. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إبراهيم التيمي، قال: حدثنا عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت، فذكر الحديث. قال البيهقي عن هذه الرواية: وهي تدل على صحة ما قاله شعبة. يعني عدم سماع النخعي للحديث من أبي عبد الله الجدلي.
قلنا: وفي هذه الرواية عرفت الواسطة بين إبراهيم النخعي وأبي عبد الله الجدلي، وهو إبراهيم التيمي، وإبراهيم التيمي قد روى الحديث عن عمرو بن ميمون الأودي، عن أبي عبد الله الجدلي، وهو القول الصواب الذي صححه الترمذي، ووقع في حديث التيمي اختلاف سنبينه في الرواية الآتية برقم (21853) ، وهو اختلاف لا يقدح في صحته إن شاء الله.
وأما فيما يخص سماع الجَدَلي له من خزيمة، فقد قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل" 1/173: لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح، لأنه لا يعرف لأبي عبد الله الجدلي سماع من خزيمة بن ثابت. قال ابن دقيق العيد في "الإمام" فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 1/177: فلعل هذا بناء على ما حكي عن بعضهم أنه يشترط في الاتصال أن يثبت سماع الراوي من المروي عنه ولو مرة، هذا أو معناه، وقيل: إنه مذهب البخاري.
وقد أطنب مسلم في الرد لهذه المقالة، واكتفى بإمكان اللقاء، وذكر شواهد.
قلنا: وعلى هذا فالحديث صحيح على مذهب مسلم ومن وافقه، وقد صححه يحيى بن معين فيما نقله الترمذي في "سننه" وصححه هو أيضاً وابنُ حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/177 عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/82، والطبراني (3764) من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" ص 93، والطحاوي 1/81، والطبراني في "الكبير" (3765 - 3780) ، وفي "الصغير" (1061) و (1154) من طرق عن حماد بن أبي سليمان، به. وزاد عند أبي حنيفة: إذا لبسهما وهو متوضئ.
وزاد في رواية أخرى: إن شاءَ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3786) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =(36/171)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 2/274 من طريق الحارث العكلي، والطبراني (3784) من طريق علي بن الحكم البناني، و (3785) من طريق شعيب بن الحبحاب، و (3787) من طريق يزيد بن الوليد، و (3788) من طريق زكريا بن يحيى البَدِّي، وفي "الصغير" (1154) من طريق الحكم بن عتيبة والمغيرة بن مقسم الضبي ومنصور بن المعتمر كلهم عن إبراهيم النخعي، به. قلنا: وسيأتي الحديث من طريقي
الحكم بن عُتيبة ومنصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي. وانظر تمام تخريج هذين الطريقين في موضعهما.
وأخرجه الترمذي في "العلل" 1/174-175، والطبراني (3761) من طريق ذَوَّادِ بن عُلْبَةَ، عن مُطَرِّف بن طريف، عن عامر الشعبي، عن أبي عبد الله الجدلي، به.
قال الترمذي: سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: إنما روى هذا الحديث ذواد بن علبة، عن مطرف عن الشعبي، ولا أدري هذا الحديث محفوظاً. ولم يعرفه إلا من هذا الوجه. قلنا: وذواد بن علبة ضعيف الحديث.
وأخرجه الطبراني (3747) من طريق الحكم بن عتيبة، عن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن خزيمة بن ثابت. قلنا: وهذا إسناد ضعيف، فقد رواه عن الحكم بن عتيبة محمدُ بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف، وقد اختلف عليه فيه، فروي عنه عن الحكم، عن إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة عند الطبراني (3792) ، وروي عنه عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن خزيمة عند الطبراني (3713) . ووقع اسمه في هذا
الموضع من مطبوعة الطبراني: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو خطأ.
وسيأتي (21852) و (21862) و (21868) و (21869) و (21870) و (21875) و (21880) من طريق إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، وبرقم (21857) و (21859) و (21871) و (21881) من طريق إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة. وبرقم (21853) =(36/172)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد، عن عمرو بن ميمون، عن خزيمة. وزاد في الروايتين (21857) و (21859) : ولو استزدناه لزادنا. وفي الروايتين (21871) و (21881) : وايم الله لو مضى السائل في مسألته، لجعلها خمساً.
وفي باب توقيت المسح على الخفين عن علي بن أبي طالب، أخرجه مسلم (276) ، وقد سلف في "المسند" برقم (748) .
وعن صفوان بن عسال، سلف برقم (18091) . قال البخاري كما في "علل الترمذي": وهو أصح الحديث في التوقيت في المسح على الخفين.
وعن عوف بن مالك سيأتي 6/27.
وعن أبي بكرة عند ابن ماجه (556) ، وصححه ابن حبان (1324) .
وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (555) ، والترمذي في "العلل" 1/171، وضعفه البخاري.
وقد استُدِلَّ بحديث خزيمة على ترك التوقيت، لورود قول الراوي فيه: ولو استزدناه لزادنا.
قال الخطابي في "معالم السنن" 1/60: ولو ثبت هذا الكلام لم يكن فيه حجة، لأنه ظن منه وحسبان، والحجة إنما تقوم بقول صاحب الشريعة لا بظن الراوي.
قلنا: واستدل لترك التوقيت بحديث أُبيِّ بنِ عُمارة عند أبي داود (158) ، وابن ماجه (557) ، وهو ضعيف. وبحديث عمر بن الخطاب عند ابن ماجه (558) ، والبيهقي 1/280، وفيه: أن عمر رضي الله عنه قال لعقبة بن عامر حين لبس الخف من الجمعة إلى الجمعة: أصبت السنة. وفي بعض رواياته أنه قال له: أصبت. ولم يقل: السنة. قال الدارقطني في "العلل" 1/111: وهو المحفوظ.
قال البغوي في "شرح السنة" 1/461-462: ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم إلى توقيت المسح على الخفين على ما ورد في الحديث، =(36/173)
21852 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، وَحَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ: " يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ، وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهُنَّ لِلْمُسَافِرِ " (1)
__________
= وهو قول علي، وابن مسعود، وابن عباس، وإليه ذهب من التابعين: عطاء، وشريح وغيرهما، وبه قال الأوزاعي، وابن المبارك، والثوري، والشافعي، وأصحاب الرأي، وأحمد، وإسحاق.
وابتداء المُدَّة من أول حَدَث يُحدثه بعد لبس الخف عند أكثرهم، وقال الأوزاعي وأحمد وإسحاق: ابتداء المدة من وقت المسح.
وذهب مالك إلى أنه لا تقدير لمدة المسح، بل له أن يمسح ما لم يلزمه الغسل، يروى ذلك عن عمر وعثمان وعائشة. وانظر تتمة كلامه.
(1) حديث صحيح، حماد -وهو ابن أبي سليمان صدوق- مُتابِعُه الحكم -وهو ابن عتيبة- ثقة، وكذا باقي رجال الإسناد. لكنه قد أُعِلَّ من هذا الطريق كما بينا في الحديث الذي قبله.
وأخرجه الطيالسي (1219) ، وأبو داود (157) ، وابن الجارود (86) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (182) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/81 و82، والطبراني في "الكبير" (3763) ، وفي "الصغير" (1154) ، والبيهقي 1/278، والمزي في ترجمة أبي عبد الله الجدلي من "تهذيب الكمال" 34/25 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ووقعت نسبة إبراهيم عند الطبراني في "الكبير": إبراهيم التيمي، وهو خطأ، ولم يُذكر حماد بن أبي سليمان في إحدى روايات الطحاوي. وزاد في هذه الرواية: ولو أطنب له السائل في مسألته لزاده.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3790) و (3791) و (3792) من طرق عن الحكم بن عتيبة وحده، به. وزاد في الموضع الثالث: إذا أدخلهما وقدماه طاهرتان.
وانظر ما قبله.(36/174)
21853 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسَبُهُ قَالَ: وَلَيَالِيهُنَّ، لِلْمُسَافِرِ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يرو له البخاري، وقد اختلف فيه على إبراهيم التيمي.
فأخرجه ابن ماجه (554) ، والطبراني (3759) ، والبيهقي 1/278 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3760) من طريق المثنى بن معاذ العنبري، عن شعبة، به.
وروي عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون دون ذكر الحارث بن سويد، أخرجه ابن ماجه (553) ، والخطيب في "تاريخه" 2/50 من طريق سعيد بن مسروق الثوري، عن التيمي، عن عمرو بن ميمون، به.
وروي عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، بإسقاط الحارث بن سويد، وزيادة أبي عبد الله الجدلي بين عمرو ابن ميمون وخزيمة. وسيأتي بالأرقام (21857) و (21859) و (21871) و (21881) ، ويخرج من هذا الطريق في تلك المواضع.
وروي عن إبراهيم التيمي على هذا الوجه، لكن دون ذكر عمرو بن ميمون، أخرجه كذلك الطيالسي (1218) ، والطبراني (3756) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم التيمي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة.
قلنا: والأشبه بالصواب قول من قال: عن التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، لأن أبا عبد الله الجدلي ثابت في الإسناد، =(36/175)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد ذكره إبراهيم النخعي في روايته، وذكرنا فيما سلف برقم (21851) الرواية التي فيها تحديث التيمي للحديث في حجرته بحضور إبراهيم النخعي، وفيها تصريح التيمي بسماعه من عمرو بن ميمون، وبذلك يكون عمرو بن ميمون ثابتاً أيضاً في الإسناد. وقد تفرد أبو الأحوص بإسقاطه من الإسناد، وهو مخالف لرواية الثقات عن منصور كما سنبينه عند الرواية الآتية برقم (21857) .
وأما الرواية التي فيها الحارث بن سويد فهي تخالف الرواية التي فيها تصريح إبراهيم التيمي بسماعه من عمرو بن ميمون، قال ابن دقيق العيد فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 1/177: فبمقتضى هذا التصريح لقائل أن يقول: لعل إبراهيم سمعه من عمرو بن ميمون، ومن الحارث بن سويد، ووجه آخر على طريقة الفقه، وهو أن يقال: إن كان متصلاً فيما بين التيمي وعمرو ابن ميمون فذاك، وإن كان منقطعاً فقد تبين أن الواسطة بينهما الحارث بن سويد، وهو من أكابر الثقات.
قلنا: وبذلك رجع الحديث إلى رواية التيمي عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، ورجالها ثقات، غير أنه قيل فيها: إن أبا عبد الله الجدلي لم يسمع من خزيمة، وقد تكلمنا على ذلك عند الرواية السالفة برقم (21851) .
وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 1/22.
وقد وقع في حديث الحارث بن سويد اختلاف آخر ذكره البيهقي، فقد قال في "سننه" 1/278 بعد أن أخرج حديثنا: ورواه الثوري عن سلمة بن كهيل، فخالف شعبة في إسناده، ثم أخرج من طريق الثوري عن سلمة، عن الحارث ابن سويد، عن عبد الله بن مسعود أثراً موقوفاً عليه في توقيت المسح على الخفين. وقال بإثره: ورواه يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم التيمي، فخالفهم جميعاً. وأخرج من طريق يزيد بن أبي زياد، عن التيمي، عن الحارث، عن عمر بن الخطاب قال: يمسح المسافر على الخفين ثلاثاً.
وقد قال ابن التركماني تعقيباً على صنيع البيهقي هذا: إنما تعلل رواية برواية إذا ظهر اتحاد الحديث، والذي ذكره عن الثوري فتوى لابن مسعود في =(36/176)
21854 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْسِيِّ، (1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَسْتَحْيِي اللهُ مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ " (2)
__________
= توقيت المسافر، والذي ذكره عن يزيد فتوى لعمر، وهما موقوفان، فكيف يعلل بهما حديث خزيمة المرفوع الدال على ترك التوقيت كما زعم؟!
(1) كذا في (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ورقة 358، وفي (م) و (ر) : خزيمة بن ثابت، عن العبسي. وهو خطأ، وما وقع في (ظ 5) و"جامع المسانيد" من نسبة خزيمة بن ثابت عبسياً، وهم من بعض الرواة، فإن خزيمة بن ثابت أنصاري أوسي كما سلف في ترجمته.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله بن هرمي الصواب في اسمه هرمي بن عبد الله، ونبه البخاري في "تاريخه" 8/257، والبيهقي في "سننه" 7/197 على وهم من قال: عبد الله بن هرمي، وهو: هَرَمِي بن عبد الله الخطمي -ويقال: الواقفي- المدني. وقيل في اسمه أقوال أخرى أيضاً.
وهرمي هذا ذكره بعضهم في الصحابة، وقيل: إنه كان أحد البكائين في غزوة تبوك. والذي انتهى إليه الحافظان الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" 2/218 و219، وابن حجر في "تهذيبه" 4/265 (طبعة مؤسسة الرسالة) أنهما اثنان. قال ابن حجر: الذي يظهر أن هرمي بن عبد الله الواقفي صحابي كبير غير هرمي بين عبد الله الخطمي -أو الواقفي أيضاً- الراوي عن خزيمة بن ثابت.
وقد روى ابن إسحاق، عن ثمامة بن قيس بن رفاعة، عن هَرَمِيِّ بن عبد الله رجلٍ من قومه كان ولد في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأدرك أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوافرين، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من سمع الأذان في الجمعة ولم يأتها كان في =(36/177)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= التي بعدها أثقل ... " فهرمي بن عبد الله هذا هو الذي روى عن خزيمة، وأما الذي شهد مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض مشاهده وكان في غزوة تبوك ممن استحمله، فلا يوصف بكونه ولد في عهده، والله تعالى أعلم. وقد فرق بينهما أبو نصر بن ماكولا في "الإكمال" (7/410 - 411) في باب الهاء.
قلنا: لكن ابن ماكولا جعلهما واحداً في باب الواو 7/398، والصواب أنهما اثنان: الصحابي الذي كان مع البكائين، والآخر هو الراوي عن خزيمة، وهو تابعي كبير، وهو راوي حديث ترك الجمعة، ولا يبعد أن يكون ولد على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهرمي هذا روى عنه ثلاثة أو أكثر، وذكره ابن حبان في قسم التابعين من "ثقاته" 5/516، وحجاج بن أرطاة مدلس، وقد عنعن، لكنه متابع، وعمرو ابن شعيب صدوق، وأبو معاوية -وهو محمد بن خازم الضرير- ثقة.
وأخرجه الطبراني (3735) ، والبيهقي 7/197 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1924) من طريق عبد الواحد بن زياد، والطبراني (3734) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن حجاج بن أرطاة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8988) من طريق علي بن الحكم البناني، والطبراني (3733) من طريق ابن لهيعة، والبيهقي 7/198 من طريق مثنى بن الصبَّاح، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به. وعلي بن الحكم ثقة، وابن لهيعة صالح في المتابعات، والمثنى ضعيف.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/257، والبيهقي 7/197 من طريق حميد ابن قيس، والنسائي في "الكبرى" (3983) من طريق يزيد بن الهاد، كلاهما عن هرمي، به.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (21850) .
قوله: "لا يستحي الله من الحق" تمهيد لذكر هذا الفعل بناء على أنه شنيع =(36/178)
21855 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاحُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَرَمِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (2)
21856 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خُزَيْمَةَ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ (3) ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ،: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الِاسْتِطَابَةَ فَقَالَ: " ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ " (4)
__________
= بين الناس جداً حتى صار ذكره شنيعاً، فبين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لا بد من بيان النهي عنه
لكونه حقاً، فلا بد أن الله تعالى يبينه، ولا بد للرسول أن يبلغ ذلك، والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) لم يُذكر عمرو بن شعيب في (م) والنسخ الخطية، وأثبتناه من "أطراف المسند" 2/308، و"إتحاف المهرة" 4/438، وهو الصواب.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين. عبد الله بن هرمي صوابه هرمي بن عبد الله، وهو تابعي كبير، روى عنه ثلاثة أو أكثر، ووثقه ابن حبان، فحديثه يحتمل التحسين، وعمرو بن شعيب صدوق، وحجاج -هو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه متابع، وابن أبي زائدة -وهو يحيى بن زكريا- ثقة من رجال الشيخين. وانظر ما قبله.
(3) سقط من إسناده في (م) عمارة بن خزيمة.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن خزيمة المزني، وجاء مكانه في بعض الروايات: أبو خزيمة، وإنما هو عمرو بن خزيمة نفسه، مال إلى ذلك الحافظ المزي في "التحفة" 3/125، وأكده الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"، وقد اختلف فيه على هشام بن عروة كما سيأتي بيانه.
محمد بن بشر: هو العبدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/154 و156 و14/223، والترمذي في "العلل =(36/179)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الكبير" 1/96، والطبراني (3725) من طريق عبدة بن سليمان، والدارمي (671) من طريق علي بن مسهر، وأبو داود (41) ، ومن طريقه البيهقي 1/103 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، وابن ماجه (315) من طريق سفيان بن عيينة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/121 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، خمستهم عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وذُكر عمرو بن خزيمة عند بعضهم بكنيته: أبو خزيمة. ووقع في مطبوعة الطبراني عند الحديث (3725) : عبدة بن سليمان بن عروة، وهو خطأ، صوابه: عبدة ابن سليمان، عن هشام بن عروة. وتحرف اسم عبد الرحيم بن سليمان في مطبوعة الطحاوي إلى عبد الرحمن بن سليمان، وصوب من "إتحاف المهرة" 4/431.
وسيأتي برقم (21861) عن وكيع بن الجراح، وبرقم (21872) عن عبد الله ابن نمير، كلاهما عن هشام، به.
وقد اختلف فيه على هشام بن عروة، فروي عنه بإبهام شيخه، وسيأتي برقم (21879) .
ورواه أبو معاوية الضرير، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد، عن عمرو بن خزيمة، به. بزيادة عبد الرحمن بن سعد. أخرجه الطبراني (3723) ، والبيهقي 1/103، والخطيب في "المتفق والمفترق" (896) . قال البخاري كما في "علل الترمذي" 1/97: أبو معاوية أخطأ في هذا الحديث إذ زاد: عن عبد الرحمن بن سعد.
وروي عن هشام بن عروة على وجه آخر بجعل أبي وَجزة مكان أبي خزيمة عمرو بن خزيمة، أخرجه الشافعي 1/29، والحميدي (432) ، والطبراني (3724) ، والبغوي (179) من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام، عن أبي وجزة، عن عمارة بن خزيمة، به. زاد الطبراني وحده بإثره: قيل لسفيان: إنهم يقولون: أبو خزيمة. قال: لا، إنما هو أبو وجزة الشاعر. قلنا: وقد جاء
الحديث عند ابن ماجه (315) من رواية سفيان بن عيينة، عن هشام، =(36/180)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفيه: أبو خزيمة. ولعله إنما أورده كذلك لأنه قرن روايته برواية وكيع، وذكره بلفظ رواية وكيع.
وروي عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عمارة بن خزيمة، به. بجعل عروة بن الزبير مكان عمرو بن خزيمة. أخرجه الطبراني (3729) ، وراويه عن هشام هو إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهشام بن عروة مدني.
وروي عن هشام بن عروة، عن عمرو بن خزيمة، عن أخيه عمير بن خزيمة. ذكر هذه الرواية الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 3/126.
ووقع في المطبوع من "أسد الغابة" لابن الأثير 2/133 من طريق عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة: حدثتني عمرة بنت خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، به. ولعله تحريف أو خطأ مطبعي، فإن رواية ابن نمير ستأتي برقم (21872) ، وفيها: حدثني عمرو بن خزيمة، لا حدثتني عمرة بنت خزيمة. وكذا هو في جميع المصادر التي خرجته من هذا الطريق.
وروي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وسيأتي في الرواية (21879) .
قلنا: والقول الصواب من هذه الأقوال: قول من قال: عن هشام، عن عمرو بن خزيمة -وهو أبو خزيمة-، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه كما هي رواية المصنف هنا، قال ذلك علي ابن المديني والبخاري وأبو زرعة الرازي، وصوب البخاري أيضاً حديث عروة المرسل. انظر "سنن البيهقي" 1/103، و"علل الترمذي" 1/97، و"علل ابن أبي حاتم" 1/55.
وللحديث شاهد من حديث سلمان الفارسي عند مسلم (262) ، وسيأتي 5/437.
ومن حديث ابن مسعود، وجابر بن عبد الله، ورويفع بن ثابت. سلفت برقم (4053) و (15296) و (16995) .
ومن حديث عائشة سيأتي 6/108. =(36/181)
21857 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " امْسَحُوا عَلَى الْخِفَافِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " وَلَوْ اسْتَزَدْنَاهُ لَزَادَنَا (1)
__________
= قال البغوي في "شرح السنة" 1/365: الرجيع قد يكون الرَّوْث، سمي به لأنه رجع عن حاله الأولى بعد أن كان طعاماً إلى غيرها، وقد يكون الحجر الذي استنجي به، رجع إليه فاستنجى به. قلنا: وانظر النهي عن الاستنجاء بالروث في حديثي ابن مسعود وأبي هريرة السالفين برقم (3685) و (7368) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجدلي، فهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وغير صحابيه خزيمة، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن، وقد اختلف فيه على إبراهيم التيمي كما سلف بيانه في التعليق على الرواية رقم (21853) . أبو عبد الصمد العمي: هو عبد العزيز بن عبد الصمد، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3755) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3755) أيضاً من طرق أخرى عن أبي عبد الصمد العمي، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/81، وابن حبان (1332) ، والطبراني (3757) من طريق جرير بن عبد الحميد، والترمذي في "العلل الكبير" 1/172، والبيهقي 1/277 من طريق زائدة بن قدامة، كلاهما عن منصور، به. وقرن الطحاوي بجرير بن عبد الحميد سفيان بن عيينة، وسيأتي حديثه عن منصور برقم (21859) .
وأخرجه الطيالسي (1218) ، والطبراني (3756) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن إبراهيم التيمي، عن منصور، عن أبي عبد الله الجدلي، به.
لم يذكر فيه عمرو بن ميمون، وهو خطأ، فإن أبا الأحوص خالف أربعة من الثقات الأثبات، هم: أبو عبد الصمد العمي، وجرير بن عبد الحميد، وزائدة =(36/182)
21858 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ (1) "
__________
= ابن قدامة، وسفيان بن عيينة، قال أبو زرعة كما في "علل ابن أبي حاتم" 1/22: الصحيح من حديث إبراهيم التيمي: عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصحيح من حديث النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي بلا عمرو بن ميمون.
وأخرجه الطبراني (3758) ، والبيهقي 1/277 من طريق الحسن بن عبيد الله، عن التيمي، به.
وسيأتي من طريق سعيد بن مسروق الثوري، عن إبراهيم التيمي برقم (21871) و (21881) .
وانظر ما سلف برقم (21851) و (21853) لزاماً.
تنبيه: روي هذا الحديث عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي. وسيأتي برقم (21862) ، وخَطَّأ الإمام أحمد هذه الرواية كما سنبينه هناك.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن أخطأ فيه سفيان بن عيينة كما قاله غيرُ واحدٍ من أهل العلم.
وأخرجه الحميدي (436) ، والنسائي في "الكبرى" (8982) ، وابن الجارود في "المنتقى" (728) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/43، وفي "شرح المشكل" (6131) ، والطبراني (3716) ، والبيهقي 7/197 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال البخاري في "تاريخه" 8/256 عن هذا الإسناد: وهو وهم. وروى البيهقي عن الشافعي أنه قال: غلط سفيان في حديث ابن الهاد. وقال البيهقي بإثره: مدار هذا الحديث على هرمي بن عبد الله، وليس لعمارة بن خزيمة فيه أصل إلا من حديث ابن عيينة، وأهل العلم بالحديث يرونه خطأ، والله أعلم. =(36/183)
21859 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: سَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، " فَرَخَّصَ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَالْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً " قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: " سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ مَرَّتَيْنِ يَذْكُرُ: لِلْمُقِيمِ وَلَوْ أَطْنَبَ السَّائِلُ فِي مَسْأَلَتِهِ لَزَادَهُمْ " (1)
21860 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي (2) ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ،
__________
= قلنا: وقد صححنا إسناد هذا الحديث في تعليقنا على حديث أبي هريرة السالف برقم (7684) بناءً على ظاهره، فيصحح من هنا.
وسيأتي الحديث برقم (21874) من رواية يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن الحصين، عن هرمي بن عبد الله، عن خزيمة، وفيه اختلاف سنبينه هناك.
وروي عن يزيد بن الهاد، عن هرمي، عن خزيمة، أخرجه النسائي (8983) .
وانظر (21850) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجدلي، فهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وغير صحابيه خزيمة، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن، وقد اختلف فيه على إبراهيم التيمي كما سلف بيانه في التعليق على الرواية (21853) . سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الحميدي (434) ، وأبو عوانة (725) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/81، والطبراني (3754) ، والبيهقي في "المعرفة" (2022) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقرن به في إحدى الروايات عند الطحاوي جرير بن عبد الحميد. وانظر (21851) و (21853) .
(2) في (م) : حبيب بن ثابت. وهو خطأ.(36/184)
عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطَّاعُونُ رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ " (1)
21861 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي خُزَيْمَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ: " ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم بن سعد: هو ابن أبي وقاص مالك الزهري.
وهذا الحديث هو مكرر (1577) السالف في مسند سعد بن أبي وقاص.
وفاتنا في الموضع الأول بعض التخريجات نوردُها هنا، فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/288، والبزار في "مسنده" (2607) ، وابن خزيمة في كتاب "التوكل" كما في "الإتحاف" 4/431 من طريق مؤمل بن إسماعيل، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 1/286، وابن قانع في
"معجم الصحابة" 1/10 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وأبو عوانة من طريق القاسم بن يزيد، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر (21798) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو خزيمة: هو عمرو بن خزيمة المزني، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات، وقد اختلف فيه على هشام بن عروة كما سلف بيانه عند الرواية (21856) .
وأخرجه المزي في ترجمة عمرو بن خزيمة من "تهذيب الكمال" 21/609 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أَبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (433) ، وابن ماجه (315) ، والطبراني (3727) من =(36/185)
21862 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: " جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثًا، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً " (2)
21863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ
__________
= طريق وكيع، به.
(1) يعني في توقيت المسح على الخفين.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير حماد -وهو ابن أبي سليمان- فهو صدوق، ومتابِعه منصور بن المعتمر ثقة، لكن قيل: إن ذكره في هذا الإسناد خطأ كما سنبينه، وقيل في هذا الإسناد أيضاً: إن إبراهيم النخعي لم يسمعه من أبي عبد الله الجدلي، وإن أبا عبد الله الجدلي لم يسمعه من خزيمة بن ثابت، وقد فصلنا القول في هاتين العلتين عند الرواية السالفة برقم (21851) . وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبراني (3789) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3789) أيضاً من طريق إسحاق بن راهويه، عن وكيع، به.
وروى الطبراني بإثر الحديث عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه قال: هذا خطأ. قال الطبراني: أراد حديث منصور، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، والصواب من حديث منصور حديث عمرو بن ميمون، يعني الحديث السالف برقم (21857) من رواية منصور، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة.
قلنا: وقد أخرجه عبد الرزاق (791) ، ومن طريقه الطبراني (3762) عن سفيان الثوري، عن حماد وحده، به. لم يذكر فيه منصور بن المعتمر.
وانظر (21851) .(36/186)
الْمَدِينِيُّ يَعْنِي الْخَطْمِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يُحَدِّثُ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ يُقَبِّلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، " فَنَاوَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ " (1)
__________
(1) ضعيف لاضطراب إسناده ومتنه كما سيأتي بيانه، وعمارة بن عثمان ابن سهل بن حنيف، كذا وقع اسمه في هذا الإسناد، وظاهره أنه حفيد سهل ابن حنيف الأنصاري رضي الله عنه! وتسميته كذلك خطأ، فالصواب أنه عمارة ابن عثمان بن حنيف، ابن أخي سهل بن حنيف، وكذا وقع عند النسائي (7632) ، وهو مجهول لم يرو عنه غير أبي جعفر الخَطْمي، ولم يؤثر توثيقه
عن أحدٍ.
وأبو جعفر الخَطْمي: هو عمير بن يزيد، وقد اختلف عليه فيه، فقد رواه شعبة هنا وعند النسائي في "الكبرى" (7632) عنه، عن عمارة بن عثمان، عن خزيمة.
وسيأتي برقم (21864) و (21878) من طريق حماد بن سلمة، عنه عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه. بذكر عمارة بن خزيمة مكان عمارة بن عثمان، وفيه: أن خزيمة رأى في منامه أنه يسجد على جبهة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وبنحو رواية حماد بن سلمة هذه رواه الزهريُّ عن ابن خُزيمة، وسيأتي بالأرقام (21882) و (21884) و (21885) ، وفيه ضعف واضطراب سنبينه في مواضعه.
وأخرج عبد الرزاق (2394) عن ابن جريج قال: أخبرني رجل من بني خزيمة: أن خزيمة بن ثابت نذر ليسجدن على جبين رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فكره رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونفس بالرجل، فكان هذا الخبر. كذا وقع لفظه في "المصنف".
وبنحوه أخرجه عبد الرزاق أيضاً برقم (2393) و (2395) ، ولم يسم الصحابي، وفي إسناديهما ضعف.(36/187)
21864 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي (1) أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ الرُّوحَ لَتَلْقَى (2) الرُّوحَ " وَأَقْنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ هَكَذَا، فَوَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
21865 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَسَّانُ، مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَمْرٍو الْخَطْمِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) في (م) : أني.
(2) المثبت من نسخة في هامش (ر) ، وفي "مجمع الزوائد": ليلقى، وفي (ر) و (م) : لا تلقى، وفي (ظ 5) : لا يلقى. قال السندي: قوله: "إن الروح لتلقى الروح" هكذا في بعض النسخ كما نبه عليه في النسخة القديمة، والنسخة المشهورة: لا تلقى، والظاهر أنها سهو.
(3) حديث ضعيف لاضطراب إسناده ومتنه كما بينا في الحديث السابق.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/380-381، والنسائي في "الكبرى" (7631) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/78، وعبد بن حميد (216) ، والطبراني (3717) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وانظر ما قبله.
قوله: "أقنع رأسَه": أي رفعه، وشخص ببصره إلى جهة السماء. قال السندي: فيه أنه إذا أمكن للرجل تصديق رؤيا صاحبه فليصدقها. والله تعالى أعلم.(36/188)
قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله بن علي: هو ابن السائب بن عبيد المطلبي القرشي، وقد روى عنه أربعة، ووثقه الشافعي كما في "مسنده" 2/29، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما سنبينه.
وحسان مولى محمد بن سهل: اسمه حسان بن عبد الله، وهو مولى محمد ابن سهل بن عبد العزيز بن مروان الأموي، وقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن لهيعة -وإن كان فيه ضعف- رواية عبد الله بن يزيد عنه قوية، ومتابعه -وهو حيوة بن شريح المصري- ثقة.
وهرمي بن عمرو كذا سمي في هذه الرواية، وهو قول من الأقوال في اسمه، وسمي في أكثر الروايات: هرمي بن عبد الله، وقد ترجمناه في الموضع السالف برقم (21854) ، وحديثه محتمل للتحسين.
وأخرجه الحافظ المزي في ترجمة حسان بن عبد الله من "تهذيب الكمال" 6/33-34 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8990) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44، والطبراني (3739) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
وقد أبهم النسائي في روايته ابن لهيعة، فقال: حدثنا حيوة وذكر آخر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 3/44 من طريق أبي زرعة وهب الله ابن راشد المصري، عن حيوة وحده، به.
وأخرجه 3/44 من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة وحده، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8991) من طريق خالد بن يزيد الجمحي، عن سعيد بن أبي هلال، به.
وقد روي بإدخال حصين بن محصن بين عبد الله بن علي، وهرمي بن عبد الله، أخرجه النسائي (8989) ، وابن حبان (4200) ، والطبراني (3738) ، =(36/189)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبيهقي 7/196 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن حصين بن محصن، عن هرمي، به.
ورواه عن عبد الله بن علي بن السائب عمر بن عبد الله المدني مولى غُفْرةَ بنت رباح، فذكر مكان حصين بن محصن حفيده عبيد الله بن عبد الله بن حصين، أخرجه البخاري في "تاريخه" 8/257، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/43، والطبراني (3736) من طريق الليث بن سعد، والطبراني (3737) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، كلاهما عن عمر مولى غفرة، عن عبد الله ابن علي بن السائب، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هرمي بن عبد الله، به. لكن سُمِّي عندهم: عبد الله بن هرمي، قال البخاري: وهو وهم، ووقع اسم عبيد الله بن عبد الله عند بعضهم: عبد الله، وعند الطبراني (3736) : عبيد، ونسبه بعضهم إلى جده. قلنا: عمر مولى غفرةَ ضعيف وسيأتي الحديث برقم (21874) من رواية يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هرمي، به. وقيل فيه: عن عبيد الله، عن عبد الملك ابن عمرو بن قيس، عن هرمي كما سنبينه هناك.
وقد رواه عبد الله بن علي على وجه آخر، فقال: عن عمرو بن أحيحة، عن خزيمة، فجعل عمرو بن أحيحة مكان هرمي بن عبد الله. أخرجه كذلك الشافعي 2/29، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2086) ، والنسائي في "الكبرى" (8992) و (8993) و (8994) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6132) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/43، والطبراني (3744) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/376، والبيهقي 7/196، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/199 من طريق محمد بن علي بن شافع، قال: كنت مع محمد بن كعب القرظي، فسأله رجل: يا أبا حمزة، ما ترى في إتيان النساء في أدبارهن؟ فأعرض أو سكت، وقال: هذا شيخ من قريش فاسأله -يعني عبد الله بن علي بن السائب- فقال عبد الله: اللهم قذر ولو كان حلالاً. قال: حدَّثني ولم يكن سمع في =(36/190)
21866 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ ابْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا أُقِيمَ عَلَيْهِ
__________
= ذلك شيئاً. قال: ثم أخبرني عبد الله بن علي أنه لقي عمرو بن أُحيحة بن الجلاح، فسأله عن ذلك، فقال: أشهد لسمعت خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهادته بشهادة رجلين يقول: أتى رجلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسولَ الله، إني آتي امرأتي من دبرها، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعم" قالها مرتين أو ثلاثاً، قال: ثم فطن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "في أي الخُربَتَينِ -أو في أي الخُرْزَتَيْنِ، أو في أي الخُصفَتَيْنِ-؟ أما من دُبُرها في قُبُلها فنعم، وأما في دبرها فإن الله تعالى ينهاكم أن تأتوا النساء في أدبارهنَّ" وبعضهم اختصره.
وقال الشافعي بإثره: عَمِّي (يعني محمد بن علي بن شافع) ثقة، وعبد الله بن علي ثقة، وقال: أخبرني محمد عن الأنصاري المحدث بها (يعني عمرو بن أحيحة) أنه أثنى عليه خيراً، وخزيمة ممن لا يشك عالم في ثقته، فلست أرخص فيه بل أنهى عنه.
قلنا: وعمرو بن أحيحة تفرد بالرواية عنه عبد الله بن علي بن السائب، وذكره بعضهم في الصحابة، والراجح أنه لا صحبة له.
وقد صح النهي عن إتيان النساء في أدبارهن من غير حديث خزيمة بن ثابت.
وانظر (21850) .
(1) في (م) : عن محمد بن المنكدر، عن خزيمة بن ثابت. وفي (ر) : عن ابن خزيمة بن ثابت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والمثبت من (ظ 5) ، وهو الصواب، وكذا جاء في "أطراف المسند" 2/311 و"إتحاف المهرة" 4/439.
وسيتكرر كذلك برقم (21876) .(36/191)
حَدُّ ذَلِكَ الذَّنْبِ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، ولإبهام ابن خزيمة فيه، وإن كان يغلب على ظننا أنه عمارة بن خزيمة، وقد قال البخاري عن هذا الحديث في "التاريخ الأوسط" 1/199: لا تقوم به حجة، وقال الترمذي في "العلل الكبير" 2/602: سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث فيه اضطراب، وضعفه محمد جداً.
روح: هو ابن عبادة القيسي، وأُسامة بن زيد: هو الليثي. وسيتكرر الحديث برقم (21876) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4780) ، والترمذي في "العلل" 2/602، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (4781) ، والطبري كما في "إتحاف المهرة" 4/439، والطبراني (3728) ، والبيهقي 8/328، والخطيب في "تاريخه" 5/198، والبغوي (2594) من طريق روح ابن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/199، و"التاريخ الكبير" 3/206 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، والدارمي (2331) ، والطبراني (3731) ، والحاكم 4/388 من طريق عبد الله بن وهب، والدارقطني 3/214 من طريق الفضيل بن سليمان، ومن طريق عبد الله بن سيف، أربعتهم عن أُسامة بن زيد الليثي، به. ووقع عند البخاري في "الكبير": عن يزيد بن خزيمة، مكان: عن ابن خزيمة، ونظنه إقحاماً، فقد جاء الإسناد في "الأوسط" على الصواب: عن ابن خزيمة، كما هي رواية الجماعة.
وقد اختلف في إسناده، فروي عن أسامة بن زيد على وجه آخر، أخرجه الطبراني (3732) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أسامة، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن محمد بن المنكدر، عن ابنِ خزيمة، به. فزاد فيه: بكير بن الأشج.
وأخرجه البخاري في "الأوسط" 1/199، و"الكبير" 3/206 من طريق ابن أبي حازم، عن أسامة، أنه بلغه عن بكير بن الأشج، عن محمد بن المنكدر، =(36/192)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن خزيمة. فزاد فيه رجلاً مبهماً بين أسامة وبكير بن الأشج، وأسقط ابن خزيمة منه. ولفظه: "القتل كفارة".
وروي عن ابن المنكدر على وجه آخر، وسمى صحابيه خزيمة بن معمر، أخرجه البخاري في "الأوسط" 1/199، و"الكبير" 3/206، والطبراني (3794) من طريق منكدر ابن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن خزيمة بن معمر الخطمي: أن امرأةً رجمت، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هذا كفارة ذنبها". ومنكدر بن محمد لين الحديث.
وقال الحافظ في "الإصابة" 2/284: حديث أسامة بن زيد أشبه.
وأورده الحافظ في "التلخيص" 4/38 بلفظ: "القتل كفارة"، وعزاه لأبي نعيم في "معرفة الصحابة". وقال: وفيه ابن لهيعة، لكنه من حديث ابن وهب عنه، فيكون حسناً.
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه البخاري (18) ، ومسلم (1709) ، وسيأتي 5/313.
وآخر من حديث علي رضي الله عنه، سلف برقم (775) .
وثالث من حديث علي أيضاً موقوفاً في قصة رجم شراحة عند البيهقي 8/329.
قلنا: وجمهور العلماء على أن الحدود كفارات، لحديث خزيمة وحديث عبادة وغيرهما، ولو لم يتب المحدود. وقيل: لا بد من التوبة، وبذلك جزم بعض التابعين، وهو قول للمعتزلة، ووافقهم ابن حزم، ومن المفسرين الإمام البغوي وطائفة يسيرة، واستدلوا باستثناء من تاب من قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ) [المائدة: 34] . والجواب في ذلك أنه في عقوبة الدنيا، ولذلك قيدت بالقدرة عليهم.
ويُستدل لمن اشترط التوبة أيضاً بحديث أبي هريرة المرفوع الذي فيه: "لا أدري الحدود طهارة لأهلها أم لا؟ ". أخرجه البزار (1542 و1543 - كشف الأستار) ، والحاكم 1/36 و2/14 و450، والبيهقي 8/329. وظاهره معارض للأحاديث التي تثبت أن الحدود كفارة، لكنه مُعَلٌّ بالإرسال، فقد أخرجه =(36/193)
21867 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَأْتِي الشَّيْطَانُ الْإِنْسَانَ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " (1)
__________
= البخاري في "تاريخه" 1/153 من مرسل الزهري، وقال: هو أصح، ولا يثبت هذا عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الحدود كفارة". قلنا: ومع ذلك فقد صحح الحافظ ابن حجر حديث أبي هريرة هذا في "الفتح" 1/66! وأطال البحث في الجمع بينه وبين حديث عبادة.
قال السندي: قوله: "أقيم عليه حد ذلك الذنب" الجملة حال، والجزاء قوله: "فهو كفارته" ويحتمل أن تكون هذه الجملة جزاء، أي: ينبغي أن يقام عليه الحد، وقوله: "فهو كفارته" تعليل له، أي: يقام عليه الحد لكونه كفارة لذنبه، فينبغي إقامته. والله تعالى أعلم.
(1) متن الحديث صحيح، لكن من حديث أبي هريرة وعائشة، فقد روي عن عروة عنهما من طرق صحيحة، وأما حديثه عن عمارة بن خزيمة عن أبيه فقد تفرد به عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الملقب يتيم عروة، وعروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (229) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (215) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (650) ، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (230) ، والطبراني (3719) من طرق عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وتحرف عمارة بن خزيمة في مطبوع "السنة" إلى عمارة بن غديمة.
وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (8376) ، وسيأتي حديث عائشة 6/157، وصححه ابن حبان (150) . =(36/194)
21868 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، وَحَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، قَالَ: " لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ " (1)
21869 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، (2)
21870 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (3) الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ
__________
= وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (11995) .
قوله: "فيقول: من خلق السماوات؟ ... " قال السندي: إيهاماً لصورة التفكر في خلق السماوات والأرض حتى يقبله الإنسان ولا ينفر عنه.
"من خلق الله" حيث قد رسخ عنده أن الموجود يحتاج إلى موجد، وصار ذلك مطرداً في السماوات والأرض.
"فليقل: آمنت.." قطعاً للوسوسة عنه، أو جواباً لشبهة بأنه الإله الحق القديم، فلا يحتاج إلى موجد، والحاجة في السماوات والأرض إلى الموجد لحدوثها.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (21852) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير حماد -وهو ابن أبي سليمان الكوفي- فهو صدوق، وقد أعل بالانقطاع بين إبراهيم -وهو النخعي- وأبي عبد الله الجدلي، وبين أبي عبد الله الجدلي وخزيمة بن ثابت، وفصلنا القول في ذلك عند الرواية (21851) . هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
(3) في (م) : عن أبي عبد الرحمن. وهو خطأ.(36/195)
الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَهُ (1)
21871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثًا، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً " قَالَ: وَايْمُ اللهِ لَوْ مَضَى السَّائِلُ فِي مَسْأَلَتِهِ لَجَعَلَهَا خَمْسًا وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: يَوْمٌ لِلْمُقِيمِ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه أُعل بالانقطاع كما ذكرنا في الحديث قبله. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو معشر: هو زياد بن كليب الكوفي، والنخعي: هو إبراهيم بن يزيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3782) من طريق عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وسقط قتادة من الإسناد في مطبوعته.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/82، والطبراني (3781) من طريق همام بن يحيى العوذي، عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني (3783) من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن أبي معشر، به.
وانظر (21851) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجدلي، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وغير صحابيه، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو بن سعيد ابن مسروق الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/177، وابن حبان (1329) ، والطبراني في "الكبير" =(36/196)
21872 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خُزَيْمَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، (1) عَنْ أَبِيهِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الِاسْتِطَابَةِ، فَقَالَ: " ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ " (2)
__________
= (3749) من طريق أبي نعيم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "المعرفة" (2025) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، و (2026) من طريق يحيى بن سعيد القطان، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن ماجه (553) من طريق وكيع بن الجراح، والخطيب في "تاريخه" 2/50 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. ولم يذكرا أبا عبد الله الجدلي، والصواب أنه ثابت في الإسناد كما حققناه عند الحديث (21853) .
وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" ص 486، والحميدى (435) ، والترمذي (95) ، وابن حبان (1330) و (1333) ، والطبراني (3750) و (3751) و (3752) و (3753) ، والبيهقي 1/276 من طرق عن سعيد بن مسروق أبي سفيان، به.
وصححه الترمذي، ولم يذكر بعضهم فيه: وايم الله لو مضى السائل ... إلخ.
وانظر (21851) و (21853) .
(1) قوله: عن عمارة بن خزيمة، أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 2/309، وسقط من باقي النسخ.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن خزيمة، وهو المزني المدني، ثم قد اختلف فيه على هشام -وهو ابن عروة- كما سلف بيانه عند الرواية (21856) . ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/156، والطبراني (3726) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/133 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. لكن وقع عند ابن الأثير: حدثتني عمرة بنت خزيمة، بدل: حدثني عمرو بن خزيمة. ولعله تحريف أو خطأ مطبعي. =(36/197)
21873 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: مَا زَالَ جَدِّي، كَافًّا سِلَاحَهُ يَوْمَ الْجَمَلِ حَتَّى قُتِلَ عَمَّارٌ بِصِفِّينَ، فَسَلَّ سَيْفَهُ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " (1)
__________
= وانظر (21856) .
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو معشر -وهو نَجِيح بن عبد الرحمن السندي المدني- ضعيف، ومحمد بن عمارة بن خزيمة من رجال "التعجيل"، روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/436، وهو لم يشهد القصة، فحديثه هذا منقطع. يونس شيخ المصنف: هو ابن محمد المؤدب، وهو ومتابعه خلف بن الوليد ثقتان.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 12/ورقة 641 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/302، والحاكم 3/397، والطبراني (3711) و (3720) من طرق عن أبي معشر، به. ووقع في رواية الطبراني في الموضع الثاني: عن أبي معشر، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه، قال: كان أبي كافّاً سلاحه، فذكر نحوه.
وأخرجه ابن سعد 3/259، والحاكم 3/385 من طريق الواقدي، قال: حدثني عبد الله بن الحارث بن فضيل، عن أبيه عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً، فذكره مطولاً، وزاد فيه قصة مقتل عمار رضي الله عنه. والواقدي متروك، وباقي رجاله ثقات. ووقع اسم عبد الله بن الحارث بن فضيل في مطبوعة ابن سعد: عبد الحارث بن فضيل. وهو خطأ.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تقتل عماراً الفئة الباغية" صح عن غير واحد من الصحابة، وذكرنا شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6499) .(36/198)
21874 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ الْحُصَيْنِ الوالبي (1) ، حَدَّثَهُ أَنَّ هَرَمِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْوَاقِفِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ الْخَطْمِيَّ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسْتَحْيِي اللهُ مِنَ الْحَقِّ، لَا يَسْتَحْيِي اللهُ مِنَ الْحَقِّ (2) ، ثَلَاثًا، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ " (3)
__________
(1) كذا وقعت هذه النسبة في (م) والأصول الخطية: الوالبي، وصوابه: الْوَائِلِيّ، وهو: عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الوائلي الخطمي الأنصاري.
انظر "المؤتلف والمختلف" 4/2293، و"الأنساب" 5/570.
(2) جملة: "لا يستحيي الله مِن الحقِّ" ذكرت في (م) مرة واحدة.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، هرمي بن عبد الله سلفت ترجمته عند الحديث (21854) ، وعبيد الله بن الحصين وثقه أبو زرعة وابن حبان، وقال البخاري: في حديثه نظر. ولعله إنما أراد حديثاً معيناً كما تدل على ذلك ترجمة العقيلي له في "الضعفاء" 3/122، وقال الحافظ في "التقريب": فيه لين، وباقي رجاله ثقات. يعقوب شيخ المصنف: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8984) ، وابن حبان (4198) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/256، والنسائي في "الكبرى" (8985) ، والطبراني في "الكبير" (3741) و (3742) و (3743) ، وفي "الأوسط" (981) ، والبيهقي 7/197 من طرق عن يزيد بن الهاد، به. ووقع اسم عبيد الله عند الطبراني في "الأوسط": عبيد الله بن عبد الرحمن بن حصين.
قلنا: وقد روي الحديث عن يزيد بن الهاد، عن هرمي دون ذكر عبيد الله، أخرجه النسائي (8983) ، وروي عنه، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه، سلف برقم (21858) . =(36/199)
21875 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَكَمٌ، وَحَمَّادٌ، سَمِعَا إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ رَخَّصَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ " (1)
21876 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 3/44 من طريق الليث بن سعد، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، به.
وروي الحديث بإدخال عبد الملك بن عمرو بن قيس بين عبيد الله بن عبد الله بن الحصين وهرمي بن عبد الله، أخرجه ابن أبي شيبة 4/253، والدارمي (2213) ، والبخاري في "تاريخه" 8/256، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2087) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 252، والنسائي في "الكبرى" (8986) ، والطبراني في "الكبير" (3740) ، والبيهقي 7/196 من طريق الوليد بن كثير، والدارمي (1144) ، والبخاري 8/256، والنسائي (8987) من طريق محمد بن
إسحاق، كلاهما عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن عبد الملك بن عمرو ابن قيس، عن هرمي، به. ووقع اسم عبيد الله في مطبوعة "تاريخ واسط": عبد الله بن عبد الرحمن. وعبد الملك بن عمرو بن قيس مجهول.
وانظر (21850) و (21865) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير حماد -وهو ابن أَبي سليمان الكوفي- فهو صدوق قوي الحديث، وقد تابعه الحكم بن عتيبة، إلا أنه قد أُعل بالانقطاع بين إبراهيم -وهو النخعي- وأبي عبد الله الجدلي، وبين أبي عبد الله الجدلي وخزيمة بن ثابت، وفصلنا القول فيه عند الرواية السالفة برقم (21851) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3763) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ونسب إبراهيم عنده: التيمي. وهو خطأ.(36/200)
عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا أُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّ ذَلِكَ الذَّنْبِ، فَهُوَ كَفَّارَتُهُ " (1)
21877 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ " (2)
21878 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ الرُّوحَ لَيَلْقَى (3) الرُّوحَ " وَأَقْنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ هَكَذَا، فَوَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
21879 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ: " أَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (21866) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر الحديث (17071) من مسند أبي مسعود الأنصاري.
(3) في (م) والأصول الخطية: "لا يلقى" وأثبتناه على الصواب من مكرره السالف برقم (21864) ، وانظر تعليقنا عليه هناك.
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (21864) سنداً ومتناً.(36/201)
ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ؟ " قَالَ (1) : وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهِنَّ رَجِيعٌ " (2)
21880 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (3) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي
__________
(1) القائل: هو هشام بن عروة. وإسناده هذا معطوف على الإسناد الذي قبله.
(2) صحيح لغيره، وقد روي هنا بإسنادين، الأول من مرسل عروة بن الزبير، ورجاله ثقات رجال الشيخين، والثاني من مسند خزيمة بن ثابت، وهو ضعيف لإبهام راويه عن عمارة بن خزيمة. وقد سلف برقم (21856) وذكَرَ هشام فيه مكان الرجل المبهم عمرو بن خزيمة المدني، وهو مجهول، فيبقى الإسناد ضعيفاً.
وأخرج حديث عروة المرسل مالك في "الموطأ" 1/28، وأخرجه الحميدي (432) ، والطبراني (3724) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما (مالك وسفيان) عن هشام، بهذا الإسناد. ورواه سفيان مجموعاً مع حديث خزيمة المسنَد.
وقد روي موصولاً عن عروة بن الزبير، عن عائشة، عن النبيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيأتي 6/108.
وانظر الكلام على حديث خزيمة عند الرواية (21856) .
(3) كذا وقع في نسخنا الخطية، ولم يذكره الحافظ ابن حجر من رواية شعبة في " أطرافه " 2/310-311، بل ذكره فيه من رواية محمد بن جعفر عن سعيد بن أبي عروبة، وهو ما سلف عند المصنف برقم (21870) ، ومحمد بن جعفر روى عنهما جميعاً، وكلاهما ثقة حافظ، وربما يكون قد تحرف شعبة في هذا الموضع عن سعيد، والله تعالى أعلم.(36/202)
مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ " (1)
21881 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: " جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ "، وَايْمُ اللهِ لَوْ مَضَى السَّائِلُ فِي مَسْأَلَتِهِ، لَجَعَلَهَا خَمْسًا (2)
21882 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ هُوَ ابْنُ فَارِسٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، صَاحِبِ الشَّهَادَتَيْنِ، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ، رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن أعله بعض أهل العلم، وانظر تفصيل القول فيه عند الرواية السالفة برقم (21851) . قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو معشر: هو زياد بن كليب الحنظلي الكوفي، والنخعي: هو إبراهيم بن يزيد الكوفي الإمام.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أَبي عبد الله الجدلي، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وقد اختلف فيه على إبراهيم التيمي كما سلف بيانه عند الرواية (21853) . سفيان: هو الثوري، واسم أبيه: سعيد بن مسروق.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (790) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (3749) ، والبيهقي 1/277.
وانظر (21851) و (21853) .(36/203)
سَجَدَ عَلَى جَبْهَةٍ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " صَدِّقْ رُؤْيَاكَ (1) " فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) المثبت من (ظ 5) ، وفي باقي النسخ: "صدق بذلك رؤياك".
(2) إسناده ضعيف للاختلاف الذي وقع فيه على يونس بن يزيد وعلى الزهري، وابن خزيمة بن ثابت كذا وقع هنا مبهماً، وسمي في طرق ضعيفة عمارة بن خزيمة، ووقع من طريق ابن وهب عن يونس عند ابن حبان: خزيمة ابن ثابت بن خزيمة بن ثابت، أن خزيمة بن ثابت أُرِيَ ... وخزيمة بن ثابت الحفيد مجهول، وروي عن الزهري بإسقاط أخي خزيمة منه كما سيأتي.
وأخرجه ابن سعد 4/380، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8066) ، والبغوي (3285) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7630) عن أبي داود الحَّراني، عن عثمان بن عمر، به. لكن وقع فيه: عن عمه أخي خزيمة قال: رأى فيما يرى النائم ... فذكره.
وظاهره أن الذي رأى الرؤيا هو أخو خزيمة. وقد وقع مثل ذلك في "الإصابة" لابن حجر 4/578 وعزاه لابن منده، لكن وقع في مطبوعته أخطاء واضطراب. وفي إسناد ابن منده سمي صحابي الحديث عمارة، وسماه كذلك أبو نعيم في "معرفة الصحابة"، ونقله عنهما ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/136.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2088) من طريق أيوب بن سويد، عن يونس بن يزيد، به. وسمَّى ابن خزيمة عمارة، ووقع عنده التنصيص على صحبة أخي خزيمة، لكن أيوب بن سويد ضعيف. وأورده في ترجمة عمارة بن ثابت مع أنه لم يقع في روايته مسمى.
وسيأتي الحديث برقم (21885) عن عامر بن صالح الزبيري، وفيه أيضاً التنصيص على صحبة أخي خزيمة، وسمَّى فيه ابن خزيمة عمارة، وعامر بن صالح متروك.
وقد روي الحديث عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عمارة =(36/204)
21883 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عَمَّهُ، حَدَّثَهُ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ، فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ، فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشْيَ، وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ، فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الْأَعْرَابِيَّ فَيُسَاوِمُونَ بِالْفَرَسِ، لَا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَهُ، حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمُ الْأَعْرَابِيَّ فِي السَّوْمِ عَلَى ثَمَنِ الْفَرَسِ الَّذِي ابْتَاعَهُ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَادَى الْأَعْرَابِيُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعَا هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ، وَإِلَّا بِعْتُهُ. فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ: " أَوَلَيْسَ قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ؟ " قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا وَاللهِ مَا بِعْتُكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلَى قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ " فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَعْرَابِيِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ، فَمَنْ جَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: وَيْلَكَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لِيَقُولَ إِلَّا حَقًّا. حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ لِمُرَاجَعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُرَاجَعَةِ الْأَعْرَابِيِّ، فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا
__________
= ابن خزيمة، عن خزيمة بن ثابت. لم يذكر أخا خزيمة فيه، وسيأتي برقم (21884) . وصالح ضعيف.
وأخرجه ابن حبان (7149) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن خزيمة بن ثابت، أن خزيمة بن ثابت ... وخزيمة بن ثابت الحفيد لم يرو عنه غير الزهري، ولم يوثقه غير ابن حبان 4/215، فهو مجهول.
وانظر (21863) .(36/205)
يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ. قَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ. فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ: " بِمَ تَشْهَدُ؟ " فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عُمارة، فمن رجال السنن، وهو ثقة. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي الحمصي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب الإمام.
وأخرجه أبو داود (3607) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2085) و (2089) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/146، وفي "شرح مشكل الآثار" (4802) ، والطبراني 22/ (946) ، والحاكم 2/17-18، والبيهقي 10/145-146 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/378-379، والنسائي 7/301-302، والحاكم 2/17-18، والبيهقي 10/145-146، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 120-121، وابن بشكوال في "الأسماء المبهمة" ص 359-360 من طرق عن الزهري، به.
وروى ابن سعد بإثره عن الواقدي قال: لم يُسمَّ لنا أخو خزيمة بن ثابت الذي روى هذا الحديث، وكان له أَخَوان، يقال لأحدهما: وَحْوَح، ولا عقب له، والآخر عبد الله، وله عقب. قلنا: وقد سُمِّي في بعض روايات الحديث السالف قبل حديثنا هذا عُمارة، وأورد ابن أبي عاصم حديثنا هذا في ترجمة عمارة بن ثابت مع أنه لم يقع في روايته مسمى. والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (4453) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/87، وابن أبي عاصم (2084) ، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (4454) ، والطبراني في "الكبير" (3730) ، والحاكم 2/18، والبيهقي 10/146، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 121-122، وابن بشكوال ص 360-361، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/483 من طريق زيد ابن الحباب، عن محمد بن زرارة بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت، عن عمارة =(36/206)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن خزيمة بن ثابت، عن أبيه. كذا ذكره من حديث خزيمة نفسه، وسَمَّى الأعرابيَّ في هذه الرواية: سواء بن الحارث المحاربي، وعند بعضهم: سواء بن قيس، وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخره جاء بلفظ: "من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه". قلنا: ومحمد بن زرارة روى عنه زيد بن الحباب، ولم يذكر له راوٍ غيره، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/414، فهو مجهول.
وقد ذكر ابن حجر رواية محمد بن زرارة هذه في "الإصابة" 3/215، ووَهَّمَ قول من قال في اسم الأعرابي: سواء بن قيس. وقال: روى ابن شاهين وابن منده من وجه آخر عن زيد بن الحباب، عن محمد بن زرارة، عن المطلب ابن عبد الله، قال: قلت لبني الحارث بن سواء: أبوكما الذي جحد بيعة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقالوا: لا تقل ذلك، فلقد أعطاه بَكْرةً -أي: ناقةً فتية- وقال له: "إن الله سيبارك لك فيها" فما أصبحنا نسوق سارحاً ولا بارحاً إلا منها.
ومحمد بن زرارة مجهول كما أسلفنا.
وقد ذكر ابن بشكوال تتمة القصة بسياقة أخرى، فقال: ورواه الحارث بن أبي أُسامة، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي حفص، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت: أن رسول الله.. فذكر نحوه وزاد: فردها رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: "اللهم إن كان كذب فلا تبارك له فيها" قال: فأصبحت شاصية برجلها. يعني ماتت. قلنا: كذا وقع هذا الإسناد في المطبوع
من "الأسماء المبهمة": أبو حفص، عن عمارة. فإن صح ما وقع فيه فلعل أبا حفص هذا هو سعيد بن جمهان البصري، وهو صدوق، وإلا فلم نتبين من هو. لكن يغلب على ظننا أنه محرف عن أبي جعفر، وأبو جعفر: هو عمير بن يزيد الخطمي، وهو مشهور بالرواية عن عمارة بن خزيمة، ويروي عنه حماد ابن سلمة، وهو ثقة، وكذا باقي رجال الإسناد، لكن عمارة بن خزيمة تابعي،
فالإسناد مرسل.
وفي الباب عن النعمان بن بشير، أخرجه الحارث بن أبي أُسامة كما في "المطالب العالية" (4455) ، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف. =(36/207)
21884 - حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ نَافِعٍ (1) أَبُو الْحَسَنِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ، أَنَّ خُزَيْمَةَ، رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَى خُزَيْمَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ (2) ، قَالَ: فَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: " صَدِّقْ رُؤْيَاكَ " فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
= وعن زيد بن ثابت في حديث جمع القرآن، وفيه قوله رضي الله عنه: فقدت آية من سورة الأحزاب ... فلم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهادته شهادة رجلين، وقد سلف برقم (21640) ، وأخرجه البخاري (2807) و (4784) .
وعن أنس بن مالك عند البزار (2802 - كشف الأستار) ، وأبي يعلى (2953) في تفاخر الأوس والخزرج، وفيه أن الأوس قالت: ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بن ثابت. وإسناده قوي.
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/173: هذا الحديث يضعه كثير من الناس غير موضعه، وقد تذرع به قوم من أهل البدع إلى استحلال الشهادة لمن عرف عنده بالصدق في كل شيء ادعاه، وإنما وجه الحديث ومعناه: أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما حكم على الأعرابي بعلمه، إذ كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صادقاً باراً في قوله، وجرت شهادة خزيمة في ذلك مجرى التوكيد لقوله، والاستظهار بها على خصمه، فصارت في التقدير شهادته له وتصديقه إياه على قوله كشهادة رجلين في سائر القضايا.
(1) تحرف في (م) ، والأصول الخطية إلى: سكن بن رافع بالراء، والتصويب من "أطراف المسند" 2/309، ومن مصادر ترجمته.
(2) في (ظ 5) : فحدثه.
(3) إسناده ضعيف، صالح بن أبي الأخضر ضعيف، وسكن بن نافع روى =(36/208)
21885 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ وَخُزَيْمَةُ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ، " فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ " (1)
__________
= عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ. وقد وقع فيه اختلاف كثير بيناه عند الرواية (21882) .
(1) إسناده ضعيف جداً، عامر بن صالح الزبيري متروك، وفيه اختلاف بيناه فيما سلف برقم (21882) ، وانظر ما قبله.(36/209)
حَدِيثُ أَبِي بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ (1)
21886 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي بَشِيرٍ، وَابْنَةَ أَبِي بَشِيرٍ، يُحَدِّثَانِ عَنْ أَبِيهِمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْحُمَّى: " أَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ، فَإِنَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (2)
21887 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيَّ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا: " لَا يَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلَادَةٌ مِنْ وَتَرٍ، وَلَا قِلَادَةٌ، إِلَّا قُطِعَتْ "
__________
(1) قال السندي: أبو بشير -بفتح أوله، وكسر المعجمة- أنصاري ساعدي، ويقال: مازني، أو حارثي، قيل: لا يُعرف اسمه، وقيل: اسمُه قيسُ ابن عُبيد. نقل عن الواقدي: أنه شهد أُحُداً وهو غلام. وأورده ابن سعد في طبقة من شهد الخندق. وقال خليفة: إنه مات بعد الحَرَّة، وكان عُمِّرَ طويلاً.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي بشير وابنته مجهولان لا يعرفان، وباقي رجاله ثقات. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُندَر، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي الواسطي، وحبيب الأنصاري: هو ابن زيد بن خَلاَّد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (752) من طريق معاذ بن معاذ العَنْبري، عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه: "ابن أبي بشير".
وفي الباب عن ابن عباس سلف في مسنده برقم (4649) ، وعن ابن عمر سلف في مسنده أيضاً برقم (4719) ، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.(36/210)
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَالنَّاسُ فِي مِيَاهِهِمْ (1) (2)
__________
(1) تحرفت في (م) إلى: "صيامهم".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة روح -وهو ابن عبادة القَيْسي البصري- وعلى شرط مسلم من جهة إسماعيل بن عمر الواسطي.
مالك: هو ابن أنس الأصبحي الإمام، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
وهو في "موطأ مالك" برواية يحيى بن يحيى الليثي 2/937، وفي "موطئه" برواية أبي مصعب الزهري (1971) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 12/484، والبخاري (3005) ، ومسلم (2115) ، وأبو داود (2552) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2159) ، والنسائي في "الكبرى" (8808) ، وأبو عوانة في اللباس كما في "إتحاف الخيرة" 14/33، والطحاوي في "شرح
معاني الآثار" 4/325، وفي "شرح مشكل الآثار" (324) و (325) ، وابن حبان (4698) ، والطبراني 22/ (750) ، والبيهقي 5/254، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/160، والبغوي (2679) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/33، والمزي في ترجمة أبي بشير الأنصاري من "تهذيبه" 33/80. ووقع عند النسائي وحده: "أن رجلاً من الأنصار" بدل: "عن أبي بشير الأنصاري"، وسمّى ابنُ عبد البر في روايته الرسولَ الذي أرسله النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك: زيدَ بن
حارثة مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وزادوا جميعاً في روايتهم خلا ابن أبي شيبة والبخاري:
قال مالك: أُرى ذلك من أجل العَيْن.
وقوله: قال إسماعيل: قال ... إلخ، القائل: هو عبد الله بن أبي بكر شيخ مالك بن أنس فيه كما وقع التصريح به في معظم الروايات السالفة، وجاء في بعضها: والناس في مقيلهم، وفي بعضها الآخر: في مبيتهم، وليس في شيء منها: في مياههم.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 6/142: قال ابن الجوزي: وفي المراد بالأَوتار ثلاثة أقوال: أحدها: أنهم كانوا يقلدون الإبل أوتار القِسِيِّ، لئلا تصيبها العين بزعمهم، فأمروا بقطعها إعلاماً بأن الأوتار لا ترد من أمر الله =(36/211)
21888 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حَبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَمَرَّتْ امْرَأَةٌ بِالْبَطْحَاءِ، فَأَشَارَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ
__________
= شيئاً، وهذا قول مالك.
قلت -القائل هو الحافظ ابن حجر-: وقع ذلك متصلاً بالحديث من كلامه في "الموطأ" 2/937، وعند مسلم (2115) ، وأبي داود (2552) ، وغيرهما: قال مالك: أرى أن ذلك من أجل العين. ويؤيده حديث عقبة بن عامر -رفعه-: "مَنْ علق تَميمةً، فلا أتم الله له" أخرجه أبو داود أيضاً (قلنا: ليس هو في "سنن أبي داود"، وهو عند أحمد برقم (17404) و (17422) ، وانظر تمام تخريجه فيه) .
والتميمة: ما علق من القلائد خشية العين، ونحو ذلك، قال ابن عبد البر: إذا اعتقد الذي قلدها أنها ترد العين، فقد ظنَّ أنها ترد القدر، وذلك لا يجوز اعتقاده.
ثانيها: النهي عن ذلك لئلا تختنق الدابة بها عند شدة الركض، ويحكى ذلك عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، وكلام أبي عبيد يرجحه، فإنه قال: نهى عن ذلك لأن الدواب تتأذى بذلك ويضيق عليها نفسها ورعيها، وربما تعلقت بشجرة، فاختنقت، أو تعوقت عن السير.
ثالثها: أنهم كانوا يعلقون فيها الأجراس، حكاه الخطابي. وعليه يدل تبويب البخاري، وقد روى أبو داود (2554) ، والنسائي (8811) من حديث أم حبيبة أم المؤمنين مرفوعاً: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس" وأخرجه النسائي 8/180 من حديث أم سلمة أيضاً، والذي يظهر أن البخاري أشار إلى ما ورد في بعض طرقه، فقد أخرجه الدارقطني من طريق عثمان بن عمر المذكور (يعني عن مالك ابن أنس) بلفظ: "لا تبقين قلادة من وتر ولا جرس في عنق بعيرٍ إلا قطع".(36/212)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَأَخَّرِي، فَرَجَعَتْ حَتَّى صَلَّى، ثُمَّ مَرَّتْ " (1)
* 21889 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: رَآنِي أَبُو بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَعَابَ ذَلِكَ عَلَيَّ، وَنَهَانِي، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُصَلُّوا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ فِي (2) قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ " (3)
__________
(1) إسناده حسن، ابن لهيعة -وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري- وإن ضُعِّفَ، رواية عبد الله بن المبارك عنه مقبولة. علي بن إسحاق: هو السُّلمي المروزي، وحَبَّان بن واسع: هو ابن حَبَّان بن منقذ الأنصاري المازني، وعبد الله بن زيد: هو ابن عاصم الأنصاري المازني الصحابي.
وأخرجه الشاشي (1531) من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: "وأبي اليَسر" بدل: "وأبي بشير".
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/18 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، والطبراني في "الكبير" 22/ (751) من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، به. ووقع في مطبوع "الكنى والأسماء" خطأ يستدرك من هنا.
وفي باب منع المار بين يدي المصلي عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (5585) ، وعن أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده أيضاً برقم (11299) .
(2) وقع في (م) : "بين"، والمثبت من (ظ 3) و (ر) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل سعيد بن نافع الأنصاري، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف =(36/213)
حَدِيثُ هَزَّالٍ (1)
21890 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فِي حِجْرِ أَبِي، فَأَصَابَ جَارِيَةً مِنَ الْحَيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: ائْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعْتَ، لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ لَكَ. وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَخْرَجٌ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ
__________
= في تسمية صحابيه، فقيل: "أبو بشير"، وقيل: "أبو اليسر"، وقيل: "أبو هبيرة"، والصحيح: أنه أبو بشير الأنصاري. عبد الله: هو ابن وهب القرشي المصري، ومخرمة: هو ابن بُكير بن عبد الله بن الأشجِّ.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2304) عن محمد بن عبد الرحيم، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (1276) ، وفي "الصغير" (1572) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/317-318، كلاهما (محمد بن عبد الرحيم وأبو يعلى) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وسمى محمد بن عبد الرحيم صحابيه: "أبا اليسر"، وسماه أبو يعلى: "أبا هُبيرة الأنصاري".
وأخرجه البخاري تعليقاً في "الكنى" ص 15 عن أحمد بن عيسى، والطبراني في "الأوسط" (6520) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، كلاهما عن عبد الله بن وهب، به.
وفي الباب عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (4612) ، وقد استوفينا ذكر شواهده هناك.
(1) هَزَّال، بتشديد الزاي: هو ابن يزيد الأَسْلمي، له صحبة، ذكره ابن سعد في طبقة الخَنْدقِيينَ.(36/214)
اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَعَادَ، (1) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ (2) ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. ثُمَّ أَتَاهُ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " إِنَّكَ قَدْ قُلْتَهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَبِمَنْ؟ " (3) " قَالَ: بِفُلَانَةَ. قَالَ: " " هَلْ ضَاجَعْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " " هَلْ بَاشَرْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " " هَلْ جَامَعْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، قَالَ: فَأُخْرِجَ بِهِ إِلَى الْحَرَّةِ، فَلَمَّا رُجِمَ، فَوَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ، جَزَعَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَقَدْ أَعْجَزَ أَصْحَابَهُ، فَنَزَعَ لَهُ بِوَظِيفِ بَعِيرٍ، فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَتَلَهُ، قَالَ: ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " " هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ، فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ " " قَالَ هِشَامٌ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي حِينَ رَآهُ: " " وَاللهِ يَا هَزَّالُ، لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ " (4)
__________
(1) جاء مكان قوله: "فعاد" في (م) : "ثم أتاه الثانية"، وما أثبتناه من الأصول الخطية.
(2) قوله: "فأعرض عنه" ليس في (م) ، واستدركناه من الأصول الخطية.
(3) كذا في (ظ 5) ونسخة بهامش (ر) ، وفي (م) و (ر) : "فيمن".
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، نعيم بن هزال بن يزيد الأَسْلمي مختلف في صحبته، وقد روى عنه ابنه يزيد ومحمد بن المنكدر، وذكره ابن =(36/215)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حبان في "الثقات"، وابنه يزيد بن نعيم وهشام بن سعد المدني صدوقان حسنا الحديث. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/71-72، وأبو داود (4419) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/126 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن أبي شيبة وأبي دواد قول هشام بن سعد: "فحدثني ... إلخ". ورواية ابن عبد البر مختصرة.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (7279) من طريق عكرمة بن عمار، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه: أن هزالاً حدثه: أن ماعزاً -وهو نسيب لهزال- وقع على نسيبة هزال، وأن هزالاً لم يزل بماعز يأمره أن يعترف ويتوب، حتى أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فامر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجمه.
وأخرجه عبد الرزاق إثر الحديث (13342) من طريق يحيى بن سعيد، عن نعيم بن عبد الله بن هزال: أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهزال: "لو سترته بثوبك لكان خيراً لك" قال: وهزال الذي كان أمره أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7278) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/125 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/105، والطبراني في "الكبير" 22/ (531) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده هزال بن يزيد الأسلمي. ولفظ حديث يحيى بن سعيد الأنصاري: أنه كان أمر ماعزاً أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره بحديثه، فأتى ماعز، فأخبره، فأعرض عنه وهو يردد ذلك على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث إلى قومه، فسألهم: "أبه جنون؟ " قالوا: لا. فسأل عنه: "أثيب، أم بكر؟ " قالوا: ثيب. فأمر به فرجم، ثم قال: "يا هزال، لو سترته كان خيراً لك". وحديث عكرمة بن عمار عند الدولابي مختصر بلفظ: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: يا هزال، أما إنك لو سترته بردائك لكان خيراً لك" قالها مرتين أو ثلاثاً، يعني ماعزاً.(36/216)
21891 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ (1) الْعَطَّارَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ: أَنَّ هَزَّالًا كَانَ اسْتَأْجَرَ (2) مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ، قَدْ أُمْلِكَتْ، وَكَانَتْ تَرْعَى
__________
= وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً بالأرقام (21891) و (21892) و (21893) و (21894) و (21895) .
وأخرجه مرسلاً مالك في "موطئه" 2/821، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7277) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: بلغني أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل من أسلم -يقال له: هزال-: "يا هزال، لو سترته بردائك لكان خيراً لك". قال يحيى بن سعيد: فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي، فقال يزيد: هزال جدي، وهذا الحديث حق.
وقصة رجم ماعز بن مالك قد رواها جمع من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم: أبو هريرة، وقد سلف حديثه في مسنده برقم (7849) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وفي باب ستر المسلم عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (5646) ، وعن أبي هريرة سلف برقم (7427) ، وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف (16596) ، وعن مسلمة بن مخلد سلف (16960) ، وعن عقبة بن عامر سلف (17331) ، وعن عائشة سيأتي (25121) .
وقوله: "بوَظِيف بَعير": الوظيف لكل ذي أربع: ما فوق الرُّسْغ إلى مِفْصل الساق، والوَظِيف في يدي البعير: من رُسْغيه إلى ركبتيه، وأما في رجليه: فمن رُسْغيه إلى عُرْقوبيه. والجمع: أَوْظِفَةٌ ووُظُف.
(1) تحرفت في (م) إلى: "زيد".
(2) كذا في (م) وسائر الأصول الخطية، ووقع في روايتي النسائي والطحاوي الآتيتين في تخريج الحديث: "استرجم" وهو الأشبه بالصواب.(36/217)
غَنَمًا لَهُمْ، وَإِنَّ مَاعِزًا وَقَعَ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَ هَزَّالًا (1) فَخَدَعَهُ، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ، عَسَى أَنْ يَنْزِلَ فِيكَ قُرْآنٌ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَ، فَلَمَّا عَضَّتْهُ مَسُّ الْحِجَارَةِ، انْطَلَقَ يَسْعَى، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ بِلَحْيِ جَزُورٍ، أَوْ سَاقِ بَعِيرٍ، فَضَرَبَهُ بِهِ، فَصَرَعَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلَكَ يَا هَزَّالُ، لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ " (2)
21892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِرَجْمِهِ، فَلَمَّا مَسَّتْهُ
__________
(1) وقع في (ظ 5) و (ر) : "فأخذ هزال"، والمثبت من (م) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه، إلا أن حَبَّان بن هلال عند النسائي وأبا الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عند الطحاوي كما سيأتي في تخريح الحديث، خالفا عفان بن مسلم الصَّفَّار في روايته، فقالا: "عن يزيد بن نعيم بن هزال" بدل "عن نعيم بن هزال" وهو الأولى بالصواب، وعلى هذا فالحديث مرسل؛ لأن يزيد ابن نعيم بن هزال روايته عن جده مرسلة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7280) من طريق حَبَّان بن هلال، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4944) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. إلا أنهما قالا: "عن يزيد بن نعيم بن هزال" مكان: "عن نعيم بن هزال".
وانظر ما قبله.
وقوله: "بلَحْي جَزُور" بفتح فسكون: هو العظم الذي تنبت عليه الأسنان.(36/218)
الْحِجَارَةُ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَقَالَ مَرَّةً: فَلَمَّا عَضَّتْهُ (1) جَزَعَ، (2) فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ، أَوْ أَنَسُ مِنِ نَادِيهِ (3) ، فَرَمَاهُ بِوَظِيفِ حِمَارٍ، فَصَرَعَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثَهُ بِأَمْرِهِ، فَقَالَ: " " هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ، لَعَلَّهُ أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ " " ثُمَّ قَالَ: " " يَا هَزَّالُ، لَوْ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ " " (4)
21893 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ (5) ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ فِي حِجْرِهِ، فَلَمَّا فَجَرَ، قَالَ لَهُ: ائْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ وَلَقِيَهُ: " "
__________
(1) زاد في (م) : "الحجارة".
(2) تحرفت في (م) إلى: "أجزع".
(3) وقع في (م) : "بن نادية"، وهو تحريف.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7274) من طريق محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 10/78-79، وأبو داود (4377) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2393) ، والنسائي في "الكبرى" (7205) ، وابن قانع "معجم الصحابة" 3/150، والحاكم 4/363، والبيهقي 3/330 و8/219 و228 من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، به.
وانظر (21890) .
(5) تحرف في (م) إلى: "هشام بن سعيد".(36/219)
يَا هَزَّالُ، أَمَا لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، لَكَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ " " (1)
21894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ ذَكَرَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ مَاعِزٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، والضمير في قوله في الحديث: "في حجره" لا يعود على نعيم بن هزال كما هو ظاهر الرواية، وإنما على أبيه هزال، فقد سلف على الصواب بهذا الإسناد نفسه برقم (21890) .
(2) لفظة: "له" ليست في (م) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن هزال -وهو نعيم بن هزال بن يزيد الأسلمي- مختلف في صحبته، وقد روى عنه محمد بن المنكدر وابنه يزيد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له النسائي. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي البصري، ويحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري المدني.
وأخرجه البيهقي 8/330-331، وابن عبد البر 23/126 من طريقين عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأتم مما هنا ابن عبد البر 23/125 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن هزال: أنه أمر ماعزاً الأسلمي أن يأتي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره بحديثه، فذكره.
وأخرجه أيضاً بأتم مما هنا الطبراني 22/ (530) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده. =(36/220)
21895 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " " وَيْحَكَ يَا هَزَّالُ، لَوْ سَتَرْتَهُ، يَعْنِي مَاعِزًا، بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ " " (1)
__________
= وأخرجه ابو داود (4378) ، ومن طريقه البيهقي 8/331 من طريق حماد ابن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المنكدر: إن هزالاً أمر ماعزاً أن يأتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7276) من طريق عبد الله بن المبارك، والبيهقي 8/331 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر: أن رجلاً اسمه هزال هو الذي أشار عليه أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا هزال لو سترته بردائك، كان خيراً لك". قال يحيى: فذكرت هذا الحديث لابن ابنه يزيد بن نعيم بن هزال، فقال: هو جدي، قد كان هذا.
وانظر (21890) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7275) عن العباس بن عبد العظيم، والحاكم 4/363 من طريق إبراهيم بن مرزوق، كلاهما عن أبي داود سليمان ابن داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وزاد الحاكم في آخره: قال يحيى بن سعيد: فذكرت هذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال، فقال يزيد: هذا الحديث حق، وهو حديث جدي.
وانظر (21890) .(36/221)
حَدِيثُ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ (1)
__________
(1) أبو واقد الليثي: مِن بني ليث بن بكرِ بن عبد مناة بنِ كنانة بن خُزيمة، واختلف في اسمه، فقيل: الحارثُ بن عوف، وقيل: عوفُ بن الحارث، وقيل: الحارثُ بن مالك.
قال البخاري وابنُ حبان وأبو أحمد الحاكم والباوَرْديُّ: إنه شهد بدراً.
وقال ابن عبد البر: قيل: شهد بدراً ورَدَّه الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة"، فقال: ليس بشيء. وقال المزي: في شهودِه بدراً نظرٌ. وقال ابن حجر في "الإصابة": لا يَثبُتُ.
وقد أنكر أبو نُعيم فيما نقله ابن حجر على مَن قال: إنه شهد بَدراً، وقال: بل أسلم عامَ الفتح، أو قبلَ الفتح، وقد شهد على نفسه أنه كان بحُنين، وقال: ونحن حديثو عهدٍ بكُفْرٍ. قلنا: سيأتي خروجُه مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حُنين في "مسنده" برقم (21897) و (21900) و (21902) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد وقع في بعض روايات الحديث خارج "المسند": أنهم كانوا حديثي عهد بكفر. ووقع في الرواية الثانية في "المسند": قال أبو واقد:
خرجنا مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ حُنين، فمَرَرْنا بسِدْرة، فقلت: يا نبي الله، اجعل
لنا هذه ذات أنْواطٍ كما للكفارِ ذاتُ أنواطٍ. وهذا يُقوِّي أن أبا واقد كان حديثَ عهدٍ بكفرٍ، وإلا لما قال ما قال.
وأخرج ابن منده بسند صححه ابنُ حجر عن سِنان بن أبي سِنان الدُّؤَلي: أن أبا واقد الليثي أَسْلَم يومَ الفتح.
ومستند من قال: إنه شهد بدراً كما قال ابن حجر: ما رواه يونس بن بُكَير في "مغازي ابن إسحاق" عنه، عن أبيه، عن رجل من بني مازن، عن أبي واقد، قال: إني لأَتبعُ رجلاً من المشركين يومَ بدر لأَضْرِبَه بسيفي، فوقع رأسُه قبل أن يَصِلَ إليه سيفي، فعَرفْتُ أن غيري قتلَه. قلنا: وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من بني مازن. =(36/222)
21896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ: بِمَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدِ؟ قَالَ: " كَانَ يَقْرَأُ (1) بِـ (قَ) وَ (اقْتَرَبَتْ) " (2)
__________
= عداده في أهل المدينة، وكان خرج إلى مكة، فجاور بها سنة، ومات بها.
وقد اختُلِفَ في سنة وفاته وسِنِّه الذي توُفيَ فيه، فقيل: مات سنة ثمان وستين وله خمس وستون سنة، وقيل: وله خمس وثمانون سنة، وقيل: وسِنُّه سبعون سنة، وقيل: وهو ابن خمس وسبعين. وقيل: مات سنة خمس وستين.
وقيل: سنة خمس وثمانين. وقيل: في خلافة معاوية. وصحح ابن حجر في "التقريب" أنه توفي سنة ثمان وستين وهو ابن خمس وثمانين.
انظر "تجريد أسماء الصحابة" 2/210، و"التاريخ الكبير" 2/258، و"تهذيب الكمال" 34/386-387، و"سير أعلام النبلاء" 2/574-576، و"الإصابة" 7/455-457، و"الاستيعاب" 4/211-212، و"أسد الغابة" 6/325-326.
(1) قوله: "كان يقرأ" ليست في الأصول الخطية.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد -وإن كان ظاهره الانقطاع- قد صرح فليح بن سليمان باتصاله في الرواية الآتية برقم (21911) ، فقد رواه عن ضمرة ابن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثي، قال: سألني عمر، فذكره. وعبيد الله قد أدرك أبا واقد الليثي بلا شك، وسماعه منه غير مدفوع. وقد قوى اتصاله البيهقي والنووي وابن حزم وابن عبد البر. مالك: هو
هو ابن أنس الأصبحي المدني الإمام، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهُذَلي المدني.
وهو في "موطأ مالك" 1/180، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/158، وعبد الرزاق (5703) ، ومسلم (891) (14) ، وأبو داود (1154) ، والترمذي (534) ، والفريابي في "أحكام العيدين" (138) و (139) ، والنسائي في "الكبرى" (11550) ، وابن المنذر في "الأوسط" 4/283، والطحاوي في =(36/223)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "شرح معاني الآثار" 1/414، وابن حبان (2820) ، والطبراني في "الكبير" (3305) ، والدارقطني 2/45-46، وابن حزم في "المحلى" 5/82، والبيهقي 3/294، والبغوي (1107) . وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (5703) ، والحميدي (849) ، وابن أبي شيبة 2/176، وابن ماجه (1282) ، والترمذي (535) ، والنسائي في "المجتبى" 3/183-184، وأبو يعلى (1443) و (1446) ، والطبراني (3305) من طريق سفيان بن عيينة، عن ضمرة بن سعيد، به. وتحرف "ضمرة" في مطبوع "ابن أبي شيبة" إلى "حمزة"، و"عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة" إلى: "عبيد الله بن عبد الله بن عيينة".
وسيأتي الحديث من طريق فليح بن سليمان، عن ضمرة بن سعيد برقم (21911) .
وأخرجه الطحاوي 4/343، والطبراني (3298) من طريق سعيد بن كثير بن عفير، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي واقد الليثي وعائشة: أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بالناس يوم الفطر والأضحى، فكبر في الأولى سبعاً، وقرأ (ق وَالقُرْآنِ المَجِيدِ) ، وفي الثانية خمساً، وقرأ (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ) .
وأخرجه الدارقطني 2/46، والحاكم 1/298 من طريق إسحاق بن عيسى، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكبر في العيدين اثنتي عشرة تكبيرة سوى تكبيرة الاستفتاح، يقرأ بـ (ق وَالقُرْآنِ المَجِيدِ) ، و (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) . وفي إسنادهما عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وقد اضطرب في هذا الحديث.
وأخرجه عبد الرزاق (5701) ، وابن أبي شيبة 2/176 من طريق إبراهيم ابن ميسرة، وعبد الرزاق (5702) عن معمر بن راشد وعبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج، عن عبد الله بن طاووس، وابن أبي شيبة 2/176 عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاووس، كلاهما (إبراهيم بن ميسرة وعبد الله بن طاووس) عن طاووس مرسلاً: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في الصلاة يوم العيد =(36/224)
21897 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ ثُمَّ الْجُنْدَعِيِّ، (1) عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ، قَالَ: وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا، وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}
__________
= (ق) و (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) . وهذا لفظ رواية معمر وابن جريج، ولفظ رواية إبراهيم بن ميسرة: كان يقرأ في الصلاة يوم الفطر (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) ، ولفظ رواية سفيان بن عيينة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ في العيد بـ (ق) . ووقع في مطبوع "مصنفي" عبد الرزاق وابن أبي شيبة في الموضعين الأخيرين: "عن طاووس، عن أبيه" بدل: "عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه"، ويغلب على ظننا أنه خطأ.
(1) كذا وقع في هذه الرواية: "الجُنْدَعي"، وهو بضم الجيم، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وهذه النسبة إلى جُنْدَع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ويغلب على ظننا أنه خطأ، وصوابه: "الجَدَري" بفتح الجيم والدال والراء، نسبة إلى الجَدَرَة، وهم حلفاء بني الديل بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة، والجَدَرَة هؤلاء منسوبون إلى الجادر، وهو عامر بن عمرو بن جعثمة بن مبشر بن صعب بن دهمان، من الأزد، وقد نسب سناناً هذا إليهم البخاريُّ والسمعانيُّ في "الأنساب". انظر "الأنساب" 2/29 و93، و"جمهرة أنساب العرب" ص 180-181، و"الإكمال" 3/129، و"توضيح المشتبه" 3/406-407، و"التاريخ الكبير" 4/162-163.(36/225)
[الأعراف: 138] إِنَّهَا السُّنَنُ، (1) لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّةً " (2)
__________
(1) كذا في (ر) ، وفي (م) و (ظ 5) : "لسنن".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وابن شهاب: اسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الزهري.
وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 4/163، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (40) ، والطبري في "تفسيره" 9/45-46 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مختصرة بلفظ: "لتركبن سنن من قبلكم".
وأخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 4/84-85، والطيالسي (1346) ، والحميدي (848) ، وابن أبي شيبة 15/101، والترمذي (2180) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (76) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (37) ، وأبو يعلى (1441) ، والطبري 9/45، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/172، وابن حبان (6702) ، والطبراني في "الكبير" (3292) و (3293)
و (3294) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/124-125 و125، والواحدي في "الوسيط" 2/403-404 من طرق عن الزهري، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح. ووقع خطأ في مطبوع "الطيالسي": إبراهيم ابن سعد الزهري، بدل: إبراهيم بن سعد عن الزهري. ووقع في مطبوع "سيرة ابن هشام": "عن أبي واقد الليثي، أن الحارث بن مالك، قال"، وهو تحريف، صوابه: "عن أبي واقد الليثي، وهو الحارث بن مالك، قال". وجاء في مطبوع "سنن" الترمذي، و"مسند" أبي يعلى، و"معجم الصحابة" لابن قانع: أن خروجهم كان إلى خيبر، وهو خطأ، صوابه: "حنين".
وسيأتي الحديث من طريق معمر بن راشد برقم (21900) ، ومن طريق مالك بن أنس برقم (21902) ، كلاهما عن ابن شهاب الزهري.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 17/ (27) ، وابن أبي حاتم وابن =(36/226)
21898 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ تُصِيبُنَا بِهَا مَخْمَصَةٌ، فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ الْمَيْتَةِ؟ قَالَ: " إِذَا لَمْ تَصْطَبِحُوا، وَلَمْ تَغْتَبِقُوا، وَلَمْ تَحْتَفِئُوا بَقْلًا، فَشَأْنُكُمْ بِهَا " (1)
__________
= مردويه في "تفسيريهما" كما في "الدر المنثور" 3/534 من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده. وفيه كثير بن عبد الله، وهو متروك الحديث.
وفي باب قوله: "لتركبن سنن من كان قبلكم" عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8308) ، وذكرنا تتمة شواهده هناك.
وقوله: "ذات أنْواط": هي اسم شجرة بعينها كانت للمشركين، وسميت بذلك لأنهم كانوا يَنُوطون بها سلاحَهم، أي: يعلقونه بها، وأنْواط: جمع نَوْط، وهو مصدر سمي به المَنُوط. انظر "النهاية" 5/128.
(1) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه أبو إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي الكوفي، فقد كُذِّب، لكنه متابع، واختلف فيه على عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي كما سيأتي ذكره هنا وعند الرواية رقم (21901) ، فروي عنه منقطعاً بين حسان بن عطية وبين أبي واقد الليثي كما في هذه الرواية، وروي عنه متصلاً بذكر الواسطة بينهما، واختلف في هذه الواسطة،
فقيل: هو مسلم بن مِشْكَم، وقيل: مسلم بن يزيد، وقيل: مرثد أو أبو مرثد، وروي عنه عن حسان بن عطية مرسلاً، وروي عنه عن حسان بن عطية، عن رجل سمي له، أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بإبهام صحابيه والراوي عنه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 6/86، والدولابي في "الكنى" 1/59 و95، والبيهقي 9/356 من طريق محمد بن القاسم الأسدي، بهذا الإسناد. ووقع عند الدولابي في الموضع الثاني: "تجتفئوا" بالجيم والهمز، بدل: "تحتفئوا".
وأخرجه الدارمي (1996) ، والحاكم 4/125 من طريق أبي عاصم الضحاك ابن مخلد، والبيهقي 9/356، والبغوي في "شرح السنة" (3007) ، وفي =(36/227)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "التفسير" 2/11 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن الأوزاعي، به. قال أبو عاصم في حديثه: "تختفوا" بالخاء المعجمة وبغير همز، بدل قوله: "تحتفئوا".
وقال محمد بن كثير في حديثه: عن أبي واقد الليثي، أن رجلاً قال: يا رسول الله ... فذكره.
وسيأتي الحديث عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي برقم (21901) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3316) من طريق عبد الله بن كثير القارىء، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي عبد الله مسلم بن مِشْكم الخزاعي، عن أبي واقد الليثي، قال: كنت جالساً عند النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رجل، فذكره. زاد بين حسان وبين أبي واقد: مسلمَ بنَ مشكم.
وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4835) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 6/87 من طريق عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن رجل سمي لي، أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
وأخرجه الطبري 6/87 من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: قال رجل: يا رسول الله، فذكره.
وفي الباب عن الحسن البصري، عن سمرة بن جندب عند أبي عبيد في "غريب الحديث" 1/61، وابن جرير الطبري في "التفسير" 6/87، وتمام في "فوائده" (992) ، والحاكم 4/125، والبيهقي 9/357. ولفظه: "يجزىء من الضرورة -أو الضارورة- غبوق أو صبوح" وهو مختلف في رفعه ووقفه، وهو عندهم وجادة، وفي سماع الحسن من سمرة خلاف مشهور.
وقوله: "مَخْمَصة": أي: جوعٌ أو مجاعة.
وقوله: "فما يُحِلُّ لنا من الميتة؟ ": من الإحلال، أي: أيُّ جوعٍ، أو أيُّ حالة تبيح لنا أكل الميتة؟
وقوله: "إذا لم تَصْطَبحوا" من الصَّبُوح، وهو الشرب أولَ النهار. =(36/228)
21899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: عُدْنَا أَبَا وَاقِدٍ الْبَكْرِيَّ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الْبَدْرِيَّ (1) ، فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَفَّ النَّاسِ صَلَاةً
__________
= "ولم تَغْتَبقُوا": من الغَبُوق، وهو الشرب آخر النهار.
وقوله: "ولم تَحْتفِئُوا" قال أبو عبيد: هو من الحَفَأ؛ مهموز مقصور، وهو أصل البَرْدِيّ الأبيض الرَّطْب منه، وقد يؤكل، يقول: ما لم تقتلعوا هذا بعينه، فتأكلوه.
قال أبو سعيد الضرير: صوابه: مالم تَحْتَفُوا بها؛ بغير همز، مِن أَحْفَى الشَّعَْر، ومن قال: تَحْتَفِئُوا مهموزاً هو من الحَفَأ، وهو البَرْدِي، فباطل؛ لأن البَرْدِيَّ ليس من البُقول.
وقال الزمخشري: الاحتفاء: اقتلاع الحَفَأ، وهو البَرْدي، وقيل: أصله، فاستعير لاقتلاع البَقْل.
وروي: "تَختَفُوا" بالخاء، أي: تُظْهرونه، يقال: اخْتَفَيْتُ الشيءَ: إذا أَظْهَرْتَه وأَخْرجتَه، والمُخْتفِي: النَبَّاش، وأَخْفيته: إذا سَتَرْتَه.
وروي: "تَجْتَفِئوا" بالجيم والهمز، أي: تقْتَلِعُوه وتَرْمُوا به، من جَفَأتِ القِدْرُ: إذا رَمَتْ بما يجتمع على رأسها مِن الوَسَخ والزَّبَد.
وروي: "تَحْتَفُوا"، من احتفى القومُ المَرْعَى: إذا رَعَوْه وقَلَعُوه.
وروي: "تَحْتَفُّوا" من احتفاف النبت، وهو جَزُّه، وحَفَّت المرأة وجهَها، واحتفَّت.
وقوله: "بَقْلاً": البَقْل: هو ما نبت في بَزْره لا في أرُومَةٍ ثابتة. انظر "النهاية في غريب الحديث" 1/277 و411 و2/56، و"الفائق" 1/264، و"اللسان" (بقل) .
(1) كذا نسبه ابن بكر البُرْساني: بَدْرياً، وهو خطأ، فإنه لم يشهد بدراً، بل هو من مُسْلِمة الفتح كما حققناه وبسطنا القول فيه في ترجمته، فراجعه.(36/229)
عَلَى النَّاسِ، وَأَطْوَلَ النَّاسِ صَلَاةً لِنَفْسِهِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، نافع بن سَرْجِسَ الحجازي أبو سعيد مولى بني سِبَاع، تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، وقال ابن سعد في "الطبقات" 5/477: ثقة قليل الحديث، وقال أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" 2/160: لا أعلم إلا خيراً. وذكره ابن حبان وابن شاهين في
"ثقاتهما"، وباقي رجاله ثقات. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الحِمْيري الصنعاني، وابن بكر: هو محمد بن بكر البُرْساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي المكي.
وسيأتي مكرراً برقم (21909) .
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ورقة 197 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. واقتصر فيه على قوله: عدنا أبا واقد البكري -وقال ابن بكر: البدري- في وجعه الذي مات فيه، فذكر حديثاً.
فلم يذكر متنه. وتحرف فيه "نافع بن سرجس" إلى: "نافع بن شرحبيل".
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3719) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (3310) .
وأخرجه البيهقي 3/118 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، والشافعي في "السنن المأثورة" (392) عن عبد المجيد بن عبد العزيز، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وقال عبد المجيد بن عبد العزيز في روايته: "أبا واقد البدري".
وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 2/258، وابن أبي شيبة 2/55، وأبو يعلى (1442) و (1448) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/172-173، والطبراني (3312) و (3313) ، و (3314) من طرق عن عبد الله ابن عثمان بن خُثَيم، به. وتحرف: "ابن خثيم" في مطبوع "مصنف ابن أبي شيبة" إلى: "ابن جبير" ورواية البخاري مختصرة بلفظ: كان أخفَّ الناس صلاةً في تمام.
وسيأتي من طريق ابن عُليَّة، عن ابن جريج برقم (21908) ، ومن طريق =(36/230)
21900 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدِّيلِيِّ (1) ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: خَرَجَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ حُنَيْنٍ، فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، اجْعَلْ لَنَا هَذِهِ ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لِلْكُفَّارِ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، وَكَانَ الْكُفَّارُ يَنُوطُونَ سِلَاحَهُمْ بِسِدْرَةٍ، وَيَعْكُفُونَ حَوْلَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُ أَكْبَرُ، هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً} [الأعراف: 138] إِنَّكُمْ تَرْكَبُونَ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ " (2)
__________
= زائدة بن قدامة الثقفي، عن عبد الله بن عثمان برقم (21912) .
وفي باب تخفيف الإمام الصلاة على الناس عن ابن عمر، سلف برقم (4796) ، وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14623) ، وقد ذكرنا باقي أحاديث الباب هناك.
وفي باب تطويل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاته لنفسه عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18198) ، وذكرنا شواهده هناك.
(1) ويقال له الدؤلي كما سلف برقم (21897) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الحِمْيري الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدي البصري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20763) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة" (38) ، والنسائي في "الكبرى" (11185) ، والطبري في "تفسيره" 9/45، والطبراني في "الكبير" (3290) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 2/194-195.
وأخرجه الطبري 9/45 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد مطبوعه: سنان بن أبي سنان.
وانظر (21897) .(36/231)
21901 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٌ (1) ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ: أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ تُصِيبُنَا بِهَا الْمَخْمَصَةُ، فَمَتَى تَحِلُّ لَنَا الْمَيْتَةُ؟ قَالَ: إِذَا لَمْ تَصْطَبِحُوا، وَلَمْ تَغْتَبِقُوا، وَلَمْ تَحْتَفِئُوا، فَشَأْنُكُمْ بِهَا " (2)
21902 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ (3) بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مَعْمَرٍ، وَمَعْمَرٌ أَتَمُّ حَدِيثًا (4)
__________
(1) تحرف في (م) و (ر) إلى: "حدثنا الوليد حدثنا مسلم"، والمثبت من (ظ 5) .
(2) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وقد سلف بيانه عند الرواية (21898) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3315) ، والبيهقي 9/356 من طريق إسحاق بن راهويه، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وزادا في الإسناد: "ابن مرثد أو أبا مرثد" بين حسان بن عطية وبين أبي واقد. ووقع عند الطبراني: "مرثد أو أبو مرثد".
(3) وقع في (م) و (ر) : "أبو إسحاق" بزيادة لفظة: "أبو"، والمثبت من (ظ 5) ، وهو الصواب.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو العَبْدي الرازي، والزهري: اسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب.
وأخرجه عبد الله بن مسلمة القعنبي في "زيادات الموطأ" كما في "إتحاف المهرة" و"التجريد" ص 265، ومن طريق القعنبي أخرجه الطبراني في "الكبير" (3291) ، وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة" (39) من طريق =(36/232)
21903 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ، فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَبِهَا نَاسٌ يَعْمِدُونَ إِلَى أَلْيَاتِ الْغَنَمِ وَأَسْنِمَةِ الْإِبِلِ فَيَجُبُّونَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ، فَهُوَ (1) مَيْتَةٌ " (2)
__________
= جويرية بن أسماء، كلاهما (القعنبي وجويرية) عن مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وقال ابن عبد البر: ليس عند القعنبي في "الموطأ"، وهو عنده في "الزيادات"، وليس عند غيره، وقد رواه عن مالك: ابن وهب، والزبيري، وإبراهيم بن طهمان، وجويرية بن أسماء، وإسحاق بن سليمان.
وانظر (21897) .
(1) كذا في (ظ 5) ونسخة بهامش (ر) ، وفي (م) و (ر) و (ق) : "فهي".
(2) حديث حسن، حسنه الترمذي، وقال: العمل على هذا عند أهل العلم. وقال البخاري: هو محفوظ. وقد اختلف فيه على زيد بن أسلم العدوي كما سيأتي بيانه، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار قد تكلموا فيه، وحاصل كلامهم: أنه حسن في المتابعات والشواهد، وباقي رجال إسناده ثقات
رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري.
وأخرجه الدارمي (2018) ، والترمذي في "السنن" (1480) ، وفي "العلل الكبير" 2/632، وابن الجارود (876) ، وأبو يعلى (1450) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3062) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1572) ، والطبراني في "الكبير" (3304) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1608، والدارقطني 4/292، والحاكم 4/239، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ورقة 192-193 و193، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/326 من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد أبي يعلى ومن طريقه ابن عساكر في الموضع الأول: "عطاء بن يسار"، قال ابن عساكر: =(36/233)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كذا رواه أبو يعلى عن علي، أي: ابن الجعد، وأسقط منه: "عطاء بن يسار"، ورواه البغوي عن علي على الصواب.
وأخرجه الحاكم 4/123-124 من طريق علي بن عبد الله بن جعفر، حدثنا أبي، عن زيد بن أسلم، به. وسقط من مطبوع "مستدرك الحاكم": "حدثنا أبي"، واستدركناه من "إتحاف المهرة"، وأبو علي عبد الله بن جعفر المديني هذا ضعيف.
وسيأتي الحديث عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار في الذي بعده.
وأخرجه عبد الرزاق (8611) عن معمر، عن زيد بن أسلم مرسلاً.
وقال الحاكم أيضاً 4/124: رواه عبد الرحمن بن مهدي، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم مرسلاً.
وأخرجه عبد الرزاق (8612) عن ابن مجاهد، عن أبيه مرسلاً.
وأخرجه البزار (إثر الحديث 1220 - كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1573) ، والحاكم 4/124 من طريق يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلاً. وسقط من إسناده عند الحاكم: "زيد بن أسلم".
وأخرجه الحاكم 4/239 عن أبي عبد الله الصفار، عن محمد بن إسماعيل السلمي، عن عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيسي، عن سليمان بن بلال، عن زيد ابن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. هكذا رواه عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيسي، عن سليمان بن بلال، وصله عن أبي سعيد الخدري، وعبد العزيز بن عبد الله الأُوَيسي ثقة احتج به البخاري.
وأخرجه البزار (1220 - كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1573) ، والحاكم 4/124 من طريق يحيى بن حسان، عن المسور بن الصلت، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. وفيه المسور بن الصلت، وهو ضعيف. =(36/234)
21904 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَالنَّاسُ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الْإِبِلِ، وَيَقْطَعُونَ أَلْيَاتِ الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ، فَهِيَ مَيْتَةٌ " (1)
__________
= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/926، وأبو نعيم في "الحلية" 8/251 من طريق خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. وفيه خارجة بن مصعب السَّرَخْسي، وهو متروك.
وأخرجه ابن ماجه (3216) ، والبزار في "مسنده" كما في "نصب الراية" 4/317، والدارقطني 4/292، والحاكم 4/124 من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهشام بن سعد المدني ليس بذاك القوي، لكن يعتبر به في المتابعات والشواهد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7928) ، وابن عدي 5/1870 و1871 من طريق عاصم بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً. وفيه عاصم بن عمر بن حفص العمري، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (3217) ، والطبراني في "الكبير" (1276) و (1277) ، وفي "الأوسط" (3123) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1117 من طريق أبي بكر الهذلي، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن تميم الداري، عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه أبو بكر -واسمه سُلْمى، وقيل: رَوْح بن عبد الله- الهذلي، وهو متروك، وشهر بن حوشب الأَشعري، وهو ضعيف.
(1) حديث حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
وأخرجه أبو داود (2858) ، والترمذي بإثر الحديث (1480) ، والبيهقي 1/23 و9/245، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 1/205-206 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.(36/235)
21905 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِنِسَائِهِ فِي حَجَّتِهِ: " " هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصُرِ " " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، واقد بن أبي واقد الليثي مختلف في صحبته، وقد تفرد بالرواية عنه زيد بن أسلم العَدَوي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سعيد بن منصور: هو ابن شعبة الخراساني صاحب التصانيف، وعبد العزيز بن محمد: هو ابن عُبيد الدَّراوَرْدي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5604) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/173، والبيهقي 4/327 و5/228، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/110، والمزي في ترجمة واقد بن أبي واقد الليثي من "تهذيبه" 30/415 من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1722) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (903) ، وأبو يعلى (1444) ، والطبراني في "الكبير" (3318) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وقالوا في روايتهم جميعاً خلا الطبراني: "عن ابن لأبي واقد الليثي" كذا لم يسموه.
وسيأتي عن أبي جعفر محمد بن النُّوشَجانِ السويدي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي برقم (21910) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9765) ، وإسناده حسن، وذكرت تتمة شواهده هناك.
وقوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هذه، ثم ظُهورَ الحُصُْر" قال السندي: قوله: "هذه" أي: حجتكن هذه، "ثم ظهور الحُصُْر": بضمتين، وتسكين الصاد تخفيفاً: جمع حصير يُبْسط في البيوت، أي: ثم لزومَ البيت، ولعل المراد به: تطييبُ أنفسهن بترك الحجَّ بعدُ إن لم يَتيسَّرْ، أو جوازُ الترك لهن، لا النهيُ عن الحج، فقد ثبت حجُّهن بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. =(36/236)
21906 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَيُحَدِّثُنَا فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: " إِنَّ اللهَ قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " (1)
__________
= وقال البيهقي 4/327: في حج عائشة رضي الله عنها وغيرها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن بعد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دلالة على أن المراد من هذا الخبر: وجوبُ الحج عليهن مرة واحدة، كما بين وجوبه على الرجال مرة، لا المنعُ من الزيادة عليه، والله أعلم.
(1) إسناده ضعيف من أجل هشام بن سعد المدني، فقد اختلفوا فيه ما بين مجرح ومعدل، وخلاصة القول فيه: أنه يعتبر به في المتابعات والشواهد. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 322-323، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/59، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة"، والطبراني في "الكبير" (3300) و (3301) ، وفي "الأوسط" (2467) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10277) و (10278) من طرق عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد.
وقال البيهقي في "شعب الإيمان" إثر الحديث (10281) : وكذلك رواه عبد الله ابن جعفر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي. قلنا: وعبد الله بن جعفر بن نجيح المديني ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3302) ، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن زيد بن أسلم، به. ومحمد بن عبد الرحمن بن مجبر العمري واهي الحديث. وخالفهم ربيعة بن عثمان التيمي، فرواه عن زيد بن أسلم، عن أبي =(36/237)
21907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي مُرَّةَ، أَنَّ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ أَحَدُهُمْ، فَوَجَدَ فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ، فَجَلَسَ وَجَلَسَ الْآخَرُ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَانْطَلَقَ الثَّالِثُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَبَرِ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَمَّا الَّذِي جَاءَ فَجَلَسَ فَأَوَى، فَآوَاهُ اللهُ، وَالَّذِي جَلَسَ مِنْ وَرَائِكُمْ فَاسْتَحْيَا،
__________
= مراوح، عن أبي واقد الليثي، أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/107، والطبراني في "الكبير" (3303) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1442) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10281) . وربيعة بن عثمان التيمي فيه كلام خفيف، لكن رجح الدارقطني في "العلل" 6/298-299، وأبو حاتم في "العلل" 1/168 و2/107، والبيهقي في "شعب الإيمان" إثر الحديث (10281) رواية
هشام بن سعد المدني على رواية ربيعة بن عثمان. ووقع في مطبوع "شعب الإيمان": "عن أبي واقد الليثي، عن أبي مراوح" فقال البيهقي عقبه: كذا وجدته في كتابي، والصواب: عن أبي مراوح، عن أبي واقد الليثي. قلنا: ويغلب على ظننا أن ما وقع في مطبوع "الشعب" تحريف، وأن قوله في إسناده: "عن أبي واقد الليثي" زيادة مقحمة، ومراد البيهقي بقوله: كذا وجدته في كتابي ... إلخ:
هو أن الحديث إنما وقع في كتابه: عن زيد بن أسلم، عن أبي مراوح مرسلاً؛ بدليل أن ابن منده وأبا نعيم رواياه في "معرفة الصحابة" كما في "أسد الغابة" 6/281-282 مرسلاً من طريق أحمد بن الفرج، عن ابن أبي فديك، عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبي مراوح الليثي: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "قال الله تعالى: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة".
وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف في مسنده برقم (3501) ، وتعليقنا عليه.(36/238)
فَاسْتَحْيَا اللهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الَّذِي انْطَلَقَ، فَرَجُلٌ أَعْرَضَ، فَأَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العَنْبري، وأبو مرة: اسمه يزيد: مولى عَقِيل بن أبي طالب، ويقال: مولى أخته أم هانىء.
وأخرجه مسلم (2176) ، والنسائي في "الكبرى" (5901) ، وأبو يعلى (1445) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ورقة 192 من طريق عبد الصمد ابن عبد الوارث العنبري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2176) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة"، والطبراني في "الكبير" (3309) ، والبيهقي 3/234، وابن عساكر 19/ورقة 192 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، به. ووقع عند أبي عوانة وابن عساكر: "مولى أبي مرة" بدل: "أبي مرة"، قال ابن عساكر: كذا قال أبان، ورواه حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبي مرة، وهو الصواب، وهكذا رواه مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله. ووقع في مطبوع "الطبراني": "عن إسحاق بن عبد الله، عن مولاه، عن أبي واقد الليثي" ونرى أنه تحريف، وصوابه: "عن إسحاق بن عبد الله، عن مولى أبي مرة، عن أبي واقد الليثي" كما هي رواية أبي عوانة وابن عساكر، والله أعلم.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/960، ومن طريقه البخاري (66) و (474) ، ومسلم (2176) ، والترمذي (2724) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (901) و (902) ، والنسائي في "الكبرى" (5900) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة"، وابن حبان (86) ، والطبراني (3308) ، والبيهقي 3/231-232، والبغوي (3334) ، وابن عساكر 19/ورقة 192 عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، به.
وفي الباب عن أبي خنيس -وقيل: حبيش- الغفاري وفيه قصة عند ابن أبي عاصم (2768) ، والدولابي في "الكنى" 1/26، والطبراني في "الأوسط" (3552) ، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" 4/382، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/68. =(36/239)
21908 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: عُدْنَا أَبَا وَاقِدٍ الْكِنْدِيَّ، (1) فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَفَّ النَّاسِ صَلَاةً بِالنَّاسِ، وَأَطْوَلَ النَّاسِ صَلَاةً لِنَفْسِهِ " (2)
21909 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: عُدْنَا أَبَا وَاقِدٍ الْكِنْدِيَّ، قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الْبَدْرِيَّ، فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
21910 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّوشَجَانِ وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَزْوَاجِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصُرِ " " (4)
__________
(1) كذا نسبه في هذه الرواية، والتي تليها: كِنْدياً، وهو خطأ، ونسب في الرواية السالفة برقم (21899) : بكرياً، وهو الصواب.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل نافع بن سَرْجِس الحجازي، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (21899) ، وباقي رجاله ثقات. إسماعيل ابن إبرهيم: هو ابن مِقْسم الأسدي البصري المعروف بابن عُليَّة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأُموي المكي.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (21899) سنداً ومتناً.
(4) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، ابن أبي واقد الليثي -واسمه واقد كما سلف في الرواية (21905) - مختلف في صحبته، =(36/240)
21911 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَأَلَنِي عُمَرُ عَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ؟، قَالَ سُرَيْجٌ: بِمَ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْخُرُوجِ؟، قَالَ: فَقُلْتُ: " قَرَأَ: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ " (1)
__________
= ولم يرو عنه غير زيد بن أسلم العَدَوي، وباقي رجاله ثقات. الدَّراوَرْدي: اسمه عبد العزيز بن محمد.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 3/326، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ورقة 63 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (21905) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل فليح -وهو ابن سليمان الخُزَاعي المدني-، لكنه قد توبع في الرواية السالفة برقم (21896) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب البغدادي، وسريج: هو ابن النعمان الجَوْهري البغدادي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11551) من طريق يونس بن محمد المؤدب وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1440) ، والطبراني في "الكبير" (3306) ، والبيهقي 3/394 من طريق سريج بن النعمان وحده، به. وتحرف سريج في مطبوع "ابن خزيمة" إلى: شريح.
وأخرجه مسلم (891) (15) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/413، وأبو يعلى (1447) ، والبيهقي 3/294 من طريق أبي عامر العَقَدي، وابن خزيمة بإثر (1440) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن فليح بن سليمان، به. =(36/241)
21912 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ (1) ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ سَرْجِسَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَخَفَّ النَّاسِ صَلَاةً عَلَى النَّاسِ، وَأَدْوَمَهُ عَلَى نَفْسِهِ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) و (ر) إلى: "عن خثيم".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل نافع بن سَرْجِس الحجازي، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (21899) ، وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد مولى بني هاشم: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي الكوفي.
وأخرجه أبو يعلى (1449) من طريق حسين بن علي الجُعْفي، والطبراني في "الكبير" (3311) من طريق معاوية بن عمرو الأَزْدي، كلاهما عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.(36/242)
حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ (1)
21913 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لَا يُغْنِي مِنْ زَرْعٍ أَوْ ضَرْعٍ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ " قَالَ السَّائِبُ: فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ " (2)
__________
(1) قال السندي: سفيان بن أبي زهير، أزدي، من أزد شنوءة، نزل المدينة يُعدُّ في أهل المدينة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد، فمن رجال مسلم.
وهو في "الموطأ" 2/969، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/140، وابن أبي شيبة 5/409 و14/208-209، والدارمي (2005) ، والبخاري (2323) ، ومسلم (1576) (61) ، وابن ماجه (3206) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1598) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/56، وفي "شرح مشكل الآثار" (4677) ، والطبراني في "الكبير" (6414) ،
والبيهقي 6/10، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/404.
وأخرجه البخاري (3325) ، وفي "التاريخ الكبير" 4/86، ومسلم (1576) (61) ، والنسائي 7/187-188، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/56، وفي "المشكل" (4676) و (4678) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" بإثر (379) والطبراني في "الكبير" (6415) ، والمزي في ترجمة سفيان بن أبي زهير من "تهذيب الكمال" 11/146 من طرق عن يزيد بن خصيفة، به. =(36/243)
21914 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ فِي مَجْلِسِ اللَّيْثِيِّينَ، يَذْكُرُونَ أَنَّ سُفْيَانَ، أَخْبَرَهُمْ: أَنَّ فَرَسَهُ أَعْيَتْ بِالْعَقِيقِ وَهُوَ فِي بَعْثٍ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ يَسْتَحْمِلُهُ، فَزَعَمَ سُفْيَانُ، كَمَا ذَكَرُوا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مَعَهُ يَبْتَغِي لَهُ بَعِيرًا، فَلَمْ يَجِدْهُ إِلَّا عِنْدَ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيِّ، فَسَامَهُ لَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْمٍ: لَا أَبِيعُكَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنْ خُذْهُ فَاحْمِلْ عَلَيْهِ مَنْ شِئْتَ، فَزَعَمَ أَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بِئْرَ الْأَهَابِ، زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ الْبُنْيَانُ أَنْ يَأْتِيَ هَذَا الْمَكَانَ، وَيُوشِكُ الشَّامُ أَنْ يُفْتَحَ، (1) فَيَأْتِيَهُ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ، فَيُعْجِبَهُمْ رِيفُهُ وَرَخَاؤُهُ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ يُفْتَحُ الْعِرَاقُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ دَعَا لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَأَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي مُدِّنَا مِثْلَ مَا بَارَكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ " (2)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/54 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن السائب بن يزيد، به. ولفظه: "من أمسك الكلب، فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط".
وسيأتي برقم (21918) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4479) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) في (م) : يفتتح.
(2) إسناده ضعيف لإبهام الليثين الذين روى عنهم بُسر بن سعيد، وقوله: =(36/244)
21915 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الْبَهْزِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُفْتَحُ الْيَمَنُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ثُمَّ يُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَأْتِيَ قَوْمٌ يَبِسُونُ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمْنِ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " (1) (2)
__________
= يوشك الشام أن يفتح ... " إلى آخر الحديث صحيح، انظر الأحاديث الثلاثة التالية.
ويشهد لدعائه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمدينة بالبركة حديث ابن عمر السالف برقم (6064) .
وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: بالعقيق: موضع بقرب المدينة.
بالأهاب: كسحاب موضع قرب المدينة، كذا في القاموس، وفي "المجمع": إهاب بكسر الهمزة، وكذا في "المشارق" لعياض أيضاً، وروي: يهاب بكسر تحتانية وفتحها.
يبسون: يروى بفتح أوله وكسر الباء أو ضمها، وبضم أوله وكسر الباء، والبَسُّ: السير، يقال: بَسَسْتُ الناقةَ وأبسستُها، إذا حملتُها على السير.
(1) من قوله: "ثم يفتح الشام" إلى آخر الحديث سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (17159) ومن طريقه أخرجه مسلم (1388) (497) ، وابن خزيمة فأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/538، والطبراني في "الكبير" (6407) .
وأخرجه الحميدي (865) ، ومسلم (1388) (496) ، والنسائي في "الكبرى" (4264) ، وابن خزيمة وأبو عوانة في الحج أيضاً 5/538، وابن أبي عاصم =(36/245)
21916 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُفْتَحُ الْيَمَنُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (1)
21917 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ بِالْمَوْسِمِ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَأَخْبَرَنِي، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَفْتَحُونَ الشَّامَ، فَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَبُسُّونَ "
__________
= في "الآحاد والمثاني" (1596) و (1597) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/313، والطبراني في "الكبير" (6409 - 6413) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/320، والبغوي في "شرح السنة" (2018) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/404. من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وما سيأتي (21916) و (21917) .
وفي الباب عن جابر سلف برقم (14680) .
(1) إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى، فمن رجال مسلم.
وهو في "الموطأ" 2/887-888، ومن طريقه أخرجه البخاري (1785) ، والنسائي في "الكبرى" (4263) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/538، والطحاوي في "شرح المشكل" (1112) ، وابن حبان (6673) ، والطبراني في "الكبير" (4608) ، والبغوي في "شرح السنة" (2018) ، والمزي في ترجمة سفيان بن زهير من "تهذيب الكمال" 11/147.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (21914) .(36/246)
قَالَ: " كُلُّهَا فَتَحُوا " وَقَالَ: " يَبُسُّونَ " (1)
21918 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ سُفْيَانَ بْنَ أَبِي زُهَيْرٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ شَنُوءَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحَدِّثُ نَاسًا مَعَهُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لَا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا وَلَا ضَرْعًا، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ " قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " إِي وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1113) من طريق سلمان بن حرب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وانظر (21915) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وانظر (21913) .(36/247)
حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
21919 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، ح وَعَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنِي حَمَّادٌ، (2) حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ عَامًا، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمُلْكُ " قَالَ سَفِينَةُ: " أَمْسِكْ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَيْنِ، وَخِلَافَةَ عُمَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَخِلَافَةَ عُثْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَخِلَافَةَ عَلِيٍّ سِتَّ سِنِينَ " (3)
__________
(1) قال السندي: سفينة مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أبا عبد الرحمن، اختلف في اسمه إلى أحد وعشرين قولاً، وكان أصله من فارس، فاشترته أمُّ سلمة، ثم أعتقته، واشترطت عليه أن يخدم النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقصة تسميته سفينة ستأتي في الرواية (21925) .
(2) قوله: حدثني حماد، أثبتناه من (ظ 5) ، وسقط من (م) و (ق) .
(3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمهان -وهو الأسلمي أبو حفص البصري- فهو صدوق من رجال أصحاب السنن.
بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبَري.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنِّف (789) و (1027) ، وقد صححه كما في "السنة" للخلال (636) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1181) ، وفي "الآحاد والمثاني" (113) و (139) ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على "فضائل الصحابة" =(36/248)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (790) ، وفي "السنة" (1402) ، والبزار في "مسنده" (3828) و (3829) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3446) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3349) ، وابن حبان في "صحيحه" (6943) ، والطبراني في "الكبير" (13) ، والحاكم 3/71، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2654) و (2655) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (91) و (319) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/225، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3865) ، والمزي في ترجمة سعيد بن جمهان من "تهذيب الكمال" 10/378 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وبعضهم لم يذكر قوله: "ثم يكون بعد ذلك الملك". وبعضهم لم يذكر قول سفينة.
وأخرجه أبو داود (4647) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1185) ، وفي "الآحاد والمثاني" (140) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1403) و (1404) و (1405) ، والنسائي في "الكبرى" (8155) ، والطبراني في "الكبير" (136) و (6443) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1237، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/245 من طريق العوام بن حوشب، وأبو داود (4646) ، وابن حبان (6657) ،
والطبراني (6444) ، وابن عدي 3/1237، والحاكم 3/145، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/341، وفي "الاعتقاد" ص 333 و370 من طريق عبد الوارث بن سعيد، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1407) ، والبزار (3827) ، وأبو بكر الخلال في "السنة" (647) ، واللالكائي (2656) من طريق أبي طلحة يحيى بن طلحة بن أبي شهدة، ثلاثتهم عن سعيد بن جمهان، به. وبعضهم يختصره. وجاء سعيد ابن جمهان مبهماً غير مسمى في رواية عبد الله بن أحمد في "السنة" (1405) .
وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (21923) ، ومن طريقه حشرج بن نباتة برقم (21928) ، كلاهما عن ابن جُمْهان.
ويشهد له بلفظه حديث أبي بكرة عند البيهقي في "الدلائل" 6/342، وفي إسناده مؤمل بن إسماعيل، وعلي بن زيد بن جدعان وهما ضعيفان، وسلف في المسند برقم (20445) بلفظ: "خِلافةُ نُبوَّةٍ، ثم يُؤتي الله المُلْكَ من يَشاءُ". =(36/249)
21920 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيٍّ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سَفِينَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَشَاطَ (1) نَاقَتَهُ بِجِذْلٍ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا " (2)
21921 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
__________
= وفي باب قوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثم يكون بعد ذلك الملك" عن حذيفة بن اليمان، سلف في مسند النعمان بن بشير برقم (18406) ، وإسناده حسن.
قوله: "الخلافة ثلاثون عاماً" أي: خلافة النبوة كما في رواية أبي داود (4647) .
"ثم يكون" أي: يحدث في المسلمين، ويتحقق الملك، ولم يكن بينهم أولاً الملك.
"وخلافة علي ست سنين" أي: مع خلافة الحسن رضي الله عنهما. قاله السندي.
(1) وقع في النسخ الخطية "شاط"، ولا يصح، فإنه على هذا لازم غير متعد، وصوابه "أشاط" بالهمز متعدياً كما أثبتناه، وهو كذلك في كتب الغريب، يقال: أشاط فلان فلاناً: إذا أهلكه، وقال صاحب النهاية: أشاط -بالهمز-: سفك وأراق.
(2) إسناده مُعْضلٌ ضعيفٌ، يحيى -وهو ابن أبي كثير- لم يدرك سفينة، بينهما راوايان كما سيأتي وهما مجهولان.
وأخرجه البزار (3831) ، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/1151 و1164 من طريق عثمان بن عمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/317 من طريق بشر بن السريّ، كلاهما عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمرو بن هارون -قال البزار: وأراه ابن يزيد، وقال البخاري: عمرو بن يزيد- عن صهيب، عن سفينة. وعمرو وصهيب مجهولان.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4597) وفيه أن جارية ذبحت شاة بحجر فأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأكلها. وذكرت عنده شواهده.
قال السندي: قوله: "بجذل" بكسر جيم أو فتحها وسكون معجمة: العود.(36/250)
جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ شَيْئًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ سَفِينَةُ " (1)
21922 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَفِينَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا ضَافَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَصَنَعُوا لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: لَوْ دَعْونَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلَ مَعَنَا، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ، فَجَاءَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ، فَإِذَا قِرَامٌ قَدْ ضُرِبَ بِهِ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: اتْبَعْهُ، فَقُلْ لَهُ: مَا رَجَعَكَ؟ فَتَبِعَهُ، فَقَالَ: مَا رَجَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ لِي، أَوْ لَيْسَ لِنَبِيٍّ، أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا " (2)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمهان -وهو أبو حفص البصري الأسلمي- فهو صدوق من رجال أصحاب السنن.
إسحاق بن عيسى: هو ابن الطَّباع البغدادي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6441) من طريق العوام بن حوشب، عن سعيد بن جُمهان، به.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (21925) و (21932) ويأتي تتمة تخريجه هناك.
وسيأتي ضمن الحديث (21928) .
وسيأتي برقم (21924) من طريق شريك، عن عمران النخلي، قال: عن مولى لأم سلمة ... الحديث.
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمهان، فهو =(36/251)
21923 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، حَدَّثَنِي سَفِينَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ عَامًا ثُمَّ الْمُلْكُ " فَذَكَرَهُ (1)
__________
= صدوق من رجال أصحاب السنن. أبو كامل: هو مظفر بن مُدرِك الخُراساني.
وأخرجه أبو داود (3755) ، والبيهقي 7/267 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن حبان (6354) والحاكم 2/186 من طريق أسد بن موسى، والبزار في "مسنده" (3826) ، والطبراني في "الكبير" (6446) من طريق هدبة ابن خالد، وأبو نعيم في "الحلية" 1/369 من طريق مسلم بن إبراهيم، أربعتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولم يذكر بعضهم القصة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10732) من طريق قبيصة بن عقبة، عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة أبي عبد الرحمن، عن أم سلمة. فجعل قبيصةُ الحديث عن أم سلمة، قلنا: وهذا خطأ، فإن قبيصة قد خالف غيره من الثقات الحفاظ من أصحاب حماد بن سلمة.
وسيتكرر برقم (21934) .
وسيأتي عن عفان برقم (21926) ، وعن بهز برقم (21933) ، كلاهما عن حماد بن سلمة.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند ابن ماجه (3359) ، والنسائي 8/213، وأبي يعلى (436) . وجاء فيه أن القرام الذي رآه النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان فيه تصاوير. وإسناده صحيح.
قال السندي: "ضاف عليَّ بن أبي طالب" أي: نزل الرجل عليه ضيفاً.
"بعضادتي الباب" خشبتين على جانبي الباب.
"قرام" بكسر القاف، أي: ستر رقيق. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 10/181: كأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كره دخول بيت فيه تصاوير.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمْهان، فهو =(36/252)
21924 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ النَّخْلِيِّ (1) ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى وَادٍ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَعْبُرُ النَّاسَ أَوْ أَحْمِلُهُمْ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كُنْتَ الْيَوْمَ إِلَّا سَفِينَةً " أَوْ " مَا أَنْتَ إِلَّا سَفِينَةٌ " قِيلَ لِشَرِيكٍ: " هُوَ سَفِينَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ " (2)
21925 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَكُلَّمَا أَعْيَا
__________
= صدوق من رجال أصحاب السنن.
وانظر (21919) .
(1) تصحف في (م) و (ر) إلى: البجلي، والمثبت من (ظ 5) وكتب المشتبه، والنخلي، قال السمعاني في "الأنساب": بفتح النون وسكون الخاء المعجمة، نسبة إلى النخل، وظني أنها القرية المعروفة التي على ستة فراسخ من مكة.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وعمران النخلي: هو ابن عبد الله بن كيسان، روى عنه ابنه حماد، وشريك، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما ما وقع في "الجرح والتعديل" 6/300 من ذكر رواية لأبي نعيم عنه، فهو خطأ، فإن أبا نعيم إنما يروي عن ابنه حماد المذكور كما وقع في "الجرح والتعديل" نفسه 3/145، وكما في "الأنساب" للسمعاني في مادة (النخلي) .
وانظر ما سلف برقم (21921) .
قال السندي: قوله: "أَعبُرُ الناس" يقال: عبر النهر كنصر: إذا قطعه، فالظاهر أن نصب الناس بنزع الخافض، أي: أعبُرُ بهم.(36/253)
بَعْضُ الْقَوْمِ أَلْقَى عَلَيَّ سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ وَرُمْحَهُ، حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ سَفِينَةُ " (1)
21926 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، حَدَّثَنَا سَفِينَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَجُلًا أَضَافَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: لَوْ دَعَوْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ، فَدَعَوْهُ فَجَاءَ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عِضَادَتَيِ الْبَابِ، فَرَأَى قِرَامًا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَرَجَعَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: الْحَقْهُ فَقُلْ لَهُ: مَا رَجَعَكَ (2) يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ لِي أَنْ أَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا " (3)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جمهان -وهو الأسلمي أبو حفص البصري- فهو صدوق من رجال أصحاب السنن.
عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3830) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/290، والطبراني في "الكبير" (6440) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1237، والمزي في ترجمة سفينة من "تهذيب الكمال" 11/205 من طرق عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (21921) .
(2) في (م) : لم رجعت، وكانت في (ظ 5) كما أثبتنا ثم رُمجت وكتب فوقها: رجعت، وفي (ر) و (ق) أيضاً: ما رجعت وجاء في المصادر التي خرجت الحديث: ما رجعك، على الصواب، ولذلك أثبتناه.
(3) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (3360) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10733) ، =(36/254)
21927 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " أَعْتَقَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ وَاشْتَرَطَتْ عَلَيَّ أَنْ أَخْدُمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَاشَ " (1)
__________
= وابن عبد البر في التمهيد 10/180-181 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وحديث أبي كامل الذي ذكره المصنف سلف برقم (21922) .
(1) إسناده حسن. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني.
وأخرجه الطيالسي (1602) ، وابن ماجه (2526) ، وابن الجارود في "المنتقى" (976) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/290، والحاكم 3/606، والبيهقي 10/291 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3932) ، والنسائي في "الكبرى" (4995) ، والطبراني في "الكبير" (6447) ، والحاكم 2/213، وأبو نعيم في "الحلية" 1/369، والبيهقي 10/291 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن جُمهان، به.
وصححه الحاكم.
وسيأتي 6/319 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد.
وفي الباب عن ابن عمر موقوفاً عند البيهقي 10/291. وإسناده صحيح.
قال الشوكاني في "نيل الأوطار": قد استدل بهذا الحديث على صحة العتق المعلق على شرط. وقال البغوي في "شرح السنة" 9/376: لو قال رجل لعبد: أعتقك على أن تخدمني شهراً، فقبل عتق في الحال، وعليه خدمة شهر، ولو قال: على أن تخدمني أبداً أو قال: مطلقاً، فقبل، عتق في الحال، وعليه قيمة رقبة للمولى. ثم قال بعد أن ساق حديث سفينة هذا: الشرط إن كان مقروناً بالعتق فعلى العبد القيمة، ولا خدمة عليه، وإن كان بعد العتق، فلا يلزم الشرط، ولا شيء على العبد عند أكثر الفقهاء، وكان ابن سيرين يثبت الشرط في هذا. وانظر "المغني" 14/571.(36/255)
21928 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعَبْسِيُّ، كُوفِيٌّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، حَدَّثَنِي سَفِينَةُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ مُلْكًا بَعْدَ ذَلِكَ " ثُمَّ قَالَ لِي سَفِينَةُ: " أَمْسِكْ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ، وَخِلَافَةَ عُمَرَ، وَخِلَافَةَ عُثْمَانَ، وَأَمْسِكْ خِلَافَةَ عَلِيٍّ " قَالَ: " فَوَجَدْنَاهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْخُلَفَاءِ، فَلَمْ أَجِدْهُ يَتَّفِقُ لَهُمْ ثَلَاثُونَ "
قُلْتُ لِسَعِيدٍ: أَيْنَ لَقِيتَ سَفِينَةَ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ بِبَطْنِ نَخْلَةَ (1) فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ثَمَانِ لَيَالٍ أَسْأَلُهُ عَنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مَا أَنَا بِمُخْبِرِكَ، سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفِينَةَ. قُلْتُ: وَلِمَ سَمَّاكَ سَفِينَةَ؟ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ مَتَاعُهُمْ، فَقَالَ لِي: " ابْسُطْ كِسَاءَكَ " فَبَسَطْتُهُ، (2) فَجَعَلُوا فِيهِ مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ حَمَلُوهُ عَلَيَّ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْمِلْ، فَإِنَّمَا أَنْتَ سَفِينَةُ " فَلَوْ حَمَلْتُ يَوْمَئِذٍ، وِقْرَ بَعِيرٍ أَوْ بَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ أَوْ سِتَّةٍ أَوْ سَبْعَةٍ مَا ثَقُلَ عَلَيَّ إِلَّا أَنْ تَجْفُو (3)
__________
(1) في (م) : نخل.
(2) في (ظ 5) : فسطت.
(3) إسناده حسن، حشرج بن نُباتة العبسي وسعيد بن جمهان، صدوقان.
أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. =(36/256)
21929 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَشْرَجٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ،
__________
= وأخرج قصة الخلافة وحدها الطيالسي (1107) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (91) ، وأخرجه الترمذي (2226) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/411، من طريق سريج بن النعمان، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/342، وفي "الاعتقاد" ص 333 من طريق عبيد الله بن موسى، والطبراني في "الكبير" (6442) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، أربعتهم (الطيالسي وسريج وعبيد الله وأبو نعيم) عن حشرج بن نباتة، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي.
وقصة الخلافة سلفت وحدها برقم (21919) .
وقصة تسمية سفينة أخرجها المصنف في "العلل" 2/83 عن أبي النضر مختصرة.
وأخرجها أيضاً الطبراني في "الكبير" (6439) ، والحاكم 3/606، وأبو نعيم في "الحلية" 1/369، والبيهقىِ في "الدلائل" 6/47 من طرق عن حشرج ابن نباتة، به. ووقع عند الحاكم وحده من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين أن سفينة أخبره باسمه وكان اسمه قيساً. قلنا: وهذه الزيادة تفرد بها الحاكم فقد رواه الطبراني والبيهقي من طريق أبي نعيم أيضاً، وليس عند الطبراني ذكر اسم
قيس، وأما في رواية البيهقي فقال له: ما أنا بمخبرك. والله أعلم.
وقد سلفت مفردة برقم (21921) .
وأخرج المصنف في "العلل" 1/182 قصة لُقيا حشرج لسعيد، ومن طريقه أبو بكر الخلال في "السنة" (631) عن سريج بن النعمان، عن حشرج، به.
قال السندي: قوله: "ثم ملكاً" بالنصب، أي: ثم يكون الحكم ملكاً.
قوله: "يجفو" هكذا ضبطناه من "جامع المسانيد" لابن كثير، والمعنى: سقط ووقع، قال في لسان العرب: جفا الشيء يجفو جفاء: لم يلزم مكانه، كالسرج يجفو عن الظهر، وجفا جنبه عن الفراش: نبا عنه، ولم يطمئن عليه.
ووقع في (م) و (ظ 5) : يجفوا بإثبات الألف! وكانت هكذا في (ر) بالجيم، ثم عدلت إلى الخاء، أي: يخفُّوا، وعليه فالمعنى: يُسرعوا، والله تعالى أعلم.(36/257)
عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ، وَهُوَ أَعْوَرُ عَيْنِهِ الْيُسْرَى، بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى ظُفْرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَخْرُجُ مَعَهُ وَادِيَانِ: أَحَدُهُمَا جَنَّةٌ، وَالْآخَرُ نَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ، مَعَهُ مَلَكَانِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُشْبِهَانِ نَبِيَّيْنِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، لَوْ شِئْتُ سَمَّيْتُهُمَا بِأَسْمَائِهِمَا وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمَا، وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ أَلَسْتُ أُحْيِي وَأُمِيتُ؟ فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُ الْمَلَكَيْنِ: كَذَبْتَ. مَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا صَاحِبُهُ، فَيَقُولُ لَهُ: صَدَقْتَ. فَيَسْمَعُهُ النَّاسُ فَيَظُنُّونَ إِنَّمَا يُصَدِّقُ الدَّجَّالَ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَلَا يُؤْذَنُ لَهُ فِيهَا، فَيَقُولُ: هَذِهِ قَرْيَةُ ذَلِكَ الرَّجُلِ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ فَيُهْلِكُهُ اللهُ عِنْدَ عَقَبَةِ أَفِيقَ " (1)
__________
(1) ضعيف بهذه السياقة، تفرد به حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان، وقد أشار بعض أهل العلم إلى أنه يقع لهما في أحاديثهما غرائب ومناكير، وقد وقع لهما شيء من هذا في هذا الحديث كما سنبيِّنُه.
وأخرجه الطيالسي (1106) ، وابن أبي شيبة 15/137، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/1127، والطبراني في "الكبير" (6445) وابن عساكر في "تاريخه" 1/ورقة 296 من طرق عن حشرج بن نباتة، بهذا الإسناد. ورواية الحربي مختصرة بلفظ: "الدجال بعينه اليمنى ظَفَرَةٌ غليظة".
ووقع في رواية الطيالسي وحده: معه نبيان من الأنبياء، بدل قوله: معه ملكان من الملائكة!!
وأورد الحديث الحافظ ابن كثير في كتاب "النهاية في الفتن" 1/138-139، =(36/258)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال عقبه: في متنه غرابة ونكارة.
وفي باب قوله: "هو أعور عينه اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر" عن أنس بن مالك بإسناد صحيح، سلف برقم (12145) ، غير أنه قال: ... أعور بعين الشمال عليها ظفرة غليظة". ونحوه عن حذيفة بن اليمان، سيأتي 5/386.
وفي باب أنه يخرج معه واديان أحدهما جنة والأخر نار، وأن ناره جنة وجنته نار، عن حذيفة بن اليمان نحوه سيأتي بإسناد صحيح 5/386. وعن أبي هريرة عند البخاري (3338) ، ومسلم (2936) .
وفي باب عدم دخول الدجال المدينة عن أبي هريرة، سلف بسند صحيح برقم (7234) ، وذكرنا شواهده هناك.
قلنا: وقصة الملكين تفرد بها حشرج عن سعيد بن جمهان، ولم نقف لهما على متابعة أو شاهد، فلا يعتبر بما تفردا به.
وكذلك قصة هلاك الدجال عند عَقَبة أَفيق تفردا بها أيضاً، وقد صح عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن هلاكه سوف يكون ببان لُدٍّ يقتله عيسى عليه السلام، وقد سلف عن النواس بن سمعان بسند صحيح برقم (17629) ، وذكرنا عنده تتمة شواهده.
قال السندي: قوله: "ظفرة" بفتحتين: لحمة تنبت من جانب الأنف على بياض العين، وقد تمتد إلى السواد فتغشاه.
"فيقول له صدقت" أي: يقول للملَك المُكذِّب للدجال: صدقت، إلا أن الناس يزعمون أنه صدَّق الدجال.
"قرية ذاك الرجل": يريد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: "عقبة أفيق" قال ياقوت في "معجم البلدان": أفيق، بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وقاف: قرية من حوران في طريق الغَور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق، تنزل من هذه العقبة إلى الغور، وهو الأردن، وهي عقبة طويلة نحو ميلين.(36/259)
21930 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَيْحَانَةَ، " وَسَمَّاهُ عَلِيٌّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَطَرٍ " قَالَ: أَخْبَرَنِي سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوَضِّئُهُ الْمُدُّ، وَيَغْسِلُهُ الصَّاعُ مِنَ الْجَنَابَةِ " (1)
21931 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ، عَنْ سَفِينَةَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي- وقد توبع.
وأخرجه أبو عوانة (632) ، وتمام في "فوائده" (210 /2) من طريق علي ابن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (326) (52) ، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/1134، والبزار في "مسنده" (3832) ، وابن المنذر في "الأوسط" (327) ، والطحاوي 2/50، وابن عدي في "الكامل" 4/1567، والدارقطني 1/94، والبيهقي 1/195 من طريق بشر بن المفضل، وأبو عوانة (630) من طريق وهيب بن خالد، والطبراني في "الأوسط" (7794) من طريق مرجَّى بن رجاء،
ثلاثتهم عن أبي ريحانة، به.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (201) ، ومسلم (325) (51) .
وعن ابن عباس، سلف (2628) .
وعن جابر، سلف (14250) .
وعن عائشة، سيأتي 6/218-219.
قوله: "المد" مقداره حفنة بكفَّي الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا صغيرهما.
و"الصاع" أربع حفنات.(36/260)
يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، وَيَتَطَهَّرُ بِالْمُدِّ " (1)
21932 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ، قَالَ: فَكَانَ كُلَّمَا أَعْيَا رَجُلٌ أَلْقَى عَلَيَّ ثِيَابَهُ: تُرْسًا أَوْ سَيْفًا، حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ سَفِينَةُ " (2)
21933 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، حَدَّثَنِي سَفِينَةُ: أَنَّ رَجُلًا ضَافَ عَلِيًّا فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي ريحانة -وهو عبد الله ابن مطر البصري- فهو صدوق حسن الحديث. إسماعيل بن إبراهيم: هو بن مِقْسم المعروف بابن عُليَّة.
وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (110) ، وابن أبي شيبة 1/65، والدارمي (694) ، ومسلم (326) (53) ، وابن ماجه (267) ، والترمذي (56) ، والبزار في "مسنده" (3833) ، وابن الجارود (62) ، والدولابي في "الكنى" 1/178، وأبو عوانة (631) ، والطبراني في "الكبير" (6438) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1567، والبيهقي 1/195، والمزي في ترجمة أبي ريحانة عبد الله بن مطر من "تهذيب الكمال" 16/148 من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.
وزاد مسلم قول أبي ريحانة في سفينة مولى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وقد كان كبِرَ، وما
كنت أثق بحديثه.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمهان -وهو البصري الأسلمي- فهو صدوق من رجال أصحاب السنن. بهز: هو ابن أسد العمّي.
وانظر (21921) .(36/261)
فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: لَوْ دَعَوْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلَ مَعَنَا. فَدَعَوْنَاهُ، فَجَاءَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ، وَقَدْ ضَرَبْنَا قِرَامًا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا رَآهُ رَجَعَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: الْحَقْهُ فَانْظُرْ مَا رَجَعَهُ؟ قَالَ: مَا رَدَّكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " لَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا " (1)
21934 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، بِمَعْنَاهُ قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ لِي، أَوْ قَالَ: لَيْسَ لِنَبِيٍّ، أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا " (2)
__________
(1) إسناده حسن كسابقه.
وانظر (21922) .
(2) إسناده حسن.
وقد سلف بهذا الإسناد تاماً برقم (21922) .(36/262)
حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ (1)
21935 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبْيَاتِنَا إِنْسَانٌ مُخْدَجٌ ضَعِيفٌ، لَمْ يُرَعْ أَهْلُ الدَّارِ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَاءِ الدَّارِ يَخْبُثُ بِهَا، وَكَانَ مُسْلِمًا، فَرَفَعَ شَأْنَهُ سَعْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اضْرِبُوهُ حَدَّهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ، إِنْ ضَرَبْنَاهُ مِائَةً قَتَلْنَاهُ قَالَ: " فَخُذُوا لَهُ عِثْكَالًا فِيهِ مِائَةُ شِمْرَاخٍ، فَاضْرِبُوهُ بِهِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً، وَخَلُّوا سَبِيلَهُ " (3)
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/105: سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي، ذكره الجمهور في الصحابة، وقال ابن عبد البر: صحبته صحيحة، واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في الصحابة وفي ثقات التابعين.
وقال ابن سعد: ثقة قليل الحديث. وقال الواقدي: كان والياً لعلي على اليمن.
(2) تحرف في (م) و (ر) : عن عبيد!
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث، لكنه مُدلِّس وقد عنعنه، لكن روي الحديث من غير وجه عن أبي أمامة، واختلف عليه في وصله وإرساله، وأصحُّ هذه الأوجه عنه المرسل، وإرساله لا يضرُّ، فهو معدود في صغار الصحابة، ولد في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الذي سمَّاه وحنّكه.
وأخرجه ابن ماجه (2574) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (5522) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2024) ، والنسائي في "الكبرى" =(36/263)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (7309) ، والطبراني في "الكبير" (5522) ، والبيهقي 8/230، وابن [[عساكر]] في "تاريخ دمشق" 2/ورقة 804 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي في ملحق مسند الأنصار برقم (24009/14) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق.
وأخرجه ابن ماجه (2575) عن سفيان بن وكيع، عن المحاربي، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب، عن أبي أمامة، عن سعد بن عبادة. قلنا: أخطأ فيه سفيان بن وكيع، فجعله من مسند سعد، وسفيان ضعيف.
وأخرجه بنحوه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4752) ، والنسائي في "الكبرى" (7310) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن محمد ابن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن أبي أمامة، فذكره مرسلاً.
واختلف على أبي أمامة في وصل هذا الحديث وإرساله كما يأتي:
فرواه الزهري عن أبي أمامة بن سهل، واختلف عنه في وصله وإرساله:
فأخرجه موصولاً أبو داود (4472) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، أنه أخبره بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار، فذكره بنحوه.
وأخرجه مرسلاً النسائي في "الكبرى" (7307) ، والطبراني (5568) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن أبي أمامة، فذكره بنحوه.
وأخرجه موصولاً النسائي في "الكبرى" (7308) ، والطبراني في "الكبير" (5587) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه سهل بن حنيف. ووقع غير ما خطأ في إسناد مطبوع "الكبرى" صوبناه من تحفة الأشراف 4/98. قلنا: ويقع لإسحاق بن راشد في روايته عن الزهري بعض الوهم كما ذكر بعض أهل العلم، ورواية يونس عن الزهري أثبت وأصح.
لكن قد روي من حديث أبي أمامة عن أبيه، فقد أخرجه الطبراني (5565) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، والدارقطني 3/100 من طريق عبد الرحمن ابن أبي الزناد، كلاهما عن أبي الزناد، عن أبي أمامة، عن أبيه سهل بن =(36/264)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حنيف. وفي إسنادهما ضعف إلى المغيرة وابن أبي الزناد.
ومع ذلك فقد خالفهما سفيان بن عيينة، فروي عنه، عن أبي الزناد، عن أبي أمامة مرسلاً، وروي عنه عن أبي الزناد، عن أبي أمامة، عن أبي سعيد الخدري:
أخرجه عبد الرزاق (16134) ، والشافعي في "المسند" 2/79-80، ومن طريقه البيهقي 8/230، والبغوي (2590) ، والنسائي في "الكبرى" (7302) من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي (7304) عن محمد بن منصور، أربعتهم (عبد الرزاق والشافعي وابن المبارك ومحمد) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن أبي أمامة مرسلاً بنحوه. وقرنوا -إلا ابن المبارك- بأبي الزناد يحيى بن سعيد الأنصاري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5446) ، والدارقطني 3/100 من طريق عمرو بن عوف الواسطي، والدارقطني 3/100 من طريق داود بن مهران، كلاهما عن ابن عيينة، عن أبي الزناد ويحيى الأنصاري، عن أبي أمامة، عن أبي سعيد الخدري بنحوه.
قلنا: ورواية عبد الرزاق ومن معه عن سفيان أصح، لا سيما وقد رواه غير واحد عن يحيى الأنصاري، عن أبي أمامة مرسلاً، فقد رواه النسائي في "الكبرى" (7303) من طريق سفيان بن عيينة، و (7305) من طريق هشيم بن بشير، و (7306) من طريق سعيد بن أبي هلال، وفي "المجتبى" 8/242-243 من طريق حماد بن زيد، أربعتهم عن يحيى الأنصاري، عن أبي أمامة مرسلاً.
ورواه مرسلاً أيضاً عن أبي أمامة أبو حازم عند النسائي في "الكبرى" (7031) .
وروي مثله من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي عند النسائي أيضاً (7299) ، والدارقطني 3/99، والبيهقي 8/230. وقال الدارقطني عقبه: الصواب عن أبي حازم عن أبي أمامة عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: والمحفوظ في حديث أبي حازم عن سهل بن سعد ما سيأتي في مسنده 5/339-340: أن =(36/265)
حَدِيثُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ (1)
__________
= رجلاً من أسلم جاء إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إنه قد زنى بامرأة سماها، فأرسل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المرأة فدعاها فسألها عما قال، فأنكرت، فحدَّه وتركها.
وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 4/59 بعد إيراد طرق حديث أبي أمامة: فإن كانت الطرق كلها محفوظة، فيكون أبو أمامة قد حمله عن جماعة من الصحابة، وأرسله مرة.
قال البغوي في "شرح السنة" 10/303-304: العِثكال والإشكال: العِذق الذي يسمّى الكِبَاسة، يقال: إنكال وأُثكول، وعِثكال وعُثكول، وأغصانه شماريخ، واحدها شِمراخ.
"المُخدَج" ناقص الخلق.
"يَخبُث بها" أي: يزني بها.
قال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، ذهبوا إلى أن المريض الذي به مرض لا يُرجَى زواله إذا وجب عليه حدُّ الجلد بأن زنى، وهو بكر، يضرب بإثكال عليه مئة شمراخ ضربة واحدة، بحيث تمسه الشماريخ كلها، فيسقط الحدُّ عنه.
ونقل ابن عابدين في "حاشيته" 6/21 عن "فتح القدير": ولو كان المرض لا يرجى زواله كالسِّل، أو كان ضعيف الخِلْقة، فعندنا وعند الشافعي يضرب بعثكال فيه مئة شمراخ دفعةً.
(1) هو أنصاريٌّ خزرجيٌّ نجَّاري، سيد الشعراء المؤمنين، المؤيد برُوح القُدُس كما جاء في "الصحيحين" وغيرهما، وسيأتي في مسنده في الحديث التالي.
كنيته أبو الوليد، ويقال: أبو الحُسام، ويقال: أبو عبد الرحمن. وهو شاعر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبُه.
وهو أحد الذين تكلَّموا في أمر عائشة في حادثة الإفك، فأنزل الله براءتها في سورة النور. =(36/266)
21936 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بِحَسَّانَ، وَهُوَ يُنْشِدُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَحَظَ إِلَيْهِ، قَالَ: كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَجِبْ عَنِّي، اللهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ؟ " قَالَ: نَعَمْ (1)
__________
= عُمِّر حسان مئة وعشرين سنةً، منها ستون سنةً في الإسلام وتوفِّي سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة أربعين. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/512-523.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد بين سعيد -وهو ابن المسيب- في بعض الروايات عنه أنه روى هذه القصة عن أبي هريرة.
وأخرجه الحميدي (1105) ، والبخاري (3212) ، وأبو داود (5013) ، والنسائي في "الكبرى" (795) وفي "المجتبى" 2/48، وفي "عمل اليوم والليلة" (171) ، وأبو عوانة في "المناقب" كما في "إتحاف المهرة" 4/290-291، وابن حبان (7148) ، والطبراني (3596) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
ولم يذكر أبو داود والطبراني قصة سؤال حسان بن ثابت لأبي هريرة.
وسيأتي برقم (21938) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به.
وأخرجه مسلم (2485) ، وابن خزيمة (1307) ، وابن حبان (1653) من طرق عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود (5014) عن أحمد بن صالح، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة أيضاً.
وسيأتي برقم (21939) عن عبد الرزاق كذلك لكن دون ذكر أبي هريرة، وقد سلف في مسند أبي هريرة عن عبد الرزاق برقم (7644) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3587) من طريق أبي سلمة، وفي "الأوسط" (6283) من طريق ابن سيرين، كلاهما عن أبي هريرة. =(36/267)
21937 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ عَلَى حَسَّانَ، وَهُوَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُنْشِدُ الشِّعْرَ؟ قَالَ: " قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ " أَوْ " كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (453) و (6152) ، ومسلم (2485) (152) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (172) ، والطحاوي 4/298، والطبراني في "الأوسط" (4606) ، والبيهقي 10/237 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن حسان ابن ثابت. وليس فيه قصة عمر.
وأخرجه الطحاوي 4/298 من طريق الزهري، عن عروة، أن حسان.. فذكره دون قصة عمر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6025) ، وأبو حاتم كما في "العلل" 2/258، والطبراني في "الكبير" (3589) من طريق يزيد بن زريع، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء، عن حسان فذكره. قلنا: رواية البراء عن حسان وهم، والصواب أنها من حديث البراء نفسه كما نقلنا ذلك
عن أبي حاتم الرازي عند حديث البراء السالف برقم (18526) .
وانظر الحديث التالي.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/72.
قال السندي: قوله: "فلحظ إليه" أي: نظر عمر إليه بمؤخر عينه، كراهة لفعله.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد ابن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فهو صدوق حسن الحديث. يحيى ابن عبد الرحمن -وهو ابن حاطب بن أبي بلتعة- لم يشهد القصة، لأنه لم يسمع من عمر فيما قاله ابن معين، ولم يذكر عمن سمعه. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/199 من طريق محمد بن يحيى ابن عبد الرحمن، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. =(36/268)
21938 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ عَلَى حَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَهْ. قَالَ لَهُ حَسَّانُ: " قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ "، قَالَ: فَانْصَرَفَ عُمَرُ وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
21939 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ بِهِ عُمَرُ فَلَحَظَهُ، فَقَالَ حَسَّانُ: " وَاللهِ لَقَدْ أَنْشَدْتُ فِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ ". فَخَشِيَ أَنْ يَرْمِيَهُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَازَ وَتَرَكَهُ (2)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -هو مُظفَّر ابن مُدرك الخُراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، وقد بيَّن سعيد بن المسيب في بعض الروايات أنه روى هذه القصة عن أبي هريرة كما بيناه عند الرواية (21936) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 3/61 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد بين ابن المسيب -وهو سعيد- أنه روى هذه القصة عن أبي هريرة كما بيناه عند الرواية (21936) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1716) و (20510) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 4/290، والطبراني في "الكبير" (3585) ، والبيهقي 2/448، والبغوي في "شرح السنة" بإثر الحديث (3406) .
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20509) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2485) (151) ، والطبراني في "الكبير" (3584) ، والبيهقي 2/448 و10/237، والبغوي (3406) ولفظه كلفظ حديث ابن عيينة السالف برقم (21936) دون =(36/269)
حَدِيثُ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ (1)
21940 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُمَيْرٌ، مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: شَهِدْتُ خَيْبَرَ مَعَ سَادَتِي، فَكَلَّمُوا فِيَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَنِي فَقُلِّدْتُ سَيْفًا، فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ، فَأُخْبِرَ أَنِّي مَمْلُوكٌ فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ " (2)
__________
= قصة عمر مع حسان.
وسلف في مسند أبي هريرة برقم (7644) عن عبد الرزاق كلفظ حديث ابن عيينة المذكور.
وأخرجه أبو داود (5014) عن أحمد بن صالح، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة بمعنى الحديث الأول.
قوله: "فخشي أن يرميه برسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أي: بمخالفته. قاله السندي.
(1) عمير -بالتصغير- مولى آبي اللحم الغفاري، صحابي شهد خيبر، وعاش إلى نحو السبعين، روى له مسلم وأصحاب السنن.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بن زيد: هو ابن المُهاجر بن قُنْفُذ.
وأخرجه الحاكم 2/131 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. غير أنه ذكر حُنيناً بدل خيبر.
وأخرجه أبو داود (2730) ، وأبو عوانة في السير كما في "إتحاف المهرة" 12/530، والبيهقي 9/53 من طريق أحمد بن حنبل، به. وقال أبو داود بإثره: معناه أنه لم يُسهم له.
وأخرجه الترمذي (1557) ، والنسائي في "الكبرى" (7535) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5297) ، والحاكم 1/327، والبيهقي 9/31، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/284 من طريق بشر بن المفضل، به. وزاد الترمذي =(36/270)
21941 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخُو إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا (1) ، قَالَ: وَكَانَ يَفْضُلُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ،
__________
= والنسائي والحاكم قصة الرُّقية، وستأتي في الحديث التالي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1215) ، وعبد الرزاق (9454) ، وأبو عبيد في "الأموال" (882) ، وابن سعد في "طبقاته" 2/114، وابن أبي شيبة 12/406 و14/466، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (889) أو (1285) والدارمي (2475) ، وابن ماجه (2855) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2671) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1087) ، وأبو عوانة في السير كما في
"إتحاف المهرة" 12/530، والطحاوي في "شرح المشكل" (5294) و (5295) ، وابن حبان (4831) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (131) و (132) ، والبيهقي 9/31 من طرق عن محمد بن زيد بن المهاجر، به. ولم يذكر الدارمي قوله: فأخبر أني مملوك ... إلخ. وذكر ابن حبان حُنيناً، بدل خيبر.
وانظر ما بعده.
وفي الباب أن العبد لا يُعطى من الغنيمة لكن يُرضَخُ له ويُحذى، عن ابن عباس عند مسلم (1812) ، وسلف برقم (2235) .
قال السندي: قوله: "فإذا أنا أجرّه" بتشديد الراء، أي: أجرُّ السيف على الأرض من قِصَر قامتي لصغر سني، أو هو كناية عن كونه لا يحسن أن يتقلد السيف، ولم يكن من أهله.
"من خرثي المتاع" بضم الخاء المعجمة وسكون الراء المهملة وكسر المثلثة وتشديد الياء: أثاث البيت، أو أراد المتاع والغنائم.
قال البغوي في "شرح السنة" 11/104: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم: أن العبيد والصبيان والنسوان إذا حضروا القتال يُرضخ لهم، ولا يسهم لهم. قلنا: ومعنى يرضخ لهم: أن يعطوا شيئاً دون السهم.
(1) القائل: "وأثنى عليه خيراً" هو عبد الله بن أحمد ناقلاً عن أبيه.(36/271)
عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ سَادَتِي خَيْبَرَ، فَأَمَرَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلِّدْتُ سَيْفًا، فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ قَالَ: " فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ "
قَالَ: وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ رُقْيَةً كُنْتُ أَرْقِي بِهَا الْمَجَانِينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: " اطْرَحْ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا، وَارْقِ بِمَا بَقِيَ " (1) قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ: " وَأَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يَرْقِي بِهَا الْمَجَانِينَ "
21942 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَيْرًا، مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: أَقْبَلْتُ مَعَ سَادَتِي
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني- فهو صدوق حسن الحديث. رِبْعي بن إبراهيم: هو ابن مِقْسَم الأسدي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2672) من طريق ربعي بن إبراهيم، بهذا الإسناد دون قصة الرقية.
وأخرج قصة الرقية حَسْبُ أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (5398) من طريق ربعي بن إبراهيم، به.
وأخرجه مقطعاً الطبراني 17/ (133) و (135) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.
وأخرجه مقطعاً كذلك 17/ (132) و (134) من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن زيد، به. وأقحم في إسناد الرواية الثانية بين ابن لهيعة ومحمد بن زيد راويان، وهو خطأ. وانظر ما قبله.
قوله: "اطرح منها كذا وكذا" كأن تلك كانت كلمات غير مفهومة أو موهمة للشرك. قاله السندي.(36/272)
نُرِيدُ الْهِجْرَةَ حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَخَلَّفُونِي فِي ظُهُورِهِمْ، قَالَ: قَالَ: فَأَصَابَنِي مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَمَرَّ بِي بَعْضُ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا لِي: لَوْ دَخَلْتَ الْمَدِينَةَ، فَأَصَبْتَ مِنْ ثَمَرِ حَوَائِطِهَا، فَدَخَلْتُ حَائِطًا فَقَطَعْتُ مِنْهُ قِنْوَيْنِ، فَأَتَانِي صَاحِبُ الْحَائِطِ، فَأَتَى بِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُ خَبَرِي، وَعَلَيَّ ثَوْبَانِ، فَقَالَ لِي: " أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ " فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا، فَقَالَ: " خُذْهُ " وَأَعْطِي صَاحِبَ الْحَائِطِ الْآخَرَ وَخَلَّى سَبِيلِي (1)
__________
(1) حديث حسن، عم إسحاق والد عبد الرحمن لم نقف له على ترجمة، ومتابعه أبو بكر بن زيد بن المهاجر ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 9/13، وابن أبي حاتم في "العلل" 9/342، وقالا: روى عنه عبد الرحمن بن إسحاق وأخوه محمد بن زيد، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وباقي رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث، وقد روي الحديث بنحوه
من وجه آخر يقويه كما سيأتي في ملحق مسند الأنصار برقم (24009/84) .
إسحاق والد عبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن الحارث -ويقال: ابن الحارث- ابن كنانة القرشي العامري.
وأخرجه الطبراني 17/ (128) من طريق ربعي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/228، والطبراني 17/ (127) ، والحاكم 4/132 من طريق بشر بن المفضل، والطبراني 17/ (129) من طريق خالد الطحان، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وقال بشر بن المفضل في روايته: "عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه إسحاق بن الحارث، عن عمه إسحاق بن عبد الله وعن أبي بكر بن زيد بن المهاجر" كذا قال في اسم إسحاق والد عبد الرحمن وفي اسم عمه، فقلبهما، والصواب ان اسم والد عبد الرحمن: إسحاق بن عبد الله، ولم يُسمِّ عمَّ إسحاق غيرُه. ووقع في رواية الحاكم: "عن أبي بكر بن يزيد" بدل: "وعن أبي بكر بن زيد"، وهو خطأ. =(36/273)
21943 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، عَنْ آبِي اللَّحْمِ (1) : أَنَّهُ " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَسْتَسْقِي، وَهُوَ مُقْنِعٌ بِكَفَّيْهِ، يَدْعُو " (2)
__________
= وأخرجه البيهقي 10/3 من طريق يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه عن عمير. أسقط منه عمَّ إسحاق وأبا بكر بن زيد.
وقوله: فقال لي: "أيُّهما أفضل؟ " أي: من القِنْوَينِ اللذين قطعهما من الحائط، فالضمير في "أيُّهما" يعود عليهما، لا على الثوبين كما هو ظاهر الرواية هنا، وقوله: "وعلي ثوبان" لم يرد إلا عند المصنف في هذا الموضع، والله أعلم.
(1) عبارة "عن آبي اللحم" لم ترد في (م) و (ر) و (ق) ، وكانت في نسخة (ظ 5) ثم رمجت، وأثبتناها من "جامع المسانيد" لابن كثير، و"أطراف المسند" 1/180 لابن حجر، ومن مصادر التخريج.
(2) حديث صحيح، رجاله رجال الشيخين، وسعيد بن أبي هلال لا بأس به، ونقل الساجي عن الإمام أحمد الإشارة إلى اختلاطه، وقد وقع له في هذا الإسناد وهم بإسقاط محمد بن إبراهيم التيمي بين يزيد بن عبد الله -وهو ابن الهاد- وبين عمير. وخالد بن يزيد: هو الجمحي المصري.
وأخرجه الترمذي (557) ، والنسائي 3/158-159، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1099) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. كلهم جعلوه من حديث عمير عن مولاه آبي اللحم. وقال الترمذي عقبه: كذا قال قتيبة في هذا الحديث: عن آبي اللحم، ولا نعرف له عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا هذا الحديث.
وتابع قتيبة على جعله من حديث آبي اللحم عبدُ الله بن صالح، عن الليث ابن سعد، به عند الطبراني (6714) .
وأخرجه الحاكم 1/327 من طريق يحيى بن بكير، و1/535 من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير، ليس =(36/274)
21944 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ: عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ: أَنَّهُ " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ قَرِيبًا مِنَ الزَّوْرَاءِ قَائِمًا، يَدْعُو يَسْتَسْقِي رَافِعًا كَفَّيْهِ، لَا يُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَهُ مُقْبِلٌ بِبَاطِنِ كَفَّيْهِ إِلَى وَجْهِهِ " (1)
21945 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، وَ (2) عُمَرَ بْنِ
__________
= فيه آبي اللحم. لكن وقع في "تلخيص" الذهبي في الموضعين زيادة: آبي اللحم!
وسيأتي من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير برقم (21944) و (21945) .
وسلف برقم (16413) من طريق عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي حدثه من رأى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو بكفَّيه.
وسيأتي في ملحق مسند الأنصار من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن زيد ابن المهاجر، عن عمير برقم (24009/83) .
قوله: "وهو مقنع بكفيه" قال في "لسان العرب": أقنع الرجل بيديه في القنوت: مدّهما واسترحم ربَّه مستقبلاً ببطونهما وجهه ليدعو.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. ابن وهب: هو عبد الله، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وأخرجه ابن حبان (879) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله، وما بعده.
(2) المثبت من "جامع المسانيد" لابن كثير، و"أطراف المسند" 5/157 لابن حجر، وهكذا كانت في (ظ 5) : "عن رجل و" ثم رمجت، وأثبت على هامشها: "قال: وأخبرني حيوة عن"، وأشير إلى أنها هكذا في نسخة وصحح عليها، وفي (م) و (ر) و (ق) كما أثبت على هامش (ظ 5) .(36/275)
مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والرجل المبهم: هو حيوة بن شريح كما جاء مسمَّى في الرواية السالفة وعند من أخرج الحديث.
وأخرجه ابن حبان (878) من طريق هارون بن معروف، عن ابن وهب، عن حيوة بن شريح وعمر بن مالك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1168) عن محمد بن سلمة المرادي، عن ابن وهب، عن حيوة وعمر، به.
وانظر ما قبله.(36/276)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ (1)
21946 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ عَلَى رَأْسِ الْمُخْتَارِ (2) ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ كِذَابَتَهُ هَمَمْتُ وَايْمُ اللهِ أَنْ أَسُلَّ سَيْفِي، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَمَّنَ رَجُلًا عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ، أُعْطِيَ لِوَاءَ الْغَدْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) هو عمرو بن الحمق -بفتح الحاء المهملة وكسر الميم- ابن الكاهن، ويقال: ابن كاهل. خزاعيٌّ له صحبة، سكن الكوفة، ثم انتقل إلى مصر، قيل: هاجر بعد الحديبية، وقيل: بل أسلم بعد حجة الوداع، والأول أصح. شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده، واختلف في زمن وفاته، فقيل: في خلافة معاوية، وقيل: بعد ذلك زمن الحرة، وكانت وقعة الحرة سنة 63 هـ. "تهذيب
الكمال" و"حاشية السندي".
(2) هو المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب، كان والده الأمير أبو عبيد بن مسعود قد أسلم في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد استعمله عمر بن الخطاب على جيش، فغزا العراق، وإليه تنسب وقعة جسر أبي عبيد، ونشأ المختار، وكان من كبراء ثقيف، وذوي الرأي والفصاحة والشجاعة، والدهاء، وقلة الدين، وفي "صحيح مسلم" (2545) من حديث أسماء بنت أبي بكر مرفوعاً: "يكون في ثقيف كذاب ومُبِير" قال الإمام الذهبي في "السير" 3/539: فكان الكذاب هذا، ادَّعى أنَّ الوحي يأتيه، وأنه يعلم الغيب، وكان المُبير الحجاج، قبحهما الله.
(3) إسناده صحيح. =(36/277)
21947 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى الْقَارِئُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عُمَرَ (1) ، حَدَّثَنَا السُّدِّيُّ،
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2345) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (201) و (202) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2688) ، والبزار في "مسنده" (2306) ، والنسائي في "الكبرى" (8739) من طريق أبي عوانة الوضاح، والطيالسي (1286) ، ومن طريقه البيهقي 9/142-143 عن قرة بن خالد، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد، به. قلنا: كذا جاء في رواية الطيالسي، والمحفوظ أن قرة بن خالد سمَّى في روايته رفاعة: عامر بن شداد.
فأخرجه البزار (2307) ، والنسائي (8741) ، والحاكم 4/353 من طريق قرة بن خالد، عن عبد الملك، عن عامر بن شداد، به. وقال البزار: أخطأ فيه قرة لأنه قال: عن عبد الملك بن عمير، عن عامر بن شداد، والصواب ما قاله أبو عوانة، وقد تابع أبا عوانة على مثل روايته غيرُ واحد. قلنا: لم ينفرد قرة ابن خالد في تسميته بعامر بن شداد، فقد تابعه شعبة فيما ذكره المزي في ترجمة رفاعة من "التهذيب" 9/206، ولعل الخطأ إنما وقع من عبد الملك بن عمير نفسه، فقد ذكر بعض أهل العلم أنه تغير وأن له بعض أوهام.
وسيأتي الحديث برقم (21947) من طريق السدي، وبرقم (21948) من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن رفاعة بن شداد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (9679) عن معمر، عن الزهري، فذكره مرسلاً.
وسيأتي برقم (27207) من طريق أبي ليلى، عن أبي عكاشة الهمداني، عن رفاعة، عن سليمان بن صرد. وإسناده ضعيف.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4648) ولفظه: "الغادر يرفع له لواءٌ يوم القيامة، يقال: هذه غَدرةُ فلان بن فلان" وذكرت عنده شواهده.
(1) المثبت من (م) ونسخة في (ر) ، وفي (ظ 5) و (ر) : عيسى بن عمر.(36/278)
عَنْ رِفَاعَةَ الْفِتْيَانِيِّ (1) ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ، فَأَلْقَى لِي وِسَادَةً، وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ أَخِي جِبْرِيلَ قَامَ عَنْ هَذِهِ لَأَلْقَيْتُهَا لَكَ. قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ أَخِي عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَمَّنَ مُؤْمِنًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ " (2)
21948 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي
__________
(1) تحرف في (م) إلى: القتباني، والمثبت من (ظ 5) و (ر) ، وفِتيان: بطنٌ من بجيلة.
(2) إسناده حسن من أجل السُّدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن- وباقي رجال الإسناد ثقات. ابن نمير: هو عبد الله، ورفاعة الفتياني: هو ابن شداد بن عبد الله.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 3/322-323، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/192-193، والبزار في "مسنده" (2308) من طريق عبيد الله بن موسى، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2344) من طريق سلم بن قتيبة، كلاهما عن عيسى بن عمر، بهذا الإسناد. وزادوا فيه: "وإن كان المقتول كافراً".
وأخرجه الطيالسي (1285) ، والبخاري في "تاريخه" 3/322 و323، ويعقوب بن سفيان 3/193، وابن أبي عاصم (2343) ، والبزار (2309) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (203) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/202، وابن حبان (5982) ، والطبراني في "الصغير" (584) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/24، والبيهقي 9/142 والمزي في ترجمة رفاعة بن شداد من "التهذيب"
9/205-206 من طرق عن إسماعيل السدي، به. وفيه الزيادة المذكورة.
وأخرجه دون ذكر القصة الطبراني في "الصغير" (38) من طريق بيان بن بشر، عن رفاعة، به. وفيه الزيادة. وانظر ما قبله.(36/279)
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ عَلَى رَأْسِ الْمُخْتَارِ، فَلَمَّا عَرَفْتُ كَذِبَهُ هَمَمْتُ أَنْ أَسُلَّ سَيْفِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَمَّنَ رَجُلًا عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ، أُعْطِيَ لِوَاءَ الْغَدْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
21949 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ " قِيلَ: وَمَا اسْتَعْمَلَهُ؟ قَالَ: " يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8740) عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (21946) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير صحابيه، فقد روى له النسائي وابن ماجه. ومعاوية بن صالح: هو ابن حدير.
وأخرجه عبد بن حميد (481) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/301-302، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2340) ، والبزار في "مسنده" (2310) ، وابن حبان (342) و (343) ، والحاكم 1/340، والبيهقي في "الزهد" (814) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (2641) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2026) ، وفي "الأوسط" (3322) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به. وجاء لفظه عندهم: عسله، بدل استعمله.
قال صاحب "النهاية" 3/237: العَسْل: طِيب الثناء مأخوذ من العَسَل، =(36/280)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
21950 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ أَنْ يَرْكَبَ رَاحِلَتَهُ أَيَّامَ مِنًى، فَيَصِيحَ فِي النَّاسِ: " لَا يَصُومَنَّ أَحَدٌ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ " قَالَ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ يُنَادِي بِذَلِكَ " (1)
__________
= يقال: عَسَلَ الطعامَ يَعسِله: إذا جعل فيه العسل.
وأخرجه ابن أبي عاصم (2341) ، والطحاوي (2640) ، والطبراني في "الشاميين" (183) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 153، والخطيب في "تاريخه" 11/434 من طرق عن جبير بن نفير، به.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1390) من طريق الحسن البصري، عن عمرو بن الحمق.
ورواه بقية بن الوليد بإسناده عن جبير بن نفير عن عمر الجمعي، كذا سمى صحابيه، وهو خطأ منه، وقد سلف الكلام عليه برقم (17217) . وانظر أحاديث الباب عنده.
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه واضطرابه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2880) ، والطحاوي 2/246 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (2881) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والدارقطني 2/187 من طريق سليمان بن أبي داود الحراني، كلاهما عن الزهري، به.
قال النسائي: لم يسمعه الزهري من مسعود بن الحكم، ثم أخرجه عن =(36/281)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب، عن الزُّبيدي، عن الزهري، بلغه عن مسعود، به. وأشار إلى انقطاعه أيضاً الدارقطني 2/187. قلنا: رجاله ثقات.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/376، ومن طريقه النسائي (2884) عن الزهري أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عبد الله بن حذافة أيام منى يطوف، يقول: إنما هي أيام أكل وشرب وذكر الله.
وأخرجه الدارقطني 2/212 من طريق الواقدي، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن مسعود بن الحكم، عن عبد الله بن حذافة. وقال: الواقدي ضعيف. قلنا: وسلف من طريق سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حذافة في مسنده برقم (15735) ، وهو منقطع.
وأخرجه النسائي (2886) ، وأبو يعلى (461) ، وابن خزيمة (2147) والطحاوي 2/246، والحاكم 1/434-435 من طريقين عن ابن إسحاق، عن حكيم بن حكيم، عن مسعود بن الحكم، عن أمه، قالت: لكأني أنظر إلى علي ابن أبي طالب على بغلة النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: يا معشر المسلمين إن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إنها ليست أيام صيام، إنَّها أيام أكل وشرب".
وأخرجه النسائي (2887) من طريق إبراهيم بن سعد، و (2888) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن مسعود بن الحكم، عن أمه. وسلف من هذا الطريق في مسند علي برقم (708) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/374 و375، والطحاوي 2/246، والبيهقي 4/298 من طريق يحيى بن سعيد، عن يوسف بن مسعود بن الحكم، عن جدته. وسلف أيضاً من هذا الطريق برقم (992) .
وأخرجه النسائي (2879) ، والطحاوي 2/246 من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن مسعود ابن الحكم، عن أمه.
وسلف برقم (16038) من طريق سليمان بن يسار، عن حمزة الأسلمي.
وأخرجه الطحاوي 2/245 من طريق ابن لهيعة، عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار وقبيصة، عن أم الفضل.(36/282)
21951 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ أَبُوهُ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ يَوْمَئِذٍ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ تَزِيدُونَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ لَا يَزِيدُونَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، أَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ قَضَوْا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ " (1)
__________
= وأخرجه الطحاوي 2/246 من طريق مخرمة بن بكير بن عبد الله، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن ابن الحكم الزرقي، عن أبيه: أنهم كانوا مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى، فذكره.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/376، ومن طريقه النسائي (2877) عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار مرسلاً: أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن صيام أيام منىً.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4970) ، وذكرت شواهده عنده.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19917) ، لكن وقع فيه عن الزهري، قال: أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب!
وسلف في مسند المكيين من طريق الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك برقم (16075) . وذكرت شواهده هناك.
قوله: "قام يومئذ خطيباً" قال السندي: أي: يوم مرض آخر مرض.
"عيبتي" بفتح مهملة وسكون تحتية فموحدة، وهي في الأصل: ما يوضع فيه الثياب، ويكني بها عن القلوب والصدور التي هي موضع الأسرار، والمراد هاهنا أي: خاصتي وموضع أسراري.(36/283)
حَدِيثُ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَّةِ السَّدُوسِيِّ
21952 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو يَعْنِي الرَّقِّيَّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْعَبْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّدُوسِيَّ يَعْنِي ابْنَ الْخَصَاصِيَّةِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَايِعَهُ، قَالَ: فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنْ أُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَأَنْ أُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ، وَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَأَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا اثْنَتَانِ (1) ، فَوَاللهِ مَا أُطِيقُهُمَا: الْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ، فَإِنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُ مَنْ وَلَّى الدُّبُرَ، فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ، فَأَخَافُ إِنْ حَضَرْتُ تِلْكَ جَشِعَتْ نَفْسِي، وَكَرِهَتِ الْمَوْتَ، وَالصَّدَقَةُ فَوَاللهِ مَا لِي إِلَّا غُنَيْمَةٌ وَعَشْرُ ذَوْدٍ، هُنَّ رَسَلُ أَهْلِي وَحَمُولَتُهُمْ. قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ حَرَّكَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: " فَلَا جِهَادَ وَلَا صَدَقَةَ، فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا أُبَايِعُكَ. قَالَ: فَبَايَعْتُهُ (2) عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ (3)
__________
(1) في (ظ 5) و (ر) : اثنتين.
(2) في (م) و (ر) : فبايعت.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المثنى العبدي -وهو مُؤثر بن عَفَاذة الكوفي- فلم يرو عنه غير جَبَلة بن سُحَيْم، وذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات"، وغير صحابيه فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن إلا الترمذي. زكريا بن عدي: هو ابن الصَّلت التيمي مولاهم أبو يحيى الكوفي. =(36/284)
21953 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَّةِ بَشِيرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَمْشِي فِي نَعْلَيْنِ بَيْنَ الْقُبُورِ، فَقَالَ: " يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ (1) أَلْقِهِمَا " (2)
21954 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، سَمِعْتُ إِيَادَ بْنَ لَقِيطٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ لَيْلَى، امْرَأَةَ بَشِيرٍ أَنَّهُ سَأَلَ (3) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،
__________
= وأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (451) من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1233) ، وفي "الأوسط" (1148) ، والحاكم 2/79، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1176) ، والبيهقي 9/20، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 381-382 من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/89، والطبراني في "الكبير" (1234) ، وأبو نعيم (1176) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/195، وابن عساكر 3/ورقة 382 من طريق قيس بن الربيع، عن جبلة بن سُحيم، به. ولم يسق ابن قانع لفظه.
قوله: "جشعت نفسي" قال السندي: أي: فزعت.
"رِسل أهلي" الرسل بكسر راء وسكون سين: اللبن.
وانظر شرح الحديث الثامن من "جامع العلوم والحكم" للإمام ابن رجب الحنبلي.
(1) في (ظ 5) و (ر) : السبتين، والمثبت من (م) ونسخة في هامش (ر) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (20784) .
(3) في (م) : تقول: إن بشيراً سأل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(36/285)
وَلَا أُكَلِّمُ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَحَدًا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي أَيَّامٍ هُوَ أَحَدُهَا، أَوْ فِي شَهْرٍ، وَأَمَّا أَنْ لَا تُكَلِّمَ أَحَدًا، فَلَعَمْرِي لَأَنْ تَكَلَّمَ بِمَعْرُوفٍ، وَتَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَسْكُتَ " (1)
21955 - حَدَّثَنَا أَبُو (2) الْوَلِيدُ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ لَقِيطٍ، عَنْ لَيْلَى، امْرَأَةِ بَشِيرٍ قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمَيْنِ مُوَاصِلَةً،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ليلى امرأة بشير، وهي صحابيّةٌ كان اسمها جَهْدَمة فسماها رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلى، وقد روى لها البخاري في "الأدب المفرد"، والترمذي في "الشمائل"، وهذا الحديث إنما روته عن زوجها بشير كما سيأتي. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وعفان: هو ابن مسلم الصفَّار.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 382 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3426) من طريق عفان وحده، به. وزاد فيه قصة تغيير اسم بشير، وستأتي برقم (21956) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1232) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1177) من طريق أبي الوليد الطيالسي وحده، به. وفيه: عن ليلى قالت: أخبرني بشير، أنه سأل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وسقط من إسناد الطبراني إياد بن لقيط.
وأخرجه كذلك عبد بن حميد (428) ، والطبراني في "الكبير" (1232) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1177) ، والبيهقي 10/75-76 من طرق عن عبيد الله بن إياد، به. وزادوا إلا الطبراني قصة تغيير اسم بشير. وفيه السقط المذكور آنفاً.
وفي باب النهي عن صوم يوم الجمعة منفرداً، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6771) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) لفظة "أبو" سقطت من (م) و (ر) .(36/286)
فَمَنَعَنِي بَشِيرٌ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ وَقَالَ: " يَفْعَلُ ذَلِكَ النَّصَارَى، وَقَالَ عَفَّانُ: يَفْعَلُ ذَلِكَ النَّصَارَى (1) ، وَلَكِنْ صُومُوا كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ، وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَأَفْطِرُوا " (2)
21956 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لَيْلَى، امْرَأَةِ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَّةِ، عَنْ بَشِيرٍ، قَالَ: وَكَانَ قَدْ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اسْمُهُ زَحْمٌ " فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا " (3)
__________
(1) كذا في (م) والأصول الخطية، ولا وجه له، إذ لا فرق هكذا بين روايته ورواية أبي الوليد، ورواه أبو داود الطيالسي عن عبيد الله بن إياد كما سيأتي، فقال في روايته: "يفعل ذلك اليهود" ولعل رواية أحدهما كذلك، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح، إسناد سابقه.
وأخرجه الطيالسي (1125) ، وعبد بن حميد (429) ، والطبراني في "الكبير" (1231) من طرق عن عبيد الله بن إياد، بهذا الإسناد.
وفي باب النهي عن وصال الصوم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4721) وانظر بقية شواهده هناك.
(3) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (830) ، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1842) من طريق سعيد بن منصور، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/50 و7/55، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1648) من طريق عفان بن مسلم، كلاهما عن عبيد الله بن إياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 24/ (532) من طريق محمد بن سواء عن أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن إياد، عن جهدمة امرأة بشير، به. جعله من مسند امرأة بشير. وأبو جناب الكلبي ضعيف الحديث. =(36/287)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ ابْنِ الرَّاهِبِ أَبِي عَامِرٍ الغَسيلِ غَسِيلِ المَلائِكَةِ (1)
21957 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً " (2)
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/26، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 379 من طريق أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن إياد ابن لقيط، به. بلفظ: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعاني إلى الإسلام، ثم قال لي: ما اسمك؟ قلت: نذير. قال: بل أنت بشير. ثم ذكر فيه قصة. وإسناده هالك.
وانظر ما سلف برقم (20788) .
(1) غسيل الملائكة: هو حنظلة بن أبي عامر، وكان قد استشهد في معركة أحد، وابنه عبد الله له رؤية، توفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن سبع سنين، وكان من خيار أهل المدينة، قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين، وكان أمير الأنصار يومئذ.
(2) ضعيف مرفوعاً، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو دواد، وهذا الحديث لا يصح مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هو من قول كعب الأحبار كما سيأتي في الرواية التالية وفي تخريجه هنا، وصوَّبه أبو القاسم البغوي والدارقطني. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياتي، ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/246، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ورقة 147 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3381) ، والدارقطني 3/16، وابن الجوزي =(36/288)
21958 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ (1) حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ،
__________
= 2/246 من طريق حسين بن محمد، به. وقال البزار عقبه: قد رواه بعضهم عن ابن أبي مليكة، عن رجل، عن عبد الله بن حنظلة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2759) ، والطبراني في "الأوسط" (2703) ، والدارقطني 3/16، وابن الجوزي 2/246 وابن عساكر 9/ورقة 147 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي مليكة، به. وليث بن أبي سليم سيئ الحفظ، ونقل ابن عساكر عن البغوي توهيم رواية جرير عن أيوب، ورواية عبيد الله عن ليث.
قلنا: وقد خالفهما ابن جريج عند العقيلي في "الضعفاء" 2/258، والبيهقي في "الشعب" بإثر الحديث (5517) ، وعبد العزيز بن رفيع كما في الرواية التالية عند المصنف، فروياه عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة، عن كعب الأحبار قوله. وابن جريج وعبد العزيز ثقتان حُجَّتان.
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11216) ، و"الأوسط" (2968) ، و"الصغير" (224) ، والبيهقي في "الشعب" (5518) ، وأسانيدها ضعيفة.
وعن عبد الله بن سلام عند عبد الرزاق (19706) ، والطبراني في تتمة الجزء (13) من "الكبير" (411) ، والبيهقي في "الشعب" (5514) ، وإسناده ضعيف.
وعن عائشة عند العقيلي في "الضعفاء" 3/296، وإسناده ضعيف.
وعن أنس عند البيهقي في "الشعب" (5523) ، وإسناده ضعيف.
قال ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/248: أعلم أنَّ مما يردُّ صحة هذه الأحاديث أن المعاصي إنما يعلم مقاديرها بتأثيراتها، والزنى يُفسد الأنساب، ويصرف الميراث إلى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح ما لا يؤثر أكل لقمة لا تتعدى ارتكاب نهي، فلا وجه لصحة هذا.
(1) لفظة "ابن" لم ترد في (م) والأصول الخطية، ووضع في نسخة (ظ 5) بين "عن" و"حنظلة" ضبة، وهذا خطأ قديم في النسخ الخطية، ففي نسخة =(36/289)
عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " لَأَنْ أَزْنِيَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آكُلَ دِرْهَمَ رِبًا يَعْلَمُ اللهُ أَنِّي أَكَلْتُهُ حِينَ أَكَلْتُهُ رِبًا " (1)
21959 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (2) ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ: أَنَّ رَجُلًا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ بَالَ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَالَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَائِطِ " يَعْنِي أَنَّهُ تَيَمَّمَ (3)
__________
= الهيثمي كما في "المجمع" 4/117 أيضاً لم ترد هذه اللفظة، لذلك استشكلها الهيثمي، وقال: الظاهر أنه ابنه عبد الله بن حنظلة، وسقط من الأصل. قلنا: وأثبتناها على الصواب من المصادر التي أوردت الحديث من طريق "المسند" ومن غير طريق "المسند".
(1) إسناده صحيح إلى كعب الأحبار. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/248، وابن عساكر 9/ورقة 147، من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 3/16 من طريق الفريابي، والبيهقي في "الشعب" (5516) من طريق حماد بن أسامة، وابن عساكر 9/ورقة 147 من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، به. وقال الدارقطني: هذا أصح من المرفوع. وكذلك صوبه البغوي فيما نقله عنه ابن عساكر. وانظر ما قبله.
(2) أُقحم في (م) بين محمد بن جعفر وسعيد: شعبة، ولم يرد في نسخنا الخطية.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عبد الله بن حنظلة، وباقي رجال الإسناد ثقات. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
ويشهد له حديث أبي جُهيم عند البخاري (337) ، وقد سلف برقم (17541) .
وحديث عبد الله بن جابر السالف برقم (17597) ، وانظر عنده تتمة شواهده.(36/290)
21960 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْأَنْصَارِيُّ، ثُمَّ الْمَازِنِيُّ مَازِنُ بَنِي النَّجَّارِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ، قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ وُضُوءَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا كَانَ أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، عَمَّ هُوَ؟، فَقَالَ: حَدَّثَتْهُ (1) أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرِ الْغَسِيلِ، حَدَّثَهَا: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أُمِرَ بِالْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا كَانَ أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، فَلَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرَ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَوُضِعَ عَنْهُ الْوُضُوءُ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ " (2)
__________
(1) قوله: "حدثته" أي: حدثت عبيد الله بن عبد الله بن عمر.
(2) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد-، وباقي رجال الإسناد ثقات. لكن قد اختلف على ابن إسحاق في اسم عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فروي مصغراً ومكبراً كما سيأتي، ولا يضر، فكلاهما ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/68، والبزار (3378) و (3382) ، وابن خزيمة (15) ، والحاكم 1/156 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وسقط من إسناد البزار في الرواية الأولى: عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وتحرف في "التاريخ الكبير" وفي رواية البزار الثانية: إلى عبد الله بن عبد الله مكبراً، فقد نص أبو داود في "سننه": على أن رواية إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عُبيد الله مصغراً. ولفظه عند البزار: أن رسولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمر بالوضوء لكل صلاة، فترك ذلك وأمرهم بالسواك لكل صلاة. وبنحوه رواية البخاري.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/263-264، ومن طريقه البيهقي 1/37-38 من طريق سعيد بن يحيى اللخمي، عن ابن إسحاق، =(36/291)
قَالَ: " فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَرَى أَنَّ بِهِ قُوَّةً عَلَى ذَلِكَ، كَانَ يَفْعَلُهُ حَتَّى مَاتَ "
__________
= عن محمد بن يحيى، عن عبيد الله مصغراً، به كما أشار البيهقي عقبه. وفيه: فلما شقَّ ذلك عليهم، بدل "عليه".
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 5/67-68 من طريق يونس بن بكير الشيباني، وأخرجه الدارمي (658) ، وأبو داود (48) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2247) ، وابن خزيمة (15) و (138) ، والطحاوي 1/42-43، والبيهقي 1/37-38 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما
عن ابن إسحاق، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر مكبراً.
وتحرف عبد الله بن عبد الله في "سنن الدارمي" ورواية ابن خزيمة الأولى إلى: عُبيد الله مصغراً. قلنا: كلام أبي داود بإثر الحديث يشير إلى أن رواية أحمد بن خالد الوهبي عن عبد الله مكبراً. وأما رواية يونس بن بكير، فقد نقل ابن عساكر في "تاريخه" 9/ورقة 147-148 عن ابن منده أنها عن عبد الله مكبراً أيضاً.
قوله: "أُمِرَ" قال صَاحب "عون المعبود" 1/49: بضم الهمزة على بناء المفعول.
"فما شق ذلك" أي: الوضوء لكل صلاة. وفي "التوسط شرح سنن أبي داود": وهذا الأمر يحتمل كونه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصاً به أو شاملاً لأمته، ويحتمل كونه بقوله تعالى: (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا) [المائدة: 6] بأن تكون الآية على ظاهرها.(36/292)
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيِّ
21961 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ أَبُو (1) إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيَّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِشْرٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ خَالِهِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُصَلِّ خَلْفَ إِمَامٍ كَانَ أَوْجَزَ مِنْهُ صَلَاةً فِي تَمَامِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ " (2)
__________
(1) لفظة "أبو" سقطت من (م) و (ظ 5) و (ر) ، وأثبتناها على الصواب من "أطراف المسند" 5/249، ومن "جامع المسانيد" ومن ترجمته في "تاريخ بغداد" 6/265.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سليمان بن بشر الخزاعي فلم يرو عنه غير منصور بن حيان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وخاله مالك ابن عبد الله ذكره البخاري في "تاريخه" وقال: له صحبة، ونسبه خثعمياً، وقد أخرج هذا الحديث ابن سعد في "الطبقات" 6/62، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، وابن الأثير في "أسد الغابة" فقالوا جميعاً: الخزاعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/54، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2311) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (652) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/33، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2771) عن أيوب بن محمد الوزان، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/344 عن عبد الرحمن بن إبراهيم، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/35 من طريق
ابن الرومي، أربعتهم (ابن أبي شيبة وأيوب وعبد الرحمن وابن الرومي) عن =(36/293)
21962 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، أَنَّ أَبَا الْمُصَبِّحِ الْأَوْزَاعِيَّ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: بَيْنَا نَسِيرُ فِي دَرْبِ قَلَمْيَةَ (1) إِذْ نَادَى الْأَمِيرَ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيَّ، رَجُلًا يَقُودُ فَرَسَهُ فِي عِرَاضِ الْجَبَلِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَلَا تَرْكَبُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُمَا حَرَامٌ عَلَى النَّارِ " (2)
__________
= مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وجاء عندهم تعيين الصلاة بالمكتوبة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/303، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (1584) من طريق يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، عن منصور بن حيان، به.
وسيأتي برقم (21964) عن عفان، عن عبد الواحد بن زياد، عن منصور.
وفي الباب عن أنس بن مالك. سلف بسند صحيح برقم (11967) وانظر تتمة شواهده عنده.
(1) تصحَّف في (م) إلى: قلمتة.
(2) إسناده صحيح، ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، وأبو المُصَبِّح الأوزاعي: هو المَقْرَئي الحمصي، وأبو عبد الله المذكور في القصة: هو جابر بن عبد الله الصحابي، وهو الذي روى هذا الحديث عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومالك بن عبد الله الخثعمي ذكره البخاري في "تاريخه" في الصحابة، وتبعه ابن حبان، وقيل: لم يكن له صحبة وإنما كان من التابعين والله أعلم، وهذا الحديث قد سمعه من جابر بن عبد الله، وقد مضى في مسنده برقم (14947) من طريق أبي المُصبِّح، عنه بالمرفوع دون ذكر القصة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ورقة 216 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (661) ، وفي "مسند الشاميين" (609) =(36/294)
21963 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ (1) ، عَنْ لَيْثِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ " (2)
__________
= و (780) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/55، وابن عساكر 16/ورقة 216 من طريق الوليد بن مسلم، به. وقرن الطبراني في رواياته جميعاً بابن جابر عبدَ الله بن العلاء.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (33) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
وأخرجه بنحوه الدارمي (2397) ، والطبراني 19/ (662) من طريق عبد الله ابن سليمان بن أبي زينب، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (114) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2777) من طريق زرعة بن عبد الله الوحاظي، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (5963) من طريق سليمان بن موسى الدمشقي، ثلاثتهم عن مالك بن عبد الله الخثعمي، به. ووقع في رواية ابن أبي
زينب وحده: أن مالك بن عبد الله مرَّ على حبيب بن مسلمة، بدل جابر. وهذا خطأ، وابن أبي زينب هذا لم نجد له ترجمة.
وانظر ما بعده.
وانظر أحاديث الباب عند حديث جابر المذكور.
قوله: "في درب قلمية" قال السندي: الدرب في الأصل كل مدخل إلى بلاد الروم، وقلمية، قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان": بفتح أوله وثانيه، وسكون الميم وياء خفيفة: كُورة واسعة من بلاد الروم قرب طَرَسُوس.
وقوله: "في عِراض الجَبَل" أي: في سَفْحِ الجبل وناحيته.
(1) تحرف في (م) : إلى الشعبي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال ليث بن المتوكل، =(36/295)
21964 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ خَالِهِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا صَلَّيْتُ خَلْفَ إِمَامٍ يَؤُمُّ النَّاسَ أَخَفَّ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= وقيل: المتوكل بن ليث، فقد روى عنه ثلاثة أحدهم ضعيف، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ثم إن الليث هذا قد خالف من هو أوثق منه، وهو أبو المصبح الأوزاعي كما في الحديث السابق، فأسقط منه صحابيَّ الحديث، فحديثه مرسل.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ورقة 216، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/32 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال ابن عساكر عقبه: الصواب متوكل بن الليث قلبه وكيع، ومالك لم يسمع الحديث من رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما سمعه من رجل من الصحابة غزا معه حين كان يلي المغازي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/310 عن وكيع، به.
(1) أقحم في (م) بين عفان وعبد الواحد: وكيع! وليس هو في شيء من أصولنا الخطية، ولا "أطراف المسند" 5/249.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سليمان الخزاعي، وهو ابن بشر. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه ابن سعد 6/62، والطبراني في "الكبير" 19/ (651) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 7/303، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/344-345، والطبراني في "الكبير" 19/ (651) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، به.
وانظر (21961) .(36/296)
حَدِيثُ هُلْبٍ الطَّائِيِّ (1)
21965 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ بْنُ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ مِنَ الطَّعَامِ طَعَامًا أَتَحَرَّجُ مِنْهُ. فَقَالَ: " لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ " (2)
__________
(1) هلب الطائي، بضم الطاء وسكون اللام، وقيل: بفتح الهاء وكسر اللام، وهو يزيد بن عدي، وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أقرع، فمسح على رأسه فنبت شعرُه، فسمي هُلباً، والأهلب الكثير الشعر، سكن البادية وذكره ابن سعد في طبقة مُسْلِمَةِ الفتح. "تهذيب الكمال" للمزي و"حاشية السندي".
(2) إسناده ضعيف، قبيصة بن هلب تفرد بالرواية عنه سماك بن حرب، وجهله علي ابن المديني والنسائي، ومع ذلك قال العجلي: تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات"! وقد اختلف فيه على سماك بن حرب، فرواه جمع عنه، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورواه بعضهم عنه، عن مُرَيِّ بن قَطَري، عن عدي بن حاتم مرفوعاً كما سلف في الرواية (18262) ، ومري بن قطري مجهول أيضاً، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي بإثر الحديث (1565) . زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه أبو داود (3784) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/199، والطبراني 22/428، والبيهقي 7/279 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. ورواية ابن قانع مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (21969) .
وأخرجه الترمذي (1565) ، والطبراني (429) و (430) و (431) من طرق عن سماك بن حرب، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وسيأتي من طريق سماك بالأرقام (21966) و (21969) و (21971) =(36/297)
21966 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى فَقَالَ: " لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي صَدْرِكَ طَعَامٌ ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ " (1)
__________
= و (21972) و (21976) . وهو في الروايتين (21969) و (21971) مطول.
قوله: "أتحرج منه" قال السندي: من الحرج وهو الضيق، ويطلق على الإثم، ويعني: أجتنب وأمتنع.
"لا يختلجن" قد اختلف في روايته مادةً وهيئةً، أما الأول، فقال العراقي: المشهور أنه بتقديم الخاء المعجمة على الجيم، وروي بتقديم الحاء المهملة على الجيم، وأما الثاني، فهل هو من الافتعال أو من التفعل؟ والمعنى على التقديرين واحد، أي: لا يقع في نفسك شكٌّ منه وريبة. "شيء" أي: طعام
كما في الرواية التالية.
"ضارعت" أي: شابهت به الملة النصرانية، أي: أهلها، والمعنى: لا يختلج في صدرك طعام تشبه فيه النصارى، يعني أن التشبه الممنوع إنما في الدين والعادات والأخلاق لا في الطعام الذي يحتاج إليه كل أحد، والتشبه فيه لازم لاتحاد جنس مأكول الفريقين وقد أذن الله تعالى فيه بقوله: (اليَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ) [المائدة: 5] فالتشبه في مثله لا عبرة به، ولا يختلج في صدرك لتسأل عنه.
(1) إسناده ضعيف سلف الكلام عليه في الذي قبله. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن ماجه (2830) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/199 من طريق عبد الصمد بن حسان، وابن قانع 3/199، والطبراني 22/ (425) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، به. ورواية ابن قانع مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (21969) .(36/298)
21967 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، وَرَأَيْتُهُ، قَالَ، يَضَعُ هَذِهِ عَلَى صَدْرِهِ " وَصَفَّ يَحْيَى: الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَوْقَ الْمِفْصَلِ (1)
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "يضع هذه على صدره"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب.
وأخرجه تاماً ومقطعاً عبد الرزاق (3207) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/199، والطبراني 22/ (415) و (421) ، والدارقطني 1/285، والبيهقي 2/295 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مقطعاً الطبراني 22/ (417) و (422) و (423) من طريقين عن سماك، به.
وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً بالأرقام (21968) و (21969) و (21971) و (21973) و (21974) و (21975) و (21978) و (21979) و (21981) و (21982) .
ويشهد لقصة الانصراف عن اليمين والشمال حديثُ عبد الله بن عمرو السالف برقم (6627) ، وذكرت عنده شواهده.
وقصة وضع اليمين على الشمال يشهد لها حديث سهل بن سعد عند البخاري (740) ، وحديث وائل بن حجر عند مسلم (401) . وانظر حديث جابر السالف برقم (15090) وعنده ذكرنا تتمة شواهده.
وفي باب وضع اليدين على الصدر في الصلاة عن وائل بن حجر عند ابن خزيمة (479) ، والبيهقي 2/30، بإسنادين ضعيفين.
وعن علي موقوفاً عند الطبري في "التفسير" 30/325، والبيهقي 2/20 و30 وهو ضعيف لاضطراب سنده ومتنه كما قال ابن التركماني.
وعن طاووس مرسلاً عند أبي داود (759) . =(36/299)
• 21968 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْهُلْبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ، وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " (2)
• 21969 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، حَدَّثَنَا
__________
= قال السندي: قوله: "ينصرف" أي: بعد الفراغ من الصلاة. "عن يمينه" أي: تارة "وعن يساره" أي: أخرى.
"يضع هذه" أي: يده "على صدره" أي: في الصلاة. ففي هذه الرواية بيان موضع الوضع (لكنه ضعيف) كما أن فيه بيان المسنون، وهو الوضع دون الإرسال.
قلنا: وقول الألباني رحمه الله في صفة الصلاة: وضعهما على الصدر هو الذي ثبت في السنة، تعنُّت لا وجه له، ففي "بدائع الفوائد" 3/91 لابن القيم: واختلف في موضع الوضع، فعنه [أي: عن الإمام أحمد] فوق السرة، وعنه: تحتها، وعنه: قال أبو طالب سألتُ أحمد بن حنبل: أين يضع يده إذا كان يُصلي؟ قال: على السرة أو أسفل. وكل ذلك واسع عنده إن وضع فوق السرة أو عليها أو تحتها.
(1) وقع في (م) و (ر) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 1/390، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2494) .
وأخرجه الدارقطني 1/285، والبيهقي 2/29 من طريقين عن وكيع، به. وكلهم اقتصر على قصة وضع اليدين إلا رواية ابن أبي عاصم فمطولة بنحو الرواية التالية.(36/300)
شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى، فَقَالَ: " لَا يَخْتَلِجَنَّ، أَوْ لَا يَحِيكَنَّ، فِي صَدْرِكَ طَعَامٌ ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ "
وَقَالَ: " وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ، وَيَضَعُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى " (1)
• 21970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا
__________
(1) صحيح لغيره دون قصة مضارعة طعام النصرانية، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وقد توبع، وقبيصة ابن هلب مجهول، وانظر (21965) .
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/199 من طريق مسدد، و3/199-200 من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني، كلاهما عن شريك، به. ورواية مسدد مختصرة بقصة الانصراف على شقيه.
وأخرجه تاماً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2495) ، وابن قانع 3/199، وأخرجه مقطعاً ابن قانع 3/198، والطبراني (417) و (419) و (422) و (423) و (427) من طرق عن سماك بن حرب، به.
وقصة مضارعة طعام النصرانية سلفت وحدها برقم (21965) وذكرنا إحالاتها والكلام عليها هناك.
وقصة الانصراف عن شقيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووضع اليد على الأخرى سلفت برقم (21967) .
قال السندي: قوله: "لا يحيكن" من حاك يحيك: إذا أثر، ومنه: "الإثم ما حاك في صدرك".
(2) وقع في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.(36/301)
أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، أَخْبَرَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ هُلْبٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ، قَالَ: " لَا يَجِيئَنَّ أَحَدُكُمْ بِشَاةٍ لَهَا يُعَارٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
• 21971 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صُبَيْحٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْهُلْبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى، فَقَالَ: " لَا يَحِيكَنَّ فِي صَدْرِكَ طَعَامٌ ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ " قَالَ: وَرَأَيْتُهُ يَضَعُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى
قَالَ: " وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ (2) عَنْ يَمِينِهِ، وَمَرَّةً عَنْ شِمَالِهِ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وهو في "مسند" الطيالسي (1086) .
وسيأتي عن يحيى بن عبدويه برقم (21977) ، وعن الطيالسي برقم (21980) ، كلاهما عن شعبة.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (1402) ، وانظر حديثه السالف في "المسند" برقم (9503) .
وعن عبد الله بن أُنيس، سلف برقم (16063) .
وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/285.
وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/423.
قوله: "يُعارٌ": صوت الشاة.
(2) في (م) : ينصرف مرة.
(3) صحيح لغيره دون قصة مضارعة طعام النصرانية، وهذا إسناد ضعيف =(36/302)
• 21972 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى، قَالَ: " لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي صَدْرِكَ طَعَامٌ ضَارَعْتَ فِيهِ نَصْرَانِيَّةً " (1)
• 21973 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنِي غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْصَرِفُ عَنْ شِقَّيْهِ " (2)
__________
= سلف الكلام عليه برقم (21969) ، وانظر (21965) .
وأخرجه المزي في ترجمة قبيصة بن هلب من "التهذيب" 23/495 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2493) ، والطبراني 22/ (426) من طريق زكريا بن يحيى، عن شريك، به. ورواية الطبراني مختصرة.
(1) إسناده ضعيف سلف الكلام عليه برقم (21965) .
وهو في مصنف ابن أبي شيبة 12/253، وعنه ابن ماجه (2830) ، وابن أبي عاصم (2494) . ورواية ابن أبي عاصم مطولة بنحو الرواية (21969) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. غندر: هو لقب محمد بن جعفر الهذلي.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 1/305.
وسيتكرر برقم (21979) لكنه من رواية الإمام أحمد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2495) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وروايته مطولة بنحو الرواية السالفة برقم (21969) .
وأخرجه الطيالسي (1087) ، وأبو داود (1041) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/198، وابن حبان (1998) ، والطبراني 22/ (416) من طرق عن شعبة، به. =(36/303)
• 21974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَؤُمُّنَا، فَيَأْخُذُ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ جَانِبَيْهِ جَمِيعًا: عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " (1)
• 21975 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَؤُمُّنَا فَيَأْخُذُ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ جَانِبَيْهِ جَمِيعًا " (2)
__________
= وأخرجه ابن قانع 3/198، والطبراني 22/ (417) و (419) من طرق عن سماك، به. وانظر (21967) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. أبو الأحوص: هو سلام بن سُلَيم.
وأخرجه مقطعاً الترمذي (252) و (301) ، وابن قانع 3/198-199، وابن حبان في كتاب الصلاة كما في "الإتحاف" 13/636، والطبراني 22/ (424) من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وانظر (21967) .
تنبيه: وقع بعد هذا الحديث في (م) حديث ملفق من إسناد الحديث التالي برقم (21975) ، ومن متن الحديث السالف برقم (21973) ، ولم يرد في شيء من نسخنا الخطية، لذلك حذفناه.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه المزي في ترجمة قبيصة من "التهذيب" 23/494-495 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مقطعاً ابن ماجه (809) و (929) ، والطبراني 22/ (420) من طريق عثمان بن أبي شيبة، به. وانظر (21967) .(36/304)
• 21976 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَفَعَهُ قَالَ: " كُلُّ مَا ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ، فَلَا يَحِيكَنَّ فِي صَدْرِكَ " (2)
• 21977 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (3) حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ يَحْيَى بْنُ عَبْدَويِّهٍ، (4) حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ هُلْبٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ: " لَا يَجِيئَنَّ أَحَدُكُمْ بِشَاةٍ لَهُ رُغَاءٌ " قَالَ: يَقُولُ: يَصِيحُ (5)
• 21978 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (6) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَوَيْهِ (7) مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْهُلْبِ،
__________
(1) وقع في (م) و (ر) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، وقبيصة بن هلب مجهول. وقد اختلف فيه على سماك كما سلف بيانه برقم (21965) .
(3) وقع في (م) و (ر) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(4) تحرف في (م) إلى: عبد ربه.
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عبدويه ضعيف، وقد توبع، قبيصة بن هلب مجهول. سماك: هو ابن حرب. وانظر (21970) .
قوله: "بشاة له" قال في القاموس: الشاة: الواحدة من الغنم للذكر والأنثى.
(6) وقع في (م) و (ر) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(7) تحرف في (م) إلى: عبد ربه.(36/305)
يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَلَى شِقَّيْهِ " (1)
21979 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ الْهُلْبِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ " صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْصَرِفُ عَنْ شِقَّيْهِ " (2)
21980 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ هُلْبٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ: " لَا يَجِيئَنَّ أَحَدُكُمْ بِشَاةٍ لَهَا يُعَارٌ " (3)
21981 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْصَرِفُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِهِ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه المزي في ترجمة قبيصة بن الهُلب من "التهذيب" 23/494 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر (21967) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب.
وسلف من طريق غندر محمد بن جعفر برقم (21973) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب.
وانظر (21970) .(36/306)
وَمَرَّةً عَنْ شِمَالِهِ " (1)
21982 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْفَتَلَ مِنَ الصَّلَاةِ، انْفَتَلَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. سفيان: هو الثوري.
وسلف من طريق وكيع بأطول مما هنا برقم (21968) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. حسين: هو ابن علي بن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/199، والطبراني 22/ (418) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، بهذا الإسناد. وزاد ابن قانع: ويضع إحدى يديه على الأخرى في الصلاة.
وانظر (21967) .(36/307)
حَدِيثُ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسَ (1)
• 21983 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَضَى اللهُ مِيتَةَ (3) عَبْدٍ بِأَرْضٍ، جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً " (4)
__________
(1) مطر بن عكامس، بضم المهملة وتخفيف الكاف وكسر الميم، بعدها مهملة، السُّلَمي، اختلف في صحبته كما قال الطبراني. سكن الكوفة، وروى له أبو داود في القدر والترمذي. انظر "تهذيب التهذيب" لابن حجر.
(2) وقع في (م) و (ر) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ، صوبناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 5/280.
(3) في "أطراف المسند" 5/280: منية.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير مطر بن عكامس، فلم يرو عنه غير أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- وقد اختلف في صحبته. أبو داود: هو عمر بن سعد بن عبيد، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2146) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الحفري، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب، ولا يعرف لمطر غير هذا الحديث.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/400، والترمذي (2146) بإثره، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/119، والطبراني في "الكبير" 20/ (807) ، وفي "الأوسط" (2617) ، والحاكم 1/42، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1396) من طرق عن سفيان الثوري، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين! =(36/308)
• 21984 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، حَدَّثَنَا حُدَيْجٌ (2) أَبُو سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقَدَّرُ لِأَحَدٍ يَمُوتُ بِأَرْضٍ، إِلَّا حُبِّبَتْ إِلَيْهِ وَجُعِلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ " (3)
__________
= وأخرجه ابن قانع 3/120، والطبراني في "الكبير" 20/ (808) ، والحاكم 1/42 و367 من طرق عن أبي إسحاق، به.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي عزة، سلف برقم (15539) ، وإسناده صحيح.
وعن عبد الله بن مسعود عند ابن ماجه (4263) ، والحاكم 1/41 و42 و367.
وعن جندب بن سفيان عند الحاكم 1/367.
وعن عروة بن مضرس عند الحاكم 1/367-368.
وعن أبي هريرة عند القضاعي في "مسند الشهاب" (1391) .
قال السندي: قوله: "جعل له إليها حاجة" حتى يذهب إلى تلك الأرض قضاءً لحاجته فيكون الموت بها، وهو لا يدري.
(1) وقع في (م) و (ر) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ أيضاً.
(2) تصحف في (م) و (ر) إلى: خديج، بالخاء المعجمة.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حديج أبو سليمان لا يعرف كما قال الحسيني في "الإكمال"، لكنه استدرك فقال -تبعاً لابن العراقي-: ولعله حديج بن معاوية. وتعقبه الحافظ فقال: هو هو بلا تردد، وهو مترجم في "التهذيب" وأن كنيته أبو سليمان. قلنا: ولم نقف على هذه الكنية لحديج بن
معاوية فيما بين أيدينا من المراجع.
وانظر ما قبله.(36/309)
حَدِيثُ مَيْمُونِ بْنِ سِنْبَاذَ
• 21985 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنِي أَبُو (2) أَيُّوبَ، صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: مَيْمُونُ بْنُ سُنْبَاذَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَوَامُ أُمَّتِي بِشِرَارِهَا " قَالَهَا ثَلَاثًا (3)
__________
(1) في (م) و (ر) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ، صوبناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 5/395.
(2) لفظة "أبو" سقطت من (م) .
(3) إسناده ضعيف ومتنه منكر، وهارون بن دينار -وهو العجلي البصري- ضعيف، وأبوه دينار مجهول، وميمون بن سنباذ -وهو أبو المغيرة العقيلي- مختلف في صحبته.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1249) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/62، والطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (835) ، وفي "الأوسط" (759) و (7984) ، وفي "الصغير" (86) من طريق سليمان بن أيوب صاحب البصري، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/337-338، وفي "التاريخ الأوسط" المطبوع خطأ باسم "الصغير" 1/301، والبزار (1724 - كشف الأستار) ، وأبو بكر الدينوري في "المجالسة" (2729) ، والطبراني في "الأوسط" (759) ، وابن الجوزي (1250) من طرق عن هارون بن دينار، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1984 عن عبدان وابن عبد العزيز، عن =(36/310)
حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ (1)
21986 - فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
__________
= سليمان بن أيوب، عن عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه، عن ميمون بن سنباذ. وقال البخاري: عبد الخالق عن أبيه منكر الحديث.
وصح عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" عند الشيخين، وسلف في "المسند" برقم (8090) ، وذكرنا عنده شاهدين له.
قوله: "قوام أمتي" قال في "المصباح المنير": قَِوام الأمر، بالفتح والكسر، وتقلب الواو ياءً جوازاً مع الكسرة، أي: عِماده الذي يقوم به وينتظم، ومنهم من يقتصر على الكسر، ومنه قوله تعالى: (الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا) [النساء: 5] .
(1) معاذ بن جبل بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب، السيد الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المدني البدري، وكان طويلاً حسناً جميلاً أبيض الوجه برَّاق الثنايا أكحل العينين، وكان سمحاً، لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه.
شهد العقبة شاباً أمردَ، ثم شهد بدراً وهو ابن عشرين أو إحدى وعشرين سنة.
وعدّه أنس فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "خذوا القرآن عن أربعة"، فذكره منهم.
سلف برقم (6523) .
وعن أنس مرفوعاً: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل". سلف برقم (12904) .
ومناقبه كثيرة جداً.
وتوفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو باليمن مبعوثاً إليها من قبله، وقدم منها في خلافة أبي بكر، وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة أو التي بعدها، وهو قول الأكثرين، وعاش أربعاً وثلاثين سنة، وقيل غير ذلك.
انظر ترجمته في "السير" 1/443-468. و"الإصابة" 6/136-138.(36/311)
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّهُ لَمَّا رَجَعَ مِنَ الْيَمَنِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ رِجَالًا بِالْيَمَنِ يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ (1) ، أَفَلَا نَسْجُدُ لَكَ؟ قَالَ: " لَوْ كُنْتُ آمِرًا بَشَرًا يَسْجُدُ لِبَشَرٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا " (2)
__________
(1) في (م) : بعضهم لبعضهم.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاًَ، أبو ظبيان -وهو حصين بن جندب الجَنْبي- لم يدرك معاذاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/527 عن وكيع، به مختصراً بالمرفوع منه.
وأخرجه الطبراني 20/ (373) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/305 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: لما قدم معاذ من اليمن فذكره. وهذا مرسل.
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث ابن أبي أوفى سلف برقم (19403) و (19404) ، ووقع في الموضع الأول: أن معاذاً قدم اليمن -أو الشام- على الشك، وفي الموضع الثاني: أن معاذاً أتى الشام. وهو حديث جيد على اختلاف في إسناده. وانظر تتمة شواهد المرفوع منه هناك.
قال السندي: قوله: أنه لما رجع من اليمن، هكذا وقع في هذه الرواية، وقد ثبت أنه ما رجع من اليمن بعد أن بعثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بعد وفاته، فلعل هذه الرواية إن ثبتت تكون محمولة على أنه ذهب إلى اليمن قبل ذلك أيضاً، لكن قد صح في بعض روايات هذا الحديث الصحيح أن هذا الأمر إنما كان حين رجوعه من الشام، ويؤيد ذلك ما رواه ابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى (1853) : لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث فالظاهر أن الصواب الشام، وإنما وقع اليمن موقع الشام من تصرف الرواة، والله تعالى أعلم.(36/312)
21987 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ظَبْيَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: أَقْبَلَ مُعَاذٌ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُ رِجَالًا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
21988 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا مُعَاذُ، أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ (2) تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الذي روى عنه أبو ظَبيان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/305 عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2) في (م) و (ر) و (ق) : بالحسنة.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن أبي شبيب، فقد روى له مسلم في المقدمة، وهو صدوق حسن الحديث، لكنه لم يسمع من معاذ بن جبل، ثم قد اختلف على سفيان -وهو الثوري- في إسناده كما ذكر الإمام أحمد عن وكيع، وقد سلفت الإشارة إلى ذلك عند
حديث أبي ذر السالف برقم (21354) قلنا: لكن سيأتي في تخريجه ما يُقَوِّي أنه من حديث معاذ، والله أعلم.
وأخرجه الترمذي (1987) من طريق وكيع، بهذا الاسناد.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/55 من حديث أنس بن مالك قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذ بن جبل إلى اليمن، فقال: "يا معاذ، اتق الله وخالق الناس بخُلُقٍ حسن، وإذا عملت سيئة فَأَتْبِعْهَا حسنة". وفيه زيادة. وفي إسناده من لم نتبينه، لكن ابن عبد البر ارتضاه في "التمهيد" 24/300، فثبته عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرج ابن حبان (524) ، والحاكم 1/54 و4/244 من حديث عبد الله بن =(36/313)
وَقَالَ وَكِيعٌ: وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَهُوَ السَّمَاعُ الْأَوَّلُ، وَقَالَ وَكِيعٌ: قَالَ سُفْيَانُ، مَرَّةً: عَنْ مُعَاذٍ
21989 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ مَوْهَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: عِنْدَنَا كِتَابُ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ إِنَّمَا أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ " (1)
__________
= عمرو: أن معاذ بن جبل أراد سفراً، فقال: يا نبي الله أوصني. قال: "اعبد الله لا تشرك به شيئاً"، قال: يا نبي الله زدني. قال: "إذا أسأت، فأحسن" قال: يا رسول الله زدني. قال: "استقم وليحسن خلقك". وإسناده محتمل للتحسين.
وأورد مالك في "الموطأ" 2/902 بلاغاً أن معاذ بن جبل قال: آخر ما أوصاني به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: "أحسن خلقك للناس يا معاذ بن جبل".
قلنا: ووصله أبو نعيم في "الحلية" 4/376 بنحوه من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون، عن معاذ، قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن، فلم يزل يوصيني حتى كان آخر ما أوصاني، قال: "عليك بحسن الخلق، فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم ديناً". وأبو مريم متروك الحديث.
وانظر ما سيأتي برقم (22059) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، موسى بن طلحة وإن لم يلق معاذاً إلا أنه نقله عن كتابه، وهي وجادة صحيحة مقبولة عند أهل العلم.
وأخرجه الدارقطني 2/96، والحاكم 1/401، والبيهقي 4/128-129 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 4/129 من طريق عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان، به. وزاد فيه قصة. =(36/314)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه يحيى ابن آدم في "الخراج" (503) ، والبيهقي 4/129 من طريق عطاء بن السائب، عن موسى بن طلحة، به. وزاد فيه قصة.
وأخرج يحيى بن آدم (509) ، وابن أبي شيبة 3/138 عن وكيع، عن عمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة: أن معاذاً لما قدم اليمن لم يأخذ الزكاة إلا من الحنطة والشعير والتمر والزبيب. وهذا غير صريح بالرفع.
وأخرج الدارقطني 4/100، والحاكم 1/401، والبيهقي 4/125 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى ومعاذ بن جبل حين بعثهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن يعلمان الناس أمر دينهم: "لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة الشعير والحنطة والزبيب والتمر". وإسناده ضعيف، أبو حذيفة سيئ الحفظ، وطلحة ابن يحيى التيمي مختلف فيه، وثقه يحيى بن معين وغيره، وقال يحيى القطان: لم يكن بالقوي. وقال البخاري: منكر الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء.
وأخرج يحيى بن آدم (537) ، والبيهقي 4/125 من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري ومعاذ: أنهما حين بعثا إلى اليمن لم يأخذا إلا من الحنطة والشعير والتمر والزبيب. وهذا غير صريح بالرفع، وفيه طلحة بن يحيى التيمي أيضاً، وقد سلف الكلام عليه آنفاً.
وأخرج مثله يحيى بن آدم (538) ، وابن أبي شيبة 3/138، والبيهقي 4/125 من طريق وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة عن أبي موسى وحده. وفيه طلحة بن يحيى أيضاً.
وأخرج الدارقطني 4/97، والحاكم 1/401، والبيهقي 4/129 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمه موسى بن طلحة، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "فيما سقت السماء والبعل والسيل العشر، وفيما سقي بالنضح نصف العشر" وإنما يكون ذلك في =(36/315)
21990 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قُرًى عَرَبِيَّةٍ، فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ حَظَّ الْأَرْضِ " وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، يَعْنِي: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
__________
= التمر والحنطة والحبوب، فأما القثاء والبطيخ والرمان والقصب والخُضَر فقد عفا عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإسناده ضعيف لضعف ابن نافع وإسحاق بن يحيى.
وأخرج الترمذي (638) ، من طريق الحسن، عن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد، عن عيسى بن طلحة، عن معاذ: أنه كتب إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسأله عن الخَضْراوات، وهي البقول، فقال: "ليس فيها شيء" قال الترمذي: إسناد هذا الحديث ليس بصحيح وليس يصح في هذا الباب عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء، وإنما يُروى عن موسى بن طلحة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. والحسن: هو ابن عمارة، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه شعبة وغيره وتركه ابن المبارك.
وأخرجه الدارقطني 2/97 من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم وعمرو ابن عثمان وعبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن معاذ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "ليس في الخضروات زكاة". والحسن بن عمارة متروك الحديث كما تقدم.
وأخرجه الدارقطني بأسانيد أخرى كلها ضعيفة. انظر تعليق ابن عبد الهادي عليها في "التنقيح" 2/197-200، والزيلعي في "نصب الراية" 2/387.
وأخرجه مرسلاً الدارقطني 2/97-98 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن عبد الوهاب، عن هشام الدستوائي، عن عطاء بن السائب، عن موسى بن طلحة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن تؤخذ من الخَضْراوات صدقة.
وروي الحديث عن عدة من الصحابة من طرق كلها ضعيفة. وكذلك روي مرسلاً من عدة طرق. انظر يحيى بن آدم (498-538) ، والبيهقي 4/129، والزيلعي 2/388 و389.(36/316)
الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، يَعْنِي فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ هَذَا (1)
21991 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: " فَهَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " لَا يُعَذِّبُهُمْ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف، ومحمد بن زيد الجعفي لم نتبينه، وفي هذه الطبقة محمد بن زيد بن عبد الله المدني، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، لكن لم يذكر من ترجم لهما أن عبد الرحمن بن الأسود أو جابر بن يزيد يرويان عنهما أو عن أحدهما.
وروايتهما عن معاذ مرسلة.
ورواية عبد الرزاق ستأتي برقم (22117) ، وهي في "المصنف" برقم (14472) .
وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (621) ، ومن طريقه الطبراني 20/ (336) عن عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه يحيى بن آدم (620) من طريق أبي حماد الحنفي، عن جابر الجعفي، به.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (255) من طريق عبد الله بن صالح العجلي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (565) ، والبخاري (2856) ، ومسلم (30) (49) ، وأبو داود (2559) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1843) ، والنسائي في =(36/317)
21992 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ، حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سِتٌّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَمَوْتٌ يَأْخُذُ فِي النَّاسِ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، وَفِتْنَةٌ يَدْخُلُ حَرْبُهَا بَيْتَ كُلِّ مُسْلِمٍ، وَأَنْ يُعْطَى الرَّجُلُ أَلْفَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطَهَا، وَأَنْ تَغْدِرَ الرُّومُ فَيَسِيرُونَ فِي ثَمَانِينَ بَنْدًا (1) ، تَحْتَ كُلِّ بَنْدٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا " (2)
__________
= "الكبرى" (5877) ، وأبو عوانة (27) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (256) ، وابن منده في "الإيمان" (107) و (108) ، وابن حبان (210) من طرق عن أبي إسحاق، به. وزاد البخاري ومسلم والطبراني وابن منده في موضعه الثاني: فقلت: يا رسول الله، أفلا أُبَشِّر به الناس؟ قال: "لا تُبشرهم فيتكلوا" وستأتي هذه الزيادة بنحوها برقم (21994) و (21995) من طريقي عمرو بن ميمون والأسود بن هلال.
ولفظ أبي داود "كنت ردف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حمار يقال له: عفير".
وسيأتي من طريق أنس بن مالك بالأرقام (21993) و (22058) و (22096) و (22097) و (22098) .
وسيأتي من طريق الأسود بن هلال برقم: (21995) و (22004) .
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى برقم (22006) .
وسيأتي من طريق أبي عثمان النهدي برقم (22039) .
وسيأتي من طريق أبي العوام برقم (22040) .
وسيأتي من طريق أبي رزين برقم (22041) .
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن غنم برقم (22073) ، كلهم عن معاذ.
وانظر ما سيأتي برقم (21998) و (22028) .
(1) تصحف في (م) إلى "نبذاً.. نبذ" والصواب ما أثبتناه، وهو العلم الكبير.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، النهاس بن قهم ضعيف، وشداد أبو عمار -وهو ابن عبد الله الأموي- لم يدرك معاذاً. =(36/318)
21993 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْنَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مِنْ غَرَائِبِ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ رِدْفَهُ عَلَى حِمَارٍ قَالَ: فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " إِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 15/104-105، ومن طريقه الطبراني 20/ (244) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 20/ (368) من طريق عثمان بن عمر، عن النهاس بن قهم، به.
ويشهد له حديث عوف بن مالك عند البخاري (3176) وسيأتي 6/24.
وحديث ابن عمرو السالف برقم (6623) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- روى له مسلم، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1842) ، والبزار في "مسنده" (2627) ، والشاشي في "مسنده" (1328) و (1329) ، والطبراني 20/ (83) و (84) و (85) و (86) و (88) ، وابن منده في "الإيمان" (105) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/122 من طرق عن الأعمش سليمان بن مهران، بهذا الإسناد. =(36/319)
21994 - حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ أَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا يُعَذِّبَهُمْ "، قَالَ مَعْمَرٌ، فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: " دَعْهُمْ يَعْمَلُوا " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم (1840) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به.
وأخرجه الشاشي (1330) عن عيسى بن أحمد بن يعلى، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، عن معاذ.
وانظر ما سلف برقم (21991) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20546) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (254) ، والبغوي في "شرح السنة" (48) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1844) ، والطبراني 20/ (257) ، وابن منده في "الإيمان" (106) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، به.
وأخرجه الترمذي (2643) من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن منده (106) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وهو عندهما دون قوله: قال: قلت: يا رسول الله ألا أبشر الناس....
وانظر (21991) .(36/320)
21995 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مُعَاذٍ، بِنَحْوِهِ (1)
21996 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (320) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1845) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه أبو عوانة (28) من طريق محمد بن يوسف الفريابي وقبيصة، عن سفيان، به.
وأخرجه مسلم (30) (51) ، وأبو عوانة (28) ، والشاشي (1378) ، والطبراني 20/ (317) و (318) و (319) ، والطبراني في "الأوسط" (8161) ، وابن منده (106) و (109) و (110) من طرق عن أبي حصين، به.
وسيأتي من طريق شعبة، عن أبي حصين والأشعث بن سليم، عن الأسود ابن هلال برقم (22004) .
وانظر ما سلف برقم (21991) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يدرك معاذاً.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (357) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =(36/321)
21997 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرَهَا، وَذَلِكَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَجَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " قُلْتُ: مَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: " أَرَادَ أَنْ لَا تُحْرَجَ أُمَّتُهُ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 13/517، ومن طريقه عبد بن حميد (128) عن الحسن بن موسى، والطبراني 20/ (371) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما (الحسن وهدبة) عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي الحديث برقم (22099) و (22115) .
ويشهد له حديث قيس بن سعد السالف برقم (15480) وإسناده ضعيف أيضاً. وانظر ما في هذا الباب من الأحاديث هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وأخرجه ابن خزيمة (966) ، والطحاوي 1/160، والطبراني 20/ (108) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (569) ، ومسلم (706) (53) ، والبزار (2637) والشاشي (1338) ، وابن حبان (1591) من طرق عن قرة بن خالد، به.
وأخرجه مسلم (706) (52) ، والبزار (2638) ، والطبراني 20/ (104-107) من طرق عن أبي الزبير، به.
وسيأتي الحديث بالأرقام (22012) و (22036) و (22062) و (22070) و (22071) و (22094) .
ويشهد له حديث ابن عباس عند مسلم (705) (51) ، وابن خزيمة (967) . =(36/322)
21998 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ الْكَاهِلِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْجَامِعَ بِالْبَصْرَةِ، فَجَلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ، أَبْيَضِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَهِيَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، يَرْجِعُ ذَاكَ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهَا " قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُعَاذٍ؟ فَكَأَنَّ الْقَوْمَ عَنَّفُونِي، قَالَ: لَا تُعَنِّفُوهُ، وَلَا تُؤَنِّبُوهُ، دَعُوهُ، نَعَمْ أَنَا سَمِعْتُ ذَاكَ مِنْ مُعَاذٍ، يُذَبِّرُهُ (1) عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ، مَرَّةً: يَأْثُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، (2)
__________
= وفي باب الجمع بين الصلاتين في السفر عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4472) وذكرنا شواهده هناك.
(1) في (م) : يدبره، والمثبت من (ظ 5) ، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/155: أي: يتقنه. الذابر: المتقن، ويروى بالدال، وأورده في "دبر"، وقال: أي: يحدث به عنه، وقال ثعلب: إنما هو يَذْبُره، بالذال المعجمة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هصان بن الكاهل، ويقال: ابن الكاهن بالنون، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وقد توبع. إسماعيل: هو ابن عُلية، ويونس: هو ابن عبيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (72) ، وفي "الدعاء" (1467) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2621) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1136) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/792-793، والمزي في ترجمة هصان ابن الكاهن من "تهذيب الكمال" 20/291 من طريق إسماعيل بن علية، به. =(36/323)
21999 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ الْكَاهِلِ، قَالَ: وَكَانَ أَبُوهُ كَاهِنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَإِذَا شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= وأخرجه الحميدي (370) ، وابن ماجه (3796) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (72) ، وفي "الدعاء" (1467) من طرق عن يونس بن عبيد، به.
وأخرجه البزار (2623) من طريق سهل بن أسلم العدوي، والشاشي في "مسنده" (1336) و (1337) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (71) ، وفي "الدعاء" (1466) من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، كلاهما عن حميد بن هلال، به.
وأخرجه الحاكم 3/247 من طريق موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف، عن نفر، عن معاذ. وذكر فيه قصة أخرى.
وانظر الأحاديث الثلاثة التالية.
وسيأتي من طريق أنس بن مالك بالأرقام (22003) و (22009) و (22083) و (22091) .
وسيأتي من طريق كثير بن مرة (22034) و (22127) .
وسيأتي من طريق جابر بن عبد الله عمن شهد معاذاً حين حضرته الوفاة برقم (22060) .
وسيأتي بنحوه من طريق شهر بن حوشب (22102) .
وانظر ما سلف برقم (21991) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6586) .
وعن أبي هريرة سلف برقم (9466) . وانظر تتمة الشواهد عندهما.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي. =(36/324)
22000 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ (1) ، عَنِ الْحَجَّاجِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا هِصَّانُ بْنُ الْكَاهِنِ (2) الْعَدَوِيُّ، قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، وَلَا أَعْرِفُهُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ تَمُوتُ لَا تُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْجِعُ ذَاكُمْ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ، إِلَّا غُفِرَ لَهَا "، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؟ قَالَ: فَعَنَّفَنِي الْقَوْمُ، فَقَالَ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يُسِئِ الْقَوْلَ، نَعَمْ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ مُعَاذٍ، زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (3)
__________
= وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (74) ، وفي "الدعاء" (1468) عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1137) من طريق عبد الأعلى بن الأعلى، به.
وانظر ما قبله.
(1) في (م) و (ر) و (ق) : محمد بن عدي. وهو خطأ.
(2) في (م) و (ر) : هصان الكاهن، والمثبت من (ظ 4) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2624) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1138) ، وابن حبان (203) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1336) و (1337) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (71) ، وفي الدعاء (1466) من طريق حماد بن زيد، عن الحجاج بن أبي عثمان الصواف، به.
وانظر ما قبله.(36/325)
22001 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ الْكَاهِلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ مُعَاذٍ، مِثْلَهُ، نَحْوَ قَوْلِهِ (1)
22002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَيْذيِّ (3) أَوِ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ حَدِيثُ السِّنِّ، حَسَنُ الْوَجْهِ، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَغَرُّ الثَّنَايَا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ قَوْلًا انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ، فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، جِئْتُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، قَالَ: فَحَذَفَ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ احْتَبَى، فَسَكَتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ مِنْ جَلَالِ اللهِ، قَالَ: " أَللَّهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَللَّهِ. قَالَ: " فَإِنَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (73) ، وفي "الدعاء" (1469) ، والحاكم 1/8 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1139) من طريق محمد بن أبي عدي، به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2622) ، والحاكم 1/8 من طريق قريش بن أنس، عن حبيب، به.
وانظر (21998) .
(2) تحرف في (م) و (ق) و (ظ 5) إلى: الوليد بن أبي عبد الرحمن، وضبب فوق لفظة "أبي" في (ظ 5) .
(3) تحرف في (م) و (ق) إلى: العبدي.(36/326)
مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ، فِيمَا أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ، فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ، إِلَّا ظِلُّهُ، ثُمَّ لَيْسَ فِي بَقِيَّتِهِ شَكٌّ يَعْنِي: فِي بَقِيَّةِ الْحَدِيثِ، يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِي مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ بِمَجْلِسِهِمْ مِنَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ "
قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَتْ مَحَبَّتِي للمتزاورينَ في، وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَصَافِينَ فِيَّ الْمُتَوَاصِلِينَ (1) " (2) شَكَّ شُعْبَةُ: فِي الْمُتَوَاصِلِينَ، أَوِ الْمُتَزَاوِرِينَ
__________
(1) في (م) و (ر) و (ق) : للمتصادقين في والمتواصلين، والمثبت من (ظ 5) و (ر) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف في سماع أبي إدريس الخولاني -وهو عائذ الله بن عبد الله- من معاذ، فذهب ابن عبد البر إلى أنه سمع منه، وخالفه الدارقطني، واستشهد في "العلل" 6/71 بما روي عن الزهري، عن أبي إدريس أنه قال: أدركت عبادة بن الصامت، ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس، ووعيت عنه، وعد نفراً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وفاتني معاذ وأخبرت عنه. قال أبو زرعة: أبو إدريس الخولاني يروي عن أبي مسلم الخولاني، ويروي عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، وكلاهما يحدث بهذا الحديث -يعني حديثنا هذا- عن معاذ، والزهري يحفظ عن أبي إدريس أنه لم يسمع من معاذ، والحديث حديثهما. قلنا: وعلى كل حال، فهو متابع.
وأخرجه الحاكم 4/169-170 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (571) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (3895) ، وأخرجه الحاكم 4/169-170 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما =(36/327)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كلاهما الطيالسي وسعيد، عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه الطحاوي (3893) و (3894) ، والشاشي في "مسنده" (1382) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (146) و (147) و (148) ، وفي "الشاميين" (625) و (744) و (2432) و (2433) و (2434) ، والحاكم في "المستدرك" 4/170، وأبو نعيم في "الحلية" 5/206 من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، والطبراني في "الكبير" 20/ (145) ، وفي "الشاميين" (1926) من طريق ربيعة ابن يزيد، والطبراني في "الكبير" 20/ (151) ، وفي "الشاميين" (1659) من طريق شريح بن عبيد، وفي "الكبير" 20/ (149) ، وفي "الشاميين" (1403) من طريق يزيد بن أبي مريم، أربعتهم عن أبي إدريس الخولاني، به.
وفي بعض روايات الحديث اقتصروا على حديث معاذ بن جبل.
وأخرجه الحاكم 4/419-420 من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن الحارث بن عميرة قال: قدمت من الشام إلى المدينة في طلب العلم فسمعت معاذ بن جبل يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "المتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الشهداء" وساق قصة أخرى وحديثاً آخر.
وأخرجه الشاشي (1386) من طريق يعلى بن عبيد، عن عبد الملك، عن شهر، عن رجل أنه أتى الشام فدخل مسجداً من مساجدها، فإذا رجل آدم شاب (يريد معاذ بن جبل) ... فذكر قصة وساق حديث عبادة ابن الصامت على أنه من مسند معاذ.
وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/25 من طريق عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل.
تنبيه: وقعت رواية معاذ عند المصنف والحاكم من طريقه موقوفة، وهذا لا يقال من قبيل الرأي، وقد ثبت مرفوعاً في غير ما رواية عند المصنف وغيره.
وسيأتي من طريق أبي إدريس (22030) و (22131) و (22783) .
وسيأتي من طريق شهر بن حوشب (22031) . =(36/328)
22003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ شُعْبَةُ: " لَمْ أَسْأَلْ قَتَادَةَ: أَنَّهُ سَمِعَهُ عَنْ أَنَسٍ " (1)
__________
= وسيأتي من طريق أبي مسلم الخَولاني (22064) و (22065) و (22080) و (22782) .
وفي باب المتحابين في الله يظلهم الله في ظله عن أبي هريرة سلف برقم (9665) .
وعن العرباض بن سارية، سلف برقم (17158) وانظر تتمة الشواهد هناك.
وفي باب قوله يوضع لهم كراسي من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب النبيون والصديقون والشهداء:
عن أبي مالك الأشعري سيأتي (22906) .
وعن عمر بن الخطاب عند أبي داود (3527) .
وعن أبي هريرة عند ابن حبان (573) .
قوله: "أدعج العينين" أي: واسعهما.
وقوله: "أغر الثنايا" أي: أبيضها.
قوله: فحذف من صلاته: قال السندي: أي: ترك التطويل.
قوله: "ثم احتبى" من الاحتباء، قال في النهاية 1/335: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليهما، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(36/329)
22004 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، وَالْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا الْأَسْوَدَ بْنَ هِلَالٍ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: " أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (79) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1134) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/787، وابن منده في "الإيمان" بإثر (94) و (95) من طريق محمد ابن جعفر، به.
وأخرجه ابن منده (94) من طريق سليمان بن داود وعثمان بن عمر، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/791 و791-792، والطبراني في "الكبير" 20/ (80) ، وفي "الدعاء" (1470) من طرق عن سلمة بن وردان، عن أنس بن مالك، عن معاذ. وعندهم أن أنس سمع الحديث أيضاً.
وانظر ما سلف برقم (21998) .
وقد سلف في مسند أنس من حديثه برقم (12332) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (7373) ، ومسلم (30) (50) ، وابن منده في "الإيمان" (109) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21991) .(36/330)
22005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ بِالْيَمَنِ فَارْتَفَعُوا إِلَيْهِ فِي يَهُودِيٍّ مَاتَ وَتَرْكَ أَخَاهُ (1) مُسْلِمًا، فَقَالَ مُعَاذٌ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ " فَوَرَّثَهُ (2)
__________
(1) في (م) : أخاً.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو الأسود الديلي -ويقال: الدؤلي، اسمه ظالم بن عمرو، وقيل غير ذلك- لا يعرف له سماع من معاذ، وقد اختلف فيه على عمرو بن أبي حكيم الواسطي كما سيأتي في تخريجه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/374، وابن أبي عاصم في "السنة" (954) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (338) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (568) ، والطبراني 20/ (339) ، والبيهقي 6/254، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (550) ، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/98-99 من طرق عن شعبة، به. وتحرف عبد الله بن بريدة عند الطيالسي إلى عبيد الله بن أبي بريدة. ولفظ وكيع: "إن الإسلام يزيد" فورثه.
وأخرجه أبو داود (2912) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 6/254-255 عن مسدد، عن عبد الوارث، عن عمرو بن أبي حكيم، به. وزاد بين أبي الأسود ومعاذ رجلاً مبهماً.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2636) ، والشاشي في "مسنده" (1380) ، والجورقاني (549) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني 20/ (340) من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عمرو ابن أبي حكيم، عن يحيى بن يعمر، عن معاذ بن جبل. وأسقط من إسناده عبد الله بن بريدة وأبا الأسود الديلي. =(36/331)
22006 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: " وَهَلْ تَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ " (1)
__________
= وأخرجه الشاشي (1379) من طريق زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عمرو بن أبي حكيم، عن يحيى بن يعمر أو غيره، عن معاذ. والشك من حماد. وأسقط من إسناده أيضاً عبد الله وأبا الأسود.
وسيأتي (22057) .
قال السندي: "إن الإسلام يزيد" أي: صاحبه يزيد ولا ينقص، أو أنه يعلو على سائر الأديان، ولا يرتفع عليه دين، ومقتضى ذلك -على ما فهمه- ألا يصير صاحبه محروماً من الإرث بسببه، نعم الكافر يصير محروماً بسببه من الإرث.
قال الحافظ في "الفتح" 12/50-51: إنه قياس في معارضة النص -يعني حديث أسامة بن زيد عند البخاري (6764) وسلف برقم (21747) : "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم"- وهو صريح في المراد ولا قياس مع وجوده، وأما الحديث -يعني حديث معاذ- فليس نصاً في المراد، بل هو
محمول على أنه يفضل غيره من الأديان ولا تعلق له بالإرث.
وانظر "المغني" لابن قدامة 9/154.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (273) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4296) ، والبزار في "مسنده" (2628) ، والطبراني 20/ (274) و (275) و (276) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. =(36/332)
22007 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: " كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ " قَالَ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ؟ " قَالَ: فَبِسُنَّةِ (1) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي، لَا آلُو. قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللهِ " (2)
__________
= وانظر ما سلف برقم (21991) .
(1) في (ظ 5) و (ر) : فسنة.
(2) إسناده ضعيف لإبهام أصحاب معاذ وجهالة الحارث بن عمرو، لكن مال إلى القول بصحته غير واحد من المحققين من أهلِ العلم، منهم أبو بكر الرازي وأبو بكر بن العربي والخطيب البغدادي وابن قيم الجوزية.
قال الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/189-190: إن أهل العلم قد تقبلوه واحتجوا به، فوقفنا بذلك على صحته عندهم كما وقفنا على صحة قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا وصية لوارث"، وقوله في البحر: "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" وقوله: "إذا اختلف المتبايعان في الثمن والسلعةُ قائمة، تحالفا وترادا البيع"، وقوله: "الدية على العاقلة"، وإن كانت هذه الأحاديث لا تثبت من جهة الإسناد، لكن لما تلقتها الكافة عن الكافة غَنُوا بصحتها عندهم عن طلب الإسناد لها، فكذلك حديث معاذ لما احتجوا به جميعاً غَنُوا عن طلب الإسناد له.
وقال ابن القيم في "إعلام الموقعين" 1/202: فهذا حديث وإن كان عن غير مُسَمَّيْنَ، فهم أصحاب معاذ، فلا يضره ذلك، لأنه يدل على شهرة الحديث وأن الذي حدث به الحارث بن عمرو، جماعة من أصحاب معاذ، لا واحد =(36/333)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= منهم، وهذا أبلغ في الشهرة من أن يكون عن واحد منهم لو سمي، كيف وشهرة أصحاب معاذ بالعلم والدين والفضل والصدق بالمحل الذي لا يخفى؟!
ولا يُعرف في أصحابه متهم ولا كذاب ولا مجروح، بل أصحابه من أفاضل المسلمين وخيارهم، ولا يشك أهل النقل في ذلك.
أبو عون: هو محمد بن عبيد الله الثقفي.
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/189 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1328) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه ابن سعد 2/347-348، والدارمي (168) ، وعبد بن حميد (124) ، وأبو داود (3593) ، والترمذي (1328) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/215، والبيهقي 10/114، والخطيب 1/188-189 و189، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/55 و56، والمزي في ترجمة الحارث بن عمرو من "تهذيب الكمال" 5/266-267 من طرق عن شعبة، به. وانقلب
اسم الحارث بن عمرو في إسناد الدارمي إلى عمرو بن الحارث.
وأخرجه ابن عبد البر 2/55-56 من طريق علي بن الجعد، عن شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن عمرو يحدث عن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن معاذ. وهي رواية شاذة تفرد بها علي بن الجعد، عن شعبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (362) من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، به. لكن ليس في إسناده الواسطة بين الحارث بن عمرو ومعاذ بن جبل.
وأخرجه الطيالسي (559) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 10/114، والخطيب 1/188 عن شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن عمرو، عن أصحاب معاذ قال: وقال مرة: عن معاذ.
وأخرجه ابن ماجه (55) من طريق محمد بن سعيد بن حسان، عن عبادة ابن نُسَي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ، قال: لما بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ =(36/334)
22008 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَمْلَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْجَبَ ذُو الثَّلَاثَةِ " فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: وَذُو الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: " وَذُو الِاثْنَيْنِ " (2)
22009 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: " لَا يَشْهَدُ عَبْدٌ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: قُلْتُ:
__________
= إلى اليمن، قال: "لا تَقْضِينَّ ولا تَفْصِلَنَّ إلاَّ بما تعلم، وإن أَشكل عليك أمر فقف حتى تَبيَّنهُ أو تكتبَ إليَّ فيه". ومحمد بن سعيد اتهم بالوضع.
وسيأتي برقم (22100) ، وسيأتي مرسلاً برقم (22061) .
(1) في (م) : عبد الله، وهو خطأ.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رملة مجهول، وعبيد الله بن مسلم لا يُعرف، وفي إثبات صحبته نظر.
وأخرجه الطيالسي (562) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1390) من طريق النضر بن شميل، و (1392) من طريق عمرو بن حكام، كلاهما عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (22069) و (22090) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7265) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: أوجب، أي: المثوبة أو الجنة.
ذو الثلاثة: هو من مات له ثلاثة من الولد، أي: من قدم ثلاثة من ولده وصبر عليهم، فقد أوجب لنفسه الجنة.(36/335)
أَفَلَا أُحَدِّثُ النَّاسَ؟ قَالَ: " لَا، إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهِ " (1)
22010 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوْقَاصِ الْبَقَرِ شَيْئًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (76) ، وابن منده في "الإيمان" (99) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عن سليمان التيمي، عن أنس، عن معاذ. وانظر ما سلف برقم (21998) .
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، وطاووس لم يدرك معاذاً. وسيتكرر برقم (22135) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (348) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (6848) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 3/129 عن ابن نمير، كلاهما عن ابن أبي ليلى عن الحكم، عن معاذٍ: أنه سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الأوقاص ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وما بين الأربعين إلى الخمسين، فقال: "ليس فيها شيء". وإسناده منقطع، الحكم: وهو ابن عتيبة - لم يسمع من معاذ، وابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- ضعيف.
وأخرجه بنحوه حميد بن زنجويه (1466) من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن رجل، عن معاذ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/129 و14/210 عن ابن إدريس، عن ليث، عن طاووس، عن معاذ -موقوفاً- قال: ليس في الأوقاص شيء.
وأخرجه مرسلاً ابن زنجويه (1463) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن =(36/336)
22011 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
__________
= عمرو بن دينار، عن طاووس: أن معاذ بن جبل قدم اليمن فأخذ من كل ثلاثين تبيعاً جذعاً، أو قال: جذعة، ومن الأربعين بقرة مسنة. فقالوا له: ألا تأخذ من الأوقاص؟ قال: لم أومر فيها بشيء.
وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 1/259 ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/237، وعبد الرزاق في "مصنفه" (6856) ، وأبو داود في "المراسيل" (108) ، والشاشي في "مسنده" (1409) ، والبيهقي 4/98، والبغوي (1572) عن حميد بن قيس، عن طاووس، به بنحو رواية الحجاج بن أرطاة، عن عمرو ابن دينار، وزاد في آخره: فتوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يقدُم معاذ.
وأخرجه بنحو رواية الحجاج أيضاً البزارُ (892 - كشف الأستار) ، والدارقطني 2/99، والبيهقي 4/99 من طريق بقية بن الوليد، حدثني المسعودي، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس قال: لما بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذاً إلى اليمن أمره أن يأخذ ... فذكره وقال في آخره: فلما قَدِمَ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأله عن الأوقاصِ، فقال: "لَيْسَ فيها شيءٌ". قال البزار: إنما يرويه الحفاظ عن الحكم، عن طاووس مرسلاً ولم يتابع بقية على هذا أحد، ورواه الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس، والحسن لا يحتج بحديثه إذا تفرد به. قلنا: وبقية ضعيف، وحديث الحسن بن عمارة أخرجه البيهقي بين يدي حديث المسعودي عن الحكم، به. مختصراً.
وأخرجه مرسلاً ابن زنجويه (1465) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس.
وسيأتي الحديث بالأرقام (22011) و (22018) و (22019) .
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (22084) .
قال السندي: أوقاص البقر، جمع وَقَص بفتحتين وقد تُسكَّن القاف: ما بين الفريضتين من نصاب الزكاة.
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك- =(36/337)
22012 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَأَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ " (1)
22013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ
__________
= فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، وطاووس لم يدرك معاذاً.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1021) ، والشاشي (1408) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقرن أبو عبيد بحمادٍ ابنَ جريج.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (4398) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني 20/ (101) .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/88 من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن سفيان، به.
وأخرجه أبو نعيم 7/89، والبيهقي 3/162 من طريق عثمان بن عمر، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي الطفيل، به. قال البيهقي: تفرد به عثمان ابن عمر هكذا، ورواه غيره عن الثوري، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل.
وانظر (21997) .(36/338)
مُسِنَّةً، وَمِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا أَوْ عِدْلَهُ مَعَافِرَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجالُه ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3905) أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجْدع.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6841) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (623) ، وابن الجارود في "المنتقى" (343) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (260) ، والدارقطني 2/102، والبيهقي 4/98، والبغوي (1571) . وقرن عبد الرزاق والطبراني والدارقطني والبيهقي بسفيان معمراً. ولفظ ابن الجارود دون قوله: "أن آخذ من كل حالم ديناراً أو عدله معافر".
وأخرجه أبو داود (1578) ، والبزار في "مسنده" (2654) ، وابن الجارود (343) ، وابن خزيمة (2268) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (105) و (1454) ، والدارمي (1623) ، وابن ماجه (1803) ، والنسائي 5/25-26 و26، وابن خزيمة (2268) ، والشاشي في "مسنده" (1347) ، وابن حبان (4886) ، والطبراني 20/ (261) و (264) ، والحاكم 1/398، والبيهقي 4/98 و9/193 من طرق عن الأعمش، به.
ولفظ ابن ماجه كلفظ ابن الجارود. وعند النسائي 5/26، والبيهقي 9/193 في أحد موضعيه: "ثنية" بدل قوله: "مسنة". وقرن ابن خزيمة، والطبراني (264) بشقيقٍ إبراهيمَ النَّخعيَّ، وتحرف عند الطبراني شقيق إلى سفيان.
وأخرجه أبو داود (1577) و (3039) ، والنسائي 5/26، وابن خزيمة (2268) ، والطبراني 20/ (263) ، والدارقطني 2/102، والبيهقي 4/98 و9/193 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش سليمان بن مهران، عن إبراهيم النخعي، عن مسروق، عن معاذ. فذكر مكان شقيقٍ أبي وائل إبراهيمَ النخعيَّ.
وأخرجه الطبراني 20/ (265) من طريق ابن أبي ليلى، عن أبي صالح، عن مسروق، عن معاذ.
وأخرجه عبيد بن زنجويه في "الأموال" (105) و (1454) ، والدارمي (1623) ، والنسائي 5/26، والشاشي (1347) ، والبيهقي 4/98 و9/193 من =(36/339)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن معاذ. وعند النسائي والبيهقي "ثنية" بدل "مسنة". ولم يذكروا فيه مسروقاً، وإبراهيم عن معاذ منقطع.
وأخرجه مرسلاً الطيالسي (567) ، وأبو عبيد في "الأموال" (64) و (993) ، والشاشي (1348) و (1350) و (1352) (1353) من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق قال: بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذاً إلى اليمن.
وقرن الأعمشَُ عند أبي عبيد، والشاشي في الموضعين الثاني والرابع بأبي وائل إبراهيمَ النخعيَّ قال: بعث ... إلخ. واقتصر الطيالسي على قوله: "أن يأخذ من كل حالم ديناراً أو قيمته".
وأخرجه مرسلاً أبو يوسف القاضي في "الخراج" ص 77 عن الأعمش، عن إبراهيم، عن مسروق.
وأخرجه مرسلاً كذلك ابن أبي شيبة 3/126-127 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن مسروق.
وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 3/127 عن وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي وأبي وائل قالا: بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذاً ... فذكره.
وروى الحديث دون قوله: "ومن كل حالم ... إلخ" طاووس عن معاذ مرة، ومرة أدخل بينهما ابن عباس، سلف تخريجهما عند الحديث رقم (22010) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/127، والبيهقي 4/98 من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر قال: سألت نافعاً عن البقر فقال: بلغني عن معاذ أنه قال: في كل ثلاثين تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين بقرة بقرة.
وأخرجه مرسلاً أبو عبيد في "الأموال" (65) ، ومن طريقه ابن زنجويه (109) ، وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (229) ، ومن طريقه البيهقي 9/193-194 كلاهما (أبو عبيد ويحيى) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن الحكم قال: كتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ بن جبل وهو باليمن: =(36/340)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أن يأخذ من كل حالم أو حالمة ديناراً، أو قيمته، ولا يفتن يهودي عن يهوديته. هذا لفظ حديث يحيى ابن آدم، وفي حديث أبي عبيد زيادة.
وأخرجه أبو يوسف القاضي في "الخراج" ص 128 عن الأعمش، عن عمارة بن عمير أو مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق، به. مختصراً بالجزية في آخره.
وأخرجه أبو داود (1599) ، وابن ماجه (1814) من طريق سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن معاذ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى اليمن فقال: "خذ الحبَّ من الحب، والشاة من الغنم، والبعير من الإبل، والبقر من البقر" وعطاء لم يدرك معاذاً.
وسيأتي من طريق أبي وائل عن معاذ بالأرقام (22037) و (22129) .
وسيأتى من طريق يحيى بن الحكم عن معاذ برقم (22084) .
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3905) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله: "من كل حالم ... إلخ" عن عروة بن الزبير مرسلاً عند عبيد (66) . وفي إسناده ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
وعن عمرو بن دينار مرسلاً عند أبي يوسف في "الخراج" ص 131، وفيه شيخ مبهم.
وانظر "الفتح" 6/260.
قال السندي: قوله: "تبيعاً": ما دخل في السنة الثانية.
"مسنة": ما دخل في الثالثة.
"حالم" أي: بالغ، أي: يؤخذ منه في الجزية دينار.
"عدله": بالفتح، وجُوِّز الكسرُ: ما يساوي قيمة الشيء.
"معافر": برود تنسج في اليمن.(36/341)
22014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقًا ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً، فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغَرِّ (1) مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ " قَالَ أَبِي: وقَالَ حَجَّاجٌ، وَرَوْحٌ: كَأَعَزِّ. (2) وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كَأَغَرِّ " وَهَذَا الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللهُ " (3)
__________
(1) في (م) و (ر) : كأغذ، وعند عبد الرزاق في "المصنف" وعند من أخرجه من طريقه: كأغزر، وكلاهما بمعنى.
(2) كذا قال هنا في رواية روح، ونبه عليها فيما سيأتي برقم (22116) فقال: وقال روح: كأغزر.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وما ذكره المزي من كون رواية سليمان ابن موسى عن مالك مرسلة مدفوع بتصريح سليمان بسماعه له من مالك بن يخامر عند غير واحد ممن خرج الحديث، وسليمان قد توبع، وابن جريج قد صرح أيضاً بالسماع في بعض المصادر التي خرجته. ورواية حجاج -وهو ابن محمد المصيصي- التي أشار إليها المصنف ستأتي في التخريج، ورواية روح
ستأتي في "المسند" (22116) .
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9534) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني 20/ (204) ، والبيهقي في "السنن" 9/170. =(36/342)
22015 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى أَبِي مُوسَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، بِالْيَمَنِ، فَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ،
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (119) ، وابن ماجه (2792) ، والبيهقي في "الشعب" (4250) من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به. واقتصر ابن ماجه على أوله، وتحرف مالك بن يخامر عند البيهقي إلى مالك بن عامر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (205) ، وفي "الشاميين" (1651) من طريق شريح بن عبيد، وفي "الكبير" 20/ (207) من طريق جبير بن نفير، كلاهما عن مالك بن يخامر، به. ولم يذكر الطبراني في "الشاميين" ولا في روايته الأولى من "الكبير" أول الحديث.
وأخرج رواية الحجاج بن محمد النسائي 6/25-26، والشاشي (1345) ، والبيهقي 9/170 من طرق عنه، عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن حبان (3185) ، والبيهقي 9/170 من طريق إبراهيم بن محمد الفزاري أبو إسحاق، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن عبد الله بن مالك بن يخامر، عن مالك، عن معاذ. واقتصر ابن حبان على قصة: "من جرح جرحاً في سبيل الله"، ورواية البيهقي دون أوله.
وسيأتي بالأرقام (22050) و (22110) .
وفي باب قوله: "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة"، سلف عن أبي هريرة برقم (9762) .
وعن عمرو بن عبسة، سلف في "المسند" برقم (19444) .
وفي باب قوله: "من سأل الله القتل من عند نفسه" عن سهل بن حنيف عند مسلم (1909) ، وانظر تخريجه عند ابن حبان برقم (3192) .
وعن أنس عند مسلم برقم (1908) .
وفي باب قوله: "من جرح جرحاً في سبيل الله"، سلف عن أبي هريرة برقم (7302) . وانظر شواهده هناك.(36/343)
قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: رَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ تَهَوَّدَ، وَنَحْنُ نُرِيدُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ مُنْذُ، قَالَ: أَحْسَبُهُ، شَهْرَيْنِ. فَقَالَ: وَاللهِ لَا أَقْعُدُ حَتَّى تَضْرِبُوا عُنُقَهُ. فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، فَقَالَ: قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ: " أَنَّ مَنْ رَجَعَ عَنْ دَيْنِهِ فَاقْتُلُوهُ " أَوْ قَالَ: " مَنْ بَدَّلَ دَيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ " (1)
22016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ "
ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ " ثُمَّ قَرَأَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] ، حَتَّى بَلَغَ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهذا الحديث وإن كان صورته الإرسال إلا أنه قد ثبت اتصاله، انظر الحديث السالف برقم (19666) في مسند أبي موسى الأشعري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث.
ويشهد له حديث ابن عباس سلف برقم (1881) .
وحديث ابن مسعود سلف برقم (3621) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(36/344)
{يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]
ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ (1) وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ " فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، فَقَالَ: " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، (2) أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ " (3)
__________
(1) لفظة: "الإسلام" سقطت من (م) و (ق) .
(2) في (م) و (ق) : على وجوههم في النار.
(3) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد منقطع، أبو وائل -وهو شقيق بن سلمة- لم يسمع من معاذ، وعاصم بن أبي النجود صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20303) ، وفي "التفسير" له 2/109، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (112) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (196) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (266) ، والبغوي في "شرح السنة" (11) ، وفي "التفسير" 3/500. ورواية المروزي مختصرة: "ألا أخبركم برأس الأمر وعموده؟ " قلت: بلى يا رسول الله. قال: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة".
وأخرجه ابن ماجه (3973) ، والترمذي (2616) من طريق عبد الله بن معاذ، والنسائي في "الكبرى" (11394) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (104) ، والبيهقي في "الشعب" (3350) من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، به. ورواية القضاعي والبيهقي مختصرة.
وأخرجه البزار (27 - كشف الأستار) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" =(36/345)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (3528) ، وابن حبان (214) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (122) وفي "الشاميين" (222) من طريق علي بن الجعد عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن معاذ، واقتصروا على أول الحديث، وتحرف في إسناد البزار ابن ثوبان عن أبيه إلى عن أمه. وعبد الرحمن بن ثابت ضعيف، ومكحول لم يسمع من معاذ.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1091) من طريق محمد بن عجلان، عن مكحول، عن معاذ.
وأخرجه مقتصراً على آخره البزار في "مسنده" (2643) من طريق أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، عن أبي عمرو الشيباني، عن معاذ. وأبو عمرو الشيباني -وهو سعد بن إياس- أدرك معاذاً إلا أنه لم يلقه، فقد كان في العراق ومعاذ في الشام.
وأخرج قوله: "وهل يكب الناس ... " ضمن حديث آخر هنادٌ (1092) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن معاذ. وأبو سلمة لم يسمع من معاذ.
وأخرجه مختصراً جداً المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (198) من طريق عبد الله بن عمر، عن نعيم بن وهب، عن معاذ. وإسناده ضعيف.
وسيأتي مطولاً ومختصراً:
من طريق عروة بن النزال وميمون بن أبي شبيب (22032) و (22068) .
ومن طريق عبد الرحمن بن غنم (22051) و (22063) و (22122) .
ومن طريق شهر بن حوشب (22022) و (22103) و (22133) .
ومن طريق عطية بن قيس (22047) ، خمستهم عن معاذ بن جبل.
ويشهد لأوله حديث أبي هريرة السالف برقم (8515) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
ويشهد لقوله: "الصوم جنة" حديث أبي هريرة السالف برقم (7492) ، وانظر تتمة شواهده هناك. =(36/346)
22017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ يَعْنِي ابْنَ ثُمَامَةَ، ح وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، جَمِيعًا عَنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ. فَقَالَ: " قَدْ سَأَلْتَ الْبَلَاءَ فَسَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ قَالَ: وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. قَالَ: " قَدْ اسْتُجِيبَ لَكَ فَسَلْ " (1)
__________
= ويشهد لقوله: "الصدقة تطفىء الخطيئة" حديث جابر السالف برقم (14441) .
وقوله: "وعموده الصلاة" يشهد لمعناه عموم الأحاديث في تعظيم قدر الصلاة، أورد كثيراً منها السيوطي في "الدر المنثور" عند تفسير قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى) [البقرة: 238] .
ويشهد لقوله: "ذروة سنامه الجهاد" حديث أبي هريرة السالف برقم (7863) ، وحديث أبي ذر عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (151) .
وقوله: "والصدقة تطفىء الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل" وقع مكانه في الرواية الآتية برقم (22068) : "والصدقة وقيام العبد في جوف الليل يكفر الخطايا" ويشهد لتكفير قيام الليل للخطايا حديث بلال بن أبي رباح عند البيهقي 2/502، وإسناده ضعيف.
وحديث أبي أمامة عند ابن خزيمة (1135) ، والحاكم 1/308، والبيهقي 2/502، وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو سيئ الحفظ.
وحديث سلمان عند الطبراني في "الكبير" (6154) وحسنه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء" 1/354.
ويشهد لقوله: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله ... إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (7215) و (7907) . وحديث بلال بن الحارث السالف برقم (15852) .
(1) قوله: ومر برجل يقول: يا ذا الجلال، قال: "قد استجيب لك، =(36/347)
وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ. قَالَ: " يَا ابْنَ آدَمَ أَتَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟ " قَالَ: دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ. قَالَ: " فَإِنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ فَوْزٌ مِنَ النَّارِ، وَدُخُولُ الْجَنَّةِ " (1) قَالَ أَبِي: " لَوْ لَمْ يَرْوِ الْجُرَيْرِيُّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ "
__________
= فسل": سقط من (م) .
(1) إسناده حسن، أبو الورد روى عنه اثنان أو ثلاثة كما في ترجمته من "تهذيب التهذيب"، وقال ابن سعد: كان معروفاً قليل الحديث. وقال أحمد في "العلل" 1/172: حدث عنه الجريري أحاديث حسان. اللجلاج: هو العامري الصحابي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/269-270، وعبد بن حميد (107) ، والشاشي (1376) ، والطبراني في "الكبير" 20/99، وأبو نعيم في "الحلية" 6/204 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (725) ، والترمذي (3527) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (97) و (98) ، وفي "الدعاء" (2020) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 92، وفي "الدعوات" (197) من طرق عن سفيان الثوري، به. واقتصر البيهقي في "الدعوات" على قصة القائل: يا ذا الجلال والإكرام.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2634) ، والشاشي (1375) و (1377) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (100) ، وفي "الدعاء" (2021) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 92 من طرق عن سعيد بن إياس الجُريري، به.
واقتصر الشاشي في روايته الأولى على قصة الصبر، والبيهقي على قصة القائل: يا ذا الجلال والإكرام.
وانظر ما سيأتي برقم (22056) .
ويشهد لقصة الدعاء بالعافية حديث علي السالف برقم (637) .
وحديث أنس السالف برقم (12049) . =(36/348)
22018 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ طَاوُسًا، أَخْبَرَهُ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: لَسْتُ آخُذُ فِي أَوْقَاصِ الْبَقَرِ شَيْئًا حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْمُرْنِي فِيهَا بِشَيْءٍ " قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: لَسْتُ بِآخِذٍ فِي الْأَوْقَاصِ (1)
22019 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، أُتِيَ مُعَاذٌ، بِوَقَصِ الْبَقَرِ وَالْعَسَلِ، فَقَالَ: " لَمْ يَأْمُرْنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمَا بِشَيْءٍ " قَالَ سُفْيَانُ: " الْأَوْقَاصُ: مَا دُونَ الثَّلَاثِينَ " (2)
__________
= وفي باب فضل "يا ذا الجلال والإكرام" عن ربيعة بن عامر سلف برقم (17596) بلفظ: "أَلِظّوا بيا ذا الجلال والإكرام" أي: الزموا.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن طاووساً لم يدرك معاذاً. ابن بكر: هو محمد بن بكر البرساني.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6843) .
ووقع في المطبوع من "المصنف": فأتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمر فيها بشيء، بدل: فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يأمرني فيها بشيء. وهو تحريف شنيع بلا ريب، فقد رواه المصنف عن عبد الرزاق، فذكره كما في هذه الرواية على الصواب، وهكذا أورده ابن عبد البر في "التمهيد" 2/276 عن عبد الرزاق، به.
وانظر ما سلف رقم (22010) ، وما بعده.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن طاووساً لم يدرك معاذاً. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/237، والشاشي في "مسنده" (1407) ، والدارقطني في "سننه" 2/99، والبيهقي 4/98 من طريق سفيان بن عيينة، =(36/349)
22020 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، الْيَمَنَ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ السَّحَرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حَثَوْتُ عَلَيْهِ التُّرَابَ بِالشَّامِ مَيِّتًا، رَحِمَهُ اللهُ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ (1) النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَتَتْ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِغَيْرِ مِيقَاتِهَا (2) ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: " صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَاجْعَلْ ذَلِكَ مَعَهُمْ سُبْحَةً " (3)
__________
= بهذا الإسناد. ولم يذكر الشاشي والبيهقي العسل في حديثهما.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (107) من طريق أحمد بن عبدة، والشاشي (1406) من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس: أن معاذاً أُتي ... فذكره مرسلاً مثل روايته عن عمرو بن دينار.
وأخرجه عبد الرزاق (6964) ، ومن طريقه الطبراني 20/ (347) ، والشاشي (1405) من طريق ابن وهب، كلاهما (عبد الرزاق وابن وهب) عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن معاذ. وانظر "علل الدارقطني" 6/65-66.
وانظر (22010) .
(1) تحرفت في (م) إلى: أنف.
(2) في (م) و (ر) و (ق) : وقتها. والمثبت من (ظ 5) ونسخة في (ر) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن سابط، فمن رجال مسلم، وقول عبد الله بن مسعود كيف =(36/350)
22021 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى غَيْرِ مَطْمَعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ حَيْثُ لَا طَمَعَ " (1)
22022 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ
__________
= أنت ... إلخ مما لا يقال بالرأي، فهو في حكم المرفوع، وقد سلف مرفوعاً في "مسنده" برقم (3601) من طريق زر بن حبيش، وبرقم (4386) من طريق الأسود بن يزيد النخعي، كلاهما عن ابن مسعود.
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي. الوليد بن عبد الرحمن هو الجُرَشي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/136 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقرن بمحمد بن بشر عثمان بن عمر، ورواية عثمان ستأتي في "المسند" برقم (22128) .
وأخرجه عبد بن حميد (115) ، والشاشي (1365) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث المقدام بن معدي كرب عند الطبراني في "الدعاء" (1388) ، لكن إسناده منقطع.
قوله: "طَبَع" قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/219: الطَّبَع: الدَّنَس والعيب، وكل شين في دين أو دنيا فهو طَبَع، يقال منه: رجلٌ طَبِعٌ.(36/351)
عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] قَالَ: " قِيَامُ الْعَبْدِ مِنَ اللَّيْلِ " (1)
22023 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ " ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى فَخِذِهِ أَوْ عَلَى مَنْكِبِهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ " وَكَانَ مَكْحُولٌ، يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (2)
22024 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ،
__________
(1) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يسمع من معاذ. عاصم: هو ابن أبي النجود.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 21/103 عن يزيد بن حيان، والطبراني في "الكبير" 20/ (200) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مطولة.
وقد سلف ضمن حديث مطول برقم (22016) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وأورد حديثه هذا الإمام الذهبي في "الميزان" في جملة مناكيره، ومكحول لم يسمع من معاذ.
وانظر ما سيأتي برقم (22045) و (22121) ، وقد ذكرنا تخريجه هناك.(36/352)
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُبْعَثُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ بَنِي ثَلَاثِينَ سَنَةً " (1)
22025 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا كَانَ الَّذِي يَلِيهِ الْمُهاجرين (2) ، قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ حَوْلَهُ، قَالَ: فَتَعَارَرْتُ مِنَ اللَّيْلِ أَنَا وَمُعَاذٌ، فَنَظَرْنَا قَالَ: فَخَرَجْنَا نَطْلُبُهُ، إِذْ سَمِعْنَا هَزِيزًا كَهَزِيزِ الْأَرْحَاءِ، إِذْ أَقْبَلَ، فَلَمَّا أَقْبَلَ نَظَرَ، قَالَ: " مَا شَأْنُكُمْ؟ " قَالُوا: انْتَبَهْنَا فَلَمْ نَرَكَ حَيْثُ كُنْتَ، خَشِينَا أَنْ يَكُونَ أَصَابَكَ شَيْءٌ، جِئْنَا نَطْلُبُكَ. قَالَ: " أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ نِصْفُ أُمَّتِي،
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يسمع من معاذ بينهما في هذا الحديث عبد الرحمن بن غنم كما جاء مصرحاً به في الرواية الآتية برقم (22106) . يونس: هو ابن محمد المؤدب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه البيهقي في "البعث" (423) هن طريق يونس بن محمد المؤدِّب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرسلاً ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم" (423) عن معمر، عن قتادة. وزاد في آخره: "على صورة آدم وكان طوله ستين ذراعاً".
وسيأتي برقم (22081) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7933) ، وهو حديث حسن، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) وقع في (م) والأصول الخطية: الْمُهَاجِرُونَ، والجادة ما أثبتناه.(36/353)
أَوْ شَفَاعَةً، فَاخْتَرْتُ لَهُمُ الشَّفَاعَةَ " فَقُلْنَا: فَإِنَّا نَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَبِحَقِّ الصُّحْبَةِ لَمَا أَدْخَلْتَنَا الْجَنَّةَ (1) . قَالَ: فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِنَا، وَكَثُرَ النَّاسُ، فَقَالَ: إِنِّي أَجْعَلُ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا " (2)
__________
(1) لفظة الجنة ليست في (ظ 5) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر بن عياش، وعاصم -وهو ابن أبي النجود- وأبو المليح -وهو ابن أسامة بن عمير- لم يسمع من معاذ، وقد اختلف عليه فيه اختلافاً لا يضر سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (19618) ، قوله في آخره: "إني أجعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً" سلف ضمن حديث آخر من طريق أبي بردة، عن أبيه في مسنده برقم (19735) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (342) من طريق عمر بن أبان، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، مختصراً بقصة الشفاعة في آخره.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2674) ، والدارقطني في "العلل" 6/86 من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي المليح، به مختصراً. قال الدارقطني: ورواه همام بن يحيى، عن عاصم، عن أبي المليح، عن معاذ، والصواب قول من قال: عن أبي بردة.
وأخرجه الطبراني 20/ (343) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي بردة، عن أبيه. وعن أبي المليح، عن معاذ بن جبل.
وانظر ما بعده، وما سيأتي في مسند عوف بن مالك برقم (23977) .
قوله: فتعاررت، من التِّعَارِّ: وهو السهر، والتقلب على الفراش ليلاً مع كلام. قاله في القاموس.
هزيز الأرحاء: قال السندي: هزيز الرحى هو بإعجام الزايين، صوت دورانها، والأرحاء جمع رحى، كالأسباب جمع سبب.(36/354)
22026 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْرُسُهُ أَصْحَابُهُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
22027 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي مُسْتَيْقِظٌ أَرَى رَجُلًا نَزَلَ (2) مِنَ السَّمَاءِ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، نَزَلَ عَلَى جِذْمِ حَائِطٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَذَّنَ مَثْنَى مَثْنَى، ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَقَالَ: مَثْنَى مَثْنَى. قَالَ: " نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، عَلِّمْهَا بِلَالًا " قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ سَبَقَنِي " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وانظر ما قبله.
وقد سلف في مسند أبي موسى برقم (19553) و (19618) .
(2) في (ظ 5) و (ر) : كأني مستيقظ رجل أرى.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فقد روى له البخاري ومسلم في مقدمة "صحيحه"، وهو صدوق حسن الحديث، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، فهو منقطع، وقد اختلف على ابن أبي ليلى فيه كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه ابن خزيمة (381) ، والدارقطني 1/242 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. =(36/355)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/203، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" 3/28، وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/131-132 و134 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، والبيهقي 1/420 من طريق عبد الله بن هاشم، ثلاثتهم (ابن أبي شيبة ويحيى وعبد الله) عن وكيع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، قال: حدثني أصحاب محمد: أن عبد الله بن زيد ... فذكره.
وخالفهم سلم بن جنادة، وهم أوثق منه، فأخرجه ابن خزيمة (381) من طريقه، عن وكيع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد.
وخالف وكيعاً فيه جريرُ بنُ عبد الحميد ومحمدُ بنُ فضيل وعبدُ الله بن داود: فأخرجه ابن خزيمة (384) من طريق جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن رجل.
وأخرجه ابن خزيمة (384) من طريق ابن فضيل، عن الأعمش، عن عمرو ابن مرة، عن ابن أبي ليلى مرسلاً، لم يذكر أحداً.
وأخرجه الطحاوي 1/131 و133 من طريق عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، أن عبد الله بن زيد.
وخالف الأعمشَ فيه محمدُ بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: فأخرجه ابن أبي شيبة 1/206، والترمذي (194) ، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" 2/106، والدارقطني 1/241، والبيهقي 1/421 من طريق محمد بن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد.
وفي إسناد الحديث اختلاف آخر، سيأتي عند الحديث رقم (22124) .
وقد سلف الحديث مطولاً من طريق محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه في مسنده برقم (16478) ، وإسناده حسن، وفيه إفراد الإقامة.
وفي باب تثنية الأذان حديث ابن عمر، وأنس السالفان برقم (5569) و (12001) وفيهما إفراد الإقامة، غير أنه في حديث ابن عمر ثنى قوله: قد قامت الصلاة. =(36/356)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي باب تثنية الإقامة حديث أبي محذورة السالف برقم (15381) ، وهو صحيح بطرقه.
وجاء من عِدَّة أوجه في إقامة بلال أنه كان يثنيها، منها:
حديث أبي جحيفة عند الدارقطني 1/242، وفي إسناده زياد بن عبد الله البكائي، وفي حديثه لين.
وحديث الأسود، عن بلال عند عبد الرزاق (1790) و (1791) ، والطحاوي 1/134، والدارقطني 1/242. وفي أحد إسناديه حماد بن أبي سليمان وهو صدوق له أوهام، وفي إسناده الثاني سفيان الثوري عن أبي معشر زياد بن كليب، ولم يسمع منه.
وحديث جنادة بن أبي أمية عند الطبراني في "الشاميين" (1334) . وفي إسناده عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ضعيف.
وحديث سويد بن غفلة عند الطحاوي 1/134 وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ.
وهذه الأحاديث على ضعفها تخالف حديث ابن عمر وأنس في أن بلالاً كان يفرد الإقامة. وعلق الحافظ في "الفتح" 2/84 على حديث أنس، قال: وهذا الحديث حجة على من زعم أن الإقامة مثنى مثل الصلاة، وأجاب بعض الحنفية بدعوى النسخ، وأن إفراد الإقامة كان أولاً، ثم نُسخ بحديث أبي محذورة، يعني الذي رواه أصحاب السنن، وفيه تثنية الإقامة، وهو متأخر عن حديث أنس فيكون ناسخاً، وعورض بأن في بعض طرق حديث أبي محذورة المحسنة التربيع والترجيع، فكان يلزمهم القول به، وقد أنكر أحمد على من ادعى النسخ بحديث أبي محذورة، واحتج بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجع بعد الفتح إلى المدينة، وأمر بلالاً على إفراد الإقامة، وعلمه سعد القَرَظ، فأذن به بعده كما رواه الدارقطني 1/236، والحاكم 3/607-608.
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 4/16: ذهب أحمد وإسحاق بن راهويه وداود بن علي ومحمد بن جرير إلى إجازة القول بكل ما روي عن رسول الله =(36/357)
22028 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا يُصَلِّي الْخَمْسَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ غُفِرَ لَهُ " قُلْتُ: أَفَلَا أُبَشِّرُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " دَعْهُمْ يَعْمَلُوا " (1)
22029 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ، يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ (2) وَالنَّاحِيَةَ، فَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ وَالْمَسْجِدِ (3) "
__________
= صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، وحملوه على الإباحة والتخيير، وقالوا: كل ذلك جائز، لأنه قد
ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جوازُ ذلك، وعَمِلَ به أصحابُه، فمن شاء قال: اللهُ أكبرُ اللهُ
أكبرُ مرتين في أول الأذان، ومن شاء قال ذلك أربعاً، ومن شاء رجَّع في أذانه، ومن شاء لم يُرجِّع، ومن شاء ثنَّى الإقامةَ، ومن شاء أفردها، إلا قوله: قد قامتِ الصلاةُ، فإن ذلك مرتان مرتان على كل حالٍ.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه منقطع، عطاء بن يسار لم يسمع من معاذ.
وسيأتي برقم (22087) .
وانظر ما سلف برقم (21991) .
(2) في نسخة على هامش (ظ 5) : الشاذة والقاصية.
(3) حسن لغيره، وهذا سند رجاله ثقات إلا أنه منقطع، العلاء بن زياد لم يسمع من معاذ.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" =(36/358)
22030 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَإِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقِ بالشَّامِ، فَإِذَا أَنَا بِفَتًى بَرَّاقِ الثَّنَايَا، وَإِذَا النَّاسُ حَوْلَهُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ، وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالْهَجِيرِ، وَقَالَ إِسْحَاقُ: بِالتَّهْجِيرِ، وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ فَقَالَ: أَللَّهِ؟ فَقُلْتُ: أَللَّهِ. فَقَالَ: أَللَّهِ؟ فَقُلْتُ: أَللَّهِ. فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: أَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ
__________
= (5699) ، والشاشي (1387) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/257، وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" ص 7 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وتحرف سعيد عند الشاشي إلى شعبة.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5697) ، والطبراني 20/ (345) ، واللالكائي (156) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه عبد بن حميد (114) من طريق فضيل بن عياض، عن أبان، عن شهر بن حوشب، عن معاذ. وشهر ضعيف، ولم يسمع من معاذ.
وسيأتي الحديث برقم (22107) .
وفي الباب عن أبي الدرداء سلف برقم (21710) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(36/359)
فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ " (1)
22031 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ (2) ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى، فمن رجال مسلم، وفي سماع أبي إدريس الخولاني من معاذ خلاف انظره عند الحديث رقم (22002) .
وهو في "الموطأ" 2/953-954، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (125) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3890) و (3891) ، والشاشي في "مسنده" (1381) و (1383) و (1384) ، وابن حبان (575) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (150) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1449) و (1450) ، والحاكم في "المستدرك" 3/269 و4/168-169، والبغوي في "شرح السنة"
(3463) . وبعضهم يرويه مختصراً.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/111 من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن أبي حازم، عن محمد بن المنكدر، عن أبي إدريس، به.
وانظر (22002) .
(2) تحرف في (م) إلى: بن الأسود.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو منقطع، فإن شهراً لم يُدرك معاذاً، وقد عرفت الواسطة بينهما، وهو أبو إدريس الخولاني كما سيأتي في التخريج، وفي سماع أبي إدريس من معاذ خلاف سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22002) .
وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (2672) ، والبزار في "مسنده" (2672) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (144) من طريق عبد الحميد بن بهرام، والطبراني 20/ (154) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن =(36/360)
22032 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ النَّزَّالِ أَوِ النَّزَّالَ بْنَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: شُعْبَةُ فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعَهُ مِنْ مُعَاذٍ؟ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ وَقَدْ أَدْرَكَهُ. أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ (1) قَالَ الْحَكَمُ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ (2)
__________
= ابن أبي حسين، كلاهما عن شهر بن حوشب، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ. ورواية البزار مطولة وفيها قصة. وزاد الطبراني في آخره عند الموضع 20/ (154) : "يَفْزع الناس ولا يَفْزعون ويخاف الناس ولا يخافون" قال: فقمت من عنده، فأتيت عبادة بن الصامت، فقال عبادة: وخير منها، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "حَقَّت محبتي للمتحابين فيَّ، وحَقَّت محبتي للمتجالسين فيَّ، وحقَّت محبتي للمتزاورين فيَّ". وانظر ما سلف برقم (22002) .
(1) في (م) والنسخ الخطية: عن عاصم أنه، ولفظة "أنه" أقحمت إقحاماً في (ظ 5) .
(2) صحيح بطرقه وشواهده، عروة بن النزال مجهول، ولم يسمعه من معاذ كما جاء التصريح به في هذه الرواية، ومتابعه ميمون بن أبي شبيب صدوق حسن الحديث، ولم يسمع من معاذ أيضاً، لكن تابعهما عليه غير واحد كما سلف بيانه عند الرواية (22016) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عُبادة.
وأخرجه الطيالسي (560) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5872) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (304) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (48) ، والبيهقي في "الشعب" (3349) و (4225) من طرق عن شعبة، عن عروة بن النزال وحده بهذا الإسناد. ورواية القضاعي مختصرة: "الصوم جُنة".(36/361)
22033 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْحُصَيْنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُبِقَ الرَّجُلُ بِبَعْضِ صَلَاتِهِ سَأَلَهُمْ فَأَوْمَئُوا إِلَيْهِ بِالَّذِي سُبِقَ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ، فَيَبْدَأُ فَيَقْضِي مَا سُبِقَ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعَ الْقَوْمِ فِي صَلَاتِهِمْ،
__________
= وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 11/8، والنسائي 4/166، والطبري في "التفسير" 21/102-103، والبيهقي 9/20 من طرق عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب وحده، به. ووقع في سند ابن أبي شيبة: الحكم، عن الأعمش، وهو مقلوب.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (6) ، والطبري في "التفسير" 21/102، والطبراني في "الكبير" 20/ (292) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (197) ، والحاكم 2/412-413، والواحدي في "تفسيره الوسيط" 3/452-453 من طريق الأعمش، والنسائي 4/166، والشاشي في "مسنده" (1366) ، والطبراني 20/ (297) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/376-377 من طريق فطر بن خليفة، كلاهما عن الحكم وحبيب بن أبي ثابت، عن ميمون
وحده، به. وسقط الأعمش من رواية الواحدي. ووقع في نسخ النسائي: فطر، عن حبيب، عن الحكم، وكذا هو في "التحفة" 8/418، وقد نبه الدارقطني في "العلل" 6/75 على أن رواية فطر مثل رواية الأعمش، يعني عن الحكم وحبيب.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1090) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (294) من طريق منصور بن المعتمر، والطبراني 20/ (293) ، والحاكم 2/76 من طريق الأعمش، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ. ورواية الحاكم مختصرة.
وقد سلف من رواية معمر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن معاذ برقم (22016) .(36/362)
فَجَاءَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَالْقَوْمُ قُعُودٌ فِي صَلَاتِهِمْ فَقَعَدَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَقَضَى مَا كَانَ سُبِقَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اصْنَعُوا كَمَا صَنَعَ مُعَاذٌ " (1)
22034 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ لَنَا مُعَاذٌ فِي مَرَضِهِ: قَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا كُنْتُ أَكْتُمُكُمُوهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (2)
22035 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ مُعَاذًا قَالَ: وَاللهِ إِنَّ عُمَرَ فِي الْجَنَّةِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، واختلف على ابن أبي ليلى فيه كما سيأتي بيانه عند الحديث رقم (22124) .
وأخرجه الشاشي (1360) من طريق حرمي بن حفص، عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد.
وفي باب ماذا يعمل المسبوق في صلاته عن أبي هريرة سلف برقم (7230) مرفوعاً: "فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح بن أبي عريب روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2625) من طريق أبي سفيان سعيد بن يحيى، عن عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21998) .(36/363)
النَّعَمِ، وَإِنَّكُمْ تَفَرَّقْتُمْ قَبْلَ أَنْ أُخْبِرَكُمْ لِمَ قُلْتُ ذَاكَ؟ ثُمَّ حَدَّثَهُمُ الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَرُؤْيَا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ " (1)
22036 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ لَا يَرُوحُ حَتَّى يُبْرِدَ يَجْمَعَ (2) بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه منقطع، فإن مصعب بن سعد -وهو ابن أبي وقاص- لم يسمع من معاذ.
وهب بن جرير: هو ابن حازم الأزدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (310) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (458) عن محمد بن الحسين بن إشكاب، عن وهب بن جرير، به.
والرؤيا التي رآها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شأن عمر جاءت مبينة في الرواية الآتية برقم
(22120) ، وفيها: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في الجنة داراً لعمر.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (8470) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) في (م) : حتى يجمع.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل هشام بن سعد، وقد توبع. أبو الزبير هو محمد بن مسلم المكي، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وأخرجه عبد بن حميد (122) ، والبزار (2639) ، والشاشي (1339) من طريق الفضل بن دكين، والطبراني 20/ (103) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سيأتي برقم (22070) و (22094) . وما سلف برقم (21997) . =(36/364)
22037 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ " وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا أَوْ عِدْلَهُ مَعَافِرَ، وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً مُسِنَّةً، وَمِنْ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعًا حَوْلِيًّا، وَأَمَرَنِي فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ الْعُشْرَ، وَمَا سُقِيَ بِالدَّوَالِي نِصْفَ الْعُشْرِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات غير عاصم -وهو ابن بهدلة- فهو صدوق حسن الحديث، وأبو وائل -وهو شقيق بن سلمة- قد أدخل بينه وبين معاذ ابن جبل مسروقاً في غير هذه الرواية كما سلف برقم (22013) ، وكما سيأتي في التخريج.
وأخرجه النسائي 5/42 عن هناد بن السري، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد مختصراً بزكاة الثمار في آخره.
وأخرجه أبو داود (576) و (3038) ، والبيهقي 9/193 من طريق أبي معاوية، والنسائي 5/26 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، عن معاذ. ورواية أبي داود الأولى مختصرة دون قوله: "وأمرني فيما سقت السماء.." وروايته الثانية مقتصرة على أوله، وقد سلف الحديث برقم (22013) من طريق الأعمش لكن بزيادة مسروق بين شقيق بن سلمة ومعاذ.
وأخرجه يحيى بن آدم في الخراج (228) و (364) ، والدارمي (1624) و (1625) و (1627) ، وابن ماجه (1818) ، والبزار في "مسنده" (2646) ، والشاشي (1349) و (1351) ، والطبراني 20/ (262) ، والبيهقي 9/187 من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ. بزيادة مسروق في إسناده، واقتصر يحيى بن آدم في روايته الأولى والدارمي في روايته الأخيرة وابن ماجه والشاشي في روايته الأولى والبزار على زكاة الثمار في =(36/365)
22038 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَإِنَّهُ مَعَنَا " (1)
22039 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
__________
= آخره، ورواية يحيى بن آدم الثانية. والبيهقي مختصرة بالجزية.
وأخرجه يحيى بن آدم (366) و (367) من طريق الأجلح، عن الشعبي مرسلاً مختصراً بزكاة الثمار.
وفي باب العشر فيما سقت السماء عن علي رضي الله عنه سلف برقم (1240) ، وانظر شواهده هناك.
قوله: حَوْلياً: أتمَّ الحول.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لإبهام الراوي عن معاذ، وضعف أبي بكر بن أبي مريم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (357) من طريق محمد بن مصعب القرقساني، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني. سلف برقم (17033) .
وعن عمر بن الخطاب سلف برقم (126) .
وعن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11110) .
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (536) .(36/366)
قَالَ: " أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ " (1)
22040 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ الْحَسَنُ: الْهُذَلِيِّ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عَابِدٍ، (2) عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،، قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقُلْتُ ذَلِكَ ثَلَاثًا،، ثُمَّ قَالَ: " حَقُّهُ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ". ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،، قَالَهَا ثَلَاثًا وَقُلْتُ ذَلِكَ ثَلَاثًا، فَقَالَ: " حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ، وَأَنْ يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، ثم إن خالداً الحذاء -وهو ابن مهران- لم يسمع من أبي عثمان النهدي. وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ. وانظر ما سلف (21991) .
(2) في (ظ 5) و (ر) : عائد، والمثبت من (م) و"أطراف المسند" 5/317 ومصادر ترجمته.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة روح بن عابد وأبي العوام، وضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (245) من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد. =(36/367)
22041 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحُسْنٌ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِمَارٍ قَدْ شُدَّ عَلَيْهِ بَرْذَعَةٌ إِلَّا أَنَّ حَسَنًا جَمَعَ الْإِسْنَادَيْنِ فِي حَدِيثِهِ (1)
22042 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ وَهُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، (2) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْغَزْوُ غَزْوَانِ: فَأَمَّا مَنْ ابْتَغَى وَجْهَ اللهِ وَأَطَاعَ الْإِمَامَ وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ، وَيَاسَرَ الشَّرِيكَ، وَاجْتَنَبَ الْفَسَادَ، فَإِنَّ نَوْمَهُ وَنُبْهَهُ أَجْرٌ كُلُّهُ، وَأَمَّا مَنْ غَزَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَسُمْعَةً، وَعَصَى الْإِمَامَ، وَأَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ بِالْكَفَافِ " (3)
__________
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (102) من طريق سليمان، عن أبي المليح، به. وفيه زيادات. وانظر ما سلف برقم (21991) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يدرك معاذاً. وانظر ما سلف برقم (21991) .
(2) تحرف في (م) إلى: بحير، وهو خطأ.
(3) إسناده ضعيف، بقية بن الوليد ليس بالقوي، وهو مدلس تدليس التسوية، ولا يقبل منه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند. أبو بحرية: هو عبد الله بن قيس.
وأخرجه أبو داود (2515) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (176) ، وفي "الشاميين" (1159) ، والحاكم 2/85، والبيهقي 9/168 من طريق حيوة بن =(36/368)
22043 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ: " هِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ أَوْ فِي الْخَامِسَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ " (1)
__________
= شريح وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1159) من طريق يزيد بن عبد ربه وحده، به.
وأخرجه الدارمي (2417) ، والنسائي في "المجتبى" 6/49-50 و7/155، وفي "الكبرى" (8730) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (133) و (134) ، والشاشي في "مسنده" (1394) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (176) ، وفي "الشاميين" (1159) ، وابن عدي 2/511، والبيهقي في "السنن" 9/168، وفي "الشعب" (4265) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/220 من طرق عن بقية بن الوليد، به.
وأخرجه عبد بن حميد (109) عن يزيد بن هارون، عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل. بإسقاط أبي بحرية من الإسناد. ورواه كذلك عبد الرحمن بن الحارث عن بقية، كما ذكر الدراقطني في "العلل" 6/84-85، وهو مخالف لرواية العامة عن بقية، وقال: والقول قول ابن المبارك، يعني الموافق لرواية العامة.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/466-467 عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن معاذ موقوفاً. وهو منقطع، فإن يحيى بن سعيد لم يسمع من معاذ.
ويغني عنه حديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (19493) ، وفيه: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله". وانظر عنده أحاديث الباب.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1160) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد. =(36/369)
* 22044 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: عَبْدُ اللهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللهِ " (1)
__________
= وأخرجه أيضاً في "الكبير" 20/ (177) ، وفي "الشاميين" (1160) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، عن بقية بن الوليد، به. وزاد في "الشاميين" في أوله: "في السابعة".
وفي الباب عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، سلف برقم (20376) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو لم يسمع من معاذ، وابن عياش -واسمه إسماعيل- روايته عن غير أهل بلده ضعيفة، وهذا منها.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (201) ، و"الدعاء" (32) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث عائشة عند البزار (2165 - كشف الأستار) ، والطبراني في "الدعاء" (33) ، والحاكم 1/492 وفي إسناده زكريا بن منظور وهو منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك. وعطاف الشامي، وهو مجهول.
ومن حديث ابن عمر عند الترمذي (3548) ، وفي إسناده عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله القرشي، وهو متفق على ضعفه، قال أحمد: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال مرة: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث ضعفه بعض أهل العلم من قِبل حفظه.
وعن عبادة بن الصامت ضمن حديث عند ابن أبي حاتم في "العلل" =(36/370)
22045 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو الْيَمَانِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُطَيْبٍ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ قَالَ: أَبُو الْمُغِيرَةِ فِي حَدِيثِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَلْحَمَةُ
__________
= 1/220، والطبراني في "الدعاء" (34) ، قال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعراك منكر الحديث، وأبوه خالد بن يزيد أوثق منه، وهو صدوق.
وعن أبي هريرة عند البزار (2164 - كشف الأستار) وفي إسناده إبراهيم بن خثيم قال يحيى بن معين: كان الناس يصيحون به: لا شيء، وكان لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: منكر الحديث، روى عدة أحاديث منكرة. وقال الهيثمي في "المجمع" 7/209: وفيه إبراهيم بن خثيم، وهو متروك.
وفي الباب حديث ثوبان سيأتي برقم (22386) بلفظ: "ولا يرد القدر إلا الدعاء" وفي إسناده عبد الله بن أبي الجعد أخو سالم، لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عداده في الكوفيين، وقد عده ابن حجر من الطبقة الرابعة، وهي طبقة صغار التابعين ومعظم روايتهم عن كبارهم، ثم إنه كوفي وثوبان شامي، فيغلب على الظن أنه لم يسمع منه.
ومثله حديث سلمان عند الترمذي (2139) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3068) ، والطبراني في "الدعاء" (30) ، والمزي في "تهذيبه" 23/267-268 في ترجمة فِضَّة أبي مودود، وهو في إسناد الحديث، ولم يرو عنه غير اثنين، وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن حجر: فيه لين.
وحديث أنس عند الطبراني في "الدعاء" (29) ، وشيخ الطبراني فيه عثمان بن عمر الضبي لا يعرف، ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" في الطبقة الثلاثين ولم يذكر في الرواة عنه غير الطبراني، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وانظر الخطابي في "شأن الدعاء" 6-13، و"الداء والدواء" 18-22 لابن القيم.(36/371)
الْعُظْمَى وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ " (1)
22046 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي بكر -وهو ابن عبد الله بن أبي مريم- والوليد بن سفيان بن أبي مريم، ولجهالة حال يزيد بن قطيب. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، وأبو اليمان: هو الحكم بن نافع.
وأخرجه أبو داود (4295) ، وابن ماجه (4092) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/313-314، والترمذي (2238) ، والطبراني في "الكبير" (173) و (174) و (175) ، وفي "الشاميين" (1501) من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد الطبراني في روايته الأولى من "الكبير" الوليد بن سفيان ويزيد بن قطيب.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن معاذ، ولضعف أبي بكر، وهو ابن أبي مريم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1479) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد، دون ذكر الرجل المبهم ولا يصح، وضمرة لم يدرك معاذاً.
وأخرجه كذلك البزار في "مسنده" (2675) دون ذكر الرجل المبهم من طريق الحكم بن نافع، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.
وقد سلف في مسند أُبي بن كعب برقم (22035) ضمن قصة طويلة في جمع عمر لأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسؤالهم عن هذه المسألة، فكان مما قال علي ابن أبي طالب ومعاذ بن جبل: إذا جاوز الختان الختان، فقد وجب الغسل.
وذكرنا هناك شواهده.(36/372)
22047 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجِهَادُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ " (1)
22048 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ طَاهِرًا، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا هَاهُنَا فَحَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ أَظُنُّهُ عَنَى أَبَا ظَبْيَةَ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة، عطية بن قيس لم يسمع من معاذ، وأبو بكر -وهو ابن عبد الله بن أبي مريم- ضعيف، وقد أخطأ في متنه وصوابه: "الصلاة عمود الإسلام، والجهاد ذروة سنامه" كما سلف ضمن حديث مطول برقم (22016) ، وهو صحيح بطرقه وشواهده.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2651) ، والطبراني في "الشاميين" (1492) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/154 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن أبي بكر، بهذا الإسناد.
(2) إسناده من جهة ثابت -وهو ابن أسلم- صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي ظبية، فقد روى له "البخاري" في "الأدب" وأصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة، ومن جهة عاصم بن بهدلة ضعيف لضعف شهر بن حوشب. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه أبو داود (5042) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (235) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ووقع عند الطبراني =(36/373)
22049 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا (1) ثَابِتٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو ظَبْيَةَ فَحَدَّثَنَا، فَذَكَرَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ (2)
22050 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَاتَلَ فِي
__________
= حماد بن زيد، وهو خطأ. وفيه: قال موسى بن إسماعيل: قال حماد: فقدم علينا أبو ظبية، فحدثنا عن معاذ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله، وهو خطأ أيضاً.
وأخرجه ابن ماجه (3881) من طريق أبي الحسين زيد بن الحباب، والبزار في "مسنده" (2676) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. ولم يذكر فيه رواية ثابت.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (805) من طريق أبي دواد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وعاصم، كلاهما عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ. وظاهر رواية النسائي هذه أن ثابتاً وعاصماً قد رواياه جميعاً عن شهر، ثم زاد أن ثابتاً قد سمعه أيضاً من أبي ظبية دون واسطة، وهذا خطأ، صوابه: أن ثابتاً لم يُحدِّث به عن شهر، وإنما كان في المجلس عندما حدث به عاصمٌ عن شهر، فذكر ثابتٌ عندها أنه سمعه من أبي ظبية، فتابع بذلك شهراً، كما جاء مبيناً عند المصنف وغيره.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (563) عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شهر، عن رجل لم يسمه -وهو أبو ظبية- عن معاذ.
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (22092) و (22114) .
وقد روى الحديث عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن عمرو بن عبسة، وقد سلف في مسنده برقم (17021) .
وانظر شواهد إجابة الدعاء في الليل عنده.
(1) تحرف في (م) إلى: حدثنا حما بن ثابت، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح. وانظر ما قبله.(36/374)
سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (1) وَفُوَاقُ نَاقَةٍ: قَدْرُ مَا تُدِرُّ لَبَنَهَا لِمَنْ حَلَبَهَا
22051 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ (3) ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ذُرْوَةُ سَنَامِ الْإِسْلَامِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عياش، واسمه إسماعيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (203) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد. وقرن بالحكم أبا المغيرة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (136) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، والشاشي في "مسنده" (1346) من طريق عبد الوهاب ابن الضحاك، كلاهما عن اسماعيل بن عياش، به.
وأخرجه الدارمي (2394) من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، به.
وانظر (22014) .
(2) تحرف في (ظ 5) إلى: عبيد الله.
(3) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن غنم.
(4) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عياش حمصي ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، فشيخه مكي، وشهر ابن حوشب ضعيف.
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (22122) . وانظر تخريجه هناك.(36/375)
22052 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِيهِ وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا وَلَعَلَّكَ أنَ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا، وَقَبْرِي ". فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: " إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا " (1)
22053 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو زِيَادٍ يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُطَيْبٍ،
__________
(1) إسناده صحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو بن هرم السَّكْسَكي.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2647) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
ولم يذكر فيه قوله: "إن أولى الناس بي ... إلخ" وزاد قوله: "لا تبك يا معاذ فإن البكاء من الشيطان" وستأتي هذه الزيادة بعد حديث.
وأخرجه ابن حبان (647) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (241) من طريق أبي المغيرة، به. وفيه: "إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وإن أولى الناس بي المتقون، من كانوا وحيث كانوا ... ".
وانظر الحديثين التاليين.
وفي باب قوله: "إن أولى الناس بي ... إلخ" عن عمرو بن العاص سلف برقم (17804) . وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8402) .
قوله: جَشَعاً: قال ابن الأثير: في "النهاية" 1/274: الجَشَع: الفزع لفراق الإلف، وأورد في المادة حديث معاذ هذا.(36/376)
عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: " لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِقَبْرِي وَمَسْجِدِي وَقَدْ بَعَثْتُكَ إِلَى قَوْمٍ رَقِيقَةٍ قُلُوبُهُمْ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ مَرَّتَيْنِ، فَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مِنْهُمْ مَنْ عَصَاكَ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تُبَادِرَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا، وَالْوَلَدُ وَالِدَهُ، وَالْأَخُ أَخَاهُ، فَانْزِلْ بَيْنَ الْحَيَّيْنِ (1) السَّكُونَ وَالسَّكَاسِكَ " (2)
22054 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ، أَنَّ مُعَاذًا لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) يُوصِيهِ
__________
(1) تحرف في (م) إلى: الجبينين.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال يزيد بن قطيب السَّكوني، ثم هو منقطع يزيد لم يدرك معاذاً.
وأخرجه الشاشي (1397) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (171) ، وفي "الشاميين" (983) ، والبيهقي 9/20 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، بهذا الإسناد. ورواية الشاشي دون قوله: "ثم يعود إلى الإسلام.. إلخ".
وتحرف عند البيهقي أبو زياد يحيى إلى أبي زيادة عن يحيى بن عبيد.
وقوله: "لعلك أن تمر بقبري ومسجدي" سلف في الذي قبله، وإسناده صحيح.
ويشهد لرقة قلوب أهل اليمن حديث أبي هريرة السالف برقم (7432) .
السَّكون والسَّكاسِك: قبيلتان في اليمن.
(3) في (م) و (ر) : لما بعثه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج إلى اليمن معه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاء في (ظ 5) : لما بعثه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن خرج معه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوصيه. ثم رمج قوله: إلى اليمن، وهذه اللفظة لم ترد في "أطراف المسند" 5/297 ولا
"جامع المسانيد" 4/الورقة 139.(36/377)
وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي ". فَبَكَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبْكِ يَا مُعَاذُ لَلْبُكَاءُ، أَوْ إِنَّ الْبُكَاءَ، مِنَ الشَّيْطَانِ " (1)
22055 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ إِخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءُ السَّرِيرَةِ ". فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " ذَلِكَ بِرَغْبَةِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، وَرَهْبَةِ بَعْضِهِمْ مِنْ (2) بَعْضٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (242) ، وفي "الشاميين" (991) ، والبيهقي في "السنن" 10/86، وفي "دلائل النبوة" 5/404-405 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني في "الشاميين" مثل روايته التي ذكرنا لفظها عند تخريج الحديث رقم (22052) .
وقوله: "إن البكاء من الشيطان": محمول على البكاء المقترن بالصياح والعويل وغير ذلك لا مطلق البكاء فإنه رحمة.
(2) في (م) وسائر الأصول: ورهبة بعضهم إلى بعض، وضبب على "إلى" في (ظ 5) ، والمثبت من مصادر التخريج.
(3) إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم وحبيب بن عُبيد الرَّحبي لم يدرك معاذاً.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2650) ، والطبراني في "الأوسط" (437) ، والبيهقي في "الشعب" (9046) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. =(36/378)
22056 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنِ اللَّجْلَاجِ، حَدَّثَنِي مُعَاذٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُصَلِّي وَهُوَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ. قَالَ: " سَأَلْتَ الْبَلَاءَ فَسَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ ". قَالَ: وَأَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ. فَقَالَ: " ابْنَ آدَمَ هَلْ تَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ. قَالَ: " فَإِنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ فَوْزٌ مِنَ النَّارِ وَدُخُولُ الْجَنَّةِ ". وَأَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ: " قَدْ اسْتُجِيبَ لَكَ فَسَلْ " (1)
22057 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: أُتِيَ مُعَاذٌ بِيَهُودِيٍّ وَارِثُهُ مُسْلِمٌ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَوْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِسْلَامُ يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ "
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة وابن عمر عند الترمذي (2404) و (2405) وإسنادهما ضعيفان.
وعن غير واحد من الصحابة أوردها الهيثمي في "المجمع" 7/286-287 وأسانيدها كلها ضعيفة أو شديدة الضعف.
(1) إسناده حسن، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22017) .
وأخرجه الترمذي (3527) ، والبزار في "مسنده" (2635) ، والطبراني في "الدعاء" (2021) ، والخطيب في "تاريخه" 3/126-127 من طريق إسماعيل ابن إبراهيم، بهذا الإسناد.(36/379)
فَوَرَّثَهُ (1)
22058 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَيْنَا مُعَاذًا فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مِنْ غَرَائِبِ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ ". فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَهَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ " (2)
22059 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ
__________
(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22005) .
وأخرجه أبو داود (2913) ، والحاكم 4/345، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (550) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وسقط من إسناد الحاكم في المطبوع منه يحيى بن سعيد، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 13/244.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية الضرير: هو محمد بن خازم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1841) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (87) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21991) .(36/380)
مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: " اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ أَوْ أَيْنَمَا كُنْتَ ". قَالَ: زِدْنِي قَالَ: " أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ". قَالَ: زِدْنِي. قَالَ: " خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " (1)
22060 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا مَنْ شَهِدَ مُعَاذًا حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ. يَقُولُ: اكْشِفُوا عَنِّي سَجْفَ الْقُبَّةِ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ مَرَّةً: أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ إِلَّا أَنْ تَتَّكِلُوا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ يَقِينًا مِنْ قَلْبِهِ، لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ،
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ميمون بن أبي شبيب لم يدرك معاذ ابن جبل، وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف لكنهما قد توبعا كما سلف في الرواية (21988) والتعليق عليها، وكما سيأتي في تخريجه هنا.
إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (297) من طريق جرير بن عبد الحميد، و (298) من طريق فضيل بن عياض، كلاهما عن ليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (296) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/376 من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، والطبراني في "الأوسط" (3791) ، و"الصغير" (530) من طريق الأعمش، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وقرن أبو نعيم بحبيب بن أبي ثابت الحكم بن عتيبة. وأبو مريم متروك الحديث.
وانظر "علل الدارقطني" 6/72-73.(36/381)
أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ، " وَقَالَ مَرَّةً: " دَخَلَ الْجَنَّةَ وَلَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ " (1)
22061 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: " كَيْفَ تَقْضِي؟ " قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللهِ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ ". قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الواسطة المبهمة التي روى عنها جابر بن عبد الله الصحابي، وجاء الحديث من وجوه أخرى ثابتة كما سلف في الرواية (21998) والتعليق عليها.
وأخرجه الحميدي (369) ، وابن حبان (200) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (63) ، وابن منده في "الإيمان" (111) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأسقط من إسناد ابن حبان الواسطة بين جابر ومعاذ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (59) و (60) و (61) و (62) ، وفي "الدعاء" (1463) و (1464) و (1465) ، وابن منده (112) و (113) من طرق عن عمرو بن دينار، به. وأسقطوا جميعاً الواسطة بين جابر ومعاذ.
(2) إسناده ضعيف لإبهام أصحاب معاذ وجهالة الحارث بن عمرو، ثم هو مرسل، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22007) . أبو عون الثقفي: هو محمد بن عبيد الله.
وأخرجه الترمذي (1327) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/239 و10/177 من طريق وكيع بن الجراح، به.
لكنه قال: عن معاذ بن جبل: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث فجعله متصلاً. =(36/382)
22062 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ " (1)
22063 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ " (2)
22064 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ مَسْجِدَ أَهْلِ دِمَشْقَ، فَإِذَا حَلْقَةٌ فِيهَا كُهُولٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا شَابٌّ فِيهِمْ أَكْحَلُ
__________
= وأخرجه أبو داود (3592) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/215 من طرق عن شعبة، به.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/456، وابن ماجه (1070) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر (21997) .
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (116) من طريق أبي الوليد، عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (22122) وانظر تخريجه هناك.
وانظر ما سلف برقم (22016) .(36/383)
الْعَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا كُلَّمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَى الْفَتَى، فَتًى شَابٌّ، قَالَ: قُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: فَجِئْتُ مِنَ الْعَشِيِّ فَلَمْ يَحْضُرُوا. قَالَ: فَغَدَوْتُ مِنَ الْغَدِ. قَالَ: فَلَمْ يَجِيئُوا فَرُحْتُ فَإِذَا أَنَا بِالشَّابِّ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَرَكَعْتُ، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَسَلَّمَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ. قَالَ: فَمَدَّنِي إِلَيْهِ. قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قُلْتُ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) يَقُولُ: " الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ". قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى لَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ يَقُولُ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " (2)
__________
(1) زاد في (م) و (ر) و (ق) : "يحكي عن ربه".
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حبيب بن أبي مرزوق، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو مسلم الخولاني: هو عبد الله بن ثُوَب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (167) ، والمزي في ترجمة أبي مسلم الخولاني من "تهذيب الكمال" 34/292-293 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد - واقتصر على حديث معاذ.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 13/145، ومن طريقه الطبراني 20/ (167) =(36/384)
22065 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا حَلْقَةٌ فِيهَا اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِمْ فَتًى شَابٌّ أَكْحَلُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
22066 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرَنَا حَرِيزٌ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: رَقَبْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَاحْتَبَسَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ لَنْ يَخْرُجَ، وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: قَدْ صَلَّى وَلَنْ يَخْرُجَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ظَنَنَّا أَنَّكَ لَنْ تَخْرُجَ وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: قَدْ صَلَّى وَلَنْ يَخْرُجَ. فَقَالَ
__________
= عن وكيع به.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1236) و (1237) من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، به - والموضع الثاني عنده مختصر.
وانظر ما سلف برقم (22002) .
(1) إسناده صحيح. أبو المليح: هو الحسن بن عمر -أو عمرو- بن يحيى الرقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (168) من طريق سعيد بن حفص، وأبو نعيم في "الحلية" 5/121-122 من طريق عبيد بن هشام، كلاهما عن أبي المليح، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مقتصرة على حديث معاذ بن جبل.
وانظر ما سلف برقم (22002) .(36/385)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْتِمُوا (1) بِهَذِهِ الصَّلَاةِ؛ فَقَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ، وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ ". (2)
22067 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ، سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: إِنَّا رَقَبْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي: انْتَظَرْنَاهُ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
__________
(1) في (ظ 5) : اغتنموا، والمثبت من (م) ونسخة على هامش (ظ 5) وسائر الأصول، وهو من الإعتام أي: الدخول في العَتَمة، وهي ظلمة الليل، وأما ما وقع في (ظ 5) : فهو من الاغتنام، أي: احرصوا عليها كما تحرصون على الغنمية.
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/331 و2/439-440 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (421) ، والشاشي (1369) و (1370) ، والطبراني 20/ (239) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/238، والبيهقي 1/451 من طرق عن حريز بن عثمان، به.
وأخرجه الطبراني 20/ (240) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن مالك بن زياد، عن عاصم بن حميد، به. وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح -وهو كاتب الليث- سيئ الحفظ، ومالك بن زياد لم يرو عنه غير معاوية بن صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3760) ، وأبي سعيد سلف برقم (11015) ، وانظر تتمة شواهده عندهما. وفي الشواهد عند حديث ابن مسعود عُزِيَ حديث أبي موسى إلى مسلم فقط، وهو عند البخاري (567) .
(3) إسناده صحيح. وانظر ما قبله.(36/386)
22068 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ النَّزَّالِ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ خَلِيًّا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: " بَخٍ، لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَهُوَ يَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ تُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَلْقَى اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى رَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ أَمَّا رَأْسُ الْأَمْرِ: فَالْإِسْلَامُ، فَمَنْ أَسْلَمَ سَلِمَ، وَأَمَّا عَمُودُهُ: فَالصَّلَاةُ، وَأَمَّا ذُرْوَةُ سَنَامِهِ: فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ وَقِيَامُ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُكَفِّرُ الْخَطَايَا، (1) وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ لَكَ كُلِّهِ؟ " قَالَ: فَأَقْبَلَ نَفَرٌ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ يَشْغَلُوا عَنِّي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ شُعْبَةُ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْلُكَ أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ لَكَ كُلِّهِ؟ قَالَ: فَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى لِسَانِهِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ "
__________
(1) في (ظ 5) : الخطيئة.(36/387)
قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ لِيَ الْحَكَمُ وحَدَّثَنِي بِهِ مَيْمُونُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ، وقَالَ الْحَكَمُ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً (1)
22069 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي رَمْلَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَوْجَبَ ذُو الثَّلَاثَةِ ". فَقَالَ مُعَاذٌ: وَذُو الِاثْنَيْنِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " وَذُو الِاثْنَيْنِ " (2)
22070 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
__________
(1) صحيح بطرقه وشواهده، عروة بن النزال مجهول، ولم يسمعه من معاذ كما جاء التصريح به في الرواية السالفة برقم (22032) ، ومتابعه ميمون ابن أبي شبيب صدوق حسن الحديث، ولم يسمع من معاذ أيضاً، لكن تابعهما عليه غير واحد كما سلف بيانه عند الرواية رقم (22016) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 5/286-287 و9/65 و11/7-8، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (16) ، وفي "الزهد" (7) ، والنسائي 4/166، والطبري في "تفسيره" 21/102، والمروزي في "قيام الليل" ص 47-48، والطبراني في "الكبير" 20/ (305) من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد.
وتحرف عروة بن النزال عند الطبري إلى عروة بن الزبير.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رملة مجهول، وعبيد الله بن مسلم لا يُعرف، وفي إثبات صحبته نظر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/353، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (302) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (22008) .(36/388)
الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ مُعَاذًا أَخْبَرَهُ، أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. قَالَ: وَأَخَّرَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا (1) حَتَّى يَضْحَى النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا (2) فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ ". فَجِئْنَا وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مَسِسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟ " فَقَالَا: نَعَمْ. فَسَبَّهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعَيْنِ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ فَاسْتَقَى النَّاسُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مَلَأَ جِنَانًا " (3)
__________
(1) في (م) : تأتوا بها.
(2) في (م) و (ر) : جاء.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "الموطأ" 1/143-144، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/187-188، وعبد الرزاق (4399) ، والدارمي (1515) ، ومسلم ص 1784 (706) ، وأبو داود (1206) ، والنسائي 1/285، وابن خزيمة (968) =(36/389)
22071 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ (1)
22072 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زَحْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ مَا أَوَّلُ مَا يَقُولُ اللهُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا أَوَّلُ مَا يَقُولُونَ لَهُ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنَّ اللهَ يَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ: هَلْ أَحْبَبْتُمْ لِقَائِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ يَا رَبَّنَا. فَيَقُولُ: لِمَ؟ فَيَقُولُونَ: رَجَوْنَا عَفْوَكَ، وَمَغْفِرَتَكَ. فَيَقُولُ قَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ مَغْفِرَتِي " (2)
__________
= و (1704) ، والطحاوي 1/160، والشاشي (1340) ، وابن حبان (1595) ، والطبراني 20/ (102) ، والبيهقي في "السنن" 3/162، وفي "الدلائل" 5/236، وبعضهم يختصره بالجمع بين الصلاتين.
وانظر (21997) .
قوله: تبضُّ، أي: تسيل قليلاً قليلاً.
وفي باب تكثير الماء للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ابن مسعود سلف برقم (3807) وانظر شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
(2) إسناده ضعيف، عبيد الله بن زحر ضعيف، وأبو عياش -وهو المعافري- لم يسمع من معاذ.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (276) ، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (564) ، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن" (10) ، وابن أبي عاصم في =(36/390)
22073 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، وَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ رَكِبَ يَوْمًا عَلَى حِمَارٍ لَهُ، يُقَالُ لَهُ يَعْفُورٌ رَسَنُهُ مِنْ لِيفٍ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْكَبْ يَا مُعَاذُ ". فَقُلْتُ: سِرْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " ارْكَبْ ". فَرَدَفْتُهُ فَصُرِعَ الْحِمَارُ بِنَا، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ، وَقُمْتُ أَذْكُرُ مِنْ نَفْسِي أَسَفًا، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَرَكِبَ، وَسَارَ بِنَا الْحِمَارُ فَأَخْلَفَ يَدَهُ فَضَرَبَ ظَهْرِي بِسَوْطٍ مَعَهُ أَوْ عَصًا، ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ". قَالَ: ثُمَّ سَارَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَخْلَفَ يَدَهُ فَضَرَبَ ظَهْرِي. فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، يَا ابْنَ أُمِّ مُعَاذٍ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ " (1)
__________
= "الأوائل" (128) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (251) ، وفي "الأوائل" (66) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/179، والبغوي في "شرح السنة" (1452) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (184) ، وفي "الشاميين" (409) من طريق علي بن بحر، عن قتادة بن الفُضيل بن قتادة، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ. وخالد لم يسمع من معاذ.
(1) حديث صحيح دون القصة في أوله، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر =(36/391)
22074 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي ضُبَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ دُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا مُعَاذُ، أَنْ يَهْدِيَ اللهُ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ " (1)
22075 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ قَالَ: " لَا تُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا وَإِنْ قُتِلْتَ وَحُرِّقْتَ، وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَلَا تَتْرُكَنَّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا؛ فَإِنَّ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ، وَلَا تَشْرَبَنَّ خَمْرًا؛ فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ فَاحِشَةٍ، وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ؛
__________
= ابن حوشب. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، وعبد الله بن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.
وانظر ما سلف برقم (21991) .
(1) إسناده ضعيف جداً، بقية -وهو ابن الوليد- ضعيف يعتبر به، وهو يدلس تدليس التسوية، وشيخه ضبارة مجهول، وأما دويد بن نافع فليس بذاك القوي.
وهذا الحديث لم نقع عليه عند غير المصنف، وقد صح من حديث سهل ابن سعد الساعدي عند البخاري (2942) ، ومسلم (2406) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعلي في غزوة خيبر: "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم". وسيأتي برقم (22821) .(36/392)
فَإِنَّ بِالْمَعْصِيَةِ حَلَّ سَخَطُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِيَّاكَ وَالْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ هَلَكَ النَّاسُ، وَإِذَا أَصَابَ النَّاسَ مُوتَانٌ وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ، وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا وَأَخِفْهُمْ فِي اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يدرك معاذاً.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 20/ (156) ، وفي "الشاميين" (2204) من طريق عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ. وعمرو بن واقد متروك الحديث.
وأخرجه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد" (18) ، وابن ماجه (3371) و (4034) من طريق شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. وشهر ضعيف.
وأخرج ابن حبان (524) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (58) ، والحاكم 1/54 و4/244، والبيهقي في "الشعب" (8027) و (8028) من طريق سعيد ابن أبي سعيد المهري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن معاذ بن جبل أراد سفراً فقال: يا نبي الله أوصني. قال: "اعبدِ الله لا تشرك به شيئاً" قال: يا نبي الله زدني. قال: "إذا أسأت فأحسن" قال: يا رسول الله زدني. قال: "استقم، وليحسن خلقك". وإسناده محتمل للتحسين.
وقد سلف قوله: "لا تشرك بالله" ضمن حديث آخر برقم (22016) ليس فيه قوله: "وإن قُتلت وحرقت".
وفي باب طاعة الوالدين وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك حديث عبد الله بن عمر مع أبيه عندما أمره أن يطلِّق امرأته، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أطع أباك"، سلف برقم (4711) . وإسناده صحيح. وانظر الكلام عليه هناك.
وفي باب التغليظ في ترك الصلاة حديث جابر السالف برقم (14979) : "بين العبد وبين الكفر، أو الشرك، ترك الصلاة" وانظر شواهده والكلام عليه =(36/393)
22076 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الْوَالِبِيِّ صَدِيقٌ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَاحْتَجَبَ عَنْ أُولِي الضَّعَفَةِ وَالْحَاجَةِ احْتَجَبَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
= هناك.
وفي باب أن الخمر رأس كل فاحشة عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11372) و (11498) ، وفي "الأوسط" (3158) ، والدارقطني 4/247.
وإسناده ضعيف.
وعن ابن عمرو عند الطبراني في "الأوسط" (3680) ، والدارقطني 4/247 والقضاعي في "مسند الشهاب" (57) ، وإسناده ضعيف.
وعن زيد بن خالد عند الدارقطني 4/247. وإسناده ضعيف.
وعن عثمان بن عفان موقوفاً عند النسائي 8/169 وإسناده صحيح.
وفي باب النهي عن الفرار من الزحف عن أبي هريرة عند البخاري (2766) ، ومسلم (89) .
وعن ابن عمرو سلف برقم (6594) . وإسناده ضعيف.
وعن أبي أيوب الأنصاري سيأتي 5/413. وإسناده ضعيف.
وفي باب قوله: "إذا أصاب الناس موتان ... إلخ" عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1577) قال في الطاعون: "فإذا كان بأرض فلا تدخلوها، وإن كان بها وأنتم بها فلا تخرجوا منها" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وفي باب النفقة على الأهل عن أبي هريرة سلف برقم (10119) . وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، والوالبي: هو أبو خالد، واسمه هرمز، وقيل: هرم.
وأخرجه الطبراني 20/ (316) من طريق حنيفة بن مرزوق، عن شريك، =(36/394)
22077 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ الْغَنَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {أَصْحَابُ الْيَمِينِ} [الواقعة: 27] ، {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ} [الواقعة: 41] فَقَبَضَ بِيَدَيْهِ قَبْضَتَيْنِ فَقَالَ: " هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَهَذِهِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي " (1)
22078 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَائِذُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ مُعَاذًا قَدِمَ عَلَيْهِمُ (2) الْيَمَنِ فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَوْلَانَ مَعَهَا بَنُونَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ، فَتَرَكَتْ أَبَاهُمْ فِي بَيْتِهَا أَصْغَرُهُمُ الَّذِي قَدِ اجْتَمَعَتْ لِحْيَتُهُ، فَقَامَتْ فَسَلَّمَتْ عَلَى مُعَاذٍ وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِيهَا يُمْسِكَانِ بِضَبْعَيْهَا فَقَالَتْ: مَنْ أَرْسَلَكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتِ الْمَرْأَةُ: أَرْسَلَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف برقم (15651) وحديث عمرو بن مرة السالف برقم (18033) .
وحديث ابن أبي مريم الذي سلف تخريجه مفرقاً عندهما، وقيل: إن هؤلاء الثلاثة واحد، وقد سلف الكلام في هذه المسألة هناك.
(1) إسناده ضعيف لضعف البراء الغنوي -وهو ابن عبد الله بن يزيد-، ولانقطاعه فالحسن -وهو البصري- لم يدرك معاذاً.
وقوله: "فقبض قبضتين ... إلخ": أي: رب العزة سبحانه وتعالى، ويشهد له غير ما حديث، انظر ما سلف برقم (17593) ، وهو صحيح.
(2) في "الميمنية": على.(36/395)
وَأَنْتَ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ أَفَلَا تُخْبِرُنِي يَا رَسُولَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ لَهَا مُعَاذٌ: " سَلِينِي عَمَّا شِئْتِ ". قَالَتْ: حَدِّثْنِي مَا حَقُّ الْمَرْءِ عَلَى زَوْجَتِهِ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ: " تَتَّقِي اللهَ مَا اسْتَطَاعَتْ وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ ". قَالَتْ: أَقْسَمْتُ بِاللهِ عَلَيْكَ لَتُحَدِّثَنِّي مَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى زَوْجَتِهِ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ: " أَوَ مَا رَضِيتِ أَنْ تَسْمَعِي وَتُطِيعِي وَتَتَّقِي اللهَ؟ " قَالَتْ: بَلَى. وَلَكِنْ حَدِّثْنِي مَا حَقُّ الْمَرْءِ عَلَى زَوْجَتِهِ؛ فَإِنِّي تَرَكْتُ أَبَا هَؤُلَاءِ شَيْخًا كَبِيرًا فِي الْبَيْتِ؟ فَقَالَ لَهَا مُعَاذٌ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُعَاذٍ فِي يَدِهِ لَوْ أَنَّكِ تَرْجِعِينَ إِذَا رَجَعْتِ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتِ الْجُذَامَ قَدْ خَرَقَ لَحْمَهُ، وَخَرَقَ مَنْخِرَيْهِ فَوَجَدْتِ مَنْخِرَيْهِ يَسِيلَانِ قَيْحًا وَدَمًا، ثُمَّ أَلْقَمْتِيهِمَا فَاكِ لِكَيْ مَا تَبْلُغِي حَقَّهُ مَا بَلَغْتِ ذَلِكَ أَبَدًا " (1)
22079 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ "
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه الطبراني 20/ (166) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وانظر آخر حديث أنس السالف برقم (12614) .
قوله: بضَبْعيها: بعَضُدَيها.(36/396)
وقَالَ مُعَاذٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ؟ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ تَعَاطِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ غَدًا فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ". قَالُوا: بَلَى. يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " ذِكْرُ اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، وقد صحَّ الشطر الثاني منه -وهو قوله: "ألا أخبركم ... إلخ"- موقوفاً على أبي الدرداء، من حديث زياد بن أبي زياد أيضاً كما سلف بيانه برقم (21702) ، وأما الشطر الأول منه فرواه عبد الله بن سعيد ابن أبي هند عند الحاكم 1/496، وعنه البيهقي في "الدعوات" (20) ، ومالك في "الموطأ" 1/211، كلاهما عن زياد، عن معاذ موقوفاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/300 و13/455، والطبراني في "الدعاء" (1856) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/57 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن معاذ، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله" قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن تضرب
بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع، ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع" واقتصر الطبراني على أوله. وطاووس لم يسمع من معاذ.
وروي مرة أخرى عن يحيى بن سعيد فقال: عن أبي الزبير أنه بلغه عن معاذ، فذكره موقوفاً، وهو عند جعفر الفريابي في "الذكر" كما في "نتائج الأفكار" لابن حجر 1/97.
وروي عنه أيضاً عن سعيد بن المسيب عن معاذ موقوفاً. قال ابن حجر: وهو منقطع.
وروي عنه عن أبي الزبير عن جابر، أخرجه الطبراني في "الصغير" (209) ، قال ابن حجر: وهي رواية شاذة.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (960) عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله =(36/397)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن أبي سليمان، عن أبي بحرية، عن معاذ موقوفاً. واقتصر على أوله.
وموسى بن عبيدة -وهو ابن نَشيط الرَّبَذي- ضعيف.
وبلفظ: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله". أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (281) ، والبزار (3059 - كشف الأستار) ، وابن حبان (818) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (212) ، وفي "الشاميين" (191) و (192) و (3521) ، وفي "الدعاء" (1852) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (2) ، والبيهقي في "الشعب" (516) من طرق عن عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن ثابت.
وأخرجه البزار (3059 - كشف الأستار) من طريق زيد بن يحيى الدمشقي، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن جبير بن نفير، عن معاذ. لم يذكر فيه مكحولاً ولا مالك ابن يخامر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (213) ، وفي "الشاميين" (2035) ، وفي "الدعاء" (1853) من طريق معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. وفي إسناده شيخ الطبراني، وفيه لين، ومحمد بن أيوب لعله محمد بن أيوب المصري الذي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/197 وبيض للرواة عنه والذين روى عنهم، وقال فيه: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (181) ، وفي "الشاميين" (2035) ، وفي "الدعاء" (1853) بنفس الإسناد السابق، لكن عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن معاذ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (208) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، عن أبيه، عن جبير بن نفير، عن مالك، عن معاذ.
وخالد بن يزيد ضعيف.
وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1141) عن =(36/398)
22080 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ. فَقُلْتُ: لِجَلِيسٍ لِي مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَوَقَعَ لَهُ فِي نَفْسِي حُبٌّ، فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا، ثُمَّ هَجَّرْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَاحْتَبَيْتُ بِرِدَائِي، ثُمَّ جَلَسَ فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي، وَسَكَتُّ لَا أُكَلِّمُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ. قَالَ: فِيمَ تُحِبُّنِي؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَأَخَذَ بِحُبْوَتِي فَجَرَّنِي إِلَيْهِ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ ". 10 قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ لَا أُحَدِّثُكَ بِمَا حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي الْمُتَحَابِّينَ. قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُهُ إِلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: " حَقَّتْ
__________
= محمد بن أبي عدي، عن يونس، عن الحسن قال: سئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا مرسل.
وفي باب فضل ذكر الله عن عبد الله بن بسر سلف برقم (17680) .(36/399)
مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ " (1)
22081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُبْعَثُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ بَنِي ثَلَاثِينَ سَنَةً " (2)
22082 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ رَجَاءٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْلُبُهُ. فَقِيلَ لِي: خَرَجَ قَبْلُ. قَالَ: فَجَعَلْتُ لَا أَمُرُّ بِأَحَدٍ إِلَّا قَالَ: مَرَّ قَبْلُ حَتَّى مَرَرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَائِمًا يُصَلِّي. قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ خَلْفَهُ قَالَ: فَأَطَالَ الصَّلَاةَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حبيب بن أبي مرزوق، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو مسلم الخولاني: هو عبد الله بن ثُوَب.
وأخرجه الترمذي (2390) ، والشاشي في "مسنده" (1385) من طريق كثير ابن هشام، بهذا الإسناد. واقتصرت رواية الترمذي على حديث معاذ بن جبل.
وانظر ما سلف برقم (22002) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يسمع من معاذ بينهما في هذا الحديث عبد الرحمن بن غنم كما سيأتي برقم (22106) . سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وانظر (22024) .(36/400)
لَقَدْ صَلَّيْتَ صَلَاةً طَوِيلَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي صَلَّيْتُ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ اللهَ ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ: لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي غَرَقًا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا لَيْسَ مِنْهُمْ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَرَدَّهَا عَلَيَّ " (1)
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة رجاء الأنصاري، فلم يرو عنه غير الأعمش، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وجهله الذهبي في كتابه "المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجه".
وأخرجه المزي في ترجمة رجاء الأنصاري من "تهذيب الكمال" 9/171-172 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3951) ، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (6082) ، وابن خزيمة (1218) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (306) و (307) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (70) ، وفي "الشاميين" (1131) عن عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب. وعبد الوهاب بن الضحاك -وهو ابن أبان العُرْضي- متروك الحديث.
وسيأتي الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ -وهو لم يسمع منه- برقم (22108) و (22125) .
وسيأتي مرسلاً ضمن حديث من طريق أبي قلابة برقم (22136) .
ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2890) ، وقد سلف في "المسند" برقم (1516) .
وحديث ثوبان عند مسلم أيضاً (2889) ، وسيأتي برقم (22395) .
وحديث أنس السالف برقم (12486) . وانظر تتمة شواهده هناك.(36/401)
22083 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا مُعَاذُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
22084 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو (2) ، وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ وَقَالَ هَارُونُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ. وَقَالَ حَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَقَالَ: مُعَاوِيَةُ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ مُعَاذًا قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصَدِّقُ أَهْلَ الْيَمَنِ وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنَ الْبَقَرِ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا. قَالَ هَارُونُ: وَالتَّبِيعُ: الْجَذَعُ أَوِ الْجَذَعَةُ، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً قَالَ: فَعَرَضُوا عَلَيَّ أَنْ آخُذَ مِنَ الْأَرْبَعِينَ، قَالَ: هَارُونُ مَا بَيْنَ الْأَرْبَعِينَ، والْخَمْسِينَ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن منده (98) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، وبإثر (98) من طريق مسدد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/798، والطبراني في "الكبير" 20/ (82) ، وابن منده (97) من طريق حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به. ولفظه عندهم: "يا معاذ" قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك.
قال: "بشر الناس من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة".
وانظر ما سلف برقم (21998) .
(2) تحرف في (م) إلى: معاوية، عن عمرو.
(3) في (م) و (ظ 5) : أو الخمسين، والمثبت من (ق) .(36/402)
وَبَيْنَ السِّتِّينَ وَالسَّبْعِينَ، وَمَا بَيْنَ الثَّمَانِينَ وَالتِّسْعِينَ فَأَبَيْتُ ذَاكَ، وَقُلْتُ لَهُمْ حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَدِمْتُ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً، وَمِنَ السِّتِّينَ تَبِيعَيْنِ، وَمِنَ السَّبْعِينَ مُسِنَّةً وَتَبِيعًا، وَمِنَ الثَّمَانِينَ مُسِنَّتَيْنِ، وَمِنَ التِّسْعِينَ ثَلَاثَةَ أَتْبَاعٍ، وَمِنَ الْمِائَةِ مُسِنَّةً وَتَبِيعَيْنِ، وَمِنَ الْعَشْرَةِ وَالْمِائَةِ مُسِنَّتَيْنِ وَتَبِيعًا، وَمِنَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ثَلَاثَ مُسِنَّاتٍ أَوْ أَرْبَعَةَ أَتْبَاعٍ. قَالَ: وَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا آخُذَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَقَالَ هَارُونُ: فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ شَيْئًا، إِلَّا أَنْ يَبْلُغَ مُسِنَّةً أَوْ جَذَعًا وَزَعَمَ أَنَّ الْأَوْقَاصَ لَا فَرِيضَةَ فِيهَا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة سلمة بن أسامة، وشيخه يحيى بن الحكم مجهول الحال معروف النسب، فهو أخو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عمّ عثمان بن عفان، وقد جاء بغير هذه السياقة برقم (22010) و (22013) مقطعاً، وأما ما وقع في هذه الرواية من قدوم معاذ بن جبل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالثابت أنه لم يقدم المدينة بعدما أرسله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن حتى توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انظر تخريج الحديث رقم (22010) .
حيوة: هو ابن شريح المصري. وابن أبي حبيب: هو يزيد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1020) و (1022) و (1026) ، وابن زنجويه في "الأموال" (1456) و (1462) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (249) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. ولم يذكر يحيى بن الحكم في رواية أبي عبيد الأولى والثالثة، وروايته الثانية مرسلة لم يذكر فيها معاذ، ووقع عند الطبراني علي بن الحكم بدل يحيى بن الحكم.
قوله: "أُصدق أهل اليمن" أي: أجمع صدقاتهم.(36/403)
22085 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْأَحْدَبِ قَالَ: خَطَبَ مُعَاذٌ بِالشَّامِ، فَذَكَرَ الطَّاعُونَ فَقَالَ: " إِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَقَبْضُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ. اللهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمْ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ ". ثُمَّ نَزَلَ مِنْ مَقَامِهِ ذَلِكَ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147] ، فَقَالَ مُعَاذٌ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102] " (1)
__________
(1) حسن، وهذا إسناد منقطع، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي المنيب الأحدب الجرشي، فمن رجال أبي داود، ولا بأس به، وهو لم يسمع من معاذ. ثابت بن يزيد: هو الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وقد سلف برقم (17756) بهذا الإسناد نفسه عن أبي منيب الأحدب: أن عمرو بن العاص قال في الطاعون في آخر خطبة خطب الناس، فقال: إن هذا رجس مثل السيل، من تَنكَّبَه أخطأه ... فقال شرحبيل بن حسنة: إن هذا رحمةُ ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم.
وأخرجه ابن سعد 3/588-589 عن عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، فذكره بأطول مما هنا، وذكر فيه قصة استخلاف أبي عبيدة بن الجراح لمعاذ لما طُعن. وقد سلفت هذه القصة وفيها خطبة معاذ ودعاؤه ومرض ابنه في مسند أبي عبيدة من وجه آخر برقم (1697) وفي إسنادها هناك شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد اضطرب شهر فيه كما بينا ذلك في تخريجنا لروايته في مسند شرحبيل بن حسنة السالفة برقم (17753) . وأما إسناد ابن سعد فضعيف لضعف موسى بن عبيدة، وهو الربذي، وشيخه أيوب بن خالد فيه لين، ثم هو منقطع، عبد الله بن رافع =(36/404)
22086 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا حَتَّى أَنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ أَنْفَهُ لَيَتَمَزَّعُ مِنَ الْغَضَبِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ يَقُولُهَا هَذَا الْغَضْبَانُ لَذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " (1)
__________
= وهو مولى أم سلمة - سمعه من أم سلمة، كما أورده الذهبي في "السير" 1/457 من طريق سليمان بن بلال عن موسى بن عبيدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/589 من طريق إبراهيم بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين أنه بلغه لما وقع الوجع عام عمواس، فذكره بنحوه ليس فيه قصة دعاء معاذ وطعن ابنه عبد الرحمن. وإبراهيم بن أبي حبيبة ضعيف، وداود بن الحصين لم يدرك القصة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/239-240 عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن ابن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن طارق بن عبد الرحمن البجلي فذكره دون قصة دعاء معاذ ولا قصة طعن ابنه عبد الرحمن. ورجاله ثقات غير طارق البجلي، فهو صدوق لا بأس به، ولم يدرك القصة.
وأخرجه بأطول مما هنا البيهقي في "الدلائل" 6/385 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن حيان أنه سمع سليمان بن موسى يذكر أن الطاعون وقع بالناس ... فذكره، وسليمان بن موسى لم يدرك القصة، وعبد الله بن حيان في عداد المجهولين.
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (22136) دون قصة عبد الرحمن أيضاً.
وانظر ما سيأتي برقم (22088) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع =(36/405)
22087 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَحَجَّ الْبَيْتَ، (1) وَصَامَ رَمَضَانَ، وَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ الزَّكَاةَ أَمْ لَا؟، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ إِنْ هَاجَرَ فِي سَبِيلِهِ، أَوْ مَكَثَ بِأَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ بِهَا ". فَقَالَ مُعَاذٌ يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
= من معاذ، وقد اختلف فيه على عبد الملك بن عمير، فرواه مرة من حديث معاذ بن جبل، ومرة من حديث أبي بن كعب كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/534 و10/350، وعبد بن حميد (111) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (390) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (289) من طريق الحسين بن علي الجُعفي، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (570) ، وأبو داود (4780) ، والطبراني 20/ (287) من طريق جرير بن عبد الله، والطبراني أيضاً 20/ (286) من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، به. وزاد أبو داود: قال: فجعل معاذ يأمره، فأبى ومَحَكَ وجعل يزداد غضباً.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (391) عن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب. فجعل أُبياً مكان مُعاذ. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن زياد، وهو ابن أبي الجعد فقد روى له البخاري في "خلق أَفعال العباد" والنسائي وابن ماجه، وهو صدوق حسن الحديث.
وسيأتي برقم (22111) .
وفي الباب عن سليمان بن صرد عند البخاري برقم (3282) ، ومسلم برقم (2610) ، وسيأتي في مسنده 6/394.
(1) في (م) : البيت الحرام.(36/406)
أَفَأُخْبِرُ النَّاسَ؟ قَالَ: " ذَرِ النَّاسَ يَا مُعَاذُ، فِي الْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِائَةُ سَنَةٍ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَى الْجَنَّةِ، وَأَوْسَطُهَا وَمِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، غير أنه منقطع، عطاء بن يسار لم يسمع من معاذ وقد اختلف فيه على زيد بن أسلم وعلى عطاء بن يسار كما سيأتي في تخريجه.
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 15، والترمذي (2530) ، والطبري في "تفسيره" 16/37 و38، والطبراني في "الكبير" 20/ (328) و (329) ، وأبو نعيم الأصبهاني في "صفة الجنة" (227) من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. وروايتهم غير الترمذي والطبراني مختصرة بقصة الجنة، وزاد الدارمي: وفوقها عرش الرحمن. وعندهم جميعاً: "ما بين كل درجة كما بين السماء والأرض".
وأخرجه ابن ماجه (4331) ، والطبري 16/38، والطبراني 20/ (327) و (328) و (330) من طرق عن زيد بن أسلم، به. ورواية ابن ماجه والطبري مختصرة أيضاً بقصة الجنة. وعندهم: "ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض".
وانظر (22028) .
ورواه همام بن يحيى، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن عبادة بن الصامت، وسيأتي في مسنده برقم (22695) ، وانظر تخريجه هناك.
ورواه محمد بن جحادة وهلال بن علي عن عطاء، عن أبي هريرة سلف في مسنده برقم (7923) و (8419) .
وفي رواية أخرى عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة وأبي سعيد، أخرجها الطبري 16/37، والحاكم 1/80. ووقع عند الطبري عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري. وقد سلف مختصراً بقصة درجات الجنة في مسند أبي سعيد الخدري من طريق ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد برقم (11236) . وانظر شواهده هناك. =(36/407)
22088 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَتُهَاجِرُونَ إِلَى الشَّامِ فَيُفْتَحُ لَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ دَاءٌ كَالدُّمَّلِ أَوْ كَالْحَرَّةِ يَأْخُذُ بِمَرَاقِّ الرَّجُلِ يَسْتَشْهِدُ اللهُ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيُزَكِّي بِهِ أَعْمَالَهُمْ " اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطِهِ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ الْحَظَّ الْأَوْفَرَ مِنْهُ، فَأَصَابَهُمُ الطَّاعُونُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فَطُعِنَ فِي أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ، فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا حُمْرَ النَّعَمِ (1)
__________
= ويشهد لقصة الفردوس، حديث سمرة بن جندب عند البزار (3513 و3514 - كشف الأستار) ، والطبري 16/38، والطبراني (6885) و (6886) .
ومن حديث العرباض بن سارية عند البزار (3512 - كشف الأستار) ، والطبراني 18/ (635) .
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه إسماعيل بن عبيد الله لم يدرك معاذاً، ولد بعد وفاته بثلاث وأربعين سنة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 1/ورقة 183 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (225) ، وفي "الشاميين" (3527) ، وابن عساكر 1/ورقة 183 من طريق هشام بن خالد الدمشقي، عن الحسن بن يحيى الخشني، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير ابن مرة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تنزلون منزلاً يقال له الجابية أو الجويبة، يصيبكم فيه داء مثل غُدَّةِ الجمل، يستشهد الله به أنفسكم =(36/408)
22089 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: انْتَسَبَ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَحَدُهُمَا: مُسْلِمٌ، وَالْآخَرُ مُشْرِكٌ، فَانْتَسَبَ الْمُشْرِكُ فَقَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ حَتَّى بَلَغَ تِسْعَةَ آبَاءٍ، ثُمَّ قَالَ لِصَاحِبِهِ: انْتَسِبْ لَا أُمَّ لَكَ. قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ، فَنَادَى مُوسَى النَّاسَ فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: " قَدْ قُضِيَ
__________
= وذراريَّكم، ويزكي به أعمالكم". وفيه الحسن بن يحيى الخشني، وهو ضعيف، وعبد الرحمن بن ثابت، قال صالح بن محمد: شامي صدوق وأنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه عن مكحول.
وانظر ما سلف برقم (22085) .
ويشهد لقوله: "ستهاجرون إلى الشام" حديث أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف برقم (17470) .
وحديث سفيان بن أبي زهير سلف برقم (21915) .
ويشهد لقصة الداء -وهو الطاعون- حديث أبي عسيب مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السالف برقم (20767) .
وحديث عوف بن مالك عند ابن ماجه (4042) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/383 مطولاً، وفيه: "ثم فتح بيت المقدس - ثم داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم وأنفسكم، ويزكي به أموالكم". وإسناد ابن ماجه صحيح على شرط البخاري. وأصل الحديث في البخاري برقم (3176) ، وفيه: "ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم" وسيأتي في "المسند" 6/22 مثل رواية البخاري.
قوله: "بمراقِّ الرجل": المراقُّ: قال ابن الأثير في "النهاية" 2/252: ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترق جلودها، واحدها مَرَق.(36/409)
بَيْنَكُمَا أَمَّا الَّذِي انْتَسَبَ إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ فَأَنْتَ فَوْقَهُمُ الْعَاشِرُ فِي النَّارِ، وَأَمَّا الَّذِي انْتَسَبَ إِلَى أَبَوَيْهِ فَأَنْتَ امْرُؤٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ " (1)
22090 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الطَّحَّانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُتَوَفَّى لَهُمَا ثَلَاثَةٌ إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْ اثْنَانِ؟ قَالَ: " أَوْ اثْنَانِ ". قَالُوا: أَوْ وَاحِدٌ؟ قَالَ: " أَوْ وَاحِدٌ ". ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ " (2)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ.
وقد خولف أحمد بن عبد الملك الحرَّاني في وقفه، فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (284) من طريق علي بن معبد وعمرو بن خالد، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه كذلك مرفوعاً الطبراني 20/ (284) ، والبيهقي في "الشعب" (5134) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، به.
وانظر حديث أبي السالف برقم (21178) .
(2) صحيح لغيره دون قصة السقط في آخره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى التيمي، وهو يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر.
وأخرجه عبد بن حميد (123) ، والشاشي (1389) و (1391) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (299) و (300) و (301) و (303) من طرق عن يحيى بن عبد الله الجابر التيمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1609) من طريق عبيدة بن حميد، عن يحيى بن =(36/410)
22091 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذٍ (1)
22092 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَثَابِتٌ، فَحَدَّثَ عَاصِمٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ طَاهِرًا، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ " فَقَالَ ثَابِتٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا فَحَدَّثَنَا هَذَا الْحَدِيثَ وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا يَعْنِي أَبَا ظَبْيَةَ. قُلْتُ لِحَمَّادٍ: عَنْ مُعَاذٍ؟ قَالَ: عَنْ مُعَاذٍ (2)
__________
= عبيد الله، عن عبيد الله بن مسلم، به. واقتصر في روايته على قوله: "والذي نفسي بيده إن السقط لَيَجُر ... " قال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة يحيى بن عبيد الله 31/453: ورواه إسرائيل بن يونس وخالد بن عبد الله، عن يحيى بن عبد الله الجابر، عن عبيد الله بن مسلم. وهو أولى بالصواب والله أعلم.
قوله: "بسرره": من السَّرَر، وهو ما يتعلق مِن سُرَّة المولود، فيُقطع.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وانظر ما سلف برقم (21998) .
(2) إسناده صحيح من جهة ثابت، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي ظبية، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي وابن ماجه، =(36/411)
22093 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَمْسٍ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللهِ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَةٍ، أَوْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ تَعْزِيرَهُ وَتَوْقِيرَهُ، أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَيَسْلَمُ النَّاسُ مِنْهُ وَيَسْلَمُ (1) " (2)
__________
= وهو ثقة. ومن جهة عاصم ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (806) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/87، والطبراني 20/ (235) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ووقع عند الطبراني: حماد بن زيد، بدل حماد بن سلمة، وهو خطأ.
وانظر (22048) و (22049) .
(1) في (ظ 5) : وسلم.
(2) حديث حسن، ابن لهيعة سيئ الحفظ، لكن قد احتمل بعض أهل العلم رواية قتيبة عنه، ثم هو لم ينفرد بروايته لهذا الحديث، فقد روي بنحوه من وجه آخر عن معاذ كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه البزار (1649 - كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (55) من طرق عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1495) ، وابن حبان (372) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (54) ، وفي "الأوسط" (8654) ، والحاكم 1/212 و2/90، والبيهقي في "السنن" 9/166-167 من طريق الحارث بن يعقوب، عن قيس بن رافع القيسي، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو، عن معاذ. وفيه مكان الجنازة الذهاب إلى المسجد. وجعلوا بدل قوله: "أو قعد في بيته فيسلم الناس منه ويسلم". قوله: "ومن جلس في بيته لم يغتب إنساناً". وإسناده حسن من أجل قيس بن رافع، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". =(36/412)
22094 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ مُعَاذٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ يُصَلِّيهِمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَارَ وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ " (1)
__________
= وفي باب فضل عيادة المريض، سلف عن أنس برقم (12782) ، وانظر تتمة أحاديث الباب عنده.
وفي باب فضل اتباع الجنائز، سلف عن أبي هريرة برقم (7188) ، وانظر أحاديث الباب هناك.
وفي باب فضل الجهاد انظر ما سلف برقم (22014) .
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. لكن أشار بعض أهل العلم إلى تفرد قتيبة به، انظر الكلام عليه عند حديث أنس السالف برقم (13584) .
وأخرجه الترمذي (554) ، والدارقطني 1/193، والخطيب في "تاريخه" 12/465 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الاسناد.
وأخرجه أبو داود (1220) ، والترمذي (553) ، وابن حبان (1458) و (1593) ، والدارقطني 1/392-393، والبيهقي 3/163، والخطيب 12/466 من طريق قتيبة، به.
وأخرجه أبو داود (1208) ، ومن طريقه الدارقطني 1/392، والبيهقي 3/162-163 عن يزيد بن خالد، عن المفضل بن فضالة والليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل. وقد سلف من طريق هشام =(36/413)
* 22095 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: عَبْدُ اللهِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ التَّنُوخِيِّ قَاضِي إِفْرِيقِيَّةَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَدِمَ الشَّامَ وَأَهْلُ الشَّامِ لَا يُوتِرُونَ فَقَالَ: لِمُعَاوِيَةَ مَا لِي أَرَى أَهْلَ الشَّامِ لَا يُوتِرُونَ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَوَاجِبٌ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: نَعَمْ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " زَادَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ صَلَاةً وَهِيَ الْوِتْرُ، وَقْتُهَا مَا بَيْنَ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ " (1)
22096 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ.
__________
= برقم (22036) بغير هذا اللفظ.
وانظر (21997) .
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زحر وعبد الرحمن بن رافع التنوخي ضعيفان، ثم إنه منقطع، عبد الرحمن بن رافع لم يدرك معاذاً.
ويشهد له حديث أبي بصرة الغفاري، وسيأتي 6/7 وإسناده صحيح.
وحديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6693) ، وانظر تتمة أحاديث الباب عنده.(36/414)
قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ". قَالَ: ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: " فَهَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ " (1)
• 22097 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (2) حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ أَوْ مِثْلَهُ. (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (92) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6267) ، وفي "الأدب المفرد" (943) ، والنسائي في "الكبرى" (10014) ، وأبو عوانة (29) ، والبغوي (49) من طريق همام، به. ولفظ البغوي بنحوه وزاد: فقال: يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: "إذاً يتكلوا" فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (93) من طريق هشام، عن قتادة به. وفيه نحو لفظ البغوي.
وانظر ما سلف برقم (21991) .
(2) وقع في (م) و (ر) و (ق) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، على أنه من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه، وهو خطأ، والصواب أنه من زيادات عبد الله ابن أحمد كما هو في (ظ 5) ، و"أطراف المسند" 5/291.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(36/415)
22098 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، (1) عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
22099 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (3)
22100 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو ابْنَ أَخِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ،
__________
= وأخرجه البخاري (5967) وبإثر (6267) و (6500) ، ومسلم (30) (48) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1839) ، وابن حبان (362) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (81) ، وابن منده في "الإيمان" (92) من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21991) .
(1) قوله: عن أنس، سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (21991) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يدرك معاذ بن جبل.
وأخرجه الطبراني 20/ (371) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وانظر (21996) .(36/416)
عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَذَكَرَ: " كَيْفَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ " قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللهِ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ؟ " قَالَ: فَبِسُنَّةِ (1) رَسُولِ اللهِ قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سَنَةِ رَسُولِ اللهِ؟ " قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُو. قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا يُرْضِي رَسُولَهُ " (2)
22101 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا " (3)
__________
(1) في (م) : فسنة، وفي (ر) : بسنة.
(2) إسناده ضعيف لإبهام أصحاب معاذ، وجهالة الحارث بن عمرو، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22007) .
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/188 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
(3) إسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش.
وأخرجه ابن ماجه (2014) ، والترمذي (1174) ، والشاشي في "مسنده" (1374) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (224) ، وفي "الشاميين" (1166) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/220، وفي "صفة الجنة" (86) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/47 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي، وصحح إسناده الذهبي.(36/417)
22102 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (1)
22103 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16] قَالَ: " قِيَامُ الْعَبْدِ مِنَ اللَّيْلِ " (2)
22104 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ الْمَوْتُ قِيلَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْصِنَا. قَالَ: أَجْلِسُونِي. فَقَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا مَنِ
__________
(1) إسناده ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف ولم يدرك معاذاً، وإسماعيل ابن عياش روايته عن غير أهل بلده ضعيفة، وهذا منها، فإن عبد الله بن عبد الرحمن مكي. وقد صح معناه عن معاذ بغير هذه السياقة، انظر ما سلف برقم (21998) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (2660) ، والطبراني في "الدعاء" (1479) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1356 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يسمع من معاذ. وقد سلف ضمن حديث مطول برقم (22016) .(36/418)
ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا، ثُمَّ أَسْلَمَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يزيد بن عميرة، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ بن عبد الله.
وأخرجه الترمذي (3804) ، والنسائي في "الكبرى" (8253) ، والحاكم 3/270، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/265 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/416 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/98، وابن حبان (7165) والحاكم 1/98 من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" (8514) و20/ (229) ، وفي "الشاميين" (1932) ، والحاكم 1/98، والمزي في "تهذيب الكمال" 32/220 من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. ولم يذكر الطبراني في "الكبير" المرفوع منه.
وأخرجه الحاكم 1/98 من طريق محمد بن عجلان، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، به مختصراً بقول معاذ: العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما.
وأخرجه مطولاً وفيه زيادات ابن سعد 2/352 و352-353 من طريق زيد ابن رفيع، عن معبد الجهني، عن يزيد بن عميرة، عن معاذ.
وأخرجه الحاكم 1/98 من طريق محمد بن شعيب بن شابور، عن النعمان ابن المنذر، عن مكحول، قال: وجع معاذ يوماً وعنده يزيد بن عميرة الزُّبيدي يبكي، فذكره وقال في آخره: فإنه كان يقال: إنه عاشر عشرة في الجنة. =(36/419)
22105 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَيُونُسُ قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَنْعُمَ، عَنْ مَرِيحِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: " إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ؛ فَإِنَّ عِبَادَ اللهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ " (1)
22106 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ،
__________
= وإسناده منقطع، مكحول لم يدرك معاذاً.
وأخرجه مطولاً وفيه زيادات ودون المرفوع منه ابن سعد 2/352، ويعقوب ابن سفيان في "تاريخه" 2/550، والطبراني في "الكبير" 20/ (228) ، والحاكم 4/466 من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن يزيد بن عميرة، عن معاذ. ووقع في إسناد يعقوب بن سفيان: رجل يخدم معاذاً، بدلاً من يزيد بن عميرة، وكلاهما واحد. ورواية ابن سعد مختصرة.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1637) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم ابن العلاء، عن محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم، عن شريح بن عبيد، عن شراحيل بن معشر العبسي، عن معاذ مختصراً بالمرفوع منه. وشيخ الطبراني فيه مجهول، ومحمد بن إسماعيل ضعيف.
(1) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد وهو مدلس تدليس التسوية، وقد عنعن. وقول الألباني في "صحيحه" (353) : إن بقية صرح بالتحديث ليس بشيء، لأنه مَن قَبِلَ حديث بقية، اشترط أن يكون التصريح بالتحديث في جميع السند، وهذا منتف في هذا الحديث عند جميع من أخرج الحديث من طريقه، ومريح بن مسروق لم يوثقه غير ابن حبان 5/464.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1395) من طريق عمرو بن عثمان، وأبو نعيم في "الحلية" 5/155 من طريق كثير بن عبيد، كلاهما عن بقية، بهذا الإسناد.
وسيأتي (22118) .(36/420)
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ بَنِي ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ " (1)
22107 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ (2) ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ يَثِقُ بِهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ (3) وَالنَّاحِيَةَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ " (4)
22108 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ عُمَيْرٍ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً فَأَحْسَنَ فِيهَا الرُّكُوعَ
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه الترمذي (2545) ، والبزار في "مسنده" (2644) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (257) من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1342) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (118) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران أبي العوام، به.
وانظر ما سلف برقم (22024) .
(2) في (م) : حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد الوارث، وهو خطأ.
(3) في (ظ 5) و (ر) : الشاذة والقاصية.
(4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن معاذ وعمر بن إبراهيم -وهو العبدي البصري- في حديثه عن قتادة ضعف، وقد سلف برقم (22029) بإسقاط الرجل المبهم.(36/421)
وَالسُّجُودَ، وَالْقِيَامَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: " هَذِهِ صَلَاةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ سَأَلْتُ رَبِّي فِيهَا ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَلَمْ يُعْطِنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَقْتُلَ أُمَّتِي بِسَنَةِ جُوعٍ فَيَهْلَكُوا فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِي " (1)
22109 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا جَهْضَمٌ يَعْنِي الْيَمَامِيَّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ سَلَّامِ بْنِ أَبِي سَلَّامٍ نَسَبُهُ إِلَى جَدِّهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: احْتَبَسَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيعًا، فَثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ وَصَلَّى وَتَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ. قَالَ: " كَمَا أَنْتُمْ عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ (2) ". ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: " إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمُ الْغَدَاةَ إِنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ، فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي فَنَعَسْتُ فِي صَلَاتِي حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، وشريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع فيما سيأتي برقم (22125) ، وكما سيأتي في التخريج.
وأخرجه الطبراني 20/ (279) من طرق عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد.
وانظر (22082) .
(2) قوله: كَمَا أَنْتُمْ، ليس في (م) .(36/422)
فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي يَا رَبِّ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي رَبِّ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي يا رَبِّ (1) ، فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ. قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْتُ: نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ، وَجُلُوسٌ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَواتِ، (2) وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ. قَالَ: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟ قُلْتُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الْكَلَامِ، وَالصَّلَاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. قَالَ: سَلْ. قُلْتُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ ". وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا وَتَعَلَّمُوهَا " (3)
__________
(1) قوله: "قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري يا رب" سقط من (م) .
(2) في (م) : الصلاة.
(3) ضعيف لاضطرابه، ومداره على عبد الرحمن بن عائش، وقد اختُلف فيه عليه كما سلف بيانه عند حديث ابن عباس (3484) ، وبرقم (16621) في حديث بعض أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن عائش من "تهذيب الكمال" 17/203-205 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(36/423)
22110 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ قَالَ:
__________
= وأخرجه الترمذي في "سننه" (3235) ، وهو في "العلل الكبير" 2/895-896، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/542، والمزي 17/205 من طريق معاذ بن هانئ، عن جهضم بن عبد الله، به. ولم يُذكر أبو سلام في إسناد ابن خزيمة.
وخالف أبا سعيد مولى بني هاشم ومعاذَ بن هانئ محمدُ بن سنان العوقي -وهو ثقة- فرواه عن جهضم، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أبي سلاّم، عن جده ممطور، عن أبي عبد الرحمن السكسكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. فجعل مكان عبد الرحمن بن عائش أبا عبد الرحمن السكسكي، وإنما أراد عبد الرحمن بن عائش كما قال الدارقطني في "العلل" 6/57. وأخرجه
الطبراني 20/ (216) عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي، عن محمد بن سنان، بهذا الإسناد. وحفص بن عمر حدث بغير حديث لم يتابع عليه، قاله أبو أحمد الحاكم، وقال ابن حبان في "الثقات": ربما أخطأ. وأبو عبد الرحمن السكسكي لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه بمثل رواية محمد بن سنان العوقي ابن عدي في "الكامل" 6/2344، والطبراني 20/ (216) ، والمزي 17/206 من طريق موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، بمثل إسناد الطبراني السابق. وموسى بن خلف قال ابن حبان في "المجروحين" 20/240: كان رديء الحفظ يروي عن قتادة أشياء مناكير، وعن يحيى بن أبي كثير مالا يشبه حديثه، فلما كثر ضَرْبُ
هذا في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الأثبات وانفرد جميعاً.
وضعفه ابن معين، وقال الدراقطني: ليس بالقوي، يعتبر به.
وأخرجه البزار (2668) ، وابن خزيمة 1/545، والطبراني 1/ (290) والحاكم 1/521 من طريق سعيد بن سويد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. وعبد الرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الكوفي ضعيف، والراوي عنه -وهو سعيد بن سويد- في عداد المجهولين، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ.(36/424)
سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْنُهُ لَوْنُ الزَّعْفَرَانِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ عَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ مُخْلِصًا أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ شَهِيدٍ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ وَمَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (1)
22111 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان، واسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
وأخرجه ابن حبان (3191) و (4618) من طريق زيد بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"20/ (206) ، وفي "الشاميين" (189) و (3537) ، والبيهقي في "السنن" 9/170 من طريق غسان بن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثوبان، به. وسقط من إسناد البيهقي كثير بن مرة.
وأخرجه أبو داود (2541) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (137) ، والبيهقي في "الشعب" (4251) من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الرحمن بن ثوبان، به. وأسقط من إسناده كثير بن مرة، وتحرف مالك بن يخامر إلى مالك ابن عامر عند البيهقي، واقتصر ابن أبي عاصم على أوله.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (678) و (2491) من طريق إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية وأرطاة بن المنذر، عن كثير بن مرة، عن معاذ ليس فيه مالك بن يخامر. واقتصر على أوله.
وانظر (22014) .(36/425)
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ غَضَبُهُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " (1)
22112 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَعِيدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ لَقِيَ امْرَأَةً لَا يَعْرِفُهَا، فَلَيْسَ يَأْتِي الرَّجُلُ مِنَ امْرَأَتِهِ شَيْئًا إِلَّا قَدْ أَتَاهُ مِنْهَا غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يُجَامِعْهَا؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] الْآيَةَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ ". قَالَ مُعَاذٌ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: " بَلْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ وقد اختلف فيه على عبد الملك بن عمير كما سلف بيانه في الرواية رقم (22086) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (288) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3452) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (389) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه الترمذي (3452) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، به.
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أنه منقطع.
عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع معاذاً. =(36/426)
22113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاذٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ " (1)
22114 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ طَاهِرًا، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ
__________
= وأخرجه الترمذي (3113) ، والطبري في "التفسير" 12/136، والطبراني في "الكبير" 20/ (277) من طرق عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (278) ، والدارقطني 1/134، والحاكم 1/135، والبيهقي 1/125، والواحدي في "الوسيط" 2/594، وفي "أسباب النزول" ص 181 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7328) ، والطبري 12/136 من طريق شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي ليلى مرسلا لم يذكر فيه معاذاً، ووقع ذكره في المطبوع من "السنن الكبرى"، وهو خطأ يصوب من "تحفة الأشراف" 8/409.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3653) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس -وهو الجذامي- فقد روى له النسائي، وله صحبة، لكنه منقطع، فقتادة لم يسمع من قيس الجُذامي كما بيّناه عند الرواية رقم (17326) .
وقد سلف الحديث في مسند عقبة بن عامر برقم (17326) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن قيس الجذامي، عن عقبة.(36/427)
خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (1)
22115 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (2)
22116 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (3) ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ يَخَامِرَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ،، وَقَالَ رَوْحٌ حَدَّثَهُمْ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ،، وَقَالَ رَوْحٌ: قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقًا، ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَلَهُ أَجْرُ الشُّهَدَاءِ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ،، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كَأَغَرِ (4) ، وَرَوْحٌ: كَأَغْزَرِ، وَحَجَّاجٌ: كَأَعَزِّ مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع فيما سلف برقم (22048) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يدرك معاذ بن جبل.
وانظر (21996) .
(3) تحرف في (م) إلى: جعفر.
(4) في (م) : كأغزر.(36/428)
وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ، وَمَنْ جُرِحَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ " (1)
22117 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قُرًى عَرَبِيَّةٍ فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ حَظَّ الْأَرْضِ " قَالَ سُفْيَانُ: حَظُّ الْأَرْضِ: الثُّلُثُ وَالرُّبُعُ (2)
22118 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَنْعُمَ، عَنْ مَرِيحِ بْنِ مَسْرُوقٍ، (3) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ " إِيَّايَ وَالتَّنَعُّمَ؛ فَإِنَّ عِبَادَ اللهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ " (4)
22119 - حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ،
__________
(1) إسناده صحيح، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22014) .
وأخرجه الترمذي (1654) و (1657) ، والحاكم في "المستدرك" 2/77، والبيهقي في "الشعب" (4249) من طريق روح بن عبادة وحده، بهذا الإسناد.
وتحرف عند البيهقي مالك بن يخامر إلى مالك بن عامر، ورواية الحاكم والبيهقي دون قوله: "من جرح جرحاً في سبيل ... إلخ".
(2) إسناده ضعيف، جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف، ومحمد بن زيد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (21990) .
(3) تحرف في (م) إلى: مريح عن مسروق.
(4) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد، وهو مدلس تدليس التسوية، وقد عنعن. وانظر (22105) .(36/429)
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ". فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ. قَالَ: " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " قَالَ: وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ: الصُّنَابِحِيَّ، وَأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَوْصَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عقبة بن مسلم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة.
المقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري، والصنابحي: هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة.
وأخرجه أبو داود (1522) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (109) ، والبزار في "مسنده" (2661) ، وابن خزيمة (751) ، وابن حبان (2020) و (2021) ، والطبر اني في "الكبير" 20/ (110) ، وفي "الدعاء" (654) ، والحاكم 1/273 و3/273-274، وأبو نعيم في "الحلية" 1/241 و5/130 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/53 من طريق عبد الله بن وهب، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (118) من طريق يحيى بن يعلى، كلاهما عن حيوة بن شريح، به.
وأخرجه الطبراني 20/ (250) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن عقبة، به.
وأسقط من إسناده الصنابحي. وابن لهيعة سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (218) ، وفي "الشاميين" (1650) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم بن زرعة، عن شُريح ابن عبيد، عن مالك بن يَخامر، عن معاذ. ومحمد بن إسماعيل ضعيف. =(36/430)
22120 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، (1) حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: إِنْ كَانَ عُمَرُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَا رَأَى فِي يَقَظَتِهِ أَوْ نَوْمِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَإِنَّهُ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا فِي الْجَنَّةِ إِذْ رَأَيْتُ فِيهَا دَارًا فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " (2)
__________
= وسيأتي (22126) .
وقد سلف هذا الدعاء من حديث أبي هريرة برقم (7982) دون تقييده دبر الصلاة.
(1) تحرف في (م) إلى: بكر.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أنه منقطع، فإن مصعب بن سعد -وهو ابن أبي وقاص- لم يسمع من معاذ.
محمد بن بشر: هو ابن الفُرافِصة العبدي، ومسعر: هو ابن كِدام.
وأخرجه الطبراني 20/ (308) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 20/ (309) من طريق محمد بن بشر، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/27، وابن أبي عاصم في "السنة" (1265) ، والشاشي في "مسنده" (1364) ، والطبراني 20/ (309) ، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (483) من طرق عن مسعر بن كدام، به.
وأخرجه ابن عدي 7/2692 من طريق يحيى بن اليمان، عن سفيان الثوري، عن مسعر بن كدام، به. قال الدارقطني في "العلل" 5/277: ولا يصح الثوري فيه. قلنا: ويحيى بن اليمان صدوق كثير الخطأ.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/82-83 من طريق يحيى بن اليمان، عن سفيان الثوري، عن مسعر، عن عبد الملك، عن النزال بن سبرة، عن ابن =(36/431)
22121 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ". ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ (1) كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا ". أَوْ كَمَا " أَنَّكَ قَاعِدٌ " يَعْنِي: مُعَاذًا (2)
__________
= مسعود. وهو وهم آخر من يحيى بن اليمان، حيث جعله من حديث النزال بن سبرة، عن ابن مسعود.
وأخرجه ابن حبان (6884) ، وابن عدي 7/2692 من طريق يحيى بن اليمان، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الثوري.
وانظر (22035) .
(1) في (م) : الحق.
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن ثوبان. وأورد حديثه هذا الإمام الذهبي في "الميزان" في جملة مناكيره.
وأخرجه أبو داود (4294) ، والخطيب في "تاريخه" 10/223 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3530) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (4252) عن علي بن الجعد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (519) من طريق الهيثم بن جميل، كلاهما عن ابن ثوبان، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/193، والحاكم 4/420-421 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن عبد الله بن محيريز، أن معاذ بن جبل كان يقول: ... فذكره موقوفاً. وعبد الله بن محيريز لم يسمع من معاذ.
وانظر ما سلف برقم (22023) و (22045) .(36/432)
22122 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ غَنْمٍ، عَنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ بِالنَّاسِ قِبَلَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَكِبُوا، فَلَمَّا أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ نَعَسَ النَّاسُ عَلَى أَثَرِ الدُّلْجَةِ، وَلَزِمَ مُعَاذٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو أَثَرَهُ، وَالنَّاسُ تَفَرَّقَتْ بِهِمْ رِكَابُهُمْ عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ (1) تَأْكُلُ وَتَسِيرُ، فَبَيْنَمَا مُعَاذٌ عَلَى أَثَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَاقَتُهُ تَأْكُلُ مَرَّةً وَتَسِيرُ أُخْرَى عَثَرَتْ نَاقَةُ مُعَاذٍ، فَكَبَحَهَا بِالزِّمَامِ، فَهَبَّتْ حَتَّى نَفَرَتْ مِنْهَا نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَشْفَ عَنْهُ قِنَاعَهُ، فَالْتَفَتَ فَإِذَا لَيْسَ مِنَ الْجَيْشِ رَجُلٌ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنْ مُعَاذٍ، فَنَادَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ ". قَالَ: لَبَّيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ. قَالَ: " ادْنُ دُونَكَ ". فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى لَصِقَتْ رَاحِلَتَاهُمَا إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كُنْتُ أَحْسِبُ النَّاسَ مِنَّا كَمَكَانِهِمْ مِنَ الْبُعْدِ ". فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ نَعَسَ النَّاسُ، فَتَفَرَّقَتْ بِهِمْ رِكَابُهُمْ تَرْتَعُ وَتَسِيرُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا كُنْتُ نَاعِسًا ". فَلَمَّا رَأَى مُعَاذٌ بُشْرَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ وَخَلْوَتَهُ لَهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي أَسْأَلْكَ عَنْ كَلِمَةٍ قَدْ أَمْرَضَتْنِي وَأَسْقَمَتْنِي وَأَحْزَنَتْنِي. فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَلْنِي عَمَّ شِئْتَ ". قَالَ: يَا نَبِيَّ
__________
(1) في (ق) و (م) : الطرق.(36/433)
اللهِ، حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ لَا أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا. قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَخٍ بَخٍ بَخٍ لَقَدْ سَأَلْتَ بِعَظِيمٍ، لَقَدْ سَأَلْتَ بِعَظِيمٍ، ثَلَاثًا، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ "، فَلَمْ يُحَدِّثْهُ بِشَيْءٍ إِلَّا قَالَهُ لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَعْنِي أَعَادَهُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ حِرْصًا لِكَيْ مَا يُتْقِنَهُ عَنْهُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا حَتَّى تَمُوتَ، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ " فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَعِدْ لِي فَأَعَادَهَا لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ يَا مُعَاذُ بِرَأْسِ هَذَا الْأَمْرِ، وَقَوَامِ هَذَا الْأَمْرِ وَذُرْوَةِ السَّنَامِ ". فَقَالَ مُعَاذٌ: بَلَى بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ فَحَدِّثْنِي. فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَأْسَ هَذَا الْأَمْرِ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنَّ قَوَامَ هَذَا الْأَمْرِ إِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَإِنَّ ذُرْوَةَ السَّنَامِ مِنْهُ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، وَيَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدِ اعْتَصَمُوا وَعَصَمُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ "
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا شَحَبَ وَجْهٌ، وَلَا اغْبَرَّتْ قَدَمٌ فِي عَمَلٍ تُبْتَغَى فِيهِ دَرَجَاتُ الْجَنَّةِ بَعْدَ(36/434)
الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ كَجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا ثَقُلَ مِيزَانُ عَبْدٍ كَدَابَّةٍ تَنْفُقُ لَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ يَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ " (1)
__________
(1) الحديث من سؤال معاذ إلى آخره صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "ما شحب وجه ... إلخ" فإنه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (31) ، وعبد بن حميد (113) ، وابن ماجه (72) ، والبزار في "مسنده" (2669) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (115) و (117) ، والدارقطني 1/232-233 من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وروايتهم غير البزار مختصرة.
وأخرجه البزار (2670) ، والطبراني في "الشاميين" (2938) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، به.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1478) من طريق سعيد بن مسروق، عن أيوب، عن شهر، به. وأيوب هذا عيَّنه الطحاوي بابن عبد الله بن مِكرز، وهو سبق قلم منه رحمه الله، فأيوب الذي في هذا السند هو أيوب بن كريز، كما حققناه هناك.
وقد روي الحديث من طريق أيوب بن كريز، عن عبد الرحمن بن غنم دون واسطة كما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/426، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (195) ، والطبراني في "الكبير" (137) . وأيوب بن كريز مجهول.
وأخرجه مختصراً البزار (27 - كشف الأستار) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3528) ، وابن حبان (214) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (122) ، وفي "الشاميين" (222) من طريق علي بن الجعد، عن عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن معاذ بن جبل. وعن عمير بن هانئ، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ.
وفي باب قوله: "إنما أمرت أن أقاتل الناس ... إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (8163) . =(36/435)
22123 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ الصَّلَاةَ أُحِيلَتْ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ فَذَكَرَ أَحْوَالَهَا قَطُّ. (1)
22124 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ قَالَ: أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أُحِيلَتِ الصَّلَاةُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، وَأُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، فَأَمَّا أَحْوَالُ الصَّلَاةِ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَهُوَ يُصَلِّي سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً
__________
= وفي باب قوله: "ما شحب وجه ولا اغبرَّتْ قدم ... إلخ" حديث أبي هريرة مرفوعاً: "أفضل الأعمال عند الله: إيمان لا شك فيه، وغزو لا غلول فيه.. إلخ" سلف برقم (7511) وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله: "ولا ثقل ميزان عبدٍ كدابة تنفق ... إلخ" حديث أبي مسعود الأنصاري: أن رجلاً تصدق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لتأتين يوم القيامة بسبع مئة ناقة مخطومة " سلف برقم (17094) .
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير فليح -وهو ابن سليمان- فهو وإن روى له الشيخان، فهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، فهو منقطع، وقد اختلف فيه على ابن أبي ليلى كما سيأتي في الحديث التالي.
وأخرجه الطحاوي 1/134 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، بهذا الإسناد.(36/436)
تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] قَالَ: فَوَجَّهَهُ اللهُ إِلَى مَكَّةَ قَالَ: فَهَذَا حَوْلٌ. قَالَ: وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ لِلصَّلَاةِ وَيُؤْذِنُ بِهَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى نَقَسُوا أَوْ كَادُوا يَنْقُسُونَ. قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ وَلَوْ قُلْتُ إِنِّي لَمْ أَكُنْ نَائِمًا لَصَدَقْتُ، إِنِّي بَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ رَأَيْتُ شَخْصًا عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (1) . مَثْنَى مَثْنَى حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْأَذَانِ، ثُمَّ أَمْهَلَ سَاعَةً. قَالَ: ثُمَّ قَالَ مِثْلَ الَّذِي قَالَ غَيْرَ أَنَّهُ يَزِيدُ فِي ذَلِكَ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِّمْهَا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ بِهَا ". فَكَانَ بِلَالٌ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ بِهَا. قَالَ: وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ قَدْ طَافَ بِي مِثْلُ الَّذِي أَطَافَ بِهِ غَيْرَ أَنَّهُ سَبَقَنِي فَهَذَانِ حَوْلَانِ. قَالَ: وَكَانُوا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ، وَقَدْ سَبَقَهُمْ بِبَعْضِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ يُشِيرُ إِلَى الرَّجُلِ إِذَا جَاءَ كَمْ صَلَّى؟ فَيَقُولُ: وَاحِدَةً أَوْ اثْنَتَيْنِ فَيُصَلِّيهَا، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعَ الْقَوْمِ فِي صَلَاتِهِمْ قَالَ: فَجَاءَ مُعَاذٌ فَقَالَ: لَا أَجِدُهُ عَلَى حَالٍ أَبَدًا إِلَّا كُنْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ
__________
(1) ذكر في (م) : أشهد أن لا إله إلا الله مرتين.(36/437)
قَضَيْتُ مَا سَبَقَنِي. قَالَ: فَجَاءَ وَقَدْ سَبَقَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِهَا قَالَ: فَثَبَتَ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَامَ فَقَضَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ قَدْ سَنَّ لَكُمْ مُعَاذٌ فَهَكَذَا فَاصْنَعُوا " فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَحْوَالٍ، وَأَمَّا أَحْوَالُ الصِّيَامِ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَقَالَ يَزِيدُ: فَصَامَ تِسْعَةَ (1) عَشَرَ شَهْرًا مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ إِلَى رَمَضَانَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَصَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ثُمَّ إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْهِ الصِّيَامَ، فَأَنْزَلَ اللهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] قَالَ: فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَطْعَمَ مِسْكِينًا، فَأَجْزَأَ ذَلِكَ عَنْهُ قَالَ: ثُمَّ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الْآيَةَ الْأُخْرَى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185] إِلَى قَوْلِهِ {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185] قَالَ: فَأَثْبَتَ اللهُ صِيَامَهُ عَلَى الْمُقِيمِ الصَّحِيحِ، وَرَخَّصَ فِيهِ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ وَثَبَّتَ الْإِطْعَامَ لِلْكَبِيرِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ، فَهَذَانِ حَوْلَانِ.
__________
(1) في (م) و (ق) : سبعة: وهو مخالف لما قاله في آخر الحديث.
وقوله: سبعة عشر محتمل إذا لم نُدخل في الحساب الطرفين: ربيع الأول ورمضان.(36/438)
قَالَ: وَكَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَأْتُونَ النِّسَاءَ مَا لَمْ يَنَامُوا، فَإِذَا نَامُوا امْتَنَعُوا. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ صِرْمَةُ ظَلَّ يَعْمَلُ صَائِمًا حَتَّى أَمْسَى فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ نَامَ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ حَتَّى أَصْبَحَ فَأَصْبَحَ صَائِمًا قَالَ: فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ جَهَدَ جَهْدًا شَدِيدًا قَالَ: " مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَهَدْتَ جَهْدًا شَدِيدًا؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي عَمِلْتُ أَمْسِ فَجِئْتُ حِينَ جِئْتُ، فَأَلْقَيْتُ نَفْسِي فَنِمْتُ، وَأَصْبَحْتُ حِينَ أَصْبَحْتُ صَائِمًا. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ قَدْ أَصَابَ مِنَ النِّسَاءِ مِنْ جَارِيَةٍ أَوْ مِنْ حُرَّةٍ بَعْدَ مَا نَامَ، وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] إِلَى قَوْلِهِ {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187] وَقَالَ يَزِيدُ فَصَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ إِلَى رَمَضَانَ (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- فقد روى له البخاري استشهاداً وأصحاب السنن، وكان قد اختلط، ورواية أبي النضر -وهو هاشم بن القاسم- ويزيد بن هارون بعد الاختلاط، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، فهو منقطع، وقد اختُلف فيه على ابن أبي ليلى كما سيأتي في التخريج، وكما سلف برقم (22027) .
وأخرجه الحاكم 2/274 من طريق أبي النضر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (507) ، وابن خزيمة (381) ، والشاشي (1362) و (1363) من طريق يزيد بن هارون وحده، به.
وأخرجه الطيالسي (566) ، وأبو داود (507) ، والطبري 2/4 و131 و132-133، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (478) ، والطبراني =(36/439)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 20/ (270) ، والبيهقي 1/391 و420-421 و2/296 و4/200 من طرق عن المسعودي، به. وكلهم ممن روى عنه بعد الاختلاط.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/61 من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن مرة، به مختصراً بقصة الأذان.
وأخرجه الشاشي (1358) ، والطبراني 20/ (269) من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن مرة، به مختصراً بلفظ: "إذا أتى أحدكم الإمام وهو على حال، فليصنع كما يصنع".
وأخرجه الترمذي (591) ، والشاشي (1359) ، والطبراني 20/ (267) ، والبغوي (825) من طريق حجاج، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن علي. وعن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ، كلاهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع".
وأخرجه مختصراً كذلك الشاشي (1361) ، والطبراني 20/ (268) من طريق حجاج، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن أشياخهم، عن معاذ. وأخرجه البخاري تعليقاً في كتاب الصيام، باب وعلى الذين يطيقونه، والبيهقي 4/200، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/185 من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب
محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فذكره مختصراً بقصة النسخ في الصيام دون النسخ الثالث.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 1/204، وأبو داود (506) ، وابن خزيمة (383) ، والطبري 2/131 و133، والحازمي في "الاعتبار" ص 143 من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، حدثنا أصحابنا. وفي آخر رواية ابن خزيمة: قال عمرو: حدثني بهذا حصين -يعني ابن عبد الرحمن- عن ابن أبي ليلى، وقال شعبة: وقد سمعته من حصين، عن ابن أبي ليلى.
وقد سلفت رواية حصين عن ابن أبي ليلى، عن معاذ برقم (22033) مختصرة بقصة المسبوق في صلاته.(36/440)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (1788) ، ومن طريقه ابن خزيمة (382) ، وأخرجه ابن خزيمة أيضاً (382) من طريق المخزومي كلاهما (عبد الرزاق والمخزومي) عن سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أهمه الأذان، فذكره مرسلاً مختصراً بقصة الأذان.
وأخرجه مختصراً كذلك ابن خزيمة (382) من طريق شريك، عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (479) من طريق هشيم، عن حصين، عن ابن أبي ليلى، عن رجل من الأنصار يقال له صرمة، وكان شيخاً كبيراً ... فذكر قصة الرجل وقصة عمر في آخره.
وانظر ما قبله.
ويشهد لقصة القبلة حديث البراء عند البخاري (40) وقد سلف في "المسند" (18496) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
ويشهد لقصة الناقوس والأذان دون ذكر ألفاظه حديث ابن عمر السالف برقم (6357) ، وفيه: فقال عمر: أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا بلال: قم فناد بالصلاة" ولم يذكر قصة عبد الله بن زيد، وانظر كلامنا عليه هناك.
وحديث أنس عند البخاري (603) .
وفي باب صوم عاشوراء قبل رمضان عن ابن مسعود سلف برقم (4024) وانظر تتمة شواهده هناك. وفي مسألة فرضية عاشوراء ونسخ ذلك برمضان خلاف انظره في "الفتح" 4/103.
وفي باب نسخ قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ) [البقرة: 184] عن ابن عمر عند البخاري (1949) و (4506) .
وعن سلمة بن الأكوع عند البخاري (4507) ، ومسلم (1145) ، وأبي داود (2315) ، والنسائي 4/190.
ويعارضه حديث ابن عباس عند البخاري (4505) ، والنسائي 4/190، =(36/441)
22125 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً فَأَحْسَنَ فِيهَا الْقِيَامَ وَالْخُشُوعَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ قَالَ: " إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ سَأَلْتُ اللهَ فِيهَا ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَبْعَثَ عَلَى أُمَّتِي عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَجْتَاحَهُمْ فَأَعْطَانِيهِ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَبْعَثَ عَلَيْهِمْ سَنَةً تَقْتُلُهُمْ جُوعًا فَأَعْطَانِيهِ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَرَدَّهَا عَلَيَّ " (1)
__________
= وأبي داود (2316) و (2317) و (2318) ، قال: ليست منسوخة: هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما. قال الحافظ في "الفتح" 8/180: هذا مذهب ابن عباس، وخالفه الأكثر، وفي هذا الحديث الذي بعده -يعني حديث ابن عمر وحديث سلمة بن الأكوع- ما يدل على أنها منسوخة.
ويشهد لقصة صرمة في آخره حديث البراء عند البخاري (1915) ، وقد سلف في "المسند" (18611) .
ويشهد لقصة عمر حديث كعب بن مالك سلف برقم (15795) ، وفيه أن الذي نام هو امرأته.
قال السندي: قوله: نقسوا: من النَّقْس من حد نصر، أي: ضربوا بالناقوس، وجعله بعضهم من التنقيس بمعنى الضرب بالناقوس.
قوله: فكان الرجل: يعني: الخارج من الصلاة المريد لدخوله فيها يشير إلى الرجل الداخل فيها، يسأله حتى يعرف عدد ما سُبق به، فيأتي بذلك العدد أولاً ثم يصلي مع الإمام، فيقول: أي الذي في الصلاة، إما القول باللسان حين كان الكلام مباحاً في الصلاة، أو القول بالإشارة. قلنا: وقد سلف برقم (22033) ، وفيه: فأَوْمَؤوا إليه.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الرحمن بن أبي ليلى =(36/442)
22126 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ. قَالَ: " فَإِنِّي أُوصِيكَ بِكَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ فِي كُلِّ صَلَاةٍ: اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " (1)
22127 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (2)
__________
= لم يسمع من معاذ.
وانظر (22082) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عقبة بن مسلم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (690) ، والشاشي (1343) ، والطبراني في "الدعاء" (654) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وانظر (22119) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح بن أبي عريب روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو داود (3116) ، والبزار في "مسنده" (2626) ، والشاشي في "مسنده" (1372) و (1373) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (221) ، وفي "الدعاء" (1471) ، والحاكم 1/351 و500-501 من طريق أبي عاصم الضحاك بن =(36/443)
22128 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ فِي غَيْرِ مَطْمَعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ حَيْثُ لَا مَطْمَعَ " (1)
22129 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ قَالَ: " بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ بَقَرَةً تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً، أَوْ قَالَ: جَذَعًا أَوْ جَذَعَةً، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً بَقَرَةً مُسِنَّةً، وَمِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا
__________
= مخلد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21998) .
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/136 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقرن بعثمان بن عمر محمد بن بشر، ورواية محمد بن بشر سلفت برقم (22021) .
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/218-219، والبزار في "مسنده" (2662) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (179) ، وفي "الدعاء" (1387) ، والحاكم 1/533، والقضاعي في "مسند الشهاب" (715) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (286) ، والبغوي (1363) من طرق عن عبد الله بن عامر، به.
وقوله: "إلى طَبع": قال أبو عبيد: الطَّبَع: الدنس والعيب، وكل شينٍ في دين أو دنيا، فهو طبع.(36/444)
أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ " (1)
22130 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَفْضَلِ الْإِيمَانِ قَالَ: " أَنْ تُحِبَّ لِلَّهَ، وَتُبْغِضَ لِلَّهِ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ ". قَالَ: وَمَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ " (2)
22131 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، لكنه قد توبع، وأبو وائل -وهو شقيق بن سلمة- قد أدخل بينه وبين معاذ مسروقاً كما سلف بيانه عند الرواية رقم (22037) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين -وهو ابن سعد- وضعف زبان، وهو ابن فائد. وقد وقع في هذا الإسناد خطأ، حيث جعله من حديث معاذ بن أنس، عن معاذ بن جبل، والصواب أنه من حديث معاذ بن أنس الجهني كما سلف في مسنده برقم (15617) و (15638) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (426) من طريق محمد بن أبي السري، عن رشدين بن سعد، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجعله من مسند معاذ بن أنس. وسيأتي (22132) .
ولقوله: "أن تُحبَّ لله وتبغض لله" انظر حديث معاذ الجهني السالف برقم (15617) و (15638) .
ولقوله: "وتُعمل لسانك في ذكر الله" انظر ما سلف برقم (22079) .
وفي باب قوله: "وأن تحب للناس ما تحب لنفسك" سلف عن أنس بن مالك برقم (12801) .(36/445)
قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْثُرُ، عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: " وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ، وَيَتَجَالَسُونَ فِيَّ وَيَتَبَاذَلُونَ فِيَّ " (1)
22132 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ (2) بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَفْضَلِ الْإِيمَانِ قَالَ: " أَفْضَلُ الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ لِلَّهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ ". قَالَ: وَمَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تَقُولَ خَيْرًا أَوْ تَصْمُتَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر، واسمه نجيح ابن عبد الرحمن، وفي سماع أبي إدريس الخولاني من معاذ خلاف، انظره عند الحديث رقم (22002) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (153) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 20/ (152) من طريق عاصم بن علي عن أبي معشر، به.
وذكر قصة في أوله.
وانظر (22002) .
(2) تحرف في (م) إلى: سهيل.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وضعف زبان بن فائد، وقد وقع في هذا الإسناد خطأ، حيث جعله من حديث معاذ =(36/446)
22133 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَأُنَبِّئُكَ بِأَبْوَابٍ مِنَ الْخَيْرِ: 10 الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَقِيَامُ الْعَبْدِ مِنَ اللَّيْلِ ". ثُمَّ قَرَأَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] (1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "
22134 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ سَمِعَ
__________
= ابن أنس، عن معاذ بن جبل، والصواب أنه من حديث معاذ بن أنس الجهني، كما سلف في مسنده برقم (15617) عن حسن بن موسى، بهذا الإسناد، وبرقم (15638) أيضاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (425) من طريق أسد بن موسى، عن عبد الله بن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، ولم يذكر فيه معاذاً.
وانظر (22130) .
وفي باب قوله: "وأن تقول خيراً أو تصمت"، سلف عن عبد الله بن عمرو برقم (6621) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يدرك معاذاً.
وأخرجه مطولاً في "الكبير" 20/ (200) من طريق هدبةَ بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22016) .(36/447)
مُنَادِيًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ فَقَالَ: " عَلَى الْفِطْرَةِ ". فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. فَقَالَ: " شَهِدَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ ". قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " خَرَجَ مِنَ النَّارِ انْظُرُوا فَسَتَجِدُونَهُ إِمَّا رَاعِيًا مُعْزِبًا، وَإِمَّا مُكَلِّبًا " فَنَظَرُوهُ فَوَجَدُوهُ رَاعِيًا حَضَرَتْهُ الصَّلَاةُ فَنَادَى بِهَا (1)
22135 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذٍ، والحكم بن عبد الملك ضعيف، وعمار بن ياسر كذا هو في أصولنا الخطية: عمار بن ياسر، وفي "التاريخ الكبير" 7/28 و"الجرح والتعديل" 6/392 و"ثقات ابن حبان" 7/284: عمار بن عبد الله بن يسار الجهني، يعد في الكوفيين، عن ابن أبي ليلى والشعبي، روى عنه ابن عيينة ومروان بن
معاوية. فإن كان هو، فقد نسب إلى جده مع تحريف في اسمه، وإلا فلا ندري من هو، ووقع عند الطبراني في "الصغير" عمار بن محمد، وقال: عمار الذي روى هذا الحديث عن ابن أبي ليلى هو عمار العبسي، كوفي ثقة؟! ولم نظفر بترجمته.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (768) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 8/220 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد الطبراني تحريف، قال: عن عمار، عن محمد بن عبد الرحمن، بدل قوله: عمار بن محمد، عن عبد الرحمن.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3861) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: "مُعزباً": اسم فاعل من أعزب فُلان، أي: طلب الكلأ بعيداً.
"مكلِّباً": اسم فاعل من التكليب: أي: صائداً خرج في طلب الصيد.(36/448)
عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: " لَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوْقَاصِ الْبَقَرِ شَيْئًا " (1)
22136 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ الطَّاعُونَ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّ هَذَا الرِّجْزَ قَدْ وَقَعَ فَفِرُّوا مِنْهُ فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَلَمْ يُصَدِّقْهُ بِالَّذِي قَالَ فَقَالَ: بَلْ هُوَ شَهَادَةٌ وَرَحْمَةٌ وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللهُمَّ أَعْطِ مُعَاذًا وَأَهْلَهُ نَصِيبَهُمْ مِنْ رَحْمَتِكَ. قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَعَرَفْتُ الشَّهَادَةَ وَعَرَفْتُ الرَّحْمَةَ وَلَمْ أَدْرِ مَا دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ حَتَّى أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي إِذْ قَالَ فِي دُعَائِهِ: " فَحُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونٌ، فَحُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونٌ ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ تَدْعُو بِدُعَاءٍ. قَالَ: " وَسَمِعْتَهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا، وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَأَبَى عَلَيَّ، أَوْ قَالَ فَمَنَعَنِيهَا، فَقُلْتُ:
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، غير أن طاووساً لم يدرك معاذاً.
وهو مكرر (22010) .(36/449)
حُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونًا حُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونًا حُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مرسل، فإن أبا قلابة لم يدرك زمن الطاعون، لكن ما ساقه في قصة الطاعون صحيح، وقد روي من غير وجه. انظر ما سلف برقم (22085) ، وما سلف في مسند شرحبيل بن حسنة بالأرقام (17753-17755) .
والشطر الثاني منه مرسل أيضاً، وقد صح منه دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا يهلك أمته ... إلخ دون قوله: "حمى إذاً أو طاعوناً". انظر ما سلف برقم (22082) .(36/450)
حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ الصُّدَيِّ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ عَمْرِو وَيُقَالُ: ابْنُ وَهْبٍ الْبَاهِلِيِّ، (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
22137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَضَّلَنِي رَبِّي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ، أَوْ قَالَ عَلَى الْأُمَمِ، بِأَرْبَعٍ قَالَ: أُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَجُعِلَتِ الْأَرْضُ كُلُّهَا لِي وَلِأُمَّتِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي الصَّلَاةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَعِنْدَهُ طَهُورُهُ،
__________
(1) هو صُدَي بن عَجْلان بن وَهْب، ويقال: ابن عمرو، الباهلي، صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نزيل حمص، روى علماً كثيراً، وكان في حَِجَّة الوداع ابن ثلاثين سنة، وهو آخر من بقي بالشام من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات رضي الله عنه في قرية يقال لها: دَنوة، على عشرة أميال من حمص سنة 86هـ، وقيل: سنة 81هـ.
روى الإمام أحمد (22140) وغيره من طريق رجاء بن حيوة عن أبي أمامة، قال: يا رسول الله، ادعُ الله لي بالشهادة، فقال: "اللهم سلِّمهم وغنِّمهم" قال: فسلِمْنا وغنِمْنا -فعل ذلك في ثلاث غزوات- ثم قال: يا رسول الله، مرني بعمل، قال: "عليك بالصَّوم، فإنه لا مثلَ له" فكان أبو أمامة
وامرأته وخادمه لا يُلْفَوْن إلا صِياماً.
قال سُلَيم بن عامر: كنا نجلس إلى أبي أمامة فيحدثنا حديثاً كثيراً عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم يقول: "اعقلوا وبلِّغوا عنا ما تسمعون". انظر "تهذيب الكمال" 13/158، و"سير أعلام النبلاء" 3/359-363.(36/451)
وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ يَقْذِفُهُ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِي وَأَحَلَّ لَنَا الْغَنَائِمَ " (1)
• حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَيَّارٍ مَوْلًى لِآلِ مُعَاوِيَةَ بِحَدِيثٍ آخَرَ، وَيُقَالُ هُوَ (2) سَيَّارٌ الشَّامِيُّ (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سَيَّار -وهو الأُموي مولاهم الدمشقي -روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "ثقاتهما"، وحسّن حديثه الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، أبو المعتمر البصري.
وأخرجه المزي في ترجمة سيار الشامي من "تهذيب الكمال" 12/318 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1553) من طريق أسباط بن محمد، والطبراني في "الكبير" (8001) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سليمان بن طَرْخان التيمي، به. واقتصر الترمذي على قوله: "إن الله فضلني على الأنبياء -أو قال: أمتي على الأمم-، وأحل لنا الغنائم".
وسيأتي الحديث عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي برقم (22209) .
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (7931) من طريق بشر بن نمير، عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، عن أبي أمامة. وبشر بن نمير القُشَيري متروك الحديث.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (7068) ، وقد استوفينا ذكر شواهده هناك.
(2) قوله: "هو" ليس في (م) ، وأثبتناه من (ظ 5) .
(3) لم يتبين لنا الحديث المراد، ويغلب على ظننا أن عبد الله بن أحمد إنما زاد هذا الإسناد لتعيين سيار راوي الحديث السابق عن أبي أمامة، وأنه مولى آل معاوية.(36/452)
22138 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي سَبْعَ مِرَارٍ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أيمن -وهو ابن مالك الأَشْعري-، فقد تفرد بالرواية عنه قتادة بن دِعامة السَّدُوسي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم. موسى بن داود: هو الضَّبِّي الطَّرَسوسي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي البصري.
وأخرجه الطيالسي (1132) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (118) ، وابن حبان (7233) من طريق عبيد الله بن موسى، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/27 عن موسى بن إسماعيل، والطبري في "الكبير" (8009) من طريق سهيل بن بكار، كلهم عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وتحرف "همام" في "إتحاف الخيرة" إلى: "هشام".
وخالفهم أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي، فقال: عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن أيمن، عن أبي هريرة. جعله من حديث أبي هريرة، أخرجه ابن حبان (7232) ، والأرجح رواية الجماعة عن همام.
وسيأتي الحديث عن يزيد بن هارون برقم (22214) ، وعن عبد الصمد بن عبد الوارث وعفان بن مسلم جميعاً برقم (22277) ، ثلاثتهم عن همام بن يحيى.
وسيأتي عن هدبة بن خالد، عن حماد بن الجعد وهمام بن يحيى مقرونين، عن قتادة في الحديث التالي.
وأخرجه الحاكم في الفضائل من "المستدرك" كما في "إتحاف المهرة" 6/214، والنسخة التي اعتمدها الذهبي في "تلخيصه" 4/86 من طريق جَُميع ابن ثُوَب، عن خالد بن مَعْدان، عن أبي أمامة مرفوعاً نحو حديث عبد الله بن بسر، ولم يسق لفظه، ولفظ حديث عبد الله بن بسر عنده: "طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني، وآمن بي". وفيه =(36/453)
• 22139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بَنُ يَحْيَى، وَحَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ (2)
22140 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ وَاصِلٍ، (3) مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ
__________
= جميع -بفتح الجيم وكسر الميم، وبضم الجيم وفتح الميم- بن ثُوَب الشامي، وهو واهي الحديث.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده برقم (11673) .
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12578) ، وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي سعيد الخدري.
(1) وقع في (م) : "حدثنا عبد الله، حدثنا أبي"، وهو خطأ، صوابه ما أثبتناه من (ظ 5) ، فالحديث من زوائد عبد الله على "مسند" أبيه.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أيمن -وهو ابن مالك الأشعري-، وقد تكلمنا عليه في الحديث السالف، وحماد بن الجَعْد الهُذَلي البصري ضعيف، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8010) عن عبد الله بن أحمد، عن هدبة ابن خالد، عن حماد بن الجعد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1483) عن هدبة بن خالد، عن حماد بن الجعد وحده، به. وهو مختصر بلفظ: "طوبى لمن رآني وآمن بي".
وانظر (22138) .
(3) وقع في (م) : "عن هشام، عن همام، عن واصل"، وهو خطأ، والصواب: "عن هشام، عن واصل"، بحذف: "عن همام" كما في (ظ 5) و (ق) .(36/454)
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا ثَانِيًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". قَالَ: فَسَلَّمْنَا وَغَنِمْنَا (1) . قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا ثَالِثًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَدَعَوْتَ اللهَ أَنْ يُسَلِّمَنَا وَيُغَنِّمَنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. يَا رَسُولَ اللهِ، فَادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ. قَالَ: " عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ ". قَالَ: فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَلَا امْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صُيَّامًا. قَالَ: فَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِمْ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ قِيلَ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ. قَالَ: فَلَبِثْتٌ (2) بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللهُ لَنَا فِيهِ يَا رَسُولَ اللهِ، فَمُرْنِي بِعَمَلٍ آخَرَ قَالَ: " اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ
__________
(1) من قوله: "قال: ثم أنشأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزواً ثانياً" إلى قوله: "فسلمنا وغنمنا" سقط من (م) ، والمثبت من (ظ 5) و (ق) .
(2) كذا في (ظ 5) وفي (م) و (ق) : "فلبث".(36/455)
سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير واصل مولى أبي عُيينة، ورجاء بن حَيْوة الكِنْدي الفلسطيني، فمن رجال مسلم.
روح: هو ابن عبادة القيسي البصري، وهشام: هو ابن حسان القُرْدوسي البصري، ومحمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي البصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7465) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/175 و6/277 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/165، والبيهقي 4/301 من طريق جرير ابن حازم، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، به. واقتصر النسائي على قصة الصيام.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (7899) ، ومن طريقه الطبراني في "الشاميين" (2112) ، وفي "الكبير" (7464) عن هشام بن حسان، عن محمد ابن أبي يعقوب، به. لم يذكر فيه "واصل مولى أبي عيينة". وسقط من مطبوع "المصنَّف": "رجاء بن حيوة". ولم يُذكر في الحديث القطعة الأخيرة منه: "وإنك لن تسجد لله سجدة ... إلخ".
وسيأتي الحديث بالأرقام (22141) و (22142) و (22195) و (22220) من طريق مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب، ومختصراً بقصة الصيام برقمي (22149) و (22276) من طريق شعبة عن محمد بن أبي يعقوب، لكن زاد بينه وبين رجاءٍ أبا نصر حميد بن هلال، وهو من المزيد في متصل الأسانيد، وأبو نصر هذا ثقة.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عليك بالصوم، فإنه لا مثل له" عن أبي فاطمة رضي الله عنه، أخرجه ضمن حديث مطول الطبراني في "الكبير" 22/ (810) ، وفي "الشاميين" (198) و (1210) من طريقين عن كثير بن مرة، عنه.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اعلم أنك لن تسجد لله سجدة ... إلخ" عن أبي فاطمة أيضاً، وقد سلف في مسنده برقم (15527) ، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.=(36/456)
22141 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا فَأَتَيْتُهُ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مُرْنِي بِعَمَلٍ آخُذُهُ عَنْكَ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ قَالَ: " عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ " (1) .
• 22142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (2) حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير رجاء بن حَيْوة الكِنْدي الفلسطيني، فمن رجال مسلم. مهدي بن ميمون: هو الأَزدي المِعْوَلي البصري.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/174-175 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/165، والطبراني في "الكبير" (7463) ، وفي "الشاميين" (2111) ، والشجري في "أماليه" 1/277، وأبو نعيم 5/174-175، والبيهقي في "الشعب" (3893) ، وفي "الدلائل" 6/234-235، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ورقة 295 من طرق عن مهدي بن ميمون، به. ورواية النسائي والبيهقي في "الشعب" مختصرة بقصة الصوم.
وانظر ما قبله.
(2) وقع في (م) : "حدثنا عبد الله، حدثني أبي"، على أنه من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه، وهو خطأ، والصواب حذف: "حدثني أبي" كما جاء في (ظ 5) ، فالحديث من زوائد عبد الله على "مسند" أبيه.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل فِطْر بن حماد بن واقد العَيْشي، فقد قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال أبو =(36/457)
• 22143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: يَقُولُ النَّاسُ: " مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، يَعْنِي مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ زَاهِدٌ، إِنَّمَا الزَّاهِدُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي أَتَتْهُ الدُّنْيَا فَتَرَكَهَا " (2)
22144 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ،
__________
= داود: تغير تغيراً شديداً، وذكره ابن الجوزي في "الضعفاء"، وقال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن خلفون في "ثقاته": هو عندي صدوق. قلنا: وقد توبع.
وانظر (22140) .
(1) زاد في (م) هنا: "حدثني أبي"، وهو خطأ، والصواب حذفها كما جاء في (ظ 5) ، فالأثر من زوائد عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه.
(2) هذا الأثر في زهد عمر بن عبد العزيز، ولا تعلق له بمسند أبي أمامة.
وإسناده ضعيف، فيه حماد بن واقد العَيْشي البصري، وهو متفق على ضعفه، وأما ابنه فِطْر بن حماد، فمختلف فيه، وقد تكلمنا عليه في الحديث السابق.
مالك بن دينار: هو النَّاجي البصري، أبو يحيى الزاهد استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في "القراءة خلف الإمام" وفي "الأدب" وروى له أصحاب السنن، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، توفي سنة 130هـ.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/257، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 54/168-169 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" 1/119 عن أبي بكر محمد بن أبي عتاب المؤدب، والبيهقي في "الزهد" (45) ، ومن طريقه ابن عساكر 54/168 من طريق أبي علي المدائني، كلاهما (ابن أبي عتاب والمدائني) عن فطر بن حماد، به. ولفظه عند البيهقي: يقولون: مالك زاهد، أيُّ زهدٍ عند مالك وله جُبَّةٌ وكِساءٌ؟! إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز، أَتته الدنيا فاغرةً فاها، فتركها.(36/458)
عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ حَدَّثَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَسُبْحَانَ اللهِ مِثْلَهَا فَأَعْظِمْ ذَلِكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن سالماً -وهو ابن أبي الجعد الأشجعي الكوفي- صاحب تدليس وإرسال، ولم يصرح بسماعه من أبي أمامة في رواية أحمد بن حنبل عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، وقال البخاري فيما حكاه عنه الترمذي في "العلل الكبير" 2/963: ما أرى سمع من أبي أمامة، قلنا: لكن وقع التصريح بسماعه منه في رواية يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي عن أبي الوليد الطيالسي عند الحاكم وعنه البيهقي، وعلى كل حال فإن سالماً لم ينفرد به، فقد تابعه محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة كما سيأتي. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي.
وأخرجه الحاكم 1/513، وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (132) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم أخصر مما هنا، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7987) من طريق محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، عن أبيه، عن حصين، به، مختصراً، وفيه محمد بن خالد ابن عبد الله الواسطي، وهو ضعيف.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (166) ، وابن خزيمة (754) ، =(36/459)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن حبان (830) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/81 من طريق مصعب ابن محمد بن شرحبيل، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن أبي أُمامة الباهلي: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ به وهو يحرك شفتيه، فقال: "ماذا تقول يا أبا أمامة؟ " قال: أذكر ربي، قال: "ألا أخبرك بأكثر أو أفضل من ذكرك الليل مع النهار، أن تقول ... "، فذكره، وإسناده قوي، ووقع في "صحيح ابن حبان": "محمد بن سعد بن أبي وقاص"، بدل: "محمد بن سعد ابن زرارة"، وهو خطأ قديم، والصواب: محمد بن سعد بن زرارة، كذلك رواه ابن خزيمة، وابن حبان إنما رواه عنه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8122) من طريق عبد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن أبي أمامة، مثله، إلا أن روايته أخصر، وزاد فيه: "وتكبَّر مثل ذلك"، وقرن بمحمد بن سعد بن زرارة مصعبَ بن محمد بن شرحبيل، وفي إسناده عبد الله ابن عمر بن حفص العمري، وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7930) ، وفي "الدعاء" (1744) ، وابن عساكر 8/ورقة 297 من طريق ليث بن أبي سُليم، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن أبي عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، وزاد فيه: "تَعلَّمْهن، وعلمهن عقبك من بعدك"، وفيه ليث بن أبي سُليم وعبد الكريم ابن أبي المخارق، وهما ضعيفان.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1743) من طريق مجاهد بن رومي، عن أبي أمامة، وروايته أخصر، وفي إسناده عفان بن سيار الجرجاني، وهو ضعيف يعتبر به.
وأخرجه مطولاً البيهقي في "الدعوات الكبير" (131) من طريق الوليد بن العيزار العبدي، عن أبي أمامة. وزاد فيه التكبير والتهليل مثل ذلك. وفي إسناده الحسن بن أبي جعفر الجُفْري، وهو ضعيف، وأغلب الظن أنه منقطع بين الوليد بن العيزار وأبي أمامة.(36/460)
22145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْمَشَّاءِ (1) وَهُوَ لَقِيطُ بْنُ الْمَشَّاءِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَحَوَّلَ خِيَارُ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ، وَيَتَحَوَّلَ شِرَارَ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى الْعِرَاقِ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: "المثنى" في المواضع كلها، والمثبت من (ظ 5) ، و"أطراف المسند" 6/35، و"إتحاف المهرة" 6/258، و"جامع المسانيد" 4/ورقة 352.
(2) إسناده ضعيف، أبو المشاء لقيط بن المشاء الباهلي لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويخالف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري، وحماد: هو ابن سلمة البصري، والجُرَيري: هو سعيد بن إياس البصري.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ورقة 44 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/245 عن يزيد بن هارون، والبخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 8/446-447 من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد ابن سلمة، به. واقتصر ابن أبي شيبة على الموقوف منه، والبخاري على المرفوع. وتحرف "ابن المشاء" في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" إلى: "ابن المثنى".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ورقة 44 من طريق الخطيب البغدادي بإسناده إلى حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، عن الجريري، عن ابن المشاء، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "عليكم بالشام".
فجعله من حديث أبي هريرة، وهو وهم من بعض رواته، والصواب: عن أبي أمامة، كذلك رواه البخاري معلقاً في "تاريخه الكبير" من طريق حجاج بن =(36/461)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَبُو الْمُشَاءِ يُقَالُ لَهُ: لَقِيطٌ، وَيَقُولُونَ ابْنُ الْمُشَاءِ، وَأَبُو الْمُشَاءِ
22146 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ شَافِعٌ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ عَنْ أَهْلِهِمَا ". ثُمَّ قَالَ: " اقْرَءُوا الْبَقَرَةَ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " (1)
__________
= المنهال، وقد سلف ذكره، وتحرف "حجاج بن المنهال" في "تاريخ ابن عساكر" إلى: "حجاج بن هلال".
وقد ورد في الحث على النزول بالشام عن غير واحد من الصحابة، انظر لذلك حديث عبد الله بن عمر السالف في مسنده برقم (4536) ، وحديث عبد الله ابن حَوَالة السالف أيضاً برقم (17005) . وفي فضل الشام أحاديث لا يخلو أحدها من مقال، انظرها في "مجمع الزوائد" 10/57-61.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن يحيى بن أبي كثير الطائي اليَمامي لم يسمعه من أبي سَلاَّم -وهو ممطور الأسود الحبشي-، فيه بينهما حفيده زيد بن سَلاَّم بن أبي سَلاَّم، لكنه قد توبع كما في التعليق على الرواية التالية. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي.
وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (98) ، والقضاعي في "مسند =(36/462)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الشهاب" (1310) ، والبغوي في "شرح السنة" (1193) ، وفي "معالم التنزيل" 1/33 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد. ورواية القضاعي مختصرة بلفظ: "اقرؤوا القرآن، فإنه نعم الشفيع لصاحبه يوم القيامة".
وسيأتي من طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أبي سلام، عن أبي سلام، عن أبي أمامة بالأرقام (22147) و (22193) و (22213) .
وسيأتي أيضاً من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف، عن أبي أمامة برقم (22157) .
وأخرجه بأطول مما هنا ابن الضريس (92) من طريق عطاء بن عجلان، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة. وعطاء بن عجلان الحَنَفي البصري متروك الحديث، وشَهْر بن حَوْشَب ضعيف.
وفي الباب عن النواس بن سمعان عند مسلم (805) ، وسلف في "المسند" برقم (17637) ، وذكرنا شواهده هناك.
وقوله: "الزَّهْراوين": تثنية الزهراء، بمعنى: النَّيِّرة المضيئة، وسُميا بذلك لنورهما، وهدايتهما، وعظيم أجرهما.
وقوله: "يأتيان يوم القيامة"، أي: يجيء ثواب قراءتهما.
وقوله: "غمامتان"، أي: سحابتان فوق أهلهما. لوقاية حَرِّ ذلك اليوم.
وقوله: "غيايتان": الغَيايَةُ: كل شيء أظَلَّ الإنسانَ فوقَ رأسه من سحابة وغيرها.
وقوله: "فِرْقان" بكسر الفاء، وسكون الراء: جماعتان أو قطيعان.
وقوله: "صَوافَّ"، أي: مصطفة متضامَّة.
وقوله: "يحاجان"، أي: تدفعان النار والزبانية.
وقوله: "البَطَلة": قيل: هم السَّحَرة، سمُّوا بطلة؛ لأن ما يأتون به باطل، فسموا باسم عملهم، وقيل: أراد بالبطلة: أصحاب البطالة والكسالة، أي: لا يستطيع قراءة ألفاظهما، وتدبر معانيهما، والعمل بأوامرهما ونواهيهما البَطَلةُ والكسالى. قاله السندي.(36/463)
22147 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن في سماع يحيى ابن أبي كثير من زيد بن سَلاَّم خلافاً، فذهب بعض أهل العلم إلى أنه لم يسمع منه، وإنما هو كتاب أخذه يحيى من معاوية بن سلام أخي زيد، وثَبَّتَ أبو حاتم وأحمد سماعه منه، وعلى كل حال فهو متابع، فقد تابعه معاوية بن سَلاَّم كما سيأتي. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار البصري، وأبان: هو ابن يزيد العطَّار البصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7542) ، والحاكم في تفسير آل عمران كما في "إتحاف المهرة" 6/262 من طريق مسلم بن إبراهيم، والطبراني (7543) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد.
ورواية الحاكم مختصرة بقوله: "اقرؤوا الزهراوين: البقرة، وآل عمران".
وسقطت رواية الحاكم من النسخة التي طبع عنها "مستدركه" واستدركت مختصرة من "تلخيص الذهبي" 2/287.
وأخرجه ابن حبان (116) ، والطبراني (7542) ، والشجري في "أماليه" 1/110 و112 من طريق علي بن المبارك، والحاكم 1/564 من طريق سعيد ابن أبي هلال، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. وسقط من إسناده من مطبوع الحاكم "أبو سلام".
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" مفرقاً ص 229 و235، ومسلم (804) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (26) ، والطبراني في "الكبير" (7544) ، وفي "الأوسط" (471) ، وفي "مسند الشاميين" (2862) ، والبيهقي في "السنن" 2/395-396، وفي "الأسماء والصفات" ص 466-467، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ورقة 628 من طريق معاوية بن سلام، عن أخيه
زيد بن سلام، به. ورواية الفريابي مختصرة بلفظ: "اقرؤوا القرآن، فإنه يوم القيامة شفيع لصاحبه". =(36/464)
22148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ فِي السَّلَاسِلِ إِلَى الْجَنَّةِ " (1)
22149 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مُرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: " عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ ". ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ لِي (2) : " عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ " (3)
__________
= وسيأتي مكرراً برقم (22193) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي أمامة.
محمد بن عبيد: هو الطَّنَافسي، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران.
وسيأتي الحديث من طريق الأعمش، عن حسين بن واقد الخراساني، عن أبي غالب، عن أبي أمامة برقم (22203) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8013) ، ولفظه: "عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل"، وهو في "الصحيح".
وعن أبي الطفيل عند البزار (1730 - كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3533) و (3534) و (3535) . وسنده ضعيف.
وعن سهل بن سعد، سيأتي في مسنده برقم (22861) ، وإسناده ضعيف.
وقد اختُلِفَ في معنى دخولهم الجنةَ بالسَّلاسلِ على أقوال، انظرها في "فتح الباري" 6/145.
(2) لفظة "لي" ليست في (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نصر: هو حميد بن هلال =(36/465)
22150 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَجِيرٍ، (1) حَدَّثَنَا سَيَّارٌ:
__________
= العَدَوي، كذا صرح باسمه عمر بن سهل المازني عن شعبة عند أبي نعيم في "الحلية" 7/165، وكذلك سماه ابن حبان في "صحيحه" عقب الحديث (3425) ، والحاكم في "مستدركه" 1/421، وأقره الذهبي، ونسبه شعبة هلالياً كما جاء في بعض طرق الحديث، وذكره عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/346، وكذلك أورده ابن السمعاني في موضع من كتابه "الأنساب" 4/167، فقال: "حميد بن هلال بن هبيرة العدوي الهلالي"، وقال في موضع آخر 4/169: "حميد بن هلال العدوي" دون قوله: "الهلالي"، وحميد هذا ثقة من رجال الشيخين، قلنا: وهذه فائدة عزيزة تستدرك على "التهذيب" وفروعه الذين ذكروا أبا نصر الهلالي في الكنى وعدُّوه في المجاهيل، والإمام
الذهبي مع كونه تابع المزِّي في هذا الخطأ في "التهذيب" و"الميزان"، فقد وافق الحاكم على أنه حميد بن هلال، وأقرَّه عليه في "مختصره".
وأخرجه ابن خزيمة (1893) ، وابن حبان (3426) ، والحاكم 1/421، وأبو نعيم في "الحلية" 5/175 و7/165، والبيهقي في "الشعب" (3587) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن خزيمة وابن حبان والحاكم نسبة أبي نصر في إسناده هلالياً.
وأخرجه النسائي 4/165 من طريق يعقوب الحضرمي، و165-166 من طريق يحيى بن كثير، وأبو نعيم 7/165 من طريق عمر بن سهل المازني، ثلاثتهم عن شعبة، به. وصرح عمر بن سهل المازني، عن شعبة باسم أبي نصر، فقال: عن أبي نصر حميد بن هلال.
وانظر (22140) .
(1) تصحف في (م) وسائر الأصول الخطية إلى: "عبد الله بن بحير" بالحاء المهملة، والصواب: "عبد الله بن بُجَير" بضم الباء وبالجيم كما أثبتناه، وهو كذلك على الصواب في "أطراف المسند" 6/18، و"إتحاف المهرة" 6/227، وعامة المصادر التي خرجت الحديث.(36/466)
أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ ذَكَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ، أَوْ قَالَ: يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سيار -وهو ابن عبد الله الأموي مولاهم الدمشقي- روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وحسّن حديثه الترمذي، وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هشام، وعبد الله بن بُجَير: هو ابن حُمْران التميمي، ويقال: التيمي، ويقال: القيسي البصري.
وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (2149) ، والطبراني في "الكبير" (8000) ، وفي "الأوسط" (5247) ، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (434) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، والحاكم 4/436 من طريق بشر بن المفضل، والطبراني في "الكبير" (8000) من طريق علي بن عثمان اللاحقي، ثلاثتهم عن عبد الله بن بجير، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. ونسب الحاكم "سياراً"، فقال: "ابن سلامة" ووافقه الذهبي في "تلخيصه"، وهو خطأ. ووقع في مطبوع "الطبراني الكبير": "عبد الله ابن بحير القيس" وهو تحريف، صوابه: "عبد الله بن بجير القيسي".
وأخرج الطبراني في "الكبير" (7616) ، وفي "مسند الشاميين" (542) من طريق شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون من بطانتهم" وفي إسناده أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي شيخ الطبراني فيه، وقد ضعَّفوه.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2857) ، وسلف في "المسند" برقم (8073) . =(36/467)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: غلط ابن الجوزي رحمه الله إذ أورد حديث أبي أمامة هذا في كتابه "الموضوعات" 3/101 من طريق "المسند"، ونقل عن ابن حبان في "المجروحين" 2/25 أنه قال: عبد الله بن بحير يروي العجائب التي كأنها معمولة، لا يحتج به.
قال الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" ص 39-41: وهذا شاهد لحديث أبي هريرة المتقدم [هو في "المسند" (8073) ] ، وقد غلط ابن الجوزي في تضعيفه لعبد الله بن بجير، فإن عبد الله بن بجير المذكور بضم الموحدة بعدها جيم بصيغة التصغير، يكنى أبا حمران، بصري قيسي، ويقال: تميمي، وقد وقع في رواية الطبراني (8000) أنه قيسي، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وأبو حاتم، وروى الآجري، عن أبي داود: أن أبا الوليد الطيالسي روى عنه ووثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وإنما قال ابن حبان ما نقله ابن الجوزي عنه في عبد الله بن بحير القاص الصنعاني الذي يكنى أبا وائل، وأبوه بفتح الموحدة، وكسر الحاء المهملة، على أن المذكور قد وثقه غير ابن حبان، ولكن ليس هو راوي حديث أبي أمامة؛ لأنه صنعاني يروي عن أهل اليمن، وصاحب الحديث المذكور يروي عن البصريين، وسيار شيخه شامي نزل البصرة، فروى عنه أهلها.
وقد أخرج الضياء المقدسي حديث أبي أمامة من طريق "المسند" ومن طريق الطبراني في "الأحاديث المختارة"، ولم ينفرد به عبد الله بن بجير المذكور، فقد رويناه في "المعجم الكبير" للطبراني أيضاً (7616) ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا إسماعيل
ابن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يكون في آخر الزمان شُرَط يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون منهم" وهذا إسناد صحيح؛ لأن رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين قوية، وشرحبيل شامي.
قلنا: كذا صحح الحافظ إسناده مع أن فيه أحمد بن يحيى بن حمزة =(36/468)
22151 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَجِيرٍ، (1) حَدَّثَنَا سَيَّارٌ قَالَ:
__________
= الدمشقي شيخ الطبراني فيه، ترجم له هو نفسه في "لسان الميزان" 1/295، فقال: له مناكير، قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر، وحدث عنه أبو الجهم المشغراني ببواطيل، وذكر منها حديثين، ثم قال: قال الحاكم أبو أحمد: الغالب عليَّ أنني سمعت أبا الجهم، وسألته عن حال أحمد بن محمد، فقال: قد كان كبر، فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن. وقال في ترجمة أبيه 5/423: قال ابن حبان في "الثقات": هو ثقة في نفسه يتقى من حديثه ما رواه عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد، فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء.
ثم قال الحافظ: وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قال ابن أبي شيبة (15/242-243) : حدثنا عبيد الله -هو ابن موسى-، حدثنا شيبان، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن عمرو، قال: إنا لنجد في كتاب الله المنزل صنفين في النار: قوم يكونون في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر، يضربون بها الناس على غير جرم، لا يدخلون
بطونهم إلا خبيثاً، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها.
وقوله: "معهم أَسْياطٌ" هكذا رُوي بالياء، وهو شاذٌّ، والقياس: أَسواط، كما قالوا في جمع ريحٍ: أَرْياحٌ، شاذّاً، والقياس: أَرْواحٌ، وهو المُطَّرِدُ المستعمل، وإنما قُلبت الواو في سياط للكسرة قبلها، ولا كسرةَ في أَسْواطٍ، والسَّوْط: هو ما يُجلَدُ به.
(1) في (م) وسائر الأصول الخطية: "عبد الله بن بحير" بالحاء المهملة، وهو تصحيف، والصواب: "عبد الله بن بُجَير" بضم الباء وفتح الجيم كما أثبتناه، وهو كذلك على الصواب في "أطراف المسند" 6/18، و"إتحاف المهرة" 6/227.(36/469)
جِيءَ بِرُءُوسٍ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ فَنُصِبَتْ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، وَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ، ثَلَاثًا، وَخَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مَنْ قَتَلُوهُ. وَقَالَ: كِلَابُ النَّارِ "،، ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّهُ بَكَى، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُمْ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا أُمَامَةَ أَرَأَيْتَ هَذَا الْحَدِيثَ؟ حَيْثُ قُلْتَ: كِلَابُ النَّارِ، شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ شَيْءٌ تَقُولُهُ بِرَأْيِكَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ لَوْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَين، حَتَّى ذَكَرَ سَبْعاً لَخِلْتُ أَنْ لَا أَذْكُرَهُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: لِأَيِّ شَيْءٍ بَكَيْتَ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ أَوْ مِنْ رَحْمَتِهِمْ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه من أجل سيار بن عبد الله الأموي مولاهم الدمشقي، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1545) ، وابن خزيمة في الجهاد كما في "إتحاف المهرة" 6/229، والحاكم 2/149 و149-150 من طرق عن عكرمة بن عمار، عن أبي عمار شداد بن عبد الله الدمشقي، عن أبي أمامة.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، وأقره الذهبي. وزادوا في آخره: قال: إنهم كانوا مؤمنين، فكفروا بعد إيمانهم، ثم قرأ هذه الآية: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [آل عمران: 105-106] .
قلنا: والقائلُ: إنهم كانوا مؤمنين فكفروا بعدَ إيمانهم، هو أبو أُمامة، واستدلَّ بهذه الآية، وإليكَ ما قاله الإمامُ الآلوسيُّ رحمه الله في تفسيرها: =(36/470)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والظاهرُ مِن السِّياق والسّباق أنَّ هؤلاء أهلُ الكتاب، وكفرُهم بعدَ إيمانهم كفرُهم برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدَ الإيمانِ به قبل مبعثه، وإليه ذهبَ عكرمةُ واختاره الزجاجُ والجبائيُّ.
وقيل: هُمْ جميعُ الكفار لإعراضهم عما وَجَبَ عليهم من الإقرار حينَ أشهدَهُم على أنفسهم (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) ويروى ذلك عن أُبي بن كعب.
ويحتمل أن يُراد بالإيمانِ الإيمانُ بالقُوَّةِ والفِطرة، وكفرُ جميع الكفار، كان بعدَ هذا الإيمانِ لتمكنهم بالنظرِ الصحيحِ، والدلائلِ الواضِحَةِ، والآيات البينة مِن الإيمان بالله تعالى ورسولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن الحسن: أنهم المنافقونَ أَعْطَوْه كَلِمَةَ الإيمانِ بألسنتهم، وأنكروها بقلوبهم وأعمالِهم، فالإيمانُ على هذا مجازي.
وقيل: إنهم أهلُ البدعِ والأهواء من هذه الأمة، ورُوي ذلك عن علي وأبي أمامة وابن عباس وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم.
قلنا: ذهب أكثرُ أهل الأصول مِن أهل السنة إلى أن الخوارج فُسَّاق، وأن حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين، ومواظبتهم على أركانِ الإسلامِ، وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمينَ مستندين إلى تأويلٍ فاسدٍ، وجَرَّهم ذلك إلى استباحةِ مخالفيهم وأموالهم والشهادةِ عليهم بالكفرِ والشرك.
وقال الإمامُ الخطابي: أجمع علماءُ المسلمين على أن الخوارجَ مع ضلالتهم فِرقةٌ من فِرق المسلمين، وأجازوا مناكحتَهم وأكلَ ذبائحهم، وأنهم لا يُكَفَّرون ما داموا متمسِّكينَ بأصل الإسلام، وقال القاضي عياض: كادت هذه المسألةُ تكونُ أشدُّ إشكالاً عندَ المتكلمين من غيرها حتى سألَ الفقيهُ عبدُ الحق
الإمامَ أبا المعالي عنها، فاعتذرَ بأن إدخالَ كافرٍ في الملة وإخراجَ مسلم منها عظيمٌ في الدين. قال: وقد توقف قبلَه القاضي أبو بكر الباقلانيُّ، قال: لم يُصِّرحَ القومُ بالكفر، وإنما قالوا أقوالاً تُؤدي إلى الكفر.
وقال الإمام الغزالي في كتاب "التفرقة بين الإيمان والزندقة": والذي ينبغي =(36/471)
22152 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنِ السَّفْرِ بْنِ نُسَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَأْتِ أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ وَهُوَ حَاقِنٌ، وَلَا يَدْخُلْ بَيْتًا إِلَّا بِإِذْنٍ، وَلَا يَؤُمَّنَّ إِمَامٌ قَوْمًا فَيَخُصَّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ " (1)
__________
= الاحتراز عن التكفير ما وُجدَ إليه سبيلاً، فإن استباحة دماءِ المُصلين المقرين بالتوحيد خطأ، والخطأ في تركِ ألفِ كافرٍ في الحياة أهونُ من الخطأ في سفكِ دمٍ لمسلمٍ واحد. انظر "الفتح" 12/300، وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" 7/160: ومذهبُ الشافعي وجماهير أصحابه العلماء أن الخوارجَ لا يكفرون، وكذلك القَدَرِيَّة وجماهيرُ المعتزلة وسائر أهل الأهواء.
قال الشافعي رحمه الله: أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطَّابية، وهم طائفة من الرافضة يشهدون لموافقيهم في المذهب بمجرد قولهم، فرد شهادتهم لهذا لبدعتهم.
وقال الكمالُ ابن الهمام: وحكم الخوارج عندَ جمهور الفقهاء والمحدثين حكم البغاة، وذهب بعض المحدثين إلى كفرهم. قال ابن المنذر: ولا أعلم أحداً وافق أهل الحديث على تكفيرهم. وهذا يقتضي نقل إجماع الفقهاء. انظر "حاشية ابن عابدين" 6/413.
وسيأتي من طريق أبي غالب برقمي (22183) و (22208) ، ومن طريق صفوان بن سليم برقم (22314) ، كلاهما عن أبي أمامة.
وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى، سلف برقم (19130) و (19149) ، وعن عبد الله بن مسعود، سلف أيضاً برقم (3831) ، وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب عنده.
(1) صحيح لغيره دون قوله: "ولا يَؤُمَّن ... إلخ"، وهذا إسناد ضعيف لضعف السَّفْر بن نُسَير الأَزدي الحمصي، ثم قد اختلف فيه على يزيد بن شريح الحَضْرمي الحمصي فروي عنه، عن أبي أمامة كما هنا، وروي عنه، عن أبي =(36/472)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حي شداد بن حي الحمصي المؤذن، عن ثوبان، وسيأتي في مسنده (22415) ، وروي عنه، عن أبي حي المؤذن، عن أبي هريرة عند أبي داود (91) ، والبيهقي 3/129، وروي بعضه عنه، عن أبي هريرة دون ذكر "أبي حي المؤذن" بينهما، فمداره على يزيد بن شريح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: يعتبر به. قلنا: يعني في المتابعات والشواهد، وقد تفرد بالحرف المشار إليه آنفاً.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1595) عن حماد بن خالد، بهذا الإسناد. وتحرف "السفر بن نسير" فيه إلى: "صفوان بن بشير".
وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 8/341، والطبراني في "الكبير" (7507) ، وفي "الشاميين" (1997) من طريق عبد الله بن صالح، وابن عساكر 18/ورقة 303-304 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. ولفظه عندهم عدا البخاري: "لا يأت أحدكم الصلاة حتى يخفف، ومن أدخل عينيه في بيت بغير إذن أهله، فقد دَمَرَ (أي: دخل بغير إذن) ، ومن صلى بقوم فخص نفسه بدعوة دونهم، فقد خانهم" واقتصر البخاري على قوله: "لا يأت أحدكم الصلاة وهو حقن".
وسيأتي الحديث عن زيد بن الحُباب برقم (22241) ، وعن عبد الرحمن ابن مهدي برقم (22255) ، كلاهما عن معاوية بن صالح.
ويشهد لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يأت أحدكم الصلاة وهو حاقن" حديث أبي هريرة السالف برقم (9697) ، وقد ذكرنا تتمة شواهده هناك.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا يدخل بيتاً إلا بإذن" إن كان المراد به حرمة دخول البيوت قبل استئذان أهلها، فيشهد له قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) [النور: 27] ، وحديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (11029) وفيه: "من استأذن ثلاثاً، فلم يؤذن له، فليرجع".
وإن كان المراد به حرمة الاطلاع في بيوت الآخرين بغير إذن كما =(36/473)
22153 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَقَرَنَ (1) بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " (2)
__________
= جاء التصريح به في الروايات الأخرى، فيشهد له حديث أبي هريرة، وقد سلف في مسنده (7313) ، ولفظه: "لو أن امرأً اطلع بغير إذنك، فخذفته بحصاة، ففقأت عينه، ما كان عليك جُناح" وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1) وقع في (م) وسائر الأصول الخطية: "وفرق"، والمثبت من نسخة في (ظ 5) ، ومصادر تخريج الحديث، وهو كذلك في الرواية الآتية برقم (22284) .
(2) صحيح لغيره دون الشطر الأول منه بقصة المسح على رأس اليتيم، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه علي بن يزيد الأَلْهاني الدمشقي، وهو واهي الحديث، وعبيد الله بن زحر الضَّمْري الإفريقي، وهو ضعيف يعتبر به. أبو إسحاق الطَّالْقَاني: اسمه إبراهيم بن إسحاق بن عيسى، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الدمشقي.
وهو في "زهد ابن المبارك" (655) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (609) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص 21، وأبو نعيم في "الحلية" 8/178-179، والبغوي في "شرح السنة" (3456) ، وفي "معالم التنزيل" 1/425. وليس في إسناده عند ابن أبي الدنيا: "القاسم ابن عبد الرحمن"، ورواية أبي نعيم في "الحلية" مختصرة بنحو الشطر الأول منه، ووقع في إسناده عنده: "عبد الله بن جعفر"، بدل: "عبيد الله بن زحر"، =(36/474)
22154 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: عَفَّانُ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ، (1)
__________
= وهو تحريف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7821) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/179 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به. ورواية أبي نعيم مختصرة بنحو الشطر الأول.
وأخرج نحو الشطر الأول منه الطبراني في "الأوسط" (3190) ، وفي "الكبير" (7929) من طريق خالد بن أبي عمران، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وفي إسناده عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وبكر بن سهل الدمياطي شيخ الطبراني، وقد تكلموا فيه.
وسيأتي الحديث عن علي بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك برقم (22284) .
وسلف في "المسند" برقم (7576) عن أبي هريرة: أن رجلاً شكا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قسوة قلبه، فقال له: "إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم". وإسناده ضعيف لإبهام الراوي له عن أبي هريرة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في "العيال" (614) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/208 و296 عن بُرَيدة الأَسْلمي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من مسح رأس يتيم رحمة له، كتب الله له بكل شعرة وقعت عليها يده حسنة". وفي إسناده نفيع بن الحارث أبو داود الهَمْداني، وهو متروك الحديث، ومندل ابن علي العَنَزي ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وهما ضعيفان.
وفي باب كفالة اليتيم عن سهل بن سعد الساعدي عند البخاري (5304) ، وسيأتي في "المسند" برقم (22820) .
وعن أبي هريرة عند مسلم (2983) ، وسلف في "المسند" برقم (8881) .
وعن مالك بن الحارث، سلف أيضاً برقم (19025) .
(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: "أبو طالب"، والمثبت من (ظ 5) .(36/475)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ غُلَامَانِ وَهَبَ أَحَدَهُمَا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَالَ: " لَا تَضْرِبْهُ؛ فَإِنِّي قَدْ نَهَيْتُ عَنْ ضَرْبِ أَهْلِ الصَّلَاةِ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي " قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ، (1) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ غُلَامَانِ فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْدِمْنَا. فَقَالَ: " خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ ". قَالَ: خِرْ لِي. قَالَ: " خُذْ هَذَا وَلَا تَضْرِبْهُ؛ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مَقْبَلَنَا مِنْ خَيْبَرَ وَإِنِّي قَدْ نَهَيْتُ ". وَأَعْطَى أَبَا ذَرٍّ غُلَامًا وَقَالَ: " اسْتَوْصِ بِهِ مَعْرُوفًا فَأَعْتَقَهُ ". فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا فَعَلَ الْغُلَامُ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمَرْتَنِي أَنْ أَسْتَوْصِيَ بِهِ مَعْرُوفًا فَأَعْتَقْتُهُ (2)
__________
(1) تحرف في (م) وحدها إلى: "أبو طالب"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.
(2) إسناده ضعيف من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان، فقد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن بن موسى: هو الأشيب البغدادي، وعفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6837) عن الحسن بن موسى وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (163) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8057) من طريق حجاج بن منهال، وابن عدي في "الكامل" 2/861 من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8100) من طريق الحسين بن واقد، =(36/476)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن أبي غالب، به. وروايته مقتصرة على الشطر الأول منه بقصة إخدام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علياً غلاماً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8104) من طريق الحسين بن واقد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى أبا ذر قِنّاً (أي: عبداً) ، فقال: "أطعمه مما تأكل، واكسه مما تلبس" وكان لأبي ذر ثوب، فشقه نصفين، فائتزر نصفه، وأعطى الغلام نصفه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما لي أرى ثوبك هكذا؟ " فقال: يا رسول الله، قلت: أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون؟ قال: "نعم" قلت: أعتقه؟ قال: "آجرك الله يا أبا ذر".
وسيأتي الحديث عن عفان بن مسلم وحده برقم (22227) .
وأخرج أبو يعلى (3383) عن أنس بن مالك: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى علياً وفاطمة غلاماً، وقال: "أحسنا إليه، فإني رأيته يصلي". وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (256) ، والترمذي في "السنن" (2369) ، وفي "الشمائل" (134) ، والحاكم 4/131، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4604) ، والبغوي في "شرح السنة" (3612) في حديث طويل عن أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأبي الهيثم بن التَّيهان: "هل لك خادم؟ " قال: لا، قال: "إذا أتانا سَبْيٌ، فأْتِنا" فأُتِي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اختر منهما"، فقال: يا نبي الله، اختر لي. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن المستشار مؤتمن، خذ هذا فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفاً" فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته، فأخبرها بقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت امرأته: ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أن تعتقه، قال: فهو عتيق.
وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وفي باب النهي عن ضرب المسلمين عامة عن ابن مسعود، وقد سلف في مسنده برقم (3838) .
وفي باب تقبيح ضرب المملوكين عن أبي مسعود الأنصاري (17087) ، =(36/477)
22155 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ (1) ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ " (2)
__________
= وعن سويد بن مقرن (15703) ، وعن ابن عمر (4784) و (5635) .
وقوله: "أَخْدِمْنا" أمر من الإخدام، أي: أعطنا خادماً يخدمنا.
(1) وقع في (م) : "حدثنا إسماعيل، أخبرنا عمر"، وهو تحريف صوبناه من سائر النسخ الخطية.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج بن أرطاة النخعي الكوفي مدلس، وقد عنعنه، وباقي رجاله ثقات. إسماعيل بن عمر: هو الواسطي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي، والوليد بن أبي مالك: هو الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهَمْداني، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6174) ، وفي "مصنفه" 12/452، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (7908) عن عبد الرحيم بن سليمان، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7907) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، كلاهما عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
وسقط من إسناده من "مصنف ابن أبي شيبة": "حجاج بن أرطاة".
وسلف بهذا الإسناد نفسه عن أبي أمامة، عن أبي عبيدة عامر بن الجراح برقم (1695) . وقد وقع في التعليق عليه تعيينُ أبي أمامة بأنه سعد بن سهل ابن حنيف الأنصاري التابعي، وهو ذهول شنيع، فإنه أبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي الصحابي الكبير، كما هو ظاهر إيراد حديثه هنا، ثم إن الراوي عنه وهو القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي صاحبه وراويته فليصحَّح.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر أحاديثهم عند حديث أبي =(36/478)
22156 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ، (1) وَأَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ". فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ السُّلَمِيُّ وَاللهِ مَا أُولَئِكَ فِي أُمَّتِكَ إِلَّا كَالذُّبَابِ الْأَصْهَبِ فِي الذِّبَّانِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنَّ (2) رَبِّي قَدْ وَعَدَنِي سَبْعِينَ أَلْفًا مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا وَزَادَنِي ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ". قَالَ: فَمَا سِعَةُ حَوْضِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " كَمَا بَيْنَ عَدَنَ إِلَى عُمَانَ وَأَوْسَعَ وَأَوْسَعَ ". يُشِيرُ بِيَدِهِ. قَالَ: " فِيهِ مَثْعَبَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ ". قَالَ: فَمَا حَوْضُكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " مَاءٌ (3) أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مَذَاقَةً مِنَ الْعَسَلِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا، وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدًا " (4)
__________
= هريرة السالف برقم (8780) .
وقوله: "يجير": من أجار، بمعنى: أعطى الأمان، أي: إن أمان بعضهم يمضي على الجميع.
(1) تصحف في (م) إلى: "الخبائزي".
(2) في (م) : "كان"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.
(3) لفظة "ماء" زيادة من (ظ 5) ، وليست في (م) أو شيء من النسخ الخطية الأخرى.
(4) صحيح، وهذا إسناد قوي من جهة سليم بن عامر الخبائري، رجاله رجال الصحيح، وأما أبو اليمان الهَوْزني متابع سليم بن عامر -وهو عامر =(36/479)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن عبد الله بن لُحَيٍّ، أبو اليمان بن أبي عامر الهَوْزني الحمصي- فقد روى له أبو داود في "المراسيل"، يروي عنه صفوان بن عمرو وأبو عبد الرحمن الحُبُلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: لا تعرف له حال.
صفوان بن عمرو: هو ابن هَرِم السَّكْسَكي الحِمْصي.
وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1247) و (1248) ، وفي "السنة" (729) و (588) ، وابن حبان (6457) و (7246) ، والطبراني في "الكبير" (7672) من طريقين عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7665) ، وفي "الشاميين" (1968) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (134) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر وحده، به.
وأخرج الطبراني في "الكبير" (7546) ، وفي "الشاميين" (802) من طريق مصعب بن سلاَّم، عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن أبي سلام الأسود، عن أبي أمامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حوضي كما بين عَدَن وعَمَّان، فيه الأكاويبُ عددَ نجوم السماء، مَن شَرِبَ منه لم يَظْمَأ بعده أبداً، وإن ممن يَرِدُ عليه من أمتي الشَّعِثَةُ رؤوسُهم، الدَّنِسَةُ ثيابُهم، لا ينكحون المُتنعِّمات، ولا يحضرون السُّدَدَ -يعني: أبواب السلطان-، الذين يُعْطُونَ كلَّ الذي عليهم، ولا يُعْطَوْنَ كل الذي
لهم". وإسناده ضعيف فيه مصعب بن سلام التميمي الكوفي، وهو ضعيف، وقد خالف في روايته الجماعة، والصحيح أنه عن أبي سلام الأسود، عن ثوبان وسيأتي في المسند برقم (22367) ، وسيأتي بعض الحديث من طريق محمد ابن زياد الأَلْهاني، عن أبي أمامة برقم (22303) .
وفي باب دخول سبعين ألفاً من أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجنة بغير حساب عن أبي هريرة سلف في مسنده برقم (8016) ، وعن ابن مسعود سلف أيضاً برقم (3806) ، وذُكِرت شواهده عندهما.
وفي باب زياداته مع كل ألفٍ سبعين ألفاً عن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، =(36/480)
° 22157 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ وَقَدْ ضَرَبَ عَلَيْهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ ضَرَبَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ خَطَأٌ إِنَّمَا هُوَ عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ شَافِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ تَعَلَّمُوا الزَّهْرَاوَيْنِ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ؛ فَإِنَّ تَعْلِيمَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " (1)
__________
= وسيأتي (22418) ، وسنده حسن إن كان متصلاً.
وعن أبي بكر الصديق، سلف برقم (22) ، وإسناده ضعيف.
وعن أبي هريرة سلف أيضاً برقم (8707) ، وأشرنا هناك إلى نكارة هذا الحرف، وقد تبين لنا الآن خطأ ما ذكرناه هناك، فيستدرك من هنا، لكن بقي هناك الإشارة إلى نكارة قوله: "فقلت: أي رَبِّ، إن لم يكن هؤلاءِ مهاجري أمتي ... إلخ".
وفي باب سعة حوض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصفة شرابه عن عبد الله بن عمر، سلف
في مسنده برقم (6162) ، وقد ذكرنا شواهده هناك.
وقوله: "المَثْعَب" بالفتح: واحد مثاعب الحياض، وهو مَسيل الماء.
وقوله: "الأَصْهَب": هو الذي يعلو لونَه صُهْبَةٌ، وهي الشُّقْرة، أو الحُمْرة في سواد.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن معمراً -وهو ابن =(36/481)
22158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَتْشٍ (1) ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَلَّى (2) يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، (ح) وحَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ حَتَّى إِذَا رَمَى الثَّانِيَةَ عَرَضَ لَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا اعْتَرَضَ فِي الْجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ عَرَضَ لَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: " كَلِمَةُ حَقٍّ
__________
= راشد الأزدي البصري- أخطأ فيه، فقال: عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، وإنما هو عن يحيى، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، أو عن يحيى، عن أبي سلام، كذا رواه العامة عن يحيى، ورواية معمر عن العراقيين يقع فيها الوهم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف
الزهري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5991) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8118) ، والشجري في "أماليه" 1/107-108.
وانظر (22146) .
(1) تصحف في (م) إلى: أنس.
(2) تحرف في (م) إلى: يعلى.(36/482)
تُقَالُ لِإِمَامٍ جَائِرٍ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وحديث أبي أمامة هذا فيه أبو غالب البصري نزيل أصبهان، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجال إسناديه ثقات غير محمد بن الحسن بن أتش الصنعاني شيخ المصنف في أحد الإسنادين، فهو ضعيف.
روح: هو ابن عُبادة القيسي البصري، وحماد: هو بن سلمة البصري، وأبو غالب مختلف في اسمه، قيل: حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحزوَّر، وقيل: نافع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8080) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/91 من طرق عن جعفر بن سليمان، بالإسناد الأول. ولم يذكرا في روايتهما القصة في أول الحديث.
وأخرجه تاماً ومختصراً أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 250، وابن ماجه (4012) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3449) ، والطبراني في "الكبير" (8081) ، وفي "الأوسط" (1619) و (6820) ، وابن عدي في "الكامل" 2/860-861، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1288) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7581) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2473) من طرق عن حماد بن سلمة، بالإسناد الثاني.
وسيأتي الحديث برقم (22207) عن وكيع بن الجراح، عن حماد بن سلمة.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الصغير" (151) من طريق قُريب بن عبد الملك الأصمعي، عن أبي غالب، به.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده ضمن حديث مطول برقم (11143) ، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث طارق بن شهاب البجلي، سلف أيضاً برقم (18828) ، وإسناده صحيح، وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/225، والنووي في "رياض الصالحين" ص 96.
وقوله: "اعترض": بمعنى ركب الناقة أو الدّابَّة، فقد جاء في بعض =(36/483)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِي حَدِيثِهِ (1) : وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: " لِإِمَامٍ ظَالِمٍ "
22159 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الْإِثْمُ؟ فَقَالَ: " إِذَا حَكَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ ". قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " إِذَا سَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ، وَسَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ " (2)
__________
= روايات الحديث: "فلما رمى جمرة العقبة، وضع رِجْله في الغَرْزِ ليركب".
(1) الذي كان يقول ذلك هو مُعلَّى بن زياد القُرْدوسي كما جاء في "السنن الكبرى" للبيهقي 10/91.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات، وقد سلف الكلام على هذا الإسناد عند الرواية (22147) .
إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد القرشي الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي البصري، وجد زيد بن سلام: هو ممطور الأسود الحبشي أبو سلام.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20104) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (7539) ، وفي "الأوسط" (3017) ، والحاكم 1/14، والقضاعي في "مسند الشهاب" (401) ، وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (1089) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما (عبد الرزاق وعبد الله بن المبارك) عن معمر بن راشد، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم مختصرة بالسؤال عن الإيمان. =(36/484)
22160 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7540) ، وفي "الشاميين" (233) من طريق أبي سعيد الشامي، والحاكم 1/14 من طريق عليّ بن المبارك، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. وروايتهما مختصرة بالسؤال عن الإيمان. وجاء عند الطبراني: "عن سلام بن أبي سلام، عن أبي أُمامة" دون ذكر جده أبي سلام ممطور الحبشي بينهما.
وسيأتي عن روح بن عبادة برقم (22166) ، وعن إسماعيل ابن علية برقم (22199) ، كلاهما عن هشام الدَّسْتُوائي، عن يحيى بن أبى كثير.
وفي باب سؤال الرجل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإثم، فقال له: إذا حَكَّ في نفسِك شيءٌ فَدَعْه. عن النَّواسِ بن سَمْعان سلف برقم (17631) ، وعن أبي ثَعْلبة الخُشَني سلف برقم (17742) ، وعن وابِصَة بن معبد الأسدي سلف أيضاً برقم (17999) .
وفي باب سؤاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإيمان، فقال: "إذا ساءَتْك سَيِّئَتُك، وسَرَّتك حسنتُك، فأنت مؤمنٌ" عن عمر بن الخطاب سلف في مسنده برقم (114) ، وعن عامر بن أبي ربيعة سلف برقم (15696) ، وعن أبي موسى الأشعري سلف أيضاً برقم (19565) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَكَّ" بتشديد الكاف، أي: أَثَّر فيها الانقباض، ولم ينشرح الصدر به، وكان في قلبك منه شيء من الشكِّ، والإيهامِ أنه ذنبٌ، والحاصل أن النفسَ إذا تردَّدت في كونه ذنباً، فالتقوى تركُه.
وقوله: ما الإيمان؟ أي: ما علامته، وبأيِّ شيء يَعرِفُ المرءُ إيمانَه.
(1) إسناده جيد، عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر =(36/485)
22161 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ:
__________
= المخزومي الدمشقي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وباقي رجاله ثقات. سليمان بن حبيب: هو المُحارِبي الدَّاراني.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (764) ، ومن طريقه الحاكم 4/92، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 10/ورقة 348، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقد وقع في إسناده عند الحاكم "عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله" وقال: عبد العزيز هذا هو ابن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، وإسماعيل: هو ابن عبيد الله بن أبي المهاجر، والإسناد كله صحيح، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: عبد العزيز ضعيف. قلنا: وهذا وهم منهما رحمهما الله تعالى، نشأ عن تحرف "بن" في "عبد العزيز بن إسماعيل" في إسناده إلى: "عن"، فظنا أنهما اثنان، والصواب أنه: "عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله"، كذا قال كل من أخرج الحديث من طريق الإمام أحمد، وكذا من أخرجه من طريق الوليد بن مسلم، وهو مترجم كذلك في "تاريخ البخاري" 6/21، و"الجرح والتعديل" 5/377، و"الثقات" 7/110، و"تاريخ ابن عساكر" 10/ورقة 348، و"الإكمال" 1/532-533، و"ذيل الكاشف" ص 180، و"تعجيل المنفعة" 1/820.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7486) ، وفي "الشاميين" (1602) ، والبيهقي في "الشعب" (7524) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه ابن حبان (6715) من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، والبيهقي في "الشعب" (5277) من طريق أبي جعفر المسندي، كلاهما عن الوليد بن مسلم، به.
ولبعضه شاهد من حديث فَيْروز الدَّيْلمي، سلف في مسنده برقم (18039) ، ولفظه: "ليُنقَضنَّ الإسلام عُرْوة عروة، كما يُنقَضُ الحبلُ قُوَّة قوةً".(36/486)
سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ عَلَى الْجَدْعَاءِ وَاضِعٌ رِجْلَهُ فِي غَرْزِ (1) الرَّحْلِ يَتَطَاوَلُ (2) يَقُولُ: " أَلَا تَسْمَعُونَ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الْقَوْمِ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: " اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ " قُلْتُ لَهُ: فَمُذْ كَمْ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟ قَالَ: وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً (3)
__________
(1) كذا في (ق) ، ووقع في (م) و (ظ 5) : غراز!
(2) تحرفت في (م) إلى: يتطال.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية بن صالح: هو ابن حُدير الحَضْرمي الحمصي، وسليم بن عامر: هو الخَبائِري الحمصي.
وأخرجه الترمذي (616) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1233) ، وابن حبان (4563) ، والدارقطني 2/294، والحاكم 1/473 من طرق عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة. ووقع في رواية الترمذي: "واتقوا الله ربكم" بدل "اعبدوا ربكم"، وقال: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/226، والطبراني في "المعجم الكبير" (7664) ، وفي "مسند الشاميين" (1967) ، والحاكم 1/9 و389، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7348) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/لوحة 294 من طرق عن معاوية بن صالح، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولا نعرف له علة، ووافقه الذهبي. ورواية الحاكم الأولى، ورواية
ابن عساكر الثانية مختصرة. ووقع في رواية ابن عساكر الأولى زيادة "عن جدته" بين سليم بن عامر وأبي أمامة، فعقب بقوله: كذا وقع في الأصل، وهذا =(36/487)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= تصحيف فاحش، فإن سليماً سمعه من أبي أمامة نفسه، ويدل عليه قوله له في الحديث: يا ابن أخي، ولو كان عن جدته، لقال: يا بنت أخي، ويدل عليه ... فساق الرواية الثانية.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (4479) ، وأبو داود (1955) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (578) ، وابن عساكر 8/لوحة 294-295 من طرق عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة قال: سمعت خطبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى يوم النحر، وكنت ابن ثلاث وثلاثين سنة، فكنت تحت ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن كان الرجل ليدفع عني بصدر راحلته، ليزيلني عن سماع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأدفعها بكفي، فأردها عني. واقتصر أبو داود في روايته على قوله: سمعت خطبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى يوم النحر.
وسيأتي الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح برقم (22258) .
وأخرج المرفوع منه الطبراني في "الكبير" (7617) ، وفي "مسند الشاميين" (543) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، إلا أنه زاد في أوله: "أيها الناس لا نبي بعدي، ولا أُمَّة بعدكم".
وأخرجه كذلك ابن أبي عاصم في "السنة" (1061) ، والطبراني في "الكبير" (7535) ، وفي "مسند الشاميين" (834) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/289-290 من طريق عمرو بن عثمان الحمصي، عن إسماعيل بن عياش، عن أسد بن وداعة وشرحبيل بن حسنة ومحمد بن زياد جميعاً، عن أبي أمامة.
وزاد ابن عساكر في روايته: "وصلوا أرحامكم".
وسيأتي الحديث بنحوه من طريق لقمان بن عامر، عن أبي أمامة برقم (22260) .
وقوله: "غرز الرَّحْل" الغرز: بغين معجمة مفتوحة، وراء ساكنة، ثم زاي: =(36/488)
22162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، وَأَزْهَرَ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: أَبُو أُمَامَةَ الْحِمْصِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوُضُوءُ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهُ، ثُمَّ تَصِيرُ الصَّلَاةُ نَافِلَةً " فَقِيلَ لَهُ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ وَلَا ثَلَاثٍ وَلَا أَرْبَعٍ وَلَا خَمْسٍ (1)
__________
= هو رِكاب الرحل من جلود مخروزة يُعتمد عليه في الركوب، فإذا كان من حديد أو خشب فهو رِكابٌ، وكل ما كان مِساكاً للرِّجلين في المركب غَرْزٌ.
والرَّحْل: ما يوضع على ظهر البعير للركوب.
وقوله: يتطاول، أي: يقوم ليسمع كلامه.
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذه الأسانيد وإن كان مدارها على شهر بن حوشب الأَشْعري الشامي، وهو ضعيف، إلا أنه قد توبع. أزهر بن القاسم: هو الرَّاسِبي البصري، ومحمد بن بشر: هو العَبْدي، وعبد الوهاب: هو ابن عطاء الخَفَّاف، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7570) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه المروزي في "مختصر قيام الليل" (13) ، والطبري في "التفسير" 6/138، والطبراني (7570) من طريق يزيد بن زريع، والطبراني (7570) من طريق محمد بن أبي عدي، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه الطيالسي (1129) ، وكذا الطبراني في "الكبير" (7572) من طريق =(36/489)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= معاذ بن هشام، كلاهما (الطيالسي ومعاذ) عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7569) و (7571) ، وفي "مسند الشاميين" (2762) من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي الحديث عن محمد بن جعفر، عن سعيد بن أبي عروبة برقم (22253) .
وسيأتي نحوه مطولاً من طرق عن شهر بن حوشِب بالأرقام (22171) و (22206) و (22267) و (22275) و (22281) .
وأخرجه بنحوه مطولاً ابن الأعرابي في "معجمه" (1535) من طريق قرة ابن خالد، عن لقيط بن المشَّاء، عن أبي أمامة. وفيه أبو المشاء لقيط بن المشاء الباهلي (وتحرف فيه ابن المشاء إلى ابن المثنى) لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويخالف.
وسيأتي كذلك من طريق أبي غالب، عن أبي أمامة برقم (22188) .
وسلف نحوه في مسند عمرو بن عَبَسَة من طريق عاصم بن أبي النجود، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة ضمن الحديث رقم (17021) .
وانظر ما سيأتي برقم (22237) و (22272) .
وله شاهد من حديث عثمان بن عفان عند مسلم (229) و (8) .
وآخر من حديث عبد الله الصُّنابحي سلف في "المسند" برقم (19068) من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عنه. وهذا إسناد قوي مرسلاً. ووقع في "المسند" هناك: "عن عبد الله الصنابحي، قال: إذا توضأ العبد.." فلم يذكر فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو كذلك في (م) والنسخ الخطية التي بأيدينا، وفاتنا أن ننبه هناك إلى تخطئته، وأن الصواب فيه: "عن عبد الله
الصنابحي: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ... " بإثبات رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنه كذلك في "موطأ مالك" 1/31، ومن طريقه هكذا أخرجه الناس. =(36/490)
22163 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ (1) أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. قَالَ: فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ. قَالَ: فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغَ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَبِعَهُ الرَّجُلُ وَتَبِعْتُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ وَصَلَّيْتَ مَعَنَا؟ " قَالَ الرَّجُلُ: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ أَوْ ذَنْبَكَ " (2)
__________
= وفي باب تكفير الوضوء للذنوب عن غير واحد من الصحابة منهم عثمان ابن عفان، وقد سلف حديثه في مسنده برقم (415) .
وأبو هريرة، وقد سلف حديثه برقم (8020) .
وعمرو بن عَبَسَة، وقد سلف حديثه برقم (17019) ضمن حديث مطول.
(1) قوله: "إني قد" ليس في (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عكرمة بن عمار العِجْلي اليَمامِي، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع كما سيأتي في الرواية (22286) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4794) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2765) ، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 6/229، والنسائي في "الكبرى" (7316) ، والطبراني في "الكبير" (7624) ، والواحدي في "الوسيط" 2/594-595 من طرق عن عكرمة بن عمار، به. =(36/491)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/136، والطبراني في "الكبير" (7675) ، وفي "مسند الشاميين" (1840) من طريق سُليم بن عامر الخبائري، عن أبي أمامة، نحوه. ولفظ آخره: "قال: هل أتممت الوضوء، وصليت معنا آنفاً؟ " قال: نعم. قال: "فإنك من خطيئتك كما ولدتك أمك، فلا تعد" وأنزل الله حينئذٍ على رسوله: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ... ) الآية [هود: 114] . وإسناده ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق أبي نوح عبد الرحمن بن غَزْوان وعبد الصمد ابن عبد الوارث، عن عكرمة بن عمار برقم (22266) .
وسيأتي أيضاً من طريق الأوزاعي، عن شداد بن عبد الله برقم (22286) .
وله شاهد من حديث واثلة بن الأَسْقع، سلف برقم (16014) ، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث أنس بن مالك عند البخاري (6823) ، ومسلم (2764) ، والبيهقي 8/333.
وثالث من حديث علي عند الطبراني في "الأوسط" (7556) ، وفي "الصغير" (915) ، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/232-233، والواحدي في "الوسيط" 2/595. وفي إسناده الحارث بن عبد الله الأَعْور، وهو ضعيف.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2206) ، وعن ابن مسعود، سلف أيضاً برقم (3653) ، وانظر أحاديث الباب عندهما.
وقوله: "إني قد أَصَبْتُ حَدّاً" قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 17/81: هذا الحدُّ معناه: معصيةٌ من المعاصي الموجبةِ للتعزير، وهي هنا من الصغائر؛ لأنها كفَّرَتها الصلاةُ، ولو كانت كبيرةً موجِبةً للحدِّ أو غيرَ موجبة له، لم تسقُطْ بالصلاة، فقد أجمع العلماءُ على أن المعاصيَ الموجبةَ للحدود لا تسقط حدودُها بالصلاة، هذا هو الصحيح في تفسير هذا الحديث. =(36/492)
22164 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] " (1)
__________
= وحكى القاضيِ عن بعضهم: أن المراد بالحدِّ: المعروف، قال: وإنما لم يَحُدَّه؛ لأنه لم يُفسِّرْ مُوجِبَ الحدِّ، ولم يستفسره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه إيثاراً للستر، بل استحبَّ العلماء تلقين الرجوعِ عن الإقرار بموجِب الحد صريحاً!! وانظر "فتح الباري" 12/134-135.
(1) حديث حسن بطرقه وشواهده، وأبو غالب -وهو البصري نزيل أصبهان- يعتبر به في المتابعات والشواهد، ومن دونَه لا بأس بهم. عبد الواحد الحداد: هو ابن واصل، أبو عبيدة البصري.
وأخرجه ابن ماجه (48) ، والترمذي (3253) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (101) ، والطبري في "التفسير" 25/88، والعقيلي في "الضعفاء" 1/286، والطبراني (8067) ، والآجري في "الشريعة" ص 54، وابن عدي 4/1613، والحاكم 2/447-448، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 74، والبيهقي في "الشعب" (8438) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/96-97
من طرق عن حجاج بن دينار الواسطي، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وسيأتي عن عبد الله بن نمير برقم (22204) ، وعن يعلى بن عبيد برقم (22205) ، كلاهما عن حجاج بن دينار.
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (144) عن الحسين بن يزيد الطحان، عن حفص بن غياث، عن حجاج بن دينار، عن القاسم، عن أبي أمامة رفعه بلفظ: "ما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطيت الجدل". هكذا رواه: عن حجاج بن دينار، عن القاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- عن أبي =(36/493)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أمامة. قلنا: والحسين بن يزيد الطحان لَيِّن الحديث كما قال أبو حاتم.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 7/222 عن حميد بن عياش الرملي، عن مؤمل، عن حماد، عن ابن مخزوم، عن القاسم أبي عبد الرحمن الشامي، عن أبي أمامة -قال حماد: لا أدري رفعه، أم لا؟ - قال: ما ضلت أمة بعد نبيها إلا كان أول ضلالها التكذيب بالقدر، وما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطوا الجدل، ثم قرأ: (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ
خَصِمُونَ) . مؤمل -وهو ابن إسماعيل البصري- ضعيف يعتبر به، وابن مخزوم لم نتبينه، وفي هذه الطبقة أبو مخزوم، يروي عن مسعر بن كدام كما في "مقتنى الكنى" 2/67.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 25/88-89 من طريق جعفر، عن القاسم، عن أبي أمامة: أن رسول الله خرج على الناس وهم يتنازعون في القرآن، فغضب غضباً شديداً، حتى كأنما صب على وجهه الخل، ثم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإنه ما ضلّ قوم قط إلا أوتوا الجدل" ثم تلا: (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) . وهذا إسناد ضعيف جداً لا يفرح به، جعفر -وهو ابن الزبير الدمشقي- متروك الحديث، وبعضهم اتهمه.
وقد تحرف فيه: "جعفر، عن القاسم" إلى: "جعفر بن القاسم".
وفي باب ذم الجدل والحث على تركه عن أبي أمامة عند أبي داود (4800) -ومن طريقه البيهقي 10/249- والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/133، والطبراني في "المعجم الكبير" (7488) و (7770) ، وفي "الأوسط" (4690) .
وعن معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (217) ، وفي "الأوسط" (5324) ، وفي "الصغير" (805) .
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11290) .
وعن أنس بن مالك عند ابن ماجه (51) ، والترمذي (1993) ، وابن عدي =(36/494)
22165 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْحَصِينِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحُمَّى مِنْ كِيرٍ مِنْ (1) جَهَنَّمَ، فَمَا أَصَابَ الْمُؤْمِنَ مِنْهَا كَانَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= في "الكامل" 3/1181، والبغوي (3502) .
وعن ابن عباس أيضاً عند الترمذي (1994) ، والطبراني (11032) .
وعن أبي هريرة، سلف في "المسند" برقم (7508) .
وعن عائشة، سيأتي في "المسند" أيضاً برقم (24210) .
وعن ابن عباس أيضاً عند البخاري في "الأدب المفرد" (394) ، والترمذي (1995) ، وأبي نعيم في "الحلية" 3/344.
وقوله: "إلا أوتوا الجدل" هو مقابلةُ الحُجَّةِ بالحُجَّة، والمُجادَلَةُ: المناظرةُ والمخاصمةُ، والمراد به في الحديث: الخصومة بالباطل، وطلب المغالبة به، لا المناظرة لإظهار الحقِّ واستكشاف الحال، واستعلام ما ليس معلوماً عنده، أو تعليم غيره ما عنده، فإن ذلك محمود، لقوله تعالى: (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل: 125] .
(1) لفظة "من" ليست في (م) .
(2) حسن لغيره، أبو حصين: هو مروان بن رُؤْبة التَّغْلبي الشامي فيما قاله البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن عبد البر في "التمهيد"، فإن يكن هو، فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وعده المزي في "التهذيب" راوياً آخر ونسبه فلسطينياً، وجرى على ذلك ابن حجر والذهبي في "الميزان" والهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/306، فإن كان
كما قالوا، فهو مجهول لا يعرف، لكن لم يُفرِدِ المتقدمون كابن أبي حاتم والبخاري وابن حبان لأبي حصين الفلسطيني هذا ترجمة، وأبو صالح الأَشعري -وهو الشامي الأُردني- لا يعرف اسمه، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه الذهبي في "الميزان" وعَدَّه في "التهذيب" وفروعه راوياً =(36/495)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= آخر، وكذا الذهبي في "الميزان"، لكن مال المزي في "التهذيب" إلى أنهما واحد، وهو الأرجح، والله أعلم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5244) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2216) ، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 4/103، والبيهقي في "الشعب" (9843) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/359، وفي "تاريخ دمشق" 19/لوحة 77 من طرق عن يزيد بن
هارون، بهذا الإسناد، ووقع في إسناده في مطبوع "التمهيد": "الحصين" بدل "أبي الحصين".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7468) ، والبيهقي في "الشعب" (9843) ، وابن عساكر 19/لوحة 78، والمزي في ترجمة أبي صالح الأشعري من "تهذيب الكمال" 33/414-415 من طرق عن أبي غسان محمد بن مطرف الليثي، به. وتحرف أبو غسان في الطبراني إلى: أبي عثمان.
وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (22274) .
وسلف الحديث بنحوه في مسند أبي هريرة برقم (9676) من طريق إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحمى من كير من جهنم" عن غير واحدٍ من الصحابة، انظر أحاديثهم عند حديث ابن عمر السالف برقم (4719) .
وللحديث شاهد من حديث عثمان بن عفان عند العقيلي في "الضعفاء" 2/287 و3/448، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/لوحة 797 بلفظ: "الحمى حظ المؤمن في الدنيا من النار يوم القيامة"، وفي إسناده الفضل بن حماد الأزدي الواسطي، قال العقيلي: في إسناده نظر، وقال الذهبي في
"الميزان": فيه جهالة، وعبد الله بن عمران القرشي، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال أبو حاتم: شيخ.
وآخر من حديث عائشة بلفظ: "الحمى حظ كل مؤمن من النار"، أخرجه =(36/496)
22166 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ، وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْإِثْمُ؟ قَالَ: " إِذَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ " (1)
__________
= البزار (765 - كشف الأستار) من طريق عثمان بن مخلد، عن هشيم، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عنها. وقال عقبه: لا نعلم أسنده عن هشيم إلا عثمان. قلنا: وعثمان بن مخلد -وهو الواسطي التمار- ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/170 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهشيم -وهو ابن بشير الواسطي- مدلس، وقد
عنعنه، ومن فوقه ثقات.
وثالث من حديث أبي ريحانة الأنصاري عند البخاري في "التاريخ الكبير" 7/63، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2217) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9846) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/360، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/لوحة 127. ولفظه: "الحمى كير من جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار". وفي إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف.
وقوله: "من كير من جهنم": كأنه أراد بالكير حفرة من حفر جهنم، وأصل الكير ما يبنيه الحداد من الطين للنار، وكلامه هذا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سبيل المجاز، والمراد أن الحمى لشدة حرارتها كأنها قطعة من النار.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد تكلمنا على هذا الإسناد عند الرواية (22147) . روح: هو ابن عبادة القيسي، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدَّسْتُوائي البصري، وممطور: هو أبو سلام الأسود الحبشي. =(36/497)
22167 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي مُؤْمِنٌ خَفِيِفُ الْحَاذِ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَكَانَ فِي النَّاسِ غَامِضًا لَا يُشَارُ إِلَيْهِ (2) بِالْأَصَابِعِ، فَعُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ " (3)
__________
= وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (58) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (402) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. ورواية القضاعي مختصرة بالشطر الأول منه. وجاء إسناده عند الحارث بن أبي أسامة: "يحيى بن أبي كثير، عن يزيد، عن زيد" بزيادة يزيد بين يحيى بن أبي كثير وزيد بن سلام، وهو خطأ.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (1088) ، والحاكم 1/14 و2/13 و4/99، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5746) و (6990) و (6991) من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وانظر (22159) .
(1) هكذا جاء في "المسند" وسائر مصادر تخريج الحديث، وظاهره أنه من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووقع في "الزهد" للمصنف زيادة: "يعني قال الله عز وجل"، وهو الصواب الذي يقتضيه السياق، فإنه من الأحاديث القدسية.
(2) تحرفت في (م) إلى: عليه.
(3) ضعيف جداً شبه موضوع، أبو المهلب -وهو مُطَّرِح بن يزيد- وعبيد الله بن زَحْر -وهو الضَّمْري الإفريقي- ضعيفان، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلْهاني- واهي الحديث. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، وعلي =(36/498)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن صالح: هو ابن صالح بن حيّ الهَمْداني، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدِّمشقي.
وهو في "الزهد" للمصنف ص 11. وفي "الزهد" لوكيع (133) .
وأخرجه الحميدي (909) عن سفيان بن عيينة، عن أبي المهلب مُطَّرِح بن يزيد، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد-زوائد نعيم" (196) ، والترمذي (2347) ، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (13) ، والطبراني في "الكبير" (7829) ، والحاكم 4/123، والشجري في "أماليه" 2/201، والبغوي في "شرح السنة" (4044) من طريق يحيى بن أيوب المصري، عن
عبيد الله بن زحر، به. وسقط من الإسناد في المطبوع من "الزهد" لابن المبارك: "يحيى بن أيوب المصري".
وأخرجه الآجري في "الغرباء" ص 47 من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحرَّاني، عن علي بن يزيد، به.
وأخرجه ابن ماجه (4117) من طريق صدقة بن عبد الله، عن إبراهيم بن مُرَّةَ، عن أيوب بن سليمان، عن أبي أمامة. وهذا إسناد ضعيف، صدقة بن عبد الله السَّمين ضعيف، وأيوب بن سليمان الشامي مجهول.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1865، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10351) من طريق هلال بن العلاء بن هلال، عن أبيه، عن أبيه هلال بن عمر بن هلال الرَّقي، عن أبيه، عن أبي غالب البصري، عن أبي أمامة، وفي إسناده غير ما ضعيف ومجهول.
وسيأتي الحديث من طريق الحسن بن صالح، عن أبي المهلب مُطَّرِح بن يزيد برقم (22198) .
وسيأتي أيضاً من طريق ليث بن أبي سُلَيم، عن عبيد الله بن زحر، عن القاسم بن عبد الرحمن برقم (22197) . =(36/499)
22168 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ أَوْ رُفِعَتْ مَائِدَتُهُ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ
__________
= وله شاهد لا يفرح به من حديث معاذ بن جبل، أخرجه وكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 3/17 من طريق عبد العزيز بن أبان، عن يونس بن أبي إسحاق، عن سعيد بن عمرو بن أَشْوع الهمداني، عنه. وفيه عبد العزيز بن أبان -وهو الأموي السعيدي- وهو متروك، وكذَّبه ابن معين وغيره، ثم هو منقطع، سعيد بن عمرو لم يدرك معاذاً.
وآخر مثله من حديث حذيفة بن اليمان، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10350) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/198 و11/225 من طريق رَوَّاد بن الجراح العسقلاني، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن رِبْعي بن حِراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خيركم في المئتين كل خفيف الحاذ" قيل: يا رسول الله، وما خفيف
الحاذ؟ قال: "الذي لا أهل له، ولا ولد". وفيه رَوَّاد بن الجراح العسقلاني، قال البيهقي: تفرد به عن سفيان الثوري. قلنا: رواد هذا لَيِّن، وفي حديثه عن سفيان الثوري خاصة ضعف شديد، وقد خطَّأه الحفاظ وأنكروا عليه هذا الحديث.
وقوله: "إن أغبط أَوليائي" أي: أَحبائي من المؤمنين، أي: أَحقُّ من يطلبُ الناسُ حصولَ حالِه لأنفسِهم من بين الأولياء وهو خفيفُ الحاذ.
و"خفيف الحاذ" بحاء مهملة، وذال معجمة خفيفة: أصله طريقةُ المَتْن، وهو ما يقع عليه اللِّبْدُ من ظهر الفَرَس، أي: خفيف الظَّهْر من العيال والمال.
و"غامضاً" أي: مغموراً غير مشهور.
و"قلَّ تراثه" أي: ما تركه ميراثاً لورثته.
و"قَلَّت بواكيه" أي: من يبكي عليه إذا مات من نسائه وأهله.(36/500)
مَكَفَّرٍ، (1) وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا " (2)
__________
(1) هكذا في (م) والأصول الخطية: و"مُكَفَّر" بضم الميم، وفتح الكاف، وتشديد الفاء المفتوحة: وهو المجحود النِّعْمة مع إحسانه، وفي "جامع المسانيد" 4/ورقة 324، والنسخة التي شرح عليها السندي "مَكْفي"، وسيأتي شرحها عند الرواية (22200) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثور -وهو ابن يزيد الحمصي- فمن رجال البخاري. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 220، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 9 /580، والبغوي في "شرح السنة" (2828) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2023) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، والبخاري (5458) ، والنسائي في "الكبرى" (6897) وفي "عمل اليوم والليلة" (284) ، والطبراني في "الكبير" (7470) ، وفي "مسند الشاميين" (420) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 220، وأبو نعيم في "الحلية" 5/217، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/286 من طريق سفيان الثوري، والبخاري (5459) ، والطبراني في "الكبير" (7469) ، وفي "الشاميين" (419) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 220، وأبو نعيم في "الحلية" 5/217 و6/97، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/286، وفي "الآداب" (555) ، والبغوي في "شرح السنة" (2828) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/لوحة 603، والمزي في ترجمة ثور بن يزيد من "تهذيب الكمال" 4/420-421 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن ماجه (3284) من طريق الوليد بن مسلم، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (484) من طريق سفيان بن حبيب، خمستهم عن ثور بن يزيد، به. ووقع في رواية الطبراني في الموضع الأول تعيين سفيان بأنه ابن عيينة، ونظنه وهماً ممن دون أبي نعيم الفضل بن دكين راويه عن سفيان. =(36/501)
22169 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، سَمِعَهُ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ بَيْعُ
__________
= ووقع في رواية الدارمي: "مكفور" بدل: "مُكَفَّرٍ"، وجاء في حديثهم جميعاً: "غيرَ مَكْفِيٍّ" مكان: "غير مُكَفَّر"، وسيأتي هذا الحرف كذلك من رواية يحيى ابن سعيد القطان، عن ثور بن يزيد برقم (22200) . ولفظ حديث البخاري في الموضع الثاني: "الحمد لله الذي كفانا وأرْوانا، غيرَ مَكْفِيٍّ ولا مكفور" وقال مرة: "لك الحمد رَبّنا، غير مَكْفيٍّ ولا مُودَّعٍ، ولا مَستغنى ربَّنا".
وأخرجه ابن حبان (5218) من طريق معاوية بن صالح، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن معدان، به.
وسيأتي الحديث من طريق عامر بن جشيب، عن خالد بن معدان برقم (22256) و (22301) .
وله شاهد عن أبي هريرة ضمن حديث مطول عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (301) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (485) ، وأبي نعيم في "الحلية" 6/242، والحاكم 1/546، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وآخر من حديث رجل من بني سُليم سلف برقم (18071) ، وإسناده ضعيف، وفاتنا هناك الإشارة إلى صحة متنه لشاهديه، فليستدرك من هنا.
وقوله: "مُودَّع" بفتح الدال الثقيلة، أي: غير متروك الطَّلَب إليه، والرَّغْبة فيما عنده.
وقوله: "ربّنا" بالرفع على أنه خبرُ مبتدأٍ محذوف، أي: هو ربُّنا، أو على أنه مبتدأٌ خبرُه متقدم، ويجوزُ النصب على المَدْح، أو الاختصاص، أو إضمار أَعْني، أو على النداء مع حذف أداة النداء، ويجوز الجرُّ على أنه بدلٌ من الضمير في "عنه"، أو من الاسم في قوله: "الحمد لله". انظر "فتح الباري" 90/581.(36/502)
الْمُغَنِّيَاتِ (1) وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ، وَأَكْلُ أَثْمَانِهِنَّ حَرَامٌ " (2)
__________
(1) تصحف في (م) إلى: المغيبات.
(2) إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي- وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الألهاني- ضعيفان. خالد الصفار هكذا وقع مسمى في رواية الإمام أحمد، وكذلك أخرجه البيهقي من طريقه، وهو تحريف فيما قاله الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (270) ، صوابه: خلاد الصفار كما جاء مسمى عند الطبري والطبراني. وخلاد الصفار هذا: هو ابن عيسى، ويقال: ابن مسلم، وهو صدوق لا بأس به من رجال الترمذي وابن ماجه.
وأخرجه البيهقي 6/14-15 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 21/60، والطبراني (7862) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في "إتحاف الخيرة" (3668) و (6794) ، والطبري 21/60، والطبراني (7804) و (7805) من طريق مطَّرح ابن يزيد، وأحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" (5106) ، والحارث بن أبي أسامة بإثر (5107) من طريق محمد بن عبد الله الفزاري، والطبراني (7855) من طريق يحيى بن أيوب، و (7861) من طريق ليث بن أبي سليم،
أربعتهم عن عبيد الله بن زحر، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، ورواية الطبراني (7804) وابن منيع والحارث (5107) مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (22219) ، وسيأتي برقم (22280) ، ومطولاً برقم (22219) و (22307) .
وأخرجه الحميدي (910) عن ابن عيينة، عن مطّرح، عن عبيد الله بن زحر، عن القاسم، به.
وأخرجه ابن ماجه (2168) من طريق أبي جعفر الرازي، عن عاصم، عن =(36/503)
22170 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ " (1)
__________
= مطرح أبي المهلب، عن عبيد الله بن زحر، عن أبي أمامة - ليس فيه علي بن يزيد، ولا القاسم بن عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7749) ، وفي "الشاميين" (321) و (893) من طريق الوليد بن الوليد -وهو العنسي الدمشقي- عن عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، به. قلنا: الوليد بن الوليد قال فيه الدارقطني: منكر الحديث.
وأخرجه مسدد كما في "إتحاف الخيرة" (6793) عن عبد الوارث بن سعيد، عن ليث، عن عبيد الله، عن القاسم، عن أبي أمامة وعائشة بنحوه موقوفاً.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند أبي يعلى (527) ، وإسناده ضعيف جداً.
(1) إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين الأعمش وأبي أمامة. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران الأسدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/593، وفي "الإيمان" (82) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (114) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن عدي في "الكامل" 1/44 من طريق بقية، عن طلحة القرشي، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعاً: "إن المؤمن ليُطبَعُ على خِلالٍ شَتَّى على الجُود والبُخلِ وحُسنِ الخُلُق، ولا يُطبَعُ المؤمن على الكَذِب، ولا يكونُ المؤمن كذاباً". قال ابن عدي: وطلحة القرشي الذي يروي عنه بقية، هو طلحة بن زيد أبو مسكين الرَّقَّي، ضعيف. قلنا: بل هو وضاع، وصفه بذلك أحمد وعلي ابن المديني وأبو داود، وجعفر بن الزُّبير متروك =(36/504)
22171 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ،
__________
= الحديث أيضاً، وبقية بن الوليد ضعيف.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص مرفوعاً عند الدورقي في "مسند سعد ابن أبي وقاص" (65) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (472) ، والبزار (102 - كشف الأستار) ، وأبي يعلى (711) ، وابن عدي في "الكامل" 1/44، والقضاعي في "مسند الشهاب" (589) و (591) ، والبيهقي في "السنن" 10/197، وفي "شعب الإيمان" (4809) و (4810) ، وموقوفاً عند ابن المبارك في "الزهد" (828) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" 8/592، وفي "الإيمان" (81) ، والدارقطني في "العلل" 4/331، والبيهقي 10/197، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/217، وصحح الدارقطني والبيهقي وقفه.
وعن ابن عمر مرفوعاً عند ابن أبي عاصم في "السنة" (115) ، وابن عدي 1/44 و4/1630، والقضاعي (590) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4811) . وإسناده ضعيف جداً.
وعن عبد الله بن مسعود موقوفاً عند ابن أبي شيبة 8/592، وفي "الإيمان" (80) . وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن أبي بكر الصديق مرفوعاً عند ابن عدي 1/43، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4804) و (4805) . وموقوفاً عند ابن أبي شيبة 8/592، وابن عدي 1/43، والبيهقي (4806) و (4807) ، ولفظه: "إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان". وإسناده ضعيف مرفوعاً، والصحيح وقفه كما قال البيهقي.
وعن صفوان بن سليم عند مالك في "الموطأ" 2/990، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (4812) ، ولفظه: قيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال: "نعم" فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ فقال: "نعم" فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال: "لا". وإسناده صحيح إلا أنه مرسل أو معضل.(36/505)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الأَشْعري الشامي، وحديثه حسن في المتابعات وقد توبع عليه. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران الأسَدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/6، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (754) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (7560) ، وأخرجه المروزي في "مختصر قيام الليل" (10) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقرن الطبراني بأبي بكر بن أبي شيبة يحيى الحِمانيَّ، وتحرف "شمر" في "مختصر قيام الليل" إلى: "سمرة"، وفيه زيادة: قال أبو أمامة: إنما كانت النافلة للنبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال وكيع: يعني (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ) [الإسراء: 79] ، وستأتي هذه الزيادة مفردة برقم (22210) .
وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (753) عن وكيع بن الجراح، به. وأسقط من إسناده "شهر بن حوشب"، ولا يصح هذا، فإن شمر بن عطية لم يدرك أبا أمامة.
وأخرجه مُسَدَّدٌ في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (752) عن عبد الواحد بن زياد، عن سليمان بن مهران الأعمش، به. وأسقط من إسناده أيضاً "شهر بن حوشب"، ولا يصح. وزاد فيه: "فإن صلى، كانت فضلاً" قالوا له: أو نافلة؟ قال: إنما كانت النافلة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وستأتي هذه الزيادة ضمن الحديث رقم (22196) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10643) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (807) ، والطبري في "تفسيره" 6/138، والطبراني في "الكبير" (7562) و (7563) و (7564) و (7567) ، وفي "الأوسط" (4236) من طرق عن شمر ابن عطية، به. وزاد النسائي في "الكبرى" والطبراني في الرواية الثالثة من =(36/506)
22172 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَهَاشِمٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْجَعْد يُحَدِّثُ، قَالَ: هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ أَبُو الْجَعْدِ مَوْلًى لِبَنِي ضُبَيْعَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ دِينَارًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " كَيَّةٌ ". قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ آخَرُ فَتَرَكَ دِينَارَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ " (1)
__________
= "الكبير" وفي "الأوسط" حديث عمرو بن عَبَسة، وقد سلف الحديثان في مسنده من طريق عاصم بن أبي النجود، عن شهر بن حوشب برقم (17021) .
وسيتكرر برقم (22206) عن وكيع بإسناده.
وانظر (22162) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات. أبو الجعد مولى بني ضُبَيعة روى عنه اثنان: قتادة بن دعامة وأبو التيَّاح يزيد بن حُميد الضُّبَعي، وذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى" 3/123-124، ولم يسمه، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأبو الجعد هذا فات الحافظين الحسيني وابن حجر أن يترجماه في كتابيهما "الإكمال" و"التعجيل" مع أنه من شرطهما.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8011) من طريق عاصم بن علي، عن قتادة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة برقم (22174) و (22175) و (22176) ، وإسناده ضعيف.
وسيأتي أيضاً من طريق عبد الرحمن بن العَدَّاء الكندي، عن أبي أمامة برقم (22180) و (22221) و (22222) ، وإسناده جيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7508) ، وفي "مسند الشاميين" (2059) عن بكر بن سهل الدمياطي، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي عتبة الكِنْدي، عن أبي أمامة. وجعل معه حديثاً آخر، وهذا إسناد =(36/507)
22173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا قَالَ: حَجَّاجٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ:
__________
= ضعيف، بكر بن سهل الدِّمياطي وعبد الله بن صالح الجُهني كاتب الليث ضعيفان، وأبو عتبة الكندي مجهول لا يعرف.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7654) ، ومن طريقه الشجري في "أماليه" 2/205، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/662 من طرق عن أرطاة بن المنذر، عن غيلان بن معشر المقرائِي، قال: سمعت أبا أمامة يقول: تُوفِّي رجل على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يجدوا له كَفَناً، فقالوا: يا رسول الله إنا لم نجد له كَفَناً، قال: "التمسوا في مِئْزَرِه" فوجدوا دينارين، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَيَّتان، صَلُّوا على صاحبكم". وهذا إسناد حسن من أجل غيلان
ابن معشر، فقد روى عنه ثلاثة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7506) ، وفي "مسند الشاميين" (689) من طريق أرطاة بن المنذر، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي أمامة، قال: تُوفِّيَ رجل على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يوجد له كَفَنٌ، فأُتِيَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "انظروا إلى داخلةِ إِزارِه"، فأُصِيبَ دينارٌ أو ديناران، فقال: "كَيَّتان، صَلُّوا على صاحبكم"، وذكر معه حديثاً آخر. وإسناده حسن. ووقع في مطبوع "المعجم الكبير" سقط أَخَلَّ بمعنى الحديث.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف في مسنده برقم (788) .
وعن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3843) و (3914) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9538) .
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14688) .
وقد تكلمنا على معنى الحديث وفقهه عند حديث أبي هريرة، فانظره لزاماً.(36/508)
ذُكِرَ لِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ امْرَأَةً، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ وَمَعَهَا صَبِيَّانِ لَهَا فَأَعْطَاهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ أَحَدَ الصَّبِيَّيْنِ بَكَى قَالَ: فَشَقَّتْهَا فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدٍ نِصْفًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ رَحِيمَاتٌ بِأَوْلَادِهِنَّ لَوْلَا مَا يَصْنَعْنَ بِأَزْوَاجِهِنَّ لَدَخَلَتْ (1) مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ " (2)
__________
(1) في (م) وسائر الأصول الخطية: "لدخل"، والمثبت من (ظ 5) .
(2) إسناده ضعيف بهذه السياقة، فهو منقطع بين سالم بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي وأبي أمامة. محمد بن جعفر: هو الهُذلي البصري المعروف بغُنْدَر، وحجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتكي البصري، ومنصور: هو ابن المعتمر السُّلمي الكوفي.
وأخرجه الحاكم 4/174 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/174 من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك ومحمد ابن كثير، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8697) من طريق بكر بن بكار، ثلاثتهم عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه أبو داود الطيالسي (1126) عن أبي الأحوص سلام بن سليم، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8696) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن منصور بن المعتمر، به.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (2013) ، والحاكم 4/173 من طريق سليمان بن مهران الأعمش، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7985) و (7986) ، وفي "الأوسط" (7207) ، وفي "الصغير" (898) من طريق سلمة بن زياد بن أبي الجعد، كلاهما عن سالم بن أبي الجعد، به. ووقع في إسناده في مطبوع معاجم الطبراني الثلاث تحريف وسقط. =(36/509)
22174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ (1) بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْحِمْصِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ
__________
= وسيأتي الحديث من طريق شريك بن عبد الله (22219) ، وعن زياد بن عبد الله البكائي (22311) ، كلاهما عن منصور بن المعتمر.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (7989) من طريق أبي إسحاق الهمداني، عن فطر، عن أبي أمامة. وإسناده ضعيف.
وقد جاء قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حاملات والدات رحيمات بأولادهن، لولا ما يصنعن بأزواجهن، لدخلت مصلياتهن الجنة" في قصة أخرى مرسلة عند عبد الرزاق (20602) عن معمر بن راشد، عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي، قال: جاءت امرأة بابن لها إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليدعو له، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنه أَجَلٌ قد حَضَر" قالت: يا رسول الله، إنه لآخر ثلاثة دفنتهم، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حاملات والدات رحيمات بأولادهن، لولا ما يأتين إلى أزواجهن، دخلت مصلياتهن الجنة"، ورجاله ثقات.
وقد ثبتت قصة المرأة وإطعامها التمرات لأبنائها من طريق عراك بن مالك، عن عائشة عند مسلم (2630) ، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخرها: "إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار" وستأتي في "المسند" برقم (24611) .
ونحوها من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة عند البخاري (1418) ، ومسلم (2629) ، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخرها: "من ابتلي من البنات بشيء، فأحسن إليهن، كن له ستراً من النار" وستأتي في "المسند" برقم (24572) .
ويشهد لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لولا ما يصنعن بأزواجهن، لدخل مصلياتهن الجنة" حديث عبد الله بن مسعود، وقد سلف في مسنده برقم (3569) ، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: "ابن سعيد"، والصواب حذف "ابن" كما في (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/21 و"جامع المسانيد" 4/ورقة 335.(36/510)
فَوُجِدَ فِي مِئْزَرِهِ دِينَارٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّةٌ ". قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ آخَرُ فَوُجِدَ فِي مِئْزَرِهِ دِينَارَانِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ " (1)
22175 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ (2) ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مِثْلَهُ. (3)
22176 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ (4) شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (5)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، لكنه قد توبع. محمد بن جعفر: هو الهُذلي البصري المعروف بغُنْدَر، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي.
وأخرجه هناد في "الزهد" (631) عن عبدة بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (7573) من طريق يزيد بن زُريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق قتادة في الحديثين التاليين.
وانظر (22172) .
(2) تحرف في (م) : إلى: روح، والتصويب من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 4/ورقة 335 و"أطراف المسند" 6/21.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. إبراهيم بن خالد: هو الصَّنعاني المؤذِّن، ورباح: هو ابن زيد الصَّنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدي.
وانظر ما قبله.
(4) وقع في (م) : "حدث عن" بزيادة لفظة "عن"، والمثبت من سائر الأصول و"جامع المسانيد".
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. حسين: هو ابن محمد =(36/511)
22177 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ شَيْخًا مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ مِنَ اللَّيْلِ كَبَّرَ ثَلَاثًا، وَسَبَّحَ ثَلَاثًا، وَهَلَّلَ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَشِرْكِهِ " (1)
__________
= ابن بَهْرام المَرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه الطبراني (7574) من طريق أحمد بن منيع، عن حسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وانظر (22174) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي له عن أبي أمامة، وقوله: "وشِرْكه" غير محفوظ في هذا الحديث، والمحفوظ: "ونفثِه" كما هي رواية شريك بن عبد الله النخعي عن يعلى بن عطاء الآتيةِ برقم (22179) ، وبها جاءت الشواهد. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وهذا الحديث قد تفرد به الإمام أحمد عن أبي أمامة فيما نعلم.
وفي الباب عن جُبير بن مُطعِم، سلف في مسنده رقم (16739) ، ولفظه: سمعت النبي يقول في التطوع: "الله أكبر كبيراً -ثلاث مرار-، والحمد لله كثيراً -ثلاث مرار-، وسبحان الله بُكْرةً وأصيلاً -ثلاث مرار-، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من هَمْزه ونَفْثِه ونفخِه". قلت: يا رسول الله، ما همزه ونفثه ونفخه؟ قال: "أما همزه: فالمُوتَة التي تأخذ ابن آدم، وأما نفخه:
الكِبْر، ونفثه: الشِّعْر" وإسناده ضعيف.
وعن أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده برقم (11473) ، ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قام من الليل واستفتح صلاته وكَبَّرَ، قال: سبحانك اللهم =(36/512)
22178 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ،
__________
= وبِحَمْدِك، تبارك اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرُك" ثم يقول: "لا إله إلا الله" ثلاثاً، ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من هَمْزِه ونَفْخِه ونَفْثِه". وإسناده قد تُكُلِّم فيه.
وعن علي بن أبي طالب، سلف برقم (3828) ، ولفظه: أن النبي كان يتعوَّذُ من الشيطان: من هَمْزِه، ونَفْثِه، ونفْخِه. قال: همزُه: المُوتَةُ، ونفثُه: الشِّعْر، ونفخُه: الكبرياء. وإسناده محتمل للتحسين.
وعن ابن عمر، سلف برقم (4627) ، ولفظه: بينا نحن نصلي مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ قال رجل في القوم: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بُكْرةً وأصيلاً، فقال رسول الله: "من القائل كذا وكذا؟ " فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: "عَجِبتُ لها، فُتحت لها أبوابُ السماء" قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله يقول ذلك.
وعن عائشة، سيأتي في مسندها برقم (25102) ، ولفظه: أن ربيعة الجُرَشي قال: ما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرأ إذا قام يُصلِّي من الليل، وبم كان يَسْتفتحُ؟ قالت: كان يكبِّرُ عشراً، ويَحْمدُ عشراً، ويُسبِّح عشراً، ويهلل عشراً، ويَستغفِرُ الله عشراً، ويقول: "اللهم اغفر لي واهدني وارزقني" عشراً، ويقول: "اللهم إني أعوذ بك من الضِّيق يوم الحساب" عشراً. وهو حديث صحيح.
وعن الحسن البصري مرسلاً عند عبد الرزاق (2572) و (2580) ، ولفظه: أن رسول الله كان إذا قام من الليل كبر ثلاثاً، وسَبّح ثلاثاً، وهَلَّل ثلاثاً، ثم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من هَمْزِه، ونَفْثِه، ونَفْخِه" قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا! قال: "أما هَمْزُه: فالجنون، وأما نَفْثُه: فالشِّعْر، وأما نَفْخُه: فالكِبْر". وإسناده إلى الحسن البصري صحيح.
وقد سلف شرح ألفاظ الحديث عند حديث ابن مسعود (3828) .
وقوله: "وشِرْكه" قال السندي: بكسر فسكون، أي: ما يُوسوِسُ به من الإشراك بالله تعالى، وروي بفتحتين، أي: مصائده ومكايده.(36/513)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ بَخٍ بَخٍ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يَمُوتُ لِلرَّجُلِ فَيَحْتَسِبُهُ " (1)
22179 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،، " وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ "، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (1139) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8241) عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن يعلى بن عطاء، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/295 عن وكيع، عن شريك، عن يعلى بن عطاء، عن أبي المحسن، عن أبي الدرداء، رفعه. كذا رواه شريك، عن يعلى ابن عطاء، عن أبي المحسن، فجعله من حديث أبي الدرداء. قلنا: وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- سيئ الحفظ، ثم إن أبا المحسن راويه عن أبي الدرداء لم نعثر له على ترجمة.
وللحديث شاهد من حديث أبي سلمى راعي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومولاه، سلف برقم (15662) ، وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهده والكلام عليه هناك.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي له عن أبي أمامة، وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع. =(36/514)
22180 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ مِنْ بَنِي الْعَدَّاءِ مِنْ كِنْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي رَجُلٍ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ دِينَارًا أَوْ دِينَارَيْنِ، يَعْنِي: قَالَ لَهُ،: " كَيَّةٌ ". أَوْ " كَيَّتَانِ " (1)
22181 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ، عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ: " لَا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الْأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ". قَالَ: فَكَأَنَّا اشْتَهَيْنَا أَنْ يَدْعُوَ اللهَ لَنَا فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، وَارْضَ عَنَّا وَتَقَبَّلْ مِنَّا وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَجِّنَا مِنَ النَّارِ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ ". فَكَأَنَّا اشْتَهَيْنَا أَنْ
__________
= إسحاق بن يوسف: هو المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق.
وانظر (22177) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عبد الرحمن بن العَدَّاء الكِنْدي الحمصي روى عنه شعبة بن الحجاج، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/372 عن شَبابة بن سَوَّار، والطبراني في "المعجم الكبير" (8008) من طريق يحيى بن سعيد، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/721 من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن محمد بن جعفر برقم (22221) ، وعن روح بن عبادة برقم (22222) ، كلاهما عن شعبة.
وانظر (22172) .(36/515)
يَزِيدَنَا. فَقَالَ: " قَدْ جَمَعْتُ لَكُمُ الْأَمْرَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً لضعف رواته واضطرابه، أبو العَدَبَّس -وهو الأصغر الكوفي، واسمه: تُبَيع بن سليمان- تفرد بالرواية عنه أبو العَنْبس، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة. ووافقه ابن حجر في "التقريب"، فقال: مجهول. ووثقه ابن معين في "تاريخه - برواية الدارمي" ص 236، وهو تساهل منه، وأبو مرزوق ضعيف، ذكره ابن حبان في "المجروحين" 3/159، فقال:
لا يجوز الاحتجاج به لانفراده عن الأثبات بما خالف حديث الثقات، وقال ابن حجر في "التقريب": لَيِّن. وأبو غالب نزيل أصبهان ضعيف أيضاً، ثم قد اختلف فيه على مِسْعر -وهو ابن كِدَام- كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي العَنْبَس -وهو الكوفي العَدَوي، واسمه: الحارث بن عبيد- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه ابن معين في
"تاريخه - برواية الدارمي" ص 236. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ورقة 297، والمزي في ترجمة أبي العَدَبَّس تُبَيع بن سليمان من "تهذيبه" 4/309-311 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وتحرف ابن نمير في "تاريخ دمشق" إلى: ابن عمير، وكذا "أبو العنبس" إلى: أبي العباس.
وأخرجه ابن أبي شيبة مقطعاً 8/585-586 و10/267، وأبو داود (5230) ، وابن حبان في "المجروحين" 3/159-160، والطبراني في "الكبير" (8072) ، وفي "الدعاء" (1442) ، والبيهقي في "الشعب" (8936) ، والقاضي عياض في "الشفا" 1/130-131، والمزي 4/311-312 من طريق عبد الله بن نمير، به. واقتصر أبو داود والقاضي عياض والمزي في روايتهم على أول
الحديث بقصة القيام. ورواية الطبراني في "الدعاء" مختصرة بقصة الدعاء.
وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص 296-297 من طريق سفيان بن وكيع، عن ابن نمير، عن سفيان، عن أبي العَنْبس، به، قال: خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوكِّئاً على عصاً، قال: فقمتُ إليه، فقال: "لا تقوموا كما =(36/516)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= تقوم" قال: وتأكَّلَ من كتابه بقية الحديث. قلنا: هكذا رواه سفيان بن وكيع، عن ابن نمير، فقال: "عن سفيان" بدل "مسعر"، وسفيان بن وكيع ضعيف.
وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (831) ، وتمام الرازي في "فوائده" (1186) من طريق يحيى بن هاشم السمسار، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8936) من طريق محمد بن بشر، كلاهما عن مسعر بن كِدام، به.
وأخرجه ابن ماجه (3836) من طريق وكيع بن الجراح، عن مسعر بن كدام، عن أبي مرزوق، عن أبي وائل، عن أبي أمامة رفعه. هكذا وقع في النسخ المطبوعة من ابن ماجه تبعاً لبعض النسخ المتأخرة: "عن أبي مرزوق، عن أبي وائل، عن أبي أمامة"، وهو وهم ممن دون المصنف كما قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 4/183، وفي "تهذيب الكمال" 4/312، والصواب: "عن أبي مرزوق، عن أبي العَدَبَّس، عن أبي أمامة". ثم إن المزي وَهَّم هذه الرواية، وصَوَّب رواية ابن نمير، عن مسعر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب.
وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (22182) من طريق سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن أبي، عن أبي، عن أبي، منهم أبو غالب، عن أبي أمامة رفعه. هكذا وقع من هذا الوجه، لم يذكر فيه كناهم، والمراد: عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، كرواية ابن نمير عن مسعر.
وسيأتي أيضاً برقم (22201) عن يحيى بن سعيد، عن مسعر، عن أبي العَدَبَّس، عن رجل -أظنه أبا خلف-، عن أبي مرزوق، عن أبي أمامة رفعه.
وفي باب كراهية قيام الرجل للرجل عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12345) ، ولفظه: ما كان شَخصٌ أحبَّ إليهم من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانوا إذا رَأَوْه لم يَقُوموا، لما يَعلَمُون من كَراهِيته لذلك. وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن معاوية بن أبي سفيان، سلف في مسنده برقم (16830) ، وفيه: "مَنْ =(36/517)
• 22182 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي، عَنْ أَبِي، عَنْ أَبِي مِنْهُمْ أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ (2)
22183 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا غَالِبٍ يَقُولُ: لَمَّا أُتِيَ بِرُءُوسِ الْأزَارِقَةِ فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ، جَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَلَمَّا رَآهُمْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ: " كِلَابُ النَّارِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، هَؤُلَاءِ شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتْلَى
__________
= أحَبّ أن يَمثُلَ له عبادُ الله قياماً، فليَتَبؤَأْ مَقْعدَه من النار". وهو حديث صحيح.
وعن جابر بن عبد الله، سلف في مسنده برقم (14590) ، وفيه: أنهم صَلَّوا خلفَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قياماً وهو قاعد، فأشارَ إليهم فَقَعَدُوا، فلما صلى قال: "إن كدتُم آنفاً تفعلون فعلَ فارسَ والرُّومِ، يقومون على مُلوكِهم وهم قعودٌ"، وهو عند مسلم (413) (84) .
(1) وقع في (م) و (ق) : "حدثنا عبد الله، حدثني أبي" على أنه من رواية أحمد بن حنبل، والصواب ما أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/42، فهو من زيادات عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه.
(2) إسناده ضعيف جداً كسابقه. وقوله: "عن أبي، عن أبي، عن أبي، منهم أبو غالب" أي: "عن أبي العَنْبس، عن أبي العَدَبَّس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب" كما في الإسناد السابق. محمد بن عباد: هو ابن الزِّبْرقان المكي، وسفيان: هو ابن عيينة، ومِسْعر: هو ابنُ كِدام الهلالي.
وأخرجه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (77) من طريق إبراهيم بن بشار، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن أبي مرزوق، عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي أمامة رفعه.(36/518)
قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ هَؤُلَاءِ ". قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا شَأْنُكَ دَمَعَتْ عَيْنَاكَ (1) ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ. قَالَ: قُلْنَا: أَبِرَأْيِكَ (2) قُلْتَ: هَؤُلَاءِ كِلَابُ النَّارِ، أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: إِنِّي لَجَرِيءٌ بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا اثْنَتَيْنِ وَلَا ثَلَاثٍ قَالَ: فَعَدَّ مِرَارًا (3)
__________
(1) في (ظ 5) : "عينك" بالإفراد، والمثبت من (م) و (ق) .
(2) كذا في (م) و (ق) ونسخة في (ظ 5) ، وفي (ظ 5) : "برأيك" دون همزة الاستفهام.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان -واسمه: حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحَزَوَّر، وقيل: نافع- فإنه مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الحِمْيري الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي البصري.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1543) عن أبيه، بهذا الإسناد.
وزاد في آخره: ثم تلا هذه الآية: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) حتى بلغ (هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آل عمران: 106-107] ، ثم ذكر الحديث إلى آخره.
وسيأتي تلاوة هذه الآية وتفسيرها بأنهم الخوارج من طريق حماد بن سلمة، عن أبي غالب ضمن الرواية (22208) ، ومفرداً في الرواية (22259) .
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18663) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8033) ، وزاد في آخره: ثم تلا (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) حتى بلغ (هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آل عمران: 106-107] ، وتلا (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ) حتى بلغ (أُوْلُو الأَلْبَابِ) =(36/519)
22184 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ، (1) حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ،
__________
= [آل عمران: 7] ، ثم أخذ بيدي، فقال: أما إنهم بأرضك كثير، فأعاذك الله منهم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (908) ، وابن أبي شيبة 15/307-308، وابن ماجه (176) ، والترمذي (3000) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4662) و (4663) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1544) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2519) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (97) ، والطبراني في "الصغير" (33) و (1096) ، و"الأوسط" (7656) ، و"الكبير" (8035) و (8036) و (8037) و (8038) و (8039) و (8040) و (8041) و (8042) و (8044) و (8045) و (8049) و (8050) و (8051) و (8052) و (8055) و (8056) ، وفي "الشاميين" (1279) ، والآجري في "الشريعة" ص 35-36 و36 و36-37، والخليلي في
"الإرشاد" 2/468، والبيهقي في "السنن" 8/188، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/394، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ورقة 290 و290-291 من طرق عن أبي غالب، به.
وقال الترمذي: حديث حسن. وفي بعض طرق الحديث زيادة تلاوة قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ... ) [آل عمران: 7] ، وقوله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ ... ) [آل عمران: 105-106] وتفسيرها بأنهم الخوارج.
وانظر ما سلف برقم (22151) .
(1) تحرف في (م) و (ق) : إلى: جرير، وما أثبتناه من (ظ 5) .(36/520)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: " مَا كَانَ يَفْضُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزُ الشَّعِيرِ " (1)
22185 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ الضُّبَعِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ أَذْكُرَ اللهَ تَعَالَى مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ أُكَبِّرُ وَأُهَلِّلُ وَأُسَبِّحُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعًا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَذْكُرَ اللهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو غالب البصري نزيل أصبهان -واسمه: حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحَزَوَّر، وقيل: نافع- اختلفوا فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وسيأتي دون ذكر أبي غالب هذا في إسناده في الرواية (22244) و (22296) ، وفيها تصريح سليم بن عامر -وهو الخَبَائري
الحِمْصي- بسماعه من أبي أمامة، وهو ثقة معروف بالرواية عن أبي أمامة، ولا يعرف بتدليس، فيكون الإسناد صحيحاً متصلاً، وإن صح أبو غالب في هذا الإسناد، فهو من المزيد في متصل الأسانيد. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وحريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي.
وهو في "الزهد" للمصنف ص 30 بإسناده ومتنه إلا أنه ليس في إسناده أبو غالب.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي في مسندها برقم (25224) ، ولفظه: ما شَبِعَ آل محمد ثلاثاً من خبز بُرٍّ حتى قُبِضَ، وما رُفِعَ من مائدته كِسْرةٌ قطُّ حتى قُبِضَ.
وعن أبي هريرة عند البخاري (5414) ، وفيه: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الدنيا، ولم يشبع من الخبز الشعير.
(2) في (م) : عن أمامة.(36/521)
إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ كَذَا وَكَذَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وأما أبو طالب الضبعي فهكذا وقع في نسخنا الخطية، وذكره المزي في شيوخ ابن جدعان، لكن أورده ابن كثير في "جامع المسانيد" وابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة أبي غالب عن أبي أمامة! قلنا: وأبو غالب هذا ضعيف يعتبر به، وأما أبو طالب فإن كان هو الذي يروي عن ابن عباس ويروي عنه قتادة فثقة، وثقه قتادة ووكيع وأبو زرعة الرازي كما في "الجرح والتعديل" 9/397، والله أعلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8028) ، وفي "الدعاء" (1882) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8028) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي عن عفان عن حماد بن سلمة برقم (22194) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (3909) من طريق قتادة عن أبي الجعد، عن أبي أمامة. قلنا: وأبو الجعد هذا: هو مولى بني ضبيعة، وحديثه حسن في المتابعات. وانظر (22172) .
وفي الباب عن أنس عند الطيالسي (2104) ، وأبي داود السجستاني (3667) ، وأبي يعلى (3392) و (4087) و (4125) و (4126) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3907) و (3908) ، والطبراني في "الدعاء" (1878) و (1879) و (1880) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (670) ، وأبي نعيم في "الحلية" 3/35. وأسانيده ضعيفة.
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الدعاء" (1881) . وإسناده ضعيف. وعن العباس عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند البزار (3090 - كشف الأستار) . وإسناده ضعيف. =(36/522)
22186 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ (1) مِيلٍ، وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا يَغْلِي مِنْهَا الْهَامُّ (2) كَمَا تَغْلِي الْقُدُورُ يَعْرَقُونَ فِيهَا عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ مِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى وَسَطِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ " (3)
__________
= وانظر ما سيأتي برقم (22254) .
وانظر حديث أبي عياش الزرقي السالف برقم (16583) ، وحديث أبي أيوب الآتي برقم (23546) .
(1) كتب فوق "قدر" في نسخة (ظ 5) : قِيد، وهما بمعنىً.
(2) في (م) والنسخ الخطية: هوام، بزيادة الواو، على أنه جمع هامَة، بالتخفيف، أي: الرأس، وهو خطأ، والصواب في جمع الهامة: هامٌ كما أثبتناه، والله أعلم، وأما الهوام فهو جمع هامَّة، بالتثقيل، وهي ما له سمٌّ يقتل كالحية، ويطلق على الحشرات أيضاً. ويظهر أن الخطأ قديم من بعض رواته، ففي روايتي الطبراني أيضاً: هوام.
(3) إسناده قوي من أجل الحسن بن سوار -وهو أبو العلاء المروذي-، وباقي رجاله ثقات. معاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي الحمصي، وأبو عبد الرحمن: هو القاسم بن عبد الرحمن.
وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" (10065) عن الحسن بن سوار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7779) ، وفي "الشاميين" (1993) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به.
وله شواهد ذكرناها عند حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (4613) . =(36/523)
22187 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: لَمَّا وُضِعَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَبْرِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ، وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: 55] "، قَالَ: ثُمَّ لَا أَدْرِي أَقَالَ: بِسْمِ اللهِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ؟ أَمْ لَا، فَلَمَّا بَنَى عَلَيْهَا لَحْدَهَا طَفِقَ يَطْرَحُ لَهُمُ (1) الْجَبُوبَ وَيَقُولُ: " سُدُّوا خِلَالَ اللَّبِنِ ". ثُمَّ قَالَ: " أَمَا إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنَّهُ يَطِيبُ بِنَفْسِ الْحَيِّ " (2)
__________
= قال السندي: "يعرقون فيها" أي: في ظلها وحرِّها.
(1) في (ظ 5) : إليهم.
(2) إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الألهاني- ضعيفان. علي بن إسحاق: هو المروزي، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي.
وأخرجه الحاكم 2/379، وعنه البيهقي 3/409 من طريق عثمان بن صالح السهمي، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وهذا إسناد ضعيف. وقال الذهبي: وهو خبر واهٍ لأن علي بن يزيد متروك.
وفي الباب عن سيرين أخت مارية القبطية عند ابن سعد في "الطبقات" 8/215-216، والطبراني في "الكبير" 24/ (775) و (776) ضمن حديث إبراهيم ابن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه: ورأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُرجة في اللبِن فأمر بها تسد، فقيل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أما إنها لا تضر ولا تنفع، ولكنها تقر عين الحي، وإن العبد إذا عمل عملاً أحب اللهُ أن يتقنه". =(36/524)
22188 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ نُوحٍ وَهُوَ الْمَضْرُوبُ، حَدَّثَنَا أَبُو خُرَيْمٍ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ الرَّاسِبِيُّ، أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا أُمَامَةَ بِحِمْصَ فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَسْمَعُ أَذَانَ صَلَاةٍ فَقَامَ إِلَى وَضُوئِهِ إِلَّا غُفِرَ لَهُ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تُصِيبُ كَفَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، فَبِعَدَدِ ذَلِكَ الْقَطْرِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ وُضُوئِهِ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ وَهِيَ نَافِلَةٌ " قَالَ أَبُو غَالِبٍ: قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ وَلَا ثَلَاثٍ وَلَا أَرْبَعٍ وَلَا خَمْسٍ وَلَا سِتٍّ وَلَا سَبْعٍ وَلَا ثَمَانٍ وَلَا تِسْعٍ وَلَا عَشْرٍ وَعَشْرٍ (1) وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ (2)
__________
= وعن كليب عند البيهقي في "الشعب" (5315) ، وكلا الإسنادين ضعيف ضعفاً لا يتقوى أحدهما بالآخر.
ولقوله: "بسم الله وعلى ملة رسول الله" شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (4812) . وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "الجَبُوب" بجيم وموحدتين، في "المجمع": هو بالفتح: الأرض الغليظة، وقيل: هو المدر (الطين) جمع جبوبة، والظاهر أن المراد هاهنا المدر.
"ليس بشيء" أي: ليس بلازم، أي: ليس مما ينفع الميت.
(1) زاد في (م) وحدها: "وعشر".
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي غالب =(36/525)
22189 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي فَقَالَ: " أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا يُصَلِّي مَعَهُ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَانِ جَمَاعَةٌ " (1)
__________
= الرّاسِبي -وهو البصري نزيل أصبهان- لكنه قد توبع. نوح بن ميمون: هو ابن عبد الحميد البغدادي المعروف بالمضروب والد محمد كما قال عبد الله بن أحمد، سُمِّي بذلك لضربة كانت بوجهه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8071) من طريق سعيد بن سليمان، عن عقبة بن أبي الصهباء، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الصغير" (1099) من طريق زكريا بن ميسرة، عن أبي غالب، به. وقال في آخره: "وهي فضيلة" بدل: "وهي نافلة".
وسيأتي بنحوه موقوفاً من طريق سَلِيم بن حيان، عن أبي غالب برقم (22196) .
وانظر (22162) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف جداً، عبيد الله بن زَحْر -وهو الضَّمْري الإفريقي- ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الألْهاني- واهي الحديث. علي بن إسحاق: هو السُّلمي المروزي، وابن المبارك: هو عبد الله، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن
عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (1746) من طريق محمد بن بكار، والطبراني في "الكبير" (7857) من طريق سريج بن النعمان الجوهري، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7974) من طريق جعفر بن الزبير، عن =(36/526)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= القاسم بن عبد الرحمن، به. وجعفر بن الزُّبير متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6620) ، وفي "مسند الشاميين" (877) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2316 من طريق مسلمة بن علي، عن يحيى بن الحارث الذِّماري، عن القاسم بن عبد الرحمن، به مختصراً بلفظ: "الاثنان فما فوقهما جماعة". وفيه مسلمة بن علي الحسني، وهو متروك.
وسيأتي الحديث عن هشام بن سعيد، عن عبد الله بن المبارك برقم (22316) .
وأخرجه مرسلاً أبو داود في "المراسيل" (26) عن أبي تَوْبة الرَّبيع بن نافع، عن الهيثم بن حُميد، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن رفعه. ورجاله ثقات.
وسيأتي مرسلاً من طريق ثور بن يزيد، عن الوليد بن أبي مالك، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (22315) ، ورجاله ثقات.
وأخرجه مرسلاً أيضاً أبو داود في "المراسيل" (26) عن أبي تَوْبة الرَّبيع بن نافع، عن الهيثم بن حُميد، عن العلاء بن الحارث وزيد بن واقد جميعاً، عن مكحول رفعه. ورجاله ثقات أيضاً.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11019) ، وهو صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هذان جماعة" عن غير واحد من الصحابة، منهم: عبد الله بن عمرو، وأبو موسى الأشعري، وأنس بن مالك، والحكم بن عمير الثمالي.
أما حديث أبي موسى الأشعري، فأخرجه عبد بن حميد (567) ، وابن ماجه (972) ، وأبو يعلى (7223) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/308، وابن عدي في "الكامل" 3/989، والدارقطني 1/280، والبيهقي 3/69، والخطيب 8/415 و11/45-46، وابن عساكر في "تاريخه" 15/188 =(36/527)
22190 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَحُدِّثْنَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي لِيَجْعَلَ لِي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا. فَقُلْتُ: لَا. يَا رَبِّ وَلَكِنْ أَشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ، وَإِذَا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ وَشَكَرْتُكَ " (1)
__________
= عنه بلفظ: "اثنان فما فوقهما جماعة".
وأما حديث عبد الله بن عمرو، فأخرجه الدارقطني 1/281 عنه. ولفظه كلفظ حديث أبي موسى.
وأما حديث أنس بن مالك، فأخرجه ابن عدي 3/1203، والبيهقي 3/69 عنه. ولفظه: "الاثنان جماعة، والثلاثة جماعة، وما كثر فهو خير". وفي رواية البيهقي زيادة في أول الحديث.
وأما حديث الحكم بن عمير الثمالي، فأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/415، وابن عدي 5/1890 عنه بلفظ: "اثنان فما فوق ذلك جماعة".
وهذه الأحاديث لا يخلو شيء من طرقها من ضعف شديد، لكن جاء هذا الحرف من مرسل القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي والوليد بن أبي مالك ومكحول، وأسانيدها صحاح رجالها ثقات كما سلف ذكره آنفاً، ويشهد لصحة معناه أحاديث التصدُّق على الرجل الذي فاتته الجماعة بالصلاة معه، وحديث مالك بن الحويرث السالف في مسنده برقم (15601) ، وهو في "الصحيحين"، ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له ولصاحب له: "إذا حضرتِ الصلاةُ فأذِّنا وأقيما، ثم ليؤمَّكما أكبرُكما" وغيره.
(1) إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم" بإثر الحديث (196) ، ومن =(36/528)
22191 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللهُ: " أَحَبُّ مَا تَعَبَّدَنِي بِهِ عَبْدِي إِلَيَّ: النُّصْحُ لِي " (1)
__________
= طريقه أخرجه ابن سعد 1/381، والترمذي بإثر الحديث (2347) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 267، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1467) ، والبغوي في "شرح السنة" بإثر الحديث (4044) . وسقط من إسناده من مطبوع "الزهد": "يحيى بن أيوب".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7835) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الدلائل" (540) ، والشجري في "أماليه" 2/208 من طريق سعيد بن أبي مريم، والبيهقي في "الشعب" (10410) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن يحيى بن أيوب، به. ووقع في رواية الطبراني: "ولكن أشبع يوماً، وأجوع
ثلاثاً".
وأخرجه أبو الشيخ ص 267، وأبو نعيم في "الحلية" 8/133 من طريق مُطَّرِح بن يزيد، عن عبيد الله بن زحر، به. وسقط من إسناده في مطبوع "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ": "علي بن يزيد".
(1) إسناده ضعيف جدّاً كسابقه.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (204) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/175، والبغوي في "شرح السنة" (3515) . ووقع في مطبوع "الحلية" تحريف وسقط يستدرك من هنا.
وأخرجه ضمن حديث مطول الطبراني في "الكبير" (7880) من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد الألهاني، به. بلفظ: "وأحبُّ عبادةِ عبدي إليَّ النصيحةُ"، وفيه عثمان بن أبي العاتكة سليمان الأزدي، وهو ضعيف أيضاً. =(36/529)
22192 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ وَهُوَ ابْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ فَهُوَ أَوْلَى بِاللهِ وَرَسُولِهِ " (1)
__________
= ويغني عنه في باب النصيحة لله حديث تميم الدَّاري السالف برقم (16940) ، وهو في "صحيح مسلم" (55) (96) ، وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عباس السالف برقم (3281) .
ومعنى النصح لله سبحانه وتعالى: الإيمانُ به، وصِحَّةُ الاعتقاد في وَحدانيَّتِه، وتركُ الإلحاد في صفاته، وإخلاصُ النيَّةِ في عبادته، وبذلُ الطاعة فيما أَمر به ونهى عنه، ومُوالاةُ مَن أطاعه، ومعاداةُ من عصاه، والاعتراف بنِعَمِه، والشكر له عليها، وحقيقة هذه الإضافة راجعةٌ إلى العبد في نصيحة نفسه لله، والله غني عن نصح كل ناصح. "شرح السنة" 13/94.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه علي بن يزيد الأَلْهاني الدمشقي، وهو واهي الحديث، وعبيد الله بن زحر، وهو ضعيف يعتبر به، لكن قد روي الحديث من وجه آخر صحيح كما سيأتي. عبد الله: هو ابن المبارك المروزي، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7743) ، وفي "الشاميين" (887) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (212) من طريق يحيى بن الحارث الذِّماري، وابن عدي في "الكامل" 5/1670 من طريق عمر بن موسى بن وجيه الحمصي، كلاهما عن القاسم بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وفي طريقه
الأول: إسحاق بن مالك الحضرمي شيخ لبقية بن الوليد، قال الأزدي: ضعيف، وقال ابن القطان: لا يعرف، وبقية بن الوليد الكلاعي ضعيف يعتبر به، وفي طريقه الثاني: عمر بن موسى بن وجيه، وهو متروك الحديث. =(36/530)
22193 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِصَاحِبِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا
__________
= وأخرجه أبو داود (5197) من طريق أبي سفيان محمد بن زياد الأَلْهاني الحمصي، عن أبي أُمامة بلفظ: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام".
وإسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (2694) من طريق سليم بن عامر الخبائري، عن أبي أُمامة بلفظ: قيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرجلان يلتقيان، أيهما يبدأ بالسلام؟ قال: "أَولاهما بالله". وفي إسناده أبو فَرْوة يزيد بن سنان الرُّهاوي، وهو ضعيف.
وسيأتي بالأرقام (22252) ، (22279) ، (22317) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله مرفوعاً بلفظ: "ليسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أيهما بدأ، فهو أفضل" أخرجه البزار (2006 - كشف الأستار) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 3/471، وابن حبان (498) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عنه، به. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم وقد صرح ابن جريج وأبو الزبير فيه بالتحديث عند البزار. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (983) و (994) من طريق روح بن عبادة ومخلد بن يزيد، عن ابن جريج، به موقوفاً.(36/531)
حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " (1)
22194 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، (2) عَنْ أَبِي طَالِبٍ الضُّبَعِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَنْ أَقْعُدَ أَذْكُرُ اللهَ وَأُكَبِّرُهُ وَأَحْمَدُهُ وَأُسَبِّحُهُ وَأُهَلِّلُهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ رَقَبَتَيْنِ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَمِنْ بَعْدِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " (3)
22195 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا (4) مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". قَالَ: فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا ثَانِيًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. قَالَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". قَالَ: فَغَزَوْنَا
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (22147) سنداً ومتناً.
وانظر (22146) .
(2) تحرف في (م) إلى: يزيد.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (22185) .
(4) وقع في (م) : "وحدثنا" بزيادة حرف العطف، والصواب حذفه.(36/532)
فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا ثَالِثًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَتَيْتُكَ تَتْرَى مَرَّتَيْنِ أَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقُلْتَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". يَا رَسُولَ اللهِ، فَادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". قَالَ: فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ آخُذُهُ عَنْكَ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ. قَالَ: " عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ ". قَالَ: فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ لَا يُلْفَوْنَ إِلَّا صِيَامًا، فَإِذَا رَأَوْا نَارًا أَوْ دُخَانًا بِالنَّهَارِ فِي مَنْزِلِهِمْ عَرَفُوا أَنَّهُمْ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ قَدْ أَمَرْتَنِي بِأَمْرٍ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ نَفَعَنِي بِهِ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ آخَرَ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ قَالَ: " اعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حَطَّ،، أَوْ قَالَ: وَحَطَّ شَكَّ مَهْدِيٌّ، عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً " (1)
22196 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير رجاء بن حَيْوة الكِنْدي الفلسطيني، فمن رجال مسلم. بهز بن أسد: هو العَمِّي البصري، ومهدي بن ميمون: هو الأَزْدي المِعْوَلي البصري.
وانظر (22140) .(36/533)
غَالِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: " إِذَا وَضَعْتَ الطَّهُورَ مَوَاضِعَهُ قَعَدْتَ مَغْفُورًا لَكَ، فَإِنْ قَامَ يُصَلِّي كَانَتْ لَهُ فَضِيلَةً وَأَجْرًا، وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ ". فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أُمَامَةَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَ فَصَلَّى أَتَكُونُ (1) لَهُ نَافِلَةً؟ قَالَ: " لَا. إِنَّمَا النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَيْفَ تَكُونُ لَهُ نَافِلَةً وَهُوَ يَسْعَى فِي الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا؟ تَكُونُ لَهُ فَضِيلَةً وَأَجْرًا " (2)
__________
(1) في (م) وحدها: "تكون".
(2) إسناده ضعيف من أجل أبي غالب البصري، وهو إنما يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد اضطرب في هذا الحديث، فرواه هنا موقوفاً، ورواه مرفوعاً كما في الرواية السالفة برقم (22188) ، وخالف في متنه، فقال في الرواية السالفة: "وقام إلى صلاته وهي نافلة"، وقال هنا: "فإن قام يصلي كانت له فضيلة وأجراً ... إلخ"، لكن قوله: إنما كانت النافلة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تابعه عليه شهر بن حوشب كما سيأتي، وهو ضعيف أيضاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8062) من طريق محمد بن عبد الملك الواسطي، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وتحرف فيه "سليم بن حيان" إلى: "سليمان بن حيان"، وسقط منه قوله: "قال: لا إنما النافلة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كيف تكون له نافلة".
وأخرجه الطيالسي بنحوه (1135) من طريق حماد بن سلمة، عن أبي غالب البصري، به.
وأخرجه بنحوه مرفوعاً أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (756) و (8593) ، والطبراني في "الكبير" (8063) من طريق حسين بن واقد المروزي، عن أبي غالب، به. ولم يذكر الطبراني في روايته سؤال الرجل لأبي أمامة. =(36/534)
22197 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (1) عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي عَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، أَطَاعَ رَبَّهُ وَأَحْسَنَ عِبَادَتَهُ فِي السِّرِّ، وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ لَا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا (2) ، قَالَ: وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُرُ بِإِصْبُعَيْهِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا، عُجِّلَتْ (3) مَنِيَّتُهُ وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ وَقَلَّ تُرَاثُهُ "
__________
= وسيأتي مختصراً من طريق معمر، عن أبي غالب برقم (22230) بلفظ: سألت أبا أمامة عن النافلة، فقال: كانت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نافلةً، ولكم فضيلة.
وأخرجه مرفوعاً مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (752) من طريق الأعمش، عن شِمْر بن عطية، عن أبي أمامة. ولا يصح هذا، فإن شِمر ابن عطية لم يدرك أبا أمامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8592) من طريق الأعمش، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة بلفظ: إنما كانت النافلة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد تحرفت فيه لفظة: "إنما" إلى: "ما". وشهر بن حوشب ضعيف، ثم إن الأعمش مدلس، وقد عنعنه، ولا يعرف بالرواية عن شهر بن حوشب.
وانظر (22188) .
(1) تحرف في (م) إلى: "عبد الله".
(2) قوله: "وكان عيشه كفافاً" تكرر هنا في (م) و (ظ 5) مرتين.
(3) في (م) و (ق) : "فعجلت"، وما أثبتناه من (ظ 5) .(36/535)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَأَلْتُ أَبِي قُلْتُ: مَا تُرَاثُهُ؟ قَالَ: مِيرَاثُهُ (1)
22198 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَنَقَرَ (2) بِيَدِهِ (3)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، ليث بن أبي سُليم وعبيد الله -وهو ابن زَحْر الضَّمْري الإفريقي- ضعيفان، ثم هو منقطع، فإن عبيد الله لم يسمعه من القاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي-، بينهما فيه علي بن يزيد الألْهاني، كما سلف عند الرواية (22167) وكما سيأتي، وهو واهي الحديث. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقْسم الأسدي المعروف بابن عُليَّة.
وأخرجه الطيالسي (1133) ، ومن طريقه البيهقي في "الزهد" (198) عن همام بن يحيى العَوْذي، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10357) من طريق الحسن بن أبي جعفر، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. وفي رواية البيهقي زيادة. وتحرف "عبيد الله بن زحر" في مطبوع الطيالسي إلى: عبيد الله بن ذر، وتحرف "عبيد الله" أيضاً في مطبوع "الزهد" إلى: عبد الله.
وأخرجه الطبراني (7860) ، ومن طريقه الشجري في "أماليه" 2/201، وأبو نعيم في "الحلية" 1/25 عن عبد العزيز بن مسلم، وأخرجه البيهقي في "الزهد" (199) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، به، ذكروا فيه عليَّ بن يزيد بين عبيد الله بن زحر وبين القاسم بن عبد الرحمن، وهو الأشبه.
وانظر (22167) .
(2) هكذا في (م) ، وفي (ظ 5) : "ونقد" وكلاهما بمعنى واحد، أي: ضرب.
(3) إسناده ضعيف جداً، أبو المهلب -وهو مُطَّرِح بن يزيد- وعبيد الله بن =(36/536)
22199 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْإِثْمُ؟ قَالَ: " إِذَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ " (1)
22200 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا " (2)
__________
= زحر ضعيفان، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلهاني- واهي الحديث.
أسود: هو ابن عامر الشامي، ويُلقَّب: شاذان، والحسن بن صالح: هو ابن صالح بن حيٍّ الهَمْداني.
وانظر (22167) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد تكلمنا على هذا الإسناد عند الرواية (22147) . إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسم الأسدي البصري المعروف بابن عُلَيَّة، وممطور: هو أبو سلام الأسود الحبشي.
وانظر (22159) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثور -وهو ابن يزيد الحمصي-، فمن رجال البخاري. يحيى بن سعيد: هو القَطَّان، البصري.
وأخرجه أبو داود (3849) ، والحاكم 4/136 من طريق مسدَّد، والترمذي في "السنن" (3456) ، وفي "الشمائل" (193) ، والبغوي في "شرح السنة" =(36/537)
22201 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَدَبَّسِ، عَنْ رَجُلٍ أَظُنُّهُ أَبَا خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْزُوقٍ قَالَ: قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ قُمْنَا قَالَ: " فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي فَلَا تَقُومُوا كَمَا يَفْعَلُ الْعَجَمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ". قَالَ: كَأَنَّا اشْتَهَيْنَا أَنْ يَدْعُوَ لَنَا فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، وَارْضَ عَنَّا، وَتَقَبَّلْ مِنَّا وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَجِّنَا مِنَ النَّارِ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ " (1)
22202 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حُسَيْنٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ
__________
= (2827) من طريق محمد بن بشار، والحاكم 1/528 من طريق محمد بن منصور الحارثي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 220، والبغوي في "شرح السنة" (2828) من طريق عمرو بن علي، أربعتهم عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (22168) .
وقوله: "غير مَكْفِيٍّ" بفتح الميم، وإسكان الكاف، وتشديد التحتانية: من الكفاية، يعني أن الله سبحانه غيرُ مُطْعَمٍ ولا مَكْفِيٍّ ولا محتاجٍ إلى أحد، بل هو المُطعِم الكافي الذي يُطعِمُ عباده ويكفيهم. وفي تفسير هذا الحرف أوجه أخرى، انظرها في "فتح الباري" 9/580-581، و"النهاية" 4/182.
(1) إسناده ضعيف جداً، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (22181) .
يحيى بن سعيد: هو القَطَّان البصري.
وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (830) من طريق ابن كنانة، عن مسعر بن كدام، بهذا الإسناد.(36/538)
عُتَقَاءَ " (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حُسَيْنٌ الْخُرَاسَانِيُّ هَذَا هُوَ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ
22203 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حُسَيْنٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: اسْتَضْحَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: " قَوْمٌ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ مُقَرَّنِينَ فِي السَّلَاسِلِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري، فقد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران الأسدي.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (1369) ، والطبراني في "الكبير" (8088) ، وابن عدي في "الكامل" 2/861، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3605) من طرق عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (8089) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7450) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو غالب البصري نزيل أصبهان، واسمه: حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحَزَوَّر، وقيل: نافع، مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات.
ابن نمير: هو عبد الله بن نمير الهَمْداني الكوفي، والأعمش: اسمه سليمان بن مَهْران الأسدي الكوفي، وحسين الخراساني: هو ابن واقد. =(36/539)
22204 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ، ثُمَّ قَرَأَ {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] " (1)
22205 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ مِثْلَهُ (2)
__________
= وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (1367) ، والطبراني في "الكبير" (8087) ، وابن عدي في "الكامل" 2/861 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود في "القدر" كما في "تهذيب الكمال" 6/481 من طريق أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن حسين بن المنذر الخراساني، عن أبي غالب، به. قال أبو داود عقب الحديث: ذا وهم، هو حسين بن واقد.
وانظر ما سلف برقم (22148) .
(1) حديث حسن بطرقه وشواهده، وأبو غالب البصري نزيل أصبهان، قد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني الكوفي.
وأخرجه البغوي في "معالم التنزيل" 4/143 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (101) ، والطبراني (8067) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (177) من طريق عبد الله بن نمير، به.
وقرن ابن أبي عاصم والطبراني بعبد الله بن نمير يعلى بنَ عبيد، وقرن معه الطبراني أيضاً عيسى بن يونس وأبا خالد الأحمر.
وانظر (22164) .
(2) إسناده كسابقه. يعلى: هو ابن عبيد الطَّنافسي.
وأخرجه الترمذي (3253) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (101) ، =(36/540)
22206 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَطِيَّةَ، (1) عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ " (2)
22207 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْأُولَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ وَلَمْ يُجِبْهُ. ثُمَّ سَأَلَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ،، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ (3) : فَلَمَّا رَمَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَوَضَعَ رِجْلَهُ
__________
= والطبري في "التفسير" 25/88، والطبراني (8067) ، والآجري في "الشريعة" ص 54 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وقرن الترمذي والآجري بيعلى بن عبيد محمدَ بن بشر، وقرن ابن أبي عاصم والطبراني به عبد الله بن نمير، وزاد الطبراني معه عيسى بن يونس وأبا خالد الأحمر، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وانظر (22164) .
(1) قوله: "يعني ابن عطية" ليس في (م) والنسخ الخطية خلا (ظ 5) .
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده. وهو مكرر (22171) إسناداً ومتناً.
هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران الأَسَدي.
وانظر (22162) .
(3) "قَالَ" ليست في (م) .(36/541)
فِي الْغَرْزِ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ؟ " قَالَ: " كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ " (1)
22208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنُهْ رَأَى رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: " كِلَابُ النَّارِ كِلَابُ النَّارِ، ثَلَاثًا، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ. خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ، ثُمَّ قَرَأَ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] ". 10 قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سِتًّا أَوْ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمْ (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22158) . وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي، وأبو غالب: هو البصري نزيل أصبهان، قيل: اسمه حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحَزَوَّر، وقيل: نافع.
وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 250 عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقوله: "الغَرْز" بغين معجمة مفتوحة، وراء ساكنة، ثم زاي: هو رِكاب كورِ -أي: رَحْلِ- الجمل إذا كان من جِلْد أو خَشَب، وقيل: لا يختص بهما، وقيل: كل ما كان مِساكاً للرِّجلين في المركب، فهو غَرْزٌ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي الكوفي.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1542) عن أبيه، بهذا الإسناد. =(36/542)
22209 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فُضِّلْتُ بِأَرْبَعٍ: جُعِلَتِ الْأَرْضُ لِأُمَّتِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيَّ، وَأُحِلَّتْ لِأُمَّتِي الْغَنَائِمُ " (1)
__________
= وأخرجه الترمذي (3000) من طريق وكيع، به. وقال: حديث حسن.
وقرن بحماد بن سلمة الربيع بن صبيح.
وأخرجه الطيالسي (1136) ، ومن طريقه البيهقي 8/188، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8034) من طريق أحمد بن يحيى بن حميد الطويل وطالوت بن عباد، ثلاثتهم (الطيالسي وأحمد بن يحيى وطالوت) عن حماد بن سلمة، به. ورواية الطبراني أطول مما هنا، وليس في رواية الطيالسي تلاوة الآيتين.
وقوله: ثم قرأ: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) الآيتين: ظاهر هذه الرواية يحتمل أن يكون مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو موقوفاً على أبي أمامة، لكن وقع في مواضع أخرى من هذا الوجه أنه مرفوع عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصح، فقد روي من طريق حسن عن أبي أمامة موقوفاً عند عبد الله بن أحمد في "السنة" (1545) ، وابن خزيمة في الجهاد كما في "إتحاف المهرة" 6/229، والحاكم 2/149 و149-150. وقد رجح وقفه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/7.
وانظر (22183) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سَيَّار -وهو الأُموي مولاهم الشامي- فقد روى عنه ثلاثة، ووثقه ابن حبان وابن خلفون، وحسن حديثه الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون السُّلَمي الواسطي، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، أبو المعتمر البصري.
وأخرجه الطبراني (8002) ، والبيهقي 1/212 و2/433 من طرق عن يزيد =(36/543)
22210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، " {نَافِلَةً لَكَ} [الإسراء: 79] قَالَ: إِنَّمَا كَانَتِ النَّافِلَةُ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= ابن هارون، بهذا الإسناد. وزاد البيهقي في الموضعين بعد قوله: "جعلت الأرض لأمتي مسجداً وطهوراً": "فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة، فلم يجد ماء، وجد الأرض مسجداً أو طهوراً". وقال في الموضع الثاني: "فلم يجد ما يصلي عليه" بدل قوله: "فلم يجد ماء".
وانظر (22137) .
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد تابعه أبو غالب البصري كما سيأتي، وهو ضعيف أيضاً، وباقي رجال الإسناد ثقات. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "تفسيره" 15/143، والطبراني في "الكبير" (7561) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. ولم يذكرا في روايتهما الآية وتحرف في المطبوع من "تفسير الطبري": "شمر بن عطية" إلى: "شمر، عن عطية".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4496) من طريق أبي قُتَيبة سَلْم بن قُتيبة، عن الحسن بن أبي الحَسْناء، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، فذكره.
وانظر ما سيأتي برقم (22230) .
وقوله تعالى: (نَافِلَةً لَكَ) : اختُلِفَ في معناه، قال ابن كثير في "تفسيره" 5/100: قيل: معناه أنك مخصوصٌ بوجوب ذلك وحدَك، فجعلوا قيامَ الليل واجباً في حقه دون الأُمَّةِ. رواه العَوْفي عن ابن عباس، وهو أحد قولي العلماء، وأحد قولي الشافعي، واختاره ابن جرير.
وقيل: إنما جُعِل قيامُ الليل في حقِّه نافلةً على الخصوص، لأنه قد غُفِرَ ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، وغيرُه من أُمَّته إنما تُكفِّرُ عنه صلواتُه النَّوافلُ الذنوبَ التي عليه، قاله مجاهد.(36/544)
22211 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، (1) حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: " ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا ". قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: " أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ ". قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " قَالَ (2) : فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ. (3)
__________
(1) تصحف في (م) و (ق) إلى: "جرير".
(2) لفظة "قال" ليست في (م) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. حريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي، وسُليم بن عامر: هو الكَلاعي الخَبائِري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7679) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7759) ، وفي "الشاميين" (1523) من طريق العلاء بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة. وإسناده ضعيف لضعف =(36/545)
22212 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (1) ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ غُلَامًا شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ (2)
22213 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي شَافِعًا لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا، وَاقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " (3)
__________
= أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي شيخ الطبراني فيه.
وانظر ما بعده.
(1) تصحف في (م) و (ق) إلى: "جرير".
(2) إسناده صحيح كسابقه. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن حجاج الخَوْلاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7679) ، وفي "الشاميين" (1066) ، من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(3) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده عند الرواية (22146) .
يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي اليمامي، وأبو سلام: هو ممطور الأسود الحبشي.(36/546)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذَا الْحَدِيثُ أَمْلَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ بِوَاسِطٍ
22214 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى، سَبْعَ مَرَّاتٍ، لِمَنْ لَمْ يَرَنِي وَآمَنَ بِي " (1)
22215 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْلُ الْحَيَّيْنِ، أَوْ مِثْلُ أَحَدِ الْحَيَّيْنِ،: رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَمَا رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا أَقُولُ مَا أُقَوَّلُ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف فيه أيمن -وهو ابن مالك الأشعري-، وهو مجهول لا يعرف، فقد تفرد بالرواية عنه قتادة بن دعامة السَّدُوسي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (119) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وانظر (22138) .
(2) صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "فقال رجل: يا رسول الله ... إلخ"، فهي زيادة شاذة لم ترد إلا في حديث أبي أمامة، ورواتها ليسوا بأولئك الأثبات، وعبد الرحمن بن مَيْسرة -وهو أبو سلمة الحمصي- وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني وحده: مجهول، لم يرو =(36/547)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عنه غير حريز بن عثمان، وقوله هذا مردود برواية اثنين عنه غير حريز، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، يزيد: هو ابن هارون السُّلمي.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 11/ورقة 208 من طريق عبد الله ابن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7638) من طريق علي بن عياش الحمصي، والآجري في "الشريعة" ص 351 من طريق شبابة بن سوار، وابن عساكر 11/ورقة 208 من طريق بقية بن الوليد، ثلاثتهم عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد، ورواية الطبراني والآجري ليس فيها: "فقال رجل: يا رسول الله ... إلخ".
وسيأتي الحديث عن عصام بن خالد برقم (22216) ، وعن أبي النضر هاشم بن القاسم برقم (22250) ، وعن أبي المغيرة عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني برقم (22297) ، ثلاثتهم عن حريز بن عثمان.
وأخرجه ابن عساكر 11/ورقة 208-209 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن شبابة بن سَوَّار، عن حريز بن عثمان، عن حَبِيب بن عُبيد الرَّحَبي، عن أبي أمامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي إسناده من لم نعرفه.
وأخرجه ابن عساكر 11/ورقة 208 من طريق حُميد بن الرَّبيع، عن شبابة ابن سَوَّار، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة وحَبيب بن عُبيد جميعاً، عن أبي أمامة مرفوعاً. وفيه حميد بن الربيع -وهو الخزاز اللَّخمي-، متكلَّم فيه. وتحرف فيه: "عبد الرحمن بن ميسرة وحبيب بن عبيد" إلى: "عبد الله بن ميسرة وحبيب بن عبيد الرحمن".
وأخرجه الطبراني (7919) عن محمد بن جابان الجُنْدَيْسابُوري، عن محمود بن غيلان، عن يزيد بن هارون، عن الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من المؤمنين من يدخلُ بشفاعتِه الجنةَ مثلُ ربيعةَ ومُضَرَ". وفيه محمد بن جابان الجُنْدَيْسابوري شيخ الطبراني لم نقف له على ترجمة. =(36/548)
22216 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (1) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
__________
= وأخرجه الطبراني (8058) من طريق مبارك بن فضالة، عن أبي غالب البصري، عن أبي أمامة مرفوعاً: "يخرجُ من النار بشفاعة رجلٍ من أُمَّتي أكثرُ من ربيعة ومُضَرَ". وفيه أبو غالب البصري، مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، ومبارك بن فضالة مدلِّس، وقد عنعنه.
وأخرجه الطبراني (8059) من طريق الحسين بن واقد، عن أبي غالب البصري، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يدخلُ الجنةَ بشفاعة رجلٍ من أمتي أكثرُ من عدد مُضَرَ، ويَشفَعُ الرَّجلُ في أهل بيته، ويَشفَعُ على قَدْر عملِه". ورجال إسناده ثقات غير أبي غالب، فهو ضعيف يعتبر به كما سلف.
ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليدخلنَّ الجنةَ بشفاعة رجلٍ ليس بنبيٍّ مثل الحَيَّيْنِ -أو مثل أحد الحَيَّيْن-: ربيعةَ، ومُضَر" شواهد، انظرها عند حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11148) ، ونزيد في شواهده هنا: ما أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" ص 126 عن أبي عامر العَقَدي، عن حماد بن سَلَمة، عن يونس بن عُبيد، عن الحسن البصري: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "والذي نفسي بيده، ليخرجنَّ من النار بشفاعة رجلٍ من أُمتي ما هو من بيتي أكثرُ من ربيعةَ ومُضَرَ". وهذا مرسل رجاله ثقات.
وقوله: "أوما ربيعة من مضر؟ " هكذا وقع في (م) والأصول الخطية التي بأيدينا، وهذا خلاف المعروف؛ فإن ربيعة ومضر ابنا نزار بن مَعَدِّ بن عدنان، وهما جِذْما العرب العدنانية، وليس أحدهما من الآخر، والله أعلم.
(1) تصحف في (م) و (ق) إلى: "جرير"، والمثبت من (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/23.
(2) صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "فقال رجل: يا رسول الله.. إلخ" كما سلف بيانه في الرواية السابقة.(36/549)
22217 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَوَضَّأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سميع مجهول لا يعرف، أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 4/190، وقال: لا يعرف لعمرو سماع من سميع، ولا لسميع من أبي أمامة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/342، وقال: لا أدري من هو، ولا ابن من هو، وتفرد الطبرانى فسماه سميعاً الزيات، وذكره فيمن أسند له عن أبي أمامة الباهلي من أهل الكوفة، وسميع الزيات هذا هو الكوفي أبو صالح الحنفي، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات". يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي، وعمرو بن دينار: هو الجُمَحي المكي.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (813) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" أيضاً (814) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عُمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (812) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/190، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (816) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/29، والطبراني في "المعجم الكبير" (7990) من طرق عن حماد ابن سلمة، به. ورواية الطحاوي مختصرة، وقد تحرف فيها "سميع" إلى: "سبيع".
وسيأتي من طريق عفَّان بن مسلم الصفار، عن حماد بن سلمة برقم (22224) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/13 من طريق عمرو بن سليم الباهلي، عن أبي غالب، قال: قلت لأبي أمامة: أخبرنا عن وضوء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتوضأ ثلاثاً، =(36/550)
22218 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْحَقَ الْمَزَامِيرَ وَالْكَّنَارَاتِ (1) ، يَعْنِي الْبَرَابِطَ وَالْمَعَازِفَ، وَالْأَوْثَانَ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَقْسَمَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِعِزَّتِهِ: لَا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي جَرْعَةً مِنْ خَمْرٍ إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ، وَلَا يَسْقِيهَا صَبِيًّا صَغِيرًا إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ، وَلَا يَدَعُهَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي مِنْ مَخَافَتِي إِلَّا سَقَيْتُهَا إِيَّاهُ مِنْ حَظِيرَةِ الْقُدُسِ، وَلَا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ وَلَا شِرَاؤُهُنَّ، وَلَا تَعْلِيمُهُنَّ، وَلَا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ، وَأَثْمَانُهُنَّ حَرَامٌ " لِلْمُغَنِّيَاتِ. (2)
__________
= وخلل لحيته، وقال: هكذا رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل. وأبو غالب البصري ضعيف يعتبر به.
وسيأتي بعضه من طريق شهر بن حوشب، عن أبي أمامة برقم (22223) . وفيه زيادة: "الأذنان من الرأس"، وأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمسح المَأْقَينِ.
والوضوء ثلاثاً ثلاثاً ثابت في السنة بأسانيد صحيحة عن جمع من الصحابة، منها ما سلف عن عبد الله بن عمرو برقم (6684) ، وأشرنا إلى أحاديث الباب هناك.
(1) تحرف في (م) إلى: الكفارات، بالفاء.
(2) إسناده ضعيف جداً، فرج بن فضالة -وهو ابن النعمان التنوخي- ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيف بمرة. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة. =(36/551)
قَالَ يَزِيدُ: الْكَّنَارَاتِ (1) : الْبَرَابِطُ
22219 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا تَحْمِلُهُ وَبِيَدِهَا آخَرُ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: وَهِيَ حَامِلٌ، فَلَمْ
__________
= وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" (5107) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1134) ، والطبراني (7803) من طرق عن فرج بن فضالة، به.
وسيأتي برقم (22307) عن هاشم بن القاسم، عن الفرج.
وسلف مختصراً برقم (22169) ، وسيأتي مختصراً أيضاً برقم (22280) .
ولقصة سقي تارك شرب الخمر من حظيرة القدس عن أنس عند البزار (2939 و3002 - كشف الأستار) . قال المنذري في "الترغيب": إسناده حسن.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4917) في عقوبة شارب الخمر.
قوله: "أن أمحق" قال السندي: من المحق، وهو المحو والإزالة.
"المزامير" جمع مِزمار: قصبة يزمر بها، والزمر: هو التغني بالقصب.
"الكنارات" بكسر الكاف وبفتح وتشديد النون وإهمال الراء: العيدان أو الدفوف أو الطبول والطنابير. وقيل: لعله بالباء جمع كِبار جمع كَبَر، وهو الطبل، كجمل وجِمال وجمالات.
"والمعازف" هي آلات اللهو.
"جرعة" بضم فسكون: هو ما يجرع مرة واحدة، والجمع جُرَع، كغُرفة وغرف.
"معذباً" بتمام ذنوبه.
"أو مغفوراً له" يقيه ذنوبه غير شرب الخمر، فيعذبه عليه إلى أجل.
(1) تحرف في (م) إلى: الكفارات، بالفاء.(36/552)
تَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا يَوْمَئِذٍ (1) إِلَّا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ. ثُمَّ قَالَ: " حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ رَحِيمَاتٌ بِأَوْلَادِهِنَّ، لَوْلَا مَا يَأْتِينَ (2) إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلَ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ " (3)
22220 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. قَالَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا آخَرَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. قَالَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا آخَرَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْتُكَ تَتْرَى ثَلَاثًا أَسْأَلُكَ أَنْ
__________
(1) كذا في (م) ، ولم ترد في (ظ 5) و (ق) .
(2) في (م) والنسخ الخطية: "يأتون"، وضبب عليها في (ظ 5) ، وصححها فوقها: "يأتين".
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن سالم بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي لم يسمعه من أبي أمامة كما جاء التصريح به في الرواية (22173) ، وحكى الترمذي في "العلل الكبير" 2/963 عن البخاري أنه قال: ما أرى سمع من أبي أمامة، وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- سيئ الحفظ.
منصور: هو ابن المعتمر السُّلمي الكوفي.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4305) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11057) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.(36/553)
تَدْعُوَ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقُلْتَ: " اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ". فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا فَمُرْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ. قَالَ: " عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ ". قَالَ: وَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ لَا يَكَادُ يُرَى فِي بَيْتِهِ الدُّخَانُ بِالنَّهَارِ، فَإِذَا رُئِيَ الدُّخَانُ بِالنَّهَارِ عَرَفُوا أَنَّ ضَيْفًا اعْتَرَاهُمْ مِمَّا كَانَ يَصُومُ هُوَ وَأَهْلُهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِأَمْرٍ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ نَفَعَنِي بِهِ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ آخَرَ. قَالَ: " اعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً " (1)
22221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْعَدَّاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ فَوَجَدُوا فِي مِئْزَرِهِ دِينَارًا أَوْ دِينَارَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّةٌ " أَوْ " كَيَّتَانِ " عَبْدُ الرَّحْمَنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير رجاء بن حَيْوة الكِنْدي الفلسطيني، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون السُّلَمي الواسطي، ومهدي بن ميمون: هو الأزدي المِعْوَلي البصري، ومحمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي
البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/5، وابن حبان (3425) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بقصة الصوم، وليس في رواية ابن حبان القطعة الأخيرة: "إنك لن تسجد لله سجدة ... ".
وانظر (22140) .(36/554)
الَّذِي يَشُكُّ (1)
22222 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ مِنْ بَنِي الْعَدَّاءِ مِنْ كِنْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ مِثْلَهُ (2)
22223 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا سِنَانٌ أَبُو رَبِيعَةَ صَاحِبُ السَّابِرِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: وَصَفَ " وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ، ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ؟ وَقَالَ: وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ الْمَأْقَيْنِ، وَقَالَ: بِأُصْبُعَيْهِ " وَأَرَانَا حَمَّادٌ وَمَسَحَ مَأقَيْهِ (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد سلف الكلام عليه عند الرواية (22180) . محمد بن جعفر: هو الهُذلي البصري المعروف بغُنْدَر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد كسابقه. روح: هو ابن عُبادة القَيْسي.
وانظر (22180) .
(3) صحيح لغيره دون قوله: "الأذنان من الرأس". والمسح على المَأْقين، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الأشعري الشامي وأبي ربيعة سنان ابن ربيعة الباهلي، وللاختلاف في رفع ووقف قوله: "الأذنان من الرأس" كما سيأتي.
وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (88) و (359) ، والطبراني (7554) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وتحرف "عفان" في مطبوع الطبراني إلى "عثمان".
وأخرجه أبو داود (134) ، وابن ماجه (444) ، والترمذي (37) ، والطبري في "تفسيره" 6/118، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/33، والطبراني في "الكبير" (7554) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1277، والدارقطني 1/103 =(36/555)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و104، والخطابي في "غريب الحديث" 1/145-146، والبيهقي 1/66-67 و67، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/148-149 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وشك حماد بن زيد في رفع أو وقف قوله: "الأذنان من الرأس" في رواية قتيبة بن سعيد عنه عند أبي داود والترمذي والبيهقي، فقال: لا أدري هذا من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو من قول أبي أمامة؟ وكذا في رواية معلى بن منصور عنه ابن جرير الطبري والدارقطني، لكن لم يصرح عند الدارقطني بنسبة الشك إلى حماد، وكذا في رواية يونس بن محمد المؤدب عنه الآتية في "المسند" برقم (22282) ، وجزم سليمان بن حرب في روايته عنه بوقفه عند أبي داود والدارقطني والبيهقي، فقال: "الأذنان من الرأس" إنما هو قول أبي أمامة، فمن قال غير هذا فقد بَدَّل -أو كلمة قالها سليمان- أي: أخطأ. وشك محمد بن عبد الله بن بزيع في روايته عند الطبري، فقال: "عن أبي أمامة، أو أبي هريرة".
وسيأتي الحديث عن يونس بن محمد المؤدب برقم (22282) ، وعن يحيى ابن إسحاق برقم (22310) كلاهما عن حماد بن زيد.
وأخرجه مختصراً بلفظ "الأذنان من الرأس": ابن عدي في "الكامل" 7/2695، والدارقطني 1/104 من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وجعفر بن الزبير الدمشقي متروك الحديث.
وأخرجه كذلك تمام الرازي في "فوائده" (179) من طريق عثمان بن فائد، عن أبي معاذ الأَلْهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وعثمان ابن فائد القرشي ضعيف، وأبو معاذ الألهاني لم نجد من ترجم له.
وأخرجه كذلك ابن عدي في "الكامل" 1/195، والدارقطني في "السنن" 1/104 من طريق أبي بكر ابن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة.
وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني ضعيف الحديث. =(36/556)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وانظر ما سلف برقم (22217) .
وقوله: "الأذنان من الرأس": روي مرفوعاً عن جماعة من الصحابة، منهم: أبو هريرة وعبد الله بن عمر، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن زيد، وأنس بن مالك، وعائشة، وعبد الله بن عباس، وغيرهم.
أما حديث أبي هريرة، فأخرجه ابن ماجه (445) ، وأبو يعلى (6370) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 6/117، وابن حبان في "المجروحين" 2/110، والدارقطني في "سننه" 1/100 و101 و102 من طرق عنه.
وأما حديث عبد الله بن عمر، فأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/295-296 و3/1057، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/161، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/196 من طريقين عنه.
وأما حديث أبي موسى الأشعري، فأخرجه العقيلي فى "الضعفاء" 1/32، والطبراني في "الأوسط" (4096) ، وابن عدي 1/364، والدارقطني 1/102 من طريق الحسن البصري، عنه.
وأما حديث عبد الله بن زيد، فأخرجه ابن ماجه (443) من طريق عباد بن تميم، عنه.
وأما حديث أنس بن مالك، فأخرجه ابن عدي 2/450 و3/925، والدارقطني 1/104 من طريقين عنه.
وأما حديث عائشة، فأخرجه الدارقطني 1/100 من طريق عروة بن الزبير، عنها.
وأما حديث عبد الله بن عباس، فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/67، والدارقطني 1/98-99 و99 و100 و101 و101-102، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/234 و6/384 من طريقين، عنه.
وهذه الأحاديث لا يصح منها شيءٌ مرفوعاً، فأسانيدها لا يخلو واحد منها من مقال، فهي إما ضعيفة بضعف بعض رواتها، أو معلولة بانقطاع وغيره، وقد بسط الكلام في تبيين ضعفها وتعليلها بما لا مزيد عليه الدارقطني في =(36/557)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "سننه"، لكن قد ثبت موقوفاً عن غير واحد من الصحابة، انظر "سنن الدارقطني" 1/97-105، و"نصب الراية" 1/18-20، و"التلخيص الحبير" 1/91-92.
تنبيه:
أخرج الطبراني في "الكبير" (10784) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "استنشقوا مرتين، والأذنان من الرأس".
قال الشيخ الألباني رحمه الله عقب إيراده له في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (36) : وهذا سند صحيح رجالهم كلهم ثقات، ولا أعلم له علة.
قلنا: نعم إسناده صحيح، لكن قوله: "الأذنان من الرأس" مما نجزم أنه زيادة أقحمها بعض النساخ في متن الحديث، فراجت على الشيخ وظنها منه، وليس الأمر كذلك، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 1/27، وأبو داود (141) ، وابن ماجه (408) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد، لكن دون قوله: "الأذنان من الرأس".
وكذا أخرجه الطيالسي (2725) ، وابن أبي شيبة 1/27، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/201، وأحمد بن حنبل في "المسند" (2012) و (2887) و (3296) ، وابن الجارود في "المنتقى" (77) ، والنسائي في "الكبرى" (97) ، والحاكم 1/148، والبيهقي 1/49، والمزي في "تهذيب الكمال"
23/333-334 من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وليس في حديثهم جميعاً هذه الزيادة.
ومما يدل على صحة ما ذهبنا إليه ويقويه أن الحافظ الهيثمي لم يورده في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه، ثم إن من اعتنى بتخريج هذا الحديث كالحافظين الزيلعي وابن حجر العسقلاني وغيرهما لم يذكرا الحديث من هذه الطريق، وهم القوم يفزع إليهم عند المعضلات.
فتبين من خلال ما ذكرناه أن هذه الزيادة مما أضافها النساخ إلى الحديث =(36/558)
22224 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُمَضْمِضُ ثَلَاثًا وَيَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا، وَيَغْسِلُ وَجْهَهُ، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا " (1)
22225 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَتُسَوُّنَّ الصُّفُوفَ أَوْ لَتُطْمَسَنَّ وُجُوهُكُمْ، (2) وَلَتُغْمِضُنَّ (3) أَبْصَارَكُمْ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُكُمْ " (4)
__________
= في رواية الطبراني، وأنها لم ترد مرفوعة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طريق يحتج به.
وقوله: "يمسح المَأْقَين": مَأْقُ العين ومُؤْقها، وتسهل الهمزة فيهما، وفيها أوجه أخرى: طَرَفها ما يلي الأَنف، وهو مجرى الدمع من العين، أو مُقَدَّمها، أو مُؤَخَّرها.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22217) . عفان: هو ابن مسلم الصفَّار.
(2) في (ظ 5) و (ق) : وجوه.
(3) في (م) : أو لتغمضن.
(4) إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زَحْر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان، لكنه صح بغير هذه السياقة كما سنبينه.
القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1765) من طريق عبد الله بن عبد الحكم، والطبراني في "الكبير" (7859) من طريق عمرو بن خالد الحراني، كلاهما عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد. =(36/559)
22226 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، مَرَّ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ أَلْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللهِ شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ " (1)
__________
= وانظر ما سيأتي برقم (22263) .
ويغني عنه حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4373) ، وحديث البراء بن عازب السالف برقم (18516) بلفظ: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم".
وإسناداهما صحيحان.
وحديث أبي مسعود البدري السالف برقم (17102) ، ولفظه: "استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم". وإسناده صحيح.
وحديث النعمان بن بشير السالف برقم (18389) ، ولفظه: "لَتسوُّنَّ صفوفكم أو ليُخالِفَنَّ الله بين وجوهكم". وإسناده صحيح.
وحديث أبي هريرة السالف برقم (8408) : "لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة، أو لتخطفن أبصارهم".
قال السندي: قوله: "لتطمسن" على بناء المفعول من طمست الشيءَ إذا محوته، من باب ضرب.
(1) إسناده حسن من أجل علي بن خالد. قتيبة: هو ابن سعيد، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه الحاكم 1/55-56 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3173) من طريق خالد بن يزيد الجمحي، والحاكم 4/247 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن =(36/560)
22227 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ غُلَامَانِ فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْدِمْنَا؟ فَقَالَ: " خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ ". فَقَالَ: خِرْ لِي. قَالَ: " خُذْ هَذَا وَلَا تَضْرِبْهُ؛ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مَقْبَلَنَا مِنْ خَيْبَرَ؛ وَإِنِّي قَدْ نَهَيْتُ عَنْ ضَرْبِ أَهْلِ الصَّلَاةِ ". وَأَعْطَى أَبَا ذَرٍّ الْغُلَامَ الْآخَرَ فَقَالَ: " اسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا ". ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ مَا فَعَلَ الْغُلَامُ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ؟ " قَالَ: أَمَرْتَنِي أَنْ أَسْتَوْصِيَ بِهِ خَيْرًا فَأَعْتَقْتُهُ (1)
22228 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ،
__________
= أبي هلال، به. لكن وقع في إسناد الطبراني علي بن يحيى بدل علي بن خالد!
وأخرج الطبراني في "الكبير" (7730) من طريق لقمان بن عامر، عن أبي أمامة موقوفاً قال: لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا دخل الجنة إلا من شرد على الله كشراد البعير السوء على أهله، فمن لم يصدقني فإن الله عز وجل يقول: (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الأَشْقَى. الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) كذب بما جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتولى عنه. وإسناده ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8728) ولفظه: "كل أمتي يدخلون الجنة يوم القيامة إلا من أبى". قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى". وذكرت باقي شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "إلا من شرد على الله" يريد الكافر، فإنه الذي ما أطاع الله تعالى قط، وهو المحروم من الجنة على الدوام.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (22154) وقرن بعفان بن مسلم الصفار حسن بن موسى الأشيب.(36/561)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللهُ: " يَا ابْنَ آدَمَ إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْكَ فَصَبَرْتَ، وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى لَمْ أَرْضَ لَكَ بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ " (1)
22229 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَحَبَّ عَبْدٌ عَبْدًا لِلَّهِ إِلَّا أَكْرَمَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش، فهو صدوق حسن الحديث في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. إبراهيم بن مهدي: هو المِصِّيصي، وثابت بن عجلان: هو الأنصاري الحمصي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (535) ، وابن ماجه (1597) ، والطبراني في "الكبير" (7788) ، وفي "الشاميين" (2277) من طرق عن إسماعيل ابن عياش، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن ماجه قوله: "إذا أخذت كَرِيمَتَيْك".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7789) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن ثابت بن عجلان، به. ولفظه: "قال الله عز وجل: من أَذهبتُ كَرِيمَتَيْه، لم أَرْضَ له ثواباً دون الجنة". وسُويد بن عبد العزيز السُّلمي الدمشقي ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7597) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب الصبر على المصيبة عند الصَّدْمة الأولى عن أنس بن مالك سلف برقم (12317) ، وهو في "الصحيحين".
وقوله: "كَرِيمَتيْك"، أي: عينيك.
(2) إسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش. يحيى بن الحارث: هو الذِّماري الشامي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي. =(36/562)
22230 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا أُمَامَةَ عَنِ النَّافِلَةِ فَقَالَ: " كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَافِلَةً وَلَكُمْ فَضِيلَةً " (1)
22231 - حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ: أَتَيْتُ فَرْقَدًا يَوْمًا فَوَجَدْتُهُ خَالِيًا فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أُمِّ فَرْقَدٍ لَأَسْأَلَنَّكَ الْيَوْمَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِكَ فِي
__________
= وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" ص 104 عن داود بن عمرو الضبي، والبيهقي في "الشعب" (9016) من طريق داود بن نوح، كلاهما عن إسماعيل ابن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي أيضاً (9017) من طريق ابن علاثة عن يحيى بن الحارث، به. ولفظه: "ما أحب عبد عبداً في الله عز وجل إلا أكرمه الله، وإن من إكرام الله إكرام ذي الشيبة المسلم، والإمام المقسط، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي، ولا المستكثر به". وإسناده واهٍ.
وأخرج ابن وهب في "الجامع" (162) عن مسلمة بن علي عن يحيى بن الحارث، به، بلفظ: "ما من عبد يزور أخاه في الله إلا أكرم ربَّه". قلنا: مسلط بن علي -وهو الخشني- متروك.
وفي باب الحب في الله عن البراء بن عازب، سلف برقم (18524) ضمن حديث، وفيه: "إن أوثق عُرى الإيمان أن تُحبَّ في الله، وتُبغِضَ في الله".
وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22196) .
عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزْدي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4842) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8060) عن معمر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22210) .(36/563)
الْخَسْفِ، وَالْقَذْفِ أَشَيْءٌ تَقُولُهُ أَنْتَ أَوْ تَأْثُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا. بَلْ آثُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: وَمَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَحَدَّثَنِي بِهِ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَبِيتُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَلَهْوٍ وَلَعِبٍ، ثُمَّ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، وَيُبْعَثُ (1) عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَائِهِمْ رِيحٌ فَتَنْسِفُهُمْ، كَمَا نَسَفَتْ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِاسْتِحْلَالِهِمُ الْخُمُورَ وَضَرْبِهِمْ بِالدُّفُوفِ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ " (2)
__________
(1) في (م) و (ق) : فيبعث.
(2) هذا الحديث له ثلاثة أسانيد، الأول: ضعيف لضعف سيار بن حاتم وضعف فرقد: وهو ابن يعقوب السبخي. والثاني: فرقد عن قتادة عن سعيد بن المسيب مرسلاً. والثالث: فرقد عن إبراهيم النخعي، وهذا إسناد معضل.
وأخرجه الطيالسي (1137) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 6/295-296، وأخرجه الحاكم 4/515 من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي، وأبو نعيم 6/295-296 من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، ثلاثتهم (الطيالسي والرقاشي والقواريري) عن جعفر بن سليمان الضبعي، بهذا
الإسناد - وزادوا فيه: "وليخسفن بقبائل فيها، وفي دور فيها حتى يصبحوا فيقولوا: خسف الليلة ببني فلان، خسف الليلة بدار بني فلان، وأرسلت عليهم حصباء حجارة كما أرسلت على قوم لوط، وأرسلت عليهم الريح العقيم فتنسفهم كما نسفت من كان قبلهم بشربهم الخمر، وأكلهم الربا، ولبسهم
الحرير، واتخاذهم القينات، وقطيعتهم الرحم". =(36/564)
22232 - حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ مَيْمُونٍ الْكُوفِيُّ الْجُعْفِيُّ، كَانَ يَجْلِسُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ يَعْنِي مَدِينَةَ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ هَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ
__________
= وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (7997) من طريق الصعق بن حزن، عن فرقد السبخي، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث في مسند عبادة بن الصامت برقم (22790) من طريق صدقة بن موسى عن فرقد عن أبي المنيب الجرشي الشامي عن أبي عطاء اليحبوري عن عبادة، وفرقد عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفرقد عن عاصم بن عمرو عن أبي أمامة، وفرقد عن سعيد بن المسيب -أو حُدِّث عنه- عن ابن عباس.
وأخرج ابن ماجه (3384) ، والطبراني في "الكبير" (7474) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/97، والمزي في ترجمة عبد السلام بن عبد القدوس من "تهذيب الكمال" 18/29 من طريق خالد بن معدان، عن أبي أمامة مرفوعاً: "لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب طائفة من أُمتي الخمر يسمونها بغير اسمها". قلنا: وإسناده ضعيف.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6521) ولفظه: "يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف". وذُكرت شواهده بهذا اللفظ هناك.
وحديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (18073) : "إن أناساً من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها". وذكرت شواهده هناك.
وحديث أبي عامر وأبي مالك الأشعريين عند أبي داود (4039) ، وابن حبان (6754) ، والطبراني في "الكبير" (3417) ، والبيهقي 3/272 و10/221، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/17 و18 و19 و20، وعلقه البخاري (5590) : "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنَّ أقوام إلى جنب عَلَمٍ يَرُوح عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غداً، فيبيِّتُهم الله، ويَضَع العَلَم، ويمسخ آخرين قردةً وخنازيرَ إلى يوم القيامة" واللفظ للبخاري. وقال بعضهم: عن أبي عامر أو أبي مالك، على الشك.(36/565)
كُوفِيٌّ، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا خَشْفَةً بَيْنَ يَدَيَّ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ " قَالَ: بِلَالٌ ". قَالَ: " فَمَضَيْتُ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ أَرَ فِيهَا (1) أَحَدًا أَقَلَّ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ. قِيلَ لِي: أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ فَهُمْ هَاهُنَا بِالْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُونَ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَأَلْهَاهُنَّ الْأَحْمَرَانِ: الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ ". قَالَ: " ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ أَحَدِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، فَلَمَّا كُنْتُ عِنْدَ الْبَابِ أُتِيتُ بِكِفَّةٍ فَوُضِعْتُ فِيهَا، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ، فَرَجَحْتُ بِهَا ثُمَّ أُتِيَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ، وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، (2) فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ. ثُمَّ أُتِيَ (3) بِعُمَرَ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ، وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعُوا فَرَجَحَ عُمَرُ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ (4) أُمَّتِي رَجُلًا رَجُلًا فَجَعَلُوا يَمُرُّونَ. فَاسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ الْإِيَاسِ فَقُلْتُ: " عَبْدُ الرُّحْمَنِ " فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أَنْظُرُ إِلَيْكَ أَبَدًا إِلَّا بَعْدَ الْمُشِيبَاتِ. قَالَ:
__________
(1) لفظة "فيها" ليست في (م) .
(2) في (م) : "في كفة فوضعوا"، وما أثبتناه من (ظ 5) .
(3) في (م) : "وجيء"، والمثبت من (ظ 5) .
(4) لفظة "علي" ليست في (م) .(36/566)
وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ كَثْرَةِ مَالِي أُحَاسَبُ وَأُمَحَّصُ (1) " (2)
__________
(1) في (ظ 5) : "فأُمحص".
(2) إسناده ضعيف جداً فيه علي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلْهاني- وهو واهي الحديث، وعبيد الله بن زَحْر -وهو الضَّمْري الإفريقي- وأبو المهلب مُطّرح بن يزيد، وهما ضعيفان، وميمون بن الهذيل الجعفي الكوفي روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن الصباح الجَرْجَرائي. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف مختصراً (211) .
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 14/78 من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (7864) من طريق محمد بن عبيد الله العَرْزمي، عن عبيد الله بن زحر، به. ومحمد بن عبيد الله العَرْزمي متروك الحديث أيضاً.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8058) عن أشعث بن عبد الرحمن بن زُبيد، عن أبي المهلب مطرح بن يزيد، عن القاسم ابن عبد الرحمن، به. كذا هو في "إتحاف الخيرة" ليس في إسناده: "عبيد الله ابن زحر، عن علي بن يزيد" بين مطرح والقاسم، وتحرف فيه "مطرح" إلى: "مصرح".
وأخرجه بنحوه الطبراني (7923) من طريق الوليد بن جميل، عن القاسم ابن عبد الرحمن، به. ولم يذكر في روايته رجحان أبي بكر وعمر على أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه صدقة بن عبد الله أبو معاوية السَّمِين، وهو ضعيف صاحب مناكير.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6146) ، وفي "الصغير" (937) ، وابن عدي 7/2670 من طريق أبي جَنَاب يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبي، عن أبي العالية، عن أبي أمامة، واقتصر على قصة سماعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صوت خشفة بلال. وفيه يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبي، وهو ضعيف، ثم إنه لم يلقَ أبا العالية فيما قاله أبو =(36/567)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حاتم الرازي، وأبو العالية لا يعرف بالرواية عن أبي أمامة إلا في هذا الحديث فيما حكاه الطبراني.
وفي باب أكثر أهل الجنة عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (2086) ، وهو في "صحيح مسلم" (2737) ، ولفظه: "اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء"، وانظر تتمة شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6611) .
وفي باب سماع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خشفة بلال، عن أبي هريرة سلف برقم (8403) . وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (15002) . وإسناده صحيح على شرط الشيخين أيضاً.
وعن بُرَيدة الأَسْلمي، سيأتي برقم (22996) . وإسناده قوي.
وفي باب رجحان أبي بكر وعمر على أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ابن عمر، سلف برقم (5469) ، وإسناده ضعيف.
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (16604) ، وإسناده صحيح.
ولفظه: "رأيت الليلة في المَنامِ كأن ثلاثةً من أصحابي وُزِنُوا، فَوُزِنَ أبو بكر، فوَزَنَ، ثم وُزِنَ عمر، فوَزَنَ ... " وليس فيه أنهم وُزِنوا بالأمة، وإسناده صحيح.
وفي باب قصة استبطاء عبد الرحمن بن عوف، عن عائشة سيأتي برقم (24842) . ولفظه: قال أنس: بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتاً في المدينة، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عِير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام، تحمل من كل شيء. قال: فكانت سبع مئة بعير. قال: فارتجت المدينة من
الصوت، فقالت عائشة: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "قد رأيت عبد الرحمن ابن عوف يدخل الجنة حبواً" فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف، فقال: إن استطعت لأدخلنَّها قائماً. فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عز وجل.
قلنا: وهذا حديث منكر، علته عُمارة بن زاذان الصيدلاني، فقد قال أحمد: يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير. وهذا من روايته عن ثابت. =(36/568)
22233 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السِّيلَحِينِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمِقَةُ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا قَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ". قَالَ: " فَتَنْزِلُ لَهُ الْمِقَةُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ " (1)
__________
= قوله: "خَشَفة" بفتح الخاء المعجمة، وبسكون الشين المعجمة أو فتحها: الصوت والحركة.
وقوله: "ويُمَحَّصون": المَحْصُ في اللغة: هو التخليص والتنقية، ويُمَحَّصون: أي يخلَّصون من ذنوبهم، ويطهرون منها.
وقوله: "الأحمران": قال السندي: فيه تغليب، حيث جعل الحرير أحمر تغليباً للذهب عليه.
وقوله: "بعد المُشَيِّبات" بكسر الياء المشددة: اسم فاعل من شَيَّبَه، أي: بعد العوارض التي تجعل الشابَّ شيخاً.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي- سيئ الحفظ.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه في "تفسيره" كما في ترجمة محمد بن سعد الأنصاري من "تهذيب الكمال" 25/262 عن عبد الله بن عامر بن زرارة، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث مطولاً عن أسود بن عامر برقم (22270) ، وعن علي بن حَكِيم الأَوْدي وأبي بكر بن أبي شيبة برقم (22271) ، ثلاثتهم عن شريك بن عبد الله.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7625) ، وهو في "الصحيح".
وعن ثوبان مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه، وسيأتي في مسنده برقم (22401) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المِقَة" كالعِدَة: هي المَحبَّة، يقال: وَمِق يَمِق -بالكسر فيهما- مِقَةً، كوَعَدَ يَعِد عِدَة، فهو وامِق ومَوْمُوق.(36/569)
22234 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السِّيلَحِينِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنِّي لَتَحْتَ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقَالَ قَوْلًا حَسَنًا جَمِيلًا وَكَانَ فِيمَا قَالَ: " مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلَهُ مَا لَنَا وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْنَا، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَلَهُ أَجْرُهُ وَلَهُ مَا لَنَا وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْنَا " (1)
22235 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ،
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، لكنه قد توبع.
سليمان بن عبد الرحمن: هو ابن عيسى المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 27/244، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2571) من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة صالحة.
وأخرجه الطبري 27/244، والطحاوي (2571) ، والطبراني في "الكبير" (7786) من طرق عن الليث بن سعد، عن سليمان بن عبد الرحمن، به.
وعندهم جميعاً أن ذلك كان في حجة الوداع وليس يوم الفتح.
وأخرجه الطبراني (7856) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة.
ولفظه: "أربعة يؤتَون أجورهم مرتين: أزواج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن أسلم من أهل الكتاب، ورجل كانت عنده أَمَة فأعجبته فأعتقها ثم تزوجها، وعبد مملوك أدى حق الله وحق سادته". وإسناده ضعيف جداً.
وفي باب من أسلم من أهل الكتاب، سلف عن أبي موسى الأشعري برقم (19532) .(36/570)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: " أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان. ابن المبارك: هو عبد الله، ويحيى بن أيوب: هو المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (134) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2406) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (2) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (3) ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على "الزهد" لأبيه ص 15، وابن عدي في "الكامل" 4/1632، وأبو نعيم في "الحلية" 2/9 و8/175، والبيهقي في "الشعب" (805) . قال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (741) ، والبيهقي في "الزهد" (236) ، وفي "الشعب" (805) من طريق سعيد بن أبي مريم، وابن عدي في "الكامل" 7/2672 من طريق سعيد بن عفير، كلاهما عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد.
وسلف في مسند عقبة بن عامر برقم (17334) من طريق مُعان بن رفاعة، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عقبة.
وأخرج الطبراني في "الكبير" (7706) ، والبيهقي في "الزهد" (234) من طريق عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة مرفوعاً: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله فليسعه بيته، وليبك على خطيئته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله، فليقل خيراً أو ليسكت عن شر فيسلم". قال الهيثمي في "المجمع" 10/299: وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف. =(36/571)
22236 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ يَضَعَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، أَوْ يَدِهِ، فَيَسْأَلُهُ كَيْفَ هُوَ؟
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً عند الطبراني في "الكبير" (10353) ، وفي "الأوسط" (5795) .
وموقوفاً عند ابن المبارك في "الزهد" (130) ، ووكيع في "الزهد" (30) و (256) ، وأحمد بن حنبل في "الزهد" ص 156، وابن أبي شيبة 13/289، وهناد في "الزهد" (461) و (1127) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (35) ، وأبي نعيم في "الحلية" 1/135.
وعن أسود بن أصرم المحاربي عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/444، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (5) ، ووكيع في "أخبار القضاة" 3/212، والطبراني في "الكبير" (817) و (818) ، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/179.
وعن الحارث بن هشام عند ابن أبي عاصم في "الزهد" (8) ، والطبراني في "الكبير" (3348) و (3349) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (616) .
قال الهيثمي 10/299: رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما جيد.
وعن ثوبان مرفوعاً عند ابن أبي عاصم في "الزهد" (34) ، والطبراني في "الأوسط" (2361) ، و"الصغير" (212) ، و"الشاميين" (548) .
وموقوفاً عند الطبراني في "الشاميين" (549) .
قال السندي: قوله: "ما النجاة" أي: عن المعاصي.
"املِك" من ملك كضرب، أي: احفظه عما يضرك.
"وليسعك" بلام الأمر، من وسع يسع، أي: الزم بيتك ولا تخرج منه إلا لضرورة.(36/572)
وَتَمَامُ تَحِيَّاتِكُمْ بَيْنَكُمُ الْمُصَافَحَةُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/620، وهناد في "الزهد" (374) ، والترمذي (2731) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1632، والبيهقي في "الشعب" (8948) و (9204) و (9205) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. واقتصر ابن عدي والبيهقي (9205) على الشطر الأول، واقتصر ابن أبي شيبة على شطره الثاني. ووقع في رواية "الشعب" الأولى في بعض النُسخ: محبتكم بدلاً من: تحياتكم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7854) من طريق سعيد بن أبي مريم، وابن عدي 7/2672 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يحيى بن أيوب، به.
وزاد الطبراني في أول روايته زيادة ستأتي برقم (22309) ، وعنده: "محبتكم" بدل: "تحياتكم".
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/62، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (536) من طريق عبد الأعلى بن محمد التاجر، عن يحيى بن سعيد التميمي المديني، عن الزهري، عن القاسم، به بلفظ: "من تمام العيادة أن تضع على المريض يدك، فتقول: كيف أصبحت؟ أو: كيف أمسيت؟ ". وهذا إسناد واهٍ من أجل عبد الأعلى ويحيى بن سعيد. وأخطأ العقيلي فجعل يحيى ابن سعيد هذا هو الأنصاري، فقال: عبد الأعلى بن محمد يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري بواطيل لا أصول لها!
وأخرجه كسابقه البيهقي في "الشعب" (9206) من طريق ابن أبي فديك، عن زيد بن أبي يزيد الحرزي، عن أبي أمامة. وزيد هذا لم نعرفه.
وأخرجه تمام في "فوائده" (1183) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن بشر بن عون، عن بكار بن تميم، عن مكحول، عن أبي أمامة. ولفظه: =(36/573)
22237 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّصَافَةِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَاهِلَةَ أَعْرَابِيٌّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيَقُومُ فَيَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ وَيُصَلِّي فَيُحْسِنُ الصَّلَاةَ إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ بِهَا مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ ذُنُوبِهِ، ثُمَّ تَحْضُرُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُصَلِّي فَيُحْسِنُ الصَّلَاةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا، وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ ذُنُوبِهِ، ثُمَّ (1) تَحْضُرُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُصَلِّي فَيُحْسِنُ الصَّلَاةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا، وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ ذُنُوبِهِ " (2)
__________
= "تمام التحية الأخذ باليد، قال: المصافحة باليمين" وإسناده واهٍ.
وفي باب تمام التحية المصافحة عن ابن مسعود عند الترمذي (2730) .
وإسناده ضعيف.
وعن البراء بن عازب موقوفاً عند البخاري في "الأدب المفرد" (968) .
وإسناده قوي.
(1) من هنا إلى آخر الحديث غير موجود في (ظ 5) و (ق) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو الرصافة الباهلي، كذا وقع في رواية روح وأبي نعيم عن عمر بن ذر، ورواه أبو يعلى في "مسنده الكبير"، وعنه ابن حبان في "الثقات" من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عمر بن ذر، فقال: سمعت شبيباً الباهلي، وترجمه ابن حبان، فقال: شبيب بن أبي رياح الباهلي، وأورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" فسماه: شبيب بن ديسم، وقالا: روى عن أبي أمامة الباهلي، روى عنه عمر بن ذر، وذكرا في الرواة عنه آخرين. =(36/574)
22238 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ " (1)
__________
= قلنا: فعليه، فإن اسم أبي الرصافة -فيما نرى- هو شبيب بن ديسم، أو شبيب بن أبي رياح، وقد ترجم الحافظان الحسيني وابن حجر العسقلاني لأبي الرصافة هذا، فقالا: أبو الرصافة الباهلي شامي، عن أبي أمامة في الغفران بين الصلاتين، وعن عمر بن ذر. ولم يزيدا على ذلك، فهذا يشير إلى أنهما لم يعرفاه.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (8031) من طريق أبي نعيم عن عمر بن ذر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (757) ، وعنه ابن حبان في "الثقات" 4/358 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عمر بن ذر، عن شبيب الباهلي، سمعت أبا أمامة يحدث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره.
وانظر ما سلف برقم (22162) .
وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف في مسنده برقم (400) ، وهو في "صحيح مسلم" (227) .
وفي باب الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما عن أبي هريرة، سلف برقم (7129) .
وعن أبي أيوب، سيأتي برقم (23503) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو غالب -وهو البصري نزيل أصبهان- مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات. =(36/575)
22239 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (1) ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ بِهَا النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ". فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ " (2)
__________
= وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (1529) عن معاوية بن معروف، والطبراني في "الكبير" (8097) من طريق الفضل بن موسى، كلاهما عن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد.
وأخرجه موقوفاً البيهقي في "السنن" 1/432 من طريق حماد بن سلمة، عن أبي غالب، به. ولفظه "المُؤذِّنون أمناءُ المسلمين، والأئمةُ ضُمناءُ" قال: والأَذان أحبُّ إليَّ من الإِمامة.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7169) ، وهو حديث صحيح، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.
(1) أبو أمامة هذا: هو البَلَوي حليف بني حارثة بن الحارث من الأنصار، وليس هو أبا أمامة الباهلي كما سيأتي تقييده بذلك في الحديث التالي، له صحبة، وقد اختلف في اسمه، فقيل: إياس بن ثعلبة -وهو الأكثر-، وقيل: عبد الله بن ثعلبة، وقيل: ثعلبة بن عبد الله، وقيل: ثعلبة بن سهل، وهو ابن أخت أبي بُرْدة بن نِيار.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء -وهو ابن عبد الرحمن الحُرَقي- فمن رجال مسلم، وغير سليمان بن داود الهاشمي، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. =(36/576)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الدارمي (2603) ، ومسلم (137) (218) ، والنسائي في "المجتبى" 8/246، وفي "الكبرى" (5980) ، وأبو عوانة في "مسنده" بإثر الحديث (88) ، والبيهقي في "السنن" 10/179، وفي "شعب الإيمان" (4839) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/17-18 من طرق عن إسماعيل بن
جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة بإثر الحديث (88) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/25-26، وابن حبان (5087) ، والطبراني في "الكبير" (796) و (798) ، وفي "الأوسط" (1190) و (9215) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (685) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/265، والواحدي في "الوسيط" 1/454 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (800) من طريق عقيل بن خالد الأَيْلي، عن معبد بن كعب، به.
وأخرجه الدارمي (2604) ، ومسلم (137) (219) ، وابن ماجه (2324) ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في كتابه في تفسير القرآن كما في "التمهيد" 20/266، والنسائي في "الكبرى" (5981) ، والدولابي في "الكنى" 1/12، والطبراني في "الكبير" (799) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/113-114، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/265، والمزي في ترجمة محمد بن كعب من
"تهذيبه" 26/348-349 من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، عن أخيه عبد الله بن كعب، به. ووقع في إسناده في "التمهيد": "محمد بن كعب القرظي" بدل "محمد بن كعب بن مالك الأنصاري"، وهو خطأ نبه عليه الحافظ ابن عبد البر عقب الحديث.
وأخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي كما في "التمهيد" 20/266، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (444) و (445) و (5928) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2 /112-113 من طريق عمر بن يونس اليمامي، عن عكرمة ابن عمار، عن طارق بن عبد الرحمن، قال: سمعت عبد الله بن كعب =(36/577)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= -وأبوه كعبٌ أحدُ الثلاثة الذين خُلِّفُوا-، حدثني أبو أمامة وهو مسندٌ ظَهْرَه إلى هذه السَّارية من سواري المسجد -مسجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: كنت أنا وأبوك كعبُ بن مالك وأخوك محمد بن كعب قعوداً عند هذه السَّارية، ونحن نذكر الرجلَ يَحلِفُ على مال الرجل، فيَقتطِعُه بيمينه كاذباً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيُّما رجلٍ حَلَفَ بمالٍ كاذباً، فاقتطعَه بيمينه، فقد بَرِئَت منه الجَنَّةُ، ووَجَبَت له النارُ"، فقال أخوك محمد بن كعب: يا رسول الله، وإن كان قليلاً؟ قال: فَقلََّبَ مِسْواكاً بين إصبَعيه، وقال: "وإن كان سِواكاً من أراكٍ، وإن كان عوداً من أراكٍ". ورواية الطحاوي في الموضع الثاني مختصرة، ولم يسق أبو نعيم لفظه، واقتصر على قوله: فسمَّى هذا الرجلَ -أي: السائل للنبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- محمد ابن كعب. وقال أبو نعيم عقبه: رواه عنه -أي: عن عكرمة بن عمار- أبو حذيفة -وهو موسى بن مسعود النَّهْدي- وعمر بن يونس اليمامي، وهو وهم؛ لأن النَّضْر بن محمد الجُرَشي رواه عن عكرمة ولم يذكر محمداً في القصة، ورواه مَعْبَد بن كعب، عن أخيه عبد الله، عن أبي أمامة، فلم يذكر محمداً في القصة، رواه عن معبد العلاءُ بن عبد الرحمن ... ورواه أيضاً عن معبد عُقَيلُ بن خالد، فلم يذكر واحد منهم في حديثه عن عبد الله ابن كعب: أن الرجل كان اسمه محمد بن كعب، والصحيح من ذكر محمد ابن كعب في هذا الحديث: أنه سمع أخاه عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة.
قلنا: وقد وافق أبا نعيم على أنَّ ذِكْرَ محمد بن كعب في هذا الحديث وهمٌ الحافظُ الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" 2/61، وكلام أبي نعيم يشعر أن الوهم فيه ممن دون عكرمة بن عمار، قلنا: ويحتمل أن يكون الوهم فيه من عكرمة بن عمار، فإن فيه كلاماً، أو من طارق بن عبد الرحمن -وهو ابن القاسم القرشي الحجازي-، فقد تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار، ولم يوثقه غير ابن
حبان والعجلي، لذا قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال النسائي: ليس بالقوي. قال الذهبي: فما أدري أراد هذا أو الأول؟ يعني طارق بن =(36/578)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الرحمن البَجَلي الأَحْمسي. وأغرب ابن حجر، فقال في "التقريب": ثقة!
وسيتكرر الحديث بإسناده ومتنه في القسم المستدرك في آخر مسند الأنصار برقم (24009/56) .
وسيأتي أيضا برقم (24009/57) من طريق مالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن.
وسيأتي من طريق محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب في الذي بعده.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6019) ، والدولابي في "الكنى" 1/12-13، والطبراني في "الكبير" (795) من طريق سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن المُنِيب بن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة، عن أبيه، عن عبد الله ابن عطية، عن عبد الله بن أُنَيس، عن أبي أمامة بن ثعلبة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من حلف عند مِنْبري هذا بيمين كاذبة يَستحِلُّ بها مالَ امرئٍ مسلم، فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناس أجمعين، لا يَقبَلُ الله منه عَدْلاً ولا صَرْفاً". وفي حديث الطبراني زيادة. وفيه المُنيب بن عبد الله بن أبي أمامة وعبد الله بن عطية، وهما مجهولان.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7190) من طريق عبد الله بن خِرَاش، عن العَوَّام بن حَوْشب، عن إبراهيم التَّيْمي، عن أبي أمامة. دون قوله: "فقال له رجل ... إلخ". وفيه عبد الله بن خِرَاش بن حوشب الشيباني، وهو منكر الحديث.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6630) ، والطبراني في "الكبير" (801) ، والحاكم 4/294 من طريق عبد الحميد ابن جعفر، عن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن كعب، عن ثعلبة أبي أمامة الحارثي. ولفظه عندهم: "من اقتطع مال مسلم بيمينٍ كاذبةٍ، كانت نُكْتةً سوداءَ في قلبه، لا يُغَيِّرُها شيءٌ إلى يوم القيامة"، وزاد الحاكم في أوله قصة. وإسناده حسن. وعبد الله بن ثعلبة: هو عبد الله بن أبي أمامة الحارثي الأنصاري، فقد قيل في اسم أبي أمامة الحارثي: ثعلبة، وقد يكون منسوباً إلى جده.(36/579)
22240 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ أَحَدِ بَنِي حَارِثَةَ (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا أَبُو أُمَامَةَ الْحَارِثِيُّ، وَلَيْسَ هُوَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ
__________
= وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3576) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أَراك" الأَراك: واحدته أَراكَةٌ، وهي شجرةٌ طويلة خضراءُ ناعمة كثيرةُ الوَرَقِ والأَغصان، تُتَّخذُ من فروعِها وعروقها المَساويكُ.
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وهو ابن يسار المدني- وإن كان مُدلِّساً وقد عنعنه، إلا أنه قد توبع.
وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 2/8-9: فرواه محمد بن سلمة، عنه، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة. وقال موسى بن أعين: عنه، عن معبد بن كعب، عن أخيه عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة (قلنا: تابع موسى بن أعين على هذا
الوجه يزيد بن هارون كما في رواية المصنف هنا وغيره، وهو الصواب) . وقال بعضهم: عنه، عن معبد بن كعب، عن عمه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قلنا: رواه كذلك سفيان بن عيينة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار": 449) إلا أن سفيان شك فيه، فقال: "عن أبيه، أو عن عمه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ورواه عن سفيان من هذا الوجه الشافعي في "السنن المأثورة" (443) ، فقال: "عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" هكذا على التحقيق من غير شك.
وأخرجه المزي في ترجمة أبي أمامة الحارثي من "تهذيب الكمال" 33/50 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6628) ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في كتابه في تفسير القرآن كما في "التمهيد" 20/267 من طريق يزيد بن هارون، به.
وانظر ما قبله. وسيأتي مكرراً برقم (24009/55) .(36/580)
22241 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي السَّفْرُ بْنُ نُسَيْرٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَأْتِي أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ وَهُوَ حَاقِنٌ، وَلَا يَؤُمَّنَّ أَحَدُكُمْ فَيَخُصَّ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ دُونَهُمْ، فَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ " (1)
22242 - حَدَّثَنَا زَيْدٌ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَقْعُدُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ وَالثَّانِيَ وَالثَّالِثَ حَتَّى إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ رُفِعَتِ الصُّحُفُ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "ولا يَؤُمَّنَّ أحدكم ... إلخ"، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22152) . معاوية بن صالح: هو ابن حُدير الحضرمي الحمصي.
وأخرج الشطر الأول منه المزي في ترجمة السفر بن نسير من "تهذيب الكمال" 11/135 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/422، وابن ماجه (617) ، والبيهقي 3/129، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 18/303 من طريق زيد بن الحباب، به.
ورواية ابن أبي شيبة وابن ماجه مختصرة بالشطر الأول منه، ولفظ البيهقي: "إذا أمَّ الرجل القوم، فلا يختص بدعاء دونهم، فإن فعل، فقد خانهم، ولا يدخل عينيه في بيت قوم بغير إذنهم، فإن فعل، فقد خانهم".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو غالب البصري نزيل أصبهان مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد. =(36/581)
22243 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّفْلُ فِي الْمَسْجِدِ سَيِّئَةٌ وَدَفْنُهُ حَسَنَةٌ " (1)
__________
= زيد: هو ابن الحُباب العُكْلي، وحسين: هو ابن واقد المَرْوزي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8102) من طريق عَبْدة بن عبد الله الصفَّار، عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (7691) من طريق عُفَير بن مَعْدان، عن سُليم بن عامر، عن أبي أمامة رفعه. وفيه عُفير بن مَعْدان -وهو الحمصي المُؤَذِّن- وهو متَّفق على ضعفه.
وسيأتي الحديث من طريق مبارك بن فضالة، عن أبي غالب برقم (22268) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7258) ، وهو في "الصحيحين"، وانظر تتمة شواهده والتعليق عليه هناك، ونزيد في شواهده هنا: ما أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1771) ، والبيهقي 3/226 عن عبد الله ابن عمرو.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/365، ومن طريقه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (1471) ، والطبراني في "الكبير" (8091) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (1472) ، والطبراني (8092) و (8093) و (8094) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (1473) من طريق معاوية بن معروف، كلاهما عن الحسن بن واقد، به. ووقع في رواية أبي يعلى والطبراني في الموضع الثالث: "وكفارته دفنه" بدل قوله: "ودفنه حسنة". =(36/582)
22244 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: " مَا كَانَ يَفْضُلُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزُ الشَّعِيرِ " (1)
22245 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُصَلُّوا عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ؛ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَيَسْجُدُ لَهَا كُلُّ كَافِرٍ، وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا؛ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَيَسْجُدُ لَهَا كُلُّ كَافِرٍ وَلَا نِصْفَ النَّهَارِ؛ فَإِنَّهُ عِنْدَ سَجْرِ جَهَنَّمَ " (2)
__________
= وفي الباب عن أنس بن مالك سلف برقم (12062) ، وإسناده صحيح، وذكرت شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي، وأبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني الحمصي، وحريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي الحمصي.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (2359) ، وفي "الشمائل" (146) ، والطبراني في "الكبير" (7680) ، وفي "مسند الشاميين" (1067) ، والبغوي في "شرح السنة" (4075) من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد. ووقع في "مسند الشاميين": "أبا هريرة" بدل "أبا أمامة" ونظنه تحريفاً؛ لأنه لا يُعرف بهذا الإسناد إلا من حديث أبي أمامة.
وانظر (22184) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سليم. =(36/583)
22246 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الْوِتْرِ وَهُوَ
__________
= وابن سابط -وهو عبد الرحمن- قال ابن معين في "تاريخه" برواية الدوري 2/348: لم يسمع من أبي أمامة.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1272) من طريق أبي خالد الأحمر، والطبراني في "الكبير" (8105) من طريق موسى بن أعين، و (8107) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. ورواية المحاربي مختصرة.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في "إتحاف الخيرة" (1271) ، والطبراني (8106) من طريق زائدة بن قدامة عن ليث بن أبي سليم، به. لكن فيه: عن أبي أمامة أو أخي أبي أمامة. على الشك.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1250) من طريق جرير بن عبد الحميد عن ليث، عن ابن سابط، عن أخي أبي أمامة!
وأخرج عبد الرزاق (3948) ، ومن طريقه الطبراني (8108) ، وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (إتحاف الخيرة-1273) عن هوذة بن خليفة، كلاهما (عبد الرزاق وهوذة) عن ابن جريج، عن عبد الرحمن بن سابط، أن أبا أمامة سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيّ حين تكره الصلاة؟ قال: "من حين تصلي الصبح حتى ترتفع الشمس قِيد رمح، ومن حين تصفرُّ الشمس إلى غروبها".
وهذا الحديث إنما رواه أبو أمامة عن عمرو بن عَبَسة في قصة إسلامه، وهو في "صحيح" مسلم برقم (832) ، وقد سلف في مسنده برقم (17014) و (17019) من طريق شداد بن عبد الله عن أبي أمامة.
قال السندي: قوله: "ويسجد لها كل كافر" أي: فلا تتشبهوا بهم.
"عند سجر جهنم" أي: فهو وقت ظهور آثار الغضب، فاتركوه إلى وقت ظهور آثار الرضا، أو فاحفظوا أنفسكم من ذاك الحر.(36/584)
جَالِسٌ يَقْرَأُ فِيهِمَا إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ " (1)
22247 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَرْبَعَةٌ تَجْرِي عَلَيْهِمْ أُجُورُهُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ: مُرَابِطٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا أُجْرِيَ لَهُ مِثْلُ مَا عَمِلَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَجْرُهَا لَهُ مَا جَرَتْ، وَرَجُلٌ تَرَكَ وَلَدًا صَالِحًا فَهُوَ يَدْعُو لَهُ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره دون تعيين قراءة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهما، فهي محتملة للتحسين، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان، فقد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري.
وأخرجه البيهقي 3/33 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8065) من طريق مسدد وداود بن معاذ المصيصي، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/341 من طريق عبد الرحمن ابن المبارك، عن عبد الوارث بن سعيد، عن أبي غالب، به، فأسقط من إسناده: عبد العزيز بن صهيب.
وسيأتي ضمن الحديث رقم (22313) من طريق عمارة بن زاذان، عن أبي غالب. وانظر شواهده والتعليق عليه هناك.
وقوله: "كان يصليهما" أي: الركعتين.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله =(36/585)
* 22248 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، (1) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَلْبَسْ حَرِيرًا وَلَا ذَهَبًا " (2)
__________
= الحضرمي- ثم إن خالد بن أبي عمران -وهو التُّجيبي قاضي إفريقية- لم يسمع من أبي أمامة كما قال أبو حاتم، وقد صَرَّح بذكر واسطة مبهمة بينهما في رواية عبد الله بن المبارك، عن ابن لهيعة، عنه الآتية برقم (22318) ، وقوله: "ومن عمل عملاً، أُجرِيَ له مثلُ ما عمل" خطأ، صوابه: "ورجلٌ عَلَّمَ عِلماً، فأجرُه يَجْري عليه ما عُمِلَ به" كما سيأتي برقم (22318) و (22319) .
حسن: هو ابن موسى الأَشْيب.
وأخرجه الآجُرِّي في "العلم" كما في "المداوي لعلل الجامع الصغير" 1/503 من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7831) من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد الأَلْهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زَحْر وعلي بن يزيد ضعيفان.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8844) ، ولفظه: "إذا مات الإنسانُ، انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثٍ: إلا من صدقة جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له". وإسناده صحيح.
وفي باب إِجراء الأَجر على المُرابطِ في سبيل الله بعد موته عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17359) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) عبد الرحمن هذا: هو عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية القرشي الأموي، وقيل في ولاء القاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- غير ذلك، لأنه يرجع إلى آل أبي سفيان بن حرب الأموي.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. ابن وهب: هو عبد الله القرشي المصري =(36/586)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنٌ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ
22249 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ،
__________
= وعمرو بن الحارث: هو الأنصاري المصري، وسليمان بن عبد الرحمن: هو الدمشقي الكبير المصري.
وأخرجه الحاكم 4/191 من طريق بحر بن نصر، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وقال فيه: "عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث وغيره، عن سليمان" وسقط من إسناده: "القاسم مولى عبد الرحمن". وقوله في إسناده: "وغيره" لعل المراد به عبد الله بن لهيعة، فقد رواه عن سليمان بن عبد الرحمن أيضاً كما سيأتي في الحديث التالي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7769) ، وفي "الشاميين" (530) من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن هشام بن سعد، عن عروة بن رويم، عن القاسم، به. وفيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث، وهشام بن سعد المدني، وهو ضعيف يعتبر به.
وأخرجه مسلم (2074) من طريق شعيب بن إسحاق الدمشقي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ورقة 8 من طريق الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو، عن شداد أبي عمار، عن أبي أمامة بلفظ: "من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة". هذا لفظ مسلم، ولفظه عند ابن عساكر: "لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من لا خلاق له في الآخرة".
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (22302) .
وفي باب تحريم الذهب والحرير على الرجال، سلف عن علي بن أبي طالب برقم (750) . وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب تحريم لبس الحرير أيضاً، سلف عن أبي سعيد الخدري برقم (11179) . وانظر تتمة شواهده هناك.(36/587)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَلْبَسْ حَرِيرًا وَلَا ذَهَبًا " (1)
22250 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْلُ الْحَيَّيْنِ، أَوْ أَحَدِ الْحَيَّيْنِ،: رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ". قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَمَا رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ؟ قَالَ: " إِنَّمَا أَقُولُ مَا أُقَوَّلُ " (2)
22251 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَفَعَ لِأَحَدٍ شَفَاعَةً، فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً فَقَبِلَهَا، فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا مِنَ الرِّبَا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عبد الله بن لهيعة، وهو وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلحيني.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3192) من طريق شعيب بن يحيى، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "قال قائل: يا رسول الله ... إلخ"، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22215) . أبو النضر: هو هاشم ابن القاسم اللَّيثي.
(3) ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، لكنه متابع، والقاسم =(36/588)
22252 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ فَهُوَ أَوْلَى بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ " (1)
__________
= -وهو ابن عبد الرحمن- وإن كان ثقة إلا أن له أفراداً، وهذا الحديث منها، فلم يتابعه عليه أحد، وقد جاء في حديث ابن عمر ما يخالفه، ففيه: "من أتى إليكم معروفاً فكافِئوه"، وقد سلف برقم (5365) ، وإسناده صحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه أبو داود (3541) من طريق عمر بن مالك، عن عبيد الله بن أبي جعفر، بهذا الإسناد. وعمر بن مالك لا بأس به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7928) ، ومن طريقه الشجري في "أماليه" 2/236 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، به. فذكر عبيد الله بن زحر بدل عبيد الله بن أبي جعفر!
وأخرجه الطبراني (7853) من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه أبو المهلب -وهو مُطَّرِح ابن يزيد الكوفي- وعبيد الله بن زَحْر الضَّمْري الإفريقي، وهما ضعيفان، وعلي بن يزيد الألهاني الدمشقي، وهو واهي الحديث، لكن قد روي الحديث من وجه آخر صحيح كما سلف عند الرواية (22192) . الحسن بن صالح: هو ابن صالح بن حَيٍّ الهَمْداني، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الأموي الدمشقي.
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (145) ، والطبراني في "الكبير" =(36/589)
22253 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، (1) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْحِمْصِيِّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْوُضُوءَ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهُ، ثُمَّ تَصِيرُ الصَّلَاةُ نَافِلَةً " قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ وَلَا ثَلَاثٍ وَلَا أَرْبَعٍ وَلَا خَمْسٍ (2)
22254 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَاصٍّ يَقُصُّ فَأَمْسَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُصَّ فَلَأَنْ أَقْعُدَ غُدْوَةً إِلَى أَنْ
__________
= (7814) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2440 من طريقين عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (7815) من طريق عائذ بن حبيب، عن مُطَّرِح بن يزيد، عن علي بن يزيد، به. ولم يذكر فيه: "عبيد الله بن زحر".
وانظر (22192) .
(1) هكذا هو في (م) والنسخ الخطية التي بأيدينا: "عن سعيد" وهو ابن أبي عروبة، وقد سلف برقم (22162) من رواية محمد بن بشر العبدي، عنه، ووقع في "غاية المقصد" ورقة 38، و"أطراف المسند" 6/20: "عن محمد بن جعفر، عن شعبة"، ولم تقع لنا رواية شعبة، عن قتادة في هذا الحديث.
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الشامي، لكنه قد توبع.
وانظر (22162) .(36/590)
تُشْرِقَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ " (1)
22255 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ السَّفْرِ بْنِ نُسَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَأْتِ أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ وَهُوَ حَاقِنٌ، وَلَا يَخُصَّ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ دُونَ أَصْحَابِهِ، وَلَا يُدْخِلْ عَيْنَيْهِ بَيْتًا حَتَّى يَسْتَأْذِنَ " فَقَالَ شَيْخٌ لَمَّا حَدَّثَهُ يَزِيدُ: أَنَا سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل أبي الجعد -وهو مولى بني ضبيعة-، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22172) . محمد: هو ابن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8013) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (22185) من طريق أبي طالب الضبعي عن أبي أمامة، لكن فيه "لأن أذكر الله تعالى من طلوع الشمس ... " وليس فيه مجلس القَصص.
وفي الباب عن رجل من أصحاب بدر، سلف برقم (15900) . وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: "قاص يقص" في الدين والحكمة والذكر، ونحو ذلك.
"فأمسك" أي: القاص تأدباً معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) صحيح لغيره دون قوله: "ولا يخص نفسه بشيء دون أصحابه"، وهذا =(36/591)
22256 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ جَشِيبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: حَضَرْنَا صَنِيعًا لِعَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الطَّعَامِ، قَامَ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ: لَقَدْ قُمْتُ مَقَامِي هَذَا، وَمَا أَنَا بِخَطِيبٍ وَمَا أُرِيدُ الْخُطْبَةَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ انْقِضَاءِ الطَّعَامِ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ " قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُنَّ عَلَيْنَا حَتَّى حَفِظْنَاهُنَّ (1)
22257 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عُتْبَةَ الْكِنْدِيِّ،
__________
= إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22152) . معاوية بن صالح: هو ابن حُدَير الحضرمي الحمصي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/7 عن إبراهيم بن إسحاق الحربي، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. مختصراً بلفظ: "لا يدخل الرجل رأسه في بيت قوم حتى يستأذن، فإن فعل، فقد دخل".
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عامر بن جَشِيب الحِمْصي، فقد أخرج له النسائي وأبو داود في "المراسيل"، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الدارقطني. معاوية بن صالح: هو ابن حُدَير الحَضْرمي الحمصي.
وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 6/69، والنسائي في "الكبرى" (6896) ، وابن حبان (5217) ، والطبراني في "الكبير" (7471) ، وفي "الشاميين" (1943) ، والحاكم 4/135، والمزي في ترجمة عامر بن جشيب من "تهذيب الكمال" 4/16-17 من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري في روايته على أوله، ولم يسق لفظه.
وانظر (22168) .(36/592)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أُمَّتِي أَحَدٌ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ رَأَيْتَ وَمَنْ لَمْ تَرَ؟ " قَالَ: " مَنْ رَأَيْتُ وَمَنْ لَمْ أَرَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَار (1) الطُّهُورِ " (2)
22258 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْكَلَاعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْجَدْعَاءِ وَاضِعٌ رِجْلَيْهِ فِي الْغَرْزِ يَتَطَاوَلُ يُسْمِعُ النَّاسَ، فَقَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: " أَلَا تَسْمَعُونَ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ طَوَائِفِ النَّاسِ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " اعْبَدُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ " فَقُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً أُزَاحِمُ الْبَعِيرَ أُزَحْزِحُهُ قَدَمًا (3) لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
__________
(1) في (م) : أَثَرِ.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عتبة الكندي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7509) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3820) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(3) لفظة "قُدُماً" سقطت من (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، =(36/593)
22259 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: " {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} [آل عمران: 7] قَالَ: هُمُ الْخَوَارِجُ، وَفِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] قَالَ: هُمُ الْخَوَارِجُ " (1)
__________
= ومعاوية بن صالح: هو ابن حُدَير الحَضْرمي الحمصي.
وانظر (22161) .
وقوله: "أُزحزِحُه قُدُماً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أي: أُنَحِّيه وأُباعِدُه من أجل التقدُّم لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والدُّنُوِّ منه.
(1) إسناده ضعيف، أبو غالب البصري نزيل أصبهان، مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات، وفي رفعه نكارة، لكنه ثابت موقوفاً عن أبي أمامة، فقد روي من طريق حسن كذلك؛ كما نبهنا عليه عند الرواية (22208) ، وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/7 بعد ما أورد هذا الحديث من طريق "المسند": وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون
موقوفاً من كلام الصحابي. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة البصري.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران مفرقاً (96) و (1144) ، والطبراني في "الكبير" (8046) ، والواحدي في "الوسيط" 1/476 من طريق حميد بن مهران المالكي الخياط، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (55) من طريق أبي الهيثم قطن بن كعب البصري، كلاهما عن أبي غالب البصري، بهذا الإسناد. واقتصر الواحدي على ذكر الآية الثانية. وفي رواية المروزي
زيادة.
وأخرجه موقوفاً ابن جرير في "تفسيره" 4/40 من طريق وكيع بن الجراح، عن حماد بن سلمة والربيع بن صبيح، عن أبي غالب، عن أبي أمامة =(36/594)
22260 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا لَعَلَّكُمْ لَا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا، أَلَا لَعَلَّكُمْ لَا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا، أَلَا لَعَلَّكُمْ لَا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا ". فَقَامَ رَجُلٌ طَوِيلٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، فَمَا الَّذِي نَفْعَلُ؟ فَقَالَ: " اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَحُجُّوا بَيْتَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاتَكُمْ طَيِّبَةً بِهَا أَنْفُسُكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ " (1)
22261 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ:
__________
= (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) قال: هم الخوارج.
وتحرف "أبو غالب" فيه إلى: "أبي مجالد".
وانظر تعليقنا على الرواية (22183) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل فرج بن فضالة -وهو التَّنُوخي الشامي-، فهو ضعيف. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ولقمان بن عامر: هو الوَصَّابي الحمصي.
وأخرجه محمد بن نصر في "الوتر - مختصره" (18) ، والطبراني في "الكبير" (7727) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/191 من طرق عن فرج بن فضالة التنوخي، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22161) .
وقوله: "شَنُوءَة": هم قبيلة من الأَزْد، من اليمن، قيل: سُمُّوا بذلك لشَنَآنٍ كان بينهم.(36/595)
سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا كَانَ أَوَّلُ بَدْءِ أَمْرِكَ؟ قَالَ: " دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ " (1)
22262 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا فَرَجٌ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ عَوَامِرِ الْبُيُوتِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ والْأَبْتَرِ؛ فَإِنَّهُمَا يُكْمِهَانِ الْأَبْصَارَ وَتَخْدِجُ مِنْهُنَّ النِّسَاءُ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (1140) ، وابن سعد 1/102، والحارث بن أبي أسامة (8492) ، والطبراني في "الكبير" (7729) ، وفي "الشاميين" (1582) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2055، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" 2/9، والبيهقي في "الدلائل" 1/84 من طرق عن الفرج بن فضالة، بهذا الإسناد. ورواية ابن سعد مختصرة.
وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17150) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "ما كان أول بدء أمرك" أي: أيُّ شيء ظهر أولاً في هذا العالم من أمر نبوتك.
"دعوة أبي" يعني قوله: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ) [البقرة: 129] .
"وبشرى عيسى" بقوله: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [الصف: 6] .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف لضعف فرج: وهو ابن فضالة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ولقمان: هو ابن عامر الوَصَّابي.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (7290) عن مُحرز =(36/596)
22263 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا فَرَجٌ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَعَلَى الثَّانِي؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَعَلَى الثَّانِي؟ (1) قَالَ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتِهِ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ " قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ، وَعَلَى الثَّانِي؟ قَالَ: " وَعَلَى الثَّانِي ". وَقَالَ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِيمَا (3) بَيْنَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَذَفِ " يَعْنِي: أَوْلَادَ الضَّأْنِ الصِّغَارَ (4)
__________
= ابن عون، والطبراني في "الكبير" (7726) ، وفي "الشاميين" (1586) من طريق أحمد بن إبراهيم الموصلي، كلاهما عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4557) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر شرحه والكلام عليه هناك.
قوله: "عوامر البيوت" أي: الحيات التي تسكن البيوت.
(1) من قوله: "إن الله وملائكته" الثالثة إلى هنا ليس في (م) ، وأثبتناه من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 4/ورقة 351 و"غاية المقصد" ورقة 58.
(2) في (م) وحدها: "قال" دون حرف العطف.
(3) لفظة "فيما" سقطت من (م) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. =(36/597)
22264 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجِيفُوا أَبْوَابَكُمْ، وَأَكْفِئُوا آنِيَتَكُمْ، وَأَوْكُوا أَسْقِيَتَكُمْ، وَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ بِالتَّسَوُّرِ عَلَيْكُمْ " (1)
__________
= وأخرجه بأخصر مما هنا أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1764) عن مُحْرِز بن عون، والطبراني في "الكبير" (7727) من طريق أحمد ابن إبراهيم الموصلي، وفي "الشاميين" (1587) من طريق سويد بن سعيد، ثلاثتهم عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد. وتحرف "محرز بن عون" في "إتحاف الخيرة" إلى "محمود بن عون".
وانظر في تسوية الصفوف ما سلف برقم (22225) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5724) ، وانظر شرح ألفاظ الحديث وبعض شواهده هناك.
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7199) .
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (13735) .
وعن العرباض بن سارية، سلف برقم (17141) .
وعن البراء بن عازب، سلف برقم (18506) و (18518) ، وهي كلها أحاديث صحيحة.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفرج: وهو ابن فضالة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2055 من طريق الربيع بن ثعلب، عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8752) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "أجيفوا" من أجاف الباب، أي: ردَّه.
"واكفؤوا" من كفأت الإناء بالهمز كمنع، وقيل: أكفأَ لغةٌ فيه: إذا قلبته. =(36/598)
22265 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ أَبِي غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تَبْذُلِ الْخَيْرَ خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ تُمْسِكْهُ شَرٌّ لَكَ. وَلَا تُلَامُ عَلَى الْكَفَافِ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (1)
22266 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ قَالَا: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، وَقَالَ: أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ:
__________
= "وأوكوا" بلا همز من الإيكاء، بمعنى شدِّ الوكاء، بكسر الواو وهو ما يشد به رأس القربة من الحبل.
"لم يؤذن لهم" أي: للشياطين.
"بالتسور" بالطلوع من فوق.
(1) إسناده حسن. أبو نوح قراد: هو عبد الرحمن بن غزوان.
وأخرجه الطبراني (7625) من طريق قراد أبي نوح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1036) ، والترمذي (2343) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 6/229، والبيهقي 4/182 من طريق عمر بن يونس، وأبو عوانة من طريق عمرو بن مرزوق، والطبراني (7625) من طريق عنبسة بن عبد الواحد، ثلاثتهم عن عكرمة، به.
وأخرجه الطبراني (7626) من طريق النضر بن محمد الجرشي، عن عكرمة، به بلفظ: "اليد العليا خير من اليد السفلى".
وفي باب قوله: "وابدأ بمن تعول ... إلخ" عن ابن عمر سلف برقم (4474) وانظر شواهده هناك.(36/599)
سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ. قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ لَهُ مَرَّةً أُخْرَى: ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْصَرَفَ. قَالَ أَبُو أُمَامَةَ فَاتَّبَعَهُ الرَّجُلُ، قَالَ: وَتَبِعْتُهُ قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ فَانْصَرَفْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّجُلُ يَتْبَعُهُ، لِأَعْلَمَ مَا يَقُولُ لَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّيْتَ مَعَنَا؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ، أَوْ ذَنْبَكَ، " شَكَّ عِكْرِمَةُ قَالَ: عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ فَانْصَرَفْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّبَعَهُ الرَّجُلُ (1)
22267 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عكرمة بن عمار العِجْلي اليمامي، فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد توبع كما سيأتي في الرواية (22286) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو نوح: هو عبد الرحمن بن غَزْوان الضَّبِّي المعروف بقُرَاد، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العنبري.
وأخرجه أبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 6/229 من طريق عباس الدوري، عن أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان، بهذا الإسناد.
وانظر (22163) .(36/600)
حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ قَامَ إِلَى وَضُوئِهِ يُرِيدُ الصَّلَاةَ، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ نَزَلَتْ خَطِيئَتُهُ مِنْ كَفَّيْهِ مَعَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ، فَإِذَا مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ نَزَلَتْ خَطِيئَتُهُ مِنْ لِسَانِهِ وَشَفَتَيْهِ مَعَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ نَزَلَتْ خَطِيئَتُهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ مَعَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ سَلِمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ هُوَ لَهُ، وَمِنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ". قَالَ: " فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ اللهُ بِهَا دَرَجَتَهُ، وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ سَالِمًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الشامي، لكنه قد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الأوسط" (4394) ، وفي "الشاميين" (2482) من طريق ليث بن أبي سُليم، وفي "الشاميين" (2943) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، كلاهما عن شهر بن حوشب، بهذا الإسناد. وفي حديث ليث بن أبي سليم زيادات.
وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الكبير" (7983) و (7984) ، وفي "الأوسط" (4437) من طريق سالم بن أبي الجعد، وفي "الأوسط" (4437) من طريق عدي بن ثابت، وعبد الرزاق (152) من طريق مولاة للقاسم بن عبد الرحمن الشامي، يقال لها: أم هاشم، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/13، والطبراني في "الكبير" (7995) من طريق أبي المشاء لقيط بن المشاء
الباهلي، كلهم عن أبي أمامة، به. ووقع عند عبد الرزاق زيادة ستأتي ضمن الحديث (22340) ، وتحرف "ابن المشاء" في مطبوع "الأسماء والكنى" إلى: "ابن المثنى".
وانظر (22162) ، وما سيأتي برقم (22272) .(36/601)
22268 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَقْعُدُ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَعَهُمُ الصُّحُفُ يَكْتُبُونَ النَّاسَ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ " قُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ لَيْسَ لِمَنْ جَاءَ بَعْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ جُمُعَةٌ؟ قَالَ: بَلَى. وَلَكِنْ لَيْسَ مِمَّنْ يُكْتَبُ فِي الصُّحُفِ (1)
22269 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَطُّ إِلَّا أَمَرَنِي بِالسِّوَاكِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أُحْفِيَ مُقَدَّمَ فِيَّ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان، فقد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم اللَّيثي البغدادي.
وانظر (22242) .
(2) إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه ابن ماجه (289) ، والطبراني في "الكبير" (7876) من طريق عثمان بن أبي عاتكة، عن علي بن يزيد، به - بلفظ: "تسوَّكوا فإن السواك مطهرة للفم، مرضاة للربّ، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتى لقد خشيت أن يفرض عليّ وعلى أمتي، ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته عليهم، وإني لأستاك حتى لقد خشيت أن أحفي مقادم فمي". =(36/602)
22270 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْوَاسِطيَّ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمِقَةَ مِنَ اللهِ "، قَالَ شَرِيكٌ: هِيَ الْمَحَبَّةُ وَالصِّيتُ (1) مِنَ السَّمَاءِ، فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَيُنَادِي جِبْرِيلُ إِنَّ اللهَ
__________
= وأخرج الطبراني في "الكبير" (7846) و (7847) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به. ولفظ الرواية الأولى: "السواك مطيبة للفم مرضاة للرب".
وأخرجه كسابقه الطبراني في "الكبير" (7744) ، وفي "الشاميين" (888) من طريق يحيى بن الحارث، عن القاسم، به. وسلف من حديث ابن عمر بهذا اللفظ الأخير برقم (5865) ، وانظر شواهده عنده.
ويشهد للفظ رواية المصنف ما روي عن أنس عند البزار (497 - كشف الأستار) .
وعن أم سلمة عند الطبراني في "الكبير" 23/ (510) ، والبيهقي 7/49. وعن ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط" (6956) ، وفي "الكبير" (12286) . وبنحوه عن عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (6522) ، والبيهقي 7/49-50.
وهذه الشواهد لا يخلو واحد منها من ضعف، وبعضها شديد الضعف، ومع ذلك فقد ذهب البخاري إلى تحسين الحديث، نقله عنه البيهقي في "سننه" 7/49.
وفي باب فضل السواك عن أبي هريرة، سلف برقم (7339) . ولفظه: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". وانظر شواهده بهذا اللفظ هناك.
قوله: "أن أحفي" قال السندي: من الإحفاء، أي: استأصله بكثرة استعمال السواك.
(1) تحرفت في (م) إلى: "وألقيت"!(36/603)
يَمِقُ،، يَعْنِي: يُحِبُّ، فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، أَرَى شَرِيكًا قَدْ قَالَ: فَيُنْزِلُ لَهُ الْمَحَبَّةَ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ قَالَ: فَيُنَادِي جِبْرِيلُ إِنَّ رَبَّكُمْ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: أَرَى شَرِيكًا قَدْ قَالَ: فَيَجْرِي لَهُ الْبُغْضُ فِي الْأَرْضِ، " (1)
• 22271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2)
22272 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك -وهو ابن عبد الله النَّخعي القاضي-، فهو سيئ الحفظ. محمد بن سعد الواسطي: هو الأنصاري، وأبو ظبية: هو السُّلفي الكَلاعي الشامي، ويقال: أبو طَيْبة، والسلفي بضم السين وفتح اللام نسبة إلى سُلَف بطن من كلاع، وكلاع من حمير.
وانظر (22233) .
وقوله: "والصِّيت": هو الذِّكر الجميل الذي ينتشِرُ في الناس.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ورقة 106 من طريق عبد الله ابن أحمد، بهذا الإسناد ولم يسق لفظه كذلك.
وأخرجه مختصراً بذكر المَحَبَّةِ الطبراني في "الكبير" (7551) عن عبد الله بن أحمد، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به. وقرن بعبد الله بن أحمد عبيدَ بن غنام.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الأوسط" (3639) و (6578) ، وابن عساكر 19/ورقة 106 من طرق عن أبي بكر بن أبي شيبة، به.
وانظر (22233) .(36/604)
حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ وَهُوَ يَتَفَلَّى فِي الْمَسْجِدِ وَيَدْفِنُ الْقَمْلَ فِي الْحَصَى فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ إِنَّ رَجُلًا حَدَّثَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ: غَسَلَ (1) يَدَيْهِ، وَوَجْهَهُ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ غَفَرَ اللهُ لَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا مَشَتْ إِلَيْهِ رِجْلُهُ، وَقَبَضَتْ عَلَيْهِ يَدَاهُ، وَسَمِعَتْ إِلَيْهِ أُذُنَاهُ وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ عَيْنَاهُ، وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ سُوءٍ " قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَا أُحْصِيهِ (2)
__________
(1) في (م) وحدها: "فغسل"، والمثبت من (ظ 5) وباقي الأصول.
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي مسلم الثعلبي، فقد تفرد بالرواية عنه أبان بن عبد الله بن أبي حازم البَجَلي، لكنه قد توبع. أبو أحمد الزُّبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (755) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8032) عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرج عبد الرزاق (1745) عن معمر، عن أبي غالب البصري: أن أبا أمامة رأى على ثيابه قَمْلة وهو في المسجد، فأخذها فدفنها في المسجد، وأبو غالب ينظُرُ إليه. وأبو غالب ضعيف.
وأخرج ابن أبي شيبة 2/369 عن قطن بن عبد الله، عن أبي غالب، قال: رأيت أبا أمامة يأخذ القَمْلَ، ويلقيه في المسجد، قال: (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا) [المرسلات: 25] . =(36/605)
22273 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
= وأخرج ابن أبي شيبة 2/368 عن عباد بن العوام، عن أبي إسحاق الشيباني، عن المسيب بن رافع، عن رجل، قال: رأيت أبا أمامة يَتَفَلَّى في مسجده، وهو يدفن القمل في الحصى.
وأخرج عبد الرزاق (1746) من طريق فِطْر بن خليفة، عن شِمْر بن عطية، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أبي أمامة أنه كان يتفلَّى في المسجد.
وقد سلف في مسند عمرو بن عَبَسة برقم (17021) من طريق عاصم بن أبي النَّجود، عن شهر بن حوشب، قال: أتينا أبا أمامة فإذا هو جالس يتفلى في جوف المسجد، قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا توضأَ المسلم، ذهبَ الإثمُ من سمعِه وبصرِه ويديه ورجليه".
ولتخريج بقية الحديث المرفوع وشواهده انظر ما سلف برقم (22162) و (22188) و (22237) و (22267) .
وفعل أبي أمامة يرده ما في "المسند" (23485) عن إسماعيل ابن عُليَّة، عن حجاج بن أبي عثمان الصَّوَّاف، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن رجل من الأنصار: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا وجد أحدُكم القَملةَ في ثوبه، فلَيصُرَّها ولا يُلقِها في المسجد". وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحضرمي بن لاحق، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/249 في أتباع التابعين، وقال ابن حجر في "التقريب": لا بأس به، من السادسة أي: من الطبقة السادسة حسب ترتيبه، وهم الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة، ثم إن راويَه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبهم.
ويتقوى بما سيأتي برقم (23558) عن شيخ من أهل مكة من قريش، قال: وجد رجلٌ في ثوبه قَمْلةً، فأخذها ليَطْرَحَها في المسجد، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَفْعَلْ، ارْدُدْها في ثوبك حتى تخرجَ من المسجد". وهذا السند وإن كان فيه تدليس ابن إسحاق يتقوى بما قبله.(36/606)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي دُبُرِ صَلَاةٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: وَقَالَ غَيْرُهُ فِي إِثْرِ صَلَاةٍ، لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عثمان بن أبي العاتكة، فهو ضعيف يعتبر به، وقد توبع. القاسم أبو عبد الرحمن: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ورقة 111 من طريق عبد الله ابن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7905) من طريق يعقوب بن حميد، عن محمد بن يزيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7887) من طريق الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، به.
فزاد في إسناده بين عثمان بن أبي العاتكة والقاسم بن عبد الرحمن علي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلْهاني- وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7763) ، وفي "مسند الشاميين" (593) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأبي مُعَيد حفص بن غيلان، وفي "الكبير" (7752) ، وفي "الصغير" (477) من طريق يحيى بن الحارث الذِّماري وأبي معيد حفص بن غيلان، وفي "الكبير" (7901) من طريق أبي عند الملك علي ابن يزيد الأَلْهاني، أربعتهم عن القاسم بن عبد الرحمن، به. ووقع في الموضع الثاني من مطبوع "المعجم الكبير": "عن عائشة" بدل "أبي أمامة"، وهو تحريف بلا
شك، ورواية يحيى بن الحارث الذماري ستأتي ضمن الحديث رقم (22304) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7582) ، وفي "مسند الشاميين" (1549) و (3416) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن الوليد بن مسلم، قال: حدثني حفص بن غيلان، عن مكحول، عن أبي أمامة رفعه. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن أبا حاتم قال: لا يصح =(36/607)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: قُلْتُ لِأَبِي: مِنْ أَيْنَ سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ؟ قَالَ: كَانَ أَصْلُهُ شَامِيًّا سَمِعَ مِنْهُ بِالشَّامِ
22274 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَصِينِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحُمَّى كِيرٌ مِنْ جَهَنَّمَ، فَمَا أَصَابَ الْمُؤْمِنَ مِنْهَا كَانَ حَظَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ " (1)
22275 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سَبْعَ، (2)
__________
= لمكحول سماع من أبي أمامة، وقال مرة: لم يَرَه. قلنا: كذا قال أبو حاتم، مع إن سِنَّه محتملة للسماع منه، فقد توفي سنة بضع عشرة ومئة ووفاة أبي أمامة كانت سنة ست وثمانين، ثم هو بَلدِيُّه أيضاً، وقد جاء دخوله عليه وسماعه منه بأسانيد جياد في "تاريخ أبي زرعة" 1/238-239 و239 وفي "مسند الشاميين" (3448) .
وقوله: في "عِلِّيينَ": قال ابن الأثير في "النهاية" 3/294: هو اسم للسماء السابعة. وقيل: اسم لديوان الملائكة الحَفَظةِ تُرفَعُ إليه أعمالُ الصالحين.
وقيل: هو أعلى الأَمْكنة وأَشْرفُ المَراتبِ وأَقربُها من الله في الدار الآخرة، ويعرب بالحروف والحركات كقِنَّسرين وأَشباهِها على أنه جمعٌ أو واحد.
وقيل في المراد به أقوال أخرى، انظرها في "زاد المسير" 9/57، و"تفسير ابن كثير" 8/374.
(1) حسن لغيره. وهو مكرر (22165) سنداً ومتناً.
(2) وقع في (م) : "سَبْعًا".(36/608)
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ إِلَّا تِسْعَ (1) ، مِرَارٍ مَا حَدَّثَتُ (2) بِهِ قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ كَمَا أُمِرَ ذَهَبَ الْإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ " (3)
22276 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، سَمِعَ أَبَا نَصْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: " عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ " أَوْ قَالَ: " لَا مِثْلَ لَهُ " (4)
__________
(1) وقع في (م) : "سبع"، والمثبت من سائر الأصول.
(2) في (م) و (ر) : "حدث"، وما أثبتناه من (ظ 5) .
(3) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الشامي، لكنه قد توبع. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7566) من طريق جعفر بن الحارث، وفي "الأوسط" (1528) من طريق الحكم بن عتيبة، كلاهما عن عاصم بن أبي النجود، بهذا الإسناد. وزاد في "الأوسط" حديثاً آخر عن عمرو بن عَبَسَة، وقد سلف الحديثان في مسنده من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن شهر بن حوشب برقم (17021) .
وانظر (22162) .
(4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن بين أبي نصر -وهو حميد بن هلال العَدَوي كما رجحنا عند الرواية (22149) - وبين أبي أمامة: رجاء بن حَيْوة الكِنْدي، كذا رواه العامة عن شعبة بن الحجاج كما سلف. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي البصري.
وانظر (22140) . =(36/609)
22277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَطُوبَى،، سَبْعَ مِرَارٍ، لِمَنْ آمَنْ بِي وَلَمْ يَرَنِي " (1)
22278 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، وَعَتَّابٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْظُرُ إِلَى مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ يَغُضُّ بَصَرَهُ إِلَّا أَحْدَثَ اللهُ لَهُ عِبَادَةً يَجِدُ حَلَاوَتَهَا " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أيمن -وهو ابن مالك الأشعري-، فلم يرو عنه غير قتادة بن دعامة السَّدُوسي، وذكره ابن حبان في "ثقاته". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري البصري، وعفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار البصري، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي البصري.
وانظر (22138) .
(2) إسناده ضعيف جداً، علي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلْهاني- واهي الحديث، وعبيد الله بن زَحْر -وهو الضَّمْري الإفريقي- ضعيف يعتبر به.
عتاب: هو ابن زياد المروزي، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5431) من طريق سعيد بن سليمان، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7842) من طريق سعيد بن أبي =(36/610)
22279 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَ: " مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ فَهُوَ أَوْلَى بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ (1) " (2)
22280 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ (3) بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَبِيعُوا الْمُغَنِّيَاتِ (4)
__________
= مريم، عن يحيى بن أيوب، به.
وفي الباب عن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10362) عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربه: "النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها مخافتي، أبدلته إيماناً يجد له حلاوته في قلبه". وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو ضعيف.
وعن حذيفة عند الحاكم 4/313-314، والقضاعي في "مسند الشهاب" (292) . وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: إسحاق -وهو ابن عبد الواحد القرشي الموصلي- واهٍ، وعبد الرحمن هو الواسطي، ضعَّفوه.
وعن ابن عمر عند القضاعي (293) ، وإسناده ضعيف أيضاً.
(1) في (م) : "ورسوله"، والمثبت من سائر الأصول.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً كسابقه، لكن قد روي من وجه آخر صحيح كما سلف عند الرواية (22192) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7858) من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد.
وانظر (22192) .
(3) في (م) : أبو بكر، وهو خطأ.
(4) تحرف في (م) إلى: المغيبات.(36/611)
وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ " (1)
22281 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سَبْعَ مِرَارٍ مَا حَدَّثْتُ بِهِ قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ كَمَا أُمِرَ ذَهَبَ الْإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي- ضعيف، وعلي ابن يزيد -وهو ابن أبي هلال الألهاني- ضعيف جداً. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي.
وأخرجه الترمذي في "سننه" (1282) و (3195) ، وفي "العلل الكبير" 1/511-512 عن قتيبة بن سعيد، والبيهقي 6/14 من طريق عبد الله بن الحكم، كلاهما عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد. وزادا فيه: في مثل هذا أنزلت هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ) . [لقمان: 6] وقال الترمذي عقبه: غريب، إنما نعرفه مثل هذا من هذا الوجه.
وانظر (22169) .
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الشامي، لكنه قد توبع. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهلَّب الأزدي البغدادي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، وعاصم: هو ابن أبي النَّجود الكوفي المعروف بابن بَهْدلة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7565) من طريق محمد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وانظر (22162) .(36/612)
22282 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَقَالَ: " الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ " قَالَ حَمَّادٌ: فَلَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ أَبِي أُمَامَةَ أَوْ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْمُؤَقَيْنِ (1)
22283 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَشْيَخَةٍ مِنَ الْأَنْصَارٍ بِيضٌ لِحَاهُمْ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ حَمِّرُوا وَصَفِّرُوا، وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ". قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَسَرْوَلَونَ وَلْا يَأْتَزِرُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَرْوَلُوا وَائْتَزِرُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ". قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَخَفَّفُونَ وَلَا يَنْتَعِلُونَ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَتَخَفَّفُوا وَانْتَعِلُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ". قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَقُصُّونَ عَثَانِينَهُمْ وَيُوَفِّرُونَ سِبَالَهُمْ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُصُّوا سِبَالَكُمْ وَوَفِّرُوا عَثَانِينَكُمْ وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "الأذنان من الرأس ... إلخ"، وهذا إسناد ضعيف قد سلف الكلام عليه عند الرواية (22223) . يونس: هو ابن محمد المؤَدِّب البغدادي.
(2) إسناده صحيح. زيد بن يحيى: هو ابن عُبيد الخزاعي، والقاسم: هو =(36/613)
22284 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ أَوْ يَتِيمَةٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ كَانَ لَهُ (1) بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَقَرَنَ بَيْنَ إِصْبُعَيْهِ " (2)
__________
= ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7924) من طريق زيد بن يحيى، بهذا الإسناد. دون قوله: "فقلنا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون، فقال رسول الله: تسرولوا وائتزروا وخالفوا أهل الكتاب".
وفي باب خضاب الشعر عن أبي هريرة سلف برقم (7274) وانظر شواهده هناك.
وفي باب إعفاء اللحى وقص الشارب، عن أبي هريرة سلف برقم (8785) .
قال السندي: "يتسرولون" أي: يلبسون السراويل لا الإزار فبيَّن لهم أن يخالفوهم بالجمع بينهما.
"يتخففون" أي: يلبسون الخفّ.
"عثانينهم": العثانين جمع عُثْنون، وهو اللحية.
"يوفِّرون": من التوفير، بمعنى التكميل، وجاء فيه وَفَرَ كوعد أيضاً.
"سبالهم": جمع سبلة بفتحتين، وهي الشارب.
(1) قوله: "له" لم يرد في (ظ 5) و (ق) و (ر) ، وأثبتناه من (م) .
(2) صحيح لغيره دون الشطر الأول منه بقصة المسح على رأس اليتيم، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه علي بن يزيد الألهاني الدمشقي، وهو واهي الحديث، وعبيد الله بن زحر الضَّمْري الإفريقي، وهو ضعيف يعتبر به. علي بن =(36/614)
22285 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: " {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم: 17] قَالَ: يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَيَتَكَرَّهُهُ، فَإِذَا أُدْنِيَ (1) مِنْهُ شَوَى وَجْهَهُ وَوَقَعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ، فَإِذَا (2) شَرِبَهُ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ، حَتَّى يَخْرُجَ (3) مِنْ دُبُرِهِ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15] وَيَقُولُ اللهُ: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ} [الكهف: 29] " (4)
__________
= إسحاق: هو السُّلمي المروزي، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن مولى آل أبي سفيان، أبو عبد الرحمن الدمشقي.
وانظر (22153) .
(1) في (م) : "دنا"، والمثبت من سائر الأصول.
(2) في (م) : "وإذا" بالواو، والمثبت من (ظ 5) .
(3) في (م) : "خرج"، والمثبت من سائر الأصول.
(4) رجاله ثقات معرفون غير عبيد الله بن بسر، فقد اختلف فيه على عبد الله ابن المبارك، فقيل: عبيد الله، وقيل: عبد الله بن بسر، وقال بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو: عبد الله بن بسر، ثم قد اختلف في تعيينه، فقيل: هو عبد الله بن بسر المازني الصحابي، وقيل: إن عبد الله بن بسر المازني يقال له: عبيد الله بن بسر، وقيل: هو عبيد الله بن بسر أخو عبد الله بن بسر المازني وله
صحبة، وقيل: عبيد الله بن بسر شامي من أهل حمص له هذا الحديث الفرد ولا يعرف، وقيل: عبد الله بن بسر اليَحْصُبي، وهو لا يعرف أيضاً، وقيل: هو =(36/615)
22286 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ شَدَّادٌ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ (1) : إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ فَقَالَ: " هَلْ تَوَضَّأْتَ حِينَ أَقْبَلْتَ؟ "
__________
= عبد الله بن بسر السَّكْسَكي الحُبْراني التابعي يكنى أبا سعيد، وهو ضعيف، واعتبر أبو نعيم هذين الأخيرين واحداً، والله أعلم.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم بن حماد" (314) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2583) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص 20، والنسائي في "الكبرى" (11263) ، والطبري في "التفسير" 15/241، والطبراني في "الكبير" (7460) ، وفي "الشاميين" (924) ، والحاكم 2/351 و368-369 و457، وأبو نعيم في "الحلية" 8/182، والبيهقي في
"البعث والنشور" (549) ، والواحدي في "الوسيط" 3/26-27 و4/123، والبغوي في "شرح السنة" (4405) . ووقع عند الطبري والطبراني والحاكم وأبي نعيم والبيهقي: "عبد الله بن بسر". ووقع في مطبوع "الزهد" لأحمد: عبد الله بن بشير، وفي "زهد ابن المبارك" والموضع الأخير من "مستدرك
الحاكم": عبد الله بن بشر، وفي الموضع الأول من "الوسيط": عبد الله بن بصير، والثلاثة الأخيرة تحريف أو تصحيف.
وأخرجه الطبري 15/240-241 من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، به. وفيه: "عبد الله بن بسر".
(1) لفظة "له" ليست في (م) .(36/616)
قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: " هَلْ صَلَّيْتَ مَعَنَا حِينَ صَلَّيْنَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " اذْهَبْ فَإِنَّ اللهَ قَدْ عَفَا عَنْكَ " (1)
22287 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي فِي شِدَّةِ حَرٍّ انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ بِشِسْعٍ فَوَضَعَهُ فِي نَعْلِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ تَعْلَمُ مَا حَمَلْتَ عَلَيْهِ رَسُولَ اللهِ لَمْ يَعْلُ مَا حَمَلْتَ عَلَيْهِ رَسُولَ اللهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمار شداد -وهو ابن عبد الله القرشي الدمشقي- فمن رجال مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني، والأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7315) عن عمران بن بكار، والطبراني في "الكبير" (7623) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، كلاهما عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4381) ، والنسائي في "الكبرى" (7313) و (7314) ، وابن خزيمة (311) ، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 6/229، والطبراني في "الكبير" (7623) من طرق عن الأوزاعي، به. وجاء عند النسائي في الرواية الأولى: "عن أبي هانئ" بدل "أبي عمار"، وهو تحريف.
وانظر (22163) .
(2) إسناده ضعيف جداً من أجل علي بن يزيد، وهو الأَلْهاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7865) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. =(36/617)
22288 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ جَالِسًا وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَأَقْصَرُوا عَنْهُ حَتَّى جَاءَ أَبُو ذَرٍّ فَأَقْحَمَ فَأَتَى فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ صَلَّيْتَ الْيَوْمَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " قُمْ فَصَلِّ ". فَلَمَّا صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ الضُّحَى أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذْ بِاللهِ (1) مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ". قَالَ يَا نَبِيَّ اللهِ: وَهَلْ لَلْإِنْسِ شَيَاطِينٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ شَيَاطِينُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ". ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: بَلَى. جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ: " قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ". قَالَ: فَقُلْتُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ عَنِّي، فَاسْتَبْطَأْتُ كَلَامَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّا كُنَّا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ وَعِبَادَةَ أَوْثَانٍ فَبَعَثَكَ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ أَرَأَيْتَ الصَّلَاةَ مَاذَا هِيَ؟ قَالَ: " خَيْرٌ مَوْضُوعٌ مَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ
__________
= قوله: "لم يعل" هكذا هي في جميع نسخنا الخطية خلا نسخة (ظ 5) ففيها بالغين المعجمة. قال السندي: الظاهر عندي أنه بصيغة الخطاب من الإقلال (يعني لم تُقلَّ) أي: لم تَعدَّه قليلاً، قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعظاماً لعمله، وقد ضبطه بعضهم على بناء المفعول من الإعلاء، أو بناء الفاعل من العلوّ، وفي بعض النسخ ضبط بإعجام الغين، ولم يظهر لي وجه قريب لذلك، والله تعالى أعلم.
(1) لفظ الجلالة لم يرد في (م) و (ق) .(36/618)
اسْتَكْثَرَ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ الصِّيَامَ مَاذَا هُوَ؟ قَالَ: " قَرْضٌ مُجْزِيٌ (1) ". قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ الصَّدَقَةَ مَاذَا هِيَ؟ قَالَ: " أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ اللهِ الْمَزِيدُ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " سِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ وَجُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ ". قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ قَالَ: " {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] آيَةُ الْكُرْسِيِّ ". قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ سُفِكَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ ". قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَغْلَاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ". قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ: " آدَمُ ". قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ: أَوَ نَبِيٌّ كَانَ آدَمُ قَالَ: " نَعَمْ. نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ خَلَقَهُ اللهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ رُوحَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا آدَمُ قُبْلًا ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: " مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا " (2)
__________
(1) تصحف في (م) إلى: فرض مجزئ.
(2) إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7871) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن حبان (6190) ، والطبراني في "الكبير" (7545) ، وفي "الأوسط" (405) ، وفي "الشاميين" (2861) ، والحاكم 2/262 من طريق زيد ابن سلام، عن أبي سلام، قال: سمعت أبا أمامة يقول: إن رجلاً قال: يا رسول الله، أنبي كان آدم؟ قال: "نعم مُكلَّم"، قال: فكم كان بينَه وبينَ نوح؟ =(36/619)
22289 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ (1) حَدَّثَنِي عَلِيُّ
__________
= قال: "عشرةُ قرون". واللفظ لابن حبان، وسنده صحيح.
وهذا الحديث بطوله قد روي عن أبي ذر نفسه فيما سلف برقم (21546) . وإسناده ضعيف جداً، فيه راوٍ مجهول وآخر متروك.
وفي باب الصلاة خير موضوع عن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (245) . قال الهيثمي في "المجمع" 2/249: وفيه عبد المنعم بن بشير، وهو ضعيف. قلنا: بل متهم، فلا يُفرح به. وتحسين الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله هذا الحديث في "تخريج الترغيب" 1/145 خطأ مبين، لأنه لا يتقوى هذا الإسناد التالف بحديث أبي أمامة هذا الذي هو قريب منه في الضعف.
وفي باب فضل آية الكرسي عن أبيٍّ سلف برقم (20588) .
وفي باب أفضل الشهداء عن جابر سلف برقم (14210) .
وفي باب أفضل الرقاب عن أبي هريرة، سلف برقم (9038) .
قال السندي: قوله: "فأقصروا" من الإقصار، أي: كفوا عنه الكلام، والإقصار: الكف عن الشيء مع القدرة عليه.
"فأقحم" أي: نفسه، يقال: قحم في الأمر كنصر: إذا رمى بنفسه فيه بلا روية، وأقحمته وقحمته بالتشديد.
"هل صليت اليوم" أي: الضحى وكان قد أمره به، أو تحية المسجد، والثاني بعيد.
"خير موضوع" أي: خير عمل وُضع في الدِّين وشُرع فيه.
"مجزي" أي: له جزاء عند الله.
"وجهد من مقل" بضم الجيم، أي: قدر ما يحتمله حال من قلَّ له المال، والمراد: ما يعطيه المقلُّ على قدر طاقته.
"مكلم" أي: كلَّمه الله تعالى، كما يدل عليه ظاهر القرآن من نحو: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ..) .
"قبلاً" القبل بفتحتين وبضمتين وكصرد وعنب بمعنى المقابلة، والظاهر أنه المراد هاهنا.
(1) أقحم في (م) وحدها هنا: حدثني علي بن رفاعة.(36/620)
بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] فَقَالَ: " أَوْجَبَ هَذَا " أَو " وَجَبَتْ لِهَذَا الْجَنَّةُ " (1)
22290 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ، مَوْلَى بَنِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُرْدِفٌ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى جَمَلٍ آدَمَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنَ الْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَقَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَقَدْ كَانَ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ، وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا، وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7866) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرج الطبراني (7532) من طرق عن محمد بن حِمْيَر، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت". زاد في إحدى طرقه: و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) . قلنا: وإسناد هذه الزيادة تالف، فيه محمد بن إبراهيم بن العلاء كذبه الدارقطني، وقال ابن عدي: منكر الحديث، عامة
أحاديثه غير محفوظة.
وله شاهد عن أبي هريرة، سلف برقم (8011) وسنده صحيح.
وعن شيخ أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (16605) وهو صحيح أيضاً.(36/621)
[المائدة: 101] ". قَالَ: فَكُنَّا قَدْ كَرِهْنَا (1) كَثِيرًا مِنْ مَسْأَلَتِهِ، وَاتَّقَيْنَا ذَاكَ حتي (2) أَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَأَتَيْنَا أَعْرَابِيًّا فَرَشَوْنَاهُ بِرِدَاءٍ قَالَ: فَاعْتَمَّ بِهِ حَتَّى رَأَيْتُ حَاشِيَةَ الْبُرْدِ خَارِجَةً مِنْ حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ. قَالَ: ثُمَّ قُلْنَا لَهُ: سَلِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَيْفَ يُرْفَعُ الْعِلْمُ مِنَّا وَبَيْنَ أَظْهُرِنَا الْمَصَاحِفُ وَقَدْ تَعَلَّمْنَا مَا فِيهَا، وَعَلَّمْنَا نِسَاءَنَا وَذَرَارِيَّنَا وَخَدَمَنَا؟ قَالَ: فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ وَقَدْ عَلَتْ وَجْهَهُ حُمْرَةٌ مِنَ الْغَضَبِ قَالَ: فَقَالَ: " أَيْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَهَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بَيْنَ أَظْهُرِهِمُ الْمَصَاحِفُ لَمْ يُصْبِحُوا يَتَعَلَّقُونَ (3) بِحَرْفٍ مِمَّا جَاءَتْهُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ ذَهَابِ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (4)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) و (ر) إلى: فكنا نذكرها كثيراً! والمثبت من (ظ 5) و"جامع المسانيد".
(2) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) وبقية الأصول: حِينَ.
(3) المثبت من حاشية السندي، وفي (م) وبقية الأصول: يتعلقوا.
(4) إسناده ضعيف بهذه السياقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7867) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الدارمي (240) من طريق حجاج بن أرطاة عن عوف بن مالك، والطبراني (7906) من طريق حجاج بن أرطاة، عن الوليد بن أبي مالك، كلاهما عن القاسم، به. قلنا: حجاج مدلس وقد عنعنه.
وأخرج ابن ماجه (228) ، والطبراني (7875) ، والخطيب في "تاريخه" 2/212، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/28 من طريق عثمان بن أبي عاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة رفعه: "عليكم بهذا العلم قبل أن يُقبضَ، وقَبْضُه أن يرفع". وجمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي =(36/622)
22291 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَاهُ قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ بِغَارٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ قَالَ: فَحَدَّثَ
__________
= الإبهام هكذا، ثم قال: "العالم والمتعلم شريكان في الأجر، ولا خير في سائر الناس". وإسناده ضعيف.
وفي باب رفع العلم عن عوف بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر إلى السماء يوماً، فقال: "هذا أوان يرفع العلم" فقال رجل من الأنصار يقال له: لبيد بن زياد: يا رسول الله يرفع العلم وقد أُثبت، ووعته القلوب؟! فقال له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة" ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله تعالى. وسيأتي في مسنده برقم (23990) ، وهو حديث صحيح.
وبنحوه عن أبي الدرداء عند الترمذي (2653) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (304) ، والحاكم 1/99.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو في رفع العلم بقبض العلماء السالف برقم (6511) .
وفي باب النهي عن كثرة المسائل، انظر حديث أنس السالف برقم (12457) .
قال السندي: قوله: "فاعتمَّ به" أي: جعله عمامة له.
"أي" حرف نداء، والمنادى مقدر، كأنه قال: أيْ فلان "ثكلتك" من ثكل كعلم.
"يتعلقون" أي: يعملون، فبين أولاً أن ذهاب العلم بذهاب العمل، وثانياً بذهاب أهله، إشارة إلى قرب أجله، وأن بذهابه يذهب غالب العلم، وإن كان القرآن عندهم، إذ لا يظهر ما في القرآن إلا بفهمه، فإذا ذهب صاحبُ الفهم ذهب ما في القرآن، والله تعالى أعلم.(36/623)
نَفْسَهُ بِأَنْ يُقِيمَ فِي ذَلِكَ الْغَارِ فَيَقُوتُهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ مَاءٍ وَيُصِيبُ مَا حَوْلَهُ مِنَ الْبَقْلِ، وَيَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَنِّي أَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَإِنْ أَذِنَ لِي فَعَلْتُ، وَإِلَّا لَمْ أَفْعَلْ. فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِغَارٍ فِيهِ مَا يَقُوتُنِي مِنَ الْمَاءِ وَالْبَقْلِ، فَحَدَّثَتْنِي نَفْسِي بِأَنْ أُقِيمَ فِيهِ وَأَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِالْيَهُودِيَّةِ وَلَا بِالنَّصْرَانِيَّةِ، وَلَكِنِّي بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَمُقَامُ أَحَدِكُمْ فِي الصَّفِّ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِهِ سِتِّينَ سَنَةً " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 2/204 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. مختصراً بقوله: "إني لم أُبعث باليهودية ولا بالنصرانية، ولكن بعثت بالحَنيفيَّة السمحاء".
وأخرجه تاماً الطبراني في "الكبير" (7868) من طريق أبي المغيرة عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني، به.
وفي الباب عن أبي هريرة بنحو هذه القصة، سلف في مسنده برقم (9762) ، وفيه: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مُقام أحدِكم -يعني في سبيل الله- خيرٌ من عبادة أحدكم في أهله ستين سنة". وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وفي باب ترك الرَّهبانيَّة والتَّبتُّل عن عائشة، سيأتي برقم (25893) ، وفيه: عن عروة قال: دخلت امرأةُ عثمان بن مَظْعون -أحسب اسمها خَوْلَة بنت حَكِيم- على عائشة وهي باذَّةُ الهيئة، فسألتها: ما شأنُك؟ فقالت: زوجي يقومُ الليلَ ويصومُ النهار، فدخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرت عائشة ذلك له، فلقي رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ =(36/624)
22292 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ يَمْشُونَ خَلْفَهُ. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ صَوْتَ النِّعَالِ وَقَرَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ فَجَلَسَ حَتَّى قَدَّمَهُمْ أَمَامَهُ لِئَلَّا يَقَعَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ، فَلَمَّا مَرَّ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ إِذَا بِقَبْرَيْنِ قَدْ دَفَنُوا فِيهِمَا رَجُلَيْنِ قَالَ: فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ
__________
= عثمان، فقال: "يا عثمان، إن الرَّهبانيَّةَ لم تُكتَبْ علينا، أفما لك فيَّ أُسْوةٌ؟ فوالله إني أخشاكم لله وأحفظُكم لحدوده". وهو حديث صحيح، وهو وإن كان في صورة الإرسال، إلا أنه في حكم المتصل، فقد جاء بنحوه من طريق هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة في "المسند" (25893) وغيره، مما يدل على أن عروة إنما سمعه من عائشة.
وعن عائشة أيضاً سيأتي برقم (24943) ، ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن التَّبتُّل. وإسناده صحيح.
وعن ابن عباس، سلف برقم (2844) ، ولفظه: "لا صَرُورة في الإسلام" وإسناده ضعيف.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لم أُبعث باليهودية ولا بالنصرانية، ولكني بعثت بالحَنِيفية السَّمْحة" عن عائشة مرفوعاً، سيأتي في مسندها برقم (24855) ، ولفظه: "إني أُرسلت بحنيفية سمحة" وإسناده حسن.
وعن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2107) ، ولفظه: قيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ الأَديان أَحبُّ إلى الله؟ قال: "الحَنِيفية السَّمْحةُ" وإسناده حسن في الشواهد، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله: "لَغَدْوةٌ أو رَوْحةٌ في سبيل الله ... " عن سهل بن سعد، سلف برقم (15560) ، وإسناده صحيح، وانظر شواهده هناك.(36/625)
دَفَنْتُمْ هَاهُنَا الْيَوْمَ ". قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ: " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ الْآنَ وَيُفْتَنَانِ فِي قَبْرَيْهِمَا ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فِيمَ ذَاكَ (1) ؟ قَالَ: " أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَتَنَزَّهُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ". وَأَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا، ثُمَّ جَعَلَهَا عَلَى الْقَبْرَيْنِ. قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَلِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: " لِيُخَفَّفَ عَنْهُمَا ". قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَحَتَّى مَتَى هُمَا يُعَذَّبَانِ (2) ؟ قَالَ: " غَيْبٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ ". قَالَ: " وَلَوْلَا تَمَريجُ (3) قُلُوبِكُمْ أَوْ تَزَيُّدُكُمْ فِي الْحَدِيثِ لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ " (4)
__________
(1) في (ظ 5) : وما ذاك؟
(2) في (م) و (ق) و (ر) : يعذبهما الله.
(3) في (م) و (ق) : تمريغ، وفي هامش (ظ 5) : تمرغ، والمثبت من (ظ 5) .
(4) إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (245) ، والطبراني في "الكبير" (7869) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. رواية ابن ماجه مختصرة بأوله إلى قوله: "لئلا يقع في نفسه شيء من الكبر".
وفي باب قوله: قدَّمهم أمامه، عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14236) : كان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشون أمامه إذا خرج ويدعون ظهره للملائكة. وإسناده صحيح. وذكرنا له شاهدين هناك.
وفي باب قوله: "إنهما ليعذبان ... " عن أبي هريرة، سلف برقم (9686) ، وإسناده صحيح، وانظر شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "وقر ذلك في نفسه" أي: ثقل، فكرهه.
"لئلا يقع" هذا على حسب ظن الراوي، فقد لا يكون السبب ذلك بل غيره =(36/626)
22293 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَّرَنَا وَرَقَّقَنَا، فَبَكَى سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي مِتُّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا سَعْدُ أَعِنْدِي تَتَمَنَّى الْمَوْتَ؟ " فَرَدَّدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مرار (1) ، ثُمَّ قَالَ: " يَا سَعْدُ إِنْ كُنْتَ خُلِقْتَ لِلْجَنَّةِ فَمَا طَالَ عُمْرُكَ أَوْ حَسُنَ مِنْ عَمَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " (2)
__________
= من مشي الملائكة خلفه كما جاء (يعني حديث جابر المذكور آنفاً) وعلى تقدير أن الراوي أخذ ذلك من جهته، فيمكن أنه قال ذلك للتنبيه على ضعف حال البشر، وأنه محل للآفات كلها لولا عصمة الله الكريم، فلا ينبغي له الاغترار، بل ينبغي له دوام الخوف والأخذ بالأحوط وتجنب الأسباب المؤدية إلى الآفات النفسانية.
"ولولا تمريج قلوبكم" أي: إفسادها وجعلها مضطربة قلقة.
"أو تزيُّدكم" مصدر تزيَّدَ في الحديث: إذا كذب فيه وتكلف الزيادة فيه، والعادة في حكاية الأمور العجيبة لا تخلو عن تزيُّد، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : مَرَّاتٍ.
(2) إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ورقة 161 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7870) من طريق أبي المغيرة، به.
وأخرجه ابن عساكر 5/ورقة 179 من طريق عمرو بن واقد الأموي، عن علي بن يزيد، به. وزاد فيه: فغضب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى علته حمرة.. لئن كنت خلقت للنار وخلقت لك، ما النار بالشيء يستعجل إليه. =(36/627)
22294 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ عَامَّ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ، وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ. وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ التَّابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. لَا تُنْفِقُ الْمَرْأَةُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا ". فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الطَّعَامَ؟ قَالَ: " ذَلِكَ أَفْضَلُ أَمْوَالِنَا ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ وَالْمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ وَالدَّيْنَ مَقْضِيٌّ، وَالزَّعِيمُ غَارِمٌ " (1)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7578) ، ولفظه: "لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسن فلعله يزداد خيراً، وإما مسيء لعله يستعتب".
وإسناده صحيح، وفي الرواية (8189) : "لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمنَ عمره إلا خيراً".
وعن عبد الله بن بسر، سلف برقم (17680) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن خير الرجال، فقال: "من طال عمره، وحسن عمله".
وعن أبي بكرة، سلف برقم (20415) أن رجلاً قال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: "من طال عمره وحسن عمله".
وعن خباب، سلف برقم (21054) : لولا أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يتمنين أحدكم الموت" لتمنيته.
(1) إسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش، فهو صدوق حسن الحديث =(36/628)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، ولبعضه شواهد يصح بها. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه بأخصر مما هنا الطبراني في "الكبير" (7621) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وقرن بشرحبيل بن مسلم صفوانَ الأَصم الطائي.
وأخرجه تاماً ومقطعاً الطيالسي (1127) و (1128) ، وعبد الرزاق (7277) و (14767) و (14796) و (16308) و (16621) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (427) ، وابن أبي شيبة 4/415 و6/145 و585 و7/200 و8/727 و11/149، وأبو داود (2870) و (3565) ، وابن ماجه (2007) و (2295) و (2398) و (2405) و (2713) ، والترمذي (670) و (1265) و (2120) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1023) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/104،
وفي "شرح مشكل الآثار" (3633) و (4461) ، والطبراني في "الكبير" (7615) ، وفي "الشاميين" (541) ، وابن عدي في "الكامل" 1/290 و290-291، والدارقطني 3/40-41، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/228 و281، والقضاعي في "مسند الشهاب" (50) ، والبيهقي 4/193-194 و6/88 و212 و264، والبغوي (1696) و (2162) من طرق عن إسماعيل بن عياش، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7531) من طريق المسيب بن واضح، عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في حجة الوداع: "يا أيها الناس إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، لا وصية لوارث" والمسيب بن واضح يخطئ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7647) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن خداش، عن أبي أمامة أنه شهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجة الوداع، فكان أول ما تفوه به أن قال: "إن الله عز وجل يوصيكم بأمهاتكم" ثم حمد الله، ثم قال ما شاء أن =(36/629)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يقول، ثم قال: "ألا إن العارية مؤداة، وإن المنحة مؤداة، والولد للفراش، وللعاهر الحجر". ومحمد بن إسماعيل بن عياش ضعيف ولم يسمع من أبيه، وهو على ضعفه قد خالف في إسناده ومتنه عامة من رواه عن إسماعيل بن عياش. وخداش لم نتبينه.
وأخرجه ابن الجارود (949) من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جابر -وهو عبد الرحمن بن يزيد-، حدثني سليم بن عامر وغيره، عن أبي أمامة وغيره ممن شهد خطبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ، فكان فيما تكلم به: "ألا إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث". وإسناده صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5781) ، والطبراني في "الكبير" (7649) عن الحسين بن إسحاق التستري وإسحاق بن داود الصواف التستري، ثلاثتهم (النسائي وحسين وإسحاق) عن عبد الله بن الصباح، والطبراني في "الشاميين" (1846) ، والدارقطني 3/40 من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام، كلاهما (عبد الله وأحمد) عن معتمر بن سليمان، عن الحجاج بن فُرافِصة، عن محمد
ابن الوليد، عن أبي عامر الوَصَّابي، عن أبي أمامة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "العارية مؤداة، والمنيحة مؤداة" قال رجل: يا رسول الله، أرأيت عهد الله؟ قال: "عهد الله أحق ما أُدِّي". هكذا قال أحمد بن المقدام، عن المعتمر بن سليمان: "عن أبي عامر الوَصَّابي" وهو لقمان بن عامر، وقال الحسين بن إسحاق، وإسحاق بن داود، عن عبد الله بن الصباح: "عن أبي عامر الهوزني" وهو عبد الله بن لُحَيٍّ، وقال النسائي، عن عبد الله بن الصباح: "عن أبي عامر" هكذا لم يسمه ولم ينسبه، وذكر المزي في "تحفة الأشراف" 4/180: أن أبا بكر بن أبي داود رواه عن عبد الله بن الصباح فسماه لقمان بن عامر الوصابي، ويغلب على ظننا أن نسبته الهوزني وهمٌ، والصواب أنه أبو عامر الوصابي، وسواء كان الوصابي أو الهوزني، فإسناد الحديث حسن من أجل الحجاج بن فرافصة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5782) ، وابن حبان (5094) ، والطبراني في "الكبير" (7637) من طريقين عن الجراح بن مليح البهراني، عن حاتم بن =(36/630)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حريث الطائي، قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "العارية مؤداة، والمنيحة مردودة" وزاد ابن حبان والطبراني: "ومن وجد لِقْحةَ مُصرَّاةً، فلا يحل له صِرارها حتى يُريَها" وفي الطبراني: "حتى يَرُدَّها" وإسناده حسن.
وانظر ما بعده.
ويشهد للحديث بتمامه حديث أنس عند أبي داود (5115) ، وابن ماجه (2399) و (2714) ، والطبراني في "الشاميين" (620) و (621) ، والدارقطني 4/70، والبيهقي 6/264-265، والخطيب في "المتفق والمفترق" 2/1046، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ورقة 342 و342-343. وبعضهم يرويه مختصراً، وإسناده ضعيف لجهالة سعيد بن أبي سعيد راويه عن أنس بن مالك، وهو الساحلي البيروتي لا المقبري كما رجحناه في تعليقنا على الحديث الآتي برقم (22507) .
ويشهد لقوله: "إن الله قد أعطى ... " إلى قوله: "إلى يوم القيامة" حديث عمرو بن خارجة، سلف برقم (17663) ، وإسناده ضعيف.
ولقوله: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر" حديث أبي هريرة، سلف برقم (7262) ، وانظر شواهده وشرحه هناك.
ولقوله: "ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة" حديث علي السالف برقم (615) ، وهو في
"الصحيحين"، وقد استوفينا ذكر شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6592) .
ولقوله: "لا تنفق المرأة شيئاً من بيتها إلا بإذن زوجها" حديث ابن عمر، سلف برقم (6681) ، وإسناده حسن، وانظر شواهده هناك.
ولقوله: "العارية مؤداة، والمنيحة مردودة، والدِّين مقضي، والزعيم غارم" حديث سعيد بن أبي سعيد، عمن سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي برقم (22507) وإسناده ضعيف. =(36/631)
• 22295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
__________
= ولقوله: "العارية مؤداة" أيضاً حديث يعلى بن أمية السالف في مسنده برقم (17950) ، ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا أتتك رسلي، فأعطهم ثلاثين درعاً، وثلاثين بعيراً، أو أقل من ذلك" فقاله له: العارية مؤداة يا رسول الله؟ قال: فقاله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعم". وإسناده صحيح.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "التابعة": قال السندي: أي التي يتبع بعضها بعضاً.
وقوله: "شيئاً من بيتها": أي من بيت تسكن فيه، وهو بيت الزوج، ومن ماله لا من مالها، يدل على ذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذلك أفضل أموالنا" فأضاف المال إلى الأزواج، إذ الكلام مصروف إليهم. وانظر تعليقنا على حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6681) .
وقوله: "العارية مؤداة"، قال البغوي في "شرح السنة" 8/225: اختلف أهل العلم في ضمان العاريَّة، فذهب جماعةٌ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلى أنها مضمونة على المستعير، رُوي ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة، وهو قول عطاء، وبه قال الشافعي وأحمد.
وذهب جماعة إلى أنها أمانة في يد المستعير، إلا أن يتعدَّى فيها، فيضمن بالتعدِّي، يُروى ذلك عن علي وابن مسعود، وهو قول شُريح والحسن وإبراهيم النَّخَعي، وبه قال سفيان الثوري وأصحاب الرأي وإسحاق بن راهويه.
وقال مالك: إن ظهر هلاكُه لم يضمن، وإن خفي هلاكُه ضمن.
وقوله: "المِنْحة مردودة": المِنْحة، بكسر فسكون: ما يمنح الرَّجلُ صاحبَه من أرضٍ يزرعها مُدَّةً، أو شاةٍ يشرب دَرَّها، أو شجرةٍ يأكل ثمرها، ثم يردُّها، فتكون منفعتُها له.
وقوله: "الزَّعيم غارم" فالزعيم: الكَفِيل، فكلُّ من تكفَّل ديناً عن الغير، عليه الغُرم.
(1) وقع في (م) و (ق) زيادة: "حدثني أبي"، وهي زيادة مقحمة، والصواب حذفها كما في باقي الأصول، فإن الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه.(36/632)
بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الزَّعِيمُ غَارِمٌ " (1)
22296 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ: يَقُولُ: " مَا كَانَ يَفْضُلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزُ الشَّعِيرِ " (2)
22297 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْلُ الْحَيَّيْنِ، أَوْ أَحَدِ
__________
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه تمام في "فوائده" (698) ، وابن عدي في "الكامل" 1/289 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي 1/289 من طريق عبد الله بن أحمد، عن هارون بن معروف، عن إسماعيل بن عياش، به.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني الحِمْصي، وحريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي الحمصي.
وهو مكرر (22244) ، وقرن بأبي المغيرة أبا النضر هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
(3) قوله: "حدثنا حريز" سقط من (م) وسائر الأصول الخطية عدا (ظ 5) ، وما أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/23.(36/633)
الْحَيَّيْنِ، رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ". فَقَالَ قَائِلٌ: إِنَّمَا رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ قَالَ: " إِنَّمَا أَقُولُ مَا أَقُولُ " (1)
22298 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوصِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ " (2)
22299 - حَدَّثَنَا حَيْوَةٌ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ قَالَ:
__________
(1) صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "فقال قائل: إنما ربيعة من مضر ... "، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22215) . أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7638) ، وفي "مسند الشاميين" (1079) من طريقين عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وليس في روايته: "قال قائل: إنما ربيعة من مضر".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل بقية -وهو ابن الوليد- وقد صرح بالسماع في جميع طبقات السند. حيوة بن شريح: هو ابن يزيد الحضرمي.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، والطبراني في "الكبير" (7523) ، وفي "الشاميين" (822) و (823) من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7630) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن شداد أبي عمار، عن أبي أمامة، به. وإسناده تالف.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5577) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(36/634)
أَخَذَ بِيَدِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ. قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " يَا أَبَا أُمَامَةَ إِنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَلِينُ لِي قَلْبُهُ " (1)
22300 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، (2) عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِي أَمْرَ عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ إِلَّا أَتَى اللهَ مَغْلُولًا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ فَكَّهُ بِرُّهُ أَوْ أَوْبَقَهُ إِثْمُهُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ، وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا خِزْيٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، تفرد به بقية -وهو ابن الوليد- وهو ضعيف عند التفرد. حيوة: هو ابن شريح يزيد الحضرمي، ومحمد بن زياد: هو الألهاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7655) ، وفي "الشاميين" (850) ، وابن عدي في "الكامل" 2/504 و509، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ورقة 297 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد - بلفظ: " ... يلين له قلبي".
وأخرجه كذلك أيضاً الطبراني في "الكبير" (7499) ، وفي "الشاميين" (851) من طريق معلى بن الوليد القعقاعي، عن بقية، عن محمد بن زياد، عن راشد بن سعد عن أبي أمامة، فجعل راشداً بدلاً من أبي راشد. قال ابن حبان في ترجمة معلى من "الثقات": ربما أغرب، قلنا: وهذا منها، فقد
خالف الجماعة عن بقية.
(2) وقع في (م) وسائر النسخ الخطية التي بأيدينا: "يزيد بن مالك" وما أثبتاه من "أطراف المسند" 6/35، و"غاية المقصد" ورقة 188، و"جامع المسانيد" 4/351.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب إسماعيل بن عياش فيه =(36/635)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كما سيأتي. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني، ويزيد بن أبي مالك: هو يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهَمْداني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7724) ، وفي "الشاميين" (1580) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن إسماعيل بن عياش، عن يزيد بن أيهم، عن لقمان بن عامر، به. ويزيد بن أيهم روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7720) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، عن حيوة بن شريح الحضرمي، وأخرجه في "الكبير" (7720) ، وفي "الشاميين" (1617) عن الحسن بن علي بن خلف الدمشقي، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، كلاهما (حيوة وسليمان) عن إسماعيل ابن عياش، عن يزيد بن أبي مالك، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة. وسليم بن عامر -وهو الكَلاعي الخبائري- ثقة.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5749) ، و"بغية الباحث" (599) عن إسماعيل بن أبي إسماعيل، عن إسماعيل بن عياش، عن يزيد بن مالك -وهو الكلاعي-، عن أبي أمامة.
وإسماعيل بن أبي إسماعيل، وهو المؤدب، واسم أبيه إبراهيم بن سليمان بن رزين، ضعيف.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما من رجل يلي ... أو أوبقه إثمه" عن أبي هريرة، سلف حديثه في مسنده برقم (9573) .
وعن سعد بن عبادة، سيأتي في مسنده برقم (22456) .
وعن عبادة بن الصامت، سيأتي في مسنده برقم (22758) .
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12689) ، وفي "الأوسط" (288) و (6929) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1008، والحاكم 4/103.
وعن بريدة بن الحُصيب الأَسْلمي عند البزار (1641 - كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (4760) . =(36/636)
22301 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَنْعُمَ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ جَشِيبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: دُعِينَا إِلَى وَلِيمَةٍ وَهُوَ مَعَنَا، فَلَمَّا شَبِعَ مِنَ الطَّعَامِ قَامَ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُومُ مَقَامِي هَذَا خَطِيبًا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَبِعَ مِنَ الطَّعَامِ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ " (1)
__________
= وعن ثوبان مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند الطبراني في "الأوسط" (9080) ، وأبي نعيم
في "الحلية" 6/118.
وعن أبي الدرداء عند ابن حبان (4525) ، وعند الطبراني في "الأوسط" (663) لكن فيه: "ما من والي ثلاثة ... إلخ". وأسانيدها جميعاً ضعيفة غير حديث أبي هريرة، فإسناده قوي.
ويشهد لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة" حديث عوف بن مالك الأشجعي عند البزار (1597 - كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (132) ، وفي "الأوسط" (6743) ، وفي "الشاميين" (1195) . وإسناده صحيح.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر بن جَشِيب الحِمْصي، فقد أخرج له النسائي وأبو داود في "المراسيل"، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الدارقطني، وغير السَّرِيِّ بن يَنْعُم الجُبْلاني (نسبهَ إلى جبلان بن سهل: بطن من حمير) الشامي، فقد أخرج له النسائي، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن حجر في
"التقريب": صدوق. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6895) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (283) عن أحمد بن يوسف، عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، بهذا الإسناد. =(36/637)
22302 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ دَخَلَ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (1) فَأَلْقَى لَهُ وَسَادَةً فَظَنَّ أَبُو أُمَامَةَ أَنَّهَا حَرِيرٌ فَتَنَحَّى يَمْشِي الْقَهْقَرَى حَتَّى بَلَغَ آخِرَ السِّمَاطِ، وَخَالِدٌ يُكَلِّمُ رَجُلًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي مَا ظَنَنْتَ؟ أَظَنَنْتَ أَنَّهَا حَرِيرٌ؟ قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَسْتَمْتِعُ بِالْحَرِيرِ مَنْ يَرْجُو أَيَّامَ اللهِ " فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: يَا أَبَا أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: اللهُمَّ غُفْرًا أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ كُنَّا فِي قَوْمٍ مَا كَذَبُونَا وَلَا كُذِّبْنَا (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7472) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (468) من طريق بقية بن الوليد، عن السري بن ينعم الجُبلاني، به. وتحرف "السري بن ينعم الجبلاني" عند الطبراني إلى "بشر بن ينعم الخيلاني".
وانظر (22168) .
(1) خالد بن يزيد: هو ابن معاوية بن أبي سفيان القُرشي الأموي، كان موصوفاً بالعلم والدِّين والعقل، ذُكِرَ للخلافة عند موت أخيه معاوية بن يزيد، فلم يَتِمَّ ذلك له، وغلب على الأمر مروان بن الحكم.
(2) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغَسَّاني. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7511) ، وفي "الشاميين" (1460) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/90 من طريق بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، بهذا الإسناد. واقتصروا على المرفوع منه. =(36/638)
22303 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَلَا عَذَابٍ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سبعين (1) أَلْفًا وَثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7510) ، وفي "الشاميين" (2036) ، عن بكر بن سهل الدِّمياطي، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن حبيب بن عبيد، به. واقتصر على المرفوع منه أيضاً. وفيه بكر بن سهل الدمياطي شيخ الطبراني، وقد تُكُلِّم فيه.
وأخرجه بنحوه ابن عساكر في "تاريخه" 8/ورقة 300 من طريق يحيى بن حمزة، عن الوليد بن أبي السائب، عن الهيثم بن يزيد، عن أبي أمامة. وفيه الهيثم بن يزيد لم نقع له على ترجمة.
وانظر ما سلف برقم (22248) .
وقوله: يمشي القَهْقَري: أي يمشي إلى الخَلْفِ من غير أن يُعِيدَ وَجْهَه إلى جهة مَشيِه.
وقوله: السِّماط، بكسر السين: هو الصَّفُّ من الناس، والمراد الجماعة الذين كانوا جلوساً في ذلك المجلس.
وقول أبي أمامة: أنت سمعت هذا إلخ: إنكار لما قاله خالد بن يزيد، أي: أَيُّ شيءٍ هذا السؤال منك؟!
(1) في (م) : "سَبْعُونَ"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش العَنْسي الحمصي صدوق حسن الحديث في روايته عن الشاميين، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني الحمصي، ومحمد بن زياد: هو الأَلْهاني الحمصي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/471، وابن ماجه (4286) ، والترمذي (437) =(36/639)
22304 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ (1) الذَّمَارِيِّ، (2) عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَشَى إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ وَهُوَ مُتَطَهِّرٌ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ مَشَى إِلَى سُبْحَةِ الضُّحَى كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى إِثْرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ " وقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: الْغُدُوُّ وَالرَّوَاحُ إِلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ (3)
__________
= وابن أبي عاصم في "السنة" (589) ، والطبراني في "الكبير" (7520) ، وفي "الشاميين" (820) ، والدارقطني في "الصفات" (50) و (51) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 329 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7521) ، والدارقطني في "الصفات" (53) من طريق بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد، به. ووقع في رواية الدارقطني: "عن أبي أمامة، أو عن رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" هكذا بالشك.
وأخرجه الدارقطني في "الصفات" (54) من طريق سليم بن عثمان، عن محمد بن زياد، به.
وانظر ما سلف برقم (22156) .
(1) تحرف في (م) إلى: "خالد".
(2) تحرف في (م) و (ق) إلى: "الذهاري"، وصوبناه من (ظ 5) و (ر) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات غير إسماعيل بن عياش الحمصي، فهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، وقد توبع.
أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني، والقاسم أبو عبد الرحمن: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي. =(36/640)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (558) و (1288) ، والطبراني في "الكبير" (7734) و (7735) و (7741) و (7753) و (7754) و (7755) و (7764) ، وفي "الأوسط" (3286) ، وفي "الشاميين" (878) ، والبيهقي 3/63، والبغوي (472) من طرق عن يحيى بن الحارث الذماري، به. وقرن الطبراني في الموضع الثاني والأخير من "المعجم الكبير" بيحيى بن الحارث أبا مُعَيد حفص بن غيلان،
ورواية أبي داود في الموضع الثاني والطبراني في الموضع الرابع والخامس من "الكبير" مقتصرة على قوله: "صلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين"، ولفظ الطبراني في الموضع الثالث من "الكبير": "من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فركع
ركعتين، انقلب بأجر حجة وعمرة"، وتحرف في "الأوسط": "القاسم، عن أبي أمامة" إلى "القاسم بن أبي أمامة" ولفظة "لغو" إلى "آخر".
وأخرجه عبد الرزاق (152) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (7975) عن المثنى بن الصبَّاح، عن القاسم الشامي، أن مولاة له -يقال لها: أم هاشم- أجلسته في الستر بدواة وقلم، وأرسلت إلى أبي أمامة، فسألته عن حديث حدثه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الوضوء، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول، فذكر الحديث. وفيه: "فإن خرج إلى صلاة مفروضة، كانت كحجة مبرورة، وإن خرج إلى صلاة تطوع، كانت كعمرة مبرورة". وفيه المثنى بن الصبَّاح الأَبْناوي، وهو وإن كان ضعيفاً يعتبر به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7944) من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم بن عبد الرحمن، به. ولفظه: "ما من مسلمٍ يتوضَّأُ، فيُحسِنُ الوضوءَ، ثم يصلي المكتوبةَ، إلا كانت له كحَجَّةٍ، وإن صلى تَطوُّعاً، كانت له كعُمْرة" وفيه جعفر بن الزُّبير الدمشقي، وهو متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7578) ، وفي "الشاميين" (1548) و (3412) عن إسحاق بن خالويه الواسطي، عن الوليد بن مسلم، قال: حدثني حفص بن غيلان، عن مكحول، عن أبي أمامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من مشى =(36/641)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إلى صلاةٍ مكتوبة في الجماعة، فهي كحَجَّة، ومن مشى إلى صلاة تَطوُّعٍ، فهي كعُمْرةٍ تامَّة". وهذا إسناد رجاله ثقات خلا إسحاق بن خالويه الواسطي شيخ الطبراني فيه، فلم نعثر فيه على جرح أو تعديل، ومكحول قال أبو حاتم: لم يصح له سماع من أبي أمامة، وقال مرة: لم يره. قلنا: كذا قال أبو حاتم مع أن سِنَّه محتملة للسماع منه، فقد توفي سنة بضع عشرة ومئة ووفاة أبي أمامة كانت سنة ست وثمانين، ثم هو بَلدِيُّه أيضاً، وجاء دخوله عليه وسماعه منه بأسانيد جياد في "تاريخ أبي زرعة" 1/238-239 و239، وفي "مسند الشاميين" (3448) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7649) و (7663) من طريق يعقوب بن حميد، عن مروان بن معاوية، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي عامر عبد الله بن غابِر الأَلْهاني، عن أبي أمامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من صلى الصُّبْحَ في مسجد جماعةٍ، ثم مَكَثَ حتى يُسبِّحَ تَسْبيحة الضُّحى، كان له كأجر حاجٍّ ومُعتمِرٍ تامٍّ له حَجَّتُه وعُمْرتُه". وقرن في الموضع الأول بأبي أمامة عُتْبة بن عبدٍ. وفيه الأَحْوص بن حكيم، مختلف فيه، وقال الدارقطني: يعتبر به إذا حدث عنه ثقة، قلنا: وقد حدث عنه في هذا الحديث مروان بن معاوية الفزاري، وهو ثقة.
وقول أبي أمامة: الغُدوُّ والرَّواح إلى هذه المساجد من الجهاد في سبيل الله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7739) وفي "الشاميين" (879) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ورقة 129 عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِي، عن الحسين بن أبي السَّري العسقلاني، عن محمد بن شعيب، عن يحيى بن الحارث الذَِّماري، عن القاسم، عن أبي أمامة. فذكره مرفوعاً.
وأخرجه ابن عساكر 18/ورقة 48 من طريق ابن أبي السَّري، عن الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث، به. فذكره مرفوعاً أيضاً. وفي إسناديه جميعاً الحسين بن المُتوكِّل بن أبي السَّرِي العسقلاني، وهو ضعيف، فالصواب وقفه على أبي أمامة.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند الترمذي (586) ، ولفظه: "من صلى =(36/642)
22305 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَمَّنْ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَاحَ إِلَى مِنًى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَإِلَى جَانِبِهِ بِلَالٌ بِيَدِهِ عُودٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، يُظِلُّ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= الغداةَ في جماعةٍ، ثم قعدَ يذكرُ الله حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حَجَّةٍ وعُمْرةٍ" قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ".
وحسنه الترمذي مع أن في سنده أبا ظلال وهو ضعيف، وقال البخاري عنه: مقارب الحديث، وروى له تعليقاً، فهو يصلح للمتابعة.
وعن عبد الله بن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (5598) قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى الفَجْرَ، لم يَقُمْ من مجلِسه حتى يُمكِنَه الصلاة ُ، وقال: "من صلى الصُّبح، ثم جلس في مجلِسه حتى يُمكِنَه الصلاةُ، كانت بمنزلة عُمْرةٍ وحجَّة مُتقبَّلتينِ". وفي إسناده الفضل بن المُوفَّق بن أبي المُتَّئِد، وهو ضعيف.
(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: "حدثنا الوليد أبو مسلم"، وصوبناه من (ظ 5) و (ر) .
(2) إسناده ضعيف جداً، علي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الألهاني- متروك الحديث، وعثمان بن أبي العاتكة ضعيف. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7888) من طريق عمرو بن عثمان الحمصي، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أم الحُصين الأَحمِسيَّة، سيأتي في مسندها 6/402، وهو في "صحيح مسلم" (1298) ، ولفظه: قالت: حَجَجْتُ مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الوداع، فرأيت أسامة بن زيد وبلالاً، وأحدُهما آخذ بخِطام ناقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والآخر رافعٌ ثوبَه يستُره من الحرِّ حتى رمى جَمْرةَ العقبة.(36/643)
22306 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، (1) حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أُذِنَ لِعَبْدٍ فِي شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا، وَإِنَّ الْبِرَّ لَيُذَرُّ فَوْقَ رَأْسِ الْعَبْدِ مَا دَامَ فِي صَلَاتِهِ، وَمَا تَقَرَّبَ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ " يَعْنِي الْقُرْآنَ (2)
__________
(1) تحرف في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 5) إلى: "حدثنا هاشم، عن القاسم"، والمثبت من (ظ 5) ومصادر التخريج.
(2) إسناده ضعيف لضعف بكر بن خنيس وليث بن أبي سليم، ولانقطاعه، فان زيد بن أرطاة -وهو الفَزَاري الدمشقي- حديثه عن أبي أمامة مرسل كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/556، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 532، ثم قد اضطرب فيه على زيد بن أرطاة كما
سيأتي.
وأخرجه الترمذي (2911) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (178) ، وفي "قيام الليل - مختصره" (37) و (207) ، والطبراني في "الكبير" (7657) ، والخطيب في "تاريخه" 7/88 و12/220 من طرق عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. ورواية المروزي في الموضع الثاني من "قيام الليل" مختصرة بالجملة الأخيرة منه، وتحرف "بكر بن خنيس" في الموضع الثاني من "تاريخ بغداد" إلى: بكر بن جبير.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (7656) من طريق الحسن بن عرفة، وابن أبي شيبة 2/386، كلاهما (الحسن بن عرفة وابن أبي شيبة) عن حفص بن غياث، عن ليث، عن عيسى، عن زيد بن أرطاة، به بلفظ: "ما أوتي عبد في هذه الدنيا خيراً له من أن يؤذن له في ركعتين يصليهما". وليس في رواية الطبراني: ليث -وهو ابن أبي سليم- بين حفص بن غياث وعيسى. =(36/644)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعيسى هذا: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي فيما يغلب على ظننا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1614) من طريق أبي بكر بن عياش، عن ليث، عن عيسى، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نوفل. وقوله فيه: "عن جبير بن نوفل" من أوهام ليث -وهو ابن أبي سليم-، فإنه سيئ الحفظ.
وأخرج القطعة الأخيرة منه الترمذي (2912) عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنكم لا ترجعون إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه" يعني القرآن. وهذا إسناد مرسل رجاله ثقات إلا أن العلاء بن الحارث خولط بآخرة، وقال البخاري في "خلق أفعال العباد" (509) : وهذا الخبر لا يصح لإرساله وانقطاعه.
ووصله الحاكم 2/441، وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 236 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر. وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو سيئ الحفظ، وقد خالف في وصله عبدَ الرحمن بن مهدي، فإنه قد أرسله كما سلف.
ووصله أيضاً الحاكم 1/555، وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" (236) عن عبد الله بن محمد بن زياد، عن جده أحمد بن عبد الله، عن سلمة ابن شبيب، عن أحمد بن حنبل، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير، عن أبي ذر الغفاري. قلنا: ووصله خطأ ممن دون أحمد، فإن عبد الله بن أحمد قد
رواه في "الزهد" ص 35، وفي "السنة" 1/140، عن أبيه، عن عبد الرحمن ابن مهدي بإسناده إلى جبير بن نفير مرسلاً. وهو الصواب، والله أعلم.
وقوله: "إن البِرَّ ليُذَرُّ" على بناء المفعول، والذَّرُّ: مصدر ذرَرْتُ، وهو أخذُك الشيء بأطراف أصابعك، ثم نَثْرُه على الشيء؛ كَذَرِّك المِلْحَ المسحوق على الطعام(36/645)
22307 - حَدَّثَنَا الْهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، وَأَمَرَنِي رَبِّي بِمَحْقِ الْمَعَازِفِ وَالْمَزَامِيرِ وَالْأَوْثَانِ وَالصُّلُبِ، وَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَحَلَفَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِعِزَّتِهِ: لَا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي جَرْعَةً مِنْ خَمْرٍ، إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنَ الصَّدِيدِ مِثْلَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَغْفُورًا لَهُ أَوْ مُعَذَّبًا، وَلَا يَسْقِيهَا صَبِيًّا صَغِيرًا ضَعِيفًا مُسْلِمًا إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنَ الصَّدِيدِ مِثْلَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفُورًا لَهُ، أَوْ مُعَذَّبًا، وَلَا يَتْرُكُهَا مِنْ مَخَافَتِي إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنْ حِيَاضِ الْقُدُسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ وَلَا شِرَاؤُهُنَّ، وَلَا تَعْلِيمُهُنَّ وَلَا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ يَعْنِي الضَّارِبَاتِ " (1)
22308 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ دِلَافٍ الْمُزَنِيِّ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، فرج -وهو ابن فضالة بن النعمان التنوخي- ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيف بمرة. القاسم أبو عبد الرحمن: هو ابن عبد الرحمن الدمشقى صاحب أبي أمامة.
وانظر (22218) .(36/646)
الْبَعِيرَ فَيَقُولُ: مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ " وقَالَ يُونُسُ، يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ يَعْمُرُونَ (1) فِيكُمْ، وَلَمْ يَشُكَّ، قَالَ: فَرَفَعَهُ (2)
22309 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَائِدُ الْمَرِيضِ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ ". وَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى وَرِكِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، وَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ " (3)
__________
(1) في (م) و (ق) و (ر) : يغمرون بالغين المعجمة، وهو خطأ، إذ لا فرق حينئذ بينها وبين رواية حجين، وما أثبتناها من نسخة (ظ 5) فقد جاءت فيها مضبوطة مجوَّدة.
(2) إسناده صحيح، عمر بن عبد الرحمن بن عطية، روى عنه جمع ووثقه علي ابن المديني كما في "سؤالات" محمد بن أبي شيبة (114) ، وابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد العزيز: هو ابن عبد الله ابن أبي سلمة الماجشون.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/172، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/124 من طريق عبد الله بن صالح، والبغوي في "الجعديات" (3027) عن بشر بن الوليد، كلاهما عن عبد العزيز الماجشون، بهذا الإسناد مرفوعاً دون شكٍّ.
قوله: "يغمرون فيكم" من الغَمْرة: وهي الزحمة من الناس، والجمع غِمار.
وغمرة الناس: جماعتهم ولفيفهم وزحمتهم. انظر "لسان العرب" (غمر) .
قوله: "يعمَّرون" في رواية يونس، أي: تطول أعمارهم.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7937) .
(3) إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن =(36/647)
22310 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرٍ يَعْنِي ابْنَ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَكَانَ يَمْسَحُ الْمَاقَيْنِ مِنَ الْعَيْنِ (1) ". قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً وَكَانَ يَقُولُ: " الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ " (2)
__________
= يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9205) من طريق سعيد بن يعقوب الطالقاني، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد مختصراً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7854) ، ومن طريقه الشجري في "الأمالي" 2/286 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به بلفظ: "عائد المريض يخوض في الرحمة" ووضع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه على ركبتيه، ثم قال: "فإذا جلس عنده غمرته الرحمة، ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو على يده، فيسأله كيف هو، وتمام محبتكم بينكم المصافحة" قلنا: وقوله: "ومن تمام عيادة المريض ... " إلخ سلف هذا الحرف برقم (22236) .
ومتن الحديث حسن قد روي عن غير ما صحابي. انظر حديث أنس بن مالك، السالف برقم (12782) ، وذكرت شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "على وركه" لبيان أنه يخوض إلى الورك.
"غمرته" من غمره البحر كنصر إذا علاه.
(1) قوله: "من العين" كذا في (م) ، ولم ترد في سائر النسخ الخطية.
(2) صحيح لغيره دون قوله: "والأذنان من الرأس والمسح على المأقين" وهذا إسناد ضعيف قد سلف الكلام عليه عند الرواية (22223) . يحيى بن إسحاق: هو البَجَلي السَّيْلَحيني.(36/648)
22311 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا ابْنَانِ لَهَا وَهِيَ حَامِلٌ فَمَا سَأَلَتْهُ يَوْمَئِذٍ شيئاً (1) إِلَّا أَعْطَاهَا، ثُمَّ قَالَ: " حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ رَحِيمَاتٌ لَوْلَا مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلْنَ الْجَنَّةَ " (2)
22312 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُهُ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ " (3)
__________
(1) لفظة "شيئاً" لم ترد في (م) و (ق) و (ر) ، وأثبتناها من (ظ 5) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن سالم بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي لم يسمعه من أبي أمامة كما جاء التصريح به في الرواية (22173) ، وحكى الترمذي في "العلل الكبير" 2/963 عن البخاري أنه قال: ما أرى سمع من أبي أمامة. وشريك (*) - وهو ابن عبد الله النخعي القاضي - سيئ الحفظ.
منصور: هو ابن المعتمر السُّلمي الكوفي.
(3) حديث صحيح دون قوله: والعي والبيان، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين حسان بن عطية وبين أبي أمامة، فإنه لم يسمع منه كما جزم به المزي في "تحفة الأشراف" 4/162 وفي "تهذيب الكمال" 13/159، وقال العلائي في "جامع التحصيل": روى عن أبي أمامة، وقيل: لم يسمع منه، قال أبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل": ذكره ابن حبان في طبقة أتباع التابعين 6/223، فدل على أنه لم يصح عنده سماعه من أحد من الصحابة. قلنا: ويؤيد ذلك أنه قد روى عن غير واحد من الصحابة سوى أبي أمامة الباهلي، =
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: لم أرَ (شريكا) في الإسناد أصلا، والله أعلم(36/649)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= منهم: عمرو بن العاص وأبو الدرداء وأبو واقد الليثى وجابر بن عبد الله، وكل هؤلاء أما أنه لم يدركهم أو لم يسمع منهم، فيما نص عليه غير واحد من أهل العلم، وكنا قد ذهلنا عن هذه العلة في إسناده في تعليقنا على "شرح مشكل الآثار"، فليستدرك من هنا.
حسين بن محمد: هو ابن بهرام التميمي المَرُّوذي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2983) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/7 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد.
ورواية ابن قانع مختصرة بالشطر الثاني من الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 11/44، وفي "الإيمان" (118) ، والترمذي (2027) ، وحسنه، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (74) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3059) ، والطحاوي (2984) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 49، والحاكم 1/8-9 و52، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7706) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3394) من طرق عن أبي غسان محمد بن مُطَرِّف، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بالشطر الأول منه، ووقع في رواية الحاكم في الموضع الثاني: "والجفاء" بدل "والبيان".
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (10512) ، ولفظه: "الحياءُ من الإيمان، والإيمان في الجنَّة، والبَذاءُ من الجَفاء، والجَفاءُ في النار" وهو حديث صحيح.
ومثله عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1314) ، وابن ماجه (4184) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (72) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3206) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 48، وابن حبان (5704) ، والحاكم 1/52، وأبو نعيم في "الحلية" 3/60 من طرق عن هشيم بن بشير الواسطي، عن منصور بن زاذان، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن أبي بكرة، ورجاله ثقات ويتقوى بما قبله.
وفي باب الحياء من الإيمان، عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم =(36/650)
22313 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُوتِرُ بِتِسْعٍ حَتَّى إِذَا بَدَّنَ وَكَثُرَ لَحْمُهُ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَهُوَ جَالِسٌ فَقَرَأَ بِ إِذَا زُلْزِلَتْ وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ " (1)
__________
= (4554) ، وقد ذكرنا شواهده هناك، وبعضها في "الصحيح".
قال الإمام الترمذي: والعِي: قلة الكلام، والبَذاء: هو الفحش في الكلام، والبيان: هو كثرة الكلام مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون، فيوسِّعون في الكلام، ويتفصحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله. وقال علي القاري: المراد بالعي في هذا المقام هو السكوت عما فيه إثم من النثر أو الشعر، لا ما يكون للخلل في اللسان.
وقال في "المجمع": العي: التحير في الكلام، وأراد به ما كان بسبب التأمل في المقال والتحرز عن الوبال.
وقوله: "شعبتان من الإيمان": أي أثران من آثاره، بمعنى أن المؤمن يحملُه الإيمان على الحياء، فيترك القبائح حياءً من الله، ويمنعُه من الاجتراءِ على الكلام شَفَقاً من عَثْرِ اللسان والوقيعة في البُهتان.
وقوله: "والبَذاء": هو ضد الحياء، وقيل: فُحْش الكلام.
وقوله: "والبيان"، أي: فصاحة اللسان الزائدة عن مقدار حاجة الإنسان، من التعمق في النطق وإظهار التفاصح للتقدم على الأعيان.
وقوله: "شعبتان من النفاق" بمعنى أنهما خَصْلتان منشؤهما النفاق أو مؤديان إليه. انظر "فيض القدير" 3/428.
(1) صحيح لغيره، دون تعيين قراءة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الركعتين بعد الوتر، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان وعمارة بن زاذان الصيدلاني، فهما ممن يعتبر بهما في المتابعات والشواهد. حسن بن موسى: هو الأشيب البغدادي. =(36/651)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "الوتر - مختصره" (55) من طريق شيبان بن أبي شيبة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/290 من طريق الخَصيب بن ناصح، وابن عدي 5/1735، والبيهقي 3/33-34 من طريق عبد الواحد بن غياث، والطبراني في "الكبير" (8064) من طريق خالد بن خداش وعاصم بن علي وأبي الوليد الطيالسي، كلهم عن عمارة بن زاذان، بهذا الإسناد. وزاد الطبراني في روايته في القراءة فيهما: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، ووقع في رواية البيهقي: "كان يوتر بسبع، حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بثلاث" وهو تحريف فيما يغلب على ظننا، لأن البيهقي إنما رواه من طريق ابن عدي عن أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي، وجاءت الرواية عند ابن عدي في "الكامل" وأبي يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (2417) على الصواب: كان يوتر بتسع، حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع.
وأخرجه الطبراني (8066) من طريق أبي قبيصة، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوتر بتسع، فلما ثقل أوتر بسبع.
وسلف الحديث مختصراً من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أبي غالب برقم (22246) .
وأخرجه ابن خزيمة (1079) و (1105) من طريق مؤمل بن إسماعيل، والطحاوي 1/341 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، والبيهقي 3/33 من طريق إسحاق بن يوسف، ثلاثتهم عن عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوتر بتسع ركعات، فلما أسنّ وثقل، أوتر بسبع، وصلّى ركعتين وهو جالس، فقرأ فيهما الرحمن والواقعة. قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار: (إِذَا زُلْزِلَتِ) ، و (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) ونحوهما. قلنا: وهذا من اضطراب عمارة بن زاذان فيه.
وللحديث شاهد من حديث عائشة، سيأتي في مسندها برقم (24269) ، وهو في "صحيح مسلم" (746) . ووقع زيادة قراءة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) ، و (إِذَا زُلْزِلَتِ) في صلاة الركعتين بعد الوتر في حديث عائشة عند ابن خزيمة =(36/652)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (1104) من طريق أبي حرة واصل بن عبد الرحمن، عن الحسن، عن سعد ابن هشام الأنصاري، عنها. وفي حديث أبي حرة عن الحسن ضعف.
وفي الباب أيضاً عن أنس بن مالك عند الدارقطني 2/41، والبيهقي 3/33 ولفظه: أن النبي كان يصلي بعد الوتر الركعتين وهو جالس، يقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن و (إِذَا زُلْزِلَتِ) ، وفي الثانية (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) .
وإسناده ضعيف، فيه بقية بن الوليد وعتبة بن أبي حكيم، وهما ضعيفان.
وعن أم سلمة، سيأتي في مسندها برقم (26553) ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بعد الوتر ركعتين خفيفتين وهو جالس، وإسناده حسن.
وعن ثوبان مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند الدارمي (1602) ، والبزار (692 - كشف الأستار) ، وابن خزيمة (1106) الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/341، وابن حبان (2577) ، والطبراني (1410) ، والدارقطني 2/39. ولفظه: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فقالا: "إن هذا السفر جهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم، فليركع ركعتين، فإن استيقظ، وإلا كانتا له". وإسناده صحيح.
قلنا: في صلاة الركعتين بعد الوتر خلاف بين أهل العلم، قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/21 معلقاً على حديث عائشة: الصواب أن هاتين الركعتين فعلهما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الوتر جالساً لبيان جواز الصلاة بعد الوتر، وبيان جواز النفل جالساً، ولم يواظب على ذلك، بل فعله مرة أو مرتين أو مرات قليلة، ولا تغتر بقولها: "كان يصلي" فإن المختار الذي عليه الأكثرون والمحققون من الأصوليين أن لفظة "كان" لا يلزم منها الدوام ولا التكرار، وإنما هي فعل ماض يدل على وقوعه مرة، فإن دلَّ دليل على التكرار، عمل به، وإلا فلا تقتضيه بوضعها ...
قال: وإنما تأولنا حديث الركعتين جالساً، لأن الروايات المشهورة في "الصحيحين" وغيرهما عن عائشة مع روايات خلائق من الصحابة في "الصحيحين" مصرحة بأن آخر صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليل كان وتراً، وفي "الصحيحين" أحاديث كثيرة مشهورة بالأمر بجعل آخر صلاة الليل وتراً، منها: =(36/653)
22314 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: سَمِعْتُ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ دِمَشْقَ فَرَأَى رُءُوسَ حَرُورَاءَ قَدْ نُصِبَتْ فَقَالَ: " كِلَابُ النَّارِ كِلَابُ النَّارِ، ثَلَاثًا، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوا " ثُمَّ بَكَى فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ هَذَا الَّذِي تَقُولُ مِنْ رَأْيِكَ أَمْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ كَيْفَ أَقُولُ هَذَا عَنْ رَأْيٍ؟ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ. قَالَ: فَمَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِخُرُوجِهِمْ مِنَ الْإِسْلَامِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاتَّخَذُوا دِينَهُمْ شِيَعًا (1)
22315 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ؟ " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَانِ
__________
= "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً" و"صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفتَ الصبح، فأوتر بواحده" وغير ذلك، فكيف يظن به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع هذه الأحاديث وأشباهها أنه يداوم على الركعتين بعد الوتر ويجعلهما آخر صلاة الليل؟! وإنما معناه ما قدمناه من بيان الجواز.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن صفوان بن سُلَيم الزُّهْري المدني لم يسمع من أبي أمامة الباهلي، وقد روي متصلاً عن أبي أمامة من غير هذا الوجه. أنس بن عياض: هو أبو ضمرة الليثي المدني.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1546) عن أبيه، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22151) .(36/654)
جَمَاعَةٌ " (1)
22316 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَقَالَ: " هَذَانِ جَمَاعَةٌ " (2)
22317 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ فَهُوَ أَوْلَى بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ " (3)
22318 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا مرسل إسناده صحيح رجاله ثقات. هشام بن سعيد: هو الطَالْقاني، وابن المبارك: هو عبد الله، والوليد بن أبي مالك: هو الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهَمداني، وقد ينسب لجدِّه.
وانظر (22189) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الضَّمري الإفريقي-، ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلهاني- واهي الحديث. علي بن إسحاق: هو السُّلمي المروزي، وابن المبارك: هو عبد الله، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وانظر (22189) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً. وهو مكرر (22252) إسناداً ومتناً.
وانظر (22192) .(36/655)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَرْبَعٌ تَجْرِي عَلَيْهِمْ أُجُورُهُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ: رَجُلٌ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَرَجُلٌ عَلَّمَ عِلْمًا فَأَجْرُهُ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا عَمِلَ بِهِ، وَرَجُلٌ أَجْرَى صَدَقَةً فَأَجْرُهَا يَجْرِي عَلَيْهِ مَا جَرَتْ عَلَيْهِمْ، (1) وَرَجُلٌ تَرَكَ وَلَدًا صَالِحًا يَدْعُو لَهُ " (2)
22319 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَمَنْ عَلَّمَ عِلْمًا أُجْرِيَ لَهُ مِثْلُ مَا عَلَّمَ " (3)
° 22320 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ (4) وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ،
__________
(1) في (م) : "عليه"، وما أثبتناه من (ظ 5) و (ر) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي له عن أبي أمامة، وابن لهيعة -وهو عبد الله الحضرمي المصري- سيئ الحفظ، لكن رواية عبد الله بن المبارك عنه ارتضاها بعض أهل العلم. يحيى بن إسحاق: هو البَجَلي السَّيْلَحيني.
وانظر (22247) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية (22247) .
حسن: هو ابن موسى الأَشْيب.
(4) تصحفت في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 5) إلى: "الشيباني"، والمثبت من (ظ 5) .(36/656)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: " بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره دون قوله: "قالوا: يا رسول الله، وأين هم ... إلخ"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن عبد الله السَّيْباني الحضرمي، فقد تفرد بالرواية عنه يحيى بن أبي عمرو السيباني، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي. ضمرة: هو ابن ربيعة الفلسطيني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7643) ، وفي "الشاميين" (860) من طريق عيسى بن محمد بن إسحاق بن النحاس، عن ضمرة بن ربيعة، بهذا الإسناد.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تزال طائفة من أمتي ... وهم كذلك" عن أبي هريرة، سلف برقم (8274) ، وانظر تعليقنا على الحديث وتتمة شواهده هناك، وبعضها في "الصحيحين".
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هم ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" عن مُرَّةَ البَهْزي، أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/298-299، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 1/لوحة 93-94، والطبراني في "الكبير" 20/ (754) ، ومن طريقه ابن عساكر أيضاً 1/لوحة 94 من طريق يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني، عن أبي وعلة شيخ من عَكٍّ، عن كريب السَّحُولي، عن مُرَّةَ البَهْزِي مرفوعاً. هكذا رواه يعقوب بن سفيان، فقال فيه: عن أبي وعلة شيخ
من عَكٍّ -وقد تحرف في المطبوع إلى: ابن وعلة-، وأما الطبراني، فقال فيه: عن أبي زرعة الوعلاني. وقد صَوَّب الحافظ ابن عساكر الرواية الأولى. قلنا: وأبو وعلة هذا مجهول لا يعرف، تفرد بالرواية عنه أبو زرعة يحيى بن أبي =(36/657)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمرو السَّيْباني، وأورده البخاري في الكنى من "التاريخ الكبير" 9/78 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/452، ولم يذكرا فيه جرحاً أو تعديلاً.
وشيخه كريب السَّحُولي: هو ابن أبرهة بن الصباح الأَصبحي المصري، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات".
وعن أبي هريرة، أخرجه أبو يعلى (6417) ، والطبراني في "الأوسط" (47) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2545، والقاضي عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" ص 60، وتمام الرازي في "فوائده" (1551) ، وابن عساكر في "تاريخه" 1/ورقة 114-115 و115 من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن الوليد بن عباد، عن عامر بن عبد الواحد الأحول، عن أبي صالح الخولاني،
عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على
أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة" إلا أن القاضي عبد الجبار الخولاني قال في إسناده: "عن عاصم الأحول، عن أبي مسلم الخولاني" وهو تصحيف كما قال الحافظ ابن عساكر. وقال الطبراني عقب
الحديث: لم يروه عن عامر الأحول إلا الوليد بن عباد، تفرد به إسماعيل بن عياش. وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه غير ابن عياش عن الوليد بن عباد.
قلنا: والوليد بن عباد هذا مجهول لا يعرف، وأبو صالح الخولاني لم يرو عنه غير عامر الأحول والوضين بن عطاء، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/392: لا بأس به.
وأخرجه ابن عساكر 1/116 وجادة من طريق الهيثم بن حميد، عن يزيد الحميري، عن أبي هريرة مرفوعاً. ويزيد -وهو ابن زياد- الحميري جَهَّله أبو حاتم 9/262 وغيره، وفي إسناده أيضاً من لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه أبن عساكر 1/ورقة 116 من طريق السَّرِي بن يحيى، عن الحسن ابن أبي الحسن البصري، عن أبي هريرة رفعه بزيادة منكرةً وقال عقبه: وهذا =(36/658)
° 22321 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ وَأَظُنُّ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ (1) مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ الْكِنَانِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " ظِلُّ فُسْطَاطٍ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ خِدْمَةُ خَادِمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ طَرُوقَةُ فَحْلٍ فِي سَبِيلِ اللهِ " (2)
آخِرُ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ
__________
= وهذا إسناد غريب، وألفاظ غريبة جداً. قلنا: الحسن البصري مدلس وقد عنعنه، وفي إسناده أيضاً من لم نعثر له على ترجمة.
(1) تحرف في (م) و (ق) و (ر) إلى: بن مطرح.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف جداً، مطرح بن يزيد الكناني وعبيد الله بن زحر ضعيفان، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- متروك. واختلف على القاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- في صحابي الحديث كما يأتي، وهذا اختلاف لا يضر.
فأخرجه الترمذي (1627) ، والطبراني في "الكبير" (7916) من طريق الوليد بن جميل، عن القاسم، بهذا الإسناد. وروايتهما دون قصة السائل.
وعند الترمذي: "ومنيحة خادم" بدل قوله: "أو خدمة خادم" وليس هذا الحرف في رواية الطبراني. وإسناده حسن.
وأخرجه الترمذي (1626) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (255) ، والحاكم 2/90-91 من طريق كثير بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عدي بن حاتم. وإسناده حسن أيضاً.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب سلف برقم (126) ولفظه: "من أظل =(36/659)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رأس غازٍ، أظلَّه الله يوم القيامة، ومن جهز غازياً حتى يستقلَّ، كان له مثل أجره ... ".
وعن جابر بن عبد الله ضمن حديث سلف برقم (14442) ولفظه: قال رجل: يا رسول الله، ما حق الإبل؟ قال: "حلبها على الماء، وإعارة دلوها، وإعارة فحلها، ومنيحتها، وحمل عليها في سبيل الله".
قوله: "ظل فسطاط" قال السندي: بأن يعطي خيمة في سبيل الله يستظل بها المجاهدون، أو يضرب خيمة ويجمع المجاهدين في ظلها.(36/660)
استدراك
سقط خلال الطبع من ج (34) الحديثان (20744) و (20745)
والتعليق عليهما، فيستدركان من هنا، وعذراً إلى القرَّاء الكرام: (*) .
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قد تم الاستدراك في موضعه من ج 34 في هذه النسخة الإلكترونية(36/661)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
سعيد اللحام - أحمد برهوم
الجزء السابع والثلاثون
مؤسسة الرسالة(37/1)
حَدِيثُ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ (1)
22322 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو هِنْدٍ الدَّارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ رَاءَى اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَمَّعَ " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو هند الداري هو من بني الدار، مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، وقيل: إنه أخو تميم الداري من أمه أو ابن عمه، قدم مع تميم وآخرين على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسألوه أن يقطعهم أرضاً بالشام، فكتب لهم بها، فأتوا بذلك الكتاب أبا بكر في خلافته، فكتب لهم إلى أبي عبيدة بإنفاذه، وكان الكتاب المذكور مشهوراً بيد ورثة تميم.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي صخر -وهو حميد بن زياد الخراط-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن سعد 7/422، والدارمي (2748) ، والبزار (2026 و3564 - كشف) ، والدولابي في "الكنى" 1/60، والطبراني في "الكبير" 22/ (803) ، وفي "الشاميين" (3449) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/187، والبيهقي في "الشعب" (6823) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/105-106، والطبراني في "الكبير" 22/ (804) من طريق عبد الله بن لهيعة، والطبراني في "الشاميين" (3450) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن أبي صخر حميد بن زياد الخرَّاط، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (805) من طريق زياد بن فائد عن أبيه فائد بن زياد، عن جده زياد بن أبي هند، عن أبي هند الداري. ولفظه: "من راءَى بالله لغير الله، فقد برئ من الله". وإسناده تالف. =(37/7)
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6509) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "وسمَّع" بالتشديد، أي: عامله بمثل معاملته وجازاه على سوء صنيعه. قاله السندي.(37/8)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
22323 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الشَّامُ وَإِنَّ بِهَا مَكَانًا يُقَالُ لَهُ الْغُوطَةُ، يَعْنِي دِمَشْقَ، مِنْ خَيْرِ مَنَازِلِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمَلَاحِمِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر -وهو ابن أبي مريم- وسلف الكلام عليه برقم (17470) .
وأخرجه ابن عساكر 1/ورقة 106 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن مصعب، بهذا الإسناد.(37/9)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّعْدِيِّ (1)
22324 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، حَدَّثَنِي ابْنُ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّعْدِيِّ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ (2) ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُ: احْفَظْ رِحَالَنَا. ثُمَّ تَدْخُلُ وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَقَضَى لَهُمْ حَاجَتَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا لَهُ (3) : ادْخُلْ فَدَخَلَ. فَقَالَ: " حَاجَتُكَ؟ " قَالَ: حَاجَتِي. تُحَدِّثُنِي: أَنْقَضَتِ الْهِجْرَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَاجَتُكَ خَيْرٌ مِنْ حَوَائِجِهِمْ لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْعَدُوُّ " (4)
__________
(1) اسم السَّعدي والد عبد الله: وَقْدان، وقيل: قدامة، وقيل: عمرو بن وقدان، وقيل له: السعدي، لأنه كان استُرضع في بني سعد بن بكر، وهو ابن عبد شمس بن عبد وُدّ بن نَصْر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لُؤي القرشي العامري.
سكن عبد الله بن السعدي المدينةَ أولاً، ثم نزل الأُردنَّ، قال ابن حبان: مات في خلافة عمر، قال ابن عساكر: لا أُراه محفوظاً، وقد قال الواقدي: إنه مات سنة سبع وخمسين. "الإصابة" 4/114.
(2) تحرف في (م) إلى: حنبل.
(3) في (ظ5) : قال له، وأُشير في هامشها إلى نسخة كما هو مثبت.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي رجاله رجال الصحيح. ابن محيريز: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/27، والطحاوي في "شرح =(37/10)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المشكل" (2633) ، والبيهقي 9/17-18 من طرق عن يحيى بن حمزة، بهذا الإسناد.
ورواه بسر بن عبيد الله، فاختلف عليه فيه:
فقد أخرجه ابن حبان (4866) من طريق عمرو بن عثمان، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن بُسْر بن عُبيد الله، عن عبد الله بن محيريز، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/28 عن الحميدي، والنسائي في "المجتبى" 7/146، وفي "الكبرى" (8707) عن عيسى بن مساور، والطحاوي (2632) من طريق دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم، عن ابن زَبْر، عن بُسْر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن السَّعدي. وهذا هو المحفوظُ في حديث الوليد بن مسلم.
وأخرجه البخاري 5/28 من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، والنسائي في "المجتبى" 7/147، وفي "الكبرى" (8708) من طريق مروان بن معاوية، والنسائي أيضاً (8709) ، والطحاوي (2631) من طريق عمرو بن أبي سلمة، ثلاثتهم عن ابن زَبْر، عن بُسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن حَسَّان بن عبد الله الضمري، عن عبد الله بن السعدي. ورجاله ثقات، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه البخاري 5/28، والنسائي (8710) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، عن الوليد بن سليمان، عن بسر بن عبيد الله، عن ابن محيريز، عن عبد الله بن السَّعدي، عن محمد بن حبيب المِصري -ويقال: النَّصْري- قال: أتينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نفرٍ ... فذكره. قال النسائي: محمد ابن حبيب هذا لا أعرفه.
وقال المزي في "تحفة الأشراف" 6/403: لم يذكر محمد بن حبيب غير الوليد بن سليمان بن أبي السائب، وهو وهم، قال أبو الحسن ابن جَوْصا: =(37/11)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سمعت محمد بن عوف يقول: لم يقل أحدٌ في هذا الحديث: "عن محمد بن حبيب" غير أبي المغيرة، ولم يصنع شيئاً، شُبِّه عليه. قال: وسمعت أبا زُرْعة ومحموداً -يعني ابن خالد- ينكران ذِكْر محمد بن حبيب في هذا الحديث، وقال محمود: لعله اسم رجلٍ سمع في كتاب أبي المغيرة فشُبِّه عليه، وقال أبو زرعة: الحديث صحيح مثبتٌ عن عبد الله بن السعدي، كذا رواه الثقات الأثبات، منهم مالك بن يخامر وأبو إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز وغيرهم، ومحمد بن حبيب زيادة لا أصل له. ثم رجح المزي نسبة الوهم إلى الوليد بن سليمان بن أبي السائب، والله أعلم.
قلنا: وقد سلف المرفوع منه برقم (1671) من طريق مالك بن يَخامِر عن ابن السَّعدي.
ويشهد له حديث جنادة بن أبي أمية، وقد سلف برقم (16597) وسيأتي برقم (23186) ، وهو حديث صحيح.(37/12)
حَدِيثُ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ
22325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَوَجْهُهُ إِلَى الْبَيْتِ قَالتْ: فَحَفِظَتْ مِنْهُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَجَهْلِي " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وقد سلف برقم (16555) عن حجاج بن محمد، عن شعبة.
أبو مسعود: هو سعيد بن إياس الجريري، وأبو السَّليل: هو ضُريب بن نُقير.(37/13)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
22326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ الْمَرْأَةِ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ فِي بَنِي سَلِمَةَ فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا فَأَكَلَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَرَّبْنَا إِلَيْهِ وَضُوءًا فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ: فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمُكَفِّرَاتِ الْخَطَايَا؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الواسطة بين الضحاك وعمرو ابن عبد الله، ثم هو منقطع، فإن عمرو بن عبد الله بن كعب لم يدرك أحداً من الصحابة. الضحاك بن عبد الله: هو الضحاك بن عثمان بن عبد الله الأَسدي الحِزامي، نُسِب هنا إلى جدِّه.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (7209) ، وهو في "الصحيح"، وانظر تتمة شواهده هناك.(37/14)
حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ
22327 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا شَهِدَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ وَالنَّاسُ يَرْمُونَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَقْتُلُوا، أَوْ لَا تُهْلِكُوا، أَنْفُسَكُمْ، وَارْمُوا الْجَمْرَةَ، أَوِ الْجَمَرَاتِ، بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " وَأَشَارَ شُعْبَةُ بِطَرَفِ إِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ (1)
__________
(1) حسن لغيره، وقد سلف بالأرقام (16087) و (16088) و (16089) .(37/15)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ جَارَةٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
22328 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَارَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ " قَالَ أَبُو عِيسَى: فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَمَعَهُمَا إِنْسَانٌ؟ قَالَ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قَالَ (1)
__________
(1) إسناده حسن، أبو عيسى الخراساني التميمي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن القاسم - وهو مولى أبي بكر الصديق روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/115 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
وروى البخاري (6368) من حديث عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر، وعذاب القبر".
وفي باب التعوُّذ من عذاب القبر في الصلاة وغيرها انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2168) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7237) ، وحديث عائشة الآتي برقم (24578) .(37/16)
حَدِيثُ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ
22329 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنِ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: " رَمَقْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاتِهِ، فَكَانَ يَمْكُثُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ قَدْرَ مَا يَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة السَّعدي ومن فوقه. خالد: هو ابن عبد الله الواسطي.
وأخرجه أبو داود (885) ، ومن طريقه البيهقي 2/86 عن مسدَّد، عن خالد بن عبد الله، عن الجريري، عن السَّعدي، عن أبيه أو عمِّه قال: رمقتُ ... فذكره.
وانظر (20059) .
قلنا: وقد ورد في غير ما حديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أذكار الركوع والسجود أنه كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثلاثاً. انظر التعليق على حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17414) .(37/17)
حَدِيثُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
22330 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كُنْتُ أَصُوغُ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْنَنِي أَنَّهُنَّ سَمِعْنَ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، فَمَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى " (2)
__________
(1) في (م) و (ق) : لسمعن.
(2) إسناده ضعيف جداً، أبو جعفر -وهو الرازي- سيىء الحفظ، ويحيى البَكَّاء -وهو ابن مسلم- ضعيف متروك الحديث، لكن متن الحديث صحيح عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7558) .
أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ، مشهور بكنيته.(37/18)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
22331 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو (1) ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ خَالَتِهِ قَالَتْ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَاصِبٌ إِصْبَعَهُ مِنْ لَدْغَةِ عَقْرَبٍ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ تَقُولُونَ لَا عَدُوَّ وَإِنَّكُمْ لَا تَزَالُونَ تُقَاتِلُونَ عَدُوًّا حَتَّى يَأْتِيَ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ عِرَاضُ الْوُجُوهِ، صِغَارُ الْعُيُونِ، صُهْبُ (2) الشِّعَافِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (3)
__________
(1) زاد بعده في (م) و (ر) و (ق) : "حدثنا خالد بن عمرو"، وكان كذلك في (ظ5) ثم أشير عليه بعلامة الحَذْف، وإسقاطه من السند هو الصواب كما في "غاية المقصد" للهيثمي ورقة 375، وأورده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/370 من طريق "المسند" فلم يذكره.
(2) تحرف في (م) : إلى: شهب.
(3) إسناده ضعيف، ابن حرملة -وهو خالد بن عبد الله بن حرملة- روى عنه محمد بن عمرو بن علقمة ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهما صدوقان وليسا بالثقتين، وروى له مسلم حديثاً واحداً متابعةً، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول، يعني عند المتابعة وإلا فليِّن الحديث، وهو هنا لم يتابع، لا سيما وقد ثبتت هذه الأوصاف المذكورة في الحديث في التُّرك وليس في يأجوج ومأجوج، وذلك في حديث أبي هريرة في "الصحيحين"، وقد سلف في مسنده برقم (10861) .
قلنا: وخالة ابن حرملة لا تُعرَف. =(37/19)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "صُهْب الشِّعاف" أي: صُهب الشُّعور، والصُّهبة: الشُّقرة، وشَعَفة كل شيء: أعلاه.
والحَدَب: ما ارتفع من الأرض، يَنسِلون: يسرعون في العَدْو.
و"المجانُّ المطرقة" سلف شرحه عند حديث أبي هريرة برقم (7263) .(37/20)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
22332 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ الْأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنِي حَشْرَجُ بْنُ زِيَادٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةِ خَيْبَرَ وَأَنَا سَادِسَةُ (1) سِتِّ نِسْوَةٍ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَعَهُ نِسَاءً، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ: " مَا أَخْرَجَكُنَّ وَبِأَمْرِ مَنْ خَرَجْتُنَّ؟ " فَقُلْنَا: خَرَجْنَا نُنَاوِلُ السِّهَامَ، وَنَسْقِي النَّاسَ السَّوِيقَ وَمَعَنَا مَا نُدَاوِي بِهِ الْجَرْحَى، وَنَغْزِلُ الشَّعْرَ، وَنُعِينُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَ: " قُمْنَ فَانْصَرِفْنَ " فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ أَخْرَجَ لَنَا سِهَامًا كَسِهَامِ الرِّجَالِ (2) قُلْتُ: يَا جَدَّةُ، مَا أَخْرَجَ لَكُنَّ؟ قَالَتْ: تَمْرًا (3)
__________
(1) في (م) : سادس، وهو خطأ.
(2) في (م) و (ر) و (ق) : الرجل.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حشرج بن زياد، وضعَّف هذا الإسناد الخَطَّابي في "معالم السنن" 2/307 وقال: لا تقوم الحُجَّة بمثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/525 و14/466، وأبو داود (2729) ، والبيهقي 6/332-333 من طريق زيد بن الحُباب، والنسائي في "الكبرى" (8879) من طريق علي بن الحكم المروزي، كلاهما عن رافع بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي 6/371 عن حسن بن موسى الأشيب، عن رافع بن سلمة. =(37/21)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال الخطَّابي: قد ذهب أكثر الفقهاء إلى أن النساء والعبيد والصبيان لا يُسهَم لهم، وإنما يُرضَخُ لهم (والرَّضْخُ: العطيَّة القليلة) ، إلا أن الأوزاعي قال: يُسهَم لهن، وأحسبه ذهب إلى هذا الحديث، وإسناده ضعيف لا تقومُ الحجَّة بمثله، وقد قيل أيضاً: إن المرأة إذا كانت تقاتِلُ أُسهم لها، وكذلك المراهِق
إذا قوي على القتال أُسهم له.
قلنا: قد صح في غير ما حديث أن النساء في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنَّ يجاهدن مع الرجال، فيسقين الماء، ويداوين الجرحى، ويحملن السلاح ليدافعن عن
أنفسهن، ويعطين من الغنيمة. انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2235) وصحيح مسلم بالأرقام (1809) و (1810) و (1811) و (1812) .(37/22)
حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
22333 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَكَانَ عَامِلًا عَلَى تَوَّجَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ نَامَ عَلَى إِجَّارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يَدْفَعُ قَدَمَيْهِ فَخَرَّ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ إِذَا ارْتَجَّ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة زهير بن عبد الله، ولاضطراب في إسناده، وقد سلف برقم (20749) .
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبان: هو ابن يزيد العطَّار.
تَوَّجُ: مدينة بفارس افْتُتِحَتْ في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سنة 18 أو 19هـ.(37/23)
حَدِيثُ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
22334 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ قَالَ: سُرَيْجٌ، عَنِ الْحُرِّ، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " قَالَ عَفَّانُ: أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَخَمِيسَيْنِ (1)
__________
(1) ضعيف لاضطرابه، فقد روي عن هُنيدة كما هو عند المصنف هنا، وروي عنه عن أمه عن أم سلمة، وستأتي قصة الصوم منه فقط 6/289 و310، وروي عنه عن حفصة بنت عمر، وسيأتي 6/287، وروي عنه عن أم المؤمنين دون واسطة ولم يسمِّها، وروي عن الحر بن الصيَّاح عن ابن عمر، وهذان الطريقان لم يُذكَر فيهما سوى قصة الصيام. ومن أجل هذا الاضطراب ضعَّفه الزَّيْلعي في "نصب الراية" 2/157.
سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري.
وأخرجه أبو داود (2437) ، والنسائي 4/205 و220 و221، والبيهقي 4/284-285 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد، ولفظ النسائي: تسعة من ذي الحجة.
وسيأتي عند المصنف 6/288 و423 عن عفان وحده، عن أبي عوانة.
وأخرج قصة الصيام منه النسائي 4/220 من طريق زهير بن معاوية، عن الحر بن الصياح، عن هنيدة قال: دخلت على أم المؤمنين....
وسلفت قصة الصيام عند المصنف برقم (5643) من طريق شريك =(37/24)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= النخعي، عن الحر بن الصياح، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وشريك سيىء
الحفظ.
وقد روى مسلم (1176) من حديث عائشة قالت: ما رأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صائماً في العَشْر قطُّ! وهذا يخالف ما في حديث هنيدة بن خالد.
وما روي عند ابن ماجه (1728) ، والترمذي (758) من حديث أبي هريرة قال: " ... وإن صيام يومٍ فيها ليعدل صيام سنةٍ ... "، فضعيف لضعف مسعود بن واصل وشيخه النهاس بن قَهْم.
لكن جاء في فضل عشر ذي الحِجَّة من حديث غير واحد من الصحابة مرفوعاً: "ما من أيام العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام"، انظر حديث ابن عباس السالف برقم (1968) ، وحديث ابن عمر السالف برقم (5446) . والعمل الصالح يشمل الصيام والصلاة وذِكْر الله وقراءة القرآن
وغيرها من أعمال البِرِّ والطاعات.
وأما صيام الأيام الثلاثة وتعيينها في بعض الروايات بأنها أول اثنين من الشهر وخميسين، فقد صحَّ عن غير واحد من الصحابة مرفوعاً الترغيب بصيام ثلاثة أيام من كل شهر دون تقييد، انظر الإحالة إليها عند حديث ابن عمر السالف برقم (5643) ، بل قد وقع تعيين هذه الأيام في حديث أبي ذر السالف برقم (21350) بأنها أيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وإسناده حسن.
أما في صيام يوم عاشوراء، فانظر حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14663) .(37/25)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ
22335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَوَقَفَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ أَعْطَانِي اللَّيْلَةَ الْكَنْزَيْنِ: كَنْزَ فَارِسَ وَالرُّومِ، وَأَمَدَّنِي بِالْمُلُوكِ مُلُوكِ حِمْيَرَ الْأَحْمَرَيْنِ، وَلَا مَلِكَ إِلَّا الِلَّهِ (1) يَأْتُونَ يَأْخُذُونَ مِنْ مَالِ اللهِ، وَيُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَهَا ثَلَاثًا (2)
__________
(1) في (م) و (ق) : ولا مُلك إلا لله. وهي كذلك في "المصنَّف".
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي همام الشعباني، جهَّله الحسيني، وقال الهيثمي في "المجمع" 10/56: لم أعرفه.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19878) .(37/26)
حَدِيثُ رَجُلٍ
22336 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَ جَرِيدَةً فَضَرَبَ بِهَا كَفِّي وَقَالَ: " اطْرَحْهُ ". قَالَ: فَخَرَجْتُ فَطَرَحْتُهُ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الْخَاتَمُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: طَرَحْتُهُ. قَالَ: " إِنَّمَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَسْتَمْتِعَ بِهِ وَلَا تَطْرَحَهُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وسلف مختصراً برقم (18290) بإسناد صحيح، ولفظه: رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليَّ خاتماً من ذهب، فأمرني أن أطرحه، فطرحته إلى يومي هذا.(37/27)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ
22337 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، فَدَخَلَ شَابَّانِ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَدَعَاهُمَا فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّيْتُمَاهَا وَقَدْ كَانَ أَبُوكُمَا يَنْهَى عَنْهَا؟ قَالَا: حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّاهُمَا عِنْدَهَا " فَسَكَتَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمَا شَيْئًا (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم.
وحديث عائشة قد صحَّ عنها من طرق، وسيأتي بالأرقام (24230) و (24823) و (25262) وغيرها، وبعض هذه الطرق في "الصحيحين".
وانظر في مسند ابن عمر عند الحديث رقم (4612) الجمعَ بين ما جاء عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصلاة بعد العصر ركعتين وبين ما جاء عنه من نهيه عن الصلاة بعدها.(37/28)
حَدِيثُ رَجُلٍ
22338 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَ لِجَدِّهِ صُحْبَةٌ، أَنَّهُ خَرَجَ زَائِرًا لِرَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَبَلَغَهُ شَكَاتُهُ قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَتَيْتُكَ زَائِرًا عَائِدًا وَمُبَشِّرًا. قَالَ: كَيْفَ جَمَعْتَ هَذَا كُلَّهُ؟ قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ زِيَارَتَكَ فَبَلَغَتْنِي شَكَاتُكَ، فَكَانَتْ عِيَادَةً وَأُبَشِّرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلَاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْهُ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن خالد ومن فوقه.
أبو المليح: هو الحسن بن عمر بن يحيى.
وأخرجه ابن سعد 7/477، وأبو داود (3090) ، وأبو يعلى (923) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/27، والطبراني في "الكبير" 22/ (801) و (802) ، وفي "الأوسط" (1089) ، والبيهقي 3/374 من طرق عن أبي المليح الرقي، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند أبي يعلى (6095) ، وابن حبان (2908) ، والحاكم 1/344، وسنده حسن.(37/29)
حَدِيثُ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ (1)
22339 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي. قَالَ: فَقَالَ: " لَيْسَ عِنْدِي ". قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ " (2)
__________
(1) ويقال له: البَدْري، وقد اختُلف في شهوده بدراً، والذين قالوا: لم يشهدها، ذكروا أنه إنما نُسِب البدريَّ إلى ماءٍ ببدرٍ كان نزله، فشُهِر بذلك.
وكان ممن شهد بيعةَ العقبةِ، وكان شابّاً من أقران جابرٍ في السنِّ، روى أحاديث كثيرة، وهو معدود في علماء الصحابة، ونزل الكوفة، واستعمله عليٌّ عليها لما حارب معاوية بن أبي سفيان، وتوفي أيام قُتِلَ عليٌّ سنة أربعين. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/493-496.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وأخرجه مسلم (1893) ، وابن حبان (1668) ، والطبراني 17/ (626) ، والبيهقي 9/28 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف في الجزء الثامن والعشرين برقم (17084) و (17086) من طرق أخرى عن الأعمش. وسيأتي من طريقه أيضاً برقم (22360م) .
قوله: "إني أُبدِعَ بي" يريد: قُطِع بي عن الركوب، لأن رواحلي كلَّت وعَرَجَت.(37/30)
22340 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً (1) فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا. وَلَا تَؤُمَّنَّ رَجُلًا فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا تَجْلِسْ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ " (2)
22341 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ " (3)
22342 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ،
__________
(1) قوله: "فإن كانوا في السنة سواء" سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (17097) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع أبا عبد الله الجَدَلي.
إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة، ويزيد: هو ابن هارون، والدَّستُوائي: هو هشام بن أبي عبد الله، وحمَّاد: هو ابن أبي سليمان.
وقد سلف برقم (17071) عن محمد بن عبد الله بن المثنَّى عن هشام الدستوائي.(37/31)
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَرْبَعُ خِلَالٍ: أَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُشَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ، وَإِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ، وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَشْهَدَهُ " (1)
22343 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقَالَ: " الْإِيمَانُ هَاهُنَا الْإِيمَانُ هَاهُنَا، وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حكيم بن أفلح -وهو حجازي، فقد خرَّج له البخاري في "الأدب المفرد" وابن ماجه، ولم يرو عنه غير جعفر بن عبد الله والد عبد الحميد، وذكره ابن حبان في "الثقات" وذكر الحافظ ابن حجر في "التهذيب" أن ابن منده روى في "الصحابة" حديثاً من طريق محمد بن عجلان عن حَكيم البصري، عن أبي مسعود، قال: فيحتمل أن يكون هو هذا. قلنا: فإن كان هو كما قال الحافظ، فالإسناد محتمل للتحسين وأخرجه المزي في ترجمة حكيم من "التهذيب" 7/161-162 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (923) ، وابن ماجه (1434) ، وابن حبان (240) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (734) ، والحاكم 4/264 من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، فوهم.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظرهم عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8271) ، وبعضها في "الصحيح".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. =(37/32)
22344 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ لَمُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ " (1)
22345 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (2) مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " (3)
__________
= وأخرجه البخاري (3302) و (5303) ، والطبراني 17/ (566) ، وابن منده في "الإيمان" (425) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (163) من طريق يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (17066) عن يزيد بن هارون ومحمد بن عبيد عن إسماعيل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6110) ، والنسائي في "الكبرى" (5891) ، وابن الجارود في "المنتقى" (326) ، وابن خزيمة (1605) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (561) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (17065) عن يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد.
(2) لفظة "إن" ليست في (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ورِبْعي: هو ابن =(37/33)
• 22345 م - قَالَ ابْنُ مَالِكٍ (1) : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " (2)
22346 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ فَيَنْطَلِقُ أَحَدُنَا فَيُحَامِلُ فَيَجِيءُ بِالْمُدِّ، وَإِنَّ لِبَعْضِهِمُ الْيَوْمَ مِائَةَ أَلْفٍ " قَالَ شَقِيقٌ: فَرَأَيْتُ أَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ (3)
__________
= حِراش.
وقد سلف برقم (17098) و (17107) من طريقين آخرين عن سفيان.
(1) ابن مالك هذا: هو أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، المتوفى سنة (368هـ) ، وهو الذي روى "المسند" عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، وهذا الإسناد من زياداته النادرة على "المسند"، وقد وقع له في بعض نسخ "المسند" زيادات أخرى ذكرناها في مسند ابن عباس عند الحديث رقم (2989) .
(2) إسناده صحيح. القعنبي: هو عبد الله بن مَسْلمة.
وأخرجه الطبراني 17/ (651) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1156) من طريق أبي خليفة الفضل بن الحُباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4797) ، والطبراني 17/ (651) ، والقضاعي (1156) من طرق عن القعنبي، به.
وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، =(37/34)
22347 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةٌ " (1)
__________
= وزائدة: هو ابن قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه البخاري (4669) ، وابن ماجه (4155) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (533) و (534) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1416) و (2273) من طريق يحيى بن سعيد بن أبان الأموي، عن الأعمش، به.
وأخرجه النسائي 5/59، والطبراني 17/ (540) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، به.
وأخرج الطيالسي (609) ، والبخاري (1415) و (4668) ، ومسلم (1018) ، والنسائي في "المجتبى" 5/59-60، وفي "الكبرى" (11223) ، وابن خزيمة (2453) ، والطبري في "تفسيره" 10/196، وابن حبان (3338) و (3376) ، والطبراني 17/ (535) ، والبيهقي 4/177 من طريق شعبة، عن
الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي مسعود، قال: لما نزلت آية الصدقة كنَّا نُحامِل، فجاء رجلٌ فتصدَّق بشيء كثير، فقالوا: مُراءٍ، وجاء رجل فتصدَّق بصاعٍ، فقالوا: إن الله لغنيٌّ عن صاع هذا، فنزلت: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ) الآية [التوبة: 79] .
قوله: "فيحامل"، أي: يحمل على ظهره بالأُجرة، يريد: يتكلَّف أحدُنا الحملَ بالأجرة ليكتسب ما يتصدَّق به.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو الخَطْمي، صحابيٌّ، وهو جدُّ عدي بن ثابت لأمه.
وأخرجه أبو عوانة في "الزكاة" كما في "إتحاف المهرة" 11/264 من =(37/35)
22348 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ فِيكُمْ مُنَافِقِينَ فَمَنْ سَمَّيْتُ فَلْيَقُمْ ". ثُمَّ قَالَ: " قُمْ يَا فُلَانُ. قُمْ يَا فُلَانُ. قُمْ يَا فُلَانُ ". حَتَّى سَمَّى سِتَّةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ فِيكُمْ، أَوْ مِنْكُمْ، فَاتَّقُوا اللهَ " قَالَ: فَمَرَّ عُمَرُ عَلَى رَجُلٍ مِمَّنْ سَمَّى مُقَنَّعٍ قَدْ كَانَ يَعْرِفُهُ قَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: فَحَدَّثَهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بُعْدًا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ. (1)
22349 - حَدَّثَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ عِيَاضَ بْنَ (2) عِيَاضٍ،
__________
= طريق وكيع -وقرن معه آخرين-، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (17082) و (17110) من طرق عن شعبة.
ونزيد على مصادر تخريجه التي هناك: ابن حبان في "صحيحه" (4238) و (4239) من طريق شعبة.
(1) إسناده ضعيف لجهالة عياض الراوي عن أبي مسعود، ومتنه منكر.
سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/286 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/22-23 من طريق موسى بن مسعود، عن سلمة، به. وقال البخاري: وقال قبيصة: عياض بن عياض عن ابن مسعود.
(2) تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: ابن أبي عياض، بزيادة لفظة "أبي"، وصوبناه من "أطراف المسند" 7/82، وهو كذلك في مصادر ترجمته.(37/36)
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
22350 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ غُلَامًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ " قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، فَإِنِّي أَعْتَقْتُهُ (2) لِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (3)
22351 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ،
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/23، والطبراني في "الكبير" 17/ (687) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/286 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. زاد البيهقي: "إن فيكم -أو منكم- منافقين، فسلوا الله العافية".
وانظر ما قبله.
(2) في (م) : أعتقه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.
وأخرجه مسلم (1659) (36) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1659) (36) ، وأبو عوانة (6061) ، والطبراني 17/ (684) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد" (171) ، وأبو داود (5159) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.
وسلف برقم (17087) عن عبد الرزاق، وسيأتي برقم (22354) عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن الأعمش.(37/37)
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: " مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكَ، وَلَكِنْ ائْتِ فُلَانًا ". فَأَتَى الرَّجُلَ فَأَعْطَاهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ " أَوْ عَامِلِهِ (1)
22352 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ هُوَ الَّذِي كَانَ أُرِيَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَرَنَا اللهُ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قَالَ: قُولُوا: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وأخرجه مسلم (1893) ، وابن حبان (289) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (611) ، ومن طريقه الترمذي (2671) عن شعبة، به.
وانظر (22339) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. =(37/38)
22353 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ بِهَذَا أُمِرْتُ؟ " فَقَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا عُرْوَةُ أَوَ أَنَّ جِبْرِيلَ هُوَ الَّذِي أَقَامَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقْتَ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: عُرْوَةُ كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ (1)
__________
= وهو عند مالك في "الموطأ" 1/165-166، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (102) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (3108) ، والدارمي (1343) ، ومسلم (405) ، وأبو داود (980) ، والترمذي (3220) ، والنسائي في "المجتبى" 3/45، وفي "السنن الكبرى" (1208) و (9876) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2229) ، وابن حبان (1958) ، والطبراني في
"الكبير" 17/ (697) و (725) ، والبيهقي في "السنن" 2/146. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسلف من طريق مالك مختصراً برقم (17067) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/3-4، وفيه ذكر صلاة جبريل بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسَ مراتٍ.
ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (1185) ، والبخاري (521) ، ومسلم (610) (167) ، وأبو عوانة (997) ، وابن حبان (1450) ، والطبراني =(37/39)
22354 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا لِي إِذْ رَجُلٌ يُنَادِي مِنْ خَلْفِي: " اعْلَمْ أَبَا (1) مَسْعُودٍ. اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ ". فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " وَاللهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا ". قَالَ: فَحَلَفْتُ لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا لِي أَبَدًا (2)
22355 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقُرَيْشٍ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَزَالُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلَاتُهُ حَتَّى تُحْدِثُوا أَعْمَالًا، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَالْتَحَوْكُمْ كَمَا
__________
= 17/ (713) ، والبيهقي 1/363 و441.
وسلف برقم (17089) ، وفيه طرق أخرى عن الزهري.
قوله: "بهذا أُمِرت" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/5: بفتح المثنَّاة على المشهور، والمعنى: هذا الذي أُمرتَ به أن تُصلِّيَه كلَّ يوم وليلة، وروي بالضمِّ، أي: هذا الذي أُمرتُ بتبليغه لك.
(1) في (م) في الموضعين: يا أبا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (17087) عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري.
(3) تحرف في (م) إلى: عبد الله.(37/40)
يُلْتَحَى (1) الْقَضِيبُ " (2)
22356 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: " فَالْتَحَوْكُمْ ". وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ، وَقَالَ: " فَالْتَحَوْكُمْ ". قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " كَمَا يُلْتَحَى
__________
(1) هكذا في (م) و (ق) و"غاية المقصد" ورقة 186 و"جامع المسانيد"، وعندها فلا يوجد وجه مغايرة بين هذه الرواية والتي تليها، وفي (ظ5) و (ر) لم يرد قوله: "كما يُلتحى القضيب"، وقوله: "فالتحوكم" أيضاً لم يرد في (ر) ، ووقع في نسخة السندي: "فلَحتُوكم كما يُلحَتُ"، وهو الصواب، والله أعلم،
فقال: "فلحتوكم" من اللَّحْت: وهو القَشر، يقال: لَحَتَ العصا، أي: قَشَرها، ويقال: لَحَتَه، إذا أخذ ما عنده ولم يدع له شيئاً. وقوله: "فالتَحَوْكم" من التحيتُ الشجرة: إذا أخذتُ قشرها. قلنا: فكِلا الروايتين بمعنى.
قال الخطابي في "غريب الحديث" 1/120-121: وقوله: لحتوكم، من اللحتِ، يقال: لَحَتَ فلان عصاه لحتاً إذا قشرها، ولحته بالعَذْل لحتاً مثله ... ، وفي بعض الروايات من هذا الحديث: فالتحوكم كما يُلتحى القضيب، والمعنى واحد.
(2) إسناده ضعيف لجهالة القاسم بن الحارث: وهو القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، فلم يرو عنه غيرُ حبيب بن أبي ثابت.
وأخرجه الحاكم 4/502-503 من طريق الحسين بن حفص، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "المشيخة" (189) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1118) ، والطبراني 17/ (721) و (722) ، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (194) من طرق عن حبيب بن أبي ثابت، به - واقتصر حمزة الزيات عند الطبراني (721) على قوله: "لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته".
وانظر ما بعده، وقد سلف برقم (17069) من طريق شعبة عن حبيب بن أبي ثابت.(37/41)
الْقَضِيبُ " (1)
22357 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا تَصَدَّقَ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَأْتِيَنَّ، أَوْ لَتَأْتِيَنَّ، بِسَبْعِ مِائَةِ نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ " (2)
22358 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ فَذَكَرَهُ وَلَمْ يَشُكَّ قَالَ: " لَتَأْتِيَنّ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وأبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وهما شيخا المصنف، يرويانه عن سفيان الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/170 و15/232، وابن أبي عاصم في "السنة" (1119) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (720) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وسيأتي بلفظه عن أبي نعيم برقم (22361) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وقوله: "ليأتين أو لتأتين ... " معناه: أنه له بهذه الناقة المخطومة يوم القيامة سبع مئة ناقة مخطومة.
وانظر ما بعده.
وفي تعظيم النفقة في سبيل الله إلى سبع مئة ضعف عن أبي عبيدة، سلف برقم (1690) .
وعن خريم بن فاتك، سلف برقم (19035) .
(3) إسناده صحيح على شرطهما. وهو مكرر (17094) .(37/42)
22359 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْبَرَّادُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الصَّلَاةِ فَقَالَ: " أَلَا أُصَلِّي بِكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي؟ " قَالَ: " فَقَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَجَافَى بَيْنَ إِبْطَيْهِ. قَالَ: ثُمَّ قَامَ حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ سَجَدَ فَوَضَعَ كَفَّيْهِ وَجَافَى بَيْنَ إِبِطَيْهِ. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ (1) حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ هَكَذَا (2)
22360 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَفَعَهُ، وَقَالَ شَاذَانُ مَرَّةً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ " (3)
__________
(1) في (م) و (ر) و (ق) مكان قوله "ثم رفع رأسه": "قال: ثم قام".
(2) إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وقد سلف برقم (17076) و (17081) من طريق عطاء بن السائب، به.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي.
وأخرجه عبد بن حميد (235) ، والدارمي (2449) ، وابن ماجه (3746) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4290) ، وابن حبان (1991 - موارد الظمآن) -وسقط من "الإحسان"-، والطبراني 17/ (638) ، والبيهقي 10/112 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد. وقرن الطبرانيُّ بأسود بن عامرٍ طَلْق بن غنام. =(37/43)
22360 م - وَذَكَرَ شَاذَانُ أَيْضًا حَدِيثَ: " الدَّالِّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ " (1)
22361 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقُرَيْشٍ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَزَالُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلَاتُهُ مَا لَمْ تُحْدِثُوا، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَالْتَحَوْكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ " (3)
__________
= وأخرجه الطبراني أيضاً 17/ (637) من طريق عبد الحميد بن بحر الكوفي، وأبو الشيخ في "الأمثال" (34) من طريق عثمان بن زُفَر، كلاهما عن شريك، به.
وله شواهد يصح بها: عن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (256) ، وأبي داود (5128) ، وابن ماجه (3745) ، والترمذي (2369) و (2822) . وقال الترمذي: حسن.
وآخر عن أم سلمة عند الترمذي (2823) ، وسنده حسن في الشواهد.
وثالث عن النعمان بن بشير عند الطحاوي في "شرح المشكل" (4295) .
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر "الأمثال" لأبي الشيخ ص 18-22.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (629) و (631) من طريق عبد الحميد ابن بحر الكوفي، عن شريك، بهذا الإسناد.
وانظر (22339) .
(2) تحرف في (م) إلى حبيب بن أبي سالم.
(3) إسناده ضعيف لجهالة القاسم بن الحارث. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.
وقد سلف عن أبي نعيم برقم (22356) .(37/44)
وَمِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ (1)
22362 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُرِّيَّ (2) يَقُولُ: قَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُبْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَةِ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَنْ أَشْرَكَ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: " إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ " ثَلَاثَ مَرَّاتِ (3)
__________
(1) قال السندي: ثوبان مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صحابي مشهور، اشتراه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أعتَقه، فخدمه إلى أن توفي رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم تحوَّلَ إلى الرملة،
ثم حمص، وماتَ بها سنةَ أربعٍ وخمسين، وجاء أنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَنْ يَتكَفَّلُ لي أن لا يسألَ الناسَ، وأتكفَّلَ له بالجنة" فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسألُ أحداً شيئاً، وسيأتي برقم (22366) .
(2) في نسخة في (ظ5) : المزني.
(3) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ، وأبو عبد الرحمن الجبلاني منسوب إلى جبلانَ: بطن من حِمير، روى عنه اثنان ولم يؤثر توثيقه عن أحد، فهو في عداد المجهولين. أبو قبيل: هو حيي بن هانئ المعافري. =(37/45)
22363 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الشَّامِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمَنْبِهِيِّ (1) ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِإِنْسَانٍ مِنْ أَهْلِهِ فَاطِمَةُ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيْهِ إِذَا قَدِمَ فَاطِمَةُ قَالَ: فَقَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ لَهُ فَأَتَاهَا، فَإِذَا هُوَ بَمِسْحٍ عَلَى بَابِهَا، وَرَأَى عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ قَلْبَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا. فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ فَاطِمَةُ ظَنَّتْ أَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا مِنْ أَجْلِ مَا رَأَى، فَهَتَكَتْ السِّتْرَ، وَنَزَعَتِ الْقَلْبَيْنِ مِنَ الصَّبِيَّيْنِ فَقَطَعَتْهُمَا، فَبَكَى الصَّبِيَّانِ فَقَسَمَتْهُ بَيْنَهُمَا، فَانْطَلَقَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا يَبْكِيَانِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمَا فَقَالَ: " يَا ثَوْبَانُ، اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى بَنِي فُلَانٍ أَهْلُ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ، وَاشْتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلَادَةً مِنْ عَصَبٍ وَسِوَارَيْنِ مِنْ عَاجٍ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَلَا أُحِبُّ أَنْ يَأْكُلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا " (2)
__________
= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 24/16، والبيهقي في "الشعب" (7137) من طريق حجاج وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (176) من طريق سعيد بن أبي مريم، وبرقم (1911) من طريق يونس بن تميم المرادي، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وقد وقع في جميع أسانيد هذه الكتب أخطاء وتحريفات! تصوَّب من هنا.
(1) تحرف في (م) إلى: الميهني.
(2) إسناده ضعيف، حميد الشامي وسليمان المنبهي مجهولان. عبد الصمد: =(37/46)
22364 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو الْيَمَانِ وَهَذَا حَدِيثُ إِسْحَاقَ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الْأُمْلُوكِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ: " إِنَّا مُدْلِجُونَ فَلَا يُدْلِجَنَّ مُصْعِبٌ وَلَا مُضْعِفٌ ". فَأَدْلَجَ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَعْبَةٍ فَسَقَطَ، فَانْدَقَّتْ فَخِذُهُ فَمَاتَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي فِي النَّاسِ: " إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَحِلُّ لِعَاصٍ، إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَحِلُّ لِعَاصٍ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1)
__________
= هو ابن عبد الوارث بن سعيد.
وأخرجه أبو داود (4213) ، والطبراني (1453) ، وابن عدي في "الكامل" 2/686، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/26، وفي "الشعب" (5659) ، والمزي في ترجمة حميد الشامي من "التهذيب" 7/413-414، وفي ترجمة سليمان المنبهي 12/111-112 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال ابن عدي عقبه: حميد الشامي هذا إنما أنكر عليه هذا الحديث، ولم أعلم له غيره.
قوله: "بمسح" قال السندي: بكسر الميم: البلاس، وهو كساء معروف.
"قلبين" بضم القاف، أي: سوارين.
"فقسمته" أي: كل واحد من القلبين، وكذا قوله: "فأخذه".
"العصب" قال صاحب النهاية نقلاً عن أبي موسى المديني: بفتح الصاد، وهي أطناب مفاصل الحيوانات وهو شيء مدور.
(1) إسناده ضعيف، ومتنه منكر، راشد بن داود، قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: ضعيف لا يعتبر به، قلنا: والضعف في حديثه هذا بيِّنٌ، وتساهل ابن معين ودحيم فقال الأول: لا بأس به، ووثقه الثاني، وكذا ابن =(37/47)
22365 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ. تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (1)
__________
= حبان في "ثقاته". أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1085) من طريق هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1436) ، وفي "الشاميين" (1085) ، والحاكم 2/145، والبيهقي في "الدلائل" 6/282 من طريق الهيثم بن حميد، عن راشد بن داود، به.
قوله: "إنا مدلجون" قال السندي: يقال: أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل، وبالتشديد، أي: من باب الافتعال، إذا سار آخرَه، ومنهم من جعل الإدلاج بالتخفيف للَّيل كُلِّه.
"مصعب" فاعل من أصعب إذا كان صاحب بعير ضعيف.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وشداد: هو ابن عبد الله القرشي، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد.
وأخرجه الدارمي (1355) عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (591) ، وابن ماجه (928) ، والنسائي في "المجتبى" 3/68-69، وفي "عمل اليوم والليلة" (139) ، وابن حبان (2003) ، والبيهقي 2/183 من طريق الوليد بن مسلم، وأبو داود (1513) من طريق عيسى =(37/48)
22366 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يَتَكَفَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ". 10 قَالَ ثَوْبَانُ: أَنَا. قَالَ: " لَا تَسْأَلِ النَّاسَ " يَعْنِي
__________
= ابن يونس، وابن خزيمة (737) ، وأبو عوانة (2064) من طريق بشر بن بكر، وأخرجه ابن ماجه (928) من طريق عبد الحميد بن حبيب، وابن خزيمة بإثر الحديث (737) من طريق عمرو بن أبي سلمة، و (838) من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، وابن حبان (2003) من طريق عمر بن عبد الواحد، والبيهقي 2/183 من طريق الوليد بن مزيد، ثمانيتهم عن الأوزاعي، به. لكن رواية الوليد بن مسلم لفظها: كان إذا انصرف من صلاته، ورواية عمرو بن هاشم البيروتي: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أراد أن يسلم من الصلاة استغفر ثلاثاً، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يسلم.
قال ابن خزيمة عقبه: إن كان عمرو بن هاشم أو محمد بن ميمون (وهو الراوي عن عمرو بن هاشم) لم يغلط في هذه اللفظة -أعني قوله: قبل السلام- فإن هذا الباب يرد إلى الدعاء قبل السلام. قلنا: عمرو بن هاشم، قال ابن وارة: ليس بذاك كان صغيراً حين كتب عن الأوزاعي. وأما محمد بن ميمون، فضعيف، قال أبو حاتم: كان أميَّاً مغفلاً، وقال النسائي مرة: صالح، وأخرى: ليس بالقوي. قلنا: ويكفي في خطئهما مخالفة الجمع الغفير لهما.
وسيأتي برقم (22408) من طريق ابن المبارك عن الأوزاعي كلفظ حديث أبي المغيرة عن الأوزاعي.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي برقم (24338) . وفيه أن ذلك بعد السلام.
وعن ابن مسعود عند النسائي في "اليوم والليلة" (98) ، وابن خزيمة (736) . وهذا بعد السلام كذلك.
قوله: "إذا أراد أن ينصرف من صلاته" قال السندي: أي انصرف واستغفر بعد الانصراف ففيه اختصار، والله أعلم.(37/49)
شَيْئًا. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَانَ لَا يَسْأَلُ (1)
22367 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ اللَّخْمِيِّ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ فَحُمِلَ إِلَيْهِ عَلَى الْبَرِيدِ لِيَسْأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، فَقُدِمَ بِهِ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ ثَوْبَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَكَاوِيبُهُ عَدَدُ النُّجُومِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا. أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هُمُ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدُّنْسُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو العالية: هو رفيع ابن مهران الرياحي.
وأخرجه الطبراني (1434) من طريق الهيثم بن جميل، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20009) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (3521) عن معمر، عن عاصم بن سليمان، به.
وسيأتي من طريق أبي العالية برقم (22374) ، ومن طريق عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بالأرقام (22385) و (22405) و (22423) و (22424) ، كلاهما عن ثوبان.
وفي الباب عن أبي ذر، سلف برقم (21509) ، وعن عوف بن مالك، وسيأتي برقم (23993) .
قال السندي: قوله: "من يتكفل": هذا سوقٌ على وجه الاستفهام.(37/50)
ثِيَابًا الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ، وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السُّدَدِ " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ نَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ، وَفُتِحَتْ لِي السُّدَدُ إِلَّا أَنْ يَرْحَمَنِي اللهُ وَاللهِ لَا جَرَمَ أَنْ لَا أَدْهُنَ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ، وَلَا أَغْسِلَ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ (1)
__________
(1) صحيح دون قوله: "أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين" إلى آخر الحديث. وهذا إسناد ضعيف، العباس بن سالم اللخمي لم يسمع الحديث من أبي سلام الحبشي، بيَّنَ ذلك رواية ابن ماجه الآتية، وفيها قوله: نبئت عن أبي سلام. لكنه قد توبع، ثم أبو سلام الحبشي -وهو ممطور الأسود- لم يسمع من ثوبان فيما قاله ابن معين. وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبو حاتم، والأسانيد التي وقع فيها التصريح بسماعه من ثوبان إما منقطعة وإما ضعيفة.
وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (63) عن إسحاق بن إبراهيم، والبيهقي في "البعث والنشور" (135) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (995) ، وابن ماجه (4303) ، والترمذي (2444) ، والباغندي (65) ، والطبراني في "الأوسط" (398) ، وفي "الشاميين" (1411) ، وفي "الأوائل" (39) ، والحاكم 4/184، وتمام في "فوائده" (1760) ، والبيهقي في "الشعب" (10485) ، وفي "البعث" (135) من طرق عن محمد ابن مهاجر، به. وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه. وفي بعضها التصريح بسماع أبي سلام من ثوبان لكنها منقطعة كما بينا.
وأخرجه الباغندي (65) من طريق عثمان بن سعيد، عن العباس بن سالم، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (706) و (707) و (747) و (749) ، وفي "الآحاد والمثاني" (459) و (460) ، وفي "الأوائل" (186) ، والدولابي في "الكنى" 2/77، والباغندي (64) ، والطبراني في "الكبير" (1437) ، وفي "الشاميين" (904) و (1206) و (1625) ، والآجري في "الشريعة" ص353، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1385) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" =(37/51)
22368 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَتَلَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا، أَوْ أَحْرَقَ نَخْلًا، أَوْ قَطَعَ شَجَرَةً مُثْمِرَةً، أَوْ ذَبَحَ شَاةً لِإِهَابِهَا لَمْ يَرْجِعْ كَفَافًا " (1)
__________
= 8/ورقة 10-11 و11 من طرق عن أبي سلام الحبشي، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (710) ، والطبراني في "الكبير" (1443) ، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1386) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن بعض من حدثه، عن ثوبان، مرفوعاً. وليس في رواية الطبراني: عن بعض من حدثه، وليس فيه قصة عمر ابن عبد العزيز، ورواية ابن أبي عاصم لم يسق لفظها.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1410) من طريق خْالد بن معدان، عن ثوبان. مختصراً بلفظ: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حوضي ما بين عدن إلى عمان".
وروي من طريق عبد الله بن العلاء بن زبر، عن أبي سلام الأسود، عن أبي أمامة رفعه. فجعله من حديث أبي أمامة، وهذا خطأ نبهنا عليه عند الحديث (22156) من مسند أبي أمامة فانظره لزاماً.
وسيأتي بنحوه مختصراً من طريق معدان بن أبي طلحة عن ثوبان بالأرقام (22409) و (22426) و (22430) و (22447) و (22448) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (6162) ، وإسناده ضعيف. وذكرنا حديث ثوبان هذا شاهداً له، وقد أطلق تصحيحه هناك، وهو ذهول.
وعن أبي ذر، سلف برقم (21327) ، وانظر تتمة الشواهد عنده.
قال السندي: قوله: "على البريد"، أي: على هيئة البريد، أو مع البريد.
"أكاويبه" جمع أكواب، وهو كوز لا عروة له.
"أبواب السدد" بضم ففتح هي الأبواب، والإضافة بيانية.
(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ، وشيخه لم =(37/52)
22369 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، وَأَبَانُ قَالَا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: الْكِبْرِ، وَالدَّيْنِ، وَالْغُلُولِ " (1)
22370 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قِيلَ لِثَوْبَانَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: تَكْذِبُونَ عَلَيَّ
__________
= يُسمِّه، فهو مجهول.
قال السندي: قوله: "من قتل صغيراً أو كبيراً"، أي: من المسلمين.
"لم يرجع كفافاً" الكفاف بالفتح: ما كان على قدر الحاجة، والمراد أنه لم يرجع مثل ما كان، أي: هذه الذنوب تبقى آثارها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وأبان: هو ابن يزيد العطار، وسالم: هو ابن أبي الجعد، ومعدان: هو ابن أبي طلحة اليعمري.
وسيتكرر برقم (22434) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7747) من طريق روح بن القاسم، والحاكم 2/26، والبيهقي في "السنن" 9/101، وفي "الشعب" (5540) من طريق أبي عوانة الوضاح، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (22390) و (22427) و (22428) .
وأخرجه الترمذي (1572) عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن قتادة، عن سالم، عن ثوبان، ليس فيه معدان. وقال: رواية سعيد أصح. قلنا: يعني برواية سعيد -وهو ابن أبي عروبة- الموصولة بذكر معدان، وستأتي في "المسند" برقم (22427) .
قال السندي: قوله: "الروح الجسد"، أي: من فارق روحُه جسده.(37/53)
وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً " (1)
22371 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن سالم ابن أبي الجعد لم يلق ثوبان كما قال غير واحد من أهل العلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/51، عن محمد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (986) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (300) من طريق معاذ العنبري، كلاهما (الطيالسي والعنبري) عن شعبة، به، وفي رواية الطيالسي قال لهم ثوبان: كذبتم عليَّ وقلتم علي ما لم أقل.
وسيتكرر برقم (22442) .
وسيأتي من طريق معدان بن أبي طلحة برقمي (22377) و (22411) .
وفي الباب عن أبي فاطمة، سلف برقم (15527) ، وانظر عنده شواهده.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3157) من طريق همام، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن ثوبان. لم يذكر فيه عبد الرحمن بن غنم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3160) ، وابن خزيمة (1984) ، والطبراني في "الأوسط" (4717) من طريق الليث بن سعد، عن قتادة، عن الحسن، عن ثوبان. والحسن لم يسمع من ثوبان.
وروي عن قتادة عن الحسن عن علي مرفوعاً وموقوفاً عند النسائي في "الكبرى" (3161) - (3163) . والحسن لم يسمع من علي. =(37/54)
22372 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْجُودِيِّ، عَنْ بَلْجٍ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: وَكَانَ قَاصَّ النَّاسِ بِقُسْطَنْطِينِيَّةَ قَالَ: قِيلَ لِثَوْبَانَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاءَ فَأَفْطَرَ " (1)
__________
= وسيأتي من طريق قتادة، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، عن ثوبان برقم (22429) .
وسيأتي من طريق قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان برقم (22430) .
وسيأتي من طريق أبي أسماء الرحبي بالأرقام (22382) و (22410) و (22432) و (22450) ، ومن طريق مكحول عن شيخ برقم (22431) ، كلاهما عن ثوبان.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8768) ، وذكرنا شواهده هناك.
وهو حديث منسوخ كما سلف بيانه عند حديث أبي هريرة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بلج -وهو ابن عبد الله المهري- لم يرو عنه غير أبي الجودي -وهو الأسدي الشامي-، وشيخه أبو شيبة المهري لم يرو عنه غير اثنين، ولم يوثقه أيضاً غير ابن حبان، وسئل عنه أبو زرعة، فقال: هو من التابعين، ولا يعرف اسمه. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/148 عن هذا الإسناد: ليس بذاك.
وأخرجه الطيالسي (993) ، وابن أبي شيبة 3/39، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/96، وفي "شرح مشكل الآثار" (1677) ، والطبراني في "الكبير" (1440) ، والبيهقي 4/220 من طرق عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وسيأتي مكرراً برقم (22443) ، لكن قُرِنَ هناك بمحمد بن جعفر حجاج ابن محمد المصيصي. =(37/55)
22373 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي (1) أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا عَادَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَهُوَ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1092) من طريق أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. وإسناده ضعيف جداً.
وسيأتي من طريق معدان عن ثوبان وأبي الدرداء برقم (22381) . وهذه الطريق سلفت مكررة في مسند أبي الدرداء برقم (21701) .
(1) لفظة "أبي" سقطت من (م) و (ر) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن بين أبي قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي-، وبين أبي أسماء -وهو عمرو بن مرثد الرحبي- أبو أشعث الصنعاني، قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "جامعه" 3/290: من روى هذا الحديث عن أبي الأشعث عن أبي أسماء أصح، وأحاديث أبي قلابة إنما هي عن أبي أسماء، إلا هذا الحديث فهو عندي: عن أبي الأشعث عن أبي أسماء. قلنا: ولم نقف على طريق فيها تصريح أبي قلابة بسماعه هذا الحديث من أبي أسماء، فلا يكون من المزيد في متصل الأسانيد. سيأتي موصولاً بذكر أبي الأشعث بالأرقام (22389) و (22422) و (22451)
وأخرجه الطيالسي (988) ، ومن طريقه البيهقي 3/380 عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (988) ، والبيهقي 3/380 من طريق ثابت بن يزيد أبي زيد، عن عاصم الأحول، به. قال البيهقي: ورواية يزيد [يعني: ابن هارون الآتية برقم 22389] ومروان [يعني: ابن معاوية عند مسلم (2568) (42) ] أصح، فقد رواه عفان أيضاً عن أبي قلابة عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء. =(37/56)
22374 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: مَا ثَوْبَانُ؟ قَالَ: مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَتَكَفَّلُ لِي أَنْ لَا يَسْأَلَ شَيْئًا وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟ " فَقَالَ ثَوْبَانُ: أَنَا فَكَانَ لَا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2688) من طريق قتادة عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، به. وإسناده ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق أبي قلابة، عن أبي أسماء بالأرقام (22375) و (22404) و (22407) و (22439) و (22444) و (22446) .
وسيأتي من طريق أبي قلابة عمن حدثه عن ثوبان برقم (22445) . ويشهد له حديث علي السالف برقم (612) .
وفي الباب عن أنس مرفوعاً: "أيما رجل يعود مريضاً، فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة"، وسلف برقم (12782) ، وسلفت أحاديث الباب في هذا المعنى هناك.
قال السندي: قوله: "مخرفة" هي سكة بين صفَّينِ من نخل يخترف من أيهما شاء، أي: يجتني، وقيل: هي الطريق، أي: أنه على طريق تؤديه إلى طريق الجنة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه الطبراني (1433) ، والحاكم 1/412، وأبو نعيم في "الحلية" 1/181 من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (22366) .(37/57)
22375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَإِنَّهُ فِي أَخْرَافِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن أبا قلابة لم يسمعه من أبي أسماء الرحبي، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سلف بيانه عند الرواية (22373) . خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/46، والطبراني في "الكبير" (1446) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1300) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1408) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/233-234، ومسلم (2568) (40) ، والقضاعي ي "مسند الشهاب" (385) ، والبيهقي 3/380 من طريق هشيم بن بشير، أبو عوانة في البر والصلة من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن خالد الحذاء، به.
قوله: "في أخراف الجنة" قال السندي: هكذا في النسخ، والمشهور: في خُِراف الجنة، يُضمُّ ويكسر، أي: في اجتناء ثمرها.
قلنا: ولفظ ابن أبي الجعد والبغوي: "في خراف الجنة أو مخرفة الجنة"، وبقية المصادر: "في مخرفة الجنة".
قال البغوي: قوله: "في خراف الجنة" ويُروى "في مخارف الجنة" وهي جمع مخرف، قال الأصمعي: وهو جنى النَّخْل، سمي به، لأنه يخترف، أي: يجتنى. وقال ابن الأثير: والمخرفة: هي سكة بين صفين من نخل يخرف من أيهما شاء، أي: يجتني، وقيل: المخرفة: الطريق، أي: أنه على طريق تؤديه إلى طريق الجنة.(37/58)
22376 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ". قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: " أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
22377 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ، حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيُّ قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ، أَوْ قَالَ: قُلْتُ: بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ (2) الثَّالِثَةَ فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ؛ فَإِنَّكَ لَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي.
وأخرجه الطيالسي (985) ، وابن أبي شيبة 3/320، ومسلم (946) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/52، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9244) من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بالأرقام (22384) و (22435) و (22441) و (22454) و (22455) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7188) ، وذكرنا تتمة شواهده هناك.
(2) من قوله: "فسكت" الثانية إلى هنا سقط من (م) .(37/59)
تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً " قَالَ: مَعْدَانُ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي: مِثْلَ مَا قَالَ لِي ثَوْبَانُ (1)
22378 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (488) ، وابن ماجه (1423) ، والترمذي (388) و (389) ، والنسائي 2/228، وابن خزيمة (316) ، وابن حبان (1735) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. ورواية ابن خزيمة ليس فيها حديث أبي الدرداء.
وأخرجه عبد الرزاق (4846) و (5917) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (289) ، وأبو عوانة (1858) ، والبيهقي 2/485، والبغوي (654) من طرق عن الأوزاعي، به. ورواية عبد الرزاق الأولى أبهم فيها معدان فقال: رجل، وروايته الثانية تحرف فيها معدان بن أبي طلحة إلى خالد بن أبي طلحة، وليس عندهم حديث أبي الدرداء غير أبي عوانة والبيهقي.
وانظر ما سلف برقم (22370) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وسالم -وهو ابن أبي الجعد- وإن كان لم يسمع من ثوبان، فيما قاله غير واحد من أهل العلم، قد توبع. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران. =(37/60)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البغوي (155) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقال: هذا منقطع، ويُروى متصلاً عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي عن ثوبان.
قلنا: وسنده حسن، وسيأتي برقم (22433) .
وأخرجه الطيالسي (996) ، وابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (23) ، والدارمي (655) ، وابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (168) و (170) ، والحاكم 1/130، والبيهقي 1/82 و457، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/318 من طرق عن الأعمش، به. روايتا المروزي مختصرتان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/5-6، والعَدَني (22) ، والدارمي (655) ، وابن ماجه (277) ، وابن نصر المروزي (170) ، ومحمد بن يحيى المروزي في زياداته على "الطَّهور" لأبي عبيد (19) ، والطبراني في "الصغير" (8) و (1011) ، وفي "الأوسط" (7015) ، وفي "الشاميين" (1335) ، والحاكم 1/130، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/293، وابن عبد البر 24/318-319 من طرق عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة! قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 22: رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين سالم وثوبان، فإنه لم يسمع منه بلا خلاف، لكن له طريق أخرى متصلة. وبنحوه قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" 3/304.
وأخرجه ابن نصر المروزي (171) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سالم، قال: حدثت عن ثوبان فذكره. فتبين من هذه الطريق أن سالماً لم يسمعه من ثوبان.
وذكره مالك في "الموطأ" بلاغاً 1/34.
وأخرجه الحاكم 1/130 من طريق أبي بلال الأشعري، عن أبي معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، به، وقال: وهم من أبي بلال الأشعري، وهم فيه على أبي معاوية. قلنا: أبو بلال ضعفه الدارقطني كما في "ميزان الاعتدال". =(37/61)
22379 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ (1) بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ " (2)
__________
= وسيأتي برقم (22436) من طريق سالم بن أبي الجعد عن ثوبان.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن ميسرة عن ثوبان برقم (22414) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 1/6، وابن ماجه (278) ، وابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (169) ، وابن عبد البر 24/319، وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.
وعن أبي أمامة عند ابن ماجه (279) ، وابن نصر المروزي (174) ، والطبراني في "الكبير" (8124) ، والمزي في ترجمة أبي حفص الدمشقي من "تهذيب الكمال" 33/245، وإسناده ضعيف.
وعن سلمة بن الأكوع عند العقيلي في "الضعفاء" 4/168، والطبراني في "الكبير" (6270) ، وإسناده ضعيف.
وعن ربيعة الجرشي عند الطبراني في "الكبير" (4596) ، وإسناده ضعيف.
قوله: "استقيموا" قال المناوي في "فيض القدير": أي: على الطريق الحُسنَى، وسددوا وقاربوا، فإنكم لن تطيقوا الإحاطة في الأعمال، ولا بد للمخلوق من تقصير وملال، وكان القصد به تنبيه المكلف على رؤية التقصير وتحريضه على الجد، لئلا يتكل على عمله.
"واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة" أي: فإن لم تطيقوا ما أمرتم به من الاستقامة فحق عليكم أن تلزموا بعضها، وهو الصلاة الجامعة لكل عبادة، من قراءة وتسبيح وتكبير وتهليل وإمساك عن كلام البشر والمفطرات، وهي معراج المؤمن ومقربته إلى الله تعالى، فالزموها وأقيموا حدودها سيما مقدمتها التي هي شطر الإيمان فحافظوا عليها، فإنه لا يحافظ عليها إلا مؤمن.
(1) في (م) : من غير ما بأس.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، والرجل: =(37/62)
22380 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَفْضَلَ دِينَارٍ دِينَارٌ
__________
= المبهم: هو أبو أسماء الرحبي، فقد جاء مُسمّى في الرواية الآتية برقم (22440) ، وإسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 2/468 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1187) ، والطبري 2/468 من طريق عبد الوهّاب الثقفي، عن أيوب، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5465) من طريق منصور بن زاذان، عن أبي قلابة، عن ثوبان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/271 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء وأيوب، عن أبي قلابة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وسيأتي موصولاً برقم (22440) من طريق أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان.
وأخرجه الطبري 2/467 من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي إدريس، عن ثوبان، به. وليث ضعيف.
وفي الباب عن ابن عباس عند ابن ماجه (2054) ، وإسناده ضعيف.
قوله: "من غير بأس" قال المناوي في فيض القدير: البأس: الشدة، أي: في غير حالةِ شِدَّة تدعوها وتُلجئها إلى المفارقة، كأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له، أو بأن يضارها لتختلع منه.
"فحرام عليها" أي: ممنوع عنها "رائحة الجنة"، وأول ما يجد ريحها المحسنون المتقون، لا أنها لا تجد ريحها البتة، فهو لمزيد المبالغة في التهديد.(37/63)
أَنْفَقَهُ رَجُلٌ عَلَى عِيَالِهِ، أَوْ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " (1)
22381 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاءَ فَأَفْطَرَ " قَالَ: فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: أَنَا صَبَبْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ (2)
22382 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح كسابقه، والرجل المبهم: هو أبو أسماء الرحبي، فقد جاء مُسمّى في الرواية الآتية برقم (22406) .
وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/45 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (19694) عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ثوبان، لم يذكر الواسطة بين أبي قلابة وثوبان.
وسيأتي موصولاً بذكر أبي أسماء الرحبي برقم (22406) و (22453) .
(2) حديث صحيح، وقد سلف مكرراً برقم (21701) في مسند أبي الدرداء، لكن وقع فيه هناك: عن ابن معدان أو معدان، على الشك.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد =(37/64)
22383 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ،
__________
= الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي.
وأخرجه الطيالسي (989) ، والدارمي (1731) ، وأبو داود (2367) ، والنسائي في "الكبرى" (3137) ، وابن الجارود (386) ، وابن قانع 1/119، وابن الأعرابي (8) ، والطبراني في "الكبير" (1447) ، والحاكم 1/427 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3140) من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن أبي قلابة، به.
وروي عن أبي قلابة من مسند شداد بن أوس، وسيأتي برقم (22449) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3136) ، والطبراني في "الأوسط" (8391) ، وفي "الشاميين" (1084) ، والبيهقي 4/266 من طريق أبي المهلب راشد بن داود الصنعاني، والطبراني في "الشاميين" (666) و (899) من طريق أبي الأشعث الصنعاني، كلاهما عن أبي أسماء الرحبي، به. وكلا الإسنادين ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1417) من طريق أبي الأشعث، عن ثوبان.
وإسناده ضعيف بمرة. وسلف الحديث بسند صحيح من طريق أبي الأشعث عن شداد بن أوس في مسنده برقم (17112) .
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2845) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن شداد بن عبد الله القرشي، عن أبي أسماء، عن ثوبان.
ورواه مكحول الشامي عن أبي أسماء، وسيأتي تخريجه عند الحديث (22431) .
وسيأتي الحديث من طريق أبي أسماء عن ثوبان بالأرقام (22410) و (22432) و (22450) .
وانظر ما سلف برقم (22371) .(37/65)
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَأَصَابَهُمُ الْبَرْدُ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَوْا إِلَيْهِ مَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وراشد بن سعد -وهو الحمصي المقرائي- قد سمع من ثوبان، جزم بذلك البخاري في "تاريخه" 3/292، وقد عاصره قرابة ثمانية عشر عاماً، وليس موصوفاً بالتدليس، فقد ذكر البخاري في "تاريخه" من طريق بقية بن الوليد أنه ذهبت عينه يوم صفين، وأورد الذهبي هذا الحديث في "السير" 4/491، من "سنن أبي داود" وقال: إسناده قوي.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (477) ، والحاكم 1/169 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وقال الذهبي في "السير": أخطأ، فإن الشيخين ما احتجا براشد، ولا ثورٌ من شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (146) ، ومن طريقه البيهقي 1/62، والبغوي (234) عن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/187، ومن طريقه البغوي (233) ، والطبراني في "الشاميين" (477) من طريق مسدد، كلاهما (أبو عبيد ومسدد) عن يحيى بن سعيد القطان، به. وقال أبو عبيد: العصائب: هي العمائم.
وأخرجه أبو عبيد 1/187، ومن طريقه البغوي (233) عن محمد بن الحسن، عن ثور بن يزيد، به. بلفظ: فأمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين. وقال: التساخين: الخِفاف، والمشاوذ: العمائم، واحدها مِشْوَذ.
وسيأتي برقم (22419) من طريق أبي سلام عن ثوبان بلفظ: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح على الخفين وعلى الخمار. وأحاديث الباب التي بمعناه تأتي عنده. =(37/66)
22384 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ، الْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
22385 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَنَا. قَالَ: " لَا تَسْأَلِ النَّاسَ
__________
= وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18206) ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. وعن أبي موسى الأشعري ذكرناه عند حديث المغيرة.
قال السندي: هذا الحديث قد تركه قوم بأنه حديث الآحاد، ومخالف للكتاب فيؤخذ بالكتاب، لا بهذا الحديث. وحمله قوم على الضرورة، وقوم على أنه يمسح بعض الرأس ويمسح على العمامة تتميماً كما في حديث المغيرة، وقوم أخذوا به، فجوزوا المسح على العمامة، وغالبهم من أهل الحديث.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيتكرر برقم (22435) .
وأخرجه أبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/52 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (946) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1269) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وأخرجه أبو عوانة في الجنائز، والبيهقي في "السنن" 3/413، وفي "شعب الإيمان" (9244) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، به.
وانظر (22376) .(37/67)
شَيْئًا " فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ نَاوِلْنِيهِ حَتَّى يَنْزِلَ فَيَتَنَاوَلَهُ (1)
22386 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن يزيد -وهو ابن معاوية-، وقد توبع وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، ومحمد بن قيس: هو المدني القاصّ.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد في "التهذيب" من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وهو في "الزهد" لوكيع (140) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1837) .
وأخرجه الطيالسي (994) ، والنسائي 5/96، وأبو نعيم في "الحلية" 1/181، والبيهقي في "الشعب" (3520) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وانظر ما سلف برقم (22366) .
(2) حسن لغيره دون قوله: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يُصيبه"، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن أبي الجعد أخو سالم لم يروِ عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد عدَّه الحافظ ابن حجر من الطبقة الرابعة، وهي طبقة صغار التابعين الذين جُلّ روايتهم عن كبارهم، ثم إنه كوفي، وثوبان شامي، فيغلب على الظن أنه لم يسمع منه. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري.
وسيتكرر برقم (22438) . =(37/68)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهو في "الزهد" لوكيع (407) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 10/441-442، وهناد في "الزهد" (1009) ، وابن ماجه (90) و (4022) ، وابن حبان (872) . ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (86) ، وابن أبي شيبة 10/441-442، وأبو زرعة الرازي كما في "العلل" 2/208، والنسائي في الرقاق من "الكبرى" كما في "التحفة" 2/133، والطحاوي في "شرح المشكل" (3069) ، والطبراني في "الكبير" (1442) ، والحاكم 1/493، والقضاعي في "مسند الشهاب" (831) و (1001) ، والبغوي (3418) من طرق عن سفيان الثوري، به. ورواية ابن المبارك وابن أبي شيبة والنسائي مختصرة، وكذلك رواية القضاعي الثانية.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/10 من طريق عصام بن يزيد، عن سفيان الثوري، به موقوفاً.
وأورده ابن أبي حاتم في "العلل" 2/207-208 من طريق عمر بن شبيب، عن عبد الله بن عيسى، عن حفص وعبيد الله ابني أخي سالم بن أبي الجعد، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. ونقل عن أبيه وأبي زرعة أنه خطأ وصوَّبا أنه من حديث عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان. قلنا: وعمر بن شبيب ضعيف، وحفص وعبيد الله لم نتبينهما، وسالم لم يسمع من ثوبان كما قال غير واحد من أهل العلم.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (31) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن ثوبان رفعه. قلنا: وهذا خطأ، فقد جاء في هامش نسخة "الدعاء" -كما أشار محققه- أن الطبراني رواه في "مسند سفيان الثوري" بنفس إسناد "الدعاء" على الجادة كرواية الجماعة: سفيان عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان. ويؤيده أن رواية ابن أبي شيبة والطبراني في "الكبير" والبغوي كلهم رووه من طريق أبي نعيم عن سفيان كالجادة.
وأخرجه الحاكم 3/481 من طريق علي بن قرين، عن سعيد بن راشد، =(37/69)
22387 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ قَدْ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ، فَأْتُوهَا؛ فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللهِ الْمَهْدِيَّ " (1)
__________
= عن الخليل بن مرة، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن ثوبان، رفعه. قال الذهبي في "التلخيص": ابن قرين كذاب، وسعيد واهٍ، وشيخه ضعفه ابن معين.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/448 من طريق أبي علي بشر بن عبيد الدارسي، عن طلحة بن زيد، عن ثور، عن راشد بن سعد، عن ثوبان رفعه.
وقال عن بشر: منكر الحديث عن الأئمة، بيِّن الضعف جداً، وعدّ حديثه هذا من منكراته، وكذبه الأزدي، وشيخه طلحة متروك متهم.
ويشهد له دون قطعة حرمان الرزق حديثُ سلمان الفارسي، وقد ذكرناه وتكلمنا عليه عند حديث معاذ بن جبل السالف برقم (22044) .
ويشهد لقصة رد القدر بالدعاء حديث أنس عند الطبراني في "الدعاء" (29) ، وتكلمنا عليه عند حديث معاذ أيضاً.
ويشهد لقوله: "لا يزيد في العمر إلا البر" حديث أنس (12588) مرفوعاً: "من سَرَّه أن يعظم الله رزقه، وأن يمدَّ في أجله، فليصل رحمه"، وذكرنا له هناك شاهدين آخرين.
والبِرُّ: اسم جامع لكل خيرٍ، وصلة الرحم لا شك من أفضل أعمال البِرِّ.
(1) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف وكان يغلو في التشيع، وأبو قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من ثوبان، بينهما أبو أسماء عمرو ابن مرثد الرحبي كما جاء مصرحاً به في بعض الروايات.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1445) من طريق عبد الله بن =(37/70)
22388 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ " (1)
__________
= أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/516 من طريق كثير بن يحيى، عن شريك بن عبد الله، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. وأورده الذهبي في "الميزان" 3/128 وعده من منكرات علي بن زيد بن جدعان، فقال: أراه منكراً.
وأخرجه ابن ماجه (4084) ، والبيهقي 6/515 من طريق عبد الرازق، والحاكم 4/463-464 من طريق الحسين بن حفص، كلاهما عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أسماء الرحبي، عن ثوبان رفعه: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قومٌ" ثم ذكر شيئاً لا أحفظه، فقال: "فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفةُ الله المهديُّ" ورجاله ثقات رجال الصحيح، لكن خالف الثوريَّ في إسناده عبدُ الوهاب بن عطاء، فأخرجه الحاكم 4/502، وعنه البيهقي في "الدلائل" 6/516 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن عبد الوهاب ابن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان موقوفاً.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8775) ، وهو ضعيف جداً.
وعن ابن مسعود عند ابن ماجه (4082) ، وهو ضعيف.
وعن عبد الله بن الحارث بن جزء بنحوه عند ابن ماجه (4088) ، وهو ضعيف أيضاً.
(1) إسناده ضعيف، سالم -وهو ابن أبي الجعد- لم يسمع من ثوبان فيما قاله غير واحد من أهل العلم. =(37/71)
22389 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ،
__________
= وأخرجه الخلال في "السنة" (81) من طريق حمدان بن علي، عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخلال (80) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (1301) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص159 والطبراني في "الصغير" (201) ، وابن عدي في "الكامل" 2/517 و4/1337، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/124 والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/366-367 و12/146-147 من طرق عن الأعمش، به. وزادوا فيه إلا ابن عدي في روايته الأولى والخطيب في الثانية: فإن لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم، فإن لم تفعلوا، فكونوا زراعين أشقياء، تأكلون من كدِّ أيديكم. وأسند الخلال عقبه عن الإمام أحمد، قال: الأحاديث خلاف هذا.
وأخرجه ابن الأعرابي (1301) ، والخطيب 12/146-147 من طريق منصور بن المعتمر، وابن عدي 2/517 من طريق أبي الجحاف داود بن أبي عوف، والطبراني في "الأوسط" (7811) من طريق ابن سالم بن أبي الجعد، ثلاثتهم عن سالم بن أبي الجعد، به. وفيه عند ابن الأعرابي والطبراني الزيادة المذكورة.
وروى الخلال (82) عن محمد بن علي بن شعيب عن مُهنَّا، قال: سألت أحمد عن حديث الأعمش عن سالم عن ثوبان: "أطيعوا قريشاً ما استقاموا لكم" فقال: ليس بصحيح. سالم لم يلق ثوبان.
وفي الباب عن النعمان بن بشير عند الطبراني كما في "مجمع الزوائد" 5/228، وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه. قلنا: ومسند النعمان غير موجود في المطبوع من "المعجم الكبير".
(1) في (م) و (ر) : عياض، وكتب في هامش (ر) : صوابه عاصم، وهو كذلك في نسخة. قلنا: والمثبت من (ظ5) و"أطراف المسند" 1/661، ومصادر التخريج.(37/72)
عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ ". قِيلَ: وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " جَنَاهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وعبد الله بن زيد: هو أبو قلابة الجرمي، وأبو الأشعث: هو شراحيل بن آده، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/234، ومسلم (2568) (42) ، والترمذي في "الجامع" (968) ، وفي "العلل الكبير" 1/397، والطبراني في "الكبير" (1445) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (384) ، والبيهقي في "السنن" 3/380، وفي "الآداب" (331) ، والبغوي (1409) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (22422) .
قال الترمذي في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: روى أبو غفار (وهو المثنى بن سعد الطائي) وعاصم، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل حديث خالد. وهذا أصح. قلنا: ورواية أبي غفار يأتي تخريجها قريباً، وقوله: "مثل حديث خالد" يعني الحذاء، وسلف حديثه برقم (22375) .
وقال في "الجامع": وسمعت محمداً يقول: من روى هذا الحديث عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء ... فهو أصح. قال محمد: وأحاديث أبي قلابة إنما هي عن أسماء إلا هذا الحديث، فهو عندي عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (521) من طريق عبد الواحد بن زياد، ومسلم (2568) (42) من طريق مروان بن معاوية، كلاهما عن عاصم الأحول، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (521) من طريق أبي =(37/73)
22390 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ: الْكِبْرِ وَالْغُلُولِ، وَالدَّيْنِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ " أَوْ " وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (1)
22391 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرٍ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُضْحِيَّةً. ثُمَّ قَالَ: " يَا ثَوْبَانُ أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ الشَّاةِ " قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُطْعِمُهُ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ (2)
__________
= غفار المثنى بن سعد عن أبي قلابة، به. وإسناده حسن.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1099) من طريق راشد بن داود عن أبي الأشعث، به. وإسناده حسن في المتابعات.
وسيأتي الحديث من طريق أبي الأشعث عن أبي أسماء الرحبي برقم (22451) .
وانظر (22373) .
قال السندي: "خرفة الجنة" هو بالضم: اسم ما يخترف من النخيل حين يُدرِك (ينضج) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وانظر (22369) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية بن صالح: هو ابن حدير =(37/74)
22392 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ} [التوبة: 34] قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ. فَقَالَ: بَعْضُ أَصْحَابِهِ قَدْ نَزَلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا نَزَلَ، فَلَوْ أَنَّا عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ اتَّخَذْنَاهُ فَقَالَ: " أَفْضَلُهُ لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً
__________
= الحضرمي، وأبو الزاهرية: هو حدير بن كريب الحضرمي، وجبير: هو ابن نفير الحضرمي.
وأخرجه مسلم (1975) (35) ، والنسائي في "الكبرى" (4156) ، والبيهقي 9/491 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1975) (35) ، وأبو داود (2814) ، وأبو عوانة (7874) و (7875) ، والطحاوي 4/185، والطبراني في "الكبير" (1411) من طرق عن معاوية بن صالح، به.
وسيأتي برقم (22421) عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح.
وأخرجه الدارمي (1960) ، ومسلم (1975) (36) ، وأبو عوانة (7870) - (7873) وابن حبان (5932) ، والطبراني في "الشاميين" (1834) ، والبيهقي 9/291 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، به.
وفي الباب عن جابر سلف برقم (14319) .
قوله: "أصلح لحم هذه الشاة"، قال النووي في "شرح مسلم" 13/134: هذا فيه تصريح بجواز ادخار لحم الأضحية فوق ثلاث، وجواز التزود منه، وفيه أن الادِّخار والتزود في الأسفار لا يقدح في التوكل، ولا يخرج صاحبه عن التوكل.(37/75)
تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن سالم ابن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان فيما قاله غير واحد من أهل العلم.
وأخرجه الترمذي (3094) من طريق عبيد الله بن موسى، والطبري 10/119 من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وحسنه الترمذي، وقال: سألت محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) : سمع سالم بن أبي الجعد من ثوبان؟ فقال: لا.
وأخرجه الطبري 10/119-120، وأبو نعيم في "الحلية" 1/182 من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3424) عن أبي الأحوص، والطبراني في "الأوسط" (2295) من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر، به. ووقع في رواية ابن أبي شيبة: عن ثوبان أو غيره من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروايته مختصرة بذكر المرفوع دون ذكر القصة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2295) من طريق سفيان الثوري عن الأعمش وعمرو بن مرة عن سالم، به.
وسيأتي برقم (22437) من طريق عمرو بن مرة، عن سالم.
ويشهد له ما سيأتي برقم (23101) من طريق شعبة عن سلم بن عطية الفقيمي عن عبد الله بن أبي الهذيل عن صاحب له أنه انطلق مع عمر فقال: يا رسول الله قولك: "تباً للذهب والفضة" ماذا؟ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة تعين على الآخرة" ورجاله ثقات رجال الصحيح غير سلم بن عطية فقد لينه الحافظ ابن حجر في "التقريب".
وأخرج أبو داود (1664) ، وأبو يعلى (2499) ، والحاكم 1/408-409 و2/333، والبيهقي 4/83 من طريق عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن جعفر ابن إياس، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ} كبر ذلك على المسلمين، فقالوا: ما يستطيع أحد منا أن يترك =(37/76)
22393 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ " (1)
__________
= لولده مالاً يبقى بعدَه، فقال عمر: أنا أفرج عنكم، فانطلقوا وانطلق عُمَرُ، واتبعه ثوبان، فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا نبي الله إنه قد كَبُرَ على أصحابك هذه الآية. فقال: "إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث في الأموال لتبقى لمن بعدكم". فكبر عمر، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألا أخبرك بما يكنز المرءُ؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته". قلنا: وفي إسناده عثمان أبو اليقظان، قال الحافظ ابن حجر: ضعيف واختلط وكان يدلس، ويغلو في التشيع. قلنا: وأبو اليقظان لم يرد في رواية أبي داود والحاكم الأولى. قال البيهقي عقبه: قصر به بعض الرواة فلم يذكر في إسناده عثمان أبا اليقظان. ثم في رواية جعفر بن إياس عن مجاهد كلام.
قال السندي: "أفضله لساناً ذاكراً.. إلخ" يحتمل أن تقديره: أفضلُه كان لساناً ذاكراً، أو أعلموا أفضلَه لساناً ذاكراً فاتَّخِذوه، أو اتَّخذوا أفضلَه لساناً ذاكراً، وعلى التقديرين الأخيرين يكون "أفضله" بالنصب.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي.
وأخرجه الترمذي (2229) عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.
وسيأتي عن سليمان بن حرب في الحديث التالي.
وسيأتي ضمن حديث طويل برقم (22395) و (22452) . =(37/77)
22394 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ " (1)
22395 - وَبِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ أَوْ قَالَ: إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زَوَى لِي مِنْهَا، وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يَهْلِكُوا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: " يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ. 10، وَقَالَ يُونُسُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ، أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ،
__________
= وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (293) .
وعن أبي الدرداء، سيأتي 6/441.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، كسابقه.
وأخرجه الدارمي (209) و (2752) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 3/40 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1166) من طريق سيدان بن مضارب، عن حماد بن زيد، به.
وانظر ما قبله.(37/78)
وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا، أَوْ قَالَ: مَنْ بِأَقْطَارِهَا، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا، وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، وَإِذَا وُضِعَ فِي أُمَّتِي السَّيْفُ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، حَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4252) ، وأبو عوانة في "الجهاد" (7509) ، وفي الفتن كما في "إتحاف المهرة" 3/48، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (4) و (55) و (361) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (464) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1113) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً الطيالسي (991) ، وابن أبي شيبة 11/458، ومسلم (1920) و (2889) ، وأبو داود (4252) ، والترمذي (2176) و (2202) و (2219) و (2229) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (287) ، وفي "الآحاد والمثاني" (456) و (457) ، وأبو عوانة في الجهاد (7509) ، وفي الفتن، وابن حبان (7238) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (464) ، وأبو عمرو الداني (360) ، والقضاعي (914) و (1166) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/526-527، والبغوي (4015) من طرق عن حماد بن زيد، به.
وأخرجه الحاكم 4/448 من طريق عباد بن منصور، عن أيوب، به.
مختصراً بقوله: "لن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد الأوثان". =(37/79)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (2889) ، وابن ماجه (10) و (3952) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص164، وأبو عوانة، وابن حبان (6714) ، والطبراني في "الأوسط" (8392) ، وفي "الشاميين" (2690) ، والبيهقي 9/181 من طريق قتادة، والحاكم 4/449-450 من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي قلابة، به.
وسيأتي الحديث عن عفان عن حماد بن زيد برقم (22452) .
وسيأتي قوله: "لا تزال طائفة من أمتي ... " مختصراً برقم (22403) .
وانظر شواهده هناك.
وقوله: "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين" سلف برقم (22393) و (22394) .
وقد سلف هذا الحديث بتمامه في مسند شداد بن أوس برقم (17115) من طريق معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء، عن شداد، فجعله من حديث شداد، وهو خطأ من معمر، وقد سلف الكلام على هذا الإسناد وشرحه هناك.
وفي باب قوله: "لا يهلكوا بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدواً" عن أنس، سلف برقم (12486) ، وذكرت شواهده هناك.
وقوله: "سيكون كذابون ثلاثون" عن ابن عمر، سلف برقم (5694) ، وعن أبي هريرة، سلف برقم (7228) ، وذكرت شواهده عندهما.
قال السندي: قوله: "زوى لي الأرض" كرَمَى، أي: ضم زواياها، وهو يحتمل أن يكون حقيقة، ويحتمل أنه خلق له الإدراك فيكون مجازاً، فإنه لما أدرك جميعها صار كأنه جمعت له حتى رآها، والمراد من الأرض ما سيبلغها ملك الأمة لا كلها، كما يدل عليه ما بعده.
"مشارقها" أي البلاد الشرقية منها، وكذا مغاربها.
"الأحمر": الذهب، و"الأبيض": الفضة.
"بسنة": بقحط. =(37/80)
22396 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الْوُصَابِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَدِيٍّ الْبَهْرَانِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمُ اللهُ مِنَ النَّارِ: عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ " (1)
__________
= "بعامة": يعم الكل، وهو بدل.
"من سوى أنفسهم" أي: من غيرهم من الكفرة.
"يستبيح بيضتهم" البيضة: الجماعة، وقيل: الدار، ومعناه في الأصل: تستبيح أصلهم، وذلك لأن البيضة أصل الحيوان.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل بقية -وهو ابن الوليد- لكنه قد توبع، وباقي رجاله موثقون غير أبي بكر بن الوليد الزبيدي، فهو مجهول الحال، لكن تابعه عبد الله بن سالم -وهو الأشعري الحمصي، وهو ثقة-. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي مولاهم.
وأخرجه النسائي 6/42-43 من طريق أسد بن موسى، عن بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن الوليد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1851) من طريق حيوة بن شريح، عن بقية، عن عبد الله بن سالم وحده، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/72، والطبراني في "الأوسط" (6737) ، وفي الشاميين (1851) ، وابن عدي في "الكامل" 2/583، وابن عساكر 15/197 من طريق الجراح بن مليح البهراني، عن محمد بن الوليد الزبيدي، به.
قلنا: قد وقع في مطبوعة الدكتور محمود الطحان من "المعجم الأوسط" للطبراني في إسناد هذا الحديث سقط وخلط عجيب لم يتفطن له، ويكثر ذلك في هذا الكتاب مما يدل على أن المحقق لم يحرره كما ينبغي. =(37/81)
22397 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ (1) ، حَدَّثَنَا مَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحِمْصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ". 10 قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ (2) غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ ". قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: " حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ " (3)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة بأسانيد ضعيفة سلف بيانها برقم (7128) ولفظه: وعدنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوةَ الهند.
قوله: "أحرزهما الله" أي: حفظهما.
(1) في (م) و (ظ5) و (ق) : ابن المبارك، وهو خطأ، والتصويب من "أطراف المسند" 1/670، ومصادر التخريج، فقد جاء عندهم: مبارك بن فضالة.
(2) في (ظ5) : تكن، وضبب عليها.
(3) إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي مولاهم.
ومبارك: هو ابن فضالة، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في " العقوبات " (5) ، والطبراني في "الكبير" (1452) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/182 من طريق سعيد بن سليمان الضبي الواسطي، عن مبارك بن فضالة، به. ولم يسق الطبراني لفظه.
وأخرجه أبو داود (4297) ، والطبراني في "الشاميين" (600) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/534، والبغوي (4224) ، وابن عساكر في ترجمة صالح بن رستم من "تاريخ دمشق" 8/193 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي عبد السلام صالح بن رستم، عن ثوبان. وأبو عبد السلام مجهول. =(37/82)
22398 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ، أَنَّ جَدَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا أَسْمَاءَ حَدَّثَهُ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ أَنَّ: ابْنَةَ هُبَيْرَةَ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهَا خَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ، يُقَالُ لَهَا الْفَتَخُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَعُ يَدَهَا بِعُصَيَّةٍ مَعَهُ يَقُولُ لَهَا: " أَيَسُرُّكِ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ فِي يَدِكِ خَوَاتِيمَ مِنْ نَارٍ؟ " فَأَتَتْ فَاطِمَةَ فَشَكَتْ إِلَيْهَا مَا صَنَعَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَانْطَلَقْتُ أَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ خَلْفَ الْبَابِ، وَكَانَ إِذَا اسْتَأْذَنَ قَامَ خَلْفَ الْبَابِ قَالَ: فَقَالَتْ لَهَا فَاطِمَةُ: انْظُرِي إِلَى هَذِهِ السِّلْسِلَةِ الَّتِي أَهْدَاهَا إِلَيَّ أَبُو حَسَنٍ. قَالَ: وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا فَاطِمَةُ بِالْعَدْلِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَفِي يَدِكِ سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ؟ " ثُمَّ عَذَمَهَا عَذْمًا شَدِيدًا، ثُمَّ خَرَجَ وَلَمْ يَقْعُدْ، فَأَمَرَتْ بِالسِّلْسِلَةِ فَبِيعَتْ
__________
= وأخرجه ابن الأعرابي (2228) من طريق سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان.
وإسناده ضعيف ثم سالم لم يسمع من ثوبان.
وأخرجه الطيالسي (992) ، وابن أبي شيبة 15/53، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/352، والبيهقي في "الشعب" (10372) من طريق عمرو بن عبيد العبشمي، عن ثوبان موقوفاً. قلنا: عمرو بن عبيد هذا مجهول.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8713) ، وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: "الأكلة" بفتحتين: جمع آكِل.
"غثاء" بضم الغين المعجمة ومثلثة: ما يحمله السيل من زبد ووسخ وغيره.(37/83)
فَاشْتَرَتْ بِثَمَنِهَا عَبْدًا فَأَعْتَقَتْهُ، فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ وَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في سماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام خلافاً، والأرجح أنه كتاب أخذه يحيى من معاوية بن سلام أخي زيد، كما قال غيرُ واحد من أهل العلم، والتصريح بالتحديث في هذه الرواية هنا وعند النسائي يحمل على أن زيد بن سلام أجازه أحاديثه وبلَّغه إجازته أخوه معاوية، فحدث يحيى بها عنه قائلاً: حدثنا، وكان الأكمل أن يقول: إجازة، كما قال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 2/379. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وزيد بن سلام: هو ابن أبي سلام: ممطور الحبشي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي.
وأخرجه البيهقي 4/141 من طريق موسى بن إسماعيل، عن همام، عن يحيى، عن زيد بن سلام، به.
وأخرجه النسائي 8/158 من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن يحيى ابن أبي كثير، حدثني زيد بن سلام، به.
وأخرجه الحاكم 3/153، والبيهقي 4/141 من طريق أبي داود الطيالسي، عن همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، به. ليس فيه: زيد بن سلام. وصححه الحاكم على شرطهما!
وأخرجه الطيالسي (990) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل" (4812) ، والحاكم 3/152، والنسائي 8/158-159 من طريق النضر بن شميل، كلاهما (الطيالسي والنضر) عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن أبي سلام، به. ليس فيه: زيد بن سلام.
وأخرجه عبد الرزاق (19949) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن أبي أسماء، عن ثوبان بنحوه.
وأخرجه الطبراني (1448) من طريق حجاج بن نصير، عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، به. ولم يسق لفظه، =(37/84)
22399 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ " يَعْنِي: الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا (1)
__________
= وإسناده ضعيف.
ولو سلمنا بصحة الحديث، فإنه يحمل النهي فيه على أن ذلك كان قبل نزول فرائض الزكاة، أو على أن المنع من لبسه للتباهي والتفاخر، أو على أنه فيما لم تؤدّ زكاته، أو على خوف الافتتان به، والانشغال عن أمور الدين، وما يخصُّ فاطمة رضي الله عنها، فلأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأخذ أهل بيته بالعزيمة، وبما هو خير وأفضل، فقد سلف حديث عقبة بن عامر برقم (17310) : أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول: "إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا"، وقد نقل غير واحد من الأئمة الإجماع على جواز لبس النساء الذهب المحلق وغير المحلق.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9677) ، وإسناده ضعيف، وذكرنا أحاديث الباب عنده.
قوله: "الفتخ" قال السندي: بفتحتين، وإعجام الخاء: خواتيم كبار تلبس في الأيدي، وربما وضعت في أصابع الأرجل، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها.
"بعصية" تصغير عصا.
"فاطمة"، أي: هذه فاطمة "وفي يدك سلسلة"، أي: والحال أن في يدك سلسلة، أي: أنهم لو عابوا علينا، فقالوا: هذه فاطمة في هذه الحالة؟! لكان عيبهم مقروناً بالعذاب وكان في مَحَلِّه.
"ثم عذمها" العذم: الأخذ باللسان، وأصله العض.
(1) صحيح لغيره دون قوله: "والرائش"، وهذا إسناد ضعيف، ليث =(37/85)
22400 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مَيْمُونٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُرَئِيُّ (1) التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيُّ،
__________
= -وهو ابن أبي سليم- ضعيف وقد اضطرب في هذا الحديث، وشيخه أبو الخطاب غير منسوب لم يرو عنه غير ليث وهو مجهول. وأبو زرعة -وهو يحيى بن أبي عمرو السيباني- روايته عن ثوبان مرسلة، بينهما أبو إدريس الخولاني كما سيأتي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5503) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/549 و587، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (6716) ، والطبراني في "الكبير" (1415) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي الخطاب، عن أبي زرعة، عن أبي إدريس الخولاني، عن ثوبان. بذكر أبي إدريس بين أبي زرعة وبين ثوبان.
وأخرجه أبو يعلى في "الكبير" (6715) من طريق إسماعيل بن عياش، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5656) من طريق ابن أبي زائدة، كلاهما عن ليث، عن أبي الخطاب، عن أبي إدريس، عن ثوبان ليس فيه أبو زرعة.
وأخرجه البزار (1353 - كشف الأستار) من طريق عبد الواحد بن زياد، والطحاوي (5655) من طريق هريم بن سفيان، كلاهما عن ليث، عن أبي زرعة، عن أبي إدريس، عن ثوبان. ليس فيه أبو الخطاب. وقال البزار عقبه: قوله: "الرائش" لا نعلمها إلا من هذا الطريق.
وأخرجه الحاكم 4/103 من طريق ابن أبي زائدة، عن ليث، عن أبي زرعة، عن ثوبان. ليس فيه أبو الخطاب ولا أبو إدريس.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6532) ، وذكرت شواهده هناك.
(1) تصحفت في (م) إلى: المزني.(37/86)
عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ النَّسَاءُ فِي الْأَجَلِ، وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " (1)
22401 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مَيْمُونٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَلْتَمِسُ مَرْضَاةَ اللهِ فَلَا يَزَالُ بِذَلِكَ، فَيَقُولُ اللهُ لِجِبْرِيلَ: إِنَّ فُلَانًا عَبْدِي يَلْتَمِسُ أَنْ يُرْضِيَنِي أَلَا وَإِنَّ رَحْمَتِي عَلَيْهِ، فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى فُلَانٍ، وَيَقُولُهَا حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَيَقُولُهَا مَنْ حَوْلَهُمْ حَتَّى يَقُولَهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، ثُمَّ تَهْبِطُ لَهُ إِلَى الْأَرْضِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ميمون أبي محمد المرئي -وهو ابن موسى-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن بكر: هو البرساني.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8868) ، وذكرت تتمة شواهده هناك.
قوله: "النَّساء" بفتح النون آخره همزة، ويُقْصَر: التأخير والبقاء.
(2) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1262) من طريق محبوب بن الحسن، عن ميمون بن عجلان الثقفي، عن محمد بن عباد، عن ثوبان -وزاد بإثره: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] وإن العبدَ ليلتمسُ سخطَ الله فيقول الله: يا جبريلُ إن فلاناً يسخطني، ألا وإن غضبي عليه، فيقول جبريل: غضبُ الله على فلان، ويقول حملةُ العرش، ويقول مَنْ دونهم، حتى يقول أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض". =(37/87)
22402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ " (1)
22403 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ " (2)
__________
= قلنا: هكذا سماه محبوب بن الحسن: ميمون بن عجلان الثقفي، وخالفه مروان بن معاوية الفزاري عند ابن مردويه في "تفسيره" كما في "لسان الميزان" 6/141 فقال: عن عطاء بن عجلان وهو متروك، ومروان -إن صحَّ الإسناد إليه- أوثقُ وأضبط من محبوب بن الحسن.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7625) بإسناد صحيح، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله إذا أحب عبداً قال لجبريل: إني أحب فلاناً فأحبَّه، قال: فيقول جبريل لأهل السماء: إن ربكم يُحب فلاناً، فأحبوه، قال: فيحبه أهل السماء، قال: ويوضع له القبول في الأرض، قال: وإذا أبغض فمثل ذلك".
وفي الباب أيضاً عن أبي أمامة بنحوه، سلف في مسنده برقم (22270) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقيه.
وفي الباب عن أبي برزة، سلف برقم (19776) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب. =(37/88)
22404 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ، قَالَ عَفَّانُ: عَنْ ثَوْبَانَ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ " (1) وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ ابْنُ مَهْدِيٍّ
__________
= وأخرجه مسلم (1920) ، والترمذي بإثر الحديث (2229) ، وأبو عوانة (7509) ، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (360) و (361) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (914) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (10) من طريق قتادة، عن أبي قِلابة، به.
وهو قطعة من حديث طويل سلف برقم (22395) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8274) ، وذكرت تتمة شواهده هناك.
وهذه الطائفة: هي أهل العلم فيما قاله الإمام البخاري، وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" 13/67: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح لكن أبا قلابة لم يسمع هذا الحديث فقط من أبي أسماء بينهما أبو الأشعث الصنعاني، كما سلف بيانه عند الرواية (22373) . عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه مسلم (2568) (39) ، والترمذي بإثر الحديث (968) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/46، والبيهقي 3/380 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
ورواية ابن مهدي التي أشار إليها المصنف، ستأتي برقم (22439) .(37/89)
22405 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاْقَ (1) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَضْمَنُ لِي وَاحِدَةً وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَنَا. يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا " قَالَ: فَكَانَ سَوْطُ ثَوْبَانَ يَسْقُطُ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ فَيُنِيخُ حَتَّى يَأْخُذَهُ، وَمَا يَقُولُ لِأَحَدٍ نَاوِلْنِيهِ (2)
22406 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ دِينَارٍ [دِينَارٌ] (3) يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ، ثُمَّ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَيَبْدَأُ بِالْعِيَالِ، وقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ،: دِينَارٌ أَنْفَقَهُ رَجُلٌ عَلَى
__________
(1) تحرف في (م) إلى: محمد بن عثمان.
(2) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن عنعنه- قد توبع. العباس ابن عبد الرحمن: هو ابن مينا الأشجعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن معاوية.
وأخرجه الطبراني (1435) من طريق عبدة بن سليمان، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22366) .
(3) ما بين حاصرتين لم ترد في أصولنا الخطية، وزدناها من المصادر التي خرجت الحديث، ومن الرواية السالفة برقم (22380) ، والآتية برقم (22453) .(37/90)
دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ (1)
22407 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ " (2)
22408 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (987) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (748) ، ومسلم (994) ، وابن ماجه (2760) ، والترمذي (1966) ، والنسائي في "الكبرى" (9182) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/45، وابن حبان (4242) و (4646) ، والبيهقي 4/178 و7/467 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد -ولم يذكروا فيه قوله: "ثم على نفسه"، وقالوا فيه: "ثم على دابته في سبيل الله".
وأما رواية سليمان بن حرب التي أشار إليها المصنف، فقد أخرجها أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/45، والبيهقي 4/178 و7/467 من طريقه عن حماد بن زيد، به لكن جعلاه مرفوعاً.
وانظر (22380) .
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (10119) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، لكنه قد توبع كما في الرواية السالفة برقم (22375) ، وأبو قلابة لم يسمع هذا الحديث الواحد من أبي أسماء الرحبي كما قال البخاري، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما أوضحنا ذلك عند الرواية (22373) .(37/91)
حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ. قَالَ: " أَسْتَغْفِرُ اللهَ "، ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (1)
22409 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنَا بِعُقْرِ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، وَأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَنْهُمْ ". قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا سَعَتُهُ؟ قَالَ: " مِنْ مَقَامِي إِلَى عُمَانَ يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي إسحاق الطالقاني -وهو إبراهيم بن إسحاق بن عيسى- فمن رجال أبي داود والترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه الترمذي (300) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (714) عن أحمد بن محمد بن موسى، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وانظر (22365) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وسالم: هو ابن أبي الجعد، ومعدان: هو ابن أبي طلحة اليعمري.
وأخرجه أبو عوانة في "المناقب" كما في "إتحاف المهرة" 3/49 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2301) ، وأبو عوانة في المناقب، وابن حبان (6456) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (133) من طرق عن قتادة، به، بأطول مما هنا كالرواية الآتية برقم (22426) . =(37/92)
22410 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَقِيعِ فِي ثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ بِرَجُلٍ يَحْتَجِمُ فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
__________
= وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص353، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 593-594 من طريق عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. ولم يذكر معدان.
وسيأتي من طريق معدان عن ثوبان بالأرقام (22426) و (22430 م) و (22447) و (22448) .
وانظر ما سلف برقم (22367) .
قوله: "بعقر حوضي" بضم فسكون أو بضمتين: مُؤخرُه حيث تقف الإبل إذا وردت.
"أذود": أطرد.
"لأهل اليمن" أي: لأجل ورودهم.
"حتى يرفض" بتشديد الضاد المعجمة من ارفضَّ كاحمرَّ: إذا سال.
"يغتّ" بإعجام الغين المضمومة وتشديد التاء المثناة من فوق، أي: يدفقان الماء دفقاً دائماً، وروي: يعب، بإهمال عين وموحدة، أي: يَصُبَّان الماء.
"يمدانه" بفتح ياء وضم، من المد، أي: يزيدانِه ويكثّرانِه. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.
وأخرجه البيهقي 4/265 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1962) و (1963) و (1983) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/98، وابن حبان (3532) ، والحاكم 1/427، والبيهقي =(37/93)
22411 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي مَعْدَانُ قَالَ: قُلْتُ لِثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا اللهُ بِهِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً " (1)
22412 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ فَشَهْرٌ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ فَذَلِكَ تَمَامُ صِيَامِ السَّنَةِ " (2)
__________
= 4/265 من طرق عن الأوزاعي، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين!
وانظر (22382) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.
وانظر (22377) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عياش -وهو إسماعيل- وقد توبع. أبو أسماء الرحبي: هو عمرو بنُ مَرْثَدٍ.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (903) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1755) ، وابن ماجه (1715) ، والنسائي في "الكبرى" (2860) و (2861) ، وابن خزيمة (2115) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2348) و (2349) ، وابن حبان (3635) ، والطبراني في "الكبير" (1451) ، وفي "مسند الشاميين" (485) ، والبيهقي 4/293، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/362 من طرق عن يحيى بن الحارث الذماري، به. =(37/94)
22413 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ " (1)
22414 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَقِيمُوا تُفْلِحُوا، وَخَيْرُ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " وَقَالَ عِصَامٌ: " وَلَا يُحَافِظُ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (898) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن يحيى الذماري، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء، عن ثوبان.
فزاد أبا الأشعث بين يحيى وبين أبي أسماء. وسويد بن عبد العزيز ضعيف.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14302) ، وإسناده ضعيف.
وعن أبي أيوب الأنصاري، سيأتي برقم (23533) .
وعن أبي هريرة عند البزار (1060) و (1061) "كشف الأستار".
(1) حسن لغيره دون قوله: "وإن العبد ليحرم الرزق ... إلخ"، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22386) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة -وهو الحضرمي أبو سلمة الحمصي- فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو صدوق، إلا أنه ربما لم يسمع من ثوبان، فقد عدَّه الحافظ ابن حجر في "التقريب" من الطبقة الرابعة، وهي طبقة من صغار التابعين جل روايتهم عن كبار التابعين. =(37/95)
22415 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي حَيٍّ (1) الْمُؤَذِّنِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لَامْرِئٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَنْظُرَ فِي جَوْفِ بَيْتِ امْرِئٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ، فَإِنْ نَظَرَ فَقَدْ دَخَلَ، وَلَا يَؤُمَّ قَوْمًا فَيَخْتَصَّ نَفْسَهُ بِدُعَاءٍ دُونَهُمْ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ، وَلَا يُصَلِّي وَهُوَ حَقِنٌ حَتَّى يَتَخَفَّفَ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1078) من طريق علي بن عياش وحده، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22378) .
(1) تحرف في (م) إلى: حيي.
(2) صحيح لغيره دون قصة دعاء الإمام لنفسه، وهذا إسناد رجاله موثقون غير يزيد بن شريح الحضرمي فلم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني عنه: يعتبر به. قلنا: يعني في المتابعات والشواهد، وقد تفرد بقصة دعاء الإمام المذكورة، ثم قد اختلف على يزيد بن شريح في إسناد هذا الحديث، وقد سبق تفصيله عند حديث أبي أمامة السالف برقم (22152) .
وأخرجه أبو داود (90) ، والترمذي (357) ، وابن قانع 1/119-120، والبغوي (641) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي والبغوي. ورواية ابن قانع مختصرة بقصة النظر.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1042) من طريق صفوان بن عمرو، عن حبيب بن صالح، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1093) من طريق محمد بن الوليد، عن يزيد بن شريح، به.
وانظر ما بعده.
وانظر شواهد الحديث عند حديث أبي أمامة المذكور. =(37/96)
22416 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ بِإِسْنَادِهِ (1)
22417 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) بْنِ عُبَيْدٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ " (3)
__________
= قال السندي: قوله: "فقد دخل" أي: فعليه إثم الداخل بلا إذن.
"حقن" بفتح فكسر، أي: حابس للبول.
"حتى يتخفف" بإخراج ما حبسه.
(1) صحيح لغيره دون قصة دعاء الإمام لنفسه، وهذا إسناد ضعيف لضعف بقية -وهو ابن الوليد-، ويزيد بن شريح قد اضطرب في هذا الحديث كما أشرنا في الحديث السابق.
وأخرجه ابن ماجه (619) و (923) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/355، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/119-120، والطبراني في "مسند الشاميين" (1113) ، والبيهقي 3/129-130، والمزي في ترجمة شداد بن حي أبي حي المؤذن من "تهذيب الكمال" 12/393 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. ورواية ابن قانع مختصرة بالقسم الأول، ورواية ابن ماجه (923) مختصرة بالقسم الثاني، وروايته (619) مختصرة بالقسم الثالث.
وانظر ما قبله.
(2) تصحفت في (م) و (ق) إلى: عَبد الله.
(3) إسناده ضعيف، زهير -وهو ابن سالم العنسي- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: حمصي منكر الحديث. =(37/97)
22418 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ قَالَ: شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ: مَرِضَ ثَوْبَانُ بِحِمْصَ وَعَلَيْهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قُرْطٍ الْأَزْدِيُّ، فَلَمْ يَعُدْهُ فَدَخَلَ عَلَى ثَوْبَانَ رَجُلٌ مِنَ الْكَلَاعِيِّينَ عَائِدًا. فَقَالَ لَهُ ثَوْبَانُ: أَتَكْتُبُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: اكْتُبْ. فَكَتَبَ لِلْأَمِيرِ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ مِنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ
__________
= وأخرجه أبو داود (1038) ، والبيهقي 2/337 من طريق عمرو بن عثمان، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (997) ، وعبد الرزاق (3533) ، وأبو داود (1038) ، وابن ماجه (1219) ، والبيهقي 2/337، والمزي في ترجمة زهير بن سالم من "تهذيب الكمال" 9/407 من طرق عن إسماعيل بن عياش، به. ولم يذكروا في الإسناد: أبا عبد الرحمن جبيراً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1412) من طريق عبد الرزاق، عن إسماعيل، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن ثوبان. قلنا: وعبد العزيز ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/33 من طريق الهيثم بن حميد، عن عبيد الله بن عبيد، عن زهير، عن ثوبان، معضلاً.
وفي الباب عن عبد الله بن جعفر، سلف في مسنده برقم (1747) ولفظه: "من شكَّ في صلاته، فليسجد سجدتين وهو جالس"، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث ابن مسعود عند مسلم (572) (94) ولفظه: "إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس".
وصح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سجدهما بعدما سلَّم كما في حديث أبي هريرة السالف برقم (7201) .
(1) تحرف في (م) إلى: الأمين.(37/98)
لَوْ كَانَ لِمُوسَى وعِيسَى مَوْلًى بِحَضْرَتِكَ لَعُدْتَهُ، ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ وَقَالَ لَهُ: أَتُبَلِّغُهُ إِيَّاهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ بِكِتَابِهِ فَدَفَعَهُ إِلَى ابْنِ قُرْطٍ، فَلَمَّا قَرَأَهُ قَامَ فَزِعًا فَقَالَ النَّاسُ: مَا شَأْنُهُ أَحَدَثَ أَمْرٌ، فَأَتَى ثَوْبَانَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، فَعَادَهُ وَجَلَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ ثَوْبَانُ بِرِدَائِهِ وَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، وَلَا عَذَابَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا " (1)
22419 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُتْبَةَ أَبِي أُمَيَّةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ، عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير ضمضم بن زرعة، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وفي سماع شريح بن عبيد من ثوبان نظر.
عبد الله بن قرط الأزدي: صحابي، أمَّره أبو عبيدة على حمص فلم يزل عليها حتى توفي أبو عبيدة، وقيل: إنه كان من قِبَل معاوية. استشهد بأرض الروم سنة (56) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (455) ، والطبراني في "الكبير" (1413) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان.
وتحرف أبو أسماء الرحبي في مطبوع" الآحاد والمثاني" إلى أبي بشر الزعبي.
ومحمد بن إسماعيل ضعيف.
وفي الباب عن أبي أمامة، سلف برقم (22156) ، وانظر بقية شواهده هناك.(37/99)
الْخُفَّيْنِ، وَعَلَى الْخِمَارِ، يَعْنِي (1) الْعِمَامَةَ " (2)
22420 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ كَانَتْ شَيْئًا فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) وقع في (م) ونسخنا الخطية: ثم العمامة، وهو خطأ والمثبت من مصادر التخريج.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عتبة أبو أمية الدمشقي لم يروِ عنه غير معاوية بن صالح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وأبو سلام الأسود -وهو ممطور الحبشي- لم يسمع من ثوبان فيما قاله غيرُ واحد من أهل العلم.
وأخرجه البزار (300 - كشف الأستار) من طريق الحسن بن سوار، بهذا الإسناد. وليس عنده: ثم العمامة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/525، والطبراني في "الكبير" (1409) ، وفي "الشاميين" (2060) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية ابن صالح، به. ولفظه عندهم: مسح على الخفين والخمار -يعني العمامة-.
وانظر ما سلف برقم (22383) .
وفي الباب عن عمرو بن أمية، سلف برقم (17245) .
وعن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18134) .
وعن بلال، سيأتي برقم (23884) .
وانظر شرح الحديث عند حديث عمرو بن أمية المذكور.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الملك بن عبد الله بن عثمان، فهو وان لم نقف له على ترجمة، قد توبع. =(37/100)
22421 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُضْحِيَّةً لَهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: " يَا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ الشَّاةِ " قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُطْعِمُهُ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ (1)
22422 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي الْأَحْوَلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ يَعْنِي أَبَا قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي
__________
= وأخرجه الدارمي (1645) ، والبزار (923- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/20، والطبراني في "المعجم الكبير" (1407) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/181 من طرق عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عمران بن حصين، سلف برقم (19822) ، وذكرنا عنده ما يتعلق في أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "كانت شيناً" أي: كانت المسألة شيناً يعني أثرها، أي: عَيْباً.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. زيد بن الحباب: هو أبو الحسين العُكلي، ومعاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي، وأبو الزاهرية: هو حدير بن كريب الحضرمي.
وأخرجه مسلم (1975) (35) ، وأبو عوانة (7876) ، والحاكم 4/230 والبيهقي 9/295 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد، واستدركه الحاكم على الصحيح فوهم، وتحرف عنده زيد إلى: يزيد بن الحباب.
وانظر (22391) .(37/101)
خُرْفَةِ الْجَنَّةِ ". فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " جَنَاهَا " (1)
22423 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (2) ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ أَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا " قَالَ: فَرُبَّمَا سَقَطَ سَوْطُ ثَوْبَانَ وَهُوَ عَلَى الْبَعِيرِ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا أَنْ يُنَاوِلَهُ حَتَّى يَنْزِلَ إِلَيْهِ فَيَأْخُذَهُ. (3)
22424 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَضْمَنُ لِي خَلَّةً وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ؟ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (22389) .
(2) في (م) والنسخ الخطية: عبد الرحمن بن معاوية منسوباً إلى جده، والمثبت من نسخة على هامش (ظ5) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، ومحمد بن قيس: هو المدني القاصّ.
وانظر ما سلف (22366) .
(4) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن عنعنه- قد توبع. =(37/102)
22425 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، حَدَّثَنَا ثَوْبَانُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمُ الْحُمَّى، وَإِنَّ الْحُمَّى قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيُطْفِهَا عَنْهُ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ، وَلْيَسْتَقْبِلْ نَهَرًا جَارِيًا يَسْتَقْبِلُ جِرْيَةَ الْمَاءِ فَيَقُولُ: بِاسْمِ اللهِ. اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدِّقْ رَسُولَكَ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَيَغْتَمِسُ فِيهِ ثَلَاثَ غَمَسَاتٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي ثَلَاثٍ فَخَمْسٍ، فَإِنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي خَمْسٍ فَسَبْعٍ، فَإِنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي سَبْعٍ فَتِسْعٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يَكَادُ يُجَاوِزُ التِّسْعَ بِإِذْنِ اللهِ " (1)
22426 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ،
__________
وانظر ما سلف برقم (22366) .
(1) إسناده ضعيف لجهالة سعيد -وهو ابن زرعة- الشامي.
وأخرجه الترمذي (2084) ، والطبراني في "الكبير" (1450) ، ومن طريقه المزي في ترجمة سعيد بن زرعة الشامي من "تهذيب الكمال" 10/433 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. ووقع في رواية الترمذي: رجل من أهل الشام غير مسمَّى، وقال: حديث غريب.
ويشهد لقوله: "الحمى قطعة من نار جهنم فليطفها بالماء" حديث ابن عباس السالف برقم (2649) ، وذكرت تتمة شواهده هناك، لكن في حديث ابن عباس هذا قيَّد الماء بماء زمزم، ولم يرد ذلك إلا في حديثه.
قوله: "فليطفها" هو مهموز الآخر من الإطفاء، وقد جاء هاهنا على حذف الهمزة تخفيفاً. قاله السندي.(37/103)
عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ عَنْهُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ ". فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ؟ فَقَالَ: " مِنْ مُقَامِي إِلَى عُمَانَ ". وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ: " أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ يَنْثَعِبُ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ: أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ " (1)
22427 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ، وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: الْكِبْرِ (2) وَالْغُلُولِ وَالدَّيْنِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن
سعيد، وهشام: هو الدستوائي.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/49 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2301) من طريق معاذ بن هشام، وابن منده في "الإيمان" (1075) من طريق معاذ بن فضالة، كلاهما عن هشام الدستوائي، به.
وانظر (22409) .
(2) هكذا وقع في النسخ الخطية "الكبر" بالباء الموحدة، وقال الترمذي عقب الحديث (1573) ، هكذا قال سعيد: "الكَنْزُ" (بالنون والزاي) ، وقال أبو عوانة (يعني الوضاح) في حديثه: الكِبْر.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بن بكر: هو البُرساني، =(37/104)
22428 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَبَهْزٌ قَالَ:، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ (1) ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: بَهْزٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ، وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: الْغُلُولِ وَالدَّيْنِ، قَالَ بَهْزٌ، وَالْكِبْرِ " (2)
22429 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ،
__________
= وعبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، ومعدان: هو ابن أبي طلحة اليَعمري.
وأخرجه الحاكم 2/26، والبيهقي 5/355 من طريق عبد الوهاب بن عطاء وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2592) ، وابن ماجه (2412) ، والترمذي (1573) ، والنسائي في "الكبرى" (8764) ، وابن حبان (198) ، والطبراني في "الأوسط" (7747) من طريق سعيد بن أبي عروبة، به. ورواية النسائي أوردها من طريقين، قال في إحداهما: الكنز (وتحرفت في المطبوع إلى: الكثر) ، وقال في الأخرى: الكبر.
وانظر (22369) .
(1) حصل قلبٌ في (م) و (ق) ، فصار حدثنا قتادة، حدثنا همام.
والتصويب من (ظ5) و"أطراف المسند".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. ومعدان: هو ابن أبي طلحة اليعمري.
وانظر (22369) .(37/105)
عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
22430 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ اليعمري، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ". (2)
22430 م - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ، عن سالم ابن أبي الجَعْد، عن مَعْدانَ بن أبي طَلْحة (3)
عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، إِنِّي لَأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3158) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/98 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وانظر (22371) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل بكير بن أبي السميط.
بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3159) من طريق حبان بن هلال، والطبراني في "الكبير" (1406) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن بكير ابن أبي السميط، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(3) من قوله: "اليعمري" في إسناد الحديث السابق إلى هنا سقط من (م) وحدها.(37/106)
عَلَيْهِمْ، وَإِنَّهُ لَيَغُتُّ (1) فِيهِ مِيزَابَانِ: أَحَدُهُمَا مِنْ وَرِقٍ، وَالْآخَرُ مِنْ ذَهَبٍ. مَا بَيْنَ بُصْرَى وَصَنْعَاءَ أَوْ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمَكَّةَ " أَوْ قَالَ: " مِنْ مُقَامِي هَذَا إِلَى عُمَانَ " (2)
22431 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ شَيْخًا مِنَ الْحَيِّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (3)
__________
(1) في نسخة على هامش (ظ5) : ليعبّ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20853) . ومن طريقه أخرجه البغوي (4342) . وسقط من مطبوع "شرح السنة" بتحقيقنا: قتادة، فيستدرك من هنا.
وانظر (22409) .
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والشيخ المبهم: هو أبو أسماء عمرو بن مرثد الرحبي، كما جاء مسمَّى في بعض الروايات. ابن بكر: هو محمد البرساني، وروح: هو ابن عبادة.
وأخرجه أبو داود (2370) ، ومن طريقه البيهقي 4/266 عن الإمام أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. إلا أنه لم يذكر روحاً.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7525) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 2/137.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/50، وأبو داود (2370) من طريق إسماعيل ابن علية، والنسائي في "الكبرى" (3134) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن ابن جريج، به. ووقع عندهم: شيخ من الحي مصدَّق. =(37/107)
22432 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي فِي الْبَقِيعِ فِي رَمَضَانَ رَأَى رَجُلًا يَحْتَجِمُ فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (2)
22433 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، أَنَّ أَبَا كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ
__________
= وأخرج أبو داود (2371) ، والنسائي في "الكبرى" (3135) ، والطبراني في "الشاميين" (1519) و (3517) من طريق العلاء بن الحارث -وقرن الطبراني بالعلاء: أبا وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي -والطبراني في "الشاميين" (208) و (3518) من طريق ثابت بن ثوبان العنسي، ثلاثتهم عن مكحول، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 2/142 من طريق سعيد ابن عبد العزيز، والطبراني في "الشاميين" (387) و (3478) من طريق حجاج ابن أرطاة وبرد بن سنان، و (388) من طريق برد بن سنان، و (3479) من طريق رباح بن أبي معروف، أربعتهم عن مكحول عن ثوبان. ومكحول لم يسمع من ثوبان.
وانظر ما سلف برقم (22382) .
(1) تحرف في (م) إلى: عبد الملك.
(2) إسناداه صحيحان على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7522) . وطريق هشام الدستوائي سلفت برقم (22382) .(37/108)
سَمِعَ ثَوْبَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْمَلُوا (1) ، وخَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " (2)
22434 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، وَأَبَانُ قَالَا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: الْكِبْرِ وَالدَّيْنِ وَالْغُلُولِ " (3)
22435 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَنْ قَتَادَةَ (4) ،
__________
(1) في (م) : سددوا وقاربوا واعملوا وخيروا، وأعلموا أنَّ خير ... إلخ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه الدارمي (656) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (167) ، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (792) ، وابن حبان (1037) ، والطبراني في "الكبير" (1444) وابن عبد البر في "التمهيد" 24/319 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. قال ابن حبان: وخبر سالم بن أبي الجعد عن ثوبان خبر منقطع، فلذلك تنكبناه. قلنا: خبر سالم عن ثوبان سلف برقم (22378) .
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (217) من طريق علي بن الجعد عن ابن ثوبان، به. لكن فيه: عن أبي كبشة السلولي عمن سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يصرح باسم ثوبان.
وانظر ما سلف برقم (22378) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (22369) .
(4) سقط من (م) قوله: حدثنا عن قتادة.(37/109)
عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ، الْقِيرَاطُ: مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
22436 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَعْلَى قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " (2)
22437 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ فِي الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ مَا نَزَلَ قَالُوا: فَأَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ قَالَ عُمَرُ: أَنَا أَعْلَمُ ذَلِكَ لَكُمْ. قَالَ: فَأَوْضَعَ عَلَى بَعِيرٍ فَأَدْرَكَهُ، وَأَنَا فِي أَثَرِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ قَالَ: " لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا، وَلِسَانًا ذَاكِرًا، وَزَوْجَةً تُعِينُهُ عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (22384) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، سلف الكلام عليه برقم (22378) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن عمرو بن مرة -وهو المرادي- فمن رجال ابن ماجه، وهو صدوق حسن الحديث، لكن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان كما قاله غير واحد من =(37/110)
22438 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ " (1)
22439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ " (2)
__________
= أهل العلم.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/182، والمزي في ترجمة عبد الله بن عمرو بن مرة من "تهذيب الكمال" 15/371 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1856) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2295) و (2391) من طريق سفيان الثوري، وفي "الأوسط" أيضاً (6696) ، وفي "الصغير" (890) من طريق محمد بن عبد الله المرادي، كلاهما عن عمرو بن مرة، به. وقُرِن عند الطبراني في الرواية (2295) بعمرو: الأعمش ومنصور بن المعتمر.
وسلف الحديث من طريق منصور عن سالم برقم (22392) .
قوله: "فأوضع على بعير" أي: أسرع عليه.
(1) حسن لغيره دون قوله: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يُصيبه"، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (22386) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح لكن أبا =(37/111)
22440 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: وَذَكَرَ أَبَا أَسْمَاءَ، وَذَكَرَ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ " (1)
22441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَبْدِ (2) اللهِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ يَعْنِي غُنْدَرًا حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ ". قَالُوا: وَمَا
__________
= قلابة لم يسمعه من أبي أسماء الرحبي، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سلف بيانه عند الرواية (22373) . أيوب: هو السختياني.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي.
وأخرجه الدارمي (2270) ، وابن ماجه (2055) ، والطبري في "التفسير" 2/468 من طريق محمد بن الفضل، وأبو داود (2226) ، وابن الجارود (748) ، والحاكم 2/200، والبيهقي 7/316 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/272 عن أبي أسامة، وابن حبان (4184) ، والبيهقي 7/316 من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن أيوب، به.
وانظر (22379) .
(2) تحرف في (م) إلى: عبيد الله.(37/112)
الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: " أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
22442 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قِيلَ لِثَوْبَانَ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: تَكْذِبُونَ (2) عَلَيَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً " (3)
22443 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْجُودِيِّ، عَنْ بَلْجٍ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: وَكَانَ قَاصَّ النَّاسِ بِقُسْطَنْطِينِيَّةَ قَالَ: قِيلَ لِثَوْبَانَ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاءَ فَأَفْطَرَ " قَالَ حَجَّاجٌ: قُسْطَنْطِينِيَّةُ (4)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم. هشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي، وابن جعفر: هو محمد بن جعفر، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه مسلم (946) من طريق ابن أبي عدي، وابن ماجه (1540) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وسلف عن أبي قطن عن هشام الدستوائي برقم (22376) .
(2) في (م) : لتكذبون.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، وهو مكرر (22370) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف مكرراً برقم (22372) عن محمد بن جعفر وحده. وجاء في "معجم البلدان" قُسْطَنْطِينيَّة، ويقال: قسطنطينة بإسقاط ياء النسبة.(37/113)
22444 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ " (1)
22445 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ " (2)
22446 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن أبا قلابة لم يسمعه من أبي أسماء الرحبي، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سلف بيانه عند الرواية (22373) .
وأخرجه مسلم (2568) (41) ، والترمذي (967) ، وابن حبان (2957) من طرق عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والراوي المبهم: هو أبو أسماء الرحبي، كما جاء مسمى في الرواية السالفة برقم (22404) ، لكن أبا قلابة لم يسمعه من أبي أسماء، بينهما أبو الأشعث الصنعاني، كما سلف بيانه عند الرواية (22373) .
وانظر الحديث السابق.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح لكن أبا قلابة لم يسمعه =(37/114)
22447 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي لَبِعُقْرِ الْحَوْضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ، حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ ". قَالَ: فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَرْضِهِ فَقَالَ: " مِنْ مُقَامِي هَذَا إِلَى عُمَانَ ". وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ: " أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ يَصُبُّ (1) فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ: أَحَدُهُمَا ذَهَبٌ، وَالْآخَرُ وَرِقٌ " (2)
__________
= من أبي أسماء الرحبي، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سلف بيانه عند الرواية (22373) . خالد: هو ابن مهران الحذاء.
(1) في (ظ5) : يعبُّ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (131) من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 11/443 و13/146، وهناد في "الزهد" (137) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (708) و (709) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2279) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/49، وابن حبان (6455) ، والآجري في "الشريعة" ص352-353 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وانظر (22409) .(37/115)
22448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي (1) عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
22449 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى (3) يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَقِيعِ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ رَمَضَانَ ثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (4)
__________
(1) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. هشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/49، والبيهقي في "البعث والنشور" (132) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(3) تحرف في (م) إلى: جُبير.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع فإن أبا قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمعه من شداد بن أوس، بينهما أبو الأشعث الصنعاني، وسلف في "المسند" برقم (17112) ، ووقع بينهما في رواية أخرى أبو الأشعث عن أبي أسماء الرحبي، وسلف أيضاً برقم (17117) .
وأخرجه أبو داود (2368) عن الإمام أحمد بن حنبل، عن حسن بن موسى وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1681) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، به.
وانظر ما سلف برقم (22382) .(37/116)
22450 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحَبِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
22451 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ، فَإِنَّهُ يَمْشِي فِي خَرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ " (2)
22452 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ أَوْ إِنَّ رَبِّي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الحاكم 1/427 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن الحسن بن موسى وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2367) عن أحمد بن حنبل، عن حسن بن موسى وحده، به.
وأخرجه الحاكم 1/427 من طريق محمد بن إسحاق الصنعاني، عن الحسن بن موسى وحده، به.
وأخرجه ابن ماجه (1680) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (22382) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وانظر (22389) .(37/117)
زَوَى لِي الْأَرْضَ مَشَارِقَهَا، وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا، أَوْ قَالَ: مَنْ بِأَقْطَارِهَا، أَلَا وَإِنِّي أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ " (1)
22453 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَمْلَاهُ عَلَيْنَا، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْضَلُ دِينَارٍ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ مِنْ قِبَلِهِ: بَدَأَ (2) بِالْعِيَالِ قَالَ: وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالِهِ صِغَارًا يُعِفُّهُمُ اللهُ بِهِ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وانظر (22395) .
(2) تحرف في (م) إلى: برا.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وانظر (22406) .(37/118)
22454 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: " أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
22455 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ عَنِ الرَّجُلِ يَتْبَعُ الْجِنَازَةً مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ". فَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ الْقِيرَاطِ. فَقَالَ: " مِثْلُ أُحُدٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وأبان: هو ابن يزيد العطار.
وأخرجه مسلم (946) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/52 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان، به.
وانظر (22376) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم من أجل عبد الوهاب الخفاف: وهو ابن عطاء، فهو صدوق، لكنه متابع.
وانظر ما قبله.(37/119)
حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ (1)
22456 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ (2) بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا أَتَى اللهَ مَغْلُولًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُطْلِقُهُ إِلَّا الْعَدْلُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ تَعَلَّمَ (3) الْقُرْآنَ، ثُمَّ نَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللهَ أَجْذَمَ " (4)
__________
(1) قال السندي: هو أنصاري خَزْرجي، يكنى أبا ثابت وأبا قيس، وأمُّه عَمْرة بنت مسعودٍ لها صحبة. شهد العقبة وكان أحد النُقباء، واختُلف في شهوده بدراً، فأثبته البخاري، وكان يكتب بالعربية، وكان يحسن العَوْم والرمي، فكان يقال له: الكامل، وكان مشهوراً بالجُود هو وأبوه وجده وولده، وكان منادي سعدٍ ينادي على أطُمه: من كان يريد شحماً ولحماً فليأتِ سعداً، وكان يعشِّي كل ليلة ثمانين من أهل الصُّفَّة، وكان يقول: "اللهمَّ هَبْ لي مجداً، ولا مجدَ إلا بفِعال، ولا فِعالَ إلا بمالٍ، اللهمَّ لا يصلحني القليل ولا أَصلح عليه". مات في الشام سنة خمسَ عشرةَ، وقيل: غير ذلك.
(2) تحرف في (م) إلى: زيد.
(3) في (م) : يتعلم.
(4) صحيح لغيره دون قوله: "وما من أحد تعلم القرآن ... "، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن سعد بن عبادة، ولجهالة عيسى -وهو ابنُ فائدٍ- فلم يرو عنه غير يزيد بن أبي زياد، وقال ابن المديني: مجهول، ويزيد ابن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- ضعيف، وقد اضطرب في إسناده، فمرة يقول: عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عبادة، ومرة يرويه بإسقاط الرجل المبهم، ومرة يرويه عن عيسى عن عبادة بن الصامت، وسيأتي في =(37/120)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسنده برقم (22758) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (3739) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال في إسناده: عيسى بن فائد أو لقيط، هكذا على الشك.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/48، وعبد بن حميد (306) ، والدارمي (3340) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5729) ، ومحمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل" (219) ، والطبراني في "الكبير" (5387) و (5390) ، والبيهقي في "الشعب" (1969) ، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (86) من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وسقط من مطبوع "الإتحاف" من إسناد الحارث: عيسى بن فائد، ووقع في الطبراني أن اسمَه عيسى بن لقيط، وجاء عند البيهقي والخطيب: عيسى بن لقيط أو إياد بن لقيط، على الشك، وكل ذلك خطأ فإن الصواب في اسمه: عيسى بن فائد. واقتصر أبو عبيد والدارمي ومحمد بن نصر والطبراني في الموضع الثاني والخطيب على قصة نسيان القرآن، واقتصر الطبراني في الموضع الأول على قصة الإمارة.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص202 عن جرير بن عبد الحميد، وابن أبي شيبة 10/478 و12/219، والبزار في "مسنده" (3739) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، به.
واقتصر أبو عبيد على قصة نسيان القرآن.
وأخرجه دون ذِكْرِ الرجل المبهم: عبدُ الرزاق (5989) ، وعبد بن حميد (307) ، وأبو داود (1474) ، والطبراني في "الكبير" (5388) و (5391) ، والخطيب في "الجامع" (85) من طرق عن يزيد بن أبي زياد، به. واقتصر عبد الرزاق وأبو داود والطبراني في الموضع الثاني والخطيب على قصة نسيان القرآن، واقتصر الطبراني في الموضع الأول على قصة الإمارة.
وسيأتي برقم (22463) من طريق خالد الواسطي، عن يزيد بن أبي زياد بذِكر الرجل المبهم. =(37/121)
22457 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ (1) سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: " فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ: فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهبط آدَمُ، وَفِيهِ توفى اللهُ آدَمَ (2) ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللهَ عَبْدٌ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللهُ إِيَّاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ مَأْثَمًا أَوْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا حَجَرٍ إِلَّا وَهُوَ يُشْفِقُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ " (3)
__________
= ويشهد للشطر الأول منه حديث أبي هريرة السالف برقم (9573) ، وإسناده قوي.
وآخر من حديث أبي أمامة، وقد سلف برقم (22300) ، وفي إسناده اضطراب، وانظر تتمة شواهده هناك.
الأجذم: مقطوع اليد.
(1) تحرف لفظ "بن" في (م) إلى: أخبرنا.
(2) في (م) : "وَفِيهِ هَبَطَ آدَمُ، وَفِيهِ تُوُفِّيَ آدَمُ".
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن محمد -وهو ابن عَقِيل- مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وعمرو بن شرحبيل وأبوه لم يُؤَثر توثيقهما عن غير ابن حبان، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمتهما في "التقريب": مقبولان، وقد اختُلف فيه، فقد سلف عند المصنف برقم (15548) عن أبي عامر عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري عن أبي لبابة بن عبد المنذر. =(37/122)
22458 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ دُلَّنِي عَلَى صَدَقَةٍ. قَالَ: " اسْقِ الْمَاءَ " (1)
__________
= أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3738) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2974) من طريق المعافى بن سليمان، عن زهير بن محمد، به.
وأخرجه الشافعي 1/127-128 عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل بن سعد، عن أبيه، عن جده أن رجلاً ...
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5376) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن شرحبيل بن سعد بن عبادة، عن سعد بن عبادة.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، وقد سلف في عدة مواضع برقم (7151) و (9207) و (10303) و (10545) ، وهو حديث صحيح، وبعض طرقه مخرَّجة في "الصحيح".
(1) رجاله ثقات غير المبارك -وهو ابن فضالة- فصدوق يرسل ويدلس وقد توبع، والحسن -وهو البصري- لم يدرك سعد بن عبادة، وقد تابعه سعيد ابن المسيب، لكن هو أيضاً لم يدرك سعداً ولم يسمع منه. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر.
وهذا الحديث مختصر مما بعده، فانظره لزاماً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5384) من طريق أسد بن موسى، عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.(37/123)
22459 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ فَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " سَقْيُ الْمَاءِ " قَالَ (1) : فَتِلْكَ سِقَايَةُ آلِ سَعْدٍ بِالْمَدِينَةِ (2)
__________
(1) القائل: هو الحسن البصري كما جاء مصرَّحاً به عند المصنف نفسه فيما سيأتي برقم (23845) .
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه سعد بن عبادة، فقد روى له أصحاب "السنن"، وهو منقطع، فإن الحسن -وهو البصري- لم يدرك سعداً ولم يسمع منه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وسيأتي مكرراً برقم (23845) .
وأخرجه النسائي 6/255 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه دون قصة أم سعدٍ: أبو داود (1680) ، والحاكم 1/414، والبيهقي 4/185 من طريق محمد بن عرعرة -وقرن به البيهقي عفانَ بن مسلم- عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب والحسن، عن سعد بن عبادة. فقرن بالحسن سعيداً، وهو الآخر لم يدرك سعداً ولم يسمع منه.
وأخرجه الطبراني (5383) من طريق الربيع بن صَبيح، عن الحسن وحده، عن سعد بن عبادة.
وأخرجه ابن خزيمة (2496) من طريق أبي معاوية، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب وحده، عن سعد بن عبادة.
وأخرجه ابن ماجه (3684) ، والنسائي 6/254-255، وابن خزيمة (2497) ، وابن حبان (3348) ، والطبراني (5379) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، به -ولم يذكروا فيه قصة أم =(37/124)
22460 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ (1) الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي كُتُبِ أَوْ فِي كِتَابِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ " (2)
__________
= سعد غيرَ الطبراني.
وأخرجه كذلك دون القصة مرسلاً: أبو داود (1679) ، والحاكم 1/414 من طريق همام، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب: أن سعداً ...
وأخرجه أبو داود (1681) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن رجل، عن سعد بن عبادة.
وأخرجه دون قصة التصدق بسقي الماء: الطبراني (5381) و (5382) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه. وإسناده قوي.
وأخرجه بنحوه دون قصة أم سعد: الطبراني أيضاً (5385) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية، عن حميد بن أبي الصعبة، عن سعد بن عبادة. وحميد مجهول لم يرو عنه غير عمارة بن غزية.
قلنا: وقد جاء في حديث ابن عباس في قصة سعد هذه عند البخاري وغيره: أن سعد بن عبادة تصدق عن أمِّه بحائطٍ له يُسمَّى المِخرَف أو المِخراف، وقد سلف في "المسند" برقم (3080) .
فلا يَبعُد أن يكون في المِخراف المذكور بئرٌ كان يشرب الناس منه، فقد كانت سقاية سعدٍ مشهورة معروفة كما أشار إلى ذلك الحسنُ بإثر الحديث.
(1) تحرف في (م) إلى: مسلمة. وأبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة البغدادي.
(2) حديث صحيح لغيره، وإسناده ضعيف لاضطرابه، وإسماعيل بن عمرو ابن قيس وأبوه لا يعرفان، قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" (801) : لم =(37/125)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أر في كتب الأنساب لقيس بن سعد بن عبادة ذكر ولد له اسمه عمرو، ولا لولده ابن اسمه إسماعيل.
قلنا: قد تفرد سليمان بن بلال برواية الإسناد على هذا الوجه، وخالفه غيره كما سيأتي لاحقاً.
وأخرجه ابن وهب في "موطئه" كما في "التمهيد" 2/149، والطبراني في "الكبير" (5362) ، والبيهقي 10/171، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/148 من طرق عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 2/178-179، ومن طريقه البيهقي 10/171 عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، قال: وجدنا في كتاب سعد ... فذكره.
قال الشافعي: وذكر عبد العزيز بن المطلب، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه، قال: وجدنا ...
وأخرجه الترمذي (1343) ، وأبو عوانة (6025) ، والدارقطني 4/214، وابن عبد البر 2/148-149 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن ابن سعد بن عبادة: أنه وجد في كتاب سعد ابن عبادة ...
وأخرجه عبد بن حميد (308) ، وأبو عوانة (6026) ، والطبراني (5361) ، وابن عبد البر 2/148 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن سعيد ابن عمرو بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى ...
وسيأتي عند المصنف برقم (24009/37) عن يعقوب بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن المطلب، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن جَدِّه أنه قال: كتاب وجدته في كتب سعيد بن سعد بن عبادة: أن عمارة بن حزم شهد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى باليمين مع الشاهد.
وقد اختلف فيه على عبد العزيز بن عبد المطلب كما سيأتي بيانه هناك. =(37/126)
22461 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " قُمْ عَلَى صَدَقَةِ بَنِي فُلَانٍ، وَانْظُرْ لَا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِبَكْرٍ تَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِكَ، أَوْ عَلَى كَاهِلِكَ لَهُ رُغَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اصْرِفْهَا عَنِّي فَصَرَفَهَا عَنْهُ (1)
__________
= وأخرجه ابنُ وهب في "موطئه" كما في "التمهيد" 2/149، ومن طريقه البيهقي 10/171 عن ابن لهيعة ونافع بن يزيد، عن عمارة بن غزية الأنصاري، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، أنه وجد كتاباً في كتب آبائه: هذا ما رفع أو ذكر عمرو بن حَزْم والمغيرة بن شعبة قالا: بَيْنما نحن عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل رجلان يختصمان مع أحدهما شاهد له على حقِّه، فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمين صاحب الحق مع شاهده، فاقتطع بذلك حقَّه.
قلنا: وسعيد بن عمرو بن شرحبيل ثقة، وأبوه وجده ذكرهما ابن حبان في "الثقات".
وللحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلف برقم (14278) ، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث ابن عباس عند مسلم (1712) ، وقد سلف برقم (2224) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه سعد بن عبادة، وسعيدُ بن المسيب لم يدرك سعد بن عبادة. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3737) من طريق أبي بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان، الطبراني (5363) من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه =(37/127)
22462 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُمَيْلَةَ، عَنْ رَجُلٍ رَدَّهُ إِلَى سَعِيدٍ الصَّرَّافِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ مِحْنَةٌ حُبُّهُمْ إِيمَانٌ، وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ " (1)
__________
= يروى عن سعد بن عبادة إلا من هذا الوجه بهذا اللفظ، وإسناده حسن.
ويشهد له حديث ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث سعدَ بن عبادة مصدِّقاً، وقال: "إيَّاك يا سعد أن تجيء يوم القيامة ببعير له رُغاءٌ"، فقال: لا آخذه ولا أَجيء به. فأعفاه. أخرجه البزار (898 - كشف الأستار) ، وابن حبان (3270) ، والحاكم 1/399. وإسناده صحيح.
وفي الباب عن أبي مسعود الأنصاري عند أبي داود (2947) . ورجاله ثقات.
وعن هُلْب الطائي. سلف برقم (21970) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "ببَكْر" بفتح فسكون، أي: بفتيٍّ من الإبل، أي: لا
تخون بَكْراً فتأتي به يوم القيامة على هذه الصفة.
وقوله: "اصرفها"، أي: ولاية الصدقة. اهـ.
والرُّغاء: صوت البعير.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن أبي شميلة ومَنْ فوقه مستورون. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وسيأتي برقم (23847) عن عفان، عن حماد بن زيد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3736) عن محمد بن موسى الحَرَشي، والطبراني (5377) من طريق سليمان بن حرب ومسدد، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. إلا أن البزار أسقط من إسناده عبد الرحمن بن أبي شميلة والرجل المبهم، وأثبت الطبراني ابن أبي شميلة وأسقط المبهم.
وله شاهد من حديث البراء بن عازب دون قوله: "محنة"، وقد سلف برقم (18500) ، وهو متفق عليه. =(37/128)
22463 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا (1) لَا يَفُكُّهُ مِنْ ذَلِكَ الْغُلِّ إِلَّا الْعَدْلُ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَنَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ أَجْذَمُ " (2)
__________
= وفي الباب أيضاً عن ابن عباس، سلف برقم (2818) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9434) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11300) .
قوله: "الأنصار محنة" لم يُروَ إلا في حديث سعد بن عبادة هذا وفي حديث عن جابر عند عبد الرزاق في "مصنفه" (19906) ، لكن في إسناده حرام بن عثمان وهو متروك الحديث كما في ترجمته في "الجرح والتعديل" 3/282-283.
(1) في (م) : مغلول، وهو خطأ.
(2) صحيح لغيره دون قوله: "وما من رجل قرأ القرآن ... إلخ"، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (22456) . خالد: هو ابن عبد الله الطحَّان الواسطي.
وأخرجه مسدَّد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5725) ، ومن طريقه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/428، والطبراني في "الكبير" (5389) و (5392) ، وأخرجه سعيد بن منصور في قسم التفسير من "سننه" (18) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (1970) ، كلاهما (مسدَّد وسعيد) عن خالد ابن عبد الله، بهذا الإسناد -واقتصر الحربي والطبراني في الموضع الثاني على قصة نسيان القرآن، واقتصر الطبراني في الموضع الأول على قصة الإمارة.(37/129)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ
22464 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود، وسالم بن أبي الجعد على ثقته مشهور بالإرسال، ولم يصرح بسماعه من سلمة بن نعيم. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه عبد بن حميد (389) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/71، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/334، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1308) ، والطبراني في "الأوسط" (2145) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18284) عن حجاج بن محمد، عن شيبان.(37/130)
حَدِيثُ رِعْيَةَ
22465 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: جَاءَ رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أُغِيرَ عَلَى وَلَدِي وَمَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا الْمَالُ فَقَدِ اقْتُسِمَ، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَاذْهَبْ مَعَهُ يَا بِلَالُ فَإِنْ عَرَفَ وَلَدَهُ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ " قَالَ: فَذَهَبَ مَعَهُ فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَقَالَ: تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَدَفَعَهُ فَذَهَبَ إِلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: يَرَوْنَ أَنَّهُ أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يُغَارَ عَلَيْهِ (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير راوي الحديث رِعْية السُّحيمي فلم يخرِّج له أحد من أصحاب الكتب الستة، ولا يعرف إلا في هذا الحديث.
معاوية بن عمرو: هو ابن المهلَّب بن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق شيخه: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو إسحاق شيخه: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد ابن إياس، وهو من مخضرمي التابعين، فإدراكه لرِعْية محتمل جدّاً، لكن لم يصرِّح بسماعه منه. وقال ابن السكن فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/487: روي حديثه -يعني رعية- بإسناد صالح.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/215 عن محمد بن أحمد بن النضر، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وهذا الحديث مختصر مما بعده.
وقول سفيان في آخر الحديث: "ويرون أنه أسلم ... إلخ" تعقبه السندي =(37/131)
22466 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رِعْيَةَ السُّحَيْمِيِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَدِيمٍ أَحْمَرَ، فَأَخَذَ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَقَعَ بِهِ دَلْوَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَلَمْ يَدَعُوا لَهُ رَائِحَةً وَلَا سَارِحَةً وَلَا أَهْلًا وَلَا مَالًا إِلَّا أَخَذُوهُ، وَانْفَلَتَ عُرْيَانًا عَلَى فَرَسٍ لَهُ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى ابْنَتِهِ، وَهِيَ مُتَزَوِّجَةٌ فِي بَنِي هِلَالٍ، وَقَدْ أَسْلَمَتْ وَأَسْلَمَ أَهْلُهَا، وَكَانَ مَجْلِسُ الْقَوْمِ بِفِنَاءِ بَيْتِهَا، فَدَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا مِنْ وَرَاءِ الْبَيْتِ قَالَ: فَلَمَّا رَأَتْهُ أَلْقَتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا. قَالَتْ: مَا لَكَ؟ قَالَ: كُلُّ الشَّرِّ نَزَلَ بِأَبِيكِ مَا تُرِكَ لَهُ رَائِحَةٌ وَلَا سَارِحَةٌ وَلَا أَهْلٌ وَلَا مَالٌ إِلَّا وَقَدْ أُخِذَ. قَالَتْ: دُعِيتَ إِلَى الْإِسْلَامِ. قَالَ: أَيْنَ بَعْلُكِ؟ قَالَتْ: فِي الْإِبِلِ قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: كُلُّ الشَّرِّ قَدْ نَزَلَ بِهِ مَا تُرِكَتْ لَهُ رَائِحَةٌ وَلَا سَارِحَةٌ وَلَا أَهْلٌ وَلَا مَالٌ إِلَّا وَقَدْ أُخِذَ، وَأَنَا أُرِيدُ مُحَمَّدًا أُبَادِرُهُ قَبْلَ أَنْ يُقَسِّمَ أَهْلِي وَمَالِي. قَالَ: فَخُذْ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا. قَالَ: فَأَخَذَ قَعُودَ الرَّاعِي، وَزَوَّدَهُ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ. قَالَ: وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ إِذَا غَطَّى بِهِ وَجْهَهُ خَرَجَتْ اسْتُهُ، وَإِذَا غَطَّى
__________
= فقال: ظاهر الرواية الآتية لا يوافق هذا، وهو أيضاً بعيدٌ، فإنه لو كان مسلماً، لَما حَلَّ مالُه، والله تعالى أعلم.(37/132)
اسْتَهُ خَرَجَ وَجْهُهُ، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يُعْرَفَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَدِينَةِ، فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ بِحِذَائِهِ حَيْثُ يُقْبِلُ (1) ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْسُطْ يَدَيْكَ فَلْأُبَايِعْكَ قَالَ: فَبَسَطَهَا. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَضْرِبَ عَلَيْهَا قَبَضَهَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَفَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ثَلَاثًا قَبَضَهَا إِلَيْهِ وَيَفْعَلُهُ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ قَالَ: " مَنْ أَنْتَ؟ " قَالَ: أَنَا رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ. قَالَ: فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَضُدَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَذَا رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ الَّذِي كَتَبْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذَ كِتَابِي، فَرَقَعَ بِهِ دَلْوَهُ ". فَأَخَذَ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهْلِي وَمَالِي. قَالَ: " أَمَّا مَالُكَ فَقَدْ قُسِّمَ، وَأَمَّا أَهْلُكَ فَمَنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ ". فَخَرَجَ فَإِذَا ابْنُهُ قَدْ عَرَفَ الرَّاحِلَةَ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَهَا، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَذَا ابْنِي. فَقَالَ: " يَا بِلَالُ اخْرُجْ مَعَهُ، فَسَلْهُ أَبُوكَ هَذَا؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ ". فَخَرَجَ بِلَالٌ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبُوكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا اسْتَعْبَرَ إِلَى صَاحِبِهِ. فَقَالَ: " ذَاكَ جَفَاءُ الْأَعْرَابِ " (2)
__________
(1) في (م) و (ق) : يصلي.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع، لم يصرح الشعبي بالسماع من رِعْية. محمد بن بكر: هو ابن عثمان البُرْساني، وإسرائيل: هو ابن يونس ابن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. =(37/133)
حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهَرِيِّ
22467 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ قَالَ: أَبُو الْأَسْوَدِ (1) هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلَالِ الشَّجَرِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ لَبِسْتُ لَأْمَتِي، وَرَكِبْتُ فَرَسِي فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ حَانَ الرَّوَاحُ؟ فَقَالَ: " أَجَلْ ". فَقَالَ: " يَا بِلَالُ ". فَثَارَ مِنْ تَحْتِ سَمُرَةٍ كَأَنَّ ظِلَّهُ ظِلُّ طَائِرٍ فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاؤُكَ. فَقَالَ: أَسْرِجْ لِي فَرَسِي فَأَخْرَجَ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4635) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/344-346، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/215-216، والطبراني (4635) من طرق عن إسرائيل، به. ولم يسق ابن قانع لفظه.
وأخرجه بنحوه الطبراني (4636) مختصراً جداً من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، عن رِعْية. وحجاج مدلِّس، وأبو إسحاق لم يدرك رعية.
قال السندي: "قِشْرة" بكسر القاف كناية عن الثوب أو عن الشيء القليل.
"دُعيت" على بناء المفعول بصيغة الخطاب، أي: هذا الأمر يؤدِّيك إلى الإسلام.
(1) هي كنية بهز بن أَسد.(37/134)
سَرْجًا دَفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ لَيْسَ فِيهِمَا أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ قَالَ: فَأَسْرَجَ. قَالَ: فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا فَصَافَفْنَاهُمْ عَشِيَّتَنَا وَلَيْلَتَنَا فَتَشَامَّتِ الْخَيْلَانِ، فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عِبَادَ اللهِ أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ". ثُمَّ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ". قَالَ: ثُمَّ اقْتَحَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَرَسِهِ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ، فَأَخْبَرَنِي الَّذِي كَانَ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنِّي ضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ. وَقَالَ: " شَاهَتِ الْوُجُوهُ " فَهَزَمَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ يَعْلَى (1) بْنُ عَطَاءٍ: فَحَدَّثَنِي أَبْنَاؤُهُمْ عَنْ آبَائِهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: لَمْ يَبْقَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا امْتَلَأَتْ عَيْنَاهُ وَفَمُهُ تُرَابًا، وَسَمِعْنَا صَلْصَلَةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَإِمْرَارِ الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ الْحَدِيدِ. (2)
22468 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ أَبِي هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) تحرف في (م) إلى: يحيى.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي همام عبد الله بن يسار، فإنه لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، وجهَّله علي ابن المديني، بهز: هو ابن أَسد العَمِّي. وانظر تمام تخريجه في الحديث التالي.
قال السندي: "فتشامت" بتشديد الميم من التشامِّ، وهو الدنو من العدو وهو يتراءى الفريقان.
"الخيلان" المراد خيل المسلمين وخيل العدو.(37/135)
فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن سعد 2/156، وابن أبي شيبة 14/529-530 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2452) ، والطبراني 22/ (741) ، والمزي في ترجمة عبد الله بن يسار من "التهذيب" 16/328-329 من طريق عفان بن مسلم.
وحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به- ولم يسق الدارمي متنه بتمامه.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/42 من طريق حجاج بن منهال وحده، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الطيالسي (1371) عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه أبو داود (5233) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/200 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به -ولم يسقه بتمامه.
وفي الباب انظر حديث العباس بن عبد المطلب السالف برقم (1775) .
وحديث سلمة بن الأكوع عند مسلم (1777) .(37/136)
حَدِيثُ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيِّ (1)
22469 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيِّ (2) ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجِزْ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ " (3)
__________
(1) قال السندي: نعيم بن همَّار، بتشديد الميم، صحابي غطفاني، قد اختلف في اسم أبيه، والأكثر أنه نعيم بن همار.
(2) لفظة "الغطفاني" ليست في (ظ5) و (ظ2) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن لم يصرح فيه كثير بن مرة بسماعه من نعيم بن همار، وقد روي الحديث بزيادة قيس الجذامي بينهما كما سيأتي برقم (22471) ، مع أنه قد جاء تصريح كثير بسماعه من نعيم عند البخاري في "تاريخه" 8/93، فإن ثبت ذلك صح هذا الإسناد، وإلا فيصح الحديث بالإسناد الذي بُيِّنت فيه الواسطة، وهو قيس الجُذامي، ولهذا صُحبة. أبو الزاهرية: هو حدير بن كريب الحضرمي الحمصي.
وقد اختلف في إسناد الحديث، فرواه أبو الزاهرية كما هو هنا: عن كثير، عن نعيم. وسيأتي كذلك برقم (22474) عن حماد بن خالد، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 8/93، والنسائي في "الكبرى" (468) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3 /151-152 من طريق معن بن عيسى، والبخاري 8/93 من طريق بشر بن السري، كلاهما عن معاوية بن =(37/137)