كان سمع منه، وقيس بن الربيع الأسدي ضعيف يعتبر به.
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" كما في "التلخيص الحبير" 1/41-42 من طريق الدراوردي، عن أَسِيد بن أبي أَسِيد، عن أبيه، عن أبي قتادة. وأبو أَسيد لا يُعرف.
وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه برقم (22637) .
وأخرجه موقوفاً على أبي قتادة عبد الرزاق (346) و (347) و (348) و (349) ، وأبو عبيد في "الطهور" (208) ، وابن خزيمة (103) ، والبيهقي 1/246 من طرق عن عكرمة مولى ابن عباس: أن أبا قتادة قَرَّب إناءً إلى الهِرِّ، فولغ فيه، ثم توضأ من فضله، وقال: إنها من متاع البيت. وبعضهم
يختصره.
وأخرجه موقوفاً أيضاً ابن أبي شيبة 1/31 من طريق أبى قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، عن أبي قتادة، مثل ذلك. =(37/212)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه موقوفاً أيضاً عبد الرزاق (350) من طريق إبراهيم بن محمد، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2852) و (2853) من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن صالح بن نَبْهان مولى التَّوْأَمَة، قال: سمعت أبا قتادة يقول: لا بأس بالوضوء من فضل الهرة، إنما هو من عيالي. هذا لفظه عند عبد الرزاق، ولفظه عند البغوي في الموضع الأول: قال: رأيت أبا قتادة يصغي الإناء إلى الهر، ثم يتوضأ منه. ولفظه في الموضع الثاني: كان أبو قتادة يقول: إنها ليست بنجس، يعني: الهر.
قال الدارقطني في "العلل" 6/163: ورفعه صحيح، ولعل من وقفه لم يسأل أبا قتادة: هل عنده عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه أثر، أم لا؟ لأنهم حكوا فعل أبي قتادة حسب.
وفي الباب عن عائشة أم المؤمنين، أخرجه من طرق عنها عبد الرزاق (356) ، وأبو عبيد في "الطهور" (207) ، وإسحاق بن راهويه في مسند عائشة من "مسنده" (1003) ، وأبو داود (76) ، وابن ماجه (368) ، والبزار (275 و276 - كشف الأستار) ، وابن خزيمة (102) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/19، وفي "شرح مشكل الآثار" (2651) و (2652) و (2653) و (2654) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/141 و142، وابن عدي في "الكامل" 7/2604، والطبراني في "الأوسط" (366) ، والدارقطني في "السنن" 1/66-67 و69 و70، والحاكم 1/160، والبيهقي في "السنن" 1/246، والخطيب في "تاريخه" 9/146، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/66 و192-193 و193. وأسانيدها جميعاً ضعيفة.
وعن أنس بن مالك عند الطبراني في "الصغير" (634) وإسناده ضعيف أيضاً.
وقوله: فأَصْغى: أي أماله، ليسهل عليها الشرب.
وقوله: "بنَجَس" بفتح النون والجيم كما ضبطه غير واحد من أهل العلم، والنجس: النجاسة، وهو وصف بالمصدر يستوي فيه المذكر والمؤنث. =(37/213)
22529 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجْلِسَ " (1)
__________
= وقوله: "من الطَوَّافين والطوَّافات": أي الذين يداخلونكم ويخالطونكم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان وابن عجلان فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (421) ، وابن خزيمة (1825) ، وأبو عوانة (1238) والطحاوي في "شرح المعاني" 1/370، وفي "شرح المشكل" (5713) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والحديث عند الطحاوي من طريق عثمان وحده.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (68) ومن طريقه السبكي في "طبقات الشافعية" 4/93، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/339، وابن خزيمة (1827) والدارقطني في "العلل" 6/145 من طريق يحيى بن سعيد القطان، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/371 من طريق بكر بن مضر، ثلاثتهم (ابن المبارك
ويحيى وبكر) عن ابن عجلان وحده، به.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" 4/155، وابن حبان (2499) من طريق هدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح المشكل" (5715) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، كلاهما عن همام، عن ابن عجلان وابن جريج، عن عامر، به. قلنا: وابن جريج لم يسمع هذا الحديث من عامر، وإنما حمل هدبةُ وأبو سلمة روايته على رواية ابن عجلان.
وقد جاء الحديث عند ابن حبان عن الحسن بن سفيان من طريق ابن جريج وحده فأسقط الحسنُ رواية ابن عجلان، وأبقى على رواية ابن جريج، ولا يصح ذلك. فلم يثبت سماعُ ابن جريج من عامر في هذا الحديث، وإنما رواه عنه بالواسطة، فقد أخرجه ابن خزيمة (1827) من طريق أبي عاصم النبيل، =(37/214)
22530 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ أَبِي قَزْعَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: " صِيَامُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ وَالَّتِي تَلِيهَا، وَصِيَامُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْفَعْهُ لَنَا سُفْيَانُ وَهُوَ مَرْفُوعٌ
• 22531 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا بِهِ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ (3) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ فَقَالَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
__________
= عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن عامر.
وسيتكرر برقم (22594) سنداً ومتناً.
وانظر (22523) .
(1) حديث صحيح، وسيأتي مرفوعاً في الحديث التالي، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه والاختلاف فيه كما سنبينه في الحديث التالي، ولجهالة أبي حرملة، ويقال: حرملة بن إياس الشيباني، ويقال: إياس بن حرملة. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو قَزَعة: هو سُويد بن حُجير، وأبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم الضُّبَعي.
(2) وقع في (م) و (ظ2) و (ق) زيادة: "حدثني أبي" على أنه من رواية أحمد بن حنبل، والصواب أنه من زيادات عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه كما جاء في (ظ5) و"أطراف المسند" 7/43، و"جامع المسانيد" 5/487.
(3) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: "نصر، عن علي"، وصوبناه من (ظ5) و"أطراف المسند" 7/43 و"جامع المسانيد" 5/487.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. نصر بن علي: هو الجَهْضمي.
وأخرجه الحميدي (429) ، والنسائي في "الكبرى" (2803) عن محمد بن =(37/215)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الله بن يزيد المقرئ، والنسائي (2804) عن مسعود بن جويرية الموصلي والحسين بن عيسى وهارون بن عبد الله، والبيهقي 4/283 من طريق عبد الله ابن أيوب المخرمي، ستتهم (الحميدي ومحمد ومسعود والحسين وهارون وعبد الله) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وليس في إسناده في مطبوع "مسند" الحميدي: أبو حرملة. ووقع في إسناد النسائي في الموضع الأول من
مطبوع "السنن الكبرى"، وكذا في "تحفة الأشراف" 9/243: عن قزعة بدل: عن أبي قزعة، وهو خطأ.
وأخرجه النسائي (2800) من طريق زائدة بن قدامة، و (2805) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم، عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم، به.
ورواه قتادة بن دعامة السدوسي، عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم، فاختلف عليه فيه: فقال همام بن يحيى عند النسائي (2806) (وتحرف في المطبوع همام إلى هشام) ، وعند ابن سعد في "الطبقات" 7/277: عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة كما هي رواية أبي قزعة سويد بن حجير، عن أبي الخليل هنا. وقال الحكم بن هشام عند النسائي أيضاً (2802) : عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. ورواية الحكم بن هشام هذه شاذة، فإنه لم يتابعه أحد على ذكر عبد الله بن أبي قتادة في هذا الإسناد، فالخطأ فيه منه أو ممن دونه.
ورواه عطاء بن أبي رباح، عن أبي الخليل، فاختلف عليه فيه أيضاً كما سيأتي في الرواية رقم (22616) والتعليق عليها.
ورواه سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور بن المعتمر، فاختلف عليه فيه أيضاً: فقال محمد بن يوسف الفريابي عند النسائي (2798) : عن سفيان، عن منصور، عن أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة كما هي رواية أبي قزعة، عن أبي الخليل هنا. وقال أبو داود الحفري عند النسائي (2799) ، والبيهقي 4/283، ومعاوية بن هشام عند النسائي (2799) : عن سفيان، عن =(37/216)
22532 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَؤُمُّ النَّاسَ، وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ، يَعْنِي حَامِلُهَا، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ السُّجُودِ رَفَعَهَا " (1)
__________
= منصور، عن أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن مولى لأبي قتادة، عن أبي قتادة. فذكرا مولى لأبي قتادة بين حرملة وأبي قتادة. وقال يحيى بن سعيد القطان وعبد الرزاق: عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة. وستأتي روايتهما في "المسند" برقمي (22535) و (22588) .
وأخرجه البيهقي 4/283 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة، أو عن مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة. هكذا على الشك.
وأخرجه النسائي (2801) من طريق شريك بن عبد الله، عن منصور بن المعتمر، قال: ذهبت أنا ومجاهد إلى أبي الخليل، فذكر عن أبي قتادة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "صيام عرفة كفارة سنة قبله وسنة بعده" وشريك بن عبد الله النخعي سيىء الحفظ.
وسلف الحديث بإسناد صحيح من طريق عبد الله بن معبد الزِّماني، عن أبي قتادة برقم (22517) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة عثمان بن أبي سليمان - وهو ابن جبير بن مُطعم المكي، وأما متابعه محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم أيضاً لكن استشهاداً، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/116-117، والحميدي (422) ، ومسلم (543) (42) ، والنسائي في "المجتبى" 2/95-96 و3/10، وفي "الكبرى" =(37/217)
22533 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي " (1)
__________
= (901) و (1128) ، وابن خزيمة (868) ، وأبو عوانة (1736) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1068) ، والبيهقي 2/263 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والحديث عند الشافعي والنسائي والبيهقي في أحد موضعيه من طريق عثمان بن أبي سليمان وحده. وجاء عند الشافعي قوله: إذا سجد وضعها بدل قوله: إذا ركع.
وأخرجه الدارمي (1359) ، وابن الجارود (214) ، وأبو عوانة (1737) ، وابن المنذر في "الأوسط" 3/277، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5917) ، والطبراني 22/ (1072) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن عجلان وحده، به.
وسيأتي من طريق ابن عجلان وحده عن عامر بن عبد الله وسعيد بن أبي سعيد المقبري برقم (22645) .
وانظر (22519) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسَم المعروف بابن عُلَيَّة.
وأخرجه مسلم (604) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (604) (156) ، والنسائي 2/81، والدولابي في "الكنى" 1/49، وابن خزيمة (1526) ، وأبو عوانة (1336) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4199) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/198-199، وابن حبان في "صحيحه" (2222) ، وفي الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/126،
والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 2/119، وأبو نعيم في "الحلية" 8/391، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" =(37/218)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 2/277-278 من طرق عن حجاج بن أبي عثمان الصوّاف، به. وقرن مسلم، والدولابي في أحد طريقيه، وابن خزيمة، وأبو نعيم بعبد الله بن أبي قتادة أبا سلمة بنَ عبد الرحمن بن عوف. وجاء في أحد طرق الحديث في "صحيح ابن خزيمة": "إذا أخذ المؤذن في الأذان" بدل: "إذا نودي للصلاة".
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (158) ، وعبد الرزاق (1932) ، والحميدي (427) وابن أبي شيبة 1/405، وعبد بن حميد (189) ، ومسلم (604) ، وأبو داود (540) ، والترمذي (592) ، والنسائي 2/31، وأبو عوانة (1337) و (1338) ، وابن المنذر في "الأوسط" 4/168، والطحاوي في "شرح المشكل" (4200) و (4201) و (4202) ، وابن حبان في "صحيحه" (2223) وفي الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/126، والبيهقي 2/20-21، والبغوي (440) من طريق معمر بن راشد، وأبو عوانة (1336) ، والطحاوي (4199) ، والطبراني في "الأوسط" (8522) ، والخطيب في "موضح الأوهام" 2/277-278 من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، وابن حبان في الصلاة
كما في "إتحاف المهرة" 4/126 من طريق الأوزاعي، وأخرجه الإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 2/121 من طريق الوليد بن مسلم، والطبراني في "الشاميين" (2858) من طريق مروان بن محمد الطّاطَري، كلاهما (الوليد ومروان) عن معاوية بن سلام الدمشقي، أربعتهم عن يحيى بن أبي كثير، به. وزاد معاوية بن سلام في حديثه: "وعليكم السكينة". وقد تابعه على هذه الزيادة علي بن المبارك الهنائي وشيبان بن عبد الرحمن النحوي، وستأتي روايتهما برقم (22649) .
وأخرجه ابن خزيمة (1644) من طريق يحيى بن حسان التِّنِّيسي، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، أَن أباه أَخبره، قال: بينما نحن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ سمع جلبة، فقال: "ما شأنكم؟ " قالوا: يا رسول الله، استعجلنا إلى الصلاة، قال: "فلا تفعلوا، إذا أقيمت الصلاة، فلا تقوموا حتى تروني، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما =(37/219)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فاتكم فأتموا". هكذا رواه يحيى بن حسان التِّنِّيسي، عن معاوية بن سلام، خلط هذا الحديث بحديث آخر، وهو الآتي برقم (22608) من طريق شيبان ابن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: بينما نحن نصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ سمع جلبة رجال، فلما صلى دعاهم، فقال: "ما شأنكم" قالوا: يا رسول الله، استعجلنا إلى الصلاة. قال: "لا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما سبقتم فأتموا". ولم يتابعه على ذلك أحد.
وسيتكرر الحديث برقم (22581) .
وسيأتي عن يعلى بن عبيد الطنافسي، عن حجاج بن أبي عثمان برقم (22587) .
وسيأتي من طريقين عن أبان العطار برقم (22596م) و (22613) ، ومن طريق همام بن يحيى برقم (22622) ، ومن طرق عن هشام الدستوائي برقم (22633) و (22641) ، ومن طريق علي بن مبارك وشيبان بن عبد الرحمن النحوي برقم (22649) ، كلهم عن يحيى بن أبي كثير.
وفي الباب عن أنس بن مالك، أخرجه الطيالسي (2028) ، وأحمد في "العلل" 1/265، والترمذي في "علله" 1/277، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4205) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/198، والطبراني في "الأوسط" (9383) من طرق عن جرير بن حازم، عن ثابت البناني، عن أنس. وحديث أنس هذا غير محفوظ، أخطأ فيه جرير بن حازم، فهو إنما سمعه من حجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه في مجلس ثابت، فظن أنه سمعه من ثابت فيما قاله حماد بن زيد، وتبعه عليه الناس.
وفي الباب أيضاً عن جابر بن سمرة، عند الطبراني في "الأوسط" (1603) ، و"الصغير" (44) . وفي إسناده من لم نقع له على ترجمة.
وعن جابر بن عبد الله، عند عبد بن حميد (1008) ، والترمذي (195) =(37/220)
22534 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا تَمَسَّحَ فَلَا يَتَمَسَّحَنَّ بِيَمِينِهِ " (1)
22535 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ
__________
= و (196) ، والعقيلي 3/291، والطبراني في "الأوسط" (1973) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1974 و7/2649، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 153-154، والحاكم 1/204. وإسناده ضعيف جداً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسَم المعروف بابن عُلَيّة. والدَّسْتُوائي: هو هشام بن أبي عبد الله.
وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي شيبة 8/217-218، والدارمي (673) ، والبخاري (153) ، ومسلم (267) (64) ، والترمذي (1889) ، والنسائي 1/25 و43، وابن خزيمة (78) ، وأبو عوانة (588) و (589) و (8206) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (12) ، وابن حبان (5228) ، والبيهقي 1/112،
والبغوي (181) و (3034) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
ولفظ أبي عوانة في الموضع الثالث وابن حبان: "أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يُعطي الرجل بشماله شيئاً، أو يأخذ بشماله، ونهى أن يتنفس الرجل في إنائه إذا شرب".
وسيأتي من طريق هشام الدستوائي برقم (22647) .
وانظر (19419) و (22522) .(37/221)
يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً " (1)
22536 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ قَالَ: " مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ؟ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ اسْتَرَاحَ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22530) . يحيى بن سعيد: هو القَطَّان البصري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر السُّلَمي، ومجاهد: هو ابن جَبْر المكي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2796) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري برقم (22588) .
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1816) ، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 6/153 عن علي بن الجعد، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي قتادة. لم يذكر فيه حرملة بن إياس بين مجاهد وأبي قتادة، واقتصر على قوله: "صوم يوم عرفة كفارة سنتين: سنة قبلها،
وسنة بعدها".
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/131 من طريق حسان بن إبراهيم، وأبو القاسم البغوي (1817) ، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 6/153 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم، عن أبي قتادة. وفي حديث حسان زيادة، واقتصر سفيان على قوله: "صوم يوم عرفة كفارة سنتين: سنة قبلها، وسنة بعدها". وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو سيىء الحفظ.(37/222)
إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْفَاجِرُ اسْتَرَاحَ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن فَرُّوخ القطَّان، وابن كعب بن مالك: هو مَعْبَد بن كعب بن مالك الأنصاري السَّلَمي كما جاء مصرحاً باسمه في بعض مصادر تخريج الحديث، وفي الرواية الآتية برقم (22576) .
وأخرجه البخاري (6513) ، ومسلم (950) ، وأبو يعلى في "مسنده الكبير"، والإسماعيلي وأبو نعيم في "مستخرجيهما" كما في "فتح الباري" 11/365 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، ورواية البخاري مختصرة بلفظ: "مُسترِيح ومُستَراحٌ منه، المؤمِنُ يستريحُ". ووقع في إسناد
البخاري برواية أبي زيد المروزي، وأبي ذر عن شيوخه الثلاثة الحَمُّويي والمستملي والكُشمِيهَني: عبد ربه بن سعيد بدل: عبد الله بن سعيد، قال أبو علي الجياني: عبد ربه بن سعيد وهم، والصواب المحفوظ: عبد الله بن سعيد، وكذا رواه ابن السكن عن الفِرَبري، فقال في روايته: عن عبد الله بن
سعيد -وهو ابن أبي هند- والحديث محفوظ له، لا لعبد ربه. ووافقه ابن حجر في "فتح الباري" 11/365، وكذا هو عند كل من أخرجه من طريق يحيى بن سعيد القطان، وتابع يحيى على ذلك غير واحد كما سيأتي.
وأخرجه عبد بن حميد (193) عن صفوان بن عيسى، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "الفتح" 11/365 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والبيهقي في "الشعب" (9264) من طريق علي بن إبراهيم، قالوا جميعاً: عن عبد الله بن سعيد، به.
وأخرجه النسائي 4/48، وابن حبان (3007) من طريق وهب بن كيسان، عن معبد بن كعب بن مالك، به. =(37/223)
22537 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: شُعْبَةُ قُلْتُ: لِغَيْلَانَ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: بِرَأْسِهِ، أَيْ نَعَمْ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِهِ؟ فَغَضِبَ. فَقَالَ عُمَرُ: رَضِيتُ، أَوْ قَالَ: رَضِينَا، بِاللهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا. قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَالَ: وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبَيْعَتِنَا بَيْعَةً. قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ صَامَ الْأَبَدَ قَالَ: " لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ أَوْ مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ ". قَالَ: صَوْمُ يَوْمَيْنِ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ. قَالَ: " وَمَنْ يُطِيقُ ذَاكَ؟ " قَالَ: إِفْطَارُ يَوْمَيْنِ وَصَوْمُ يَوْمٍ. قَالَ: " لَيْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَوَّانَا لِذَلِكَ ". قَالَ: صَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ. قَالَ: " ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ ". قَالَ: صَوْمُ الِاثْنَيْنِ 10 وَالْخَمِيسِ؟ قَالَ: " ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ ". قَالَ: " صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ صَوْمُ الدَّهْرِ وَإِفْطَارُهُ ". قَالَ: صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ قَالَ: " يُكَفِّرُ السَّنَةَ
__________
= وسيأتي عن عبد الرزاق، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند برقم (22592) .
وسيأتي من طريق زهير بن محمد ومالك بن أنس، كلاهما عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلة برقم (22576) .
ومن طريق محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب بن مالك برقم (22576) أيضاً.
وقوله: "نَصَب الدنيا": النَّصَب: هو التَّعَب وزناً ومعنى.(37/224)
الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ ". قَالَ: صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: " يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ " (1)
22538 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، على وهمٍ وقع فيه سيأتي التنبيه عليه.
وأخرجه مسلم (1162) (197) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/77، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/211، والبغوي في "شرح السنة" (1789) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد - وهو عندهم غير مسلم مختصرٌ.
قال مسلم بإثر روايته: وفي هذا الحديث من رواية شعبة "قال: وسُئل عن صوم يوم الاثنين والخميس" فسكتنا عن ذِكْر الخميس لما نُراه وهماً.
قلنا: لكن لم ينفرد به شعبة، فقد تابعه مهدي بن ميمون عن غيلان عند أبي داود فقط برقم (2426) ، روي عنه على الصواب كما سيأتي عند المصنف برقم (22550) ، وجمهور الرواة رووه بحذف الخميس على الصواب.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1162) (196) و (197) ، وأبو داود (2425) ، وابن ماجه (1713) و (1730) و (1738) ، والترمذي (749) و (752) و (767) ، والنسائي 4/208-209، وابن خزيمة (2087) و (2111) و (2126) ، والطحاوي 2/77، وابن حبان (3632) و (3639) ، والبيهقي 4/286، والبغوي (1790) من طرق عن غيلان بن جرير، به.
وانظر (22517) و (22541) و (22550) و (22582) و (22621) و (22650) .
وفي الباب مقطعاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6477) و (6527) و (6534) و (6766) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7577) .(37/225)
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي، مَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلَا يَقُولَنَّ إِلَّا حَقًّا، أَوْ صِدْقًا، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق بن يَسَار، فقد أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وقد اختلف عليه في تسمية ابن كعب بن مالك، فقيل: محمد، وقيل: معبد، وهو الأكثر، وصوَّبه الدارقطني في "العلل" 6/164.
محمد بن عبيد: هو ابن أبي أميَّة الطَّنافسي.
وأخرجه ابن الجوزي في -مقدمة- "الموضوعات" 1/70 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1388) ، والحاكم 1/111 من طريق محمد ابن عُبيد، به، ووقع في رواية الحاكم: "حدثني ابن كعب وغيره، عن أبي قتادة".
وأخرجه الدارمي (237) من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (745) من طريق إسماعيل بن عياش، وابن أبي شيبة 8/761، ومن طريقه ابن ماجه (35) عن يحيى بن يعلى التيمي، والحاكم 1/111، وابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات" 1/70 من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحَنَّاط، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (414) من طريق
يونس بن بُكَير، خمستهم عن محمد بن إسحاق، به. ووقع عندهم جميعاً غير ابن الجوزي تسميةُ ابن كعب بن مالك: معبداً، وليس عند الطحاوي قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أيها الناس، إياكم وكثرة الحديث عني"، واقتصر الرامهرمزي عليها، وتحرف "معبد" في مطبوع "المحدث الفاصل" إلى: "سعيد".
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (413) من طريق سلامة بن رَوْح، عن عُقيل بن خالد، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة، إلا أنه قال: =(37/226)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "بيتاً في النار" بدل: "مقعده في النار". وسلامة بن رَوْح الأيلي ضعيف يعتبر به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/17، والبخاري في "الأدب المفرد" (904) من طريق أَسِيد بن أبي أَسيد، عن أمه، قالت: قلت لأبي قتادة: ما لك لا تحدث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يُحدِّثُ عنه الناس؟ فقال أبو قتادة: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من كذب عليَّ، فليُسَهِّل لجَنْبه مَضْجَعاً من النار" وجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ذلك ويمسح الأَرض بيده. وإسناده ضعيف لجهالة أم أَسِيد ابن أبي أَسِيد البَرَّاد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/17، والحاكم 1/111-112، وابن الجوزي في -مقدمة- "الموضوعات" 1/17 من طريق عَتاب بن محمد بن شوذب، عن كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: قلت لأبي قتادة: حدثني بشيء سمعتَه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: أخشى أن يَزِلَّ لساني بشيءٍ لم يَقُلْه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إياكم وكثرةَ الحديث عني، من كذب عليَّ متعمداً، فليتبوَّأْ مَقْعَده من النار". وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وسيأتي الحديث عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن أبي محمد ابن معبد بن أبي قتادة، عن ابن لكعب بن مالك، عن أبي قتادة برقم (22639) . وفي آخره: قال عفان: وقد قال لي: محمد بن كعب.
وسيأتي أيضاً عن حسن بن موسى الأشيب، عن حماد بن سلمة، عن أبي محمد بن معبد بن أبي قتادة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة برقم (22640) .
وقوله: "فمن قال علي مالم أقل، فليتبوأ مقعده من النار" قد تواترت بذلك الأخبار عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انظر جملة منها عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6478) .(37/227)
22539 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُسْمِعُنَا الْآيَةَ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَحْيَانًا " (1)
22540 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ عَامِرٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: " إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ " (2)
22541 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: صَوْمُ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: " ذَاكَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مطولاً عن وكيع برقم (22648) ، وانظر (22520) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العُميس: هو عُتبة بن عبد الله ابن عتبة بن عبد الله بن مَسعود الهُذَلي، والزُّرقي: هو عَمرو بن سُليم بن خَلْدة.
وفي الباب عن نمير الخزاعي عند أبي داود (991) ، والنسائي 3/39، وابن خزيمة (715) و (716) ، والبيهقي 2/131.
وعن أبي حميد الساعدي، عند الترمذي (293) .
وانظر حديث عبد الله بن عمر، السالف برقم (6000) ، وذكرنا شاهدين آخرين عنده.(37/228)
يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ " (1)
22542 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَاكَ ".
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه ابن خزيمة (2117) عن محمد بن بشار بندار، عن محمد بن جعفر، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد، بهذا الإسناد - وقال فيه: "يوم ولدتُ فيه، ويوم أموت فيه"!
وفيه وهم في إسناده وآخر في متنه، ففي الإسناد أدخل بين محمد بن جعفر وسعيد عبدَ الأعلى -وهو ابن عبد الأعلى-، ومحمد وعبد الأعلى أقران، ولا يعرف لأحدهما رواية عن الآخر. وأما في المتن فقد وقع فيه: "ويوم أموت فيه" وهو غير محفوظ في الحديث، ولم يقع هذا إلا عند ابن
خزيمة، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الحاكم 2/602 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، به، كرواية المصنف.
وأخرجه ابن حبان (3642) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، به - وذكر فيه حروفاً أخرى من الحديث الطويل غير التي ذكرها المصنف.
وأخرج من الحديث قصة فضيلة صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء: ابنُ حبان (3631) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، به.
وانظر (22517) و (22537) .(37/229)
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ عَنْكَ خَطَايَاكَ إِلَّا الدَّيْنَ، كَذَلِكَ قَالَ لِي جِبْرِيلُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/372 و5/310، ومسلم (1885) (117) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1873) ، وأبو عوانة (7364) ، والبيهقي 5/355 و9/25، وابن عبد البر في "الاستذكار" (20136م) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وهو عند ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم وابن عبد البر مختصر بذكر السؤال مرة واحدة.
وأخرجه بنحوه مالك 2/461، ومن طريقه الشافعي في "السنن المأثورة" (682) ، وابن أبي عاصم (1874) ، والنسائي 6/34، وأبو عوانة (7367) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (82) و (3655) و (3656) ، وابن حبان (4654) ، والبغوي في "تفسيره" 1/266، وفي "شرح السنة" (2144) ، وأخرجه أبو عوانة (7365) من طريق أبي إسحاق الفزاري، وأبو عوانة أيضاً
(7366) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد السَّكوني، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1875) من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري والزبير أبي خالد، عن سعيد المقبري، عن أبي قتادة ليس فيه ابن أبي قتادة. وأشار إليه الدارقطني في "العلل" 6/134-135.
وأخرجه بنحوه الطيالسي في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (5845) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (192) ، والدارمي (2412) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1872) ، وأبو عوانة في الجهاد كما في =(37/230)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "إتحاف المهرة" 4/140، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 2/794، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/232 من طريق محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به.
وأخرجه بنحوه الشافعي في "السنن المأثورة" (681) ، والحميدي (425) ، وأبو عوانة (7363) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (83) و (3657) ، من طريق محمد بن عجلان، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2553) ، ومن طريقه مسلم (1885) (118) ، والخطيب في "الفصل للوصل" 2/792-793 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وابن عجلان، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سقط من "صحيح مسلم" في رواية عمرو بن دينار قوله: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فصار ظاهره أن عمرو بن دينار وابن عجلان يرويانه جميعاً عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه متصلاً، والمحفوظ في رواية سفيان: عن عمرو
ابن دينار، عن محمد بن قيس مرسلاً، كما في "سنن سعيد"، ويؤيده أن الحميدي رواه في "مسنده" (426) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن قيس مرسلاً.
وأخرجه النسائي 6/35 عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة مرفوعاً. قال حمزة الكناني صاحب النسائي -كما في "تحفة الأشراف" 9/250-: هذا الحديث خطأ، وإنما رواه الثقات عن ابن عيينة، عن عمرو، عن محمد بن قيس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وسيأتي الحديث برقم (22585) ، ومكرراً برقم (22626) .
وأخرجه النسائي 6/33-34 من طريق أبي عاصم النبيل، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً. وأشار الدارقطني في "العلل" إلى أن عباد بن إسحاق تابع ابن عجلان على هذا الإسناد، وقال: =(37/231)
22543 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَقَالَ: " أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. دِينَارَانِ. قَالَ: " أَتَرَكَ لَهُمَا وَفَاءً؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ ". 10 قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= وهما فيه. وقال الترمذي عقب الحديث (1712) : وهذا (يعني حديث أبي قتادة) أصح من حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14490) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، لكن وقع في رواية بكير بن عبد الله بن الأشج الآتية في تخريج الحديث: أن عبد الله بن أبي قتادة لم يسمعه من أبيه، وإنما حدثه به
من لا يَتَّهِمُه من أهله، عن أبيه.
وأخرجه عبد بن حميد (190) ، وابن حبان (3058) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (15258) ، والطبراني في "الأوسط" (2512) من طريق عبد الله بن عمر، عن أبي النضر بن سالم بن أبي أمية، عن ابن أبي قتادة، عن أبيه. وفيه: عبد الله بن عمر العُمَري، وهو ضعيف. ولم يذكرا في روايتيهما قوله: "أترك لهما وفاءً؟ ". وجاء عند عبد الرزاق قوله: نعم، عليه بضعة عشر درهماً، بدل قوله: نعم، ديناران. وهذه الجملة ليست عند الطبراني. وليس في رواية الطبراني تسميةُ الرَّجلِ الذي تَحمَّلَ دَيْنَ الميت.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4147) من طريق عمرو بن =(37/232)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحارث، و (4148) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن بكير بن عبد الله ابن الأشجِّ، عن عبد الله بن أبي قتادة، أنه قال: سمعت من أهلي من لا أتَّهِم يحدث: أن رجلاً توفي على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه ديناران، فأبى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصلِّي عليه حتى تحمَّل بهما أبو قتادة. هذا لفظ حديث الليث، ولفظ حديث عمرو بن الحارث: أن عبد الله بن أبي قتادة حدث بكير ابن عبد الله: أن رجلاً من نجران سأله وهو عند نافع بن جبير، فقال: أرأيت
الحديث الذي ذكر لنا في الرجل الذي كان عليه دين ديناران، فدُعِيَ إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأبى أن يصلي عليه، فتحمل بهما أبو قتادة: هل سمعت أباك ذكر ذلك؟ قلت: لا، ولكن قد حدثنيه من أهلي من لا أتَّهُمه.
وأخرجه ابن حبان (3059) من طريق محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي قتادة. وهذه متابعة قوية لعبد الله بن أبي قتادة إن كان محمد بن عمرو الليثي قد حفظه، فإنه صدوق حسن الحديث كما ذكرنا، ويكون له فيه إسنادان، والله أعلم.
وسيأتي الحديث عن يعلى بن عبيد، عن محمد بن عمرو برقم (22586) .
ومن طريق عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب، عن عبد الله بن أبي قتادة بالأرقام (22572) و (22573) و (22657) .
ويشهد له حديث سَلَمةَ بن الأَكْوع السالف في "المسند" برقم (16510) و (16527) ، وهو في "صحيح البخاري".
وحديث جابر بن عبد الله السالف في "المسند" أيضاً برقم (14159) و (14536) ، وهو صحيح.
وحديث أسماء بنت يزيد عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/448، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4144) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (466) ، وفي "الشاميين" (1424) . وإسناده حسن.
وحديث أبي أمامة الباهلي عند أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (1545) ، وأبي يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المطالب =(37/233)
22544 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ؛ فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ، ثُمَّ يَمْحَقُ " (1)
__________
= العالية" أيضاً (1546) ، والطبراني في "الكبير" (7506) و (7508) ، وفي "الشاميين" (685) و (689) و (700) و (2058) . وهو حديث حسن، ولم يقع في بعض رواياته تسمية الرجل الذي تكفَّل بسداد دَيْن الميت، ووقع في الموضع الأول من "معجم الطبراني الكبير" سقط يستدرك من غيره من
مصادر تخريج الحديث.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7899) ، وهو في "الصحيحين".
وعن أنس بن مالك عند أبي بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (1548) . وإسناده ضعيف، فيه صدقة بن عيسى الحنفي، وهو ضعيف.
وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (3493) . وإسناده ضعيف.
قلنا: وتَرْكُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاةَ على من مات وعليه دَيْنٌ ولم يترك وفاءً لدَيْنه، إنما كان في أول الأمر كما جاء في حديث أبي هريرة وجابر بن عبد الله المشار إليهما آنفاً؛ وذلك تشديداً وتغليظاً لأمر الدَّيْن، فلما فتح الله عز وجل على رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفتوح، قال: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن ترك دَيْناً فعليَّ، ومن ترك مالاً فلورثته".
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث، وقد صرَّح بالسماع في الرواية التالية، فانتفت شبهة تدليسه، ثم هو قد توبع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/20، والطبري في "تهذيب الآثار" (121) من =(37/234)
22545 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ السَّلَمِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ؛ فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ، ثُمَّ يَمْحَقُ " (1)
22546 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: "
__________
= طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2209) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى وإسماعيل بن عياش، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/476 من طريق زياد ابن عبد الله البكائي، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/20، ومسلم (1607) ، والنسائي 7/246، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/265، وفي "الآداب" (962) من طريق الوليد ابن كثير المخزومي، والطبري في "تهذيب الآثار" (120) من طريق عُقيل بن خالد كلاهما عن معبد بن كعب بن مالك، به.
وسيأتي برقم (22545) و (22571) من طريق ابن إسحاق.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7207) ، ولفظه: "اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للكسب" وإسناده صحيح.
قوله: "فإنه ينفق" أي: الحلف الكاذب كما جاء صريحاً في حديث أبي هريرة المذكور، وينفِّق بتشديد الفاء، أي: يروِّج السلعة.
"يمحق" بوزن يمنع: يمحو البركة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه من أجل محمد بن إسحاق.
وانظر ما قبله.(37/235)
إِنَّكُمْ إِنْ لَا تُدْرِكُوا الْمَاءَ غَدًا تَعْطَشُوا ". وَانْطَلَقَ سَرَعَانُ النَّاسِ يُرِيدُونَ الْمَاءَ، وَلَزِمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَالَتْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَاحِلَتُهُ، فَنَعَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَمْتُهُ فَادَّعَمَ، ثُمَّ مَالَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَنْجَفِلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَدَعَمْتُهُ فَانْتَبَهَ فَقَالَ: " مَنِ الرَّجُلُ؟ " قُلْتُ: أَبُو قَتَادَةَ. قَالَ: " مُذْ كَمْ كَانَ مَسِيرُكَ؟ " قُلْتُ: مُنْذُ اللَّيْلَةِ. قَالَ: " حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَ رَسُولَهُ ". ثُمَّ قَالَ: " لَوْ عَرَّسْنَا ". فَمَالَ إِلَى شَجَرَةٍ فَنَزَلَ فَقَالَ: " انْظُرْ هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ " قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ هَذَانِ رَاكِبَانِ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةً، فَقَالَ: " احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا ". فَنِمْنَا فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَانْتَبَهْنَا فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَارَ وَسِرْنَا هُنَيَّةً (1) ، ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: " أَمَعَكُمْ مَاءٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. مَعِي مِيضَأَةٌ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ. قَالَ: ائْتِ بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا. فَقَالَ: " مَسُّوا مِنْهَا مَسُّوا مِنْهَا ". فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ وَبَقِيَتْ جَرْعَةٌ. فَقَالَ: " ازْدَهِرْ بِهَا يَا أَبَا قَتَادَةَ؛ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ ". ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ، وَصَلَّوْا الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّوْا الْفَجْرَ، ثُمَّ رَكِبَ وَرَكِبْنَا. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: فَرَّطْنَا فِي صَلَاتِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَقُولُونَ؟ إِنْ كَانَ أَمْرَ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ، وَإِنْ
__________
(1) كذا في (ظ5) ، وفي (م) و (ق) : "هُنَيْهَة"، وكلاهما بمعنى القليلِ من الزمان، وهُنَيَّة: تصغير هَنَة على القياس، وهُنَيْهة: على إبدال الهاء من الياء في هُنَيَّة.(37/236)
كَانَ أَمْرَ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَرَّطْنَا فِي صَلَاتِنَا. فَقَالَ: " لَا تَفْرِيطَ فِي النَّوْمِ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَصَلُّوهَا، وَمِنَ الْغَدِ وَقْتَهَا ". ثُمَّ قَالَ: " ظُنُّوا بِالْقَوْمِ ". قَالُوا: إِنَّكَ قُلْتَ بِالْأَمْسِ: " إِنْ لَا تُدْرِكُوا الْمَاءَ غَدًا تَعْطَشُوا ". فَالنَّاسُ بِالْمَاءِ. فَقَالَ: " أَصْبَحَ النَّاسُ، وَقَدْ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ (1) : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَاءِ. وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ فَقَالَا: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لِيَسْبِقَكُمْ إِلَى الْمَاءِ وَيُخَلِّفَكُمْ. وَإِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْشُدُوا ". قَالَهَا ثَلَاثًا. 10 فَلَمَّا اشْتَدَّتِ الظَّهِيرَةُ رَفَعَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْنَا عَطَشًا (2) تَقَطَّعَتِ الْأَعْنَاقُ. فَقَالَ: " لَا هُلْكَ عَلَيْكُمْ ".، ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا قَتَادَةَ ائْتِ بِالْمِيضَأَةِ ". فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ: " احْلِلْ لِي غُمَرِي، يَعْنِي قَدَحَهُ، " فَحَلَلْتُهُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَجَعَلَ يَصُبُّ فِيهِ، وَيَسْقِي النَّاسَ فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَحْسِنُوا الْمَلَأَ؛ فَكُلُّكُمْ سَيَصْدُرُ عَنْ رِيٍّ، فَشَرِبَ الْقَوْمُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَبَّ لِي فَقَالَ: " اشْرَبْ يَا أَبَا قَتَادَةَ ". قَالَ: قُلْتُ: اشْرَبْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ ". فَشَرِبْتُ وَشَرِبَ
__________
(1) وقع في (م) : "فقال بعضهم لبعض".
(2) في (ظ5) : "عطشنا".(37/237)
بَعْدِي، وَبَقِيَ فِي الْمِيضَأَةِ نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهَا، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثُ مِائَةٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَسَمِعَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ وَأَنَا أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ. قَالَ: الْقَوْمُ أَعْلَمُ بِحَدِيثِهِمْ انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ، فَإِنِّي أَحَدُ السَّبْعَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ أَحَدًا يَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرِي. (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وعبد الله بن رباح، فهما من رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/401، وفي "شرح مشكل الآثار" (3981) والدارقطني 1/386، وأبو نعيم في "تثبيت الإمامة" (60) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/132-133، و"الاعتقاد" ص 277 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً، وبعضهم لم يسق لفظه، وعند الطحاوي: أن القصة كانت في غَزْوةٍ، أو في سَرِيَّة.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً الدارمي (2135) ، وأبو داود (437) و (5228) ، وابن خزيمة (410) ، وابن حبان (6901) ، والبيهقي في "المدخل" (60) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/126، والبغوي في "شرح السنة" (439) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي الحديث عن إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة برقم (22547) .
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً ابن سعد 1/180-182، وابن أبي شيبة 8/231-232، والدارمي (2135) ، ومسلم (681) ، وأبو داود (441) ، والفريابي في "دلائل النبوة" (30) ، والنسائي في "المجتبى" 1/294، وفي "الكبرى" (1583) ، وابن الجارود (153) ، وأبو عوانة (2101) ، وأبو القاسم =(37/238)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البغوي في "الجعديات" (3194) ، وابن المنذر في "الأوسط" 2/328 و413، والطحاوي 1/165، وأبو بكر الدينوري في "المجالسة" (165) ، وابن حبان (1460) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (181) ، والدارقطني في "السنن" 1/386، والبيهقي في "السنن" 1/376 و404، وفي "دلائل النبوة" 4/282-285، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/74-75 و75، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة عبد الله بن رباح الأنصاري ص 290-291 من طريق سليمان بن المغيرة، وابن ماجه (698) ، والترمذي (177) ، والنسائي في "المجتبى" 1/294، وفي "الكبرى" (1582) ، وابن خزيمة (989) ، والطحاوي 1/466، وابن حزم في "المحلى" 3/15 و23-24 من طريق حماد بن زيد، والدارقطني
1/386 من طريق حماد بن واقد، ثلاثتهم عن ثابت البناني، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي مختصراً من طريق حماد بن زيد برقم (22577) ، ومن طريق شعبة ابن الحجاج برقم (22631) ، كلاهما عن ثابت البناني.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً أبو داود (438) ، والطبراني في "الأحاديث الطوال" 25/ (53) ، وابن حزم في "المحلى" 3/18-19، والبيهقي في "السنن" 2/216-217 من طريق خالد بن سُمَير، وأبو الشيخ في "الأمثال" (182) من طريق علي بن زيد، وأبو الشيخ (186) ، والدارقطني في "العلل" 6/157 من طريق خالد الحذاء، ثلاثتهم عن عبد الله بن رباح، به. وقال خالد ابن سُمير في حديثه: "فمن أدرك منكم صلاة الغداة من غد صالحاً، فليقض معها مثلها" وقوله: "فليقض معها مثلها" وهمٌ منه لم يتابعه عليه أحد، والروايات الصحيحة لهذا الحديث جاءت بلفظ: "فإذا كان ذلك، فصلوها،
ومن الغد وَقْتَها"، وبلفظ: "فإذا كان ذلك، فليصلها حين يَنْتبهُ لها، فإذا كان من الغد، فليصلها عند وَقْتِها" والمراد منه فيما قاله غير واحد من أهل العلم: أن وقت صلاة الفجر لم يتحول إلى ما بعد طلوع الشمس بسبب نومهم، وقضائهم لها بعد الطلوع، فإذا كان الغد، صَلَّوْا صلاة الصبح في وقتها المعتاد =(37/239)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وليس معناه أنه أمرهم بقضاء الفائتة مرتين: مرة في الحال، ومرة في الغد.
فمن فاتته صلاة فقضاها، لا يتغير وقتها ويتحول وقتها في المستقبل، بل يبقى كما كان، فإذا كان الغد، صلى صلاة الغد في وقتها المعتاد.
وذهب بعضهم إلى أن ظاهر الحديث: إعادة المقضية مرتين: عند ذكرها، وعند حضور مثلها في الوقت الآتي، قال الخطابي: ويشبه أن يكون الأمر فيه للاستحباب؛ ليحوز فضيلة الوقت في القضاء. لكن رده ابن حجر في "الفتح" 2/71 بأنه لم يقل باستحباب ذلك أحد من السلف، بل عدوه غلطاً من راويه.
وذهب بعضهم إلى أن ذلك منسوخ، قال الخطيب البغدادي: والأمر بإعادة الصلاة المنسية بعد قضائها حال الذكر من غد ذلك الوقت منسوخ. لإجماع المسلمين أن ذلك غير واجب ولا مستحب. والله أعلم.
وسيأتي مطولاً ومختصراً من طريق بكر بن عبد الله المزني بالأرقام (22546م) و (22548) و (22599) و (22600) و (22632) ، ومطولاً من طريق قتادة برقم (22575) ، كلاهما عن عبد الله بن رباح الأنصاري.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1194) عن عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيها عبد الرحمن، عن أبيه مصعب، عن أبيه ثابت، عن أبيه عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أبي قتادة: أنه حرس النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة بدر، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيَّك هذه الليلة". وفيه مجاهيل.
وسيأتي الحديث مختصراً من طريق الحصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله ابن أبي قتادة، عن أبيه برقم (22611) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، عند ابن عدي في "الكامل" 3/1238، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/134-135. وإسناده ضعيف.
وقصة تَعْريس النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والنومِ عن صلاة الفجر، وقضائها بعد ارتفاع الشمس، رواها جماعة من الصحابة، انظر أحاديثهم في حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (6357) ، وبعضها في "الصحيحين". =(37/240)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي باب الأذان للصلاة الفائتة عن عمران بن حصين، سلف برقم (19964) ، وهو صحيح.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن كان أمر دنياكم فشأنكم، وإن كان أمر دينكم فإليَّ" عن أنس بن مالك، سلف برقم (12544) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر شواهده هناك.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ساقي القوم آخرهم" عن عبد الله بن أبي أوفى، سلف برقم (19121) ، وإسناده ضعيف.
وعن المغيرة بن شعبة عند القضاعي في "مسند الشهاب" (87) ، والطبراني في "الأوسط" (1196) ، وإسناده ضعيف.
وعن أنس بن مالك عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 224، والبغوي في "شرح السنة" (3056) ، وإسناده ضعيف.
وعن عبد الله بن مسعود عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/15، وإسناده ضعيف.
وعن أبي هريرة عند أبي الشيخ في "الأمثال" (185) وإسناده ضعيف.
وقوله: سَرَعان الناس، بفتحتين: أوائلهم الذين يسارعون إلى الأمر.
وقوله: فدعمته، أي: أقمت مَيْله، وصرت تحته كالدِّعامة تحت البناء.
وقوله: ينجفل، أي: يسقط.
وقوله: "لو عَرَّسنا": من التَّعْريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.
وقوله: مِيضَأة، بكسر الميم، وبعد الضاد همزةٌ، يمد ويقصر: هي الإناء الذي يُتوضَّأُ به.
قوله: "ازدهر بها"، أي: احتفظ بها، واجعلها في بالِك، والدال فيه منقلبة عن تاء الافتعال.
وقوله: "ظُنُّوا القوم": أمر من الظن، أي: خَمِّنُوا في حالهم.
وقوله: "أحسنوا المَلأَ": المَلأُ: الخُلُق والعِشْرة، يقال: ما أحسنَ مَلأَ فلان! أي: خلقه وعشرته.(37/241)
قَالَ حَمَّادٌ (1) : وَحَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ. وَزَادَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَرَّسَ وَعَلَيْهِ لَيْلٌ تَوَسَّدَ يَمِينَهُ، وَإِذَا عَرَّسَ الصُّبْحَ وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ الْيُمْنَى، وَأَقَامَ سَاعِدَهُ (2)
__________
(1) القائل هو يزيد بن هارون كما في الإسناد السابق.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- وعبد الله بن رباح، فهما من رجال مسلم. حميد الطويل: هو ابن أبي حُميد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/401، وفي "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (3981) ، والحاكم 1/445، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/134 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطحاوي الزيادة في هيئة اضطجاع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا عَرَّسَ من الليل أو قبيل الصبح، واقتصر الحاكم عليها.
وأخرجه مسلم (683) ، والترمذي في "الشمائل" (257) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/250 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، به.
واقتصروا على الزيادة في اضطجاعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند التعريس ليلاً أو قبل الصبح.
وأخرجه الفريابي في "دلائل النبوة" (28) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2503) من طريق مبارك بن فضالة، عن بكر بن عبد الله، به. وليس عند الفريابي الزيادة المذكورة آنفاً، واقتصر اللالكائي على قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن يطع الناس أبا بكر وعمر، يرشدوا". ورواية مبارك بن فضالة ستأتي مختصرة أيضاً برقم (22599) و (22600) .
وسيأتي الحديث مختصراً بالزيادة المذكورة عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة برقم (22632) . =(37/242)
• 22547 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. (1)
• 22548 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2)
__________
= وسيأتي الحديث أيضاً عن إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة برقم (22548) .
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج -وهو السَّامي-، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن حبان (5338) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (183) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (315) من طريق إبراهيم بن الحجاج، بهذا الإسناد. واقتصر ابن حبان وأبو الشيخ على قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ساقي القوم آخرهم"، وقرنا بحماد بن سلمة حماد بن زيد، وستأتي رواية حماد بن زيد برقم (22577) ، وساق أبو نعيم لفظه بأخصر من الرواية السالفة برقم (22546) ، وقال في آخره: قال إبراهيم ابن الحجاج في حديثه: والقوم يومئذ سبع مئة.
قلنا: وهو وهم منه، والصواب: ثلاث مئة كما هي رواية غيره عن حماد ابن سلمة.
(2) إسناده صحيح كسابقه. إبراهيم: هو ابن الحجاج السَّامي، وحماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه الفريابي في "دلائل النبوة" (29) ، وابن حبان (6438) من طريق إبراهيم بن الحجاج، بهذا الإسناد. واقتصر ابن حبان في روايته على هيئة اضطجاع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند التعريس من الليل أو الصبح.
وقد سلف الحديث عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة =(37/243)
22549 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي قَتَادَةَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا، فَرَأَى كَوْكَبًا انْقَضَّ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: " إِنَّا قَدْ نُهِينَا أَنْ نُتْبِعَهُ أَبْصَارَنَا " (1)
22550 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ؟ فَقَالَ: " فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ " (2)
22551 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ
__________
= برقم (22546م) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه عبد الرزاق (20007) ، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" 4/286 عن معمر، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
قال السندي: قوله: "انقض" من الانقضاض، أي: سقط.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1162) (197) ، والنسائي في "الكبرى" (2777) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2426) عن موسى بن إسماعيل، والبيهقي 4/286 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن مهدي بن ميمون، به. ووقع في رواية موسى بن إسماعيل: "أرأيت صوم يوم الاثنين والخميس؟ " بزيادة ذِكْر الخميس فيه، وهو وهم كما سلف التنبيه عليه عند الرواية (22537) .(37/244)
خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ (1) قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ فَوَجَدْتُهُ قَدْ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ الْأُمَرَاءِ وَقَالَ: " عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ، فجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ، فعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ الْأَنْصَارِيُّ " فَوَثَبَ جَعْفَرٌ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ وَأُمِّي مَا كُنْتُ أَرْهَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا قَالَ: " امْضُوا، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّ ذَلِكَ خَيْرٌ ". قَالَ: فَانْطَلَقَ الْجَيْشُ فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَابَ خَبرٌ، أَوْ ثَابَ خَبَرٌ، شَكَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي إِنَّهُمْ انْطَلَقُوا حَتَّى لَقُوا الْعَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ ". فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ، " ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، أَشْهَدُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى أُصِيبَ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ ". فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصْبُعَيْهِ (2) وَقَالَ: " اللهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ
__________
(1) تصحف في (م) إلى: شمير.
(2) كذا في (م) والنسخ الخطية وسنن النسائي، ووقع في ابن حبان: "ضَبْعَيْه" بمعنى عضديه، وفي "شرح المشكل": يديه، وكلاهما بمعنى، وإليه نميل.(37/245)
سُيُوفِكَ فَانْصُرْهُ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً: فَانْتَصِرْ بِهِ ". فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْفِرُوا، فَأَمِدُّوا إِخْوَانَكُمْ، وَلَا يَتَخَلَّفَنَّ أَحَدٌ " فَنَفَرَ النَّاسُ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ مُشَاةً وَرُكْبَانًا (1)
22552 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ؛ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد من أجل خالد بن سُمير، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8249) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/46-47، وابن أبي شيبة 14/512، والدارمي (2448) ، والنسائي (8159) و (8282) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5170) ، وابن حبان (7048) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/367-368 من طرق عن الأسود بن شيبان، به. ورواية ابن أبي شيبة مطولة جداً، وفيها
زيادة، ورواية الدارمي مختصرة جداً من أوله، ورواية ابن سعد مختصرة أيضاً.
وسيأتي مكرراً (22566) .
وفي الباب عن عبد الله بن جعفر سلف برقم (1750) .
قوله: "ناب خبر" بالنون، أي: نزل.
"أو ثاب" بالمثلثة، أي: رجع خبر، والمعنى: وصل خبرُهم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. =(37/246)
22553 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرِ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ قَالَ: أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ؟، وَكَانَتْ رِجْلُهُ عرْجَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ". فَقَتَلُوهُ (1) يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمْ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ ". فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمَا وَبِمَوْلَاهُمَا فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ (2)
__________
= وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (7201) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (197) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (920) من طريق أبي نعيم، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (7199) عن أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (7198) عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد العزيز بن رُفَيع، به.
وأخرجه ابن عدي 6/2066 من طريق قيس بن الربيع، عن عائذ بن نصيب، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.
وسيأتي (22653) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7245) ونقلنا هناك عن الخطابي، أن معناه: أن الله سبحانه هو صاحب الدهرِ ومُدبِّرُ الأمور التي تنسبونها إلى الدهر.
(1) في (م) و (ق) و (ظ2) : فقتلوا، والمثبت من (ظ5) .
(2) إسناده حسن من أجل حميد بن زياد، وهو -وإن كان من رجال مسلم- =(37/247)
22554 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ: شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا " قَالَ يَحْيَى: وَزَادَ فِيهِ أَبُو سَلَمَةَ " اللهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ " (1)
__________
= فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وله بعض الأوهام، ومن أوهامه في هذا الحديث قوله: ابن أخيه والصواب أنه ابن عمه من بعيد، وهو عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، وعمرو بن الجموح: هو ابن زيد بن حرام الأنصاري، والوهم الثاني الذي وقع فيه هو ذكره لدفن المولى معهما في قبر واحد ولم يتابعه عليه أحد، فالذي في الصحيح أنهما دفنا معاً دون المولى (انظر البخاري 1351) ، وعليه أهل السير والمغازي كابن إسحاق ومالك والواقدي. انظر دلائل النبوة للبيهقي 3/291 و293، و"تاريخ المدينة" لعمر ابن شبة 1/128 وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان المصري.
وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/128-129 عن هارون بن معروف، عن عبد الله بن وهب، عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
(1) إسناد الموصول منهما رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير كما بيَّناه عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8809) ، وكذلك سلف الكلام على المرسل منهما هناك.
وسلف برقم (17546) ، وسيأتي برقم (22619) عن عفان بن مسلم، عن همام.
وسيأتي برقم (22620) من طريق أبي إبراهيم، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(37/248)
22555 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دُعِيَ لِجِنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا، فَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ قَامَ فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا غَيْرُ ذَلِكَ قَالَ لِأَهْلِهَا: " شَأْنُكُمْ بِهَا " وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا " (1)
22556 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
22557 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه عبد بن حميد (196) ، وابن حبان (3057) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/364 من طريق أسد بن موسى وسليمان بن داود كلاهما عن إبراهيم بن سعد، به. وانظر ما بعده.
قوله: "أُثني عليها خيرٌ" كذا هو في (م) والأصول برفع "خير" على أنه نائب فاعل لـ "أُثني" وفي المصادر التي خرجت الحديث: "خيراً" بالنصب، ويوجَّه بأنه أقيم الجار والمجرور مقام المفعول الأول، فيكون هو نائب الفاعل، وخيراً: مقام المفعول الثاني. وقال ابن مالك: "خيراً" صفة لمصدر
محذوف، وأقيمت مقامه فنصبت لأن "أُثني" مسند إلى الجار والمجرور، والتفاوت بين الإسناد إلى المصدر والإسناد إلى الجار والمجرور قليل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي.
وانظر ما قبله.(37/249)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَعَدَ عَلَى فِرَاشِ مُغِيبَةٍ قَيَّضَ اللهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُعْبَانًا " (1)
22558 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ مِرَاتٍ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن عبيد. وابن أبي قتادة: هو عبد الله كما جاء مسمّى في روايتي الطبراني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3278) ، وفي "الأوسط" (3237) من طريق عبد الله بن يوسف وشعيب بن يحيى كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وسيأتي (22562) .
قال السندي: قوله: "على فراش مغيبة" اسم فاعل من أغابت المرأة: إذا غاب عنها زوجها، والمراد أنه غاب عن منزلها، سواء كان في بلدها أو لا.
"قيض" بالتشديد، أي: قرن معه.
وفي باب النهي عن الدخول على المغيبات عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6595) .
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14324) .
وعن عمرو بن العاص، سلف برقم (17761) .
وبنحوه عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17347) .
(2) صحيح لغيره، عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي، وإن كان حسن الحديث- قد خالفه ثقتان: محمد بن زهير (*) التميمي وابن أبي ذئب، =
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بل هو (زهير بن محمد) التميمي الخرساني كما في حديث رقم (14559) في مسند جابر رضي الله عنه 23 / 422، الذي أحال عليه المحقق، وكما في كتب الرجال(37/250)
22559 - حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
= فروياه عن أسيد -وهو ابن أبي أسيد البراد- عن عبد الله بن أبي قتادة، عن جابر بن عبد الله كما سلف في "مسنده" برقم (14559) ، وهو المحفوظ، وإليه أشار أبو حاتم الرازي في "العلل" لابنه 1/203.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3184) من طريق يحيى بن صالح، والحاكم 2/488 من طريق يعقوب بن محمد الزُّهري، كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد الحاكم خطأ صوَّبناه من "إتحاف المهرة" 4/130.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي جعفر الخطمي -وهو عُمير بن يزيد بن عمير الأنصاري- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدِّب، وعفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/12 و250 من طريق يونس بن محمد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2589) ، والبيهقي في "الشعب" (11259) ، والبغوي في "شرح السنة" (2143) من طريق عفان بن مسلم وحده، به.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3942) من طريق الحسن بن موسى، وعبد بن حميد (195) من طريق محمد بن الفضل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وفيه عندهما قصة وستأتي برقم (22623) .
وأخرجه مسلم (1563) وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (98) ، والبيهقي 5/357 من طريق حماد بن زيد، ومسلم (1563) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، =(37/251)
22560 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ " حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ مِثْلَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو قَتَادَةَ (1)
__________
= عن أبيه بلفظ: "من سَرَّه أن ينجيَه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن مُعسر، أو يضع عنه" وفيه القصة أيضاً.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (3277) من طريق عبد العزيز بن داود، عن أبي هلال، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، عن أبي قتادة.
وأخرجه أبو حاتم الرازي في "العلل" لابنه 1/387-388، والطبراني في "الأوسط" (4589) من طريق هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي قتادة - قال في "العلل": "عن أبي قتادة، عن جابر"، وقال في "الأوسط": "عن أبي قتادة وجابر بن عبد الله".
وقال أبو حاتم الرازي بإثره: هذا حديث باطل كذب، قد أدخل على هشام.
وفي الباب عن أبي اليسر، سلف برقم (15520) و (15521) ، وذكرت شواهده هناك.
قوله: "من نَفَّس" بتشديد الفاء، أي: فرَّج عنه همه بالتأخير في الأجل، ولهذا عطف عليه قوله: "أو محا عنه"، أي: كل الدَّيْن أو بعضه. قاله السندي.
(1) إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وصح من غير هذا الطريق عن جابر بن عبد الله من حديثه كما يأتي.
وأخرجه الترمذي (10) عن قتيبة بن سعيد، والطحاوي في "شرح معاني =(37/252)
22561 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ، الْأَقْرَحُ، الْأَرْثَمُ المُحَجَّلُ ثَّلَاثِ (1) ، مُطْلَقُ الْيَمِينِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ، فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ " (2)
__________
= الآثار" 4/234 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث بسند حسن برقم (14872) من طريق أبان بن صالح، عن مجاهد، عن جابر رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره. قال الترمذي: وحديث جابر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصَحُّ من حديث ابن لهيعة، وابن لهيعة ضعيفٌ عند أهل الحديث.
(1) في (م) : محجل الثلاث.
(2) حديث حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد رواه عنه ابن المبارك، وروايته عنه مقبولة عند بعض أهل العلم، ثم إن ابن لهيعة قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الدارمي (2428) من طريق الوليد بن مسلم، والطيالسي (604) ، والترمذي (1696) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد الطيالسي يزيد بن أبي حبيب.
وأخرجه ابن ماجه (2789) ، والترمذي (1697) ، والرامَهُرْمُزي في "الأمثال" (123) ، والحاكم 2/92، والبيهقي 6/330 من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وأخرجه ابن حبان (4676) من طريق يحيى ين أيوب، عن يزيد بن أبي =(37/253)
22562 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَعَدَ عَلَى فِرَاشِ مُغِيبَةٍ بُعِثَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُعْبَانٌ " (1)
__________
= حبيب، عن عُلَي بن رباح، عن عقبة بن عامر أو أبي قتادة. ووقع عنده وحده أن قوله: "فإن لم يكن أدهم فكُميت ... إلخ" من قول يزيد بن أبي حبيب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (809) ، والحاكم 2/92، والبيهقي 6/330 من طريق عُبيد بن الصباح، عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، مرفوعاً بلفظ: "إذا أردت أن تغزو، فاشتر فرساً أغر مُحجلاً، مطلق اليمنى، فإنك تسلم وتغنم". قلنا: وعُبيد بن الصباح ضعيف.
وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 12/224-225 عن الفضل بن دكين، عن موسى بن عُلي، قال: سمعت أبي يحدث أن رجلاً أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إني أريد أن أقيد أو ابتاع فرساً ... فذكره نحوه مختصراً. ورجح أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/304 هذه الرواية المرسلة في حديث موسى بن عُلي.
وفي الباب عن أبي وهب الجُشَمي، سلف برقم (19032) ، وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: "الأدهم"، أي: الأسود.
"الأقرح": هو ما كان في جبهته قرحة -بالضم- وهو بياض يسير دون الغُرة.
"الأرثم" براء ومثلثة: هو الذي أنفه أبيض وشفته العليا.
"المحجل" اسم مفعول من التحجيل بتقديم المهملة على الجيم: هو الذي في قوائمه بياض.
"مطلق اليمين" أي: مطلقها ليس فيها تحجيل.
"فكميت" بضم الكاف مصغر: هو الذي لونه بين السواد والحمرة، يستوي فيه المذكر والمؤنث.
"على هذه الشِّية" بكسر الشين: هو اللون المخالف لغالب اللون.
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وقد سلف عن أبي سعيد مولى بني =(37/254)
22563 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُصَلِّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الْعَصْرِ وَالظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِسُورَتَيْنِ وَأُمِّ الْكِتَابِ، وَكَانَ يُسْمِعُنَا الْأَحْيَانَ الْآيَةَ، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ (1) بِأُمِّ الْكِتَابِ، وَكَانَ يُطِيلُ أَوَّلَ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَأَوَّلَ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ " (2)
22564 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةَ مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ " (3)
__________
= هاشم، عن ابن لهيعة برقم (22557) .
(1) في (م) و (ق) و (ظ2) : الأخيرتين.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبان -وهو ابن يزيد العطار- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.
وأخرجه النسائي 2/165، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 20/195 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4622) من طريق حبان بن هلال، كلاهما عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد.
ولم يذكر ابن مهدي صلاة الفجر.
وسيأتي من طريقين عن أبان برقم (22596) و (22627) .
وانظر (22520) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة أبي المغيرة -وهو عبد القدوس بن الحجاج الخَولاني-، ومحمد بن مصعب -وهو القَرقَساني- =(37/255)
22565 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمَسُّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلَا يَسْتَنْجِي بِيَمِينِهِ، وَلَا يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ " (1)
__________
= متابع أبي المغيرة ضعيف يُعتبر به. يحيى: هو ابن أبي كثير اليمامي الطائي.
وأخرجه الدارمي (2141) ، والبخاري (3292) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (896) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاري قوله: "ثلاث مرات".
وأخرجه البخاري (3292) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (898) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به - دون قوله: "ثلاث مرات".
وأخرجه كذلك البخاري (6986) من طريق عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، به.
وسيأتي من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة، برقم (22635) .
وانظر ما سلف برقم (22525) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخَولاني، وابن أبي كثير: هو يحيى بن أبي كثير الطائي.
وأخرجه الدارمي (2122) ، والبيهقي في "السنن" 7/283-284، وفي "الآداب" (539) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (154) ، وابن ماجه (310) ، وابن خزيمة (79) ، وأبو عوانة (590) و (8204) ، وابن المنذر في "الأوسط" (289) ، وابن حبان (1434) ، وتمام في "فوائده - المسمى الروض البسام" (149) ، والبيهقي 1/112 من طرق عن الأوزاعي، به.
وانظر (22522) .
وقوله: "ولا يستنجي" كذا في الأصول بإثبات الياء على صورة المرفوع =(37/256)
22566 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ (1) قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ فَأَتَيْتُهُ، وَهُوَ فِي حِوَاءِ شَرِيكِ بْنِ الْأَعْوَرِ الشَّارِعِ عَلَى الْمِرْبَدِ، وَقَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ الْأُمَرَاءِ فَقَالَ: " عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ، فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ، فعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ الْأَنْصَارِيُّ ". فَوَثَبَ جَعْفَرٌ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ مَا كُنْتُ أَرْهَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا. قَالَ: " امْضِهْ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّ ذَلِكَ خَيْرٌ ". فَانْطَلَقُوا فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَابَ خَبَرٌ، أَوْ بَاتَ خَبْرٌ، أَوْ ثَابَ خَبْرٌ شَكَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي إِنَّهُمْ انْطَلَقُوا، فَلَقَوْا الْعَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ ". فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ. " ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، أَشْهَدُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا
__________
= بعد "لا" الجازمة وهو جائز في قلة على لغة من يُهمل "لا" الناهية، فلا يجزم بها حملاً على "لا" النافية، والجادة ولا يستنج بحذف الياء. انظر "شواهد التوضيح" ص 20 لابن مالك.
(1) تصحف في (م) إلى: شمير.(37/257)
لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ ". ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصْبَعَيْهِ (1) فَقَالَ: " اللهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ فَانْصُرْهُ ". فَمِنْ يَوْمِئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: " انْفِرُوا فَأَمِدُّوا إِخْوَانَكُمْ، وَلَا يَتَخَلَّفَنَّ أَحَدٌ " قَالَ: فَنَفَرَ النَّاسُ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ مُشَاةً وَرُكْبَانًا (2)
22567 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ طَرِيقِ (3) مَكَّةَ تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ، وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ، وَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا، فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا وَأَخَذَهُ، ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ فَأَكَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَى بَعْضُهُمْ، فَلَمَّا أَدْرَكُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللهُ " (4)
__________
(1) انظر التعليق على هذه اللفظة عند مكرر الحديث السالف برقم (22551) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، وهو مكرر (22551) .
قوله: "حواء" بكسر المهملة: البيوت المجتمعة.
(3) المثبت من (ظ5) ، وفي (م) و (ق) : "طرق".
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله: هو سالم بن أبي أمية المدني، ونافع مولى أبي قتادة: هو نافع بن عباس =(37/258)
22568 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِي الْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ؟ " (1)
__________
= -أو عياش- مولى عقيلة الغفارية، وإنما قيل له: مولى أبي قتادة، للزومه له.
وهو في "موطأ مالك" 1/350، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/321، والبخاري (2914) و (5490) ، ومسلم (1196) (57) ، وأبو داود (1852) ، والترمذي (847) ، والنسائي 5/182، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/164، والطحاوي في "شرح المعاني"
2/173، وابن حبان (3975) ، والبيهقي 5/187، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/224-225، والبغوي في "شرح السنة" (1988) ، وفي "التفسير" 2/66.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/321 من طريق ابن جريج، والبخاري (5492) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/164 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن سالم أبي النضر، بهذا الإسناد. وقرن عمرو بن الحارث بنافع مولى أبي قتادة أبا صالح مولى التَّوْأمة، ورواية عمرو بن الحارث بنحو رواية مالك، وزاد فيها: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أبقي معكم شيء منه؟ " قلت: نعم.
وانظر (22526) .
وقوله: "ثم شَدَّ على الحِمار"، أي: حَمَلَ عليه.
وقوله: "طُعْمة"، أي: طعام ورزق.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "موطأ مالك" 1/351، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/322، والبخاري بإثر الحديث (2914) و (5491) ، ومسلم (1196) (58) ، =(37/259)
22569 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: أَحْرَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَلَمْ يُحْرِمْ أَبُو قَتَادَةَ قَالَ: وَحُدِّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَدُوًّا بِغيقَةَ (1) ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَمَا أَنَا مَعَ أَصْحَابِي، فَضَحِكَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا أَنَا بِحِمَارِ وَحْشٍ فَاسْتَعَنْتُهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِي فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَثْبَتُّهُ فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ، وَخَشِينَا أَنْ نُقْتَطَعَ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلْتُ أَرْفَعُ فَرَسِي شَأْوًا، وَأَسِيرُ شَأْوًا، وَلَقِيتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَقُلْتُ: أَيْنَ تَرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: تَرَكْتُهُ وَهُوَ بِتِعْهِنَ: وَهُوَ مِمَّا يَلِي السُّقْيَا فَأَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَصْحَابَكَ يُقْرِئُونَكَ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللهِ، وَقَدْ خَشُوا أَنْ يَتَقَطَّعُوا دُونَكَ، فَانْتَظِرْهُمْ قَالَ: فَانْتَظَرَهُمْ. قُلْتُ: وَقَدْ أَصَبْتُ حِمَارَ وَحْشٍ، وَعِنْدِي مِنْهُ فَاضِلَةٌ.
__________
= والترمذي (848) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/149، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/173-174، والبيهقي 5/187، والبغوي في "شرح السنة" بإثر الحديث (1988) . ولم يشر الشافعي إلى الاختلاف في الرواية، فقال: مثل حديث أبي النضر حسب.
وأخرجه البخاري بإثر الحديثين (2570) و (5407) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه.
وانظر ما سلف برقم (22526) .
(1) تصحفت في (م) و (ظ2) إلى: "بغيفة" بالفاء، والمثبت من (ظ5) .(37/260)
فَقَالَ لِلْقَوْمِ: " كُلُوا " وَهُمْ مُحْرِمُونَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن مِقْسم الأسَدي، المعروف بابن عُليَّة، وهشام الدَّستُوائي: هو ابن أبي عبد الله.
وأخرجه الدارمي (1826) ، والبخاري (1821) ، ومسلم (1196) (59) ، والنسائي 5/185-186، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/136، والبيهقي 5/188 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدَّستُوائي، بهذا الإسناد. ولفظ الدارمي مختصر، وبعضهم لا يذكر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْبرَ عن عدوٍّ بغَيْقَة.
وأخرجه البخاري (1822) و (4149) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/136 من طريق علي بن المبارك، وأبو عوانة أيضاً من طريق شيبان بن عبد الرحمن، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. ورواية البخاري في الموضع الثاني مختصرة بلفظ: انطلقنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الحديبية، فأحرم أصحابه، ولم أحرم.
وأخرجه مسلم (1196) (62) ، والبيهقي 5/178 من طريق يحيى بن حسان، والنسائي 5/186 من طريق محمد بن المبارك الصوري، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/136 من طريق يحيى بن صالح، والطبراني في "الشاميين" (2855) من طريق يحيى بن بشر الحريري، أربعتهم عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به. بلفظ: أنه غزا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة الحُديبية، قال: فأَهَلُّوا بعُمْرة غيري، قال: فاصطدتُ حمار وَحْش، فأطعمت أصحابي وهم محرمون، ثم أَتيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنبأته أن عندنا من لحمه فاضلة، فقال: "كلوه" وهم محرمون. ووقع في رواية الطبراني: وذكرتُ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أني إنما اصطدته له، فأمر أصحابه بأكله، ولم يأكله حين أخبرته أني اصطدته له. وستأتي هذه الرواية في "المسند" من طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير برقم (22590) ، وقوله: "إنما اصطدته له"، و"لم يأكله حين أخبرته أني اصطدته له" مما تفرد به يحيى بن بشر، عن =(37/261)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير. ومعمر، عن يحيى بن أبي كثير، فهي رواية شاذة مخالفة لما رواه أصحاب معاوية بن سلام، عنه، عن يحيى وكذا أصحاب يحيى، عنه.
وأخرجه بنحوه مطوَّلاً ومختصراً البخاري (2570) و (2854) و (5406) و (5407) ، ومسلم (1196) (63) ، والنسائي 7/205، وابن خزيمة (2643) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/136، وابن حبان (3977) ، والبيهقي 5/188 من طرق عن أبي حازم سلمة بن دينار المدني، عن عبد الله ابن أبي قتادة، به. وفيه: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "معكم منه شيء؟ " فقلت: نعم، فناولته العَضُد -وقال بعضهم: رِجْلَه-، فأكلها حتى نَفَّدَها وهو مُحرِمٌ. وسيأتي كذلك من طريق معبد بن كعب بن مالك برقم (22604) ، ومن طريق عبد الله ابن أبي سلمة الماجِشُون، عن أبي محمد نافع مولى أبي قتادة برقم (22605) ، كلاهما عن أبي قتادة.
وانظر ما سلف برقم (22526) .
وقوله: غَيْقَة: موضع بين مكة والمدينة في بلاد غِفار، وقيل: هو قَلِيبٌ لبني ثَعْلَبة يصبُّ فيه ماء جبل رَضْوَى، ويصب هو في البحر. انظر "فتح الباري" 4/23، و"النهاية" 3/402، و"معجم ما استعجم" 2/1010-1011.
وقوله: وخَشِينا أن نُقتَطع، أي: نصير مقطوعين عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منفصلين عنه؛ لكونه قد سَبَقَهم.
وقوله: أُرَفِّع، بالتشديد والتخفيف، أي: أكَلِّفُه السَّير السريع.
وقوله: شَأْواً: الشَّأْو: الشَّوْط والمَدَى، أو الغاية والأَمد.
والمراد أنه يَركُضُ فرسَه تارةً، ويَسُوقه بسهولة أخرى.
وقوله: بتَِعْهِن، بكسر التاء المثناة وبفتحها، بعدها عين مهملة ساكنة، ثم هاء مكسورة، ثم نون، والأشهر كسر التاء، وبه قَيَّدها البكري في "معجم ما استعجم" 1/315، وياقوت في "معجم البلدان" 2/35: وهي موضع فيه عين ماء في طريق مكة من المدينة بين القاحة والسُّقْيا. وفي تقييدها أوجه أخرى، =(37/262)
22570 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " يَقْرَأُ بِنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَيُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَانَ يَقْرَأُ بِنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ " " (1)
22571 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ؛ فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ، ثُمَّ يَمْحَقُ " (2)
22572 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ
__________
= انظرها في "فتح الباري" 4/23.
وقوله: السُّقْيا، بضم المهملة، وإسكان القاف، بعدها تحتانية: قرية جامعة بين مكة والمدينة، وهي كثيرة الآبار والعيون والبِرَك. انظر "معجم ما استعجم" 2/742-743.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (22520) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث.
وانظر (22544) .(37/263)
فَقَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ؛ فَإِنَّ عَلَيْهِ دَيْنًا ". قَالَ: فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُوَ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " بِالْوَفَاءِ؟ " قَالَ: بِالْوَفَاءِ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ وَإِنَّمَا كَانَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا. (1)
22573 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: أَنَا أَكْفُلُ بِهِ. قَالَ: " بِالْوَفَاءِ؟ " وَقَالَ حَجَّاجٌ: أَيْضًا أَنَا أَكْفُلُ بِهِ، وَقَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ (2)
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وسلف الكلام على إسناده في الرواية (22543) . شعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي.
وأخرجه عبد بن حميد (191) ، والدارمي (2593) ، وابن ماجه (2407) ، والترمذي (1069) ، والنسائي 4/65 و7/317، وابن حبان (3060) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ولم يذكر الدارمي والترمذي والنسائي قوله: وإنما كان عليه ثمانية عشر، أو تسعة عشر درهماً. ولم يذكر عبد بن حميد وابن ماجه والنسائي في الموضع الثاني قوله: فصلى عليه. وتحرف "شعبة" في
الموضع الثاني من مطبوع النسائي إلى: "سعيد".
وسيأتي الحديث عن بهز بن أسد وحجاج بن محمد المصِّيصي جميعاً، عن شعبة في الحديث التالي.
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهد كسابقه، وسلف الكلام على إسناده في الرواية (22543) . بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وحجاج المذكور في آخر الرواية: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.
وانظر ما قبله.(37/264)
22574 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّهُمْ كَانُوا فِي مَسِيرٍ لَهُمْ فَرَأَيْتُ حِمَارَ وَحْشٍ، فَرَكِبْتُ فَرَسًا، وَأَخَذْتُ الرُّمْحَ فَقَتَلْتُهُ قَالَ: وَفِينَا الْمُحْرِمُ قَالَ: فَأَكَلُوا مِنْهُ قَالَ: فَأَشْفَقُوا. قَالَ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ: فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَشَرْتُمْ أَوْ أَعَنْتُمْ أَوْ أَصِدْتُمْ؟ "، قَالَ شُعْبَةُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: " أَعَنْتُمْ؟ " أَوْ " أَصِدْتُمْ؟ "، ثُمَّ قَالُوا: لَا. فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1196) (61) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه بتمامه، واقتصر على قوله: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أشرتم، أو أعنتم، أو أصدتم" قال شعبة: لا أدري، قال: "أعنتم" أو "أصدتم".
وأخرجه الدارمي (1827) ، والنسائي 5/186، وابن الجارود في "المنتقى" (435) ، وابن خزيمة (2635) و (2636) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/136، والطحاوي 2/173، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/156، وفي "الاستذكار" (16369) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه مطولاً البخاري (1824) ، ومسلم (1196) (60) ، وأبو عوانة الإسفراييني في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/136، والبيهقي 5/189 من طريق أبي عوانة اليشكري، ومسلم (1196) (61) من طريق شيبان، كلاهما عن عثمان بن عبد الله بن موهب، به.
وانظر ما سلف برقم (22526) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَصَدْتم": قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 8/112-113: روي بتشديد الصاد، وتخفيفها، وروي: صِدْتُم. قال القاضي عياض: =(37/265)
22575 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ مَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: مادَ (2) ، عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَدَعَمْتُهُ بِيَدَيَّ. قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ. قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا. قَالَ: فَمَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَمْتُهُ بِيَدَيَّ فَاسْتَيْقَظَ. (3 ثُمَّ سِرْنَا. فَمَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَمْتُهُ بِيَدَيَّ فَاسْتَيْقَظَ.-3) فَقَالَ: " أَبُو قَتَادَةَ ".: فَقُلْتُ: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةِ ". ثُمَّ قَالَ: " لَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ نَحِّ بِنَا عَنِ الطَّرِيقِ، أَوْ مِلْ بِنَا عَنِ الطَّرِيقِ، ". قَالَ: فَعَدَلْنَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاحِلَتَهُ فَتَوَسَّدَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، فَمَا اسْتَيْقَظْنَا حَتَّى أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ، وَذَكَرَ صَوْتَ الصُّرَدِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا
__________
= رويناه بالتخفيف في "أَصَدْتُم"، ومعناه: أَمَرْتُم بالصَّيد؟ أو جعلتم من يَصِيدُه؟ وقيل: معناه: أَثَرْتُم الصيدَ من موضعه؟ يقال: أَصَدْتُ الصيد مخفف، أي: أَثَرتُه، قال: وهو أولى من رواية من رواه: صِدْتم، أو اصَّدْتم بالتشديد، لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد عَلِمَ أنهم لم يَصِيدُوا، وإنما سألوه عما صاد غيرهم.
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : "شعبة"، والمثبت من (ظ5) ، و"أطراف المسند" 7/52، و"غاية المقصد" ورقة 45، ومصادر تخريج الحديث، وهو الصواب.
(2) تحرفت في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: "حاد"، وما أثبتناه من (ظ5) ، و"غاية المقصد" ورقة 45.
(3-3) لم ترد هذه العبارة في (م) و (ظ2) و (ق) ، واستدركناها من (ظ5) .(37/266)
رَسُولَ اللهِ، هَلَكْنَا فَاتَتْنَا الصَّلَاةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ تَهْلِكُوا، وَلَمْ تَفُتْكُمُ الصَّلَاةُ إِنَّمَا تَفُوتُ الْيَقْظَانَ، وَلَا تَفُوتُ النَّائِمَ هَلْ مِنْ مَاءٍ؟ " قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِسَطِيحَةٍ، أَوْ قَالَ: مَيْضَأَةٍ، فِيهَا مَاءٌ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيَّ وَفِيهَا بَقِيَّةٌ مِنْ مَاءٍ. قَالَ: " احْتَفِظْ بِهَا؛ فَإِنَّهُ كَائِنٌ لَهَا نَبَأٌ، وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ فِي مَكَانِهِ، فَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كَانَ النَّاسُ أَطَاعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَقَدْ رَفَقُوا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَصَابُوا، وَإِنْ كَانُوا خَالَفُوهُمَا فَقَدْ خَرَقُوا بِأَنْفُسِهِمْ ". وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ حَيْثُ فَقَدُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَا: لِلنَّاسِ أَقِيمُوا بِالْمَاءِ حَتَّى تُصْبِحُوا فَأَبَوْا عَلَيْهِمَا، وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، وَقَدْ كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا عَطَشًا. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْنَا فَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فَوْقَ الْقَدَحِ، وَدُونَ الْقَعْبِ، فَتَأَبَّطَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ يَشْرَبُ الْقَوْمُ حَتَّى شَرِبُوا كُلُّهُمْ، ثُمَّ نَادَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مِنْ عَالٍّ (1) ؟ " قَالَ: ثُمَّ رَدَّ الْمِيضَأَةَ، وَفِيهَا نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهَا قَالَ فَسَأَلْنَاهُ كَمْ كُنْتُمْ؟ فَقَالَ: كَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ ثَمَانُونَ رَجُلًا، وَكُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا (2)
__________
(1) تصحفت في (م) و (ظ2) إلى: "غال" بالغين المعجمة، وما أثبتناه من (ظ5) ، و"غاية المقصد" ورقة 45.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن رباح، فمن رجال مسلم، =(37/267)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لكن قتادة قد خولف في بعض متن الحديث كما سيأتي بيانه. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دِعامة.
وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "الدلائل" (316) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (2240) عن عثمان بن مطر، وأبو نعيم في "الدلائل" (316) من طريق يزيد بن زُريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عُروبة، به. وتحرف "سعيد" في مطبوع "الدلائل" إلى: "سعد".
وأخرجه عبد الرزاق (2240) و (20538) ، والطبراني في "الكبير" (3271) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/285-286، والبغوي (3716) من طريق معمر بن راشد، عن قتادة، به. وروايتهم جميعاً غير عبد الرزاق في الموضع الثاني أخصر مما هنا، وفي حديثهم جميعاً خلا عبد الرزاق في الموضع الأول والطبراني: وكانوا يومئذٍ اثنين وسبعين رجلاً، بدل قوله: كان مع أبي بكر وعمر ثمانون رجلاً، وكنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثني عشر رجلاً.
وجاء عند البيهقي والبغوي: أن القصة كانت في جيش خرج به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وانظر (22546) .
قلنا: وقد وقع لقتادة في هذا الحديث وهمان: أحدهما: أنه قال: وكان أبو بكر وعمر حيث فَقَدُوا النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالا للناس: أَقِيمُوا بالماء حتى تُصبِحُوا: فأَبَوْا عليهما. وهذا مما خالف به قتادةُ غيره، فقد رواه ثابت البُناني وبكر بن عبد الله المُزَني وغيرهما، عن عبد الله بن رباح، فذكروا ما معناه: أن أبا بكر وعمر قالا للناس: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن ليَسْبِقَكم إلى الماء ويُخلِّفَكم، وإنه بعدَكم، فانتظروا. وأن الناس قد نَزَلوا على أمرهما.
والثاني: في قوله: كان مع أبي بكر وعمر ثمانون رجلاً، وكنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثني عشر رجلاً. والمحفوظ من رواية غيره: أنهم كانوا جميعاً ثلاثَ مئة، والذين كانوا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعةُ نَفَرٍ.
وقوله: مادَ، أي: مال وتحرَّك. =(37/268)
22576 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ أَخْبَرَهُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْمَعْنَى قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسًا فِي مَجْلِسٍ إِذْ مُرَّتْ جِنَازَةٌ (1) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ". قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ؟ قَالَ: " الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ ". قُلْنَا فَمَا الْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: " الْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ "
__________
= وقوله: الصُّرَد: هو طائر ضخمُ الرأس والمِنْقار، له ريشٌ عظيم نصفُه أبيض ونصفُه أسود، يصيد الحشرات، وربما صاد العصفور.
وقوله: السَّطِيحة: ما كان من جِلْدين قوبل أحدُهما بالآخر فسُطِحَ عليه، وتكون صغيرةً وكبيرة، وهي من أواني المياه.
وقوله: "خَرِقوا" بخاء معجمة، وراء مهملة، وقاف: من خَرِق خَرْقاً: إذا عمل شيئاً، فلم يَرْفُق فيه.
وقوله: القَدَح: هو إناء يروي الرَّجُلينِ.
وقوله: القَعْب: هو قدح ضخم يروي الواحد والاثنين والثلاثة..
وقوله: "هل من عالٍّ": من العَلِّ -بعين مهملة، وتشديد اللام- يقال: عَلَّ يَعِلُّ، كضرب: إذا شرب الشَّرْبةَ الثانية.
(1) كذا في (ظ5) ، وفي (م) : "إذ مر بجنازة"، وفي (ظ2) و (ق) : "إذ مرت بنا جنازة".(37/269)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَقَرَأْتُهُ عَلَى مَالِكٍ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ (1)
22577 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وله ثلاثة أسانيد، رجالها ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق بن يسار، فقد أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، لكنه مدلِّس، وقد عنعنه، وهو متابع. ابن مهدي: هو عبد الرحمن بن مهدي العَنْبري، وزهير بن محمد: هو
التميمي الخُراساني.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (12161) من طريق يزيد بن هارون، بالإسناد الثاني. وزاد في أوله: بينما نحن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذ أتاه آتٍ، فقال: يا رسول الله، مات فلان. فقال: عبدُ الله، دُعي، فأجاب..
وذكر الحديث.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 13/62 من طريق يزيد بن معاوية، و62-63 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به. وزاد في أوله الزيادة المذكورة آنفاً.
وهو بالإسناد الثالث في "موطأ مالك" 1/241-242، ومن طريقه أخرجه البخاري (6512) ، ومسلم (950) ، والنسائي 4/48، وابن حبان (3012) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/336، والبيهقي 3/379، والبغوي (1453) ، والمزي في ترجمة معبد بن كعب بن مالك من "تهذيب الكمال" 28/237-238 عن محمد بن عمرو بن حلحلة، به.
وانظر (22536) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن رباح من رجاله، وبقية =(37/270)
22578 - حَدَّثنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ " (1)
__________
= رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن مهدي: هو عبد الرحمن، وثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه ابن ماجه (3434) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (184) من طريق أحمد بن عَبْدة، والترمذي (1894) ، والنسائي في "الكبرى" (6867) عن قُتيبة ابن سعيد، وابن ماجه (3434) عن سُويد بن سعيد، وابن حبان (5338) ، وأبو الشيخ (183) من طريق إبراهيم بن الحجاج السَّامي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة عبد الله بن رباح ص 290 من طريق سعيد بن منصور، خمستهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقرن إبراهيم بن الحجاج بحماد بن زيد حماد بن سلمة.
وقد سلف الحديث من رواية حماد بن سلمة ضمن حديث طويل برقم (22546) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6419) ، وفي "الصغير" (871) عن محمد بن عمر بن منصور الكَشِّي، عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. قلنا: وهذا الإسناد وهم، نظنه من محمد بن عمر شيخ الطبراني فيه، فقد رواه النسائي والترمذي كما سلف آنفاً عن قتيبة بن سعيد، فقالا: عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، وكذا رواه غير قتيبة، عن حماد. ومحمد بن عمر شيخ الطبراني هذا لم نقف له على ترجمة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (22523) .(37/271)
22579 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ " حَامِلٌ أُمَامَةَ ابْنَةَ زَيْنَبَ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَسَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا " (1)
22580 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدَةَ ابْنَةِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءَهُ، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ تَشْرَبُ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ. قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ أَتَعْجَبِينَ يَا بِنْتَ أَخِي؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو في "المصنَّف" لعبد الرزاق (2378) ، ومن طريقه وحده أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (1067) .
وقد سلف الحديث من طريق عبد الرحمن بن مهدي برقم (22524) .(37/272)
عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ " وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَوْ " الطَّوَّافَاتِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، حُميدة ابنة عُبيد بن رِفاعة الأنصارية زوجة إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ووالدة ولده يحيى بن إسحاق، روى عنها زوجها وولدها، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وكبشة بنت كعب بن مالك الأنصارية روت عنها بنت أختها حُميدة، وذكرها ابن حبان في "ثقاته"، وقال: لها
صحبة، وتبعه على ذلك المستغفري والزُّبير بن بَكَّار وأبو موسى المديني كما في "الإصابة"، و"تهذيب التهذيب" وباقي رجال الإسناد ثقات، وله طرق أخرى يصح بها كما سلف عند الرواية رقم (22528) : عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق بن عيسى: هو ابن الطَّبّاع.
وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (206) ، والدارقطني في "السنن" 1/70 من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وهو في "موطأ مالك" -برواية يحيى بن يحيى الليثي- 1/22-23، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/22، وعبد الرزاق (353) ، وأبو عبيد في "الطهور" (206) ، وابن سعد في "طبقاته" 8/478، وابن أبي شيبة 1/31، والدارمي (736) ، وأبو داود (75) ، وابن ماجه (367) ، والترمذي (92) ، والنسائي 1/55 و178، وفي "الكبرى" (63) ، وابن الجارود (60) ، وابن خزيمة (104) ، وابن المنذر 1/303، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/18-19، وفي "شرح المشكل" (2655) ، وابن حبان (1299) ، والدارقطني في "السنن" 1/70، والحاكم
1/159-160، وكما في "إتحاف المهرة" 4/167، وابن حزم في "المحلى" 1/117، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/245، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/319، والبغوي (286) ، والمزي في ترجمة كبشة بنت مالك من "تهذيب الكمال" 35/290-291.
ووقع في "الموطأ" برواية يحيى بن يحيى الليثي: حميدة بنت أبي عبيدة ابن فروة. قال ابن عبد البر: لم يتابعه أحد على قوله ذلك، وهو غلط منه، وإنما يقول الرواة للموطأ كلهم: ابنة عبيد بن رفاعة. قلنا: وكذا يقوله سائر من رواه عن مالك ووقع عند بعضهم: عن كبشة امرأة أبي قتادة أو ابن قتادة =(37/273)
22581 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي " (1)
22582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ أَنَّهُ: سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِهِ فَغَضِبَ فَقَالَ عُمَرُ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
22583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ
__________
= -هكذا على الشك-، وعند آخرين: عن كبشة امرأة أبي قتادة. وهو وهم كما قال ابن عبد البر، وإنما هي امرأة ابن أبي قتادة.
وجاء في "طبقات ابن سعد": عن حميدة، عن أمها كبشة. وهو غلط تفرد به محمد بن عمر الواقدي عن مالك، وإنما كبشة خالة حميدة كما قاله سائر الرواة عن مالك.
وسيأتي الحديث عن حماد بن خالد الخياط، عن مالك برقم (22636) .
وانظر ما سلف برقم (22528) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (22533) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1162) (197) ، والنسائي في "المجتبى" 4/207، وابن خزيمة (2117) و (2126) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (22537) .(37/274)
عَبْدِ رَبٍّ وَقَالَ: حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَقَالَ: وَأَنَا فَكُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، وَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ (1) وَشَرِّهَا، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ " قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: لِيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ (2)
__________
(1) في (م) : الشيطان الرجيم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وعبد ربه: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري أخو يحيى ابن سعيد الأنصاري الفقيه، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه مسلم (2261) (4) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (894) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2142) ، والبخاري (7044) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/163، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1624) ، وابن حبان (6058) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (769) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4759) ، وفي "الآداب" (847) من طرق عن
شعبة، به.
وأخرجه الحميدي (419) ، ومسلم (2261) (1) ، وأبو عوانة في الرؤيا من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم (2261) (3) ، وأبو عوانة، وابن عدي =(37/275)
22584 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّهُ: سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: " بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ صَبِيَّةٌ فَحَمَلَهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ، وَيُعِيدُهَا عَلَى عَاتِقِهِ إِذَا قَامَ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ ثُمَّ قَامَ (1) حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا " (2)
__________
= في "الكامل" 3/1014 من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، به.
وانظر (22525) .
(1) قوله: "ثم قام" سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج بن محمد: هو المصِّيصي الأعور، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقبُري.
وأخرجه البخاري (5996) ، ومسلم (543) (43) ، وأبو داود (918) ، والنسائي في "المجتبى" 2/45، وفي "الكبرى" (790) ، وأبو عوانة (1739) ، وابن حبان (1110) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1073) ، والبيهقي 1/127 وابن عبد البر في "التمهيد" 20/96-97 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (543) (43) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5922) ، والطبراني 22/ (1076) من طريق عبد الحميد بن جعفر، وأبو داود (920) ، والطبراني 22/ (1075) ، وابن عبد البر 20/96، والبغوي (743) من طريق محمد بن إسحاق، والطبراني 22/ (1074) من طريق سعيد بن أبي هلال، ثلاثتهم عن سعيد المقبري، به. وجاء في رواية محمد بن إسحاق عند =(37/276)
22585 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ: سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: قَامَ فِيهِمْ فَذَكَرَ لَهُمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْإِيمَانَ بِاللهِ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ تُكَفِّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ. إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ تُكَفِّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ. إِنْ قُتِلْتَ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِي ذَلِكَ " (1)
__________
= غير الطبراني: بينما نحن ننتظر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصلاة في الظهر أو العصر،
وقد دعاه بلال للصلاة، إذ خرج إلينا وأمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عاتقه، فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مصلاه، وقمنا خلفه، وهي في مكانها الذي هي فيه، فكبر فكبرنا ... إلخ. ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.
وانظر (22519) .
قوله: "وهي صبية": الصبي: الصبي دون الغلام.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد المصري، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقْبُري.
وأخرجه مسلم (1885) (117) ، والترمذي (1712) ، والنسائي 6/34، وأبو عوانة في "الجهاد" كما في "إتحاف المهرة" 4/140، وابن منده في "الإيمان" (245) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/232 من طرق عن الليث =(37/277)
22586 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ يُصَلِّي عَلَيْهَا فَقَالَ: " عَلَيْهِ (1) دَيْنٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. دِينَارَانِ. فَقَالَ: " تَرَكَ لَهُمَا وَفَاءً؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَصَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ ". فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
22587 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي " (3)
22588 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ الشَّيْبَانِيِّ،
__________
= ابن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (22542) .
(1) في (م) : "أعليه" بذكر حرف الاستفهام.
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وسلف الكلام على إسناده في الرواية (22543) ، يعلى بن عبيد: هو ابن أبي أُميَّة الطَّنافسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/371، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/240 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عُبيد بن أبي أمية الطنافسي، وحجاج الصوَّاف: هو ابن أبي عثمان.
وأخرجه أبو عوانة (1335) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وانظر (22533) .(37/278)
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ: سَنَةٍ مَاضِيَةٍ، وَسَنَةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ، وَصَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ " (1)
22589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّهُ: سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى (2) وأُمَامَةُ ابْنَةُ زَيْنَبَ ابْنَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ ابْنَةُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَلَى رَقَبَتِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ مِنْ سُجُودِهِ أَخَذَهَا فَأَعَادَهَا عَلَى رَقَبَتِهِ " فَقَالَ عَامِرٌ: وَلَمْ أَسْأَلْهُ أَيُّ صَلَاةٍ هِيَ؟ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّهَا صَلَاةُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22530) ، عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر السُّلَمي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" مفرقاً (7827) و (8732) . وسقط من إسناده في الموضع الثاني: مجاهد.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي في "الكبرى" (2797) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/283.
وسلف عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري برقم (22535) .
(2) في (ظ5) : كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلي.(37/279)
الصُّبْحِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: جَوَّدَهُ (1)
22590 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فَأَحْرَمَ أَصْحَابِي، وَلَمْ أُحْرِمْ فَرَأَيْتُ حِمَارًا فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَاصْطَدْتُهُ، فَذَكَرْتُ شَأْنَهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَحْرَمْتُ، وَأَنِّي إِنَّمَا اصْطَدْتُهُ لَكَ: " فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ حِينَ أَخْبَرْتُهُ أَنِّي اصْطَدْتُهُ لَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2379) و (2380) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (1066) و (1079) .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (227) عن خالد بن خِداش، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. مختصراً: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل ذلك في صلاة العصر، وهذا يخالف ما جاء عند عبد الرزاق في "مصنفه": في قول عامر: ولم أساله أي صلاة هي، فلعل تعيين الصلاة وهمٌ من خالد بن خداش، فهو يتفرد بما لا يتابع عليه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5920) من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وانظر (22519) .
(2) حديث صحيح دون قوله: "إنما اصطدته لك" ودون قوله: "ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له"، فقد تفرد بهما معمر، عن يحيى بن أبي كثير، فهي رواية شاذة مخالفة لما رواه أصحاب يحيى عنه، ولما رواه أصحاب =(37/280)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الله بن أبي قتادة عنه، وكذا لما رواه غير ابن أبي قتادة، عن أبي قتادة.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8337) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3093) وابن خزيمة (2642) ، والدارقطني في "السنن" 2/291، والبيهقي 5/190. وقال أبو بكر النيسابوري شيخُ الدارقطني في هذا الحديث، وابن خزيمة عَقِبه: هذه الزيادة: "إنما اصطدته لك"، وقوله: "ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له": لا يُعلمُ أحدٌ ذكرها في خبر أبي قتادة غيرُ معمر في هذا الإسناد. وقال البيهقي: هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه.
وقال ابن حزم في "المحلى" 7/253: لا يخلو العمل في هذا من ثلاثة أوجه: إما أن تغلب رواية الجماعة على رواية معمر، لا سيما وفيهم من يذكر سماع يحيى من أبي قتادة، ولم يذكر معمر، أو تسقط رواية يحيى بن أبي كثير جملة؛ لأنه اضْطُرِب عليه، ويؤخذ برواية الذين لم يُضْطَرب
عليهم.
قلنا: وقد رواه أبو حازم سلمة بن دينار، عن عبد الله بن أبي قتادة في "الصحيحين"، وقد سلف تخريجه عند الرواية (22569) ، ورواه معبد بن كعب ابن مالك في "المسند" برقم (22604) ، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن أبي محمد نافع مولى أبي قتادة في "المسند" أيضاً برقم (22605) ، ثلاثتهم عن أبي قتادة، وفيها جميعاً أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل من لحم ذلك الحمار. قال البيهقي:
وتلك الرواية -أي: رواية أبي حازم، عن عبد الله بن أبي قتادة- هي التي أودعها صاحبا الصحيح كتابيهما دون رواية معمر. وقال ابن حزم: لا يشك ذو حسٍّ أن إحدى الروايتين وهم، إذ لا تجوز أن تصح الرواية في أنه عليه السلام أكل منه، وتصح الرواية في أنه عليه السلام لم يأكل منه، وهي قصة واحدة في وقت واحد في مكان واحد في صيد واحد.
وانظر ما سلف برقم (22526) .(37/281)
22591 - حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ (1) يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ فَتَلَقَّاهُ أَبُو قَتَادَةَ فَقَالَ: أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً " قَالَ: فَبِمَ أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ. قَالَ: فَاصْبِرُوا إِذًا (2)
22592 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيُّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَمُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: " مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ". قَالَ: قُلْنَا: أَيْ رَسُولَ اللهِ، مَا مُسْتَرِيحٌ؟ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ؟ قَالَ: " الْعَبْدُ الصَّالِحُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَهَمِّهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ
__________
(1) انقلب اسمه في (م) إلى: "محمد بن عبد الله بن عقيل"، وصوبناه من سائر الأصول، و"أطراف المسند" 7/55، و"جامع المسانيد" 5/500.
(2) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، فهو ضعيف يعتبر به، ثم هو منقطع فإن ابن عقيل لم يدرك القصة. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزْدي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19909) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (7488) . وفيه لأبيه قتادة قصة مع معاوية أطول مما هنا.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12085) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
ونزيد هنا: عن أُسيد بن حُضير، سلف برقم (19092) . وبعض هذه الشواهد في "الصحيحين".(37/282)
الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ " (1)
22593 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ أَلْقَى مِنَ الرُّؤْيَا شِدَّةً غَيْرَ أَنِّي لَا أُزَمَّلُ حَتَّى حَدَّثَنِي أَبُو قَتَادَةَ أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثَ بَصَقَاتٍ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ " (2)
22594 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثَمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، سَمِعَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همّام الصنعاني، وابن كعب بن مالك هو: معبد بن كعب بن مالك الأنصاري السَّلَمي كما جاء مصرحاً باسمه في الرواية السالفة برقم (22576) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6254) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (950) ، وأبو يعلى في "مسنده الكبير"، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 11/365.
وانظر (22536) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20353) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2261) (1) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/163، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4758) .
وانظر (22525) .(37/283)
الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَقَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَا مُرَّةُ فَقَالَ: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
22595 - حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (2) قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي قَتَادَةَ فَارِسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِـ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ (3) بِـ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ " (4)
22596 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يُصَلِّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الْأُولَيَيْنِ بِسُورَتَيْنِ (5) وَأُمِّ الْكِتَابِ (6) ، وَكَانَ يُسْمِعُنَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (22529) .
(2) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(3) لفظة "الأخريين" سقطت من (م) . وهي في (ظ2) : "الأخيرتين".
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (187) من طريق مخلد بن يزيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريقين عن الأوزاعي برقم (22597) و (22658) . وانظر تمام تخريجه هناك. وانظر (22520) .
(5) في (ظ2) : سورتين.
(6) في (ق) : أم القرآن.(37/284)
الْأَحْيَانَ الْآيَةَ، وَفِي الْآخِرَتَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ، وَكَانَ يُطِيلُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ (1) ،
22596 م - وَكَانَ يَقُولُ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي " (2)
22597 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: " يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَتَيْنِ مَعَهَا (3) فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَيَيْنِ (4) مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ (5) ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يُطِيلُ (6) فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى " (7)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سويد بن عمرو الكلبي وأبان بن يزيد العطار، فهما من رجال مسلم.
وانظر (22520) و (22563) .
(2) إسناده إسناد سابقه.
وأخرجه أبو داود (539) عن مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل جميعاً، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن يونس بن محمد المؤدِّب، عن أبان بن يزيد العطار برقم (22613) .
وانظر (22533) .
(3) في (ظ5) و (ظ2) و (ق) : معهما.
(4) قوله: "الأوليين" سقط من (م) .
(5) في (ظ5) من صلاة الظهر وصلاة العصر.
(6) في (ظ5) : يُطَوّل.
(7) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. =(37/285)
22598 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُرْسَانِهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمُ الْحُلْمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْهُ فَلَنْ يَضُرَّهُ " (1)
22599 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ، حَدَّثَنَا (2) الْمُبَارَكُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " (3)
__________
= وأخرجه الدارمي (2291) عن أبي المغيرة الخولاني، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (778) ، والنسائي 2/164-165، وابن خزيمة (507) ، وأبو عوانة (1757) ، والطحاوي 1/207، وابن حبان (1831) من طرق عن الأوزاعي، به.
وقد سلف من طريق الأوزاعي برقم (22595) .
وانظر (22520) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر بن شعيب -وهو ابن أبي حمزة الأموي- فمن رجال البخاري.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (899) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/163 من طريق بشر بن شعيب، بهذا الإسناد.
وانظر (22525) .
(2) تحرفت لفظة: "حدثنا" في (م) إلى: "بن".
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مبارك -وهو ابن فضالة =(37/286)
22600 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ التَّفْرِيطُ فِي النَّوْمِ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ " (1)
22601 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمِ بْنِ خَلْدَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَيِ (2) النَّاسِ فَجَلَسْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَنَعَكَ أَنْ
__________
= البصري- وهو مدلس، لكنه صرَّح بالسماع عند الفريابي، وقد توبع. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر البغدادي.
وأخرجه الفريابي في "دلائل النبوة" (28) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (187) من طريق هدبة بن خالد، عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. وهو عند الفريابي ضمن حديث طويل، وسلف كذلك من رواية حميد بن أبي حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله برقم (22546م) .
وانظر (22546) .
(1) حديث صحيح كسابقه.
وأخرجه مطولاً الفريابي في "دلائل النبوة" (28) عن هدبة بن خالد، عن مبارك بن فَضالة، بهذا الإسناد. وسلف مطولاً كذلك من رواية حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله برقم (22546م) .
وانظر (22546) .
(2) في (م) : ظهرانَي، والمثبت من كافة الأصول، وكلاهما بمعنىً، أي: بينهم.(37/287)
تَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُكَ جَالِسًا وَالنَّاسُ جُلُوسٌ. قَالَ: " وَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ " (1)
22602 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلّب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعمرو بن يحيى الأنصاري: هو ابن عُمارة.
وأخرجه أبو عوانة (1240) و (2139) ، والطبراني في "الأوسط" (5072) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (714) (70) ، وابن خزيمة (1829) ، والبيهقي 3/194-195 من طريق حسين بن علي الجعفي، وأبو عوانة (1240) و (2139) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن زائدة بن قدامة، به.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5716) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن عمرو بن يحيى، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3281) من طريق عمر بن صهبان، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، به. وفيه أن القصة كانت لرجل غير أبي قتادة.
وانظر (22523) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن الحجاج المَرْوزي، فمن رجال البخاري. الأوزاعي: هو عبد الرحمن ابن عمرو. =(37/288)
22603 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ (1) ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا مُحْرِمِينَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، فَبَصُرَ بِصَيْدٍ فَأَخَذَ سَوْطًا فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَأَصَادَهُ فَأَكَلَ مِنْهُ وَأَكَلْنَا، ثُمَّ تَزَوَّدْنَا مِنْهُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانًا كَانَ مُحِلًّا، أَوْ حَلَالًا، فَأَصَابَ صَيْدًا وَإِنَّهُ أَكَلَ مِنْهُ، وَأَكَلْنَا مَعَهُ وَمَعَنَا مِنْهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كُلُوا " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (253) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن إبراهيم بن الحجاج المَرْوزي، بهذا الإسناد. وسقط من إسناده في المطبوع: عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/57، والنسائي في "المجتبى" 2/95، وفي "الكبرى" (899) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/297 من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (707) و (868) ، وأبو داود (789) ، وابن ماجه (991) من طرق عن الأوزاعي، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9581) .
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12067) .
(1) وقع في (م) والنسخ الخطية التي بأيدينا: عبد العزيز بن رفيع، عن مجاهد، وعن ابن أبي قتادة، وقوله: "عن مجاهد" يغلب على ظننا أنها زيادة مُقحمة، فلم ترد في "أطراف المسند" 7/49، ولا في "جامع المسانيد" 5/492، ولا في "إتحاف المهرة" 4/137، وكذا لم ترد في مصادر الحديث
التي أخرجته من طريق عبد العزيز بن رفيع، والله أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =(37/289)
22604 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْحَارِثِ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ فِي بَعْضِ عُمَرِهِ إِلَى مَكَّةَ وَوَعَدَنَا أَنْ نَلْقَاهُ بِقُدَيْدٍ فَخَرَجْنَا وَمِنَّا الْحَلَالُ، وَمِنَّا الْحَرَامُ قَالَ: فَكُنْتُ حَلَالًا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَفِيهِ هَذِهِ الْعَضُدُ قَدْ شَوَيْتُهَا وَأَنْضَجْتُهَا وَأَطَبْتُهَا (1) . قَالَ: " فَهَاتِهَا ". قَالَ: فَجِئْتُهُ بِهَا فَنَهَسَهَا رَسُولُ اللهِ
__________
= عبيدة بن حميد -وهو الكوفي الحذَّاء- فهو من رجال البخاري، وقوله: إلا رجلاً واحداً ... ، غير محفوظ في هذا الخبر، تفرّد به عَبيدة بن حميد، عن عبد العزيز بن رفيع، والمحفوظ فيه أن أبا قتادة هو صاحب القصة، كذا رواه أبو الأحوص سلام بن سُليم وجرير بن عبد الحميد الضبي، عنه، وكذا في سائر الروايات عن أبي قتادة.
وأخرجه مسلم (1196) (64) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/136، وابن حبان (3974) ، والبيهقي 5/189-190 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، ومسلم (1196) (64) ، وابن حبان (3966) ، والبيهقي 9/322 من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي، كلاهما عن
عبد العزيز بن رُفيع، بهذا الإسناد، وزادوا فيه جميعاً قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هل أشار إليه
إنسان منكم، أو أمره بشيء؟ " قالوا: لا، يا رسول الله، قال: "فكلوا"، ووقع عندهم جميعاً: أن صاحب القصة هو أبو قتادة، وهو المحفوظ كما سلف.
وانظر ما سلف برقم (22526) .
وقوله: فاصَّاده، بتشديد الصاد، أصله: فاصطاده، قُلبت الطاء صاداً، وأُدغمت، مثل: اصَّبَر في اصْطَبر، وأصل الطاء مبدلة من تاء افْتَعَل.
(1) تحرفت في (م) إلى: "وأطيبتها".(37/290)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَرَامٌ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا. (1)
22605 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ (2) ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ نَافِعٍ الْأَقْرَعِ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ مِثْلَ حَدِيثِ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ لَمْ يَزِدْ وَلَمْ يَنْقُصْ (3)
22606 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ (4) مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مِنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، أَوْ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ، لَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي "
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد ابن إسحاق بن يَسار المُطَّلبي- فهو صدوق حسن الحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهْري.
وانظر ما سلف برقم (22526) .
وقوله: سِيف البحر، بكسر السين، أي: ساحله.
وقوله: قُدَيد: اسم موضع بين مكة والمدينة.
وقوله: فنَهَسَها: النَّهْسُ: هو الأخذ بمُقدَّم الأسنان للأكل.
وقوله: العَضُد: هو ما بين المِرفق والكَتِف.
(2) تحرف في (م) إلى: "تميم".
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 21/151 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ولم يسُق لفظه.
وانظر (22526) .
(4) لفظة: "عمه" سقطت من (م) .(37/291)
فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وقَالَ: أَبُو قَتَادَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى (1) الْحَقَّ " (2)
__________
(1) في (م) و (ظ2) : رآني.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أخي ابن شهاب -واسمه: محمد بن عبد الله بن مسلم-، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه مسلم (2267) ، واللالكائي (615) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بالإسنادين جميعاً.
وأخرجه مسلم (2266) (11) و (2667) ، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" في "فتح الباري" 12/389، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/45 و46، والبغوي في "شرح السنة" (2388) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/268 من طريق يونس بن يزيد الأَيْلي، عن ابن شهاب، بالإسنادين جميعاً.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (393) ، والبغوي (3287) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/268 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بإسناد أبي قتادة وحده.
وأخرجه الدارمي (2140) ، والبخاري (6996) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/162، والبيهقي في "الدلائل" 7/46 من طريقين عن ابن شهاب، بإسناد أبي قتادة وحده.
وأخرجه البخاري (6993) ، وأبو داود (5023) ، وابن حبان (6051) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والخطيب البغدادي 10/284 من طريق سلامة ابن أخي عقيل، كلاهما عن الزهري، بإسناد أبي هريرة وحده. ولم يذكر البخاري في حديثه الشك في قوله: "أو فكأنما رآني في اليقظة". ولفظ حديث ابن حبان: "من رآني في المنام، فقد رأى الحق".
وحديث أبي سلمة عن أبي هريرة سلف من رواية محمد بن عمرو عنه برقم (7553) بلفظ: "من رآني في المنام، فقد رأى الحق، إن الشيطان لا يتشبه بي" وانظر (7168) . =(37/292)
22607 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ: حَدَّثَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: أَبِي (1) ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ الْأَقْرَعِ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ مُسْلِمٌ وَمُشْرِكٌ، وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُرِيدُ أَنْ يُعِينَ صَاحِبَهُ الْمُشْرِكَ عَلَى الْمُسْلِمِ، فَأَتَيْتُهُ فَضَرَبْتُ يَدَهُ فَقَطَعْتُهَا، وَاعْتَنَقَنِي بِيَدِهِ الْأُخْرَى فَوَاللهِ مَا أَرْسَلَنِي حَتَّى وَجَدْتُ رِيحَ الْمَوْتِ، فَلَوْلَا أَنَّ الدَّمَ نَزَفَهُ لَقَتَلَنِي فَسَقَطَ فَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ وَأَجْهَضَنِي عَنْهُ الْقِتَالُ، وَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَلَبَهُ، فَلَمَّا فَرَغْنَا وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَسَلَبُهُ لَهُ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ قَتَلْتُ قَتِيلًا ذَا سَلَبِ فَأَجْهَضَنِي عَنْهُ الْقِتَالُ، فَلَا أَدْرِي
__________
= وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3559) . وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "فسيراني في اليقظة": اختلف أهل العلم في تأويله على أقوال عدة والراجح عندنا: أنه على سبيل التشبيه والتمثيل، أي: من رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامه، فكأنما رآه في اليقظة على الحقيقة، فرؤياه صحيحة، لا تكون أضغاثاً، ولا من تشبيهات الشيطان، ويؤيد ما ذكرناه الشكُّ الواقع في الرواية، فإنه قال: "أو فكأنما رآني في اليقظة" ثم إن جُلَّ أحاديث الباب جاءت الرواية فيها
بلفظ: "فقد رآني" و"فقد رآى الحق"، والله أعلم. وانظر "فتح الباري" 12/385.
(1) القائل: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد.(37/293)
مَنِ اسْتَلَبَهُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا سَلَبْتُهُ فَأَرْضِهِ عَنِّي مِنْ سَلَبِهِ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: تَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تُقَاسِمُهُ سَلَبَهُ ارْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ فَارْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ " قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: فَأَخَذْتُهُ مِنْهُ فَبِعْتُهُ فَاشْتَرَيْتُ بِثَمَنِهِ مَخْرَفًا بِالْمَدِينَةِ، وَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ اعْتَقَدْتُهُ (1)
__________
(1) حديث صحيح، والرجل المبهم في إسناده الأول هو نافع الأقرع، فالحديث مشهور من روايته، وأسقط ابن إسحاق في إسناده الثاني الواسطة بين يحيى بن سعيد ونافع الأقرع، وهو عمر بن كثير كما سلف برقم (22518) و (22527) ، وكما سيأتي في التخريج.
والحديث في "سيرة ابن هشام" 4/90-91 عن ابن إسحاق بالإسنادين جميعاً، لكن قال في الإسناد الثاني: وحدثني من لا اتهم من أصحابنا، بدل قوله: عن يحيى بن سعيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/372 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: حُدثت عن أبي قتادة ... فذكره.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/454، ومن طريقه الشافعي 2/117-118، وأبو عبيد في "الأموال" (776) و (795) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (1151) و (1172) ، والبخاري (2100) و (3142) و (4321) ، ومسلم (1751) ، وأبو داود (2717) ، والترمذي (1562) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1868) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1076) ، وأبو عوانة (6630) و (6631) و (6632) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/226، وفي "شرح مشكل الآثار" (4785) ، وابن حبان (4805) و (4837) ، والبيهقي في "السنن" 6/306، وفي "الدلائل" 5/148 و149-150، والبغوي (2724) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 221 عن يحيى بن سعيد الأنصاري، =(37/294)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2696) ، ومسلم (1751) ، وأبو عوانة (6635) ، والبيهقي 6/324 من طريق هشيم بن بشير، عن يحيى بن سعيد، به. وقد سلف الحديث عن هشيم مختصراً برقم (22518) ، وقد وقع في رواية البيهقي مختصراً بلفظ: "من أقام البينة على أسير فله سلبه"، وخطأها البيهقي.
وأخرجه أبو عبيد (775) و (795) ، والبخاري (7170) ، وتعليقاً (4322) ، ومسلم (1751) ، وأبو عوانة (6633) ، والبيهقي في "السنن" 9/50 من طريق الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه أبو عوانة (6634) من طريق معاوية بن عمرو، عن يحيى بن سعيد، به.
وقد سلف الحديث مختصراً عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد برقم (22527) ، وسيأتي مختصراً أيضاً من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي قتادة برقم (22614) .
وفي باب من قتل كافراً فله سَلَبُه، عن سمرة بن جندب سلف برقم (20144) . وانظر تتمة شواهده هناك. ولم يرد فيها ذكر البينة على القتيل.
قال الحافظ في "الفتح" 6/249: واتفقوا -يعني الجمهور- على أنه لا يقبل قول من ادعى السَّلَب إلا ببينة تشهد له بأنه قتله، والحجة فيه قوله في هذا الحديث: "له عليه بينة"، فمفهومه أنه إذا لم تكن له بينة لا يقبل، وسياق أبي قتادة يشهد لذلك. وعن الأوزاعي يقبل قوله بغير بينة، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاه لأبي قتادة بغير بينة، وفيه نظر، لأنه وقع في "مغازي الواقدي" أن أوس بن
خولي شهد لأبي قتادة، وعلى تقدير أنه لا يصح، فيُحملُ على أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم أنه القاتلُ بطريق من الطرق. قلنا: الذي وقع في مغازي الواقدي 3/908: "فقام عبد الله بن أنيس فشهد لي، ثم لقيت الأسود بن الخزاعي فشهد لي، وإذا صاحبي الذي أخذ السلب لا يُنكِر أني قتلته". =(37/295)
22608 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى دَعَاهُمْ فَقَالَ: " مَا شَأْنُكُمْ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا سُبِقْتُمْ (1) فَأَتِمُّوا " (2)
__________
= قال السندي: قوله: أجهضني، أي: بعَّدني وشغلني.
مخرفاً: بفتح الميم والراء، أي: بستان.
اعتقدته، أي: جمعته.
(1) في (م) : "سبقكم".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو أبو معاوية بن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه أبو عوانة (1543) من طريق حسن بن موسى الأشيب وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (2147) من طريق حسين بن محمد المَرُّوذي وحده، به.
وأخرجه الدارمي (1283) ، والبخاري في "صحيحه" (635) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (165) ، ومسلم (603) ، وأبو عوانة (1543) ، والطبراني في "الأوسط" (456) ، وأبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عالياً" (46) ، والبيهقي 2/298 من طرق عن شيبان بن عبد الرحمن، به. وليس عند أبي نعيم والطبراني قوله: "إذا أتيتم الصلاة، فعليكم السكينة"، ولم يذكر الدارمي القصة في أوله، واقتصر البخاري في "القراءة" على قوله: "فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا". =(37/296)
22609 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ (1) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ حِينَ جَعَلَ يَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَجَعَلَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ وَيَقُولُ: " بُؤْسَ ابْنِ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (603) (155) من طريق محمد بن المبارك الصُّوري، وابن خزيمة (1644) من طريق يحيى بن حسان التِّنِّيسي، كلاهما عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به. ولفظ حديث يحيى: بينما نحن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ سمع جلبة، فقال: "ما شأنكم؟ " قالوا: يا رسول الله، استعجلنا إلى الصلاة، قال: "فلا تفعلوا، إذا أقيمت الصلاة، فلا تقوموا حتى تروني،
وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا". وقد تفرد يحيى بهذا اللفظ، وهو إنما خلط هذا الحديث بحديث آخر، وهو السالف برقم (22533) من طريق الحجاج بن أبي عثمان الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا نودي للصلاة، فلا تقوموا حتى تروني" ولم يتابعه على ذلك أحد كما سلف التنبيه عليه هناك.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7230) ، وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12034) .
وقوله: جَلَبَةَ رجال، بجيم ولام وباء موحدة مفتوحات، أي: أصواتهم حال حركتهم واستعجالهم.
(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: "أبي سلمة"، والمثبت من (ظ5) و (ظ2) و"أطراف المسند" 7/59.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نَضْرة -وهو المنذر بن مالك بن قِطْعة- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وراد أبو سعيد الخدري بمن هو خير منه، أبا قتادة الأنصاري كما جاء مصرّحاً به =(37/297)
22610 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ يَحْيَى مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: " تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " (1)
__________
= في الرواية التالية، وفي بعض طرقه. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو مَسْلَمة: هو سعيد ابن يزيد بن مَسْلَمة البصري.
وأخرجه مسلم (2915) (70) والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/548 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2915) (71) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1871) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/113-114 من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به.
وقال خالد بن الحارث في حديثه: أخبرني من هو خير مني، أراه يعني أبا قتادة. وقال: "ويقول: وَيْسَ" أو"يقول: يا وَيْسَ ابن سُمَيَّة" بدل قوله: "ويقول: بؤس ابن سُمَيَّة".
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6499) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُؤسَ ابن سُمية": قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 18/40: بُؤس: بباء موحدة مضمومة، وبعدها همزة، والبُؤس والبَأْساء: المكروه والشِّدَّة، والمعنى: يا بُؤس ابن سُميَّة ما أشدَّه وأعظمه!
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل الحسن بن يحيى المروزي، له ترجمة في "التعجيل"، وقال الحُسيني: فيه نظر. لكنه قد توبع.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/252-253، ومسلم (2915) (71) ، والنسائي في "الكبرى" (8548) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =(37/298)
22611 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْحُصَيْنُ (1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَرَيْنَا (2) مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي سَفَرٍ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا فَقَالَ: " إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ فَمَنْ يُوقِظُنَا لِلصَّلَاةِ؟ " فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَعَرَّسَ بِالْقَوْمِ فَاضْطَجَعْنَا وَاسْتَنَدَ بِلَالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ وَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَقَالَ: " يَا بِلَالُ أَيْنَ مَا قُلْتَ لَنَا؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ "، ثُمَّ أَمَرَهُمْ فَانْتَشَرُوا لِحَاجَتِهِمْ، وَتَوَضَّئُوا (3)
__________
= (1870) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/113-114، والبيهقي في "السنن" 8/189، وفي "دلائل النبوة" 2/548، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/344 من طرق عن النضر بن شُميل، بهذا الإسناد. وزادوا جميعاً في أوله خلا مسلم وابن أبي عاصم: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمار وهو يمسح التراب عن رأسه: "بُؤساً لك يا ابن سُميَّة". ولم يَسُق مسلم لفظه.
وانظر ما قبله.
(1) في (م) و (ق) و (ظ2) : "ابن حصين"، والصواب حذف لفظة "ابن" كما في (ظ5) .
(2) كذا في (ظ5) ، وفي سائر الأصول الخطية: "سرنا".
(3) في (م) وحدها: "وتوضأ".(37/299)
فَارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ (1)
22612 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي طَلِيعَةٍ قِبَلَ غَيْقَةَ، وَوَدَّانَ وَهُوَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، سريج بن النعمان من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشَيم: هو ابن بَشير الواسطي، وحصين ابن عبد الرحمن: هو السُّلَمي أبو الهُذيل الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/66-67، والبخاري (7471) ، والنسائي في "الكبرى" (11448) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/401، وفي "شرح مشكل الآثار" (3980) ، وابن حزم في "المحلى" 3/20-21، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/216، وفي "الأسماء والصفات" ص 142 من طرق عن هشيم بن بَشير، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري والبيهقي في "الأسماء والصفات" على قوله: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء ... "، ولم يسُق الطحاوي لفظه.
وأخرجه البخاري (595) ، وأبو داود (439) و (440) ، والنسائي في "المجتبى" 2/105-106، وابن خزيمة (409) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/401، وفي "شرح المشكل" (3979) ، وابن حبان (1579) ، والبيهقي في "السنن" 1/403-404، والبغوي (438) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به. وبعضهم يختصره، وزاد معظمهم: أمرَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلالاً أن يؤذِنَ
الناسَ بالصلاة. ووقع في رواية الطحاوي: عن أبي قتادة الأنصاري، عن أبيه، ووقع كذلك قوله: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردَّها إليكم حين شاء" على أنه من كلام بلال، وكلاهما وهم في بعض رواته. وجاء عنده أيضاً أن القصة كانت في غزوة من غزواته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر ما سلف برقم (22546) .(37/300)
مُحْرِمٌ، وَأَبُو قَتَادَةَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَإِذَا حِمَارُ وَحْشٍ فَطَلَبَ مِنْهُمْ سَوْطًا فَلَمْ يُنَاوِلُوهُ، فَاخْتَلَسَ سَوْطَ بَعْضِهِمْ فَصَادَ حِمَارًا وَحْشِيًّا فَأَكَلُوهُ، ثُمَّ لَحِقُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالْأَبْوَاءِ قَالُوا: إِنَّا صَنَعْنَا شَيْئًا لَا نَدْرِي مَا هُوَ؟ فَقَالَ: " أَطْعِمُونَا " (1)
22613 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَقُومُوا
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل صالح بن أبي حسان المدني، فقد اختُلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب.
وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/136 من طريق أبي داود الطيالسي وشَبَابة بن سَوَّار، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد؟
ووقع فيه: صالح بن حسان بدل صالح بن أبي حسان.
وانظر ما سلف برقم (22526) .
قوله: غَيْقَة، سلف بيانها عند الرواية رقم (22569) .
وقوله: وَدَّان، بفتح أوله، وتشديد ثانيه: قرية جامعة بين مكة والمدينة قريبة من الجُحفة. "معجم البلدان" 5/365، و"معجم ما استعجم" 2/374.
وقوله: الأَبْواء، بالفتح، ثم السكون: قرية من أَعمال الفُرْع -بضم الفاء، وإسكان الراء- من المدينة، ووَدَّان أقرب إلى الجُحفة من الأَبواء للآتي من المدينة. "معجم البلدان" 1/79، و"معجم ما استعجم" 1/102، و"فتح الباري" 4/33.(37/301)
حَتَّى تَرَوْنِي " (1)
22614 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ " قَتَلَ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ، فَنَفَّلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ وَدِرْعَهُ " فَبَاعَهُ بِخَمْسِ أَوَاقٍ (2)
22615 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عَلَى الْمِنْبَرِ لِلْأَنْصَارِ " أَلَا إِنَّ النَّاسَ دِثَارِي. وَالْأَنْصَارَ شِعَارِي لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبَةً لَاتَّبَعْتُ شِعْبَةَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَمَنْ وَلِيَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَمَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطَّار- فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.
وسلف الحديث عن سُويد بن عمرو الكلبي، عن أبان بن يزيد برقم (22596م) . وانظر (22533)
(2) حديث صحيح، ابن لهيعة، وإن كان سيىء الحفظ، إلا أن إسحاق بن عيسى -وهو الطبَّاع- سمع منه قبل احتراق كتبه، ورواه عنه أيضاً عبد الله بن المبارك عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/227، وروايته عنه مقبولة، فالإسناد حسن.
وقد روي حديث أبي قتادة هذا من غير طريق ابن لهيعة مطولاً، انظر (20607) .(37/302)
أَفْزَعَهُمْ فَقَدْ أَفْزَعَ هَذَا الَّذِي بَيْنَ هَاتَيْنِ " وَأَشَارَ إِلَى نَفْسِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
22616 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَأَنَا شَاهِدٌ عَنِ الْفَضْلِ فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: جَاءَ هَذَا مِنْ قِبَلِكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْخَلِيلِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَلِمَةً تُشْبِهُ عَدْلَ ذَلِكَ قَالَ: " صَوْمُ عَرَفَةَ بِصَوْمِ سَنَتَيْنِ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ بِصَوْمِ سَنَةٍ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي صخر، وهو حميد بن زياد المدني.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8892) من طريق أصبغ بن الفرج، والحاكم 4/79 من طريق بحر بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألا إن الناس دِثاري ... لكنت رجلاً من الأنصار" عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8169) و (9433) ، وهو صحيح، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فمن وَلِيَ من الأنصار، فليحسن إلى مُحسِنِهم، وليتجاوز عن مسيئهم" عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12650) ، وهو في "الصحيحين"، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "دِثاري" بكسر الدال: ثوب يلبس فوق آخر.
و"شعاري" الشِّعار، بالكسر: الثوب المتصل بالبدن. والمراد أن الأنصار هم الخاصة، والناس العامة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22530) ، وقد اختلف فيه على عطاء بن أبي رباح أيضاً كما سيأتي. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وأبو الخليل: هو صالح ابن أبي مريم الضُّبعي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2807) من طريق أبي داود الطيالسي، عن =(37/303)
22617 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ (1) : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: " يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، وَكَانَ يُسْمِعُنَا الْأَحْيَانَ الْآيَةَ، قَالَ: وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ قَالَ: وَكَانَ
__________
= همام بن يحيى، قال: قال لي عطاء: يا همام، هذا حديث جاءنا من قبلكم، حدثني صالح بن أبي الخليل، به. وسقط من المطبوع من أول إسناده إلى قوله: جاءنا من قبلكم. واستدركناه من "تحفة الأشراف" 9/242.
ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عند النسائي (2808) و (2809) ، وابن أبي شيبة 3/58، وليث بن أبي سليم عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/180، فقالا: عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة. لم يذكرا فيه حرملة بن إياس بين أبي الخليل وأبي قتادة.
ورواه الحجاج بن أرطاة عند الطبراني في "الشاميين" (2478) ، فقال: عن عطاء بن أبي رباح، عن مولى لأبي قتادة، عن أبي قتادة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "صيام يوم عرفة كفارة السنة الماضية، ونافلة السنة المستقبلة".
ورواه ابن جريج عند عبد الرزاق (7828) و (7833) ، والنسائي (2810) ، فقال: عن عطاء، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة قوله، وتحرف في الموضع الثاني عند عبد الرزاق أبو قتادة إلى قتادة.
ورواه عبد الكريم بن مالك الجزري عند النسائي (2811) ، فقال: عن عطاء، عن كعب قوله.
ورواه عثمان بن الأسود عند النسائي (2812) ، فقال: عن عطاء ومجاهد، قالا: كنا لا نصوم يوم عرفة حتى قدم علينا عبد الكريم بن أبي المخارق، فأخبرنا أن صومه كفارة للسنة الماضية، وأجر للسنة المستقبلة. قال عثمان: فلقيت عبد الكريم، فلقيني مثل ذلك.
(1) في (م) : عن أبيه أبي قتادة.(37/304)
يُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مَا لَا يُطِيلُ فِي الثَّانِيَةِ، وَهَكَذَا فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، وَهَكَذَا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ " قَالَ عَفَّانُ: وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ مِثْلَهُ سَوَاءً (1)
22618 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ أَبِيهِ (2) : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنْ خَلِيطِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ، وَعَنْ خَلِيطِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَعَنْ خَلِيطِ الزَّهْوِ وَالرُّطَبِ " قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة همام، وعلى شرط مسلم من جهة أبان. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (776) ، وفي "جزء القراءة" (239) و (288) ، وابن الجارود (187) ، والبيهقي 2/65-66 و193 من طرق عن همام وحده، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق همام، وقرن به أبان بن يزيد العطار برقم (22627) .
وانظر (22520) .
(2) في (م) : عن أبيه أبي قتادة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبان -وهو ابن يزيد العطَّار- من رجاله.
وهو في "الأشربة" للمصنف برقم (104) و (105) .
وأخرجه مسلم (1988) (26) ، وأبو عوانة (8015) ، والبيهقي 8/307، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/207 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3704) ، وأبو عوانة (8015) من طريق موسى بن إسماعيل ابن أبي سلمة، عن أبان بن يزيد، به.(37/305)
22619 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ: شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ فَسَمِعَهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا " قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِهَؤُلَاءِ الثَّمَانِ كَلِمَاتٍ، وَزَادَ كَلِمَتَيْنِ: " مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ ". (1)
22620 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي (2) إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ (3)
__________
= وأخرجه مسلم (1988) (25) ، والنسائي في "المجتبى" 8/289-290، وفي "الكبرى" (5061) ، وأبو عوانة (8013) من طريق علي بن المُبارك الهُنائي، عن يحيى بن أبي كثير، به، لكن رواية النسائي من طريق أبي سلمة وحده.
وسيأتي من طريق أبي سلمة مقروناً بعبد الله بن أبي قتادة برقم (22629) .
وانظر (22521) .
(1) حديث صحيح، إسناد الموصول منهما رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير كما أشرنا عند مكرره السالف برقم (17546) ، وكذلك المرسل تكرر هناك.
وسلف عن عبد الصمد، عن همام برقم (22554) .
وانظر (8809) .
(2) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر الحديث السالف برقم (17545) وانظر ما قبله.(37/306)
22621 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَرَأَيْتَ صِيَامَ عَرَفَةَ؟ قَالَ: " أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ صَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: " أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ " (1)
22622 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي " (2)
22623 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/77 من طريق أبي داود الطيالسي، عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد - واقتصر على قصة صوم يوم عاشوراء.
وانظر (22537) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام بن يحيى: هو العَوْذي.
وأخرجه الدارمي (1262) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4204) من طريق الخَصِيب ابن ناصح، عن همام بن يحيى العَوْذي، به.
وانظر (22533) .(37/307)
أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ، وَكَانَ يَأْتِيهِ يَتَقَاضَاهُ فَيَخْتَبِئُ مِنْهُ، فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَخَرَجَ صَبِيٌّ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَقَالَ: نَعَمْ. هُوَ فِي الْبَيْتِ يَأْكُلُ خَزِيرَةً فَنَادَاهُ يَا فُلَانُ، اخْرُجْ فَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ هَاهُنَا فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا يُغَيِّبُكَ عَنِّي؟ قَالَ: إِنِّي مُعْسِرٌ وَلَيْسَ عِنْدِي. قَالَ: آللَّهِ إِنَّكَ مُعْسِرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَبَكَى أَبُو قَتَادَةَ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
22624 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، قَالَ سَعْدٌ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْلًى، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ: أَصَابَ حِمَارَ وَحْشٍ فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبَقِيَ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟ "، قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدُ فَقَالَ: " أَبَقِيَ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟ "، قَالَ: فَأَكَلَهُ أَوْ قَالَ: " فَكُلُوهُ " فَقُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَعْنَى قَوْلِهِ لَا بَأْسَ بِهِ. قَالَ: نَعَمْ (2)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (22559) .
قوله: خزيرة، بفتح الخاء المعجمة وكسر الزاي، وآخره راء: طعام يُصنع من اللحم والدقيق ونحوه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسعد ابن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري، ومولى أبي قتادة: هو نافع بن عباس -أو عياش- الأقرع المدني، وهو مولى عَقِيلة الغِفارية، وقيل =(37/308)
22625 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سلَيْمَانُ يَعْنِي التَّيْمِيَّ قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَقْرَءُونَ خَلْفِي؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْكِتَابِ " (1) (2)
22626 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا
__________
= له: مولى أبي قتادة، للزومه له.
وانظر (22526) .
(1) في (ظ5) : "بأم القرآن".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين سليمان التيمي -وهو ابن طَرْخان- وعبد الله بن أبي قتادة.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1556) ، وعبد بن حميد (188) ، وأحمد بن منيع في "مسنده"، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (1559) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 160، والبيهقي في "السنن" 2/166، وفي "القراءة خلف الإمام"
(165) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ووقع في أسانيد الحديث في "إتحاف الخيرة" سقط يستدرك من هنا.
ويشهد له حديث محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (18070) ، وإسناده صحيح.
وحديث عبادة بن الصامت، سيأتي برقم (22671) ، وإسناده حسن.(37/309)
مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَاكَ ". ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ لَبِثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَاكَ إِلَّا الدَّيْنَ كَذَلِكَ قَالَ لِي جِبْرِيلُ " (1)
22627 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: " يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِـ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِـ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. وهو مكرر (22542) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة همام، وعلى شرط مسلم من جهة أبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/372، والدارمي (1293) ، والبخاري في "جزء القراءة خلف الإمام" (238) ، ومسلم (451) (155) ، وأبو داود (799) ، وابن خزيمة (503) ، وأبو عوانة (1754) ، وابن حبان (1829) ، والبيهقي 2/63، والبغوي (592) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. والحديث عند الدارمي من طريق همام وحده، وسقط من مطبوع "جزء القراءة" الراوي عن همام وأبان، والذي يغلب على ظننا أنه يزيد بن هارون؛ فلم يجمع بين همام وأبان غيره، والله أعلم.
وقد سلف الحديث عن عفان، عن همام وأبان برقم (22617) ، وعن =(37/310)
22628 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
22629 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ (2) ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَنْتَبِذُوا الرُّطَبَ وَالزَّهْوَ وَالتَّمْرَ وَالزَّبِيبَ جَمِيعًا، وَانْتَبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَتِهِ " قَالَ يَحْيَى: فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ، فَأَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ بِذَلِكَ (3)
__________
= أبان وحده (22563) و (22596) .
وانظر (22520) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. حرب بن شداد: هو اليشكُري البصري.
وانظر (22520) .
(2) تحرف الإسناد في (م) إلى: "حدثنا أبو سعيد، حدثنا حرب، حدثنا روح". وهو انتقال نظر من الإسناد السابق، والصواب ما أثبتنا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة القيسي، وحسين المعلِّم: هو ابن ذكوان العَوْذي.
وأخرجه مسلم (1988) (25) ، وأبو عوانة (8014) ، والبيهقي 8/307 من طريق روح بن عُبادة، بهذا الإسناد.
وانظر (22521) و (22629) .(37/311)
22630 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى بِأَرْضِ سَعْدٍ بِأَصْلِ الْحَرَّةِ عِنْدَ بُيُوتِ السُّقْيَا، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَكَ وَعَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ دَعَاكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ وَرَسُولُكَ أَدْعُوكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ مِثْلَ مَا دَعَاكَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، نَدْعُوكَ أَنْ تُبَارِكَ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ وَثِمَارِهِمْ. اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ، وَاجْعَلْ مَا بِهَا مِنْ وَبَاءٍ بِخُمٍّ. اللهُمَّ إِنِّي قَدْ حَرَّمْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا كَمَا حَرَّمْتَ عَلَى لِسَانِ إِبْرَاهِيمَ الْحَرَمَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة العامري، وسعيد المقبري: هو ابن أبي سعيد.
وأخرجه ابن خزيمة (210) من طريق عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. ولم يَسُق لفظه، وأحال على حديث قبله وهو أخصر منه.
ورواه الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن عمرو بن سُليم الزُّرَقي، عن عاصم بن عمرو، عن علي بن أبي طالب نحوه، وقد سلف برقم (936) .
وفي باب الدعاء لأهل المدينة بالبركة في مُدِّهم وصاعِهم عن ابن عمر، سلف برقم (6064) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم حبِّبْ إلينا المدينة كما حَبَّبْتَ إلينا مكة، واجعل ما بها من وَباءٍ بخُمٍّ" عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5849) ، وعن عائشة، سيأتي 6/56.
وفي باب تحريم المدينة عن أبي هريرة، سلف برقم (7218) ، وقد ذكرنا =(37/312)
22631 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَبَاحٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ لَمَّا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّوْا قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلُّوهَا الْغَدَ لِوَقْتِهَا " (1)
22632 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ،
__________
= أحاديث الباب هناك.
والحَرَّة: هي أرض ذات حجارة سُود نَخِرة كأنها أحرقت بالنار، والمدينة مشهورة بحرارِها، وأشهرها حَرَّة واقِم، وحَرَّة الوَبَرة.
والسُّقْيا، بضم أوله، وإسكان ثانيه: قريةٌ جامعة من عمل الفُرْع، في طريق مكة بينها وبين المدينة.
و"خُم"، بضم الخاء، وتشديد الميم: اسم غَيْضَة على ثلاثة أميال من الجُحْفة، وبها غَدير نسب إليها.
و"لابَتَيْها": اللاَّبة: الحَرَّة، وجمعها: لابات، وألفها منقلبة عن واو، والمدينة ما بين حَرَّتين عظيمتين.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود الطيالسي وعبد الله ابن رباح من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي، وثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/295، وفي "الكبرى" (1584) ، وابن خزيمة (990) ، وابن حبان (2649) من طريق أبي داود سليمان بن داود الطيالسي، بهذا الإسناد.
وانظر (22546) .
(2) تحرفت لفظة "عن" في (م) و (ق) و (ظ2) إلى: "بن"، والمثبت من (ظ5) .(37/313)
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: " إِذَا عَرَّسَ بِلَيْلٍ اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينِهِ، وَإِذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَيْهِ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ كَفَّيْهِ " (1)
22633 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي " " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- وعبد الله بن رباح، فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحُميد: هو ابن أبي حُميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المُزني.
وأخرجه ابن خزيمة (2558) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع "أبو اليمان" إلى "أبو النعمان".
وانظر (22546) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الملك بن عمرو -وهو أبو عامر العَقَديُّ، معروف بكنيته-، وقوي على شرط مسلم من جهة عبد الوهاب الخفَّاف، وهو ابن عطاء. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير اليماميّ الطائي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4197) من طريق عبد الوهاب ابن عطاء الخفاف وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1261) ، والبخاري (637) ، والنسائي 2/81، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4198) ، والإسماعيلي في "مستخرجه =(37/314)
22634 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلَا يَتَمَسَّحَنَّ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي إِنَائِهِ " (1)
22635 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَأَى رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيُحَدِّثْ بِهَا؛ فَإِنَّهَا بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَمَنْ رَأَى رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا، وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ، وَيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا " (2)
__________
= على الصحيح" كما في "الفتح" 2/119، والبيهقي 2/20 من طرق عن هشام الدَّستُوائي، به.
وسيأتي الحديث عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم القُطَعي، عن هشام الدستوائي برقم (22641) .
وانظر (22533) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُبيد البصري- فهو من رجال البخاري.
وانظر (22522) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم فمن رجال البخاري. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن ابن عوف الزهري.
وأخرجه بنحوه البخاري (6986) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1531 من طريق عبد الله بن أبي كثير، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (898) من طريق =(37/315)
22636 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدَةَ، عَنْ كَبْشَةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبَا قَتَادَةَ أَصْغَى الْإِنَاءَ لِلْهِرَّةِ فَشَرِبَتْ فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا: " أَنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ " (1)
22637 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ هُوَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ: وُضِعَ لَهُ وَضُوءٌ فَوَلَغَ فِيهِ السِّنَّوْرُ، فَأَخَذَ يَتَوَضَّأُ فَقَالُوا: يَا أَبَا قَتَادَةَ قَدْ وَلَغَ فِيهِ السِّنَّوْرُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " السِّنَّوْرُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَإِنَّهُ مِنَ الطَّوَّافِينَ، أَوِ الطَّوَّافَاتِ، عَلَيْكُمْ " (2)
__________
= الأوزاعي، والطبراني في "الأوسط" (4972) من طريق أيوب السختياني، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه برقم (22564) .
وانظر (22525) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (22580) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، قتادة: هو ابن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري، وليس هو قتادة بن دِعامة السَّدُوسي، كما نبه على ذلك الإمام أحمد في "العلل" (4836) و (4837) ، تفرد بالرواية عنه الحجاج بن أرطاة النَّخَعي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/341، وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 7/187. وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/135، ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد فات الحافظين الحسيني وابن حجر أن يترجما له، =(37/316)
22638 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا تَمَسَّحَ أَحَدُكُمْ مِنَ الْخَلَاءِ فَلَا يَتَمَسَّحَنَّ بِيَمِينِهِ " (1)
__________
= والحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعنه، لكنهما قد توبعا كما سيأتي، وللحديث طرق أخرى يصح بها كما سلف عند الرواية (22528) .
وأخرجه البيهقي 1/246 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. ولفظه: كان أبو قتادة يصغي الإناء للهر، فيشرب، ثم يتوضأ به، فقيل له في ذلك، فقال: ما صنعت إلا ما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/7، فقال: أخبرنا الثقة، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 2/68، وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/246، وفي "معرفة السنن والآثار" 2/69 من طريق همام بن يحيى، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه: أنه كان يتوضأ، فمرَّت به هِرَّة، فأصْغى إليها، وقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ليست بنَجَسٍ" هذا لفظ حديث
همام بن يحيى، ولم يَسُق الشافعي لفظه. وإسناد البيهقي صحيح.
قوله: السِّنَّوْر: هو الهِرُّ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر البغدادي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطَّائي.
وأخرجه البخاري (5630) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وانظر (22522) .(37/317)
22639 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا أَبُو قَتَادَةَ وَنَحْنُ نَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَا وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا فَقَالَ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ، أَتَدْرُونَ مَا تَقُولُونَ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " قَالَ عَفَّانُ: وَقَدْ قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، (1)
22640 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي محمد بن معبد بن أبي قتادة، فقد تفرد بالرواية عنه حماد بن سلمة، واختلف على حماد في تسمية ابن كعب بن مالك، فقال عفان بن مسلم الصَّفَّار في رواية المصنِّف هنا: محمد بن كعب. وقال حسن بن موسى الأشْيب في رواية المصنف التالية، وأبو النضر هاشم بن القاسم عند أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (478) : عبد الله بن كعب. وقال أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبُوذَكي فيما حكاه أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/434، وصححه: معبد بن كعب.
وانظر ما سلف برقم (22538) .
قوله: شاهَتِ الوجوه، أي: قَبُحَت.
(2) إسناده ضعيف، وقد تكلمنا عليه في سابقه. حسن: هو ابن موسى الأشيَب.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (478) عن =(37/318)
22641 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " لَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي " " يَعْنِي: لِلصَّلَاةِ (2)
22642 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّوْشَجَانِ وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ " ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ؟ قَالَ: " " لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا " " أَوْ قَالَ: " " لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ " ". (3)
__________
= أبي النضر هاشم بن القاسم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22538) .
(1) تحرفت في (م) إلى: "بن".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو قَطَن -وهو عمرو بن الهيثم القُطَعي- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير اليمامي الطائي.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (10) من طريق أبي قطن عمرو بن الهيثم، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وعبد الوهاب الخفّاف جميعاً، عن هشام الدَّستوائي برقم (22633) .
وانظر (22533) .
(3) حديث صحيح، محمد بن النُّوشَجان أبو جعفر السُّوَيْدي وثقه أبو داود =(37/319)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن حبان وابن السمعاني في "أنسابه"، وهو من رجال "التعجيل"، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/170-171 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وقد تابع أبا جعفر السُّويدي على هذا الحديث أبو صالح الحكم بن موسى القَنْطَري كما في الحديث التالي، وهو ثقة، ولا وجه لإنكار ابن المديني عليه هذا الحديث فيما نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ورقة 224، فإنه لم ينفرد به كما ذكرنا.
ورواه هشام بن عمار، عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العِشرين، فقال: عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/170، وابن حبان في "صحيحه" (1888) ، والحاكم 1/292، والبيهقي 2/386، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/410، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة الحكم بن موسى 5/ورقة 223-224. وهشام بن عمار وعبد الحميد بن حبيب صدوقان، فالسند
حسن.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2347) عن عبدان بن محمد المروزي، عن إسحاق بن راهويه، عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة مرفوعاً. وإسناده ضعيف، كلثوم بن محمد ابن أبي سدرة، قال أبو حاتم: لا يصح حديثه. وقال ابن عدي: يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل، وعن غيره بما لا يتابع عليه، وذكره الذهبي وابن الجوزي في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني. ثم هو منقطع، فإن عطاء بن أبي مسلم الخراساني لم يسمع من أبي هريرة فيما حكاه ابن معين وأبو موسى المديني.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11532) ، وإسناده ضعيف، وذكرنا شواهده هناك. =(37/320)
22643 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (1)
22644 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ " (2)
__________
= ونزيد في شواهده هنا: ما رواه مالك في "الموطأ" 1/167، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 1/150، والبيهقي 8/209-210، ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (3740) عن سفيان بن عيينة، كلاهما (مالك، وابن عيينة) عن يحيى بن سعيد، عن النعمان بن مرة مرسلاً. ورجاله ثقات.
(1) حديث صحيح كسابقه، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن موسى -وهو أبو صالح القَنْطَري- فمن رجال مسلم، إلا أن فيه عنعنة الوليد ابن مسلم.
وأخرجه الدارمي (1328) ، وأبو حاتم في "العلل" لابنه 1/170، وابن خزيمة (663) ، وأبو يعلى في "معجم الشيوخ" (150) ، وابن المنذر في "الأوسط" 3/174، والطبراني في "الكبير" (3283) ، وفي "الأوسط" (8175) والدارقطني في "العلل" 8/15، والحاكم 1/229، والبيهقي 2/385-386،
والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/227، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ورقة 223 من طريق الحكم بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ويحيى بن سعيد شيخ المصنِّف: هو القطان، وشيخه: هو الأنصاري. =(37/321)
22645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ " يَخْرُجُ وَهُوَ حَامِلٌ ابْنَةَ زَيْنَبَ عَلَى عُنُقِهِ فَيَؤُمُّ النَّاسَ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا " (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/163، والذهبي في "السير" 4/291 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 2/957، والحميدي (419) ، وابن أبي شيبة 11/70، والبخاري (5747) و (6984) ، ومسلم (2261) (1) و (2) ، وأبو داود (5021) ، وابن ماجه (3909) ، والترمذي (2277) ، والنسائي في "الكبرى" (7627) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (900) و (901) ، وأبو عوانة في الرؤيا، وابن حبان (6059) ، والبغوي في "شرح السنة" (3274) من طرق عن يحيى ابن سعيد الأنصاري، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وزاد مسلم في إحدى رواياته وابن ماجه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وليتحول عن جنبه الذي كان عليه".
وانظر (22525) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو ابن محمد بن عجلان- فهو صدوق لا بأس به، وقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم استشهاداً. سعيد: هو ابن أبي سعيد المَقْبُري.
وأخرجه ابن خزيمة (783) و (784) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1071) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5918) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وبرقم (5919) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن ابن عجلان، به.
وقد سلف من رواية ابن عجلان، عن عامر وحده برقم (22532) .
وانظر (22519) .(37/322)
22646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، سَمِعَ أَبَاهُ (1) ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَهَى أَنْ يُنْتَبَذَ الرُّطَبُ وَالزَّهْوُ جَمِيعًا، وَالتَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا وَقَالَ: " انْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ " (2)
22647 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ أَخْبَرَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلَا يَسْتَنْجِيَنَّ بِيَمِينِهِ " وقَالَ أَبُو عَامِرٍ: " وَلَا يَمَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ " (3)
__________
(1) في (م) : أباه أبا قتادة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.
وأخرجه الدارمي (2113) ، والبخاري (5602) ، ومسلم (1988) (24) ، والنسائي في "المجتبى" 8/291 و292، وفي "الكبرى" (5070) و (5076) ، وأبو عوانة (8010) و (8011) ، والبيهقي 8/307، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/207، والبغوي في "شرح السنة" (3018) من طرق عن هشام الدَّسْتوائي، بهذا الإسناد.
وانظر (22521) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو الدَّستُوائي.
وأخرجه ابن حبان (5328) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. دون قوله: "وإذا أتى أحدكم الخلاء فلا يستنجين بيمينه ... ".
وقد سلف من طريق هشام الدستوائي برقم (22534) . =(37/323)
22648 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ يُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا فَيُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْعَصْرِ، وَيُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الْفَجْرِ، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ " (1)
22649 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَدَّثَنَا هَاشِمٌ (2) ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ " (3)
__________
= وانظر (22522) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف مختصراً عن وكيع برقم (22539) .
(2) تحرف في (م) إلى: "هشام".
(3) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرؤاسي، وهاشم: هو ابن القاسم أبو النضر الليثي البغدادي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه ابن خزيمة كما في "إتحاف المهرة" 4/125، وابن حبان في "صحيحه" (1755) ، وفي الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/126 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (909) ، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "الفتح" 2/392 من طريق أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة، وأبو عوانة (1341) من طريق هارون بن إسماعيل، كلاهما عن علي بن مبارك الهُنائي، به. =(37/324)
22650 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: " أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ كَفَّارَةَ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةٍ وَمُسْتَقْبَلَةٍ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قَالَ: " لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ ". أَوْ " مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ ". قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: " ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: " وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذَلِكَ ". قَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَصُومُ يَوْمَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: " وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ " قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: " أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ كَفَّارَةَ سَنَةٍ " (1)
22651 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّرَقِيِّ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ،
__________
= وأخرجه البخاري (638) ، ومسلم (604) ، وأبو عوانة (1339) و (1340) ، وابن المنذر في "الأوسط" 4/168، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4203) ، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 2/121 من طرق عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي، به.
وانظر (22533) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة (2117) من طريق وكيع، بهذا الإسناد - واقتصر على قصة صوم يوم الاثنين.
وانظر (22537) .(37/325)
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: " يُصَلِّي وَابْنَتُهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَقَالَ مَرَّةً: حَمَلَ أُمَامَةَ وَهُوَ يُصَلِّي، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَوْ يَسْجُدَ وَضَعَهَا، فَإِذَا قَامَ أَخَذَهَا " (1)
22652 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ الزَّرْقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العُمَيْس: هو عُتبة بن عبد الله ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه ابن حبان (2339) من طريق جعفر بن عون، عن أبي العُميس، بهذا الإسناد.
وأخرجه مُسَدَّد بن مُسَرهَد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (2081) عن عبد الواحد، عن أبي العُميس، عن عامر، عن رجل من بني زُريق مرسلاً قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصلاة ... الحديث.
وانظر (22519) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه بنحوه ابن حبان في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/154 من طريق جعفر بن عون، عن أبي عُميس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (468) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن أبي العُميس، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن رجل من بني زريق، عن أبي قتادة. وزاد: "ثم ليقعد بعدُ إن شاء أو ليذهب لحاجته". والرجل المبهم هو عمرو بن سُليم الزُّرقي. =(37/326)
22653 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ؛ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ " (1)
22654 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافَ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُصَلِّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الظُّهْرِ، وَيُقَصِّرُ فِي (2) الثَّانِيَةِ وَكَذَلِكَ الصُّبْحُ " (3)
22655 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ فَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا بَالَ
__________
= وانظر (22523) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وانظر (22552) .
(2) لفظة "في" ليست في (ظ5) و (ظ2) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (19418) ، لكن جاء مقروناً بعبد الله بن أبي قتادة أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.(37/327)
فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ " (1)
22656 - قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلَا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا أَخَذَ فَلَا يَأْخُذْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا أَعْطَى فَلَا يُعْطِي بِشِمَالِهِ " (2)
22657 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَّا فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالُوا: لَا وَاللهِ مَا تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: " فَهَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا. قَالَ: " فَهَلْ تَرَكَ لَهَا قَضَاءً؟ " قَالُوا: لَا. وَاللهِ مَا تَرَكَ لَهَا مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: " فَصَلُّوا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ". قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَضَيْتُ عَنْهُ أَتُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: " إِنْ قَضَيْتَ عَنْهُ بِالْوَفَاءِ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ ". قَالَ فَذَهَبَ أَبُو قَتَادَةَ فَقَضَى عَنْهُ. فَقَالَ: " أَوْفَيْتَ مَا عَلَيْهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَدَعَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19419) .
وانظر (22522) .
(2) هو موصول بإسناد سابقه، غير أنه مرسلٌ؛ فإن عبد الله بن أبي طلحة -وهو أخو أنس بن مالك لأمه- لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد ولد في عهده وحنَّكه، وهو مكرر (19420) .(37/328)
فَصَلَّى عَلَيْهِ (1)
22658 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو قَتَادَةَ، أَوْ حَدَّثَنَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ " يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَيُطِيلُ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَفِي الْعَصْرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا " (2)
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وسلف الكلام على إسناده في الرواية (22543) . عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4146) من طريق حجاج بن مِنْهال، عن أبي عوانة اليَشكُري، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الضحاك بن مَخْلَد: هو أبو عاصم النبيل، مشهور بكنيته.
وأخرجه الدارمي (1292) ، والبخاري في "جزء القراءة خلف الإمام" (286) ، وأبو عوانة الإسفراييني (1758) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/206، وفي "شرح مشكل الآثار" (4621) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق الأوزاعي برقم (22595) . وانظر (22520) .(37/329)
حَدِيثُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ
22659 - حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ قُرَيْظَةَ " فَشَكُّوا فِيَّ، فَأَمَرَ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَيَّ هَلْ أَنْبَتُّ بَعْدُ؟ فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ، فَخَلَّى عَنِّي، وَأَلْحَقَنِي بِالسَّبْيِ " (1)
22660 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعَ عَطِيَّةَ يَقُولُ: " كُنْتُ يَوْمَ حَكَمَ سَعْدٌ فِيهَا غُلَامًا، فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ (2) ، فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّه، فقد روى له أصحاب السنن.
وهو مكرر (19421) سنداً ومتناً.
(2) في (م) : أنبت فيها.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (19422) سنداً ومتناً.(37/330)
حَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيِّ (1)
• 22661 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ: سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَسْأَلُكَ عَمَّا أَنْتَ بِهِ عَالِمٌ، وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَاعَةٌ تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تَعْتَدِلَ عَلَى رَأْسِكَ مِثْلَ الرُّمْحِ، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنَّ تِلْكَ السَّاعَةَ تُسْجَرُ فِيهَا جَهَنَّمُ وَتُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُهَا حَتَّى تَزُولَ عَنْ حَاجِبِكَ الْأَيْمَنِ، فَإِذَا زَالَتْ عَنْ حَاجِبِكَ الْأَيْمَنِ فَصَلِّ؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ " (3)
__________
(1) هو صفوان بن المعطَّل بن ربيعة السُّلَمي أبو عمرو، أسلم قبل المريسيع، استشهد في قتال أرمينية، وكان ذلك سنة (19) فيما قاله ابن إسحاق، وكان فاضلاً خيراً، أثنى عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة الإفك بقوله: "ما علمت إلا خيراً" (البخاري: 4141) ، وقيل: عاش إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان، فاستشهد بالروم سنة (58) أو سنة (60) ، لكن يعكر عليه قول عائشة في حديث الإفك: إنه قتل شهيداً، فإن ذلك يقتضي تقدم موته عليها، وهي لم تبق إلى العصر المذكور. انظر "تعجيل المنفعة" للحافظ ابن حجر.
(2) في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع فإن المقبري -وهو سعيد بن أبي =(37/331)
• 22662 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ ابْنِ كَنِيزٍ (2) السَّقَّاءُ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَلَمَّا كُنَّا بِالْعَرْجِ إِذَا نَحْنُ بِحَيَّةٍ تَضْطَرِبُ، فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ مَاتَتْ، فَأَخْرَجَ لَهَا رَجُلٌ خِرْقَةً مِنْ عَيْبَتِهِ فَلَفَّهَا فِيهَا، وَدَفَنَهَا وَخَذَّ لَهَا فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَتَيْنَا مَكَّةَ، فَإِنَّا لَبِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذْ وَقَفَ عَلَيْنَا شَخْصٌ فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَاحِبُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ؟ قُلْنَا: مَا نَعْرِفُهُ. قَالَ: أَيُّكُمْ
__________
= سعيد- لم يسمعه من صفوان بن المعطل، بينهما أبو هريرة كما جاء مصرحاً به في بعض الروايات.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري 2/95، والطبراني في "الكبير" (7344) ، والحاكم 3/518 من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم.
وأخرجه ابن ماجه (1252) ، وابن حبان (1542) ، والبيهقي 2/455 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: سأل صفوانُ بن المعطل رسولَ الله ... فذكره.
وصحح الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (3/441) هذه الرواية على رواية صفوان نفسه.
وأخرجه ابن خزيمة (1275) ، وابن حبان (1550) من طريق عياض بن عبد الله، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
ويشهد له حديث عمرو بن عبسة السالف برقم (17014) ، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612) ، وانظر شواهده هناك.
(1) في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(2) تحرف في (م) و (ق) إلى: كثير.(37/332)
صَاحِبُ الْجَانِّ؟ قَالُوا: هَذَا. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا. أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ آخِرِ التِّسْعَةِ مَوْتًا الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ " (1)
• 22663 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ (2) عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَرَمَقْتُ صَلَاتَهُ لَيْلَةً " فَصَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ نَامَ فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ فَتَلَا الْآيَاتِ الْعَشْرَ آخِرَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ تَسَوَّكَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَلَا أَدْرِي أَقِيَامُهُ أَمْ رُكُوعُهُ أَمْ سُجُودُهُ أَطْوَلُ؟ ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَتَلَا الْآيَاتِ، ثُمَّ تَسَوَّكَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا أَدْرِي أَقِيَامُهُ أَمْ رُكُوعُهُ أَمْ سُجُودُهُ أَطْوَلُ؟ ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ، ثُمَّ
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، عمر بن نبهان -وهو العبدي- ضعيف، وسلام أبو عيسى مجهول. أبو قتيبة: هو سلم بن قتيبة الشَّعيري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7345) من طريق أبي حفص عمرو بن علي بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/519 من طريق أبي هريرة محمد بن فراس الصيرفي، عن سلم بن قتيبة، به.
قوله: "وخدَّ لها" قال السندي: بإعجام وتشديد دال، أي: حَفَرَ.
(2) لفظة "بن" تحرفت في (م) و (ق) إلى: حدثنا.(37/333)
اسْتَيْقَظَ فَفَعَلَ ذَلِكَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ كَمَا فَعَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ حَتَّى صَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن جعفر -وهو ابن نجيح السعدي مولاهم والد علي ابن المديني- ضعيف، ثم أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث لم يسمع من صفوان. محمد بن يوسف: هو الكندي المدني الأعرج، وعبد الله بن الفضل: هو ابن العباس بن ربيعة الهاشمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7343) من طريق علي ابن المديني، عن أبيه عبد الله بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/272 وقال: فيه عبد الله بن جعفر والد علي ابن المديني وهو ضعيف.
ويشهد له بنحوه حديث حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ابن نصر المروزي في "قيام الليل" (129) ، والنسائي في "المجتبى" 3/213، وعنده أيضاً في "عمل اليوم والليلة" (307) ، وإسناده في "المجتبى" صحيح.
وفي باب صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليل انظر حديث ابن عباس عند البخاري (117) و (4569) ، وقد سلف في مسنده برقم (2164) و (3169) .
وحديت عائشة، سيأتي برقم (24461) .
وفي باب تسوُّكه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا استيقظ من النوم عن ابن عمر، سلف برقم (5979) .(37/334)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ (1)
• 22664 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَصَابَنَا طَشٌّ وَظُلْمَةٌ، فَانْتَظَرْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَخَرَجَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: " قُلْ ". فَسَكَتُّ. قَالَ: " قُلْ ". قُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: " قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثًا تَكْفِيكَ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ (2) " (3)
__________
(1) هو عبد الله بن خبيب -مصغر- الجهني حليف الأنصار.
(2) لفظة "مرتين" كذا وردت في (م) وأصولنا الخطية، وهي مقحمة، والحديث أورده المزي من طريق المسند كما سيأتي دون هذه اللفظة.
(3) إسناده حسن. الضحاك بن مخلد: هو أبو عاصم النبيل، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، وأسيد بن أبي أسيد: هو البراد أبو سعيد المديني.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن خبيب من "تهذيب الكمال" 14/451-452 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/351، وأخرجه النسائي 8/250 من طريق عمرو بن علي، كلاهما (ابن سعد وعمرو بن علي) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، به. وعلَّقه البخاري في "تاريخه" 5/21 عن أبي عاصم.
وأخرجه ابن سعد 4/351، وعبد بن حميد (494) ، وأبو داود (5082) ، والترمذي (3575) من طريق ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، به. قال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. =(37/335)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ" 5/21، والنسائي 8/250-251، وابن قانع 2/115 من طريق زيد بن أسلم، عن معاذ بن عبد الله، به. ليس فيه: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) .
وأخرجه البخاري 5/21-22، والنسائي 8/251 من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن عبد الله بن سليمان الأسلمي، عن معاذ بن عبد الله، عن أبيه، عن عقبة بن عامر.
وأخرجه النسائي 8/251 من طريق خالد بن مخلد، عن عبد الله بن سليمان، عن معاذ بن عبد الله، عن عقبة بن عامر. ليس فيه عبد الله بن خُبيب.
فخالف عبدُ الله بن سليمان أسيد بن أبي أسيد وزيد بن أسلم فجعله من حديث معاذ بن عبد الله بن عقبة، وهما أوثق منه، وسلف نحو هذا الحديث عن عقبة برقم (17296) و (17334) لكن من غير هذا الطريق.
وفي باب فضل القراءة بالمعوِّذتين عن جابر بن عبد الله عند النسائي 8/254، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (284) .
قوله: "طش" بفتح طاء وتشديد شين معجمة: المطر الضعيف. قاله السندي.(37/336)
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ
• 22665 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةُ أَوْلَادٍ إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ: " وَثَلَاثَةٌ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاثْنَانِ؟ قَالَ: " وَاثْنَانِ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ، زَوَايَاهَا، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن قيس، كما بيّنّا ذلك فيما سلف برقم (17858) .
وأخرجه المزي في ترجمة الحارث بن أقيش من "تهذيب الكمال" 5/213-214 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وسلف هذا الحديث برقم (17858) و (17859) ، وتقدم تخريجه هناك.
وفاتنا هناك أن نحيل إلى هذا الموضع، فيستدرك من هنا.(37/337)
حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ (1)
22666 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا عَنِّي. خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ " (2)
__________
(1) هو عبادة بن الصامت بن قيس بن أَصرَم بن فِهْر الخزرجي أبو الوليد الأنصاري أحد النقباء ليلة العقبة، ومن أعيان البدريين. سكن بيت المقدس.
قال ابن إسحاق: شهد المشاهد كلها.. وآخى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أبي مرثد الغنوي، وشهد أيضاً فتح مصر، وقيل: هو أول من ولي قضاء فلسطين، مات بالرملة سنة 34 وهو ابن (72) سنة، وقيل: عاش إلى خلافة معاوية. "سير أعلام النبلاء" 2/5-11، وحاشية السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان بن عبد الله الرقاشي فمن رجال مسلم. هشيم: هو ابن بشير، ومنصور: هو ابن زاذان، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.
وأخرجه الدارمي (2328) ، ومسلم (1690) (12) ، وأبو داود (4416) ، والترمذي (1434) ، والنسائي في "الكبرى" (7144) ، وابن الجارود (810) ، وأبو عوانة (6248) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/138، وفي "شرح مشكل الآثار" (242) ، وابن حبان (4425) و (4426) ، والطبراني في "الأوسط" (1162) ، والبيهقي 8/221-222 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح.
وأخرجه أبو عوانة (6254) ، والشاشي في "مسنده" (1323) و (1325) ، =(37/338)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطبراني في "الأوسط" (2023) من طريق ميمون بن موسى المَرَئي، عن الحسن البصري، به.
وأخرجه عبد الرزاق (13359) عن عبد الله بن محرر، عن حطان بن عبد الله، به. قلنا: عبد الله بن محرر -وهو الجزري- متروك.
وسيأتي بالأرقام (22703) و (22715) و (22730) و (22731) و (22734) و (22780) ، وهذا الأخير عن الحسن عن عبادة.
وأخرجه أبو داود (4417) من طريق الفضل بن دَلْهم، عن الحسن، عن سلمة ابن المحبِّق، عن عبادة. وفيه قصة. وقال أبو داود بإثره: روى وكيع أول هذا الحديث عن الفضل بن دلهم عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبِّق: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [كما سلف برقم (15910) ] وإنما هذا إسناد حديث ابن المحبق أن رجلاً وقع على جارية امرأته. ثم قال: الفضل بن دلهم ليس بالحافظ، كان قصّاباً بواسط. وضعفه أيضاً ابن معين وغيره.
وفي الباب عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني، سلف برقم (17038) .
قوله: "البكر بالبكر" أي: حد زنى البكر بالبكر جلد مئة، لكل واحد، وكذا ما بعده، وليس هو على سبيل الاشتراط بل حد البكر الجلد والتغريب سواء زنى ببكر أم بثيب، وحد الثيب الرجم سواء زنى بثيب أم بكر.
قال النووي في "شرح مسلم" 11/189: اختلفوا في جلد الثيب مع الرجم فقالت طائفة: يجب الجمع بينهما، فيجلد ثم يرجم، وبه قال علي بن أبي طالب والحسن البصري وإسحاق بن راهويه وداود وأهل الظاهر وبعض أصحاب الشافعي.
وقال جماهير العلماء: الواجب الرجم وحده، وحكى القاضي عن طائفة من أهل الحديث أنه يجب الجمع بينهما إذا كان الزاني شيخاً ثيباً، فإن كان شاباً ثيباً اقتصر على الرجم، وهذا مذهب باطل لا أصل له.
وحجة الجمهور أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقتصر على رجم الثيب في أحاديث كثيرة منها قصة ماعز وقصة المرأة الغامدية، وفي قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "واغدُ يا أُنيس على امرأة هذا،
فإن اعترفت فارجمها"، قالوا: وحديث الجمع بين الجلد والرجم منسوخ، فإنه =(37/339)
22667 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوهَا فِي تَاسِعَةٍ وَسَابِعَةٍ وَخَامِسَةٍ " يَعْنِي: لَيْلَةَ الْقَدْرِ (1)
__________
= كان في أول الأمر، وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البكر: "ونفي سنة"، ففيه حجة للشافعي
والجماهير أنه يجب نفيه سنة رجلاً كان أو امرأة. وقال الحسن: لا يجب النفي، وقال مالك والأوزاعي: لا نفي على النساء، ورُوي مثله عن علي، وقالوا: لأنها عورة، وفي نفيها تضييع لها، وتعريض لها للفتنة، ولهذا نهيت عن المسافَرة إلا مع محرم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأنس: هو ابن مالك الصحابي المشهور خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/514 و3/73، والدارمي (1781) ، والبخاري (49) و (2023) و (6049) ، والبزار في "مسنده" (1166) ، والنسائي في "الكبرى" (3394) و (3395) ، وابن خزيمة (2198) ، والطحاوي 3/89، وابن حبان (3679) ، والطبراني في "الأوسط" (4406) ، وفي "الشاميين" (2468) ، والبيهقي 4/311، والبغوي (1821) من طرق عن حميد الطويل، به مطولاً كالرواية الآتية برقم (22672) .
وانفرد مالك فرواه في "الموطأ" 1/320 عن حميد عن أنس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم
يذكر فيه عبادة بن الصامت، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (3396) .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/200: هكذا رواه مالك، وإنما الحديث لأنس عن عبادة.
وقد سلف في مسند أنس برقم (13452) من طريق قتادة عنه.
وسيأتي حديث عبادة بالأرقام (22672) و (22674) و (22721) .
وسيأتي بأطول مما هنا من طريق عمر بن عبد الرحمن بالأرقام (22713) و (22741) و (22763) ، ومن طريق خالد بن معدان برقم (22765) ، كلاهما عن عبادة. =(37/340)
22668 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ. قَالَ خَالِدٌ: أَحْسِبُهُ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، قَالَ قَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ سِتًّا: " أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا يَعْضَهُ (1) بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْكُمْ مِنْهُنَّ حَدًّا فَعُجِّلَ لَهُ عُقُوبَتُهُ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ، وَإِنْ أُخِّرَ عَنْهُ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ " (2)
__________
= وانظر "فتح الباري" 4/268-269.
(1) تحرف في (م) إلى: يعضد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن المحفوظ فيه: أبو قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة، كما في الحديث التالي. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرَّحَبي.
وأخرجه ابن حبان (4405) من طريق يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. مختصراً بقوله: "من أصاب منكم منهن حداً.." إلخ.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1527) من طريق شهر بن حوشب، عن ابن عبادة بن الصامت، عن أبيه، مرفوعاً. وإسناده ضعيف.
وسيأتي من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن عبادة بالأرقام (22669) و (22670) و (22732) .
وسيأتي من طريق أبي إدريس الخولاني برقم (22678) و (22733) ، ومن طريق الصنابحي برقم (22742) و (22754) ، كلاهما عن عبادة بن الصامت.
وفي باب بيعة النساء عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6850) . =(37/341)
22669 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. (1)
22669 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ،
__________
= وعن أم عطية، سلف برقم (20796) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب من أصاب حداً فعوقب به في الدنيا فهو كفارته، عن خزيمة بن ثابت، سلف برقم (21866) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "ستاً" أي: ست خصال يريد أنهم بايعوه عليها كما أن النساء بايعنه عليها.
"ولا يعضه" من عضه كضرب: إذا تكلم فيه ببهتان أو سخرية، أي: لا يسخر ولا يأتي ببهتان أو نميمة، وهو بعين مهملة وضاد معجمة.
"منهن" أي: من جهة تلك الخصال بأن ارتكبها، والمراد غير الشرك، فإن حدّ الارتداد -نعوذ بالله منه- وهو القتل، ليس بكفارة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأشعث -وهو شراحيل بن آده الصنعاني- فمن رجال مسلم. وهشيم قد صرح بسماعه من خالد -وهو ابن مِهران الحذَّاء- عند مسلم. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه مسلم (1709) (43) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومختصراً ابن ماجه (2603) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2390) من طريق عبد الوهاب الثقفي، وابن ماجه (2603) من طريق ابن أبي عدي، وأبو عوانة (6348) ، والطحاوي (2184) من طريق سفيان الثوري، وأبو عوانة (6347) من طريق محبوب بن الحسن، أربعتهم عن خالد الحذاء، به وسيأتي في الحديث التالي من طريق شعبة عن خالد الحذاء.
وانظر الحديث السابق.(37/342)
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا كَمَا أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ أَوْ عَلَى النَّاسِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
22671 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ (2) إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " تَقْرَءُونَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ إِلَّا بِهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وسيتكرر برقم (22732) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (2732) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (579) ، ومن طريقه أبو عوانة (6349) عن شعبة، به.
وانظر ما قبله.
قوله: "أو على الناس" وهمٌ من بعض رواته، والصواب الأول كما جاء في الرواية (22668) .
(2) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: أبي.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بسماعه من مكحول في الرواية الآتية برقم (22745) .
وسيأتي مكرراً برقم (22746) .
وأخرجه أبو داود (823) ، والطبراني في "الشاميين" (3624) ، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (112) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/373-374، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (64) و (257) و (258) ، والترمذي (311) ، والبزار في "مسنده" (2701) =(37/343)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و (2702) و (2703) ، وابن الجارود (321) ، وابن خزيمة (1581) ، والشاشي في "مسنده" (1280) ، وابن حبان (1785) و (1792) و (1848) ، والطبراني في "الصغير" (643) ، والدارقطني 1/318-319، والحاكم 1/238، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/164، وفي "القراءة خلف الإمام" (108) و (110) و (110م) و (111) و (111م) ، والبغوي (606) من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وسيأتي بالأرقام (22694) و (22745) و (22750) من طريق ابن إسحاق.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (296) و (3626) عن عبدوس بن ديزويه الرازي، عن الوليد بن عتبة، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، به.
وعبدوس شيخ الطبراني لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه البيهقي في "القراءة" (115) من طريق العلاء بن الحارث، عن مكحول، به، بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب إمام وغير إمام".
وإسناده ليس بذاك القوي.
وأخرجه الشاشي (1279) ، والطبراني في "الشاميين" (3627) من طريق نافع ابن محمود، والدارقطني 1/320، والحاكم 1/238-239، والبيهقي في "القراءة" (116) و (117) و (118) من طريق عبد الله بن عمرو بن الحارث، كلاهما عن محمود بن الربيع، به. وإسنادهما ضعيف. في رواية الشاشي والطبراني جعل الواقدي نافعاً ابن محمود بن الربيع، والواقدي ضعيف الحديث.
وأخرجه البخاري في "القراءة" (65) ، وفي "خلق الأفعال" (526) ، وأبو داود (824) ، والطبراني في "الشاميين" (1187) و (3625) ، والدارقطني 1/319 و320، والبيهقي في "السنن" 2/164-165، وفي "القراءة" (120) و (121) و (122) ، والمزي في ترجمة نافع بن محمود بن الربيع من "تهذيب الكمال" 29/292-293 من طريق زيد بن واقد، عن مكحول، عن ابن ربيعة -وهو نافع ابن محمود بن الربيع-، عن عبادة. وفيه عن بعضهم قصة عبادة مع أبي نعيم المؤذن. قلنا: ونافع بن محمود لا يعرف إلا في هذا الحديث، ولم يرو عنه غير =(37/344)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= اثنين مكحول وحَرام بن حكيم، وقال ابن عبد البر: نافع مجهول. وذهب أبو علي حسين النيسابوري الحافظ فيما نقله عنه البيهقي في "القراءة" ص 65-66، إلى أن نافعاً هذا هو ابن محمود بن الربيع الصحابي الصغير وأن مكحولاً قد سمع هذا الحديث منه ومن أبيه، وهما جميعاً قد سمعاه من عبادة بن الصامت، والله تعالى أعلم.
وأخرجه البيهقي في "القراءة" (123) من طريق يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الربيع، عن عبادة. ولفظه: "لا يقرأن أحدكم مع الإمام إلا بأم القرآن". وإسناده ضعيف جداً.
وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (526) ، وفي "القراءة" (65) ، والنسائي 2/141، والدراقطني 1/320، والبيهقي في "السنن" 2/165 و165-166، وفي "القراءة" (120) و (121) ، والمزي 29/292-293 من طريق حرام بن حكيم، والدارقطني 1/320 من طريق عثمان بن أبي سودة، كلاهما عن نافع بن محمود بن الربيع، عن عبادة، فيه نافع بن محمود سلف الكلام عليه، وفي إسناد الدارقطني الثاني ضعيف آخر.
وأخرجه أبو داود (825) والبيهقي في "القراءة" (126) و (127) و (127م) و (128) من طرق عن مكحول، عن عبادة. قلنا: وهذا إسناد منقطع، فمكحول لم يسمع من عبادة.
وأخرجه البخاري في "القراءة" (66) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه، عن عبادة بن الصامت. وشعيب -وهو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو- لم يسمع من عبادة.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (300) ، والدارقطني 1/319، والبيهقي في "السنن" 2/165، وفي "القراءة" (125) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن محمود بن الربيع أو لبيد، عن أبي نعيم، عن عبادة. وليس عند الأخيرين في الإسناد: "أو لبيد" وأوردا تخطئة ابن صاعد للوليد في وجود أبي نعيم -وهو المؤذن- في إسناده. =(37/345)
22672 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/322، والبيهقي في "القراءة" (129) و (131) من طريق رجاء بن حيوة، عن عبادة. وإسناده منقطع بين رجاء وعبادة، وأشار البيهقي إلى ذلك، وقرن في الرواية الثانية برجاء عمرَو بن شعيب.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/375، والبيهقي (133) من طريق رجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع قال: صليت صلاة وإلى جنبي عبادة بن الصامت، فقرأ بفاتحة الكتاب، فقلت له: يا أبا الوليد ألم أسمعك تقرأ بفاتحة الكتاب؟ قال: أجل إنه لا صلاة إلا بها.
وأخرج الطبراني في "الشاميين" (291) و (2234) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن عبادة بن نُسَي، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً: "من صلى خلف الإمام فليقرأ بفاتحة الكتاب". وإسناده ضعيف.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (2283) ، وفي "الشاميين" (331) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وآيتين معها". وإسناده ضعيف.
وسيأتي من طريق الزهري، عن محمود بن الربيع بالأرقام (22677) و (22743) و (22749) بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
وفي الباب عن رجل من الصحابة، سلف برقم (18070) ، وإسناده صحيح.
وعن أبي قتادة، سلف برقم (22625) .
وعن أنس، ذكرناه عند حديث الرجل من الصحابة المذكور.(37/346)
التَّاسِعَةِ أَوِ السَّابِعَةِ أَوِ الْخَامِسَةِ (1) " (2)
22673 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ الْعَنْسِيُّ، حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، أَوْ قَالَ ثُمَّ دَعَا (3) ، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ عَزَمَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى تُقُبِّلَتْ صَلَاتُهُ " (4)
__________
(1) في (ق) هامش (ظ5) : والسابعة والخامسة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم ابن أبي عدي السلمي مولاهم، وحميد: هو الطويل، وأنس: هو ابن مالك الصحابي المشهور.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2680) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وانظر (22667) .
قوله: "فتلاحى" قال السندي: أي: تخاصم.
"فرفعت" أي: رفع علمها من قلبي بشؤم اختصامهما.
(3) في (م) : دعاه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الوليد بن مسلم: هو القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي.
وأخرجه الدارمي (2687) ، والبخاري (1154) ، وأبو داود (5060) ، وابن ماجه (3878) ، والترمذي (3414) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (861) ، وابن حبان (2596) ، والطبراني في "المعجم الكبير" كما في "فتح الباري" لابن =(37/347)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حجر 3/40، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (751) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/159، والبيهقي 3/5، والبغوي (953) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (763) ، وفي "الشاميين" (224) عن ورد بن أحمد البيروتي، عن صفوان بن صالح. وعن إبراهيم بن دحيم، عن دحيم، كلاهما (صفوان ودحيم) عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هانئ، به - بلفظ: "ما من عبد يتعارُّ من الليل فيقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، إلا كان
من خطاياه كيوم ولدته أمه، فإن قام وتوضأ تقبلت صلاته". قلنا: وردٌ شيخ الطبراني في الإسناد الأول لم نقف له على ترجمة، وإبراهيم شيخ الطبراني في الإسناد الثاني لم يُذكَر فيه جرح ولا تعديل، ثم هو قد خولف، فقد رواه أبو داود وابن ماجه وعبد الله بن محمد بن سَلْم -عند ابن حبان- ثلاثتهم عن دحيم عن الوليد عن الأوزاعي، على الصواب. وقال الحافظ في "الفتح" 3/40: وأخرجه
الطبراني في "الدعاء" من رواية صفوان بن صالح، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هانئ، وأخرجه الطبراني فيه أيضاً عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، عن أبيه -وهو الحافظ الذي يقال له: دحيم- عن الوليد مقروناً برواية صفوان بن صالح، وما أظنه إلا وهماً، فإنه أخرجه في "المعجم الكبير" عن إبراهيم، عن أبيه، عن الوليد، عن الأوزاعي كالجادة، ... ورواية صفوان شاذة، فإن كان حفظها عن الوليد احتمل أن يكون عند الوليد فيه
شيخان، ويؤيده ما في آخر الحديث من اختلاف اللفظ حيث جاء في جميع الروايات عن الأوزاعي، فإنه قال: "اللهم اغفر لي ... إلخ"، وقع في هذه الرواية "كان من خطاياه كيوم ولدته أمه ... إلخ".
قوله: "تعار" قال البغوي: أي: استيقظ من النوم، وأصل التعارِّ: السهر والتقلُّب على الفِراش، وقيل: إن التعار لا يكون إلا مع كلام أو صوت، مأخوذ من عِرار الظَّليم، وهو صوته. (الظليم: ذكر النعام) .(37/348)
22674 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَهُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي تَاسِعَةٍ أَوْ سَابِعَةٍ أَوْ خَامِسَةٍ " (2)
22675 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ " (3)
__________
(1) في (م) : عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه خرج.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وحميد: هو الطويل.
وأخرجه الطيالسي (576) ، والطحاوي 3/89 من طريق يعقوب بن إسحاق، كلاهما (الطيالسي ويعقوب) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (22667) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3435) ، وأبو عوانة (9) ، وابن منده في "الإيمان" (44) و (405) ، والبغوي (55) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. =(37/349)
22676 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ أَنَّهُ: سَمِعَ عُمَيْرَ بْنَ هَانِئٍ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ جُنَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ مِنْ أَبْوَابِهَا الثَّمَانِيَةِ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (28) ، والبزار في "مسنده" (2682) و (2695) ، والنسائي في التفسير من "الكبرى" (11132) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (1131) ، وأبو عوانة (8) و (9) ، والطبراني في "الدعاء" (1476) ، وابن منده (44) من طرق عن الأوزاعي، به.
وانظر ما بعده.
وفي هذا المعنى انظر ما سيأتي برقم (22711) و (22712) و (22768) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9466) ، وذُكِرت بعض شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (404) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوعه: عمير بن هانئ.
وأخرجه البخاري (3435) ، ومسلم (28) ، وابن حبان (207) ، والطبراني في "الشاميين" (555) ، وابن منده (45) ، والبغوي (55) من طريق الوليد بن مسلم، به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2683) ، وأبو عوانة (8) ، والشاشي في "مسنده" (1218) ، وابن منده (45) و (404) من طريق بشر بن بكر، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1130) ، والشاشي (1219) ، والطبراني في "الشاميين" (555) ، وابن منده (404) من طريق صدقة بن خالد، كلاهما عن ابن جابر، به.
وانظر ما قبله.(37/350)
22677 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رِوَايَةً يَبْلُغُ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ " (1)
22678 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (386) ، وابن أبي شيبة 1/360، والبخاري في "الصحيح" (756) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (2) و (299) ، وفي "خلق أفعال العباد" (520) و (521) و (522) ، ومسلم (394) (34) ، وأبو داود (822) ، وابن ماجه (837) ، والترمذي (247) ، والنسائي 2/137، وابن الجارود (185) ، وابن خزيمة (488) ، وأبو عوانة (6664) ، والشاشي في "مسنده" (1277) و (1278) ،
وابن حبان (1782) ، والدارقطني 1/321 و322، والحاكم 1/238، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/38 و164، وفي "القراءة خلف الإمام" (17-21) ، والبغوي (576) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وزاد أبو داود فيه: فصاعداً. وهذه الزيادة ستأتي برقم (22749) ، ولفظه عند الدارقطني 1/322، والحاكم، والبيهقي في "القراءة" (21) : "أم القرآن عِوض من غيرها وليس غيرها منها عِوضاً".
وأخرجه الدارمي (1242) ، والبخاري في "القراءة" (6) ، ومسلم (394) (34) ، وأبو عوانة (1667) و (1699) ، والشاشي (1276) ، والطبراني في "الصغير" (211) ، والدارقطني 1/322، والبيهقي في "السنن" 2/61 و164، وفي "القراءة" (22) و (23) و (25) و (26) و (29) و (30) و (31) و (32) و (135) من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي من طريق الزهري برقم (22743) و (22749) .
وسلف مطولاً من طريق ابن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع برقم (22671) .(37/351)
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ فَقَالَ: " تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ قَرَأَ الْآيَةَ الَّتِي أُخِذَتْ عَلَى النِّسَاءِ {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} [الممتحنة: 12] فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ فَهُوَ إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/15-16، والحميدي (387) ، وابن أبي شيبة 9/440، والبخاري (4894) و (6784) ، ومسلم (1709) (41) ، والترمذي (1439) ، والنسائي 7/161-162 و8/108-109، وابن الجارود (803) ، وأبو عوانة (6344) ، و (6345) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (194) ، و (2183) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/212، والشاشي في "مسنده" (1230) ،
وأبو نعيم في "الحلية" 5/126، والبيهقي 8/328 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2453) ، والبخاري (18) و (3892) و (3999) و (7213) ، والنسائي 7/141-142، وأبو عوانة (6342) و (6346) ، والشاشي (1229) و (1230) ، والطبراني في "الشاميين" (3197) ، والدارقطني 3/214-215 و215، والحاكم 2/318، والبغوي (29) من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي 7/142 من طريق صالح بن كيسان، عن الحارث بن فضيل، عن الزهري، عن عبادة، ليس فيه أبو إدريس.
وسيأتي من طريق أبي إدريس عن عبادة برقم (22733) .
وانظر ما سلف برقم (22668) .(37/352)
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي الْهُذَلِيُّ: احْفَظْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ، وَهُوَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لِي الْهُذَلِيُّ أَبُو بَكْرٍ (1) لَمْ يَرْوِ مِثْلَ هَذَا قَطُّ، يَعْنِي الزُّهْرِيَّ،
22679 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، سَمِعَهُ مِنْ جَدِّهِ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ. قَالَ سُفْيَانُ: وَعُبَادَةُ نَقِيبٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ: " بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَلَا نُنَازِعُ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، ونَقُولُ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ " قَالَ سُفْيَانُ: زَادَ بَعْضُ النَّاسِ مَا لَمْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا (2)
__________
(1) أبو بكر الهذلي: اختلف في اسمه فقيل: سُلْمى بن عبد الله، وقيل: روح، وهو أخباريٌّ متروك الحديث.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسماع عبادة بن الوليد من جدِّه سواء صحَّ أو لم يصحّ، فقد عُرِفَت الواسطة بينهما، وهي والدُ عبادةَ الوليدُ ابن عبادة كما سلف في الرواية (15653) .
وأخرجه الحميدي (389) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1185) و (1190) من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، به.
وسلف برقم (15653) من طريق شعبة بن سيار ويحيى بن سعيد عن عبادة بن الوليد عن أبيه، أما سيار فقال: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما يحيى فقال: عن أبيه عن جده.
ونزيد على تخريجه من هذا الطريق: البزار (2700) من طريق شعبة عن يحيى ابن سعيد وسيار عن عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده، وقال أحدهما: عن عبادة بن الوليد عن جده عبادة. =(37/353)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأبا عوانة (7119) و (7120) و (7121) ، والشاشي (1180) و (1181) و (1188) و (1189) من طرق عن يحيى بن سعيد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه، عن جده. فزادوا الوليد بن عبادة.
وأخرجه الشاشي (1187) من طريق النعمان بن داود بن محمد، عن عبادة بن الوليد عن أبيه، قال: بايعنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
وأخرجه البزار (2731) من طريق عبيد بن رفاعة، والطبراني في "الشاميين" (2151) من طريق يعلى بن شداد عن عبادة بن الصامت. ولفظ الطبراني: بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة أن لا أخاف في الله لومة لائم.
وسيأتي الحديث من طريق عبادة بن الوليد عن جده برقم (22725) .
ومن طريق عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده برقم (22700) .
ومن طريق الأعمش عن الوليد بن عبادة عن أبيه برقم (22716) .
ومن طريق جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت برقم (22735) و (22731) و (22737) .
وقوله: "ما لم تروا كفراً بواحاً" سيأتي في بعض طرق الحديث (22735) ، وسيأتي بنحوه في الرواية الآتية برقم (22737) .
وانظر ما سيأتي برقم (22769) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8953) ، وذُكِرت شواهده هناك.
وانظر حديث أنس السالف برقم (12203) .
قوله: "والمنشط والمكره" مفعل بفتح ميم وعين، من النشاط والكراهة، وهما مصدران، أي: في حالة النشاط والكراهة.
"الأمر" أي: الإمارة، أو كل أمر.
"أهله" الضمير للأمر، أي: إذا وُكِلَ الأمر إلى من هو أهل له، فليس لنا أن نجرَّه إلى غيره سواء كان أهلاً أم لا.
"بالحق" بإظهاره وتبليغه. =(37/354)
22680 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَعْرَجِ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ فَإِنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ " (1)
__________
= "لا نخاف" أي: لا نترك قول الحق لخوف ملامتهم عليه.
"بواحاً" بفتح موحدة وخفةِ واو، أي: ظاهراً، من باح بالشيء إذا أعلنه، قيل: والمراد بالكفر المعاصي، أي: لا تنازعوا الولاة إلا أن تروا منهم منكراً محقَّقاً فأنكروه.
(1) حسن بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن عبد الله ضعيف، والمقدام بن معدي كرب كذا جاء مسمّى في هذا الحديث باسم الصحابي، وهو خطأ، والصواب أنه مقدام الرُّهاوي فهو الذي يروي عن عبادة كما في "تاريخ البخاري" 7/429 و"الجرح والتعديل" 8/302، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
أبو سلام الأعرج: هو ممطور الحبشي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (5) عن الحوطي -وهو عبد الوهاب بن نَجْدة- عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (6) من طريق عبد القدوس بن الحجاج، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.
وهو قطعة من حديث مطول سيأتي من طريق المقدام بن معدي كرب عن عبادة بالأرقام (22699) و (22776) و (22777) ، ويأتي تتمة تخريجه هناك، وسيأتي ضمن حديث من طريق ربيعة بن ناجد عن عبادة برقم (22795) وإسناده ضعيف.
وسيأتي مختصراً كما هو هنا من طريق أبي أمامة عن عبادة برقم (22719) .(37/355)
22681 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنِ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ: سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ تَطَوُّعًا " (1)
22682 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنِ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو المثنى قيل: هو ضمضم الأُملوكي الحمصي الذي يروي عنه صفوان بن عمرو السكسكي، وقيل: هما اثنان، وقال ابن القطان الفاسي: أبو المثنى مجهول سواء كان واحداً أو اثنين، قال: وأما قول ابن عبد البر: أبو المثنى ثقة، فلا يقبل منه. قلنا: وقد اضطرب فيه، فمرة رواه عن ابن امرأة عبادة -وهو أبو أُبيّ-، ومرة رواه عنه عن عبادة،
وثالثة يقول: عن ابن أخت عبادة عن عبادة. وأبو أبيّ هذا: هو ابن أم حرام، اسمه عبد الله بن عمرو، وقيل: ابن كعب، الأنصاري صحابي نزل بيت المقدس، وهو آخر من مات من الصحابة. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري في الكنى من "التاريخ الكبير" ص 7 عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/16 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن منصور بن المعتمر، به.
وسيأتي من طريق شعبة برقم (22682) و (22691) ، ومن طريق سفيان الثوري برقم (22690) كلاهما عن منصور.
وسيأتي برقم (22686) من طريق أبي أُبيّ عن عبادة بن الصامت، وبرقم (22787) عن ابن أُخت عبادة، عن عبادة.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3601) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(37/356)
فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
22683 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ يَبِيعُونَ الْفِضَّةَ مِنَ الْمَغَانِمِ إِلَى الْعَطَاءِ فَقَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ بِالْفِضَّةِ، وَالتَّمْرِ بِالتَّمْرِ، وَالْبُرِّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ بِالشَّعِيرِ، وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ إِلَّا سَوَاءً بِسَوَاءٍ مِثْلًا بِمِثْلٍ فَمَنْ زَادَ وَاسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. حجاج: هو ابن محمد المِصيصي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأشعث -وهو شراحيل بن آده- فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذَّاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (229) ، والدارمي (2579) ، والبزار في "مسنده" (2732) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/76، وابن حبان (5015) من طرق عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي (230) ، وابن أبي شيبة 7/100-101، ومسلم (1587) (80) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (166) ، والطحاوي 4/76، والشاشي في "مسنده" (1243) ، والبيهقي 5/277 من طريق أيوب السختياني، والطحاوي 4/5، والطبراني في "الأوسط" (520) ، والدارقطني 3/18 من طريق قتادة، كلاهما عن أبي قلابة، به. وزاد الدارقطني في إسناده بين أبي قلابة وأبي الأشعث: أبا أسماء الرحبي، وأبو أسماء -على ثقته- غير محفوظ فيه، فقد جاء في بعض الروايات عند مسلم وغيره أن أبا قلابة كان في مجلس أبي الأشعث حيث حدثه. وذكر أيوب في روايته قصة لعبادة مع معاوية بن أبي سفيان.
وأخرجه أبو داود (3349) ، والنسائي 7/276-277، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/4-5 و66، وفي "شرح مشكل الآثار" (6104) ، والشاشي =(37/357)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (1244) و (1249) ، والدارقطني 3/18، والبيهقي 5/277 و282-283 و291 من طريق أبي الخليل، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/4 من طريق محمد بن سيرين، كلاهما عن مسلم بن يسار المكي، عن أبي الأشعث، به. قلنا: وسيأتي الحديث برقم (22729) من طريق ابن سيرين، عن مسلم بن يسار، عن عبادة ليس فيه أبو الأشعث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/157، والبزار (2733) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/4، والشاشي (1242) ، والبيهقي 5/276-277، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/161 من طريق قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن عبادة موقوفاً.
وأخرجه بمعناه ابن ماجه (18) ، والبزار (2735) ، والشاشي (1257) ، والطبراني في "الشاميين" (390) و (2131) و (2132) من طريق قبيصة بن ذؤيب، عن عبادة مرفوعاً. قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/385: قال أبي: هذا حديث منكر، وإنما هو عن قتادة عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرج الدارمي (443) من طريق أبي المخارق، قال: ذكر عبادة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن درهمين بدرهم، فقال فلان: ما أرى بهذا بأساً يداً بيد. فقال عبادة: أقول: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتقول: لا أرى به بأساً؟! والله لا يُظلُّني وإياك سقف أبداً.
وأخرج الدراقطني 3/18 من طريق الحسن عن عبادة وأنس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما
وزن مثل بمثل إذا كان نوعاً واحداً، وما كيل فمثل ذلك، فإذا اختلف النوعان فلا بأس به". وإسناده ضعيف، فيه من لا يعرف.
وسيأتي الحديث من طريق أبي الأشعث عن عبادة برقم (22727) .
وسيأتي برقم (22724) من طريق حكيم بن جابر، وبرقم (22729) من طريق مسلم بن يسار وعبد الله بن عبيد، كلهم عن عبادة. =(37/358)
22684 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ الْمُصَبِّحِ أَوْ أَبِي الْمُصَبِّحِ، عَنِ ابْنِ السِّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: عَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ فَقَالَ: " مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟ " قَالُوا: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ. قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ. وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ. وَالْبَطْنُ وَالْغَرَقُ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَاءَ " (1)
__________
= وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11006) ، وانظر شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي المصبِّح -وهو المَقرَئي- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد الزهري، وابن السِّمط: هو شرحبيل.
وأخرجه الطيالسي (2414) ، والشاشي (1303) و (1304) و (1305) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
َْوأخرجه الدارمي (2414) ، والشاشي (1302) من طريق إسرائيل بن يونس، والشاشي (1306) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور بن المعتمر، عن أبي بكر، به.
وليس في إسناد الدارمي أبو المصبح.
وسلف برقم (17797) ، وسيأتي برقم (22756) .
وسيأتي برقم (22685) من طريق عبادة بن نسي، وبرقم (22702) من طريق الأسود بن ثعلبة، وبرقم (22784) من طريق يعلى بن شداد، ثلاثتهم عن عبادة.
وسلف عن راشد بن حبيش عن عبادة برقم (15999) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8092) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. =(37/359)
22685 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ (1) فِيكُمْ؟ " قَالُوا: الَّذِي يُقَاتِلُ فَيُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ " يَعْنِي النُّفَسَاءَ (2)
22686 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي أُبَيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى يُؤَخِّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا فَصَلُّوهَا لِوَقْتِهَا ". قَالَ: فَقَالَ: رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ
__________
= قوله: "فما تحوَّز" أي: ما تنحى عن صدر فراشه، لأن السنة ترك ذلك.
"جمعاً" بضم جيم وسكون ميم، أي: حال كون الولد مجموعاً إليها، والمعنى: ماتت وهو في بطنها. قاله السندي.
(1) في (ظ5) : الشهداء.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع بين عبادة بن نسي وبين عبادة بن الصامت، بينهما الأسود بن ثعلبة كما في الرواية الآتية برقم (22702) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/332، والطبراني في "الشاميين" (2235) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وزاد الثاني: والغريق شهيد.
وسلف قبله من طريق شرحبيل بن السِّمط، عن عبادة.(37/360)
أَدْرَكْتُهَا مَعَهُمْ أُصَلِّي؟ قَالَ: " إِنْ شِئْتَ " (1)
22687 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] فَقَالَ: " هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "إن شئت"، والصواب فيه: نعم، كما سيأتي في الرواية (22690) ، وكما في غير ما حديث، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه عند الرواية (22681) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/380-381، والبخاري في الكنى من "تاريخه" ص 7 تعليقاً، وأبو داود (433) ، والشاشي في "مسنده" (1201) ، والمزي في ترجمة ضمضم أبي المثنى من "التهذيب" 13/330 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ووقع تحريف في مطبوع "مصنف" ابن أبي شيبة، يصحح من هنا.
وأخرجه الشاشي (1200) عن علي بن قادم، والمزي 13/331 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. رواية محمد الفريابي أوردها البخاري في الكنى ص 7 لم يذكر فيها عبادة.
وأخرجه ابن ماجه (1257) من طريق سفيان بن عيينة، عن منصور، به.
وسيأتي برقم (22690) من طريق ابن المبارك عن سفيان الثوري به، ليس فيه عبادة.
وفي باب الأمر بالصلاة مع الأئمة إن أدركها معهم عن أبي ذر، سلف برقم (21306) ، وفيه: "فإن أدركت فصلِّ معهم، ولا تقولنَّ: إني قد صليت فلا أصلي" وبنحوه عن ابن مسعود سلف برقم (3601) ، وذُكِرت شواهده هناك.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن أبا سلمة -وهو ابن عبد الرحمن- لم يسمع من عبادة، فقد جاء في بعض الروايات أنه قال: =(37/361)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= نبِّئت عن عبادة، كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه ابن ماجه (3898) ، والطبري في "تفسيره" 11/136 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/340 من طريق أبي عاصم النبيل، عن علي بن المبارك، به. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه!
وأخرجه الطبري 11/133 و135، والشاشي في "مسنده" (1216/1) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/191، وابن عدي في "الكامل" 4/1532 من طرق عن يحيى ابن أبي كثير، به.
وأخرجه الطبري 11/134 من طريق عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: نبئتَ أن عبادة سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكره. فدلَّ على أن أبا سلمة لم يسمعه من عبادة. ووقع فيه تحريف يصحح من هنا.
وأخرجه كذلك الطيالسي (583) ، والترمذي (2275) ، والحاكم 4/391، والبيهقي في "الشعب" (4753) عن حرب بن شداد، والترمذي (2275) من طريق عمران القطان، كلاهما عن يحيى، عن أبي سلمة، قال: نبئت عن عبادة ... فذكره.
وأخرجه بنحوه الطبري 11/135 من طريق موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد بن صفوان، عن عبادة. وإسناده ضعيف ومنقطع.
وسيأتي الحديث برقم (22688) و (22740) .
وسيأتي من طريق حميد بن عبد الرحمن أو ابن عبد الله، عن عبادة برقم (22767) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7044) .
وعن أبي الدرداء، سيأتي برقم (27510) .
وعن أبي هريرة عند الطبري 11/135، وفي أسانيدها مقال، لكن بمجموعها يتقوى الحديث.(37/362)
22688 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] فَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي، أَوْ أَحَدٌ قَبْلَكَ، قَالَ: تِلْكَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ " (1)
22689 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَةَ وَالْقُرْآنَ، فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا فَقُلْتُ: لَيْسَتْ لِي بِمَالٍ، وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنْ سَرَّكَ أَنْ تُطَوَّقَ بِهَا طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع تكلمنا عليه في الحديث السالف.
عفان: هو ابن مسلم، وأبان: هو ابن يزيد العطار.
وأخرجه الشاشي (1216/2) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2136) ، والطبري في "التفسير" 11/134 و136 من طريق مسلم بن إبراهيم، والطبري 11/136 من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن أبان، به.
وانظر ما قبله.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، الأسود بن ثعلبة مجهول، ومغيرة بن زياد فيه كلام، وقد خولف، فرواه بشر بن عبد الله السلمي -وهو حسن الحديث- عن عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة كما سيأتي برقم (22766) . =(37/363)
22690 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ يَعْنِي ابْنَ بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي أُبَيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ سَيَجِيءُ أُمَرَاءُ يَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ حَتَّى لَا يُصَلُّوا الصَّلَاةَ لِمِيقَاتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِمِيقَاتِهَا ".
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 6/223-224، وأبو داود (3416) ، وابن ماجه (2157) ، والبزار في "مسنده" (2692) ، والشاشي (1266) و (1268) ، والحاكم 2/41، والبيهقي 6/125، والمزي في ترجمة الأسود بن ثعلبة من "التهذيب" 3/220-221 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (183) ، والبخاري في "تاريخه الكبير" 1/444، وأبو داود (3416) ، والبزار (2693) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/17، وفي "شرح المشكل" (4333) ، والشاشي (1267) ، والطبراني في "الشاميين" (2253) ، والحاكم 2/41، والبيهقي 6/125 من طرق عن المغيرة بن زياد، به.
وفي الباب عن أبي بن كعب عن ابن أبي شيبة 6/225، وابن ماجه (2158) ، وعبد بن حميد (175) ، والبيهقي 6/125-126.
وعن أبي الدرداء عند البيهقي 6/126. قال ابن التركماني: إسناده جيد.
قال البغوي في "شرح السنة" 8/268: ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن أخذ الأجرة والعِوَض على تعليم القرآن غير مباح، وهو قول الزهري وأبي حنيفة وإسحاق.
وذهب إلى جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وجواز شرطه: عطاء والحكم، وبه قال مالك والشافعي وأبو ثور، قال الحكم: ما سمعت فقيهاً يكرهه!
وذهب قوم إلى أنه لا بأس بأخذ المال ما لم يشرط، وهو قول الحسن وابن سيرين والشعبي.(37/364)
فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ نُصَلِّي مَعَهُمْ. قَالَ: " نَعَمْ " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ: أَبِي رَحِمَهُ اللهُ وَهَذَا الصَّوَابُ.
22691 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ قَالَ: عَنِ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ (2) ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3)
22692 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَهُوَ لَا يَنْوِي فِي غَزَاتِهِ إِلَّا عِقَالًا فَلَهُ مَا نَوَى " (4)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (22681) .
عبد الله: هو ابن المبارك، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وعلقه البخاري في الكنى من "تاريخه" ص 7 عن عبد الله بن المبارك، به.
وأخرجه عبد الرزاق (3782) عن سفيان الثوري، به. وأقحم محققه رحمه الله في إسناده عبادةَ بن الصامت! قال المزي في "التهذيب" 13/331: رواه أبو حذيفة وغير واحد عن سفيان فلم يجاوزوا به أبا أبيٍّ.
(2) أقحم في (م) هنا: عن عبادة، وليست في شيء من الأصول.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه عند مكرره (23681) .
(4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن الوليد بن عبادة لم يرو عنه غير جبلة بن عطية، وذكره ابن حبان في "ثقاته" وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء": لا يعرف.
وأخرجه النسائي 6/24-25، والحاكم 2/109، والبيهقي 6/331 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده! =(37/365)
22693 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَنَّ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ الْقُرَشِيَّ ثُمَّ الْجُمَحِيَّ أَخْبَرَهُ، وَكَانَ: بِالشَّامِ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ مُعَاوِيَةَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُخْدَجِيَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ بِالشَّامِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْوَتْرَ وَاجِبٌ، فَذَكَرَ الْمُخْدَجِيُّ، أَنَّهُ رَاحَ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَذَكَرَ لَهُ: أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ: الْوَتْرُ وَاجِبٌ. فَقَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ أَتَى بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ " (1)
__________
= وأخرجه الدارمي (2416) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/219-220، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (260) عن حماد بن سلمة، به. ووقع في إسناد الدارمي غير ما تحريف صوبناه من "إتحاف المهرة" 6/456.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7900) .
وعن يعلى بن أمية، سلف برقم (17957) .
وعن أبي أمامة عند النسائي 6/25.
قوله: "وهو لا ينوي في غزاته" أي: من أمر الدنيا.
"إلا عقالاً" بكسر عين: الحَبْل الذي يشد به يد البعير.
"فله ما نوى" أي: بطل أجره. قاله السندي.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير المخدجي -وهو أبو رفيع، وقيل: رفيع- فقد تفرد بالرواية عنه عبد الله بن محيريز، ولم يؤثر =(37/366)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، لكنه قد توبع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/296 و14/235-236، والدارمي (1577) ، والشاشي في "مسنده" (1281) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/123، وعبد الرزاق (4575) ، والحميدي (388) ، وأبو داود (1420) ، وابن نصر في "الوتر" (11) ، والنسائي 1/230، والطحاوي في "شرح المشكل" (3167) و (3168) ، والشاشي (1284) و (1286) ، والطبراني في "الشاميين" (2181) و (2182) و (2183) ، وابن حبان (1732) ، والبيهقي 1/361 و2/8 و467 و10/217، والبغوي (977) من طرق عن يحيى ابن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه الحميدي (388) ، والطبراني (2182) من طريق محمد بن عجلان، وابن ماجه (1401) ، وابن حبان (2417) ، والطحاوي (3169) ، والطبراني (2183) من طريق عبد ربه بن سعيد، والشاشي (1282) و (1287) ، وابن حبان (1731) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، وابن أبي عاصم في "السنة" (967) ، والطبراني (2186) من طريق نافع القارئ، والشاشي (1283) من
طريق عمرو بن يحيى المازني، والطبراني (2184) من طريق سعد بن سعيد، و (2185) من طريق محمد بن إبراهيم، و (2187) ، والطحاوي (3171) من طريق عقيل بن خالد، كلهم عن محمد بن يحيى بن حبان، به. لكن ليس في رواية عمرو المازني وعقيل بن خالد ذكر المخدجي، وكذا في رواية ابن عجلان عند الطحاوي وحده.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (573) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/126 من طريق أبي إدريس الخولاني، والشاشي (1177) و (1285) من طريق الوليد بن عبادة بن الصامت، و (1265) من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب، ثلاثتهم عن عبادة.
وسيأتي برقم (22720) و (22752) .
وسيأتي برقم (22704) من طريق عبد الله الصنابحي عن عبادة. =(37/367)
22694 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْغَدَاةِ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " إِنِّي لَأَرَاكُمْ تَقْرَءُونَ وَرَاءَ إِمَامِكُمْ ". قُلْنَا: نَعَمْ. وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَفْعَلُ هَذَا. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا " (1)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن نصر في "كتاب الوتر" (12) .
وعن أبي قتادة عند أبي داود (430) ، وابن ماجه (1403) ، وابن نصر (13) .
قوله: "كذب أبو محمد" قال في "النهاية": أي: أخطأ، وسماه كذباً، لأنه يشبهه في كونه ضد الصواب كما أن الكذب ضد الصدق، وإن افترقا من حيث النية والقصد، لأن الكاذب يعلم أنه كذب والمخطئ لا يعلم، وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أدَّاه إلى أن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذب، وإنما يدخله الخطأ، وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ، قال الأخطل:
كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أم رأيتَ بواسطِ ... غلَسَ الظلام مِن الربابِ خيالاً
وأبو محمد المسؤول عن الوتر، صحابي اختلف في اسمه، فقيل: هو مسعود ابن أوس بن يزيد، وقيل: مسعود بن زيد بن سبيع، وقيل غير ذلك. انظر "أسد الغابة" 6/280 و"الإصابة" 4/176.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بسماعه من مكحول في الرواية الآتية برقم (22745) .
وأخرجه ابن خزيمة (1581) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/215، والشاشي (1275) ، وابن حبان (1792) ، والدارقطني 1/319، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (109) و (111) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وانظر (22671) .(37/368)
22695 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، وَقَالَ عَفَّانُ: كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً، وَمِنْهَا تَخْرُجُ الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ، وَالْعَرْشُ مِنْ فَوْقِهَا، وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه قد اختلف فيه على عطاء بن يسار، فروي عنه عن عبادة كما هنا، وروي عنه عن معاذ بن جبل كما سلف في مسنده برقم (22087) ، وروي عنه عن أبي هريرة كما سلف أيضاً برقم (7923) ، ومال الترمذي إلى ترجيح حديث معاذ على انقطاعه بينه وبين عطاء. يزيد: هو ابن هارون، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/138، والترمذي (2531) ، والطبري في "تفسيره" 16/37، والشاشي في "مسنده" (1238) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/247، والشاشي (1239) ، والحاكم 1/80، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (225) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (226) من طريق عفان بن مسلم وحده، به.
وأخرجه عبد بن حميد (182) ، والطبري 16/37، والشاشي (1241) ، والحاكم 1/80، وأبو نعيم (225) ، والواحدي في "تفسيره" 3/171 من طرق عن همام بن يحيى، به.
وسيأتي الحديث عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى برقم (22738) . =(37/369)
22696 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " (1)
22697 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ،
__________
= وأخرجه الشاشي (1240) من طريق ميمون بن موسى المَرَئي (بفتح الميم والراء وكسر الهمزة نسبة إلى امرئ القيس بن مضر) ، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة. وإسناده حسن.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2683) ، والبزار (2679) ، والنسائي 4/10 من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (574) ، والترمذي (2309) ، وأبو يعلى (3235) و (3236) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 6/458، والشاشي (1162-1165) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 500 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الترمذي (1066) ، والنسائي 4/10، وأبو عوانة، وابن حبان (3009) ، والطبراني في "الأوسط" (2903) من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، به.
ووقع في رواية ابن حبان زيادة سنذكرها عند تخريج الرواية الآتية برقم (22744) .
وسلف الحديث برقم (12047) من طريق حميد الطويل، عن أنس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8133) .(37/370)
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)
22698 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)
22699 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: إِسْحَاقُ الْأَعْرَجِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6987) ، ومسلم (2264) ، والبزار (2678) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (575) ، وابن أبي شيبة 11/51-52، والدارمي (2137) ، وأبو داود (5018) ، والترمذي (2271) ، والنسائي (7625) ، وأبو يعلى (3237) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 6/434-435، والشاشي (1167) و (1168) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/7 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (22698) و (22722) ، وسلف برقم (12930) .
وسيأتي برقم (22723) من طريق ثابت البناني عن أنس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه أبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 6/434-435، والطحاوي في "شرح المشكل" (2173) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(37/371)
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ أَنَّهُ: جَلَسَ مَعَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَالْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ، فَتَذَاكَرُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، لِعُبَادَةَ: يَا عُبَادَةُ كَلِمَاتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ كَذَا (1) ، فِي شَأْنِ الْأَخْمَاسِ؟ فَقَالَ: عُبَادَةُ قَالَ: إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ (2) ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ فِي غَزْوِهِمْ إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمَقْسِمِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنَاوَلَ وَبَرَةً بَيْنَ أُنْمُلَتَيْهِ فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ مِنْ غَنَائِمِكُمْ، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِي فِيهَا إِلَّا نَصِيبِي مَعَكُمْ إِلَّا الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ، وَأَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ وَأَصْغَرَ، وَلَا تَغُلُّوا؛ فَإِنَّ الْغُلُولَ نَارٌ وَعَارٌ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَجَاهِدُوا النَّاسَ فِي اللهِ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ، وَلَا تُبَالُوا فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ اللهِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ عَظِيمٌ يُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ " (3)
__________
(1) المثبت من (ظ5) ، وفي (م) وبقية الأصول: كذا وكذا.
(2) يعني أن اللفظ لإسحاق.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22680) .
أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، والأعرج: هو لقب أبي سلام.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1866) ، والبزار في "مسنده" (2712) ، والطبراني في "الشاميين" (1502) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومختصراً الدولابي في "الكنى" 2/163، والشاشي في =(37/372)
22700 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ الْوَلِيدِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ، قَالَ: " بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الْحَرْبِ، وَكَانَ عُبَادَةُ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ بَايَعُوا فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ،: فِي السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ
__________
= "مسنده" (1263) ، والبيهقي 9/103-104، وابن عساكر 8/ورقة 853-854 من طريق أبي يزيد غيلان، عن أبي سلام، عن المقدام بن معدي كرب، عن الحارث ابن معاوية، عن عبادة. فجعلوه من رواية الحارث بن معاوية عن عبادة، وفي إسناده من لا يعرف.
وأخرجه تاماً ومقطعاً أبو داود في "المراسيل" (241) ، والبيهقي 9/104 من طريق مكحول، وابن ماجه (2850) ، والبزار (2714) من طريق يعلى بن شداد، والبزار (2713) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/453 تعليقاً من طريق جبير بن نفير، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/385، والشاشي (1261) و (1262) ، وابن عساكر 8/ورقة 854 من طريق المقدام الرهاوي، أربعتهم عن عبادة.
وسيأتي برقم (22776) و (22777) ، وسلف مختصراً برقم (22680) بقصة الجهاد في سبيل الله.
وسيأتي برقم (22795) من طريق ربيعة بن ناجد عن عبادة.
وسيأتي مقطعاً من طريق أبي أمامة الباهلي عن عبادة بالأرقام (22714) و (22718) و (22719) .
وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17154) ، وانظر شواهده هناك.
وانظر حديث بسر بن أرطاة السالف برقم (17626) .
قال السندي: قوله: "وبرة" بفتحتين: شعرة البعير.
"المخيط" بوزن منبر: الإبرة.(37/373)
فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَلَا نُنَازِعُ (1) الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ " (2)
22701 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا
__________
(1) في (م) : في الأمر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد توبع. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1031) من طريق جرير بن حازم، والنسائي في "المجتبى" 7/139، وفي "الكبرى" (8691) ، والشاشي في "مسنده" (1189) من طريق عبد الله بن إدريس، والبيهقي في "الدلائل" 2/452 من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2700) ، وأبو عوانة (7119) ، و (7120) و (7121) و (7122) و (7123) ، والشاشي (1184) و (1189) من طرق عن عبادة ابن الوليد، به.
وأخرجه البزار (2699) من طريق عمارة بن عمير، عن الوليد بن عبادة، به.
وإسناده ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4535) من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن الوليد بن عبادة، عن عبادة بن الصامت، أن أسعد بن زرارة قال ... بنحوه.
وإسناده ضعيف أيضاً.
وانظر ما سلف برقم (22679) .
قوله: "بيعة الحرب" هي البيعة المذكورة في هذا الحديث، وأما بيعة النساء، فهي البيعة التي سلف حديثُها برقم (22668) .(37/374)
مِنْ رَجُلٍ يُجْرَحُ فِي جَسَدِهِ جِرَاحَةً فَيَتَصَدَّقُ بِهَا إِلَّا كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ مِثْلَ مَا تَصَدَّقَ بِهِ " (1)
22702 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضٌ
__________
(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- لم يسمع من عبادة فيما قاله البيهقي والعلائي. هشيم: هو ابن بشير الواسطي وقد صرح بسماعه من المغيرة -وهو ابن مقسم- عند الطبري.
فقد أخرجه الطبري في "تفسيره" 6/260 عن محمود بن خداش، عن هشيم، بهذا الإسناد.
أخرجه الطيالسي (587) ، ومن طريقة البيهقي 8/56 عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد، عن الشعبي، قال: قال عبادة مرفوعاً: "من أصيب بجسده بقدر نصف ديته فعفا، كُفِّر عنه نصف سيئاته، وإن كان ثلثاً أو ربعاً، فعلى قدر ذلك" قال البيهقي بإثره: منقطع.
وسيأتي برقم (22792) و (22794) ويأتي تتمة تخريجه عند الأخير.
وفي الباب عن رجل من الصحابة، سيأتي برقم (23494) ، وإسناده ضعيف.
وعن أبي الدرداء، سيأتي برقم (27534) ، وسنده منقطع.
وعن عدي بن ثابت عن رجل من الصحابة عند أبي يعلى (6869) ، والطبري 6/262، وإسناده ضعيف.
وعن عبد الله بن عمرو موقوفاً عند الطبري 6/260، وعند ابن أبي حاتم وابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 3/116- والبيهقي 8/54.
قوله: "فيتصدق بها" أي: يحتسب بها بالصبر عليها، أو يترك القصاص والدِّية لها.
قاله السندي.(37/375)
فِي نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَعُودُونِي فَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا الشَّهِيدُ؟ " فَسَكَتُوا. فَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا الشَّهِيدُ؟ " فَسَكَتُوا. قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا الشَّهِيدُ؟ " فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: أَسْنِدِينِي فَأَسْنَدَتْنِي فَقُلْتُ: مَنْ أَسْلَمَ، ثُمَّ هَاجَرَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ " (1)
22703 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ كَرَبَ لَهُ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ، وَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: " خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي، ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، الثَّيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ، وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الأسود بن ثعلبة -وهو الكندي الشامي- مجهول، لكنه قد توبع، كما في الرواية السالفة برقم (22684) وفيه هناك: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاد عبدَ الله بن رواحة، وسنده صحيح. المعافى: هو ابن عمران الأزدي.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2693) و (2710) من طريق الحسن بن بشر بن سلم، عن المعافى بن عمران، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (2692) من طريق وكيع، عن المغيرة بن زياد، به.
قال السندي: قوله: "من أسلم ثم هاجر" لا يخفى أن الهجرة ليست بشرط.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو الطويل، والحسن: هو البصري. =(37/376)
22704 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيّ قَالَ: زَعَمَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَّ الْوَتْرَ وَاجِبٌ، فَقَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِت كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَسُجُودَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ " (1)
__________
= وأخرجه الدارمي (2327) عن بشر بن عمر، عن حماد بن سلمة، عن قتادة وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (13360) ، ومسلم (1690) (14) و (2335) (89) ، والطبري في "تفسيره" 4/293، وأبو عوانة (6253) و (6254) ، وفي المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/432، والطبراني في "الشاميين" (2675) من طرق عن قتادة وحده، به. والموضع الثاني عند مسلم مختصر بقوله: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أنزل عليه الوحي نكس رأسه، ونكس أصحابه رؤوسهم، فلما أُتلِيَ عنه (أي: ارتفع عنه الوحي) رفع رأسه. ورواية أبي عوانة في المناقب، قال الحافظ ابن حجر: مختصرة جداً.
وانظر (22666) .
قوله: "كُرب له" أي: أصابه الكرب، وهو المشقَّة.
"تربد وجهه" قال ابن الأثير: أي: تغير إلى الغُبْرة، وقيل: الرُّبدة: لون بين السواد والغبرة.
"سري عنه" قال السندي: على بناء المفعول يشدد ويخفف، أي: كشف عنه تلك الحالة.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله الصُّنابحي، =(37/377)
22705 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ، وَهُوَ مَرِيضٌ أَتَخَايَلُ فِيهِ الْمَوْتَ فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ أَوْصِنِي وَاجْتَهِدْ لِي. فَقَالَ: أَجْلِسُونِي. فَلَمَّا أَجْلَسُوهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ تَطْعَمَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، وَلَنْ تَبْلُغْ حَقَّ حَقِيقَةِ الْعِلْمِ بِاللهِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ وَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ مَا خَيْرُ الْقَدَرِ مِنْ شَرِّهِ؟ قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ. يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمُ، ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ
__________
= كذا وقع في هذه الرواية عبد الله الصنابحي، والذي نرجحه أنه أبو عبد الله الصنابحي كما وقع في رواية آدم بن أبي إياس عن محمد بن مطرف الآتية في التخريج، واسمه: عبد الرحمن بن عُسيلة، وهو ثقة من رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه مفصلاً في الجزء الحادي والثلاثين بين يدي الحديث (19063) .
وأخرجه أبو داود (425) ، والبيهقي 2/215، والبغوي (978) من طريق يزيد ابن هارون، والطبراني في "الأوسط" (4655) و (9311) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/130-131، والبيهقي 2/215 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن محمد ابن مطرف، بهذا الإسناد. قال البيهقي عقبه: ليس في حديث آدم ذكر الوتر، وقال: عن أبي عبد الله الصنابحي. قال الحافظ في "النكت الظراف" 4/255: وهو الصواب.
وانظر ما سلف برقم (22693) .(37/378)
كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " يَا بُنَيَّ إِنْ مِتَّ وَلَسْتَ عَلَى ذَلِكَ دَخَلْتَ النَّارَ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. ليث: هو ابن سعد، ومعاوية: هو ابن صالح بن حدير الحضرمي، وأيوب بن زياد من رجال "التعجيل".
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/114، وابن أبي عاصم في "السنة" (107) ، والآجري في "الشريعة" ص 83-84 و177-178 و187 من طريق زيد بن الحباب، والطبراني في "الشاميين" (1949) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. واقتصر ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم على المرفوع منه، وتحرف عند الآجري في الموضع الأول "الوليد بن عبادة" إلى:
محمد بن عبادة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (577) ، والترمذي (2155) و (3319) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (104) و (105) ، والشاشي في "مسنده" (1192) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/191-192، والآجري في "الشريعة" ص 211، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (357) و (1097) ، والمزي في ترجمة عبد الواحد بن سليم من "تهذيب الكمال" 18/456-457 و457 من
طريق عطاء بن أبي رباح، وابن أبي عاصم (111) ، والشاشي (1193) ، والطبراني في "الشاميين" (1608) ، والآجري ص 186 و210-211، واللالكائي (1233) من طريق سليمان بن حبيب، كلاهما عن الوليد بن عبادة، به. وقال الترمذي عند الموضع الأول: غريب من هذا الوجه، وقال عند الموضع الثاني: حسن صحيح غريب. وجعل سليمان بن حبيب قوله: "من مات على غير هذا
دخل النار" مرفوعاً، والإسناد إليه ضعيف.
وسيأتي الحديث برقم (22707) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الوليد بن عبادة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4700) ، والطبراني في "الشاميين" (59) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/248، والبيهقي في "السنن" 10/204، وفي =(37/379)
22706 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ، عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا
__________
= "الاعتقاد" ص 136 من طريق يحيى بن حسان التِّنّيسي، عن رباح بن الوليد، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة -وهو حبيش الحبشي- عن عبادة.
وجعل قوله: "من مات على غير هذا، فليس مني" مرفوعاً، وأبو حفصة مجهول.
وخالف يحيى بنَ حسان مروانُ بن محمد الطاطري عند الطبراني في "الشاميين" (58) فرواه عن رباح بن الوليد، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي يزيد الأزدي، عن عبادة. وأبو يزيد مجهول.
وبإسناد الطبراني هذا نفسه رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (102) إلا أنه جعل مكان أبي يزيد الأزدي: أبا عبد العزيز الأُرْدُنِّي، ولم نجد له في هذه الطبقة ترجمة.
وقوله: "ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك" سلف مرفوعاً من حديث زيد بن ثابت برقم (21589) .
وعن أبي الدرداء، سيأتي برقم (27490) .
وعن ابن عباس عند الترمذي (2144) ، والطبراني (11243) ، والحاكم 2/542، ورواية الأخيرين جاءت ضمن حديث طويل.
وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (1976) .
وفي باب "أول ما خلق الله القلم" عن ابن عباس عند أبي يعلى (2329) ، وابن جرير 29/11، والطبراني (12227) ، والبيهقي 9/3.
وعن ابن عمر عند ابن أبي عاصم في "السنة" (106) ، والآجري ص 175، والطبراني في "الشاميين" (673) و (1572) .
وعن أبي هريرة عند الآجري ص 177، وابن عدي 6/2272-2273. وانظر الكلام على هذا الحديث في "شرح الطحاوية" 2/345.(37/380)
الْمُنَافِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقَامُ لِي، إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ " (1)
22707 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَوْصَانِي أَبِي رَحِمَهُ اللهُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ أُوصِيكَ أَنْ تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنْ أَدْخَلَكَ اللهُ النَّارَ قَالَ: وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: الْقَدَرُ قَالَ: فَكَتَبَ مَا يَكُونُ (2) وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ " (3)
22708 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّادٍ الزُّرَقِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ: كَانَ يَصِيدُ الْعَصَافِيرَ فِي بِئْرِ إِهَابٍ وَكَانَتْ لَهُمْ قَالَ: فَرَآنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَقَدْ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، ولإبهام الراوي عن عبادة.
الحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري، وعُلَيّ بن رباح: هو ابن قَصير المصري.
وانظر أحاديث الباب عند حديث أبي أمامة السالف برقم (22181) .
(2) في (م) و (ق) : قال: فاكتب ما يكون ... إلخ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (103) من طريق مروان بن محمد، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. مقتصراً على المرفوع منه فقط.
وانظر (22705) .(37/381)
أَخَذْتُ الْعُصْفُورَ فَيَنْزِعُهُ مِنِّي فَيُرْسِلُهُ وَيَقُولُ: " أَيْ بُنَيَّ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ " (1)
22709 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْكَاتِبُ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَسْتَحِلَّنَّ
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز تفرد بالرواية عنه عبدُ الرحمن بن حرملة -وهو الأسلمي- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وعبد الله بن عباد كذا جاء في نسخ "المسند"، وكذلك عند البزار، ووقع في مصادر التخريج: ابن عبادة، ونظنه الصواب، وهو مجهول، وعبادة بن الصامت كذا وقع في "المسند" وعند البزار أيضاً، وجاء في مصادر التخريج عبادة غير منسوب، وجعله يعقوب بن سفيان وابن أبي عاصم وابن قانع: عبادة الزرقي، وقال موسى بن هارون -كما في "الإصابة" 3/628-: هو عبادة الزرقي، ومن زعم أنه عبادة بن الصامت فقد وهم.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/93، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/317، والبزار (2728) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1979) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/193، والطبراني في "الكبير" (5533) من طرق عن أنس بن عياض أبي ضمرة، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد ابن أبي عاصم والطبراني: عبد الله بن عبد الرحمن، بدل عبد الرحمن بن حرملة، وهو خطأ.
ووقع في إسناد ابن قانع المطبوع سقط يصحح من هنا.
وسيأتي برقم (22789) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7218) ، وذكرنا شواهده هناك.
(2) تصحف في (م) والنسخ الخطية غير النسخة الكتانية إلى: العنسي، بالنون!(37/382)
طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ بِاسْمٍ يُسَمُّونَهَا إِيَّاهُ " (1)
22710 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَرَوْحٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى أَيْضًا حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَلَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ إِلَّا الْمَقْتُولُ، وَقَالَ رَوْحٌ: إِلَّا الْقَتِيلُ، فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ثابت بن السمط تفرد بالرواية عنه ابن محيريز -وهو عبد الله- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وأبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص.
وأخرجه البزار (2689) ، والشاشي (1308) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/108، وابن ماجه (3385) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" 24/322، والمزي في ترجمة سعد بن أوس من "التهذيب" 10/258 من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، عن سعد بن أوس، به. ووقع تحريف في إسنادَي ابن ماجه وابن عبد البر.
وسلف برقم (18073) من طريق شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: "باسم يسمونها" أي: الخمر.
"إياه" أي: ذلك الاسم، أي: يغيرون الاسم أولاً، ثم يغيرون الحكم بواسطته.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل سليمان بن موسى -وهو الأشدق- وباقي رجال الإسناد ثقات. روح: هو ابن عبادة. =(37/383)
22711 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ: مَهْلًا لِمَ تَبْكِي؟ فَوَاللهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلَّا حَدَّثْتُكُمُوهُ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا سَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ
__________
= والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (9535) .
وأخرجه بنحوه البزار (2707) من طريق روح بن عبادة وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار أيضاً (2706) من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (401) ، وفي "الشاميين" (1211) من طريق الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، به.
وأخرجه النسائي 6/35-36، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/44 من طريق محمد بن عيسى بن قاسم بن سميع، عن زيد بن واقد، عن كثير بن مرة، به. ووهمَ فيه محمد بن عيسى فأسقط سليمان بن موسى!
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (181) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، و (3525) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن عبادة. وإسناده حسن في المتابعات.
وسيأتي برقم (22748) عن عبد الرزاق وحده.
ويشهد له حديث أنس السالف برقم (12273) .
وحديث عبد الرحمن بن أبي عميرة السالف برقم (17894) .(37/384)
الْيَوْمَ وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان -وهو محمد- وقد توبع. الليث: هو ابن سعد، وابن محيريز: هو عبد الله، والصنابحي: هو عبد الرحمن بن عُسيلة.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/799، وأبو عوانة (26) ، والشاشي في "مسنده" (1211) ، وابن حبان (202) ، والطبراني في "الشاميين" (2180) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد ابن خزيمة: محمد بن يحيى بن حبان وابن محيريز.
وأخرجه عبد بن حميد (186) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/800 و800-801، وأبو عوانة (26) ، والطبراني في "الشاميين" (2180) من طرق عن ابن عجلان، به.
وأخرجه الشاشي (1213) من طريق الواقدي، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد ابن يحيى بن حبان، به. مختصراً دون القصة. قلنا: الواقدي متروك الحديث.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (402) من طريق ربيعة بن يزيد، والطبراني في "الأوسط" (9269) من طريق زيد بن أسلم، عن الصنابحي، به.
ووقع في رواية ربيعة: "فقد وجبت له الجنة" بدل "حرم على النار"، وزاد في أوله: ليبلغ الحاضر منكم الغائب.
وأخرجه مختصراً دون القصة النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1129) من طريق قيس بن الحارث المَذحِجي، عن عبادة بن الصامت.
وأخرج الطبراني في "الشاميين" (34) و (2178) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، عن ابن محيريز قال: حدثنا عبادة بن الصامت، فأقبل أبو عبد الله الصنابحي، فلما رآه مقبلاً قال: من أحب أن ينظر إلى رجل عُرج به إلى أهل الجنة وأهل النار، فرجع وهو يعمل على ما رأى، فلينظر إلى هذا، ثم قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ =(37/385)
22712 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ مِثْلَهُ قَالَ: " حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ " (1)
22713 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحُسَامِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي رَمَضَانَ فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَإِنَّهَا فِي وَتْرٍ: فِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ
__________
= يقول: "حرمت النار على من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله". وإسناده تالف.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (22675) .
وفي الباب عن أنس بن مالك سلف برقم (12788) .
وعن سهيل ابن بيضاء، سلف برقم (15738) .
وعن عتبان بن مالك، سلف برقم (16482) ، وهو عند الشيخين.
قوله: "أحيط بنفسي" قال السندي: أي: حضرني الموت، فلا يمكن أن أكذب في هذه الحالة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. قتيبة: هو ابن سعيد.
وأخرجه مسلم (29) ، والترمذي (2638) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1128) ، والشاشي في "مسنده" (1212) ، وابن منده في "الإيمان" (46) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وليس في إسناد النسائي: الصنابحي، وروايته مختصرة دون القصة.
وانظر ما قبله.
(2) في (م) والأصول الخطية: عمرو، والمثبت من "أطراف المسند" 2/654 وكتب الرجال.(37/386)
وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ. فَمَنْ قَامَهَا ابْتِغَاءَهَا إِيمَانًا، وَاحْتِسَابًا، ثُمَّ وُفِّقَتْ لَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ " (1)
22714 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ؛ فَإِنَّهُ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) حديث حسن دون قوله: "أو في آخر ليلة" ودون قوله: "وما تأخر"، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن سلمة ليِّن، وقد توبع، وعبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف، وعمر بن عبد الرحمن لم يرو عنه غير ابن عقيل، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو في عِداد المجهولين، وذكره ابن حبان في "الثقات"! ولم يذكره الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ ابن حجر في "التعجيل" وهو من شرطهما.
وشطر الحديث الأول سلف برقم (22667) .
ولقوله: "من قامها إيماناً واحتساباً" شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7280) لكن دون قوله: "وما تأخر" وقد وقع في بعض طرقه هذا الحرف، وانظر كلامنا عليه هناك.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الرحمن ابن الحارث -وهو ابن عبد الله بن عياش- ليس بذاك القوي لكنه يصلح في المتابعات والشواهد. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وسليمان بن موسى: هو الأشدق، ومكحول: هو الشامي، وأبو سلام: هو ممطور الحبشي، وأبو أمامة: هو صدي بن عجلان الباهلي الصحابي.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1175) ، والطبراني في "الكبير" كما في "تغليق =(37/387)
22715 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ ابْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ أَثَّرَ عَلَيْهِ كَرَبَ لِذَلِكَ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: " خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، الثَّيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ وَرَجْمٌ بِالْحِجَارَةِ، وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ " (1)
__________
= التعليق" 3/507 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. ووقع عندهما في الإسناد بين أبي إسحاق وبين عبد الرحمن بن الحارث: سفيان الثوريُّ.
وأخرجه الدارمي (2487) عن محمد بن عيينة، عن أبي إسحاق الفزاري، به.
وليس في إسناده سفيان. وسقط مكحولٌ من مطبوعه.
وأخرجه مجموعاً مع الحديثين الآتيين برقم (22718) و (22719) : ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1865) ، والشاشي (1176) ، وابن حبان (4855) ، والطبراني في "الشاميين" (3583) ، والحاكم 3/49 من طرق عن عبد الرحمن بن الحارث، به. وجمعوا إليه أيضاً الحديث الآتي برقم (22762) إلا الحاكم. ووقع سقط في إسناد "الشاميين" و"المستدرك" يصحح من هنا.
وسلف ضمن الحديث (22699) من طريق المقدام، ويأتي ضمن الحديث (22795) من طريق ربيعة بن ناجد، كلاهما عن عبادة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان ابن عبد الله، فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه مسلم (1690) (13) و (2334) (88) ، وأبو داود (4415) ، وابن ماجه (2550) ، والنسائي في "الكبرى" (7143) و (7980) و (11093) ، والطبري في "تفسيره" 4/293، وأبو عوانة (6250) ، والشاشي في "مسنده" (1320) و (1324) ، وابن حبان (4443) ، والبيهقي 8/210، وابن عبد البر في =(37/388)
22716 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَكْرَهِ وَالْمَنْشَطِ، وَالْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْأَثَرَةِ عَلَيْنَا، وَأَنْ نُقِيمَ أَلْسِنَتُنَا (1) بِالْعَدْلِ أَيْنَمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ " قَالَ عَفَّانُ: أَلْسُنَنَا (2)
22717 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ أَنَّهُ: سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ يَقُولُ:
__________
= "جامع بيان العلم" 1/113 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
ورواية مسلم الثانية مختصرة بقوله: كان نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أنزل عليه وحي كُرِبَ لذلك وتربَّد وجهه.
ووقع في إسناد ابن ماجه: يونس بن جبير، بدل: الحسن. قال المزي في "تحفة الأشراف" 4/247: وهو وهم والله أعلم، فإن المحفوظ بهذا الإسناد حديث حطان عن أبي موسى في التشهد.
وانظر (22666) .
(1) المثبت من (ظ5) ، وفي (م) و (ظ2) و (ق) : ألسننا ... ألسنتنا.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن طلحة: وهو ابن مصرف اليامي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1035) ، والشاشي في "مسنده" (1186) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (1183) من طريق سعد بن محمد العوفي، عن محمد بن طلحة، به. وإسناده ضعيف.
وانظر ما سلف برقم (22679) .(37/389)
سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِاللهِ وَتَصْدِيقٌ بِهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ". قَالَ: أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ ". قَالَ: أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " لَا تَتَّهِمِ اللهَ فِي شَيْءٍ قَضَى لَكَ بِهِ " (1)
__________
(1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، والحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1) عن الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 60 من طريق سعيد بن الحكم ابن أبي مريم، عن عبد الله بن لهيعة، به. مختصراً إلى قوله: "السماحة والصبر".
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (163) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (25) ، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (2) و (3) من طريق سويد بن إبراهيم، عن عياش بن عباس، عن الحارث بن يزيد، به.
ورواية البخاري وابن أبي عاصم مختصرة بلفظ: "إيمان بالله وتصديق بكتابه" زاد الأخير: "وجهاد في سبيله".
ورواية أبي يعلى مطولة، زاد فيها بعد الجهاد: و"حج مبرور"، وزاد أيضاً: "وأهون عليك من ذلك، إطعام الطعام ولين الكلام، والسماحة وحسن الخلق".
قلنا: وسويد بن إبراهيم ضعيف.
وأخرجه البخاري في "أفعال العباد" (161) عن ضرار بن صُرَد، عن ابن وهب، عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، به. بلفظ: "إيمان بالله وتصديق رسوله، وجهاد في سبيله"، وإسناده ضعيف لضعف ضرار بن صرد. =(37/390)
22718 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ بَعِيرٍ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ، لَا يَحِلُّ لِي مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ قَدْرَ هَذِهِ إِلَّا الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ " (1)
__________
= وسلف الحديث برقم (17814) من طريق رشدين بن سعد -وهو ضعيف- عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن عمرو بن العاص مرفوعاً.
قوله: أهون من ذلك، أي: من الجهاد، لا أهون من الإيمان، فإنه لا يقوم مقامه شيء.
"السماحة" أي: المسامحة عن العباد والإحسان إليهم.
"والصبر" عن المعاصي.
"لا تتهم الله" أي: لا تَرَ أنه أساء إليك فيما قضى به عليك، بل اعتقد أن كلَّ ذلك مما هو مقتضى الحكمة. قاله السندي.
(1) إسناده حسن في المتابعات والشواهد، عبد الرحمن بن عياش -وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش- ليس بذاك القوي لكنه يصلح في المتابعات والشواهد. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد الفزاري، وسليمان بن موسى: هو الأشدق، ومكحول: هو الشامي، وأبو سلام: هو ممطور الحبشي، وأبو أمامة: هو صدي بن عجلان الباهلي الصحابي.
وأخرجه البيهقي 6/303 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 7/131 من طريق محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/241 من طريق ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.
وأخرجه بعضهم مجموعاً مع الحديث السالف برقم (22714) وذكرنا تخريجه هناك. =(37/391)
22719 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ " (1)
__________
= وانظر ما سلف برقم (22699) .
(1) حسن، وهذا إسناد منقطع مكحول لم يسمعه من أبي أمامة، بينهما أبو سلام ممطور كما في الرواية (22714) و (22718) ، وكما في رواية ابن أبي عاصم الآتي تخريجها.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1174) ، والبيهقي 9/20-21 من طريق معاوية ابن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/74-75 من طريق محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق، به. وصححه!
وأخرجه موصولاً ابن أبي عاصم في "الجهاد" (7) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن بن عياش، عن أبيه، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، به. فزاد أبا سلام، وهو الصواب.
وأخرجه عبد الرزاق (9278) عن إبراهيم -وهو ابن أبي يحيى الأسلمي- عن عبد الرحمن بن الحارث، عن مكحول، عن أبي أمامة، ولم يذكر عبادة. وإبراهيم متروك.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8330) من طريق عمرو بن الحصين، عن محمد ابن عبد الله بن علاثة، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن أبي أمامة، ولم يذكر عبادة. قال الهيثمي في "المجمع" 5/272: وفيه عمرو بن الحصين، وهو متروك.
وأخرجه بعضهم مجموعاً مع الحديث السالف برقم (22714) وذكرنا تخريجه هناك.
وانظر ما سلف برقم (22680) .(37/392)
22720 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: " أَبُو الْوَلِيدِ بَدْرِيٌّ عَقَبِيٌّ شَجَرِيٌّ وَهُوَ نَقِيبٌ "
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُقَالُ لَهُ الْمُخْدَجِيُّ قَالَ: كَانَ بِالشَّامِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: الْوَتْرُ وَاجِبٌ. قَالَ: فَرُحْتُ إِلَى عُبَادَةَ فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ يَزْعُمُ أَنَّ الْوَتْرَ وَاجِبٌ. قَالَ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ أَتَى بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا جَاءَ وَلَهُ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ ضَيَّعَهُنَّ اسْتِخْفَافًا جَاءَ وَلَا عَهْدَ لَهُ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ " (1)
22721 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ فَرُفِعَتْ فَقَالَ: " خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلَاحَى رَجُلَانِ فَرُفِعَتْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ " حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ وَقَالَ: " الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ الَّتِي تَبْقَى " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22693) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وحميد: هو الطويل، وأنس: هو ابن مالك الصحابي المشهور، وعَبيدة المذكور =(37/393)
22722 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، وَحَجَّاجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ أَوِ الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)
22723 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
22724 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلًا بِمِثْلٍ " حَتَّى خَصَّ الْمِلْحَ،
__________
= في نهاية الحديث شيخ الإمام أحمد: هو ابن حميد بن صهيب، وهو من رجال البخاري دون مسلم.
وانظر (22667) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وسلف مكرراً في مسند أنس بن مالك برقم (12930) .
وأخرجه مسلم (2264) ، والبيهقي في "الشعب" (4755) ، وفي "دلائل النبوة" 7/7 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 6/434-435 من طريق حجاج بن محمد، به.
وانظر (22697) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهذا الحديث من مسند أنس بن مالك، وسلف مكرراً برقم (12931) .(37/394)
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ إِنَّ هَذَا لَا يَقُولُ: شَيْئًا لِعُبَادَةَ، فَقَالَ عُبَادَةُ: إِنِّي وَاللهِ لَا أُبَالِي أَنْ لَا أَكُونَ بِأَرْضٍ يَكُونُ فِيهَا مُعَاوِيَةُ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ذَلِكَ (1)
22725 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: " بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا وَلَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن حكيم بن جابر ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 3/12 أنه قال: أخبرت عن عُبادة، في الصرف.
يعني حديثنا هذا.
وأخرجه النسائي 7/277-278، والشاشي في "مسنده" (1254) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/104، والنسائي 7/277-278، وابن الجارود (652) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/67، وفي "شرح مشكل الآثار" (6106) ، والشاشي (1252) و (1253) و (1255) و (1256) ، والبيهقي 5/278، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ورقة 853، والمزي في ترجمة حكيم بن جابر من "تهذيب الكمال" 7/164-165 و165 من طرق عن إسماعيل ابن أبي خالد، به.
وانظر ما سلف برقم (22683) .
قوله: "لا يقول شيئاً" قال السندي: أي: إن ما ذكره باطل ليس بشيء ليس هو من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يُرِد أنه مع كونه من قوله باطل، ومع ذلك فهو جُرأة عظيمة جرت منه خطأً، وإلا فليس ذلك من شأنه رضي الله عنه.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسماع عبادة بن الوليد من =(37/395)
22726 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَفَلَ فِي الْبَدَاءَةِ الرُّبُعَ، وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ " (1)
__________
= جَدِّه سواء صحَّ أو لم يصحّ، قد عُرفت الواسطة بينهما، وهي والدُ عبادةَ الوليد بن عبادة كما سلف في الرواية (15653) .
وأخرجه الشاشي (1182) من طريق زيد بن الحباب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد. وعنده: عبادة عن أبيه عن جده. وضُبِّبَ على قوله: "عن أبيه" في أصله المخطوط كما أشار محققه رحمه الله.
وانظر (22679) .
(1) صحيح لغيره، وإسناد هذا الحديث قد اختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، فمرة يرويه عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام كما هنا، ومرة يرويه عن سليمان عن مكحول عن أبي أمامة بإسقاط أبي سلام كما في الروايتين الآتيتين برقم (22747) و (22753) ، ومرة يرويه عن سليمان عن أبي سلام بإسقاط مكحول كما في الرواية المطوَّلة الآتية برقم (22762) ، وعبد الرحمن بن الحارث هذا ليس بذاك القوي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/456-457، وابن ماجه (2852) ، والشاشي في "مسنده" (1171) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9334) ، وأبو عبيد في "الأموال" (801) ، والترمذي في "السنن" (1561) ، وفي "العلل الكبير" 2/665، والشاشي (1170) و (1172) ، والبيهقي في "السنن" 6/313 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسقط من سند عبد الرزاق وأبي عبيد أبو سلام، وهو خطأ، فقد أخرجه البيهقي من طريق عبد الرزاق، والشاشي (1172) من طريق أبي عبيد بإثبات أبي سلام على الجادة. =(37/396)
22727 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ مِثْلًا بِمِثْلٍ يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ فِيهِ الْأَصْنَافُ (1) ، فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1865) ، والطبري في "التفسير" 9/172، والشاشي (1176) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/228 و240، وابن حبان (4855) ، والطبراني في "الشاميين" (3583) ، والحاكم 2/135-136، والبيهقي 6/315 من طرق عن عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش، به - وروايتهم إلا الطبري مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (22762) .
وسيأتي من طريق سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبي أمامة، عن عبادة برقم (22747) و (22753) .
وسيأتي أيضاً من طريق سليمان، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، عن عبادة برقم (22762) .
وفي الباب عن حبيب بن مسلمة، سلف في مسنده بالأرقام (17462-17469) وإسناده صحيح. وانظر شرحه هناك.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: الأوصاف.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي 5/284 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/158 و7/103-104 و14/273-274، ومسلم (1587) (81) ، وأبو داود (3350) ، وابن الجارود (650) ، والشاشي (1250) ، وابن حبان (5018) ، والدارقطني 3/24، والبيهقي 5/278 من طريق وكيع، به. =(37/397)
22728 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ جَدِّهِ، عُبَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَنْوِي فِي غَزَاتِهِ إِلَّا عِقَالًا، فَلَهُ مَا نَوَى " (1) قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ
22729 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدٍ، وَقَدْ كَانَ يُدْعَى ابْنَ هُرْمُزَ، قَالَ: جَمَعَ الْمَنْزِلُ بَيْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَبَيْنَ مُعَاوِيَةَ إِمَّا فِي كَنِيسَةٍ، وَإِمَّا فِي بِيعَةٍ، فَقَامَ عُبَادَةُ فَقَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ، وَالتَّمْرِ بِالتَّمْرِ، وَالْبُرِّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ بِالشَّعِيرِ ". وَقَالَ أَحَدُهُمَا: وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ، وَلَمْ يَقُلْهُ الْآخَرُ، وَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَنْ زَادَ أَوْ ازْدَادَ فَقَدْ أَرْبَى، ـ وَلَمْ يَقُلْهُ الْآخَرُ ـ "
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (14193) ، والترمذي (1240) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/66، وفي "شرح مشكل الآثار" (6105) ، والبيهقي 5/277 و282 و284 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وانظر (22683) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (22692) .
بهز: هو ابن أسد العمِّي.
وأخرجه النسائي 6/24 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.(37/398)
وَأَمَرَنَا أَنْ نَبِيعَ الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ، وَالْفِضَّةَ بِالذَّهَبِ، وَالْبُرَّ بِالشَّعِيرِ، وَالشَّعِيرَ بِالْبُرِّ يَدًا بِيَدٍ كَيْفَ شِئْنَا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الله بن عبيد، فقد تفرد بالرواية عنه محمد بن سيرين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، ومسلم بن يسار لم يسمع هذا الحديث من عبادة بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سيأتي في طرق التخريج، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن علية.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن عتيك من "التهذيب" 15/273 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2254) ، والنسائي 7/275، والشاشي في "مسنده" (1245) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه النسائي 7/274، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/5، والبيهقي 5/276 من طريق يزيد بن زريع، والنسائي 7/275-276 من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن سلمة بن علقمة، به. ووقع عند النسائي وحده في رواية يزيد: عبد الله بن عتيك، بدل عبد الله بن عبيد، وأما الطحاوي فلم يذكر اسمه وقال: عن مسلم بن يسار ورجل آخر، وفي رواية بشر بن المفضل قصة. وقال البيهقي بإثر حديثه: هذا الحديث لم يسمعه مسلم بن يسار من عبادة بن الصامت إنما سمعه من أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/157، وفي "السنن المأثورة" (226) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/4، والبيهقي 5/276، والبغوي (2056) من طريق أيوب السختياني، والحميدي (390) ، والبزار في "مسنده" (2734) ، والشاشي (1246) و (1247) من طريق علي بن زيد بن جدعان، والشاشي
(1248) من طريق هشام بن حسان، ثلاثتهم عن ابن سيرين، به. ووقع في رواية أيوب وهشام: عن مسلم ورجل آخر لم يُسمَّ، واقتصر علي بن زيد في روايته على مسلم بن يسار وحده. =(37/399)
22730 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، الثَّيِّبُ يُجْلَدُ وَيُرْجَمُ، وَالْبِكْرُ يُجْلَدُ وَيُنْفَى " (1)
__________
= وأخرجه الشاشي (1251) من طريق بكر بن عبد الله المزني، عن مسلم بن يسار وحده، به.
وأخرجه الطحاوي 4/4 من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن عبادة. فزاد في إسناده أبا الأشعث، وهو الصواب.
وأخرجه كذلك أبو داود (3349) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/4-5 و66، وفي "شرح المشكل" (6104) ، والشاشي (1244) و (1249) ، والدارقطني 3/18، والبيهقي 5/277 و282-283 و291 من طريق أبي الخليل صالح بن أبي مريم، عن مسلم بن يسار المكي، عن أبي الأشعث، عن عبادة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/157، والنسائي 7/276، والبزار (2733) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/4، والشاشي (1242) ، والبيهقي 5/276-277، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/161 من طريق قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن عبادة، موقوفاً.
وأخرجه عبد الرزاق (14194) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، مرسلاً.
وانظر ما سلف برقم (22683) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان ابن عبد الله الرقاشي، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1690) (14) ، والبزار في "مسنده" (2686) ، والطبري في "تفسيره" 4/293-294 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =(37/400)
22731 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ (1) قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ (2)
22732 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ أَبِي (3) الْأَشْعَثِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ، أَوِ النَّاسِ أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَغْتَابَ (4) ، وَلَا يَعْضَهَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ. 10 " فَمَنْ أَتَى مِنْكُمْ حَدًّا مِمَّا نُهِيَ عَنْهُ، فَأُقِيمَ عَلَيْهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أُخِّرَ فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ " (5)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/80 و14/171، وأبو عوانة (6251) و (6252) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/134 و138، وفي "شرح مشكل الآثار" (240) و (241) ، والشاشي في "مسنده" (1321) ، وابن حبان (4427) من طرق عن شعبة، به.
وانظر (22666) .
(1) أقحم في (م) وحدها قبل هذا: حدثنا يحيى!
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان ابن عبد الله، فمن رجال مسلم. وحديث ابن جعفر هو الحديث السابق.
(3) تحرف في (م) و (ق) إلى: ابن الأشعث.
(4) في (م) والأصول الخطية: نغتب.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (22670) .(37/401)
22733 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ فَقَالَ: " أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُوا (1) فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ لَهُ طُهُورٌ، وَمَنْ سَتَرَهُ اللهُ فَذَاكَ إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا، فَهُوَ لَهُ طُهُورٌ ". أَوْ قَالَ: " كَفَّارَةٌ " (2)
22734 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَخِي بَنِي رَقَاشٍ،
__________
(1) في (م) و (ق) : تعصونه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني.
وأخرجه النسائي 7/148، والدارقطني 3/215 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6801) ، ومسلم (7468) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.
وأما رواية عبد الرزاق، فهي في "مصنفه" (9818) و (21019) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1709) (42) ، وأبو عوانة (6343) .
وانظر (22678) .(37/402)
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ كَرَبَ لِذَلِكَ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ فَأُوحِيَ إِلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَقِيَ ذَلِكَ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، الثَّيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ، ثُمَّ رَجْمًا بِالْحِجَارَةِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ، ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ " (1)
22735 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ أَنَّهُ حَدَّثَ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان ابن عبد الله، فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، والحسن: هو البصري.
وأخرجه أبو عوانة (6249) ، وفي المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/432 والشاشي في "مسنده" (1322) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد.
ورواية أبي عوانة في المناقب قال الحافظ ابن حجر: مختصرة.
وانظر (22666) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (7055) و (7056) ، ومسلم ص 1470 (42) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1033) و (1034) ، والطبراني في "الأوسط" (279) ، والبيهقي 8/145، والبغوي (2457) من طرق عن جنادة، بهذا الإسناد. وزاد البخاري ومسلم والبيهقي والبغوي في آخر الحديث: "إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان" وليس عند جميعهم قوله: "وإن رأيت أن لك". =(37/403)
22736 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَيَّانَ أَبِي النَّضْرِ أَنَّهُ: سَمِعَهُ مِنْ جُنَادَةَ يُحَدِّثُهُ، عَنْ عُبَادَةَ بِمِثْلِهِ (1)
22737 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ لَعَلَّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ حَدَّثَهُ: عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: " مَا لَمْ يَأْمُرُوكَ بِإِثْمٍ بَوَاحًا " (2)
22738 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَنَّةُ مِائَةُ
__________
= وأخرجه البزار (2698) من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن جنادة، به. فذكر ابن أبي كثير بدل عمير، وإسناده ضعيف.
وانظر الحديثين بعده، وما سلف برقم (22679) .
(1) إسناده حسن من أجل حيان أبي النضر، فقد وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1026) ، وابن حبان (4562) و (4566) من طريق مدرك بن سعد، عن حيان أبي النضر، بهذا الإسناد. ولفظه: "اسمع وأطع في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك وإن أكلوا مالك، وضربوا ظهرك إلا أن يكون معصية".
وسلف فيما قبله بغير هذا اللفظ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان، وقد تابعه الأوزاعي في الرواية السالفة برقم (22735) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1028) ، والطبراني في "الشاميين" (225) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وانظر الحديثين قبله.(37/404)
دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِنْهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. الْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً وَمِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ الْأَرْبَعَةُ، وَمِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْعَرْشُ، وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ " (1)
22739 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ حَيْوَةَ، وَعَتَّابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ مَالِكٍ الْمَعَافِرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ: حَضَرَ ذَلِكَ عَامَ الْمَضِيقِ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ أَخْبَرَ مُعَاوِيَةَ حِينَ سَأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ: الَّذِي سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِقَالًا قَبْلَ أَنْ يَقْسِمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتْرُكْهُ حَتَّى يُقْسَمَ، وَقَالَ عَتَّابٌ: حَتَّى نَقْسِمَ، ثُمَّ إِنْ شِئْتَ أَعْطَيْنَاكَ عِقَالًا، وَإِنْ شِئْتَ أَعْطَيْنَاكَ مِرَارًا (3) " (4)
22740 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قد اختلف فيه على عطاء كما سلف بيانه برقم (22695) .
(2) في (م) والنسخ الخطية: عمرو، وهو خطأ، وجاء عمر على الصواب في حاشية (ظ5) .
(3) في (ظ5) : صراراً، وهو بكسر الصاد: الرباط الذي يربط به ضروع النوق، والمثبت من (م) وبقية النسخ الخطية، والمرار: هو الحبل.
(4) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عبادة. ابن المبارك: هو عبد الله، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي، وعمر بن مالك المعافري: هو الشَّرعبي المصري.
ولم نقف على من شارك الإمام أحمد في إخراج هذا الحديث.
قوله: "عام المضيق" أراد به عام 32هـ وهو العام الذي غزا فيه معاوية بن أبي سفيان مضيق القسطنطينية في زمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان.(37/405)
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] قَالَ: " هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْعَبْدُ أَوْ تُرَى لَهُ " (1)
22741 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَقِيلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ فِي رَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ؛ فَإِنَّهَا وِتْرٌ: فِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكنه منقطع، أبو سلمة لم يسمع من عبادة كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه الطيالسي (2583) ، ومن طريقه الترمذي (2275) ، والبيهقي في "الشعب" (4753) ، وأخرجه الحاكم 4/391 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما (الطيالسي وعبد الله) عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: نُبئت عن عبادة ... فذكره. وقرن الترمذي في روايته بحرب بن شداد عمران القطان.
وانظر (22687) .
(2) حديث حسن دون قوله: "أو في آخر ليلة" ودون قوله: "وما تأخر"، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22713) .
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1289) من طريق موسى بن مسعود، عن زهير ابن محمد، بهذا الإسناد.(37/406)
22742 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " وَبَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ، وَلَا نَنْتَهِبَ، وَإِنْ غَشِينَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ قَضَاءُ ذَلِكَ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " (1)
22743 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ مَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ، الَّذِي مَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ مِنْ بِئْرِهِمْ مَرَّتَيْنِ، أَخْبَرَهُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني، والصنابحي: هو عبد الرحمن ابن عُسيلة.
وأخرجه أبو عوانة (6351) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3893) و (6873) ، ومسلم (1709) (44) ، وأبو عوانة (6350) ، والشاشي في "مسنده" (1404) و (1205) و (1206) و (1207) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/436-437 من طرق عن الليث، به.
وأخرجه الشاشي (1208) من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وسيأتي من طريق الصنابحي عن عبادة برقم (22754) .
وانظر ما سلف برقم (22668) .(37/407)
أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ أَخْبَرَهُ أَنَّ: رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ " (1)
22744 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كيسان المدني.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (3) ، وفي "خلق أفعال العباد" (523) ، ومسلم (394) (36) ، وأبو عوانة (1666) ، والشاشي في "مسنده" (1274) ، والبيهقي في "السنن" 2/374-375، وفي "القراءة خلف الإمام" (24) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وانظر (22671) .
وأخرج قصة المجَّة وحدها البخاري في "الصحيح" (189) من طريق يعقوب ابن إبراهيم، به.
وأخرجها أيضاً (6354) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، به.
وستأتي مفردة برقم (23620) ، وانظر تتمة تخريجها هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (184) ، والدارمي (2756) ، والبخاري (6507) ، ومسلم (2683) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1863) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 6/458، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 500، والبغوي (1449) من طريق همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وزادوا فيه إلا مسلماً: قالت عائشة: إنا لنكره الموت، قال: "ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا =(37/408)
22745 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ رَبِيعٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ فِيهَا الْقِرَاءَةُ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " إِنِّي لَأَرَاكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ
__________
= حضره الموتُ بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحبَّ إليه مما أمامه، فأحبَّ لقاء الله وأحبَّ الله لقاءه.
وإن الكافر إذا حُضِر، بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكرهَ إليه مما أمامه، فكره لقاء الله، وكره الله لقاءَه".
قال الحافظ في "الفتح" 11/358-359: هذه الزيادة في هذا الحديث لا تظهر صريحاً هل هي من كلام عُبادة، والمعنى أنه سمع الحديث من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع مراجعة عائشة، أو من كلام أنس بأن يكون حضر ذلك ... ويحتمل أيضاً أن يكون من كلام قتادة أرسله في رواية همام، ووصله في رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة، فيكون في رواية همام إدراج، وهذا أرجح في نظري، فقد أخرجه مسلم (2683) عن هداب بن خالد،
عن همام مقتصراً على أصل الحديث دون قوله: فقالت عائشة ... إلخ، ثم أخرجه (يعني مسلماً 2684) من رواية سعيد بن أبي عروبة موصولاً تاماً، وكذا أخرجه هو (2683) ، وأحمد (22696) من رواية شعبة، والنسائي (4/10) من رواية سليمان التيمي، كلاهما عن قتادة، وكذا جاء عن أبي هريرة وغير واحد من الصحابة بدون المراجعة، وقد أخرجه الحسن بن سفيان وأبو يعلى جميعاً عن هدبة ابن خالد عن همام تاماً كما أخرجه البخاري عن حجاج عن همام، وهدبة هو
هداب شيخ مسلم، فكأن مسلماً حذف الزيادة عمداً لكونها مرسلة من هذا الوجه، واكتفى بإيرادها موصولة من طريق سعيد بن أبي عروبة، وقد رَمَزَ البخاري إلى ذلك حيث علَّق رواية شعبة (6507) بقوله: اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة، وكذا أشار إلى رواية سعيد تعليقاً، وهذا من العلل الخفية جداً.(37/409)
إِمَامِكُمْ إِذَا جَهَرَ ". قَالَ: قُلْنَا: أَجَلْ (1 وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا 1) . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا " (2)
22746 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ (3) إِسْحَاقَ يَعْنِي مُحَمَّدًا، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " تَقْرَءُونَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَلَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ إِلَّا بِهَا " (4)
22747 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ:
__________
(1-1) اضطربت النسخ في هذا الموضع، وما أثبتناه من مكرره الآتي برقم (22750) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وسيتكرر برقم (22750) .
وأخرجه الدارقطني 1/319، والبيهقي في "السنن" 2/164، وفي "القراءة خلف الإمام" (113) و (114) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وانظر (22671) .
(3) تحرف في (م) و (ق) إلى: أبي.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو مكرر (22671) .
وانظر ما قبله.(37/410)
سَأَلْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنِ الْأَنْفَالِ. فَقَالَ: " فِينَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ بَدْرٍ نَزَلَتْ حِينَ اخْتَلَفْنَا فِي النَّفَلِ، وَسَاءَتْ فِيهِ أَخْلَاقُنَا، فَانْتَزَعَهُ اللهُ مِنْ أَيْدِينَا، وَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ بَوَاءٍ " يَقُولُ: عَلَى السَّوَاءِ (1)
22748 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَلَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، وَلَا تَضَامَّ الدُّنْيَا إِلَّا الْقَتِيلُ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وسلف الكلام على إسناده عند الرواية (22726) .
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 9/172-173، والحاكم 2/136 و326، والبيهقي 6/262 و315 و9/57 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وروايتهم مطولة نحو الرواية الآتية برقم (22762) .
وأخرجه مطولاً أيضاً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/277-278 من طريق ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.
قوله: "عن بواء" كسواء لفظاً ومعنى. قاله السندي.
(2) صححِ لغيره، وهذا إسناد قوي، وسلف برقم (22710) عن محمد بن بكر وروح وعبد الرزاق ثلاثتهم عن ابن جريج.
قوله: "وتضام الدنيا" بتشديد الميم من الضمِّ، أي: تجمع الدنيا.(37/411)
22749 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَصَاعِدًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2623) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (294) (37) ، وأبو عوانة (1665) ، وابن حبان (1786) و (1793) ، والبيهقي في "السنن" 2/374، وفي "القراءة خلف الإمام" (27) و (28) ، والبغوي (577) .
قال ابن حبان: قوله: "فصاعداً"، تفرد به معمر عن الزهري دون أَصحابه. قلنا: بل هو متابع في ذلك كما سيأتي.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (524) من طريق وهيب، والنسائي 2/137-138 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر.
وعلقه البخاري في "القراءة خلف الإمام" ص 8، وقال: وعامة الثقات لم يتابع معمراً في قوله: "فصاعداً" مع أنه قد أثبت فاتحة الكتاب، وقوله: "فصاعداً" غير معروف، ما أراد به حرفاً أو أكثر من ذلك؟ إلا أن يكون كقوله: "لا تقطع اليد إلا في ربع دينار فصاعداً" فقد تقطع اليد في دينار، وفي أكثر من دينار.
وأخرجه أبو داود (822) من طريق سفيان بن عيينة، والبيهقي في "القراءة" (29) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، و (30) من طريق الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة، أربعتهم عن الزهري، به - وفيه لفظة: فصاعداً. قال البخاري في "القراءة": عبد الرحمن -يعني ابن إسحاق- ربما روى عن الزهري، ثم أدخل بينه وبين الزهري غيره، ولا نعلم أن هذا من صحيح حديثه أم لا. قلنا: لم ينفرد به عبد الرحمن بن إسحاق كما سبق.
وانظر (22671) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9529) ، ولفظه: "لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب، فما زاد". =(37/412)
22750 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي (1) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ رَبِيعٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " إِنِّي لَأَرَاكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ إِذَا جَهَرَ ". قَالَ: قُلْنَا أَجَلْ. وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا " (2)
22751 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْأَبْدَالُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثُونَ مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللهُ مَكَانَهُ رَجُلًا " (3)
__________
= وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10998) ، ولفظه: أمرنا نبيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن
نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسَّر. وإسناده صحيح.
(1) قوله: "حدثنا أبي" سقط من (م) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو مكرر (22745) .
(3) منكر، وإسناده ضعيف من أجل الحسن بن ذكوان، وعبد الواحد بن قيس -وهو السلمي- ثم رواية هذا الأخير عن عبادة مرسلة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ورقة 131-132 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(37/413)
فِيهِ: يَعْنِي حَدِيثَ عَبْدِ الْوَهَّابِ كَلَامٌ غَيْرُ هَذَا، وَهُوَ مُنْكَرٌ يَعْنِى حَدِيثَ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ
22752 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ الْجُمَحِيِّ، عَنِ الْمُخْدَجِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ، لَا أَقُولُ حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانٌ، " خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ فَمَنْ لَقِيَهُ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا لَقِيَهُ، وَلَهُ عِنْدَهُ عَهْدٌ يُدْخِلُهُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ وَقَدْ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ لَقِيَهُ، وَلَا عَهْدَ لَهُ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ " (1)
22753 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا (2) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى الْأَشْدَقُ (3) ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ:
__________
= وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1314) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/180 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، به.
وانظر حديث علي السالف برقم (896) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22693) .
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن إسحاق: هو محمد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (3170) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وفيه قصة.
(2) في (م) : أصحابه.
(3) في (م) و (ق) : حدثنا الأشدق، بزيادة "حدثنا" وهو خطأ.(37/414)
سَأَلْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنِ الْأَنْفَالِ فَقَالَ: " فِينَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ بَدْرٍ نَزَلَتْ حِينَ اخْتَلَفْنَا فِي النَّفْلِ، وَسَاءَتْ فِيهِ أَخْلَاقُنَا، فَنَزَعَهُ اللهُ مِنْ أَيْدِينَا، فَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا عَنْ بَوَاءٍ " يَقُولُ: عَلَى السَّوَاءِ (1)
22754 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى وَكُنَّا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْتَرَضَ الْحَرْبُ عَلَى: " أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، فَإِنْ وَفَّيْتُمْ فَلَكُمُ الْجَنَّةُ، وَإِنْ غَشِيتُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَأَمْرُكُمْ إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَكُمْ (2) ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَكُمْ " (3)
__________
(1) حسن لغيره، وسلف الكلام عليه برقم (22726) .
(2) في (ظ5) و (ظ2) : عذَّب ... غفر.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه تاماً ومختصراً الشاشي في "مسنده" (1209) و (1210) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/436 من طريق ابن إدريس، والحاكم 2/624 من طريق يحيى =(37/415)
* 22755 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ الْخَيْرِ الزِّبَادِيُّ (1) ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا " قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ (2)
__________
= ابن سعيد الأموي، والبيهقي في "الدلائل" 2/436 من طريق يونس بن بكير،
ثلاثتهم عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وانظر (22742) .
(1) تصحف في (م) إلى: الزيادي، بالياء المثناة.
(2) صحيح لغيره دون قوله: "ويعرف لعالمنا"، وإسناد هذا الحديث رجاله ثقات إلا أن أبا قبيل -وهو حيي بن هانئ بن ناضر- لم يسمع من عبادة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1328) ، والحاكم 1/122 من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والطحاوي (1328) عن يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2718) ، والشاشي في "مسنده" (1272) و (1273) من طريق ابن لهيعة، عن أبي قبيل، به. ولم يذكر الشاشي في الموضع الأول قوله: "ويعرف لعالمنا".
ويشهد له دون قوله: "ويعرف لعالمنا" حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6733) ، وانظر بقية شواهده هناك.
تنبيه: ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيحه" (2196) لقوله: "ويعرف لعالمنا" شاهداً من حديث ابن عباس، وعزاه للطبراني، وهو خطأ إنما الذي عند الطبراني في "الكبير" 11/ (12276) : "ويعرف لنا حقنا"، وهو كذلك في "المجمع" 8/14، وإسناده تالف لا يُفرَح به.(37/416)
22756 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُصَبِّحٍ أَوْ ابْنَ مُصَبِّحٍ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ السِّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَادَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ قَالَ: فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ. فَقَالَ: " أَتَدْرِي مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟ " قَالُوا: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ. قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَا شَهَادَةٌ " (1)
22757 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي المصبح -وهو المَقْرَئي- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد الزهري، وابن السِّمط: هو شرحبيل.
وهو مكرر الحديث (17797) ، وانظر (22684) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن المطلب -وهو ابن عبد الله ابن المطلب بن حنطب- لم يسمع من عبادة. إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير، وعمرو: هو ابن أبي عمرو مولى المطلب.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4154) =(37/417)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 31، وابن حبان (271) ، والحاكم 4/358-359، والبيهقي في "السنن" 6/288 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4153) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (116) من طريق سليمان بن بلال، والشاشي في "مسنده" (1264) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5256) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وفي الباب عن أنس بن مالك، أخرجه أبو يعلى (4257) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 30، وابن عدي في "الكامل" 3/1192، والحاكم 4/359، والبيهقي في "الشعب" (4355) . وإسناده ضعيف.
وعن أبي أمامة، أخرجه الطبراني في "الكبير" (8018) ، وفي "الأوسط" (2560) ، قال الهيثمي في "المجمع" 10/301: وفيه فضَّال بن الزبير، ويقال: ابن جبير. وهو ضعيف.
وحديث أبي هريرة، عند الطبراني في "الأوسط" (4922) و (8594) بلفظ: "اكفلوا لي بست خصال وأكفل لكم الجنة". قلت: ما هي يا رسول الله؟ قال: "الصلاة والزكاة والأمانة والفرْج والبطن واللسان". قال الهيثمي في "المجمع" 10/301: وفيه يحيى بن حماد الطائي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: صوابه جميل بن حماد، ويحيى تحريف قديم، ترجم له صاحب "الجرح والتعديل" 2/519-520 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وحديث أبي قراد السلمي، عند الطبراني في "الأوسط" (6513) ، وفيه: "فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا اؤتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم". قال في "المجمع" 4/145: وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف.
وعن سهل بن سعد سيأتي برقم (22823) : "من توكل لي ما بين لحييه وما بين رجليه، توكلت له بالجنة". وانظر شواهده هناك.(37/418)
22758 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنَ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا لَا يَفُكُّهُ مِنْهَا إِلَّا عَدْلُهُ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ نَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمُ " (1)
22759 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ سَلْمَانَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ جُنَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعُودُهُ، وَبِهِ مِنَ الْوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللهُ شِدَّةً (2) ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعَشِيِّ، وَقَدْ بَرِئَ أَحْسَنَ بُرْءٍ فَقُلْتُ لَهُ: دَخَلْتُ عَلَيْكَ غُدْوَةً وَبِكَ مِنَ الْوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللهُ شِدَّةً، وَدَخَلْتُ عَلَيْكَ الْعَشِيَّةَ وَقَدْ بَرِئْتَ.
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "وما من رجل تعلم القرآن، ... إلخ"، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي الكوفي- ضعيف، وقد اضطرب في إسناده، وعيسى بن فائد مجهول، وروايته عن الصحابة مرسلة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي البصري.
وسيأتي برقم (22781) من طريق أبي عوانة عن يزيد بن أبي زياد.
وسلف في "المسند" برقم (22456) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عيسى ابن فائد، عن رجل، عن سعد بن عبادة مرفوعاً. فانظر التعليق عليه.
قوله: "أجذم" قال السندي: أي: مقطوع الحجة، وقيل: خالي اليد من الخير، صفرَها من الثواب، وقيل: مقطوع اليد.
(2) في (م) و (ظ2) في الموضعين: بشدة.(37/419)
فَقَالَ: " يَا ابْنَ الصَّامِتِ إِنَّ جِبْرِيلَ رَقَانِي بِرُقْيَةٍ بَرِئْتُ أَلَا أُعَلِّمُكَهَا؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ: مِنْ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ، بِاسْمِ اللهِ يَشْفِيكَ " (1)
22760 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ أَنَّهُ: سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ الْكِنْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ وَهُوَ يُرْعِدُ فَقَالَ: باِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ: مِنْ كُلِّ حَسَدِ حَاسِدٍ وَكُلِّ عَيْنٍ، وَاسْمُ اللهِ يَشْفِيكَ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلمان الشامي تفرد بالرواية عنه عاصم -وهو ابن سليمان الأحول-، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول، لكنه قد توبع. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وثابت: هو ابن يزيد الأحول، وجنادة: هو ابن أبي أمية.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1004) من طريق عارم محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1090) من طريق فضيل بن سليمان، عن عاصم الأحول، به.
وسيأتي برقم (22760) و (22761) من طريق عمير بن هانئ، عن جنادة، ويأتي عندهما تتمة تخريجهما.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف بسند صحيح برقم (11225) ، وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة السالف برقم (9757) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن -وهو ابن ثابت ابن ثوبان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الحاكم 4/412 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =(37/420)
22761 - حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ اسْمُ اللهِ يَشْفِيكَ " (1)
22762 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدْتُ مَعَهُ بَدْرًا، فَالْتَقَى النَّاسُ فَهَزَمَ اللهُ الْعَدُوَّ، فَانْطَلَقَتْ طَائِفَةٌ فِي آثَارِهِمْ يَهْزِمُونَ وَيَقْتُلُونَ، وَأَكَبَّتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَسْكَرِ يَحْوُونَهُ وَيَجْمَعُونَهُ، وَأَحْدَقَتْ طَائِفَةٌ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصِيبُ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ، وَفَاءَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالَ الَّذِينَ جَمَعُوا الْغَنَائِمَ: نَحْنُ حَوَيْنَاهَا وَجَمَعْنَاهَا فَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا نَصِيبٌ. وَقَالَ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي طَلَبِ الْعَدُوِّ: لَسْتُمْ بِأَحَقَّ بِهَا
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/47 و10/314-315، وعبد بن حميد (187) ، والشاشي في "مسنده" (1220) ، وابن حبان (953) و (2968) من طريق زيد بن الحباب، به.
وأخرجه ابن ماجه (3527) من طريق عثمان بن سعيد الحمصي، والبزار (2684) من طريق عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، كلاهما عن عبد الرحمن.
ابن ثوبان، به.
وانظر ما قبله، وما بعده.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (223) ، وفي "الدعاء" (1089) من طريق علي ابن عياش، بهذا الإسناد.
وانظر الحديثين قبله.(37/421)
مِنَّا نَحْنُ نَفَيْنَا عَنْهَا الْعَدُوَّ وَهَزَمْنَاهُمْ. وَقَالَ الَّذِينَ أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَسْتُمْ بِأَحَقَّ بِهَا مِنَّا نَحْنُ أَحْدَقْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخِفْنَا أَنْ يُصِيبَ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً وَاشْتَغَلْنَا بِهِ، فَنَزَلَتْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1] فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَوَاقٍ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَغَارَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ نَفَلَ الرُّبُعَ، وَإِذَا أَقْبَلَ رَاجِعًا وَكُلَّ النَّاسِ نَفَلَ الثُّلُثَ، وَكَانَ يَكْرَهُ الْأَنْفَالَ وَيَقُولُ: " لِيَرُدَّ قَوِيُّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه برقم (22726) .
وأخرجه البيهقي 6/315 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه.
وأخرجه مختصراً بقصة تنفيل الربع الدارمي (2482) و (2486) من طريق محمد بن عيينة، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه مختصراً كذلك الشاشي (1173) من طريق معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن عياش، عن سليمان، عن مكحول، عن أبي أمامة، به. أسقط منه أبا سلام، وذكر مكحولاً!
وسلف الحديث مختصراً بقصة تنفيل الربع والثلث برقم (22726) ، وذكرنا هناك شاهداً لها. وانظر (22747) .
ويشهد للحديث عموماً حديث ابن عباس عند أبي داود (2737-2739) ، والنسائي في "الكبرى" (11197) ، وصححه ابن حبان برقم (5093) .
قال السندي: قوله: "يحوون" أي: يجمعون الغنائم.
"غِرّة" بكسر فتشديد، أي: غفلة.
"على فواق" بضم فاء أو فتحها، وتخفيف واوٍ، أي: في قدر فواق ناقة، وهو ما بين الحَلْبتين. قلنا: كذا قال، وتبع في ذلك ابن الأثير وغيره، وقد روى الحديثَ ابن إسحاق فيما سلف برقم (22747) و (22753) فقال فيه: "عن بَوَاءٍ" أي: على السَّواء. "كلَّ الناس" من الكلال. =(37/422)
22763 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ: " هِيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ؛ فَإِنَّهَا وَتْرٌ: لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ (1) أَوْ آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ. مَنْ قَامَهَا احْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (2)
22764 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لَا تَعْقِلُوا. إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ، جَعْدٌ أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلَا حَجْرَاءَ، فَإِنْ أَلْبَسَ عَلَيْكُمْ، قَالَ يَزِيدُ: رَبَّكُمْ، فَاعْلَمُوا
__________
= "ليردَّ" من الردِّ يعني: ليرد القوي الغنيمة، وإن كان هو الذي يسعى في تحصيل الغنيمة إلا أنها إذا حصلت فهي مشتركة بين العسكر، وفيهم الضعيف، فكأن القوي ردها من أيدي الكفرة على الضعيف، والله أعلم.
(1) قوله: "أو تسع وعشرين" لم ترد في (م) و (ق) و (ظ2) ، وأثبتناها من (ظ5) .
(2) حديث حسن دون قوله: "أو في آخر ليلة"، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (22713) . زكريا بن عدي: هو ابن الصلت التيمي، وعبيد الله ابن عمرو: هو أبو وهب الأسدي الرقي.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1288) من طريق سليمان بن عبيد الله أبي أيوب الرقي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد.(37/423)
أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَأَنَّكُمْ لَنْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا " قَالَ يَزِيدُ: " تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف بقية: وهو ابن الوليد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (1007) عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4320) عن حيوة بن شريح وحده، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (428) ، والبزار في "مسنده" (2681) ، والنسائي في "الكبرى" (7764) ، والشاشي في "مسنده" (1226) ، والطبراني في "الشاميين" (1157) ، والآجري في "الشريعة" ص 375، وأبو نعيم في "الحلية" 5/157 و221، و9/235 من طرق عن بقية، به. وتحرف في الموضع الأول من "الحلية": "بحير" إلى "يحيى"، وتحرف في الموضع الثاني منه: "بحير بن سعد" إلى: "يحيى بن سعيد".
وانظر في صفة الدجال حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1526) .
وحديث ابن عباس، سلف برقم (2148) .
وحديث ابن عمر، سلف برقم (4804) .
وحديث أنس بن مالك، سلف برقم (12004) .
وحديث جابر بن عبد الله، سلف برقم (14112) .
وحديث النواس بن سمعان، سلف برقم (17629) .
وحديث أبي بكرة، سلف برقم (20401) .
وحديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيأتي برقم (23683) .
وحديث عائشة، سيأتي برقم (24467) .
قوله: "حجراء" ذكرها ابن الأثير في مادة (حجر) 1/343 وقال: قال الهروي: إن كانت هذه اللفظة محفوظة فمعناها أنها ليست بصُلْبة متحجِّرة، وقد رويت، "جَحْراء" بتقديم الجيم، وقد تقدمت. يعني في مادة (جحر) 1/240 وقال هناك: أي: غائرة منجحرة في نُقْرتها.
وقوله: "لن ترون ربكم" كذا الأصول، والجادة حذف النون، كما جاءت في رواية يزيد.(37/424)
22765 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْبَوَاقِي مَنْ قَامَهُنَّ ابْتِغَاءَ حِسْبَتِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَا تَأَخَّرَ، وَهِيَ لَيْلَةُ وِتْرٍ تِسْعٍ أَوْ سَبْعٍ أَوْ خَامِسَةٍ أَوْ ثَالِثَةٍ أَوْ آخِرِ لَيْلَةٍ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَمَارَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنَّهَا صَافِيَةٌ بَلْجَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا سَاطِعًا سَاكِنَةٌ سَاجِيَةٌ لَا بَرْدَ فِيهَا، ولَا حَرَّ وَلَا يَحِلُّ لِكَوْكَبٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ فِيهَا حَتَّى تُصْبِحَ، وَإِنَّ أَمَارَتَهَا أَنَّ الشَّمْسَ صَبِيحَتَهَا تَخْرُجُ مُسْتَوِيَةً لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَحِلُّ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا يَوْمَئِذٍ " (1)
__________
(1) الشطر الأول من الحديث حسن، قد سلف الكلام عليه برقم (22713) ، وأما الشطر الثاني فمحتمل للتحسين لشواهده، وإسناد هذا الحديث ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند، وخالد بن معدان لم يسمع من عبادة كما قال أبو حاتم في "المراسيل"، وأبو نعيم الأصبهاني وزاد: ولم يلقه، فيما نقله عنه المزي في "التحفة" 4/248.
ويشهد لشطره الثاني حديث جابر عند ابن خزيمة (2190) ، وابن حبان (3688) ، وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
وحديث ابن عباس عند ابن خزيمة (2192) ، والبزار (1034 - كشف الأستار) ورواية البزار مختصرة وسنده ضعيف.
ويشهد لقوله: "ليس لها شعاع" حديث أُبي بن كعب في "صحيح مسلم" وسلف برقم (21190) . =(37/425)
22766 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ يَسَارٍ السُّلَمِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشْغَلُ، فَإِذَا قَدِمَ رَجُلٌ مُهَاجِرٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا، فَكَانَ مَعِي فِي الْبَيْتِ أُعَشِّيهِ عَشَاءَ أَهْلِ الْبَيْتِ، فَكُنْتُ أُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَانْصَرَفَ انْصِرَافَةً إِلَى أَهْلِهِ، فَرَأَى أَنَّ عَلَيْهِ حَقًّا فَأَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا لَمْ أَرَ أَجْوَدَ مِنْهَا عُودًا وَلَا أَحْسَنَ مِنْهَا عِطْفًا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَا تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ فِيهَا؟ قَالَ: " جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدْتَهَا " أَوْ " تَعَلَّقْتَهَا " (1)
__________
= قال السندي: "من قامهن" أي: العشر جميعاً.
"بلجة" أي: مسفرة مشرقة.
"ساجية" يقال: سَجا الليل إذا سكن الناس والأصوات فيه.
"مستوية" لا حركة لها، بخلاف ما إذا كان لها شعاع فإنه يخيل لها حركة بحركة الشعاع، والله أعلم.
(1) إسناده حسن من أجل بشر بن عبد الله السُّلمي، وباقي رجاله ثقات. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/444، والطبراني في "مسند الشاميين" (2237) ، والحاكم 3/356 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وأخرجه أبو داود (3417) ، والبيهقي 6/125 من طريق بقية بن الوليد، عن بشر بن عبد الله، به. =(37/426)
22767 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَزَنِيُّ (1) ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنْ قَوْلِ اللهِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] فَقَالَ: عُبَادَةُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي، تِلْكَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُؤْمِنُ أَوْ تُرَى لَهُ " (2)
__________
= وانظر ما سلف برقم (22689) .
قوله: "عطفاً" العطف بكسر فسكون، سِيَةُ القوس، وهو ما ثُنِيَ من طرفيها.
(1) حميد بن عبد الرحمن اليزني، كذا جاء في (م) والنسخ الخطية و"أطراف المسند" للحافظ ابن حجر، وكذا في "السُنَّة" لابن أبي عاصم، وجاء في مصادر التخريج وكتب الرجال: حميد بن عبد الله.
وقوله في نسبته: "اليزني" هكذا وقع أيضاً في (م) والنسخ الخطية و"أطراف المسند"، ووقع في مصادر التخريج و"الثقات" لابن حبان: المزني، ووقع في "الجرح والتعديل": المدني، فالله أعلم.
(2) صحيح لغيره، حميد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهذا إسناد حسن إن صح سماع حميد من عبادة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس ابن حجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (487) ، والشاشي (1217) ، والطبراني في "الشاميين" (1025) و (1026) من طرق عن صفوان بن عمرو، عن حميد بن عبد الله المزني، به. فسمَّوه حميد بن عبد الله المزني إلا ابن أبي عاصم سماه ابن عبد الرحمن.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 11/134، والطبراني في "الشاميين" (1026) من طريق عمر بن عمرو بن عبدٍ الأحموسي، عن حميد بن عبد الله المزني، به.
ووقع تحريف عند الطبراني يصحح من هنا.
وانظر ما سلف برقم (22687) .(37/427)
22768 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ لُقْمَانَ (1) بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ (2) ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَإِنَّ اللهَ يُدْخِلُهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَلَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، وَمَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَعَصَى، فَإِنَّ اللهَ مِنْ أَمْرِهِ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ " (3)
22769 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ2) إلى: عثمان.
(2) تحرف في (م) إلى: الحراني.
(3) إسناده حسن، ابن عياش -وهو إسماعيل- صدوق حسن الحديث في روايته عن الشاميين وهذا منها، وعقيل بن مدرك روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (968) و (1027) ، والبزار في "مسنده" (2704) ، والطبراني في "الشاميين" (1611) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
ورواه محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه فجعله عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1047) . قلنا: ومحمد بن إسماعيل ضعيف.
وانظر ما سلف برقم (22675) .(37/428)
فَقَالَ: عُبَادَةُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ مَعَنَا إِذْ بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا بَايَعْنَاهُ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ فِي اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَا نَخَافَ لَوْمَةَ لَائِمٍ فِيهِ، وَعَلَى أَنْ نَنْصُرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا يَثْرِبَ فَنَمْنَعَهُ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَزْوَاجَنَا وَأَبْنَاءَنَا، وَلَنَا الْجَنَّةُ فَهَذِهِ بَيْعَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي بَايَعْنَا عَلَيْهَا فَمَنْ نَكَثَ، فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ أَوْفَى بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَّى اللهُ بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَدْ أَفْسَدَ عَلَيَّ الشَّامَ وَأَهْلَهُ فَإِمَّا تُكِفُ (1) إِلَيْكَ عُبَادَةَ، وَإِمَّا أُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّامِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ رَحِّلْ عُبَادَةَ حَتَّى تُرْجِعَهُ إِلَى دَارِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ بِعُبَادَةَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ، وَلَيْسَ فِي الدَّارِ غَيْرُ رَجُلٍ مِنَ السَّابِقِينَ أَوْ مِنَ التَّابِعِينَ قَدْ أَدْرَكَ الْقَوْمَ، فَلَمْ يُفْجَأْ عُثْمَانُ إِلَّا وَهُوَ قَاعِدٌ فِي جَانِبِ الدَّارِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ مَا لَنَا وَلَكَ، فَقَامَ عُبَادَةُ بَيْنَ ظَهْرَيِ النَّاسِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا الْقَاسِمِ، مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ، وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُونَ، فَلَا طَاعَةَ
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : تُكِنُّ.(37/429)
لِمَنْ عَصَى اللهَ فَلَا تَعْتَلُّوا بِرَبِّكُمْ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، وإسماعيل بن عبيد بن رفاعة الأنصاري روى عنه اثنان: عبد الله بن عثمان بن خثيم ومسلم بن خالد الزَّنجي، والثاني منهما ضعيف، وذكر ابن حبان إسماعيل بن عبيد في "ثقاته"، وقد روى إسماعيل هذا الحديث عن أبيه عن عبادة كما سيأتي برقم (22786) ، وقد اختُلف في إسناده.
وأخرجه بنحوه مختصراً البزار في "مسنده" (2731) من طريق يوسف بن خالد السمتي، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن عبادة. قلنا: يوسف السمتي رمي بالكذب.
وأخرجه مختصراً الحاكم 3/357 من طريق مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن عبادة. ومسلم بن خالد ضعيف.
وأخرجه مختصراً الحاكم 3/357 من طريق زهير بن معاوية، عن إسماعيل بن عبيد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عبادة.
فقلب زهير أو مَن دونه إسناده، وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه.
وأخرجه مختصراً أيضاً الحاكم 3/356 من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن عبد الله بن واقد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عبادة. ومحمد بن كثير ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5789) ، وفي "المصنف" 15/233-234، والحاكم 3/357 من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن الأعشى سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل، عن أزهر بن عبد الله قال: أقبل عبادة بن الصامت حاجاً من الشام، فأتى عثمان بن عفان متظلِّماً فقال: يا عثمان ألا أخبرك شيئاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: بلى، قال: فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "ستكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون، ويعملون ما تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعة". وسقط سعيد من إسناد الحاكم، فصار:
عن عبد الرحمن بن مكمل. وعزاه الهيثمي في "المجمع" 5/227 للطبراني، وقال: فيه الأعشى بن عبد الرحمن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: والأعشى =(37/430)
22770 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَطَاءٍ يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ (1) السَّكْسَكِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْدٍ السَّكْسَكِيِّ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ أَنَّهُ: سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَذْكُرُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مُدَّةُ أُمَّتِكَ مِنَ الرَّخَاءِ؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مِرَارٍ كُلُّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ؟ " فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي، مُدَّةُ أُمَّتِي مِنَ الرَّخَاءِ مِائَةُ سَنَةٍ "، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا
__________
= هذا روى له البخاري في "الأدب" وأبو داود والترمذي، وروى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأزهر بن عبد الله لم يسمع عبادة.
وأخرجه ابن ماجه (2865) عن هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن ابن مسعود رفعه بلفظ: "سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنة ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها". وسلف في مسنده برقم (3790) .
وقصة مبايعة عبادة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلفت من غير هذا الطريق برقم (22678) و (22679) .
ويشهد لقوله: "فلا طاعة لمن عصى الله"، حديث عمران بن حصين السالف برقم (19824) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "فلا تعتلوا بربكم"، قال السندي: من الاعتلال، أي: فلا تطيعوهم في المعاصي معتلين بإذن ربكم بأن أذن لكم في ذلك، فإنه ما أذن لكم بذلك، والله تعالى أعلم.
(1) قوله: يزيد بن عطاء، أثبتناه من (ظ5) .(37/431)
رَسُولَ اللهِ، فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ أَمَارَةٍ أَوْ عَلَامَةٍ أَوْ آيَةٍ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ. الْخَسْفُ وَالرَّجْفُ، وَإِرْسَالُ الشَّيَاطِينِ الْمُجَلِّبَةِ (1) عَلَى النَّاسِ " (2)
22771 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: فَقَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً أَصْحَابُهُ، وَكَانُوا إِذَا نَزَلُوا أَنْزَلُوهُ وَسَطَهُمْ (3) فَفَزِعُوا، وَظَنُّوا أَنَّ اللهَ اخْتَارَ لَهُ أَصْحَابًا غَيْرَهُمْ، فَإِذَا هُمْ بِخَيَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَبَّرُوا حِينَ رَأَوْهُ وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَشْفَقْنَا أَنْ يَكُونَ اللهُ اخْتَارَ لَكَ أَصْحَابًا
__________
(1) المثبت من (م) و (ظ5) ، وكتب فوقها: الملجمة نسخة، وفي (ق) : المجبلة في الملحمة.
(2) إسناده ضعيف، أبو عطاء السكسكي روى عنه اثنان ولم يوثقه غير ابن حبان، ومعاذ بن سعد السكسكي مجهول.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2555) ، والقاضي عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريَّا" ص 98 من طريق يحيى بن صالح، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/338، والحاكم 4/418-419 من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن يزيد بن سعيد، بهذا الإسناد. وانقلب يزيد بن سعيد في "تاريخ داريّا" إلى: سعيد بن يزيد، ولم يسق البخاري لفظه بل قال: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخسف، وتحرف في مطبوعه إلى: الحشفة! وصوبناه من "تاريخ دمشق" لابن عساكر 18/ورقة 286-287 حيث ساقه من طريقه، وتحرف جنادة في "مسند الشاميين" إلى: قتادة!
وانقلب يزيد بن سعيد في "تاريخ داريّا" إلى: سعيد بن يزيد، ونبه على خطئه الحافظ ابن عساكر في "التاريخ" المذكور وتبعه الحافظ ابن حجر في "التعجيل".
قوله: "المجلبة" أي: المجتمعة.
(3) في (م) : أوسطهم.(37/432)
غَيْرَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَلْ. أَنْتُمْ أَصْحَابِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِنَّ اللهَ أَيْقَظَنِي فَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيًّا وَلَا رَسُولًا إِلَّا وَقَدْ سَأَلَنِي مَسْأَلَةً أَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ، فَسَلْ: يَا مُحَمَّدُ تُعْطَ. فَقُلْتُ: مَسْأَلَتِي شَفَاعَةٌ لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الشَّفَاعَةُ؟ 10 قَالَ: " أَقُولُ يَا رَبِّ شَفَاعَتِي الَّتِي اخْتَبَأْتُ عِنْدَكَ، فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: نَعَمْ. فَيُخْرِجُ رَبِّي بَقِيَّةَ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ فَيَنْبِذُهُمْ فِي الْجَنَّةِ " (1)
22772 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْقَصَّابُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدَّارُ حَرَمٌ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْكَ حَرَمَكَ فَاقْتُلْهُ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، راشد بن داود الصنعاني لين الحديث.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (822) ، والطبراني في "الشاميين" (1101) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة بالمرفوع منه. وعبد الوهاب بن الضحاك متروك متَّهم.
وأحاديث الشفاعة مستفيضة، انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2546) .
وحديث أبي هريرة السالف برقم (7714) . وانظر تتمة الشواهد عندهما.
(2) إسناده ضعيف لضعف محمد بن كثير القصاب، ومحمد بن سيرين لم يسمع من عبادة.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/349 من طريق صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وزاد في أوله قصة. =(37/433)
22773 - قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يُسَمِّي النُّقَبَاءَ فَسَمَّى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فيهم (1) ، قَالَ سُفْيَانُ: " عُبَادَةُ عَقَبِيّ أُحُدِيٌّ. بَدْرِيٌّ شَجَرِيٌّ، وَهُوَ نَقِيبٌ "
22774 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ يَقُولُ: " بَلَغَنِي أَنَّ النُّقَبَاءَ اثْنَا عَشَرَ، فَسَمَّى عُبَادَةَ فِيهِمْ " (2)
22775 - قَرَأْتُ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: " عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنَمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى " (3)
__________
= وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4649) ، والعقيلي في "الضعفاء" 4/130، وابن عدي في "الكامل" 6/2257، والبيهقي 8/341، والخطيب في "تاريخه" 11/98-99 من طريق محمد بن كثير، به.
قال ابن عدي: ما رواه عن يونس بن عبيد غير محمد بن كثير هذا، وهذا معروف به. وقال البيهقي: وقد روي بإسناد آخر ضعيف عن يونس بن عبيد، وهو إن صح فإنما أراد والله أعلم أنه يأمره بالخروج، فإن لم يخرج، فله ضربه وإن أتى الضربُ على نفسه.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8475) ، وحديث قهيد الغفاري السالف برقم (15486) .
قال السندي: قوله: "فاقتله" هذا إذا علم أنه دخل لسوء، ثم هو فيما بينك وبين الله، وأما عند القاضي (يعني الحاكم) فلابد من إثبات ما يوجب قتله، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : مِنْهُمْ. وانظر الحديث السالف برقم (22679) .
وانظر الخبرين التاليين.
(2) رجاله ثقات. وانظر ما قبله وما بعده.
(3) رجاله موثقون، وانظر ما قبله.(37/434)
• 22776 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ أَبُو زَكَرِيَّا الْنَّصْرِيُّ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، أَنَّهُ جَلَسَ مَعَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَالْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ فَتَذَاكَرُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ لِعُبَادَةَ: يَا عُبَادَةُ كَلِمَاتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ كَذَا فِي شَأْنِ الْأَخْمَاسِ؟ فَقَالَ: عُبَادَةُ، قَالَ إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عِيسَى فِي حَدِيثِهِ (2) ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ فِي غَزْوَتِهِ إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمُقَسَّمِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنَاوَلَ وَبَرَةً بَيْنَ أُنْمُلَتَيْهِ فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ مِنْ غَنَائِمِكُمْ، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِي فِيهَا إِلَّا نَصِيبِي مَعَكُمْ إِلَّا الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ وَأَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ وَأَصْغَرَ، لَا تَغُلُّوا؛ فَإِنَّ الْغُلُولَ نَارٌ وَعَارٌ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَجَاهِدُوا النَّاسَ فِي اللهِ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ، وَلَا تُبَالُوا فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ اللهِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ عَظِيمٌ يُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ " (3)
• 22777 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (4) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا
__________
(1) في (م) و (ظ2) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(2) يعني سياق هذا الحديث لإسحاق، وقد سلف حديث إسحاق من رواية الإمام أحمد عنه برقم (22699) .
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22680) .
(4) في (م) و (ظ2) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.(37/435)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ نَحْوَ ذَلِكَ (1)
• 22778 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ قَالَ: إِنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ الْمَعْدِنَ جُبَارٌ، وَالْبِئْرَ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءَ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ: الْبَهِيمَةُ مِنَ الْأَنْعَامِ وَغَيْرِهَا، وَالْجُبَارُ: هُوَ الْهَدْرُ الَّذِي لَا يُغَرَّمُ "
" وَقَضَى فِي الرِّكَازِ الْخُمُسَ "
" وَقَضَى أَنَّ تَمْرَ النَّخْلِ لِمَنْ أَبَّرَهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "
" وَقَضَى أَنَّ مَالَ الْمَمْلُوكِ لِمَنْ بَاعَهُ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "
" وَقَضَى أَنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرَ "
" وَقَضَى بِالشُّفْعَةِ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ فِي الْأَرَضِينَ وَالدُّورِ "
" وَقَضَى لِحَمَلِ ابْنِ مَالِكٍ الْهُذَلِيِّ بِمِيرَاثِهِ عَنْ امْرَأَتِهِ الَّتِي قَتَلَتْهَا الْأُخْرَى "
" وَقَضَى فِي الْجَنِينِ الْمَقْتُولِ بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ " قَالَ: فَوَرِثَهَا
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن يوسف: وهو الرحبي الحمصي.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (22699) .
(2) في (م) و (ظ2) زيادة "حدثني أبي" وهو خطأ.(37/436)
بَعْلُهَا وَبَنُوهَا. قَالَ: وَكَانَ لَهُ مِنَ امْرَأَتَيْهِ كِلْتَيْهِمَا وَلَدٌ
قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْقَاتِلَةِ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لَا صَاحَ وَلَا اسْتَهَلَّ، وَلَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ بَطَلَ (1) ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا مِنَ الْكُهَّانِ "
قَالَ: " وَقَضَى فِي الرَّحَبَةِ تَكُونُ بَيْنَ الطَّرِيقِ، ثُمَّ يُرِيدُ أَهْلُهَا الْبُنْيَانَ فِيهَا، فَقَضَى أَنْ يُتْرَكَ لِلطَّرِيقِ فِيهَا سَبْعُ أَذْرُعٍ. قَالَ: " وَكَانَتْ تِلْكَ الطَّرِيقُ تُسَمَّى الْمِيتَاءُ "
" وَقَضَى فِي النَّخْلَةِ أَوِ النَّخْلَتَيْنِ أَوِ الثَّلَاثِ فَيَخْتَلِفُونَ فِي حُقُوقِ ذَلِكَ، فَقَضَى أَنَّ لِكُلِّ نَخْلَةٍ مِنْ أُولَئِكَ مَبْلَغَ جَرِيدَتِهَا حَيِّزٌ لَهَا "
" وَقَضَى فِي شُرْبِ النَّخْلِ مِنَ السَّيْلِ أَنَّ الْأَعْلَى يَشْرَبُ قَبْلَ الْأَسْفَلِ، وَيُتْرَكُ الْمَاءُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَاءُ إِلَى الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِيهِ فَكَذَلِكَ يَنْقَضِي حَوَائِطُ أَوْ يَفْنَى الْمَاءُ "
__________
(1) كذا وقع في الأصول: بطل بالباء الموحدة، ورواية البخاري (5758) ومسلم (1681) (36) : يُطل. قال الحافظ: للأكثر بضم المثناة التحتانية، وفتح الطاء المهملة وتشديد اللام، أي: يُهدر، يقال: دم فلان هدر: إذا تُرِكَ الطلبُ بثأره، وطُلَّ الدمُ بضم الطاء وبفتحها أيضاً، وحكي: أُطِلَّ، ولم يعرفه الأصمعي، ووقع للكشميهني في رواية ابن مسافر "بطل" بفتح الموحدة والتخفيف من البُطلان، كذا رأيته في نسخة معتمدة من رواية أبي ذر، وزعم عياض أنه وقع هنا للجميع بالموحدة، قال: وبالوجهين في "الموطأ" وقد رجح الخطابي أنه من البطلان، وأنكره ابن بطال، فقال: كذا يقوله أهل الحديث، وإنما هو طلَّ الدمُ: إذا هدر. قلت (القائل ابن حجر) : وليس لإنكاره معنى بعد ثبوت الرواية وهو موجَّه راجع إلى معنى الرواية الأخرى.(37/437)
" وَقَضَى أَنَّ الْمَرْأَةَ لَا تُعْطِي مِنْ مَالِهَا شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا "
" وَقَضَى لِلْجَدَّتَيْنِ مِنَ الْمِيرَاثِ بِالسُّدُسِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوَاءِ "
" وَقَضَى أَنَّ مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا فِي مَمْلُوكٍ، فَعَلَيْهِ جَوَازُ عِتْقِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ "
" وَقَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ "
" وَقَضَى أَنَّهُ لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ "
" وَقَضَى بَيْنَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي النَّخْلِ لَا يُمْنَعُ نَفْعُ بِئْرٍ، وَقَضَى بَيْنَ أَهْلِ الْبَادِيَةِ (1) أَنَّهُ لَا يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ لِيُمْنَعَ فَضْلُ الْكَلَأِ "
" وَقَضَى فِي دِيَةِ الْكُبْرَى الْمُغَلَّظَةِ ثَلَاثِينَ ابْنَةَ لَبُونٍ وَثَلَاثِينَ حِقَّةً وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً، وَقَضَى فِي دِيَةِ الصُّغْرَى ثَلَاثِينَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَثَلَاثِينَ حِقَّةً وَعِشْرِينَ ابْنَةَ مَخَاضٍ، وَعِشْرِينَ بَنِي مَخَاضٍ ذُكُورًا " ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَانَتِ الدَّرَاهِمُ، فَقَوَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِبِلَ الدَّيَةِ (2) سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ حِسَابُ أُوقِيَّةٍ لِكُلِّ بَعِيرٍ، ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ، وَهَانَتِ الْوَرِقُ، فَزَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَلْفَيْنِ حِسَابَ أُوقِيَّتَيْنِ لِكُلِّ بَعِيرٍ، ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ وَهَانَتِ الدَّرَاهِمُ فَأَتَمَّهَا عُمَرُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا حِسَابَ ثَلَاثِ أَوَاقٍ لِكُلِّ بَعِيرٍ.
__________
(1) (م) و (ظ2) : المدينة، والمثبت من (ظ5) ، و"غاية المقصد".
(2) تحرف في (م) إلى: المدينة.(37/438)
قَالَ: فَزَادَ ثُلُثَ الدِّيَةِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَثُلُثًا آخَرُ فِي البَلَدِ الْحَرَامِ قَالَ: فَتَمَّتْ دِيَةُ الْحَرَمَيْنِ عِشْرِينَ أَلْفًا. قَالَ: فَكَانَ يُقَالُ: يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ مِنْ مَاشِيَتِهِمْ لَا يُكَلَّفُونَ الْوَرِقَ وَلَا الذَّهَبَ، وَيُؤْخَذُ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ مَا لَهُمْ قِيمَةُ الْعَدْلِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ. (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، الفضيل بن سليمان -وهو النُّمَيري- ليِّن الحديث، وإسحاق بن يحيى بن الوليد بن عُبادة مجهول الحال، ثم روايته عن جَدِّه عبادة مرسلة. والحديث لكثير منه شواهد صحيحة يأتي ذكرها.
وأخرج قصة المعدن جبار ... إلخ أبو عوانة (6373) من طريق محمد بن أبي بكر، عن الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد.
ويشهد له ولقصة الركاز معاً حديث أبي هريرة السالف برقم (7120) ، وحديث جابر السالف برقم (14592) .
وأخرج قصة تأبير النخل وقصة مال المملوك ابن ماجه (2213) عن عبد ربه ابن خالد النميري، والبيهقي 5/326 من طريق محمد بن أبي بكر، كلاهما عن الفضيل بن سليمان، به.
ويشهد للقصتين معاً حديث ابن عمر السالف برقم (4552) .
ويشهد لقصة الولد للفراش حديث أبي هريرة السالف برقم (7262) ، وانظر عنده تتمة شواهده.
وأخرج قصة الشفعة البيهقي 6/109 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل ابن سليمان، به.
ويشهد لقصة الشفعة حديث جابر السالف برقم (14157) ، وانظر عنده تتمة شواهده.
وأخرج قصة حمل بن مالك ابن ماجه (2643) عن عبد ربه بن خالد، عن الفضيل بن سليمان، به.
ويشهد لها حديث ابن عباس السالف برقم (3439) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (10916) ، وحديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18148) ، =(37/439)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وحديث أبي المليح عن أبيه في "شرح المشكل" (4527) .
وأخرج قصة الرحبة البيهقي 6/155 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل ابن سليمان، به.
ويشهد لها حديث ابن عباس السالف برقم (2865) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7126) .
وأخرج قصة حيِّز النخلة الحاكم 4/97 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجها أيضاً ابن ماجه (2488) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3544) ، والبيهقي 6/155 من طرق عن فضيل، به.
وفي هذا الباب عن ابن عمر عند ابن ماجه (2489) ، والطبراني (13647) ، وعن أبي سعيد عند أبي داود (3640) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3542) ، والبيهقي 6/155، وإسناد حديث ابن عمر ضعيف، وإسناد أبي سعيد صحيح.
وأخرج أبو داود في "المراسيل" (404) من طريق عروة بن الزبير، قال: قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حريم النخلة طولها. ورجاله ثقات.
وأخرج قصة شرب النخل ابن ماجه (2483) عن أبي المغلس عبد ربه بن خالد، والبيهقي 6/154 من طريق محمد بن أبي بكر، كلاهما عن فضيل بن سليمان، به.
ويشهد لها حديث الزبير بن العوام السالف برقم (1419) .
ويشهد لقصة عطية المرأة حديث ابن عمرو السالف برقم (6681) وانظره لزاماً، وحديث خيرة امرأة كعب بن مالك عند ابن ماجه (2389) ، والطحاوي في "معاني الآثار" 4/351.
وأخرج قصة توريث الجدتين السدسَ الحاكم 4/340 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجها أيضاً البيهقي 6/235 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان، به.
وفي الباب عن أبي بكر وعمر موقوفين عند مالك 2/513 و514، والبيهقى 6/234 و235. =(37/440)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ويشهد لقصة عتق شِرك المملوك حديث أبي هريرة السالف برقم (7468) .
وأخرج قوله: لا ضرر ولا ضرار، البيهقي 6/156-157 و10/133 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان، به.
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2865) ، وذكرنا عنده تتمة الشواهد.
ويشهد لقوله: ليس لعرق ظالم حق، حديث سعيد بن زيد عند أبي داود (3073) ، والترمذي (1378) ، والنسائي في "الكبرى" (5761) . وسنده صحيح.
وفي الباب أيضاً عن غير واحد من الصحابة، انظر "الفتح" 5/19، وفي أسانيدها مقال.
ويشهد لمنع فضل الماء حديث أبي هريرة السالف برقم (7324) ، وذكرنا عنده تتمة الشواهد.
وأخرج الدية الكبرى والصغرى البيهقي 8/74 و77 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان، به.
ويشهد للدية الكبرى حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6533) ، وانظر عنده تتمة الشواهد.
وانظر حديثي عبد الله بن عمرو السالفين برقم (6663) و (7090) .
قال السندي: "الرحبة" بفتح المهملة أو سكونها: الساحة بين الطريق اختلطت بها.
"المِيتاء" مِفعال من الإتيان، أي: طريق مسلوك، وميمه زائدة، وبابه الهمزة.
قاله ابن الأثير.
"وقضى في النخلة" أي: إذا غرسها أحد في أرض موات فحقها من الأرض مبلغ الجريد، فيمنع الآخر من الغرس في هذا المقدار لئلا يتضرر الأول.
"حَيّز لها" بفتح فتشديد، أي: مكانها.
"المرأة لا تعطي" حملوه على الاستحباب وحسن العشرة إلا مالكاً حمله على الوجوب فيما فوق الثلث.
"للجدتين" أي: للجدة من أب وللجدة من أم.
"جواز عتقه" أي: إتمامه.
"نقع بئر" أي: فضل مائها، وقيل: النقع: الماء القليل الناقع، وهو المجتمِع. =(37/441)
• 22779 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ قَالَ: إِنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ بِطُولِهِ غَيْرَ أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي الْإِسْنَادِ فَقَالَ أَبُو كَامِلٍ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ أو أَنَّ عُبَادَةَ قَالَ: مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: الصَّلْتُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ، أَنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
• 22780 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ} [النساء: 15] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ وَنَحْنُ حَوْلَهُ وَكَانَ: إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ أَعْرَضَ عَنَّا وَأَعْرَضْنَا عَنْهُ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ
__________
= "دية الكبرى" أي: الجناية الكبرى، وهي القتل عمداً.
"ثلث الدية" هو أربعة آلاف.
"في الشهر الحرام" أي: إذا قتل في الشهر الحرام يغلظ عليه الدية، بأن يزاد فيها الثلث، وكذا إذا قتل في أحد الحرمين، فإذا اجتمع الأمران بأن يكون القتل في الشهر الحرام وفي الحرم، فالدية عشرون ألفاً بزيادة ثمانية على اثني عشر ألفاً، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.(37/442)
وَكَرَبَ لِذَلِكَ، فَلَمَّا رُفِعَ عَنْهُ الْوَحْيُ قَالَ: " خُذُوا عَنِّي ". قُلْنَا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ، ثُمَّ الرَّجْمُ " قَالَ الْحَسَنُ: فَلَا أَدْرِي أَمِنَ الْحَدِيثِ هُوَ أَمْ لَا؟ قَالَ: فَإِنْ شَهِدُوا أَنَّهُمَا وُجِدَا فِي لِحَافٍ لَا يَشْهَدُونَ عَلَى جِمَاعٍ خَالَطَهَا بِهِ جَلْدُ مِائَةٍ (1) ، وَجُزَّتْ رُءُوسُهُمَا (2)
__________
(1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ5) : جلد مئة، والمثبت من (ظ5) .
(2) حديث صحيح دون قوله في آخره: فإن شهدوا ... إلخ، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، لكنه منقطع فإن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من عبادة بن الصامت، وقد سلف الحديث بالأرقام (22666) و (22703) و (22715) و (22730) و (22734) موصولاً بذكر حطان بن عبد الله الرقاشي بين الحسن وعبادة، وليس في شيء منها ذكر هذا الحرف الذي في آخره، ولم يتابع
الحسنَ عليه أحدٌ.
وأخرجه الطيالسي (584) ، وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (2276) من طريق إبراهيم بن أبي سويد، كلاهما (الطيالسي وإبراهيم) عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. ورواية الطيالسي مختصرة.
وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (378) ، وفي "اختلاف الحديث" ص 153، والنسائي في "الكبرى" (7142) ، والبغوي (2580) من طريق يونس بن عبيد، والطبري في "تفسيره" 4/294 من طريق إسماعيل بن مسلم، كلاهما عن الحسن البصري، به. قال الشافعي بإثره في "اختلاف الحديث": وقد حدثني الثقة: أن الحسن كان يدخل بينه وبين عبادة حطانَ الرقاشي ولا أدري أدخله عبدُ الوهّاب -وهو شيخ الشافعي فيه- بينهما، فتُرك من كتابي حين حوَّلته من الأصل أم لا، والأصل يوم كتبتُ هذا الكتاب غائبٌ عنِّي. =(37/443)
• 22781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى قَالَ: وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الرَّقَّةِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةٌ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ حَتَّى يُطْلِقَهُ الْحَقُّ أَوْ يُوبِقَهُ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ أَجْذَمُ " (1)
• 22782 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مَخْلَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي زُمَيْلٍ إِمْلَاءً مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْفَزَارِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ وَلَقَبُهُ أَبُو الْمَلِيحِ يَعْنِي الرَّقِّيَّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا فِيهِ حَلْقَةٌ فِيهَا اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَفِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ بَرَّاقُ الثَّنَايَا مُحْتَبٍ، فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ سَأَلُوهُ فَأَخْبَرَهُمْ فَانْتَهَوْا إِلَى خَبَرِهِ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَى بَعْضَهُمْ، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ انْصَرَفُوا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ
__________
= قوله: "جُزّت رؤوسهما" قال السندي: من الجز بتشديد الزاي، وهو قطع الشَّعَر.
(1) صحيح لغيره دون قوله: "ومن تعلم القرآن ... إلخ" وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي الكوفي- ضعيف، وعيسى -وهو ابن فائد- مجهول، وروايته عن الصحابة مرسلة. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري.
وانظر (22758) .(37/444)
دَخَلْتُ، فَإِذَا مُعَاذٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ قَالَ: فَصَلَّيْتُ عِنْدَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ جَلَسْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ السَّارِيَةُ، ثُمَّ احْتَبَيْتُ فَلَبِثْتُ سَاعَةً لَا أُكَلِّمُهُ، وَلَا يُكَلِّمُنِي قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِغَيْرِ دُنْيَا أَرْجُوهَا أُصِيبُهَا مِنْكَ وَلَا قَرَابَةَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. قَالَ: فَلِأَيِّ شَيْءٍ قَالَ: قُلْتُ: لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. قَالَ: فَنَثَرَ حِبْوَتِي، ثُمَّ قَالَ: فَأَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ " قَالَ ثُمَّ: خَرَجْتُ فَأَلْقَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ بِالَّذِي حَدَّثَنِي مُعَاذٌ فَقَالَ: عُبَادَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، يَعْنِي نَفْسَهُ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى (1) الْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ " (2)
__________
(1) من قوله: "حقت محبتي" إلى هنا لم يرد في (م) و (ظ2) و (ق) ، وأثبتناه من (ظ5) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه ابن حبان (577) من طريق أبي أحمد مخلد بن الحسن، بهذا الإسناد.
وانظر الحديث التالي.
وسلف الحديث في مسند معاذ بن جبل برقم (22064) من طريق جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني.(37/445)
• 22783 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِقْلٌ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَجْلِسِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَجَلَسْتُ إِلَى حَلْقَةٍ فِيهَا اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ: الرَّجُلُ مِنْهُمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُحَدِّثُ، ثُمَّ يَقُولُ الْآخَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُحَدِّثُ. قَالَ: وَفِيهِمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ بَرَّاقُ الثَّنَايَا، فَإِذَا شَكُّوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَيْهِ وَرَضُوا بِمَا يَقُولُ: فِيهِ قَالَ: فَلَمْ أَجْلِسْ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مَجْلِسًا مِثْلَهُ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ، وَمَا أَعْرِفُ اسْمَ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَلَا مَنْزِلَهُ. قَالَ: فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ مَا بِتُّ بِمِثْلِهَا. قَالَ: وَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، وَجَلَسْتُ إِلَى أَصْحَابِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَعْرِفْ اسْمَ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَلَا مَنْزِلَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا أَنَا بِالرَّجُلِ الَّذِي كَانُوا إِذَا شَكُّوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَيْهِ يَرْكَعُ إِلَى بَعْضِ أُسْطُوَانَاتِ الْمَسْجِدِ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَانِبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ فَأَخَذَ بِحُبْوَتِي حَتَّى أَدْنَانِي مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ لَتُحِبُّنِي لِلَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِي وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ بِجَلَالِ اللهِ فِي ظِلِّ اللهِ وَظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ". قَالَ: فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، قَالَ: قُلْتُ: حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ الرَّجُلُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَا يَقُولُ(37/446)
لَكَ إِلَّا حَقًّا. قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ وَأَفْضَلَ مِنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْثِرُ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرُونَ فِيَّ " قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ: قُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير الرجل المبهم -وهو يونس بن ميسرة بن حلبس، كما جاء مصرحاً باسمه عند بعضهم- فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. وأبو إدريس الخولاني -وهو عائذ الله بن عبد الله- مختلف في سماعه من معاذ بن جبل، وسمع من عبادة كما ذكرنا عند الحديث (22002) .
وأخرجه تاماً ومختصراً البزار في "مسنده" (2697) مختصراً، والطحاوي في "شرح المشكل" (3892) ، والطبراني في "الشاميين" (2224) من طريق محمد بن كثير، والطبراني في "الشاميين" (2225) من طريق أحمد بن عنتر، والحاكم 4/169 من طريق الوليد بن مزيد، ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، به. ووقع في رواية "الشاميين" (2224) : معاذ بن جبل عن عبادة!! خلافاً لمن رواه من نفس الطريق.
وأخرجه الطيالسي (572) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3895) ، والشاشي (1234) ، والحاكم 4/169-170، والبيهقي في "السنن" 10/233، وفي "الشعب" (8993) من طريق يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أبي إدريس، به. وروايتهم مختصرة -إلا الحاكم والبيهقي في "الشعب"- على قوله: "حقت محبتي ... إلخ"، والحديث قد سلف من هذا الطريق في مسند معاذ
بن جبل برقم (22002) . =(37/447)
• 22784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ (1) ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: عَادَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الشُّهَدَاءُ مِنْ أُمَّتِي؟ "، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَسَكَتُوا. فَقَالَ: عُبَادَةُ أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ " (2)
• 22785 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللهُ
__________
= وأخرجه الشاشي (1235) ، والطبراني في "الشاميين" (625) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وفي "الشاميين" (744) مختصراً من طريق عتبة بن أبي حكيم، كلاهما عن عطاء الخراساني، عن أبي إدريس، عن عبادة.
وانظر ما قبله.
(1) تحرف في (م) إلى: أبي سلمان.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سنان. وهو عيسى بن سنان الحنفي.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2154) من طريق عبد الواحد بن غياث، به.
وانظر ما سلف برقم (22684) .
قوله: "بسَرَره" قال السندي: بفتحتين: هو ما يقطع من المولود من السُّرَّة.(37/448)
إِيَّاهَا، أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ " (1)
• 22786 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ (3) ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدٍ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان- وباقي رجاله ثقاث. محمد بن يوسف: هو الفريابي.
وأخرجه الترمذي (3573) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (881) ، والشاشي في "مسنده" (1301) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/137، والبيهقي في "الشعب" (1131) ، والبغوي (1387) من طرق عن محمد بن يوسف الفريابي، بهذا الإسناد. وزِيدَ في إسناد الشاشي: عبد الرحمن بن جبير بن نفير بين مكحول وجبير، وهي رواية شاذة، وزاد الطحاوي وأبو نعيم في آخر الحديث: "فقال رجل من القوم: إذاً نكثر، قال: الله أكثر". وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (182) و (3524) من طريق أبي خليد عتبة ابن حماد، عن ابن ثوبان، به. وفيه الزيادة المشار إليها آنفاً.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (147) ، وفي "مسند الشاميين" (3523) ، وفي "الدعاء" (86) من طريق زيد بن واقد وهشام بن الغاز، عن مكحول، به. وزاد في آخره قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله، ما استعجاله؟ قال: "يقول: قد دعوت فلم يستجب لي"، فقال رجل من القوم: إذاً نكثر يا رسول الله، قال: "الله أكثر".
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11133) ، وإسناده جيد.
(2) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: المروي.
(3) تحرف في (م) إلى: مسلم.(37/449)
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَلِي أُمُورَكُمْ مِنْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ، وَيُنَكِّرُونَكُمْ مَا تَعْرِفُونَ، فَلَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللهَ فَلَا تَعْتَلُّوا بِرَبِّكُمْ " (1)
• 22787 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنِ ابْنِ أُخْتِ عُبَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى يُؤَخِّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا فَصَلُّوهَا لِوَقْتِهَا ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ أَدْرَكْتُ مَعَهُمْ أُصَلِّي؟ قَالَ: " إِنْ شِئْتَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف سويد بن سعيد الهروي. والحديث قد سلف الكلام عليه برقم (22769) . ابن خثيم: هو عبد الله بن عثمان.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (5790) ، والشاشي في "مسنده" (1258) ، والطبراني في "الأوسط" (2915) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ورقة 865-866 من طرق عن يحيى بن سليم، بهذا الإسناد. ورواية الشاشي وابن عساكر مطولة.
وأخرجه ابن ماجه (2865) عن سويد بن سعيد، عن يحيى بن سليم، عن عبد الله بن خثيم، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وسلف في مسنده برقم (3790) .
(2) صحيح لغيره دون قوله: "إن شئت" وسلف التعليق على هذا الحرف عند الرواية (22686) ، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه أيضاً برقم (22681) .
جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر. =(37/450)
• 22788 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ غَزَا، قَالَ إِبْرَاهِيمُ فِي حَدِيثِهِ: فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا يَنْوِي فِي غَزَاتِهِ إِلَّا عِقَالًا، فَلَهُ مَا نَوَى " (1)
• 22789 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ مَكِّيٌّ، وَأَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّادٍ الزُّرَقِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ: كَانَ يَصِيدُ الْعَصَافِيرَ فِي بِئْرِ أَبِي إِهَابٍ، وَكَانَتْ لَهُمْ، فَرَآنِي عُبَادَةُ وَقَدْ أَخَذْتُ الْعُصْفُورَ فَانْتَزَعَهُ مِنِّي وَأَرْسَلَهُ وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ "
__________
= وأخرجه المزي في ترجمة ضمضم أبي المثنى من "التهذيب" 13/330-331 من طريق أبي خيثمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (433) عن محمد بن قدامة بن أعيَن، عن جرير بن عبد الحميد، به.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه عند الرواية (22692) .
وأخرجه ابن حبان (4638) من طريق عبد الواحد بن غياث وحده، بهذا الإسناد.
(2) في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.(37/451)
وَكَانَ عُبَادَةُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
• 22790 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُنِيبٍ الشَّامِيُّ، عَنْ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَبِيتَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَشَرٍ وَبَطَرٍ وَلَعِبٍ وَلَهْوٍ، فَيُصْبِحُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ بِاسْتِحْلَالِهِمُ الْمَحَارِمَ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ، وَشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ " (2)
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (22708) .
(2) هذا الحديث له أربعة أسانيد، الأول: ضعيف لضعف صدقة بن موسى الدَّقيقي، ولضعف فرقد بن يعقوب، ولجهالة أبي عطاء - وهو اليحبوري والثاني: ضعيف لضعف فرقد ولضعف شهر بن حوشب، وعبد الرحمن بن غنم مختلف في صحبته. والثالث: ضعيف لضعف فرقد. والرابع: ضعيف لضعف فرقد ثم هو لم يسمعه من سعيد بن المسيّب، بينهما قتادة كما سلف برقم (22231) ، وكما سيأتي في التخريج. =(37/452)
• 22791 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ. الْحَمْدُ لِلَّهِ. لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ. اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الشَّهْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْقَدَرِ، وَمِنْ سُوءِ الْمَحْشَرِ (2) " (3)
__________
= وأخرجه البخاري في الكنى من "تاريخه" ص 60 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن أبي المنيب، بهذا الإسناد. ووقع في المطبوع غير ما تحريف يصحح من هنا.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/296، وفي "أخبار أصبهان" 1/125-126 من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، عن فرقد السبخي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس.
وقد سلف الحديث في مسند أبي أمامة الباهلي برقم (22231) عن أبي أمامة مرفوعاً، وعن سعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي مرسلاً.
(1) في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(2) في (م) : الحشر.
(3) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عبادة. محمد بن بشر: هو العبدي.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 3/98 و10/398، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (387) .
وفي الباب عن رافع بن خديج عند الطبراني (4409) ، وإسناده ضعيف.
وسلف حديث طلحة بن عبيد الله برقم (1397) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا رأى الهلال قال: "اللهم أهلَّه علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله" وهو حديث حسن بشواهده المذكورة عنده.(37/453)
• 22792 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ (1) ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جُرِحَ فِي جَسَدِهِ جِرَاحَةً فَتَصَدَّقَ بِهَا كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِمِثْلِ مَا تَصَدَّقَ بِهِ " (2)
22293 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ (3) ، وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، حَدَّثَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَفَرَغَ اللهُ مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ فَيَبْقَى رَجُلَانِ، فَيُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ رُدُّوهُ، فَيَرُدُّونَهُ. قَالَ لَهُ: لِمَ الْتَفَتَّ؟ قَالَ: إِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ حَتَّى لَوْ أَنِّي أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مَا عِنْدِي شَيْئًا " قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ (4)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: محمد.
(2) صحيح بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- لم يسمع من عبادة كما ذكرنا عند الرواية (22701) .
(3) تحرف في (م) إلى: عبادة، وتحرف في (ق) و (ظ2) إلى: عبيدة، والمثبت من "أطراف المسند" وكتب الرجال.
(4) إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد. أبو هانئ الخولاني: هو حميد ابن هانئ، وفضالة بن عبيد: هو ابن نافذ بن قيس الأنصاري، صحابي.
وهو في "الزهد - زوائد نعيم" لابن المبارك برقم (409) . =(37/454)
• 22794 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَصَدَّقَ عَنْ جَسَدِهِ بِشَيْءٍ كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِ " (1)
• 22795 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ الْكُوفِيُّ الْمَفْلُوجُ وَكَانَ ثِقَةً، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَأْخُذُ الْوَبَرَةَ مِنْ جَنْبِ الْبَعِيرِ مِنَ الْمَغْنَمِ فَيَقُولُ: " مَا لِي فِيهِ إِلَّا مِثْلُ مَا لِأَحَدِكُمْ مِنْهُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ؛ فَإِنَّ الْغُلُولَ خِزْيٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ، وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ
__________
= وأخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (58) من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وسيأتي مكرراً برقم (23964) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، سلف برقم (11667) ، وإسناده ضعيف.
(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الشعبي -وهو عامر بن شراحبيل- لم يسمع من عبادة كما سلف عند الرواية (22701) .
إسماعيل أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11146) عن علي بن حُجر، والشاشي (1316) ، والبغوي في "تفسيره" 6/41 من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.(37/455)
اللهِ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ؛ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِنَّهُ لَيُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ اللهِ فِي الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَلَا تَأْخُذْكُمْ فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ربيعة بن ناجد تفرد بالرواية عنه أبو صادق -وهو الأزدي الكوفي-، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، قال الذهبي في "المغني": فيه جهالة، وقال في "الميزان": لا يكاد يعرف. عبيدة بن الأسود: هو ابن سعيد الهمداني، والقاسم بن الوليد: هو الهمداني أيضاً.
وأخرجه المزي في ترجمة ربيعة بن ناجد من "تهذيب الكمال" 9/147 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2540) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (8) ، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (6140) ، والطبراني في "الأوسط" (5656) من طريق عبد الله بن سالم الكوفي، به. وروايتا ابن ماجه وابن أبي عاصم مختصرتان.
وانظر ما سلف برقم (22699) .(37/456)
حَدِيثُ أَبِي مَالِكٍ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ
22796 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ " (1)
22797 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عينية، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وسيأتي مكرراً برقم (22834) .
وأخرجه الحميدي (925) ، والبخاري (5301) ، وأبو يعلى (7523) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 6/127، والطبراني في "الكبير" (5912) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4936) و (6503) ، ومسلم (2950) ، وأبو عوانة، وابن حبان (6642) ، والطبراني في "الكبير" (5873) و (5884) و (5988) من طرق عن أبي حازم، به.
وسيأتي برقم (22862) من طريق محمد بن مطرِّف عن أبي حازم، ونحوه برقم (22809م) عن أنس بن عياض عن أبي حازم.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12245) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: بعثتُ أنا والساعة. الساعة بالنصب مفعول معه، وبالرفع عطف على ضمير بعثتُ.
وقوله: "كهذه من هذه" يريد السبَّابة والوُسطى.(37/457)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1)
22798 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: أَنَا فِي الْقَوْمِ إِذْ دَخَلَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ فَقَالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا. فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى قَامَتِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ لَهُ: " عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " اذْهَبْ فَاطْلُبْ ". قَالَ: لَمْ أَجِدْ. قَالَ: " فَاذْهَبْ فَاطْلُبْ، وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ". قَالَ: مَا وَجَدْتُ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ. قَالَ: " هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. سُورَةُ كَذَا، وَسُورَةُ كَذَا قَالَ: " قَدْ أَنْكَحْتُكَهَا عَلَى مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث السالف برقم (15564) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (928) ، والبخاري (5149) و (5150) ، ومسلم (1425) (77) ، وابن ماجه (1889) ، والنسائي 6/54-55 و91-92، وابن الجارود (716) ، وأبو يعلى (7522) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2475) و (2476) و (2477) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/17، والطبراني في "الكبير" (5915) ، والدارقطني 3/248-249، والبيهقي 7/144 و236 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/187، والدارمي (2201) ، والبخاري (5029) و (5030) و (5087) و (5121) و (5126) و (5132) و (5141) و (5871) ، =(37/458)
22799 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ، " بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بِالْمَاءِ فِي تُرْسِهِ، وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَأَخَذَ حَصِيرًا فَأَحْرَقَهُ (1) ، فَحَشَا بِهِ جُرْحَهُ " (2)
__________
= ومسلم (1425) (76) و (77) ، والنسائي في "المجتبى" 6/113، وفي "الكبرى" (8061) ، وأبو يعلى (7539) ، وأبو عوانة (6860-6866) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2478) و (2479) ، وفي "معاني الآثار" 3/17، والطبراني في "الكبير" (5750) و (5781) و (5907) و (5934) و (5938) و (5951) و (5980) و (5993) ، والدارقطني 3/247-248، والحاكم 2/178،
والبيهقي 7/57 و58 و144 و144-145 و242 من طرق عن أبي حازم، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض، وهو عند بعضهم مختصر جداً.
وسيأتي برقم (22832) و (22850) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي داود (2112) ، والنسائي في "الكبرى" (5506) .
قوله: "قد أنكحتُكَها على ما معك من القرآن" قال السندي: أي: على تعليمها إياه كما يدلُّ عليه بعضُ الروايات.
(1) في (ظ5) و (ظ2) : فأحرق.
(2) إسناده صحيح على شرطهما.
وأخرجه الحميدي (929) ، والبخاري (243) و (3037) و (5248) ، ومسلم (1790) (103) ، والترمذي (2085) ، وابن حبان (6578) ، والطبراني في "الكبير" (5916) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (453) ، والبخاري (2903) و (2911) و (4075) و (5722) ، ومسلم (1790) (101) و (102) و (103) ، وابن ماجه (3464) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4914) ، وفي "شرح المعاني" 1/501-502 و502، وابن حبان (6579) ، والطبراني في "الكبير" (5897) ، والبيهقي في =(37/459)
22800 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " كَانَ مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ " يَعْنِي: مِنْبَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= "الدلائل" 3/259-260 و260-261 من طرق عن أبي حازم، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه ابن ماجه (3465) من طريق عباس بن سهل، عن أبيه سهل بن سعد.
وفي بعض روايات الحديث أن فاطمة هي التي أحرقت الحصير وحَشَت به جرح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي الحديث برقم (22829) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي حازم.
(1) إسناده صحيح على شرطهما.
وأخرجه مطولاً بنحو الرواية الآتية برقم (22871) : الشافعيُّ في "مسنده" 1/115، والحميديُّ (926) ، والبخاري (377) ، ومسلم (544) (45) ، وابن ماجه (1416) ، وابن خزيمة (1522) و (1779) ، وأبو عوانة (1744) ، والبيهقي في "السنن" 3/108، وفي "الدلائل" 2/555، والبغوي (497) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً كذلك الدارمي (1565) ، والبخاري (917) و (2569) ، ومسلم (544) (45) ، وأبو داود (1080) ، والنسائي 2/57-59، وأبو عوانة (1745) و (1746) ، وابن حبان (2142) ، والطبراني في "الكبير" (5752) و (5790) و (5977) و (5992) ، والبيهقي في "السنن" 3/108، وفي "الدلائل" 2/554 من طرق عن أبي حازم، به.
وانظر (22854) و (22871) .
والأَثْل: شجر عظيم لا ثمر له.(37/460)
22801 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّمَا التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ، وَالتَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ " (1)
22802 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " لَوْ أَعْلَمُكَ تَنْظُرُ (2) لَطَعَنْتُ بِهِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو حازم هو سلمة ابن دينار الأعرج.
وأخرجه الحميدي (927) ، والدارمي (1365) ، وابن ماجه (1035) ، والنسائي 8/243-244، وابن الجارود (211) ، وأبو يعلى (7513) و (7517) ، وابن خزيمة (854) و (1623) ، وأبو عوانة (2033) و (2035) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1754) وفي "شرح معاني الآثار" 1/447، والطبراني في "الكبير" (5914) ، والبيهقي 3/112-113 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا
الإسناد. والحديث عند بعضهم مطوَّل.
وسيأتي مختصراً برقم (22845) ، ومطولاً بالأرقام (22807) و (22816) و (22817) و (22848) و (22852) و (22863) .
قوله: "من نابه شيءٌ" أي: عَرَض له.
(2) هكذا في (ق) ، وهو الجادة، وفي (م) وسائر النسخ الخطية: تنتظر، وكذلك وقع في كثير من نسخ "الصحيحين" بإثبات التاء الثانية، قال القاضي عياض: وهي رواية الجمهور، والصواب: تنظر، ويُحمَل الأول عليه. "شرح مسلم" للنووي 14/137.(37/461)
عَيْنَكَ إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ " (1)
22803 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ فَتَلَاعَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ يَا رَسُولَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما.
وأخرجه الحميدي (924) ، والشافعي 2/101، وابن أبي شيبة 8/756، والبخاري (6241) ، ومسلم (2156) (41) ، والترمذي (2709) ، وابن الجارود (789) ، وأبو يعلى (7510) ، وأبو عوانة في الديات كما في "إتحاف المهرة" 6/142، والطحاوي في "شرح المشكل" (933) ، وابن حبان (6001) ، والطبراني في "الكبير" (5663) ، والبيهقي 8/338 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (448) ، والدارمي (2384) و (2385) ، والبخاري في "صحيحه" (5924) و (6901) ، وفي "الأدب المفرد" (1070) ، ومسلم (2156) (40) و (41) ، والنسائي 8/60-61، وأبو عوانة في الديات كما في "إتحاف المهرة" 6/142، والطحاوي في "شرح المشكل" (934) و (935) ، وابن حبان (5809) و (6001) ، والطبراني في "الكبير" (5661) و (5662) و (5664-
5673) ، وفي "الأوسط" (215) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/96-97 من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (22833) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7313) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "من جُحر" أي: من ثُقب.
والمِدْرَي: آلة من حديد مثل المشط يسوَّى به شعر الرأس، ويحكُّ بها الرأس.(37/462)
اللهِ: إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَجَاءَتْ بِهِ لِلَّذِي كَانَ يَكْرَهُ (1)
22804 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ (2) وَسُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَا (3) : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 2/46، وابن أبي شيبة 4/351 و14/172-173، والبخاري (6854) و (7165) ، وأبو داود (2251) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/155، والطبراني في "الكبير" (5687) و (5691) ، والبيهقي 7/401 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
ولفظ ابن أبي شيبة في الموضع الأول: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرق بين المتلاعنين، وقال: "حسابكما على الله"، ورواية البخاري الثانية مختصرة ولفظها: قال سعد: شهدتُ المتلاعنين، وأنا ابن خمس عشرة، فرَّق بينهما، وفي رواية الطبراني في الموضع الأول: عن سهل: أنه حضر المتلاعنين وأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرَّق بينهما.
وسيأتي من طريق الزهري مطولاً برقم (22830) .
(2) قوله: عن الحسن سقط من (م) .
(3) في (م) : قال، وهو خطأ.
(4) هذا الحديث له إسنادان الأول: طريق الحسن -وهو البصري- رجاله ثقات رجال الصحيحين، وهو مرسل، والثاني: سفيان بن عيينة عن أبي حازم عن سهل بن سعد، وهو متصل صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1098) ، وابن ماجه (1697) ، والنسائي في "الكبرى" (3312) ، وأبو يعلى (7511) و (7552) ، وابن خزيمة (2059) ، وابن حبان =(37/463)
22805 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: اخْتَلَفَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هُوَ مَسْجِدُ الرَّسُولِ، وَقَالَ الْآخَرُ: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءٍ، فَأَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَاهُ فَقَالَ: " هُوَ مَسْجِدِي هَذَا " (1)
__________
= (3506) والطبراني في "الكبير" (5880) و (5981) و (5995/2) ، والبيهقي 4/237 من طرق عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد.
وسيأتي (22828) و (22846) و (22859) و (22870) من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9810) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل ربيعة بن عثمان التيمي -وهو ابن ربيعة بن عبد الله بن الهُدير المدني- فقد أخرج له مسلم حديثاً واحداً، وروى له النسائي وابن ماجه، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 2/370 و372، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1400) ، وعبد بن حميد (467) ، والبلاذري في "فتوح البلدان" ص10، والطبري في "تفسيره" 11/28، وابن حبان (1604) و (1605) ، والطبراني في "الكبير" (6025) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا
الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4737) من طريق عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان التيمي، به.
وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمران بن أبي أنس برقم (22838) . =(37/464)
22806 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ الْأَفْزَرُ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ مِنْ بَنِي عَمْرٍو فِي مُنَازَعَةٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
22807 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ قَدْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَاهُنَا، فَأُؤَذِّنُ وَأُقِيمُ، فَتَقَدَّمَ وَتُصَلِّيَ قَالَ: مَا شِئْتَ فَافْعَلْ. فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَفَّحَ النَّاسُ بِأَبِي بَكْرٍ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَنَحَّى، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ
__________
= وسيأتي أيضاً من طريق أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد في الحديث التالي.
وقد سلف من حديث سهل بن سعد الساعدي، عن أبي بن كعب في مسنده برقم (21106) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد بن إسحاق بن يسار المدني- فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزُّهْري، وأبو حازم الأفزر مولى الأسود بن سفيان المخزومي: هو سلمة بن دينار.
وانظر ما قبله.
وقوله: "في منازعة" لعل المراد الاختلاف الذي وقع بين الرجلين في المسجد الذي أُسِّس على التقوى، والله تعالى أعلم.(37/465)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ: مَكَانَكَ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ؟ " قَالَ: مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَمَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: " فَأَنْتُمْ لِمَ صَفَّحْتُمْ؟ " قَالُوا: لِنُعْلِمَ أَبَا بَكْرٍ. قَالَ: " إِنَّ (1) التَّصْفِيحَ لِلنِّسَاءِ، وَالتَّسْبِيحَ لِلرِّجَالِ " (2)
22808 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ،
__________
(1) في (ظ5) : إنما.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- فقد روى له أصحاب السنن الأربعة واستشهد به البخاري، وقد توبع. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/447، والطبراني في "الكبير" (5976) و (5978) من طرق عن عبد الرحمن المسعودي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4072) ، وعبد بن حميد (450) ، والدارمي (1365) ، والبخاري (1201) و (1218) و (1234) و (2690) و (2693) ، ومسلم (421) (103) ، والنسائي 2/77-79، وأبو يعلى (7545) ، وابن خزيمة (853) و (1623) ، وأبو عوانة (2038) ، والطحاوي 1/447، والطبراني (5742) و (5749) و (5765) و (5824) و (5843) و (5844) و (5857) و (5882)
و (5909) و (5926) ، و (5958) و (5979) و (5994) و (6008) ، والحاكم 3/77، والقضاعي في "مسند الشهاب" (291) و (1174) ، والبيهقي 2/246 من طرق عن أبي حازم، به.
ورواه بعضهم مختصراً جداً بنحو الرواية السالفة برقم (22801) .
وأخرجه الطبراني (5693) من طريق الوليد بن محمد، عن الزهري، عن سهل ابن سعد.(37/466)
لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ (1) كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ " (2)
22809 - وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ ". وَفَرَّقَ بَيْنَ إِصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، ثُمَّ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ فَرَسَيْ رِهَانٍ ". ثُمَّ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ طَلِيعَةً، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُسْبَقَ أَلَاحَ بِثَوْبِهِ: أُتِيتُمْ أُتِيتُمْ ". ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا ذَلِكَ " (3)
__________
(1) قوله: فإنما مثل محقِّرات الذنوب، سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5872) ، وفي "الأوسط" (7319) ، وفي "الصغير" (904) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (67) ، والبيهقي في "الشعب" (7267) ، والبغوي في "شرح السنة" (4203) من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث ابن مسعود السالف برقم (3818) .
وحديث عائشة سيرد برقم (24415) ، وصححه ابن حبان (5568) .
(3) إسناده صحيح كسابقه. =(37/467)
22810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: " كَانَ رِجَالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاقِدِي أُزُرِهِمْ عَلَى رِقَابِهِمْ كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ، فَيُقَالُ لِلنِّسَاءِ: لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا " (1)
22811 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: ارْتَجَّ أُحُدٌ وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْبُتْ أُحُدُ مَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ " (2)
__________
= وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (347) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10237) من طريق أنس بن عياض، به.
وقد أورد هذا الحديث السيوطيُّ في "الجامع الصغير" دون قوله: "مثلي ومثل الساعة كهاتين"، ورمز لحُسْنه، وأخطأ الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله فأورده في "ضعيف الجامع الصغير" (5256) .
قوله: "ألاَح بثوبه" أي: أشار إليهم به.
"أُتِيتُم أُتِيتم" أي: جاءكم العدوُّ، جاءكم العدوُّ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وسلف برقم (15562) عن وكيع عن سفيان الثوري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (247) بسنده ومتنه.
والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (20401) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (449) ، وأبو يعلى (7518) ، وابن حبان (6492) ، والبيهقي في "الدلائل" =(37/468)
22812 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَيَّاشٌ يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ الْمَعْنَى، وَقَفَ عَلَيْنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: سَهْلٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ " (1)
__________
= 6/351، والبغوي (3902) . وعند البيهقي والبغوي في إحدى روايتيه: حراء بدل أحد.
وأورده البخاري في "تاريخه الكبير" 4/78 قال: وقال لنا أحمد وعلي: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي حازم، عن سهل: ارتَجَّ أُحدٌ وعليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وعثمان.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9430) ، وعن أنس بن مالك، سلف (12106) ، وانظر تتمة شواهد الحديث عند حديث أبي هريرة.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.
وأخرجه عبد بن حميد (465) ، والطبراني في "الكبير" (6011) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/402، وأبو يعلى (7546) ، وابن حبان (1752) من طريق زيد بن الحباب وحده، به. ولفظ أبي يعلى وابن حبان: "من انتظر الصلاة فهو في الصلاة ما لم يُحدِث".
وأخرجه النسائي 2/55-56، وابن حبان (1751) ، والطبراني (6012) من طريق بكر بن مضر، وأبو يعلى (7550) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن عياش بن عقبة، به. وعند أبي يعلى في أوله قصة ولفظ المرفوع: "من كان في المسجد ينتظر صلاة، فهو في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه". =(37/469)
22813 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَأَبْلَى بَلَاءً حَسَنًا فَعَجِبَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ بَلَائِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ". قُلْنَا: فِي سَبِيلِ اللهِ مَعَ رَسُولِ اللهِ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَجَرَحَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا اشْتَدَّتْ بِهِ الْجِرَاحُ وَضَعَ ذُبَابَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهِ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ مَا قُلْتَ، قَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَرَّبُ وَالسَّيْفُ بَيْنَ أَضْعَافِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُوَ لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (1)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7430) و (7614) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11015) .
وعن أنس، سلف برقم (12880) .
وعن جابر، سلف برقم (14743) .
وعن عبد الله بن سلام، سيأتي برقم (23779) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد بن حميد (457) و (459) ، والبخاري (2898) و (4202) و (4207) ، ومسلم (112) وص 2042، وابن أبي عاصم في =(37/470)
22814 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ هَلْ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّقِيَّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَيْنِهِ، يَعْنِي الْحُوَّارَى،؟ قَالَ: " مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّقِيَّ بِعَيْنِهِ حَتَّى لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ "
فَقِيلَ لَهُ: هَلْ كَانَ لَكُمْ مَنَاخِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " مَا كَانَتْ لَنَا مَنَاخِلُ. قِيلَ لَهُ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِالشَّعِيرِ؟ قَالَ: نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ " (1)
__________
= "السنة" (216) ، وأبو يعلى (7544) ، وأبو عوانة في النذور كما في "إتحاف المهرة" 6/110، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3039) و (3040) ، وابن حبان (6175) ، والطبراني في "الكبير" (5806) و (5825) و (5830) و (5891) و (5952) و (6001) ، والآجري في "الشريعة" ص 185، وتمام في "فوائده" (51) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/252 من طرق عن أبي حازم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (22835) .
ويشهد لقصة الرجل الذي قتل نفسه دون قوله: "إن الرجل ليعمل ... إلخ" حديث أبي هريرة، السالف برقم (8090) .
وعن صحابي لم يُسم شهد مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، سلف برقم (17218) .
ويشهد لقوله: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ... إلخ" حديث ابن مسعود، سلف برقم (3624) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
ذُباب السيف: طرفه الذي يُضرَب به.
يتضرَّب: أي يضطرب.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. =(37/471)
22815 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالْخَنْدَقِ وَهُمْ يَحْفِرُونَ، وَنَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَافِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ " (1)
__________
= وأخرجه الترمذي في "السنن" (2364) ، وفي "الشمائل" (148) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد - زاد فيه: "ثم نعجنه"، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد بن حميد (461) ، والبخاري (5410) و (5413) ، وابن ماجه (3335) ، والنسائي في الرقاق من "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 4/127، وابن حبان (6347) و (6360) ، والطبراني في "الكبير" (5796) و (5846) و (5889) و (5999) ، والبغوي (2845) من طرق عن أبي حازم، به.
وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي برقم (24421) وإسناده ضعيف.
والنَّقِي أو الحُوَّارَى: هو الدقيق الأبيض، وهو لُباب الدقيق.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4098) ، والنسائي في "الكبرى" (8312) من طريق قتيبة ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3797) ، ومسلم (1804) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1791) ، وأبو يعلى (7515) ، وأبو عوانة (6936) ، والطبراني في "الكبير" (5875) ، والبيهقي 9/39 من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم، به.
وأخرجه البخاري (6414) ، والترمذي (3856) ، والطبراني (5949) ، والبيهقي 7/48 من طريق الفضيل بن سليمان، عن أبي حازم، به.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12722) .
وعن أم سلمة، سيأتي برقم (26482) .(37/472)
22816 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُمْ بَعْدَ الظُّهْرِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ وَقَالَ: " يَا بِلَالُ إِنْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَلَمْ آتِ فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ". قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ أَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ بِهِمْ، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ صَفَّحُوا، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشُقُّ النَّاسَ حَتَّى قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ، فَلَمَّا رَأَى التَّصْفِيحَ لَا يُمْسَكُ عَنْهُ، فَالْتَفَتَ فَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ أَنْ امْضِهْ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ هُنَيْهَةً فَحَمِدَ اللهَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ مَشَى الْقَهْقَرَى قَالَ: فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ لَا تَكُونَ مَضَيْتَ؟ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ يَكُنْ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لِلنَّاسِ: " إِذَا نَابَكُمْ فِي صَلَاتِكُمْ شَيْءٌ، فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ، وَلْيُصَفِّحِ النِّسَاءُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1364) ، والبخاري (7190) ، وأبو داود (941) ، والنسائي 2/82-83، وأبو يعلى (7524) ، وابن خزيمة (853) و (1517) و (1623) ، وابن حبان (2261) ، والطبراني (5932) ، والبيهقي 3/123 من طرق عن حماد ابن زيد، بهذا الإسناد. ورواية الدرامي وأبي داود مختصرة. =(37/473)
22817 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ حَمَّادٌ، ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا حَازِمٍ فَحَدَّثَنِي بِهِ فَلَمْ أُنْكِرْ مِمَّا حَدَّثَنِي شَيْئًا، قَالَ: كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَأَتَاهُمْ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ وَقَالَ لِبِلَالٍ: " إِنْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَمْ آتِ، فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ". قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ أَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ فَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ، فَلَمَّا تَقَدَّمَ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ صَفَّحَ النَّاسُ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ. قَالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يُمْسِكُونَ الْتَفَتَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ أَنْ امْضِهْ. قَالَ: فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ الْقَهْقَرَى قَالَ: وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْضِيَ فِي صَلَاتِكَ؟ " قَالَ: فَقَالَ: مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " إِذَا نَابَكُمْ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ، فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ، وَلْيُصَفِّقِ النِّسَاءُ " (1)
__________
= وانظر (22801) .
القَهقَرى: الرجوع إلى الخلف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد: هو ابن زيد، وعبيد الله بن عمر: هو العُمري، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه الطبراني (5739) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/250 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(37/474)
22818 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ. قَالَ: يُقَالُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ هَلُمُّوا إِلَى الرَّيَّانِ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ ذَلِكَ الْبَابُ " (1)
22819 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
__________
= وأخرجه أبو عوانة (2036) من طريق إسحاق بن هشام، عن حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه مسلم (421) (104) ، والنسائي في "المجتبى" 3/3-4، وفي "الكبرى" (524) ، وابن خزيمة (853) و (1574) ، وأبو عوانة (2037) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/250 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر، به.
وانظر ما قبله و (22801) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري.
وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي شيبة 3/5 و5-6، وعبد بن حميد (455) ، والبخاري (1896) و (3257) ، ومسلم (1152) ، وابن ماجه (1640) ، والترمذي (765) ، وابن حبان (3420) و (3421) ، والطبراني (5754) ، والبيهقي 4/305، والشجري في "الأمالي" 2/109، والبغوي (1708) من طرق عن أبي حازم، بهذا الإسناد - زاد ابن ماجه والطبراني: "ومن دخله لم يظمأْ أبداً".
وأخرجه موقوفاً النسائي 4/168 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. وانظر ما بعده و (22842) .
وفي الباب عن أبي هريرة ضمن حديث سلف برقم (7633) .(37/475)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَابًا يُدْعَى الرَّيَّانُ يُقَالُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَإِذَا دَخَلُوهُ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ غَيْرُهُمْ " قَالَ (1) : فَلَقِيتُ أَبَا حَازِمٍ: فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ غَيْرَ أَنِّي لِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْفَظُ (2)
22820 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا (3)
__________
(1) القائل هو بشر بن المفضَّل.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من جهة عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة المدني، فهو صدوق حسن الحديث، وإذا أسقط من الإسناد، فهو صحيح على شرط الشيخين.
وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (5304) و (6005) ، وفي "الأدب المفرد" (135) ، وأبو داود (5150) ، والترمذي (1918) ، وأبو يعلى (7553) ، وابن حبان (460) ، والطبراني في "الكبير" (5905) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (332) ، والبيهقي في "السنن" 6/283، وفي "الشعب" (11026) ، والبغوي (3454) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أبي حازم، به.
وفي الباب عن أبي أمامة، سلف برقم (22153) . وانظر الشواهد هناك.(37/476)
22821 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: " لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ". قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ: " أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ " فَقَالَ: هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ، يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ. قَالَ: " فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ ". فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا. فَقَالَ: " انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ فِيهِ، فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1037) .
وأخرجه البخاري (3009) و (4210) ، ومسلم (2406) ، والنسائي في "الكبرى" (8149) و (8587) ، وفي "الخصائص" له برقم (17) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/62، والبيهقي في "الدلائل" 4/205، وفي "الأسماء والصفات" ص 498، والبغوي (3906) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2472) ، ومن طريقه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/120، والطبراني في "الكبير" (5991) ، =(37/477)
22822 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ". قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا يَقُولُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يُزِيدُ فَيَقُولُ: " إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي " (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/207 من طريق عبد الله ابن وهب، كلاهما (سعيد بن منصور وابن وهب) عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه سعيد بن منصور (2473) ، والبخاري (2942) و (3701) ، ومسلم (2406) ، وأبو داود (3661) ، وأبو عوانة 6/120، وأبو يعلى (7527) و (7537) ، وابن حبان (6932) ، والطبراني (5877) ، والبيهقي في "السنن" 9/106-107، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/218 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والطبراني (5950) من طريق فضيل بن سليمان، كلاهما عن أبي حازم، به
- ورواية أبي داود مختصرة.
وفي الباب عن علي نفسه، سلف برقم (778) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8990) . وانظر تتمة أحاديث الباب عندهما.
وقوله: "يدوكون" أي: يخوضون ويتحدثون في ذلك.
"حُمْر النَّعَم": هي الإبل الحُمْر، وهي أنفس أموال العرب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(37/478)
22823 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (2290) و (2291) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7050) و (7051) من طريق يحيى بن بكير، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/121 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، به.
وأخرجه البخاري (6583) و (6584) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (774) ، وأبو عوانة، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/307 من طرق عن أبي حازم، به.
ورواية ابن عبد البر دون حديث أبي سعيد.
وسيأتي برقم (22873) بشطريه.
وسلف حديث أبي سعيد الخدري في مسنده برقم (11220) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبي حازم، به.
وانظر حديث ابن مسعود (3639) .
وحديث ابن عمر (6162) .
وحديث جابر (14719) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر بن علي: هو عمر بن علي بن عطاء بن مقدَّم المقدَّمي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5407) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6474) و (6807) ، والترمذي (2408) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (3) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7555) ، وفي "معجم شيوخه" (278) ، وابن حبان (5701) ، والطبراني (5960) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1702، والحاكم 4/358، وأبو نعيم في "الحلية" 3/252، والبيهقي في =(37/479)
22824 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْيَاخُ فَقَالَ لِلْغُلَامِ: " أَتَأْذَنُ لِي (1) أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ؟ " فَقَالَ: لَا وَاللهِ لَا أُوثِرُ
__________
= "السنن" 8/166، وفي "الآداب" (362) ، والبغوي (4122) من طرق عن عمر ابن علي، به.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19559) .
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي برقم (23065) .
وعن أبي هريرة عند الترمذي (2409) ، وصححه ابن حبان (5703) .
وعن جابر عند أبي يعلى (1855) و (2109) ، والطبراني في "الأوسط" (4978) ، وفي "الصغير" (756) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (546) .
وعن عائشة عند أبي يعلى (4685) .
وانظر حديث معاذ بن جبل، سلف برقم (22016) وفيه: "وهل يكبُّ الناس على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائدُ ألسنتهم".
وانظر أيضاً حديث عبادة بن الصامت، سلف برقم (22757) وأوله: "اضمنوا ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة ومنها: احفظوا فروجكم".
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7907) ولفظه: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
أكثر ما يلج به الناسُ النارَ، فقال: "الأجوفان: الفم والفرج"، وسئل عن أكثر ما يلج به الناسُ الجنةَ، فقال: "حُسْن الخلق".
قوله: "من توكَّل لي" أي: من ضمن لي حِفظَ فمه وفرجه، واللَّحْي: عَظْم الحنك.
(1) في (ظ5) : أتأذن في.(37/480)
بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا. قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ (1)
22825 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتَاهَا، قَالَ سَهْلٌ: وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. هِيَ الشَّمْلَةُ. قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي فَجِئْتُ بِهَا لِأَكْسُوَكَهَا، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ فَجَسَّهَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق ابن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.
وهو في "الموطأ" 2/926-927، ومن طريقه أخرجه البخاري (2451) و (2602) و (2605) و (5620) ، ومسلم (2030) (127) ، والنسائي في "الكبرى" (6868) ، وأبو عوانة (8230) و (8231) ، وابن حبان (5335) ، والطبراني (5769) ، والبيهقي 7/286، والبغوي (3054) .
وأخرجه البخاري (2351) و (2366) ، ومسلم (2030) (128) ، وأبو عوانة (8232-8235) ، والطبراني في "الكبير" (5780) و (5815) و (5890) و (5948) و (5957) و (5989) و (6007) من طرق عن أبي حازم، به.
وسيأتي برقم (22867) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1904) .
وعن أنس، سلف برقم (12077) .
قوله: "فتَلَّه" أي: وَضَعه وأَلقاه.(37/481)
رَجُلٌ سَمَّاهُ، فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْبُرْدَةَ! اكْسُنِيهَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " نَعَمْ ". فَلَمَّا دَخَلَ طَوَاهَا وَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: وَاللهِ مَا أَحْسَنْتَ؛ كُسِيَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي مَا سَأَلْتُهُ لِأَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يَوْمَ مَاتَ (1)
* 22826 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ أَبَا حَازِمٍ حَدَّثَهُ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج بن النعمان، فمن رجال البخاري. ابن أبي حازم: اسمه عبد العزيز.
وأخرجه عبد بن حميد (462) ، والبخاري (1277) ، وابن ماجه (3555) ، والطبراني (5887) من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2093) و (5810) و (6036) ، والنسائي 8/204-205، والطبراني (5751) و (5785) و (5920) و (5997) ، والبيهقي في "الشعب" (6234) من طرق عن أبي حازم، به. واقتصر النسائي في روايته على أوله.
قوله: "فيها حاشيَتَاها" حاشية الثوب هُدَبه، فكأنه قال: إنها جديدة لم يُقطع هُدَبُها، ولم تُلبَس بعدُ.
و"جسَّها" أي: مسَّها بيده.
وفلان بن فلان، جاء أنه سعد بن أبي وقاص، وهو في رواية يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عند الطبراني (5997) ، وجاء أنه أعرابيٌّ وهو في رواية ربيعة بن صالح عن أبي حازم عند الطبراني أيضاً (5920) ، وقيل: هو عبد الرحمن ابن أبي عوف. انظر "فتح الباري" 3/143-144.(37/482)
سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا وَصَفَ فِيهِ الْجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ: " فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ خَطَرَ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16-17] " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، من أجل أبي صخر -وهو حميد بن زياد- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
ابن وهب: اسمه عبد الله.
وأخرجه مختصراً الطبراني (6002) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2825) ، والطبري في "تفسيره" 21/106، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 6/123، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (122) من طرق عن ابن وهب، به.
وأخرجه الطبراني (6003) ، والحاكم 2/413-414 من طريق عبد الله بن سويد، عن أبي صخر، به.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 13/101، وعبد بن حميد (463) ، وأبو يعلى (7520) و (7530) ، والطبراني (5827) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن أبي حازم، به. وتحرف "أبو حازم" في الموضع الأول عند أبي يعلى إلى: أبي حاتم.
وأخرجه كذلك الطبراني (5706) من طريق عباس بن سهل، عن سهل بن سعد، وروايته مختصرة.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8143) و (9649) .(37/483)
22827 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا " (1)
22828 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ " (2)
22829 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن ميمون، فقد روى له أبو داود في "المسائل"، وهو ثقة.
وسيأتي مثله من طريق مالك برقم (22843) ، ومطوَّلاً من طريقه أيضاً برقم (22851) .
وانظر (22830) .
قوله: "أنه كره المسائل" أي: العويصات من المسائل بلا حاجةٍ إليها، بل لمجرد تخجيل الغير، أو الإكثار فيها والاشتغال بها عن العمل المحتاج إليه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7592) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/13، وعبد بن حميد (458) ، والدارمي (1699) ، وابن خزيمة (2059) ، وأبو عوانة (2786) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/136 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وزاد أبو نعيم في إحدى روايتيه: "ولم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم" وإسنادها ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري برقم (22846) عن عبد الرحمن بن مهدي وإسحاق الأزرق عنه.
وانظر (22804) .(37/484)
أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: " رَأَيْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ أَحْرَقَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ تَجْعَلُهُ عَلَى جُرْحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بِوَجْهِهِ، قَالَ، وَأُتِيَ بِتُرْسٍ فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَتْ عَنْهُ الدَّمَ " (1)
22830 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَ عُوَيْمِرٌ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: فَقَالَ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِهِ فَقَتَلَهُ، أَيُقْتَلُ بِهِ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَعَابَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ قَالَ: فَلَقِيَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَا صَنَعْتُ إِنَّكَ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَعَابَ الْمَسَائِلَ، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللهِ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَأَسْأَلَنَّهُ، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِيهِمَا قَالَ: فَدَعَا بِهِمَا فَلَاعَنَ بَيْنَهُمَا قَالَ: فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: لَئِنْ انْطَلَقْتُ بِهَا يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَفَارَقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَصَارَتْ سُنَّةً فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْصِرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ، عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ (2) كَأَنَّهُ
__________
(1) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق: وهو المدني نزيل البصرة.
وانظر (22799) .
(2) في (ظ5) : أُحيمر. وهو تصغير "أَحمر".(37/485)
وَحَرَةٌ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا كَاذِبًا " قَالَ: فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شيخ المصنف أبي كامل -وهو مظفَّر بن مُدرِك- فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي 2/45 و47، وأبو داود (2248) ، وابن ماجه (2066) ، والطبراني في "الكبير" (5682) و (5690) ، والبيهقي 7/399، والبغوي (2367) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً مطولاً ومختصراً الشافعي 2/45-46 و46، وعبد الرزاق (12446) و (12447) ، والدارمي (2230) ، والبخاري (423) و (4745) و (4746) و (5309) و (7166) و (7304) ، ومسلم (1492) (2) و (3) ، وأبو داود (2247) و (2249) و (2250) و (2252) ، وابن الجارود (756) ، والطبري في "تفسيره" 18/85، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/102 و4/155-156، وفي "شرح مشكل الآثار" (5150) و (5151) ، وابن حبان (4283) و (4285) ، والطبراني (5674) و (5677) و (5678) و (5681) و (5683) و (5684) و (5685) و (5686) و (5688) ، والدراقطني 3/274 و275، والبيهقي 6/258 و398 و399 و400 و401 و410 من طرق عن
الزهري، به.
وأخرجه الطبراني (5777) من طريق سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد.
وروي هذا الحديث عند المصنف من طريق الزهري مطولاً ومختصراً بالأرقام (22803) و (22827) و (22831) و (22837) و (22843) و (22851) و (22853) .
وسيأتي برقم (22856) من طريق سهل بن سعد عن عاصم بن عدي.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2131) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (4001) . =(37/486)
22831 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: لَمَّا لَاعَنَ عُوَيْمِرٌ أَخُو بَنِي الْعَجْلَانِ امْرَأَتَهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ظَلَمْتُهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا هِيَ الطَّلَاقُ. هِيَ الطَّلَاقُ. هِيَ الطَّلَاقُ (1)
22832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ (2) : سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: " فَهَلْ تَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " مَاذَا؟ " قَالَ: سُورَةَ كَذَا، وَسُورَةَ كَذَا، وَسُورَةَ كَذَا. قَالَ: " فَقَدْ أَمْلَكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ " قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يَمْضِي وَهِيَ تَتْبَعُهُ (3)
__________
= وعن ابن عمر، سلف برقم (4693) .
قال السندي: "أسحم" أي: أسود. "أدعج العينين" من الدَّعَج -بفتحتين-: شدة سواد العين، وقيل: مع سَعَتها. "وَحَرة" بفتحات: دويْبَّة حمراء تلزق بالأرض.
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعن، وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأَوْدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5689) من طريق أبي خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد - وقال فيه: وهي طالق البتَّة.
وانظر ما قبله.
(2) القائل هو أبو حازم، والهاء في "سمعته" تعود على سهل بن سعد.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. =(37/487)
22833 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سِتْرِ حُجْرَةٍ (1) ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى فَقَالَ: " لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يَنْظُرُنِي حَتَّى آتِيَهُ لَطَعَنْتُ بِالْمِدْرَى فِي عَيْنِهِ، وَهَلْ جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ إِلَّا مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ " (2)
22834 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ " (3)
22835 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخَبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
__________
= وهو بأطول مما هنا في "مصنف" عبد الرزاق (12274) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (7521) ، والطبراني (5927) و (5961) .
وانظر (22798) .
(1) في (م) وحدها: حجرته، وفي نسخة على هامش (ظ5) : الحجرة.
(2) إسناده صحيح كسابقه.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (19431) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الديات كما في "إتحاف المهرة" 6/142، والطبراني في "الكبير" (5660) ، والبيهقي 8/338، والبغوي (2567) .
وأخرجه مسلم (2156) (41) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، به.
وانظر (22802) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الحديث السالف برقم (22796) .(37/488)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ " (1)
22836 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنْ كَانَ فَفِي الْفَرَسِ وَفِي الْمَرْأَةِ وَفِي الْمَسْكَنِ " يَعْنِي الشُّؤْمَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه أبو عوانة في النذور كما في "إتحاف المهرة" 6/110 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6493) و (6607) ، وأبو عوانة (140) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3037) ، والطبراني في "الكبير" (5784) و (5798) و (5799) من طرق عن أبي غسان محمد بن مطرّف، به. ورواية البخاري وأبي عوانة والطبراني مطولة بنحو الرواية السالفة برقم (22813) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة.
وهو في "الموطأ" 2/972، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الصحيح" (2859) و (5095) ، وفي "الأدب المفرد" (917) ، ومسلم (2226) (119) ، وابن ماجه (1994) ، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 6/115، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (780) ، وفي "شرح المعاني" 4/314، والطبراني في "الكبير" (5770) . =(37/489)
22837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَيَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ: " اقْبِضْهَا إِلَيْكَ حَتَّى تَلِدَ عِنْدَكَ، فَإِنْ تَلِدْهُ أَحْمَرَ (1) فَهُوَ لِأَبِيهِ الَّذِي انْتَفَى مِنْهُ لِعُوَيْمِرٍ، وَإِنْ وَلَدَتْهُ قَطَطَ الشَّعْرِ أَسْوَدَ اللِّسَانِ، فَهُوَ لِابْنِ السَّحْمَاءِ " قَالَ عَاصِمٌ: فَلَمَّا وَقَعَ أَخَذْتُهُ إِلَيَّ، فَإِذَا رَأْسُهُ مِثْلُ فَرْوَةِ الْحَمَلِ الصَّغِيرِ، ثُمَّ أَخَذْتُ، قَالَ يَعْقُوبُ: بِفُقْمَيْهِ، فَإِذَا هُوَ أُحَيْمِرٌ مِثْلُ النَّبْعةِ (2) ، وَاسْتَقْبَلَنِي لِسَانُهُ أَسْوَدُ مِثْلُ التَّمْرَةِ. قَالَ: فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ (3)
__________
= وأخرجه مسلم (2226) ، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/314، والطبراني (5747) و (5803) و (5807) و (5832) و (5852) و (5906) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/252 من طرق عن أبي حازم، به.
وسيأتي برقم (22866) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4544) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) في نسخة في (ظ5) : أُحيمر.
(2) في (م) و (ظ2) و (ق) : النبقة، بالقاف، والمثبت من (ظ5) و"حاشية" السندي، ومن "فتح الباري" 9/453، قال الحافظ ابن حجر: والنَّبْعة: واحدة النَّبْع بفتح النون وسكون الموحَّدة بعدها مهملة، وهو شجر يُتَّخذ منه القِسيُّ والسهام، ولون قشره أحمر إلى الصفرة.
(3) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق. يعقوب شيخ المصنف في أحد طريقيه: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. =(37/490)
22838 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي الْأَسْلَمِيُّ يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى. قَالَ: " هُوَ مَسْجِدِي " (1)
* 22839 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
__________
= وأخرجه بنحوه أبو داود (2246) من طريق محمد بن سلمة، والطبراني في "الكبير" (5734) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة بلفظ: "أمسك المرأة عندك حتى تلد".
وانظر (22830) .
قال السندي: "قَطَط الشعر" بفتحتين على المشهور، وروي بكسر الطاء الأولى أي: شديد التقبُّض كشعر السودان.
"وقع" أي: سقط الولد من رَحِم الأم.
"فروة الحَمَل" بفتحتين، ولد الضَّأن في السنة الأولى، والفروة: الجلدة، وهو بيان كونه قطط الشعر.
"بفقميه" بفاءٍ مفتوحةٍ أو مضمومة وقاف ساكنة، أي: بلِحْييه.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف فيه عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو متفق على ضعفه، لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه غير واحدٍ كما سلف عند الحديث رقم (22805) .
عبد الله بن الحارث: هو المخزومي المكي.
(2) في (م) و (ظ2) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ، والصواب إسقاطه كما في (ظ5) و"جامع المسانيد" و"أطراف المسند".(37/491)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا " أَوْ قَالَ: " سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (1)
22840 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ مَأْلَفَةٌ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ " (2)
__________
(1) إسناداه صحيحان، رجالهما ثقات رجال الصحيح غير علي بن بَحْر، فقد روى له أبو داود والترمذي وعلَّق له البخاري، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5929) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يحيى بن معين، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (460) ، والبخاري (3247) و (6543) و (6554) ، ومسلم (219) (373) ، وأبو عوانة (370) و (371) ، والطبراني (5782) و (5898) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (253) من طرق عن أبي حازم، به - زادوا فيه: "متماسكون بعضُهم آخذٌ بيد بعض، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البَدْر".
والشك في الحديث بين السبعين والسبع مئة من أبي حازم كما جاء مبيناً في غير ما مصدر، والذي في أحاديث الباب: سبعون ألفاً.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3806) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8016) . وانظر تتمة أحاديث الباب عندهما.
(2) متن الحديث حسن، لكن من حديث أبي هريرة كما سيأتي، وهذا إسناد ضعيف جداً، مصعب بن ثابت متفق على ضعفه، ثم هو قد خولف فيه كما سنبينه لاحقاً.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/29، والطبراني في "الكبير" (5744) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (179) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/92، والبيهقي =(37/492)
22841 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " فَقُلْتُ: لَهُ مَا التُّرْعَةُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ؟ قَالَ: الْبَابُ (1)
__________
= في "الشعب" (8210) ، وفي "الآداب" (190) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/376 من طرق عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.
وخالف مصعباً فيه أبو صخر حميد بن زياد وخالد بن الوضاح، فروياه عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً، كما سلف في مسند أبي هريرة برقم (9198) ، وأبو صخر صدوق حسن الحديث، وأما خالد بن الوضاح فلم نقع له على ترجمة.
وروي عن أسامة بن زيد الليثي عن أبي حازم عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً عند تمام الرازي في "فوائده" (1170) ، ولا يصح، فإن في الطريق إلى أسامة مَن لا يُعْرَف.
وروي عن ابن مسعود موقوفاً عند الطبراني في "الكبير" (8976) مِن طريق أبي نعيم، عن المسعودي، عن أبي حازم، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود، وهذا أصح من سابقه، والمسعودي -وإن كان اختلط- رواية أبي نعيم عنه قبل الاختلاط، لكن يبقى فيه علة الانقطاع بين عون بن عبد الله وبين عمِّ أبيه عبد الله ابن مسعود، فروايته عنه مرسلة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي.
وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 6/115 من طريق علي ابن عياش، والطبراني في "الكبير" (5779) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن محمد بن مطرف، بهذا الإسناد. =(37/493)
22842 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلصَّائِمِينَ بَابًا فِي الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ غَيْرُهُمْ، إِذَا دَخَلَ
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2884) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/270، والطبراني (5809) و (5971) و (5995) ، والبيهقي 5/247 من طرق عن أبي حازم، به.
وأخرجه موقوفاً الطبراني (5888) ، والبيهقي 5/247 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل.
وسيأتي مرفوعاً برقم (22874) من طريق عمران بن يزيد القطان عن أبي حازم.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (8721) ، وسنده صحيح.
وحديث جابر بن عبد الله السالف برقم (15187) ، وسنده ضعيف.
وحديث عمر بن الخطاب عند الطحاوي في "شرح المشكل" (2871) وسنده ضعيف أيضاً.
وأخرج أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 6/115، والبيهقي 5/247 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة مِن رياض الجنة، وقوائم منبري رواتب في الجنة"، وفي رواية أبي عوانة "ما بين قبري ومنبري ... ".
ويشهد له بهذا اللفظ حديث أم سلمة عند الطحاوي في "شرح المشكل" (2872) ، وسيأتي في مسندها مختصراً برقم (26476) .
وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة، سلف برقم (7223) . وانظر تتمة شواهده هناك.(37/494)
آخِرُهُمْ أُغْلِقَ، مَنْ دَخَلَ مِنْهُ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا " (1)
22843 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: " كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا " (2)
22844 - حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " غَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (3)
22845 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع فيما سلف برقم (22818) .
وأخرجه النسائي 4/168، وأبو يعلى (7529) ، وابن خزيمة (1902) ، والبغوي (1709) من طرق عن سعيد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح -وهو عبد الرحمن بن غزوان- فمن رجال البخاري.
وقد سلف من طريق مالك برقم (22827) ، وسيأتي من طريقه مطولاً برقم (22851) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (15560) . عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.(37/495)
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّسْبِيحُ فِي الصَّلَاةِ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (1)
22846 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ " (2)
22847 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " كُنَّا نَقِيلُ وَنَتَغَدَّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما.
وأخرجه البخاري (1204) ، والطبراني في "الكبير" (5966) من طريق وكيع ابن الجراح وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1756) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/447 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به.
وانظر (22801) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1098) ، والترمذي (699) وابن خزيمة (2059) و (2061) ، وابن حبان (3510) ، والحاكم 1/434 من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد. ولفظه عند ابن خزيمة في الموضع الثاني وابن حبان والحاكم: "لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجومَ".
وقد سلف برقم (22828) عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري. وانظر (22804) .
(3) إسناده صحيح على شرطهما. وهو مكرر (15561) .(37/496)
22848 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي لِحَاءٍ (1) ، كَانَ بَيْنَهُمْ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ (2) ، فَقَالَ بِلَالٌ: لِأَبِي بَكْرٍ أُقِيمُ وَتُصَلِّي بِالنَّاسِ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: نَعَمْ. فَأَقَامَ بِلَالٌ، وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ لِيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرِقُ الصُّفُوفَ فَصَفَّحَ الْقَوْمُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَكَادُ يَلْتَفِتُ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا الْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرِقُ الصُّفُوفَ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَكَانَكَ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِهِمْ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ مَا بَالُكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ لَمْ تَقُمْ؟ " قَالَ: مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكُمْ إِذَا نَابَكُمْ أَمْرٌ صَفَّحْتُمْ سَبِّحُوا؛ فَإِنَّ التَّصْفِيحَ لِلنِّسَاءِ " (3)
__________
(1) في (م) وهوامش النسخ الخطية عدا (ظ5) : "أي: خِصام".
(2) المثبت من (ظ5) ، وفي (ر) : فحضرت الصلاة، وعلى هامشها: فحانت، وفي (م) و (ظ2) و (ق) : فحانت الصلاة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5930) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (22801) .(37/497)
22849 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعُوا الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ " قَالَ أَبُو حَازِمٍ: وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا يُنْمِي ذَلِكَ (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يُنْمِي يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
22850 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ فَقَامَتْ قِيَامًا طَوِيلًا، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تُصْدِقُهَا إِيَّاهُ؟ " فَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا إِزَارِي هَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ أَعْطَيْتَهَا إِزَارَكَ جَلَسْتَ لَا إِزَارَ لَكَ، فَالْتَمِسْ شَيْئًا ". فَقَالَ: مَا أَجِدُ شَيْئًا. فَقَالَ: " الْتَمِسْ، وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ". فَالْتَمَسَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ سُورَةُ كَذَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الموطأ" 1/159، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (740) ، والطبراني في "الكبير" (5772) ، والبيهقي 2/28. ولم يذكر فيه الطبراني قول أبي حازم في آخره.
وفى الباب عن غير واحد من الصحابة. انظر حديث جابر السالف برقم (15090) .(37/498)
وَسُورَةُ كَذَا لِسُوَرٍ يُسَمِّيهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ " (1)
22851 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ: عُوَيْمِرًا الْعَجْلَانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ أَرَأَيْتَ رَجلاً وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ؟ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي عَنْ ذَلِكَ يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلَ عَاصِمٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ: فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مِمَّا يَسْمَعُ، قَالَ إِسْحَاقُ: مَا سَمِعَ، مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ مَاذَا قَالَ لكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عَاصِمٌ لِعُوَيْمِرٍ: لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ قَدْ كَرِهَ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْأَلَةَ الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللهِ لَا
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق شيخ المصنف في الطريق الأخرى -وهو إسحاق بن عيسى ابن الطباع- فمن رجال مسلم.
وهو في "موطأ" مالك 2/526، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/7-8 و8، والبخاري (2310) و (5135) و (7417) ، وأبو داود (2111) ، والترمذي (1114) ، والنسائي 6/123، والطحاوي في "شرح المشكل" (2474) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/16-17، وابن حبان (4093) ، والبيهقي 7/144 و236 و242، والبغوي (2302) . وهو عند بعضهم مختصر.
وانظر (22798) .
(2) في (م) : فكره.(37/499)
أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا، فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسْطَ النَّاسِ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَنْزَلَ اللهُ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا ". قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: فَتَلَاعَنَا، وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغَا. قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
22852 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ امْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَحَمِدَ اللهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.
وهو في "الموطأ" 2/566-567، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/44، والدارمي (2229) ، والبخاري (5259) و (5308) ، ومسلم (1492) (1) ، وأبو داود (2245) ، والنسائي 6/143-144، وابن الجارود (737) ، وابن حبان (4284) ، والطبراني في "الكبير" (5675) و (5676) ، والبيهقي 7/398-399 و399، والبغوي في "شرح السنة" (2366) ، وفي "التفسير" 3/324.
وقد سلف من طريق مالك برقم (22827) و (22843) لكن مختصراً جداً، واقتصر فيه على قوله: كره المسائل وعابها.
وانظر (22830) .(37/500)
أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، " وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى " فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَى حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (1)
22853 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي شَأْنِهِ مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّلَاعُنِ فَقَالَ: " قَدْ قُضِيَ فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ ". قَالَ: فَتَلَاعَنَا وَأَنَا شَاهِدٌ، ثُمَّ فَارَقَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو في "الموطأ" 1/163-164، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/117-118 و118، والبخاري (684) ، ومسلم (421) (102) ، وأبو داود (940) ، وأبو عوانة (2034) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1755) ، وابن حبان (2260) ، والطبراني في "الكبير" (5771) ، والبيهقي 2/245-246 و3/122-123، والبغوي (749) . ورواية الطحاوي مختصرة جداً. وانظر (22801) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5679) من طريق عبد الله بن صالح، و (5680) من طريق سعيد بن عفير، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد - وزاد في روايته: فكانت السُّنّة بعدُ فيهما أن يُفرَّق بين المتلاعنين، وكانت حاملاً فأنكر حملَها، فكان ابنُها يدعى إلى أمه، ثم جَرَت السنّة في الميراث أنه يرثها ابنها وترث منه ما فُرِض لها. =(37/501)
22854 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَنِدُ إِلَى جِذْعٍ فَقَالَ: " قَدْ كَثُرَ النَّاسُ وَلَوْ كَانَ لِي شَيْءٌ، يَعْنِي: أَقْعُدُ عَلَيْهِ، " قَالَ عَبَّاسٌ: فَذَهَبَ أَبِي فَقَطَعَ عِيدَانَ الْمِنْبَرِ مِنَ الْغَابَةِ قَالَ: فَمَا أَدْرِي عَمِلَهَا أَبِي أَوْ اسْتَعْمَلَهَا (1) ؟
22855 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِرًا يَدَيْهِ قَطُّ يَدْعُو عَلَى مِنْبَرٍ وَلَا غَيْرِهِ، مَا كَانَ يَدْعُو إِلَّا يَضَعُ يَدَهُ (2) حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَيُشِيرُ بِإِصْبُعِهِ إِشَارَةً " (3)
__________
= وأخرجه أيضاً (5680) من طريق رِشْدين بن سعد، عن عقيل بن خالد، به.
وقرن بعقيل قُرَّة بن عبد الرحمن.
وانظر (22830) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري.
وانظر (22800) و (22871) .
وقول عباس بن سهل في آخره: "فما أدري عملها أبي أو استعملها؟ " قد جاء في غير هذه الرواية كما سيأتي برقم (22871) : أن الذي صنع المنبر هو غلامٌ نجَّار كان مولى لامرأةٍ. وهو الصحيح.
(2) في (م) و (ظ2) و (ق) : يديه، والمثبت من (ظ5) و (ر) .
(3) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن معاوية: وهو ابن الحويرث المدني. ابن أبي ذباب: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث. =(37/502)
22856 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَجْلَانَ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ؟ فَيَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللهِ. فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مَالِكٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: فَكَانَ فِرَاقُهُ إِيَّاهَا سُنَّةً فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/486 و10/377-378، وأبو داود (1105) ، وابن خزيمة (1450) ، وأبو يعلى (7551) ، وابن حبان (883) ، والطبراني (6023) ، والحاكم 1/535-536، والبيهقي 3/210 من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد.
ولم يذكر ابن أبي شيبة في الموضع الثاني والبيهقي قوله: "ويشير بإصبعه"، ولفظه عند ابن أبي شيبة في الموضع الأول: "ما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاهراً يديه في الصلاة على منبر ولا غيره ولقد رأيت يديه حذو منكبيه ويدعو"، ولم يذكر الباقون فيه: "ما كان يدعو إلا يضع يديه حذو مكنبيه".
وقوله في هذا الحديث: "ما رأيت رسولَ الله شاهراً يديه قط يدعو على منبر ولا غيره" فيه نفي لرفع اليدين في كل دعاء، وقد جاء تخصيصه في حديث عمارة ابن رويبة السالف برقم (17219) بخطبة الجمعة.
وانظر في رفع اليدين عند الدعاء، التعليق على حديث أنس السالف برقم (12867) ، و"فتح الباري" 11/142-143.
(1) إسناده صحيح. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. =(37/503)
22857 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1)
22858 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ ". فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
22859 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ " (3)
__________
= وأخرجه النسائي 6/170-171، والطبراني في "الكبير" (5690) من طريق أبي داود الطيالسي، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/156 من طريق الوهبي، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2977) ، وعنه الطبراني (5692) عن علي ابن الجعد، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وهو عند الطبراني من مسند سهل بن سعد، وهو المحفوظ.
وحديث مالك الذي أشار إليه المصنف سلف برقم (22851) ، وانظر (22830) .
(1) حديث صحيح، هو مكرر (15569) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15570) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي- فمن رجال مسلم. =(37/504)
22860 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ابْنَ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: " سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ مِنْ بُضَاعَةَ " (1)
__________
= وهو في "الموطأ" 1/288، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 1/277، والبخاري (1957) ، والترمذي (699) ، وابن حبان (3502) ، والطبراني في "الكبير" (5768) ، والبيهقي في "السنن" 4/237، وفي "الشعب" (3913) ، والبغوي (1730) .
وانظر (22804) .
(1) إسناده ضعيف لجهالة أم محمد بن أبي يحيى، قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 1/258: لم نعرف حال أمه ولا اسمها بعد الكشف التامِّ، ولا ذِكْر لها في شيءٍ من الكتب الستة.
والفضيل بن سليمان ليس بذاك القوي، لكنه متابعٌ.
وأخرجه الدارقطني 1/32 من طريق محمد بن زياد الزيادي، عن الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. ولفظه: شرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بئر بُضاعة.
وأخرجه الطحاوي "في شرح معاني الآثار" 1/12 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمه قالت: دخلنا على سهل بن سعد في أربع نسوة، فقال: لو سقيتكم من بئر بضاعة لكرهتم ذلك، وقد سقيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها بيدي.
وأخرجه أبو يعلى (7519) ، والطبراني في "الكبير" (6026) ، والبيهقي في "سننه" 1/259، وفي "معرفة السنن والآثار" (1823) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه -بدل أمه- عن سهل. وروايتهم نحو رواية الطحاوي، وتحرف في مطبوع الطبراني "حاتم" إلى: جابر.
وحسَّن البيهقي هذا الإسناد على اعتبار أن الراوي عن سهل هو أبو يحيى والد محمد، واسمه سِمْعان، والذي يغلب على ظننا أن ذِكْر أبي يحيى فيه خطأ، وأن =(37/505)
22861 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ، حَدَّثَنَا (1) الْفُضَيْلِ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالْخَنْدَقِ فَأَخَذَ الْكِرْزِينَ، فَحَفَرَ بِهِ فَصَادَفَ حَجَرًا فَضَحِكَ قِيلَ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " ضَحِكْتُ مِنْ نَاسٍ يُؤْتَى بِهِمْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِي النُّكُولِ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ " (2)
__________
= الصواب أنه من رواية محمد عن أمِّه، فإن سياق الكلام يقتضيه، فعبارة "دخلت على سهل في نسوةٍ" لا يقولها في الغالب إلا امرأة وليس رجلاً، والله تعالى أعلم.
وقد ذهب ابن التركماني إلى أن هذا الإسناد مضطربٌ.
وجاء في "معرفة السنن والآثار" (1820) ما نصه: وقال الشافعي في "القديم": أخبرنا رجل، عن أبيه، عن أمه، عن سهل، قال: سقيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيدي مِن بئر بُضاعة. قال البيهقي بإثره: وهذا الرجل هو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وقد رواه غيره عن أبيه وأبوه ثقة.
قلنا: وقد سلف في حديث أبي سعيد الخدري برقم (11119) أنه قال: انتهيت إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يتوضأ من بئر بضاعة، فقلت: يا رسول الله تَوضَّأُ منها وهو يُلقَى فيها ما يُلقى من النَّتَن! فقال: "إنَّ الماء لا يُنجِّسه شيء".
وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده، وانظر تمام التعليق عليه هناك.
(1) تحرف لفظ "حدثنا" في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: بن.
(2) إسناده ضعيف، الفضيل بن سليمان ليس بالقويِّ. حسين: هو ابن محمد المرُّوذي.
وأخرجه الطبراني (5733) من طريق عبد الله بن بَزِيع، عن الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. =(37/506)
22862 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " (1)
22863 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْقَاصِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قَدْ اقْتَتَلُوا وَتَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، وَحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ: أَتُصَلِّي فَأُقِيمَ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ، وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَيْثُ ذَهَبَ، فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ حَتَّى بَلَغَ الصَّفَّ
__________
= ويغني عن حديث سهلٍ هذا حديثُ أبي هريرة السالف برقم (8013) وغيره رفعه: "عَجِبَ ربُّنا من قومٍ يُقادون إلى الجنَّة في السلاسل"، وهو في "صحيح البخاري" (3010) .
ومثله حديث أبي أمامة السالف برقم (22148) ، لكن إسناده ضعيف.
قال السندي: "فأخذ الكرزين" بفتح الكاف أو كسرها: الفأس.
"في النكول" أي: القيود، جمع نِكْل، ويجمع على أنكال، لأنها يُنكَل بها، أي: يُمنَع.
وانظر "فتح الباري" 6/145.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر (22796) .(37/507)
الْأَوَّلَ، ثُمَّ وَقَفَ وَجَعَلَ النَّاسُ يُصَفِّقُونَ لِيُؤْذِنُوا أَبَا بَكْرٍ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ مَعَ النَّاسِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ اثْبُتْ فَرَفَعَ يَدَيْهِ كَأَنَّهُ يَدْعُو، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ الْقَهْقَرَى حَتَّى جَاءَ الصَّفَّ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَالُكُمْ وَنَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلَاتِكُمْ فَجَعَلْتُمْ تُصَفِّقُونَ؟ إِذَا نَابَ أَحَدَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحِ فَإِنَّمَا التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ ". ثُمَّ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: " لِمَ رَفَعْتَ يَدَيْكَ؟ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ؟ " قَالَ: رَفَعْتُ يَدَيَّ؛ لِأَنِّي حَمِدْتُ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْكَ، وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ (1)
22864 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: " يُسَلِّمُ فِي صَلَاتِهِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدَّيْهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما. عبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وأبو حازم القاصُّ: هو سلمة بن دينار.
وانظر (22801) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -واسمه عبد الله- سيىء الحفظ، ومحمد بن عبد الله بن مالك روى عنه اثنان وذكره البخاري في "تاريخه" 1/127، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/304، فلم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/361. =(37/508)
22865 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ وَفَاءِ بْنِ شُرَيْحٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِيكُمْ كِتَابُ اللهِ يَتَعَلَّمُهُ الْأَسْوَدُ وَالْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ. تَعَلَّمُوهُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ يَتَعَلَّمُهُ أُنَاسٌ وَلَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَيُقَوِّمُونَهُ كَمَا يُقَوَّمُ السَّهْمُ، فَيَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ " (1)
__________
= ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص، وقد سلف برقم (1484) ، وهو في "صحيح مسلم" (582) .
وحديث ابن مسعود السالف برقم (3660) .
وحديث عدي بن عَميرة السالف برقم (17726) .
وحديث وائل بن حُجر السالف برقم (18853) .
(1) حديث حسن، عبد الله بن لهيعة سيىء الحفظ وقد اضطَرَب فيه كما سلف بيانه عند حديث أنس بن مالك برقم (12484) وأصحُّ الطرق عنه حديث سهل هذا، فقد رواه عن ابن لهيعة على هذا الوجه عبد الله بن وهب، وروايته عنه صالحة مقبولة عند أهل العلم، ثم إنه قد تابعه عمرُو بن الحارث المصري، وهو ثقة، لكن يبقى في الإسناد وفاء الحميري -وهو وفاء بن شريح- فقد روى عنه اثنان ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو مجهول الحال.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 69 من طريق حجاج بن محمد الأعور، وأبو داود (831) ، وابن حبان (760) ، والبيهقي في "الشعب" (2647) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. وقرن ابن وهب بابن لهيعة عمرَو بنَ الحارث، وابن حبان سمَّاه ولم يسمِّ ابن لهيعة، لأنه ليس من شرط كتابه.
وأخرجه ابن حبان (6725) ، والطبراني (6024) ، والمزي في ترجمة وفاء من "التهذيب" 30/454-455 من طريق عمرو بن الحارث وحده، عن بكر بن سوادة، به. =(37/509)
22866 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ (1) ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فَفِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالْمَسْكَنِ " (2)
22867 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مَالِكٍ: أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ شِمَالِهِ الْأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ: " أَتَأْذَنُ فِي أَنْ أُعْطِيَهُ هَؤُلَاءِ؟ " فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا (3)
__________
= وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (813) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 68، وعبد بن حميد (466) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (176) ، والطبراني (6021) و (6022) ، والبيهقي (2645) و (2646) من طريق موسى بن عُبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن سهل بن سعد. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.
ويشهد له حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14855) . وانظر أحاديث الباب عنده، وعند حديث عمران بن حصين السالف برقم (19917) .
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : حدثنا موسى أبو المنذر، وهو خطأ ناتج عن انتقال نظر من الحديث التالي، وأبو منذر اسمه إسماعيل بن عمر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المنذر -وهو إسماعيل بن عمر الواسطي- فمن رجال مسلم.
وهو مكرر (22836) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، موسى بن داود الضَّبِّي من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (22824) عن إسحاق بن عيسى عن مالك.(37/510)
22868 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ أَبُو النَّضْرِ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1)
22869 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابٌ لَهُ (2) ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ، يُقَالُ لَهُ الشَّوْطُ، حَتَّى إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ جَلَسْنَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْلِسُوا ". وَدَخَلَ هُوَ وَأُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ فَعُزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي النَّخْلِ أُمَيْمَةُ ابِنْةُ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ، وَمَعَهَا دَايَةٌ لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَبِي لِي نَفْسَكِ ". قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ؟، قَالَ غَيْرُ أَبِي أَحْمَدَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْجَوْنِ يُقَالُ لَهَا: أُمَيْنَةُ، قَالَتْ: إِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ. قَالَ: " لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ ". ثُمَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (15571) سنداً ومتناً.
(2) المثبت من (ظ5) ، وفي (م) و (ظ2) و (ق) : وأصحاب لنا.(37/511)
خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: " يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا فَارِسِيَّتَيْنِ (1) وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا " (2)
22870 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ " (3)
22871 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ: سُئِلَ عَنِ الْمِنْبَرِ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ، وَأَعْرِفُ مَنْ عَمِلَهُ، وَأَيُّ يَوْمٍ صُنِعَ، وَأَيُّ يَوْمٍ وُضِعَ، وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى امْرَأَةٍ لَهَا غُلَامٌ نَجَّارٌ فَقَالَ لَهَا: " مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهَا إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ ". فَأَمَرَتْهُ فَذَهَبَ إِلَى الْغَابَةِ فَقَطَعَ طَرْفَاءَ، فَعَمِلَ الْمِنْبَرَ
__________
(1) في نسخة على هامش (ظ5) : رازقيَّتين. وهو ما سلف في مكرر هذا الحديث برقم (16061) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. محمد بن عبد الله بن الزبير: كنيته أبو أحمد الزبيري.
وهو مكرر (16061) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق ابن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.
وقد سلف من طريق مالك برقم (22859) . وانظر (22804) .(37/512)
ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ، فَأَرْسَلَتْ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ فَكَبَّرَ هُوَ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ عَادَ حَتَّى فَرَغَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي، وَلِتَعْلَمُوا صَلَاتِي " فَقِيلَ: لِسَهْلٍ هَلْ كَانَ مِنْ شَأْنِ الْجِذْعِ مَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ مِنْهُ الَّذِي كَانَ (1)
22872 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الدارمي (1258) ، والبخاري (448) و (2094) ، ومسلم (544) (44) ، وابن الجارود (312) ، وابن خزيمة (1521) ، والطبراني (5881) ، والبيهقي في "السنن" 3/108، وفي "الدلائل" 2/554 من طرق عن عبد العزيز ابن أبي حازم، بهذا الإسناد - ورواية بعضهم مختصرة.
وقد سلف الحديث مختصراً جداً برقم (22800) ، وانظر تمام تخريجه هناك.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (13363) .
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14119) و (14206) .
وعن ابن عمر سلف برقم (5886) .(37/513)
سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا " (1)
22873 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ وَرَدَ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا أَبْصَرْتُ أَنْ لَا يَرِدَ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ". قَالَ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ أُحَدِّثُ بِهِ فَقَالَ: وَأَشْهَدُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَزِيدُ فِيهِ فَيَقُولُ: وَأَقُولُ: " إِنَّهُمْ أُمَّتِي، أَوْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، أَوْ مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا. سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البيهقي 9/38 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2892) ، والترمذي (1664) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 432 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وانظر (22797) و (22844) و (22857) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.
وأخرج ابن أبي شيبة 11/441-442 عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد - واقتصر فيه على أوله.
وانظر (22822) .(37/514)
22874 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ بَصْرِيٌّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ منْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " (1)
22875 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ زَنَى بِامْرَأَةٍ سَمَّاهَا، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَرْأَةِ فَدَعَاهَا، فَسَأَلَهَا عَمَّا قَالَ فَأَنْكَرَتْ فَحَدَّهُ وَتَرَكَهَا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمران بن يزيد القطان، وهو من رجال "التعجيل" (817) . يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وانظر (22841) .
(2) في (م) : إلى النبي.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف مسلم -وهو ابن خالد الزَّنجي - لكنه لم ينفرد به، فقد توبع عليه كما سيأتي. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، وعَبَّاد بن إسحاق: اسمه عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله المدني، وعبَّاد لقب له.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (4942) ، والدارقطني 3/99 من طريق هشام بن عمار، عن مسلم بن خالد، بهذا الإسناد. وقد قلبه أحد الرواة عند الطحاوي فجعل المُقِرَّ بالزنى المرأةَ، والمُنكِر هو الرجل.
وأخرجه الطحاوي أيضاً (4941) ، والحاكم 4/370 من طريق أسدٌ بن موسى، عن مسلم بن خالد، قال: حدثنا أبو حازم، به. فأسقط أسدٌ من إسناده عبَّاداً، ولا يصحُّ. =(37/515)
22876 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ الْغُرْفَةَ فِي الْجَنَّةِ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ فِي السَّمَاءِ ". قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: " كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي الْأُفُقِ الشَّرْقِيِّ أَوِ الْغَرْبِيِّ " (1)
__________
= وأخرجه أبو داود (4437) و (4466) ، ومن طريقة البيهقي 8/228 عن عثمان ابن أبي شيبة، عن طلق بن غنَّام، عن عبد السلام بن حفص، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد السلام بن حفص، فمن رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وقد وثَّقه يحيى بن معين وابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال في "الميزان" و"الديوان": صدوق. وقال أبو حاتم: ليس بمعروف!
والرجل الأسلمي هذا: هو ماعز بن مالك الأسلمي، وقد روى قصته غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9809) .
وانظر في باب حدِّ المعترف وترك الآخر إذا لم يعترف، حديث أبي هريرة وزيد بن خالد السالف برقم (17038) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2830) و (2831) (10) ، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 6/111، والطبراني (5998) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. واقتصر الطبراني على الشطر الأول.
وأخرجه الدارمي (2830) و (2831) ، و (6555) و (6556) ، ومسلم (2830) و (2831) ، وأبو يعلى (7528) ، وأبو عوانة، وابن أبي داود في "البعث" (73) =(37/516)
22877 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ " (1)
22878 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي
__________
= و (74) ، وابن حبان (209) و (7392) ، والطبراني (5740) و (5762) و (5776) و (5878) و (5940) من طرق عن أبي حازم، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وحديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11206) .
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8423) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مصعب بن ثابت، لكنه قد توبع كما سيأتي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5743) من طريق أحمد بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (693) ، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن أبي شيبة 13/253. وتحرف في "الزهد" أبو حازم إلى أبي ثابت.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (136) من طريق عيسى بن يونس، عن مصعب بن ثابت، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4693) من طريق سوَّار بن عمارة الرملي، عن زهير ابن محمد، عن أبي حازم، به. وزهير بن محمد رواية الشاميين عنه غير مستقيمة.
وفي الباب عن النعمان بن بشير، سلف برقم (18355) . وهو في "الصحيح".(37/517)
نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِثْلًا بِمِثْلٍ " (1)
22879 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا جَمِيلٌ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ لَا يُدْرِكْنِي زَمَانٌ، أَوْ لَا تُدْرِكُوا زَمَانًا لَا يُتْبَعُ فِيهِ الْعَلِيمُ، وَلَا يُسْتَحَى فِيهِ مِنَ الْحَلِيمِ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ، وَأَلْسِنَتُهُمْ أَلْسِنَةُ الْعَرَبِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6017) من طريق عثمان ويحيى بن بكير، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وعنده: "حذو النعل بالنعل".
وأخرجه الطبراني (5943) من طريق عكرمة بن عمار، عن يحيى بن عثمان، عن أبي حازم، به. ولفظه: "لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم" قلنا: يا رسول الله اليهودُ والنصارى؟ قال: "فمن إلا اليهود والنصارى". قال الهيثمي في "المجمع" 7/261: فيه يحيى بن عثمان عن أبي حازم، ولم أعرفه.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11800) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده ضعيف لجهالة جميل الأسلمي الحذَّاء، وقال ابن يونس في "تاريخ مصر" فيما نقله الحافظ ابن حجر في "التعجيل" (149) : حديثه عن سهلٍ معلول.
وابن لهيعة -واسمه عبد الله- سيىء الحفظ.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 275-276 عن عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/510 من طريق عمرو بن الحارث المصري، عن جميل بن عبد الرحمن الحذاء، عن أبي هريرة. فجعله من مسند أبي هريرة وصحَّح إسناده!(37/518)
22880 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وأبي زرعة عمرو بن جابر، وأبو زرعة أشدُّ ضعفاً.
وأخرجه البغوي في "التفسير" 4/153-154 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 275، والطبراني في "الكبير" (6013) ، وفي الأوسط (3314) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 7/244 من طرق عن ابن لهيعة به.
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11790) ، وفي "الأوسط" (1441) ، والخطيب في "تاريخه" 3/205، وإسناده ضعيف، فيه أحمد ابن محمد بن أبي بزة وهو ليِّن الحديث صاحب مناكير كما في ترجمته من "لسان الميزان" 1/283-284، وفيه أيضاً مؤمل بن إسماعيل وهو سيىء الحفظ، وفيه كذلك سماك بن حرب عن عكرمة، وسماك مضطرب الحديث عن عكرمة.
وروى عبد الرزاق في "تفسيره" 2/209 عن بكار بن عبد الله اليمامي، عن وهب بن منبِّه مرسلاً قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن سبِّ تُبَّع.
وبكار قال الذهبي في "الميزان" 1/341: ما به بأس. ووهب ابن منبه ثقة من رجال الشيخين.
وروي أيضاً مرسلاً 2/209 عن أبي الهذيل -وهو عمران بن عبد الرحمن- قال: أخبرني تميم بن عبد الرحمن قال: قال لي عطاء بن أبي رباح: لا تسبُّوا تُبَّعاً، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهى عن سبِّه.
وأبو الهذيل وثَّقه يحيى بن معين كما في "الجرح والتعديل" 6/301. وأما تميم بن عبد الرحمن فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 6/121. =(37/519)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج الحاكم 2/450 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان تُبَّع رجلاً صالحاً، ألا ترى أن الله عز وجل ذمَّ قومه ولم يذمَّه. ورجاله ثقات رجال الشيخين.
وأما ما أخرجه أبو داود (4674) ، والحاكم 2/14 و450، والبيهقي 8/329 عن أبي هريرة مرفوعاً: "ما أدري تُبَّع لَعِين هو أم لا؟ " فرجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مُعلٌّ بالإرسال، ورجَّح البخاري في "تاريخه" 1/153 الرواية المرسلة عن الزهري، لكن يمكن على طريق الجمع بينهما كما قال البيهقي والحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/66: أن يكون حديث أبي هريرة وَرَدَ أوَّلاً قبل
أن يُعلِمَه الله، ثم أعلمه بعد ذلك، والله تعالى أعلم.(37/520)
حَدِيثُ أَبِي زَيْدٍ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ
22881 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي أَبُو نَهِيكٍ، حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً، فَأَتَيْتُهُ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَكَانَتْ فِيهِ شَعَرَةٌ فَأَخَذْتُهَا فَقَالَ: " اللهُمَّ جَمِّلْهُ " قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ لَيْسَ فِي لِحْيَتِهِ شَعَرَةٌ بَيْضَاءُ (1)
22882 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَهِيكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ عَمْرَو بْنَ أَخْطَبَ قَالَ: " رَأَيْتُ الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرَجُلٍ، قَالَ بِإِصْبَعِهِ الثَّالِثَةِ (2) هَكَذَا،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي نَهِيك -واسمه عثمان بن نهيك الأَزْدي البصري-، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
حسين: هو ابن واقد المَرْوزي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/493-494، والطبراني 17/ (47) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/206، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (384) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث عن علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد برقم (22883) . ومن طريق أنس بن سيرين عن عمرو بن أخطب برقم (22885) .
وانظر ما سلف برقم (20733) .
(2) تحرف في (م) إلى: الثلاثة.(37/521)
فَمَسَحْتُهُ بِيَدِي " (1)
22883 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ شَقِيقٍ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نَهِيكٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَفِيهِ شَعْرَةٌ فَرَفَعْتُهَا، ثُمَّ نَاوَلْتُهُ فَقَالَ: " اللهُمَّ جَمِّلْهُ " قَالَ: فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ شَعَرَةٌ بَيْضَاءُ (2)
__________
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه الطبراني 17/ (48) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. ولفظه: رأيت الخاتم على ظهر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هكذا، يظهره كأنه يختم.
وأخرجه بنحوه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/331، ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 1/275 عن علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، به - قال الحسين: وسمعته من علباء بن أحمر أنه سمع من عمرو بن أخطب. قلنا: وحديث علباء سيأتي برقم (22889) .
وانظر ما سلف برقم (20732) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخُدري، سلف برقم (11656) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "كرجل" لم نتبين الوجه في ضبطه، لكن ذهب السندي إلى أنه رَجُل، بفتح الراء والجيم، وشرح عليه فقال: أي كرؤية رجلٍ، يريد: رأيته واضحاً مكشوفاً كما يُرى الرجل كذلك، والله تعالى أعلم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل أبي نَهِيك الأزدي.
وأخرجه ابن حبان (7172) ، والحاكم 4/139، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/211-212، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/190 من طرق عن علي بن =(37/522)
22884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ حُوَيَصٍ (1) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُولُ: " قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً " (2) قَالَ شُعْبَةُ: وَهُوَ جَدُّ عَزْرَةَ هَذَا
22885 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ الْفَسَاطِيطِيُّ، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدِ بْنُ أَخْطَبَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَمَّلَكَ اللهُ "
__________
= الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد. وقرن ابن حبان بعلي بن الحسن علي بن الحسين ابن واقد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وانظر (22881) .
(1) تحرف في (م) إلى: مربض.
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن حُوَيِّص، فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان والعجلي والنسائي، وقال أبو حاتم: صالح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/28 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (50) من طريق القاسم بن الفضل الحراني، عن معاوية بن قرة، عن أبي زيد عمرو بن أخطب: أنه غزا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع غزوات!
وقول شعبة في آخره: "هو جدُّ عزرة" يريد أن أبا زيد عمرو بن أخطب جدُّ عزرة بن ثابت.(37/523)
قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ رَجُلًا جَمِيلًا حَسَنَ الشَّمْطِ (1)
22886 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ خَالِدٌ: أَحْسِبُهُ عَمْرَو بْنَ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ دُورِ الْأَنْصَارِ فَوَجَدَ قُتَارًا فَقَالَ: " مَنْ صَنَعَ هَذَا؟ "، أَوْ كَمَا قَالَ: شَكَّ إِسْمَاعِيلُ، فَخَرَجَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا يَوْمٌ اللَّحْمُ فِيهِ كَرِيهٌ، وَإِنِّي عَجَّلْتُ نَسِيكَتِي قَالَ: " فَأَعِدْ ". قَالَ: وَاللهِ مَا عِنْدِي إِلَّا جَذَعٌ أَوْ حَمَلٌ مِنَ الضَّأْنِ. قَالَ: " فَاذْبَحْهُ، وَلَا يُجْزِئُ جَذَعٌ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف فيه حجاج بن نُصير الفساطِيطي، وهو ضعيف، لكنه قد توبع.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/28 عن حجاج بن نصير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/206، وابن حبان (7170) ، والطبراني 17/ (43) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن قرة بن خالد، به. وليس فيه عند ابن حبان قول أنس بن سيرين، ولم يذكر الطبراني وابن قانع في روايتهما قوله: حسن الشمط.
وانظر ما سلف (22881) .
والشَّمَط: بياض شعر الرأس يخالط سوادَه.
وقد تحرفت هذه الكلمة في (م) و (ق) إلى: السمت.
(2) صحيح لغيره دون قوله: "أو حَمَل من الضَّأن"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عمرو بن بُجْدان، وقد اختلف فيه على خالد: وهو ابن مِهْران الحذَّاء. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقْسم المعروف بابن عُلَيَّة، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي. =(37/524)
22887 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ أَظْهُرِ دِيَارِنَا فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
22888 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، فَحَدَّثَنَا بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ " فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا (2)
__________
= وأخرجه الطبراني 17/ (53) من طريق مسدد، عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وانظر (20734) .
(1) صحيح لغيره دون قوله: "أو حَمَل من الضأن" وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد.
وأخرجه ابن ماجه (3154) عن محمد بن المثنى، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 17/ (52) من طريق يحيى الحماني، عن عبد الوارث بن سعيد، به.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علباء ابن أحمر، فمن رجال مسلم. أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلَد. =(37/525)
22889 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا زَيْدٍ ادْنُ مِنِّي، وَامْسَحْ ظَهْرِي ". وَكَشَفَ ظَهْرَهُ، فَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ، وَجَعَلْتُ الْخَاتَمَ بَيْنَ أَصَابِعِي. قَالَ: فَغَمَزْتُهَا. قَالَ فَقِيلَ: وَمَا الْخَاتَمُ؟ قَالَ: شَعَرٌ مُجْتَمِعٌ عَلَى كَتِفِهِ (1)
22890 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ،
__________
= وأخرجه مسلم (2892) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2183) ، وأبو يعلى (6845) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 12/443، وابن حبان (6638) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (46) ، والحاكم 4/487، والمزي في ترجمة علباء بن الأحمر من "تهذيب الكمال" 20/294 من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18224) .
وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلد النَّبِيل، وعزرة: هو ابن ثابت بن أبي زيد الأنصاري.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (19) ، وأبو يعلى (6846) ، ومن طريقه ابن حبان (6300) ، وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/262، من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/331، ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 1/275 بإثر حديث أبي نَهِيك، من طريق حسين بن واقد، عن عِلْباء بن أحمر، عن عمرو بن أخطب.
وحديث أبي نهيك سلف عند المصنف برقم (22882) .
وسلف برقم (20732) عن حَرَمي بن عمارة، عن عزرة.(37/526)
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَسَحَ وَجْهَهُ وَدَعَا لَهُ بِالْجَمَالِ " وَأَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ بَلَغَ بِضْعًا وَمِائَةَ سَنَةٍ أَسْوَدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ إِلَّا نُبَذُ شَعَرٍ بِيضٌ فِي رَأْسِهِ (1)
22891 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَجُلًا " أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ عِنْدَ مَوْتِهِ لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُمْ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الترمذي (3629) ، وأبو يعلى (6847) ، وابن حبان (7171) ، والطبراني 17/ (45) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/129 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.
وقد سلف برقم (20733) عن حرمي بن عمارة، عن عزرة بن ثابت.
وانظر ما سلف برقم (22881) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن أبا قلابة -وهو عبد الله ابن زيد الجَرْمي- لم يسمع من أبي زيد عمرو بن أخطب، وقد اختلف عليه فيه كما سيأتي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (409) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (740) عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وزاد سعيد في روايته في "سننه": "لقد هممت أن لا أصلي عليه". =(37/527)
22892 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ (1) ، مِثْلَ حَدِيثِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ وَقَالَ فِيهِ: فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ
__________
= وأخرجه أبو داود (3960) ، والنسائي في "الكبرى" (4973) من طريق خالد الطحان، عن خالد بن مهران الحذاء، به. وزاد: "لو شهدته قبل أن يدفن لم يدفن في مقابر المسلمين"!
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (16719) ، وسعيد بن منصور (407) عن هشيم بن بشير، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قلابة، عن رجل من بني عذرة، فذكره.
وانظر ما بعده.
ورواه غير واحدٍ عن خالد الحذاء فقالوا فيه: عن أبي قلابة عن أبي المهلَّب عن عمران بن حصين، كما سلف في مسنده برقم (19826) .
ورواه كذلك أيوب السختياني عن أبي قلابة. وهو المحفوظ، ومن هذا الوجه خرَّجه مسلم في "صحيحه" (1668) .
(1) صحيح لغيره كسابقه.
وأما قوله: "يعني: مثل حديث منصور، عن الحسن" فقد سلف موصولاً من طريق منصور عن الحسن عن عمران بن الحصين برقم (19866) . وقد وقع لفظ "فأقرع بينهم" في بعض المصادر التي خرَّجته من هذا الطريق. وانظر أيضاً (19845) .(37/528)
حَدِيثُ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ (1)
22893 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ: جَمَعَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: هَلُمَّ أُصَلِّي صَلَاةَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ قَالَ: " فَدَعَا بِجَفْنَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ. قَالَ: فَصَلَّى الظُّهْرَ فَقَرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو مالك الأشعري مشهور بكنيته، مختلف في اسمه اختلافاً كثيراً، وهو معدود في الشاميين.
(2) إسناده ضعيف من أجل شهر بن حوشب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3412) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3414) من طريق طلحة بن عبد الرحمن، عن قتادة، به.
وأخرجه ابن ماجه (417) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر، عن أبي مالك قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً.
وسيأتي بنحوه برقم (22898) و (22901) و (22913) . وانظر (22906) .
ووضوؤه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثاً ثلاثاً قد روي عن غير واحد من الصحابة، انظر بعضها عند
حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6684) .(37/529)
22894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ (1) ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] قَالَ: فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ إِذْ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ (2) عِبَادٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ؛ لِمَقْعَدِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (3)
__________
(1) زاد في (م) والنسخ الخطية: "عن عبد الرحمن بن غَنْم" وهو انتقال نظر من الإسناد السابق، وكتب فوقها في (ظ5) : "لا ... إلى" إشارة إلى حذفها، وهو الصواب، فإن هذه الزيادة من هذا الطريق لم يرد في "جامع المسانيد" و"أطراف المسند"، وهو على الصواب في "مصنف" عبد الرزاق وفي المصادر الأخرى التي رَّجته من طريقه.
(2) في (م) : "أو قال: لله"، وهو خطأ.
(3) أصل الحديث صحيح لكن من حديث معاذ بن جبل، فإن شهر بن حوشب -على ضعفه- قد اضطرب في رواية هذا الحديث كما سيأتي، والمحفوظ فيه عن معاذ، وشهر لم يدرك أبا مالك الأشعري. ابن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن.
وهو بطوله في "مصنف" عبد الرزاق (20324) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (3433) ، والبيهقي في "الشعب" (9001) ، والبغوي في "شرح السنة" (3464) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/272.
وأخرجه مختصراً الطبراني (3434) من طريق الأعمش، عن شِمْر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أبي مالك.
وسيأتي برقم (22897) من طريق أبي المنهال، عن شهر بن حوشب، عن بي مالك. =(37/530)
22895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ اللهِ ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ تَجِدُونَ الرَّجُلَيْنِ جَارَيْنِ فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي الدَّارِ، فَيَقْتَطِعُ أَحَدُهُمَا مِنْ حَظِّ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا، إِذَا اقْتَطَعَهُ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
22896 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ لِقَوْمِهِ: " أَلَا أُصَلِّي لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَفَّ الرِّجَالُ، ثُمَّ صَفَّ الْوِلْدَانُ خَلْفَ الرِّجَالِ، ثُمَّ صَفَّ النِّسَاءُ خَلْفَ الْوِلْدَانِ " (2)
__________
= وسيأتي برقم (22906) من طريق عبد الحميد بن بَهْرام، و (22913) من طريق داود بن أبي هند، كلاهما عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنْم، عن أبي مالك.
ورواه عبد الله بن جعفر الرقي عند الطبراني في "الكبير" 20/ (154) عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن بل.
وتابع شهراً على روايته عن أبي إدريس غيرُ واحد كما سلف بيانه في مسند معاذ برقم (22002) . ولم يتابع أحدٌ شهراً على روايته الحديث عن أبي مالك الأشعري.
(1) إسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وهو مكرر (17255) و (17799) .
وسيأتي بالأرقام (22914) و (22915) و (22916) و (22917) .
(2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. =(37/531)
22897 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: كَانَ مِنَّا مَعْشَرَ الْأَشْعَرِيِّينَ رَجُلٌ قَدْ صَاحَبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ الْحَسَنَةَ الْجَمِيلَةَ قَالَ عَوْفٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ، يُقَالُ لَهُ مَالِكٌ أَوْ أَبُو مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَقَدْ عَلِمْتُ أَقْوَامًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللهِ " (1)
22898 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لِقَوْمِهِ اجْتَمِعُوا أُصَلِّي بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَالَ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3436) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر، بهذا الإسناد. لكن سقط عبد الرحمن بن غنم من إسناده.
وسيأتي ضمن حديث طويل عن عبد الحميد بن بهرام برقم (22906) .
وسيأتي برقم (22911) من طريق شهر بن حوشب عن أبي مالك - ضمن حديث.
(1) صحيح لكن من حديث معاذ بن جبل كما سلف بيانه عند الرواية (22894) ، وهذا سند ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يدرك أبا مالك الأشعري.
عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو المنهال: هو سيَّار بن سلامة.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" (1116) ، والطبراني في "الكبير" (3435) من طريق هوذه بن خليفة، وأبو يعلى (6824) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن عوف، به - والحديث عند الحارث وأبي يعلى مطوَّل بنحو الرواية الآتية برقم (22906) .(37/532)
غَيْرِكُمْ؟ قَالُوا: لَا. إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ لَنَا. قَالَ: ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ. فَدَعَا بِجَفْنَةٍ فِيهَا مَاءٌ " فَتَوَضَّأَ وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَظَهْرَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ، فَكَبَّرَ بِهِمْ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَأَسْمَعَ مَنْ يَلِيهِ " (1)
22899 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ (2) عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: يَا سَامِعَ الْأَشْعَرِيِّينَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " حُلْوَةُ الدُّنْيَا مُرَّةُ الْآخِرَةِ، وَمُرَّةُ الدُّنْيَا حُلْوَةُ الْآخِرَةِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3413) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وانظر (22893) .
(2) تحرفت في (م) و (ظ2) إلى: عن.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن شريح بن عبيد لم يسمع أبا مالك الأشعري. أبو المغيرة: هو عبد القدُّوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.
وأخرجه الحاكم 4/310، والبيهقي في "الشعب" (10336) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(37/533)
22900 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ فَتَذَاكَرْنَا الطِّلَاءَ فِي خِلَافَةِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا اذْكُرُوا الطِّلَاءَ فَتَذَاكَرْنَا الطِّلَاءَ، كَذَا قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ يَعْنِي: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غَنْمٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا " وَالَّذِي حَدَّثَنِي أَصْدَقُ مِنِّي وَمِنْكَ، وَالَّذِي حَدَّثَ (1) بِهِ أَصْدَقُ مِنْهُ وَمِنِّي وَمِنْكَ (2) . فَقَالَ: وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّدَهُ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَقَالَ الضَّحَّاكُ: أُفٍّ لَهُ مِنْ شَرَابِ آخِرِ الدَّهْرِ (3)
__________
= وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الزهد" (158) ، والطبراني في "الكبير" (3438) ، وفي "الشاميين" (563) من طريق أبي المغيرة، به.
(1) في (م) : حدَّثني، وهو خطأ.
(2) لفظة "ومنك" سقطت من (م) و (ق) و (ظ2) .
(3) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مالك بن أبي مريم.
وأخرجه المزي في ترجمة مالك بن أبي مريم من "تهذيبه" 27/156-157 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3688) مقتصراً على المرفوع عن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه ابن حبان (6758) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، به.
وروايته دون القصة وزاد على المرفوع: "يسمونها بغير اسمها، يُضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف اللهُ بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير". =(37/534)
22901 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ قَالَ: لِقَوْمِهِ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ سَعَيْدٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ وَقَالَ: وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَيُسْمِعُ مَنْ يَلِيهِ " (1)
22902 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ،
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/304-305، وابن ماجه (4020) ، والطبراني في "الكبير" (3419) ، وفي "الشاميين" (2061) ، والبيهقي في "السنن" 8/295 و10/221، وفي "الشعب" (5114) من طرق عن معاوية بن صالح، به. وعند الطبراني بعض القصة وروايتهم جميعاً نحو رواية ابن حبان السالفة. وسقط أبو مالك الأشعري من إسناد البيهقي في "الشعب".
وعلقه البخاري في "تاريخه" 7/222 فقال: وقال لي أبو صالح -وهو عبد الله ابن صالح-، عن معاوية، به. واقتصر على المرفوع.
وللمرفوع منه شواهد عن غير واحد من الصحابة يصحُّ بها، انظر ما سلف برقم (18073) .
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2499) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (3411) .
وسعيدٌ الذي أشار إليه في هذا الحديث: هو سعيد بن أبي عروبة، وقد سلف حديثه برقم (22898) .
(2) ما بين المعقوفين سقط من (م) والنسخ الخطية، واستدركناه من "أطراف المسند" 7/71-72، ومما سيأتي برقم (22908) ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.(37/535)
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، قَالَ عَفَّانُ: وَسُبْحَانَ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ تَمْلَآنِ (1) مَا بَيْنَ السَّمَاءِ (2) ، وَقَالَ عَفَّانُ: مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ عَلَيْكَ أَوْ لَكَ. كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا أَوْ مُعْتِقُهَا " (3)
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : تملأ.
(2) تكرر هنا في (م) والنسخ الخطية: "قال عفان: وسبحان الله والله أكبر ولا إله إلا الله"، ولا وجه له.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع، فإن أبا سلام -وهو ممطور الحبشي- لم يسمع من أبي مالك الأشعري، وبينهما في هذا الحديث عبد الرحمن بن غَنْم كما سيأتي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/6 و11/45، وأبو عوانة (600) ، وابن منده في "الإيمان" (211) ، والبيهقي في "السنن" 1/42، وفي "الاعتقاد" ص 176 من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد - وبعضهم يرويه مختصراً.
وسيأتي عن عفان أيضاً برقم (22908) .
وأخرجه كذلك الدارمي (653) ، ومسلم (223) ، والترمذي (3517) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (168) ، وأبو عوانة (600) ، والطبراني في "الكبير" (3423) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (435) و (436) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1619) ، والبيهقي في "السنن" 1/42، والبغوي (148) من طرق عن أبان بن يزيد، به.
قال النووي في "شرح مسلم" 3/99: هذا الإسناد مما تكلم فيه الدارقطني وغيره، فقالوا: سقط فيه رجلٌ بين أبي سلام وأبي مالك والساقط عبد الرحمن بن غنم، وقالوا: والدليل على سقوطه أن معاوية بن سلام رواه عن أخيه زيد بن سلام، عن جدِّه أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، وهكذا =(37/536)
22903 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ (1) ، أَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ عَنْ (2) أَبِي سَلَّامٍ،
__________
= أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما، ويمكن أن يجاب لمسلم عن هذا بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك وسمعه أيضاً من عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك، فرواه مرَّةً عنه ومرَّةً عن عبد الرحمن، وكيف كان فالمتن صحيح لا مَطْعنَ فيه، والله أعلم. قلنا: قوله "فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك" خطأ، فإن أبا مالك توفي في طاعون عَمَواس سنة 18هـ، والمحققون من أهل الجرح والتعديل على أن أبا سلام لم يدركه.
وأخرجه ابن ماجه (280) ، والنسائي في "المجتبى" 5/5-6، وفي "عمل اليوم والليلة" (169) ، وأبو عوانة (601) ، وابن حبان (844) ، والطبراني في "الكبير" (3424) ، وفي "الشاميين" (2874) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (437) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن أبي مالك - ورواية بعضهم مختصرة.
وسيأتي برقم (22909) من طريق يحيى بن ميمون العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن الأشعري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعبد الرحمن الأشعري هذا: هو ابن غَنْم، فتكون رواية يحيى بن ميمون مرسلة، فإن عبد الرحمن بن غنم لم يثبت له سماع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمحفوظ فيه: عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي مالك الأشعري كما هي رواية معاوية بن سلاَّم.
وفي الباب عن رجل من بني سليم، سلف برقم (18287) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وانظر شرح الحديث عند النووي في "شرحه" على صحيح مسلم 3/99-102، و"جامع العلوم والحكم" 2/5-31.
(1) وقع بعد هذا في (م) و (ق) و (ظ2) : "حدثنا موسى" وهو خطأ، وهذه الزيادة ليست في (ظ5) ولا في "جامع المسانيد" 5/ورقة 532.
(2) لفظة "عن" تحرفت في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: "بْنِ"، وصححناها من (ظ5) .(37/537)
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُتْرَكُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ، وَالنَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ أَوْ دِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ " (1)
22904 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مَالِكٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي أُمَّتِي أَرْبَعًا مِنَ أَمْرِ (2) الْجَاهِلِيَّةِ لَيْسُوا بِتَارِكِيهِنَّ: الْفَخْرُ بِالْأَحْسَابِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا الإسناد كسابقه. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وزيد: هو ابن سلاَّم بن أبي سلام، وأبو سلام جدُّه: اسمه ممطور.
وأخرجه مسلم (934) ، وأبو يعلى (1577) ، وابن حبان (3143) ، والطبراني في "الكبير" (3426) ، والبيهقي 4/63، والبغوي (1534) من طرق عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3425) من طريق موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه عبد الرزاق (6686) ، ومن طريقه ابن ماجه (1581) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن معانق أو أبي معانق، عن أبي مالك، وروايتهما: "النياحة من أمر الجاهلية، وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب، قطع الله لها ثياباً مِن قَطِرانٍ ودِرعاً من لهب النار".
وسيأتي برقم (22904) و (22912) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7560) .
وعن ابن عباس عند البخاري (3850) .
وعن غير واحد من الصحابة، انظر "مجمع الزوائد" 3/12 و13.
والسِّربال: القميص، وكذا الدِّرع.
(2) لفظة "أمر" سقطت من (م) .(37/538)
بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ، فَإِنَّ النَّائِحَةَ إِنْ لَمْ تَتُبْ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ فَإِنَّهَا تَقُومُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ، ثُمَّ يُعَلُّ عَلَيْهَا دِرْعٌ مِنْ لَهَبِ النَّارِ " (1)
22905 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ مُعَانِقٍ أَوْ أَبِي مُعَانِقٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلَانَ الْكَلَامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ " (2)
__________
(1) حديث صحيح كسابقه. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي البصري.
وأخرجه الحاكم 1/383 من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: "ثم يُعَلُّ" على بناء المفعول بلام مشددة، أي: يضاعف عليها.
(2) إسناده حسن إن كان ابن معانق سمعه مِن أبي مالك، فقد شكك ابن حبان في سماعه فقال في "الثقات": يروي عن أبي مالك وما أُراه شافهه، وابن معانق هذا: اسمه عبد الله وكنيته أبو معانق، وقد وثَّقه العِجلي أيضاً، وذكره ابن سُميع في تابعي أهل الشام، وجَهَّله الدارقطني مع أنه روى عنه جمعٌ.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20883) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (2137) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 24-25، وابن حبان (509) ، والطبراني (3466) ، والبيهقي في "السنن" 4/300-301، وفي "الشعب" (3892) ، والبغوي (927) . =(37/539)
22906 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ جَمَعَ قَوْمَهُ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَشْعَرِيِّينَ اجْتَمِعُوا وَاجْمَعُوا نِسَاءَكُمْ، وَأَبْنَاءَكُمْ أُعَلِّمْكُمْ صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي صَلَّى لَنَا بِالْمَدِينَةِ فَاجْتَمَعُوا، وَجَمَعُوا نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ، فَتَوَضَّأَ وَأَرَاهُمْ كَيْفَ يَتَوَضَّأُ، فَأَحْصَى الْوُضُوءَ إِلَى أَمَاكِنِهِ حَتَّى لَمَّا أَنْ فَاءَ الْفَيْءُ، وَانْكَسَرَ الظِّلُّ قَامَ، فَأَذَّنَ فَصَفَّ الرِّجَالَ فِي أَدْنَى الصَّفِّ، وَصَفَّ الْوِلْدَانَ خَلْفَهُمْ، وَصَفَّ النِّسَاءَ خَلْفَ الْوِلْدَانِ، ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ، فَتَقَدَّمَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ، فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ يُسِرُّهُمَا، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَاسْتَوَى قَائِمًا، ثُمَّ كَبَّرَ، وَخَرَّ سَاجِدًا، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَانْتَهَضَ قَائِمًا، فَكَانَ تَكْبِيرُهُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ سِتَّ تَكْبِيرَاتٍ، وَكَبَّرَ حِينَ قَامَ إِلَى الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ إِلَى قَوْمِهِ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: احْفَظُوا تَكْبِيرِي، وَتَعَلَّمُوا رُكُوعِي وَسُجُودِي؛ فَإِنَّهَا صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَ يُصَلِّي لَنَا كَذَي السَّاعَةِ مِنَ النَّهَارِ "
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3467) ، وفي "الشاميين" (2873) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي معانق، عن أبي مالك.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (1338) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6615) . وفي إسناديهما ضعفٌ.(37/540)
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ، النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ ". فَجَثَى (1) رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ، وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ انْعَتْهُمْ لَنَا حَلِّمْهُمْ لَنَا (2) ، يَعْنِي صِفْهُمْ لَنَا، شَكِّلْهُمْ لَنَا (3) فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِي اللهِ وَتَصَافَوْا، يَضَعُ اللهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " (4)
__________
(1) في (م) : فجاء.
(2) قوله: "حَلِّهم لنا" من (ظ5) وحدها.
(3) قوله: "شكلهم لنا" سقط من (م) .
(4) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وسيأتي برقم (22918) من طريق بديل بن ميسرة عن شهر بن حوشب، لكن لم يسق لفظه بتمامه. =(37/541)
22907 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ عُبَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَهُ دَعَا لَهُ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى عُبَيْدٍ أَبِي مَالِكٍ، وَاجْعَلْهُ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ " (1)
22908 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " الطُّهْورُ (2) شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللهُ أَكْبَرُ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ. كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا " (3)
__________
= وأخرج الشطر الثاني منه ابن المبارك في "الزهد" (714) عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وسلف الشطر الأول مختصراً من طريق عبد الحميد بن بهرام برقم (22896) .
والشطر الثاني برقم (22894) .
وانظر الحديث السالف برقم (22893) .
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح، لكنه مُعلٌّ بالإرسال، فقد رواه عصام بن خالد -وهو ثقة- عن حريز بن عثمان عن حبيب بن عبيد مرسلاً، أخرجه مِن طريقه ابن عدي في "الكامل" 2/858. وهو الصواب، فإن حبيباً لم يدرك أبا مالك.
(2) في (م) و (ق) : الطُّهر.
(3) حديث صحيح. أبان: هو ابن يزيد العطَّار، وزيد: هو ابن سلاَّم بن أبي سلاَّم، وجدُّه أبو سلاَّم: هو ممطور الحَبَشي.
وسلف مكرراً برقم (22902) .(37/542)
22909 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ يَعْنِي الْعَطَّارَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ". فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّدَقَةُ نُورٌ " (1)
22910 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُرَاهُ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ آمُرُكُمْ: بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَالْجَمَاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ. فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ رَأْسِهِ. وَمَنْ دَعَا دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ جُثَاءُ جَهَنَّمَ ". قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟ قَالَ: " نَعَمْ. وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَلَكِنْ تَسَمَّوْا بِاسْمِ اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ عِبَادَ اللهِ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل، فإن عبد الرحمن الأشعري -وهو ابن غَنْم- لم يثبت له سماع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سلف تخريجه موصولاً عند الرواية (22902) من طريق معاوية بن سلاَّم عن أخته زيد عن جدِّهما أبي سلاَّم، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن أبي مالك الأشعري.
(2) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن المبارك. =(37/543)
22911 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، وَلَيْثٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يُسَوِّي بَيْنَ الْأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي الْقِرَاءَةِ وَالْقِيَامِ، وَيَجْعَلُ الرَّكْعَةَ الْأُولَى هِيَ أَطْوَلُهُنَّ لِكَيْ يَثُوبَ النَّاسُ، وَيَجْعَلُ الرِّجَالَ قُدَّامَ الْغِلْمَانِ، وَالْغِلْمَانَ خَلْفَهُمْ، وَالنِّسَاءَ خَلْفَ الْغِلْمَانِ، وَيُكَبِّرُ كُلَّمَا سَجَدَ، وَكُلَّمَا رَفَعَ وَيُكَبِّرُ كُلَّمَا نَهَضَ بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ إِذَا كَانَ جَالِسًا " (1)
22912 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ ". وَقَالَ: " النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ
__________
= وسلف مطوَّلاً برقم (17170) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن الحارث الأشعري، وهو الصواب، والحارث الأشعري هذا غير أبي مالك.
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وليث: هو ابن أبي سليم.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1776) عن أبي النضر، بهذا الإسناد.
وانظر (22893) و (22896) .(37/544)
وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ " (1)
22913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: " قُومُوا صَلُّوا حَتَّى أُصَلِّيَ لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَصَفُّوا خَلْفَهُ فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ " فَفَعَلَ ذَلِكَ فِي صَلَاتِهِ كُلِّهَا (2)
22914 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذِرَاعٌ مِنْ أَرْضٍ يَكُونُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ أَوْ بَيْنَ الشَّرِيكَيْنِ لِلدَّارِ فَيَقْتَسِمَانِ، فَيَسْرِقُ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا
__________
(1) حديث صحيح. أبان: هو ابن يزيد العطَّار، وزيد: هو ابن سلاَّم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/390، ومسلم (934) ، والبيهقي في "السنن" 4/63 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وانظر (22903) .
(2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/240-241 عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (3415) من طريق خالد الطحان، عن داود بن أبي هند، به.
وانظر (22893) .(37/545)
مِنْ أَرْضٍ فَيُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (1)
22915 - حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، عَنْ شَرِيكٍ قَالَ: الْأَشْعَرِيُّ وَقَالَ: " إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ". (2)
22916 - حَدَّثَنَا (3) يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالَا: الْأَشْجَعِيُّ أَوْ قَالَ: الْأَشْعَرِيُّ
22917 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنَي ابْنَ عَمْرٍو، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: الْأَشْجَعِيُّ (4)
22918 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ حُدِّثْتُ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ (5) الْوَاقِفِيِّ يَعْنِي الْأَنْصَارِيّ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا بُدَيْلٌ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ:
__________
(1) إسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 6/567 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر (22895) .
(2) إسناده حسن كسابقه. أسود: هو ابن عامر المعروف بشاذان.
(3) تكرر هنا في (م) و (ق) السند السابق، وهو "حدثنا أسود عن شريك"، وتحرف فيهما وفي (ظ2) يحيى بن أبي بُكير إلى: يحيى بن أبي كثير.
ويحيى بن أبي بكير وأبو النضر -وهو هاشم بن القاسم- يرويان عن شريك النخعي.
(4) إسناده حسن، والراوي عن عبد الله بن محمد بن عقيل هنا هو عبيد الله بن عمرو الرَّقي، فإنه معروف بالرواية عنه. وقد وقع هذا الإسناد في (م) والنسخ الخطية بإثر الحديث التالي، وهو خطأ، والله تعالى أعلم.
(5) وقع في (م) و (ق) و (ظ2) : الفضل بن العباس، وهو خطأ.(37/546)
قَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: " أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " ثُمَّ قَالَ: وَهَذِهِ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، والعباس بن الفضل متروك، لكنه متابَعٌ.
وأخرجه أبو داود (677) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/269 والطبراني في "الكبير" (3416) ، وفي "الأوسط" (4245) من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، عن قرة بن خالد، بهذا الإسناد. وأسقط الطبراني من الإسناد عبد الرحمن بن غنم، ولفظ أبي داود: "ألا أحدثكم بصلاة النبي قال: فأقام الصلاة، وصف الرجال وصف خلفهم الغلمان، ثم صلى بهم فذكر صلاته ثم قال: هكذا صلاةُ، قال عبد الأعلى: لا أحسبه إلا قال: صلاة أمتي". ولفظ الطبراني: "لأصلين بكم صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا بوضوء فتوضأ، ثم قام إلى الصلاة فصف الرجال وصف خلفهم الغلمان، فجعل يكبر إذا سجد وإذا رفع رأسه وإذا قام من الركعتين، ثم سلم عن يمينه وعن شماله".
وانظر (22906) .(37/547)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
جمال عبد اللطيف - سعيد اللحام
الجزء الثامن والثلاثون
مؤسسة الرسالة(38/1)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ (1)
22919 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، أَنَّ ابْنَ بُحَيْنَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَامَ فِي الثِّنْتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ نَسِيَ الْجُلُوسَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَى أَنْ يُسَلِّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ خَتَمَ بِالتَّسْلِيمِ " (2)
__________
(1) قال السندي: هو عبد الله بن مالك أبو محمد الأزدي، ويقال له أيضاً: الأسْدي بسكون السين، أُمُّه بُحينة، بموحَّدة ومهملة ثم نون، مصغَّر، وقيل: إنها أمُّ أبيه مالكٍ، والأول هو قول الجمهور. أسلم قديماً وكان ناسكاً فاضلاً يصوم الدهر، مات في إمارة مروان الأخيرة على المدينة سنة ست وخمسين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن الأعرج: هو ابن هُرْمُز. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/96-97، والشافعي 1/120، والحميدي (904) ، وابن أبي شيبة 2/34-35، والدارمي (1500) ، والبخاري (1225) ، ومسلم (570) (87) ، وابن ماجه (1207) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (879) و (881) و (882) ، والنسائي في "المجتبى" 2/244 و3/20، وفي "الكبرى" (597) و (598) ، وابن خزيمة (1029) و (1031) ، وأبو عوانة (1911) و (1912) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/438، والطبراني في "الأوسط" (7482) ، والدارقطني 1/377، والبيهقي 2/340 و344، والبغوي (757) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (830) ، وابن أبي عاصم (880) ، وأبو يعلى (2639) ، وابن خزيمة (1030) ، وأبو عوانة (1910) ، والطحاوي 1/438، والطبراني في "الأوسط" (1621) ، والحاكم 1/322 من طرق عن عبد الرحمن الأعرج، به. =(38/7)
22920 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً نَظُنُّ أَنَّهَا الْعَصْرُ، فَقَامَ فِي الثَّانِيَةِ لَمْ يَجْلِسْ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (596) من طريق عبد ربه بن سعيد، عن محمد ابن يحيى بن حَبَّان، عن مالك ابن بُحينة: أنه صلَّى مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام في الشَّفْع الذي يريد أن يجلس فيه فسبَّحْنا، فمضى ثم سجد سجدتين.
قال النسائي: هذا خطأ، والصواب: عبد الله بن مالك ابن بحينة.
وسيأتي الحديث بالأرقام (22920) و (22929) و (22930) و (22931) و (22932) و (22933) .
وانظر حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18163) .
وحديث معاوية السالف برقم (16917) .
(1) إسناده صحيح على شرطهما. سفيان: هو ابن عُيَينة.
وأخرجه الحميدي (903) ، وابن أبي شيبة 2/30، وابن ماجه (1206) ، وابن خزيمة (1029) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/438 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (3449) ، والبخاري (829) و (1230) و (6670) ، ومسلم (570) (86) ، وأبو داود (1035) ، والترمذي (391) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (878) ، والنسائي في "المجتبى" 3/34، وأبو عوانة (1908) و (1909) ، والطحاوي 1/438، وابن حبان (1938) و (1939) و (1941) ، والبيهقي 2/334 و340، والبغوي (758) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/375 من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي من طريق الزهري بالأرقام (22929) و (22930) و (22931) و (22932) .
وانظر ما قبله.(38/8)
22921 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ لَاثَ النَّاسُ بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصُّبْحُ أَرْبَعًا؟ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد وَهمَ شعبة في هذا الصحابي فقال: مالك ابن بُحينة، وتابعه على ذلك حماد بن سلمة كما سيأتي، وقد حكم الحُفَّاظ: يحيى بنُ معين وأحمد والبخاري ومسلم والدارقطني وغيرهم -كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/149- عليهما بالوهم فيه في موضعين: أحدهما: أن بحينة والدة عبد الله لا مالك، وثانيهما: أن الصحبة والرواية لعبد الله لا لمالكٍ.
سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/253، والدارمي (1449) ، والبخاري (663) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/213-214، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (885) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 6/477، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/372، والبيهقي في "السنن" 2/481 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (711) (66) ، والنسائي في "المجتبى" 2/117 من طريق أبي عوانة، وابن أبي عاصم (884) ، والطحاوي 1/372 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن سعد بن إبراهيم، به. قال أبو عوانة فيه: ابن بحينة، ولم يسمِّه، وقال حماد بن سلمة: مالك ابن بحينة، وهو وهمٌ كما سبق.
وسيأتي من طريق شعبة برقم (22928) .
وسيأتي برقم (22926) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، وفيه: عبد الله بن مالك ابن بحينة.
وسيأتي برقم (22927) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وبرقم (22934) من طريق محمد بن علي، كلاهما عن عبد الله ابن بُحَينة. =(38/9)
22922 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعِي آنِفًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَهُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ (1)
__________
= وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2130) . وسنده حسن.
وفي الباب عن عبد الله بن سَرجِس، سلف برقم (20777) .
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8379) ، ولفظه: "لا صلاة بعد الإقامة إلا المكتوبة".
قال السندي: قوله: "ركعتي الفجر" أي: سُنَّة الفجر.
"لاث الناس" أي: اجتمعوا حوله.
"فقال" منكراً على من اشتغل بسُنَّة الفجر بعد الإقامة: "آلصُّبح" بالمدِّ على الاستفهام للإنكار، والنصب بتقدير: أصلَّيتَ الصبحَ، أي: فرض الصبح.
(1) حديث صحيح، لكن من حديث الزهري عن ابن أكيمة عن أبي هريرة، وسلف برقم (7270) ، هكذا رواه غير واحد من ثقات أصحاب الزهري عنه، وخالفهم ابنُ أخي ابن شهاب -واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم- فرواه كما هو هنا عند أحمد، وخطَّأه فيه يعقوب بن سفيان والبزار والبيهقي ونَقَل عن محمد بن يحيى الذهلي أنه خطَّأه أيضاً.
وهو عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/215، والبزار في "مسنده" (2313) ، والبيهقي في "السنن" 2/158-159، وفي "الشعب" (7247) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (325) و (326) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. =(38/10)
22923 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ هُرْمُزَ، عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَجَدَ تَجَنَّحَ فِي سُجُودِهِ حَتَّى يُرَى وَضَحُ إِبْطَيْهِ " (1)
22924 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ أَنَّهُ: سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ أَنَّهُ: سَمِعَ عَبْدَ اللهِ ابْنَ بُحَيْنَةَ يَقُولُ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْيِ جَمَلٍ مِنْ طَرِيقِ مَكَّةَ عَلَى وَسَطِ رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
__________
= وأخرجه البيهقي في "القراءة" (326) من طريق سعد بن إبراهيم، عن ابن أخي شهاب، به.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رِشْدين -وهو ابن سعد- لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن هرمز: هو عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم (495) (236) ، وأبو عوانة (1877) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (495) (236) ، والطبراني في "الأوسط" (8670) من طريق الليث بن سعد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/231 من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن جعفر بن ربيعة، به.
وسيأتي برقم (22925) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14138) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "يجنح" من التجنيح، أي: يفرِّج.
"وَضَح" بفتحتين، أي: بياضهما، للمبالغة في تجافيهما عن الجنبين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة. =(38/11)
22925 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: " إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (1)
22926 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ، وَقَدْ أُقِيمَ فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَقَالَ لَهُ شَيْئًا لَا نَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَحَطْنَا بِهِ نَقُولُ: مَاذَا
__________
= وأخرجه أبو عوانة (3638) ، والبيهقي 5/65 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/26، والدارمي (1820) ، والبخاري (1836) و (5698) ، ومسلم (1203) ، وابن ماجه (3481) ، والنسائي 5/194، وابن حبان (3953) ، والبيهقي 5/65، والبغوي في "شرح السنة" (1985) من طرق عن سليمان بن بلال، به.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12682) . وانظر تتمة شواهده هناك.
ولَحْي جمل، قال السندي: اسم ماءٍ، وقيل: موضع، وقيل: عَقَبة بين الحرمين.
وقال ابن وضاح -فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/152-: هي بقعة معروفة، وهي عقبة الجُحْفة على سبعة أميال من السُّقْيا.
(1) إسناده صحيح على شرطهما.
وأخرجه البخاري (3564) ، ومسلم (495) (235) ، والنسائي 2/212، والبيهقي 2/114 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (390) و (807) ، وابن خزيمة (648) ، وأبو عوانة (1878) ، وابن حبان (1919) ، والبيهقي 2/114 من طرق عن بكر بن مضر، به.
وانظر (22923) .(38/12)
قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: قَالَ لِي " يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ أَرْبَعًا " (1)
22927 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُصَلِّي يُطَوِّلُ صَلَاتَهُ، أَوْ نَحْوَ هَذَا، بَيْنَ يَدَيْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجْعَلُوا هَذِهِ مِثْلَ صَلَاةِ الظُّهْرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا اجْعَلُوا بَيْنَهُمَا فَصْلًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه البخاري (663) ، ومسلم (711) (65) ، وابن ماجه (1153) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (883) ، وأبو يعلى (914) من طرق عن إبراهيم ابن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/213، ومن طريقه البيهقي 2/481، حدثنا ابن قعنب وأبو صالح، قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك، عن أبيه فذكره. وسقط من مطبوع "سنن" البيهقي: "عن أبيه".
وقال البيهقي: رواه مسلم في "الصحيح" (711) عن القعنبي دون ذِكْر أبيه، ثم قال: قال القعنبي: عبد الله بن مالك ابن بحينة عن أبيه، وقوله: "عن أبيه" في هذا الحديث خطأ.
وانظر ما سلف (22921) .
(2) إسناده صحيح إن كان محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان سمعه من ابن بُحينة، ففي القلب من سماعه شيءٌ.
وانظر ما قبله.(38/13)
22928 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، وَغَيْرِهِ قَالَ حَجَّاجٌ: فِي حَدِيثِهِ قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاثَ بِهِ النَّاسُ فَقَالَ: " الصُّبْحُ أَرْبَعًا؟ " (1)
22929 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يَجْلِسْ، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ وَنَظَرْنَا تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ التَّسْلِيمِ، ثُمَّ سَلَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، وقد وهم شعبة في صحابيه كما سلف بيانه برقم (22921) حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.
(2) إسناده صحيح على شرطهما. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو في "الموطأ" 1/96، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/120، والدارمي (1499) ، والبخاري (1224) ، ومسلم (570) و (85) ، وأبو داود (1034) ، والنسائي في "المجتبى" 3/19-20 و20-21، وأبو عوانة (1908) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/438، والبيهقي 2/333-334 و343، وابن حزم في "المحلى" 4/172.
وانظر (22920) .(38/14)
22930 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَّى لَهُمْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يَقْعُدْ فِيهِمَا، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ انْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ، فَكَبَّرَ فَسَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ، ثُمَّ سَلَّمَ " (1)
22931 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَيْضًا، عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ الْأَسَدِيِّ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الْأَزْدِيُّ حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (2) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَامَ فِي الظُّهْرِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ، وَسَجَدَهُمَا النَّاسُ مَعَهُ مَكَانَ مَا نَسِيَ مِنَ الْجُلُوسِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرْساني.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (3450) . وانظر ما قبله.
(2) هكذا وقع هنا وفي الرواية التالية، وهو كذلك في "مصنف" عبد الرزاق: "حليف بني عبد المطلب"، وعلَّق بعض أهل العلم على نسخة (ظ 2) فقال: لفظة "عبد" زائدة، فصوابه: بني المطَّلِب. قلنا: وهو كما قال، فإن مالكاً والد عبد الله حالف المطَّلِب بن عبد مناف، وتزوَّج بُحيْنة بنت الحارث بن المطَّلب.
(3) حديث صحيح. وانظر ما قبله.(38/15)
22932 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ ابْنَ بُحَيْنَةَ الْأَزْدِيَّ، أَزْدَ شَنُوءَةَ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: " صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يَجْلِسْ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ التَّسْلِيمِ، ثُمَّ سَلَّمَ " (1)
22933 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: " قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ فَلَمْ يَجْلِسْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ " (2)
22934 - قَالَ عَبْدُ اللهِ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي أويس -واسمه عبد الله بن عبد الله بن أُويس المدني-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن أبي العباس، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3451) وسقط سفيان من مطبوعه.
وانظر (22919) .(38/16)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، وَابْنُ الْقِشْبِ يُصَلِّي، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْكِبَهُ وَقَالَ: " يَا ابْنَ الْقِشْبِ تُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا، أَوْ مَرَّتَيْنِ،؟ " ابْنُ جُرَيْجٍ يَشُكُّ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. جعفر بن محمد: هو جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، المعروف بالصادق.
وأخرجه أبو يعلى (915) من طريق مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/482 من طريق سليمان بن بلال، عن جعفر ابن محمد، به.
وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 2/252 عن حفص بن غياث، والبيهقي 2/482 من طريق سفيان، كلاهما عن جعفر، عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل ... فذكره.
وانظر ما سلف برقم (22921) .
قال السندي: قوله: "وابن القِشْب" هو بكسر القاف وسكون المعجمة ثم موحَّدة، وهو جدُّ عبد الله ابن بُحينة، فأراد بقوله: "وابن القشب" نفسَه، ونسب نفسه إلى جدِّه، والله تعالى أعلم.(38/17)
حَدِيثُ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ (1)
22935 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ فَذَكَرُوا الْجُدُودَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ سَكَتُّمْ (2) أَخْبَرْتُكُمْ جَدُّ بَنِي عَامِرٍ جَمَلٌ أَحْمَرُ أَوْ آدَمُ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: فِي رَوْضَةٍ، وَغَطَفَانُ أَكَمَةٌ خِشَاءُ (3) تَنْفِي (4) النَّاسَ عَنْهَا ". قَالَ: فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ:
__________
(1) هو بريدة بن الحُصَيْب بن عبد الله بن الحارث الأسلمي، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو سهل، وقيل: أبو الحُصَيْب، وقيل: أبو ساسان، والمشهور الأول، أسلم حين مرَّ به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجراً، هو ومن معه، وكانوا نحو ثمانين بيتاً، فصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاء الآخرة وصلَّوا خلفه، وأقام بأرض قومه، ثم قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أُحُد، فشهد معه مشاهده، وشهد الحُدَيبية، وبيعة الرِّضوان وكان من ساكني المدينة، ثم تحول إلى البصرة، وابتنى بها داراً، ثم خرج منها غازياً إلى خراسان، فأقام بمرو حتى مات ودفن فيها، وهو آخر من مات من الصحابة في خراسان، وكان ذلك سنة اثنتين وستين في خلافة يزيد. انظر "أسد الغابة" 1/209، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم 3/162-163.
(2) في (م) و (ق) : "شئتم"، وما أثبتناه من (ظ 5) ونسخة في (ق) و"جامع المسانيد" 1/ورقة 130.
(3) في (م) و (ق) : "خَشَّاء"، والمثبت من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ورقة 130، وكلاهما بمعنى، وهي الأرض التي فيها رَمْلٌ وطِينٌ، أو هي الأرض الخشِنة الغليظة.
(4) في نسخة في (ظ 5) : "ينفر".(38/18)
فَأَيْنَ جَدُّ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: " لَوْ سَكَتَ " (1)
22936 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا عَلَى حِرَاءٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْبُتْ حِرَاءُ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، علي بن سويد -وهو ابن مَنْجُوف، أبو الفضل السدوسي البصري- من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
روح: هو ابن عبادة القيسي البصري.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1520) .
وفي الباب عن أبي هريرة، عند الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (4650) ، وعند الطبراني في "الأوسط" (8202) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (114) ، وإسناده ضعيف.
وقوله: "أكَمَة": قال السندي: بفتحتين، هي الموضع المرتفع دون الجبل وأعلى من الرابية.
و"تنفي" على بناء الفاعل، والضمير للأكمة، أي: تنفي لخشونتها، يريد أن فيه شدة تنفر الناس عنه.
(2) إسناده قوي، الحسين -وهو ابن واقد المروزي- روى له أصحاب السنن، وروى له مسلم متابعة والبخاري تعليقاً، وهو صدوق لا بأس به، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. علي بن الحسن: هو ابن شقيق المروزي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1443) عن محمد بن علي بن حسن بن شقيق، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (867) ، وتمّام في "فوائده" (1477) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، =(38/19)
22937 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ " (1)
__________
= به. وزاد تمّام في روايته علياً، وإسنادها ضعيف جداً، لكن قد ثبت ذكر علي في حديث أبي هريرة السالف برقم (9430) ، وهو في "صحيح مسلم"، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك، وفي بعضها زيادة آخرين. ونزيد في شواهده هنا: عن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1445) .
(1) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (1079) ، والترمذي (2621) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (895) و (896) ، والدارقطني 2/52، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1519) و (1520) ، والحاكم 1/6-7، والبيهقي 3/366، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 17/594 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد، وليس في إسناد الذهبي ذِكْرُ الصحابي بريدة بن الحُصَيب وقد قال بإثره: سقط منه رجل. يعني بريدة والد عبد الله. وقال الترمذي: حديث
حسن صحيح غريب.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 11/34، وفي "الإيمان" (46) ، واللالكائي (1518) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح، والترمذي (2621) ، ومحمد بن نصر المروزي (894) ، والنسائي 1/231، وابن حبان (1454) ، والحاكم 1/6-7، واللالكائي (1518) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/230 من طريق الفضل بن موسى، والترمذي (2621) من طريق علي بن الحسين بن واقد، ثلاثتهم عن الحسين بن واقد، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/896، والدارقطني 2/52-53 من طريق خالد ابن عبيد العَتكي، عن عبد الله بن بريدة، به. وخالد بن عُبيد العتكي متروك الحديث.
وسيأتي عن زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد برقم (23007) . =(38/20)
22938 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ (1) الْبَجَلِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الْكَمْأَةُ دَوَاءُ لِلْعَيْنِ (2) ، وَإِنَّ الْعَجْوَةَ مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ، قَالَ: ابْنُ بُرَيْدَةَ يَعْنِي الشُّونِيزَ الَّذِي يَكُونُ فِي الْمِلْحِ، دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا الْمَوْتَ " (3)
__________
= وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14979) ، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.
ونزيد في شواهده هنا: عن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند اللالكائي في "شرح
أصول الاعتقاد" (1521) .
(1) تصحف في (م) إلى: "حبان" بالباء الموحدة.
(2) في (م) : "العين"، وفي نسخة على حاشية (ظ 5) : "من دواء العين".
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، واصل بن حيان البجلي غلط في اسمه زهير -وهو ابن معاوية الجُعْفي-، والصواب صالح بن حيان القرشي فيما قاله الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو داود وغيرهم، وقد رواه غير زهير على الصواب كما سيأتي في الرواية (22972) وفي تخريجها، وصالح هذا ضعيف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5676) من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. ولم يذكر الحبة السوداء.
ورواه على الصواب محمد بن عبد الله بن نمير عند أبي يعلى في "الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (5287) ، وعبدة بن سليمان عند ابن عدي في "الكامل" 4/1371، فقالا: عن صالح بن حيان، به.
ورواه على الصواب أيضاً محمد بن عبيد الطنافسي، فقال: عن صالح بن حيان كما سيأتي برقم (22972) ، وفي أوله قصة. =(38/21)
22939 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدَنَا؛ فَإِنَّهُ
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/10، وفي "المسند" كما في "إتحاف الخيرة" (5285) من طريق قتادة ومطر بن عبد الرحمن، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/88-89 من طريق حسام بن مِصَك، ثلاثتهم عن عبد الله بن بريدة، به.
وأقتصر على قوله: "عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام" قالوا: يا رسول الله، ما السام؟ قال: "الموت". وفي إسناد ابن أبي شيبة إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف، وحسام بن مِصَك ضعيف أيضاً.
وسيأتي الحديث مختصراً بلفظ: "عليكم بهذه الحبة السوداء -وهي الشونيز- فإن فيها شفاء "عن زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه برقم (22999) ، وإسناده قوي.
ويشهد لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الكَمْأة دواء للعين" حديث سعيد بن زيد السالف برقم (1625) ، وهو في "الصحيحين".
ويشهد لقوله: "وإن العَجْوَة من فاكهة الجنة" حديث رافع بن عمرو المزني السالف برقم (15508) ، وإسناده قوي.
ويشهد لقوله: "وإن هذه الحبة السوداء.. إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (7287) ، وهو في "الصحيحين". وعن عائشة سيأتي برقم (25067) .
وأنظر شرح ألفاظ الحديث في هذه المواضع.
تنبيه:
كنا قد جرينا على ظاهر إسناد حديث بريدة بن الحُصيب هذا، فحكمنا بصحته عند ذكرنا أحاديث الباب في حديث أبي هريرة السالف برقم (8002) ، وحديث أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله السالف برقم (11453) ، وهو ذهول منا يصحح من هنا، والله وليُّ التوفيق.(38/22)
إِنْ يَكُ سَيِّدَكُمْ فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ " (1)
22940 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقتادة -وهو ابن دِعامة السَّدُوسي- لا يُعرف له سماع من عبد الله بن بريدة كما قال البخاري في "تاريخه الكبير" 4/12، وقال الترمذي في "السنن" بإثر الحديث (982) : قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعاً من عبد الله بن بريدة. قلنا: ومع ذلك فقد صحح إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/579، وكذا العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء"
3/162، والنووي في "الأذكار" ص 449.
عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، ومعاذ بن هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (760) ، وأبو داود (4977) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (364) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (244) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5987) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (391) ، وابن حزم في "المحلى" 11/219، والبيهقي في "الشعب" (4883) من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (186 - زوائد نعيم) عن أَيوب بن خُوط، عن قتادة، به. ولفظه: "إذا قال الرجل للمنافق سيداً، فقد أهان الله". وأيوب بن خُوط متروك الحديث.
وأخرجه الحاكم 4/311، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/198، والبيهقي في "الشعب" (5220) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/454 من طريق عقبة بن عبد الله الأصمِّ، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. ولفظه: "إذا قال الرجل للمنافق: يا سيد، فقد أغضب ربه تبارك وتعالى". ووقع في مطبوع "أخبار أصبهان": "للفاسق" بدل: "للمنافق". وعقبة بن عبد الله الأصم ضعيف.(38/23)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، مِنْهُمْ ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ " " وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " " أَنْتُمْ مِنْهُمْ ثَمَانُونَ صَفًّا " " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن الصفَّار، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْملي، وأبو سنان: هو ضرار بن مُرَّة الشيباني، وابن بريدة: جاءت تسميته في الرواية رقم (23061) : عبد الله بن بريدة، ويحتمل أن يكون سليمان بن بريدة، فقد جاء الحديث من طريقه، وأيّاً كان، فهو ثقة. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (366) من طريق عفان بن مسلم،
بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (211) ، وكذا ابن عدي في "الكامل" 4/1420 عن القاسم بن الليث بن مسرور، كلاهما (أبو يعلى والقاسم) عن عبد الله بن معاوية الجمحي، والطبراني في "الأوسط" (8488) من طريق إسحاق ابن عمر، كلاهما عن عبد العزيز بن مسلم، به. لكن قال القاسم بن الليث في روايته: "عن ضرار بن عمرو الملطي" بدل "ضرار بن مرة الشيباني"، وهو خطأ لم يتابعه عليه أحد.
وسيأتي عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد العزيز بن مسلم القَسْملي برقم (23002) و (23061) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/470-471، والترمذي (2546) ، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (74) ، وابن حبان (7459) ، والحاكم 1/81-82 من طريق محمد بن فضيل، عن أبي سنان ضرار بن مرة، به. وقال الترمذي: حسنٌ، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1627) من طريق أبي سعد البقال، عن ابن بريدة -هكذا لم يسمه-، عن أبيه. وأبو سعد البقال -وهو سعيد بن المَرْزُبان- ضعيف. =(38/24)
22941 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ " أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ
__________
= وأخرجه الدارمي (2835) من طريق معاوية بن هشام، وابن ماجه (4289) ، والحاكم 1/82، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/275 من طريق الحسين بن حفص الأصبهاني، وابن حبان (7460) ، والحاكم 1/82 من طريق مؤمل بن إسماعيل، والحاكم 1/82 من طريق عمرو بن محمد العَنقزِي، وأبو سعيد ابن السبط في "فوائده" كما في "المداوي لعلل الجامع الصغير" 3/98-99 من طريق عمار بن محمد، خمستهم، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان
بن بريدة، عن أبيه بريدة. وقال معاوية بن هشام في روايته: "عن سليمان بن بريدة، أراه عن أبيه" هكذا على الشك في وصله.
وأخرجه مرسلاً حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1572) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأرسله أيضاً يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري فيما قاله الحاكم في "مستدركه" 1/82. قلنا: لم تقع لنا روايتهما في شيء من المصادر التي بين أيدينا، فإن كان محفوظاً، فالشك في وصله وإرساله من الثوري، ويؤيد ذلك رواية معاوية بن هشام عنه المذكورة آنفاً، فإنه قال فيها: "عن سليمان بن بريدة، أراه عن أبيه" والله أعلم.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4328) ، وإسناده ضعيف، وانظر تتمة شواهده هناك.
ونزيد في شواهده هنا:
عن معاوية بن حَيْدَة عند الطبراني في "الكبير" 19/ (1012) وفي إسناده حماد بن عيسى الجُهَني، وهو ضعيف.(38/25)
أَبِي، ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا، وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي (1)
22942 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ وَأَنَا أُرِيدُ
__________
(1) إسناده قوي، حسين -وهو ابن واقد المَرْوزي- روى له أصحاب السنن، وحديثه في مسلم متابعة وفي البخاري تعليقاً، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة عبد الله بن بريدة ص 417 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/94-95 عن زيد بن الحُباب، به. ولفظه: دخلتُ أَنا وأَبي على معاوية، فأَجْلسَ أَبي على السَّرير، وأُتِيَ بالطعام فأطْعَمَنا، وأُتِيَ بشرابٍ فشربَ، فقال معاوية: ما شيءٌ كنت أَستلِذُّه وأنا شابٌّ فآخُذه اليومَ إلا اللَّبَنَ، فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم، والحديثَ الحسَنَ.
وأخرجه ابن عساكر ص 417 من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، به، بلفظ: دخلت مع أبي على معاوية.
وقوله: "ثم قال: ما شَرِبتُه منذ حرَّمَه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أي: معاوية بن أبي سفيان، ولعله قال ذلك لِما رأَى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة، لظنِّه أنه شرابٌ مُحرَّم، والله أعلم.(38/26)
أَنْ تُطَهِّرَنِي. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعْ ". فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَاهُ أَيْضًا فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعْ ". ثُمَّ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِهِ فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ فَقَالَ لَهُمْ: " مَا تَعْلَمُونَ مِنْ مَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيِّ هَلْ تَرَوْنَ بِهِ بَأْسًا أَوْ تُنْكِرُونَ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئَا؟ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا نَرَى بِهِ بَأْسًا، وَمَا نُنْكِرُ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا. ثُمَّ عَادَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الثَّالِثَةَ فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَا أَيْضًا. فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ طَهِّرْنِي، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِهِ أَيْضًا فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ، فَقَالُوا لَهُ كَمَا قَالُوا لَهُ الْمَرَّةَ الْأُولَى: مَا نَرَى بِهِ بَأْسًا، وَمَا نُنْكِرُ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّابِعَةَ أَيْضًا، فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحُفِرَ لَهُ حُفْرَةٌ فَجُعِلَ فِيهَا إِلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَرْجُمُوهُ وَقَالَ بُرَيْدَةُ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَنَا أَنَّ: مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ لَوْ جَلَسَ فِي رَحْلِهِ بَعْدَ اعْتِرَافِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ لَمْ يَطْلُبْهُ، وَإِنَّمَا رَجَمَهُ عِنْدَ الرَّابِعَةِ (1)
__________
(1) حديث صحيح وقول بريدة الذي في آخر الحديث تفرد به بشير بن المهاجر الغَنَوي، وهو مختَلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، لكن يعتبر حديثه في المتابعات والشواهد، وقد روى له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه الدارمي (2320) ، والنسائي في "الكبرى" (7202) ، وأبو عوانة (6294) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/143-144، وأبو نعيم الأصبهاني في "تسمية من انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دُكين" (65) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد. ورواية الدارمي مختصرة، ولم يسق أبو نعيم الأصبهاني لفظه بتمامه. =(38/27)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مسلم (1695) (23) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 11/128، وأخرجه أبو داود (4434) ، والنسائي في "الكبرى" (7167) ، وأبو عوانة (6293) و (6294) ، والحاكم 4/362، والبيهقي 8/221 من طرق عن بشير بن المهاجر، به. ولم يذكروا جميعاً خلا أبي داود قولَ بريدة آخر الحديث، واقتصر عليه أبو داود، فقال: قال بريدة: كنا أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نتحدث أن الغامدية وماعز بن مالك لو رجعا بعد اعترافهما -أو قال: لو لم يرجعا بعد
اعترافهما-، لم يطلبهما، وإنما رجمهما عند الرابعة. ولم يسق ابن حزم لفظه بتمامه، وذكر مسلم والبيهقي فيه قصة رجم الغامدية. وستأتي في "المسند" مفردة من هذا الطريق نفسه برقم (22949) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/325، ومسلم (1695) (22) ، وأبو داود (4433) ، والبزار (1564 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (7163) ، وأبو عوانة (6292) و (6466) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2173) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (432) و (437) ، والطبراني في "الأوسط" (4840) ، والدارقطني 3/91-92، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1237) ، والبيهقي 6/83 و8/214 و226، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2587) من طرق عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن بريدة الأسلمي، بنحوه، مطولاً ومختصراً. ولفظ المطول: قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، طَهِّرْني. فقال: "وَيْحَك ارجِعْ، فاستغفر الله وتُبْ إليه" قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء، فقال: يا رسول الله، طَهِّرْني. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة، قال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فيم أُطهِّرُك؟ "، فقال: من الزِّنى، فسأل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أبه جُنونٌ" فأُخبِرَ أنه ليس بمجنون، فقال: "أشرِبَ خَمْراً؟ " فقام رجلٌ، فاستنْكَهَهُ، فلم يَجِدْ منه رِيحَ خمر، قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَزنَيْتَ؟ " فقال: نعم: فَأَمَرَ به، فرُجِمَ.
فكان الناس فيه فِرْقتين: قائل يقول: لقد هَلَكَ، لقد أحاطَتْ به خطيئتُه. وقائل يقول: ما توبةٌ أَفْضَلَ من توبة ماعز: أنه جاءَ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضع يدَه، ثم قال: =(38/28)
22943 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ حَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَإِذَا رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ فَقَالَ بُرَيْدَةُ: يَا مُعَاوِيَةُ، تَأْذَنُ (1) لِي فِي الْكَلَامِ. فَقَالَ: نَعَمْ، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ سَيَتَكَلَّمُ بِمِثْلِ مَا قَالَ الْآخَرُ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَشْفَعَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدَدَ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ، وَمَدَرَةٍ " قَالَ: تَرْجُوهَا (2) أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ وَلَا
__________
= اقتُلْني بالحجارة. قال: فلَبِثُوا بذلك يومينِ أو ثلاثةً، ثم جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم
جلوسٌ، فسَلَّم، ثم جلس، فقال: "استغفروا لماعز بن مالك". قال: فقالوا: غَفَر الله لماعز بن مالك قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لقد تاب توبةً لو قُسِمَت بين أُمَّةٍ لوَسِعَتْهم". وذكر بعضهم فيه قصة رجم الغامدية، وستأتي مفردة عند المصنِّف برقم (22949) .
وقوله: "أَشَرِبَ خمراً؟ " فقام رجلٌ، فاستَنكَهَه، فلم يجد منه رِيحَ خمر. قال البزار: لا نعلمه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا في حديث يحيى بن يعلى، أي: عن أبيه، عن غيلان بن جامع، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. ولفظ الطحاوي في الموضع الأول: جاء ماعز الأسلمي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو جالس، فأقرَّ بالزنى، فرَدَّه أربع مرات، ثم أمَرَ برَجْمِه، فأقاموه في مكان قليل الحجارة، فلما أَصابته الحجارة، جَزِعَ، فخرج يَشتَدُّ حتى أتى الحَرَّة، فثبت لهم فيها فرَمَوْه بجلاميدها حتى سَكَتَ، فقالوا: يا رسول الله، ماعز حين أصابته الحجارة جَزِع، فخرج يشتدُّ. فقال: "هلا خَلَّيتُم سبيله".
وقصة رجم ماعز بن مالك الأسلمي رواها غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر أحاديثهم عند حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (10988) .
(1) في (م) و (ق) : "فأذن".
(2) في (م) : "أفترجوها"، والمثبت من سائر النسخ.(38/29)
يَرْجُوهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ (1)
22944 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ وَهُوَ أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَرَ اسْمُهُ جِبْرِيلُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ فَلَمْ يَدَعْ وَارِثًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوا لَهُ وَارِثًا. الْتَمِسُوا لَهُ ذَا رَحِمٍ ". قَالَ: فَلَمْ يُوجَدْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْفَعُوهُ إِلَى أَكْبَرِ خُزَاعَةَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي إسرائيل، وهو إسماعيل بن خليفة العَبْسي. ابن بريدة: هو عبد الله بن بريدة.
وأخرجه مختصراً ابن الأعرابي في "معجمه" (291) من طريق عفان بن الربيع المهدي، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 12/330 من طريق غسان بن الربيع الغساني، كلاهما عن أبي إسرائيل المُلائي، بهذا الإسناد.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (4112) من طريق سهل بن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن جده بريدة، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أكثيرٌ الحَجَرُ والشَّجرُ -ثلاث مراتٍ-؟ " قلنا: نعم. قال: "والذي نفسي بيده، لشفاعتي أكثرُ من الحَجَرِ والشَّجرِ". قلنا: وهذا إسناد ضعيف لا يفرح به من أجل سهل بن عبد الله بن بريدة، فإنه ضعيفاً جداً.
وفي الباب عن أُنيس الأنصاري عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/67، والطبراني في "الأوسط" (5356) ، وأبي نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (851) و (855) . قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/37: إسناده ليس بالقوي.
قلنا: هو مسلسل بالضعفاء شهر بن حوشب وميمون بن سِيَاه وعباد بن راشد، ثلاثتُهم ضعفاء.
وقوله: "فإذا رجل يتكلم" قال السندي: أي بكلام مكروه في شأن علي بن أبي طالب.
وقوله: "مَدَرَة": واحدة المَدَر، وهو قِطَع الطِّين اليابس.
(2) إسناده ضعيف، أبو بكر جبريل بن أَحمر الجَمَلي لا يعرف بغير هذا =(38/30)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحديث، قال النسائي فيما نقله المزي في "تحفة الأشراف" 2/79: ليس بالقوي، والحديث منكر. وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي الحافظ فيما نقله المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/175: فيه نظر، وقال ابن حزم: لا تقوم به حجة، وقال أبو زرعة: شيخ. وتساهل ابن معين فوثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع إلا في قوله: "التمسوا له ذا رحم". أبو سَلمة الخزاعي: اسمه منصور بن سلمة.
وأخرجه الطيالسي (812) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/253، وأبو داود (2904) ، والنسائي في "الكبرى" (6394) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2404) و (2405) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/404، والبيهقي 6/243 من طرق عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. وقالوا جميعاً في روايتهم: "توفي رجل من خزاعة" بدل قوله: "رجل من الأزد".
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/413، والنسائي في "الكبرى" (6395) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2402) من طريق عبَّاد بن العوام، وأبو داود (2903) ، والنسائي (6396) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2401) ، والبيهقي 6/243 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والطحاوي (2403) من طريق موسى بن محمد الأنصاري، ثلاثتهم عن جبريل بن أحمر، به.
وأخرجه مرسلاً النسائي في "الكبرى" (6397) من طريق عبد الله بن إدريس، عن جبريل، به.
وفي الباب عن عائشة أم المؤمنين، سيأتي (25054) : أن مولى للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقعَ
من نخلةٍ، فمات، وترك شيئاً، ولم يَدَعْ ولداً ولا حَمِيماً، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْطُوا
ميراثَه رجلاً من أهل قريته" وإسناده حسن، وانظر الكلام على شرحه هناك.
وقوله: "ادفعوه إلى أكبر خزاعة": خُزَاعة، بضم الخاء وفتح الزاي: هم بنو مازن بن الأَزْد بن الغَوْث بن نَبْتِ بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سَبَأ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُب بن قَحْطَان، وإنما قيل لهم خزاعة، لأنهم انخزعوا من الأزد لما تفرَّقت =(38/31)
22945 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ (1) ، عَنِ الْحَكَمِ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ عَلِيٍّ الْيَمَنَ فَرَأَيْتُ مِنْهُ جَفْوَةً، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرْتُ عَلِيًّا فَتَنَقَّصْتُهُ، فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَيَّرُ فَقَالَ: " يَا بُرَيْدَةُ أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ " (3)
__________
= الأزد من اليمن أيام سَيْل العَرِم، وأقاموا بمكة، وسار الآخرون إلى المدينة والشام وعُمَان.
(1) تصحف في (م) و (ق) إلى: "ابن أبي عيينة"، وما أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 1/628 ومصادر تخريج الحديث، وهو الصواب.
(2) تحرف في (م) إلى: "الحسن"، والمثبت من سائر الأصول و"أطراف المسند" 1/628، ومن مصادر التخريج.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي غَنِيَّة: هو عبد الملك بن حُميد الخُزاعي، والحكَم: هو ابن عُتَيبَة الكِنْدي.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (989) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/83-84، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2357) ، والنسائي في "الكبرى" (8145) ، وفي "خصائص علي" (82) ، والحاكم 3/110، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1230) ، وفي "أخبار أصبهان" 2/129-130، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ورقة 209 من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد. واقتصر أبو نعيم في "أخبار
أصبهان" على قوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه". وسقط من إسناد مطبوع ابن أبي عاصم: الحكم. =(38/32)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم (2358) ، والبزار (2533 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الخصائص" (81) ، وابن عساكر في 12/ورقة 209 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن عبد الملك بن أبي غَنِيَّة، به. ولم يسق ابن أبي عاصم لفظه، ورواية ابن عساكر مختصرة بلفظ: "من كنت مولاه، فعلي مولاه".
وأخرجه ابن أبي عاصم (2359) ، والبزار (2534 - كشف) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (2179) ، وابن عساكر في 12/ورقة 209 من طريق عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به. ورواية ابن أبي عاصم وابن الأعرابي مختصرة بلفظ: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عليّ بن أبي طالب مولى من كنت مولاه"، ولم يسق البزار لفظه.
وأخرجه ابن الأعرابي (222) ، والطبراني في "الصغير" (191) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/126، وفي "حلية الأولياء" 4/23 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن بريدة الأسلمي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
وأخرجه مرسلاً عبد الرزاق (20388) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: لما بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علياً إلى اليمن، خرج بريدة الأسلمي معه، فعتب على عليٍّ في بعض الشيء، فشكاه بريدة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من كنت مولاه، فإن علياً مولاه".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (348) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري، عن محمد بن أبي السَّري العسقلاني، عن عبد الرزاق بإسناده السابق، إلا أنه قال فيه: عن طاووس، عن بريدة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعليٍّ: "من كنت مولاه، فعلي مولاه" جعله متصلاً من هذا الوجه، وأحمد بن محمد بن رشدين المصري شيخ الطبراني متروك الحديث.
وسيأتي من طرق عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بالأرقام (22961) و (22967) و (23012) و (23028) و (23036) و (23057) . =(38/33)
22946 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَرْضًا (1) سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا، فَإِنْ كَانَ حَسَنًا رُئِيَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ رَجُلًا سَأَلَ عَنْ اسْمِهِ، فَإِنْ كَانَ حَسَنَ الِاسْمِ رُئِيَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ " (2)
__________
= وفي الباب عن البراء بن عازب، سلف برقم (18479) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) وقع في (م) : "امرأة" وما أثبتناه من (ظ 5) و (ظ 2) و (ق) و"جامع المسانيد" 1/ورقة 131.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وذكر البخاري أنه لا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة. وقد حسَّنَه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/215. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "جامع المسانيد" 1/ورقة 131، وابن حبان (5827) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. ورواية ابن حبان أخصر من رواية المصنف.
وأخرجه أبو داود (3920) ، وأبو عوانة في الأسماء كما في "إتحاف المهرة" 2/573، وتمَّام بن محمد الرازي في "فوائده" (1032) ، والبيهقي في "السنن" 8/140، وفي "شعب الإيمان" (1170) من طريق مسلم بن إبراهيم، والبزار (1985 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (8822) ، وابن خزيمة في "التوكل" كما في "إتحاف المهرة" 2/573 عن محمد بن المثنى، وابن خزيمة في
"التوكل" أيضاً عن محمد بن بشار بُنْدار وعمرو بن علي وبشر بن آدم ومحمد بن =(38/34)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ميمون المكي، جميعهم عن معاذ بن هشام، كلاهما (مسلم ومعاذ) عن هشام الدستوائي، به. ولم يذكر تمام في روايته قصة السؤال عن اسم الأرض. ورواية البزار عن محمد بن المثنى بلفظ: " إذا أَبرَدْتُم إليَّ بريداً، فابعثوه حسنَ الوجه حسنَ الاسم". ولم يُتابع البزار على لفظه هذا في حديث بريدة أحدٌ، لكن روي الحديث بهذا اللفظ عن غير بريدة كما سنذكره في الشواهد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/401، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 249، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/73، وفي "الاستيعاب" 1/178-179 من طريق أوس بن عبد الله بن بريدة، عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يتطيَّرُ، ولكن يتفاءَلُ. ثم ذكر فيه قصة إسلام بريدة. وذكر الحسين بن حُرَيث عند ابن عدي وابن عبد البر في "التمهيد" أنه سمع أوس بن عبد الله بن بريدة يحدث بهذا الحديث بعد ذلك عن أخيه سهل بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن بريدة، عن بريدة بن الحُصيب. وسقط من إسناده في مطبوع "الاستيعاب" أوس بن عبد الله، وأوس بن عبد الله بن بريدة هذا وأخوه
سهل مُجمع على ضعفهما.
ورواه سعيد بن بشير الأزدي، عن قتادة عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
ص 249-250، والطبراني في "الأوسط" (4701) ، فقال: عن قتادة، عن مُطَرِّف ابن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبيه. وسعيد بن بشير الأزْدي ضعيف، وله عن قتادة مناكير.
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "إذا بعثتم إليَّ رجلاً، فابعثوه حسنَ الوجه حسنَ الاسم"، أخرجه البزار (1986 - كشف الأستار) من طريق عمر بن عبد الله بن أبي خثعم، والعقيلي في "الضعفاء" 3/158، والطبراني في "الأوسط" (7743) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 254، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/156، والبغوي في "شرح السنة" (3361) من طريق عمر بن راشد اليمامي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وعمر بن =(38/35)
22947 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ جَمِيعًا، إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي " (1)
__________
= عبد الله بن أبي خثعم وعمر بن راشد ضعيفان.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1427 من طريق النضر بن إسماعيل البجلي، عن طلحة بن عمرو الحضرمي، عن عطاء، عن ابن عباس، مثله.
وطلحة بن عمرو الحضرمي متروك الحديث، ثم هو منقطع بينه وبين عطاء فيما قاله أبو زرعة الرازي في "العلل" لابن أبي حاتم 2/329.
وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (7451) عن بشر ابن السَّري، وابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/287 من طريق خالد بن يزيد الصفار، كلاهما عن همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحَضْرَمي بن لاحق، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال، فذكره. وهذا مرسل صحيح الإسناد.
وفي الباب أيضاً عن ابن عباس، سلف في "مسنده" برقم (2328) ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتفاءَلُ ولا يتطيَّرُ، ويُعجِبُه الاسمُ الحسن. وإسناده ضعيف.
وعن أبي هريرة، سلف برقم (10582) وفيه: "وأُحِبُّ الفَأْل الصالحَ" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل بشير، وهو ابن المُهاجر الغنوي. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 1/15 عن أبي كريب، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث وهب بن عبد الله السُّوائي السالف برقم (18770) ، وإسناده حسن فيه أبو خالدي الوالبي، وهو حسن الحديث، وقد وقع فيه اختلاف على الأعمش في اسم صحابيه، وكنا قد توقفنا لأجل ذلك في تحسين قوله: "إن كادت لتسبقها -أو تسبقني-"، ولا وجه لذلك. فإنه اختلاف لا يضر، فيستدرك من هنا. =(38/36)
22948 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَنَادَى ثَلَاثَ مِرَارٍ فَقَالَ: " أَيُّهَا (1) النَّاسُ تَدْرُونَ مَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ، فَبَعَثُوا رَجُلًا يَتَرَاءَى لَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَبْصَرَ الْعَدُوَّ فَأَقْبَلَ لِيُنْذِرَهُمْ، وَخَشِيَ أَنْ يُدْرِكَهُ الْعَدُوُّ قَبْلَ أَنْ يُنْذِرَ قَوْمَهُ، فَأَهْوَى بِثَوْبِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ أُتِيتُمْ. أَيُّهَا النَّاسُ أُتِيتُمْ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (2)
22949 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعِي ". فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ
__________
= وقد جاء قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بعثت أنا والساعة كهاتين" بأسانيد صحاح عن غير واحد
من الصحابة، انظرها عند حديث أنس بن مالك السالف برقم (12245) .
(1) في (م) وحدها: "يا أيها" بإثبات حرف النداء.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.
وأخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (7) عن محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو سلف برقم (15914) و (20605) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم.(38/37)
أَتَتْهُ أَيْضًا فَاعْتَرَفَتْ عِنْدَهُ بِالزِّنَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعِي ". فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ أَيْضًا فَاعْتَرَفَتْ عِنْدَهُ بِالزِّنَا فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، طَهِّرْنِي فَلَعَلَّكَ أَنْ تَرْدُدْنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ فَوَاللهِ إِنِّي لَحُبْلَى. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعِي حَتَّى تَلِدِي ". فَلَمَّا وَلَدَتْ جَاءَتْ بِالصَّبِيِّ تَحْمِلُهُ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَذَا قَدْ وَلَدْتُ. قَالَ: " فَاذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ ". فَلَمَّا فَطَمَتْهُ جَاءَتْ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَذَا قَدْ فَطَمْتُهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبِيِّ فَدَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا حُفْرَةٌ فَجُعِلَتْ فِيهَا إِلَى صَدْرِهَا، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَرْجُمُوهَا، فَأَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ فَرَمَى رَأْسَهَا، فَنَضَحَ الدَّمُ عَلَى وَجْنَةِ خَالِدٍ فَسَبَّهَا، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّهُ إِيَّاهَا فَقَالَ: " مَهْلًا يَا خَالِدُ بْنَ الْوَلِيدِ لَا تَسُبَّهَا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ " فَأَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ (1)
__________
(1) حديث صحيح وقصة سب خالد بن الوليد للغامدية، وقصة انتظار الفطام للرجم، تفرد بهما بشير -وهو ابن المهاجر الغنوي- في حديث بريدة، وهو مختلف فيه؛ فقوَّى أمره قوم، وضعّفه آخرون، ونقل الأثرم عن الإمام أحمد أنه قال: منكر الحديث، وقد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب.
وأخرجه الدارمي (2324) ، والنسائي في "الكبرى" (7197) ، وأبو عوانة (6295) و (6467) ، والبيهقي 8/229 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا =(38/38)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد. وجاء عند الدارمي والنسائي وأبي عوانة في الموضع الأول أنه عليه الصلاة والسلام ردَّها مرةً، والثانيةَ حتى تَلِدَ، ولم يَسُق أبو عوانة في الموضع الثاني ولا البيهقي الحديث بتمامه.
وأخرجه تامّاً ومختصراً ابن أبي شيبة 10/86-87، ومسلم (1695) (23) ، وابن حزم في "المحلى" 11/128، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/132-133، وفي "الاستذكار" 24/36-37 من طريق عبد الله بن نمير، وأبو داود (4442) ، وأبو عوانة (6296) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 360، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/133، وفي "الاستذكار" 24/36-37 من طريق عيسى بن يونس، وأبو داود (4434) ، وأبو عوانة (6293م) من طريق أبي أحمد الزبيري، والحاكم 4/363، والبيهقي 4/18-19 و8/218 و221 من طريق خلاد بن يحيى، والنسائي في "الكبرى" (7271) من طريق محمد بن فضيل، خمستهم عن بشير بن المهاجر، به. وذكر فيه مسلم وابن حزم والبيهقي في الموضع الثالث قصة رجم ماعز بن مالك الأسلمي، وقد سلفت في "المسند" مفردة من طريق المصنف نفسه برقم (22942) ، وزاد النسائي: قال بريدة: كنا -أصحابَ محمد- نتحدث لو أن ماعزاً وهذه المرأة لم يجيبا في الرابعة، لم يطلبهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ووقع عند أبي عوانة في الموضع الثاني: أنه ردها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرابعة حتى تلد، وقال فيه: "لقد تابت توبة لو تابها سبعون من أهل المدينة لتُقُبِّل منهم" بدل: "لقد تابت توبة لو تابها
صاحب مكس لغفر له"، ورواية أبي داود مختصرة: قال بريدة: كنا -أصحاب رسول الله- نتحدث أن الغامدية وماعز بن مالك لو رجعا بعد اعترافهما -أو قال: لو لم يرجِعا بعد اعترافهما-، لم يطلبهما، وإنما رجمهما عند الرابعة.
وأخرجه مسلم (1695) (22) ، والنسائي في "الكبرى" (7186) ، وأبو عوانة (6292) ، والطبراني في "الأوسط" (4840) ، والدارقطني 3/91-92، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1237) ، والبيهقي 6/83-84 و8/214 و226 و229، والبغوي (2587) من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، عن أبيه، عن =(38/39)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= غيلان بن جامع، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وليس فيه قصة الفِطام، ولا قصة سب خالد بن الوليد للغامدية، وبيان عِظم توبتها، وهذه الطريق رجالها ثقات كلهم.
وقد جاء الرجم بعد الفطام في غير حديث بريدة الأسلمي، فقد رواه محمود ابن لَبِيد الأنصاري، فيما نقله ابن عبد البر في "التمهيد" 24/128، قال: قال ابن وهب: وأخبرني ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان، عنه، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة صالحة.
ورواه كذلك أنس بن مالك عند البزار (1541 - كشف الأستار) ، ورجاله ثقات لكنه منقطع، فإنه من رواية الأعمش عن أنس، ولم يسمع منه.
ورواه جَابر بن عبد الله عند النسائي في "الكبرى" (7187) ، والدارقطني 3/122، والحاكم 4/364 ورجاله ثقات، لكن فيه عنعنة أبي الزبير، محمد ابن مسلم بن تَدْرُس.
ورواه مالك في "موطئه" 2/821-822 عن يعقوب بن زيد بن طلحة، عن أبيه زيد بن طلحة، عن عبد الله بن أبي مُليكة. هكذا رواه يحيى بن يحيى الليثي، عن مالك، من حديث عبد الله بن أبي مليكة مرسلاً، والصواب -كما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 24/127-: أنه لزيد بن طلحة مرسلاً، كذا رواه القعنبي وابن القاسم وابن بكير وابن وهب، عن مالك. قلنا: وعلى كل حال فهو مرسل لا بأس برجاله.
وقد جاء انتظار الفطام أيضاً في حديث عمران بن حصين في قصة رجم الجُهَنيَّة، رواه الدارقطني 3/127 عن عبد الله بن الهيثم بن خالد الطيبي، عن أحمد بن منصور الرمادي، عن عبد الرزاق بإسناده إلى عمران بن حصين. قلنا: وذكر الفطام فيه شاذٌّ لم يروه عن عبد الرزاق غير أحمد بن منصور الرمادي، وقد رواه غير واحد عن عبد الرزاق لم يذكروا فيه انتظار الفطام، وكذا لم يأتِ ذكره =(38/40)
22950 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ". قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ (1) سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ،
__________
= في سائر روايات الحديث، انظر ذلك في حديث عمران السالف برقم (19861) ، ولعل الوهم فيه من الرمادي، أو من عبد الله بن الهيثم راويه عنه، والله أعلم.
وقوله: فنَضَح الدَّمُ على وَجْنةِ خالد، أي: ترشَّشَ وانصبَّ، والوَجْنة: ما ارتفع من الخَدَّين.
وقوله: "صاحب مَكْسٍ"، المكْس: الضريبة التي يأخذها الماكسُ، وهو العَشَّار، وأصله الجباية، وغلب استعماله فيما يأخذه أَعْوان الظلمة عند البيع والشراء.
وقد اختلف أهل العلم في انتظار المرأة الحامل التي قد وجب عليها الرَّجم إلى أن تضع ولدها وتفطمه، فذهب مالك في المشهور من مذهبه إلى أنه إن وُجِدَ للصبي من يُرضعه، رُجِمَتْ، وإن لم يوجد للصبي من يرضعه، لم تُرْجم حتى تَفْطِمَ الصبي، فإذا فُطِمَ، رُجِمَت. وقال أبو حنيفة: تُرجم بعد الوضع. وقال الشافعي وأحمد: لا تُرجم حتى يُفْطَم ولدُها، ويوجَدَ من يكفُلُه. انظر "التمهيد"
24/134-135، و"المغني" 12/327-329، و"شرح السنة" 10/296-297.
(1) في (م) و (ق) و (ظ 2) : "مكث"، والمثبت من (ظ 5) .(38/41)
وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ (1) فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا (2) ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ. ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ (3) الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلًا " (4)
__________
(1) قوله: "فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك" ورد في (م) وحدها مرتين.
(2) كذا في (ظ 5) ، وفي (م) و (ق) و (ظ 2) : "هذه".
(3) في (م) و (ق) و (ظ 2) : "درجة" بالإفراد، وما أثبتناه من (ظ 5) .
(4) إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل بشير بن المهاجر الغَنَوي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وحسنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1/62، ولبعضه شواهد يصح بها. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين المُلائي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 84-85، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (7979) ، وفي "مصنفه" 10/492-493، والدارمي (3391) ، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (202) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (99) ، وابن عدي في "الكامل" 2/454، والحاكم 1/560، والواحدي في "الوسيط" 1/411، وأبو محمد البغوي
في "تفسيره" 1/33-34، وفي "شرح السنة" (1190) وحسنه بإثره - من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين. وبعضهم لم يسق لفظه. =(38/42)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك البزار (2302 - كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/144، والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (24) ، وابن عدي 2/454، والحاكم 1/556 و560 و567-568، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1989) و (1990) من طرق عن بشير بن المهاجر، به. ورواية الحاكم في الموضع الأخير مختصرة بلفظ: "من قرأ القرآن وتعلمه، وعمل به، أُلبِس يوم القيامة تاجاً من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم بهما
الدنيا، فيقولان: بم كُسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن".
وسيأتي مختصراً عن وكيع بن الجراح، عن بشير بن المهاجر بالأرقام (22975) و (22976) و (23049) و (23050) .
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تعلموا سورة البقرة ... " إلى قوله: " ... أو فِرْقان من طيرٍ صوافّ" عن أبي أمامة الباهلي، سلف في مسنده برقم (22146) ، وهو صحيح، وعن النواس بن سمْعان، سلف في مسنده أيضاً برقم (17637) ، وهو عند مسلم (805) ، وانظر شرحه وتتمة شواهده عندهما.
وفي باب قوله: "وإن القرآن يَلْقى صاحبَه يوم القيامة حين يَنشَقُّ عنه قبرُه ... إلخ" رواه عبد الرزاق (6014) عن معمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، قال: بلغنا أن القرآن يأتي يوم القيامة ... فذكره، ووصله شريك بن عبد الله النَّخَعي عند الطبراني في "الأوسط" (5760) عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وشريك بن عبد الله النخعي سيئ الحفظ.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (8119) ، وابن الضُّرَيس في "فضائل القرآن" (92) ، وهو ضعيف.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثم يقال له: اقْرَأْ واصْعَدْ في دَرَجِ الجنة.. إلخ" عن عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (6799) ، وسنده حسن، وانظر شرحه وتتمة شواهده هناك.
وقوله: "الشَّاحب": هو المُتغيِّر اللَّونِ لعارضٍ من مرضٍ أو سَفَرٍ أو نحوهما. =(38/43)
22951 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يَسُوقُهَا قَوْمٌ عِرَاضُ الْوُجُوهِ (1) ، صِغَارُ الْأَعْيُنِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْحَجَفُ ثَلَاثَ مِرَارٍ حَتَّى يُلْحِقُوهُمْ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، أَمَّا السَّائقَةُ الْأُولَى فَيَنْجُو مَنْ هَرَبَ مِنْهُمْ. وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَيَهْلِكُ بَعْضٌ، وَيَنْجُو بَعْضٌ. وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَيُصْطَلَمُونَ (2) كُلُّهُمْ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ ". قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: " هُمُ التُّرْكُ ". قَالَ: " أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَرْبِطُنَّ خُيُولَهُمْ إِلَى سَوَارِي مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ " قَالَ: وَكَانَ بُرَيْدَةُ لَا يُفَارِقُهُ بَعِيرَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، وَمَتَاعُ السَّفَرِ وَالْأَسْقِيَةُ يُعِدُّ ذَلِكَ لِلْهَرَبِ مِمَّا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَلَاءِ مِنْ أَمْرِ (3) التُّرْكِ (4)
__________
= وقوله: "الهَواجِر": جمع هاجرة، وهو نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر، عند اشتداد الحَرِّ.
وقوله: "هَذّا"، الهَذُّ: هو سرعة القراءة وسرعة القطع، يقال: هَذَّ القرآن يَهُذُّه هَذّا: إذا أسرع في قراءته وسَرْدِه.
(1) في (م) وحدها: "الأوجه"، والمثبت من النسخ الخطية.
(2) تحرفت في (م) إلى: "يصطلون".
(3) تحرفت في (م) إلى: "أمراء".
(4) إسناده ضعيف، تفرد به بشير بن المهاجر الغَنوَي، ولم يتابعه عليه أحد، وهو ضعيف عند التفرد. =(38/44)
22952 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا صَوْتُ رَجُلٍ يَقْرَأُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُرَاهُ مُرَائِيًا؟ " فَأَسْكَتَ بُرَيْدَةُ فَإِذَا رَجُلٌ يَدْعُو. فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي (1) لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. الْأَحَدُ
__________
= وأخرجه مختصراً ومطولاً البزار (3367 - كشف الأستار) ، والشجري في "أماليه" 2/263 من طريق محمد بن فضيل، عن بشير بن المهاجر، بهذا الإسناد.
ولم يذكرا في روايتهما قوله: "وكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ... إلخ".
ووقع عندهما: "يلحقون أهل الإسلام بمنابت الشِّيح" بدل "بجزيرة العرب".
وأخرجه مختصراً الحاكم 4/474 من طريق معاذ بن نَجْدة، عن خلاد بن يحيى، عن بشير بن مهاجر، به. وسقط من إسناده في مطبوع الحاكم "خلاد بن يحيى"، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 2/583.
وخالف معاذَ بن نجدة جعفرُ بن مُسافر التِّنِّيسي عند أبي داود (4305) ، فرواه عن خلاد بن يحيى إلا أنه قلب متنه، فقال: "تسوقونهم ثلاث مرار حتى تلحقوهم بجزيرة العرب" جعل المسلمين هم الذين يسوقون الترك ثلاث مرار حتى يلحقوهم بجزيرة العرب. قلنا: وعلى ضعف بشير بن مهاجر، فإن جعفر بن مسافر فيه كلام أيضاً.
وفي باب قتال التُّرك وذكر صفتهم، عن أبي هريرة عند البخاري (2929) ، ومسلم (2912) ، وقد سلف برقم (7263) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "الحَجَف": ضَرْب من التُّروس، من جلود ليس فيها خَشَب ولا رباط من عَصَب، واحدتها: حَجَفة.
وقوله: "فيُصطَلَمون" بالبناء للمفعول، أي: يُستأصَلون ويُبادون.
(1) لفظة "الذي" ليست في (ظ 5) .(38/45)
الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، أَوْ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ". قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابِلَةِ خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا صَوْتُ الرَّجُلِ يَقْرَأُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَقُولُهُ مُرَائِيُا؟ " فَقَالَ بُرَيْدَةُ: أَتَقُولُهُ مُرَائِيُا يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا. بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ، لَا. بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ ". فَإِذَا الْأَشْعَرِيُّ يَقْرَأُ بِصَوْتٍ لَهُ فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْأَشْعَرِيَّ، أَوْ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ ". فَقُلْتُ: أَلَا أُخْبِرُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بَلَى فَأَخْبِرْهُ " فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَنْتَ لِي صَدِيقٌ أَخْبَرْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ومالك: هو ابن مِغْوَل الكوفي، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري من "تاريخ دمشق" ص 470-471 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (3498) ، وابن عساكر ص 469-470 و475 من طريق عثمان بن عمر العبدي، به. وهو عند الدارمي وابن عساكر في الموضع الثاني مختصر بلفظ: "لقد أوتي أبو موسى مزماراً من مزامير آل داود". =(38/46)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (4178) ، ومحمد بن عاصم الثقفي في "جزئه" (33) ، وأبو داود (1494) ، والترمذي (3475) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (280) ، والنسائي في "الكبرى" (8058) ، وكما في "تفسير ابن كثير" 8/44، و"تحفة الأشراف" 2/90، وأبو عوانة (3890) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (173) ، وابن حبان (892) ، والطبراني في "الدعاء" (114) ، وأبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" 2/577-578، والخطابي في "غريب
الحديث" 1/318 و335، والحاكم 1/504، وحمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" ص 145، وأبو نعيم في "الحلية" 1/257-258، وفي "تاريخ أصبهان" 2/10، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (195) ، وفي "الشعب" (2604) والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/442-443، والبغوي (1259) و (1260) ، وابن عساكر ص 471-472 و472-473 و473-474 و474، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/386 من طرق عدة عن مالك بن مِغْول، به. وتحرف اسم عبد الله بن
بريدة في مطبوع "الشعب" للبيهقي إلى: عبد الله بن يزيد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (805) و (1087) ، والحاكم 4/282 والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (235) ، وابن عساكر ص 474 و474-475 و475-476 من طريق حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مختصراً بقصة قراءة أبي موسى الأشعري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (173) ، والحاكم 1/504 من طريق شريك النخعي، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مختصراً بقصة الدعاء. وقرن الطحاوي في روايته بأبي إسحاق مالكَ بن مغول. قلنا: وشريك سيئ الحفظ، وقد اضطرب في هذا الحديث، فمرة يرويه عن أبي إسحاق السبيعي ومالك بن مغول جميعاً، عن عبد الله بن بريدة كما عند الطحاوي، ومرة يرويه عن أبي إسحاق السبيعي وحده، عن ابن بريدة كما عند الحاكم، ومرة يرويه عن أبي إسحاق، عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة كما ذكر الخطيب في "تاريخه" =(38/47)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 8/443، وهذا هو المحفوظ في حديث أبي إسحاق، فإن زيد بن الحباب ذكر عَقِب روايته للحديث عن مالك بن مغول عند الترمذي في "سننه" (3475) ، وابن حبان في "صحيحه" (892) ، ومحمد بن عاصم في "جزئه" ص 116، والإسماعيلي في "معجمه" ص 579، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 145، والبيهقي في "الدعوات" (195) ، وفي "الشعب" (2604) ، والخطيب في "تاريخه" 8/443، وابن عساكر 472-473 و473-474، والذهبي في "السير" 2/386:
أنه حدث بهذا الحديث زهير بن معاوية الجعفي، فقال زهير: حدثناه أبو إسحاق السبيعي، عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة. وهو الذي رجحه الترمذي أيضاً.
وسيأتي من طرق عن مالك بن مغول مطولاً ومختصراً بالأرقام (22965) و (22969) و (23033) و (23041) .
وخالف مالكَ بن مغول: حسينُ بن ذَكْوان المُعلِّم فيما رواه عنه عبد الوارث بن سعيد كما سلف في "المسند" لرقم (18974) ، عن عبد الله بن بريدة، عن حنظلة بن علي، أن مِحْجن بن الأدْرع حدثه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخلَ المسجد، فإذا هو برجلٍ قد قضى صلاتَه وهو يتشهَّدُ، وهو يقول: اللهمَّ إني أسأَلُك بالله الواحد الأحدِ الصَّمد، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفواً أَحد أن تَغْفِرَ لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم. قال: فقال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له" ثلاث مرار. قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/197-198: وحديث عبد الوارث أشبه.
قلنا: كذا قال أبو حاتم، ولا وجه لترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، خاصة وأن ألفاظهما متباينة، فلا مانع أن يكونا قصتين، وأن يكون ابن بريدة رواهما جميعاً، ثم إن مالك بن مغول لم ينفرد به عن عبد الله بن بريدة، فقد تُوبع على بعضه كما سلف آنفاً.
وكنا قد علقنا على حديث ابن الأَدْرع السالف بما مفاده الانقطاع في رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه، وهو ذهول، فإن عبد الله بن بريدة ولد في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب سنة خمس عشرة، وتوفي بمَرْو وهو على قضائها سنة =(38/48)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= خمس عشرة ومئة، وبريدة بن الحُصيب توفي سنة اثنتين أو ثلاث وستين بمَرْو، وكان قد غزا خراسان في زمن عثمان بن عفان، ونزل مَرْو واستقر بها، فيكون عبد الله قد أدرك من حياة أبيه ثمانياً وأربعين سنة، فلا وجه للقائلين بعدم سماعه منه.
وللشطر الأول من الحديث انظر حديث أنس السالف برقم (12205) .
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الأشعري -أو إن عبد الله بن قيس- أُعْطِي مِزْماراً من
مزامير داود" عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8646) ، وقد ذكرنا شواهده هناك، وبعضها في "الصحيحين".
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتقُولُه مرائياً؟ "، أي: أَتظنُّهُ؟
والعرب تستعمل القول بمعنى الظن مع استفهام المخاطب، مِن ذلك قولُ هُدبة ابنِ خَشْرَم:
متى تَقُولُ القُلُصَ الرَّواسِما ... يحْمِلْنَ أم قاسم وقَاسما
وقول الكُميت:
أجُهالاً تقولُ بني لؤي ... لعمرُ أبيك أم متجاهلينا
وقول عمر بن أبي ربيعة:
أما الرحيل فدونَ بعدِ غد ... فمتى تقولُ الدارَ تجمعُنا
انظر "الخزانة" 9/183 الشاهد (722) .
وقوله: "إن الأشعري أُعطيَ مزماراً من مزامير داود": شبَّه حُسْنَ صوته وحلاوةَ نَغْمَتِه بصوت المزمار، وداود هو النبي عليه السلام، وإليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة. "النهاية" 2/312.
وأخرجه بنحوه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (54) من طريق مسدَّد، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (758) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جُحَادة، عن رجل، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وأسقط يحيى الحماني من حديثه الرجل المبهم بين محمد بن جحادة وابن بريدة، واقتصر في الحديث على قصة الدعاء، ويحيى ضعيف.(38/49)
22953 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، أَنَّ أَبَاهُ، " غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً " (1)
22954 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً " (2)
22955 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، ويزيد بن هارون وإن كان سمع من الجُرَيري -وهو سعيد بن إياس- بعد اختلاطه، قد تابعه عليه كَهْمس بن الحسن التميمي كما في الرواية التالية.
وأخرجه أبو عوانة (6961) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن الجُريري، بهذا الإسناد. ولفظه: أن أباه غزا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع عشرة غزوة، قلت -يعني الجُريري يسأل عبد الله بن بريدة-: أكان من أصحاب الشجرة؟ قال: نعم. وقوله فيه: "تسع عشرة غزوة" وهمٌ، وكان سعيد بن إياس الجُريري قد اختلط، فلعل الوهم منه.
وانظر ما بعده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي، وكهمس: هو ابن الحسن التميمي، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه بدر الدين بن جماعة في "مشيخته - برواية البرزالي" 1/398 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4473) ، ومسلم (1814) (147) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/458، وابن حجر في "عوالي مسلم" ص 66-68 من طريق أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 8/153 من طريق معتمر بن سليمان، به.
وانظر ما قبله.(38/50)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَقَالَ: " صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ ". فَأَمَرَ بِلَالًا حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، فَأَذَّنَ ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَذَّنَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ الظُّهْرَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، ثُمَّ أَمَرَهُ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، فَأَقَامَ الْعِشَاءَ فَصَلَّى، ثُمَّ أَمَرَهُ مِنَ الْغَدِ فَأَقَامَ الْفَجْرَ، فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَبْرَدَ بِالظُّهْرِ فَأَنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بِهَا، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ أَخَّرَهَا فَوْقَ ذَلِكَ الَّذِي كَانَ، وأَمَرَهُ (1) فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ " قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأَيْتُمْ " (2)
__________
(1) وقع في (م) وباقي النسخ الخطية: "أمره" دون حرف العطف، وما أثبتناه من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ورقة 123.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن بريدة، فمن رجال مسلم. إسحاق بن يوسف: هو المخزومي الواسطي المعروف بالأَزْرق، سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه مسلم (613) (176) ، وابن ماجه (667) ، والترمذي (152) ، وابن لجارود (151) ، وابن خزيمة (323) ، وأبو عوانة (1109) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار" 1/148، وابن حبان (1492) و (1525) ، والدارقطني في السنن" 1/262-263 و263، والبيهقي 1/371 من طرق عن إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد. ولم يسق أبو عوانة لفظه، واقتصر الدارقطني في الموضع الأخير على ذكر وقتي المغرب. =(38/51)
22956 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ فَمَاتَتْ، وَإِنَّهَا رَجَعَتْ إِلَيَّ فِي الْمِيرَاثِ. قَالَ: " قدْ آجَرَكِ اللهُ وَرَدَّ عَلَيْكِ فِي الْمِيرَاثِ ". قَالَتْ: فَإِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَلَمْ تَحُجَّ، فَيُجْزِئُهَا أَنْ أَحُجَّ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَتْ: فَإِنَّ أُمِّي كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ فَيُجْزِئُهَا أَنْ أَصُومَ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
__________
= وأخرجه ابن ماجه (667) ، والنسائي 1/258-259، وأبو عوانة (1108) و (1109) ، والدارقطني 1/263، والبيهقي 1/371 من طرق عن سفيان الثوري، به. ولم يسق أبو عوانة في الموضع الثاني لفظه.
وأخرجه بنحوه مسلم (613) (177) ، وابن خزيمة (324) وبإثره، وأبو عوانة (1110) ، والدارقطني 1/262، والبيهقي 1/374 من طريق شعبة بن الحجاج، عن علقمة بن مرثد، به. ولم يسق ابن خزيمة ولا أبو عوانة لفظه.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري سلف في مسنده برقم (19733) ، وقد استوفينا ذكر أحاديث مواقيت الصلاة عند حديث أبى سعيد الخدري السالف برقم (11249) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صلِّ معنا هذين"، أي: هذين اليَوْمينِ.
وقوله: فأَبْرَدَ بالظهر: الإِبْراد: هو انكسار الوَهَج والحرِّ، وهو من الدخول في البَرْد، والباء في "بالظهر" للتعدية، أي: أدخلها فيه.
وقوله: فأَنْعمَ أن يُبرِدَ بها، أي: أطال الإبْراد وأَخَّرَ الصلاة، ومنه قولهم: أَنْعمَ النَّظَر في الشيء: إذا أطال التَّفَكُّر، أو هو بمعنى: زاد وبالغ في الإبْراد، يقال: أَحْسَنَ إِلى فلان وأَنعم، أي: زاد في الإحسان وبالغ.
وقوله: أَسْفرَ بها، أي: أدخلها في وقت إسْفار الصُّبح، وهو انكشافُه وإِضاءته.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، غير أن قوله فيه: سليمان بن بريدة، =(38/52)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهمٌ، والصواب: عبد الله بن بريدة فيما قاله النسائي، كذا رواه الجماعة عن عبد الله بن عطاء. إسحاق بن يوسف: هو المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق، وعبد الملك بن أبي سليمان: هو العَرْزَمي.
وأخرجه مسلم (1149) (158) ، والنسائي في "الكبرى" (6314) من طرق عن إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد. واقتصر النسائي على قصة الجارية حسب، وقال بإثره: هذا خطأ، والصواب: عبد الله بن بريدة. وسيأتي الحديث عن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه برقم (23032) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7645) ، وابن ماجه (1759) ، والترمذي (929) من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، به. واقتصر عبد الرزاق وابن ماجه على قصة الصوم، والترمذي على قصة الحج.
وسيأتي مختصراً بقصة الجارية حسب عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن عبد الله ابن عطاء برقم (22971) و (23054) . وانظر تمام تخريجه من هذا الوجه هناك.
وأخرجه تاماً ومختصراً سعيد بن منصور في "سننه" (248) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (2318) ، ومسلم (1149) (157) ، وأبو داود (1656) و (2877) و (3309) ، والترمذي (667) و (929) ، والنسائي (6316) و (6317) ، والطبراني في "الشاميين" (168) ، والحاكم 4/347، والبيهقي 4/256 و335، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/406 من طرق عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه. وقال بعضهم في حديثه: "عليها صوم شهرين".
وفي باب رجوع الصدقة إلى الوارث بالميراث عن عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (6731) ، وذكرنا تتمة شواهده هناك.
وفي باب الحج عن الميت عن ابن عباس، سلف برقم (2140) . =(38/53)
22957 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزَاةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ " (1)
__________
= وفي باب الصيام عن الميت عن ابن عباس، سلف برقم (1970) ، وعن عائشة، سيأتي برقم (24401) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقْسم الأسَدي المعروف بابن عُلَيَّة، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو مليح: هو عامر بن أُسامة بن عُمير الهُذَلي، وقيل في اسمه غير ذلك.
وأخرجه الطيالسي (810) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" 1/343 و2/237، وفي "الإيمان" (48) ، والبخاري (553) و (594) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (903) ، وابن خزيمة (336) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/75، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1232) ، والبيهقي 1/444، والبغوي في "شرح السنة" (369) من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدَّستُوائي، بهذا الإسناد.
وسيتكرر الحديث سنداً ومتناً برقم (23048) وقرن بإسماعيل بن إبراهيم يحيى ابنَ سعيد القطَّان.
وسيأتي عن عبد الوهاب بن عطاء، عن هشام الدستوائي برقم (23026) .
وسيأتي أيضاً مَن طريق معمر بن راشد برقم (23045) ، ومن طريق شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي برقم (22959) ، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن بريدة بن الحُصيب برقم (23055) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (4545) ، ولفظه: "الذي تفوتُه صلاةُ العصر، فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه"، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك. =(38/54)
22958 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارٌ يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ أَنْ تُمْسِكُوهَا فَوْقَ ثَلَاثٍ فَأَمْسِكُوهَا مَا بَدَا لَكُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ فَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا " (1)
__________
= ونزيد في أحاديث الباب هنا: عن أبي الدَّرداء، سيأتي برقم (27492) بلفظ: "من ترك صلاةَ العصر مُتعمداً حتى تَفوتَه، فقد أحبطَ عَمَله"، وإسناده ضعيف.
وقوله: بَكِّرُوا بالصلاة: قال في "شرح السنة" 2/213، أي: قَدِّمُوها في أول وقتها، والتبكير: التقديم في أول الوقت، وإن لم يكن أوَّلَ النهار.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَبِطَ عملُه": اختلف في تأويله على أقوال كثيرة، وأقرب هذه التأويلات قول من قال: إن ذلك خرج مخرج الزجر الشديد، وظاهره غير مراد، كقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يزني الزاني وهو مؤمن" وكقوله: "من غشنا فليس منا" انظر "فتح الباري" 2/32-33.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان ضرار بن مرة الشيباني، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2077) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، مختصراً بقصة النبيذ.
وأخرجه تامّاً ومختصراً ابن أبي شيبة 3/342، ومسلم (977) (106) وص 1563-1564 (37) ، وص 1585 (63) ، والنسائي 4/89 و8/310-311،
وأبو عوانة (7883) ، وفي الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 2/544، وابن حبان (5391) و (5400) ، والبيهقي 8/298، والحازمي في "الاعتبار" ص 229 من طريق محمد بن فضيل، به.
وأخرجه بنحوه تاماً ومختصراً أيضاً المصنف في "الأشربة" (201) ، ومسلم ص 1585 (65) ، وأبو داود (3698) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" =(38/55)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (2074) و (2075) و (2076) و (2084) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/185 و228، والإسماعيلي في "معجمه" (192) ، والبيهقي 4/77، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1553) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 130 وص 155 من طريق مُعرِّف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، به.
وسُمِّي ابن بُريدة عند المصنف وأبي القاسم في الموضع الثالث وأبي محمد البغوي والحازمي في الموضع الأول: سليمانَ بن بريدة.
وسيأتي بأطول مما هنا من طريق زبيد بن الحارث اليامي، عن محارب بن دثار برقم (23003) .
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 3/344، والنسائي في "المجتبى" 4/89 و7/234 و8/310 و311، وأبو عوانة (7884) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 130 من طرق عن عبد الله بن بريدة، به، وبعضهم يختصره. وزاد ابن أبي شيبة في أول الحديث: قال -يعني بريدة-: جالست النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المجلس، فرأيته حزيناً، فقال له رجل من القوم: مالك يا رسول الله، كأنك حزين؟ قال: "ذكرت أمي ... " ثم ذكر الحديث. وسيأتي نحو هذه القصة في الروايات الآتية
بالأرقام (23003) و (23017) و (23038) .
وأخرجه النسائي 8/311-312 من طريق عيسى بن عُبيد الكِندي، عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه: أن رسول الله بينا هو يسير إذ حَلَّ بقوم، فسمع لهم لَغَطاً، فقال: "ما هذا الصوت؟ " قالوا: يا نبي الله، لهم شرابٌ يشربونه. فبَعَثَ إلى القوم فدعاهم، فقال: "في أيِّ شيءٍ تَنتبذُونَ؟ " قالوا: نَنْتبذُ في النَّقِير والدُّبَّاءِ، وليس لنا ظُرُوفٌ. فقال: "لا تشربوا إلا فيمَا أَوْكَيتم عليه" قال: فلَبثَ بَذلك ما شاء الله أن يَلْبَثَ، ثم رجعَ عليهم، فإذا هم قد أصابهم وَباءٌ واصْفَرُّوا، قال: "ما لي أَراكم قد
هَلَكْتُم؟ " قالوا: يا نبيَّ الله، أَرضُنا وَبِيئةٌ، وحَرَّمتَ علينا إلا ما أَوْكَينا عليه. قال: "اشْرَبُوا، وكلُّ مسكر حرامٌ".
وسيأتي الحديث من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني برقم (23005) ، ومن طريق سلمة بن كهيل برقم (23015) ، كلاهما عن عبد الله بن بريدة. =(38/56)
22959 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ " (1)
22960 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ بِالْأَهْوَازِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيَّ عَلَى بَغْلٍ أَوْ بَغْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ ذَهَبَ قَرْنِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَأَلْحِقْنِي بِهِمْ. فَقُلْتُ: وَأَنَا فَأَدْخِلْ فِي دَعْوَتِكَ. قَالَ: وَصَاحِبِي هَذَا إِنْ أَرَادَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي مِنْهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ الثَّالِثَ أَمْ لَا، ثُمَّ تَخْلُفُ أَقْوَامٌ يَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ يُهْرِيقُونَ الشَّهَادَةَ، وَلَا يَسْأَلُونَهَا "
__________
= وسيأتي مطولاً ومختصراً من طرق عن سليمان بن بريدة برقم (23016) و (23017) و (23038) و (23052) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (13487) ، وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأَشْيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو مليح: اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهُذَلي، وقيل غير ذلك.
وانظر (22957) .(38/57)
قَالَ: وَإِذَا هُوَ بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ (1)
22961 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن مَوَلَة القُشَيري، فقد تفرد بالرواية عنه أبو نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قِطْعة العَوَقي-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. والجُرَيري -وهو سعيد بن إياس- وإن كان قد اختلط، فرواية إسماعيل -وهو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة- عنه قبل الاختلاط.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1473) عن أبي سلمة يحيى بن خلف، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّامي، والدِّينَوَري في "المجالسة" (2002) و (2927) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخَفَّاف، كلاهما (عبد الأعلى وعبد الوهاب) عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الإسناد. واقتصر ابن أبي عاصم على قوله: "خير أمتي منهم قرني، ثم الذين يلونهم". ووقع عند الدِّينوري أن الذي كان يشك في الحديث هو الجُريري.
وسيأتي الحديث عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن الجُرَيري برقم (23024) .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7420) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ورقة 579 عن العباس بن الوليد النَّرسي، عن عبد الأعلى السامي، عن الجريري، به. إلا أنه جعله من حديث أبي بَرْزة الأسلمي، لا من حديث بريدة ابن الحُصَيب، وهو وهمٌ.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3594) ، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.
وللشك في عدد القرون التي شهد لها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالخيرية انظر "فتح الباري" 7/7.
(2) تحرف في (م) إلى: "سعيد"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.(38/58)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَرِيَّةٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا قَالَ: " كَيْفَ رَأَيْتُمْ صَحَابَةَ صَاحِبِكُمْ؟ " قَالَ: فَإِمَّا شَكَوْتُهُ أَوْ شَكَاهُ غَيْرِي. قَالَ: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَكُنْتُ رَجُلًا مِكْبَابًا. قَالَ: فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ احْمَرَّ وَجْهُهُ قَالَ: وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران، وسعد بن عُبيدة: هو السُّلَمي الكوفي، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ورقة 212 من طريق عبد الله بن
أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/57، وابن أبي عاصم في "السنة" (1354) ، والبزار (2535 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (8144) ، وفي "خصائص علي" (80) ، وابن حبان (6930) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2637) و (2638) ، وابن عساكر 12/ورقة 211 و211-212 و212 من طريق أبي معاوية الضرير، به. واقتصروا جميعاً خلا البزار والنسائي في "الخصائص" وابن عساكر في الموضع الأخير على آخره المرفوع، وزاد البزار في آخره: فقلت -يعني بريدة -: لا أسوؤك فيه أبداً.
وتحرف قوله: "عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه" في إسناده في مطبوع "شرح أصول الاعتقاد" إلى: "عن سعد بن عبيدة، عن أبي بريدة"، وقرن ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم واللالكائي في الموضع الأول بأبي معاوية وكيعَ بن الجراح.
وسيأتي عن وكيع بن الجراح، عن الأعمش مطولاً برقم (23028) ، ومختصراً برقم (23057) .
وسيأتي بأطول مما هنا من طريق عبد الجليل بن عطية برقم (22967) ، ومن =(38/59)
22962 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَلَا أُرَاهُ سَمِعَهُ مِنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يُخْرِجُ رَجُلٌ شَيْئًا مِنَ الصَّدَقَةِ حَتَّى يَفُكَّ عَنْهَا لَحْيَيْ سَبْعِينَ شَيْطَانًا " (1)
__________
= طريق أجلح بن عبد الله الكندي برقم (23012) ، ومن طريق علي بن سويد بن منجوف برقم (23036) ، كلهم عن عبد الله بن بريدة.
وانظر ما سلف برقم (22945) .
وقوله: "كيف رأيتم صحابة صاحبكم؟ " أي: صحبة صاحبهم عليٍّ رضي الله عنه.
وقوله: وكنت رجلاً مِكباباً، أي: كثير النَّظَر إلى الأرض.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الأعمش -وهو سليمان بن مهران- لم يسمع من ابن بريدة فيما يظن أبو معاوية -وهو محمد بن خازم الضرير- في هذا الحديث، وذهب البخاري إلى أنه لم يسمع منه فيما نقله عنه الترمذي كما في "العلل الكبير" 2/964 ابن بريدة: هو سليمان فيما قاله البزار.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال" (904) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (1331) ، والبزار (943 - كشف الأستار) ، وابن خزيمة (2457) ، والطبراني في "الأوسط" (1038) ، والحاكم 1/417، والبيهقي في "السنن" 4/187، وفي "الشعب" (3474) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.
وفي الباب موقوفاً على أبي ذر الغفاري عند ابن المبارك في "الزهد" (649) ، وابن أبي شيبة 3/111، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (1332) ، والبيهقي في "الشعب" (3475) ، وإسناده ضعيف لجهالة راشد بن الحارث راويه عن أبي ذر.
وقوله: "لَحْيَي سبعين شيطاناً"، اللَّحْيُ: منبِت اللِّحْية من الإنسان وغيره، أو العظمان اللذان فيهما الأسنان من كل ذي لَحْي.(38/60)
22963 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ ذَاتَ يَوْمٍ لِحَاجَةٍ، فَإِذَا (1) أَنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيَّ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَمِيعًا، فَإِذَا نَحْنُ بَيْنَ أَيْدِينَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُرَاهُ يُرَائِي؟ " فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَتَرَكَ يَدِي مِنْ يَدِهِ، ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يُصَوِّبُهُمَا وَيَرْفَعُهُمَا وَيَقُولُ: " عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا. عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا. عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ " (2)
__________
(1) في (ظ 5) و (ظ 2) : "وإذا".
(2) إسناده صحيح. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسم المعروف بابن عُليَّة، وعيينة بن عبد الرحمن: هو ابن جَوْشَن الغَطَفاني.
وأخرجه الحاكم 1/312 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (144) ، والحسين المروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك" (1113) ، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (145) ، وابن خزيمة (1179) ، وابن المنذر في "الأوسط" 5/161-162، والحاكم 1/312، والبغوي (936) من طرق عن إسماعيل ابن علية، به. وقرن البغوي في روايته بإسماعيل بن إبراهيم
يزيدَ بن هارون.
وقد سلف الحديث عن يزيد بن هارون، عن عيينة بن عبد الرحمن برقم (19786) ، إلا أن يزيد بن هارون أخطأ فيه، فقال: "عن أبي برزة الأسلمي" بدل "بريدة الأسلمي"، لكنه رجع عن خطئه، فرواه على الصواب كما بينه الإمام أحمد بإثر الحديث. =(38/61)
22964 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ " (1)
__________
= وسيأتي مختصراً عن وكيع، عن عيينة بن عبد الرحمن برقم (23053) . (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن قتادة -وهو ابن دِعامة السَّدوسي- لا يُعرف له سماعٌ من عبد الله بن بريدة فيما قاله البخاري في "تاريخه الكبير" 4/12، لكنه قد توبع كما سيأتي.
وأخرجه ابن ماجه (1452) ، والترمذي (982) ، والنسائي 4/5-6، وابن حبان (3011) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/223، والحاكم 1/361 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفيه عند ابن حبان قصة.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10213) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن المثنى بن سعيد، به.
وسيأتي الحديث عن يحيى بن سعيد القطان وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي جميعاً برقم (23047) ، وعن بهز بن أسد العَمِّي برقم (23022) ، ثلاثتهم عن المثنى بن سعيد الضُّبَعي.
وأخرجه النسائي 4/6 من طريق كَهْمَس، عن عبد الله بن بريدة، به.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، أخرجه مرفوعاً أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (780) ، والبزار في "مسنده" (1548) ، والشاشي في "مسنده" (343) و (344) و (345) ، والطبراني في "الكبير" (10049) ، وفي "الأوسط" (5898) ، من طريق حسام بن مِصَكّ، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن علقمة بن قيس النخعي، عن عبد الله بن
مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وفيه حسام بن مِصَكّ
الأزدي، وهو واهي الحديث. =(38/62)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه كذلك ابن عدي 7/2650 من طريق يحيى بن مسلم البكَّاء، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه يحيى ابن مسلم البكاء، وهو ضعيف.
وأخرجه كذلك البزار في "مسنده" (1530) من طريق القاسم بن مُطَيَّب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه القاسم ابن مُطيَّب العِجْلي، قال ابن حبان: يخطئ عمن يروي على قلة روايته، فاستحق الترك كما كثر ذلك منه. وقال الدارقطني في "العلل" 5/143: ثقة. قلنا: وقد تفرد برفعه عن الأعمش، ورواه عامة أصحاب الأعمش عنه، فوقفوه كما سيأتي.
وأخرجه كذلك البزار (1546) ، والطبراني في "الأوسط" (1530) عن أحمد ابن محمد بن عبد الله بن صدقة، كلاهما (البزار، وأحمد بن صدقة) عن إسحاق ابن زياد الأُبُلِّي، عن معلى بن أسد العَمِّي، عن يزيد بن زريع، عن يونس بن عبيد، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإسحاق بن زياد الأُبُلِّي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: نعم الصالح. قلنا: قد تفرد برفعه عن مُعلَّى بن أسد، عن يزيد ابن زريع، ورواه مسدَّد بن مسرهد ومحمد بن عبد الملك القرشي، عن يزيد بن زريع، فوقفاه، وتابع يزيدَ على رفعه عن يونس بن عبيد إسماعيلُ ابن علية كما سيأتي.
وأخرجه موقوفاً أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (781) عن إسماعيل ابن علية، ومسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (782) ، والبزار في "مسنده" (1547) عن محمد بن عبد الملك القرشي كلاهما (مسدد ومحمد بن عبد الملك) عن يزيد بن زريع، كلاهما (إسماعيل ابن علية ويزيد بن زريع) عن يونس بن عبيد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ابن مسعود.
وأخرجه موقوفاً كذلك ابن أبي شيبة 3/370-371 عن أبي معاوية الضرير، وعبد الرزاق في "مصنفه" (6772) عن سفيان الثوري، كلاهما (أبو معاوية =(38/63)
22965 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ: " قَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ " (2)
__________
= والثوري) عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود. ورواه عن الأعمش موقوفاً أيضاً فيما حكاه الدارقطني في "العلل" 5/143: وكيعٌ وسفيان بن عيينة ومحمد بن عبيد الطنافسي.
قلنا: وحديث ابن مسعود موقوفاً عليه هو الصواب، وهو الذي صححه الدارقطني.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يموت بعَرَق الجَبين"، قال السندي: قيل: هو لما يعالج من شدة الموت، فقد تبقى عليه بقية من ذنوب، فيشدد عليه وقت الموت ليخلص عنها، وقيل: هو من الحياء، فإنه إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب، حصل له بذلك خجل وحياء من الله تعالى، فعرق لذلك جبينه، وقيل: يحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن، وإن لم يعقل معناه.
(1) تحرف في (م) إلى: "حدثنا يحيى بن عبد الله بن بريدة"، وفي (ق) و (ظ 2) إلى: "حدثنا يحيى، عن عبد الله بن بريدة"، والمثبت من (ظ 5) و"أطراف المسند" 1/620، ومن مصادر تخريج الحديث.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1493) ، والنسائي في "الكبرى" (7666) ، وابن حبان (891) ، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (53) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ورواية النسائي أخصر مما هنا.
وانظر (22952) .(38/64)
22966 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّكَ صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ قَالَ: " عَمْدًا صَنَعْتُهُ " (1)
22967 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى حَلْقَةٍ فِيهَا أَبُو مِجْلَزٍ، وَابْنَا بُرَيْدَةَ (2) فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي بُرَيْدَةُ قَالَ: أَبْغَضْتُ عَلِيًّا بُغْضًا لَمْ أَبْغِضْهُ أَحَدًا (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة، فهو من رجال مسلم. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه مسلم (277) ، وأبو داود (172) ، والنسائي 1/86، وابن الجارود (1) ، والطبري في "تفسيره" 6/113، وابن خزيمة (12) ، والبيهقي 1/271، والحازمي في "الاعتبار" ص 54 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وزاد النسائي ومن طريقه الحازمي في أوله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتوضأ لكل صلاة، وستأتي هذه الزيادة ضمن الحديث في الرواية (23029) ، وزاد مسلم وأبو داود والبيهقي في روايتهم أيضاً: ومسح على خفيه، وستأتي ضمن الحديث في الرواية (22973) و (23029) ، وقرن الطبري في روايته بيحيى بن سعيد عبدَ الرحمن.
ابن مهدي، وسيأتي الحديث عنه برقم (23029) ، وذكرنا هناك تتمة تخريجهِ وشواهدَه.
(2) في (م) و (ظ 2) و (ق) : "ابن بريدة"، والمثبت من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ورقة 133، وجاء كذلك في "فضائل الصحابة" و"تاريخ دمشق".
(3) في (م) : "لم يبغضه أحد"، وما أثبتناه من (ظ 5) و (ظ 2) و"أطراف المسند" 1/614 و"جامع المسانيد" 1/ورقة 133.=(38/65)
قَطُّ. قَالَ: وَأَحْبَبْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ لَمْ أُحِبَّهُ إِلَّا عَلَى بُغْضِهِ عَلِيًّا. قَالَ: فَبُعِثَ ذَاكَ (1) الرَّجُلُ عَلَى خَيْلٍ فَصَحِبْتُهُ مَا أَصْحَبُهُ إِلَّا عَلَى بُغْضِهِ عَلِيًّا. قَالَ: فَأَصَبْنَا سَبْيًا. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْعَثْ إِلَيْنَا مَنْ يُخَمِّسُهُ. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْنَا عَلِيًّا، وَفِي السَّبْيِ وَصِيفَةٌ هِيَ مِنْ أَفْضَلِ السَّبْيِ (2) فَخَمَّسَ، وَقَسَمَ فَخَرَجَ رَأْسُهُ يَقْطُرُ (3) فَقُلْنَا: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا هَذَا؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْوَصِيفَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي السَّبْيِ، فَإِنِّي قَسَمْتُ وَخَمَّسْتُ فَصَارَتْ فِي الْخُمُسِ، ثُمَّ صَارَتْ فِي أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَارَتْ فِي آلِ عَلِيٍّ وَوَقَعْتُ بِهَا. قَالَ: فَكَتَبَ الرَّجُلُ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: ابْعَثْنِي فَبَعَثَنِي مُصَدِّقًا. قَالَ: فَجَعَلْتُ أَقْرَأُ الْكِتَابَ وَأَقُولُ: صَدَقَ. قَالَ: فَأَمْسَكَ يَدِي وَالْكِتَابَ وَقَالَ: " أَتُبْغِضُ عَلِيًّا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تَبْغَضْهُ، وَإِنْ كُنْتَ تُحِبُّهُ فَازْدَدْ لَهُ حُبًّا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَنَصِيبُ آلِ عَلِيٍّ فِي الْخُمُسِ أَفْضَلُ مِنْ وَصِيفَةٍ " قَالَ: فَمَا كَانَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيٍّ.
__________
(1) في (م) : "ذلك".
(2) في (م) و (ظ 5) و (ظ 2) : "أفضل من السبي"، وفي (ق) : "من أفضل السبايا"، وما أثبتناه من "جامع المسانيد" 1/ورقة 133، و"فضائل الصحابة"، وبعض مصادر تخريج الحديث.
(3) وقع في (م) و (ظ 2) و (ق) : "رأسه مغطى"، وما أثبتناه من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ورقة 133، ومصادر تخريج الحديث.(38/66)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ أَبِي بُرَيْدَةَ (1)
22968 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الجليل -وهو ابن عطية القيسي- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1180) . وليس فيه قول عبد الله بن بريدة في آخره.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ورقة 214 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3051م) من طريق يحيى بن سعيد، به، ولم يسق لفظه.
وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (1244) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والنسائي في "خصائص علي" (97) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3051) من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن عبد الجليل بن عطية، به.
وانظر (22961) ، وما سلف برقم (22945) .
وقوله: يَخْمُسُه، كيَنصُرُ، أي: يأخذُ خُمُسَه، وهو مخفَّف، وقد اشتهر على ألسنة الناس بالتشديد. قاله السندي.
ووصيفة، أي: جارية.
ومُصدِّقاً: من التصديق، أي: أُصدِّقُ كتابك.
قلنا: وقد استُشْكِلَ وقوعُ عليٍّ على الجارية بغير استبراءٍ، وكذلك قسمتُه لنفسه، وقد نقلنا عند حديث عمران بن حصين السالف برقم (19928) عن
الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/67 ما يدفع هذا الاستشكال، فانظره.(38/67)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِي أَرْبَعَةً أَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُحِبَّهُمْ ". قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّ عَلِيًّا مِنْهُمْ، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو ربيعة -وهو عمر بن ربيعة الإيادي- قال أبو حاتم: منكر الحديث، وتساهل ابن معين فوثقه، وذكره ابن الجوزي والذهبي في "الضعفاء"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. وشريك -وهو ابن عبد الله النَّخعي القاضي- سيئ الحفظ. ابن بريدة: هو عبد الله، وابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1181) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم 3/130، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ورقة 409. واقتصر المصنف في "فضائل الصحابة" والحاكم على تسمية عليٍّ دون الثلاثة الباقين.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/31، وابن ماجه (149) ، والترمذي (3718) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" لأبيه (1103) ، والطبري في "المنتخب من ذيل المذيل" في آخر "تاريخ الأمم والملوك" 11/551، والحاكم 3/130، وأبو نعيم في "الحلية" 1/172، وابن عساكر 7/ورقة 409، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/253، والمزي في ترجمة أبي ربيعة الإيادي من "تهذيب الكمال" 33/306 من طرق عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. واقتصر عبد الله بن أحمد والحاكم على تسمية عليٍّ دون الثلاثة الباقين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/190 من طريق موسى بن عُمير، عن أبي ربيعة الإيادي، به. وموسى بن عمير -وهو القرشي الكوفي- متروك الحديث.
وسيأتي عن أسود بن عامر، عن شريك النخعي برقم (23014) .(38/68)
22969 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرِ (1) حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيَّ أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ " (2)
22970 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ بُرَيْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، وَمَنْ أَنْظَرَهُ بَعْدَ حِلِّهِ كَانَ لَهُ مِثْلُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ " (3)
__________
(1) قوله: "حدثنا ابن نمير" سقط من (م) و (ق) و (ظ 2) ، والمثبت من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/134 و"أطراف المسند" 1/620 ومصادر تخريج الحديث.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني، ومالك: هو ابن مِغْول الكوفي.
وأخرجه ابن سعد 2/344، وابن أبي شيبة 10/463 و12/122، ومسلم (793) (235) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وانظر (22952) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، أبو داود -وهو نُفيع بن الحارث الأعمى- متروك الحديث، وقد اختلف عليه فيه كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، لكن جاء الحديث من وجه آخر صحيح في الرواية الآتية برقم (23046) . والأعمش: هو سليمان بن مِهْران الأسَدي.
وأخرجه ابن ماجه (2418) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (251) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 4/1530-1531 من طريق عبد الله بن عطارد بن أُذينة الطائي البصري، =(38/69)
22971 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ وَإِنَّهَا مَاتَتْ. قَالَ: " آجَرَكِ اللهُ وَرَدَّ عَلَيْكِ الْمِيرَاثَ " (1)
__________
= عن محمد بن جُحادة، عن الأعمش، به. ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أَنظر مَعسراً، كان له بكل يوم صدقةٌ" ثم قال بعد ذلك: "من أَنظر معسراً، كان له بكلِّ يوم مثلُ الذي أنظَرَه صدقةً" قال بريدة: فقلت: يا رسول الله، قلتَ مرةً: "من أنظر معسراً، كان له بكل يوم صدقةٌ" ثم قلتَ بعد ذلك: "من انظر معسراً كان له بكل يوم مثلُ الذي أَنظَرَه" قال: "إن قولي بكل يوم صدقةٌ: قبل الأَجَلِ، وبكل يوم مثلُ الذي أنظَرَ: بعد الأَجَلِ". وقد وقع في مطبوع "الكامل" غير ما تحريف وسقط. قال ابن عدي عقب الحديث: وهذا من حديث ابن جُحادة، عن الأعمش لا أعلم يرويه غير ابن أذينة. قلنا: وابن أذينة هذا قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": لَيِّن. قلنا: والمحفوظ من حديث محمد بن جُحادة، ما رواه عبد الوارث بن سعيد العنبري، عنه، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه كما سيأتي في الرواية رقم (23046) .
وأخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" كما في "المطالب العالية" (1561) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، به. وسياقه أتم بمثل رواية محمد بن جحادة، عن الأعمش المذكورة آنفاً.
ورواه أبو بكر بن عياش كما سلف في "المسند" برقم (19977) عن الأعمش، عن أبي داود نفيع بن الحارث، عن عمران بن حصين، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن عطاء -وهو الطائفي المكي- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. =(38/70)
22972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ يَعْنِي ابْنَ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ: كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الْمَقَامِ، وَهُمْ خَلْفَهُ جُلُوسٌ يَنْتَظِرُونَهُ، فَلَمَّا صَلَّى أَهْوَى فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَثَارُوا وَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَنْ اجْلِسُوا فَجَلَسُوا. فَقَالَ: " رَأَيْتُمُونِي حِينَ فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي أَهْوَيْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ كَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا ". قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنَّ الْجَنَّةَ عُرِضَتْ عَلَيَّ، فَلَمْ أَرَ مِثْلَ مَا
__________
= وأخرجه ابن ماجه (2394) ، والنسائي في "الكبرى" (6315) من طريق وكيع ابن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (16587) ، ومسلم (1149) (158) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 2/582، والحاكم 4/347 من طرق عن سفيان ابن سعيد الثوري، به. ورواية مسلم والحاكم أطول مما هنا بنحو الرواية السالفة برقم (22956) ، وانظر تمام تخريجه من هذا الوجه هناك.
وسيتكرر الحديث سنداً ومتناً برقم (23054) .
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2446) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد، عن سفيان الثوري، عن عطاء الخراساني، عن عبد الله بن بريدة، به. هكذا قال عبد المجيد بن عبد العزيز، عن سفيان الثوري: عن عطاء الخراساني، وهو وهمٌ، فقد رواه عامة أصحاب سفيان عنه، فقالوا: عن عبد الله بن عطاء.
وانظر (22956) .(38/71)
فِيهَا، وَإِنَّهَا مَرَّتْ بِي خَصْلَةٌ مِنْ عِنَبٍ فَأَعْجَبَتْنِي، فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا لِآخُذَهَا فَسَبَقَتْنِي، وَلَوْ أَخَذْتُهَا لَغَرَسْتُهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ حَتَّى تَأْكُلُوا مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْكَمْأَةَ دَوَاءُ الْعَيْنِ، وَأَنَّ الْعَجْوَةَ مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمِلْحِ اعْلَمُوا أَنَّهَا دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا الْمَوْتَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، صالح بن حيان -وهو القرشي الكوفي- ضعيف، ولبعضه شواهد يصح بها، انظر ما سلف برقم (22938) . محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5677) من طريق زهير بن معاوية، عن واصل بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، به. وقد سلف في التعليق على الرواية رقم (22938) أن زهير بن معاوية أخطأ في تسمية شيخه، فسماه واصل بن حيان، والصواب صالح بن حيان.
واقتصر الطحاوي على القصة في أوله، ولم يذكر الكمأة والعجوة والحبة السوداء.
ويشهد لقصة عرض الجنة عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث جابر بن عبد الله في صلاة الكسوف
السالف برقم (14417) ، وفيه "وجيء بالجنة، فذاك حين رأيتموني تقدَّمتُ حتى قمتُ في مقامي، فمددت يدي وأنا أريد أن أتناولَ من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعلَ"، وهو في "صحيح مسلم".
وحديث ابن عباس السالف برقم (2711) ، وفيه: قالوا يا رسول الله، رأيناك تناولتَ شيئاً في مقامك، ثم رأيناك تكَعْكَعتَ! فقال: "إني رأيت الجنة، فتناولتُ منها عُنقوداً، ولو أخذتُه، لأكلتم منه ما بَقِيتِ الدنيا"، وهو في "الصحيحين".
وحديث أسماء بنت أبي بكر، سيأتي في مسندها 6/350-351، وفيه: "قد دَنَتْ مني الجنةُ، حتى لو اجْتَرَأتُ عليها، لجئتكم بقِطاف من قِطافها" وهو في "صحيح البخاري". =(38/72)
22973 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا كَانَ: يَوْمُ الْفَتْحِ (1) فَتْحُ مَكَّةَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: رَأَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، صَنَعْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ قَالَ: " عَمْدًا صَنَعْتُهُ يَا عُمَرُ " (2)
__________
= وحديث عائشة عند البخاري (1212) ، ومسلم (901) (3) ، وفيه: "حتى لقد رأيتُ أريدُ أن آخذ قِطْفاً من الجنة حين رأَيتموني جعلت أتقدَّمُ".
وحديث أنس بن مالك عند ابن خزيمة (892) ، وأبي نعيم في "صفة الجنة" (349) ، قال: صلينا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الصبح، قال: فبينما هو في الصلاة مَدَّ يدَه، ثم أخَّرها، فلما فَرَغَ من الصلاة، قلنا: يا رسول الله، صنعت في صلاتك هذه ما لم تصنع في صلاة قبلها. قال: "إني رأيت الجنة قد عُرِضَت عليَّ، ورأيت فيها داليةً، قُطوفها دانيةٌ، حَبُّها كالدُّبَّاء، فأردت أن أتناول منها، فأُوحِيَ إليها أن استَأْخِري، فاستَأْخرَتْ.." وهذا لفظ ابن خزيمة، وإسناده صحيح.
وحديث أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1147) ، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة (350) قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عُرِضَت عليَّ الجنَّةُ، فذهبت أتناول منها قِطْفاً أُرِيكمُوه، فحِيلَ بيني وبينه" فقال رجل: يا رسول الله، مثلُ ما الحَبَّةُ من العِنَب؟ قال: "كأَعظم دَلْوٍ فَرَتْ أُمُّكَ قطُّ". وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلِّسٌ، ولم يصرِّح بالسماع.
وقوله: التي تكون في الملح: مدرج من كلام عبد الله بن بريدة كما جاء مصرحاً به في الرواية السالفة برقم (22938) .
(1) لفظة: "الفتح" لم ترد في (ظ 5) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان =(38/73)
22974 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّمَا (1) لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ " (2)
__________
= ابن بريدة، فمن رجال مسلم، وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه أبو عوانة (648) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر (23029) .
(1) في (م) و (ظ 2) : "فإنها"، والمثبت من (ظ 5) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو ربيعة -واسمه عمر بن ربيعة الإيادي- قال أبو حاتم: منكر الحديث، وتساهل ابن معين فوثقه، وذكره الذهبي في "المغني في الضعفاء"، وقال ابن حجر: مقبول. وقد تابعه أبو إسحاق السبيعي كما سيأتي في الرواية (23021) ، لكن الراوي عنه أيضاً شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وهو سيئ الحفظ. ابن بريدة: هو عبد الله.
وهو في "الزهد" لوكيع (486) ، وعنه أخرجه ابن أبي شيبة 4/324، وهناد في "الزهد" (1415) . ووقع عند ابن أبي شيبة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك لعلي ابن أبي طالب.
وأخرجه أبو داود (2149) ، والترمذي (2777) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/15، وفي "شرح مشكل الآثار" (1866) و (1867) ، والحاكم 2/194، والبيهقي في "السنن" 7/90، وفي "الشعب" (5421) و (5422) ، والمزي في ترجمة أبي ربيعة الإيادي من "تهذيب الكمال" 33/306 من طرق عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. ووقع عندهم جميعاً خلا الطحاوي في الموضع الثاني من "شرح المشكل" أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك لعلي بن أبي طالب، وأسند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" وفي الموضع الأول من "شرح المشكل" هذا الحديث عن بريدة - عن علي. =(38/74)
22975 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ (1) بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ. تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا هُمَا الزَّهْرَاوَانِ يَجِيئَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُجَادِلَانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا " (2)
__________
= وسيأتي الحديث عن هاشم بن القاسم برقم (22991) ، وعن أحمد بن عبد الملك برقم (23021) ، كلاهما عن شريك بن عبد الله النخعي، لكن قرن الأخير بأبي ربيعة الإيادي أبا إسحاق السبيعي.
ورواه حماد بن سلمة كما سلف برقم (1369) عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن سلمة بن أبي الطفيل، عن علي، قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره. وانظر تعليقنا عليه هناك.
وفي الباب عن جرير بن عبد الله، سلف في مسنده برقم (19160) ، قال: سألت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الفُجاءة، فأمرني أن أَصرِفَ بصري. وهو في "صحيح مسلم ".
(1) تحرف في (م) إلى: "بشر".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل بشير ابن المهاجر -وهو الغَنوَي-، فهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (7563) ، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "الإتحاف" كذلك (7562) ، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (189) ، والواحدي في "الوسيط" 1/73 من طريق وكيع ابن الجراح، بهذا الإسناد. واقتصر الواحدي على قوله: "تعلموا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة".
وانظر (22950) .(38/75)
22976 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ لِصَاحِبِهِ: أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَأَظْمَأْتُ هَوَاجِرَكَ " (1)
22977 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ، فَيَخُونُهُ فِيهَا إِلَّا وَقَفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ، فَمَا ظَنُّكُمْ؟ " (2)
__________
(1) إسناده حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (3781) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وانظر (22950) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن بريدة من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه مسلم (1897) (139) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (100) ، والنسائي 6/50، وأبو عوانة (7415) ، والبيهقي في "الشعب" (4281) ، وابن حزم في "المحلى" 11/228، والمزي في ترجمة قعنب التميمي الكوفي من "تهذيب الكمال" 23/626 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقال أبو عوانة في روايته: "عبد الله بن بريدة" مكان: "سليمان بن بريدة".
قال المزي في "تحفة الأشراف" 2/73: وهذا قول شاذٌّ، لا نعلم أحداً غيره ذكر أن علقمة بن مرثد يروي عن عبد الله بن بريدة شيئاً، لا هذا الحديث ولا غيره. =(38/76)
22978 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (101) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عوانة (7415) من طريق أبي داود الحَفَري، و (7416) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، و (7417) من طريق عبد الرزاق بن همام الصنعاني، والبيهقي في "الشعب" (4281) من طريق قبيصة بن عقبة، و (4281) من طريق الحسين بن حفص الهمداني، ستتهم عن سفيان الثوري، به. وقال أبو عوانة في روايته: "عبد الله بن بريدة" مكان: "سليمان بن بريدة"، وهو قول شاذ كما ذكرنا آنفاً.
وأخرجه الحميدي (907) ، وسعيد بن منصور (2331) ، ومسلم (1897) (140) ، وأبو داود (2496) ، وابن أبي عاصم (103) ، والنسائي 6/51، وأبو عوانة (7418) ، وابن حبان (4634) ، والبيهقي في "السنن" 9/173، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/626 من طريق قعنب التميمي الكوفي، والنسائي 6/50-51، وأبو عوانة (7420) ، وابن حبان (4635) من طريق شعبة بن الحجاج، ومسلم (1897) (139) ، وابن أبي عاصم (102) ، وأبو عوانة (7419) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/257، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/174 من طريق مِسْعر بن كِدام، وأبو عوانة (7421) و (7422) من طريق عمرو بن قيس، أربعتهم عن علقمة بن مرثد، به.
وأخرجه أبو عوانة (7423) ، والطبراني في "الكبير" (1164) من طريق يزيد ابن أبي سعيد النَّحْوي، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه.
وسيأتي من طريق الليث بن أبي سُليم، عن علقمة بن مرثد برقم (23004) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فما ظنكم؟ ": قال النووي في "شرح مسلم" 13/42: معناه: ما تظنون في رغبته في أخذ حسناته، والاستكثار منها في ذلك المقام؟ أي: لا يبقي منها شيئاً إن أمكنه. قلنا: وقد جاء التصريح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا المعنى في بعض روايات الحديث.(38/77)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى سَرِيَّةٍ أَوْ جَيْشٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا وَقَالَ: " اغْزُوا بِسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، فَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلَاثِ خِصَالٍ، أَوْ خِلَالٍ، فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ إِلَيْهَا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ: ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ. ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَعْلِمْهُمْ إِنْ هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ أَبَوْا وَاخْتَارُوا دَارَهُمْ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ. 10 فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَادْعُهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ، فَإِنْ أَجَابُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنِ اللهَ، ثُمَّ قَاتِلْهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وهو في "العلل" للمصنف 1/277، ولم يسُق لفظه.
وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 9/424 و12/237-238 و328 و361-362 و382 و493، ومسلم (1731) (2) ، وأبو داود (2612) والترمذي في "العلل الكبير" 2/693-694، والبيهقي 9/15 و97 و184، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/217، والبغوي (2668) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم فيه زيادات بنحو رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان =(38/78)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الثوري الآتية برقم (23030) ، واقتصر بعضهم عليها، وزاد أبو داود والترمذي والبيهقي في آخره: قال سفيان. قال علقمة: فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيان، فقال: حدثني مسلم -هو ابن هَيْصَم- عن النعمان بن مُقرِّن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل حديث سليمان بن بريدة. ووقع في "العلل" تحريف وسقط. قلنا: وإسناده حسن، مسلم بن هيصم العَبْدي روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومقاتل بن حيان -وهو النبطي البلخي- صدوق حسن الحديث.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو إسحاق الفزاري في "السير" (530) ، ويحيى بن آدم في "الخراج" (14) ، وعبد الرزاق (9428) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (102) و (103) و (757) و (758) ، والدارمي (2439) و (2442) ، ومسلم (1731) (2) ، وأبو داود (2613) ، وابن ماجه (2858) ، والترمذي بإثر (1617) ، وفي "العلل الكبير" 2/694-695، والنسائي في "الكبرى" (8765) ، وأبو عوانة (6492 - 6494) و (6502) ، والطحاوي في "شرح المعاني"
3/206 - 207 و207 و221، وفي "شرح المشكل" (3573 - 3575) ، وفي "الشروط الصغير" 2/805 و845، وابن حبان (4739) ، وابن منده في "الإيمان" (120) ، وتمام بن محمد الرازي في "فوائده" (871) ، والبيهقي 9/49 و97 و184، والحازمي في "الاعتبار" ص 206 و209 و212، والمزي في ترجمة مسلم ابن هيصم من "تهذيب الكمال" 27/550 من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، به، وزاد بعضهم فيه أيضاً زيادات بنحو رواية ابن مهدي الآتية برقم (23030) ،
واقتصر بعضهم عليها، وزاد معظمهم في آخره: قال علقمة بن مرثد: فحدثت بهذا الحديث مقاتل بن حيان، فقال: حدثني مسلم بن هَيْصم، عن النعمان مُقرِّن المُزَني، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثله. قلنا: وإسناده حسن كما سلف قريباً.
وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك الشافعي في "مسنده" 2/114-115 و115، وعبد الرزاق في "مصنفه" (9428) ، وابن زنجويه في "الأموال" (758) ، ومسلم (1731) (4) و (5) ، والنسائي في "الكبرى" (8586) و (8680) ، وابن الجارود =(38/79)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "المنتقى" (1042) ، وأبو يعلى (1413) ، وأبو عوانة (6493) و (6495 - 503) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/207، وفي "شرح المشكل" (3567 3572) و (3576) ، وفي "الشروط الصغير" 2/844-845، وابن منده في الإيمان" بإثر الحديث (120) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 240، البيهقي 9/185، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/797، والبغوي في "شرح لسنة" (2669) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 18/ورقة 328، والحازمي في الاعتبار" ص 209 من طرق عن علقمة بن مرثد، به. وعند بعضهم زيادات أيضاً،
بنحو رواية ابن مهدي، عن سفيان الثوري المذكورة آنفاً، واقتصر بعضهم عليها، لم يسق بعضهم لفظه.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (153) من طريق سعيد بن أبي هلال، ن ابن بريدة، به. وفيه زيادة بنحو رواية ابن مهدي المذكورة آنفاً، وفي إسناده بد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
وأخرج الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3577) من طريق حمزة الزيات، ن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن مسلم بن هَيْصَم، عن النعمان بن ُقرِّن المزني، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثله. قلنا: كذا قال فيه حمزة بن حبيب الزيات: ن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن مسلم بن هيصم، وهو خطأ حسبه من حمزة الزيات أو ممن دونه، لأن سفيان بن سعيد الثوري رواه عن لقمة ابن مرثد كما ذكرنا قريباً، فقال: عن مقاتل بن حيان، عن مسلم بن هيصم ذا رواه الناس عن سفيان، والله أعلم.
وفي الباب عن سهل بن سعد، سلف في مسنده برقم (22821) ، وهو في الصحيحين".
وعن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2053) ، وهو حديث صحيح.
عن سلمان الفارسي، سيأتي برقم (23726) ، وإسناده ضعيف.
عن سعيد بن أبي هلال مرسلاً عند سعيد بن منصور (2471) . =(38/80)
22979 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ " وَلَمْ يُسْنِدْهُ وَكِيعٌ مَرَّةً (1)
__________
= وعن سعيد بن المسيب مرسلاً أيضاً عند عبد الرزاق (9432) ، وسعيد بن منصور (2475) .
وعن خالد بن الوليد موقوفاً عند عبد الرزاق (9423) ، والطبراني في "الكبير" (3806) .
وعن عمر بن الخطاب موقوفاً عند سعيد بن منصور (2476) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/735، والبخاري في "الأدب المفرد" (1271) ، وأبو داود (4939) ، وابن ماجه (3763) ، وأبو عوانة في آخر الطب كما في "إتحاف المهرة" 2/552-553، وابن حبان (5873) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (534) و (535) ، والبيهقي في "السنن" 10/214، في "شعب الإيمان" (6497)
من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث عن وكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي جميعاً برقم (23056) ، وعن عبد الرزاق برقم (23025) ، ثلاثتهم عن سفيان الثوري.
والرواية التي لم يسندها وكيع وأشار إليها المصنف بإثر الحديث أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/735 عن وكيع، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة مرسلاً.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سلف في مسنده برقم (19501) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب. =(38/81)
22980 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ، وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
__________
= وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من لعب بالنَّرْدشِير"، النرد: فارسي معرَّب، وشير: بمعنى حلو،
وهو لعبة ذات صندوق وحجارة وفَصَّين، تعتمد على الحظِّ، وتنقل فيها الحجارة على حسب مما يأتي به الفَصُّ (الزَّهر) ، وتُعرف عند العامَّة بـ (الطاولة) . "المعجم الوسيط" 2/912، و"النهاية" 5/39.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن ثعلبة الطائي فقد روى له أبو داود وابن ماجه والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ثقة.
وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (6600) ، وابن حبان (4363) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3253) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1342) ، والبيهقي في "السنن" 10/30، وفي "شعب الإيمان" (11116) من طريق زهير بن معاوية، والبزار (1500 - كشف الأستار) ، والحاكم 4/298 من طريق عبد الله بن داود، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 14/35 من طريق مندل بن علي العَنَزي، ثلاثتهم عن الوليد بن ثعلبة الطائي، به. واقتصر أبو داود على قوله: "من حلف بالأَمانة فليس منا". وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3219) ، و"إتحاف الخيرة" 1/204، من طريق ليث بن أبي سُليم، عن عثمان، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "الإتحاف" (6598) و (6599) من طريق ليث، عن إسماعيل، كلاهما عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وليس في رواية الحارث بن أبي أسامة قوله: "ليس منا من حلف بالأمانة". ورواه معتمر بن سليمان كما في =(38/82)
22981 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ حُجَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّجَاشِيَّ " أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ سَاذَجَيْنِ فَلَبِسَهُمَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا " (1)
__________
= "تحفة الأشراف" 2/93 عن ليث، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، لم يذكر فيه ليث واسطة بينه وبين سليمان بن بريدة. قلنا: وليث بن أبي سُليم سيئ الحفظ، وقد اضطرب فيه.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/37 من طريق جعفر بن زياد الأحمر، عن الوليد أبي عمارة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وليس فيه قوله: "ليس منا من حلف بالأمانة". قلنا: والوليد أبو عمارة لم نقع له على ترجمة في شيء من كتب الرجال التي بين أيدينا، إلا أن يكون هو الوليد بن ثعلبة الطائي نفسه، لكن لم يذكر أحد ممن ترجم له أنه يكنى أبا عمارة.
وقوله فيه: "سليمان بن بريدة" خطأ، فالحديث محفوظ عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، كذا رواه وكيع بن الجراح وزهير بن معاوية، عن الوليد بن ثعلبة الطائي، والله أعلم.
وفي باب قوله: "ومن خبَّبَ على امرىء زوجته، أو مملوكه، فليس منا" عن أبي هريرة، سلف برقم (9157) ، وإسناده قوي، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "ليس منا من حلف بالأمانة": قال الخطابي في "معالم السنن" 4/46: هذا يشبه أن تكون الكراهةُ فيه من أَجل أَنه أمر أَن يحلف بالله وبصفاته، وليست الأَمانة من صفاته، وإنما هي أمر من أمره، وفرض من فروضه، فنهُوا عنه لما في ذلك من التسوية بينها وبين أسماء الله عز وجل وصفاته.
وقوله: "خَبَّبَ" أي: خَدَعَ وأَفْسدَ، وأصله من الخِبِّ، وهو الخِداع والخُبث والغِشُّ، ورجلٌ خَِبٌّ -بكسر الخاء وفتحها-: خَدَّاع خَبيث مُنكرٌ.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، دلهم بن صالح الكِنْدي ضعيف، وحجير بن عبد الله الكندي مجهول. =(38/83)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه المزي في ترجمة حجير بن عبد الله الكندي من "تهذيب الكمال" 5/482 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/177 و8/474-475، وأبو داود (155) ، وابن ماجه (549) و (3620) ، والترمذي في "جامعه" (2820) ، وفي "الشمائل" (69) ، وابن عدي في "الكامل" 3/975 من طرق عن وكيع بن الجراح، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 133، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1235) ، والبيهقي 1/282-283 من طريق عبيد الله بن موسى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4347) ، والبيهقي 1/282-283 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن دلهم بن صالح، به. ووقع في رواية الطحاوي: "عن دلهم بن صالح، حدثني حجير، أو فلان بن حجير".
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 133 من طريق محمد بن مِرْداس
الأنصاري، عن يحيى بن كثير، عن الجُريري، عن عبد الله بن بريدة، به. ويحيى ابن كثير -وهو أبو النَّضْر صاحب البصري- ضعيف.
وأخرج البيهقي 1/283 عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن العباس بن محمد الدوري، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن المغيرة بن شعبة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح على خُفَّيهِ، قال: فقال رجل عند المغيرة بن شعبة: يا مغيرة، ومن أين كان للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خفان؟ قال: فقال المغيرة: أهداهما إليه النجاشي. قال البيهقي: وهذا شاهد لحديث دلهم بن صالح. قلنا: وإسناده رجاله ثقات كلهم.
والمسح على الخفين ثابت عن جمع من الصحابة، انظر لذلك حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18134) .
وقوله: أسودين ساذَِجَين: السَّاذَِج، بفتح الذال وكسرها: هو الخالص غيرُ المَشُوب وغيرُ المَنْقُوش، أي: غير منقوشين، أو على لونٍ واحد لم يُخالِطْ سوادهما لونٌ آخر، أو لا شَعْرَ عليهما، وهو مُعرَّب، فارسيَّتُه: سادَه.(38/84)
22982 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الْخَيْلَ فَفِي الْجَنَّةِ خَيْلٌ؟ قَالَ: " إِنْ (1) يُدْخِلْكَ اللهُ الْجَنَّةَ فَلَا تَشَاءُ أَنْ تَرْكَبَ فَرَسًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ تَطِيرُ بِكَ فِي أَيِّ الْجَنَّةِ شِئْتَ إِلَّا رَكِبْتَ ". وَأَتَاهُ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي الْجَنَّةِ إِبِلٌ؟ قَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ إِنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الْجَنَّةَ كَانَ لَكَ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، وَلَذَّتْ عَيْنُكَ " (2)
__________
(1) كلمة: "إن" لم ترد في الأصول الخطية التي بين أيدينا، وأثبتناها من (م) ومصادر تخريج الحديث.
(2) حديث ضعيف، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- اختلط بأَخرة، وكل من روى عنه هذا الحديث ممَّن روى عنه بعد الاختلاط، ثم فيه علة أخرى، وهي الاختلاف في إسناده على علقمة بن مرثد كما سيأتي. يزيد: هو ابن هارون السُّلمي، وابن بريدة: هو سليمان.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 13/107-108 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (806) ، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور" (393) ، وأخرجه كذلك الترمذي (2543) ، والطبراني في "الأوسط" (5019) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (425) ، وفي "معرفة الصحابة" (1239) ، والبيهقي في البعث (394) من طريق عاصم بن علي، والبيهقي (395) من طريق قُرَّة بن حبيب، ثلاثتهم (الطيالسي وعاصم وقرة) عن المسعودي، به. =(38/85)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وخالف المسعوديَّ فيه سفيانُ الثوري، فرواه عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سابط مرسلاً، أخرجه كذلك ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم" (271) ، وعبد الرزاق (6700) ، والترمذي بإثر (2543) ، والطبري في "التفسير" 25/97، والبغوي في "شرح السنة" (4385) ، وفي "معالم التنزيل" 4/145، وقال الترمذي عقِبَه: وهذا أصح من حديث المسعودي. ورجحه أيضاً أبو حاتم كما في "العلل" 2/215، وقال الحافظ في "الإصابة" 4/307: وهو المحفوظ.
وخالفه كذلك حَنشَ بن الحارث النَّخعي، فرواه عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن ساعدة الأنصاري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه كذلك ابن قانع 2/156، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (424) وبإثره، والبيهقي في "البعث" (396) .
وأورده الدارقطني في "العلل" 4/300. وسمِّيَ صحابيه عند أبي نعيم في الموضع الثاني: "عمير بن ساعدة"، وعند الدارقطني: "عبد الرحمن بن عوف".
قال الدارقطني: وهو وهم، والصواب: عبد الرحمن بن ساعدة، قلنا: وعبد الرحمن ابن ساعدة الأنصاري هذا ذكره غير واحد في الصحابة لأجل هذا الحديث، فلا يعرف إلا به، لذا قال أبو حاتم في "العلل" 2/215: لا يعرف.
وعلقمة بن مرثد ليست له رواية عن أحد من الصحابة.
ورواه ميكائيل عند أبي نعيم في "صفة الجنة" بإثر (427) عن علقمة بن مرثد، فقال: عن يحيى بن إسحاق، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره ضمن حديث مطول. وميكائيل لم نجد من ترجمه، فهو مجهول لا يعرف.
ورواه أبو طَيْبة عيسى بن سليمان عند أبي نعيم (426) عن علقمة بن مرثد فقال: عن أبي صالح، عن أبي هريرة بقصة الإبل حسب. قلنا: وأبو طيبة عيسى ابن سليمان الجرجاني ضعيف، وفي الإسناد إليه ضعف أيضاً.
وفي الباب عن أبي أيوب عند الترمذي (2544) ، والطبراني في "الكبير" (4075) ، وأبي نعيم في "صفة الجنة" (423) و (428) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 30/403-404. وقال الترمذي: إسناده ليس بالقوي، ولا نعرفه من =(38/86)
22983 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا ثَوَّابُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَوْمَ الْفِطْرِ لَا يَخْرُجُ حَتَّى يَطْعَمَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ لَا يَطْعَمُ حَتَّى يَرْجِعَ " (1)
__________
= حديث أبي أيوب إلا من هذا الوجه، وأبو سورة -راويه عن أبي أيوب-: هو ابن أخي أبي أيوب، يُضعَّف في الحديث، ضعفه يحيى بن معين جدّاً، وسمعت محمد ابن إسماعيل يقول: أبو سورة هذا منكر الحديث، يروي مناكير عن أبي أيوب لا يتابع عليها. قلنا: وفيه أيضاً واصل بن السائب الرَّقاشي، وهو متفق على ضعفه، ثم إن أبا سورة لا يعرف له سماع من أبي أيوب فيما قاله البخاري.
وعن أبي هريرة عند أبي نعيم (427) ، وإسناده واهٍ.
وعن جابر بن عبد الله عند أبي نعيم (429) ، والآجري في "الشريعة" ص 267 و267-268، وإسناده ضعيف جداً.
(1) إسناده حسن من أجل ثَوَّاب بن عُتبة المَهْري البصري، فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد صححه الحاكم 1/294، ووافقه الذهبي، وكذا صححه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/356. أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل.
وأخرجه أبو علي الطوسي في "الأحكام" كما في "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي 2/101-102، وابن عدي في "الكامل" 2/528 من طريق أبي عبيدة الحداد، بهذا الإسناد. وقال ابن عدي في روايته: "حتى ينحر" مكان: "حتى يرجع".
وأخرجه الطيالسي (811) ، وابن ماجه (1756) ، والترمذي (542) ، وابن خزيمة (1426) ، وابن المنذر في "الأوسط" 4/253، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/75-76، وابن حبان (2812) ، وابن عدي 2/528، والدارقطني 2/45، والحاكم 1/294، والبيهقي في "السنن" 3/283، وفي "معرفة السنن =(38/87)
22984 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلَا يَأْكُلُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ " (1)
__________
= والآثار" 5/61-62، والخظيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/671، والبغوي (1104) من طرق عن ثواب بن عتبة، به. ورواية ابن قانع مختصرة بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لا يخرج يوم العيد حتى يطعم. واقتصر الخطيب على شطره الثاني، وفيه: "حتى يذبح" مكان "حتى يرجع"، وكذا قال بعضهم في روايته: "حتى يذبح"، وقال آخرون: "حتى يصلي".
وسيأتي بنحوه عن حَرَمي بن عمارة، عن ثواب بن عتبة برقم (23042) .
وسيأتي أيضاً من طريق عقبة بن عبد الله الرِّفاعي، عن عبد الله بن بريدة برقم (22984) .
وأخرج الشافعي في "الأم" 1/232، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/283، وفي "معرفة السنن والآثار" 5/61، وأخرجه الفريابي في "أحكام العيدين" ص 98 من طريق محمد بن عثمان، كلاهما (الشافعي وابن عثمان) عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: كان المسلمون يأكلون يوم الفطر قبل الصلاة، ولا يفعلون ذلك يوم النحر. ورجاله ثقات.
وفي باب أكله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل خروجه يوم الفطر عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12268) ، وهو في "الصحيح"، وعن أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده أيضاً برقم (11226) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل عقبة بن عبد الله الرِّفاعي، فهو ضعيف، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1600) ، والطبراني في "الأوسط" (3089) ، وابن عدي =(38/88)
22985 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، إِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ فِي حَدِيثِهِ (1) : " أَنْتُمْ فَرَطُنَا وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ "، وَنَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ " (2)
__________
= 5/1917، والبيهقي 3/283 من طرق عن عقبة بن عبد الله، بهذا الإسناد. ووقع في رواية البيهقي: وكان إذا رجع، أكل من كبد أضحيته.
وانظر ما قبله.
(1) قوله: "قال معاوية في حديثه" وقع في (م) والأصول الخطية التي بأيدينا قبل قوله: "إنا إن شاء الله بكم لاحقون"، والصواب ما أثبتناه، وكذا جاء على الصواب عند أبي بكر الخلال في "السنة"، فقد رواه من طريق أحمد بن حنبل عن معاوية بن هشام وأبي أحمد الزبيري، فجعل قوله: "وقال معاوية في حديثه" بإثر قوله: "إنا إن شاء الله بكم لاحقون"، فالحرف الذي انفرد بروايته معاوية بن هشام دون أبي أحمد الزبيري هو قوله: "أنتم فرطنا، ونحن لكم تبع"، وعلى ذلك تدل المصادر التي أخرجت الحديث من طريق أبي أحمد الزبيري، فإنه ليس فيها هذا الحرف.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة ومعاوية بن هشام -وهو القصَّار الكوفي- فمن رجال مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الأسدي الزُّبيري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه أبو بكر الخَلال في "السنة" (1080) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =(38/89)
22986 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا،
__________
= وأخرجه أبو داود في "سننه" برواية أبي الحسن بن العبد كما في "تحفة الأشراف" 2/71 عن أحمد بن حنبل، عن معاوية بن هشام وحده، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/340، وابن حبان (3173) ، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (589) من طرق عن معاوية بن هشام وحده، به.
وأخرجه مسلم (975) ، وابن ماجه (1547) ، والبيهقي في "السنن" 4/79، وفي "الأسماء والصفات" ص 166 من طرق عن أبي أحمد الزبيري وحده، به.
ولم يذكر الزبيري في حديثه عندهم جميعاً: قوله: "أنتم فرطنا، ونحن لكم تبع".
وأخرجه البيهقي 4/79، والبغوي (1555) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، به. ورواية الفريابي تامة بنحو رواية معاوية بن هشام.
وسيأتي عن أبي سفيان محمد بن حميد، عن سفيان الثوري برقم (23039) ، وروايته بنحو رواية معاوية بن هشام أيضاً.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/94، وفي "عمل اليوم والليلة" (1091) من طريق شعبة بن الحجاج، عن علقمة بن مرثد، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7993) ، وعن عائشة، سيأتي برقم (24425) .
وقوله: "أنتم فَرَطُنا": الفَرَط، بالتحريك: يقع على الواحد والجمع، يقال: رجلٌ فَرَط، وقوم فَرَط، وهو في الأصل: المتقدِّمُ إلى الماء، يتقدَّمُ الواردةَ، فيُهيِّىءُ لهم الأَرْسانَ والدِّلاءَ، ويَمْلأ الحِياضَ، ويستقي لهم.(38/90)
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] " (1)
22987 - حَدَّثَنَا زَيْدٌ هُوَ ابْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: احْتَبَسَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: " مَا حَبَسَكَ؟ " (2) قَالَ: " إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المروزي، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الله: هو ابن بريدة ابن الحُصَيب الأسْلَمي.
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد" ص 148 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2249 - كشف الأستار) عن عباد بن عبد الله، عن زيد بن الحباب، به.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف في مسنده برقم (4766) ، وانظر تتمة شواهده هناك. وبعضها في "الصحيحين".
(2) في (م) وحدها: "أحبسك"، والمثبت من سائر الأصول ومصادر التخريج.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المَرْوزيَ، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً ومسلم متابعة، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 77 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/410 و8/480-481، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" =(38/91)
22988 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْأَعْمَى (1) ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: " اللهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ (2) إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (3)
__________
= كما في "إتحاف الخيرة" (7322) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (2411) و (2424) ، والضياء المقدسي في "المختارة"، والبَرْقاني في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" بإثر الحديث (7322) من طريق زيد بن الحباب، به. وتحرف اسم ابن بريدة في الموضع الثاني عند ابن أبي شيبة إلى: "أبي بردة"، ولفظه عندهم جميعاً: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب"، وزاد ابن الأعرابي في الموضع
الأول: "ولا صورة".
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (632) .
وعن أبي طلحة الأنصاري، سلف برقم (16346/2) ، وهو في "الصحيحين".
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8045) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) تحرف في (م) إلى: "الراعي".
(2) في (م) : "كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم"، والمثبت من الأصول الخطية و"مجمع الزوائد" 2/144، ومصادر تخريج الحديث.
(3) إسناده ضعيف جدّاً، أبو داود الأعمى -وهو نفيع بن الحارث- متروك الحديث، وكذبه ابن معين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأَحْمَسي.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8446) ، والطبري في "تهذيب الآثار - مسند طلحة بن عبيد الله" (351) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 8/142-143 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =(38/92)
22989 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَمَةً سَوْدَاءَ أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَجَعَ مِنْ بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللهُ صَالِحًا أَنْ أَضْرِبَ عِنْدَكَ بِالدُّفِّ. قَالَ: " إِنْ كُنْتِ فَعَلْتِ فَافْعَلِي، وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَفْعَلِي فَلَا تَفْعَلِي ". فَضَرَبَتْ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ، وَدَخَلَ غَيْرُهُ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ قَالَ: فَجَعَلَتْ دُفَّهَا خَلْفَهَا وَهِيَ مُقَنَّعَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْرَقُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، أَنَا جَالِسٌ، وَدَخَلَ هَؤُلَاءِ، فَلَمَّا أَنْ دَخَلْتَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ " (1)
__________
= وأخرجه الطبري كذلك (350) من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
ومثل حديث بريدة هذا رُوي عن الحسن البصري مرسلاً، عند ابن أبي شيبة 2/508، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"، (65) ، ورجاله ثقات.
وفي كيفية الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم
(11433) ، وقد ذكرنا تتَمة أحاديث الباب هناك.
(1) إسناده قوي من أجل حسين -وهو ابن واقد المروزي-، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (480) ، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 4، والعراقي في "تقريب الأسانيد" ص 79.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/29، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1251) ، وابن حبان (6892) ، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة =(38/93)
22990 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحْسَابَ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِي (1) يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ هَذَا الْمَالُ " (2)
__________
= 3-4 من طريق سهل بن زنجلة (كلاهما ابن أبي شيبة وسهل) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد مختصراً بلفظ: "إني لأحسب الشيطان يَفْرَقُ منك يا عمر".
وأخرجه الترمذي (3690) ، وابن عساكر 13/ورقة 4 من طريق علي بن الحسين بن واقد، والبيهقي 10/77، وابن عساكر 13/ورقة 4 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن حسين بن واقد، به. وقال الترمذي بإثره: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة.
وسيأتي عن أبي تميلة يحيى بن واضح، عن حسين بن واقد برقم (33011) .
وفي باب قصة نذر المرأة أن تضرب بالدُّفِّ عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (3312) ، ومن طريقه البيهقي 10/77، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر: "إن الشيطان ليفرق منك يا عمر" عن سعد بن أبي وقاص، سلف في مسنده برقم (1472) ، وهو في "الصحيحين".
وعن عائشة عند الترمذي (3691) ، والنسائي في "الكبرى" (8957) ، وابن عدي في "الكامل" 3/921، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 3 و4-5.
وقوله: "إن كنتِ فَعَلْتِ" أي: إن كنت نَذَرْتِ.
وقوله: "وهي مُقنِعةٌ": من الإقناع: وهو رفعُ الرَّأس والنَّظَرُ في ذلٍّ وخشوع.
(1) في (م) وسائر النسخ الخطية: "الذين"، وما أثبتناه من نسخة بهامش (ظ 5) ، ومن مصادر تخريج الحديث.
(2) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (228) ، وابن حبان (700) ، والحاكم =(38/94)
22991 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: " يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ " (1)
22992 - حَدَّثَنَا زَيْدٌ هُوَ ابْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مَعَهُ حِمَارٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ارْكَبْ. فَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ. فَقَالَ
__________
= 2/163، وتمام بن محمد الرازي في "فوائده" (1630) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (982) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10310) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/318، من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وسقط من إسناد مطبوع الحاكم بعد قوله: "حدثنا زيد بن الحباب" تتمة إسناده وأول إسناد الحديث الذي بعده، واستدرك من "إتحاف المهرة" 2/592.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/64، وفي "الكبرى" (5335) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، وابن حبان (699) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/99، وتمام (1629) ، والبيهقي في "السنن" 7/135 من طريق علي بن الحسين بن واقد، كلاهما عن الحسين بن واقد، به.
وسيأتي عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، عن الحسين بن واقد برقم (23059) .
وفي الباب عن سمرة بن جندب، سلف برقم (20102) ، ولفظه: "الحَسَبُ المال، والكرم والتقوى".
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (22974) .(38/95)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا، أَنْتَ (1) أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ مِنِّي، إِلَّا أَنْ تَجْعَلَهُ لِي ". قَالَ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ لَكَ. قَالَ: فَرَكِبَ (2)
__________
(1) كذا في (م) و (ق) و (ظ 2) ونسخة في هامش (ظ 5) ، وفي (ظ 5) : "لأنت"، وكلاهما صحيح.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المَرْوزي، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 116-117 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (4735) من طريق زيد بن الحباب، به.
وأخرجه أبو داود (2572) ، والترمذي (2773) ، والبيهقي في "السنن" 5/258، وفي "الآداب" (812) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/80-81 من طريق علي بن الحسين بن واقد، والحاكم 2/64، وعمر بن محمد النسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" ص 386-387، وابن حجر في "التغليق" 5/80 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن الحسين بن واقد، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7444) من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلي، عن أبي شهاب، عن حبيب بن الشَّهيد، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن معاذ بن جبل: أنه أتى النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدابَّةٍ ليركبها، فقال النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرجلُ أحقُّ بصَدْرِ دابته" فقال: يا رسول الله، هي لك. فركب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَرْدَفَ معاذاً خلفَه.
قلنا: إسماعيل بن عمرو البَجَلي ضعيف الحديث، والمحفوظُ من حديث حبيب ابن الشهيد عن ابن بريدة إِرسالُه، أخرجه كذلك ابن أبي شيبة 8/561، والبيهقي 5/258 من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن بريدة: أن معاذ بن جبل أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. الحديث.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (119) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11282) . =(38/96)
22993 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي بُرَيْدَةُ قَالَ: حَاصَرْنَا خَيْبَرَ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهُ مِنَ الْغَدِ عُمَرُ (1) فَخَرَجَ فَرَجَعَ، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، وَأَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ شِدَّةٌ وَجَهْدٌ. فَقَالَ
__________
= وعن قيس بن سعد بن عبادة، سلف برقم (15478) .
وعن عبد الله بن حنظلة الغسيل عند الدارمي (2666) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2246) ، والبزار (470 - كشف الأستار) ، والبيهقي 3/125-126.
وعن أنس بن مالك عند البيهقي 3/69.
وعن أبي هريرة عند البزار (1692 - كشف الأستار) .
وعن ابن عمر، عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/134.
وقوله: "إلا أن تجعله لي"، قال السندي: أي: الصدر لي، ولعله قَبْلَ ذلك رأَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحقَّ بالصَّدرِ، فتأخَّرَ لذلك، فما قَبِلَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذلك، وبَيَّنَ له حقيقةَ الأَمر.
وقال في "طرح التثريب" 7/243: يمكن أن يكون معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "إلا أن تجعله لي" أي: التصرُّفَ في المشي كيف أَردتُ، وهو المعنى الذي لأجله كان صاحبُ الدابة أَحقَّ بصدرها، فإنه يُستشكَلُ قوله: "أن تجعله لي" مع كونه تأخَّرَ وأَذِنَ له في الركوب على مقدَّمه، وهذا هو محله له، ويَنحَلُّ الإِشكال بما ذكرتُه من أن المراد أَن يَجْعلَ له أمر قِيادِها بأن يَتصرَّفَ في سَيرِها
كيف يريدُ.
(1) لفظة: "عمر" سقطت من (م) ، ومن النسخ الخطية التي بأيدينا، وأثبتناها من "جامع المسانيد" 1/ورقة 135، ومصادر تخريج الحديث.(38/97)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي دَافِعٌ اللِّوَاءَ غَدًا إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَرْجِعُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ ". فَبِتْنَا طَيِّبَةٌ أَنْفُسُنَا أَنَّ الْفَتْحَ غَدًا، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْغَدَاةَ، ثُمَّ قَامَ قَائِمًا فَدَعَا بِاللِّوَاءِ وَالنَّاسُ عَلَى مَصَافِّهِمْ، فَدَعَا عَلِيًّا وَهُوَ أَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ وَفُتِحَ لَهُ قَالَ بُرَيْدَةُ: وَأَنَا فِيمَنْ تَطَاوَلَ لَهَا (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المروزي، فهو صدوق لا بأس به، وقد توبع كما سيأتي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1009) و (1174) . وهو في الموضع الثاني مختصر بنحو الرواية الآتية برقم (23009) .
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 113-114 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/132، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/98 من طريق زيد بن الحباب، به.
وسيأتي عن زيد بن الحباب مختصراً برقم (23009) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8402) و (8601) من طريق معاذ بن خالد، عن حسين بن واقد، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "السنة" (1380) ، والطبراني في "الشاميين" (2444) ، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/826 من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن عبد الله بن بريدة، به. وروايتهم أخصر مما هنا.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تاريخه" 3/12-13، والحاكم 3/37، والبيهقي 9/132 من طريق المسيب بن مسلم الأزدي، عن عبد الله بن بريدة، به. ورواية الطبري أطول مما هنا بنحو الرواية الآتية برقم (23031) ، ولم يسق البيهقي والحاكم لفظه بتمامه، وفي الحديث عندهم جميعاً زيادة. =(38/98)
22994 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَأَشْبَاهِهَا مِنَ السُّوَرِ " (1)
22995 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا، فَجَاءَ
__________
= وسيأتي مطولاً من طريق ميمون أبي عبد الله البصري مولى ابن سَمُرة، عن عبد الله بن بريدة برقم (23031) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8990) ، وهو في "صحيح مسلم". وعن علي بن أبي طالب، سلف في مسنده برقم (778) ، وانظر تتمة شواهده هناك، وبعض هذه الشواهد في "الصحيحين".
(1) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 19 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (309) ، والبغوي في "شرح السنة" (600) من طريق زيد بن الحباب، به.
وأخرجه النسائي 2/173، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/214 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، به.
وانظر ما سيأتي برقم (23008) .
وفي باب ما يقرأ في صلاة العشاء عن البراء بن عازب، سلف في مسنده برقم (18503) . وعن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7140) ، وهما في "الصحيحين". وعن أبي هريرة أيضاً، سلف برقم (8332) ، وإسناده ضعيف.(38/99)
الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَحَمَلَهُمَا فَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا " (1)
22996 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَدَعَا بِلَالًا
__________
(1) إسناده قوي كسابقه.
وهو عند المصنِّف في "فضائل الصحابة" (1358) ، ومن طريقه أخرجه الواحدي في تفسيره "الوسيط" 4/308-309، والعراقي في "تقريب الأسانيد" ص 38-39.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/368 و12/99-100، وأبو داود (1109) ، وابن ماجه (3600) ، والطبري في "تفسيره" 28/125-126، وابن خزيمة بإثر الحديث (1456) وبرقم (1801) ، وابن حبان (6038) ، والحاكم 4/189، والبيهقي 6/165، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ورقة 510، و12/ورقة 534-535 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد، ورواية ابن أبي شيبة في الموضع الأول مختصرة.
وأخرجه الترمذي (3774) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (179) ، والنسائي 3/108 و192، والطبري 28/125-126، وابن خزيمة (1456) و (1802) ، وابن حبان (6039) ، والحاكم 1/287، والبيهقي في "السنن" 3/218، وفي "الشعب" (11016) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/354، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/12-13 من طرق عن حسين بن واقد، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد.(38/100)
فَقَالَ: " يَا بِلَالُ بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، إِنِّي دَخَلْتُ الْبَارِحَةَ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُرْتَفِعٍ (1) مُشْرِفٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ. قُلْتُ: أَنَا عَرَبِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: فَأَنَا مُحَمَّدٌ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ". فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا غَيْرَتُكَ يَا عُمَرُ لَدَخَلْتُ الْقَصْرَ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنْتُ لِأَغَارَ عَلَيْكَ. قَالَ: وَقَالَ لِبِلَالٍ: " بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: مَا أَحْدَثْتُ إِلَّا تَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِهَذَا " (2)
__________
(1) في نسخة بهامش (ظ 5) : "مربع"، والمثبت من (م) وسائر الأصول الخطية.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي كسابقه.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنِّف (1731) مختصراً بقصة بلال بن رباح.
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 8 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 12/150، وابن أبي عاصم في "السنة" (1269) ، وابن حبان (7086) و (7087) ، والطبراني في "الكبير" (1012) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/150 من طريق زيد بن الحباب، به.
وأخرجه تاماً ومختصراً أيضاً الترمذي (3689) ، والبغوي (1012) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 458-459 و459، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/245 من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، به. =(38/101)
22997 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: جَاءَ سَلْمَانُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِمَائِدَةٍ عَلَيْهَا رُطَبٌ فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ؟ " قَالَ: صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ. قَالَ: " ارْفَعْهَا؛
__________
= وسيأتي عن علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد برقم (23040) . وفي باب قصة بلال بن رباح، عن أبي هريرة سلف برقم (8403) . وعن جابر ابن عبد الله، سلف برقم (15002) ، وكلاهما في "الصحيحين". وعن أبي أمامة الباهلي، سلف أيضاً برقم (22232) ، إلا أن إسناده ضعيف جداً.
وفي باب قصة عمر بن الخطاب، عن أنس بن مالك سلف برقم (12046) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وعن أبي هريرة، سلف برقم (8470) ، وهو في "الصحيحين"، وقد ذكرنا تتمة شواهده هناك.
قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث: "إِني دخلتُ البارحةَ الجنَّةَ" يعني: رأيتُ في المَنامِ كأني دخلتُ الجنَّةَ، هكذا رُوي في بعض الحديث. قلنا: قد جاء التصريح بكونه في المنام عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي هريرة المذكور آنفاً.
وقوله: "خَشْخَشتَكَ": هي حركة لها صوت كصوت السلاح.
وقوله: "مُشَرَّف" أي: له شُرَف، واحدتها، شُرْفة، والشُّرْفة من القصر: ما يوضع في أعلاه يُحَلَّى به. "تحفة الأحوذي" 10/120، و"لسان العرب" 9/171.(38/102)
فَإِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ " (1) . فَرَفَعَهَا، فَجَاءَ (2) مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: " مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ؟ " قَالَ: صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ. قَالَ: " ارْفَعْهَا؛ فَإِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ". فَرَفَعَهَا، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَحْمِلُهُ فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ؟ " فَقَالَ: هَدِيَّةٌ لَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " ابْسُطُوا ". فَنَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ الَّذِي عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ. وَكَانَ لِلْيَهُوَدِ فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا، وَعَلَى أَنْ يَغْرِسَ نَخْلًا فَيَعْمَلَ سَلْمَانُ فِيهَا حَتَّى تُطْعِمَ. قَالَ: فَغَرَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّخْلَ إِلَّا نَخْلَةً وَاحِدَةً غَرَسَهَا عُمَرُ، فَحَمَلَتِ النَّخْلُ مِنْ عَامِهَا وَلَمْ تَحْمِلِ النَّخْلَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا غَرَسْتُهَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَنَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ غَرَسَهَا فَحَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا (3)
__________
(1) من قوله: "فرفعها" إلى هنا سقط من (م) و (ق) ، وأثبتناه من سائر الأصول، ومن مصادر تخريج الحديث التي خرجته من طريق الإمام أحمد.
(2) في (ظ 5) وحدها: "فجاءه".
(3) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ورقة 406، والعراقي في "تقريب الأسانيد" ص 50 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجة مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة في "مصنفه" 6/551-552، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6863) و (8597) ، والبزار (2726 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (6864) و (8598) ، والطبراني في "الكبير" (6070) ، والحاكم 2/16، والبيهقي في "السنن" 10/321، وفي "دلائل النبوة" 6/97، وابن عبد البر في "التمهيد"
3/98-99 من طريق زيد بن الحُباب، به.
وجاء الحديث عند الطبراني مسنداً عن سلمان، فقال: "عن بريدة، عن =(38/103)
22998 - حَدَّثَنَا زَيْدٌ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِي الْإِنْسَانِ سِتُّونَ وَثَلَاثُ مِائَةِ مَفْصِلٍ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهَا صَدَقَةً ". قَالُوا: فَمَنِ الَّذِي يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا، أَوِ الشَّيْءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُ عَنْكَ " (1)
__________
= سلمان". وتحرف "عبد الله بن بريدة" في مطبوع "التمهيد" إلى: "عبد الله بن يزيد"، و"حسين بن واقد" في "مصنف" ابن أبي شيبة إلى: "حصين بن واقد"، و"زيد بن الحباب" في الموضع الأول من "إتحاف الخيرة" إلى "يزيد بن الحباب".
وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي في "الشمائل" (20) ، وابن عساكر في "تاريخه" 7/ورقة 401 من طريق علي بن الحسين بن واقد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/10 من طريق علي بن الحسن بن شقيق المروزي، كلاهما عن حسين بن واقد، به.
وقد جاءت هذه القصة في حديث سلمان الفارسي في قصة إسلامه الآتي برقم (23737) .
وقوله: "ابسُطُوا" أي: مُدُّوا أَيدِيكم، فكلوا.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين -وهو ابن واقد المروزي- فقد روى له البخاري تعليقاً وفي "الأدب المفرد" ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح. زيد: هو ابن الحُباب.
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 31-32 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (2540) ، والبيهقي في "الشعب" (11164) من طريق زيد ابن الحباب، به. وليس في رواية ابن حبان قوله: "النخاعة في المسجد تدفنها". =(38/104)
22999 - حَدَّثَنَا زَيْدٌ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، وَهِيَ الشُّونِيزُ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً " (1)
2300-حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
= وأخرجه أبو داود (5242) ، وابن خزيمة (1226) من طريق علي بن الحسين ابن واقد، عن أبيه، به.
وسيأتي عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، عن حسين بن واقد برقم (23037) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8183) ، وهو في "الصحيحين".
وعن أبي ذر الغفاري، سلف في مسنده برقم (21475) ، وهو في "صحيح مسلم".
وعن عائشة عند مسلم (1007) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (837) ، والبيهقي 4/188.
وعن ابن عباس عند ابن حبان (299) ، وإسناده ضعيف.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 143 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (5286) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، و (5288) من طريق معاوية بن معروف، كلاهما عن حسين بن واقد، به.
وانظر (22938) .
(2) في (ظ 5) : "عن ابن زهير"، والمثبت من (م) وسائر الأصول الخطية، وهو أبو زهير حرب بن زهير الضبعي كما سيأتي.(38/105)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو زهير -وهو حرب بن زهير الضُّبَعي- لم يرو عنه غير عطاء بن السائب ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي، وترجم له البخاري وابن أبي حاتم ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد اختلف عليه في إسناده ومتنه، وعطاء بن السائب اختلط، وقد اختلف عليه أيضاً كما سيأتي بيانه. أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 3/63-64، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (76) ، والبيهقي في "السنن" 4/332 من طريق يحيى بن حماد، ومسدد في "مسنده" كما أشار إليه البوصيري في "إتحاف الخيرة" (3185) ، ومن طريقه أورده البخاري في "التاريخ" 3/63-64، كلاهما (يحيى بن حماد ومسدد) عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، بهذا الإسناد. ولم يسق البخاري لفظه، وقال البيهقي في روايته: "سبعين ضعفاً" بدل "سبع مئة ضعف".
وأخرجه البخاري تعليقاً 3/63، والبيهقي في "الشعب" (4125) ، وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" من طريق منصور بن أبي الأسود، والبخاري تعليقاً 3/63، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4124) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون السُّكَّري، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. ولم يسق البخاري لفظه، وقال البيهقي في روايته في الموضع الأول: "الدرهم بسبع مئة"
وفي الثاني: "مئة ضعف" بدل قوله: "بسبع مئة ضعف".
قلنا: كذا رواه أبو عوانة ومنصور بن أبي الأسود وأبو حمزة السكري فقالوا: عن عطاء بن السائب، عن أبي زهير حرب بن زهير، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وخالفهم إبراهيم بن طهمان عند البخاري في "تاريخه الكبير" معلقاً 3/64، فقال: عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن زهير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسق لفظه. =(38/106)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وخالفهم حماد بن سلمة أيضاً، واختلف عليه:
فرواه هدبة بن خالد، عنه عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (75) فقال: عن عطاء بن السائب، عن محمد بن زهير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه كامل بن طلحة، عنه عند علي بن سعيد العسكري في "الصحابة" وأبي موسى المديني في "الذيل" كما في "الإصابة" لابن حجر 5/188-189، فقال: عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن زهير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وخالفهم علي بن عاصم عند ابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" 5/189، فقال: عن عطاء بن السائب، عن زهير بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يسق لفظه.
وخالفهم موسى بن أعْين أيضاً، واختلف عليه:
فرواه يحيى بن رجاء، عنه عند ابن الأعرابي في "معجمه" (991) ، فقال: عن عطاء بن السائب، عن زهير، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه المعافى بن سليمان، عنه عند الطبراني في "الأوسط" (5270) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4126) ، فقال: عن عطاء بن السائب، عن علقمة ابن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسقاط "زهير" من إسناده.
هذه حاصل الاختلافات التي وقعت لنا في حديث عطاء بن السائب. ورواه محمد بن أبي إسماعيل السلمي، عن حرب بن زهير، واختلف عليه:
فرواه عبد الرحمن بن مَغْراء، عنه، واختلف عليه أيضاً: فرواه يوسف بن موسى، عنه، عند البزار (1664 - كشف الأستار) ، فقال: عن محمد بن أبي إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن أنس بن مالك موقوفاً، قال: النفقة في سبيل الله تضاعف سبع مئة ضعف.
ورواه عبد الرحمن بن مغراء عند البخاري في "التاريخ الكبير" معلقاً 3/63، =(38/107)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقال: عن محمد بن أبي إسماعيل السلمي، عن حرب بن زهير، عن يزيد بن زهير الضبعي، عن أنس بن مالك مرفوعاً: "النفقة في سبيل الله تضاعف سبع مئة ضعف". قلنا: ويزيد بن زهير الضبعي تفرد بالرواية عنه حرب بن زهير، وترجم له البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكره غير ابن حبان في "الثقات" فهو في عداد المجهولين.
ورواه محمد بن بشر، عن محمد بن أبي إسماعيل السلمي، واختلف عليه أيضاً في متن الحديث:
فرواه علي ابن المديني، عنه، عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/63، فقال: عن محمد بن أبي إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن يزيد بن زهير الضبعي، عن أنس بن مالك، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "النفقة في سبيل الله تضاعف سبع مئة ضعف".
ورواه الحسين بن عبد الأول، عنه عند الطبراني في "الأوسط" (5690) فقال: عن محمد بن أبي إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن يزيد الضبعي، عن أنس بن مالك مرفوعاً. ولفظه: "الحج سبيل الله، النفقة فيه الدرهم بسبع مئة".
قلنا: ومع هذا الاضطراب الحاصل فيه، فإن في الباب ما يقويه ويحسنه، فقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (9714) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف، إلى ما شاء الله" وهو في "صحيح مسلم".
وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" في تفسير الآية (216) من سورة البقرة من طريق شَبيب بن بِشْر، عن عكرمة، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) . قال ابن عباس: نفقة الحج والجهاد سواء، الدرهم سبع مئة، لأنه في سبيل الله. قلنا: وهذا إسناد ضعيف من أجل شبيب بن بِشْر البَجَلي، فهو ضعيف الحديث. =(38/108)
23001 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ " (1)
__________
= وسيأتي من حديث أُمِّ مَعْقِل الأسدية 6/375، وفيه أنها قالت: يا رسول الله، إن عليَّ حَِجَّةً وإن لأبي مَعْقِل بَكْراً، قال أبو معقل: صَدَقَتْ، جعلتُه في سبيل الله، قال: "أَعطِها، فلتَحُجَّ عليه، فإنه في سبيل الله" وهو حديث صحيح، وقد ذكرنا بقية شواهده هناك.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المروزي، فقد روى له البخاري تعليقاً وفي "الأدب المفرد" ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 72 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/234 عن زيد بن الحباب، به.
وأخرجه النسائي 7/164، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/236 من طريق الفضل بن موسى السِّيناني، عن حسين بن واقد، به.
وسيأتي عن علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد برقم (23058) .
وفي الباب عن عكرمة، عن ابن عباس موصولاً ومرسلاً عند ابن طهمان في "مشيخته" (53) ، وعبد الرزاق (7962) ، وابن أبي شيبة 8/235، وأبي داود (2841) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (46) ، والحربي في "غريب الحديث" 1/42، والنسائي 7/165-166، وابن الجارود (911) و (912) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/49، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1039) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1680) و (1681) ، والطبراني في "الكبير" (2567-2570) و (11838) و (11856) ، وفي "الأوسط" (8014) ، وأبو نعيم في =(38/109)
23002 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارٌ يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
= "الحلية" 7/116، وفي "أخبار أصبهان" 2/151، والبيهقي في "السنن" 9/299 و302، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/151، ورجح أبو حاتم كما في "العلل" 2/49 إرساله.
وعن عائشة عند ابن أبي الدنيا في "العيال" (43) ، وأبي يعلى (4521) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1051) ، وابن حبان (5311) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2231، والحاكم 4/237، والبيهقي 9/299 و303 و303-304. وهو صحيح لولا عنعنة ابن جريج فيه.
وعن أنس بن مالك، أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (47) ، والبزار (1235 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2945) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1038) ، وابن حبان (5309) ، والطبراني في "الأوسط" (1899) ، وابن عدي في "الكامل" 2/550، والبيهقي 9/299، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ورقة 710 من طريق جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس. وقال البزار عقبه: لا نعلم أحداً تابع جريراً عليه. وكذا قال ابن عدي في "الكامل" 2/551، وقال أبو
حاتم كما في "العلل" 2/50: أخطأ جرير في هذا الحديث، إنما هو قتادة، عن عكرمة، قال: عق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... مرسل. قلنا: وجرير في حديثه عن قتادة ضعف.
وعن جابر بن عبد الله عند ابن أبي شيبة 8/234، وابن أبي الدنيا (48) ، وأبي يعلى (1933) ، والطبراني في "الأوسط" (6704) ، وفي "الصغير" (891) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1074، والبيهقي 8/324. وهو صحيح.
وعن عبد الله بن عمرو عند الحاكم 4/237، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وعن علي بن أبي طالب عند ابن أبي شيبة 8/235، والترمذي (1519) ، والحاكم 4/237، وإسناده ضعيف.(38/110)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ صَفًّا " (1) "
• قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) : مَاتَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو الْأَحْوَصِ وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ
23003 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي حَدِيثِهِ، حَدَّثَنَا زُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ الْيَامِيُّ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَفَدَاهُ بِالْأَبِ وَالْأُمِّ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَكَ؟ قَالَ: " إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي فِي اسْتِغْفَارٍ (3) لِأُمِّي، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا لِتُذَكِّرَكُمْ زِيَارَتُهَا خَيْرًا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَكُلُوا وَأَمْسِكُوا مَا شِئْتُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الْأَشْرِبَةِ فِي الْأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْملي، وابن بريدة: سلف الكلام على تسميته عند الرواية (22940) .
(2) أي: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو الأحْوص: هو محمد بن حَيَّان البغوي، وثلاثتهم توفوا سنة سبع وعشرين ومئتين.
(3) في (م) وحدها: "الاستغفار"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.(38/111)
فِي أَيِّ وِعَاءٍ شِئْتُمْ، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا " (1)
23004 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ فِي الْحُرْمَةِ كَفَضْلِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ قَاعِدٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة الحسن بن موسى -وهو الأشْيب البغدادي-، وأما متابعه أحمد بن عبد الملك -وهو ابن واقد الحرَّاني-، فهو ثقة من رجال البخاري وحده. زهير: هو ابن معاوية بن حُديج الجعفي، وابن بريدة: هو عبد الله كما جاء مصرحاً باسمه في الرواية السالفة برقم (22958) ، وعليه جرى المزي فذكر الحديث من هذا الوجه في ترجمة عبد الله بن بريدة من "تحفة الأشراف" 2/91-92، وقد روي الحديث أيضاً عن سليمان بن بريدة من
غير هذا الوجه كما أشرنا إليه في تعليقنا على الرواية السالفة برقم (22958) .
وأخرجه البيهقي 4/76-77 من طريق أحمد بن عبد الملك وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه تامّاً ومختصراً مسلم (977) ، والنسائي 7/234 و8/311، وأبو عوانة (7882) ، وفي الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 2/544، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/185 و4/228، وفي "شرح مشكل الآثار" (4743) ، وابن حبان (5390) ، والحاكم 1/376، والبيهقي 4/76 من طرق عن زهير بن معاوية، به. وشك فيه زهير بن معاوية عند مسلم والطحاوي في الموضع الثاني، فقال: "عن ابن بريدة، أراه عن أبيه".
وسيأتي نحو القصة التي في أول الحديث في الرواية رقم (23017) و (23038) ، وانظر تمام تخريجها في الموضع الثاني.
وانظر (22958) .(38/112)
يَخْلُفُ (1) مُجَاهِدًا فِي أَهْلِهِ، فَيَخُونُهُ (2) فِي أَهْلِهِ إِلَّا وَقَفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قِيلَ لَهُ: إِنَّ هَذَا خَانَكَ فِي أَهْلِكَ فَخُذْ مِنْ عَمَلِهِ مَا شِئْتَ ". قَالَ: " فَمَا ظَنُّكُمْ؟ " (3)
23005 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَانْتَبِذُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ
__________
(1) في (ظ 5) و (ظ 2) : "يخالف".
(2) في (م) و (ظ 2) و (ق) : "فيُخَبِّب"، ومعناه: يخدع ويفسد، وما أثبتناه من (ظ 5) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُليم- وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن بريدة: هو سليمان.
وأخرجه عمر بن محمد النَّسَفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" ص 124 من طريق محمد بن مروان، عن ليث بن أبي سُليم، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن علقمة بن مرثد برقم (22977) .
وقوله: "فضل نساء المجاهدين.. كفضل أمهاتهم" هذا اللفظ تفرد به ليث ابن أبي سليم، والمحفوظ: "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم" كما في الرواية السالفة برقم (22977) .(38/113)
أَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَكُلُوا وَتَزَوَّدُوا وَادَّخِرُوا " (1)
23006 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ أَنَّهُ بَرِيءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْإِسْلَامِ سَالِمًا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء الخراساني -وهو ابن أبي مسلم-، فقد أخرج له مسلم متابعة، وهو صدوق لا بأس به. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزْدي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6708) و (16957) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (977) ، والطبراني في "الكبير" (1152) ، وفي "الشاميين" (2442) . وهو في الموضع الثاني عند عبد الرزاق مختصر بالنهي عن نبيذ الجَرِّ والإذن فيه، ولم يسق مسلم لفظه.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2443) من طريق عثمان بن عطاء بن أبي مسلم، عن أبيه، به مختصراً بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحلَّ نبيذ الجر بعد إذ حَرَّمه. وعثمان بن عطاء ضعيف.
وانظر (22958) .
(2) إسناده قوي، حسين -وهو ابن واقد المَرْوَزي- روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً ومسلم متابعة، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. ابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه أبو داود (3258) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 10/30 من طريق زيد بن الحباب، به.
وأخرجه ابن ماجه (2100) ، والنسائي 7/6 من طريق الفضل بن موسى، وابن =(38/114)
23007 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ " (1)
23008 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ (2) صَلَّى بِأَصْحَابِهِ
__________
= أبي الدنيا في "الصمت" (368) ، والحاكم 4/298 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن حسين بن واقد، به.
وسيأتي من طريق أبي تُمَيلة يحيى بن واضح، عن حسين بن واقد برقم (23010) .
وفي الباب عن ثابت بن الضحاك في حديث مطول، سلف في مسنده برقم (16385) ، وفيه: "ومن حلف بمِلَّةٍ سوى الاسلام كاذباً، فهو كما قال"، وهو في "الصحيحين".
(1) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (874) ، والعراقي في "تقريب الأسانيد" ص 13 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 133، وابن بطة في "الإبانة" (874) من طريق أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1518) ، والبيهقي 3/366 من طريق زيد بن الحباب، به.
وانظر (22937) .
(2) في (م) وحدها: "إن معاذ بن جبل يقول" بزيادة كلمة: "يقول" وما أثبتناه من سائر الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 1/616.(38/115)
صَلَاةَ الْعِشَاءِ، فَقَرَأَ فِيهَا {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر: 1] ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَفْرُغَ، فَصَلَّى وَذَهَبَ فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ قَوْلًا شَدِيدًا، فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ. فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَعْمَلُ فِي نَخْلٍ وَخِفْتُ (1) عَلَى الْمَاءِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلِّ بِـ {الشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وَنَحْوِهَا مِنَ السُّوَرِ " (2)
23009 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَفَعَ الرَّايَةَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ خَيْبَرَ " (3)
__________
(1) في (م) : "فخفت"، والمثبت من سائر الأصول الخطية.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي كسابقه، غير أن قوله: فقرأ فيها: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) شاذ في حديث بريدة الأسلمي، فإنه مخالف لسائر روايات الحديث عن غيره من الصحابة، فالمحفوظ أنه قرأ فيها البقرة كما في حديث جابر بن عبد الله في "الصحيحين"، وفي بعض رواياته: أنه قرأ البقرة أو النساء - على الشك، وجاء في حديث غيره: أنه قرأ بسورة طويلة من غير تعيين لها، والله أعلم.
وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 20 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22994) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف في مسنده برقم (14190) . وعن أنس ابن مالك، سلف في مسنده أيضاً برقم (12247) ، وانظر بقية أحاديث الباب عندهما.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.
وقد سلف الحديث من هذا الطريق مطولاً برقم (22993) .(38/116)
23010 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ أَبُو تُمَيْلَةَ، أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ مَنْ قَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْإِسْلَامِ " (1)
23011 - حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ مَغَازِيهِ فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ. فَقَالَ: " إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَافْعَلِي وَإِلَّا فَلَا ". قَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ. قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَتْ بِالدُّفِّ (2)
23012 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثَيْنِ إِلَى الْيَمَنِ: عَلَى
__________
(1) إسناده قوي كسابقه.
وقد سلف الحديث عن زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد برقم (23006) .
(2) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه ابن حبان (4386) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح، بهذا الإسناد.
وانظر (22989) .(38/117)
أَحَدِهِمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلَى الْآخَرِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ: " إِذَا الْتَقَيْتُمْ فَعَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ، وَإِنْ افْتَرَقْتُمَا فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى جُنْدِهِ ". قَالَ: فَلَقِينَا بَنِي زَيْدٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَاقْتَتَلْنَا فَظَهَرَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلْنَا الْمُقَاتِلَةَ، وَسَبَيْنَا الذُّرِّيَّةَ فَاصْطَفَى عَلِيٌّ امْرَأَةً مِنَ السَّبْيِ لِنَفْسِهِ. 10 قَالَ بُرَيْدَةُ: فَكَتَبَ مَعِي خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعْتُ الْكِتَابَ، فَقُرِئَ عَلَيْهِ، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بَعَثْتَنِي مَعَ رَجُلٍ وَأَمَرْتَنِي أَنْ أُطِيعَهُ فَفَعَلْتُ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقَعْ فِي عَلِيٍّ؛ فَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي، وَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة من أجل أجلح الكِنْدي -وهو ابن عبد الله بن حُجَيَّه-، فهو ضعيف. ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1175) .
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ورقة 210-211 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2563 - كشف الأستار) ، والنسائي في "خصائص علي" (90) ، وابن عساكر 12/ورقة 210 من طرق عن أجلح الكندي، به.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً الطبراني في "الأوسط" (4839) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (556) ، وابن عساكر في "تاريخه" 12/ورقة 210 و211 و213-214 من طرق عن عبد الله بن بريدة، به. وأسانيدها جميعاً ضعيفة. =(38/118)
23013 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ حِينَ يُمْسِي: اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ. أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ. أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ لَيْلَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
= وانظر (22961) ، وما سلف برقم (22945) .
وفي الباب عن عمران بن حصين، سلف برقم (19928) ، وإسناده ضعيف، وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.
ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "علي مني وأنا منه" شواهد انظرها عند حديث عمران بن حصين المذكور.
وقوله: "وهو وليكم بعدي" انظر ما كتبناه عليه عند حديث عمران بن حصين أيضاً.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل -وهو مُظَفَّر ابن مُدْرِك الخُراساني-، فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، وغير الوليد بن ثعلبة الطائي؛ فقد روى له أبو داود وابن ماجه والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ثقة أيضاً. زهير: هو ابن معاوية بن حُديج أبو خيثمة الجُعْفي، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (90) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوعه من إسناد الحديث: "أحمد بن حنبل". =(38/119)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (5070) ، والبزار (564 - كشف الأستار) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (466) و (579) ، والطبراني في "الدعاء" (309) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (31) ، والبغوي (1309) ، والمزي في ترجمة المنذر بن ثعلبة الطائي أخي الوليد بن ثعلبة من "تهذيب الكمال" 28/500-501، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/323 من طرق عن زهير بن معاوية، به. وقال البزار في روايته في أول الحديث: "الاستغفار أن يقول الرجل إذا جلس في صلاته" بدل قوله: "من قال حين يصبح، أو حين يمسي". قلنا: وهذا اللفظ غير محفوظ في حديث بريدة، تفرد به البزار، وهو وهمٌ، لأن النسائي قد شارك البزار في شيخه، فلم يذكر فيه هذا الحرف، وكذلك جاءت سائر روايات الحديث ليس فيها هذا الحرف.
وأخرجه ابن ماجه (3872) من طريق إبراهيم بن عيينة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (20) ، وابن حبان (1035) ، والحاكم 1/514-515 من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الوليد بن ثعلبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (309) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 28/500-501 من طريق جعفر بن زياد الأحمر، عن المنذر بن ثعلبة الطائي أخي الوليد بن ثعلبة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف المهرة" 2/557 عن أبي خيثمة، عن جرير، عن ليث -وهو ابن أبي سُليم- عن يحيى، وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (43) عن أبي عروبة، عن معلل بن نفيل، عن موسى بن أعين، عن ليث -وهو ابن أبي سُليم-، عن عثمان، كلاهما عن سليمان بن بريدة، عن أبيه..، ثم ذكر الحديث. قلنا: ومداره على ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف.
ورواه حسين بن ذَكْوان المُعَلِّم كما سلف فى "المسند" (17111) ، فقال: عن عبد الله بن بريدة، عن بُشير بن كعب، عن شدَّاد بن أَوْس. =(38/120)
23014 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
= ورواه ثابت بن أسلم البُناني وأبو العَوَّام فائد بن كَيْسان في "عمل اليوم والليلة" (465) و (581) ، فقالا: عن نَفَر صَحِبُوا شداد بن أوس، عن شداد بن أوس.
قال النسائي في "عمل اليوم والليلة" بإثر الحديث (580) : حسين المُعَلِّم أَثْبَتُ من الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريده، وحديثه أَوْلى بالصواب. وتبعه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 28/501، فقال: وهو المحفوظ.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/99 بعد أن ساق قول النسائي: كأن الوليد سلك الجادة. لأن جُلَّ رواية عبد الله بن بريدة، عن أبيه، وكأن من صححه جَوَّزَ أن يكون عن عبد الله بن بريدة على الوجهين.
ثم قال في "نتائج الأفكار" 2/324: هذا حديث حسن صحيح ... ، وقد وثقه -يعني الوليد بن ثعلبة- يحيى بن معين، وكنت أظن أن روايته هذه شاذة، وأنه سلك الجادة، حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة، عن أبيه، أخرجها ابن السني، فبان أن للحديث عن بريدة أصلاً.
قلنا: قد سلف أن في الطريق إليه ليث بن أبي سُليم، وهو سيئ الحفظ، لكن تابع الوليد بن ثعلبة أخوه المنذر بن ثعلبة كما ذكرنا في تخريج الحديث آنفاً، فالقول قول الحافظ ابن حجر، والله أعلم.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، عند عبد بن حميد (1063) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (467) و (468) ، والطبراني في "الدعاء" (311) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (372) .
وقوله: "أَبوءُ بنعمتك عليَّ، وأَبوءُ بذَنْبي" أي: أُقِرُّ وأَرْجِعُ، وأَصل البَواءِ: اللُّزوم، وقيل في معنى قوله: "أبوء بذنبي" أي: أحتمله برغمي ولا أستطيع صَرْفَه ودفعَه عني. انظر "النهاية" 1/159، و"شرح السنة" 5/95، و"فتح الباري" 11/100.(38/121)
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَمَرَنِي اللهُ بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي، أَرَى شَرِيكًا قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ، عَلِيٌّ مِنْهُمْ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَسَلْمَانُ وَالْمِقْدَادُ الْكِنْدِيُّ " (1)
23015 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ أَنَّهُ حَدَّثَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا عِظَةً وَعِبْرَةً، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ فِي هَذِهِ الْأَسْقِيَةِ فَاشْرَبُوا، وَلَا تَشْرَبُوا حَرَامًا " (2)
23016 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
(1) إسناده ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية (22968) .
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1176) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم 3/130. واقتصر الحاكم في روايته على تسمية عليٍّ دون الثلاثة الباقين.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ورقة 409 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق -وهو ابن يَسار المدني-، فقد أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلِّس، وقد عنعنه، لكنه قد توبع. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزُّهري.
وانظر (22958) .(38/122)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَعَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ أَنْ تُحْبَسَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، وَعَنِ الْأَوْعِيَةِ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ لِيُوسِعْ ذُو السَّعَةِ عَلَى مَنْ لَا سَعَةَ لَهُ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أُذِنَ لَهُ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ، وَإِنَّ الظُّرُوفَ لَا تُحَرِّمُ شَيْئًا وَلَا تُحِلُّهُ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، مُؤَمَّل -وهو ابن إسماعيل البصري- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثَّوْري، وابن بريدة: هو سليمان.
وأخرجه تامّاً ومختصراً مسلم (977) وص 1564 (37) وص 1585 (64) ، والترمذي (1054) و (1510) و (1869) ، وأبو عوانة (7879) و (7880) و (7881) ، وفي الجنائز وفي حظر الاستغفار للكفار كما في "إتحاف المهرة" 2/544، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2082) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/186 و228، وفي "شرح مشكل الآثار" (4745) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 228 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (807) وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/1131 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2170) و (2181) من طريق قيس بن الربيع، وابن حبان (3168) من طريق زيد ابن أبي أُنيسة، ثلاثتهم عن علقمة بن مرثد، به. ورواية الطيالسي مختصرة بلفظ: أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ في زيارة القبور، واختصره الحربي بلفظ: "كنا نهيناكم عن هذه الظروف أن تشربوا فيها، فإنها لا تُحِلُّ ولا تُحرِّم".
وسيأتي الحديث بأطول مما هنا من طريق خلف بن خليفة برقم (23038) ، =(38/123)
23017 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ (1) بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِوَدَّانَ قَالَ: مَكَانَكُمْ حَتَّى آتِيَكُمْ، فَانْطَلَقَ، ثُمَّ جَاءَنَا وَهُوَ ثَقِيلٌ (2) فَقَالَ: " إِنِّي أَتَيْتُ قَبْرَ أُمِّ مُحَمَّدٍ، فَسَأَلْتُ رَبِّي الشَّفَاعَةَ فَمَنَعَنِيهَا، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَكُلُوا، وَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الْأَشْرِبَةِ فِي هَذِهِ الْأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا فِيمَا بَدَا لَكُمْ " (3)
__________
= ومختصراً عن وكيع بن الجراح برقم (23052) ، كلاهما عن أبي جناب يحيى بن أبي حَيَّه، عن سليمان بن بريدة.
وسيأتي بأطول مما هنا أيضاً من طريق القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة برقم (23017) .
وانظر ما سلف برقم (22958) .
(1) تحرفت لفظة "ابن" في (م) إلى "أبي".
(2) وقع في (م) وحدها: "سقيم"، والمثبت من سائر النسخ الخطية و"جامع المسانيد" 1/ورقة 125.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أيوب بن جابر -وهو ابن سَيَّارِ اليَمَامي الكوفي-، فهو ضعيف. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المَرُّوذي، وسماك: هو ابن حرب، والقاسم بن عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن مسعود الهذلي، وابن بريدة: هو سليمان كما يدل عليه صنيع ابن حجر، فقد ذكر الحديث في ترجمته من "أطراف المسند" 1/608-609، و"إتحاف المهرة" 2/545.
وأخرجه البزار (96) من طريق عبد الله بن الوزير الطائفي، عن محمد بن =(38/124)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جابر، عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد. ولفظه: قال -يعني بريدة-: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى إذا كنا بودَّان -أو بالقبور-، سأل الشفاعة لأمه، أحسبه قال: فضرب جبريل صدره وقال: لا تستغفر لمن مات مشركاً، فرجع وهو حزين.
ومحمد بن جابر -وهو ابن سَيَّار الحَنَفي الكوفي أخو أيوب بن جابر- ضعيف أيضاً.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/259، ومن طريقه الحازمي في "الاعتبار" ص 228 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، والدارقطني 4/259 من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، كلاهما عن محمد بن جابر بن سَيَّار، عن سماك بن حرب، به. وروايتهما مختصرة، قال يحيى بن يحيى في حديثه: "كنا نهيناكم عن الشرب في الأوعية، فاشربوا في أي سقاء شئتم، ولا تشربوا مسكراً"، وقال محمد ابن سليمان لوين: "نهيتكم عن الظروف، فاشربوا فيما شئتم، ولا تسكروا".
وخالفهما أبو الأحوص سلام بن سليم في إسناده ومتنه عند النسائي 8/319، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/228، والدارقطني 4/259، فقال: عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بُردةَ بن نيار، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني كنت نهيتكم عن الشرب في الأوعية، فاشربوا فيما بدا لكم، ولا تسكروا" هذا لفظ الطحاوي، ولفظ النسائي: "اشربوا في الظروف، ولا تسكروا" ولفظ الدارقطني مثله إلا أنه قال: في "المُزَفَّت" مكان "الظروف" قال
النسائي بإثره: هذا حديث منكر، غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سليم لا نعلم أحداً تابعه عليه من أصحاب سماك بن حرب ... ، وقال أحمد بن حنبل: كان أبو الأحوص يُخطىء في هذا الحديث، وقال الدارقطني: وهم فيه أبو الأحوص في إسناده ومتنه، وقال غيره: عن سماك، عن القاسم عن ابن بريدة، عن أبيه: "ولا تشربوا مسكراً". وقال عن حديث يحيى بن يحيى النيسابوري، عن محمد بن جابر المذكور آنفاً: هذا هو الصواب. وكذا قال الحازمي: جَوَّد يحيى بن يحيى إسناد هذا الحديث، وهو إمام. =(38/125)
23018 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، حَدَّثَنَا أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَتَكُونُ بَعْدِي بُعُوثٌ كَثِيرَةٌ، فَكُونُوا فِي بَعْثِ خُرَاسَانَ، ثُمَّ انْزِلُوا مَدِينَةَ مَرْوَ؛ فَإِنَّهُ بَنَاهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ، وَدَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، وَلَا يَضُرُّ أَهْلَهَا سُوءٌ " (1)
__________
= وخالف فيه أيضاً شريك بن عبد الله النخعي، فرواه إسحاق بن يوسف، عنه عند ابن ماجه (3405) عن سماك، عن القاسم بن مخيمرة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كنت نهيتكم عن الأوعية، فانتبذوا فيه، واجتنبوا كل مسكر" فذكر في إسناده: "القاسم بن مخيمرة" مكان "القاسم بن عبد الرحمن".
ورواه يزيد بن هارون، عنه عند النسائي 8/319-320، فقال: عن سماك، عن ابن بريدة، عن أبيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والنَّقير والمُزَفَّتِ. فأسقط من إسناده: "القاسم بن عبد الرحمن"، وخالف في لفظه.
وشريك سيئ الحفظ.
وخالف فيه أيضاً أبو عوانة عند النسائي 8/320، فرواه: عن سماك، عن قِرْصافة امرأة منهم، عن عائشة، قالت: اشربوا، ولا تسكروا. قال النسائي عقبه: هذا أيضاً غير ثابت وقرصافة هذه لا ندري من هي، والمشهور عن عائشة خلاف ما روت عنها قرصافة. وانظر (23016) و (23038) ، وما سلف برقم (22958) .
وقوله: حتى إذا كنا بوَدَّان: بفتح الواو وتشديد الدال المفتوحة، آخرها نون: قرية جامعة من نواحي الفُرْع بين المدينة ومكة، بينها وبين الأَبْواء، ثمانية أميال، وهي قريبة من الجُحْفة. "معجم البلدان" 5/365 و"معجم ما استعجم" 2/1374.
(1) إسناده ضعيف جداً شبه موضوع من أجل أوس بن عبد الله بن بريدة، فهو متروك الحديث، وكذا أخوه سهلٌ، والحسن بن يحيى المَرْوزي قال الحسيني: فيه نظر، وتابع سهلاً حسامُ بن مِصَكٍّ، وهو متروك أيضاً، ونوحُ بن أبي =(38/126)
23019 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْعَتَكِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ
__________
= مريم أبو عصمة، وقد رماه غير واحد من الأئمة بوضع الحديث. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" عن هذا الخبر: إنه منكر، وقال في موضع آخر: خبر باطل.
ومع ذلك فقد تساهل الحافظ ابن حجر جداً، فحسَّنه في "القول المسدَّد" ص 133.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/308-309، وفي "مناقب أحمد" ص 37 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/124، وابن حبان في "المجروحين" 1/348، والطبراني في "الأوسط" (8211) ، وابن عدي في "الكامل" 1/401 و402، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (477) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/332 من طرق عن أوس بن عبد الله بن بريدة، به. ولم يذكر الطبراني في إسناده سهل بن عبد الله بن بريدة، ووقع عند أبي نعيم: "عن سهل، عن جده" بإسقاط عبد الله ابن بريدة من إسناده، وليس في إسناد البيهقي في أحد مواضع الحديث عنده: بريدة ابن الحصيب.
وأخرجه ابن عدي 7/2507، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/309 من طريق نوح بن أبي مريم، والطبراني في "الكبير" (1151) ، وابن عدي 2/840، وابن الجوزي في "العلل" 1/310 من طريق حسام بن مِصَكٍّ، كلاهما عن عبد الله بن بريدة، به.
ولفظ حديث حسام بن مصك عند ابن عدي وابن الجوزي: "مكة أم القرى، ومرو أم خراسان". وليس في حديث نوح بن أبي مريم قوله: "فإنه بناها ذو القرنين، ودعا لها بالبركة".(38/127)
يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا " قَالَهَا ثَلَاثًا (1)
23020 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَرَضِيهِمْ وَرَقِيقِهِمْ وَمَاشِيَتِهِمْ، وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ فِيهِ إِلَّا الصَّدَقَةُ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبيد الله ابن عبد الله العتكي المروزي، فهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، والحسن بن يحيى -وهو المروزي- قال الحسيني: فيه نظر. لكنه قد توبع.
وأخرجه أبو داود (1419) ، والحاكم 1/306، وابن نصر المروزي في "الوتر" (5) من طرق عن الفضل بن موسى السيناني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/297، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1343) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1252 و4/1637، والحاكم 1/305-306، والبيهقي 2/470-471، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/175 من طرق عن عبيد الله بن عبد الله العتكي، به. ولفظه عند ابن عدي في أحد مواضعه: "أوتروا، ليس منا من لم يوتر"، وسقط "بريدة" من إسناده في الموضع الثاني عند
ابن عدي، ووقع في "تاريخ بغداد": "الوتر الواجب" بدل "الوتر حق".
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (9717) ، وإسناده ضعيف.
وقد جاء قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الوتر حق" في بعض الطرق الصحيحة لحديث أبي أيوب الأنصاري الآتي برقم (23545) .
(2) إسناده ضعيف، فيه ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5070) عن محمد بن النَّضْر الأَزْدي، عن أحمد بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وفي أول الحديث: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أهل الذمة: "لهم ما أسلموا عليه" فذكره. =(38/128)
23021 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي رَبِيعَةَ الْإِيَادِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: " يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ " (1)
23022 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ بِخُرَاسَانَ، فَعَادَ أَخًا لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ، وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُهُ فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ " (2)
23023 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو عِصَامٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَوْضِعٍ بِالْبَادِيَةِ قَرِيبًا مِنْ مَكَّةَ، فَإِذَا أَرْضٌ يَابِسَةٌ حَوْلَهَا رَمْلٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ " فَإِذَا فِتْرٌ فِي شِبْرٍ (3)
__________
= وأخرجه البزار (877 - كشف الأستار) ، والبيهقي في "السنن" 4/132 من طريقين عن موسى بن أَعْين، به. وفي أوله عندهما: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أهل الذمة: "لهم ما أسلموا عليه.." الحديث.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (22974) . أبو إسحاق متابع أبي ربيعة الإيادي: هو عمرو بن عبد الله السَّبِيعي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (22964) .
(3) إسناده ضعيف جداً من أجل خالد بن عُبيد أبي عصام العَتكي المَرْوزي، فهو متروك الحديث. =(38/129)
23024 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ أَنَا فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَكُونُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ " وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، (1 ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ 1) " (2)
__________
= وأخرجه البخاري تعليقاً في "تاريخه الكبير" 3/162، وابن ماجه (4067) ، وابن عدي في "الكامل" 3/896-897 و897 من طرق عن أبي تُميلة يحيى بن واضح، بهذا الإسناد. وزادوا جميعاً فيه: فحججت بعد ذلك بسنين -فأرانا عصا له- فإذا بعصاي هذه: هكذا وهكذا. إلا ابن عدي جعله من قول بريدة أبيه.
وانظر في موضع خروج الدَّابَّة "تفسير ابن كثير" 6/220-224، و"تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي 3/19-21، و"الدر المنثور" 6/378-383، وتفسير الطبري 20/14-16.
(1-1) كذا في (م) و"غاية المقصد" ص 329-330، ووقع مكانها في النسخ الخطية التي بين أيدينا: "ثم الذين يلون الذين يلونهم".
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن مَوَلَة القُشَيري، وقد ذكرنا له ترجمة في الرواية السالفة برقم (22960) ، والجريري -وهو سعيد ابن إياس وإن كان قد اختلط- رواية حماد بن سلمة عنه قبل الاختلاط، لكن قوله: "ثم الذين يلونهم" في المرة الرابعة والخامسة غير محفوظ في حديث بريدة، فقد تفرد به حماد بن سلمة عن الجريري، ورواه غير واحد عن الجريري كما في الرواية السالفة برقم (22960) والتعليق عليها، فلم يذكروا هذا الحرف في المرة =(38/130)
23025 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا غَمَسَ (1) يَدَيْهِ فِي لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَدَمِهِ " (2)
23026 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا مَلِيحٍ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ: بَكِّرُوا
__________
= الرابعة والخامسة. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وأبو نضرة: هو منذر بن مالك ابن قِطْعة العَوَقي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/177-178، وابن أبي عاصم في "السنة" (1474) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/152، وفي "شرح مشكل الآثار" (2466) ، وابن حبان في "الثقات" 8/1 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وذكر الطحاوي فيه قصة بنحو الرواية السالفة برقم (22960) ، واقتصر ابن أبي عاصم على قوله: "خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم"، واقتصر الطحاوي في "شرح المشكل" على ذكر ثلاثة قرون في الخيرية، وتحرف "بريدة" في مطبوع ابن أبي شيبة إلى: "أبي بردة".
وانظر (22960) .
(1) في (م) و (ق) و (ظ 2) : "يغمس"، والمثبت من (ظ 5) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة، فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني. وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وانظر (22979) .(38/131)
بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ " (1)
* 23027 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو فُلَانَ (2) [قَالَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ أَحْمَدَ] : كَذَا قَالَ: أَبِي لَمْ يُسَمِّهِ عَلَى عَمْدٍ، وَحَدَّثَنَاهُ غَيْرُهُ فَسَمَّاهُ، يَعْنِي أَبَا حُنَيْفَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ أَتَاهُ: " اذْهَبْ؛ فَإِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ " (3)
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب ابن عطاء -وهو الخَفَّاف-، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.
هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المليح: هو عامر بن أسامة بن عمير الهُذَلي، وقيل في اسمه غير ذلك.
وانظر (22957) .
(2) وقع في (م) : "أبو فلانة"، وما أثبتناه من (ظ 5) و (ظ 2) . و"أطراف المسند" 1/611.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي حنيفة النعمان بن ثابت الإمام الثقة المشهور، فقد روى له الترمذي والنسائي.
وأخرجه أبو بكر القطيعي في "جزء الألف دينار" (76) عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف المهرة" 2/557، و"إتحاف الخيرة" (394) عن محمد بن بشار، عن إسحاق بن يوسف، به. وصَرَّحَ باسم أبي حنيفة في الإسناد. وهو في "مسند أبي حنيفة" بشرح علي القاري ص 326.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1145، وتمام الرازي في "فوائده" =(38/132)
23028 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ: مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ، وَهُمْ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ عَلِيٍّ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي نَفْسِي عَلَى عَلِيٍّ شَيْءٌ، وَكَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ كَذَلِكَ فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ عَلَيْهَا عَلِيٌّ، وَأَصَبْنَا سَبْيًا قَالَ: فَأَخَذَ عَلِيٌّ جَارِيَةً مِنَ الْخُمُسِ لِنَفْسِهِ. فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: دُونَكَ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ بِمَا كَانَ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ عَلِيًّا أَخَذَ جَارِيَةً مِنَ الْخُمُسِ. قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا مِكْبَابًا قَالَ: فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَغَيَّرَ فَقَالَ: " مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ، فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ " (1)
__________
= (1282) من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن علقمة بن مرثد، به. وزادا فيه: "والله يحب إغاثة اللهفان" إلا أن في إسناده إلى سفيان سليمانَ بن داود الشاذكوني، وهو متروك الحديث.
وفي الباب عن أبي مسعود البدري، سلف في مسنده برقم (17084) ، وهو في "صحيح مسلم"، وقد ذكرنا شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران، وابن بريدة: هو عبد الله.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (947) و (1177) .
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ورقة 211-212 و212-213 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. واقتصر في الموضع الأول على آخره المرفوع. =(38/133)
23029 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، وَصَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ قَالَ: " إِنِّي عَمْدًا فَعَلْتُهُ (1) يَا عُمَرُ " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/57، وابن أبي عاصم في "السنة" (1354) ، والحاكم 2/130، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2637) ، وابن عساكر 12/ورقة 211 و213 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. واقتصروا جميعاً خلا الحاكم وابن عساكر في الموضع الثاني على آخره المرفوع، ولم يسق الحاكم لفظه، وأحال على حديث أبي عوانة، عن الأعمش السالف قبله. وقرنوا جميعاً في روايتهم إلا الحاكم بوكيع أبا معاوية الضرير. وقد سلفت روايته عن الأعمش
بأخصر مما هنا برقم (22961) .
وسيتكرر مختصراً برقم (23057) .
وأخرجه الحاكم 2/129-130 من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري، عن الأعمش، به. وزاد في آخره. وذهب الذي في نفسي عليه.
وانظر ما سلف برقم (22945) .
(1) في (م) و (ق) و (ظ 2) : "فعلت" دون هاء الضمير، والمثبت من (ظ 5) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مَهْدي العَنْبري البصري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (40) ، والترمذي (61) ، وابن الجارود (1) ، والطبري في "تفسيره" 6/113، وابن خزيمة (12) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، =(38/134)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بهذا الإسناد. ورواية أبي عبيد مختصرة، وقرن الطبري في روايته بعبد الرحمن بن مهدي يحيى بنَ سعيد القطان، وقد سلف الحديث عنه برقم (22966) .
وأخرجه تامّاً ومختصراً عبد الرزاق (158) ، والدارمي (659) ، ومسلم (277) ، والطبري في "تفسيره" 6/113-114، وأبو عوانة (646) و (647) و (649) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/41، وابن حبان (1706) و (1708) ، والبيهقي 1/118 و162 و271، والبغوي (231) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 52 من طرق عن سفيان الثوري، به. وزاد علي بن قادم في حديثه عن سفيان عند البيهقي في الموضع الأخير: توضأ مرة مرة.
وسلف الحديث بأخصر مما هنا عن يحيى بن سعيد برقم (22966) ، وعن وكيع بن الجراح برقم (22973) ، كلاهما عن سفيان الثوري.
وأخرجه الطيالسي (805) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2172) من طريق قيس بن الربيع، عن علقمة بن مرثد، به. وروايتهما مختصرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/29، وابن ماجه (510) ، وابن خزيمة (14) ، وابن حبان (1707) من طريق وكيع بن الجراح، وابن خزيمة (13) من طريق معتمر بن سليمان، والطبري في "تفسيره" 6/114 من طريق معاوية بن هشام، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن محارب بن دثار، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم فتح مكة، صلى الصلوات كلها بوضوء واحد.
وأخرجه عبد الرزاق (157) ، وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (41) ، والطبري في "تفسيره" 6/113 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما (عبد الرزاق وعبد الرحمن) عن سفيان الثوري، عن محارب بن دثار، عن سليمان بن بريدة مرسلاً: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتوضأ لكل صلاة، فلما كان يوم فتح مكة، صلى الصلوات كلها بوضوء واحد. وزاد محقق "مصنف عبد الرزاق" رحمه الله: "عن أبيه" بعد قوله: "عن سليمان بن بريدة" جعله موصولاً، والصواب حذفها كما جاء في أصله =(38/135)
23030 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: " اغْزُوا بِسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى
__________
= الخطي، وكما هي رواية الجماعة عن سفيان، عن محارب بن دثار فيما ذكره الترمذي بإثر الحديث (61) ، وابن خزيمة بإثر الحديث (14) ، وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 1/58-59.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (510) ، ولفظه: قال الفضل بن مُبشِّر: رأيت جابر بن عبد الله يصلي الصلوات بوضوء واحد، فقلت: ما هذا؟ فقال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع هذا، فأنا أصنع كما صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانظر ما سلف في مسنده برقم (14453) .
وعن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12346) ، ولفظه: قال عمرو بن عامر. سمعت أنساً يقول: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ عند كل صلاة، قال: قلت: فأنتم كيف كنتم تصنعون؟ قال: كنا نصلي الصلوات بوضوء واحد ما لم نُحدِثْ.
وهو في "الصحيح".
وعن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل، سلف في مسنده برقم (21960) ، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أُمِرَ بالوضوء لكل صلاة طاهراً كان أو غير طاهر، فلما شَقَّ ذلك على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرَ بالسواك عند كل صلاة، ووضع عنه الوضوء إلا من حَدَثٍ. وإسناده حسن، وعبد الله بن حنظلة بن أبي عامر صحابي صغير، توفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن سبع سنين.(38/136)
ثَلَاثِ خِصَالٍ، أَوْ خِلَالٍ، فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ إِلَيْهَا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ إِلَيْهِ فَأْقَبْل مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ (1) ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ (2) فَعَلُوا أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَقَاتِلْهُمْ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّكَ، فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَبِيكَ وَذِمَمَ أَصْحَابِكَ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ، وَإِنْ حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ أَمْ لَا "،
__________
(1) من قوله: "ادعهم إلى الإسلام" إلى هنا سقط من (م) ، والمثبت من سائر النسخ الخطية.
(2) في (م) : "وأخبرهم إن هم"، وما أثبتناه من (ظ 5) .(38/137)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هَذَا أَوْ نَحْوَهُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وهو في "العلل" للمصنف 1/277، ومن طريقه أخرجه المزي في ترجمة مسلم ابن هيصم من "تهذيب الكمال" 27/548-550. ولم يسق المصنف لفظه بتمامه.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال" (60) و (524) ، ومسلم (1731) (3) ، والترمذي (1408) و (1617) ، وابن منده في "الإيمان" (120) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح المعاني" 3/221 و224، والطبراني في "الأوسط" (1453) ، وفي "الصغير" (340) ، والبيهقي 9/69، من طرق عن علقمة بن مرثد، به.
وانظر (22978) .
وفي باب قوله: "لا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمثِّلُوا، ولا تقتلوا وَلِيداً" عن ابن عباس، سلف برقم (2728) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا تَغُلُّوا": من الغُلُول، وهو الخِيانة في المَغْنَم والسَّرِقةُ من الغَنيمة قبل القِسْمة، يقال: غَلَّ يَغُلُّ غُلُولاً، فهو غالٌّ.
وقوله: "ولا تَغْدِروا" أي: ولا تنقضوا العهد.
وقوله: "ولا تُمَثِّلوا": يقال: مَثَلَ بالقتيل يَمْثُل مَثْلاً ومُثْلَة، نكَّل به وشَوَّهَه بجَدْعِ أَنْفِه، أو قَطْع أُذُنه، أو مذاكيرِه أو شيء من أطرافه، ومَثَّلَ بالتشديد للمبالَغة.
وقوله: "وليداً": أي: صغيراً، لأنه لا يقاتل.
وقوله: "ذِمَّة الله": الذِّمَّة هنا: العهد والأمان.
وقوله: "أَن تُخفِرُوا": يقال: أَخفَرْتُ الرَّجل: إذا نَقَضْتَ عهدَه وذِمامَه، وخَفَرْتُه: إذا أَمَّنتَه وحَفِظْتَه. فالهمزة فيه للإزالة، يعني: أزلت خُفارتَه، أي: عهدَه وذِمامَه.(38/138)
23031 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ الْمَعْنَى قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَوْحٌ الْكُرْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِصْنِ أَهْلِ خَيْبَرَ أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللِّوَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَنَهَضَ مَعَهُ مَنْ نَهَضَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَقُوا أَهْلَ خَيْبَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأُعْطِيَنَّ اللِّوَاءَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ". فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ دَعَا عَلِيًّا وَهُوَ أَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِى عَيْنِهِ وَأَعْطَاهُ اللِّوَاءَ " وَنَهَضَ النَّاسُ مَعَهُ فَلَقِيَ أَهْلَ خَيْبَرَ، وَإِذَا مَرْحَبٌ يَرْتَجِزُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
قَدْ (1) عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
أَطْعَنُ أَحْيَانًا وَحِينًا أَضْرِبُ
إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
قَالَ: فَاخْتَلَفَ هُوَ وَعَلِيٌّ ضَرْبَتَيْنِ، فَضَرَبَهُ عَلَى هَامَتِهِ حَتَّى عَضَّ السَّيْفُ مِنْهَا بِأَضْرَاسِهِ، وَسَمِعَ أَهْلُ الْعَسْكَرِ صَوْتَ ضَرْبَتِهِ قَالَ: وَمَا تَتَامَّ آخِرُ النَّاسِ مَعَ عَلِيٍّ حَتَّى فُتِحَ لَهُ وَلَهُمْ (2)
__________
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق) : "لقد"، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 5) ومصادر تخريج الحديث.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله الكِنْدي البصري مولى عبد الرحمن بن سَمُرة، لكنه قد توبع كما سلف في الرواية (22993) والتعليق عليها، وقول روح -وهو ابن عُبادة القَيْسي- في نسبته: الكردي، خطأ لم يتابعه عليه أحد، وميمون الكردي راوٍ آخر كنيته أبو بصير -وقيل: أبو نصير- لا أبو عبد الله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. =(38/139)
23032 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ، فَمَاتَتْ أُمِّي وَبَقِيَتِ الْجَارِيَةُ فَقَالَ: " قَدْ وَجَبَ أَجْرُكِ، وَرَجَعَتْ إِلَيْكِ فِي الْمِيرَاثِ ". قَالَتْ: فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى أُمِّي صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَتْ: فَإِنَّ أُمِّي لَمْ تَحُجَّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ 10 قَالَ: " حُجِّي عَنْ أُمِّكِ " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8403) و (8600) ، والطبري في "تاريخه" 3/11-12 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 14/462-463، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8917) ، ومن طريقه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (8918) ، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1379) ، والبزار (1814 - كشف الأستار) من طرق عن عوف بين أبي جميلة الأعرابي، به.
وانظر (22993) .
وقوله: "عَضَّ السَّيفُ منها": أي من الهامة، والمراد: نفوذ السَّيف في رأسه.
وقوله: "وسمع أَهل العسكر": هم الذين كانوا معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان بينهم وبين محل الضراب مسافة.
وقوله: "وما تتام": من التمام، أي: ما تم اجتماع العسكر معه. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن عطاء المكي من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني الكوفي، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة مقطَّعاً 3/387-388 و6/270-271 و14/169، ومسلم (1149) (158) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. ووقع عندهما: "صوم شهرين" بدل: "صوم شهر".
وانظر (22956) .(38/140)
23033 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ وَيُصَلِّي قَالَ: " لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ " وَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَأُخْبِرُهُ؟ قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: لَمْ تَزَلْ لِي صَدِيقًا (1)
23034 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ وَهُوَ أَبُو تُمَيْلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: " " مَا لَكَ وَلِحُلِيِّ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " " قَالَ: فَجَاءَ وَقَدْ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ صُفْرٍ. فَقَالَ: " " أَجِدُ مَعَكَ رِيحَ أَهْلِ الْأَصْنَامِ " ".
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه محمد بن عاصم الثقفي في "جزئه" (33) ، وأبوعوانة (3890) ، وابن حبان (892) ، وأبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" 2/577-578، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 145، والبيهقي في "السنن" 10/230، وفي "الدعوات" (195) ، وفي "الشعب" (2604) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/442-443، وابن عساكر في ترجمة أبي موسى الأشعري من "تاريخه" 472-473 و473-474، والذهبي في "السير" 2/386 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد، وزادوا جميعاً خلا أبي عوانة والبيهقي في "السنن" قصة الدعاء المشتمل على اسم الله الأعظم، ورواية أبي عوانة والبيهقي في "السنن" أخصر مما هنا، وقصة الدعاء سلفت ضمن الحديث في الرواية رقم (22952) .(38/141)
قَالَ: فَمِمَّ أَتَّخِذُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " " مِنْ فِضَّةٍ " " (1)
23035 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ سُلَيْطٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا خَطَبَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: فجاء وقد لبس خاتماً من صُفْر، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أجد معك ريح أهل الأصنام"، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله ابن مسلم -وهو السُّلَمي العامري أبو طَيْبة المَرْوزي- روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال أحمد: لا أعرفه. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطىء ويخالف، وذكره ابن خلفون في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الحديث. وقال ابن حجر: صدوق يهم. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (1785) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/210 من طريق أبي تُمَيلة يحيى بن واضح، بهذا الإسناد. وقرن بأبي تُميلة زيدَ بن الحُباب.
وزاد في أوله: أن الرجل جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه خاتم من حديد، فقال رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما لي أرى عليك حِلْيةَ أهل النار"، وزاد في آخره: "ولا تُتِمَّه مثقالاً".
وأخرجه أبو داود (4223) ، والنسائي 8/172، وابن حبان (5488) ، من طريق زيد بن الحُباب، عن عبد الله بن مسلم، به. وجاء في حديثهم جميعاً: أن الرجل أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المرة الأولى وعليه خاتم من حديد، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما لي أرى عليك حلية أهل النار" فطرحه. ولم يذكروا في حديثهم: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في يد الرجل خاتماً من ذهب، فقال: "ما لك ولحلي أهل الجنة".
وزادوا جميعاً في آخره: "ولا تُتِمَّه مثقالاً".
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6518) ، وإسناده حسن، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "من صُفْر" أي: من نحاس.(38/142)
إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْعُرْسِ (1) مِنْ وَلِيمَةٍ " قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: عَلَيَّ كَبْشٌ، وَقَالَ فُلَانٌ: عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا مِنْ ذُرَةٍ (2)
__________
(1) كذا في (م) و (ظ 2) ونسخة بهامش (ظ 5) و"أطراف المسند" 1/624، وفي (ظ 5) : "العروس" وضُبَّبَ عليها.
(2) إسناده محتمل للتحسين، عبد الكريم بن سَلِيط -وهو الحنَفي المروزي- لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
عبد الرحمن الرؤاسي والد حميد: هو ابن حميد بن عبد الرحمن الكوفي، وابن بريدة: هو عبد الله. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1178) .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "جامع المسانيد" 1/ورقة 141، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3017) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ورقة 246، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن حميد من "تهذيب الكمال" 17/75-76 من طريق حميد بن عبد الرحمن الرُّؤَاسي، بهذا الإسناد.
ورواية المزي مطولة، ورواية ابن عساكر مختصرة بلفظ: لما زوج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، قال: "لا بد للعرس من وليمة" ثم أمر بكبش، فجمعهم عليه. وسقط من إسناد أبي يعلى في "جامع المسانيد": عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي والد حميد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/21، والبزار (1407 - كشف الاستار) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (258) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3018) ، والطبراني في "الكبير" (1153) من طريق أبي غسان مالك بن أنس النهدي، عن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، به. وروايتهم جميعاً مطولة إلا الطحاوي فلم يسق لفظه، وانقلب اسم عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي في إحدى طريقيه في مطبوع "عمل اليوم والليلة" إلى حميد بن عبد الرحمن.
وفي باب الوليمة للعرس عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12685) . وهو في "الصحيحين"، وانظر تتمة شواهده هناك.(38/143)
23036 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ لِيَقْسِمَ الْخُمُسَ، وَقَالَ رَوْحٌ مَرَّةً: لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ، قَالَ: فَأَصْبَحَ عَلِيٌّ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ. قَالَ: فَقَالَ خَالِدٌ لِبُرَيْدَةَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا يَصْنَعُ هَذَا، لِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ،؟ قَالَ: وَكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا قَالَ: فَقَالَ (1) : " يَا بُرَيْدَةُ أَتُبْغِضُ عَلِيًّا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تُبْغِضْهُ، قَالَ رَوْحٌ مَرَّةً: فَأَحِبَّهُ، فَإِنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ " (2)
__________
(1) القائل: هو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففي هذه الرواية اختصار يبينه رواية البخاري:
فلما قدمنا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكرت ذلك له، فقال: "يا بريدة أتبغض علياً؟ ".
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن سويد بن منجوف، فقد أخرج له البخاري هذا الحديث الواحد، وهو ثقة.
روح: هو ابن عبادة القيسي.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1179) .
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1231) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/210، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ورقة 213، والمزي في ترجمة علي بن سويد من "تهذيبه" 20/460 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1179) .
وأخرجه البخاري (4350) ، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 8/66، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/342، وفي "دلائل النبوة" 5/396-397، وابن عساكر في "تاريخه" 12/ورقة 213 من طريق روح بن عبادة، به.
وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" (382) ، وأبو نعيم في "معرفة =(38/144)
23037 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الْإِنْسَانِ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَفْصِلًا، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِصَدَقَةٍ ". قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " النُّخَاعَةُ تَرَاهَا فِي الْمَسْجِدِ فَتَدْفِنُهَا، أَوِ الشَّيْءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُكَ " (1)
23038 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ (2) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا غَزْوَةَ الْفَتْحِ، فَخَرَجَ يَمْشِي إِلَى الْقُبُورِ حَتَّى إِذَا أَتَى (3) أَدْنَاهَا جَلَسَ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ يُكَلِّمُ إِنْسَانًا
__________
= الصحابة" بإثر الحديث (1231) من طريق يوسف بن يزيد أبي معشر البَرَّاء، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3051م) من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن علي بن سويد بن منجوف، به. ولم يسق أبو نعيم والطحاوي لفظه.
وانظر (22961) ، وما سلف برقم (22945) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ قوي سلف الكلام عليه عند الرواية (22998) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (99) ، وابن حبان (1642) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11164) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد.
(2) تصحف في (م) إلى: "أبي خياب".
(3) في (م) وحدها: "أتى إلى".(38/145)
جَالِسًا يَبْكِي قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يَأْذَنَ لِي فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّ مُحَمَّدٍ، فَأَذِنَ لِي فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَأْذَنَ لِي فَأَسْتَغْفِرَ لَهَا فَأَبَى، إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ أَنْ تُمْسِكُوا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَكُلُوا مَا بَدَا لَكُمْ، وَعَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَزُرْ؛ فَقَدْ أُذِنَ لِي فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّ مُحَمَّدٍ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَدَعْ، وَعَنِ الظُّرُوفِ تَشْرَبُونَ فِيهَا الدُّبَّاءَ والْحَنْتَمَ وَالْمُزَفَّتَ وَأَمَرْتُكُمْ بِظُرُوفٍ، وَإِنَّ الْوِعَاءَ لَا يُحِلُّ شَيْئًا، وَلَا يُحَرِّمُهُ، فَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي جناب - وهو يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبي، فهو ضعيف، لكنه قد توبع، وباقي رجال الإسناد موثقون.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/462-463 من طريق شريك بن عبد الله النَّخَعي، عن يحيى بن أبي حية الكلبي، بهذا الإسناد.
وسيأتي مختصراً بقصة زيارة القبور عن وكيع، عن أبي جناب يحيى بن أبي حية برقم (23052) .
وأخرجه مختصراً بقصة زيارة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبر أمه في فتح مكة، والإذن له في
ذلك، ومنعه من الاستغفار لها: ابنُ أبي شيبة في "مصنفه" 3/343 عن محمد بن عبد الله الأَسَدي، والحاكم 1/375 و2/605 من طريق يحيى بن اليمان، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" ص 124-125 من طريق قَبيصة بن عقبة، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مَرْثَد، عن سليمان بن بريدة، به. وزاد ابن أبي شيبة والنسفي: قال -يعني بريدة-: فلم نر يوماً كان أكثر باكياً منه يومئذٍ.
ولفظ رواية الحاكم: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زار قبر أمه في ألف مُقنَّعٍ، فما رؤي أكثر باكياً
من ذلك اليوم. وإسناده صحيح على شرط مسلم. =(38/146)
23039 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ يَقُولُ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ. أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ، فَنَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ " (1)
23040 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ وَهُوَ ابْنُ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ،
__________
= وقد سلف نحو هذه القصة ومنعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الاستغفار لأمه من طريق محارب بن
دثار، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه برقم (23003) ، وعن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة، عن أبيه برقم (23017) ، وإسناد الطريق الأول صحيح على شرط الشيخين، وإسناد الثاني ضعيف.
وانظر (23016) ، وما سلف برقم (22958) .
وفي باب زيارة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبر أمه، والإذن له بذلك، ومنعه من الاستغفار لها عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (9688) ، وهو في "صحيح مسلم" (976) ، وكنا قد حكمنا هناك على حديث بريدة بن الحُصيب هذا بالضعف، فليستدرك تصحيحه من هنا.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة وأبي سفيان محمد بن حميد اليشكري، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وقد سلف الحديث عن أبي أحمد الزبيري ومعاوية بن هشام جميعاً، عن سفيان الثوري برقم (22985) .(38/147)
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا، فَقَالَ: " يَا بِلَالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ، إِنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ الْبَارِحَةَ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، فَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُرَبَّعٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، قُلْتُ: فَأَنَا مُحَمَّدٌ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُو: لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ، قُلْتُ: أَنَا عَرَبِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، قُلْتُ: فَأَنَا قُرَشِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "، فَقَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِهَذَا " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل الحسين بن واقد المروزي، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن بريدة: هو عبد الله.
وهو أخصر مما هنا في "فضائل الصحابة" للمصنف (713) .
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 459 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه تامّاً ومختصراً ابن خزيمة (1209) ، والحاكم 3/285 و313، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2717) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/370-371، وابن عساكر 3/ورقة 459 و459-460 و460 من طريق علي بن الحسن ابن شقيق، به.
تنبيه: وقع في "صحيح ابن خزيمة": "ما أَذْنَبْتُ قطُّ إلا صَلَّيتُ رَكْعتينِ" بدل: "ما أذَّنْتُ قط"، وترجم له: باب استحباب الصلاة عند الذنب يُحدِثُه المرءُ لتكون تلك الصلاةُ كفَّارةً لما أَحْدَثَ من الذنب. قلنا: قد تحرف هذا اللفظ على ابن =(38/148)
23041 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ " (1)
23042 - حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنِي ثَوَابُ بْنُ عُتْبَةَ الْمَهْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَأْكُلَ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ لَمْ يَأْكُلْ حَتَّى يَذْبَحَ " (2)
__________
= خزيمة رحمه الله، فإن ابن عساكر قد شاركه في شيخه فيه، وهو يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقي، فرواه عن علي بن الحسن بن شقيق، فجاء به على الجادَّة، فقال: "ما أَذَّنْتُ قط" من التأذين، وكذا رواه غير واحد عن علي بن الحسن بن شقيق كما سلف تخريجه.
وقد سلف الحديث عن زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد برقم (22996) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/271-272 و14/30-31، وابن ماجه (3857) ، و"الحاكم" 1/504 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وانظر (22952) .
(2) إسناده حسن من أجل ثَوَّاب بن عتبة المَهْري، فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وانظر (22983) .(38/149)
23043 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِيَكْفِ أَحَدَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ " (1)
__________
(1) حديث محتمل للتحسين بشاهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن مَوَلَة القُشَيري، فقد تفرد بالرواية عنه أبو نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قِطْعة العَوَقي-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وسعيد بن إياس الجُريري -وإن كان قد اختلط- رواية حماد بن سلمة عنه قبل الاختلاط. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن مَوَلة 16/187 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/245، والدارمي (2718) ، والنسائي في "الكبرى" (9812) ، والطبري في "تهذيب الآثار - مسند ابن عباس" (453) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/19 من طريق عفان بن مسلم وحده، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/206 عن أبي بحر محمد بن الحسن، عن محمد بن غالب بن حرب، عن عفان بن مسلم، به.
وسقط من إسناده في المطبوع: "حماد بن سلمة"، ولفظه: "يكفي أحدَكم من الدنيا كزاد الراكب". قلنا: وهذا اللفظ غير محفوظ من حديث بريدة، ونحسب الخطأ فيه من أبي بحر محمد بن الحسن البَرْبهاري شيخ أبي نعيم فيه، فقد تكلم فيه غير واحد من الحفاظ.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (171) و (232) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2360) من طريق هدبة بن خالد، والطبري في "تهذيب الآثار" (476) من طريق =(38/150)
23044 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ فِي الْمَسْجِدِ: مَنْ دَعَا لِلْجَمَلِ الْأَحْمَرِ بَعْدَ الْفَجْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا وَجَدْتَهُ، لَا وَجَدْتَهُ، لَا وَجَدْتَهُ، إِنَّمَا بُنِيَتْ هَذِهِ الْبُيُوتُ ـ وَقَالَ مُؤَمَّلٌ: هَذِهِ الْمَسَاجِدُ ـ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ " (1)
__________
= بهز بن أسد العمِّي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. ووقع عند ابن أبي عاصم في "الزهد": ومنزل بدل قوله: ومركب، وهو خطأ.
وفي الباب عن أبي هاشم بن عُتْبة، سلف برقم (15664) ، وفيه انقطاع بين أبي وائل شقيق بن سلمة وبين أبي هاشم بن عُتْبة، والواسطة فيه سَمُرة بن سَهْم الأسدي، وهو مجهول.
(1) إسناده قوي من جهة عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون العَدَني-، وأما متابعه مؤمل -وهو ابن إسماعيل البصري-، فهو ضعيف سيئ الحفظ. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه عمر بن شبّة في "تاريخ المدينة" 1/30، وابن خزيمة (1301) ، وابن حبان (1652) من طريق مؤمل بن إسماعيل وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة (1214) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/704 من طريق عبد الله بن الوليد وحده، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1721) ، ومن طريقه مسلم (569) (80) عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطيالسي (804) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2171) و (2174) ، والدِّينَوري في "المجالسة" (2340) ، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (150) من طريق قيس بن الربيع، والبخاري في "التاريخ الكبير" =(38/151)
23045 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا أَحْبَطَ اللهُ عَمَلَهُ " (1)
__________
= 1/112، ومسلم (569) (81) ، وأبو عوانة (1216) ، والبيهقي 6/196 من طريق محمد بن شيبة، كلاهما عن علقمة بن مرثد، به.
وسيأتي الحديث من طريق أبي سنان سعيد بن سنان، عن علقمة بن مرثد برقم (23051) .
وأخرجه مرسلاً النسائي في "عمل اليوم والليلة" (175) من طريق مِسْعر بن كِدام، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8588) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف أيضاً في مسنده برقم (6676) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
وقوله: من دعا للجمل الأحمر؟: أي: من وجد ضالتي -وهو الجمل الأحمر-، فدعاني إليه لأخذه منه.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما بنيت هذه المساجد لما بنيت له"، قال النووي في "شرح مسلم" 5/55: معناه: لذكر الله تعالى، والصلاة، والعلم، والمذاكرة في الخير، ونحوها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصَّنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدي، وأبو قلابةَ: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المليح بن أسامة: هو عامر بن أسامة بن عمير الهُذَلي، وقيل في اسمه غير ذلك.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5005) ، ومن طريقه أخرجه ابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (904) .
وانظر (22957) .(38/152)
23046 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ "، قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ "، قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَقُولُ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ "، ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ "، قَالَ لَهُ: " بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ (1) صَدَقَةٌ " (2)
__________
(1) كذا وقع في (م) ونسخنا الخطية من "المسند": "مثليه" بالنصب! والجادة: مثلاه.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العَنْبري.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزَّيلعي 1/166، ومن طريقه الحاكم 2/29 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ولفظه: "من أنظر معسراً، فله بكل يوم صدقةٌ قبل أن يَحِلَّ الدَّينُ، فإذا حَلَّ الدَّينُ، فأنظره بعد ذلك، فله بكل يوم مِثْلُه صدقةً".
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/166، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/166، و"جامع المسانيد" 1/128، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3810) و (3811) ، والطبراني في الجزء الذي جمع فيه أحاديث محمد بن جحادة كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/166، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =(38/153)
23047 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي الضُّبَعِيَّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ عَادَ أَخًا لَهُ، فَرَأَى جَبِينَهُ يَعْرَقُ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، أَوْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ـ: " الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ " (1)
__________
= 2/286، والبيهقي في "السنن" 5/357، وفي "شعب الإيمان" (11261) و (11262) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ورقة 778 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، به. وبعضهم يرويه مختصراً بنحو رواية عفان بن مسلم عند ابن أبي شيبة والحاكم، وقد ذكرناها قريباً.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1855 من طريق أبي الحسن الأكفاني علي ابن يزيد الصُّدَائي، عن مالك بن مغول، عن الأعمش، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. قلنا: وعلي بن يزيد الصُّدَائي ضعيف، ولم يتابعه على روايته من هذا الوجه أحدٌ، إنما رواه الناس عن عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه كما هو مذكور آنفاً.
وانظر (22970) .
وقوله: في الحديث: إن له بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين، وله بكل يوم مثليه صدقة بعد حلوله، قال في الأولى: "مثله"، وفي الثانية: "مثليه"، تفرد أحمد بروايته بهذا اللفظ، فقد رواه ابن أبي شيبة عن عفان، فقال: "فله بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل، فأنظرَه بعد ذلك، فله بكل يوم مثله صدقةً" أطلق الصدقة في الأولى، وجعلها بمقدار القرض في الثانية، وكذا رواه الناس عن عبد الوارث بن سعيد كما سلف تخريجه.
(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (22964) .
أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وهو في "مسنده" (808) . =(38/154)
23048 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، وَإِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، قَالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ " (1)
23049 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " (2)
23050 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا هُمَا (3) الزَّهْرَاوَانِ، يَجِيئَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا
__________
= وقد سلف عن يحيى بن سعيد القطان وحده برقم (22964) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القَطَّان البصري، وإسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسم المعروف بابن عُلَيَّة، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المليح: اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهُذَلي. وقيل غير ذلك.
وأخرجه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (902) ، والنسائي 1/236 عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وتحرف "هشام" في مطبوع "تعظيم قدر الصلاة" إلى "سعيد".
وسلف الحديث عن إسماعيل بن إبراهيم وحده برقم (22957) .
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (22975) .
(3) لفظة: "هما" ليست في (م) وسائر النسخ الخطية، وأثبتناها من (ظ 5) .(38/155)
غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ ـ وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: يُجَادِلَانِ ـ عَنْ صَاحِبِهِمَا " (1)
23051 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ وَهُوَ أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: مَنْ دَعَا لِلْجَمَلِ الْأَحْمَرِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا وَجَدْتَ، إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ " (2)
23052 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (22975) .
(2) إسناده قوي على شرط مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/419، ومسلم (569) (81) ، وابن ماجه (765) ، وابن خزيمة (1301) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه عمر بن شبة "تاريخ المدينة" 1/30 من طريق إسحاق بن سليمان، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (174) من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو عوانة (1215) من طريق محمد بن ربيعة، ثلاثتهم عن سعيد بن سنان، به.
وسلف من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد برقم (23044) .
(3) حديث صحيح، وأبو جناب -وهو يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبي وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي.
وقد سلف مطولاً من طريق خلف بن خليفة، عن أبي جناب يحيى بن أبي حَيَّه برقم (23038) . =(38/156)
23053 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا، فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ " (1)
23054 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ، فَقَالَ: " آجَرَكِ اللهُ، وَرَدَّ عَلَيْكِ الْمِيرَاثَ " (2)
23055 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَهُ فِي غَزَاةٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ فِي الْيَوْمِ الْغَيْمِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَاتَهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ " (3)
__________
= وانظر (23016) ، وما سلف برقم (22958) .
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر الحديث السالف بإثر (19786) ، وقرن هناك بوكيع محمد بن بكر البرساني.
وسلف الحديث مطولاً عن إسماعيل ابن عُليَّة، عن عيينة بن عبد الرحمن برقم (22963) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (22971) سنداً ومتناً.
(3) حديث صحيح على وهم في إسناده ومتنه كما سيأتي. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو، وأبو قلابة: هو عبد الله ابن زيد الجَرْمي. =(38/157)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/342 و2/237، وفي "الإيمان" (49) ، وابن المنذر في "الأوسط" 2/381 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقرن ابن أبي شيبة في الموضع الأول من "المصنف" وفي "الإيمان" وابن المنذر بوكيع عيسى بنَ يونس.
وأخرجه ابن ماجه (694) ، وابن المنذر في "الأوسط" 2/366 و381، وابن حبان (1470) ، وابن بطة في "الإبانة" (884) ، والبيهقي 1/444، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/257، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/145 من طرق عن الأوزاعي، به. ووقع في رواية ابن المنذر في الموضع الثاني: "عن الأوزاعي، لعله قال: عن أبي المهاجر" هكذا على الشك.
قلنا: وقد وهم الأوزاعي في إسناده ومتنه: فقال في إسناده: عن أبي المهاجر، عن بريدة، والمحفوظ كما قال المزي في ترجمة أبي المهاجر من "تهذيب الكمال" 34/326، ووافقه ابن حجر في "تهذيبه" 4/594، وفي "فتح الباري" 2/32: عن أبي المليح الهذلي، عن بريدة. كذا رواه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي وشيبان بن عبد الرحمن النحوي ومعمر بن راشد الأزدي، عن
يحيى بن أبي كثير، وروايتهم سلفت في "المسند" بالأرقام (22957) و (22959) و (23045) .
وقال في متنه: "بكروا بالصلاة في اليوم الغيم"، والصواب أن قوله: "بكروا بالصلاة" إنما هو من قول بريدة، وقوله: "في اليوم الغيم" إنما جاء في سياق القصة في أول الحديث، فالمحفوظ في لفظه أن أبا المليح قال: كنا مع بريدة في غزاة في يوم ذي غيم، فقال: بكروا بالصلاة، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله".
وأخرجه ابن حبان (1463) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، عن محمد بن حِمْير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن عمِّه، عن بريدة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك =(38/158)
23056 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ " (1)
23057 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ " (2)
__________
= الصلاة، فقد كفر". وقوله في إسناده: عن أبي قلابة، عن عمِّه -وهو أبو المهلب الجرمي- وهمٌ أيضاً، نظنه من إسحاق بن إبراهيم أو من شيخه، فكلاهما فيه كلام، والمحفوظ عن الأوزاعي -على وهمه فيه-: "عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر" كما سلف، وقوله في متنه: "فإنه من ترك الصلاة، فقد كفر" وهمٌ آخر، والصواب: "فإنه من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله" كما سلف أيضاً. وكنا قد جرينا في "الإحسان" على إطلاق حكم الصحة عليه، فليستدرك من هنا.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1038 من طريق رواد بن الجراح، عن الأوزاعي، عن أبي قلابة، عن ابن بريدة، عن أبيه. ورَوَّاد بن الجراح ضعيف.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي العَنْبَري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وعلقمة: هو ابن مَرْثَد الحضرمي.
وأخرجه مسلم (2260) ، والبيهقي 10/214، والبغوي (3415) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث عن وكيع بن الجراح وحده برقم (22979) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (23028) .(38/159)
23058 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ وَهُوَ ابْنُ شَقِيقٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ " (1)
23059 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ هُوَ ابْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحْسَابَ أَهْلِ الدُّنْيَا هَذَا الْمَالُ " (2)
23060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المَرْوزي، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (52) ، والطبراني في "الكبير" (2574) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد برقم (23001) .
(2) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه الدارقطني 3/304، والحاكم 2/163، والقضاعي في "مسند الشهاب" (20) ، والبيهقي في "الشعب" (10310) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد. وسقط من أول إسناده من مطبوع الحاكم قوله: "حدثنا القاسم بن القاسم السياري، حدثنا إبراهيم بن هلال"، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 2/592، ولفظ القضاعي: "الحسب المال، والكرم التقوى".
وهذا اللفظ غير محفوظ عن بريدة، وإنما هو لفظ حديث سمرة بن جندب السالف في "المسند" برقم (20102) ، ولعل الوهم فيه ممن هو دون علي بن الحسن بن شقيق.
وقد سلف الحديث عن زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد برقم (22990) .(38/160)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ "، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي رَجُلٌ رَقِيقٌ، فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ "، فَأَمَّ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ (1)
23061 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارٌ أَبُو سِنَانٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، هَذِهِ (2) الْأُمَّةُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ صَفًّا " (3) "
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات، غير أن الإمام أحمد أو من دونه أخطأ فيه، فقال: عن ابن بريدة، عن أبيه - جعله من مسند بريدة بن الحُصيب الأسلمي، وهكذا صنع كلُّ من فرَّع على "المسند" كابن كثير في "جامع المسانيد" 1/ورقة 138، وابن حجر في "أطراف المسند" 1/626، و"إتحاف المهرة" 2/593، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/181، والصواب فيه: عن أبي بردة -وهو ابن أبي موسى الأشعري- عن أبيه أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، هكذا رواه
أبو عوانة في "صحيحه" (1653) عن يزيد بن سنان البصري -وهو ثقة- عن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري، وكذا رواه الناس عن زائدة -وهو ابن قدامة الثقفي- كما سلف في مسند أبي موسى برقم (19700) ، وتابع زائدة عليه أبو الأشهب جعفر بن الحارث الواسطي كما في "علل الدارقطني" 7/218.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (140) من هذا الطريق، لكن وقع في إسناده في المطبوع: "عن أبي بردة، عن أبيه" فلا ندري أجاءت الرواية فيه هكذا على الصواب، أم هو تحريف؟!
(2) في (م) و (ظ 2) و (ق) : "وهذه" بزيادة حرف الواو، والمثبت من (ظ 5) .
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (23002) .(38/161)
أَحَادِيثُ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23062 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " مَرَّ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ قَائِمًا يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ "، قَالَ يَحْيَى: قَائِمٌ إِنْ شَاءَ اللهُ (1)
23063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) ابْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلَانِ، أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَسْأَلَانِهِ الصَّدَقَةَ، قَالَ: فَرَفَعَ فِيهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَصَرَ وَخَفَضَهُ، فَرَآهُمَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ، فَقَالَ: " إِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا مِنْهَا، وَلَا حَظَّ لِغَنِيٍّ وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، وإبهام الصحابي لا يضر. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان، وأنس بن مالك: هو الصحابي الشهير خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسلف برقم (20597) عن محمد بن أبي عدي، وسيأتي برقم (23094) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن سليمان التيمي.
قوله: "قائم إن شاء الله" يعني أن قوله في الحديث: "قائماً يصلي" موجودة في نص الحديث على غلبة ظنه، وهذا صواب، فقد تابعه على هذا الحرف يزيد بن هارون في الرواية الآتية برقم (23094) .
(2) تحرف في (م) و (ق) و (ظ 2) إلى: عبد الله، والمثبت من (ظ 5) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. =(38/162)
23064 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: " مَا يُضْحِكُكُمْ؟ "، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا نَبْلَ هَذَا فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا " (1)
__________
= وسلف برقم (17972) عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام.
(1) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه أبو داود (5004) ، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (878) ، والبيهقي في "السنن" 10/249، وفي "الآداب" (411) من طريق عبد الله ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1345) عن أبي معاوية، عن الأعمش، به. مقتصراً على المرفوع منه فقط.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1625) من طريق فطر بن خليفة، عن عبد الله بن يسار، عن أبي ليلى الأنصاري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فوهم فيه فطر.
وفي الباب عن يزيد بن سعيد أبي السائب، سلف برقم (17940) ، وذكرت بعض شواهده هناك. ونزيد عليها:
عن أبي هريرة، عند ابن المبارك في "الزهد" (688) ، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (877) ، والبغوي (2571) . وإسناده ضعيف.
وعن ابن عمر عند البزار (1521 - كشف الأستار) قال الهيثمي في "المجمع" 6/254: فيه عبد الكريم أبو أمية: وهو ضعيف.
وعن سليمان بن صُرَد، عند الطبراني في "الكبير" (6487) ، قال الهيثمي في "المجمع" 6/254: رواه الطبراني من رواية ابن عيينة عن إسماعيل بن مسلم، =(38/163)
23065 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنِي تَمِيمُ بْنُ يَزِيدَ، مَوْلَى بَنِي زَمْعَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا تُخْبِرْنَاهُمَا (1) ؟ ثُمَّ قَالَ: " اثْنَانِ مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَجْلَسَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: تَرَى رَسُولَ اللهِ يُرِيدُ يُبَشِّرُنَا فَتَمْنَعُهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ، فَقَالَ: " ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ " (2)
__________
= فإن كان هو العبدي، فهو من رجال الصحيح، وإن كان هو المكي، فهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات. قلنا: وفي إسناده انقطاع أيضاً.
وعن النعمان بن بشير، عند الطبراني في "الأوسط" (1694) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 280، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/127. قال في "المجمع" 6/254: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال "الكبير" ثقات.
وعن أبي الحسن -وكان عقبياً بدرياً- عند الطبراني في "الكبير" 22/ (980) .
قال في "المجمع" 6/253: وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي، وهو ضعيف.
وعن زيد بن ثابت، عند الحاكم 3/421، وفيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك.
قوله: "أن يروِّع مسلماً" من الترويع بمعنى التخويف. قاله السندي.
(1) في (م) و (ظ 2) : تخبرنا ما هما.
(2) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير تميم بن يزيد =(38/164)
23066 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَاتِلِ وَالْآمِرِ، قَالَ: " قُسِّمَتِ النَّارُ سَبْعِينَ جُزْءًا، فَلِلْآمِرِ تِسْعٌ وَسِتُّونَ، وَلِلْقَاتِلِ جُزْءٌ وَحَسْبُهُ " (2)
__________
= مولى بني زمعة، فقد تفرد بالرواية عنه عثمان بن حكيم -وهو ابن عباد بن حنيف الأنصاري- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول.
ويشهد له حديث سهل بن سعد عند البخاري (6474) ، وسلف برقم (22823) .
وحديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (19559) .
وحديث أبي هريرة ذكرناه عند حديث أبي موسى.
قوله: "لا تخبرناهما" قال السندي: على لفظ النهي، أي: لا تبين لنا أنهما أيّ شيء، فإن الناس إن علموا بهما اعتنوا بشأنهما وتركوا بقية الأمور.
"ما بين لحييه..": يريد الفم والفرج.
(1) تحرف في (م) إلى: محمد بن يزيد.
(2) إسناده ضعيف، محمد -وهو ابن إسحاق- مدلس وقد عنعنه.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4573) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5360) من طريق حماد بن زيد، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4574) أيضاً عن عباد بن العوام، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. قال البوصيري عقبه: وهذا إسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري بلفظه عند الطبراني في "الصغير" (526) .
وفيه غير واحد من الضعفاء. =(38/165)
23067 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي جَارٌ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ لِخَدِيجَةَ: " أَيْ خَدِيجَةُ، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ اللَّاتَ أَبَدًا، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ الْعُزَّى أَبَدًا "، قَالَ: فَتَقُولُ خَدِيجَةُ: حِلَّ (1) الْعُزَّى، قَالَ: " كَانَتْ صَنَمَهُمُ الَّتِي يَعْبُدُونَ ثُمَّ يَضْطَجِعُونَ " (2)
23068 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) يَقُولُ: " مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ "،
__________
= وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 7/299-300 بلفظ: يؤتى بالقاتل والمقتول يوم القيامة، فيقول: أي ربِّ سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: أي ربِّ، أمرني هذا، فيؤخذ بأيديهما جميعاً فيقذفان في النار". قال الهيثمي: ورجاله كلهم ثقات.
وعن أبي الدرداء عند الطبراني أيضاً كما في "المجمع" 7/300: "يقعد المقتول بالجادة، فإذا مر به القاتل أخذه، فيقول: يا رب، هذا قطع علي صومي وصلاتي، قال: فيعذب القاتل والآمر به". قال الهيثمي: وفيه شهر بن حوشب، وقد وثق، وفيه ضعف.
(1) تصحف في (م) إلى: خل، بالخاء المعجمة، وما أثبتناه من النسخ الخطية، ومعناه: صف وانعت، وقد فاتنا التنبيه على هذا التصحيف في مكرره السالف برقم (17947) ، والله تعالى ولي التوفيق.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، وإبهامه لا يضر. وهو مكرر (17947) سنداً ومتناً.
(3) قوله: "قال سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أثبتناه من (ظ 5) .(38/166)
قَالَ: فَحَدَّثَهُ رَجُلًا (1) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَرَ بِهَذَا (2) ، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِنِصْفِ يَوْمٍ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ "، قَالَ: فَحَدَّثَهَا رَجُلا (3) آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِضَحْوَةٍ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ "، قَالَ: فَحَدَّثَهُ رَجُلًا (4) آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِنَفَسِهِ قَبِلَ اللهُ مِنْهُ " (5)
__________
(1) المثبت من (م) ونسخة في (ظ 5) ، وفي بقية الأصول: فَحَدَّثَهَا رَجُلٌ، والقائل، هو زيد بن أسلم، والذي حدَّث هو عبد الرحمن بن البيلماني.
(2) زاد في (م) : الحديث.
(3) المثبت من نسخة في هامش (ظ 5) ، وفي (م) وبقية الأصول: فحدثنيها رجلٌ.
(4) المثبت من (م) ونسخة في (ظ 5) ، وفي بقية الأصول: رجلٌ.
(5) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن البيلماني، وهشام بن سعد -وهو المدني- ليس بالقوي. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي.
وأخرجه الحاكم 4/257 من طريق جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (15499) .
قوله: "يغرغر بنفسه" قال السندي: النَفَس بفتحتين والباء للآلة، أو بفتح فسكون، والباء للسببية، أي بخروج نفسه يعني: روحه.(38/167)
23069 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَصْبَحَ النَّاسُ صِيَامًا لِتَمَامِ ثَلَاثِينَ، قَالَ: فَجَاءَ أَعْرَابِيَّانِ، فَشَهِدَا أَنَّهُمَا أَهَلَّا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَأَفْطَرُوا " (1)
23070 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ " (2)
23071 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ فِي الصِّيَامِ، وَالْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ " إِبْقَاءً عَلَى أَصْحَابِهِ وَلَمْ يُحَرِّمْهُمَا (3)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن الجارود (396) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (18824) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.
وسيأتي مطولاً برقم (23077) عن وكيع أيضاً، وسلف مطولاً أيضاً برقم (20737) من طريق الجُريري، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير.
قوله: "وحر الصدر" قال السندي: بفتحتين: غِشُّه أو وساوسه أو الحقد أو الغيظ والعداوة.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. =(38/168)
23072 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ أَبِي رَوْحٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالرُّومِ فَالْتُبِسَ عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " مَا بَالُ رِجَالٍ يَحْضُرُونَ مَعَنَا الصَّلَاةَ بِغَيْرِ طُهُورٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَلْبِسُونَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، مَنْ شَهِدَ مَعَنَا الصَّلَاةَ فَلْيُحْسِنِ الطُّهُورَ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/52 و83 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (23084) .
وسلف برقم (18822) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري.
قوله: "إبقاء" أي: رحمة وشفقة.
"ولم يحرمهما" من التحريم، وهذا الذي تشهد به أحاديث النهي عن الوصال، لكن أحاديث الحجامة للصائم، لا تقتضي هذا، والله أعلم. قاله السندي.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شبيب بن أبي روح، فمن رجال أبي داود والنسائي، وقد روى عنه جمع ووثقه ابن حبان، فهو حسن الحديث.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2725) ، ومن طريقه المزي في ترجمة شبيب بن نعيم من "تهذيب الكمال" 12/372-373، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/156، وفي "الكبرى" (1019) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما (عبد الرزاق، وابن مهدي) عن سفيان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (15873) ، وسيأتي برقم (23125) من طريق شعبة عن عبد الملك بن عمير.
قوله: "بغير طهور" قال السندي: بضم الطاء، والمراد: بغير إحسانه.
"يلبسون" بكسر الباء الموحدة من اللَّبس، بفتح اللام بمعنى الخلط، ويمكن أن يُجعل من التلبيس.(38/169)
23073 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ النَّهْدِيَّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: عَدَّهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِي، أَوْ فِي يَدِهِ: " التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَؤُهُ، وَالتَّكْبِيرُ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ " (1)
23074 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَأَبِي الدَّهْمَاءِ، قَالَا: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقُلْنَا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ إِلَّا بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ " (2)
23075 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير جري بن كليب النهدي، فقد تكلمنا عليه وعلى الحديث فيما سلف برقم (18287) ، فانظره.
وسيأتي بالأرقام (23099) و (23139) و (23160) من طريق جري بن كليب.
(2) إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو قتادة: هو تميم بن نُذَير العدوي، وأبو الدهماء: هو قِرْفة بن بُهيس العدوي.
وهو في "الزهد" لوكيع (356) ، وعنه أخرجه هناد في "الزهد" (938) .
وسلف برقم (20739) عن إسماعيل ابن عُلية عن سليمان بن المغيرة.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن =(38/170)
23076 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَقٌّ عَلَى
__________
= تدرس- مدلس، وقد عنعنه، وصحابيه المبهم هو جابر بن عبد الله، سمَّاه كذلك كلُّ من رواه عن أيمن بن نابل، وخَطَّؤُوه في إسناده، ولعله لأجل ذلك أبهمه وكيع، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الطيالسي (1741) ، وابن ماجه (902) ، والترمذي في "العلل الكبير" 1/227، والنسائي 2/243 و3/43، وأبو يعلى (2232) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/264، والحاكم 1/266-267 و267، والبيهقي 2/141 و142 من طرق عن أيمن بن نابل، بهذا الإسناد. وسمَّوا جميعُهم الصحابي: جابر بن عبد الله، وذكروا جميعُهم نص التشهد. قال الترمذي: وسألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: غير محفوظ، هكذا يقول: أيمن بن نابل عن أبي الزبير، عن جابر، وهو خطأ، والصحيح ما رواه الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس، وهكذا رواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي عن أبي الزبير قبل رواية الليث بن سعد. قلنا: وحديث ابن عباس سلف في المسند برقم (2665) بإسنادٍ صحيح. وخطَّأَ رواية أيمن بن نابل أيضاً النسائيُّ بعدما أخرجه.
وأخرجه أبو يوسف في "كتاب الآثار" (109) ، ومحمد بن الحسن في "الآثار" (78) ، ومن طريقه الطبراني في "الأوسط" (1840) عن أبي حنيفة، عن بلال بن مرداس، عن وهب بن كيسان، عن جابر. ولفظه: "كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن". وإسناده حسن في الشواهد.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3562) .
وعن ابن عمر عند أبي أمية الطرسوسي (10) ، وأبي يعلى (5605) ، والطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 2/140، والدارقطني 1/351.
قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة، وهو ضعيف.(38/171)
كُلِّ مُسْلِمٍ الْغُسْلُ وَالطِّيبُ وَالسِّوَاكُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1)
23077 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: كُنَّا بِهَذَا الْمِرْبَدِ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ قِطْعَةُ أَدِيمٍ، أَوْ قِطْعَةُ جِرَابٍ، فَقَالَ: هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْعَلَاءِ: فَأَخَذْتُهُ فَقَرَأْتُهُ عَلَى الْقَوْمِ، فَإِذَا فِيهِ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ: إِنَّكُمْ إِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ، وَأَدَّيْتُمُ الزَّكَاةَ، وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَالصَّفِيَّ، فَأَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ، وَأَمَانِ رَسُولِهِ " قَالَ: قُلْنَا: مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر.
وسلف برقم (16398) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. وفاتنا هناك أن نذكر له شاهداً، فنذكر له هنا شاهداً حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (880) ، ومسلم (846) (7) ، وسلف في "المسند" بنحوه برقم (11658) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. وأبو العلاء المذكور في المتن: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.
وسلف برقم (23070) عن وكيع مختصراً بشطره الأخير.
وانظر (20737) .(38/172)
23078 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّسُولِ الَّذِي سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: " لَا تَنْقَطِعُ مَا جُوهِدَ الْعَدُوُّ " (1)
23079 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ، أَنَّهُ " أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ صَلَاتَيْنِ فَقَبِلَ مِنْهُ " (2)
23080 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ الشِّخِّيرِ، عَنِ الْأَعْرَابِيِّ، " أَنَّ نَعْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ مَخْصُوفَةً " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عاصم -وهو ابن رجاء بن حيوة- ليس بذاك القوي، وجده حيوة الكندي لم نقف له على ترجمة، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/251 وقال: رواه أحمد، وحيوة لم أعرفه.
وفي الباب عن جنادة بن أبي أمية، سلف برقم (16597) ، وسنده صحيح.
وعن عبد الله بن السعدي، سلف برقم (22324) وسنده قوي.
وعن ثوبان عند البزار (1749 - كشف الأستار) ، قال الهيثمي في "المجمع" 5/251: وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي، وهو ضعيف.
(2) رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه.
وسلف عن محمد بن جعفر، عن شعبة برقم (20287) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، وابن الشخير: هو يزيد بن عبد الله، وسلف الحديث برقم (20058) عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن الأعرابي، وهو المحفوظ.(38/173)
23081 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي " (1)
23082 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَوْرٌ الشَّامِيُّ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ (2) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فليست له رواية في الكتب الستة. عبد الكريم الجزري: هو ابن مالك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/672 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر (15734) .
(2) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: خراش.
(3) إسناده صحيح. ثور الشامي: هو ابن يزيد أبو خالد الحمصي، وحريز بن عثمان: هو الرحبي الحمصي، وأبو خِداش: هو حِبَّان بن زيد الشَّرْعبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/304 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/857، والبيهقي 6/150 من طريق يحيى ابن سعيد القطان، عن ثور الشامي، به.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (729) ، وأبو داود (3477) ، وابن عدي 2/857، والبيهقي 6/150 من طرق عن حريز بن عثمان، به.
وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (315) ، والبيهقي 6/150 من طريق سفيان الثوري عن ثور بن يزيد يرفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال البيهقي: أرسله الثوري عن ثور، إنما أخذه ثور عن حريز. =(38/174)
23083 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: " لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهِنَّ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ عَقْرَبٌ حَتَّى تُصْبِحَ " (1)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي عبيد (731) ، وابن ماجه (2473) .
وإسناده صحيح.
وعن ابن عباس عند ابن ماجه (2472) ، والطبراني في "الكبير" 11/ (11105) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1525، والمزي في ترجمة عبد الله بن خراش من "تهذيب الكمال" 14/455. وإسناده ضعيف.
وعن عائشة عند ابن ماجه (2474) ، والمزي في ترجمة زهير بن مرزوق من "تهذيبه" 9/419-420 قالت: قلت: يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: "الماء والملح والنار" قلت: يا رسول الله ... إلخ.
وعن بُهَيْسة عن أبيها بنحو الشاهد السابق عند أبي عبيد (736) ، وأبي داود (3476) ، والبيهقي 6/150، وإسناده ضعيف.
قوله: "الكلأ" قال السندي: المرعَى، يريد أنه لا ينبغي لأحد أن يمنع آخرَ مِن هذه الثلاثة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن اختلف على سهيل بن أبي صالح في صحابيه كما بيناه عند الرواية (15709) .
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 11/146 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
تنبيه: سقط هذا الحديث من (م) و (ظ 2) و (ق) ، وأثبتناه من (ظ 5) ومن "أطراف المسند" 8/346.(38/175)
23084 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ، وَالْوِصَالِ فِي الصِّيَامِ؛ إِبْقَاءً عَلَى أَصْحَابِهِ لَمْ يُحَرِّمْهُمَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (1)
23085 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً فِي حَائِطِي، فَمُرْهُ فَلْيَبِعْنِيهَا، أَوْ لِيَهَبْهَا لِي، قَالَ: فَأَبَى الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْعَلْ وَلَكَ بِهَا نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ "، فَأَبَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا أَبْخَلُ النَّاسِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.
وهو مكرر (23071) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (6902) عن وكيع، بهذا الإسناد. إلا أن فيه: عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بدل: عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12482) .
وعن ابن مسعود، ذكرناه عند حديث أنس.
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14517) . =(38/176)
23086 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَمِّهَا قَالَ: إِنِّي لَبِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ عَلَيَّ بُرْدَةٌ لِي مَلْحَاءُ أَسْحَبُهَا، قَالَ: فَطَعَنَنِي رَجُلٌ بِمِخْصَرَةٍ فَقَالَ: " ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَبْقَى وَأَنْقَى "، فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا إِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل عمة أشعث -وهو ابن سليم أبي الشعثاء- فإنها لا تعرف، وسميت في الرواية التالية رهم -وهي بنت الأسود- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له الترمذي في "الشمائل" والنسائي، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه، فقيل: عبيد بن خالد، وقيل: عُبيدة -بضم العين وفتحها- بن خلف كما في الحديث التالي. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (5525) عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1190) ، وابن سعد في "الطبقات" 6/44، والترمذي في الشمائل (113) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5526) ، والنسائي في "الكبرى" (9682) و (9683) من طريق شعبة، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5523) عن أبي الأحوص، ومسدد أيضاً (5524) عن أبي عوانة، والنسائي في "الكبرى" (9684) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، أربعتهم عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.
ووقع في المطبوع من "إتحاف الخيرة" في رواية أبي عوانة: عن عمته عن عم أبيها، وهو خطأ، فقد أشار الحافظ في "التهذيب" أن روايته: عن عمته، عن عم أبيه.
وانظر الحديث التالي.
وفي باب الأمر برفع الإزار عن الشريد الثقفي، سلف برقم (19472) ، وإسناده صحيح. =(38/177)
23087 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قُرْمٍ (1) ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ عَمَّتِهِ رُهْمٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ خَلَفٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَأَنَا شَابٌّ مُتَأَزِّرٌ بِبُرْدَةٍ لِي مَلْحَاءَ أَجُرُّهَا، فَأَدْرَكَنِي رَجُلٌ فَغَمَزَنِي بِمِخْصَرَةٍ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا لَوْ رَفَعْتَ ثَوْبَكَ كَانَ أَبْقَى وَأَنْقَى "، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هِيَ بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ، قَالَ: " وَإِنْ كَانَتْ بُرْدَةً مَلْحَاءَ، أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٍ (2) "، فَنَظَرْتُ إِلَى إِزَارِهِ فَإِذَا فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ، وَتَحْتَ الْعَضَلَةِ (3)
23088 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا بِلَالُ، أَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ " (4)
__________
= وعن ابن عمر مرفوعاً: "ما مس الأرض فهو في النار" سلف برقم (5693) ، وذكرت أحاديث الباب هناك.
قوله: "ملحاء" قال السندي: بردة فيها خطوط بيض وسود.
"أسحبها": أجرُّها.
"بمخصرة" أي: بعصا.
(1) تحرف في (م) إلى قرة.
(2) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: في أسوتي.
(3) إسناده ضعيف لضعف سليمان بن قرم، وجهالة عمة الأشعث. حسين بن محمد: هو ابن بهرام التميمي المَرُّوذي.
وانظر ما قبله.
(4) رجاله ثقات، لكن اختلف على سالم بن أبي الجعد في إسناده، فمرة =(38/178)
23089 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ (1) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،
__________
= يرويه عن رجل من أسلم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما هنا، ومرة يرويه عن عبد الله بن محمد ابن الحنفية، عن صهر له أنصاري، ومرة يرويه عن محمد ابن الحنفية نفسه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً كما سيأتي عند الرواية (23154) .
مسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه أبو داود (4985) ، والطبراني في "الكبير" (6214) من طريق عيسى ابن يونس، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/444-445 من طريق خلاد بن يحيى، كلاهما عن مسعر بن كدام، بهذا الإسناد. ووقع عند أبي داود أن الصحابي: رجل من خزاعة. ووقع عند الطبراني -ولعله تحريف-: عن عمرو بن مرة، عن سلمان بن خالد - أراه من خزاعة.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1309) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 10/444 من طريق أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي، عن سالم بن أبي الجعد، به. قلنا: وأبو حمزة ضعيف.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/249 من طريق سلمة بن الفضل، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عمرو بن خارجة بن خزاعة، عن بلال. فجعله من حديث بلال. قلنا: وسلمة بن الفضل ضعيف.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/122، والخطيب في "تاريخه" 10/444 من طريق أبي حمزة الثمالي، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية، عن بلال. فجعله أيضاً من حديث بلال. قلنا: وإسناده تالف.
وسيأتي الحديث من طريق سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن محمد ابن الحنفية عن صهر له من الأنصار برقم (23154) .
(1) تحرف في الأصول الخطية وأطراف المسند 8/348 إلى أبي خالد، وهو خطأ قديم، وصوابه ما أثبتناه، كما في مسندي مسدد وأبي يعلى، وأبو خلدة هذا: هو خالد بن دينار التميمي السعدي، روى عن أبي العالية، وروى عنه وكيع.(38/179)
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَفِظْتُ لَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فِي الْمَسْجِدِ " (1)
23090 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا سِتَّ سِنِينَ عَلَيْنَا جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ فَقَامَ فَخَطَبَنَا فَقَالَ: أَتَيْنَا رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا تُحَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّاسِ، فَشَدَّدْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فَقَالَ: " أَنْذَرْتُكُمُ الْمَسِيحَ وَهُوَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ ـ قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ الْيُسْرَى ـ يَسِيرُ مَعَهُ جِبَالُ الْخُبْزِ وَأَنْهَارُ الْمَاءِ، عَلَامَتُهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ كُلَّ مَنْهَلٍ، لَا يَأْتِي أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: الْكَعْبَةَ، وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ، وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَالطُّورَ، وَمَهْمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ـ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ وَأَحْسِبُهُ قَدْ قَالَ ـ يُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يُحْيِيهِ، وَلَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيّه. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1499) عن عبد الله بن داود الخريبي. وأبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" أيضاً (1500) من طريق صالح بن عمر، كلاهما عن أبي خلدة، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح. يزيد: هو ابن هارون، وابن عون: هو عبد الله بن عون ابن أرطبان. =(38/180)
23091 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، أَنَّ بُشَيْرَ بْنِ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ، وَرَخَّصَ فِي الْعَرِيَّةِ "، قَالَ: وَالْعَرِيَّةُ النَّخْلَةُ، وَالنَّخْلَتَانِ يَشْتَرِيهِمَا الرَّجُلُ بِخَرْصِهِمَا مِنَ التَّمْرِ فَيَضْمَنُهُمَا، فَرَخَّصَ فِي ذَلِكَ (1)
__________
= وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 14/376 من طريق سعيد ابن سفيان الجحدري، عن ابن عون، بهذا الإسناد موقوفاً.
وأخرجه الحارث في "مسنده - بغية الباحث" (784) من طريق فطر بن خليفة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5692) من طريق قيس بن مسلم المكي، كلاهما عن مجاهد، به مرفوعاً.
وسيأتي بالأرقام (23683) و (23684) و (23685) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14954) .
قوله: "لا يأتي أربعة مساجد"، ذكر منها الأقصى والطور ولم يرد ذكرهما إلا في هذا الحديث فيما نعلم، وليس في الأحاديث الصحيحة إلا ذكر مكة والمدينة.
قال السندي: قوله: "كل منهل" هو الذي يكون على الطرق، وما كان على غير الطريق لا يسمى منهلاً عُرفاً.
وانظر "النهاية في الفتن" لابن كثير 1/164-165.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والصحابي الذي روى عنه بُشَيْر بن يسار: هو سهل بن أبي حثمة كما جاء مصرحاً به في الرواية السالفة برقم (16092) ، وكما في رواية مسلم. وقرن بُشير في الرواية السالفة برقم (17262) مع سهل بن أبي حثمة رافع بن خديج. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري.
وأخرجه مسلم (1540) (67) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/30، والبيهقي في "السنن" 5/310 من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (1540) =(38/181)
23092 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ رِدْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ رِدْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ رِدْفَهُ فَعَثَرَتْ بِهِ دَابَّتُهُ فَقَالَ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: " لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّهُ يَتَعَاظَمُ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ، حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الْجَبَلِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي صَرَعْتُهُ، وَإِذَا قُلْتَ: بِسْمِ اللهِ، تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ " (1)
23093 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَهْلِي أُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا أَنَا بِهِ قَائِمٌ، وَإِذَا رَجُلٌ مُقْبِلٌ عَلَيْهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُمَا
__________
= (68) ، والنسائي في "المجتبى" 7/286، وفي "الكبرى" (6135) من طريق الليث، ومسلم (1540) (69) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، ثلاثتهم عن يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد. وقال بشير في رواية مسلم الأولى: عن بعض أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم سهل.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن اختلف فيه على أبي تميمة الهجيمي -وهو طريف بن مجالد الهجيمي- كما سلف بيانه عند الرواية السالفة برقم (20591) .
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1414) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (369) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، به.(38/182)
حَاجَةً، فَجَلَسْتُ، فَوَاللهِ لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ قَامَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ، حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، قَالَ: " أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ "، قُلْتُ: لَا، قَالَ: " ذَاكَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ سَلَّمْتَ عَلَيْهِ لَرَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ " (1)
23094 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ " (2)
23095 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ الْفَزَارِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القُردوسي، وأبو العالية: هو رُفيع بن مهران الرياحي.
وهو مكرر (20350) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هناك بيزيد بن هارون محمد بن جعفر.
قوله: وإذا أنا به قائم، قال السندي: بالرفع أي: وهو قائم، والجملة حال، أو بالنصب على أنه حال، ولا عبرة بالخط.
"أرثي" كأرمي، أي: أترحم لأجله.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه الأخير. يزيد: هو ابن هارون، وسليمان: هو ابن طرخان التيمي، وأنس: هو ابن مالك خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر (20597) و (23062) .(38/183)
عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى أُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ؟ قَالَ: " إِذَا مَلَأَ اللَّيْلُ بَطْنَ كُلِّ وَادٍ " (1)
23096 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْكِنَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ،
__________
(1) إسناده ضعيف، عبد العزيز بن عمرو بن ضمرة الفزاري لم يذكروا راوياً عنه غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1208) عن يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/331، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1207) ، وابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1206) ، وأحمد بن منيع (1209) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/23 من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3975) من طريق قطن بن نسير، عن جعفر ابن سليمان الضبعي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن وقت العشاء، فقال فذكره. قلنا: وقطن بن نسير ضعيف كان أبو زرعة يحمل عليه، وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله اهـ. ولعل هذا منه فقد خالف جمهور الرواة، والله تعالى أعلم.
وفى الباب عن أم أنس الأنصارية، عند الطبراني في "الكبير" 25/ (358) وإسناده تالف جداً.
وفي باب وقت صلاة العشاء عن ابن عباس، سلف برقم (3081) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11249) .
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14538) .(38/184)
أَنَّ بَعْضَ بَنِي مُدْلِجٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْكَبُونَ الْأَرْمَاثَ فِي الْبَحْرِ لِلصَّيْدِ، فَيَحْمِلُونَ مَعَهُمْ مَاءً لِلشَّفَّةِ (1) فَتُدْرِكُهُمُ الصَّلَاةُ وَهُمْ فِي الْبَحْرِ، وَأَنَّهُمْ ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنْ نَتَوَضَّأْ بِمَائِنَا عَطِشْنَا، وَإِنْ نَتَوَضَّأْ بِمَاءِ الْبَحْرِ وَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا فَقَالَ لَهُمْ: " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحَلَالُ (2) مَيْتَتُهُ " (3)
__________
(1) في (م) : للسفة، وفي (ظ 2) و (ق) : للسنة، والمثبت من (ظ 5) ، أي: من أجل الشُّرب.
(2) في نسخة في هامش (ظ 5) : الحِلّ.
(3) صحيح لغيره. عبد الله بن المغيرة، ويقال: المغيرة بن عبد الله، ويقال: المغيرة بن أبي بردة، روى عنه جمع ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث كما يأتي.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (628) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/130، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (626) و (627) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4032) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (493) و (494) و (495) و (496) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه الحاكم 1/141، والبيهقي في "المعرفة" (488) و (489) و (490) من طريق هشيم، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. إلا أنه سماه: المغيرة بن أبي بردة، بدل: عبد الله بن المغيرة.
وأخرجه عبد الرزاق (321) و (8657) ، والبيهقي في "المعرفة" (492) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/219 من طريق ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن المغيرة بن عبد الله، أن أناساً من بني مدلج سألوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... =(38/185)
23097 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، [عَنْ أَبِي سَعِيدٍ] (1) ، قَالَ يَزِيدُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: اجْتَمَعَ ثَلَاثُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: أَمَّا مَا يَجْهَرُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقِرَاءَةِ فَقَدْ عَلِمْنَاهُ، وَمَا لَا يَجْهَرُ فِيهِ فَلَا نَقِيسُ بِمَا يَجْهَرُ بِهِ، قَالَ: فَاجْتَمَعُوا فَمَا اخْتَلَفَ مِنْهُمْ اثْنَانِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ قَدْرَ
__________
= فذكره هكذا بصيغة الإرسال. وسمياه أيضاً: المغيرة بن عبد الله، بدل: عبد الله بن المغيرة. وقرن عبد الرزاق في روايته الأولى بابن عيينة الثوريَّ، ووقع في روايته الثانية يحيى بن أبي كثير، ولعله سبق نظر من الإسناد السابق له.
وأخرجه الحاكم 1/141-142، والبيهقي في "المعرفة" (497) و (498) من طريق حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبيه، عن رجل من بني مدلج.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (4031) من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن المغيرة بن عبد الله، عن أبيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره.
وأخرجه الطحاوي (4033) من طريق عبد ربه بن سعيد، عن المغيرة بن أبي بردة، عن عبد الله المدلجي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي إسناده ضعيفان.
وسلف الحديث في "المسند" برقم (7233) من طريق سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، فانظره مع شواهده هناك.
قال السندي: "يركبون الأرماث" هو جمع رَمَث، بفتح ميم، وهو خشب يضم بعضه إلى بعض ثم يُشَّدُّ ويُركَّب في الماء.
"للشفة" بفتحتين، أي: للشرب.
(1) ما بين معقوفين زيادة من "أطراف المسند" 8/349.(38/186)
ثَلَاثِينَ آيَةً فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ قَدْرَ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وَيَقْرَأُ فِي الْعَصْرِ فِي الْأُولَيَيْنِ بِقَدْرِ النِّصْفِ مِنْ قِرَاءَتِهِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ بِقَدْرِ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ " (1)
23098 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: أَظُنُّهُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ
__________
(1) حديث صحيح، وهذان إسنادان ضعيفان، الأول: فيه المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عقبة-، ورواية يزيد -وهو ابن هارون- عنه بعد اختلاطه، وفيه زيد العمِّي -وهو ابن الحواري- ضعيف.
والإسناد الثاني: فيه زيد العمي أيضاً. أبو نضرة: هو منذر بن مالك بن قِطعة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وحديث أبي سعيد الخدري أخرجه ابن ماجه (828) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/207، وفي "شرح المشكل" (4628) من طريق أبي داود الطيالسي، عن المسعودي، عن زيد العمي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري. ورواية الطيالسي عن المسعودي بعد اختلاطه أيضاً. وقد سلف بسند صحيح برقم (10986) من حديث أبي الصِّديق الناجي عن أبي سعيد الخدري.
وأخرج عبد الرزاق (2677) عن سفيان الثوري، عن زيد العمي، عن أبي العالية قال: كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمقوه في الظهر، فَحَزروا قراءته في الركعة الأولى من الظهر بتنزيل السجدة.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/356 عن وكيع، عن سفيان، عن زيد العمي، عن أبي العالية، قال: حزر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قراءته في الظهر نحواً من الَمَ التنزيل.
وأخرج ابن أبي شيبة موقوفاً 1/357 عن إسحاق بن سليمان، عن أبيه سليمان، عن أبي الربيع، عن أبي العالية قال: العصر على النصف من الظهر.(38/187)
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ " (1)
23099 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ جُرَيٍّ قَالَ: الْتَقَى رَجُلَانِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سُبْحَانَ اللهِ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَؤُهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالْوُضُوءُ نِصْفُ الْإِيمَانِ " (2)
23100 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ "، قَالَ رَجُلٌ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا
__________
(1) إسناده صحيح، وسلف في مسند ابن عمر برقم (5022) من طريق شعبة عن الأعمش.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عاصم بن أبي النجود، فقد روى له أصحاب السنن، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وغير جري -وهو ابن كليب النَّهدي- فقد مضى الكلام عليه فيما سلف برقم (18287) .
وانظر (23073) .(38/188)
إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ، خَمْسٌ مَنْ اتَّقَى اللهَ بِهِنَّ مُسْتَيْقِنًا دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَيْقَنَ بِالْمَوْتِ، وَالْبَعْثِ، وَالْحِسَابِ " (1)
23101 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي سَلْمٌ (2) ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَبًّا لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ "، قَالَ: فَحَدَّثَنِي صَاحِبِي أَنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْلُكَ تَبًّا لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَاذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً تُعِينُ عَلَى الْآخِرَةِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن يحيى بن أبي كثير لم يسمعه من أبي سلام، بينهما زيد بن سلام بن أبي سلام كما في الرواية السالفة برقم (15662) ، والرجل الذي حدَّث أبا سلام هو مولى لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسمَّى أبا سلمى كما أوضحناه هناك.
(2) تحرف في (م) و (ق) إلى: سالم، والمثبت من (ظ 5) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير سلم -وهو ابن عطية الفُقيمي- فقد لينه الحافظ ابن حجر في "التقريب".
وأخرجه المزي في ترجمة سلم من "تهذيب الكمال" 11/231 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(38/189)
23102 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ " (1)
23103 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِ مِائَةِ عَامٍ " ـ قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ الْحَسَنَ يَذْكُرُ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَقَالَ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْبَعُ مِائَةِ عَامٍ ـ قَالَ: " حَتَّى يَقُولَ الْمُؤْمِنُ (2) الْغَنِيُّ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ عَيْلًا "، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِّهِمْ لَنَا بِأَسْمَائِهِمْ؟ قَالَ: " هُمُ الَّذِينَ إِذَا كَانَ مَكْرُوهٌ بُعِثُوا لَهُ، وَإِذَا كَانَ مَغْنَمٌ بُعِثَ إِلَيْهِ سِوَاهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ يُحْجَبُونَ عَنِ الْأَبْوَابِ " (3)
__________
= وأخرجه النسائي في النكاح من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 11/176 من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه النسائي أيضاً في النكاح من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، به.
ويشهد له حديث ثوبان السالف برقم (22392) ، وانظر شرحه والكلام عليه هناك.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (15801) .
(2) لفظة: المؤمن، زدناها من (ظ 5) .
(3) إسناده ضعيف لضعف زيد أبي الحواري، وهو ابن الحواري العَمِّي.
أبو الصديق: هو بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس الناجي البصري. =(38/190)
23104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ غَالِبًا الْقَطَّانَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكَ وَعَلَى أَبِيكَ السَّلَامُ " (1)
__________
= وسلف حديث عبد الله بن عمرو بسند صحيح برقم (6578) بلفظ: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفاً".
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14476) وذكرنا عنده شواهده، وجاءت بعض الروايات بلفظ: خمس مئة عام، ذكرناها عند حديث جابر.
ولقوله: "هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له.. إلخ" انظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6570) .
قوله: "عيِّلاً" يعني: محتاجاً غاية الحاجة، كالعبد والصغير. قاله السندي.
"سمِّهم لنا" أي: صفهم لنا.
(1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل النميري وأبيه. غالب القطان: هو ابن خطّاف ابن أبي غيلان القطان.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (373) ، وعنه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (238) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن السني: عن رجل من بني تميم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/122 عن وكيع، عن شعبة، به. وزاد فيه: قلت: يا رسول الله، إن قومي يريدون أن يعرفوني، قال: "لا بد من عريف، والعريف في النار". ووقع عنده: عن رجل من بني تميم، عن أبيه، عن جده أو جد أبيه.
وأخرجه أبو داود (2934) ، ومن طريقه البيهقي 6/361 من طريق بشر بن المفضل، وأبو داود (5231) من طريق إسماعيل ابن علية، وأبو نعيم في "الحلية" 7/258 من طريق مسعر، ثلاثتهم عن غالب القطان، به. ورواية بشر بن المفضل مطولة وفيها قصة. ووقع في رواية ابن علية: "عن رجل" غير منسوب، وفى رواية مسعر: عن رجل من بني تميم. =(38/191)
23105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ (1) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ " (2)
23106 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الْأَقْمَرِ قَالَ: بَيْنَمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَخْطُبُ بَعْدَمَا قُتِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذْ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ آدَمُ طُوَالٌ فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعَهُ فِي حَبْوَتِهِ يَقُولُ: " مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ "، وَلَوْلَا عَزْمَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَدَّثْتُكُمْ (3)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: الجعد.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن صحابيه ابن أبي الجدعاء -وهو عبد الله- لم يخرج له سوى الترمذي وابن ماجه. خالد: هو ابن مهران الحذَّاء.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/741 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (15857) عن إسماعيل ابن علية عن خالد الحذاء.
(3) إسناده صحيح. عبد الله بن الحارث: هو الزُّبيدي النجراني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/99 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/428، وفي "خلق أفعال العباد" (404) و (405) ، والحاكم 3/173-174 من طرق عن شعبة، به. قال البخاري عقبه في "تاريخه": يقال: هو أبو كثير الزبيدي - يعني: زهير بن الأقمر. =(38/192)
23107 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ: نَشَدَ عَلِيٌّ النَّاسَ، فَقَامَ خَمْسَةٌ أَوْ سِتَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَهِدُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ " (1)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة عند الشيخين، وسلف برقم (7398) ولفظه: "اللهم إني أُحبُّه، فأَحِبَّه، وأحِبَّ من يُحِبُّه".
وعنه أيضاً وسلف برقم (7876) ولفظه: "من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني" يعني حَسَناً وحسيناً.
وعن البراء بن عازب عند الشيخين، وسلف برقم (18501) ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان حاملاً الحسن، فقال: "إني أُحبُّه، فأحِبَّه".
وعن ابن مسعود عند ابن حبان (6970) ولفظه: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي والحسن والحسين يَثِبان على ظهره، فيباعدُهما الناس، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دعوهما بأبي هما
وأمي، من أحبني فليُحبَّ هذين".
قال السندي: قوله: "طوال" بضم الطاء، أي: طويل.
"في حبوته" بتثليث الحاء: ضم الساقين إلى البطن والجلوس على الألْيتين.
(1) إسناده صحيح.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1021) .
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ورقة 222 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (86) من طريق محمد بن جعفر، به.
وسلف برقم (950) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالا: نشد عليٌّ الناس في الرحبة ... فذكره أطول مما هنا.
وفي الباب عن البراء بن عازب، سلف برقم (18479) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(38/193)
23108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ كُرْدُوسٍ قَالَ: كَانَ يَقُصُّ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَأَنْ أَجْلِسَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ "، يَعْنِي: الْقَصَصَ (1)
23109 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي (2) يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ حَيَّانَ يُحَدِّثُ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ قَبِيصَةَ، أَوْ قَبِيصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ يَقُولُ: صَلَّى هَذَا الْحَيُّ مِنْ مُحَارِبٍ الصُّبْحَ، فَلَمَّا صَلَّوْا قَالَ شَابٌّ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ سَيُفْتَحُ لَكُمْ مَشَارِقُ الْأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا، وَإِنَّ عُمَّالَهَا فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللهَ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ " (3)
23110 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدُبٍ: إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة كردوس بن قيس، وقد سلف الكلام عليه برقم (15899) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/745 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (564) من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به. وقال في آخره: قلت: أي مجلسٍ تعني؟ قال: مجلس الذكر.
(2) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(3) إسناده ضعيف، شقيق بن حيان ومسعود بن قبيصة مجهولان. محمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي البصري.(38/194)
هَؤُلَاءِ ـ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ ـ وَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ أَخْرُجَ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ، قَالَ: افْتَدِ بِمَالِكَ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ أُقَاتِلَ مَعَهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ جُنْدُبٌ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِقَاتِلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي ـ قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ ـ فَيَقُولُ: عَلَامَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلَانٍ "، قَالَ: فَقَالَ جُنْدُبٌ: فَاتَّقِهَا (1)
23111 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَقِيلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي مَسْجِدِ حِمْصَ، إِذْ مَرَّ رَجُلٌ فَقَالُوا: هَذَا خَدَمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنَهَضْتُ فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَدَاوَلْهُ الرِّجَالُ فِيمَا بَيْنَكُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حِينَ يُمْسِي أَوْ يُصْبِحُ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، (2)
__________
(1) إسناد صحيح على شرط الشيخين، وسلف برقم (16600) .
وسيأتي برقم (23165) و (23189) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سابق بن ناجية.
وأخرجه الحاكم 1/518 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. ووقع في إسناده قلبٌ وخطأ، يصحح من هنا. =(38/195)
23112 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو عَقِيلٍ أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ سَابِقَ بْنَ نَاجِيَةَ ـ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ـ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْبَرَاءِ ـ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ ـ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي مَسْجِدِ حِمْصَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، ثَلَاثَ مِرَارٍ إِذَا أَصْبَحَ، وَثَلَاثَ مِرَارٍ إِذَا أَمْسَى، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
23113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْحَمِيدِ صَاحِبَ الزِّيَادِيِّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ فَقَالَ: " إِنَّهُ بَرَكَةٌ أَعْطَاكُمُوهُ اللهُ فَلَا تَدَعُوهُ " (2)
23114 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ حُمَيْدِ (3) بْنِ الْقَعْقَاعِ،
__________
= وسلف الحديث عن أسود بن عامر برقم (18967) ، وسيأتي برقم (23112) عن عفان بن مسلم، كلاهما عن شعبة.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. عبد الحميد صاحب الزيادي: هو ابن دينار، وعبد الله بن الحارث: هو أبو الوليد الأنصاري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/145 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23142) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8898) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(3) لفظة "حميد" سقطت من (م) .(38/196)
عَنْ رَجُلٍ، جَعَلَ يَرْصُدُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي ذَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي "، ثُمَّ رَصَدَهُ الثَّانِيَةَ فَكَانَ يَقُولُ: مِثْلَ ذَلِكَ (1)
23115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْجُعْفِيَّ يُحَدِّثُ، عَنِ أَبِي حَصْبَةَ أَوْ ابْنِ حَصْبَة، عَنْ رَجُلٍ، شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَقَالَ: " تَدْرُونَ مَا الرَّقُوبُ؟ "، قَالُوا: الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ، فَقَالَ: " الرَّقُوبُ كُلُّ الرَّقُوبِ، الرَّقُوبُ كُلُّ الرَّقُوبِ، الرَّقُوبُ كُلُّ الرَّقُوبِ الَّذِي لَهُ وَلَدٌ فَمَاتَ وَلَمْ يُقَدِّمْ مِنْهُمْ شَيْئًا "
قَالَ: " تَدْرُونَ مَا الصُّعْلُوكُ؟ "، قَالُوا: الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَالٌ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصُّعْلُوكُ كُلُّ الصُّعْلُوكِ، الصُّعْلُوكُ كُلُّ الصُّعْلُوكِ، الَّذِي لَهُ مَالٌ فَمَاتَ، وَلَمْ يُقَدِّمْ مِنْهُ شَيْئًا "
قَالَ: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا الصُّرَعَةُ؟ " قَالَ، قَالُوا: الصَّرِيعُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصُّرَعَةُ كُلُّ الصُّرَعَةِ، الصُّرَعَةُ كُلُّ الصُّرَعَةِ، الرَّجُلُ يَغْضَبُ فَيَشْتَدُّ غَضَبُهُ، وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ، وَيَقْشَعِرُّ شَعَرُهُ، فَيَصْرَعُ (2) غَضَبَهُ " (3)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حميد -وقيل: عبيد- ابن القعقاع، وقد اختلف فيه على شعبة، كما سلف بيانه عند الرواية (16599) .
قال السندي: قوله: "ووسع لي في ذاتي": يريد سَعَة الخُلُق وشرح الصدر.
(2) في (م) : فيصرعه، وهو خطأ.
(3) صحيح لغيره دون قصة الصعلوك، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي حصبة أو ابن حصبة. =(38/197)
23116 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَالَ: أَسَرَنِي نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَأَصَابُوا غَنَمًا، فَانْتَهَبُوهَا فَطَبَخُوهَا، قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ النُّهْبَى ـ أَوِ النُّهْبَةَ ـ لَا تَصْلُحُ، فَأَكْفِئُوا الْقُدُورَ " (1)
__________
= وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3341) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1567) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن يزيد بن خصيفة، عن المغيرة ابن عبد الله الجعفي، قال: جلسنا إلى رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: خصفة أو ابن خصفة فجعل ينظر إلى رجل سمين، فقلت له: ما تنظر إليه، فقال: ذكرت حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمعته يقول: هل تدرون ما الشديد؟ قلت: الرجل يصرع الرجل. قال: "إن الشديد ... " فذكره ولم نقف على ترجمة المغيرة ابن عبد الله الجعفي.
وأخرجه الخطيب (1566) من طريق آخر عن وهب وسمى المغيرة: ابن سعيد الجعفي، وسمَّى الصحابي: خصيفة أو ابن خصيفة.
وانظر الإصابة 2/285 ترجمة خصفة.
وفي الباب دون قصة الصعلوك عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3626) وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "الصعلوك" بضم الصاد واللام كالعصفور.
"الصرعة" بضم صاد وفتح راء المبالغ في صراع الناس، أي: يطرحهم على الأرض، ويقال له: الصِّرِّيع بوزن سكين، والمراد أن العبرة لدفع النفس عند قيامها لا لدفع الغير، والمقصود أن هذا هو الممدوح شرعاً، لا أنه لا يطلق الاسم إلا عليه، وقيل: هو من قبيل الاسم، وكذا الكلام في الباقي، والله أعلم.
(1) صحيح لغيره دون قوله: "فاكفؤوا القدور"، وهذا إسناد حسن من أجل =(38/198)
23117 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِنْهَالِ أَوْ ابْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي الْمِنْهَالِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ
__________
= سماك بن حرب، والرجل الليثي: هو ثعلبة بن الحكم كما جاء مسمَّى في المصادر التي خرَّجت الحديث.
وأخرجه الطيالسي (1195) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/173، وفي "الأوسط" 1/200، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/49، والطبراني في "الكبير" (1375) و (1379) ، وابن قانع 1/121، والحاكم 4/134، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1354) و (1355) من طرق عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن الحكم الليثي. ورواية "التاريخ الأوسط" دون ذكر المرفوع.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (18841) ، والبخاري في "الكبير" 2/173، و"الأوسط" 1/200، وابن ماجه (3938) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (935) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/49، وفي "شرح المشكل" (1318) ، وابن قانع 1/120، وابن حبان (5169) ، والطبراني (1371) و (1372) و (1373) و (1374) و (1376) و (1377) و (1378) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1356) ، والمزي في ترجمة ثعلبة بن الحكم من "تهذيب الكمال"
4/391 من طرق عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن الحكم، فذكره.
وأخرجه الطبراني (1382) ، وأبو نعيم (1357) من طريق يزيد بن أبي زياد عن ثعلبة بن الحكم. قلنا: ويزيد ضعيف.
وأخرجه البخاري تعليقاً في "الكبير" 2/173، والحاكم 2/134 من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، عن ثعلبة بن الحكم، عن ابن عباس، به. قال البخاري عقبه: ولا يصح عن ابن عباس، وبنحوه قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان كما في "العلل" 2/224. قلنا: وأسباط ليس بذاك القوي. ثم قال أبو حاتم: ثعلبة بن الحكم قد سمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8317) . وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14351) وانظر تتمة الشواهد عندهما.(38/199)
عَنْ عَمِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَسْلَمَ: " صُومُوا الْيَوْمَ "، قَالُوا: إِنَّا قَدْ أَكَلْنَا، قَالَ: " صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ "، يَعْنِي: يَوْمَ عَاشُورَاءَ (1)
23118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، حَدَّثَنِي الْقَيْسِيُّ، أَنَّهُ " كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَبَالَ، فَأَتَى بِمَاءٍ فَهَالَ عَلَى يَدِهِ مِنَ الْإِنَاءِ فَغَسَلَهَا مَرَّةً، وَعَلَى وَجْهِهِ مَرَّةً، وَذِرَاعَيْهِ مَرَّةً، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ مَرَّةً بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا "، وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: " الْتَفَّ إِصْبَعُهُ الْإِبْهَامُ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن المنهال.
وسلف برقم (20329) عن حجاج، عن شعبة، وسيأتي برقم (23475) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، ويأتي تخريجه هناك.
وله شاهد من حديث هند بن أسماء وآخر من حديث سلمة، سلفا على التوالي برقم (15962) و (16507) ، وعند الأول ذكرنا تتمة الشواهد.
قوله: "لأسلم": اسم قبيلة.
(2) إسناده ضعيف لجهالة عمارة بن عثمان بن حُنيف، فقد تفرد بالرواية عنه أبو جعفر المديني -وهو عمير بن يزيد بن عمير الخطمي-، والمحفوظ في هذا الحديث ما رواه يحيى بن سعيد القطان، عن أبي جعفر الخطمي المديني عن عمارة بن خزيمة والحارث بن فضيل، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله أبو زرعة كما في "علل" ابن أبي حاتم 1/57، وإسناد يحيى القطان صحيح، وسلف برقم (15661) .
وأخرجه النسائي 1/79 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وفي باب وضوء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّةً مرَّة، عن ابن عباس، سلف برقم (1889) و (2072) .(38/200)
23119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ حَجَّاجَ بْنَ حَجَّاجٍ الْأَسْلَمِيَّ ـ وَكَانَ إِمَامَهُمْ ـ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ ـ وَكَانَ يَحُجُّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ حَجَّاجٌ: أُرَاهُ عَبْدَ اللهِ ـ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ " (1)
23120 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدٌ (2) الْمُكْتِبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يُحَدِّثُ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج بن حجاج الأسلمي تفرد بالرواية عنه شعبة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ونقل الذهبي في "الميزان" عن أبي حاتم: أنه مجهول، وتبعه الحافظ ابن حجر، ولم نقف على ذلك في كتب ولده التي بين أيدينا.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" كما في "أسد الغابة" لابن الأثير 1/460 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال أبو نعيم: ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة، فقال: أحسبه ابن مسعود، ورواه القواريري، عن محمد بن جعفر، وقال: أحسبه عبد الله بن مسعود.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/371-372 من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه أبو يعلى (5258) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به.
مختصراً.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7130) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "فأبردوا عن الصلاة" قال السندي: أي: بالصلاة، أو لأجل الصلاة.
(2) المثبت من نسخة في هامش (ظ 5) ، ومن "أطراف المسند" 4/143، ومن مصادر التخريج، وجاء في (م) والنسخ الخطية: عبد الملك.(38/201)
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ ـ قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ ـ " أَفْضَلُ الْعَمَلِ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ " (1)
23121 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعَصْرَ فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي، فَرَآهُ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِصَلَاتِهِمْ فَصْلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْسَنَ ابْنُ الْخَطَّابِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عُبيد المكتب -وهو ابن مهران الكوفي- فمن رجال مسلم. وصحابيه: هو عبد الله بن مسعود. أبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وأخرجه مختصراً الدارقطني 1/246-247، والحاكم 1/189 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الحاكم عقبه: الرجل هو عبد الله بن مسعود لإجماع الرواة فيه على أبي عمرو الشيباني.
قلنا: وسلف الحديث من طريق شعبة عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود برقم (3890) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه.
وأخرجه أبو يعلى (7166) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (3973) من طريق عبد الله بن سعيد، عن الأزرق بن قيس، به.
وأخرجه أبو داود (1007) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (728) ، وفي "الأوسط" (2109) ، والحاكم 1/270، والبيهقي 2/190 من طريق المنهال بن =(38/202)
23122 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَيْرُ الضَّبُعِ عِنْدِي أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنَ الضَّبُعِ، إِنَّ الدُّنْيَا سَتُصَبُّ عَلَيْكُمْ صَبًّا، فَيَا لَيْتَ أُمَّتِي لَا تَلْبَسُ الذَّهَبَ " (1)
__________
= خليفة، عن الأزرق بن قيس، قال: صلى بنا إمام لنا يكنى أبا رمثة، فقال: صليت هذه الصلاة ... وذكر قصة، ثم ذكر حديثنا. والمنهال ضعيف.
وذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة أبي ريمة -بالتحتانية- من "الإصابة" 7/147، أن ابن منده وأبا نعيم أخرجاه من طريق المنهال بن خليفة، عن الأزرق ابن قيس، قال: صلى بنا إمام يكنى أبا ريمة ... فذكره.
وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان، سلف بسند صحيح برقم (16866) وفيه: لا تُوصَلُ صلاةٌ بصلاة حتى تَخرُجَ أو تتكلم.
قوله: "لم يكن لصلاتهم فصل" يعني: لم يكن بين فرضهم ونفلهم فصل.
قاله السندي.
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- والرجل المبهم في الإسناد هو أبو ذر الغفاري كما جاء مسمَّى في رواية الطيالسي.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3986) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (447) عن شعبة، عن يزيد بن أبي زياد -وقد تحرف عنده إلى زيد بن أبي زياد- عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، قال: جاء أعرابي ... فذكره.
وسلف الحديث برقم (21353) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر صريحاً. وانظر شواهده هناك.(38/203)
23123 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، أَوْ جُهَيْنَةَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ قَبْلَ الْأَضْحَى بِيَوْمٍ أَوْ بِيَوْمَيْنِ أَعْطَوْا جَذَعَيْنِ، وَأَخَذُوا ثَنِيًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْجَذَعَةَ تُجْزِئُ مِمَّا تُجْزِئُ مِنْهُ الثَّنِيَّةُ " (1)
__________
(1) إسناده قوي.
وأخرجه الحاكم 4/226 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 7/219 من طريق خالد بن الحارث، والبيهقي 9/271 من طريق وهب ابن جرير، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/210، والحاكم 4/226 من طريق عبد الله بن إدريس، والنسائي 7/219 من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن عاصم، به.
وأخرجه البيهقي 9/270 من طريق سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد، عن رجل عن سعيد بن المسيب، عن رجل من جهينة فذكره. وفي إسناده عبد الله بن محمد ابن سعيد بن أبي مريم ضعيف.
وأخرجه أبو داود (2799) ، وابن ماجه (3140) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (764) ، والحاكم 4/226، والبيهقي 9/270 و270-271، والمزي في ترجمة مجاشع بن مسعود من "تهذيب الكمال" 27/217 من طرق عن سفيان الثوري، عن عاصم، عن أبيه، قال: كنا مع رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: مجاشع من بني سليم، فعزَّت الغنم فأمر منادياً فنادى ... فذكر نحو حديثنا.
هكذا سماه سفيان في روايته، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا اختلف قول شعبة وقول سفيان فالقول قول سفيان، والله أعلم.
وأخرجه البيهقي 9/270 من طريق سفيان، عن عاصم، عن أبيه، عن رجل -قال: كان من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أنهم كانوا مع مجاشع السلمي فعزت الأضاحي فقال له رجل: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... فذكره. وإسناده ضعيف، فيه ابن أبي مريم المذكور. =(38/204)
23124 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ مَرْثَدٍ، أَوْ مَرْثَدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: " هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ مِنْ أَحَدٍ حَيٌّ؟ "، قَالَ لَهُ مَرَّاتٍ: قَالَ: لَا، قَالَ: " فَاسْقِ الْمَاءَ "، قَالَ: كَيْفَ أَسْقِيهِ؟ قَالَ: " اكْفِهِمْ آلَتَهُ إِذَا حَضَرُوهُ، وَاحْمِلْهُ إِلَيْهِمْ إِذَا غَابُوا عَنْهُ " (1)
23125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَبِيبًا أَبَا رَوْحٍ يُحَدِّثُ،
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9739) .
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14348) ، وانظر تتمة الشواهد عند حديث أبي هريرة.
قوله: "إن الجذعة": يعني من الضأن.
(1) إسناده ضعيف، عياض بن مرثد، ترجمه ابن أبي حاتم في: عياض بن يزيد الكلابي، ونقل عن أبيه أنه مجهول.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/25، والطبراني في "الكبير" 17/ (1014) و (1015) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الكبير" 7/24-25 من طريق القاسم بن مالك المزني عن عاصم بن كليب، عن عياض بن يزيد، به. كذا وقع عنده: ابن يزيد، وكذا وقع عند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/409.
وسيأتي برقم (23126) .
وفي باب فضل سقي الماء عن سعد بن عبادة، سلف برقم (22458) ، ولفظه: مرَّ بي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله، دُلَّني على صدقة. قال: "اسْقِ الماءَ".
وعن كدير الضبي مرسلاً عند عبد الرزاق (19691) ، وابن خزيمة (2503) .(38/205)
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهَا: بِالرُّومِ فَأَوْهَمَ فِيهَا، فَقَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي "، قَالَ شُعْبَةُ: فَذَكَرَ الرُّفْغَ وَمَعْنَى قَوْلِهِ،: إِنَّكُمْ لَسْتُمْ بِمُتَنَظِّفِينَ (1)
23126 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ: أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عِيَاضَ بْنَ مَرْثَدٍ، أَوْ مَرْثَدَ بْنَ عِيَاضٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْهُمْ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ عَمَلٍ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " تَكْفِيهِمْ آلَتَهُمْ إِذَا حَضَرُوهُ، وَتَحْمِلُهُ إِلَيْهِمْ إِذَا غَابُوا عَنْهُ " (2)
23127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَأَلِجُ (3) ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَادِمِهِ: " اخْرُجِي إِلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يُحْسِنُ
__________
(1) إسناده حسن.
وهو مكرر (15873) ، وانظر (23072) .
قوله: "الرفغ" بفتح الراء وضمها وبالغين المعجمة: وسخ الجسد.
"بمتنظفين" من النظافة بمعنى الطهارة، أي: ذكر أنهم لا يحسنون الوضوء، فينشأ منه الخللُ في القراءة.
(2) إسناده ضعيف لجهالة عياض بن مرثد. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3375) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وانظر (23124) .
(3) في (ظ 5) و (ظ 2) : أيتلج.(38/206)
الِاسْتِئْذَانَ، فَقُولِي لَهُ: فَلْيَقُلِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ آَدْخُلُ؟ "، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، آَدْخُلُ؟ قَالَ: فَأَذِنَ، أَوْ قَالَ: فَدَخَلْتُ، فَقُلْتُ: بِمَ أَتَيْتَنَا بِهِ؟ قَالَ: " لَمْ آتِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، أَتَيْتُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ـ قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ ـ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَدَعُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَأَنْ تُصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَأَنْ تَصُومُوا مِنَ السَّنَةِ شَهْرًا، وَأَنْ تَحُجُّوا الْبَيْتَ، وَأَنْ تَأْخُذُوا مِنْ أَمْوَالٍ (1) أَغْنِيَائِكُمْ فَتَرُدُّوهَا (2) عَلَى فُقَرَائِكُمْ "، قَالَ: فَقَالَ: هَلْ بَقِيَ مِنَ الْعِلْمِ شَيْءٌ لَا تَعْلَمُهُ؟ قَالَ: " قَدْ عَلِمَ اللهُ خَيْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ، الْخَمْسَ (3) {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] " (4)
__________
(1) في (م) و (ظ 2) : مال.
(2) في (ظ 5) ونسخة من (ظ 2) : فتؤدوها.
(3) لفظة "الخمس" لم ترد إلا في (ظ 5) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، لكن ربعي بن حراش لم يسمعه من الرجل العامري، فقد جاء في بعض الروايات أنه قال: نُبِّئتُ، كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (316) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. مختصراً بقصة الاستئذان.
وأخرجه مختصراً كذلك أبو داود (5179) ، ومن طريقه البيهقي 8/340 من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، به. =(38/207)
23128 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ـ أَوْ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، مَنْصُورٌ الشَّاكُّ ـ إِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ قَدْرِ سَبْعِينَ عَامًا (1)
__________
= وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (7145) ، وعنه أبو داود بإثر (5178) ، ومن طريق أبي داود البيهقيُّ 8/340 عن أبي عوانة، عن منصور ابن المعتمر، عن ربعي بن حراش، قال: نُبِّئتُ أن رجلاً من بني عامر ... فذكره، ولم يسق الأخيران لفظه.
وأخرجه مختصراً أبو داود (5178) ، ومن طريقه البيهقي 8/340 عن هناد ابن السري، عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن منصور، عن ربعي، قال: حُدِّثتُ أن رجلاً من بني عامر.. فذكره.
وخالف في ذلك ابن أبي شيبة، فأخرجه عنه أبو داود (5177) ، والبيهقي 8/340 عن أبي الأحوص، عن منصور، عن ربعي، قال: حدثنا رجل من بني عامر ... فذكره مصرحاً بالتحديث!
وفي باب قصة الاستئذان، عن كَلَدة بن الحنبل، سلف برقم (15425) ، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4884) .
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أن تعبدوا الله وحده" إلى قوله: "وأن تأخذوا من أموال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم" انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2071) .
ولقصة مفاتِح الغيب، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4766) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه. منصور: هو ابن المعتمر. =(38/208)
23129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حُذَيْفَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَظَرْتُ إِلَى الْقَمَرِ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَرَأَيْتُهُ كَأَنَّهُ فِلْقُ جَفْنَةٍ "، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ (1) : إِنَّمَا يَكُونُ الْقَمَرُ كَذَاكَ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ (2)
23130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي كَبْشَةَ يَخْطُبُ بِالشَّامِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْخَمْرِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْخَمْرِ: "
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/25، وفي "الكبرى" (6951) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به. وفيه: "لم يجد رائحة الجنة" من غير شك.
وانظر (18072) .
(1) جاء في (م) و (ظ 2) و (ق) بعد هذا: "إنما يكون القمر كذاك صبيحة ليلة القدر، فرأيته كأنه فلق جفنة، وقال أبو إسحاق: إنما يكون ليلة ثلاث وعشرين" وهو خطأ، وما أثبتناه من (ظ 5) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، أبو إسحاق: هو السبيعي عمرو بن عبد الله بن عبيد. وأبو حذيفة: هو سلمة بن صهيب الأرحبي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3411) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي حذيفة، عن علي بن أبي طالب برقم (793) . وانظر شرحه والتعليق عليه هناك.(38/209)
إِنْ شَرِبَهَا فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ فَاقْتُلُوهُ " (1)
23131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " الضُّعَفَاءُ الْمُتَظَلِّمُونَ "، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ النَّارِ؟ "، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِيٍّ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يزيد بن أبي كبشة -السكسكي- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه. أبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.
وأخرجه الحاكم 4/372 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال في آخره: فسمعت أبا علي الحافظ يحدثنا بهذا الحديث، فقال في آخره: هذا الصحابي من أهل الشام وهو شرحبيل بن أوس.
قلنا: وقد سلف حديث شرحبيل بن أوس من غير هذا الطريق برقم (18053) .
وسلف في حديث عبد الله بن عمرو (6553) أن هذا الحديث منسوخ عند عامة أهل العلم، فانظره لزاماً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه. أبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.
وسلف بسند ضعيف من طريق عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة برقم (8821) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7010) ، وانظر تتمة شواهده عند حديثه السالف برقم (6580) .
قوله: "الجعظري" أي: الفظّ الغليظ المتكبر، وقيل: هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفيه قِصَر قاله ابن الأثير.(38/210)
23132 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ سِنِينَ قَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَمَشَّطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ يَبُولَ فِي مُغْتَسَلِهِ، أَوْ تَغْتَسِلَ الْمَرْأَةُ بِفَضْلِ الرَّجُلِ، أَوْ يَغْتَسِلَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ الْمَرْأَةِ، وَلْيَغْتَرِفَا جَمِيعًا " (1)
23133 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ رَجُلًا أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضُمُّ إِلَيْهِ حَسَنًا وَحُسَيْنًا يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا " (2)
23134 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْعَقِيقَةِ، فَقَالَ: " لَا
__________
(1) إسناده صحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/413 من طريق قتيبة، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (17011) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. سليمان بن داود: هو الهاشمي، وعطاء: هو ابن يسار.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9759) .
وعن البراء بن عازب عند الترمذي (3782) .
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7398) .(38/211)
أُحِبُّ الْعُقُوقَ "، كَأَنَّهُ كَرِهَ الِاسْمَ، وَقَالَ: " مَنْ وُلِدَ لَهُ، فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَفْعَلْ " (1)
23135 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْكَافِرَ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الضمري.
وهو في "الموطأ" 2/500، ومن طريقه أخرجه البيهقي 9/300.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6571) من طريق الدراوردي، عن زيد بن أسلم، به.
وسيأتي برقم (23643) من طريق سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة، عن رجل من قومه.
وبرقم (23644) عن ابن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن رجل عن أبيه أو عن عمه.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف بسند حسن برقم (6713) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2014) من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً بذكر قصةٍ أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4985) من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو بن يحيى، به.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4718) . وانظر تتمة شواهده هناك. =(38/212)
23136 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَمَّنْ " صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمِ ذَاتَ (1) الرِّقَاعِ صَلَاةَ الْخَوْفِ، أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ، وَطَائِفَةً وِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَصَفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى، فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا، وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَلَّمَ "، قَالَ مَالِكٌ: وَهَذَا أَحَبُّ مَا سَمِعْتُ إِلَيَّ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ (2)
__________
(1) في (م) والأصول الخطية: ذات يوم الرقاع، والمثبت من "الموطأ" و"صحيح البخاري".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق ابن عيسى -وهو ابن نجيح البغدادي- فمن رجال مسلم.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/183، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/177، وفي "الرسالة" (509) و (677) ، والبخاري (4129) ، ومسلم (842) ، وأبو داود (1238) ، والنسائي في "المجتبى" 3/171، وفي "الكبرى" (1925) ، والطبري في "تفسيره" 5/251، وأبو عوانة (2426) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4218) ، وفي "شرح المعاني" 1/312-313، والدارقطني في "السنن" 2/60، والبيهقي في "معرفة السنن" (6702) ، وفي "السنن" 3/252-253، وفي "الدلائل" 3/376-377، والبغوي في "شرح السنة" (1094) .
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/235 من طريق معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن رجل.. فذكره موقوفاً. =(38/213)
23137 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَمٍّ لِي قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي قَوْلًا وَأَقْلِلْ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ، قَالَ: " لَا تَغْضَبْ "، قَالَ: فَعُدْتُ لَهُ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَعُودُ
__________
= وخالف المعتمر بن سليمان عَبدُ الله بن عمر العمري، فقد أخرجه الشافعي في "الرسالة" (510) و (678) ، وابن خزيمة (1360) ، والبيهقي في "السنن" 3/253، وفي "المعرفة" (6703) و (6706) ، وفي "الدلائل" 3/378 من طريقه، عن أخيه عبيد الله، عن القاسم، عن صالح بن خوات، عن أبيه خوات، مرفوعاً، وعبد الله العمري ضعيف.
قال الحافظ في "الفتح" 7/422: ويحتمل أن صالحاً سمعه من أبيه، ومن سهل بن أبي حثمة، فلذلك يبهمه تارة ويعينه أخرى. إلا أنَّ تعيين كونها كانت ذات الرقاع، إنما هو في روايته عن أبيه، وليس في رواية صالح عن سهل أنه صلاها مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وينفع هذا فيما سنذكره قريباً من استبعاد أن يكون سهل بن أبي حثمة كان في سن من يخرج في تلك الغزاة، فإنه لا يلزم من ذلك أن لا يرويها، فتكون روايته إياها مرسل صحابي، فبهذا يقوى تفسير الذي صلى مع النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخوات، والله أعلم. انتهى.
وقال أيضاً 7/425: وقد أورد مسلم وأبو داود من هذا الوجه [أي من رواية يحيى القطان عن يحيى الأنصاري] بلفظ: "أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بأصحابه في الخوف فصفهم خلفه صفين" فذكر الحديث، وهو مما يقوي ما قدمته: أن سهل بن أبي حثمة لم يشهد ذلك، وأن المراد بقول صالح بن خوات: "ممن شهد" أبوه، لا سهل، والله أعلم. انتهى.
قلنا: وسلف الحديث من طريق القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة. برقم (15710) .(38/214)
إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَغْضَبْ " (1)
23138 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَطْمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ وَهُوَ يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: أَخْبِرْنِي مَا سَمِعْتَ أَبَاكَ يَقُولُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي الزناد، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان، وباقي رجال الإسناد ثقات. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وابن عم الأحنف -أو عمه-: هو جارية بن قدامة كما سلف بيانه عند الرواية (15964) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2100) من طريق أسد بن موسى، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (2107) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/248 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويحيى الحماني ضعيف.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8279) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، عن ابن أبي الزناد، عن عروة، عن الأحنف بن قيس، قال: أخبرني ابنُ عم لي جاريةُ بن قدامة، قال: قلت: يا رسول الله ...
وتحرف في المطبوع جارية إلى: حارثة، وزاد المحقق من جعبته في إسناده بين ابن عم لي وبين جارية: [عن] !
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8280) ، وابن بشكوال 1/123 من طريق داود ابن عمرو، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن ابن عمر. وقال البيهقي: هذا وهم ظاهر من داود بن عمرو هذا، فقد رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن عم له أنه أتى رسول الله ...
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (6635) ، وانظر شواهده هناك.(38/215)