19548 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ فَقَالَ: " بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " فَقُلْتُ: بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ: " هَلْ سُقْتَ مِنْ هَدْيٍ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " طُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حِلَّ " (1)
19549 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ (2) الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ مُرٌّ طَعْمُهَا وطَيِّبُ رِيحُهَا (3) . وَمَثَلُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (273) سنداً ومتناً، غير أنه سلف هناك مطولاً. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وقد خرجناه هناك، ونزيد أنه: أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1829) مختصراً جداً، والبزار في "المسند" (227) ، والنسائي في "الكبرى" (3718) ، وابن حزم في "المحلى" 7/101-102، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19505) .
(2) في (ظ13) و (ق) : كمثل.
(3) في (م) : وريحها طيب.(32/319)
الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ مُرٌّ طَعْمُهَا وَلَا رِيحَ لَهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابن عبادة، وقد روى عن سعيد- وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/124-125، وفي "الكبرى" (11769) ، وابن حبان (771) من طريق يزيد بن زُرَيعْ، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20933) عن معمر، والبخاري (5427) ، ومسلم (797) ، والدارمي (3363) ، والترمذي (2865) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2501) ، والنسائي في "الكبرى" (8082) ، وأبو يعلى (7237) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/10) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (47) من طريق أبي عوانة، وتمامُ الرازي في "فوائده " (1297) "الروض البسام" من طريق محمد بن سُلَيم الراسبي، ثلاثتهم عن قتادة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلنا: وتابع سعيدَ بنَ أبي عروبة أيضاً في روايته عن قتادة بهذا اللفظ فقط همامُ بنُ يحيى، وشعبةُ كما سيرد على التوالي برقمي (19614) و (19664) .
ورواه أبانُ بنُ يزيد العطار عن قتادة، فزاد فيه: "ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك ... " وسيرد القول فيه في تخريج الرواية (19615) .
وفي باب فضل صاحب القرآن عن علي، سلف برقم (1268) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6799) .
وعن عائشة، سيرد 6/48.
قال السندي: قوله: الأُترجة، بضم همزة وراء وتشديد جيم، معروفٌ،=(32/320)
19550 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ قَالَ سَمِعْتُ مَسْرُوقَ بْنَ أَوْسٍ أَو أَوْسَ بْنَ مَسْرُوقٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ " فَقُلْتُ: لِغَالِبٍ: عَشْرٌ عَشْرٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ (1)
__________
= والحاصل أن الأيمان مشبَّه بطيب الباطن، كطيب الطعم؛ لأن به طهارةَ الباطن، والقرآنُ مشبه بطيب الظاهر، كطيب الريح، فإنه مسموع للغير تميل إليه الطباع، والله تعالى أعلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مسروق بن أوس، فالمحفوظ أنه لم يروِ عنه إلا راوِ واحد- كما سيتبين في التخريج- ولم يُؤْئر توثيقُه عن غير ابن جبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
وقد اختُلف فيه على غالب التمار.
فرواه شعبةُ، كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (19557) عنه، عن مسروق بن أوس أو أوس بن مسروق، على الشك، ورواه دون شك في الرواية (19561) فقال: أوس بن مسروق، ورواه إسماعيلُ ابن عُلَيَّة، كما في الرواية (19620) عن غالب التمار، فقال: عن مسروق بن أوس، وكذلك رواه سعيدُ بنُ أبي عروبة، كما في الرواية (19610) و (19707) عن غالب، عن
حميد بن هلال، عن مسروق بن أوس، فزاد في الإسناد حميد بن هلال. قال الدارقطني في "العلل" 7/249: والصواب قول شعبة وابن عُلَيه. قلنا: يعني دون زيادة حميد بن هلال في الإسناد. وأشار عليُّ ابنُ المديني إلى ترجيح طريق سعيد، فيما نقله عنه البيهقي في "السنن" 8/92.
قلنا: لكن سعيداَ قد اختُلف عليه فيه:
فرواه محمدُ بنُ جعفر، كما في الرواية (19610) ، ومحمدُ بنُ بشر، كما في الرواية (19707) ، وعبدةُ بنُ سليمان، كما عند أبي داود (4556) ، وحفصُ بنُ عبد الرحمن، كما عند النسائي في "المجتبى" 8/56، وفي=(32/321)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الكبرى" (7050) ، والنضرُ بن شميل، كما عند ابن ماجه (2654) ، والدارقطني في "السنن " 3/210-211 خمستُهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن غالب التمّار، عن حميد بن هلال، عن مسروق بن أوس، عن أبي موسى، به.
فزادوا في الإسناد: حميد بن هلال. ومحمدُ بنُ بشر وعبدةُ بنُ سليمان سَمِعا من سعيد قبل اختلاطه.
ورواه يزيدُ بنُ زريع- كما عند النسائي في "المجتبى" 8/56، وفي "الكبرى" (7048) - عن سعيد، عن غالب، عن مسروق، به. لم يذكر حميداً في الإسناد. ويزيدُ بنُ زريع سمع من سعيد قبل الاختلاط كذلك.
ورواه أبو الأشعث- كما عند النسائي في "المجتبى" 8/56، وفي "الكبرى" (7047) ، والدارقطني 3/211- عن خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة، عن مسروق، فذكر قتادة في الإسناد. قال الدارقطني: تفرَّد به أبو الأشعث، وليس هو عندي بمحفوظ عن قتادة، والله أعلم.
وغالب التمار وثقه ابن سعد، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (511) -ومن طريقه البيهقي 8/92- والدارمي (2369) ، وأبو داود (4557) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1496) ، وابن حبان (6013) ، والدارقطني في "السنن" 3/211، والبغوي في "شرح السنة" (2540) ، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة غالب التمار) من طرق عن شعبة، به.
وسيرد بالأرقام (19557) و (19561) و (19610) و (19620) و (19707) .
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الترمذي (1391) بإسناد صحيح، وصححه ابن حبان (6012) .
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6681) ،=(32/322)
19551 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (1)
19552 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ لَوْنَهُ " (2)
__________
= وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: عشرٌ عشرٌ، أي: دية كل واحد عشر عشر.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد منقطع، سعيدُ بن أبي هند لم يَلْقَ أبا موسى الأشعري فيما ذكر أبو حاتم، كما في "المراسيل" ص67، وبسطنا الاختلاف فيه على سعيد بن أبي هند في الرواية (19501) ، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح- وهو عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي المعروف بقُرَاد- فمن رجال البخاري، وهو ثقة، له أفراد، وموسى بن ميسرة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والنسائي في "مسند مالك"، وهو ثقة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/958، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1274) ، وأبو داود (4938) ، وابن حبان (5872) ، والبيهقي في "السنن" 10/214، وفي "معرفة السنن" (20147) ، وفي "شعب الإيمان" (6498) ، والبغوي في "شرح السنة" (3414) .
(2) إسناده فيه ضعف وانقطاع، المبارك- وهو ابن فَضَالة- يُدَلَّسُ ويُسَوي، وقد عنعن، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى، فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعة وعلي ابن المديني، كما في "مراسيل" ابن أبي حاتم، و"جامع التحصيل"=(32/323)
19553 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَحْرُسُهُ أَصْحَابُهُ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
19554 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ " جَاءَ رَجُلٌ وَهُوَ يَأْكُلُ دَجَاجًا فَتَنَحَّى
__________
= وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2761) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/341 من طريقين عن المبارك، بهذا الإسناد. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحسن، عن أبي موسى إلا مبارك. قلنا: ولفظه عند أبي نعيم: "توضؤوا مما مست النار".
وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/248، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، ورجاله موثقون.
وسيرد برقم (19704) .
وفي الباب في الوضوء مما مست النار عن أبي هريرة، سلف برقم (7605) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وذكرنا هناك أن الوضوء مما مست النار منسوخ في قول الجمهور.
وانظر حديث جابر (14262) .
(1) بعضُه صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، واستَشهد به البخاري. يونس بن محمد: هو المؤدب، وعفّان: هو ابن مسلم، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وسيرد تخريجه برقم (19618) .(32/324)
فَقَالَ: إِنِّي حَلَفْتُ أَنْ لَا آكُلَهُ؛ إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا قَذِرًا. فَقَالَ: ادْنُهُ. فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وزهدم: هو ابن مُضَرب الجَرْمي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/333-334 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ الجارود (888) ، والحميدي (765) ، والنسائي في "المجتبى" 7/206، وفي "الكبرى" (4858) من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، به.
زاد النسائي: وأمره أن يكفر عن يمينه.
ولفظه عند البيهقي عن زهدم قال: رأيت أبا موسى رضي الله عنه يأكل الدجاج، فدعاني، فقلتُ: إني رأيتُه يأكل نَتناً، قال: ادنُه، فكُلْ. وكذا لفظُه عند الترمذي (1826) ، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص200 من طريق قتادة عن زهدم، قال: دخلت على أبي موسى وهو يأكل دجاجة، فقال: ادْنُ، فكلْ.
قال الحافظ في "الفتح" 9/647: وكذا أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" من وجه آخر عن زهدم نحوه، وقال فيه: فقال لي: ادن فكل، فقلتُ: إني لا أريده.
ثم قال الحافظ: فهذه عدة طرق صرح زَهْدم فيها بأنه صاحبُ القصة، فهو المعتمد، ولا يُعَكر عليه إلا ما وقع في "الصحيحين" مما ظاهرُه المُغايرة بين زهدم والممتنع من أكل الدجاج، ففي روايةِ عن زَهْدَم [سترد برقم 19591) ] كنا عند أبي موسى، فدخل رجلٌ من بني تَيْم الله أحمرُ شبيه بالموالي، فقال: هلم، فتلكأ ... الحديث، فإن ظاهره أن الداخل دخل، وزَهْدَم جالسٌ عند أبي موسى، لكن يجوز أن يكون مرادُ زهدم بقوله: "كنا" قومَه الذين دخلوا قبله=(32/325)
19555 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ. قَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (1)
19556 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
__________
= على أبي موسى، وهذا مجاز قد استَعمل غيرُه مثلَه، كقول ثابت البُناني: خَطَبَنا عمرانُ بنُ حصين، أي: خطبَ أهل البصرة، ولم يُدرك تابتٌ خطبةَ عمران المذكورة، فيحتمل أن يكون زهدم دخل، فجرى له ما ذكر، وغايةُ ما فيه أنه أبهم نفسه، ولا عجب فيه. والله أعلم.
وقوله: إني رأيتُه يأكل شيئاً قذراً: قال الحافظ: وفي رواية أبي عوانة: "إني رأيتها تكل قذراً" وكأنه ظنَّ أنها أكثرت من ذلك بحيث صارت جلاّلة، فبينَ له أبو موسى أنها ليست كذلك، أو أنه لا يلزم من كون تلك الدجاجة التي رآها كذلك أن يكون كلُّ الدجاج كذلك.
وسلف برقم (19519) .
قال السندي: قوله: فتنحى، أي: ابتعد، احترازاً عن أكل الدجاج.
ادنُه: الهاء للسكت، وهو أمر من الدنوّ، أي: صِر قريباً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19526) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو نُعيم، وهو الفضل بن دكين.
وأخرجه البخاري (6170) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/28- والطبراني في "الأوسط" (5889) ، و"الصغير" (831) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/112 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. قال البخاري: تابعه أبو معاوية، ومحمد بن عبيد.
قلنا: رواية أبي معاوية سترد برقم (19628) ، ورواية محمد بن عبيد سلفت برقم (19496) .(32/326)
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِيَسْتَأْذِنْ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا، فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلَّا فَلْيَرْجِعْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، طلحة بن يحيى بن طلحة- وهو ابن عبيد الله التيمي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه يعقوبُ بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/267 مطولاً، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/82) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً مسلم (2154) (37) من طريق الفضل بن موسى، ثم أخرجه من طريق علي بن هاشم، وأبو داود (5181) من طريق عبد الله بن داود، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/82) من طريق سفيان، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1582) من طريق عبد السلام بن حرب، خمستهم عن طلحة بن يحيى، به. وجاء في رواية طلحة هذه أن أبى بن كعب شهد مع أبي موسى أنه سمع هذا الحديث من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروايةُ الأكثر أن الذي شهد مع أبي موسى إنما هو أبو سعيد الخدري، وهو ما سيرد في الروايتين (19581) (19611) ، وأبيُّ بنُ كعب إنما مرَ ذكرُه في حديث أبي سعيد عند مسلم (2153) أنه قال لأبي موسى: لا يقوم معك إلا أحدثُنا سِناً.
قم يا أبا سعيد. قال أبو سعيد: فقمتُ حتى أتيتُ عمر، فقلتُ: قد سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول هذا. قال الدارقطني في "العلل" 7/199: حديثُ أبي سعيد (يعني أنه هو الذي شهد) هو المحفوظ، على أن مسلم بن الحجاج قد أخرج حديث طلحة بن يحيى في "الصحيح". وقال الحافظ في "الفتح" 11/29: طلحة بن يحيى فيه ضعف، وروايةُ الأكثر أولى أن تكون محفوظة.
ثم قال: ويمكن الجمع بأن أبيَّ بنَ كعب جاء بعد أن شهد أبو سعيد. وانظر تتمة ما قاله الحافظ فإنه نفيس.
وسلفا برقم (19510) .
وانظر حديث أبي سعيد السالف برقم (11029) . =(32/327)
19557 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ مَسْرُوقٍ أَوْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ الْيَرْبُوعِيِّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ " قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لَهُ: عَشْرًا عَشْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ (1)
19558 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ. فَقَالَ: " لَا وَاللهِ مَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ". فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَمَرَ لَنَا بِثَلَاثِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، فَلَمَّا انْطَلَقْنَا. قَالَ: بَعْضُنَا لِبَعْضٍ أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَحْمِلُهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا. ارْجِعُوا بِنَا، أَيْ حَتَّى نُذَكِّرَهُ، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَتَيْنَاكَ نَسْتَحْمِلُكَ فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلْتَنَا فَقَالَ: " مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ (2) بَلِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حَمَلَكُمْ. إِنِّي وَاللهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفَّرْتُ عَنْ
__________
= قال السندي: قوله: فإن أُذن له. على بناء المفعول، أي: فليدخل البيت.
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (19550) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسين بن محمد، وهو المرُّوذي.
قال السندي: قوله: عشراً عشراً. هكذا بالنصب في النسخ، أي: ليعط في ديتها عشراً عشراً.
(2) في (ظ13) : أحملكم.(32/328)
يَمِينِي " أَوْ قَالَ: " إِلَّا كَفَّرْتُ يَمِينِي، وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3276) ، مختصراً، والبيهقي 10/51-52 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (500) ، والبخاري (6623) و (6718) و (6719) ، ومسلم (1649) (7) ، والنسائي في "المجتبى" 7/9- 10، وفي "الكبرى" (4721) ، وابن ماجه (2107) ، وأبو يعلى (7251) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/26، 32، 51، 51-52، وفي "السنن الصغير" (4019) ، والبغوي في "شرح السنة" (2436) من طرق عن حماد بن زيد، به.
وجاء عند البخاري (6623) ، وابن ماجه (2107) ، والبيهقي في "السنن" 10/51-52 على التردّد في تقديم الكفارة وتأخيرها، كرواية أحمد، وسائرُ الروايات على تقديم الكفارة دون تردد.
قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
ووقع في رواية البخاري (6718) "إلا كفرتُ عن يميني، وأتيتُ الذي هو خير، وكفَّرت". قال الحافظ في "الفتح" 11/605: كذا وقع لفظ "وكفَّرت" مكرراً في رواية السرخسي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (4415) و (6678) ، ومسلم (1649) (8) ، وأبو يعلى (7258) و (7297) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/216-217 من طريق بُريد، عن أبي بردة، به.
وجاء في بعض طرقه: "فأمر لنا بخمس ذَوْدٍ" بدل "ثلاث"، وهو لفظ الرواية الآتية برقم (19608) ، ونتكلم على ذلك هناك.
وفي الباب عن عمران بن حصين عند ابن حبان (4351) .
وعن أبي الدرداء عند البيهقي في "السنن" 10/52.
وفي باب كفارة اليمين عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6907) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: نستحمله، أي: نطلب منه أن يحملنا على الجمال =(32/329)
19559 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ وَفَرْجَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
= في غزوة تبوك.
بثلاث ذَوْد: بفتح الذال المعجمة، جمع الناقة معنى، أي: بثلاث نُوق.
قلنا: وقال النووي: إن الذَّود من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر، فهو من إضافة الشيء إلى نفسه، والمراد ثلاث إبلٍ من الذَّود، لا ثلاث أذواد.
وقال السندي: غُر الذُّرى، بضم غين وتشديد راء، والذُرى بضم معجمة مقصوراً، أي: بيض الأسنام من كثرة الشحم.
ما أنا أحملكم ... إلخ: يريد أن المنّة لله تعالى، لا لمخلوقِ من مخلوقاته، وهو الفاعلُ حقيقة، أو المراد: إني حلفتُ نظراً إلى ظاهر الأسباب، وهذا جاء من الله تعالى على خلاف تلك الأسباب. وعلى كل تقدير، فالجوابُ عن الحلف هو قولُه: "والله لا أحلف على يمين ... إلخ ".
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عَقَيل
ولاضطرابه فيه، ولإبهام شيخه في الإسناد- ومع ذلك حَسَّنَ الإسنادَ الحافظُ في "الفتح" 11/309- وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين، غير أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/54، وعبدُ الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص 264، وأبو يعلى (7275) ، والحاكم 4/358، والقضاعي في "مسند الشهاب" (545) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5755) من طريق معلّى بن منصور الرازي، والحاكم 4/358 من طريق المعافى بن سليمان الحراني، وتمام الرازي في "فوائده" (1116) "الروض البسام" من طريق أبي صالح الحراني، ثلاثتهم عن موسى بن أَعْيَن، عن عبد الله بن محمد=(32/330)
19560 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ عَوْنًا، وَسَعِيدًا ابْنَي أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَاهُ، أَنَّهُمَا شَهِدَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا
__________
= ابن عقيل، عن سليمان بن يسار، عن عَقِيل مولى ابن عباس، عن أبي موسى قال (واللفظ للبيهقي) : كنت أنا وأبو الدرداء عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "من حفظ ما بين فقميه ورجليه دخل الجنة". ووقع اللفظُ في زوائد عبد الله في "الزهد": "من حفظ ما بين فَقْميه ولَحييه دخل الجنة" (كذا، والفَقْمان واللحيان بمعنى) .
واضطرب فيه عبدُ الله بنُ محمد بن عَقِيل:
فرواه عبيدُ الله بنُ عمرو عند الطبراني في "المعجم الكبير" (919) عنه عن علي بن الحسين، عن أبي رافع، مرفوعاً بلفظ: "من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة". وقد جوَّدَه الحافظُ في "الفتح" 11/309 مع أن إسناده - مع اضطراب عبد الله بن محمد بن عَقِيل فيه- فيه انقطاع، فعليُّ بن الحسين - وهو زينُ العابدين- ولد سنة 33، وأبو رافع مات بعد مقتل عثمان بيسير، يعني مابين 35-36هـ.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/298 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بنحوه، ورجال الطبراني وأبي يعلى ثقات، وفي رجال أحمد راوٍ لم يُسَمَّ، وبقيةُ رجاله ثقات، والظاهر أن الراوي الذي سقط عند أحمد هو سليمان ابن يسار.
وفي الباب عن سهل بن سعد عند البخاري (6474) ، وسيرد 5/333، ولفظه: "من يضمن لي ما بين لَحيَيْه وما بين رجليه أضمن له الجنة".
وعن أبي هريرة عند الترمذي (2409) ، وأبي يعلى (6200) ، وابن حبان (5703) ، والحاكم 4/357، وفي إسناده محمد بن عجلان، وهو حسن الحديث.
قال السندي: قوله: ما بين فَقْمَيْه؛ ضبط بفتح فاء، وسكون قاف، أي: لحييه، يريد الفم عن التكلم بما لا ينبغي، وعن أكل ما لا ينبغي.
قلنا: وقد ضبط الفقم بضم الفاء أيضاً.(32/331)
أَدْخَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " قَالَ: فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَحَلَفَ لَهُ. قَالَ: فَلَمْ يُحَدِّثْنِي سَعِيدٌ أَنَّهُ اسْتَحْلَفَهُ، وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَى عَوْنٍ قَوْلَهُ (1)
19561 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ قَالَ: سَمِعْتُ أَوْسَ بْنَ مَسْرُوقٍ، رَجُلًا مِنَّا كَانَ أَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَغَزَا فِي خِلَافَتِهِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ " (2) قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ: عَشْرٌ عَشْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ (3)
19562 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَمِعَ بِي مِنْ أُمَّتِي أَوْ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنْ بِي دَخَلَ النَّارَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19486) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفان، وهو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه مسلم (2767) (50) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/97) ، وابن حنان (630) ، والبيهقي في "البعث " (92) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ 13) : أنه قال في الأصابع: سواء.
(3) صحيح لغيره، وهو مكرر (19550) غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد ابن جعفر.
(4) صحيح لغيره، وهو مكرر (19536) غير أن شيخ أحمد هنا هو عفان=(32/332)
19563 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يُكْثِرُ زِيَارَةَ الْأَنْصَارِ خَاصَّةً وَعَامَّةً. فَكَانَ إِذَا زَارَ خَاصَّةً أَتَى الرَّجُلَ فِي مَنْزِلِهِ، وَإِذَا زَارَ عَامَّةً أَتَى الْمَسْجِدَ " (1)
19564 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ " (2)
__________
= وهو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن أبي شيبة (كما في "إتحاف المهرة" 10/25) عن عفّان، بهذا الأسناد.
(1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمّام: هو ابن يحيى العوذي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/173 وقال: رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يُسَمَّ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قال السندي: قوله: أتى المسجد؛ أي: مسجدهم كالقُباء والقبلتين.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. أبو زبيد: هو عَبثَر بن القاسم الزبيدي، ومطرف: هو ابن طريف الكوفي.
وأخرجه أبو عوانة 1/103 من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2053) ، والنسائي في "المجتبى" 6/115، وفي=(32/333)
19565 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَسُرَّ بِهَا، وَعَمِلَ سَيِّئَةً فَسَاءَتْهُ (1) فَهُوَ مُؤْمِنٌ " (2)
__________
= "الكبرى" (5501) عن هنّاد بن السّري، عن أبي زُبيد، به.
وأخرجه البخاري (2544) ، وأبو يعلى (7323) من طريقين عن مطرف، به.
وسلف برقم (19532) .
(1) في (ظ 13) : فأساءته.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، المُطَلب- وهو ابنُ عبد الله بن حَنْطب- لا يُعرف له سماعٌ من الصحابة، فيما نقل الترمذي في "العلل الكبير" 2/964 عن البخاري. وقال أبو حاتم- كما في "المراسيل" ص164-: عامة روايته مرسل. اهـ. وبقيةُ رجاله رجالُ الصحيح. عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي، وعمرو بن أبي عمرو: هو مولى المُطَّلِب بن عبد الله بن حَنْطَب.
وأخرجه البزار (79) "زوائد" عن محمد بن أبان القرشي، والحاكم في "المستدرك" 1/13 و54، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6993) من طريق سعيد بن منصور، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد. وقرن سعيدُ ابنُ منصور بعبد العزيز بن محمد يعقوبَ بنَ عبد الرحمن. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد. وقال الحاكم: قد احتجا برواة هذا الحديث عن آخرهم، وهو صحيح على شرطهما، ولم يخرجاه، إنما أخرجا في خطبة عمر بن الخطاب: "ومن سَرَّتْه حسنتُه وساءتْه سيئتُه فهو مؤمن". قلنا: لم يخرجا للمُطَّلِب في الصحيح، ولم يحتج البخاري بالدراوردي بل روى له مقروناً، ثم إنهما لم يخرجا حديث عمر بن الخطاب المذكور: "ومن سرَّته حسنتُه وساءَته سَيئته، فهو مؤمن". =(32/334)
19566 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى بْنِ (1) زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَذْكُرُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ انْتَظَرْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ. قَالَ: فَانْتَظَرْنَا فَخَرَجَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: " مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟ " قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قُلْنَا: نُصَلِّي مَعَكَ الْعِشَاءَ. قَالَ: " أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ ". ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ.، قَالَ: وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا (2) يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ؛ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ. وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي؛ فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ. وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي؛ فَإِذَا ذَهَبَ (3) أَصْحَابِي أَتَى
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (559) من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/86، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: رجاله رجال الصحيح، ما خلا المُطَّلِب بن عبد الله، فإنه ثقة، ولكنه يُدلِّس، ولم يسمع من أبي موسى، فهو
منقطع.
وفي الباب عن عمر، سلف برقم (114) ، وإسناده صحيح.
وعن عامر بن ربيعة، سلف (15696) .
وعن أبي أمامة عند ابن حبان (176) ، سيرد 5/252، وإسناده صحيح.
(1) تحرفت في (م) إلى "عن".
(2) في (م) : ما.
(3) في (م) و (ق) و (ص) : ذهبت.(32/335)
أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله- وهو ابن المديني- فمن رجال البخاري، ومُجَمِّع بن يحيى بن زيد- ويقال: يزيد- بن جارية، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابنُ حبان (7249) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة مجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية) من طريق علي بن عبد الله ابن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 12/175 مختصراً، ومسلم (2531) ، وأبو يعلى (7276) ، وعبدُ بن حُميد (539) ، والخلال في "السنة" (772) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/94) ، والبيهقي في "الاعتقاد والهداية" ص206، والبغوي في "شرح السنة" (3861) ، والمزي في "تهذيب الكمال" أيضاً من طرق عن حسين بن علي الجُعْفي، به.
وانظر (19506) .
وفي الباب عن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عند الطبراني في "الكبير" 20/ (846) ، و"الأوسط" (7463) ، و"الصغير" (967) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/67- 68، والحاكم في "المستدرك" 3/457، وسكت عنه، ولم يرد عند الذهبي في "التلخيص".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/312. وقال: رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله ثقات. قلنا: هو حديث مرسل، فالمنكدر والد محمد قال أبو حاتم: لا تثبت له صحبة، وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": حديثه مرسل، ولا تثبت له صحبة، ولكنه ولد على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وذكره ابن حبان في التابعين.
وعن ابن عباس مختصراً عند الطبراني في "الأوسط " (4086) و (6683) .
ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/17 وقال: إسناده جيد إلا أن علي بن طلحة لم يسمع من ابن عباس.
قلنا: في إسناد حديثي المنكدر وابن عباس محمد بن سوقة، فنخشى أن=(32/336)
19567 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأُرْدُنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْقَيْنِيِّ (1) قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّ أَبَا مُوسَى حَدَّثَهُمْ قَالَ: لَمَّا هَزَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَوَازِنَ بِحُنَيْنٍ عَقَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ، فَطَلَبَ، فَكُنْتُ فِيمَنْ طَلَبَهُمْ، فَأَسْرَعَ بِهِ فَرَسُهُ فَأَدْرَكَ ابْنَ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ فَقَتَلَ أَبَا عَامِرٍ وَأَخَذَ اللِّوَاءَ. وَشَدَدْتُ عَلَى ابْنِ دُرَيْدٍ فَقَتَلْتُهُ، وَأَخَذْتُ اللِّوَاءَ وَانْصَرَفْتُ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْمِلُ اللِّوَاءَ قَالَ: " يَا أَبَا مُوسَى قُتِلَ أَبُو عَامِرٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ (2) يَقُولُ: " اللهُمَّ عُبَيْدَكَ عُبَيْدًا أَبَا عَامِرٍ اجْعَلْهُ مِنَ الْأَكْثَرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
= يكون حديثاً واحداً اختُلف عليه فيه.
قال السندي: قوله: ثم قلنا: لو انتظرنا، أي: قلنا في أنفسنا، أي: قلنا فيما بيننا، بأن قال بعضنا لبعض.
أمَنَة: بفتحات، أي: أمان لها من الانشقاق.
أتى أصحابي ما يوعدون: من الفتن التي وقعت في حياة الصحابة.
(1) وقع في (م) : القيسي، وهو خطأ.
(2) في (ظ13) : رفع يديه يدعو الله.
(3) حديث صحيح بغير هذه السياقة، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله ابن نُعيم القَيْنِي، قال الذهبي: ليس بشيء، ولانقطاعه، الضحاكُ بنُ عبد الرحمن ابن عرزب قال أبو حاتم: روايته عن أبي موسى مرسلة. كما في "الجرح=(32/337)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والتعديل" 4/459. وقال الحافظ في "إتحاف المهرة" 10/32: يقال: لم يسمع منه. قلنا: وقوله: "أن أبا موسى حدثهم"، يعني حدَّث قومه. الوليد بن مسلم- وإن لم يُصرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد- تابعه يحيى بن حمزة ابن واقد الحضرمي عند الطبراني في "الأوسط" كما سيرد، وهو ثقة. وبقية رجاله ثقات. علي بنُ عبد الله: هو ابن المديني. وأبو عامر الأشعري الوارد ذِكرُهُ في الحديث هو عَمُّ أبي موسى الأشعري، وقال ابن إسحاق: هو ابن عمه. قال الحافظ: والأول أشهر.
وأخرجه أبو يعلى (7222) - وعنه ابن حبان (7191) - من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6734) من طريق يحيى بن حمزة- وهو ابن واقد الحضرمي- عن يحيى بن عبد العزيز الأردُنيِّ، به. وحسَّن إسنادَه الحافظُ في "الفتح" 8/42-43 مع أنه أشار إلى انقطاعه في "إتحاف المهرة" كما نقلنا عنه آنفاَ. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديثُ عن الضحاك، عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بنُ حمزة.
وسياقتُه الصحيحة أخرجها مطولة ومختصرة البخاري (2884) و (4323) و (6383) ، ومسلم (2498) ، والنسائي في "الكبرى" (8781) ، وأبو يعلى (7313) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/91، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/224، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/58، والبيهقي في "الدلائل" 5/152-153، و"الدعوات الكبير" (273) والبغوي في "شرح السنة" (1398) من طريق أبي أسامة، عن بُريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، بلفظ: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس" هذا لفظ البخاري. ولفظ مسلم: "أو من الناس".
وفي الصحيح أيضاً أن أبا موسى رجع فدخل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيته، وهنالك أخبره بخبرِه وخبرِ أبي عامر.
وذكر ابنُ إسحاق- فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 8/42- أن اسم ابنِ=(32/338)
19568 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ مَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى دَمْثٍ إِلَى جَنْبِ حَائِطٍ فَبَالَ. قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ لِأَبِى التَّيَّاحِ: جَالِسًا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَوْلُ قَرَضُوهُ بِالْمَقَراِضينِ (1) ، فَإِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ " (2)
19569 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ (3) حَدِيثِ أَبِي حَرِيزٍ، أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ (4) ، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ. وَمَنْ
__________
= دريد الذي قتل أبا عامر هو سَلَمة، فيما زعموا، ثم نقل الحافظ عن ابن هشام قولاً آخر، فانظره.
وسيرد برقم (19693) .
قال السندي: قوله: بحُنين؛ الباء بمعنى في، متعلقة بهَزَم.
قوله: على خيل الطَّلَب، أي: أميراً عليهم، والطَّلَب بفتحتين: جمع طالب، أو مصدر، أي: على خيل أرسلها لطَلب العدو.
عُبيدك: بالنصب، أي: اجعل عبيدَك.
من الأكثرين: المراد هم الأكثرون خيراً، أو أجراً، ونحو ذلك.
(1) في (م) و (ق) : بالمقاريض، وهي نسخة في (س) .
(2) صحيح لغيره دون قوله: "فإذا بال أحدكم ... " وهو مكرر (19537) غير أن شيخ أحمد هنا هو بهز بن أسد العَمِّي.
(3) في "أطراف المسند" 7/111: (في) بدل (عن) .
(4) في (ظ13) وهامش (ق) : الرحم.(32/339)
مَاتَ مُدْمِنًا لِلْخَمْرِ (1) سَقَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ ". قِيلَ: وَمَا نَهْرُ الْغُوطَةِ؟ قَالَ: " نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِمْ " (2)
__________
(1) في (ظ13) : الخمر.
(2) قوله منه: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمنُ خمرِ، وقاطعُ رحمِ، ومصدقٌ بالسحر" حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي حَرِيز- وهو عبد الله بن الحسن الأزدي- وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين غير عليٌ بنِ عبد الله، هو ابن المديني- فهو من رجال البخاري، والفُضَيْلِ بنِ مَيْسَرة، فقد
روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن سوى الترمذي، وهو صدوق.
وأخرجه ابنُ حبان (5346) من طريق علي ابن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7248) ، وابن حبان (6137) ، والحكم 4/146 من طريقين عن المُعْتَمِر بن سليمان، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد!
ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وتحرف اسم أبي حريز في مطبوع الحاكم إلى أبي جرير.
وأخرجه بَحْشَل في "تاريخ واسط" ص161 من طريق أبي معشر، عن الفضيل بن ميسرة، به. وتحرف اسم فضيل في مطبوعه إلى فضل، واسم أبي حريز إلى أبي جرير.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/74، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.
ولقوله: "ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدّق بالسحر" شاهدٌ من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ: "لا يدخل الجنة صاحبُ خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم ... "، سلف.
برقم (11107) .
وذكرنا بقية شواهده في تخريج حديث ابن عمر، السالف برقم (6180) =(32/340)
• 19570 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ " (1)
__________
= فيُحَسَّن بها الحديث.
قال السندي: قوله: مدمن خمر، أي: ملازمُها، وهو الذي مات بلا توبة.
من فروج المومسات، أي: الزانيات.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وشارك عبدُ الله أباه في سماعه من عبد الله بن محمد، وهو أبو بكر بن أبي شيبة. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه مسلم (2145) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5467) و (6198) ، وفي "الأدب المفرد" (840) ، ومسلم (2145) ، وأبو يعلى (7315) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/62- وابنُ عدي في "الكامل" 2/495، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (20) ، والبيهقي في "السنن" 9/305، وفي "الشُعَب" (8621) و (8622) ، وفي "الآداب" (467) ، والبغوي في "شرح السنة" (2820) من طرق عن أبي أسامة، به.
وزاد البخاري وغيره: ودعا له بالبركة، وكان أكبرَ ولدِ أبي موسى.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12028) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث عائشة، سيرد 6/212.
قال السندي: قوله: وُلد لي، على بناء المفعول.
وحنكه: حَنكَ الصبي، بالتخفيف، وحنَّكَه بالتشديد، وهو أشهر، أي: مضغ تمراً ودَلَكَ به حَنكَه، بفتحتين، وهو ما تحت الذقن، أو أعلى داخل الفم أو الأسفل في طرف مُقَدم اللحيين من أسفلها.(32/341)
19571 - وَقَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ، فَحُدِّثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَأْنِهِمْ فَقَالَ: " إِنَّمَا هَذِهِ النَّارُ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ " (1)
19572 - قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: " بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا " (2)
__________
(1) إسناده إسناد سابقه، وهو صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند ابن أبي شيبة 8/668-669، وأخرجه عنه مسلم (2016) ، وابن ماجه (3770) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6294) ، وفي "الأدب المفرد" (1227) ، ومسلم (2016) ، وأبو يعلى (7293) ، وأبو عوانة 5/336، وابن حبان (5520) ، والبيهقي في "الشعب " (6065) ، والبغوي في "شرح السنة" (3065) من طرق عن أبي أسامة، به.
وذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر عند الرواية (4515) ونزيد عليها حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (8752) ، ولفظه: "أطفئوا السُّرُج، وأغلقوا الأبواب، وخمَّروا الطعام والشراب".
قال السندي: قوله: فحُدِّث؛ على بناء المفعول من التحديث.
(2) إسناده إسناد (19570) وهو صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1732) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد، وقرن بابن أبي شيبة أبا كُريب.
وأخرجه أبو داود (4835) عن عثمان بن أبي شيبة، وأبو عوانة 4/83 عن الحسن بن علي بن عفان وأبي البختري، ثلاثتهم عن أبي أسامة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (416) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه، به،=(32/342)
19573 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ (1) مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ الْأَرْضَ، فَكَانَتْ مِنْهُ طَائِفَةٌ قَبِلَتْ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا نَاسًا فَشَرِبُوا فَرَعَوْا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَسْقَوْا، وَأَصَابَتْ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى. إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً. فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا بَعَثَنِي بِهِ، وَنَفَعَ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ. وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ " (2)
__________
= ولفظه: "تكاتفا ولا تعاصيا، ويسرا ولا تعسرا" وقال: لم يرو هذا الحديث عن زهير إلا عمرو بن عثمان.
وسيرد بأتم منه برقمي: (19699) و (19742) .
وانظر (19508) .
وفي الباب عن أنس سلف برقم (12333) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قال: بشروا: أي: قال له ومن معه من العسكر.
(1) لفظ "إن" ليس في (ظ 13) .
(2) إسناده إسناد (19570) ، وهو صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2282) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (903) عن أبي بكر ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (79) ، ومسلم (2282) ، والنسائي في "الكبرى" (5843) ، وأبو يعلى (7311) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/99- وابن حبان (4) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (12) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (326) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/368، والخطيب في "الفقيه=(32/343)
• 19574 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ
__________
= والمتفقه" 1/48-49، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص11، والبغوي في "شرح السنة" (135) ، وفي "التفسير" الآية (58) من سورة الأعراف من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به.
قال السندي: قوله: كمثل غيث، أي: مطرِ نافع في الطهارة والحياة وكثرة المنافع وشدة الحاجة إليه.
أصاب الأرض: أي: التي هي محلُّ الانتفاع، وقد قسم هذا القسم إلى
قسمين باعتبار اختلاف أنواع الانتفاع، وقابلَه بما لا انتفاع فيه، وهو الذي بينه بقوله: وأصابت طائفة أخرى ... إلخ. فالحاصلُ أن الأرض بالنظر إلى الغيثِ قسمان، والقسمُ الأول منهما قسمان أيضاً.
قبلت: أي: ذلك الغيث.
أجادب: هي صِلاب الأراضي التي تُمسك المياه.
قيعان: جمع قاع، وهو الأرضُ المستوي الذي يسيل عنه الماء، فلا يقبل الماء في باطنه، ولا يُمسِكه على ظاهره حتى يترتب عليه أحد النفعين.
فذلك: المذكورُ من قسمي الأرض وهما محل الانتفاع، وغيرُ محل الانتفاع، نعم قد قسم محل الانتفاع بالماء في الأرض إلى قسمين: ما يُنتفع فيه بعين الماء، وما يُنتفع فيه بثمرات الماء بينهما، على أن محل الانتفاع بالعلم في الناس قسمان: قسم ينتفع فيه بعينِ العلم، كأهل الرواية والحديث،
وقسم يُنتفع فيه بثمراتِ العلم، كأهل الدراية والفقه، وبهذا اندفع توهُم أن المذكور في جانب المُشَبه به ثلاثةُ أقسام، وفي جانب المُشَبه قسمان. ومنشأُ ذلك التوهُّم هو قِلةُ النظر في نظم الحديث، وإلا فلا يخفى على الناظر أن قوله: "وأصابت طائفةَ أخرى" عطف على قوله: "أصاب الأرضَ" ذُكر مقابلاً
له، وقولُه: "فكانت منه طائفةٌ" تقسيمٌ للقسم الأول، والله تعالى أعلم.(32/344)
وَصَلَّى وَقَالَ: " اللهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي، وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي " (1)
19575 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَالْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ،
__________
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد- وإن يكن رجالُه ثقات، وصححه النووي في "الأذكار"- قال الحافظ في "نتائج الأفكار" ص268: في الحكم على الإسناد بالصحة نظر، لأن أبا مِجْلَز (وهو لاحق بن حميد السدوسي) لم يَلْقَ سَمُرة بن جندب ولا عمران بن حصين، فيما قاله عليُّ ابنُ المديني،
وقد تأخرا بعد أبي موسى، ففي سماعه من أبي موسى نظر، وقد عُهد منه الإرسالُ ممن لم يلقَه، ورجالُ الإسناد رجالُ الصحيح إلا عبّاد بن عبّاد، والله أعلم.
وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 10/281، وعنه أخرجه أبو يعلى (7273) .
واختُلف على معتمر بن سليمان في بعض ألفاظه:
فرواه عنه ابنُ أبي شيبة بلفظ هذه الرواية: "اللهم أصلح لي ديني، ووسع عليَّ في ذاتي، وبارك لي في رزقي".
ورواهُ محمدُ بنُ عبد الأعلى عند النسائي في "الكبرى" (9908) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (80) - ومن طريقه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (28) ، ومحمدُ بنُ الفضل عارم، ومحمد بنُ أبي بكر المُقَدَّمي عند الطبراني في "الدعاء" (656) ثلاثتهم عن معتمر بن سليمان، به، بلفظ: "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي".
وبهذا اللفظ سلف من حديث رجل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (16599) ، وإسناده ضعيف.
ومن حديث أبي هريرة عند الترمذي (3500) ، وإسناده ضعيف كذلك.
وبهذين الشاهدين يحسن الحديث.
قال السندي: قوله: في ذاتي؛ بشرح الصدر، وسعة الخلق.(32/345)
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ". قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد - هو ابن سلمة- من رجاله، وقد روى عن الجُرَيري- وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط، وعلي بنُ زيد- وهو ابن جدعان- متابع، وقد روى له مسلم متابعة، وبقية رجاله ثقات رجالُ الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم الصفَار، وأبو عثمان النهدي: هو عند الرحمن ابن مَل.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الربيع بن حبيب في "مسنده" (825) ، وأبو داود (1526) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/41) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5788) ، والطبراني في "الصغير" (1177) ، و"الدعاء" (1665) و (1666) ، والخطيبُ في "تاريخ بغداد" 11/32 من طرق عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد. ولم يذكر الربيع بنُ حبيب عليَّ بنَ زيد والجُرَيري،
وجاء عند الطبراني في "الصغير" و"الدعاء" (1666) : عن حماد بن سلمة، عن عليَّ بن زيد، وحَبِيب بن الشهيد، وقَرَن بهما في "الدعاء" الجُريريَ. وتحرف في مطبوع "إتحاف المهرة" إلى: حماد بن سلمة وعلي بن زيد والجريري.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1663) و (1669) و (1670) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/12، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/143-144 من طرق عن أبي عثمان، به.
وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19520) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7966) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
ويستدرك: وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة أُسْري به مَر على إبراهيم ... فقال له: "مُرْ أُمَّتك، فليُكْثِروا من غراس الجنة، فإن=(32/346)
19576 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لَا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ " وَرُبَّمَا قَالَ عَفَّانُ: لِكُلِّ زَاوِيَةٍ (1)
__________
= تربتها طيبة، وأرضها واسعة، قال: وما غراس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله" سيرد 5/418.
قال السندي: قوله: على كنز، أي على ما يُتوصل به إلى كنز من الأجر في الجنة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وأبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي، وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري. يقال: اسمه عمرو، ويقال: عامر.
وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/114) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3243) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/114) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (608) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (332) من طرق عن همام، به.
وأخرجه مسلم (2838) (23) من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجَوْني، به.
وعند البخاري: "ثلاثون ميلاً".
ثم علق البخاري رواية "ستين ميلاَ" بصيغة الجزم، فقال: قال أبو عبد الصمد (وهو عبد العزيز بن عبد الصمد) والحارثُ بن عبيد، عن أبي عمران: "ستون ميلاً".
قلنا: طريق أبي عبد الصمد وصلها البخاري، كما سيرد في تخرج الحديث (19681) ، وطريق الحارث بن عبيد وصلَها مسلمٌ، كما سلف قريياً.=(32/347)
19577 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدٍ (1) أَوْ سُوقٍ أَوْ مَجْلِسٍ وَبِيَدِهِ نِبَالٌ فَلْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا " قَالَ أَبُو مُوسَى: " فَوَاللهِ مَا مِتْنَا، حَتَّى سَدَّدَهَا (2) بَعْضُنَا فِي وُجُوهِ بَعْضٍ " (3)
__________
= وسيرد بالأرقام (19681) (19683) (19761) (19762) .
وانظر (19682) .
(1) في (ظ 13) : بمسجد.
(2) في (ظ 13) و (ق) : سدد بها. ورواية مسلم: سددناها.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد- وهو ابن سلمة- من رجاله، وروى له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وثابت: هو البناني.
وأخرجه أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/65 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2615) (123) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/65، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3386) ، والبغوي في "شرح السنة" (2576) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وعند مسلم: فليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها.
وجاء عند البغوي بعد قوله: "فليأخذ بنصالها": يمدُّ بهن صوته.
وسلف مطولاً برقم (19488) .
قال السندي: قوله: نِبال؛ بكسر نون، جمع نَيل، بفتح فسكون، كالنصال، جمع نصل، والنبلُ: هو السهام التي لا نِصال لها.
قوله: حتى سدَّدها؛ أي النبال والنصال، يُريد ما جرى بين الصحابة من الفتن، فإن ذاك خلافُ مقتضى هذا الأمر، والله تعالى أعلم.(32/348)
19578 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَابِتٍ يَعْنِي ابْنَ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اسْتَعْطَرَتِ الْمَرْأَةُ فَخَرَجَتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ كَذَا وَكَذَا " (1)
__________
(1) إسناده جيد، ثابت بن عمارة، بسطنا الكلام عليه في الرواية (19513) . وبقية رجاله رجال الصحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وغُنيم: هو ابن قيس.
وأخرجه أبو داود (4173) عن مسدد، والترمذي (2786) عن محمد بن بشار، كلاهما عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. زاد أبو داود: "قال قولاً شديداً". ولفظُ الترمذي: "والمرأةُ إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا" يعني زانية. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلنا: وجاء عنده
مطولاً بزيادة: "كُل عين زانية" في أوله، وسلفت هذه الزيادة برقم (19513) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/153، وفي "الكبرى" (9422) ، وابن خزيمة (1681) ، وابن حبان (4424) ، والبيهقي في "السنن" 3/246، و"الشعب" (7815) ، و"الآداب" (758) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/355، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة غنيم بن قيس)
من طرق عن ثابت بن عمارة، به، وعندهم- إلا المزي- بدل كذا وكذا: "فهي زانية"، وسيرد بهذا اللفظ في الروايتين (19711) و (19747) ، وزاد المزي بعد قوله: "كذا وكذا": "تكلم به، يعني باتت فاعلة" وعنده: "فوجدوا ريحها" بدل: "ليجدوا". وزاد ابنُ خزيمة، وابنُ حبان، والبيهقي: "وكل عين زانية".
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/26 عن وكيع، والدارمي (2646) عن أبي عاصم، كلاهما عن ثابت بن عمارة، عن غنيم بن قيس، عن أبي موسى، موقوفاً. ولفظ رواية وكيع: "أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها، لم تُقبل لها صلاة، حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة". وزاد الدارمي: "وكل عين زانية" وقال آخر من حديثه: وقال أبو عاصم: يرفعه بعضُ أصحابنا.
وسيأتي برقم (19711) و (19747) .=(32/349)
19579 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " أَوَ " مَا تَدْرِي مَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ (1) " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (2)
19580 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، (3) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (4)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7356) .
(1) قوله: "أو: ما تدري ما كنز من كنوز الجنة" ليس في (ظ 13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ النَّهدي.
وأخرجه مسلم (2704) (47) من طريق النضر بن شميل، عن عثمان بن
غياث، بهذا الإسناد.
وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19520) .
(3) قوله (وحدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عُبيد الله، حدثني نافع) سقط من (ظ13) .
(4) حسن، وهذا إسناد منقطع، سعيد بن أبي هند لم يَلْقَ أبا موسى الأشعري، فيما ذكر أبو حاتم، كما في "المراسيل" ص67، وقد بسطنا الاختلاف فيه على سعيد بن أبي هند في الرواية (19501) ، ورجالُه ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومحمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه أبو يعلى (7290) ، والدارقطني في "العلل" 7/240، والحاكم=(32/350)
19581 - حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَأْذَنَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ (1) . فَرَجَعَ فَقَالَ: أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ آنِفًا؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَاطْلُبُوهُ. قَالَ: فَطَلَبُوهُ. فَدُعِيَ. فَقَالَ:
__________
= 1/50 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وقرن أبو يعلى والدارقطنيُّ بيحيى بشرَ بنَ المفضل.
وأخرجه عبدُ بنُ حميد (547) ، والحاكم 1/50، والبيهقي في "السنن" 10/215، وفي "السنن الصغير" (4263) من طريق محمد بن عبيد، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه لوهمِ وقع لعبد الله بن سعيد ابن أبي هند لسوء حفظه. ووافقه الذهبي! مع أن إسناده منقطع كما أسلفنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/735- ومن طريقه ابن ماجه (3762) - من طريق عبد الرحيم بن سليمان وأبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري في "الأدب المفرد" (1277) من طريق زهير بن معاوية، والدارقطني في "العلل" 7/240 من طريق عبد الله ابن المبارك، أربعتهم عن عبيد الله العمري، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1441 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن نافع، به.
وأخرجه الحاكم 1/50 من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن سعيد بن أبي هند، به.
وأخرجه الطيالسي (510) ، ورواه أيوب السختياني- فيما ذكر البيهقي في "السنن" 10/215- كلاهما عن نافع، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى، موقوفاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 13/175: الذين رفعوه ثقات يجب قبولُ زيادتهم، وفي قول أبي موسى: "فقد عصى الله ورسوله " ما يدل على رفعه.
وسلف برقم (19501) .
(1) في (ظ 13) و (م) وها مش (س) يؤذن.(32/351)
مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: " اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ. كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا ". فَقَالَ: لَتَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ بِالْبَيِّنَةِ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ. قَالَ: فَأَتَى مَسْجِدًا أَوْ مَجْلِسًا لِلْأَنْصَارِ (1) فَقَالُوا: لَا يَشْهَدُ لَكَ إِلَّا أَصْغَرُنَا. فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: فَشَهِدَ لَهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: خَفِيَ هَذَا عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْهَانِي عَنْهُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ " (2)
__________
(1) في (ظ 13) : فأتى مجلساً أو مسجداً للأنصار.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وابنُ جريج: هو عبدُ الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث عند البخاري ومسلم، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه البخاري (7353) ، ومسلم (2153) (36) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (2062) وفي "الأدب المفرد" (1065) ، ومسلم (2153) (36) ، وأبو داود (5182) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1581) ، وابن حنان (5807) من طرق عن ابن جريج، به.
وسلف برقم (19510) .
قولُه: فقالوا: لا يشهدُ معك إلا أصغرُنا، القائلُ هو أبيُّ بن كعب كما هو مصرح به عند مسلم (2153) (33) .
قال السندي: قولُه: فقال: ألم أسمع ... أي: قال عمر ذلك.
بالبينة: أي الشاهد، ولو كان واحداَ، قال ذلك تثبيتاَ خوفاَ من أن كُل من اعترض عليه بشيء يدَّعي أنه حديث، وإلا فَخَبَرُ الآحاد مقبول، ويُحتمل أنَّ قبول خبر الآحاد عنده مقيدٌ بما إذا لم يكن المحل محل تهمة، بأن اعترض على الرجل، فأتى بالحديث لدفع الاعتراض عن نفسه، وحيئذٍ لا بُد من البينة في قبول خبرِ الآحاد، والله تعالى أعلم. =(32/352)
19582 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ: حَدَّثَنِي قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ. جَاءَ مِنْهُمُ الْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثُ، وَالطَّيِّبُ وَالسَّهْلُ، وَالْحَزْنُ وَبَيْنَ ذَلِكَ " (1)
__________
= إلا أصغرُنا: ليظهر أن أصغر الأنصار قد علم ما خَفِيَ على أكبر المهاجرين، وهو عمر.
ألهاني: جعلني غافلاً عنه.
الصفْقُ بالأسواق: أي: التجارة.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير قَسَامة بن زهير، فقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة قَسَامة بن زهير) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2955) ، والطبري في "التفسير" (645) ، وفي "التاريخ" 1/91، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص64، وأبو الشيخ في "العظمة" (1017) من طريقي يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود (4693) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 64، وابن
حبان (6181) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1018) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/43، وأبو داود (4693) ، والترمذي =(32/353)
19583 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَشْعَرِيَّ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
19584 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّهُ سَأَلَهُ سَائِلٌ.
__________
= (2955) ، والطبري في "التفسير" (645) ، وفي التاريخ 1/91، وابن خزيمة في "التوحيد" ص64، وابن حبان (6160) ، وأبو الشيخ في "العظمة"
(1017) ، والحاكم 2/261-262، وأبو نعيم في "الحلية" 8/135، والبيهقي في "السنن" 9/3، وفي "الأسماء والصفات" (815) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/613 (مخطوط نشر دار البشير) من طرق عن عوف، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وسيأتي في الحديث الذي يليه، وبرقم (19642) .
وفي الباب عن ابن عباس عند البيهقي في "الأسماء والصفات" (817) .
قال السندي: قوله: من قَبْضَة؛ بفتح القاف أو ضمها، كغَرْفة وغُرفة، والفتح أشهر.
على قدر الأرض، أي: على لونها وصفاتها من الخبيث والطيب.
والخبيثُ والطيبُ: هما الكافر والمؤمن، قال تعالى: (والبلدُ الطَّيبُ يخرجُ نَبَاتُه بإذن ربِّه والذي خَبُثَ لا يخرج إلا نكِدًا) [الأعراف: 58] هو مَثَل لهما.
والسهلُ: هو الذي فيه رِفْق.
والحَزْن: هو الذي فيه شدة في الخُلُق، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو روح: وهو ابن عُبادة.(32/354)
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ " (1)
19585 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لَقَدْ ذَكَّرَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَاةً
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والمراد بقوله: "عن أبيه" جدُّه الأدنى، وهو أبو بردة بن أبي موسى، وبقوله: "عن جده"، جدُه الأعلى، وهو أبو موسى.
وأخرجه البخاري (1432) - ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (619) - من طريق عبد الواحد بن زياد، والبخاري أيضاً (6028) و (7476) ، والترمذي (2672) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/99) ، وأبو يعلى (7296) ، والقضاعي (621) ، والبيهقي في "السنن" 8/167، وفي "الشُّعب" (7612) و (7613) ، وفي "الآداب" (114) من طريق أبي أسامة حماد بن
أسامة. والحُميدي (771) ، وأبو داود (5131) و (5133) من طريق سفيان بن عيينة، وأبو عوانة أيضاً من طريق أبي أحمد الزبيري وأبي يحيى الحماني، خمستُهم عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به.
وسيرد برقم (19706) ، ومطولاً برقم (19667) .
وانظر (19512) .
وفي الباب عن معاويه عند أبي داود (5132) ، والنسائي 5/78.
وعن جابر عند ابن عدي في "الكامل" 4/1505.
وعنه أيضاً بإسناد آخر عند البيهقي في "الشعب" (7650) وفيه قصة.
قال السندي: قوله: اشفعوا، أي: للسائل.
تؤجروا: لقول الله تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شفاعة حسنةً يكُنْ له نصيبٌ منها) [النساء:85] .(32/355)
صَلَّيْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَسِينَاهَا، وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ تَرَكْنَاهَا عَمْدًا، " يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ، وَإِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ " (1)
19586 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ دَيْلَمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، فَكَانَ يَقُولُ لَهُمْ: " يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19494) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح الرؤاسي.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حكيم بن دَيْلَم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة؛ فقد وثقه سفيان الثوري في رواية، ويحيى بن معين، والنسائي، وابن حبان، والعجلي، وابن شاهين، وابن خلفون، والخطيب، وابن عبد البر،
والذهبي. وقال أحمد وسفيان الثوري في رواية أخرى: شيخ صدق. وقال أبو حاتم: لا بأس به، ثم قال: وهو صالحٌ يكتب حديثه ولا يحتجُّ به. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى.
وأخرجه أبو داود (5038) ، والبيهقي في "الشعب" (9351) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2739) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (940) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/302، وفي "شرح مشكل الآثار" (4014) ، وابن السني في "عمل=(32/356)
19587 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ. يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ. حِجَابُهُ النَّارُ لَوْ كَشَفَهَا لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ " ثُمَّ قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَةَ {نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ، وَمَنْ حَوْلَهَا،
__________
= اليوم والليلة" (262) ، والحاكم 4/268، والبيهقي في "الشعب" (9351) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/302، وفي "شرح مشكل الآثار" (4015) من طريق أبي حذيفة- وهو موسى بن مسعود النهدي- عن سفيان، عن حكيم بن الديلم، عن الضحاك- وهو ابن مزاحم الهلالي- عن أبي بردة، به. وأبو حذيفة سيىء الحفظ.
وفي الباب عن ابن عمر عند البيهقي في "الشُّعب" (9352) قال: اجتمع المسلمون واليهود عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشمَّته الفريقان جميعاً، فقال للمسلمين: "يغفر الله لكم، ويرحمنا الله وإياكم" وقال لليهود: "يهديكم الله، ويصلح بالكم". قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عن أبيه، وهو ضعيف.
وفي باب تشميت العاطس المسلم عن أبي هريرة سلف برقم (8631) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: يتعاطسون، أي: يتكلَّفون في العطسة، والمراد يتعاطسون، ويحمدون، والحديثُ يدلُّ على أن الكافر لا يُدعى له بالرحمة، وإن كانت رحمةُ الدنيا شاملة، لقوله تعالى: (ورحمتي
وَسِعَتْ كلَ شيء) [الأعراف: 156] بل يُدعى له بالهداية، وصلاحِ البال.(32/357)
وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (1) [النمل: 8]
__________
(1) إسناده صحيح. المسعودي- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن كان قد اختلط- سمع وكيع منه قبل الاختلاط. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (196) ، وأبو يعلى (7262) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (491) ، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص20، والآجري في "الشريعة" ص304-305، وأبو الشيخ في "العظمة" (119) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (394) و (671) من طرق عن المسعودي، به.
وسلف بنحوه برقم (19530) ، وسيأتي بنحوه مطولاً برقم (19632) ، وانظر تمام تخريجه هناك.
قال السندي: قوله: حجابه النار، الحجاب: هو الحائل بين الرائي والمرئي، والمرادُ ها هنا: هو المانعُ للخلقِ عن إبصاره في دار الفناء، ولا كلام في دار البقاء، فلا يَرِدُ أن الحديث يدل على امتناع الرؤية في الآخرة، وكذا لا يَرِدُ أنه ليس له مانع عن الإدراك، فكيف قيل: حجابه؟ ثم إنه جاء في
روايات هذا الحديث: "حجابه النور" وفي هذه الرواية: "النار" موضع "النور".
والمراد واحد. والمعنى أن حجابه على خلاف الحجب المعهودة، فهو محتجبٌ عن الخلق بأنوار عِزه وجلالِه، وسَعة عظمته وكبريائه، وذلك هو الحجابُ الذي تدهش دونه العقولُ، وتذهب الأبصار، وتتحير البصائر، ولو كشف ذلك الحجاب، وتجلَّى لما وراءه من حقائق الصفات وعظمة الذات، لم
يبق مخلوق إلا احترق، وهذا معنى قوله: لو كشفها، أي: رفعها وأزالها، وهذا هو المتبادر من كشف الحجاب، ويُفهم من كلام بعضهم أن المراد: لو أظهرها.
سُبُحات وجهه؛ السُّبُحات: بضمتين، جمع سُبْحة، كغُرفة وغُرُفات، وفسر سبحات الوجه بجلالته، وقيل: أضواء وجهه، وقيل: محاسنه، لأنك إذا رأيت الوجه الحسن، قلت: سبحان الله، وقيل: قال بعض أهل التحقيق: إنها الأنوار=(32/358)
19588 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرَى أَنَّ عَبْدَ اللهِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ " أَوْ مَا ذَكَرَ مِنْ هَذَا (1)
__________
= التي إذا رآها الراؤون من الملائكة سبَّحوا وهلّلوا لما يَرُوعهم من جلال الله وعظمته. قلت: ظاهر الحديث يفيد أن سُبُحاتِ الوجه لا تظهر لأحد، وإلا لأحرقت المخلوقات، فكيف يقال: إن الملائكة يرونها؟!
كل شيء أدركه بصره، أي: كل مخلوق أدرك ذلك المخلوقَ بصرُه تعالى، ومعلوم أن بصره محيط بجميع الكائنات مع وجود الحجاب، فكيف إذا كُشف، فهذا كناية عن هلاك المخلوقات أجمع، وقيل: المراد أدرك اللهَ تعالى بصرُ ذلك المخلوق، أي: كل من يراه يهلك، وكأنهم راعوا أن الحجاب مانع
عن إبصارهم، فعند الرفع ينبغي أن يُعتبر إبصارهم، وإلا فإبصاره تعالى دائمي، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مسلم (2460) (111) ، والنسائي في "الكبرى" (8263) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/7- والطبراني في "الكبير" (8498) ، والدارقطني في "العلل" 7/225، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/110 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3763) و (4384) ، ومسلم (2460) (110) ، والترمذي (3806) ، والنسائي في "الكبرى" (8388) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/7- والطبراني في "الكبير" (8497) ، والحاكم 3/314- 315، والبغوي في "شرح السنة" (3946) من طرق عن أبي إسحاق، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقال الحاكم:
صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه! قلنا: بل هُوَ في "الصحيحين" كما=(32/359)
19589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ " (1)
__________
= تقدم. ولفظه عند البخاري: قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حيناً ما نرى إلا أن عبد الله بنَ مسعود رجلٌ من أهل بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما نرى من دخوله ودخول أُمَه على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطيالسي (532) عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال الأشعري: لقد أتيت ... لم يذكر الأسود، ولعله سقط من المطبوع.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/124 من طريق عمرو بن حكام، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبي موسى. وكذلك قال عفان، عن شعبة، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/225، وذكر أيضاً أن يعقوب الحضرمي قال في إسناده عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال شعبة: لا
أدري هو عن أبي الأحوص أَوْ لا؟ وقال أيضاً: وقال قائل عن أبي إسحاق، عن عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي موسى. ثم قال: وقول الثوري ومن تابعه هو الصواب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدُ الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السُّلمي.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6099) وفي "الأدب المفرد" (389) ، والنسائي في "الكبرى" (7708) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1063) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (642) من طريق يحيى القطّان كذلك، عن الأعمش، لم يذكر بينهما سفيانَ الثوري.
وسلف برقم (19527) .(32/360)
19590 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَخًا لِأَبِي مُوسَى كَانَ يَتَسَرَّعُ فِي الْفِتْنَةِ، فَجَعَلَ يَنْهَاهُ وَلَا يَنْتَهِي فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ أَرَى أَنَّ (1) سَيَكْفِيكَ مِنِّي الْيَسِيرُ، أَوْ قَالَ: مِنَ (2) الْمَوْعِظَةِ دُونَ مَا أَرَى، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، (3) فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ ". فَقِيلَ (4) : هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: " إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ " (5)
__________
(1) في (م) ونسخة في (س) : أنه.
(2) في نسخة في (س) : مني.
(3) قوله: "فقتل أحدهما الآخر" ليس في (ص) .
(4) في (م) ونسخة في (س) : "قالوا: يا رسول الله" بدل: "فقيل".
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، الحسن- وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى. وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَية، ويونس: هو ابن عبيد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/125-126، و"الكبرى" (3589) من طريق إسماعيل ابن عُلَية، بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (19609) (19676) (19751) .
وله شاهد من حديث أبي بكرة عند البخاري (31) ، ومسلم (2888) ، سيرد 5/41 و43 و46-47.
قال السندي: قوله: هذا القاتل، الخبر مُقدَرٌ، أي: استحقَّ النارَ بقتله، ويمكن أن يكون "القاتل" هو الخبرَ، أي: هذا الذي صدر منه الفعل هو القاتل، فاستحقاقُه للنار واضحٌ.
أراد قتلَ صاحبِه، أي: إرادةً مقرونةً بفعل التوجه بالسيف نحوه، فليس هذا مجرد الإرادة، فلا يصلح الحديث دليلاً لمن جوز المؤاخذة بالنية، والله تعالى=(32/361)
19591 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَقَدَّمَ فِي طَعَامِهِ لَحْمَ دَجَاجٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مَوْلًى، فَلَمْ يَدْنُ. قَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: ادْنُ؛ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مِنْهُ. قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ، فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَطْعَمَهُ أَبَدًا. فَقَالَ: ادْنُ أُخْبِرْكَ عَنْ ذَلِكَ. إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ وَهُوَ يَقْسِمُ نَعَمًا مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ. قَالَ أَيُّوبُ: أَحْسِبُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ. فَقَالَ: " لَا. وَاللهِ مَا (1) أَحْمِلُكُمْ وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ ". فَانْطَلَقْنَا فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَهْبِ إِبِلٍ. فَقَالَ: " أَيْنَ هَؤُلَاءِ الْأَشْعَرِيُّونَ؟ " فَأَتَيْنَا فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى فَانْدَفَعْنَا، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَحْمِلُهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا فَحَمَلَنَا، فَقُلْتُ نَسِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ، وَاللهِ لَئِنْ تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا، ارْجِعُوا بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْنُذَكِّرْهُ يَمِينَهُ، فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَيْنَاكَ نَسْتَحْمِلُكَ فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلْتَنَا، فَعَرَفْنَا أَوْ ظَنَنَّا أَنَّكَ نَسِيتَ (2) يَمِينَكَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْطَلِقُوا فَإِنَّمَا حَمَلَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، إِنِّي وَاللهِ إِنْ شَاءَ اللهُ لَا
__________
= أعلم.
(1) في (ظ13) : لا.
(2) في (ظ13) : أنك كنت نسيت.(32/362)
أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيه، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، والقاسم التميمي: هو ابن عاصم الكليبي.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الدارمي (2055) ، والبخاري (6721) ، ومسلم (1649) (9) ، والترمذي في "الشمائل " (158) ، والنسائي في "المجتبى" 7/206، وفي "الكبرى" (4859) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة زَهْدم) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4385) من طريق عبد السلام بن حرب، و (5518) و (6680) وبإثر (6721) من طريق عبد الوارث، والحميدي (766) ، ومسلم (1649) (9) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن أيوب، به.
وأخرجه مسلم (1649) (9) أيضاً، والبيهقي 10/31 من طريق الصعِق بن حَزْن، عن مطر الورْاق، عن زهدم، به.
قال الدارقطني في "التتبع" ص169: الصَّعِق والمطر ليسا بالقويين، ومع ذلك فمطر لم يسمعه من زَهْدَم، وإنما رواه عن القاسم بن عاصم، عنه.
فتعقبه أبو العباس القرطبي في "المفهم" 4/630 فقال: وهذا لا عتب على مسلم فيه، ولا نقص يلحق كتابَه بسبب ذلك، لأنه قد أخرج الحديثَ من طرق كثيرة صحيحة، ثم أردف هذا السندَ بعد تلك الطرق الصحيحة المتصلة، ولذلك قال فيه: عن زهدم قال: دخلتُ على أبي موسى، وهو يأكل لحم
دجاج، وساق الحديث بنحو حديثهم، وزاد فيه: قال: إني والله ما نسيتُ.
فذكره مُردفاً لأجل هذه اللفظة الزائدة، ثم هذا على ما شَرَطَه في أول كتابه، حيث قَسَم الأسانيدَ إلى ثلاثة أقسام وثلاث طبقات. فهذا السندُ من الطبقة الأخيرة التي هي دون من قبلها، وفيها مغمزْ بوجه ما، وهذا يدل على أنه أدخل الثلاثَ الطبقات في كتابه، خلافاَ لمن زعم أنه لم يُدخل فيه من الطبقة=(32/363)
19592 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَقُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ فِيهِ دَجَاجٌ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ. (1)
__________
= الثالثة أحداً. قلنا: وقال نحوه النوويُّ في "شرح مسلم" 11/113.
وانظر (19519) و (19558) .
وسيكرر برقم (19637) .
وقوله: "وفي القوم رجلٌ من بني تيم الله أحمر" قد حقق الحافظُ في "الفتح" 9/647 أن المراد به زهدمٌ نفسُه، وهو صاحبُ القصة، كما جاء مُصرَّحاً به في روايات أخرى، وبسطنا ذلك في الرواية
(19554) ، وانظر ما قيل في نسبته إلى بني تيم الله الرواية (19593) .
ووقع في الرواية السالفة برقم (19558) : أَمَرَ لنا بثلاث ذَوْدٍ، وفي هذه الرواية: أمر لنا بخمس ذَوْد. قال الحافظ في "الفتح" 11/604: لعل الجمع بينهما يحصُلُ من الرواية التي تقدمت في غزوة تبوك بلفظ: "خذ هذين القرينين"، فلعل روايةَ الثلاث باعتبار ثلاثة أزواج، وروايةَ الخمس باعتبار أن
أحد الأزواج كان قرينه تبعاً، فاعتَدَ به تارة، ولم يعتدَ به أخرى. ويمكن أن يُجمع بأنه أمر لهم بثلاث ذَوْدٍ أولاً، ثم زادهم اثنين، فإن لفظ زهدم: "ثم أُتي بنَهْب ذَوْدٍ غُر الذرى فأعطاني خمس ذود"، فوقعت في رواية زهدم جملةُ ما أعطاهم، وفي رواية غيلان عن أبي بردة مبدأُ ما أَمر لهم به، ولم يذكر الزيادة، وأما روايةُ "خذ هذين القرينين ثلاث مرار" وقد مضى في المغازي بلفظ أصرح
منها، وهو قوله: "ستة أَبْعِرَة" فعلى ما تقدم إن تكون السادسة كانت تبعاً، ولم تكن ذروتها موصوفة بذلك.
وقوله: غرّ الذرى: الغرّ: البيض جمع الأغرّ وهو الأبيض.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام=(32/364)
19593 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1) حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ يُقَالُ لَهُ: زَهْدَمٌ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَأُتِيَ بِلَحْمِ دَجَاجٍ فَذَكَرَهُ. (2)
19594 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، وَعَنْ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، (3) عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ:
__________
= الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وهو بتمامه في "مصنف" عبد الرزاق برقم (16035) .
وسلف لفظه بتمامه في الحديث قبله.
وسلف مختصراً برقم (19519) .
(1) قوله: حدثنا سفيان، سقط من (م) و (ص) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل عبد الله بن الوليد- وهو العدني- وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وهو مكرر ما قبله.
وسلف بتمامه برقم (19591) .
وسلف مختصراً برقم (19519) .
وقد وُصِفَ زَهْدَمٌ هنا بأنه من بني تيم الله، ووُصف في الروايات الأخرى بأنه جَرْمي، فذكر الحافظ في "الفتح" 9/647 أنه لا بُعْدَ في أن يُنْسَبَ زهدم إلى بني تيم الله تارة، وإلى بني جَرْم تارة أخرى، وقال: جَرْمٌ قبيلة في قُضاعة يُنسبون إلى جَرم بن زبّان- بزاي وموحدة ثقيلة- ابن عمران بن الحاف بن قضاعة، وتيمُ الله بطنٌ من بني كلب، وهم قبيلةٌ في قُضاعة أيضاً، يُنسبون إلى تيم الله بن رُفَيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، فحلوان عمّ جَرْم. قال الرشاطي في "الأنساب": وكثيراً ما يَنْسِبُون الرجل إلى أعمامه.
(3) تحرف في (م) إلى التيمي.(32/365)
كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْأَشْعَرِيِّ إِخَاءٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَمَعْنَاهُ (1)
19595 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَنَا وَسُنَّتَنَا فَقَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] : فَقُولُوا: آمِينَ. يُجِبْكُمُ اللهُ تَعَالَى، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا: رَبَّنَا (2) لَكَ الْحَمْدُ يَسْمَعِ اللهُ لَكُمْ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم الصفّار، ووُهَيب: هو ابن خالد الباهلي، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه مسلم (1649) (9) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/50 -51، وفي "السنن الصغير" (3999) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
ووقع في مطبوع "السنن الصغير": عن أبي قِلابة، عن القاسم التميمي، وهو خطأ.
وأخرجه مختصراً ابن حبان (5222) من طريق سهل بن بكار، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص200 من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن وُهيب، به. لم يذكرا القاسم التميمي.
وأخرجه بتمامه البخاري (6649) و (7555) وبإثر (6721) ، ومسلم (1649) (9) ، والبيهقي 10/50-51 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب، به.
وسلف مختصراً برقم (19519) ، وبتمامه برقم (19591) .
(2) في (ظ13) ونسخة في (س) : اللهم ربَّنا.(32/366)
يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَتِلْكَ بِتِلْكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حِطَّان بن عبد الله الرَّقَاشي من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل- وهو ابن عُلية- روى عن سعيد- وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، كما نقل ابنُ رجب عن العجلي في "شرح علل الترمذي" ص568.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/96-97، وفي "الكبرى" (904) من طريق إسماعيل ابن عُلَية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الدارمي (1312) و (1358) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/221، 238، 264-265 من طريق سعيد بن عامر، وابنُ أبي شيبة 1/252-253، 292، 352- ومن طريقه مسلم (404) (63) ، وابنُ حبان في "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 10/19- عن حماد ابن أسامة، وابنُ ماجه (901) ، وابنُ خزيمة (1584) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 6/147 من طريق ابن أبي عدي، وابنُ ماجه أيضاً من طريق عبد الأعلى السامي، والنسائي في "المجتبى" 2/196-197، وفي "الكبرى" (651) من طريق خالد بن الحارث، وأبو يعلى (7224) من طريق يزيد بن زريع، وابنُ خزيمة (1584) من طريق عبدة بن سليمان، والدارقطني في
"السنن" 1/330- ومن طريقه البيهقي 2/156- من طريق سالم بن نوح، ثمانيتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به. وقرن ابنُ ماجه بسعيد بن أبي عروبة هِشاماً الدستوائي، وسترد رواية هشام الدستوائي برقم (19665) ، وقرن الدارقطني بسعيد عُمرَ بنَ عامر، وجاء عنده من رواية سالم بن نوح زيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا". قال الدارقطني: سالم بن نوح ليس بالقوي. قلنا: يريد الدارقطني توهين هذه الزيادة، وسترد في رواية سليمان التيمي برقم (19723) ونفصلُ القول فيها هناك.
وزاد النسائي وابنُ ماجه وأبو يعلى عقب ألفاظ التشهد: "سبع كلمات، وهي تحية الصلاة". قال سعيد- كما في رواية أبي يعلى-: فلا أدري أفي قول أبي موسى كان ذلك، أو شيءٌ كان قتادة يقوله، يعني بقوله:=(32/367)
19596 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: عَفَّانُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا (1) فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
= "سبع كلمات".
وسلف برقم (19504) .
وفي باب قوله: "إنما الإمام ليؤتم به.." عن أبي هريرة سلف برقمي (7144) و (8889) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: "ليُؤتم به"، أي: ليُقتَدَى به، وقوله: "فإذا كبر ... إلخ" تفصيل للاقتداء به.
يُجبكم الله: جوابُ الأمر، أي: يستجب لكم.
يسمعِ اللهُ: بالجزم، جوابُ الأمر، أي: يستجب لكم.
فتلك بتلك، أي: فزيادةُ إمامكم عليكم في الركوع آخراً بمقابلة زيادة إمامكم عليكم في الركوع أولاً.
قلنا: ويردُ بسطُ مزيدٍ مما قيل فيها أيضاً في الرواية (19665) .
(1) في (ظ13) : أعلى، وهي النسخة التي شرح عليها السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (3126) ، ومسلم (1904) (149) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (487) ، وسعيدُ بنُ منصور في "سننه" (2543) ، والبخاري=(32/368)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (2810) ، وأبو داود (2517) (2518) ، والنسائي في "المجتبى" 6/23، وفي "الكبرى" (4344) ، وأبو عوانة 5/75 و76، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5106) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/98، والبيهقي في "السنن" 9/167، وفي "شعب الإيمان" (4263) من طرق عن شعبة،
به.
وسلف برقم (19493) .
قال الحافظ في "الفتح" 6/29: وفي إجابة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما ذُكر غايةُ البلاغة والإيجاز، وهو من جوامع كَلِمِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه لو أجابه بأن جميع ما ذَكره ليس في سبيل الله احتمل أن يكون ما عدا ذلك كلّه في سبيل الله، وليس كذلك، فَعَدَل إلى لفظ جامع، عدل به عن الجواب عن ماهية القتال إلى حال المقاتل، فتضمن الجوابَ وزيادةً، ويحتمل أن يكون الضميرُ في قوله "فهو" راجعاً إلى القتال الذي في ضمن "قاتل"، أي: فقتالُه قتالٌ في سبيل الله، واشتمل طلبُ
إعلاء كلمة الله على طلب رضاه، وطلبِ ثوابِه، وطلبِ دَحْضِ أعدائه، وكلها متلازمة. والحاصلُ مما ذُكر: أن القتال منشؤه القوةُ العقلية، والقوةُ الغضبية، والقوةُ الشهوانية، ولا يكون في سبيل الله إلا الأول. وقال ابنُ بَطال: إنما عدل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عن لفظ جواب السائل، لأن الغضب والحميةَ قد يكونان لله، فعدل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك إلى لفظ جامع، فأفاد دفعَ الإلباس، وزيادةَ الإفهام، وفيه بيانُ أن الأعمال إنما تُحتسب بالنية الصالحة، وأن الفضل الذي ورد في
المجاهد يختص بمن ذُكر.
قال السندي: قوله: ليذكر، على بناء المفعول، ومرجعه إلى السمعة والاشتهار.
وقوله: ليُرى مكانه: إشارة إلى الرياء.
هي أعلى: أي: من كلمة غيره تعالى، فاسم التفضيل مستعمل بمن، فلذلك ذُكر مع تأنيث الموصوف، ولو كان مع اللام لأنث، كما في قوله تعالى: (وكلمة الله هي العليا) [التوبة: 40] .(32/369)
19597 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي نَفَرٌ مِنْ قَوْمِي فَقَالَ: " أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ، أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ صَادِقًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُبَشِّرُ النَّاسَ، فَاسْتَقْبَلَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَرَجَعَ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا يَتَّكِلَ النَّاسُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
(1) حديث صحيح، مُؤمَّلُ بنُ إسماعيل- وإن كان سيىِّء الحفظ- تابعه بهزُ بنُ أسد العَمِّي- كما سيأتي في الرواية (19689) - وروح بنُ عبادة- كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4003) - وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي، وأبو بكر بن أبي موسى: اسمه عمرو أو عامر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4003) من طريق روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (19689) .
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12606) : وفيه أن معاذاً قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أفلا أبشر الناس؟ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا، إني أخاف أن يتكلوا عليها" وإسناده صحيح.
وعن أبي هريرة، عند مسلم (31) ، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره أن يُبشر بالجنة من يشهد أن لا إله إلا الله موقناً بها، فلقيه عمر، فردَّه، وقال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلِّهم يعملون. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:=(32/370)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "فخلِّهم".
وعن جابر عند ابن حبان (151) وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر جابراً أن يبشَر الناس، فردَّه عمر كذلك.
وعن أبي سعيد الخُدري عند البزار (8) "زوائد"، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أذن لمعاذ في التبشير، فلقيه عمر، فقال: "لا تعجل ... " وفي إسناده محمدُ بنُ أبي ليلى وعطية العوفي.
قلنا: وفي النفس شيء من تعدُد القصة على هذا النحو، فهل حصلَتْ مع أبي هريرة وأبي موسى وجابر ومعاذ جميعاً، وفي كل مرة يأمرُ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدَهم أن يُبشر الناس، ويلقاه عمرُ، ويردُه! وإن ردَّ عمرُ الأولَ منهم، ووافقه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهل يسوغ لعمر إنْ أَمَرَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيرَه بالتبشير أن يرده كذلك! ... إن الذي تميل إليه النفسُ أن القصةَ وقعت مع أبي هريرة في الحديث الذي رواه مسلم، فإسناد حديث أبي سعيد الخدري ضعيفٌ، ولعل في حديث أبي موسى هذا علَةً لم نقف عليها، وحمادُ ابنُ سلمة في بعض حديثه وهم، وكذا في حديث جابر عند ابن حبان! والله أعلم.
وفي باب أن من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة: عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6586) ، وعن أبي هريرة سلف برقم (9466) ، وعن أنس، سلف برقم (12332) ، وذكرنا في تخريج رواياتهم أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث سهيل بن بيضاء، سلف برقم (15738) ، وحديث رفاعة بن عرابة، سلف برقم (16215) ، وحديث عتبان بن مالك، سلف برقم (16481) ، وحديث حذيفة، سيرد 5/391.
قال السندي: قوله: دخل الجنة: الظاهر أنه ابتداء، ولولا ذلك لما ظهر الاتكال، إلا أن يقال: هو اتكالٌ على الظاهر، والله تعالى أعلم بالسرائر.
إذاً يتكل الناس: أي: إذا بُشِّروا بهذا يتكلون على التوحيد، ويتركون=(32/371)
19598 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِهَا أَشْرِبَةً فَمَا أَشْرَبُ؟ وَمَا أَدَعُ؟ قَالَ: " وَمَا هِيَ؟ " قُلْتُ: الْبِتْعُ والْمِزْرُ فَلَمْ يَدْرِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هُوَ؟ فَقَالَ: " مَا الْبِتْعُ؟ وَمَا الْمِزْرُ؟ " قَالَ: أَمَّا الْبِتْعُ: فَنَبِيذُ الذُّرَةِ يُطْبَخُ حَتَّى يَعُودَ بِتْعًا، وَأَمَّا الْمِزْرُ: فَنَبِيذُ الْعَسَلِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَشْرَبَنَّ مُسْكِرًا " (1)
__________
= الأعمال.
(1) قوله: "لا تشربنَّ مسكراً" صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مصعب ابن سلاّم، والأجلحِ- وهو ابنُ عبد الله الكوفي أبو حُجَية، قال المزي وغيره: يقال: اسمه يحيى، والأجلح لقب-، على خطأ في تفسير البتع والمزر، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 13/109 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/299- 300، وفي "الكبرى" (5113) و (6816) ، وأبو يعلى (7239) من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأجلح، به، بزيادة: "فإني حرمتُ كُلَّ مسكر" وفيه: أما البِتع فنبيذُ العسل، وأما المِزْر فنبيذُ الذرة، وهو الصوابُ في تفسيرهما، وسيرد على الصواب كذلك في الرواية (19647) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/300، وفي "الكبرى" (5114) ، وابن حبان (5377) من طريقين عن ابن فضيل- وهو محمد- عن الشيباني، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: بعثني رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، إن بها أشربة يقال لها: البتع والمزر، قال: "وما البِتْع والمِزْر؟ " قلت:=(32/372)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= شراب يكون من العسل، والمزر يكون من الشعير، قال: "كل مسكر حرام".
وإسناده صحيح.
وفي رواية النسائي هذه كما في رواية أحمد أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي سأل عن تفسير البتع والمزر، وسيرد في الروايتين (19647) و (19673) أن أبا موسى فسرهما قبل أن يسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهما، وإسنادهما صحيح.
وجاء عند أبي داود التصريحُ بأن تفسير البِتْع مرفوع، فقد أخرج أبو داود (3684) عن وهب بن بقِية، عن خالد- وهو ابن عبد الله الواسطي- عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: سألت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شراب من العسل، فقال: "ذاك البِتْع"، قلت: وينتبذ من الشعير والذرة، فقال: "ذلك المِزْر"، ثم قال: "أخبر قومك أن كل مسكر حرام". ورجاله ثقات غير أن عاصم بن كليب قال فيه ابن المديني- فيما ذكره ابن الجوزي في "الضعفاء" كما. في حواشي "تهذيب الكمال"-: لا يُحتج بما انفرد به.
وأخرجه عبد الرزاق (13555) و (17080) عن محمد بن راشد، عن عمرو بن شعيب، عن أبي موسى أنه حين بعثه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن سأله، قال: إن قومي يصنعون شراباً من الذرة يُقال له: المِزْر، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيُسكر؟ " قال: نعم، قال: "فانْهَهُم عنه". قال: قد نهيتُهم، فلم ينتهوا. قال: "فمن لم ينته في الثالثة فاقْتُله". وإسنادُه منقطع. وقوله: "في الثالثة" لم يرد في الرواية (13555) .
وسيرد من طرق بالأرقام (19647) و (19673) و (19728) و (19742) .
وفي باب تحريم المسكر مما يصنع من الحبوب عن الديلمي الحميري، وقد سلف برقم (18034) ، وانظر شواهده هناك.
وقد بسط الحافظُ أحاديث تحريم كل مسكر في "الفتح" 10/44، ثم ذكر أنها زادت عن ثلاثين صحابياَ، وقال: وأكثرُ الأحاديث عنهم جياد،=(32/373)
19599 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، فَجَعَلْنَا لَا نَصْعَدُ شَرَفًا، وَلَا نَعْلُو شَرَفًا، وَلَا نَهْبِطُ فِي وَادٍ (1) إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ. قَالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَيُّهَا (2) النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ مَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا. إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ. يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (3)
__________
= ومضمونُها أن المسكر لا يَحِلُّ تناوُله، بل يجب اجتنابه.
وانظر "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" للسيوطي رقم (84) ، والاستدراك عليه ص113.
قال السندي: قوله: البِتْع، بكسر الموحَّدة، وسكون المشاة من فوق.
والمِزْر: بكسر ميم، وسكون راء معجمة.
الذُّرة: بضم وخفة راء.
(1) في (ق) : ولا نهبط وادياً.
(2) في (ظ13) : يا أيها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد الحَذاء: هو ابن مهران، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بنَ مَل.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (389) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =(32/374)
19600 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ وَهُوَ النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي الْقَاصَّ، حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَمْ يَبْقَ مُؤْمِنٌ إِلَّا أُتِيَ بِيَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ حَتَّى يُدْفَعَ إِلَيْهِ. يُقَالُ لَهُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ " قَالَ أَبُو بُرْدَةَ فَاسْتَحْلَفَنِي عُمَرُ
__________
= وأخرجه بتمامه ومختصراً مسلم (2704) (46) ، والنسائي في "الكبرى" (7680) ، والطبراني في "الدعاء" (1671) ، واللالكائي (683) (684) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (70) ، و"الدعوات" (266) من طريق عبد الوهاب، به.
وأخرجه البخاري (6610) ، والنسائي في "الكبرى" (7681) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/41) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/186، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (928) ، و"الشُّعب" (662) من طريقين عن خالد الحذَّاء، به. قال أبو نعيم: هذا حديث صحيح متفق عليه.
وقد سلف برقم (19520) .
قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 17/26: اربعوا، بهمزة وصل وبفتح الباء الموحدة، معناه: ارفقُوا بأنفسكم، واخفِضُوا أصواتكم، فإن رفع الصوت إنما يفعلُه الإنسان لِبُعْدِ من يخاطِبُه ليسمعه، وأنتم تدعون اللهَ تعالى، وليس هو بأصمَّ ولا غائبٍ، بل هو سميع قريب، وهو معكم بالعلم والإحاطة، ففيه الندبُ إلى خَفْض الصوت بالذكر، إذا لم تدعُ حاجةٌ إلى رفعه، فإنه إذا خَفَضهُ كان أبلغَ في توقيره وتعظيمه، فإن دَعَتْ حاجةٌ إلى الرفع، رفع، كما جاءت به أحاديث. وقولُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرواية الأخرى: "والذي تَدْعُونه أقربُ إلى أحدكم من عُنُق راحلته" هو بمعنى ما سبق، وحاصلُه أنه مجاز، كقوله تعالى (ونحن أقربُ إليه من حَبْلِ الوَرِيد) [ق: 16] والمرادُ تحقيقُ سماع
الدعاء.(32/375)
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ: أَسَمِعْتَ أَبَا مُوسَى يَذْكُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. فَسُرَّ (1) بِذَلِكَ عُمَرُ (2)
19601 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ " يُنَفِّلُ فِي مَغَازِيهِ " (3)
__________
(1) في (ظ13) : قال: فَسُرَ.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف النضر بن إسماعيل، وللاختلافِ فيه على أبي بُردة، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. بُريد: هو ابن عبد الله ابن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، أبو بردة الكوفي.
وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/97) من طريق النضر بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
واختُلف فيه على بريد:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/39 من طريق يحيى بن سعيد (وهو الأموي) عن بُريد، عن أبي بردة، عن رجل من الأنصار، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بهذا.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (19485) ، وفصلنا القولَ فيه هناك.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله - وهو الحمصي- ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إسماعيل بن عياش الحمصي، فقد روى له البخاري في "رفع اليدين" وأصحاب السنن، وهو صدوقٌ في روايته عن أهل بلده، وهذا منها.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5379) من طريق الوليد بن شجاع=(32/376)
19602 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أُجُورَهُمْ مَرَّتَيْنِ: رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَعَلَّمَهَا
__________
= السَّكُوني، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث حبيب بن مسلمة الفهري، سلف بالأرقام (17462) - (17469) بألفاظ متقاربة، منها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفَل الثلُث بعد الخمس في رَجْعَته.
وآخر من حديث عبادة بن الصامت سيرد 5/319 و322 و323-324، حسنه الترمذي (1561) ، وصححه ابن حبان (4855) ، وفي إسناده عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش، وثقه ابنُ سعد والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال
النسائي: ليس بالقوي، وضعَّفه عليُّ ابنُ المديني، وقال أحمد: متروك الحديث، وقال ابنُ نُمير: لا أقدم على ترك حديثه.
وثالث من حديث ابن عمر عند البخاري (3135) ، ومسلم (1750) (40) بلفظ: أنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُنَفَّلُ بعضَ من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة سوى قسم عامة الجيش.
ورابع من حديث ابن عمر كذلك سلف برقم (5288) .
قال الساعاتي في "الفتح الرباني" 14/86: معناه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ينفل من يستحق النفل على قدر بَلائه وتَعَبه.
هذا وقد جاء في (م) بعد هذا الحديث ما نصه:
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن صالح، أنه كان ينفل في مغازيه.
وهذا ملفق من متن هذا الحديث مع إسناد الحديث التالي. ووهم محققُ "أطراف المسند"، فاستدركه على الحافظ في تعليقه على "الأطراف" 7/109 تعليق رقم (3) .(32/377)
فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا. وَمَمْلُوكٌ أَعْطَى حَقَّ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَقَّ مَوَالِيهِ. وَرَجُلٌ آمَنَ بِكِتَابِهِ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ خُذْهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ، وَلَوْ سِرْتَ فِيهَا إِلَى كَرْمَانَ لَكَانَ ذَلِكَ يَسِيرًا (1)
19603 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٍ، (2) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن صالح الثوري الهَمْداني الكوفي.
وأخرجه الطيالسي (502) ، والدارمي (2245) ، ومسلم (154) ، وأبو عوانة 1/103، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1974) ، وابن منده في "الإيمان" (396) ، وابن حزم في "المحلى" 9/505، والبيهقي في "الشعب" (8609) ، وفي "الآداب" (72) ، والبغوي في "شرح السنة" (25) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وجاء عند مسلم: ثم قال الشعبي للخراساني: خذ هذا
الحديث بغير شيء، فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة.
وسلف برقم (19532) .
قال السندي: قوله: خذها، أي: هذه الكلمات.
فيها: أي في تحصيل هذه الكلمات، يريد أن يستعظم عنده العلم ليحفظه ولا يُضيعه، لا أن يَمُنَّ به عليه.
قلنا: وكرمان: قال ياقوت: بالفتح، ثم السكون، وآخره نون، وربما كُسرت، والفتح أشهر بالصحة ... ناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان.
(2) في النسخ الخطية و (م) : شعبة، وهو تحريف قديم، صوابُه سعيد، فقد رواه أحمد في "العلل" (268) و (370) ، وصرح فيه باسمه، فقال: سعيد ابن أبي عروبة. وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 7/113، وقد أخطأ من اعتمد على أنه شعبة، أخذاً بما في المطبوع.(32/378)
سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ " اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَابَّةٍ لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ فَجَعَلَهُ بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ " (1)
__________
(1) هو حديث معلولٌ عند أهل الحديث مع الاختلاف في إسناده على قتادة.
فرواه سعيدُ بنُ أبي عروبة، واختُلف عليه فيه:
فأخرجه أحمد، كما في هذه الرواية، عن محمد بن جعفر، وأخرجه ابنُ ابن أبي شيبة 10/168 عن عبدة بن سليمان، وأبو داود (3613) من طريق يزيد بن زريع، و (3614) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والترمذي في "العلل" 1/565 من طريق محمد بن بكر، والنسائي في "المجتبى" 8/248، وفي "الكبرى" (5998) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4753) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وابنُ ماجه (2330) ، والطحاوي (4751) ، والبيهقي في "السنن" 10/254، وفي "معرفة السنن" (20270) ، وفي "السنن الصغير" (4338) من طريق روح بن عبادة، والطحاويُّ (4752) ، والبيهقي في "السنن" 6/67 و10/254، وفي "السنن الصغير" (4338) من طريق سعيد بن عامر، والحاكمُ 4/94-95 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، تسعتهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!
وأورده المزي في "تحفة الأشراف" 6/452، فقال: وقال خالدُ بنُ الحارث: عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة- قال خالد-: أراه عن أبيه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/255 من طريقي يزيد بن زريع وخالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن خِلاَس، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، فجعله من حديث أبي هريرة، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهما أن يَسْتَهِما على اليمين.=(32/379)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه الضحاك بنُ حمزة- كما عند الطبراني في "الأوسط" (2) ، والبيهقي في "السنن" 10/257- عن قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي بردة، عن أبي موسى، وفيه أن كُلاًّ من الرجلين جاء معه شاهدان.
ورواه عن قتادة كذلك همّام بنُ يحيى العَوْذي، واختُلف عليه فيه:
فأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/184، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4754) ، وابنُ الغطريف في "جزئه" (14) من طريق عفان، وأبو داود (3615) من طريق حجَّاج بن مِنهال، وأبو يعلى (7280) ، والطحاوي (4755) ، والحاكم 4/95، والبيهقي في "السنن" 10/257 و259، وفي
"السنن الصغير" (4341) من طريق هدبة بن خالد، ثلاثتهم عن قتادة، به.
ولفظه: أن رجلين اختصما في بعير، فبعث كل واحد منهما شاهدين، فقسمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهما.
وأخرجه أحمد في "العلل" (271) و (369) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، مرسلاً، لم يذكر أبا موسى في الإسناد.
ورواه عن قتادة كذلك شعبةُ، واختُلف عليه:
فأخرجه البيهقي في "السنن" 10/257، وفي "السنن الصغير" (4340) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، به، بلفظ رواية همام.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/255 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، مرسلاً، لم يذكر أبا موسى في الإسناد. ومحمد بنُ جعفر أثبت الناس في شعبة. وذكر البيهقي أن إرسال شعبة هذا الحديث عن قتادة كالدلالة على صحة ما قال البخاري، والله أعلم. قلنا: يعني أنه مرسل، وسيجيء ذلك.
ورواه عن قتادة كذلك حمادُ بنُ سلمة، واختُلف عليه فيه:
فأخرجه النسائي في "الكبرى" (5997) ، والطحاوي في "شرح مشكل=(32/380)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الآثار" (4756) من طريق محمد بن كثير، والبيهقي في "السنن" 10/258 من طريق أبي عمر الضرير حفص بن عمر، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به.
وأخرجه ابن حبان (5068) ، والبيهقي في "السنن" 10/258 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، فجعله من حديث أبي هريرة. قال البيهقي: كذا وجدته في كتابي في موضعين، وقد رأيته في "مسند
إسحاق "هكذا، إلا أنه ضُرب على اسم بشير بن نهيك بعد كتبته بخط قديم.
وأخرجه أحمد في "العلل" (269) و (371) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4757) من طريق أبي كامل مظفر بن مدرك، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبي بردة، مرسلاً، لم يذكر أبا موسى في الإسناد، وهو بلفظ رواية همام السالفة، وعند أحمد زيادة:
وقال حماد: قال لي سماكُ بنُ حرب: أنا حدَّثتُ أبا بردة بهذا الحديث.
وقال الدارقطني في "العلل" 7/204: المحفوظ حديث أبي كامل عن حماد، عن قتادة.
قلنا: وبهذه الطريق تتبينُ علَّةُ هذا الحديث، فأبو بردة لم يسمعه من أبيه أبي موسى، إنما سمعَه من سماك بن حرب، وقد حدث به سماك عن تميم بن طَرَفَة مرسلاً، وهو الصحيح، وقد نبه على ذلك البخاري، كما في "علل الترمذي" 1/565، والدارقطنيُّ في "العلل" 7/204- 205.
وقد أخرج حديثَ سماك ابنُ أبي شيبة 6/316 و10/156 من طريق أبي الأحوص، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4758) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي في "السنن" 10/258 و259 و260 من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم عن سماك بن حرب، عن تميم بن طرفة مرسلاً. ولفظه عند الطحاوي:=(32/381)
19604 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تَدْرِي؟ أَوْ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
__________
= أن رجلين ادَّعيا بعيراً، فأقام كلُّ واحد مهما شاهدين، فقضى به رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بينهما نصفين.
وقد اختُلف على سِماك في متنه:
فأخرجه أبو داود في "المراسيل" (339) من طريق أبي الأحوص، ومن طريق سفيان، كما في "تحفة الأشراف" 13/152، كلاهما عن سِماك بن حرب، عن تميم بن طرفة مرسلاً، ولفظه عند أبي داود: وَجَدَ رجلٌ مع رجلٍ ناقةً له، فارتفعا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقام البينةَ أنها ناقتُه، وأقام الآخر البينةَ أنه اشتراها من العدو، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إن شئتَ فخذها بما اشتراها، وإن شئتَ فَدَعْ".
وقد وصل طريقَ سماك الطبراني في "الكبير" (1834) من طريق ياسين الزيات، و (1835) ، من طريق سويد بن عبد العزيز عن حجَّاج بن أرطاة، كلاهما عن سماك، عن تميم، عن جابر بن سمرة، به. وياسينُ الزيّات وسويدُ ابن عبد العزيز وحجَّاجُ بنُ أرطاة ضعفاء، فلم يصح وصلُه.
وانظر في الاستهام على اليمين حديثَ أبي هريرة السالف برقم (8209) .
قال السندي: قوله: ليس لواحد منهما بينة، ولعله لم يكن لأحدهما يد أيضاً بأن تكون في يد ثالثِ، يقول: هي لأحدهما.
فجعله، أي: محل الخصام أو المدعى، وبهذا الاعتبار ذَكَر الضمير، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19579) غير=(32/382)
19605 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالدُّعَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا. إِنَّكُمْ تَدْعُونَ قَرِيبًا مُجِيبًا يَسْمَعُ دُعَاءَكُمْ وَيَسْتَجِيبُ ". ثُمَّ قَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ أَوْ يَا أَبَا مُوسَى أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
19606 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعرْزَمِيَّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كَاهِلٍ قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا هَذَا
__________
= شيخ أحمد، فهو هنا محمد بن جعفر.
وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19520) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَل النَّهدي.
وأخرج الطيالسي (493) القسمَ الأول منه، والطبراني في "الدعاء" (1668) القسمَ الثاني منه من طريق مؤمَّل بن إسماعيل"، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن الطيالسى مع شعبة ثابتاً أبا زيد، وهو ابن يزيد الأحول البصري.
وأخرج ابن ماجه (3824) القسم الثاني منه من طريق جرير، عن عاصم، به.
وسلف قسمه الأول برقم (19520) .(32/383)
الشِّرْكَ؛ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ. فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَزْنٍ، وَقَيْسُ بْنُ المُضَارِبِ فَقَالَا: وَاللهِ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ أَوْ لَنَأْتِيَنَّ عُمَرَ مَأْذُونٌ لَنَا أَوْ غَيْرُ مَأْذُونٍ. قَالَ: بَلْ أَخْرُجُ مِمَّا قُلْتُ، خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ؛ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ". فَقَالَ لَهُ: مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ، وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: قُولُوا: " اللهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا (1) لَا نَعْلَمُ " (2)
__________
(1) في (ق) وهامش (س) : مما.
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي علي الكاهلي، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الملك بن أبي سليمان فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/337-338، والبخاري في "التاريخ الكبير" 9/58، والطبراني في "الأوسط " (3503) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
قال الطبراني: لم يروه عن عبد الملك بن أبي سليمان إلا ابنُ نمير، ولا يُروى عن أبي موسى إلا من هذا الوجه.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/223، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي، ووثقه ابن حبان.
وفي الباب عن أبي بكر الصديق بنحو لفظ رواية أحمد هذه عند أبي يعلى بالأرقام: (58) و (59) و (60) ، وفي إسناده ليثُ بنُ أبي سُلَيم، وهو ضعيف، وشيخه فيه أبو محمد لا يُعرف، وقد اضطرب فيه.=(32/384)
19607 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: " أَمَانَانِ كَانَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رُفِعَ أَحَدُهُمَا وَبَقِيَ الْآخَرُ، وَ {مَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}
__________
= وعن عائشة عند البزار (3566) "زوائد"، والعُقَيلي في "الضعفاء" 3/61-62 في ترجمة عبد الأعلى بن أعين، والحكم 2/291، وأبي نعيم في "الحلية" 8/368 و29/53، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/823 أخرجوه من طريق عبد الأعلى بن أعين، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً بلفظ: "الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا"، ورواه بعضُهم مطولاً. قال العُقيلي: وعبد الأعلى بن أعين هذا حدث عن يحيى ابن أبي كثير بغير حديثِ منكرِ لا أصل له، وقال ابنُ حبان في ترجمة عبد الأعلى بن أعين في "المجروحين": يروي عن يحيى بنِ أبي كثير ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني: ليس بثقة. قلنا: ومع
ذلك قال الحاكم: صحيح الإسناد! ولم يخرجاه، لكن تعقبه الذهبي بقوله: عبد الأعلى قال الدارقطني: ليس بثقة.
وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/223، وقال: رواه البزار، وفيه عبد الأعلى بن أعين، وهو ضعيف.
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11252) ، وفيه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟ " قال: قلنا: بلى.
قال: "الشرك الخفي، أن يقوم الرجل بعمل لمكان رجل". وإسناده ضعيف.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7999) .
قال السندي: قوله: فإنه أخفى من دبيب النمل، فإن الرياء يقع في العمل من حيث لا يدري به صاحبه، كما لا يدري الإنسان بدبيب النمل.
مما قلتَ: من عُهدَته بحُجته.
أو لنأتين عمر: حتى نخبره بكلامك، فيُعاقبك إن كان غير ثابت.(32/385)
[الأنفال: 33] وَ {مَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (1) [الأنفال: 33] "
19608 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَمَّنْ سَمِعَ حِطَّانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيَّ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: قُلْتُ لِصَاحِبٍ لِي: تَعَالَ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، (2) فَلَكَأَنَّمَا شَهِدَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ تَعَالَ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " فَمَا زَالَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَسِيخَ فِي الْأَرْضِ " (3)
__________
(1) هو مكرر (19506) سنداً ومتناً.
(2) جاء هنا في (ظ13) و (ق) : زيادة كلمة: "صالحاً".
(3) إسناده ضعيف لإبهام من روى عنه ثابت، وهو ابن أسلم البُناني، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البزار (3577) "زوائد" من طريق أبي داود، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، بلفظ: ... وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع مقالتنا، فصعد المنبر، ثم قال: يقول أحدهم:.....
قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن أبي موسى بهذا الطريق.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/225، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجالهما رجال الصحيح، إلا أن ثابتاً البناني قال: حدثني من سمع حِطان، ولم يُسَمه.
وسيرد برقم (19756) .
قال السندي: قوله: أن أسيخ في الأرض، بالخاء المعجمة، يقال: ساخت قوائمه في الأرض، أي: دخلت فيها، وغابت، وسيجيء أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كرر هذا القول، ولعل سببه كراهةُ أن يُخَصَّ يومٌ بالجَعْلِ لله تعالى، بل ينبغي للمؤمن أن يجعل عُمُرَه كُلَّه لله تعالى، ويصرفَه في مرضاته، فأي وجهٍ=(32/386)
19609 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ كَانَ لَهُ أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو رُهْمٍ وَكَانَ يَتَسَرَّعُ فِي الْفِتْنَةِ، وَكَانَ الْأَشْعَرِيُّ يَكْرَهُ الْفِتْنَةَ فَقَالَ لَهُ: لَوْلَا مَا أَبْلَغْتَ إِلَيَّ مَا حَدَّثْتُكَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا (1) بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ إِلَّا دَخَلَا جَمِيعًا النَّارَ " (2)
19610 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى حَدَّثَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى فِي الْأَصَابِعِ عَشْرًا عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ " (3)
__________
= لتخصيص اليومِ بذلك؟ والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ13) : يلتقيان.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، الحسنُ- وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى. وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم، وهمّام: هو ابن يحيى العَوْذِي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص385 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن همام، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19590) ، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19550) .
وأخرجه أبو يعلى (7334) من طريق النضر بن شميل، عن سعيد أو شعبة، عن غالب التمار، به.(32/387)
19611 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَأْذَنَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: وَاحِدَةً. ثِنْتَيْنِ ثَلَاثًا، (1) ثُمَّ رَجَعَ أَبُو مُوسَى فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَتَأْتِيَنَّ عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ. قَالَ: كَأَنَّهُ يَقُولُ أَجْعَلُكَ نَكَالًا فِي الْآفَاقِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ الْأَنْصَارُ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُمْ. فَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ " قَالُوا: بَلَى. لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُنَا. قَالَ: فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: هَذَا أَبُو سَعِيدٍ فَخَلَّى عَنْهُ " (2)
__________
(1) في (ظ) و (ر) : ثلاث، والمثبت من (ق) ، وانظر شرح السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة- وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم. أبو مسلمة: هو سعيد ابن يزيد الأزدي البصري.
وأخرجه مسلم (2153) (35) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2153) (35) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 5/420- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1579) و (1580) من طرق عن شعبة، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد والجُريري، به.
وأخرجه مسلم (2153) (35) من طريق بشر بن المفضل، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد، به. نحوه.
وسلف من طريق الجريري برقم (19510) .
قال السندي: قوله: قال: واحدة، أي: عدّ عُمر استئذانه، فقال: واحدة،=(32/388)
19612 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ (1) : إِنَّ أُنَاسًا مَرُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ يُسْرِعُونَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِتَكُونَ (2) عَلَيْكُمُ (3) السَّكِينَةُ " (4)
__________
= بالنصب، أي: استأذن مرة واحدة، وقال في المرة الثانية: ثنتين، أي: مرتين اثنتين، وفي المرة الثالثة: ثلاث مرات، فقوله: ثلاث، بالنصب، ولا عبرة بالخط.
فخلّى: من التخلية، أي: عمر.
عنه: أي عن أبي موسى.
(1) لفظ "قال" ليس في (ظ13) .
(2) في نسخة في (س) : لتكن، وهو الوجه، وهو لفظ الرواية الآتية برقم (19695) .
(3) في (ص) و (ق) : عليهم.
(4) إسناده ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سُلَيم- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (1479) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (612) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/478 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/479، والبيهقي في "السنن" 4/22، والخطيب في "تاريخه" 11/323 من طريق زائدة- وهو ابن قدامة- عن ليث، به.
وسيأتي برقمي (19640) و (19695) .
وقد ثبت من حديث أبي هريرة السالف برقم (7267) إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أمر بالإسراع بالجِنازة، فقال: "أسرعوا بجنائزكم، فإن كان صالحاً خيرٌ قدمتموه إليه، وان كان سوى ذلك، فشرٌ تضعونه عن رقابكم" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وفي باب الإسراع بالجنازة كذلك عن أبي هريرة سلف برقم (8760) بلفظ:=(32/389)
19613 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقْبَلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ صَلَاةَ رَجُلٍ فِي جَسَدِهِ شَيْءٌ مِنَ الْخَلُوقِ " (1)
__________
= كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا تبع جنازة قال: " انبسطوا بها، ولا تدبوا دبيب اليهود
بجنائزها" وإسناده ضعيف جداً، وذكرنا هناك أن قوله: "انبسطوا" كناية عن الإسراع بها.
قال السندي: قوله: يُسرعون بها، أي: إسراعاً زائداً على ما ينبغي.
قلنا: وانظر ما سننقله عن الطحاوي في الرواية (19640) .
(1) إسناده ضعيف، لجهالة جَدِّ الربيع بن أنس، وهو زيد أو زياد، وجاء عند أبي داود: عن جَدَّيْه، وكلاهما مجهول، والربيع بن أنس، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر [الرازي] عنه، لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً، أبو جعفر الرازي- وهو عيسى بن أبي عيسى- من رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوقٌ سيىء الحفظ، محمدُ بنُ عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الزبيري.
وأخرجه أبو داود (4178) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/182-183 من طريق محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد، وجاء عندهما: عن جَدَّيه، كما أشرنا إليه آنفاً. ووقع في نسب أبي أحمد الزبيري عند أبي داود اسم حرب، ففيه: محمد بن عبد الله بن حرب، وهو من الأوهام، فيما نبَّه عليه
المِزِّي في "تهذيب الكمال" 25/463، ولم ينتبه له صاحبُنَا المِفضال الأستاذ محمد عوامة في تحقيقه لسنن أبي داود، فيستدرك من هنا.
وانظر (17552) و (18886) .
قال السندي: قوله: من الخَلُوق، بفتح الخاء المعجمة: من طيب النساء.(32/390)
19614 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا " (1)
19615 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بِهَذَيْنِ كِلَيْهِمَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفّار، وبَهْز: هو ابن أسد العَمِّي، وهَمّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/529-530، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/10) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (494) ، وعبد بن حميد (565) ، والبخاري (5020)
و (7560) ، ومسلم (797) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2500) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/10) وابنُ حبان (770) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (47) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال" (318) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/59-60 من طرق عن همّام، به.
وسلف برقم (19549) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن أبان- وهو ابن يزيد العطار- خالف فيه كما سيرد، والمراد بهذين الحديثين: حديث: "مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن"، وحديث: "مثلُ الجليس الصالح". عفان: هو ابن مسلم الصفَّار. =(32/391)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجهما البغوي في "شرح السنة" (1175) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأوردهما العُقيلي في "الضعفاء" 1/159- 160، وقال: هكذا رواه أبان، جاء بألفاظ الخبرين جميعاً، وخالفه شعبةُ وهمّام وسعيد وأبو عوانة، كلهم رووا عن قَتَادة، عن أنس، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن" فجاؤوا بالحديث الأول، ولم يذكر أحد منهم "مثلُ الجليس الصالح". ولم يتابع أبانَ عليه أحدٌ. ورواه شُبيل بن عَزْرة، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مثلُ الجليس الصالح" فتابع أبان، ولم يقل: عن أبي موسى.
قلنا: قد أخرجهما كذلك أبو داود (4829) عن مسلم بن إبراهيم، عن أبان، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يذكر أبا موسى، فقال المِزّي في "تحفة الأشراف" 1/298 في حديث "مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن": رواه غير واحد عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى، وهو المحفوظ.
وحديثُ "مثلُ الجليس الصالح" رواه النضر بنُ شُميل- كما عند العُقيلي في "الضعفاء" 1/159 عن عوف- وهو ابن أبي جميلة- عن قَسَامَة بنِ زُهير، عن أبي موسى مرفوعا بلفظ: "مثلُ الجليس الصالح كحامل المسك، إلاّ يَهَبْ لك تجدْ رِيْحَه، ومثلُ الجليس السُوء كالكِيْر، إذا جلستَ إليه نفخ لِكِيْره، فيُصِيبُك من دُخانه وشرره".
قال العُقيلي: هكذا رواه النضرُ بنُ شميل، عن عوف، وخالفه معتمر في لفظه، [فرواه] عن عَوف، عن قَسامة بن زهير، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مثل الذي أُعطيَ الإيمان وأُعطيَ القرآنَ كمثل الأترجَّة، طيبة الطعم طيبة الريح، ومثل الذي لم يُعط الإيمان، ولم يُعط القرآن، كمثل الحنظلة، مرة الطعم، لا ريح لها، ومَثَلُ مَنْ أعطي الإيمان، ولم يُعط القرآن، كمثل التمرة،
طيبة الطعم، لا ريح لها، ومثل الذي أعطي القرآن، ولم يُعط الإيمان، كمثل الريحانة، مرة الطعم، طيبة الريح " قلنا: ومن طريق معتمر بهذا الإسناد قد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/159، وابن حبان (121) ، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (93) .=(32/392)
19616 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى فَبَكَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ: " إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ امْرَأَتَهُ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ (1) : أَمَا عَلِمْتُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِامْرَأَتِهِ، (2) فَقَالَتْ: " مِمَّنْ حَلَقَ، وَسَلَقَ، وخَرَقَ " (3)
19617 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا الْأَحْدَبَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى فَبَكَوْا عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: " إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّا بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِمَّنْ حَلَقَ وسَلَقَ وخَرَقَ " (4)
__________
= ورواه بهذا اللفظ هَوْذَة بن خليفة، عن قسامة، ولم يذكر أبا موسى، ولم يرفعه. أخرجه من طريقه العقيلي 1/159، ثم قال العقيلي: وحديث قسامة مضطرب الإسناد والمتن.
قلنا: وحديث: "مثل الجليس الصالح ... " أخرجاه من حديث بُريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، وسيرد برقم (19624) .
وحديث: "مَثَل المؤمن الذي يقرأ القرآن.." سلف بإسناد صحيح على شرطهما برقم (19549) .
(1) في (ظ 13) و (م) : قالت، والمثبت من (س) و (ص) و (ق) ، وهو المناسب للسياق.
(2) قوله: "قال: فذكروا ذلك لامرأته" ليس في (م) .
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (19539) سنداً ومتناً.
وانظر الرواية (19626) .
(4) إسناده صحيح، وهو مكرر (19540) سنداً ومتناً.(32/393)
وَحَدَّثَنَا بِهِمَا عَفَّانُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ: فِيهِمَا جَمِيعًا مِمَّنْ حَلَقَ أَوْ سَلَقَ أَوْ خَرَقَ (1)
19618 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْرُسُهُ أَصْحَابُهُ، فَقُمْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمْ أَرَهُ فِي مَنَامِهِ، فَأَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدَثَ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا أَنَا بِمُعَاذٍ قَدْ لَقِيَ الَّذِي لَقِيتُ فَسَمِعْنَا صَوْتًا مِثْلَ هَزِيزِ الرَّحَا (2) فَوَقَفَا عَلَى مَكَانِهِمَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِ الصَّوْتِ فَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ أَيْنَ كُنْتُ؟ وَفِيمَ كُنْتُ؟ " أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ ". فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَنَا فِي شَفَاعَتِكَ. فَقَالَ: " أَنْتُمْ وَمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا فِي شَفَاعَتِي " (3)
__________
(1) هو مكرر ما قبله، غير أنه هنا بحرف "أو" بدل واو العطف في حلق وسَلَقَ..
(2) في (س) زيادة كلمة: تهر. وفي هامشها: تُجَرُّ.
(3) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، واستشهد به البخاري. عفان: هو ابن مسلم، ويونس بن محمد: هو المؤدب.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (784) من طريق حميد بن هلال، وابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (في ترجمة الحكم بن هشام بن عبد الرحمن) من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن أبي بردة، بهذا الإسناد. وقرن=(32/394)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبدُ الملك بنُ عمير بأبي بردة أبا بكر بن أبي موسى.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/368-369، وعزاه إلى أحمد والطبراني، وقال في رواية أحمد: رجالها رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود، وقد وُثَِّق، وفيه ضعف.
وسلف برقم (19553) .
وسيرد برقم (19724) .
وسيكرر في مسند معاذ بن جبل 5/232.
وقوله: "أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئاً في شفاعتي"؛ سيرد بلفظ: "إني اختبأت شفاعتي، ثم جعلتُها لمن مات من أمتي لم يشرك بالله شيئاً" برقم (19735) ويرد تخريجه هناك.
وفي الباب في قوله: "خيرني بين أن يُدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترتُ الشفاعة": عن ابن عمر، سلف برقم (5452) وإسناده مضطرب، وفَصَّلْنا القولَ فيه هناك، ومن أسانيده المضطربة إسنادٌ صحابيُّه أبو موسى الأشعري، وهو عند ابن ماجه (4311) .
وعن عوف بن مالك سيرد 6/28 من رواية أبي المليح الهذلي عنه، غير أن فيه اختلافاً على أبي المليح، كما سنذكر هناك، فقد رواه أبو المليح أيضاً من طريق آخر عنه عن معاذ بن جبل، كما سيرد 5/232، ورواه أبو المليح كذلك عن أبي موسى الأشعري 5/232، ورواه أبو المليح عند أحمد 6/23 عن أبي بردة، عن عوف بن مالك من طريق آخر عن أبي المليح.
قال السندي: قوله: كان يحرسه: قبل نزول قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) [المائدة: 67] .
ما قَدُم: بضم الدال، وكذا حَدُث، بضم الدال، للمشاكلة، وإن كان الأصل فيه الفتح، يعني الهمومَ والأفكارَ القديمة والحديثة في سبب غيبته.
هزيز الرحا: بزايين معجمتين، أي: صوتُ دورانها.
أن يُدخل: من الإدخال، أو الدخول، فعلى الأول نصف أمتي، بالنصب،=(32/395)
19619 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا " (1)
19620 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا غَالِبٌ التَّمَّارُ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ " (2)
19621 - حَدَّثَنَا عَمْرُو (3) بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمَّى لَنَا (4) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ أَسْمَاءً،
__________
= وعلى الثاني، بالرفع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (19529) ، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو عفان وهو ابن مسلم الصفار.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19550) .
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/211 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/110 (بترتيب السندي) ، وفي "السنن" (603) ، وابن أبي شيبة 9/192، وأبو يعلى (7335) ، والدارقطني 3/211، والبيهقي 8/92 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
(3) في (م) : عمر، وهو خطأ.
(4) لفظ "لنا" ليس في (ظ 13) .(32/396)
مِنْهَا مَا حَفِظْنَا وَمِنْهَا مَا لَمْ نَحْفَظْ، فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ " (1)
19622 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ زَهْدَمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: انْطَلَقْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَحْمِلُهُ فَقَالَ: " وَاللهِ لَا أَحْمِلُكُمْ ". فَرَجَعْنَا فَبَعَثَ إِلَيْنَا بِثَلَاثٍ بُقْعِ الذُّرَى فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ حَلَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا. فَقَالَ: " مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ إِنَّمَا حَمَلَكُمُ اللهُ تَعَالَى مَا عَلَى الْأَرْضِ يَمِينٌ أَحْلِفُ عَلَيْهَا فَأَرَى (2) غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُهُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (19525) . (2) في (ظ13) : أرى.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو السَّلِيل- وهو ضُريب بن نُقَير القيسي- من رجاله، وبقية رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمدُ بنُ إبراهيم، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وزهدم: هو ابن مضرَب الجَرْمي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/9، وفي " الكبرى" (4720) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد مختصراً.
وأخرجه مسلم (1649) (10) ، وابن حبان (4354) من طريقين، عن سليمان التيمي، به.
قال البيهقي في "السنن" 10/31: قصَّر به التيمي، فلم ينقل فيه الكفارة.
وسلف مطولاً برقم (19591) =(32/397)
19623 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ الْكُوفِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى فَقَالَ: أَيْ بَنِيَّ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
= وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19519) .
قوله: بُقع الذُّرى: صفة لذَوْد، والبُقْع جمع أبقع، وأصله ما كان فيه بياض وسواد، لكن المراد بها البيض، ومعناه بعث إلينا بإبل بيض الأسنمة.
قاله النووي.
قلنا: ومما يدل على أن المراد بها البيض أنه جاء في روايات أخرى كما في (19591) بلفظ: غُرّ الذُّرى. والغُرُّ: البيض، جمع الأغر، وهو الأبيض.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شعبة الكوفي- وهو ابن دينار- فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الشافعي في "سننه" (601) ، والحميدي (767) ، والنسائي في "الكبرى" (4878) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (718) ، والحاكم في "مستدركه" 2/211-212، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/60، والبيهقي في "السنن" 10/272، وفي "معرفة السنن" (20383) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة شعبة بن دينار الكوفي) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: لم يسند شعبةُ الكوفي حديثاً فيما أعلم غيره، تفرد به عنه سفيان.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/242-243، وقال: رواه أحمد والطبراني، وقال: لا يُروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، ورجال أحمد ثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9441) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
ونزيد هنا: حديث عمرو بن عَبَسَة، سلف برقمي (19437) و (19441) .(32/398)
19624 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رِوَايَةً قَالَ: " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ مَثَلُ الْعَطَّارِ إِنْ لَمْ يُحْذِكَ مِنْ عِطْرِهِ عَلَقَكَ مِنْ رِيحِهِ، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ السُّوءِ مَثَلُ الْكِيرِ إِنْ لَمْ يُحْرِقْكَ نَالَكَ مِنْ شَرَرِهِ. وَالْخَازِنُ الْأَمِينُ الَّذِي يُؤَدِّي مَا أُمِرَ بِهِ مُؤْتَجِرًا أَحَدُ الْمُتَصَدِّقِينَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وقوله منه: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُ بعضه بعضاً":
أخرجه الحميدي (772) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/100) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (503) عن ابن المبارك، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/100) من طريق أبي أحمد الزبيري، وأبي يحيى الحماني، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (52) من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن بريد، به.
وقوله منه: "ومثل الجليس الصالح ... ":
أخرجه الحميدي (770) ، ومسلم (2628) ، وابن حبان (579) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1378) و (1379) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه البخاري (2101) ، وأبو يعلى (7270) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/99) من طرق، عن بريد، به.
وأخرجه الطيالسي (515) عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي موسى قال: "مثل الجليس الصالح ... " وجاء في آخره: لم يرفعه أبو داود. =(32/399)
19625 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا " (1)
19626 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ الْقَرْثَعِ قَالَ:
__________
= وقوله منه: "الخازن الأمين الذي يؤدي ... ":
أخرجه الحميدي (769) عن سفيان بن عيينة، به.
وسلف من رواية حماد بن أسامة، عن بريد برقم (19512) .
قال السندي: قوله: كالبنيان، ليس إخباراً عنهم، بل بيانٌ لما ينبغي أن يكونوا عليه، حثّاً لهم على التآلف والموافقة.
مثلُ الجليس الصالح: حثٌ على مجالسة الصلحاء، ومجانبة الأشرار.
إن لم يُحْذِك: هو بحاء مهملة وذال معجمة، من أَحْذَيتُه إذا أعطيتَه، أي: لم يعطه من عطره شيئاً.
عَلِقك: بكسر اللام.
مؤتجراً: أي: طالباً للأجر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن إدريس: هو عبد الله، وبُريد: هو ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/21-22 و13/252، ومسلم (2585) ،
والطبراني في "مكارم الأخلاق" (89) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (134) من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد. وقرن مسلمٌ بابن إدريس ابنَ المبارك وأبا أسامة. وسقط اسم أبي بردة بن أبي موسى من مطبوع "مسند الشهاب".
وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1678) من طريق ابن المبارك، عن بريد، به.
وانظر ما قبله والرواية (19512) .(32/400)
لَمَّا ثَقُلَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ صَاحَتْ امْرَأَتُهُ فَقَالَ لَهَا: أَمَا عَلِمْتِ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: بَلَى. ثُمَّ سَكَتَتْ. فَلَمَّا مَاتَ قِيلَ لَهَا: أَيُّ شَيْءٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟: قَالَتْ: قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ مَنْ حَلَقَ أَوْ خَرَقَ أَوْ سَلَقَ " (1)
19627 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَنَا وَسُنَّتَنَا فَقَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فَقُولُوا: " آمِينَ ". يُجِبْكُمُ اللهُ تَعَالَى، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ. يَسْمَعِ اللهُ لَكُمْ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تِلْكَ
__________
(1) حديث صحيح، القرثع: وهو الضبي، روى عنه جمع، ووثّقه العجلي، وذكره ابن حبان في "المجروحين" وضعّفه إذا انفرد، فقال: يستحق مجانبة ما انفرد من الروايات لمخالفته الأثبات. قلنا: وقد توبع هنا، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/289-290، والنسائي في "المجتبى" 4/21، وفي "الكبرى" (1994) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (429) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19535) ، وبرقم (19540) بإسناد صحيح.(32/401)
بِتِلْكَ " (1)
19628 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (2) وَكَذَا حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَيْضًا عَنْ أَبِي مُوسَى (3)
19629 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19595) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19496) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه مسلم (2641) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/28 -29- والشاشي (578) ، وابنُ حبان (557) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقرن مسلمٌ بأبي معاوية محمدَ بنَ عبيد الطنافسي.
وسلفت روايةُ محمد بن عُبيد برقم (19496) .
(3) سلفت روايةُ وكيع برقم (19526) .
وروايةُ محمد بن عُبيد برقم (19496) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (3718) سنداً ومتناً الذي أورده الإمامُ أحمد في مسند ابن مسعود، ثم ذكره هنا في=(32/402)
19630 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ،
__________
= مسند أبي موسى، وكذا فعل الحافظ، فأورده في أحاديث ابن مسعود، ثم أورده في طرق أحاديث أبي موسى، ذلك لأن قوله في الإسناد: عن عبد الله، جاء غير منسوب، فيحتمل أن يكون عبدَ الله بن مسعود أو عبدَ الله بنَ قيس أبا موسى الأشعري، وقد حكى الإسماعيلي عن بُندار- وهو محمدُ بنُ بشار- أنه عبدُ الله بنُ قيس أبو موسى الأشعري، فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 10/558، وقال: واستدَلَّ برواية سفيان الثوري، عن الأعمش (يعني عن أبي وائل، عن أبي موسى الواردة هنا بالأرقام (19526) (19533) (19555)) ولما شرح الحافظُ روايةَ سفيان هذه عند البخاري (6170) التي صرَّح فيها أبو وائل بقوله: عن أبي موسى، قال الحافظ: وهذا يؤيدُ قول بُندار أنَ عبد الله حيث لم يُنْسَب فالمرادُ بهِ في هذا الحديث أبو موسى، وأن مَنْ نَسَبه ظنَّ أنه ابنُ مسعود، لكثرة مجيءِ ذلك على هذه الصورة في رواية أبي وائل، ولكنه هنا خرج عن القاعدة، وتَبيَّنَ برواية من صرَّح أنه أبو موسى الأشعري أن المرادَ بعبدِ الله ابنُ قيس، وهو أبو موسى الأشعري، ولم أَرَ مَنْ صرَّح في روايته عن الأعمش أنه عبدُ الله بنُ مسعود، إلا ما وقع في رواية جَرِير بن عبد الحميد
عند البخاري [ (6169) ] عن قُتيبة، عنه، وقد أخرجه مسلمٌ عن إسحاق بن راهويه وعثمانَ بنِ أبي شيبة كلاهما عن جرير، فقال: عن عبد الله، حسب، وكذا قال أبو يعلى عن أبي خيثمة، وكذا أخرجه الإسماعيليُّ من رواية جعفر ابن العباس، وأبو عوانة من رواية إسحاق بن إسماعيل، كلهم عن جرير، به.
وكل من ذكر البخاريُ أنه تابعه (يعني تابع جريرَ بنَ عبد الحميد) إنما جاء من روايته أيضاً عن عبد الله، غيرَ منسوب، وكذا أخرجه أبو عوانة من رواية شيبان عن الأعمش، فقال: عبد الله، ولم ينسبه.
قلنا: وقد نقلنا في الرواية (19496) عن الحافظ كذلك أن صنيع البخاري "بإيراد حديثيهما" أنه كان عند أبي وائل عن ابن مسعود وأبي موسى جميعاً، وأن الطريقين صحيحان فراجع تتمته هناك، وانظر ما ذكرناه في الرواية (3718) .(32/403)
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَ الْهَرْجُ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ " (1)
19631 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيَقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
19632 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19497) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/13، ومسلم (2672) ، والترمذي (2200) ، وابن ماجه (4051) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/30- من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف من وجه آخر عن أبي موسى مطولاً برقم (19492) .
قال السندي: قوله: ينزلُ فيها الجهل؛ أي: يوجد ويحصُلُ، وعَبَّر عنه بالنزول لكونه مُقَدَّراً، فكأنه نزلَ من السماء، ومثلُه قولُه تعالى: (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) [الزمر: 6] .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19543) سنداً ومتناً.
(3) في (م) : عن عبيدة، وهو خطأ.(32/404)
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ وَلَكِنَّهُ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ. يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ. حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (179) (293) ، وابن ماجه (195) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (614) ، وأبو يعلى (7263) ، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص19 و75، وأبو عوانة 1/145-146، والآجُري في "الشريعة" ص304، وأبو الشيخ في "العظمة" (120) ، وابنُ منده في "الإيمان" (776) ، والبغوي في "شرح السنة" (91) ، وفي "التفسير" -عند آية الكرسي- من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (179) (294) ، وعثمانُ الدارمي في "الرد على الجهمية" ص25 و30، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص20، وأبو عوانة 1/146، والطبراني في "الأوسط" (1535) و (6022) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (127) ، وابنُ منده في "الإيمان" (775) و (777) ، واللالكائي في "شرح
أصول الاعتقاد" (696) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (391) و (392) من طرق عن الأعمش، به.
وتحرف اسم عمرو بن مرة في مطبوع "الأوسط" (1535) إلى عبد الله بن مرة.
وأخرجه ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 19 و19-20، وابنُ حبان (266) ، والطبراني في "الأوسط" (6022) ، والآجُرِّي في "الشريعة" ص 290-291 و304، وأبو الشيخ في "العظمة" (130) ، وابن منده في "الإيمان" (778) من طرق عن عمرو بن مرة، به. =(32/405)
19633 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ وَيُجْعَلُ لَهُ وَلَدٌ وَهُوَ يُعَافِيهِمْ وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ وَيَرْزُقُهُمْ " (1)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (541) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص20، والآجري في "الشريعة" ص290 و305، وأبو الشيخ في "العظمة" (131) ، والإسماعيلي في "معجمه" 2/562، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص130-131 من طريق أبي بُردة، عن أبي موسى، به.
وسلف برقم (19587) .
قال السندي: قوله: قبل عمل النهار، أي: قبل أن يَشْرَع العبدُ في عمل النهار، أو قبل أن يُرفع عملُ النهار، والأول أبلغُ، لما فيه من الدلالة على مسارعة الكرام الكتبة إلى رفع الأعمال وسرعة عُروجهم إلى ما فوق السماوات، وقد سبق بقيةُ الحديث مفصّلاً مشروحاً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازِم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو عبد الرحمن السُّلمي: هو عبد الله بنُ حبيب.
وأخرجه مسلم (2804) (49) ، والنسائي في "الكبرى" (11323) ،- وهو في "التفسير" (343) - وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/38) ، وتمّام في "الفوائد" (24) "الروض البسام"، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (687) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1064) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الأسناد.
وسلف برقم (19527) .(32/406)
19634 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ (1) مَرَّتَيْنِ: رَجُلٌ آمَنَ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ، وَالْكِتَابِ الْآخِرِ. وَرَجُلٌ لَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ " أَوْ كَمَا قَالَ " (2)
19635 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِي بَعْدَمَا فَتَحَ خَيْبَرَ بِثَلَاثٍ " فَأَسْهَمَ لَنَا وَلَمْ
__________
(1) وفي نسخة في (س) : أجورهم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَية، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/59 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1973) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (548) ، والخطيب في "تاريخه" 6/229 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (13111) عن معمر بن راشد، عن رجل من همدان، عن الشعبي، به. والرجل: هو فراس بن يحيى الهمداني، وقد سماه إسماعيل ابن عُلَيّة كما سلف.
وسلف برقم (19532) .(32/407)
يَقْسِمْ (1) لِأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الْفَتْحَ غَيْرِنَا " (2)
19636 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ، أَنَّ أَسِيدَ بْنَ الْمُتَشَمِّسِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى مِنْ أَصْبَهَانَ فَتَعَجَّلْنَا، وَجَاءَتْ عُقَيْلَةُ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَلَا فَتًى يُنْزِلُ كَنَّتَهُ؟ قَالَ:، يَعْنِي أَمَةَ الْأَشْعَرِيِّ، فَقُلْتُ: بَلَى. فَأَدْنَيْتُهَا مِنْ شَجَرَةٍ فَأَنْزَلْتُهَا، ثُمَّ جِئْتُ فَقَعَدْتُ مَعَ الْقَوْمِ. فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَاهُ فَقُلْنَا: بَلَى يَرْحَمُكَ اللهُ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا " أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ ". قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "
__________
(1) في (ق) ونسخة في (س) : يسهم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى: وهو ابن الطباع من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ويُريد بُرَيْدُ بنُ عبد الله بأبيه جدَّه الأدنى أبا بُردة بنَ أبي موسى، وقد جاء مصرَّحاً به عند البخاري ومسلم وغيرهما.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/410، والبخاري (4233) ، والترمذي (1559) ، وأبو يعلى (7236) ، وأبو عوانة 4/321، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2912) ، وابنُ حبان (4813) ، والبيهقي 6/333 من طرق عن حفص بن غياث، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 4/106، والبخاري (3136) ، ومسلم (2502) ، وأبو داود (4725) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1089) ، وأبو يعلى (7316) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/74-75، والبيهقي 6/333، والبغوي في "شرح السنة" (2721) من طريق أبي أسامة، عن بريد، به.
وانظر (19524) .(32/408)
الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ ". قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ (1) الْآنَ. قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ ". قَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ ومَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قَالَ: " لَا. إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكُم (2) الزَّمَانِ حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ تِلْكَ الْأُمُورُ، وَمَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا، لَمْ نُحْدِثْ فِيهَا شَيْئًا. (3)
__________
(1) في (ظ13) : يُقتَل.
(2) في (ق) : ذلك، وفي (م) : ذاك.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسِيد بن المتشمس، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن عُلية، ويونس: هو ابن عبيد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/12 من طريق يزيد بن زُريع، عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد، ولم يَسُقْ لفظه.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (260) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/12، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (17) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/226 من طريق مبارك بن فضالة، وقرن أبو الشيخ به أبا حُرَّة، وأخرجه ابن أبي شيبة 15/105-106، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/12 أيضاً، وابن ماجه (3959) من طريق عوف الأعرابي، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" كذلك من طريق قتادة، أربعتهم عن الحسن، به.
وأبو حُرة- وهو واصل بن عبد الرحمن- كان يدلس عن الحسن، لكنه متابع.=(32/409)
19637 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَقَدَّمَ طَعَامَهُ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ زَهْدَمٍ، (1)
__________
= واختُلف فيه على يونس بن عبيد:
فرواه عبدُ الوهّاب الثقفي- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/237- عنه، عن الحسن، عن أبي موسى، لم يذكر بينهما أحداً، وكذلك قال حزم بن أبي حزم القُطَعي عند أبي يعلى (7255) عن الحسن، عن أبي موسى، والحسن لم يسمع من أبي موسى.
واختُلف فيه على قتادة أيضاً:
فرواه أبو عوانة- كما عند أبي يعلى (7247) ومن طريقه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (18) - عن الحسن، عن أبي موسى.
وقد قال الدارقطني في "العلل" 7/237: ومن قال: عن الحسن، عن أبي موسى، فإنه أرسل الحديث، فلا حُجَّة له ولا عليه.
قال ابنُ أبي حاتم- كما في "علل الحديث" 2/426- سألت أبي عن حديث رواه حزم، عن الحسن، عن أبي موسى ... قال أبي: هذا وهم بهذا الإسناد. رواه عوف بن الحسن عن أَسيد بن المتشمس، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت: سمع الحسن من أبي موسى؟ قال: لا.
وسلف مختصراً برقم (19497) .
قال السندي: قوله: ألا بالتخفيف، للعرض والتحضيض.
كَنَّتة: بفتح كاف وتشديد نون، زوجة الابن، يُريد بها عقيلة.
أكثر: بالنصب: أي: أنقتل أكثر.
مما نقتل: بالنون على بناء الفاعل.
والذي نفس محمد بيده: من كلام أبي موسى يحلف برب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19591) سنداً ومتناً.(32/410)
19638 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ أَيُّوبُ: وَحَدَّثَنِيهِ الْقَاسِمُ الْكَلْبِيُّ، عَنْ زَهْدَمٍ - قَالَ: فَأَنَا لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ أَحْفَظُ - قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَقَدَّمَ طَعَامَهُ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ زَهْدَمٍ، (1)
19639 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ. قَالَ أَيُّوبُ: وَحَدَّثَنِيهِ الْقَاسِمُ الْكَلْبِيُّ، عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ: فَأَنَا لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ أَحْفَظُ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ، فَجِيءَ بِهَا وَعَلَيْهَا لَحْمُ دَجَاجٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ " (2)
19640 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: مَرَّتْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِنَازَةٌ تُمْخَضُ مَخْضَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قِلاَبة: هو عبدُ الله بنُ زيد الجَرْمي، والقاسم: هو ابن عاصم التميمي الكُلَيبي نسبة إلى كُلَيْب بن يربوع، وهو بطن من تميم. ووقع في النسخ: الكلبي: وهو خطأ.
وأخرجه البيهقي 10/52 من طريق سليمان بن حرب بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه البخاري (3133) عن عبد الله بن عبد الوهاب، ومسلم (1649) (9) ، ومختصراً ابن حبان (5255) من طريق أبي الربيع الزهراني (وهو سليمان بن داود العتكي) كلاهما عن حماد بن زيد، به.
وسلف بتمامه برقم (19591) .
ومختصراً برقم (19519) .
(2) هو مكرر سابقه سنداً ومتناً. وانظر ما قلناه هناك في نسبة الكلبي للقاسم.(32/411)
الزِّقِّ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمُ الْقَصْدَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف نحوه برقم (19612) .
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/281 عن محمد بن فضيل، عن ليث بن أبي سُليم، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوعه: محمد بن فضيل عن بنت أبي بردة، عن أبي موسى، وهو تحريف.
وله شاهد لا يُفرح به من حديث ابن مسعود أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6017) عن محمد بن الحسين بن مكرم، والمِزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي ماجدة الحنفي) من طريق أبي بكر ابن خُزيمة، كلاهما عن نصر بن علي، قال: حدثنا عبدُ المؤمن بنُ عبَّاد. قال: حدثنا أيوب السختياني، عن أبي ماجدة، عن ابنِ مسعود قال: مرَت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِنازةٌ تُمْخَضُ مَخْضَ الزَّقِّ، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عليكم بالقَصْدِ في المشي بجنائزكم دون
الهرولة، فإن كان خيراً عجلتُموه إليه، وإن كان شراً، فلا يُبعد اللهُ إلا أهل النار". وأبو ماجدة؛ قال الترمذي: مجهول، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: مجهول متروك. وعبدُ المؤمن بن عبَّاد. قال الذهبي في "الميزان": ضعَّفه أبو حاتم، وقال البخاري: لا يُتابع على حديثه.
وقد سلف في مسند ابن مسعود برقم (3734) و (3978) من طريق آخر، عن أبي ماجدة، عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ: "السير ما دون الخَبَب، فإن يك خيراً تعجل إليه ... إلى آخر الحديث.
قال الطحاوي: ففي هذا الحديث أن الميت كان يتمخض لتلك السرعة تَمَخُّض الزِّق، فيُحتمل أن يكون أمرهم بالقَصْد، لأن السرعةَ سرعةٌ يُخاف منها أن يكون من الميت شيء، فنهاهم عن ذلك، فكان ما أمرهم به من السرعة في الآثار الأُوَلِ هي أقصدُ من هذه السرعة.
وقال السندي: قوله: تُمخض، بخاء وضاد معجمتين، أي: تُحَركُ.
الزقّ؛ لإخراج السمن من اللبن.
القَصْدَ؛ بالنصب، مثل قوله تعالى: (عليكم أَنْفُسَكم) [المائدة: 105] .(32/412)
19641 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فُكُّوا الْعَانِيَ، وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ " (1)
19642 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحَدَّثَنَاهُ هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ. جَاءَ (3) مِنْهُمْ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَالْأَسْوَدَ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالسَّهْلَ وَالْحَزْنَ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثَ وَالطَّيِّبَ وَبَيْنَ ذَلِكَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (5174) و (7173) ، والبيهقي في "السنن" 3/379، من طريق مسدد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وجاء عند البخاري والبيهقي: "أجيبوا الداعي. بدل: "أطعموا الجائع".
وقد سلف برقم (19517) .
قال السندي: قوله: فكُّوا العاني، أي: الأسير.
(2) قوله: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس في (ظ 13) ولا (ص) ولا (ق) .
(3) في (م) : جعل.
(4) إسناده صحيح، وهَوْذَة- وهو ابن خليفة- صدوق، وقد توبع. وهو =(32/413)
19643 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ وَبِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، " فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ. فَقَالَ: " افْتَحْ (1) لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ. فَقَالَ: " افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". فَإِذَا هُوَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ (2) فَقَالَ: " افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ أَوْ بَلْوَى تَكُونُ ". قَالَ: فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ وَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: اللهُ الْمُسْتَعَانُ " (3)
__________
= مكرر الحديث (19582) . يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه ابنُ سعد 1/26، وعبد بن حميد في "المنتخب" (549) ، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/124-125، وأبو نعيم في "الحلية" 3/104، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (715) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/613-614 و614 (مخطوط نشر دار البشير) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة قَسَامة بن زهير) من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق يحيى بن سعيد برقم (19582) مقروناً بمحمد بن جعفر.
(1) في (ظ 13) وهامش (ق) : ائذن، وجاء في هامش (ظ 13) : افتح.
نسخة.
(2) في (ق) : يستفتح، وهي نسخة في (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.=(32/414)
19644 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ يَحْيَى، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: اللهُ الْمُسْتَعَانُ. اللهُمَّ صَبْرًا وَعَلَى اللهِ التُّكْلَانُ (1)
19645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُحِلَّ لُبْسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ لِنِسَاءِ أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا " (2)
__________
= وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (209) .
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6216) ، وفي "الأدب المفرد" (965) ، والنسائي في "الكبرى" (8133) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3693) ، ومسلم (2403) (28) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/42-43) ، وابن حبان (6912) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/57 مختصراً من طرق عن عثمان بن غياث، به.
وسلف برقم (19509) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
(2) حديث صحيح بشواهده، وهو مكرر الرواية (19515) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى بن سعيد، وهو القطان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/190، وفي "الكبرى" (9449) ، وابنُ=(32/415)
19646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ يَعْنِي ابْنَ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا غُنَيْمُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ " (1)
19647 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِأَهْلِ الْيَمَنِ شَرَابَيْنِ أَوْ أَشْرِبَةً: هَذَا الْبِتْعُ مِنَ الْعَسَلِ، وَالْمِزْرُ مِنَ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ، فَمَا تَأْمُرُنِي فِيهِمَا؟ قَالَ: " أَنْهَاكُمْ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ " (2)
__________
= عبد البر في "التمهيد" 14/243، وفي "الاستذكار" (39243) من طريق يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19502) ، وذكرنا الاختلاف فيه عن نافع برقم (19503) .
(1) إسناده جيد، وهو مكرر (19513) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابن سعيدٍ القطان.
وأخرجه مطولاً الترمذي (2786) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد بزيادة: "والمرأة إذا استعطرت، فمرت بالمجلس، فهي كذا وكذا" يعني زانية، وسلفت هذه الزيادةُ برقم (19578) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (19513) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وقُرَة: هو ابن خالد السدوسي، وسَيَّار أبو الحكم: هو العَنَزِي، وأبو بُردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه الإمام أحمد في كتاب "الأشربة" (238) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (856) ، وأبو يعلى (7241) ، والبيهقي في "السنن" 8/291، وفي "الصغير" (3345) ، والخطيب في "تاريخ =(32/416)
19648 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَخَذَ الْقَوْمُ فِي عُقْبَةٍ أَوْ ثَنِيَّةٍ فَكُلَّمَا عَلَا رَجُلٌ عَلَيْهَا نَادَى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَةٍ يَعْرِضُهَا فِي الْخَيْلِ. فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا ". ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ". قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
__________
= بغداد" 3/73 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وأورده الدارقطني في "العلل" 7/213، وقال: تفرد به يحيى القطان، وخالفه إياسُ بنُ دَغْفَل، فرواه عن سَيّار، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى. وخالفهما عوفٌ الأعرابي، فرواه عن سيار، عن بعض الأشعريين، عن أبي موسى. وحديثُ قُرَّة أشبهُ بالصواب.
وسلف من وجه آخر برقم (19598) .
وسيرد من طريق سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى برقم (19673) ، ونذكر تتمة طرقه هناك.
وانظر (19508) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8824) ، وابن حبان (804) ، وابن السِّني في "عمل اليوم والليلة" (517) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/274، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6409) ، وفي "خلق أفعال العباد"=(32/417)
19649 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ (1) الْمُحَرَّرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُقَلِّبُ كَعَبَاتِهَا أَحَدٌ يَنْتَظِرُ مَا تَأْتِي بِهِ إِلَّا عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (2)
__________
= ص91، ومسلم (2704) (45) ، وأبو داود (1527) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (619) ، والنسائي في "الكبرى" (10371) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (537) - وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/41) ، والطبراني في "الدعاء" (1664) من طرق عن سليمان التيمي، به.
ووقع عند البخاري في "خلق أفعال العباد"، والطبراني في "الدعاء": "أصمًّا"؛ قال الحافظ في "الفتح" 11/188: كأنه لمناسبة غائباً. قلنا: ومثله قراءة نافع وهشام وأبي بكر والكسائيٍ وأبي جعفر: (سلاسلاً) بالتنوين في قوله تعالى: (إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيراً) [الدهر: 4] . وقراءة الباقين بغير تنوين.
وسلف برقم (19520) .
(1) في (م) و (ق) : عن، وهو خطأ.
(2) حديث حسن، ولهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حُميد بن بشير بن المحرر، فقد أورده الحسيني في "الإكمال"، وقال: وثّقه ابنُ حبان، قلنا: ذكره ابنُ حبان في "الثقات" 6/191. لكن جاء فيه: حميد بن بكر، فذكر الحافظ في "التعجيل" أنه تحريف، والصواب بشير، كما في إسناد
أحمد، وقد ذكره ابنُ حبان على الصواب في موضع آخر 4/150، لكن جاء فيه أنه يروي عن أبي موسى، والصوابُ أنه يروي عن محمد بن كعب، عن أبي موسى. قال ابن حبان 1/191: يُعتبر بحديثه إذا لم يكن في إسناده ضعيف. قلنا: وليس في هذا الإسناد ضعيف، فهو إذن لا بأس به في الشواهد.
الجُعيد: هو الجَعْدُ بن عبد الرحمن بن أوس، وقد يُصَغَّر، ويزيد بن خصيفة: هو يزيد بن عبد الله بن خُصَيْفة، نُسِبَ إلى جده، ومحمدُ بنُ كعب: هو القُرَظي.
وأخرجه أبو يعلى (7289) ، والبيهقي 10/215 من طريق مكي بن=(32/418)
19650 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا يَأْتِي بِيَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ يَقُولُ: هَذَا فِدَاِي (1) مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= إبراهيم، بهذا الإسناد. وسلف بإسناد آخر برقم (19501) يحسن به الحديث.
قال السندي: قوله: لا يقلب كعباتها: هو جمع كعبة جمع سلامة، والضمير للعبة المسماة بالنرْد، والكعبات هي فصوص النرد.
وقوله: ينتظر ما تأتي به، إشارة إلى كونها على وجه القمار، أي: لا يباشر أحد هذه اللعبة على وجه القمار، قيل: واللعب بالفصوص حرام، وكرهها عامةُ الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
(1) في (م) : فدائي.
(2) صحيح بغير هذه السياقة، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر- وهو نَجِيح بنُ عبد الرحمن السِّندي المدني مولى بني هاشم- ومُصعبِ بن ثابت.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير خلف بن الوليد، فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (7282) عن بشر بن الوليد، عن أبي معشر، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8694) من طريق الليث، عن مصعب بن ثابت، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا مصعب بن ثابت.
وسيرد برقم (19670) بلفظ: "إذا كان يوم القيامة دُفع إلى كل مؤمن رجلٌ من أهل الملل، فيقال له: هذا فداؤك من النار"وهو عند مسلم بنحوه كما سيرد.
وسلف برقم (19485) .
قال السندي: قوله: إلا يأتي بيهودي. على بناء الفاعل، أي: بعدما يُدفع=(32/419)
19651 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ أَسْمَاءً مِنْهَا مَا حَفِظْنَا قَالَ: " أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ والْمُقَفِّي، والْحَاشِرُ، ونَبِيُّ التَّوْبَةِ، والْمَلْحَمَةِ " (1)
19652 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةَ، (2) عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: " يَا بُنَيَّ كَيْفَ لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِيحُنَا رِيحُ الضَّأْنِ " (3)
__________
= إليه يهودي أو نصراني يأتي به ويقول: هذا فدائي.
(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (19525) .
وأخرجه ابن سعد 1/104-105 عن محمد بن عُبيد وهاشمِ بنِ القاسم - أبي النضر- وكثيرِ بنِ هشام، والفضلِ بنِ دُكين، أربعتُهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.
(2) في (م) : أبو قتادة، وهو خطأ.
(3) حديث صحيح، أبو هلال- وهو محمدُ بنُ سُلَيم الراسبي- وإن يكن ضعيفاً- متابع، كما سيرد في الرواية (19759) وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسي.
وأخرجه ابن حبان (1235) من طريق خالد بن قيس بن رباح الأزدي، والطبرانيُّ في "الأوسط" (1967) ، والحاكمُ في "مستدركه" 4/188، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/162 من طريق أبي سلمة محمد بن أبي حفصة مَيْسَرة، كلاهما عن قَتَادة، بهذا الإسناد. زاد الطبراني والحاكم وأبو نعيم: "وطعامُنا الأسودان التمر والماء". =(32/420)
19653 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ (1) الْخُزَاعِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنّ أَبَا مُوسَى أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي حَائِطٍ بِالْمَدِينَةِ عَلَى قُفِّ الْبِئْرِ مُدَلِّيًا رِجْلَيْهِ، فَدَقَّ الْبَابَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". فَفَعَلَ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَدَلَّى رِجْلَيْهِ، ثُمَّ دَقَّ الْبَابَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". فَفَعَلَ، ثُمَّ دَقَّ الْبَابَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَسَيَلْقَى بَلَاءً "
__________
= وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/412، وابنُ ماجه (3758) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6159) من طريق حسن بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن.
النحوي، عن قتادة، به، بلفظ الرواية الآتية برقم (19758) . وتحرف شيبان ابن عبد الرحمن في مطبوع البيهقي إلى شيبان عن عبد الرحمن.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/325 من أجل زيادة: "وطعامنا الأسودان التمر والماء"، وقال: رواه أبو داود باختصار (يعني دون هذه الزيادة) ، والطبرانيُّ في "الأوسط"، ورجالُه رجالُ الصحيح. قلنا: وسنذكر رواية أبي داود في تخريج الرواية (19759) .
وسيرد برقمي (19758) و (19759) .
قال السندي: قوله: وريحُنا ريحُ الضأن، أي: كان اللباس الصوف، فإذا جاء المطر مثلاً ثار ريحُه مثل ريح الضأن.
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : نافع بن الحارث، وهو خطأ، وجاء على الصواب في (ظ13) .(32/421)
فَفَعَلَ (1)
19654 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَعَفَّانُ قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، عبدُ الرحمن بنُ نافع بن عبد الحارث- وإن تفرد بالرواية عنه أبو سلمة، كما ذكر الذهبي في "الميزان"- تابعه أبو عثمان النهدي في الروايتين (19509) و (19643) ، وغيره كما ذكرنا في التخريج، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كَيْسَان، وأبو الزناد: هو عبدُ الله بنُ ذكوان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8131) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/44) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وصالحُ بنُ كيسان تابعه في روايته عن أبي الزناد عبدُ الرحمن بنُ أبي الزناد كما عند البخاري في "الأدب المفرد" (1195) ، ويونسُ بنُ يزيد فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/233، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث) ، وخالفهم محمدُ بنُ عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، فيما سلف برقم (15374) فرواه عن أبي سلمة، عن نافع بن عبد الحارث، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يذكر أبا موسى. قال الدارقطني في "العلل" 7/234: والقول قول صالح بن كيسان ومن تابعه. قلنا: وانظر "الفتح" 7/37.
وسلف برقم (19509) .
قال السندي: قوله: على قُفَِّ البئر، بضم قاف وتشديد فاء: هو الدكّة التي تُجْعَلُ حولها، وأصلُه ما غَلُظَ من الأرض وارتفع، وهو من القُف بمعنى اليابس، لأن ما ارتفع حول البئر يكون يابساً غالباً.
مُدَلياً: من التدلية، أو الإدلاء، بمعنى الإرسال.
فدلّى رجليه: للموافقة، فإنها أتم للمؤالفة.(32/422)
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجْمَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأُمَمَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ مَثَّلَ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَتْبَعُونَهُمْ حَتَّى يُقْحِمُونَهُمُ النَّارَ، ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَنَحْنُ عَلَى مَكَانٍ رَفِيعٍ فَيَقُولُ: " مَنْ أَنْتُمْ؟ " فَنَقُولُ: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ. فَيَقُولُ: " مَا تَنْتَظِرُونَ؟ " فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِرُ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَيَقُولُ: " وَهَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟ " فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: " كَيْفَ تَعْرِفُونَهُ وَلَمْ تَرَوْهُ؟ " فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. إِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ فَيَتَجَلَّى لَنَا ضَاحِكًا. يَقُولُ: (2) " أَبْشِرُوا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ (3) فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا جَعَلْتُ مَكَانَهُ فِي النَّارِ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " (4)
__________
(1) سقطت كلمة "واحد" من (م) .
(2) في (م) و (ص) و (ق) : فيقول، وهي نسخة في (س) .
(3) في (ظ 13) : يا معاشر المسلمين.
(4) قوله: "ليس منكم أحدٌ إلا جعلتُ مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً" صحيحٌ، وهذا إسناد ضعيفٌ لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان- وجهالةِ عمارة، وهو القرشي البصري، وليس من رجال "التهذيب"، ولم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظُ في "التعجيل"، وهو على شرطهما،
وذكره الذهبيُّ في "الميزان"، وقال: قال الأزدي: ضعيف جداً، روى عنه علي ابن زيد بن جدعان وحده. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عفّان: هو ابن مسلم الصفّار.
وأخرجه عبدُ بنُ حميد (540) ، والآجري في "الشريعة" ص280 مختصراً من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص236 من طريق عفان، به.=(32/423)
__________
= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/270، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" 47-48، وعبدُ الله بنُ أحمد في "السنة" (277) ، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص236، والآجري في "الشريعة" ص280، والدارقطني في "الصفات" (34) . وتمّام الرازي في "فوائده" (55)
"الروض البسام" من طرق عن حماد بن سلمة، به، مختصراً، بلفظ: "يتجلّى لنا ربُّنا عز وجل يوم القيامة ضاحكاً" غير عثمان الدارمي فذكره مطولاً.
وقوله منه: "ليس منكم أحدٌ إلا جعلتُ مكانَه في النار يهودياً أو نصرانياً" سلف نحوه برقم (19485) ، بإسناد صحيح.
وصدرُ الحديث إلى قوله: "فيتجلّى لنا ضاحكاً" سلف بنحوه مرفوعاً من حديث جابر برقم (14721) ، وفي إسناده ابنُ لهيعة.
وسلف موقوفاً على جابر برقم (15115) ، بإسناد صحيح، وهو مما لا يُعْلَم بالرأي.
قال السندي: قوله: فإذا بدا. هكذا في النسخ "بدا" من البدوّ، و"لله" جار ومجرور متعلَق به، أي: ظهر له تعالى. قيل: وهو خطأ، لأنه بمعنى ظهور شيء بعد أن لم يكن، وهو محالٌ في حقه تعالى، إلا أن يُأوَل بمعنى أراده، والصوابُ بدأ الله، على أنَّ بدأ، بالهمزة، "والله " بالرفع فاعلُه، أي: شرع الله.
انتهى. قلت: والأقرب التأويل بلا تخطئة الرواية بعد ثبوتها، والله تعالى أعلم.
أن يَصْدَعَ: بفتح الدال، كيمنع، أي: يَفْصِلَ ويقضي.
مُثّل: من التمثيل، على بناء الفاعل أو المفعول.
يُقَحَّمونهم: من التقحيم، أي: يُدخلونهم.
لا عِدْلَ له: قيل: هو بفتح العين وكسرها، بمعنى المِثل، ومنهم من فَرَّق بين الكسر والفتح، فقال: بالفتح: ما عادَلَه من جنسه، وبالكسر: ما ليس من جنسه، وقيل: بالعكس، وقيل: بالفتح: المثل، وبالكسر: ما يوازنه، فعلى الأول والثالث ينبغي هاهنا الفتح، وعلى الثاني الكسر، والوجهُ جواز
الوجهين.(32/424)
19655 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عُمَارَةَ الْقُرَشِيِّ قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَفِينَا أَبُو بُرْدَةَ فَقَضَى حَاجَتَنَا، فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بُرْدَةَ رَجَعَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اذْكُرِ الشَّيْخَ قَالَ (1) : مَا رَدَّكَ أَلَمْ أَقْضِ حَوَائِجَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ إِلَّا (2) حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ أَبِي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَجْمَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لِأَبِي بُرْدَةَ آللَّهِ لَسَمِعْتَ أَبَا مُوسَى يُحَدِّثُ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. لَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
19656 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ (4) ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ كَانَ لَه ُ أَجْرَانِ " (5)
__________
(1) كلمة "قال" من (ظ 13) .
(2) في (ظ13) : لا إلا.
(3) هو مكرر ما قبله، وسلف الكلام عليه هناك فانظره.
قال السندي: قوله: اذكر، أمر من الذكر.
الشيخ: منادى، حُذف النداء منه، أي: أيها الشيخ.
قلنا: لعلها: اذَّكر الشيخ، بمعنى: تذكّر شيئاً.
(4) في (ظ13) : من أعتق أمته.
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش،=(32/425)
19657 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
__________
= فمن رجال البخاري، وروايته في مقدمة مسلم، حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو حَصين- بفتح الحاء- هو عثمان بن عاصم بن حُصين- بضم الحاء- الأسدي الكوفي. وقد اختُلف عليه فيه كما سيرد.
وعلَّقه البخاري عقب الرواية (5083) عن أبي بكر بن عياش بصيغة الجزم، عن أبي حَصِين، بهذا الإسناد، ووصله من طريقه (يعني طريق أبي بكر) الطيالسي (501) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 8/308، وابنُ حزم في "المحلى" 9/505، والبيهقي في "السنن" 7/128، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/560، والحافظ في "تغليق التعليق" 4/397.
وخالفه شعبة، فرواه- فيما أخرجه أبو عوانة 1/104- عن أبي حَصِين، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى: زاد في الإسناد الشعبيَّ، قال الدارقطني: والقولُ قولُ شعبة.
قلنا: وقول الدارقطني مدفوع بتعليق البخاري له بصيغة الجزم مما يفيد اتصاله، فأبو حَصِين مات سنة 129 أو 132، ومات أبو بردة سنة 103 أو 104 أو 107، وكلاهما كوفي، وأبو بكر بن عياش أحدُ الحفّاظ المشهورين في الحديث، واحتج به البخاري، كما ذكر الحافظ في "الفتح" 9/127. وقد زاد في روايته: "بمهر جديد"، قال الحافظ: فأفادت هذه الطريق ثبوت الصداق، فإنه لم يقع التصريح به في الطريق الأولى (يعني السالفة برقم (19532)) بل ظاهرها أن يكون العتقُ نفسَ المهر. ثم قال الحافظ: وذكر أبو نُعيم أن أبا بكر تفرد بها عن أبي حَصِين، وذكر الإسماعيلي أن فيه اضطراباً على أبي بكر بن عياش، كأنه عنى في سياق المتن، لا في الإسناد، وليس ذلك الاختلافُ اضطراباً، لأنه يرجعُ إلى معنى واحد، وهو ذكر المهر، واستدل به على أن. عتق الأمة لا يكون نفسَ الصداق، ولا دلالة فيه، بل هو شرطٌ لما يترتب عليه الأجران المذكوران، وليس قيداً في الجواز.(32/426)
عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ: " تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ، وَإِنْ أَبَتْ فَلَا تُزَوَّجْ " (1)
19658 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا رَبِيعٌ يَعْنِي أَبَا سَعِيدٍ النَّصْرِيَّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَذَابَهَا بَيْنَهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ رَجُلٌ (2) مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ، فَيُقَالَ (3) : هَذَا يَكُونُ فِدَاءَكَ مِنَ النَّارِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه البزار (1422) "زوائد"، والدارقطني 3/242، من طريق النضر ابن شُميل، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 4/138 عن سلاّم- وهو ابن سُلَيْم- عن أبي إسحاق، عن أبي بردة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... مرسلاً.
وقد سلف برقم (19516) .
(2) في نسخة في (س) : دفع الله عز وجل إلى كل امرىء منهم رجلاً.
(3) في (ظ13) و (ص) وهامش (ق) : فيقول، وفي (م) : فقال، والمثبت من (س) .
(4) إسناده ضعيف، ربيع أبو سعيد النصري، من رجال "التعجيل"، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن سابق، فصدوق.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (5) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (95) من طريق أبي النضر وعبدِ الله بن عثمان بن خُثيم، والطبراني في "الشاميين"=(32/427)
19659 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُقَالُ لَهُ: حُمَمَةُ (1) مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى أَصْبَهَانَ غَازِيًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: اللهُمَّ إِنَّ حُمَمَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَكَ، فَإِنْ كَانَ حُمَمَةُ صَادِقًا فَاعْزِمْ
__________
= (2550) من طريق عمرو بن قيس السَّكُوني، والطبراني في "الأوسط" (1) وفي "مسند الشاميين" (2554) من طريق عبد الملك بن عمير، و (2278) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (94) ، وابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" (1546) من طريق أبي بكر بن أبي بردة، خمستهم عن أبي بردة، به. ولفظه عند الطبراني في "مسند الشاميين": "إذا كان يوم القيامة، بعث الله عز وجل إلى كل مؤمن ملكاً معه كافرٌ، فيقول الملكُ للمؤمن: يا مؤمن، هاك هذا الكافر، فهو فداؤك من النار".
وسقط من مطبوع الطبراني الأوسط (2278) اسم أبي بكر بن بردة وأبيه.
ونقل ابنُ الجوزي عن النسائي قوله: هذا حديث منكر.
قلنا: وقد أخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (537) من طريق عبيد الله ابن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، به. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه مسلم- كما سيرد في تخريج الرواية (19670) - من طريق حماد بن أسامة عن طلحة بن يحيى، لكن دون قوله: "إن هذه الأمة أمةٌ مرحومةٌ جعل اللهُ عذابَها بينها".
وأخرجه الطبراني في "الشامين" (465) (2494) من طريق نصر بن علقمة، عن أبي موسى، وهذا إسناد منقطع، نصرُ بنُ علقمة لم يدرك أبا موسى.
وانظر حديث أنس السالف برقم (12486) .
(1) وقع في (ظ13) : حمضة، وكتب فوقها: حُمَمَة. قلنا: وهو الوارد في باقي النسخ، وفي "الإصابة".(32/428)
لَهُ بِصِدْقَهُ، (1) وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاعْزِمْ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَرِهَ (2) اللهُمَّ لَا تَرُدَّ حُمَمَةَ مِنْ سَفَرِهِ هَذَا. قَالَ: فَأَخَذَهُ الْمَوْتُ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: الْبَطْنُ، فَمَاتَ بأَصْبَهَانَ. قَالَ: فَقَامَ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا وَاللهِ مَا سَمِعْنَا فِيمَا سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا بَلَغَ عِلْمَنَا (3) إِلَّا أَنَّ حُمَمَةَ شَهِيدٌ " (4)
__________
(1) في (س) و (ص) و (م) : صدقه، والمثبت من (ظ 13) و (ق) ، وهو الموافق لأكثر المصادر.
(2) في (ص) : وإن كان كره.
(3) في (ظ13) : "وما بلغنا" بدل: "وما بلغ علمنا".
(4) إسناده صحيح إن ثبت سماعُ حُميد بن عبد الرحمن الحميري لهذه القصة من أبي موسى، فليس في الإسناد تصريحٌ من حُميد بسماعه منه.
ورجالُ الإسناد ثقات رجال الشيخين غير داود بن عبد الله الأودي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. عفّان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضّاح بن عبد الله اليَشْكُري.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 13/13-14، والحارث (1031) "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث"، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/71 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (505) ، والطبراني في "الكبير" (3610) من طريق مسدد، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/71 من طريق الطيالسي ومسدد، كلاهما عن أبي عوانة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/317، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وأحمد بنحوه، وفيه داود الأَوْدي وثقه ابنُ معين في رواية وضعَّفه في أخرى.
قلنا: إنما ضعَّف ابنُ معين داودَ بنَ يزيد الأودي، ولم يُضعَّف داود بن عبد الله الأودي هذا، بل وثقه مطلقاً، نبَّه على ذلك الحافظُ في "تهذيب التهذيب".=(32/429)
19660 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ كَمَثَلِ الْعَطَّارِ، إِنْ لَا يُحْذِكَ يَعْبَقْ بِكَ مِنْ رِيحِهِ، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْكِيرِ " (1)
__________
= وأورده أيضاً 9/400، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير داود بن عبد الله الأودي، وهو ثقة، وفيه خلاف.
ونسبه ابن حجر في "الإصابة" (في ترجمة حُمَمَة) كذلك إلى ابن المبارك في كتاب الجهاد.
قال السندي: قوله: كان يقال له حُمَمة: ضبط بضم حاء مهملة، وفتح الميمين، وكذا وقع في "الإصابة" بميمين، وقد وقع في بعض النسخ بالضاد موضع الميم الثانية، وجاء أنه بات عنده رجل، فرآه يبكي عنده الليل أجمع.
فاعزِمْ: من العزم، والمرادُ الإرادة، أي: فحقِّق صدقه، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي كبشة- وهو السدوسي البصري- قال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف. قلنا: وأبهمه ابنُ المبارك، فقال: عن رجل من بني سدوس. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان.
وقد اختُلف فيه على عاصم الأحول:
فرواه عنه عبدُ الواحد بنُ زياد، كما في هذه الرواية، والقاسم بنُ معن - فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 7/247- مرفوعاً.
ورواه ابنُ المبارك في "الزهد" (358) ، وعليُّ بنُ مسهر فيما أخرجه ابن أبي شيبة 13/385-386، وأبو معاوية فيما أخرجه هنّاد في "الزهد" (1237) ثلاثتهم عن عاصم الأحول موقوفاً، وزادوا في أوله: "الجليسُ الصالحُ خير من الوحدة، والوحدةُ خيرٌ من جليس السوء". قال العُقيلي في "الضعفاء" 1/160: وهذه الرواية أولى من رواية عبد الواحد وبُريد وشُبيل وأبان=(32/430)
19661 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ، إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ " (1)
__________
= العطار، وهذا الصحيح في لفظ الجليس الصالح.
قلنا: وقال الدارقطني: إن كان عبدُ الواحد بن زياد حفظ مرفوعاً، فالحديث له، لأنه ثقة. اهـ.
وروايةُ بُريد أخرجها الشيخان مرفوعة، وسلفت برقم (19624) ، ورواية أبان العطار سلفت برقم (19615) ، وذكرنا في تخريجها رواية شبيل: وهو ابن عزرة.
وقد سلف برقم (19624) .
(1) هو بإسناد سابقه، وهو إسناد ضعيف كما سلف، وذكرنا أنه اختلف في رفعه ووقفه، ووقفه أصح، كما سنذكر في الرواية (19757) . وأخرجه من ذكرناهم في تخريج الحديث السابق، يُضاف إليهم:
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (752) من طريق عبد الواحد بن زياد، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/263 من طريق علي بن مسهر، عن عاصم الأحول، به موقوفاً.
وسيرد برقم (19757) بإسنادٍ موقوفه أصح، كما سنذكر في التخريج.
وفي الباب عن أنس عند البيهقي في "شعب الإيمان"، برقم (751) ، بلفظ: "مَثَلُ القَلْبِ مَثَلُ ريشةٍ بأرض فلاة تقلبها الرياح". وهو عند البزار (44) "زوائد" بلفظ: "مَثَلُ المؤمن كمَثلِ ريشة ... " وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/293، وقال: رواه البزار، وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وثقه الدارقطني، وقال ابنُ عدي: رأيتُ أهل العراق مجمعين على ضعفه. قلنا: وهو متصل إنْ ثبتَ سماع أبي سفيان طلحةَ بن نافع من أنس، فسماعه منه محتمل.
وعن أبي عبيدة بن الجراح موقوفاً عند أبي نعيم في "الحلية" 1/102،=(32/431)
19662 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا. الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ". قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ " (1)
__________
= والبيهقي في "الشعب" (754) ، ورواه مرفوعاَ الحاكم في "المستدرك" 4/307، والبيهقي في "الشعب" (755) ، وصححه الحاكم، فتعقَّبه الذهبيُّ بأن فيه انقطاعاً. قلنا: وفي إسناده أيضاً بقِيةُ بنُ الوليد، يدلَّس تدليس التسوية، وقد عنعن.
وعن عبد الله بن عمرو مرفوعاً بلفظ: "إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلبِ واحد يصرف كيف يشاء" ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم مُصَرِّف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك" سلف برقم (6569) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
قال السندي: قوله: من تَقَلبه، أي: لأجل تَقَلُّبه سمي قلباً.
(1) صحيح، وهو بإسناد (19660) ، وذكرنا هناك الاختلاف في رفعه ووقفه.
وأخرجه أبو داود (4262) من طريق عفَان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/440، والبيهقي في "الشعب" (752) من طريقين عن عبد الواحد بن زياد، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي. قلنا: لأن في إسناده أبا كبشة، وهو مجهول.
وخالف عبدَ الواحد بنَ زياد في رفعه: عليُّ بن مسهر وأبو معاوية كما عند ابن أبي شيبة 15/11، وهناد في "الزهد" (1237) ، فروياه موقوفاً. قال الدارقطني في "العلل" 7/248: فإن كان عبدُ الواحد بنُ زياد حفظ مرفوعاً، فالحديثُ له، لأنه ثقة.
وسيرد من طريق محمد بن جحادة، عن عبد الرحمن بن ثَرْوان، عن هُزَيل=(32/432)
19663 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، يَعْنِي فِي الْفِتْنَةِ، وَالْزَمُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ، وَكُونُوا فِيهَا كَالْخَيِّرِ مِنْ ابَنِي (1) آدَمَ " (2)
__________
= ابن شُرَحْبِيل، عن أبي موسى، مرفوعاً برقم (19730) .
وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (8030) بلفظ: "بادروا بالأعمال فِتَناً كقِطَع الليل المُظْلِم، يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينَه بِعَرَض من الدنيا قليل" وإسناده صحيح على شرط مسلم. وجاء بمثل لفظه من حديث النعمان بن بشير، وسلف برقم (18404) .
وآخر من حديث أبي بكرة عند مسلم (2887) بلفظ: "إنها ستكون فِتَن، ألا ثم تكون فتنة، القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها".
وثالث من حديث سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1446) بنحو لفظ حديث أبي بكرة.
ورابع من حديث ابن مسعود سلف برقم (4286) بنحو حديث أبي بكرة أيضاً، لكن في بعض ألفاظه نكارة.
وخامس من حديث محمد بن مسلمة سلف برقم (16029) ، وفيه: "ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة..".
قال السندي: قوله: أحلاس بيوتكم، أي: ملازمين له ملازمة الفراش.
(1) في (س) و (ص) و (م) : بني، وهي نسخة السندي.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثروان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الهُزَيل بن شرحبيل، فمن رجال=(32/433)
19664 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ،
__________
= البخاري، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم الصفّار، وهَمّام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 15/12 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2204) من طريق سهل بن حماد، عن هَمّام، به، ولفظُه في آخره: "وكونُوا كابنِ آدم"، ليس فيه: "كالخير". وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
وسيرد مطولاً برقم (19730) بزيادة: "واضربوا بسيوفكم الحجارة".
وانظر (19512) و (19662) .
وله شاهد من حديث أبي بكرة مرفوعاً عند مسلم (2887) (13) بلفظ: "إنها ستكون فِتَنٌ ... القاعد فيها خير من الماشي فيها ... ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فإذا نزلَتْ- أو وقعَتْ- فمن كان له إبل فلْيَلْحَقْ بإبله، ومن كانت له غنمٌ فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرضٌ فلْيَلْحَقْ بأرضه" فقال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ مَنْ لم يكن له إبلٌ ولا غنم ولا أرض؟ قال: "يعمدُ إلى سيفه، فيدُق على حدِّه بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء" ... فقال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ إن أُكرهتُ حتى يُنْطَلَق بي إلى أحد الصفين- أو إحدى الفئتين- فضَربني رجلٌ بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال: "يبوءُ بإثمه وإثمك، ويكون من أصحاب النار".
وآخر من حديث محمد بن مسلمة مرفوعاً سلف برقم (16029) ، بلفظ: "إنه ستكون فتنة وفرقة واختلاف، فإذا كان ذلك فَأْتِ بسيفك أُحُداً، فاضرب به عُرْضه، واكسر نبلك، واقْطع وتَرَكَ، واجلس في بيتك" وفي رواية: "فاضرب به حتى تقطعه، ثم اجلس في بيتك، حتى تأتيك يد خاطئة أو يُعافيك الله عز وجل"، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: كالخيّر من بني آدم؛ هو بالتشديد، أي: سلموا أنفسكم إلى من يريد قتلها كما فعله الخيّر من أولاد آدم.(32/434)
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ (1) الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ طَيِّبٌ رِيحُهَا وَلَا طَعْمَ لَهَا " وَقَالَ يَحْيَى: " مَرَّةً طَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا خَبِيثٌ " (2)
19665 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةً فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، حِينَ جَلَسَ فِي صَلَاتِهِ: أَقَرَّتِ الصَّلَاةُ بِالْبِرِّ وَالزَّكَاةِ، فَلَمَّا قَضَى
__________
(1) في نسخة في (س) : كمثل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بنُ سعيد: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجَّاج، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وأخرجه البخاري (5059) ، ومسلم (797) ، وأبو داود (4830) ، وابن ماجه (214) ، والنسائي في "الكبرى" (6732) و (8081) ، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (92) ، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ولفظ البخاري: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به ... ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به".
وأخرجه أبو داود (4830) أيضاً من طريق عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، به.
وسلف برقم (19549) .(32/435)
الْأَشْعَرِيُّ صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ أَبِي: أَرَمَّ: السُّكُوتُ، قَالَ: لَعَلَّكَ يَا حِطَّانُ قُلْتَهَا لِحِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: وَاللهِ إِنْ قُلْتُهَا، وَلَقَدْ رَهِبْتُ أَنْ تَبْكَعَنِي (1) بِهَا. قَالَ (2) رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا قُلْتُهَا وَمَا أَرَدْتُ بِهَا إِلَّا الْخَيْرَ (3) . فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ: أَلَا تَعْلَمُونَ مَا تَقُولُونَ فِي صَلَاتِكُمْ؟ فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَنَا فَعَلَّمَنَا سُنَّتَنَا، وَبَيَّنَ لَنَا صَلَاتَنَا فَقَالَ: " أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فَقُولُوا: آمِينَ. يُجِبْكُمُ (4) اللهُ، فإِذَا (5) كَبَّرَ الْإِمَامُ وَرَكَعَ فَكَبِّرُوا، وَارْكَعُوا؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ ". قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَتِلْكَ بِتِلْكَ ". فَإِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، يَسْمَعِ اللهُ لَكُمْ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَإِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ وَسَجَدَ فَكَبِّرُوا، وَاسْجُدُوا؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ ". قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَتِلْكَ بِتِلْكَ ". فَإِذَا كَانَ عِنْدَ
__________
(1) تحرف في (س) و (ص) و (م) : إلى تبعكني، والمثبت من (ظ 13) و (ق) ، وهي كذلك في مصادر التخريج.
(2) في (ظ 13) : فقال.
(3) في (ظ 13) : خيراً.
(4) تصحف في (م) إلى يحبكم.
(5) في (م) : ثم إذا. وهي نسخة في (س) .(32/436)
الْقَعْدَةِ، فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ قَوْلِ أَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: " التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ، الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ. السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، (1) السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ (2) مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (3)
__________
(1) قال أبو داود: لم يقل أحمد: "وبركاته" وهي في راويته كما ترى.
(2) في (م) و (ق) وهامش (س) : وأشهد أنَّ. يضُرب على كلمة "أشهد" في (ظ13) . وذكر أبو داود أن أحمد لم يقل: وأشهد.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حِطّان بن عبد الله الرَّقاشي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه أبو داود (972) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وفيه: "فليؤُمكُم أحدُكم" قد أثبت رواية أبي عوانة عن قتادة.
وأخرجه بتمامه ومختصراً النسائي في "المجتبى" 2/241-242 و3/41 -42، وفي "الكبرى" (760) و (1203) ، وابن خزيمة (1584) و (1593) ، وابن حبان (2167) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (517) - ومن طريقه أبو عوانة 2/128-129، والبيهقي 2/141- وأخرجه مسلم (404) (63) من طريق معاذ بن هشام، وابن ماجه (901) من طريق ابن أبي عدي، ثلاثتهم عن هشام الدستوائي، به. وقرن ابنُ ماجه بهشامِ سعيدَ بنَ أبي عروبة، وقد سلفت رواية سعيد برقمي (19595) و (19627) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (404) (62) ، وأبو داود (972) ، وأبو عوانة 2/129، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/238 من طريق أبي عوانة (وهو الوضّاح اليشكري) ، وأبو عوانة 2/129، أيضاً من طريق أبان وشعبة، والطحاوي 1/221 و238 و265 من طريق أبان وهمام أربعتهم عن قتادة، به. ولم يسق أبو عوانة لفظه.=(32/437)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الدارقطني في "سننه" 1/292 (16) (17) من طريق النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن حِطّان، عن أبي موسى قال: هل أُريكم صلاةَ رسول الله؟ فكبر ورفع يديه، ثم كبر ورفع يديه للركوع، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم رفع يديه، ثم قال: هكذا. فاصنعوا، ولا يرفع بين السجدتين. ثم أخرجه الدارقطني من طريق زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة، بإسناده عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه. قال الدارقطني في "السنن": رفعه هذان- يعني النضر وزيد بن الحباب- ووقفه غيرهما. وانظر "العلل" 7/254.
وقد سلف برقم (19504) .
وفي باب إقامة الصف عن ابن عمر، سلف برقم (5724) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وانظر (18516) و (18618) .
وفي باب قوله: "ليؤمكم أقرؤكم" عن أبي سعيد، سلف برقم (11190) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وفي باب قوله: "سمع الله لمن حمده" عند الرفع من الركوع: عن ابن عباس، سلف برقم (2440) ، وعن أبي هريرة سلف برقم (9401) وأورده الصديق الغماري في زياداته على "الأزهار المتناثرة" ص87.
وفي باب قوله: "فإذا كبَّر فكبروا ... " عن أبي هريرة، سلف برقم (7144) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وفي باب التشهد عن ابن مسعود، سلف برقم (3562) ، وأورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة" ص33.
قال السندي: قوله: أُقِرَّت الصلاةُ بالبر والزكاة، وروي: قَرَّت، أي: استقرت معهما، وقُرنت بهما، أي: هي مقرونة بالبر وهو الصدق وجماع الخير، ومقرونة بالزكاة في القرآن، مذكورة معها، وقيل: أي: قُرنت بهما، وصار الجمع مأموراً به.
فأرَم القومُ: رُوي بالزاي المعجمة وتخفيف الميم، أي: أمسكوا عن=(32/438)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الكلام، والرواية المشهورة بالراء وتشديد الميم، أي: سكتوا، ولم يجيبوا.
قوله: إن قلتُها: إن نافية.
ولقد رَهِبْتُ: من حد "سَمعَ"، أي: خِفْت.
أن تَبْكعني بفتح مثناة، وسكون موحدة، أي: تُوَبِّخني بهذه الكلمة، وتستقبلني بالمكروه. هذا وبقية الحديث قد سبق مفصلاً. يعني برقم (19595) .
وقال ابنُ خزيمة في قوله عليه الصلاة والسلام: "فتلك بتلك" عقب الحديث (1593) : يُريد أن الإمام يسبِقُكم إلى الركوع، فيركعُ قبلكم، فترفعون أنتم رؤوسَكم من الركوع بعد رفعه، فتمكُثُون في الركوع، فهذه المكثةُ في الركوع بعد رفع الإمام الرأسَ من الركوع بتلك السبقة التي سبقكم بها الإمامُ إلى الركوع، وكذلك السجود.
وقال الخطابي: وقوله: "فتلك بتلك": فيه وجهان: أحدهما أن يكون ذلك مردوداً إلى قوله: "وإذا قرأ (غيرِ المغضوب عليهم ولا الضالين) فقولوا: آمين، يُجبكم الله "يريد أنَّ كلمة "آمين" يُستجاب بها الدعاء الذي تضمَّنه السورة أو الآية، كأنه قال: فتلك الدعوةُ مضمنة بتلك الكلمة، أو معلقة بها،
أو ما أشبه ذلك من الكلام.
والوجه الآخر أن يكون ذلك معطوفاً على ما يليه من الكلام "وإذا كبَّر وركع فكبروا واركعوا" يريد أن صلاتكم معلقة بصلاة إمامكم، فاتبعوه، وائتموا به، ولا تختلفوا عليه، فتلك إنما تصح وتثبت بتلك. وكذلك الفصلُ الآخر، وهو قوله: "وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد يسمع الله
لكم" إلى أن قال: "فتلك بتلك" يريد والله أعلم أن الاستجابة مقرونة بتلك الدعوة وموصولة بها.
وقال القرطبي في "المفهم" 2/38: قوله: "فتلك بتلك" هذا إشارة إلى أن حقَّ الإمام السبقُ، فإذا فرغ تلاه المأموم مُعَقِّباً، والباء في "تلك" للإلصاق والتعقيب. وقيل في "تلك بتلك" أن معناه أن الحالة من صلاتكم وأعمالكم إنما تصحُّ بتلك الحالة من اقتدائكم به.=(32/439)
19666 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي رَجُلَانِ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ: أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِي فَكِلَاهُمَا سَأَلَ الْعَمَلَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَاكُ قَالَ: " مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا، وَمَا شَعُرْتُ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ الْعَمَلَ. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ قَلَصَتْ. قَالَ: " إِنِّي (1) أَوْ لَا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ، وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ ". فَبَعَثَهُ عَلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ قَالَ: انْزِلْ وَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً، فَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ قَالَ: " مَا هَذَا؟ " قَالَ: كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، ثُمَّ رَاجَعَ دِينَهُ دِينَ السَّوْءِ فَتَهَوَّدَ. قَالَ: لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ قَضَاءُ اللهِ وَرَسُولِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ تَذَاكَرْنَا (2) قِيَامَ اللَّيْلِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ،
__________
= وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 4/121: ومعنى "تلك بتلك" أن اللحظة التي سبقكم الإمامُ بها في تقدمه إلى الركوع تنجبر لكم بتأخيركم في الركوع بعد رفعه لحظة، فتلك اللحظةُ بتلك اللحظة، وصار قدرُ ركوعكم كقدر ركوعه، وقال مثله في السجود.
(1) في نسخة في (س) : إنا.
(2) في نسخة في (س) : تذاكرا.(32/440)
وَأَقُومُ، أَوْ أَقُومُ وَأَنَامُ، وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه بتمامه ومختصراً: أبو داود (3579) و (4354) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/195، وفي "الدلائل" 5/401-402- من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقرن أبو داود في الرواية (4354) بأحمد مسدداً، وجاء فيها: "فكلاهما سأل العمل، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساكت" بدل "يستاك".
وأخرجه بتمامه ومختصراً كذلك: البخاري (2261) و (6923) و (7156) ، ومسلم ص 1456-1457 (1733) (15) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص213 - 214 والنسائي في "المجتبى " 1/9- 10، وفي "الكبرى" (8) ، وأبو عوانة 4/410، وأبو يعلى (7240) ، وابنُ حبان (1071) ، والبيهقي 8/205 من طريق يحيى القطان، به.
وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو عوانة 1/193 و4/409-410، والنسائي في "المجتبى" 7/105، وفي "الكبرى" (3529) ، والقضاعي (1134) من طرق عن قُرَة بن خالد، به.
وأخرجه البخاري (7157) من طريق خالد الحذاء، عن حميد بن هلال، به، بذكر قصة المرتد. وسيأتي مختصراً بهذه القصة في مسند معاذ 5/231.
وانظر شواهده هناك.
وأخرجه الطيالسي (531) عن سليمان بن المغيرة، عن حميد، قال: قال أبو موسى الأشعري: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعي رجلان.. فذكر قصتهما. وهذا إسناد منقطع، ثم أشار الطيالسي إلى إسناده المتصل فقال: روى هذا الحديث يحيى بن سعيد، عن قُرة، عن حميد، عن أبي بردة، عن أبي موسى.
وأخرج منه قصة الرجلين اللذين سألا العمل: ابنُ أبي شيبة 12/215 - ومن طريقه مسلم ص1456 (1733) (14) ، والبغوي في "شرح السنة" (2466) - والبخاري (7149) ، وابنُ خزيمة كما في "إتحاف المهرة" 10/63، وأبو عوانة 4/408، وابن حبان (4481) ، والبيهقي 10/100 من طريق أبي أسامة، عن بُريدِ بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، به. قال=(32/441)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/271 من طريق سعيد بن أبي بردة، وأبو داود (4355) - ومن طريقه البيهقي 8/206- من طريق طلحة بن يحيى وبُريد بن عبد الله بن أبي بردة، و (4356) من طريق حفص، عن الشيباني، أربعتهم عن أبي بردة، عن أبي موسى، به، بذكر قصة المرتد. وفي رواية الشيباني: فدعاه عشرين ليلة، أو قريباً منها، فجاء معاذ، فدعاه، فأبى، فضرب عنقه. قال أبو داود: ورواه عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، ولم يذكر الاستتابة، ورواه ابنُ فُضيل عن الشيباني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، لم يذكر فيه الاستتابة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة أيضاً 2/272 من طريق علي بن مسهر، عن الشيباني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، أن معاذاً قال لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن ... فذكره مرسلاً بقصة القيام.
وأخرجه البخاري (4341، 4342) عن موسى بن إسماعيل، والبيهقي في "الدلائل" 5/402-403 من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي، كلاهما عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن ... ثم قال: "يَسِّرا ولا تُعَسِّرا وبَشرا ولا تنفرا" ... ثم ذكر قصة اليهودي المرتد، وقصةَ القيام. قال الحافظ في
"الفتح" 8/61: هذا صورته مرسل، وقد عقَّبه المصنف (يعني البخاري) بطريق سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى. وهو ظاهر الاتصال، وإن كان يتعلق بالسؤال عن الأشربة، لكن الغرض منه إثباتُ قصةِ بعثِ أبي موسى إلى اليمن. قلنا: وسترد عندنا في الرواية (19673) .
قال الدارقطني في "العلل" 7/215: ورواه الهيثم بن جميل، عن أبي عوانة، عن عبد الملك، عن أبي بردة، عن أبي موسى، متصلاً، ثم قال: والصوابُ من حديث عبد الملك المرسل.
وقد سلف مختصراً بقصة الرجلين برقم (19508) ، وذكرنا أحاديث باب=(32/442)
19667 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ ذُو الْحَاجَةِ قَالَ: " اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ ". وَقَالَ: " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ (1) بَعْضًا ". وَقَالَ: " الْخَازِنُ الْأَمِينُ الَّذِي يُؤَدِّي مَا أُمِرَ بِهِ طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقِينَ " (2)
__________
= ذم الإمارة هناك، وذكرنا أرقام رواياته الواردة في "المسند" هناك.
قال السندي: قوله: قَلَصَت، أي: ارتفعت شَفَتُه، بسبب كون السواك تحتها.
قضاءُ الله ورسوله: بالرفع على أنه خبرٌ لمقدر، أي: ذاك- وهو قتلُ المرتد- قضاءُ الله ورسوله، ويمكن نصبُه بتقدير: عليك، أو خذ، ونحو ذلك.
وأرجو في نومتي: من الثواب والأجر، بناء على أن النوم إذا قُصد به القوة على العبادة يكونُ فيه الأجر كما في العبادة.
(1) في (ظ13) : بعضها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو بردة بن عبد الله: هو بُرَيْد.
وأخرج طرفَه الأول "اشفعوا تُؤْجَرُوا" النسائي في "المجتبى" 5/77-78، وفي "الكبرى" (2337) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مجموعاً ومفرقاً: عبدُ بنُ حميد (556) ، والبخاري (481) و (2260) و (6026) ، و (6027) ، والنسائي في "المجتبى" 5/79- 80، وفي "الكبرى" (2341) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص75، وابن حبان (232) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (130) ، وابن عدي في "الكامل" 2/495، وأبو نعيم في "الحلية" 7/120، والقضاعي (620) ، والخطيب في=(32/443)
19668 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ (1) مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " (2)
__________
= "تاريخ بغداد 2/5، والبغوي في "شرح السنة" (3461) من طرق عن سفيان الثو ري، به.
قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته. قلنا: وما وقع في بعض المصادر من قولهم: عن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، المراد بـ "عن أبيه": جدُّه الأدنى أبو بُردة، كما نبهنا على ذلك في الرواية (19584) : وسيرد كذلك في التعليق رقم (1) في الرواية (19706) ، وانظر إسناد الرواية (19635) . وجاء في "مكارم الأخلاق" للخرائطي: عن أبي بردة، عن أبيه عن أبي موسى، وأبو بُردة كنية بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة.
وقوله: "اشفعوا تؤجروا، ولْيَقْضِ اللهُ على لسان رسوله ما شاء" سلف برقم (19584) .
وقوله: "المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً" سلف برقم (19624) .
وقوله:، الخازنُ الأمين الذي يؤدي.." سلف برقم (19512) .
(1) في (ص) : إلا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (19523) .
عمرو بن مُرَّة: هو المرادي الجملي، وشيخُه مُرَّة: هو ابن شَرَاحيل الطيب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8353) مختصراً، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2746) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.(32/444)
19669 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ (1) الْيَهُودُ تَتَّخِذُهُ (2) عِيدًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوهُ أَنْتُمْ " (3)
__________
(1) في (ظ13) : يصومه.
(2) في (ظ13) : يتخذوه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وأبو العُميس: هو عتبة بن عبد الله بن عُتبة بن عبد الله بن مسعود، وقيس بن مسلم: هو الجَدَلي العَدْواني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/55، والبخاري (2005) و (3942) ، ومسلم (1131) ، والنسائي في "الكبرى" (2848) ، وأبو يعلى (7333) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/35-36) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/76، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/289، من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1131) (130) من طريق أبي أسامة، عن صدقة بن أبي عمران، عن قيس بن مسلم، به، وفيه زيادة: يُلبسون نساءهم فيه حُلِيَّهم وشارتهم.
قال الدارقطني في "العلل" 7/237: يرويه أبو عميس وصدقة بن أبي عمران، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، وهو صحيح عنهما.
وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/35-36) ، وابن حبان (3627) من طريق حفص بن غياث عن أبي عميس، به. بلفظ: كانت بهود تتخذ يوم عاشوراء عيداً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خالفوهم، صوموا أنتم".
فترجم له ابن حبان بقوله: ذكر الأمر بصيام يوم عاشوراء، إذ اليهود كانت تتخذه عيداً، فلا تصومُه. قلنا: ليس في الحديث ما يشير إلى أن اليهود=(32/445)
19670 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
= كانت لا تصومه، كما ذكر ابنُ حبان. بل كانت تصومه كما في هذه الرواية.
وخالف أبا عميس رقبةُ بنُ مصقلة- كما عند النسائي في "الكبرى" (2849) - فرواه عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يذكر أبا موسى.
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14663) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وانظر أحاديث: ابن مسعود (4024) ، وقيس بن سعد (15477) ، وهند ابن أسماء (15962) ، وعبد الله بن الزبير (16132) ، وأسماء بن حارثة (16716) ، وبعجة بن عبد الله 6/467.
قال السندي: قوله: "صوموه أنتم"، أي: موافقة لموسى، لا موافقة لليهود، ولذلك جاء: "نحن أحق بموسى منهم" والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناده حسن، طلحةُ بنُ يحيى- وهو ابن طلحة القرشي التيمي- من رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حمّاد بن أسامة.
وأخرجه مسلم (2767) (49) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/96-97) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/80 و189، والبيهقي في "شعب الإيمان" (375) ، وفي "البعث والنشور" (90) (91) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وزاد أبو نعيم: قال أبو أسامة: هذا خير للمؤمنين من
الدنيا وما فيها. وإسناده كأنك تنظر إليه.
وأخرجه عبد بن حميد (537) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/97) ، والبيهقي في "الشعب" (375) من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو=(32/446)
19671 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: قَدِمْتُ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ: فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَقَالَ: " هَلْ مَعَكَ مِنْ هَدْيٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَعْنِي لَا. قَالَ: فَأَمَرَنِي فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي فَمَشَطَتْ رَأْسِي وَغَسَلَتْهُ، ثُمَّ أَحْلَلْتُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ. قَالَ: فَكُنْتُ أُفْتِي النَّاسَ بِذَلِكَ إِمَارَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَبَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي سُوقِ الْمَوْسِمِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَارَّنِي فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ. قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاهُ فِي شَيْءٍ فَلْيَتَّئِدْ، فَهَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ عَلَيْكُمْ فَبِهِ فَأْتَمُّوا. قَالَ: فَقَالَ لِي: إِنْ نَأْخُذْ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالتَّمَامِ، وَإِنْ نَأْخُذْ بِسُنَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ " لَمْ يَحِلَّ حَتَّى نَحَرَ الْهَدْيَ " (1)
__________
= عوانة أيضاً من طريق الفضل بن موسى، كلاهما عن طلحة، به، بزيادة في أوله هي قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن هذه الأمة أمةٌ مرحومةٌ، عذابُها بأيديها"، وسلفت في الرواية (19658) .
وسلف برقم (19485) ، وانظر الكلام عليه هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19505) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو داود الحَفَري، وهو عمر بن سعد، الكوفي، من رجال مسلم.
وسلف برقم (19505) .(32/447)
19672 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ الْكِنْدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (1) أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَتُوبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: يَعْنِي مُغِيرَةَ بْنَ أَبِي الْحُرّ (2)
__________
(1) في (م) : عن، وهو خطأ.
(2) صحيح من حديث الأغَرِّ المزني، وهذا إسنادٌ خالف فيه المغيرة الكندي، فرواه عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده أبي موسى.
ورواه ثابت البناني وعمرو بن مرة، فقالا: عن أبي بردة، عن الأغَرِّ المُزني، كما سلف برقمي (18291) و (18292) . قال العُقيلي في "الضعفاء" 4/175: وهذا أولى، وقال الدارقطني في "العلل" 7/217: وهو أشبههما بالصواب، وقال المِزّي في "تحفة الأشراف" 6/462: المحفوظ حديث أبي بردة، عن الأغر المزني، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (في ترجمة المغيرة الكندي) : وهذا أشبه.
قلنا: وقد رواه حميد بن هلال، فقال: عن أبي بردة، عن رجل من المهاجرين، كما سلف برقم (18293) ، فذكر الحافظُ أن هذا الرجل هو الأغر المزني، كما ذكرنا هناك.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجَرَّاح.
وأخرجه ابن ماجه (3816) عن علي بن محمد الطنافسي، عن وكيع، بهذا الإسناد، بلفظ: "سبعين مرة"، بدل: "مئة مرة".
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/298، 13/462، وعبد بن حميد (558) ، والنسائي في "الكبرى" (10275) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (441) - والعقيلي في "الضعفاء" 4/175، والطبراني في "الأوسط" (3749) ، وفي "الدعاء" (1809) ، والصيداوي في "معجم الشيوخ" 300-301، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/60، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة المغيرة بن=(32/448)
19673 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَابًا يُصْنَعُ بِأَرْضِنَا يُقَالُ لَهُ: " الْمِزْرُ مِنَ الشَّعِيرِ، وَشَرَابٌ يُقَالُ لَهُ: الْبِتْعُ مِنَ الْعَسَلِ. فَقَالَ: "
__________
= أبي الحُرّ) من طريق أبي نعيم، عن المغيرة بن أبي الحر الكندي، به. قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن أبي بردة إلا المغيرة ابن أبي الحُرّ.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10274) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (440) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/289، والطبراني في "الدعاء" (1810) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6789) من طريق موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به.
قال أبو حاتم- كما في "العلل" 2/187-: ورواه إسرائيل، عن أبي إسحاق عن أبي بكر وأبي بردة ابني أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه، ولم يذكرا أبا موسى. وقال: وحديث إسرائيل أَشْبَهُ إذ كان هو أحفظ.
قلنا: سيرد من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، بذكر أبي موسى، مرفوعاً في مسند حذيفة 5/394.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4726) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: إني لأتوبُ إلى الله: ترغيبٌ لأمته في الإكثار من التوبة والاستغفار، فإنه إذا كان مع ما أعطاه الله تعالى من العصمة أولاً والمغفرة ثانيا يتوبُ هذا العدد كل يوم، فكيف غيرُه، وبالجملة فالإكثارُ من التوبة يستجلب محبة الله تعالى. قال تعالى: (إن الله يحب التوابين)
[البقرة: 222] فلذلك كان يكثر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُرَغِّبُ الأمة في الإكثار منها، والله تعالى
أعلم.(32/449)
كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسعيد بن أبي بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه الإمام أحمد في "الأشربة" (224) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1733) ص 1586 عن وكيع، به.
وعلَقه البخاري عقب (4345) و (7172) عن وكيع بصيغة الجزم به، ووصلَه عنه برقم (3038) بقطعة أخرى من الحديث، سترد في الرواية (19699) .
وأخرجه الطيالسي (497) - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/298، وفي "الكبرى" (5105) (6815) ، وأبو عوانة 5/263، والبيهقي في "السنن" 8/291- عن شعبة، به. وعن الطيالسي علَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب (4345) و (7172) .
وأخرجه أبو عوانة 5/263-264، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/217 من طرق عن شعبة، به، وعلّقه البخاري عقب (4345) و (7172) بصيغة الجزم عن النضر بن شميل، ويزيد بن هارون، عن شعبة. وسترد روايتهما موصولة في تخريج الروايتين (19699) و (19742) .
ورواه سليمان الشيباني، واختلف عنه:
فرواه خالدُ بنُ عبد الله الواسطي كما عند البخاري (4343) عنه، عن سعيد ابن أبي بردة، عن أبي بردة، به.
ورواه علي بنُ مسهر كما عند ابن أبي شيبة 8/100، وأبي عوانة 5/264، وابنُ فضيل كما عند النسائي في "المجتبى" 8/300، و"الكبرى" (5114) ، وابن حبان (5377) ، وجريرُ بنُ عبد الحميد وعبدُ الواحد بن زياد كما عند البخاري (4343) تعليقاً بصيغة الجزم، أربعتهم عن الشيباني، عن أبي بردة، به. وروايةُ جرير بن عبد الحميد وصلها الإسماعيلي- فيما قال الحافظ في "الفتح" 8/63.
وأخرجه الدارمي (2098) ، والنسائي في "المجتبى" 8/298، وفى "الكبرى" (5106) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4974) ، وفي "شرح=(32/450)
19674 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِدِ فَلْيُمْسِكْ بِنُصُولِهَا " (1)
19675 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= معاني الآثار" 4/220 من طريق إسرائيل، والطحاوي في "شرح المشكل" (4973) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/220، من طريق شريك، وفي "شرح مشكل الآثار" (4975) ، و"شرح معاني الآثار" 4/220 من طريق الفضيل، ثلاثتهم عن أبي إسحاق (هكذا غير منسوب، والظاهر أنه السبيعي، للرواة عنه) ، عن أبي بردة، به.
وسلفت قطعة أخرى منه برقم (19508) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وبريد بن أبي بردة: هو بُريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، والمراد بقوله: "عن أبيه": جدُّه أبو بردة، وبقوله: "عن جدِّه": جدُّه الأعلى أبو موسى الأشعري، كما صُرِّحَ به في غير رواية.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/436 عن وكيع، بهذا الإسناد مرفوعاً.
وأخرجه كذلك 8/582 عن وكيع، به موقوفاً. فإن صح ما في المطبوع، فلعل بُريداً حدث به مرفوعاً تارة، وموقوفاً تارة أخرى. كما ذكر هو عقب الرواية (19546) .
وقد سلف مطولاً برقم (19488) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (19670) سنداً ومتناً.(32/451)
19676 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا تَوَجَّهَ (1) الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَهُمَا فِي النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ:" إِنَّهُ (2) أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ " (3)
__________
(1) في (م) : تواجه.
(2) في (ق) : لأنه.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، الحسن- وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى، وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. سليمان: هو ابن طَرْخان التَّيْمي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 15/44، وعبد بنُ حميد (543) . وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/124، و"الكبرى" (3583) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وأبو نعيم في "الحلية" 3/36 من طريق الحارث بن أبي أسامة، أربعتهم عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
قال أبو نعيم: كذا رراه سليمان عن الحسن، وأرسله عن أبي موسى، وصحيحُه رواية الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة.
قلنا: ورواية الحسن عن أبي موسى محفوظةٌ أيضاً، فقد ذكرها الدارقطني في "العلل" 7/252، ثم ذكر رواية الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة، وقال: وهو صحيح عنه. قلنا: يعني صحيح عنه كذلك، وأراد الدارقطني أن الطريقين محفوظان، وعبارةُ أبي نُعيم تشير إلى أن الصحيح حديث أبي بكرة، وأن حديث أبي موسى خطأ غير محفوظ! ثم إن المزي ذكر الطريقين في "تحفة الأشراف" 6/408-409، ولم يُشر إلى أن أحدهما غير محفوظ.
وأخرجه ابن ماجه (3964) عن أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون، عن=(32/452)
19677 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَرَجَعَ فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ رَجَعْتَ؟ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مِنْ اسْتَأْذَنَ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ " فَقَالَ: لَتَأْتِيَنَّ عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ، فَأَتَى مَجْلِسَ قَوْمِهِ فَنَاشَدَهُمُ اللهَ تَعَالَى. فَقُلْتُ: أَنَا مَعَكَ، فَشَهِدُوا لَهُ بِذَلِكَ (1) فَخَلَّى سَبِيلَهُ " (2)
19678 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وهَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، (3) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= سليمان وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به.
قال المزي في "تحفة الأشراف" 6/408- بعد أن ذكر طريق يزيد بن هارون الأولَ عند النسائي، وطريقَه الثاني عند ابن ماجه عن أحمد بن سنان-: كذا قال، والصواب الأول. قلنا: يعني الطريق التي ليس فيها زيادة قتادة بين سليمان التيمي والحسن. وهي رواية أحمد هذه.
وسيرد من طريق يزيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، برقم (19751) ، وليس فيه ذكر سليمان.
وسلف برقم (19590) ، وأشرنا هناك إلى حديث أبي بكرة الذي يَصِحُّ به.
(1) لفظة "بذلك" ليست في (ظ13) ولا (ص) ، وأشير إليها في (س) بنسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (11145) سنداً ومتناً.
وسلف برقم (19510) .
(3) قوله: "وهاشم يعني ابن القاسم، حدثنا المسعودي" ليس في (ظ13) .(32/453)
عَنْ جَدِّهِ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ. إِنَّمَا عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْقَتْلُ والْبَلَابِلُ وَالزَّلَازِلُ " قَالَ أَبُو النَّضْرِ " بِالزَّلَازِلِ وَالْقَتْلِ وَالْفِتَنِ " (1)
__________
(1) ضعيف، يزيد- وهو ابن هارون- وهاشم بن القاسم، رويا عن المسعودي- وهو عبدُ الرحمن بنُ عبد الله- بعد الاختلاط، وقد اختُلف فيه على أبي بردة- كما سيرد- اختلافاً كثيراً.
وأخرجه عبدُ بنُ حميد (536) ، والحاكم في "المستدرك" 4/444 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد!
ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!. وأخرجه أبو داود (4278) من طريق كثير بن هشام، والقضاعي في "مسند الشهاب" (969) من طريق معاذ بن معاذ، كلاهما عن المسعودي، به.
واختُلف فيه على أبي بُردة:
فرواه عن أبي بردة عن أبي موسى:
سعيدُ بنُ أبي بردة، كما في هذه الرواية.
ومعاويةُ بنُ إسحاق، كما في الرواية (19658) ، وفي إسنادها مجهول.
وعمرو بن قيس السَّكوني، وفي طريقه أبو القاسم الحمصي لم نعرفه.
والوليدُ بنُ عيسى أبو وهب- قال البخاري: فيه نظر.
وليثُ بنُ أبي سُلَيْم، وهو ضعيف.
ومحمدُ بنُ إسحاق بن طلحة التيمي. وروايات هؤلاء الأربعة المذكورين آخراً أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" 1/38-39. ومحمد بنُ إسحاق ابن طلحة التيمي هذا؛ قال فيه أبو حاتم- كما في "الجرح والتعديل"=(32/454)
__________
=7/194-195-: لا أعرفُ محمد بن إسحاق بن طلحة يحدث عن أبي بردة، إنما يروي عن أبي بردة إسحاقُ بنُ يحيى بن طلحة. قلنا: وهو ضعيف.
ورواه رياحُ بنُ الحارث، كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/39، والحاكم في "المستدرك" 4/253-354 عن أبي بردة، قال: بينا أنا واقف في السوق في إمارة زياد، إذ ضربتُ بإحدى يديَّ على الأخرى تعجباً، فقال رجلٌ من الأنصار قد كانت لوالده صحبةٌ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ممَّ تعجبُ يا أبا بردة؟ قلتُ: أعجبُ من قومٍ دينُهم واحد، ونبيُّهم واحد، ودعوتُهم واحدة،
وحجُّهم واحد، وغزوهُم واحد، يستحل بعضُهم قتل بعض! قال: فلا تعجب، فإني سمعتُ والدي أخبرني أنه سمع رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إنَّ أمتي أمةٌ مرحومة، ليس عليها في الآخرة حساب ولا عذاب، إنما عذابُها في القتل والزلازل والفتن". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: شيخ أبي بردة في هذا الإسناد مبهم، فلا يصح.
ورواه أبو بكر بن عياش، عن أبي حَصِين (وهو عثمان بن عاصم الأسدي) عن أبي بُردة، قال: كنتُ عند عُبيد الله بن زياد، فأُتي برؤوس الخوارج، فكلما مرُوا عليه برأس قال: إلى النار، فقال له عبدُ الله بنُ يزيد: أولا تدري! سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "عذابُ هذه الأمة جُعل بأيديها في دنياها". أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/38، والحاكم في "المستدرك" 1/49-50
و4/254، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1000) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/205 من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصِين. وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فروايته في مذقدمة مسلم.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين! وقال: لا أعلم له علة، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! مع أن أبا بكر بن عياش روايته في مقدمة مسلم، كما ذكرنا.
وهذه الروايةُ قد ضعَّفها أحمدُ بنُ حنبل، فيما حكاه ابن أبي حاتم في=(32/455)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "المراسيل" ص91-92، فقد نقل عن الأثرم قولَه: قيل لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل: ليست لعبد الله بن يزيد صحبةٌ صحيحةٌ؟ قال: أما صحيحة فلا. ثم قال: شيءٌ يرويه أبو بكر بن عياش، عن أبي حَصِين، عن أبي بردة، عن عبد الله بن يزيد قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وضعَّفه أبو عبد الله، وقال: ما أرى ذاك بشيء.
قلنا: وقد أورد الحاكم 1/50 شاهداً تابع أبا حَصِين فيه الحسنُ بنُ الحكم النخعي، وصححه، لكن سكت عنه الذهبي.
وقال الحاكم في 4/254: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، إنما أخرج مسلمٌ وحده حديثَ طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى: "أمتي أمةٌ مرحومة".
قلنا: إنما انتقى مسلمٌ منه لفظَ حديثِ الفداء السالف برقم (19485) .
ورواه حُميد- وهو ابن هلال- عن أبي بردة، أنه خرج من عند زياد أو ابن زياد، فجلس إلى رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: سمعتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/39 عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عنه.
ورواه عليُّ بنُ مدرك عند البخاري كذلك 1/39-40 عن أبي بردة قال: حدثني رجل من الأنصار، عن بعض أهله يرفعه: "هذه أمة مرحومة". وشيخُ أبي بردة الرجلُ من الأنصار مبهم.
وقد أشار شيخُ الصنعة الإمام أبو عبد الله البخاري في كتابه "التاريخ الكبير" 1/39 بعد أن أورد طرق هذا الحديث وبيَّن ما فيها من اضطراب: والخبرُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الشفاعة وأن قوماً يعذَّبون ثم يخرجون كثر وأبينُ وأَشهَر. وهذا يدلُّ على أن البخاري رحمه الله أضاف إلى اضطراب السند نقد المتن وأنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي تكاد تكون متواترة بأن أناساً من أمة محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخلون النار ثم يخرجون منها بشفاعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(32/456)
19679 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى، وَاصْطَحَبَ هُوَ ويَزِيدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ فِي سَفَرٍ وَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ فَقَالَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى مِرَارًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا " (1)
__________
= وسيكرر الحديث برقم (19752) .
قال السندي: قوله: والبلابل: هي الهموم والأحزان، وبلبلةُ الصدر وَسواسُه.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. إبراهيم بن إسماعيل السكسكي - وهو إبراهيم بن عبد الرحمن بن إسماعيل أبو إسماعيل، نَسَبَهُ إلى جدِّه- من رجاله، وهو- وإن كان ضعيفاً- قد انتقى له البخاريُّ هذا الحديثَ.
وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. يزيد: هو ابنُ هارون. ويزيدُ بن أبي كبشة المذكور في القصة: شامي ثقة، وَلِيَ خَرَاجَ السنْد لسليمان بن عبد الملك، ومات في خلافته، وليس له في البخاري ذِكْرٌ إلا في هذا الموضع، واسم أبيه أبي كبشة: حَيْوِيل، كما قال الحافظ في "الفتح" 6/136.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "مصنفه" 3/230، وعبدُ بن حميد في "المنتخب" (534) ، والبخاري (2996) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/60، والبيهقي في "السنن" 3/374، وفي "شعب الإيمان" (9928) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (435) من طريق محمد بن عبيد، وأبو داود=(32/457)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (3091) ، والحاكم في "المستدرك" 1/341 من طريق هُشَيْم، كلاهما عن العَوَام بن حَوْشَب، به. ولفظُه (عند أبي داود والحاكم) : "إذا كان العبد يعمل عملاً صالحاً، فشَغَلَه عن ذلك مرضٌ أو سفرٌ، كُتِبَ له كصالح ما كان يعمل وهو صحيحٌ مقيمٌ". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: سقط من مطبوع "المستدرك" و"تلخيصه" اسمُ العوام بن حَوْشَب من الإسناد.
قال الدارقطني في "التتبع" ص166: لم يسنده غير العوّام، وخالفه مِسْعَرٌ، رواه عن إبراهيم السكسكي، عن أبي بردة قوله، ولم يذكر أبا موسى، ولا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقال الحافظُ في "مقدمة الفتح" ص363: مِسْعَرٌ أحفظُ من العوام بلا شك، إلا أن مثل هذا لا يقال من قِبلَ الرأي، فهو في حكم المرفوع، وفي السياق قصةٌ تدلُ على أن العوّام حَفِظَه ... وقد قال أحمدُ ابنُ حنبل: إذا كان في الحديث قصةٌ، دلَ على أن راويه حَفِظَه، والله أعلم.
قلنا: وقد أخرجه ابن حبان (2929) ، والطبراني في "الصغير" (778) من طريق أحمد بن أبي الحواري، عن حفص بن غياث، عن العوام ومِسْعَر، عن إبراهيم السَكْسكي، عن أبي بردة، عن أبي موسى. قال الدارقطني في "العلل" 7/202: حَمَلَ حديثَ أحدهما على الآخر.
قلنا: لكن الطبراني ظن أن حفصَ بنَ غياث رواه عن مِسْعَر، عن إبراهيم السكسكي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، مرفوعاً. كما قال عقب الحديث (8604) في "الأوسط".
وقد اختُلف فيه على مِسْعَر بن كِدام كذلك:
فقد رواه رَوَادُ بنُ الجَرَّاح، كما عند الطبراني في "الأوسط" (8604) عن مِسْعَر، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، مرفوعاً. ورَوَادُ ابنُ الجَرَاح صدوقٌ اختلط بأَخَرَة، فتُرك، ومع ذلك جعل الحافظُ سعيدَ بنَ أبي بردة في هذا الإسناد متابعاً لإبراهيم السَكْسَكي، كما ذكر في "الفتح" 6/137.=(32/458)
19680 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ قَالَا: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْمَعْنَى قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَثُّ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى أَأَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ، فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ (1)
19681 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّىُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي الْجَنَّةِ خَيْمَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ " (2)
__________
= وسيرد برقم (19753) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6482) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19538) غير أن شيخي أحمد هنا هما: عفان، وهو ابن مسلم الصفَّار، وعبد الصمد، وهو ابنُ عبد الوارث.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري: علي بنُ عبد الله- وهو ابن المديني- من رجاله، وبقية رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. أبو عمران الجَوْني=(32/459)
19682 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا، وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ تَعَالَى إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ " (1)
__________
= هو عبد الملك بن حبيب الأزدي، أو الكندي.
وأخرجه البخاري (4879) ، ومسلم (2838) (24) ، والترمذي (2528) ، والنسائي في "الكبرى" (11562) مختصراً- وهو في "التفسير" (582) - وأبو يعلى (7332) ، وابن حبان (7395) ، والبغوي في "شرح السنة" (4379) من طرق عن عبد العزيز بن عبد الصمد، به. وجمع البخاري والترمذي والبغوي معه الحديثَ الآتي بعده. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وسلف برقم (19576) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو إسناد سابقه.
وأخرجه البخاري (7444) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4380) - عن علي بن عبد الله، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع "شرح السنة" سقطٌ في الإسناد.
وأخرجه البخاري (4878) و (4880) ، ومسلم (180) ، والترمذي و (2528) ، والنسائي في "الكبرى" (7765) و (11441) - وهو في "التفسير" (461) - وابنُ ماجه (186) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (613) ، وأبو يعلى (7331) ، والدُّولابي في "الكنى والأسماء" 2/71، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص16، وأبنُ حبان (7386) ، وابنُ منده في الإيمان (780) ، واللالكائي في
"شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (831) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 2/316 =(32/460)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=317، وفي "صفة الجنة" (437) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (238) ، وفي "الاعتقاد والهداية" ص82، وفي "الأسماء والصفات" (648) ، والبغوي في "شرح السنة" (4379) من طرق عن عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي، به.
وجمع البخاريُّ (4880) والترمذيُّ والبغويُّ (4379) إليه الحديثَ الذي قبله (19681) .
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه موقوفاً من كلام أبي موسى ابنُ أبي شيبة 13/383- ومن طريقه الحاكم في "مستدركه" 2/474-475- عن عبد الصمد بن عبد الوارث، والحاكمُ أيضاً 1/84- وعنه البيهقي في "البعث والنشور" (241) - من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران، عن أبي بكر ابن أبي موسى، عن أبي موسى في قوله عز وجل: (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبهِ جَنتانِ) [الرحمن:46] قال: جنّتان من ذهب للسابقين، وجنتان من فضة للتابعين. وقرن الحاكمُ 1/84 بأبي عمران ثابتاً البُناني. قال الحكم 1/84: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه هكذا، إنما اخرجا من حديث الحارث بن عبيد وعبد العزيز بن عبد الصمد، عن أبي عمران الجَوْني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جنتان من فضة" الحديث، وليس فيه ذكر السابقين والتابعين. قلنا: حديث الحارث بن عبيد سيرد برقم (19731) ، ولم يخرجاه ووهم الحاكمُ في عزوه إليهما.
وأخرجه الطبراني في "التفسير" 27/146 من طريق مؤمل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه. قال حماد: لا أعلمه إلا رفعه في قوله: (ولمن خافَ مقامَ ربِّه جَنتانِ) ... الحديث.
وسيرد برقم (19731) .
قال السندي: قوله: جنّتان مبتدأ، والابتداء بالنكرة جائز إذا كان الكلام مفيداً. =(32/461)
19683 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ لِلْمُؤْمِنِ وَلَا (1) يَرَاهُمُ
__________
= من فضة: يحتمل أنه خبر لجنتان، بتقدير: كائنتان من فضة، وقوله: آنيتُهما وما فيهما: بدل اشتمال من "جنتان"، أو من ضمير "كائنتان"، أو بتقدير: كائنة من فضة، وآنيتُهما فاعل الجار والمجرور، ويحتمل أنه خبر لما بعده، والجملة خبر "لجنتان".
بين القوم: أهل الجنة.
في جنات عدن: حال من ضمير ينظرون، أو خبر لمقدر: وذلك في جنات عدن، ثم الظاهر أن المراد برداء الكبرياء نفس صفة الكبرياء على أن الإضافة بيانية، وهذا هو الموافق لحديث: "الكبرياء ردائي" وحينئذ فلا يخفى أن ظاهر هذا الحديث يُفيد أنهم لا يَرَوْنَهُ تعالى، فإنه إذا كان رداء الكبرياء مانعاً من نظر أهل جنات عدن، فكيف غيرهم، وصفةُ الكبرياء من لوازم ذاته تعالى، لا يمكن زوالُها عنه، فيدوم المنعُ بدوامها، إلا أن يُقال: هي مانعة من دوام النظر، لا من أصل النظر، على أن معنى "وبين أن ينظُروا" أي: وبين أن يُديموا النظر، فلولا هي لدام نظرُهم، وذلك لأن المنعَ مِن مقتضياتِ المعاملة بهذه الصفة، وهي غير لازمة، وبهذا صارت صفةُ الكبرياء مانعةَ عن دوام النظر دون أصلها، ويحتمل إن المراد برداء الكبرياء هي المعاملة بمقتضاها، لا نفس صفة الكبرياء، كما هو مقتضى الإضافة، إذ الأصلُ فيها التغاير، لا البيان، وهو المناسب للتعبير بالرداء، بناءً على أن الرداء عادة لا يلزم اللابس لزوم الإزار، وحينئذ فرداءُ الكبرياء وإن كان مانعاً من أصل النظر لكنه لكونه غير لازم يمكن النظر، وعلى الوجهين فالحديث مسوقٌ لإفادةِ كمالِ قرب أهل جنة عدن منه تعالى، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 13) : لا. دون واو قبلها.(32/462)
الْآخَرُونَ " (1)
19684 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ دَيْلَمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَتْ يَهُودُ يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَعَاطَسُونَ عِنْدَهُ؛ رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ. فَكَانَ يَقُولُ لَهُمْ: " يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (2)
* 19685 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ مِنَ الْإِبِلِ مِنْ عُقُلِهَا (3) " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/105-106، وعبد بن حميد (544) ، والدارمي (2833) ، ومسلم (2838) (25) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19576) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (19586) ، غير أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو معاذ بن معاذ، وهو العنبري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10061) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (232) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.
(3) في (ظ13) و (م) و (ص) : عقله.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد شارك عبدُ الله بنُ أحمد أباه=(32/463)
19686 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ ". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ. قَالَ: " يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ ". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَوْ يَسْتَطِعْ. قَالَ: " يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ ". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ (1) . قَالَ: " يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ ". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ يَفْعَلْ. قَالَ: " يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ؛ فَإِنَّهُ صَدَقَةٌ " (2)
19687 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَجَعَلَا يُعَرِّضَانِ بِالْعَمَلِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخْوَنَكُمْ عِنْدِي مَنْ يَطْلُبُهُ " (3)
__________
= في رواية الحديث، وهو ثقة من رجال النسائي. محمدُ بنُ الصباح: هو البزَّار الدُولابي أبو جعفر البغدادي، وبُريد: هو ابن عبد الله بن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري.
وسلف برقم (19546) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن بُريد، به.
(1) في (ظ 13) : أو يفعل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (19531) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو محمد بن جعفر.
(3) هو مكرر (19508) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الرحمن بن مهدي. =(32/464)
19688 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: قَالَ أَبُو بُرْدَةَ، قَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ، وَإِنْ أَنْكَرَتْ لَمْ تُكْرَهْ " قُلْتُ لِيُونُسَ: سَمِعْتَهُ مِنْهُ، أَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: نَعَمْ (1)
19689 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا النَّاسَ. مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ صَادِقًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ". فَخَرَجُوا يُبَشِّرُونَ النَّاسَ فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَبَشَّرُوهُ، فَرَدَّهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَدَّكُمْ؟ " قَالُوا: عُمَرُ. قَالَ: " لِمَ رَدَدْتَهُمْ يَا عُمَرُ؟ " قَالَ: إِذًا يَتَّكِلَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللهِ " (2)
19690 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5931) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
(1) إسناده حسن. أبو قَطَن- وهو عَمرو بن الهيثم البصري- ويونس- وهو ابنُ أبي إسحاق السَّبِيعي- من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الدارقطني 3/241 من طريق أبي قَطَن، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (19516) غير شيخ أحمد.
(2) صحيح، وهو مكرر الحديث (19597) ، إلا أن شيخ الأمام أحمد هنا هو بهز، وهو ابن أسد العَمِّي.(32/465)
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ، وَخَرَقَ، وسَلَقَ " (1)
19691 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: " لَقَدْ ذَكَّرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِمَّا نَسِينَاهَا، وَإِمَّا تَرَكْنَاهَا عَمْدًا يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ، وَكُلَّمَا رَفَعَ، وَكُلَّمَا سَجَدَ " (2)
* 19692 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُثْنِي
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك: هو ابن عبد الله النَّخَعي الكوفي. ويزيد بنُ أبي زياد: هو الكوفي مولى الهاشميين. وكلاهما ضعيف. عبدُ الرحمن بن أبي ليلى: هو الأنصاري المدني، ثم الكوفي، وهو ثقة.
وأخرجه عبد الرزاق (6684) عن معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: دخلنا على الأشعري، فبكت عليه أم ولده، فنهيناها، وقلنا: أَعَلَى مثلِ أبي موسى تبكين؟ فقال: دعوها فلتُهْرِقْ من دمعها سَجْلاً أو سَجْلين، ولكني أشهدكم أني بريءٌ ممن حلق أو سلق أو خرق.
وسلف برقم (19535) .
(2) هو مكرر (19494) سنداً ومتناً. وجاء في هامش (ظ 13) عند هذا الحديث كلمة: معاد.(32/466)
عَلَى رَجُلٍ، وَيُطْرِيهِ فِي الْمِدْحَةِ، فَقَالَ: " لَقَدْ أَهْلَكْتُمْ أَوْ قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ " (1)
19693 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُؤَمَّلٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اجْعَلْ عُبَيْدًا أَبَا عَامِرٍ فَوْقَ أَكْثَرِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: فَقُتِلَ عُبَيْدٌ يَوْمَ أَوْطَاسٍ، وَقَتَلَ أَبُو مُوسَى قَاتِلَ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد شارك عبدُ الله بنُ أحمد أباه في رواية الحديث، وهو ثقة من رجال النسائي. محمد بن الصباح: هو البزاز الدولابي أبو جعفر البغدادي، وبُريد: هو ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (2663) و (6060) ، وفي "الأدب المفرد" (334) ، ومسلم (3001) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/86) ، والبيهقي في "السنن" 10/242، وفي "شُعب الإيمان" (4868) من طريق محمد بن الصبَّاح، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5684) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
ونزيد هنا: حديث محجن الأدرع، سلف برقم (18976) .
وحديث أبي بكرة، سيأتي 5/41.
قال السندي: قوله: ويُطريه: من الإطراء، وهو مجاوزة الحدِّ في المدح والكذب، ومعنى يُطريه، يعدّيه الحَدّ.
في المدحة: بكسر الميم وسكون الدال.
لقد أهلكتم؛ فإنه كثيراً ما يغترُّ الممدوح إذا علم بأنَّ أحداً مدحه، ولو بالكذب، فيصير هالكاً.(32/467)
أَرْجُو (1) أَنْ لَا يَجْمَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ قَاتِلِ عُبَيْدٍ، وَبَيْنَ أَبِي مُوسَى فِي النَّارِ (2)
19694 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ. لَوْلَا أَنَّكُمْ سَبَقْتُمْ بِالْهِجْرَةِ، وَنَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ. قَالَتْ: كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ، وَيَحْمِلُ رَاجِلَكُمْ، وَفَرَرْنَا بِدِينِنَا فَقَالَتْ: لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَتْ، فَذَكَرَتْ مَا قَالَ لَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هِجْرَتُكُمْ
__________
(1) في (ق) و (م) : وإني لأرجو، وهي نسخة في (س) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مُؤَمل، وهو ابن إسماعيل. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم- وهو ابن أبي النجود- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري ومسلم مقروناً، وهو حسن الحديث. أبو وائل: هو شَقيق بن سلمة.
وأخرجه ابنُ سعد في "الطبقات" 4/115 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. كذا وقع فيه موسى بدل مؤمل، فإن صح ما في مطبوع "الطبقات"، يكون موسى بن إسماعيل- وهو ثقة- متابعاً لمؤمل بن إسماعيل، فيصحُ الحديث من طريق ابن سعد.
وقوله: فقُتل عُبيد يوم أوطاس- بفاء التعقيب بعد الدعاء-: قد يُفهم منه أن عُبيداً- وهو أبو عامر الأشعري- قُتل بعد دعائه له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصحيح أنه قُتل، فدعا له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما في "صحيح" البخاري (4323) وغيره مما ذكرناه في تخريج الرواية (19567) ، فانظرها.(32/468)
إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهِجْرَتُكُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ " (1)
19695 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى جِنَازَةً يُسْرِعُونَ بِهَا فَقَالَ: " لِتَكُنْ (2) عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ " (3)
19696 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى فِي بَيْتِ ابْنَةِ أُمِّ الْفَضْلِ، فَعَطَسْتُ وَلَمْ يُشَمِّتْنِي، وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا، فَلَمَّا جَاءَهَا قَالَتْ: عَطَسَ ابْنِي عِنْدَكَ فَلَمْ تُشَمِّتْهُ، وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَّهَا فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكِ عَطَسَ فَلَمْ يَحْمَدِ اللهَ تَعَالَى؛ فَلَمْ أُشَمِّتْهُ، وَإِنَّهَا عَطَسَتْ فَحَمَدَتِ اللهَ تَعَالَى فَشَمَّتُّهَا، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتُوهُ، وَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا تُشَمِّتُوهُ " فَقَالَتْ: أَحْسَنْتَ. أَحْسَنْتَ (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (19524) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو أبو عبد الرحمن عبد الله بنُ يزيد المقرىء.
(2) في (ظ13) : ليكن.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (19612) ، غير أن الإمام أحمد رواه هنا عن حجَّاج، وهو ابن محمد المِصيصي.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. عاصم بن كُليب من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 3/683-684- ومن طريقه البيهقي=(32/469)
19697 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى " (1)
__________
= في "لشعب" (9330) - والبخاري في "الأدب المفرد" (941) ، ومسلم (2992) ، والحاكمُ في "المستدرك" 4/265 من طريق القاسم بن مالك، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف.
وأخرجه البيهقي في "الشُّعَب" (9331) من طريق عبَّاد بن العَوَّام، عن عاصم بن كليب، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8346) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال الحافظ في "الفتح " 10/610: قال النووي: مقتضى هذا الحديث أن من لم يَحْمَد اللهَ لم يُشَمَت- قلت: هو منطوقه، لكن هل النهي فيه للتحريم أو التنزيه؟ الجمهورُ على الثاني- قال: وأقُل الحمد والتشميت أن يُسْمع صاحبَه، ويُؤخذ منه أنه إذا أتى بلفظ آخر غير الحمد لا يُشَمَّت.
قال السندي: فعطست، بفتح الطاء.
فلم يشمِّتني؛ بإعجام الشين، أو بإهمالها، وتشديد الميم.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. المُطلبُ بن عبد الله - وهو ابنُ حنْطَب- لا يعرف له سماعٌ من الصحابة، فيما نقل الترمذي في "العلل الكبير" 2/964 عن البخاري. وقال أبو حاتم- كما في "المراسيل" ص64 ا-: عامةُ روايته مرسل. قلنا: وبقية رجاله رجال الشيخين، غير سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال السنن، وروى عنه البخاري في كتاب "أفعال العباد"، وهو=(32/470)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ثقة. عمرو: هو ابنُ أبي عمرو ميسرة، مولى المطَّلب بن عبد الله بن حنطب.
وأخرجه الحاكم 4/319، والبغوي في "شرح السنة" (4038) من طريقين، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهني، ولم يتعقبه بانقطاعه، وتعقَّبه في الرواية بعده الآتية برقم (19698) .
وأخرجه عبد بن حميد (568) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (162) ، وابن حبان (709) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (418) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10337) ، و"الآداب" (993) ، و"الزهد الكبير" (451) ، والبغوي في "شرح السنة" (4038) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/249، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجالهم ثقات.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن أبي عاصم في "الزهد" (161) أخرجه عن هَدِيَّة بن عند الوهاب، أخبرنا الفضل بن موسى، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه مرفوعاً بلفظ: "من طلب الدنيا أضرَ بالآخرة، ومن طلب الآخرة اضرَ بالدنيا" فسمعته قال: "فأضروا بالفاني للباقي". وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة بن وقاص، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن أبي عاصم، وهدية بن عبد الوهاب، فمن رجال ابن ماجه، وكلاهما ثقة، فيُحَسَّن به.
وسيرد بالحديث بعده.
وانظر حديث ابن عباس (2744) ، وحديث ابن مسعود (3709) ، وحديث ابن عمر (4764) .
قال السندي: قوله: من أحب دنياه، فيسعى في تحصيلها وجمعها.
بآخرته: فإنه لا يتفرغ لتحصيلها، وأيضاً قد يكون مراعاة الدنيا محوجة إلى الإضرار بالآخرة.
فآثروا: أمر من الإيثار بمعنى الاختيار، قال تعالى: (بل تُؤثرون الحياة الدنيا والآخرةُ خير وأبقى) . [الأعلى: 16-17] .(32/471)
19698 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى " (1)
19699 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا، وَأَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: " بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا " قَالَ: فَكَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فُسْطَاطًا يَكُونُ فِيهِ يَزُورُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَظُنُّهُ عَنْ أَبِي مُوسَى (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كسابقه.
أبو سَلَمة الخُزاعي: هو منصور بنُ سلمة، وعبد العزيز بنُ محمد: هو الدراوردي، وهما من رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذمّ الدنيا" (8) ، والحاكم 4/308، والبيهقي في "السنن" 3/370، وفي "الشُّعب" (10337) ، وفي "الآداب" (993) من طرق عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: فيه انقطاع.
وسلف بالحديث قبله، وذكرنا هناك شاهده الذي يحسن به.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن عبد الله بن الإمام أحمد، لم يجزم باتصاله، فقال: أظنُّه عن أبي موسى، وقد جزم باتصاله=(32/472)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق وكيع البخاريُّ كما سيرد في التخريج، وسلف متصلاً من طريق وكيع في الرواية (19673) بقطعة أخرى من الحديث، وجاء متصلاَ من طريقه في مصادر التخريج. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه مرسلاً البخاري (4344-4345) عن مسلم بن إبراهيم، و (7172) من طريق عبد الملك بن عمرو العَقَدي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. ثم قال البخاري: وقال النضر وأبو داود ويزيد بن هارون ووكيع عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: يعني رووه متصلاً. وروايتا النضر بن شميل ويزيد بنِ هارون ستردان موصولتين في تخريج (19742) ، ورواية الطيالسي ذكرناها موصولة في تخريج الرواية (19673) .
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 9/60-61- ومن طريقه مسلم (1733) (7) ، والبيهقي في "السنن" 10/86- والبخاري (3038) من طريق وكيع، بهذا الإسناد، متصلاً. ووقع عند ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: "يَسِّرا ولا تعسِّرا"، وعند الآخرين بتمامه.
وأخرجه الطيالسي (496) - ومن طريقه أبو عوانة 4/83-84-، والبيهقي في "السنن" 8/155 و"الدلائل" 5/401- وأبو عوانة أيضاً من طريق أبي النضر، كلاهما عن شعبة، به، متصلاً. وعلَّقه البخاري في "الصحيح" (4345) و (7172) عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، به، متصلاً.
وأخرجه مسلم (1733) من طريق زيد بن أبي أنيسة وعمرو بن دينار، كلاهما عن سعيد بن أبي بردة، به، متصلاً. قال مسلم: وليس في حديث زيد ابن أبي أنيسة: "وتطاوعا ولا تختلفا".
وسلف برقم (19572) ، وسيرد مطولاً (19742) .
وانظر (19508) .
قال السندي: قوله: فُسطاط، بضم الفاء، وفيه لغات، أي: خيمة، ولعل المراد أن كلاً منهما كان في طرف من الأرض، ولذا احتاج إلى خيمة على=(32/473)
19700 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي (1) بِالنَّاسِ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ. مَتَى يَقُومُ مَقَامَكَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ. قَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ؛ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ " فَأَتَاهُ الرَّسُولُ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2)
__________
= حدة، ولم يكفهما خيمة واحدة.
(1) في (ق) : فليُصَل. وهي نسخة في (س) ، وهو الموافق للحديث بعده، ولمصادر التخريج. وفي (ص) و (م) : يُصَل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجُعْفي، وزائدة: هو ابن قُدامة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/178، وابنُ أبي شيبة 2/330، والبخاري (678) ، ومسلم (420) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (1164) ، وأبو عوانة في "مسنده" 2/120، والبيهقي في "السنن" 3/78، وفي "دلائل النبوة" 7/187، من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3385) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/451، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/406-407، وفي "شرح مشكل الآثار" (4212) ، والطبراني في "الأوسط" (5002) ، والبيهقي في "السنن" 8/152 من طرق عن زائدة، به. ووقع في مطبوع "الدلائل": عن
عبد الملك، عن عمير، وهو خطأ. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير إلا زائدة.
وسيأتي برقم (19701) .=(32/474)
19701 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " فَذَكَرَهُ (1)
19702 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّلَاةُ عَلَى ظَهْرِ
__________
= وفي الباب عن العباس، سلف برقم (1784) .
وعن ابن عباس، سلف برقم (2055) .
وعن بُريدةَ الأسلمي، سيرد 5/361.
وعن عائشة، سيرد 6/96 و159.
وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عند البخاري (682) .
وانظر لزاماً حديث عبد الله بن زَمْعة، السالف برقم (18906) ، وحديث عائشة، الآتي 6/34، وحديث أنس، السالف برقم (13204) .
قوله: فأتاه الرسولُ: هو بلال.
وقوله: فصلَّى بالناس في حياة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: إلى أن مات، وكذا صرّح به موسى بنُ عقبة في "المغازي". قاله الحافظُ في "الفتح" 2/165.
قال السندي: قوله: متى يقوم، فيه إهمال "متى" عن العمل، حملاً له على إذا، لموافقتهما في الظرفية.
صواحبات يوسف: في كثرة الإلحاح.
(1) إسناده صحيح، رجالُه ثقاتٌ رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد- فقد روى له البخاري متابعة، وأبو داود في "فضائل الأنصار"، والنسائي وابنُ ماجه. وهو مكرر ما قبله.(32/475)
الدَّابَّةِ فِي السَّفَرِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " (1)
19703 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ (2) أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الظُّهْرِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " مَكَانَكُمْ ". فَاسْتَقْبَلَ الرِّجَالَ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَكُمْ: أَنْ تَتَّقُوا اللهَ، وَأَنْ تَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ". ثُمَّ تَخَطَّى الرِّجَالَ فَأَتَى النِّسَاءَ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَكُنَّ: أَنْ تَتَّقِينَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ تَقُلْنَ قَوْلًا سَدِيدًا ". ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرِّجَالِ فَقَالَ: " إِذَا دَخَلْتُمْ مَسَاجِدَ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف يونس بن الحارث، وهو الثقفي الطائفي نزيل الكوفة، وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. أبو عاصم: هو الضحَّاك بنُ مَخْلَد.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة" (381) ، والطبراني في "الأوسط" (2448) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/162، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط"، وفيه يونس بن الحارث، ضعَّفه أحمدُ وغيره، ووثقه ابنُ حبان، وأبو أحمد بنُ عدي، وابنُ معين في رواية.
وقد صح أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُصلَّي التطوُّع فحسب على دابته حيث توجَّهت به من حديث ابن عمر، السالف برقم (4470) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: هكذا، ذكره أربع مرات، للإشارة إلى الجهات الأربع، أي: في الجهات كلها.
(2) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : عن، وهو خطأ، وجاءت على الصواب في (ظ 13) .(32/476)
الْمُسْلِمِينَ وَأَسْوَاقَهُمْ أَوْ أَسْوَاقَ الْمُسْلِمِينَ وَمَسَاجِدَهُمْ وَمَعَكُمْ مِنْ هَذِهِ النَّبْلِ شَيْءٌ فَأَمْسِكُوا بِنُصُولِهَا، لَا (1) تُصِيبُوا أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَتُؤْذُوهُ أَوْ تَجْرَحُوهُ " (2)
19704 - حَدَّثَنَا أَبو أَحْمَدَ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ لَوْنَهُ " (3)
19705 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَرَّتْ بِكُمْ جِنَازَةٌ، فَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا أَوْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَقُومُوا لَهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا نَقُومُ وَلَكِنْ نَقُومُ لِمَنْ مَعَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ " قَالَ لَيْثٌ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُجَاهِدٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَخْبَرَةَ الْأَزْدِيُّ قَالَ: إِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَنْتَظِرُ جِنَازَةً، إِذْ مَرَّتْ
__________
(1) في (ظ13) : ولا.
(2) قوله منه: "إذا دخلتم مساجد المسلمين وأسواقهم ... " إلى آخر الحديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابنُ أبي سُلَيْم، وهو مكرر (19488) . أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابنُ عبد الرحمن النحوي.
(3) هو مكرر (19552) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هنا بأبي النضر - وهو هاشم بن القاسم- أبا أحمد حسينَ بنَ محمد وهو المرُّوذي.(32/477)
بِنَا أُخْرَى فَقُمْنَا. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا يُقِيمُكُمْ؟ فَقُلْنَا: هَذَا مَا تَأْتُونَا بِهِ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: زَعَمَ أَبُو مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَرَّتْ بِكُمْ جِنَازَةٌ إِنْ كَانَ مُسْلِمًا أَوْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَقُومُوا لَهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا نَقُومُ، وَلَكِنْ نَقُومُ لِمَنْ مَعَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ "، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا فَعَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ بِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ، وَكَانَ يَتَشَبَّهُ بِهِمْ، فَإِذَا (1) نُهِيَ انْتَهَى فَمَا عَادَ لَهَا بَعْدُ (2)
__________
(1) في (ق) : فلما.
(2) هذا الحديث إنما هو حديثان:
أولهما: حديث أبي موسى، وهو صحيح لغيره، كما بينَّا في الرواية (19491) ، ليث- وهو ابن أبي سُليم- ضعيف، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو النَّضر: هو هاشمُ بن القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه بتمامه مع حديث علي الحازميُّ في "الاعتبار" ص92 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/357 من طريق ليث، عن مجاهد، عن عبد الله ابن سَخْبَرة، عن أبي موسى، مختصراً.
وذكرنا شواهده التي يصحُّ بها في الرواية (19491) .
وثانيهما: حديث علي، وهو صحيح دون قوله: "وكانوا أهل كتاب، وكان يتشبَّه بهم".
فقد أخرجه ابنُ أبي شيبة 3/358، والنسائي 4/46 من طريقين عن سفيان - وهو ابنُ عيينة- عن ابن أبي نَجِيح- وهو عبد الله- عن مجاهد، عن أبي معمر- وهو عبد الله بن سخبرة- قال: كنا عند عليّ، فمرت به جِنازة، فقاموا=(32/478)
19706 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: جَاءَ سَائِلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ " (2)
19707 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ التَّمَّارُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " قَضَى فِي
__________
= لها، فقال علي: ما هذا؟ قالوا: أمرُ أبي موسى. فقال: إنما قام رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجنازة يهودية، ولم يَعُدْ بعد ذلك. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسلف نحوه بإسنادين آخرين عن علي برقمي (623) و (631) .
وسلف من طريق سفيان الثوري، عن لَيْث بن أبي سُلَيم، عن مجاهد، به، برقم (1200) ، وفاتنا أن نُبيَّن هناك أن لفظة "وكان يتشبه بأهل الكتاب" ضعيفة، ليس لليث فيها متابع.
قال السندي: قوله: فقوموا لها، أي: وقت مرورها، فاللام للظرف، فلا ينافي آخر الكلام.
(1) في (ظ 13) : "عن أبي بردة" بدل "عن أبيه"، وكلاهما صواب، فالمراد بقوله: عن أبيه، جدُّه الأدنى أبو بردة. وسلف التنبيه على ذلك في الرواية (19584) ، وانظر "أطراف المسند" 7/113.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19584) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد بنُ عبيد، وهو الطَّنافسي.
وانظر (19512) .(32/479)
الْأَصَابِعِ بِعَشْرٍ عَشْرٍ مِنَ الْإِبِلِ " (1)
19708 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ قَالَ: حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ذَكَرَ الطَّاعُونَ فَقَالَ: وَخْزٌ مِنْ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، وَهِيَ شَهَادَةُ الْمُسْلِمِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19550) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/192- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الديات" (169) - والدارقطني في "السنن" 3/210-211، والبيهقي 8/92 من طريق محمد ابن بشر، بهذا الإسناد، إلا أن ابن أبي شيبة قرن بمحمد بن بشر أبا أسامة.
وقد سلف (19550) .
(2) أبو بلج- وهو الفزاريُ الواسطي الكبير، مختُلف فيه، وقال البخاري: فيه نظر، وقول البخاري في راوٍ ما: فيه نظر يدل على أنه متهم واه عنده، قال الحافظ العراقي: قول البخاري: فلان فيه نظر يعني بهذه العبارة: أنهم تركوا حديثه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، سوى بكر بن عيسى- شيخ الإمام أحمد، وهو أبو بشر البصري الراسبي- فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
أبو عَوانة: هو الوضَّاح بنُ عبد الله اليشكري.
وأخرجه الحاكم 1/50 من طريق يحيى بن حمَّاد، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ خزيمة كما في "إتحاف المهرة" 10/112، والحاكم 1/50 من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي بَلْج، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وسلف بأطول منه برقم (19528) ، فانظره لزاماً.
وقوله: "وهي شهادة المسلم": تقدَّمت أحاديث الباب في مسند صفوان بن أمية برقم (15301) .(32/480)
19709 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ أَبِي (1) إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ مَنْ هَمْدَانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ (2) عَشَرَ رَكْعَةً سِوَى الْفَرِيضَةِ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " (3)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) و"أطراف المسند": بن، وهو خطأ، والمثبت من (ظ13) .
(2) في النسخ الخطية: ثنتا، والمثبت من (م) ومصادر الحديث، قال السندي: قوله: ثنتا عشرة ركعة؛ الظاهر: ثنتي عشرة ركعة، وقد فسرت بالرواتب.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هارون أبي إسحاق الكوفي، فلم يرو عنه سوى اثنين، ووثقه ابن معين- كما في "الجرح والتعديل" 9/99-، وذكره ابن حبان في "الثقات". وذكره المزي في "تهذيب الكمال" في "الكنى" تمييزاً.
وقد اختُلف فيه على حماد بن زيد راويه عنه:
فأخرجه أحمد في هذه الرواية، والبزار (702) "زوائد" من طريق سليمان ابن حرب، والطبراني في "الأوسط" (9432) من طريق أحمد بن إبراهيم الموصلي، كلاهما عن حماد بن زيد، عن هارون أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
ورواه عارم ومسدد- فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 8/225- عن حماد بن زيد، به، مرسلاً، لم يذكرا أبا موسى.
وأخرجه البزار (701) "زوائد" من طريق الحسن بن أبي جعفر- وهو الجُفْري- عن هارون أبي إسحاق الكوفي، به، متصلاً. والحسن بن أبي جعفر ضعيف.
قال البزار: تفرد به هارون، ولم يُتابع عليه، ولا روى عنه إلا هذان الرجلان.=(32/481)
19710 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ " (1)
__________
= وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/231، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الكبير".
وله شاهد من حديث أم حبيبة عند مسلم (728) بلفظ: "من صلَّى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة، بُني له بهنَّ بيتٌ في الجنة"، وسيرد 6/326.
وآخرُ من حديث أبي هريرة، سلف برقم (10462) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) حديث صحيح، وهذا الحديث له إسنادان:
أولهما رواه يزيد بن هارون، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه، وقد سلف الكلام عليه برقم (19518) فانظره لزاماً. وأخرجه من طريق يَزيدَ ابنُ أبي شيبة 4/131 و14/168-169.
وثانيهما رواه أسباط بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه. وهذا إسناد اختُلف فيه على يونس:
فرواه أسباطُ بن محمد، عن يونس، عن أبي بردة، عن أبيه، وتابعه عبدُ الواحد الحداد كما سيأتي (19746) ، وقَبِيصةُ بنُ عُقبة كما عند ابن الجارود (701) ، والحاكم 2/171، ومن طريقه البيهقي 7/109.
وأخرجه الترمذي (1101) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 2/171 - ومن طريقه البيهقي 7/109- من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي كذلك 7/109، والخطيب في "الكفاية" ص578 من طريق الحسن بن قُتيبة، ثلاثتهم عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي بُردة، به. فزادوا في الإسناد أبا إسحاق بين يونس وأبي بردة.
وأخرجه الحاكم 2/171- ومن طريقه البيهقي 7/109- من طريق=(32/482)
19711 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ " (1)
19712 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ
__________
= أسباط بن محمد والحسن بن قُتيبة، عن يونس، عن أبي بُردة، به، دون ذكر أبي إسحاق. قال البيهقي: وكأنَّ شيخنا أبا عبد الله- يعني الحاكم- حملَ حديثَ ابنِ قُتيبة على حديث أسباط.
قلنا: وزيادةُ أبي إسحاق في الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد، لأن يونس قد ثبت سماعُه من أبي بردة دون واسطة، كما سلف برقم (19688) ، فالطريقان محفوظان.
وقال الترمذي في "العلل" 1/430- ونقله عنه البيهقي 7/109-: إنَّ يونس بن أبي إسحاق قد روى هذا عن أبيه، وقد أدرك يونسُ بعضَ مشايخ أبي إسحاق، وهو قديم السماع.
وقال الحاكم: لستُ أعلم بين أئمة هذا العلم خلافاً على عدالة يونس بن أبي إسحاق، وأن سماعه من أبي بردة مع أبيه صحيحٌ.
وقد نقل الحاكم عن قَبيصة بن عقبة قولَه: جاءني عليُّ ابنُ المديني، فسألني عن هذا الحديث، فحدثتُه به (يعني دون ذكر أبي إسحاق في الإسناد) فقال علي ابنُ المديني: قد استرحنا من خلاف أبي إسحاق.
(1) إسناده جيد، وهو مكرر الرواية (19578) غير شيخ أحمد، فهو هنا مروان بن معاوية، وهو الفزاري، من رجال الشيخين.
وانظر الرواية (19513) .(32/483)
كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا (1) فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ مَمْلُوكٍ أَدَّى حَقَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ فَلَهُ أَجْرَانِ " (2)
19713 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ وَكِيعٌ: وَحَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ أَبُو الْعَلَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عَلَيْهِ جَهَنَّمُ هَكَذَا " وَقَبَضَ كَفَّهُ (3)
__________
(1) في (ظ13) : فتزوجها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19532) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبدة بن سليمان، وهو الكلابي.
وأخرجه مسلم (154) ، وابن ماجه (1956) ، وأبو يعلى (7256) ، وابن حزم في "المحلَّى" 9/505، من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.
(3) موقوفُه صحيح، فقد اختُلف على أبي تميمة- وهو طريفُ بن مجالد- في رفعه ووقفه:
فرواه قتادة عنه، واختُلف عليه:
فرواه شعبة- كما في هذه الرواية، وعند الطيالسي (513) ، وابن أبي شيبة 3/78، والبيهقي في "السنن" 4/300- عنه، عن أبي تميمة عن أبي موسى، موقوفاً.
وتابعه همَّام بن يحيى، كما عند عبد بن حميد في "المنتخب" (563) .
وخالفهما سعيد بن أبي عروبة، فرواه- كما عند البزار (1040) (زوائد) ،=(32/484)
19714 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضُّبَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، وَصَفَهُ كَانَ يَكُونُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
__________
= والنسائي كما في "تحفة الأشراف" 6/422-423، وابن خزيمة (2154) و (2155) - عنه، عن أبي تميمة، عن أبي موسى، مرفوعاً. إلا أن في طريقه محمد بنَ أبي عدي، وسماعُه من سعيد بعد الاختلاط.
وتابع قتادةَ في وقفه الثوريُّ، كما عند عبد الرزاق في "المصنف" (7866) وعقبةُ بن عبد الله الأصمّ، كما عند عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص246.
ورواه الضحاك أبو العلاء: وهو ابن يسار البصري- كما في هذه الرواية، وهو عند الطيالسي (514) ، والبزار (1041) ، وابن حبان (3584) ، والطبراني في "الأوسط" (2583) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/300، وفي "السنن الصغير" (1415) ، وفي "الشعب" (3891) - عن أبي تميمة، عن أبي موسى، مرفوعاً.
والضحاك بن يسار من رجال التعجيل، ضعَّفه ابن معين وأبو داود، وذكره في الضعفاء ابنُ الجارود والساجي والعُقيلي، وقال ابنُ عدي: لا أعرف له إلا الشيء اليسير، وانفرد أبو حاتم بقوله: لا بأس به.
قلنا: وقد تابعه من لا يُفرح بمتابعته، وهو أبان بنُ أبي عياش فيما رواه عبد بن حميد في "المنتخب" (564) . وأبان متروك.
وقد سلف النهي عن صيام الدهر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6527) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، ولفظه: "لا صامَ من صامَ الدهر".
قلنا: وهذا الحديث، وإن كان موقوفاَ، فهو في حكم المرفوع، وقد وجَّه معناه الحافظُ في "الفتح" 4/222، فقال: وظاهرُه أنها تُضَيَّقُ عليه حصراً له فيها لتشديده على نفسه، وحمله عليها، ورغبتِه عن سنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واعتقادِه أن غير سنته أفضلُ منها، وهذا يقتضي الوعيد الشديد، فيكون حراماً. وانظر تتمة كلام الحافظ إن شئت.(32/485)
كَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ زَمَانِكَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا أَصَابَهُ الشَّيْءُ مِنَ الْبَوْلِ قَرَضَهُ بِالْمَقَارِيضِ ". وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى دَمْثٍ، يَعْنِي: مَكَانًا لَيِّنًا، فَبَالَ فِيهِ وَقَالَ: " إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ " (1)
19715 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ: فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي فَآخِذٌ (2) بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "إذا بال أحدكم ... " وهو مكرر (19537) غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع، وهو ابنُ الجرَّاح الرُؤاسي.
(2) في (ظ 13) وهامش (ق) : قال: آخذٌ.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن البصري لم يسمع من أبي موسى، كما بيَّنَّا في الرواية السالفة برقم (19487) . وقد اختُلف فيه على علي بن عليِّ بن رِفاعة:
فرواه وكيع- كما في هذه الرواية، وهو عنده في "الزهد" (366) ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (4277) - عنه، به، مرفوعاً.
ورواه وكيع- كما عند الطبري في تفسير قوله تعالى: (يومئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية) [الحاقة: 18]- عنه، به، موقوفاً.
ورواه وكيع كذلك- عند الترمذي (2425) - عنه، عن الحسن، عن أبي=(32/486)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هريرة مرفوعاً. فجعله من حديث أبي هريرة، قال الترمذي: لا يصح هذا الحديث من قِبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وقد رواه بعضهم عن علي الرفاعي، عن الحسن، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصحُّ هذا الحديث من قِبل أن الحسن لم يسمع من أبي موسى.
ورواه موقوفاً ابن المبارك- فيما أخرجه عنه نُعيم بن حماد في زياداته على"الزهد" له (395) - عن عليِّ بن رِفاعة، عن الحسن، عن أبي موسى.
ورواه محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنباري فيما أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/94 عن عبد الله بن المبارك، عن علي بن علي الرفاعي، عن الحسن، عن عامر بن عبد قيس، قوله. قال أبو نعيم: كذا قال عامر موقوفاً ... ويشبه أن يكون عامر بن عبد قيس سمعه من أبي موسى، فأرسله. لأن
عامراً ممن تلقَن القرآن من أبي موسى وأصحابه حين قدم البصرة، وعلَّم أهلها القرآن.
وأخرجه الطبري كذلك من طريق مروان الأصفر، عن أبي وائل، عن عبد الله، موقوفاً.
قال الدارقطني في "العلل" 7/251: يرويه وكيع عن علي بن رفاعة عن الحسن، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرفوعاً، وغيرُه يرويه موقوفاً، والموقوفُ هو الصحيح.
قلنا: وتبقى علة الانقطاع بين الحسن وأبي موسى، وعلي بن علي بن رفاعة، قال أحمد: لا بأس به، إلا أنه رفع أحاديث.
وانظر حديث عائشة 6/110.
قال السندي: قوله: يُعرض الناس، على بناء المفعول، أي: على الله تعالى.
تطير الصحف، أي: تقع صحف الأعمال.
فآخذ: أي: فمنهم آخذ.(32/487)
19716 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ عَلَيْهِ (1) . إِذَا قَالَتِ النَّائِحَةُ: وَاعَضُدَاهُ، وَانَاصِرَاهُ، وَاكَاسِبَاهُ، جُبِذَ الْمَيِّتُ وَقِيلَ لَهُ: " آَنَتَ عَضُدُهَا؟ آَنَتَ نَاصِرُهَا؟ آَنْتَ كَاسِبُهَا؟ (2) " فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] فَقَالَ: وَيْحَكَ أُحَدِّثُكَ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ هَذَا (3) فَأَيُّنَا كَذَبَ؟ فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى وَلَا كَذَبَ أَبُو مُوسَى عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
__________
(1) لفظ "عليه" ليس في (ظ 13) ولا (ص) ، وهو نسخة في (س) .
(2) جاء في "سنن ابن ماجه" و"المستدرك" و"الاستذكار": كاسيها بالياء المثناة من تحت.
(3) في (ظ 13) و (ق) : هكذا، وهي نسخة السندي.
(4) صحيح لغيره، أَسِيد بن أبي أَسيد- وهو البرَّاد، وإن لم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وأشار الدارقطني إلى أنه لا يُحتمل تفرُّده بقوله: يعتبر به - لم ينفرد به، كما سيرد في الشواهد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن أبي موسى، فمن رجال الترمذي وابن ماجه، ووثقه ابن معين- فيما نقله عنه محقق "تهذيب الكمال"-، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمرو العَقَدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي، وروايةُ أبي عامر العَقَدي عنه مستقيمة.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (11707) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =(32/488)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الحاكم 2/471 من طريق أبي عامر العَقَدي، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي.
وأخرجه الترمذي (1003) ، وابن ماجه (1594) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/61، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة موسى بن أبي موسى الأشعري) من طريقين عن أَسِيد بن أبي أَسِيد، به. ولفظه عند الترمذي: "ما من ميِّت يموت، فيقومُ باكيه، فيقول: واجبلاه، واسيداه، أو نحو ذلك،
إلا وُكل به ملكان يلهزانه: أهكذا كنت؟ ". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقوله: "إن الميت يُعَذَّب ببكاء الحي عليه" له شاهد من حديث عمر بن الخطاب أخرجه البخاري (1290) ، ومسلم (927) (19) من طريق أبي إسحاق وهو الشيباني، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: لما أُصيب عمر رضي الله عنه، جعل صهيب يقول: واأخاه، فقال عمر: أما علمتَ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الميت ليعذب ببكاء الحي". وأخرجه مسلم (927) (20) كذلك
من طريق عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، به، نحوه.
وقوله: "إذا قالت النائحة: واعضداه ... " إلى قوله: "آنت كاسبها؟ " له شاهد عند البخاريَّ (4267) من حديث النعمان بن بشير، رضي الله عنهما قال: أُغمي على عبد الله بن رواحة، فجعلت أختُه عمرة تبكي: واجبلاه، واكذا واكذا تعدّد عليه، فقال حين أفاق: ما قُلْتِ شيئاً إلا قيل لي: آنت كذلك؟
قلنا: وهذا وإن كان من كلام عبد الله بن رواحة إلا أنه في حكم المرفوع، فقد ساق الحافظُ في "الفتح" 7/516-517 قصة يُفهم منها أنه قاله بحضرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقولُ أَسيد: فقلتُ: سبحان الله! يقول الله عز وجل: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) قد جاء مثلُه من قول عائشة في استدراكها على عبد الله بن عُمر في حديثه السالف برقم (4865) . وذكرنا هناك أحاديث الباب، وتأويلَ تعذيبِ الميت ببكاء أهله عليه. =(32/489)
19717 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ ". فَقَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ ". قَالُوا (1) : أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا. قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ". قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " إِنَّهُ يُنْزَعُ (2) عُقُولُ أَكْثَرِ أَهْلِ ذَلِكَ (3) الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ (4) هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُ (5) عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ " قَالَ أَبُو مُوسَى: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَجِدُ
__________
= قال السندي: قوله: ببكاء الحي، المراد مقابل الميت، أو القبيلة.
جُبذ: على بناء المفعول، أي: جُرَّ بعنف، كما يَجُرُّ الخصمُ صاحبه.
آنت عضدها: بالمدّ على الاستفهام للتوبيخ، أو بلا مدّ، على حذف أداة الاستفهام، أو على أنه خبر للاستهزاء، مثلُ قوله تعالى: (ذُقْ إنك أنتَ العزيزُ الكريم) [الدخان: 49] .
وتقولُ هكذا: أي: تُعارِضُه بالقرآن لتردَّه؛ أي: يجب أن تجمع بينهما إن قدرتَ على ذلك، بأن تقول: هذا إن كان الميت راضياً بذلك، بأن أوصى به، أو علم من أهله ذلك، ولم يمنعهم، فحينئذٍ صار ذلك من وزره، وإلا فَفَوِّضِ الأمرَ إلى عالِمِه.
(1) في (ظ13) وهامش (س) : قال.
(2) في (م) : لينزع، وهي نسخة في (س) .
(3) في هامش (س) : ذلكم.
(4) لفظة "له" ليست في (ظ 13) ، وضرب عليها في (ق) .
(5) في هامش (س) : أنهم.(32/490)
لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا إِنْ أَدْرَكَتْنِي وَإِيَّاكُمْ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا، لَمْ نُصِبْ فِيهَا (1) دَمًا وَلَا مَالًا (2)
19718 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَلِّقَ حَبِيبَتَهُ حَلْقَةً مِنْ نَارٍ فَلْيُحَلِّقْهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسَوِّرَ حَبِيبَتَهُ سِوَارًا مِنْ نَارٍ فَلْيُسَوِّرْهَا (3) سِوَارًا مِنْ ذَهَبٍ، وَلَكِنِ الْفِضَّةُ فَالْعَبُوا بِهَا لَعِبًا " (4)
__________
(1) في (ظ 13) : منها.
(2) هو مكرر (19492) سنداً ومتناَ، غير أنه قرن هناك بعفان عبدَ الصمد بنَ عبد الوارث.
(3) في (ظ 13) و (ص) و (م) وهامش (س) : فليسوره.
(4) إسناده ضعيف لاضطراب أَسِيد بن أبي أَسيد- وهو البراد- فيه، فقد رواه في هذه الرواية عن ابن أبي موسى، عن أبيه، أو عن ابن أبي قتادة، عن أبيه، ورواه في الرواية (8416) عن نافع بن عباس مولى أبي قتادة، عن أبي هريرة. ثم إن أَسيداً هذا لم يوثقه سوى ابن حبان، وقال الدارقطني: يُعتبر به.
قلنا: يعني مثلُه لا يُحتمل تفرُّده، وقد انفرد برواية هذا الحديث، ولم يتابعه أحدٌ - إلا ما جاء من حديث سهل بن سعد، ولا يُفرح به، كما سيرد- فلا يُحتج بحديثه، وقد أخطأَ مَن جعلَ حديثَ أبي موسى شاهداً لحديث أبي هريرة، فإنما هو حديثٌ واحد مضطرب فيه، ورواه من لا يُحتجُّ بتفرُّده، كما ذكرنا.
وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ضعّفوه، وقال ابن حبان: لا يجوزُ الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وقال ابن عدي: بعض ما يرويه منكر، ولا يُتابع=(32/491)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عليه، وهو في جملة من يُكتبُ حديثُه من الضعفاء.
وابنُ أبي موسى، لعله موسى، وابنُ أبي قتادة لعله عبد الله، فقد روى عنهما أَسيد بن أبي أَسيد البرَّاد، كما في "تهذيب الكمال"، ولا فائدة من تعيينهما ورفع إبهامهما، فالحديثُ ضعيفٌ على كل حال. عبدُ الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1608 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/147، وقال: رواه أحمد، وقد روى أَسيد هذا عن موسى بن أبي موسى وعبدِ الله بن أبي قتادة، فإن كانا هما اللذين أُبهما، فالحديث حسن! وإن كان غيرهما، فلم أعرفهما.
وله شاهد لا تقوم به الحجة من حديث سهل بن سعد أخرجه الطبراني في "الكبير" (5811) عن إسحاق بن داود الصوَّاف التستري، عن محمد بن سنان القزاز، عن إسحاق بن إدريس، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبي حازم، عنه مرفوعاً بلفظ: "من أحبَّ أن يُسوَّر ولدَه بسوارين من نار، فلْيُسَورْهُ بسوار من ذهب، ولكن الوَرِق والفضة العبوا بها كيف شئتم". وإسحاقُ بنُ داود الصواف شيخ الطبراني لم نجد له ترجمة في أي من كتب الرجال المتوافرة بين أيدينا.
ومحمد بن سنان القزاز: قال أبو عبيد الآجري: سمعتُه- يعني أبا داود- يتكلم في محمد بن سنان يُطلق فيه الكذب. وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالبصرة، وكان مستوراً في ذلك الوقت، فأتيتُه أنا ببغداد، سألت عنه عبد الرحمن بن خِراش، فقال: هو كذّاب. وقال ابنُ عقدة: في أمره نظرٌ، سمعتُ عبد الرحمن بنَ يوسف يذكرُه، فقال: ليس عندي بثقة. قلنا: وأشار إلى كذبه عليُّ ابن المديني فيما ذكره يعقوبُ بن شيبة، ومع فلك قال الدارقطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"!
وإسحاقُ بنُ إدريس -هو الأسواري، بصري- قال العقيلي في "الضعفاء"=(32/492)
19719 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَافَ مِنْ رَجُلٍ أَوْ مِنْ قَوْمٍ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَأَعُوذُ (1) بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ " (2)
__________
= 1/101: قال البخاري: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري كذاب. وقال ابنُ معين: ليس بشيء يضع الأحاديث، وقال ابن عدي في "الكامل في الضعفاء": قال النسائي: متروك الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": تركه ابنُ المديني، وقال أبو زرعة: واهِ، وقال الدارقطني: منكر الحديث.
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعّفوه، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري وأبو حاتم: ضعَّفه علي ابن المديني جداً.
فهذا إسناد مسلسل بالكذابين والضعفاء، لا يصلح شاهداَ، ولا يُفرح به.
قال السندي: قوله: أن يُحَلَّق، من التحليق.
حبيبته: كالزوجة والبنت.
فالعبوا بها: خذوا منها الزينة المباحة، كالخاتم للذكر، وفي "العبوا" إشارة إلى أن التحلية المباحة معدودة في اللعب والأخذ بما لا يعنيه، والحديث يدل على حرمة الذهب للنساء أيضاً كما للرجال، ولذلك قال السيوطي في حاشية أبي داود: هذا منسوخ، إذ المشهور جواز الذهب للنساء، والله تعالى أعلم.
قلنا: الحديث ضعيف كما سلف، فلا يحتج به، والإجماع على جواز لبس الذهب للنساء محلقاً وغير مُحَلّق.
(1) في (م) : نعوذ.
(2) حديث حسن، عمران- وهو ابنُ داوَر القطان أبو العوام- وإنْ يكن ضعيفاً، واضطرب فيه كما سيرد- تابعه هشامٌ الدستوائي، كما في الرواية التالية، وحجاجُ بنُ حجاج الباهلي، كما عند أبي عوانة والحافظ، وهما ثقتان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن قتادة- وهو ابنُ دعامة-=(32/493)
19720 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " إِذَا خَافَ قَوْمًا قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ
__________
= مدلَّس، وقد عنعن، فنزل الحديثُ عن رتبة الصحيح، كما قال الحافظ، فيما سنذكر. سليمان بن داود- هو الطيالسي، وأبو بُردة: هو ابنُ أبي موسى الأشعريُّ.
وهو عند الطيالسي (524) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 5/253، وجاء عنده: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دعا على قوم قال ...
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2552) ، والبيهقي في "السنن" 5/253 و9/152 من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران، به.
وأخرجه أبو عوانة 4/87، والحافظ في "الأمالي المطلقة" ص127 من طريق الحجاج بن الحجاج- وهو الباهليّ- عن قتادة، به. قال الحافظ: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بردة بن أبي موسى، لم يروه عنه إلا قتادة، وقال: هو عزيز عن قتادة.
وقال- فيما نقله عنه ابنُ علاّن في "الفتوحات الربانية" 4/16-: حديث حسن غريب، ورجالُه رجال الصحيح، لكن قتادة مدلس، ولم أره عنه إلا بالعنعنة. قلنا: وقد صحَّحه النووي في كتابه "الأذكار" من رواية الدستوائي.
واضطرب فيه عمران بن داوَر، فرواه النعمان بنُ عبد السلام- كما عند الطبراني في "الصغير" (996) - عنه، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بُردة، عن أبي موسى، به. وسعيد بنُ أبي بردة لم يسمع من جده، كما ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص67- 68. قال الطبراني: لم يروه عن سعيد إلا أبو العوَّام عمران القطان، تفرَّد به النعمان بنُ عبد السلام.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: في نحورهم، أي: في مقابلتهم، فادفعهم عنا.(32/494)
شُرُورِهِمْ " (1)
19721 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو لَيْلَى عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مَزِيدَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَلَيْنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ " فَصُومُوا (2)
__________
(1) حديث حسن. معاذ- وهو ابن هشام الدَّستوائي- لا بأس به، وقد احتج به الشيخان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وقتادة: هو ابن دِعامة السدُوسي.
وأخرجه أبو داود (1537) ، والنسائي في "الكبرى" (8631) و (10437) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (601) - وابن حبان (4765) ، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة" (333) ، والحاكم في "المستدرك" 2/142، والبيهقي في "السنن" 5/253، و"الدعوات" (420) ، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص127 من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وأكبر ظني أنهما لم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وصحَّحه النووي في "الأذكار"، وحسَّنه الحافظ لتدليس قتادة، كما ذكرنا في الرواية السالفة (19719) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبدِ الله بنِ مَيسرة، وجهالة أم مزيدة، ومَزِيدة بنُ جابر- وهو الهَجَري- كما ذكر ابنُ حبان في "الثقات" 7/515- قال أحمد: معروف، وقال أبو زرعة: ليس بشيء. اهـ.
قلنا: وليس هو من رجال التهذيب، وذكره الحافظ تمييزاً. يونس بن محمد: هو أبو محمد المؤدَّب.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/93 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. =(32/495)
19722 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: " لَقَدْ صَلَّى بِنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَاةً ذَكَّرَنَا بِهَا (1) صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَسِينَاهَا، وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ تَرَكْنَاهَا عَمْدًا يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ (2)
19723 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَإِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا " (3)
__________
= وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 4/1488 من طريق عبد الصمد بن النعمان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/76، والطبراني في "الأوسط" (2642) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن عبد الله بن ميسرة، به. وتصحَّف اسم مَزِيدة في مطبوع الطبراني إلى: بريدة. قال الطبراني: لم يرو
هذا الحديث عن مَزِيدة إلا عبدُ الله بنُ ميسرة.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/186، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه مَزِيْدة بن جابر، وهو ضعيف.
وسلف بنحوه بإسناد صحيح برقم (19669) .
(1) في (ظ13) وهامش (س) : ذكرناها.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي إسحاق- وهو
السبيعي- وبسطنا الاختلاف فيه في الرواية (19494) . حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله=(32/496)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=- وهو ابن المديني، فمن رجال البخاري، وحِطانَ بنِ عبد الله الرَّقاشي، فمن رجال مسلم. جرير: هو ابنُ عبد الحميد، وسليمان التَّيمي: هو ابنُ طرخان، وقتادة: هو ابنُ دعامة السَّدوسي، وأبو غَلاّب: هو يونس بن جبير.
وأخرجه أبو عوانة 2/133 من طريق عليَّ بنِ عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (404) (63) ، وأبو يعلى (7326) ، والبيهقي 2/155 -156 من طريق إسحاق بن إبراهيم، وابنُ ماجه (847) ، والدارقطني في "السنن" 1/330-331 من طريق يوسف بن موسى القطان، كلاهما عن جرير ابنِ عبد الحميد، به. ولم يسُق مسلم لفظه، إنما ذكر هذه الزيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا" في حديث سليمان التيمي.
وأخرجه أبو داود (973) ، والنسائي في "المجتبى" 2/242، وفي "الكبرى" (761) ، وأبو عوانة 2/132-133، والدارقطني في "السنن" 1/330 -331 و351-352 من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان التيمي، به. وزاد فيه معتمر عن سليمان: "وحدَهُ لا شريك له". قال الدارقطني
في "العلل" 7/253: لم يذكر هذا سواه. وقال أبو داود: قوله: "فأنصتوا" ليس بمحفوظ، لم يجىءْ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث.
قلنا: وأعلَّه كذلك الدارقطني في "العلل" 7/254 بتفرد سليمان التيمي به من الثقات، وأنه لم يتابعه إلا سالمُ بنُ نوح، وليس بالقوي، وأن الحديث رواه هشام الدستَوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وهمام، وأبو عوانة، وأبان، ومعمر، وعدي بن أبي عمارة، كلهم عن قتَادة، فلم يقل أحد منهم: "وإذا قرأ
فأنصتوا"، وهم أصحابُ قتادة الحفاظُ عنه، وإجماعُهم على مخالفته يدل على وهمه. ونقل نحوَ ذلك البيهقيُّ في "السنن" 2/156 عن أبي علي النيسابوري شيخ الحاكم، ومال إلى قوله النووي في "شرح صحيح مسلم" 4/123.
قلنا: لكن مسلماً لم يُؤثَّر عنده تَفَرُّد سليمانَ التيمي به، فصححه لثقة سليمان وحفظه، فقد قال له أبو إسحاق- وهو سفيانُ بنُ إبراهيم راوي "صحيحه"، كما ذكر عقب الحديث (404) (63) -: قال أبو بكر ابنُ أخت=(32/497)
19724 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى يَعْنِي الْأَشْيَبَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ الْأَعْرَجُ قَالَ: عَبْدُ اللهِ: يَعْنِي أَظُنُّهُ الشَّنِّيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْفَرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ قَالَ: فَعَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَبَهْتُ (1) بَعْضَ اللَّيْلِ
__________
= أبي النضر في هذا الحديث. (يعني طعنَ فيه، وقدحَ في صحته) فقال مسلم:
تريدُ أحفظَ من سليمان!
وقد رُوي من حديث أبي هريرة كما سلف برقم (8889) ، لكن تكلم فيه أبو داود وابنُ معين وأبو حاتم الرازي والدارقطني، كما سلف بسطُه هناك، غير أن مسلماً صححه كذلك، فقال- كما ذكر عقب الحديث (404) (63) -: هو عندي صحيح، فسُئل: لِمَ لَمْ تضعه في "صحيحك؟ " قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعتُه هاهنا، إنما وضعتُ هاهنا ما أجمعوا عليه". قلنا: ورَدَ المنذريُّ على أبي داود توهينه للحديث في "مختصره لسنن أبي داود" 1/313.
وذكر ابنُ عبد البر في "التمهيد" 11/34 بسنده إلى أحمد بن حنبل أنه صحح حديثي أبي موسى وأبي هريرة.
وقال الشيخ أنور الكشميري في حاشية "نصب الراية" 2/15: قد صحح حديث الإنصات أحمد بن حنبل وإسحاق، وصاحبه أبو بكر بن الأثرم ثم مسلم ثم النسائي، ثم ابن جرير، ثم أبو عمر وابن حزم، ثم المنذري، ثم ابن تيمية، وابن كثير في "تفسيره"، ثم الحافظ في "الفتح" وآخرون، وجمهور المالكية والحنابلة.
وقد وردت أخبار في أن قوله تعالى (وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) أنها نزلت في الصلاة، وجاء في "المغني" 2/261 لابن قدامة: قال أحمد في رواية أبي داود: وأجمع الناسُ على أن هذه الآية نزلت في الصلاة.
وسلف برقم (19504) .
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7270) والتعليق عليه.
(1) في (ق) و (م) : فانتهيت.(32/498)
إِلَى مُنَاخِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْلُبُهُ فَلَمْ أَجِدْهُ. قَالَ: فَخَرَجْتُ بَارِزًا أَطْلُبُهُ وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطْلُبُ مَا أَطْلُبُ. قَالَ: فَبَيْنَا (1) نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ اتَّجَهَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ أَنْتَ بِأَرْضِ حَرْبٍ؛ وَلَا نَأْمَنُ عَلَيْكَ، فَلَوْلَا إِذْ بَدَتْ لَكَ الْحَاجَةُ (2) قُلْتَ لِبَعْضِ أَصْحَابِكَ فَقَامَ مَعَكَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي سَمِعْتُ هَزِيزًا كَهَزِيزِ الرَّحَى، أَوْ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، وَأَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَخَيَّرَنِي بِأَنْ (3) يَدْخُلَ ثُلُثُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ لَهُمْ، فَاخْتَرْتُ لَهُمْ شَفَاعَتِي وَعَلِمْتُ أَنَّهَا أَوْسَعُ لَهُمْ، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شَطْرُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ (4) وَبَيْنَ شَفَاعَتِي لَهُمْ، فَاخْتَرْتُ شَفَاعَتِي لَهُمْ وَعَلِمْتُ أَنَّهَا أَوْسَعُ لَهُمْ ". قَالَ: فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ ". قَالَ: " فَدَعَا لَهُمَا ". ثُمَّ إِنَّهُمَا نَبَّهَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَاهُمْ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ وَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ فَيَدْعُوَ لَهُمْ، قَالَ: فَلَمَّا أَضَبَّ عَلَيْهِ الْقَوْمُ وَكَثُرُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا لِمَنْ مَاتَ وَهُوَ يَشْهَدُ
__________
(1) في نسخة في (س) : فبينما.
(2) في (ظ 13) وهامش (س) : حاجة.
(3) في (ظ 13) : بين أن.
(4) وقع في (م) قوله: "فخيَّرني أن يدخل شطر أمتي الجنة" قبل قوله:
"فخيرني بأن يدخل ثلث أمتي الجنة"، وهو خطأ.(32/499)
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (1)
19725 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي السَّالَحِينِيَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ: دَفَنْتُ ابْنًا لِي وَإِنِّي لَفِي الْقَبْرِ إِذْ أَخَذَ بِيَدَيَّ أَبُو طَلْحَةَ فَأَخْرَجَنِي فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ (2) أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
__________
(1) قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الشفاعة: "إنها لمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله" صحيح لغيره كما سيرد برقم (19735) ، وقوله: "خيَّرني بين أن يدخل شطر أمتي الجنة، ربين شفاعتي لهم، فاخترت شفاعتي لهم" حسن، كما سلف برقم (19618) ، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حمزة بن علي بن مخفر، وهو من رجال "التعجيل"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُكَين بن عبد العزيز - وهو سُكَين بن أبي الفرات- فقد روى له البخاري في "جزء القراءة"، ووثقه وكيع وابنُ معين والعجلي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعَّفه أبو داود والنسائي والدارقطني، وجهَله ابنُ خزيمة، وقال ابن عدي: فيما يرويه بعضُ النكرة، وإنه لا بأس به، لأنه يروي عن قوم ضعفاء، ولعل البلاءَ منهم. قلنا: وغير يزيد الأعرج الشَّني، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقد سلف بنحوه بإسناد حسن برقم (19618) . وانظر لفظه هناك.
قال السندي: قوله: فعرَّس بنا: من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.
فانتبهتُ: من الانتباه، أي: استيقظت.
أضبَّ عليه القوم: يقال: أضبُّوا عليه: إذا كثروا، من أضبوا: إذا تكلموا متتابعاً، وإذا نهضوا في الأمر جميعاً.
(2) تحرف في (م) إلى "بن".(32/500)
اللهُ تَعَالَى " يَا مَلَكَ الْمَوْتِ قَبَضْتَ وَلَدَ عَبْدِي. قَبَضْتَ قُرَّةَ عَيْنِهِ وَثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَمَا قَالَ؟ " قَالَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. قَالَ: " ابْنُوا لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف. أبو سِنان- وهو عيسى بن سِنان القَسْمَلي- ضعَّفه أحمد والنسائي والعقيلي، وقال أبو زرعة ويعقوب بن سفيان: لين الحديث، وقال أبو زرعة مرة: مخلط ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، واختلف فيه قولُ ابن معين، فضعَّفه في روايات عنه، ووثقه في
رواية، وقال ابن خراش: صدوق، وقال في موضع آخر: في حديثه نكرة، وقال العجلي: لا بأس به، وقال الذهبي: هو ممن يكتب حديثُه على لينه.
وأبو طلحة- وهو الخولاني الشامي- تفرَد بالرواية عنه أبو سنان القَسْمَلي.
والضحّاكُ بنُ عبد الرحمن- وهو ابن عرزب- قال أبو حاتم: روى عن أبي موسى الأشعري، مرسل، وقال الحافظ في "إتحاف المهرة" 10/32، و"أطراف المسند" 7/96: يقال: لم يسمع منه، ومع ذلك حسَّنه الترمذي والبغوي! وبقيةُ رجاله ثقات.
وأخرجه عبد بن حميد (551) عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (508) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/68، و"الشعب" (9699) ، والمِزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي طلحة الخولاني) - ونعيم بنُ حماد في "الزيادات على زهد ابن المبارك" (108) ، وابن حبان (2948) ، وابن السُني في "عمل اليوم والليلة" (581) ، والبيهقي
في "الآداب" (930) ، والبغوي في "شرح السنة" (1549) ، وفي تفسير قوله تعالى: (وَلنَبْلُونكم بشيءٍِ من الخوفِ والجوعِ ونَقْصٍ من الأموال والأنفس ... ) [البقرة: 155] ، من طرق، عن حماد بن سلمة، به. قال البغوي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه البيهقي في "الشُعب" (9700) من طريق أبي أسامة، عن أبي سنان، عن الضحاك بن عبد الرحمن، عن أبي موسى، موقوفاً، لم يذكر أبا=(32/501)
19726 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَبُو طَلْحَةَ الْخَوْلَانِيُّ وَقَالَ: الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ (1)
19727 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الطَّحَّانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فِي الَّذِي " يُعْتِقُ جَارِيَةً،
__________
= طلحة في إسناده.
وسيرد فيما بعده.
وفي باب ثواب فَقْدِ الأولاد:
عن ابن مسعود، سلف برقم (3554) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7265) .
وذكرنا فيهما أحاديث الباب، ونزيد هنا:
عن حوشب، سلف برقم (15843) .
وعن امرأة يقال لها: رجاء، سيرد 5/83.
قال السندي: قوله: وثمرة فؤاده، أي: محبة قلبه، وهو مثلُ: قرة عينه، فإن الولد تَقَرُ به العين، ويُحِبُّه القلب، فسُمَّي قرة العين ومحبة القلب.
واسترجع، أي: قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم، المروزي.
وأخرجه الترمذي (1021) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن حماد بن سلمة، عن أبي سِنان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلنا: مع جهالة أبي طلحة الخولاني، وإرسال الضحاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَب، عن أبي موسى، كما ذكرنا في الرواية السالفة.
وسلف برقم (19725) .(32/502)
ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا لَهُ أَجْرَانِ " (1)
19728 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرِيشُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2)
19729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد، وهو أبو الوليد الجوهري فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. وهو مكرر (19564) خالد الطحان: هو ابن عبد الله الواسطي، ومطرَف: هو ابن طريف.
وأخرجه سعيد بن منصور (912) ، ومسلم (154) 2/1045، وابن منده في "الإيمان" بعد (400) من طرق عن خالد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19532) .
(2) حديث صحيح، حَرِيش بن سُلَيم- ويقال: ابن أبي حَرِيش، وإن يكن مقبولاً- توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي.
وأخرجه أحمد في كتاب "الأشربة" (11) بهذا الإسناد.
وهو في "مسند الطيالسي" (498) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/298- 299، 299، وفي "الكبرى" (5107) و (5112) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 5/26. قال أبو نعيم: غريبٌ من حديث طلحة، تفرَّد به الحُريش.
وسلف مطولاً برقم (19673) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسلفت أول قطعة منه برقم (19508) .(32/503)
قَالَ أَبُو مُوسَى: إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ اللهُ مِنْهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَرِئَ مِمَّنْ حَلَقَ وسَلَقَ وخَرَقَ " (1)
19730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا. الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي. فَاكْسِرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَاضْرِبُوا بِسُيُوفِكُمُ الْحِجَارَةَ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ بَيْتَهُ، فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود بن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وعاصم بن سليمان: هو الأحول.
وأخرجه مسلم (104) ، وابن منده في "الإيمان" (606) ، وتقام في فوائده" (493) "الروض البسام" من طرق عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19535) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن َرْوان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الهُزَيْل بن شُرَحْبيل، فمن جال البخاري، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.
وأخرجه أبو داود (4259) ، وابن ماجه (3961) ، وابن حبان (5962) ، والطبراني في "الأوسط" (8558) ، والبيهقي في "السنن" 8/191 من طرق=(32/504)
19731 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ يَعْنِي الْجَوْنِيَّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جِنَانُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ: ثِنْتَانِ مِنْ ذَهَبٍ حِلْيَتُهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَثِنْتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَحِلْيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَلَيْسَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَشْخَبُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ، ثُمَّ تَصْدَعُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْهَارًا " (1)
__________
= عن عبد الوارث بن سعيد، به.
قال الطبراني: لم يَرْوِ هذا الحديث عن محمد بن جُحادة إلا عبدُ الوارث.
قلنا: قد روى عنه أيضاً همامُ بن يحيى قوله: "اكسروا قسيكم ... "كما سلف في الرواية (19663) .
وانظر (19512) .
ومن أول الحديث إلى قوله: "والماشي فيها خيرٌ من الساعي" ذكرنا شواهده في الرواية (19662) .
ومن قوله: "فاكسروا قِسِيَّكم" إلى آخر الحديث، ذكرنا شواهده في الرواية (19663) .
قال السندي: قوله: فإنْ دُخل على أحدكم بيتُه؛ دُخل على بناء المفعول، وبيتُه بالرفع على المشهور، وجاء نصبه على خلاف المشهور بأن يكون نائب الفاعل الجار والمجرور، وكذا يجوز نصبُه على قول من رأى أن نحو البيت بعد الدخول ظرف لا مفعول به، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة، لضعف أبي قُدامة الحارث بن عُبيد الإيادي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عمران: هو عبد الملك بن=(32/505)
19732 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَارِسٍ صَاحِبُ الْجَوْرِ (1)
__________
= حبيب الجَوْني.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" بعد (436) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (529) ، وابنُ أبي شيبة 13/148، وعبد بن حميد (545) ، والدارمي (2822) ، وأبو عوانة 1/157، وابن منده في "الإيمان" (781) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/316-317، وفي "صفة الجنة" (141) و (436) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (239) من طرق عن أبي قدامة الحارث بن عبيد، به. وتحرف اسم الحارث أبي قدامة عند الطيالسي (ومن طريقه أبو عوانة والبيهقي) إلى: الحارث بن قدامة.
وسلف بإسناد صحيح برقم (19682) بلفظ: "جنتان من فضة آنيتُهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه عز وجل في جنات عدن".
والذي صحَّ في شأن هذه الأنهار- وهي سَيْحان، وجَيْحان، والفُرات، والنيل- ما جاء عند مسلم (2839) من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "سَيْحان وجَيْحان والفُرات والنيل، كلٌّ من أنهار الجنة"، وقد سلف برقمي (7886) و (9674) ، بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
قال السندي: قوله: وهذه الأنهار، أي الأربع: النيل، والفرات، والسّيحان والجيحان.
تشخب، أي: تسيل.
ثم تصدَّع: بتشديد الدال، أي: تشقَّق.
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) بالجيم، وفي "أطراف المسند": الحور - بالحاء- وهي كذلك في مصادر ترجمته. وفي أصول "تعجيل المنفعة" 2/450 الحرير، غيَّرها محققُه إلى حور- بالحاء- لتتفق مع مصادر ترجمته التي ذكرها. ووقع في "إتحاف المهرة": الجرير- بالجيم- ولم نقع على وجه هذه التسمية.(32/506)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه أبو دارس- ويقال: أبو دراس- وهو إسماعيل بن دارس البصري، من رجال "التعجيل" يروي عن أبي بكر وأبي بردة ابني أبي موسى، وقد اختلف قولُ ابن معين فيه، فقال في رواية عثمان الدارمي عنه: لم يرو إلا حديثاً واحداً، ليس به بأس. ونقل الذهبي عنه في "الميزان" أنه ضعَّفه، وقال أبو حاتم: ليس بالمعروف، وذكره ابنُ حبان في "الثقات". وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/44 عن مكي، وهو ابن إبراهيم، عن أبي دارس، فقال: عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7130) من طريق إبراهيم بن المستمر العروقي، عن يحيى بن عاصم صاحب أبي عاصم، عن محمد بن حمران بن عبد الله، عن شعيب بن سالم، عن جعفر بن أبي موسى، عن أبي موسى، به، وعنده زيادة: وكان أبو موسى يصليهما. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن جعفر بن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم بنُ المستمر.
وأورده الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 2/223، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط، و"الكبير" وزاد: قال أبو دارس: رأيتُ أبا بكر بن أبي موسى يصليهما، ويقول: رأيتُ أبا موسى يصليهما، ويقول: إن النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصليهما في بيت عائشة رضي الله عنها. ورجاله رجال الصحيح غير أبي دارس قال فيه ابن معين: لا بأس به. قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.
وله شاهدٌ من حديث عائشة عند البخاري (591) ، ومسلم (835) ، وسيرد 6/50، ولفظه عند البخاري: ما ترك النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السجدتين بعد العصر عندي قط.
وقد ذكرنا في مسند ابن عمر عند الحديث السالف برقم (4612) الجمعَ=(32/507)
19733 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ مَوْلًى لِآلِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَأَتَاهُ سَائِلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ (1) بِالْفَجْرِ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ، وَالنَّاسُ لَا يَكَادُ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالظُّهْرِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ. وَالْقَائِلُ يَقُولُ: انْتَصَفَ النَّهَارُ أَوْ لَمْ يَنْتَصِفْ، (2) وَكَانَ أَعْلَمَ مِنْهُمْ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالْعَصْرِ (3) وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالْمَغْرِبِ حِينَ وَقَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالْعِشَاءِ (4) حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَخَّرَ الْفَجْرَ مِنَ الْغَدِ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا، وَالْقَائِلُ يَقُولُ: طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ، وَأَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ وَقْتِ الْعَصْرِ بِالْأَمْسِ، ثُمَّ أَخَّرَ الْعَصْرَ
__________
= بين حديث المنهي عن الصلاة بعد العصر، وبين صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدها، فانظره،
وانظر كذلك حديث تميم الداري السالف برقم (16941) ، وحديث أم سلمة الآتي 6/315، وحديث ميمونة الآتي 6/334-335.
قال السندي: قوله: يصلي ركعتين بعد العصر، قد جاء ذكرُهما في حديث عائشة وغيرها، فقيل بجواز الصلاة بعد العصر بسبب، وقيل بالخصوص، وذلك لثبوت النهي قطعاً، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) : فأذن. وفي هامشها: فأقام.
(2) كلمة "ينتصف" ليست في (ظ 13) .
(3) في (ظ13) : العصر.
(4) في (ظ13) : العشاء. وهي نسخة في (س) .(32/508)
حَتَّى (1) انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ: احْمَرَّتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى كَانَ عِنْدَ سُقُوطِ الشَّفَقِ، وَأَخَّرَ الْعِشَاءَ حَتَّى كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَدَعَا السَّائِلَ فَقَالَ: " الْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ " (2)
19734 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَائِشَةَ وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ دَعَا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ
__________
(1) لفظ "حتى" ليست في (ظ 13) ، وهو نسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، بدر بن عثمان من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه أبو عوانة 1/375، وابن المنذر في "الأوسط" (945) و (950) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/148، والدارقطني في "السنن" 1/263، والبيهقي في "السنن" 1/370-371 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/317 و14/253، ومسلم
(614) (178) و (179) ، وأبو داود (395) ، والنسائي في "المجتبى" 1/260
- 261، وفي "الكبرى" (1499) ، وأبو عوانة 1/375، والدارقطني في "السنن" 1/263-264 و264، والبيهقي في "السنن" 1/366-367 و374 من طرق عن بدر بن عثمان، به.
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/202 عن البخاري قوله: أصح الأحاديث عندي في المواقيت حديثُ جابر بن عبد الله، وحديثُ أبي موسى.
قلنا: حديث جابر سلف برقم (14538) .
وفي الباب كذلك عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11249) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.(32/509)
الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَ فَقَالَ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى؟ فَقَالَ: أَبُو مُوسَى " كَانَ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا (1) ، تَكْبِيرَهُ عَلَى الْجَنَائِزِ " وَصَدَّقَهُ حُذَيْفَةُ فَقَالَ أَبُو عَائِشَةَ: فَمَا (2) نَسِيتُ بَعْدُ قَوْلَهُ تَكْبِيرَهُ عَلَى الْجَنَائِزِ، وَأَبُو عَائِشَةَ حَاضِرٌ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ (3)
__________
(1) في (م) و (ق) : أربع تكبيرات، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ظ13) : ما.
(3) حديث حسن موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي عائشة، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وجهَله ابنُ حزم وابنُ القطان والذهبي. وابنُ ثوبان: هو عبد الرحمن بنُ ثابت بن ثوبان، مختلف فيه، وهو حسن الحديث، إلا أنهم أنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه، عن مكحول. وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (ترجمة أبي عائشة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/172، وأبو داود (1153) ، والبيهقي في "السنن" 3/289-290 من طريق زيد بن الحباب، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/345-346 من طريق غسان ابن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، به.
وأخرج نحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/346 من طريق نعيم بن حماد، عن محمد بن يزيد الواسطي، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن رسول حذيفة وأبي موسى أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكبّر في العيدين أربعاً وأربعاً سوى تكبيرة الافتتاح. ونُعيم ضعيف، ورسولُ حذيفة- وإن كان مبهماً- متابع.
وأخرج نحوه الطحاوي كذلك في "شرح معاني الآثار" 4/349 من طريق ابن عون، عن مكحول، قال: حدثني من أرسله سعيدُ بنُ العاص، فاتفق له=(32/510)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أربعةٌ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ثماني تكبيرات. قلنا: وإسناده ضعيف لإبهام
الذي روى عنه مكحول.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/347 موقوفاً من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن عبد الله بن قيس، عن أبيه أن سعيد بن العاص دعاهم يوم عيد، فدعا الأشعريَّ وابنَ مسعود وحذيفةَ بنَ اليمان رضي الله عنهم، فقال: إن اليوم عيدكم، فكيف أصلي؟ فقال حذيفة: سل الأشعريَّ، وقال الأشعريُ: سل عبد الله، فقال عبدُ الله: تكبر، وذكر الحديث وهو يكبر تكبيرة، ويفتتح بها الصلاة، ثم يكبر بعدها ثلاثاً، ثم يقرأ، ثم يكبر تكبيرة يركع بها، ثم يسجد، ثم يقوم فيقرأ، ثم يكبر ثلاثاً، ثم يكبر تكبيرة يركع بها.
قلنا: وعبد الرحمن بن زياد: هو ابن أَنْعُم الإفريقي ضعيف، وزهير بن معاوية: هو الجُعفي وسماعُه من أبي إسحاق- وهو السَّبيعي- بعد الاختلاط.
ثم إنه قد اختلف فيه على أبي إسحاق:
فرواه زهير عنه، عن إبراهيم بن عبد الله بن قيس، عن أبيه، كما سلف.
ورواه سفيان الثوري- كما عند الطحاوي 4/348- عنه، عن عبد الله بن أبي موسى، عن عبد الله، إلا أنَّ في طريقه مؤملَ بنَ إسماعيل، وهو ضعيف.
ورواه معمر- كما عند ابن حزم 5/83- عنه، عن الأسود بن يزيد، قال: كان ابن مسعود جالساً وعنده حذيفة وأبو موسى الأشعري، فسألهم سعيد بن العاص ...
وأخرجه موقوفاً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/348 من طريق هشام ابن أبي عبد الله: وهو الدستوائي، عن حماد، هو ابن أبي سليمان، عن إبراهيم، وهو النَّخَعي، عن علقمة بن قيس قال: خرج الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيط على ابن مسعود وحذيفة والأشعري رضي الله عنهم، فقال: إن العيد غداً، فكيف التكبير؟ فقال ابن مسعود، فذكر نحو ذلك، وزاد: فقال الأشعري=(32/511)
19735 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ خَمْسًا: بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ، وَالْأَسْوَدِ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ (1) وَلَمْ تُحَلَّ لِمَنْ كَانَ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ شَهْرًا، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَلَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ سَأَلَ شَفَاعَةً، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ (2) شَفَاعَتِي، ثُمَّ جَعَلْتُهَا لِمَنْ مَاتَ
__________
= وحذيفة رضي الله عنهما: صدق أبو عبد الرحمن. قلنا: يعني ذكر نحو حديث زهير عن أبي إسحاق، وهذا إسناد حسن.
وله شاهد- أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/345 وحسَّن إسناده- من حديث القاسم بن عبد الرحمن الشامي عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: صلَى بنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عيد، فكبَّر أربعاً وأربعاً، ثم أقبل علينا بوجهه حين انصرف، قال: "لا تنسَوْا، كتكبير الجنائز" وأشار بأصابعه، وقبض إبهامه. قلنا: القاسم بن عبد الرحمن روايته عن كثير من الصحابة مرسلة، وقيل: إنه لم يسمع من أحد من الصحابة سوى أبي أمامة.
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6688) بإسناد حسن أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كبر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة، سبعاً في الأولى، وخمساً في الآخرة، ولم يصل قبلها ولا بعدها- وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وقول البخاري في ذلك.
قال السندي: قوله: تكبيره على الجنائز: أي هي أربع مع التحريمة، فالزوائد ثلاث، كما يقول علماؤنا الحنفية.
(1) في (س) و (ص) و (ق) : المغانم.
(2) في (م) : أخبأت.(32/512)
مِنْ أُمَّتِي لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا (1) " (2)
19736 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَلَمْ
__________
(1) في (ظ13) : لمن مات لا يشرك بالله شيئاً.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على إسرائيل في وصله وإرساله، فرواه عنه حسين بن محمد- وهو المرُّوذي- في هذه الرواية موصولاَ، ورواه أبو أحمد الزبيري عنه في الرواية التالية مرسلاً. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 11/433 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى. دون ذكر أبي موسى في الإسناد. ووقع مكانه بياضٌ فيما ذكر محققه، فزاد: "عن أبيه" من نسخة أخرى.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/258، وقال: رواه أحمد متصلاً ومرسلاً، والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث جابر عند البخاري (335) ، ومسلم (521) ، وسلف برقم (14264) .
وفي الباب كذلك عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7068) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: ونُصرتُ بالرعب، أي: بإلقاء الرعب في قلوب الأعداء، بلا أسباب ظاهرة كما للسلاطين، وإلا فالرعبُ مع تلك الأسباب معتاد.
الشفاعة: العامة.
وقد سأل شفاعة، أي: سأل ما أعطي من الدعاء.(32/513)
يُسْنِدْهُ (1)
19737 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ " يَسْتَاكُ وَهُوَ وَاضِعٌ طَرَفَ السِّوَاكِ عَلَى لِسَانِهِ يَسْتَنُّ إِلَى فَوْقَ " فَوَصَفَ حَمَّادٌ: كَأَنَّهُ يَرْفَعُ سِوَاكَهُ. قَالَ حَمَّادٌ وَوَصَفَهُ لَنَا غَيْلَانُ قَالَ: كَانَ (2) يَسْتَنُّ طُولًا (3)
19738 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ "
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف في وصله وإرساله، كما ذكرنا في الرواية السابقة. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
(2) في (ظ13) و (ق) وهامش (س) : كأنه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس بن محمد: هو المؤدِّب.
وأخرجه البخاري (244) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (203) - ومسلم (254) (45) ، والنسائي في "المجتبى" 1/9، و"الكبرى" (3) ، وابن خزيمة (141) ، وأبو عوانة 1/192، وابن حبان (1073) ، والبيهقي في "السنن" 1/35، من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد بألفاظ متقاربة، ولفظ البخاري: أتيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوجدتُه يستن بسواك بيده، يقول: اع اع،
والسواك في فيه، كأنه يتهوَّع. وليس عندهم من قوله: يستن إلى فوق ... إلى آخر الحديث.
وسلف مطولاً برقم (19666) .
وانظر (19508) .(32/514)
اللهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلُّ (1) ذَلِكَ عِنْدِي " (2)
__________
(1) في (س) و (م) : كلُّ. دون واو قبلها.
(2) حديث صحيح، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- متابع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي، وأبو بُردة: هو ابنُ أبي موسى الأشعري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/281، وابن حبان (954) ، والإسماعيلي فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 11/197 من طريق شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6398) ، وفي "الأدب المفرد" (688) ، ومسلم (2719) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/87- وابن حبان (957) من طريق عبد الملك بن الصّبَّاح، والبخاري كذلك بإثر (6398) ، ومسلم (2719) ، وأبو عوانة- كما في "الإتحاف"- والطبراني في "الدعاء" (1795) من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، وأخرجه البخاري أيضاً في "الصحيح" (6399) ، وفي "الأدب المفرد" (689) ، والبغوي في "شرح السنة" (1371) ، من طريق إسرائيل، وأبو عوانة أيضاً- كما في "الإتحاف"- من طريق نصر بن علي وجادةً عن أبيه علي بن نصر الجهضمي، والإسماعيلي - فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 11/197 من طريق أشعث، وقيس بنِ الربيع، خمستُهم عن أبي إسحاق، به.
زاد شعبة في روايته قولَه: "اللهم اغْفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرت، وما أسْرَرْتُ وما أعلنتُ ... " إلى آخر لفظ الرواية السالفة برقم (19489) . قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وقد أَبهَمَ عبدُ الملك بن الصّبَاح اسمَ ابنِ أبي موسى، وسماه معاذ العنبري وإسرائيل: أبا بردة: وقرنَ إسرائيلُ به أبا بكر بن أبي موسى، وقال: أحسبه عن أبي موسى. فقال الحافظ في "الفتح" 11/197: وقعت لي طريق إسرائيل=(32/515)
19739 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي الْبَكَّائِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُنَكِّسٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى؟ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ غَضَبًا فَلَهُ أَجْرٌ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ وَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا (1) مَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ ثُمَّ
__________
= من وجه آخر، أخرجها أبو محمد ابن صاعد في "فوائده" عن محمد بن عمرو الهروي، عن عبيد الله بن عبد المجيد الذي أخرجه البخاري من طريقه بسنده، وقال في روايته: عن أبي بكر وأبي بردة ابني أبي موسى، عن أبيهما.
ولم يشك. وقال: غريب من حديث أبي بكر بن أبي موسى. قلت: وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وهو من أثبت الناس في حديث جده.
وذكر أبو عوانة أن نصر بنَ علي زاد في روايته أن أبان بن تغلب قال لأبي إسحاق السَّبيعي: سمعتَه من أبي بردة؟ قال: حدثنيه سعيدُ بنُ أبي بردة، عن أبيه.
وحكى الحافظ نحوه عن الإسماعيلي في "الفتح" 11/197، فقال الحافظ في "الإتحاف": ظهر من رواية علي بن نصر أن أبا إسحاق دلَّسه. قلنا: لكنه قال في "الفتح" 11/197: وهذا تعليل غير قادح، فإن شعبة كان لا يروي عن أحد من المدلِّسين إلا ما يتحقق أنه سمع من شيخه!
وقد سلف برقم (19489) .
وفي باب قوله: "اللهم اغْفِرْ لي خطايايَ وجَهْلي ... " عن عثمان بن أبي العاص سلف برقم (16269) .
(1) في (م) بعد قوله- قائماً زيادة: (أو كان قاعداً، الشكُّ من زهير) وسترد في الحديث التالي.(32/516)
قَالَ: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
19740 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: سَأَلَ رَجُلٌ أَوْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ مُنَكِّسٌ (2) . فَقَالَ: مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَغَضَبًا فَلَهُ أَجْرٌ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، وَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا أَوْ كَانَ قَاعِدًا، الشَّكُّ مِنْ زُهَيْرٍ، مَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، زياد بن عبد الله البَكَّائي، من رجاله، وروى له البخاري مقروناً، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابنُ المعتمر، وشقيق بن سلمة: هو أبو وائل الكوفي.
وهو مكرر (19493) غير أن أحمد رواه هنا عن زياد البكائي، عن منصور.
وانظر شرحه في الرواية (19596) .
قال السندي: قوله: وهو منكس، أي: خافضٌ رأسَه، يقال: نكس، بالتشديد والتخفيف: إذا خفض رأسه، وطأطأ إلى الأرض، كالمهموم، وحينئذ فقول الراوي: ولولا أنه، أي: السائل، كان قائماً ... إلخ، لا يخلو عن نظر، لأن من خفض رأسه إذا أجاب رفع رأسه وإن كان السائل قاعداً توجيهاً
للوجه إلى السائل ليفهم، والله تعالى أعلم.
(2) في (م) : منكس رأسَه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مطوَّل (19493) ، غير شيخ=(32/517)
19741 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: أَتَانِي نَاسٌ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ فَقَالُوا: اذْهَبْ مَعَنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ لَنَا حَاجَةً. قَالَ: فَقُمْتُ مَعَهُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ اسْتَعِنْ بِنَا فِي عَمَلِكَ فَاعْتَذَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا قَالُوا. وَقُلْتُ: لَمْ أَدْرِ مَا حَاجَتُهُمْ. فَصَدَّقَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَذَرَنِي وَقَالَ: " إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ فِي عَمَلِنَا مَنْ سَأَلَنَاهُ " (1)
19742 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ لَهُمَا: " يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا وَتَطَاوَعَا ". قَالَ أَبُو مُوسَى: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا بِأَرْضٍ يُصْنَعُ فِيهَا
__________
= أحمد، فهو هنا حسن بن موسى، وهو الأشْيب.
وانظر شرحه في الرواية (19596) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر بن علي بن مُقدَّم: هو عمر ابن علي بن عطاء بن مُقَدَّم، وإن كان موصوفاً بالتدليس- قد صرح بالتحديث من أبي عُميس، وهو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/224، و"الكبرى" (5935) ، وأبو عوانة 4/410 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وسلف مطولاً برقم (19666) ، وبإسناد ضعيف برقم (19508) .
وانظر ما بعده.(32/518)
شَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ: يُقَالُ لَهُ الْبِتْعُ، وَشَرَابٌ مِنَ الشَّعِيرِ: يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الإمام أحمد في كتاب "الأشربة" (8) بهذا الإسناد. دون قوله: "يسَّرا ولا تعسَّرا ... ".
وأخرجه البخاري (6124) ، وأبو عوانة 5/263 من طريق النضر بن شميل، وأبو عوانة 5/267 مطولاً من طريق يزيد بن هارون، و4/84-85 من طريق النضر بن شميل وحجاج، و5/267- 268 من طريق وهب بن جرير، والبغوي في "الجعديات" (539) - ومن طريقه ابن عبد البر في
"التمهيد" 7/125- عن علي بن الجعد، أربعتهم عن شعبة، به.
وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (5959) عن رجل، عن شعبة. ثم قال: وقد ذكر معمر بعضه عن سعيد بن أبي بردة.
وأخرجه مسلم (1733) ، ص1586، وابن حبان (5373) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/375، والبيهقي في "السنن" 8/294 من طريق محمد بن عبَّاد، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمعه من سعيد بن أبي بردة، به، وجاء فيه بلفظ: "كل ما أسكَرَ عن الصلاة، فهو حرام" قال ابن حبان: غريب غريب. قلنا: وهذه الغرابة إنما هي في الإسناد لرواية عمرو بن دينار، عن سعيد بن أبي بردة، فقد قال ابنُ المديني- فيما رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"، ونقله عنه الحافظ في "النكت الظراف" 6/451-: كذبٌ وباطل، إنما روى هذا الشيباني عن سعيد بن أبي بردة، ولم يرو عمرو بن دينار عن سعيد ابن أبي بردة، ولا عن أبي بردة شيئاً، وأنكره جداً. وذكر الدارقطني في
"العلل" 7/215 أن رواية محمد بن عبَّاد هذه غير محفوظة، وأنه اختُلف على ابن عُيينة فيه، والإسناد الآخر عنه غير محفوظ أيضاً.
وأخرجه مسلم (1733) (71) ص1586-1587 كذلك، وأبو عوانة=(32/519)
19743 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ كُنْتُ أَحْفَظُ اسْمَهُ قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَنْتَظِرُ الْإِذْنَ عَلَيْهِ، فَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ، وَالطَّاعُونِ ". قَالَ: فَقُلْنَا (1) : يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ: " طَعْنُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، فِي (2) كُلٍّ شَهَادَةٌ (3) " قَالَ زِيَادٌ: فَلَمْ أَرْضَ بِقَوْلِهِ فَسَأَلْتُ سَيِّدَ الْحَيِّ، وَكَانَ مَعَهُمْ فَقَالَ صَدَقَ. حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُوسَى، (4)
19744 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (5) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ
__________
= 4/85، 5/265-266، والبيهقي 8/291 من طريق عبيد الله بن عمرو، وأبو عوانة 4/85-86، وابن حبان (5376) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن يزيد- ويقال: ابن أبي يزيد الحراني- كلاهما عن زيد بن أبي أنيسة، عن سعيد ابن أبي بردة، به. باللفظ السابق.
وسلف مختصراً برقم (19699) .
قال القرطبي في "المفهم" 5/268: قوله: "أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة"، أي: صدَ عنها بما فيه من السُّكْر، كما أشار اللهُ تعالى إليه حيث قال: (ويَصُدَّكُم عن ذِكْرِ الله وعن الصلاة فهل أنتُم مُنتهون) . [المائدة: 91]
(1) في (ظ 13) : فقلت.
(2) في (م) : وفي، وقد ضرب على الواو في (س) .
(3) في (ظ 13) : شهداء.
(4) سلف الكلام على هذا الحديث في الرواية السالفة برقم (19528) .
وأخرجه الطيالسي (534) عن شعبة، بهذا الإسناد.
(5) في (م) : بكر، وهو خطأ.(32/520)
قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجْنَا فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِأَبِي مُوسَى فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي فِي الطَّاعُونِ " فَذَكَرَهُ (1)
__________
(1) هذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19528) فانظره. وأسامةُ بنُ شريك صحابيٌّ جليل من بني ثعلبة قوم زياد بن علاقة.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/384 من طريق العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3039) (زوائد) عن الفضل بن سهل، عن يحيى بن أبي بكير، عن أبي بكر النهشلي، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن أبي موسى، به.
قال الحافظ. في "بذل الماعون" 113: وما أظنُّه إلا وهماً من البزار ومن شيخه، فإن أحمد بنَ حنبل أحفظُ من الفضل بن سهل وأتقنُ.
وأخرجه أبو يعلى (7226) من طريق جُبارة بن مُغَلَّس، عن أبي بكر النهشلي، به.
وانظر ما قبله.
قال المناوي في "فيض القدير": قال بعضهم: دعا لأمته، فاستجيب له في البعض، أو أراد طائفة مخصوصة أو صفة مخصوصة كالخيار. فلا تعارض بينه وبين الخبر الآتي: "إن الله أجاركم من ثلاث، أن يدعو عليكم نبيكم، فتهلكوا جميعاً" الحديث. قال القرطبي: بيانه أن مراده بأمته صحبُه خاصة، لأنه دعا لجميع أمته أن لا يهلكهم بسنة عامة، ولا يسلط أعداءهم عليهم، فأجيب، فلا
تذهب بيضتهم ولا معظمهم بموت عام ولا بعدو على مقتضى دعائه هذا، والدعاء المذكور يقتضي أن يفنوا كلهم بالقتل والموت، فتعين صرفه إلى أصحابه. لأن الله اختار لمعظمهم الشهادة بالقتل في سبيل الله وبالطاعون الواقع في زمنهم، فهلك به بقيتهم، فقد جمع الله لهم الأمرين.(32/521)
19745 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَالَ: فَهَبَطْنَا (1) فِي وَهْدَةً مِنَ الْأَرْضِ. قَالَ: فَرَفَعَ النَّاسُ أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ فَقَالَ (2) : " أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ (3) لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا. إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا ". قَالَ: ثُمَّ دَعَانِي وَكُنْتُ مِنْهُ قَرِيبًا فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ (4) الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (5)
19746 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
__________
(1) في (م) و (ص) : فأهبَطَنا وهدةً، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ظ 13) و (ق) : فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) في (ظ 13) : إنكم.
(4) في (ق) : كنوز.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو عثمان النَّهدي: هو عبدُ الرحمن بنُ مَل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/488 و10/376، ومسلم (2704) (44) ،
والنسائي في "الكبرى" (7679) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/41) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5787) ، والطبراني في "الدعاء" (1667) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19520) .(32/522)
عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ " (1)
19747 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ رَوْحٌ قَالَ: سَمِعْتُ غُنَيْمًا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) : " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19710) .
وأخرجه أبو داود (2085) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/109- من طريق أبي عُبيدة الحداد، به. قال البيهقي: ثم قال أبو داود رحمه الله في بعض النسخ من كتاب "السنن": هو يونس بن أبي كثير. فتعقبه الحافظ في "التهذيب"، وقال: الصواب أنه يونس بن أبي إسحاق، فإن الحديث مشهور من روايته عن أبي بردة، وقد أخرجه البيهقي من طرق كذلك.
(2) من قوله: "قال روح" إلى هذا الموضع، سقط من (ظ 13) .
(3) إسناده جيد، وهو مكرر الرواية (19578) غير أن أحمد رواه هنا عن عبد الواحد، وهو ابنُ واصل الحدَّاد أبو عبيدة، من رجال البخاري، ورَوْحِ بنِ عبادة، من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن جُميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" 1/133-134 من طريق عبد الواحد أبي عبيدة الحداد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (557) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2716) و (4553) ، والحاكم في "المستدرك" 2/396، وابنُ=(32/523)
19748 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، وَرَوْحٌ قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ رَوْحٌ: سَمِعْتُ غُنَيْمًا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ " (1)
19749 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ زَهْدَمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَحْمِلُهُ فَقَالَ: لَا وَاللهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، فَلَمَّا رَجَعْنَا أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثِ ذَوْدٍ بُقْعِ الذُّرَى قَالَ: فَقُلْتُ: حَلَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا
__________
= عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة الحسن بن عطية) من طريق رَوْح بن عُبادة، به. زاد عبد بن حُميد، والطحاوي، وابن عساكر: "وكلُّ عين زانية".
قال الحاكم: هذا حديث أخرجه الصَغَاني في التفسير عند قوله تعالى: (قُلْ للمؤْمنين يَغُضُّوا من أبصارهم) [النور: 30] ، وهو صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه، ووافقه الذهبي.
(1) إسناده جيد، وهو مكرر سابقه، وهو مكرر (19513) غير أن أحمد رواه هنا عن عبد الواحد، وهو ابن واصلُ الحدَاد أبو عُبيدة، من رجال البخاري، ورَوْحٍ، وهو ابنُ عبادة، من رجال الشيخين.
وأخرجه عبد بنُ حُميد في "المنتخب" (557) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2716) و (4553) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة الحسن بن عطيَّة) من طريق رَوْح بن عُبادة، بهذا الإسناد، مطولاً مع الحديث الذي قبله برقم (19747) .
وسلف برقم (19513) .(32/524)
يَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا فَأَتَيْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا فَحَمَلْتَنَا. فَقَالَ: " لَمْ أَحْمِلْكُمْ وَلَكِنَّ اللهَ حَمَلَكُمْ، وَاللهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُهُ (1) " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: أَبُو السَّلِيلِ ضُرَيْبُ بْنُ نُقَيْرٍ (2)
19750 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَرَجَعَ فَلَقِيَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ رَجَعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ اسْتَأْذَنَ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ " فَقَالَ: لَتَأْتِيَنَّ عَلَى هَذِهِ بِبَيِّنَةٍ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ، فَأَتَى مَجْلِسَ قَوْمِهِ فَنَاشَدَهُمُ اللهَ تَعَالَى فَقُلْتُ: أَنَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19622) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد بن هارون.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/31 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وقال: قصَّر به التَّيمي، فلم ينقل فيه الكفارة.
وسلف مطولاً برقم (19591) .
وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19519) .
(2) ويقال ابن نفير، بالفاء، وابن نفيل، بالفاء واللام، كما في "تهذيب الكمال". وقد ورد قوله: "قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: ... إلخ في كل من (س) و (ظ 13) عقب الحديث (19755) ، ومكانه في هذا الموضع، كما هو في (م) .(32/525)
مَعَكَ فَشَهِدُوا لَهُ فَخَلَّى عَنْهُ (1) (2)
19751 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا الْمُسْلِمَانِ تَوَاجَهَا بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَهُمَا فِي النَّارِ ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ مَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: " إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ " (3)
19752 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أُمَّتِي أُمَّةٌ
__________
(1) في (م) : فخلَى سبيله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19677) سنداً ومتناً.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، الحسن- وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وسماع يزيد- وهو ابن هارون- منه بعد الاختلاط، لكن تابعه همام في الرواية (19609) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/124-125، و"الكبرى" (3584) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3964) عن أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون، به.
وقرن مع سعيد سليمانَ التيمي، ونقلنا في الرواية (19676) عن المِزِّي أنَّ ذكر سليمان فيه خطأ، والصوابُ طريق سليمان، عن الحسن، ليس بينهما قتادة، أو طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن.
وسلف برقم (19590) ، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.(32/526)
مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ إِنَّمَا (1) عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا: الْقَتْلُ وَالْبَلَابِلُ (2) وَالزَّلَازِلُ " (3)
19753 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمَعْنَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ أَبُو (4) إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى وَهُوَ يَقُولُ لِيَزِيدَ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ وَاصْطَحَبَا فِي سَفَرٍ، فَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى مِرَارًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا مَرِضَ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ، كَمَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا " قَالَ مُحَمَّدٌ: يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ كَتَبَ اللهُ لَهُ (5) مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا (6)
19754 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ بِسُوقٍ
__________
(1) في (م) : إلا، وهو خطأ.
(2) في (م) : والبلاء.
(3) ضعيف، وهو مكرر (19678) سنداً ومتناً، غير أنه رواه هناك كذلك عن هاشم بن القاسم.
(4) في (ق) و (م) : بن. قلنا: نُسب إلى جده.
(5) لفظ: "له" ليس في (م) .
(6) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (19679) سنداً ومتناً،
غير أن الإمام أحمد رواه هنا أيضاً عن محمد بن يزيد، وهو أبو سعيد الكَلاَعي الواسطي، من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة.(32/527)
أَوْ مَجْلِسٍ أَوْ مَسْجِدٍ وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيَقْبِضْ عَلَى نِصَالِهَا، فَلْيَقْبِضْ عَلَى نِصَالِهَا " ثَلَاثًا. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَمَا زَالَ بِنَا الْبَلَاءُ حَتَّى سَدَّدَ بِهَا بَعْضُنَا فِي وُجُوهِ بَعْضٍ (1)
19755 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَأَسْرَعْنَا الْأَوْبَةَ وَأَحْسَنَّا الْغَنِيمَةَ، فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الرُّزْدَاقِ جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا يُكَبِّرُ قَالَ:، حَسِبْتُهُ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ ". وَجَعَلَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَوَصَفَ يَزِيدُ كَأَنَّهُ يُشِيرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَا تُنَادُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّ الَّذِي تُنَادُونَ دُونَ رُءُوسِ رَوَاحِلِكُمْ (2) ". ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ أَوْ يَا أَبَا مُوسَى " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى. يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19577) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد، وهو ابن هارون، ثقة من رجال الشيخين.
وسلف مطولاً برقم (19488) .
(2) في (م) و (ق) : ركابكم، وهي نسخة في (س) . قلنا: وهي رواية البيهقي في "الأسماء والصفات" (928) ، و"الشعب" (662) من طريق خالد الحذّاء السالف برقم (19599) .
(3) حديث صحيح، يزيد- وهو ابن هارون- وإن روى عن الجُرَيْرِي - وهو سعيد بنُ إياس- بعد الاختلاط، قد تابعه حمَّادُ بنُ سَلَمة في الرواية (19575) ، وقد روى عنه قبل الاختلاط، والجُريري كذلك تابعه هناك ثابتٌ=(32/528)
19756 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حِطَّانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِرَجُلٍ هَلُمَّ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَوَاللهِ لَكَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ هَذَا (1) فَخَطَبَ فَقَالَ: " وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هَلُمَّ فَلَنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ (2) أَنَّ الْأَرْضَ سَاخَتْ بِي (3)
19757 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ،
__________
= البُناني، وتابعه في تتمة الرواية خالدٌ الحذَاءُ في الرواية (19599) إلا في ألفاظ يسيرة لا تَضُرُّ.
وأخرج أبو عوانة قسمه الأول (كما في "إتحاف المهرة" 10/41) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقوله: "إن الذي تنادون دون رؤوس رواحِلِكُم" جاء في الرواية (19595) بلفظ: "إن الذي تدعون أقربُ إلى أحدكم من عنق راحلته".
وسلف برقم (19520) .
قال السندي: قوله: فأسرعنا الأوبة، أي: الرجوع.
وأحسنَّّا: بتشديد النون، من الإحسان.
على الرُّزداق: بضم مهملة وسكون معجمة. في "الصحاح": هو لغة في تعريب الرُّستاق، وقال في الرستاق: هو فارسي معرب، ويقال: رُزداق، ورُسداق، وهي السواد.
(1) في (م) : هذا اليوم.
(2) في (ظ13) : تمنينا.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (19608) ، غير شيخ الإمام أحمد، فهو في هذا الإسناد يزيد، وهو ابن هارون.(32/529)
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ هَذَا الْقَلْبَ كَرِيشَةٍ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يُقِيمُهَا (1) الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ " قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ (2)
19758 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ
__________
(1) في (ظ13) : تقيمها، وفي (ق) : يقلبها.
(2) إسناده ضعيف، وقد اختُلف في رفعه ووقفه، ووقفُه أرجح. يزيد - وهو ابن هارون- سمع من الجُرَيْري- وهو سعيد بن إياس- بعد الاختلاط.
وأخرجه عبد بن حميد (535) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (227) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (753) ، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة غُنيم ابن قيس) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرفوعاً ابن ماجه (88) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (228) من طريق الأعمش، عن يزيد بن أبان الرَقاشي، عن غُنيم بن قيس، به، ويزيد بن أبان الرَّقَاشي ضعيف.
وخالفهما شعبة- وقد سمع من الجُريري قبل الاختلاط- فرواه موقوفاً، كما عند أبي القاسم البغوي في "الجعديات" (1472) ، وأبي نعيم في "الحلية" 1/261. قال أبو نعيم: رواه ابن عُلَية عن الجُريري مثله. قلنا: وذكر الإمام أحمد عقب الحديث أن ابن عُلية لم يرفعه.
ووقفه غير شعبة وابنِ عُلية ابنُ المبارك، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، كما في الرواية (19661) . ورفعَه عبدُ الواحد بن زياد، والقاسم بن معن كما في الرواية المشار إليها، ويزيدُ بنُ هارون، ويزيدُ الرَّقَاشي كما سلف في تخريج هذه الرواية، وروايتهما ضعيفة، فمن وقفه أثبَتُ وأكثر.
وانظر (19512) .(32/530)
قَالَ: قَالَ أَبِي: " لَوْ شَهِدْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ حَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ، إِنَّمَا لِبَاسُنَا الصُّوفُ " (1)
19759 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ لِي (2) أَبُو مُوسَى: يَا بُنَيَّ " لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصَابَنَا الْمَطَرُ وَجَدْتَ مِنَّا رِيحَ الضَّأْنِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين، روح - هو ابن عبادة- روى عن سعيد- وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، وقتادة هو ابن دِعامة السدُوسي، وقوله هنا: "حَدَّثَ أبو بردة"- وإن كان يشعر بالانقطاع- قد جاء في الرواية الآتية بلفظ: عن أبي بردة، وقد قال الذهبي في قتادة في "الميزان": مدلس ورُمي بالقدر، ومع هذا فاحتجَّ به أصحابُ الصحاح، لا سيما إذا قال: حدثنا.
وسلف برقم (19652) .
(2) كلمة "لي" ليست في (ظ 13) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود- وهو الطيالسي- من رجاله، وروى له البخاري تعليقاَ، وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضَّاح بنُ عبد الله اليَشْكُري، وقَتَادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسي.
وهو في "مسند" الطيالسي (525) .
وأخرجه أبو داود (4033) ، والترمذي (2479) ، وأبو يعلى (7266) ، والحاكم في "مستدركه" 4/187، والبغوي في "شرح السنة" (3098) من طرق عن أبي عَوانة، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.=(32/531)
19760 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: صَلَّى أَبُو مُوسَى بِأَصْحَابِهِ وَهُوَ مُرْتَحِلٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، " فَصَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ فِي رَكْعَةٍ، فَأُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: مَا أَلَوْتُ أَنْ أَضَعَ قَدَمَيَّ حَيْثُ وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَمَهُ (1) ، وَأَنْ أَصْنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
19761 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
__________
= وسلف بالحديث قبله، وبرقم (19652) .
(1) جاء عند النسائي والبيهقي: قدميه. ولم يرد هذا اللفظ في (ظ 13) ولا (ص) .
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن في سماع أبي مِجْلَز- وهو لاحقُ ابنُ حُميد- من أبي موسى نظراَ، كما سلف في الحديث (19574) .
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وثابت: هو ابن يزيد أبو زيد الأحول، وعاصم: هو ابنُ سليمان الأحول.
وأخرجه الطيالسي (512) عن ثابت الأحول، بهذا الإسناد. وفيه: فقرأ فيها بمئة آية من النساء والبقرة ...
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/243-244، وفي "الكبرى" (1424) باب القراءة في الوتر، والبيهقي في "السنن" 3/25 باب الوتر بركعة واحدة، من طريق حمّاد بن سَلَمة، عن عاصم الأحول، به.
وللوتر بركعة شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (4492) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: ما ألوتُ، بلا مدَّ، أي: ما قصَّرتُ.(32/532)
عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أن (1) أَبَا بَكْرٍ وَقَالَ عَفَّانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ (2) زَاوِيَةٍ مِنْهَا (3) أَهْلٌ لِلْمُؤْمِنِ لَا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ " (4)
19762 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ (5)
__________
(1) في (م) : "قال إن".
(2) في (ظ13) و (ص) و (س) : "وكل". والمثبت من (ق) ونسخة من (س) و (م) ، وهو الموافق لرواية عفان السالفة برقم (19576) .
(3) لفظ "منها" ليس في (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19576) سنداً ومتناَ، غير أنه قرن بعفَّان هنا عبد الصمد، وهو ابنُ عبد الوارث.
وانظر ما بعده.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد قال فيه عبدُ الصمد: حدثنا قتادة، وقال في الرواية السابقة: حدثنا أبو عمران الجَوْني، وهو مَخرج الحديث، كما سلف في الروايات (19576) (19681) (19683) . فلا ندري إن كان لهمّام بن يحيى فيه شيخان: قتادة وأبو عمران، ولا ندري إن كانت رواية قتادة هذه محفوظة أم لا؟ فلم نجد من أخرج هذه الرواية سوى أحمد.(32/533)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد - جمال عبد اللطيف
الجزء الثالث والثلاثون
مؤسسة الرسالة(33/1)
اعتمدنا في تحقيق مسند البصريين النسخ الخطية التالية:
1- نسخة المكتبة الظاهرية، ورمزها (ظ 10) .
2- نسخة دار الكتب الظاهرية، ورمزها (ظ 13) .
3- نسخة دار الكتب المصرية، ورمزها (س) .
4- نسخة المكتبة القادرية ببغداد، ورمزها (ق) .
وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهمِّ فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م) .
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره:
• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في مسند البصريين: 1129 حديثاً.
عدد الأحاديث الضعيفة فيه: 161 حديثاً.
عدد الأحاديث التي توقفنا في الحكم عليها: 30 حديثاً.(33/7)
أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ
حَدِيثُ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ (1)
19763 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: شَكَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ فِي الْحَوْضِ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ جُلَسَاءُ عُبَيْدِ اللهِ: إِنَّمَا أَرْسَلَ إِلَيْكَ الْأَمِيرُ لِيَسْأَلَكَ عَنِ الْحَوْضِ هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهُ " فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَلَا سَقَاهُ اللهُ مِنْهُ " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو بَرْزة الأسلمي: مشهور بكنيته، واسمه نَضْلة بن عُبَيد على الصحيح، وقيل: غير ذلك، جاء أنه الذي قَتل ابنَ خَطَل، وكان إسلامه قديماً، وشهد فتح خيبر وفتح مكة وحنيناً، وكان من ساكني المدينة، ثم نزل البصرة، وغزا خُراسان، وشهد مع عليَّ قتال الخوارج بالنهروان، وقيل: شهد صِفين أيضاً معه، نزل البصرة، وله بها دار، ثم سار إلى خراسان، فنزل مَرْوَ، ثم عاد إلى البصرة، وقيل: نزل مرو ومات بها، ودفن في مقبرة كلاباذ بمرو، وقيل: مات بالبصرة، وقيل: مات في مفازةٍ بين سِجِستانَ وهَراةَ، وجاء أنه مات سنة خمس وستين في ولاية عبد الملك، وقيل غير ذلك، وقد جاء أنه عاب على مروان وابن الزبير والقراء بالبصرة في الفتنة بعد موت يزيد بن معاوية، وقال: إنهم يقاتلون على الدنيا، وجاء أنه شهد قتال الخوارج بالأهواز، وكان ذلك في ولاية بِشْر بن مروان على البصرة من قِبَل أخيه عبد الملك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد لأجل مطر:=(33/9)
19764 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ " (1)
__________
= وهو ابن طَهْمان الورّاق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وسيتكرر برقم (19814) .
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20852) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في"السنة" (703) ، ورواية "المصنَّف" مطوَّلة.
وأخرجه ابن سعد 4/305 من طريق المنذر بن ثعلبة، عن عبد الله بن بريدة، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (702) من طريق صالح المري، عن سيار بن سلامة الرياحي، عن أبيه سلامة أن عبيد الله بن زياد قال لجلسائه ...
فذكره. وإسناده ضعيف لضعف صالح بن بشير المُري وجهالة سلامة الرياحي.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (154) ، وفي "الاعتقاد" ص 213 من طريق محمد بن يحيى الذهلي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن قرة بن خالد، عن أبي جمرة، عن أبي برزة، وذكر القصة. وإسناده صحيح. وتصحف عنده أبو جمرة إلى: أبي حمزة!
وستأتي القصة بإسناد صحيح برقم (19779) . وانظر (19804) و (19807) .
وقد ورد نحو هذه القصة عن عبيد الله بن زياد، ولكنها مع أنس بن مالك، سلفت في مسنده برقم (13405) .
كما ورد في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص (6514) : أن عُبيد الله بن زياد كان يكذَّب بالحوض بعدما سأل أبا برزة والبراء بن عازب وعائذ بن عمرو ورجلاً آخر، ثم صدق به بعد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان التيمي: هو ابن طَرخان،=(33/10)
19765 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَقْرَأُ فِي الْغَدَاةِ بِالسِّتِّينَ إِلَى السِّتِّينَ، وَالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ " (1)
19766 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: كَانَتْ رَاحِلَةٌ أَوْ نَاقَةٌ أَوْ بَعِيرٌ عَلَيْهَا بَعْضُ مَتَاعِ الْقَوْمِ وَعَلَيْهَا جَارِيَةٌ، فَأَخَذُوا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَتَضَايَقَ بِهِمُ الطَّرِيقُ، فَأَبْصَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: حَلْ حَلْ، اللهُمَّ الْعَنْهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَاحِبُ هَذِهِ الْجَارِيَةِ؟ " لَا
__________
= وسيار أبو المنهال: هو ابن سلامة الرياحي.
وأخرجه مسلم (461) (172) ، والنسائي 2/157، وأبو يعلى (7429) ، وابن خزيمة (529) ، وأبو عوانة 2/161، والبيهقي في "السنن" 2/389 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (529) من طريق زياد بن عبد الله وجرير، كلاهما عن سليمان بن طرخان التيمي، به.
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (19767) . وانظر ما بعده.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيْمي.
وأخرجه ابن ماجه (818) ، وابن خزيمة (528) ، وابن حبان (1822) من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
قوله: "بالستين إلى المئة، وبالستين إلى المئة" هكذا هو في (ظ 10) ، والمعنى: أنه كان يقرأ في كل ركعة من الركعتين بالستين إلى المئة. وفي (م) و (س) و (ق) : بالمئة إلى الستين، والستين إلى المئة. وهو بمعناه.(33/11)
تَصْحَبُنَا رَاحِلَةٌ أَوْ نَاقَةٌ أَوْ بَعِيرٌ عَلَيْهَا مِنْ لَعْنَةِ اللهِ " (1)
19767 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمِنْهَالِ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ فَقَالَ لَهُ أَبِي: حَدِّثْنَا كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ؟ قَالَ: كَانَ " يُصَلِّي الْهَجِيرَ وَهِيَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْأُولَى حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ، وَيَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ بِالْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ. قَالَ: وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ أَحَدُنَا جَلِيسَهُ، وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن طَرْخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مُل النهدي، مشهور بكنيته.
وأخرجه مسلم (2596) (82) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (669) من طريق يزيد بن زريع، ومسلم (2596) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 41 من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (19789) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9522) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "حل حل" يقال: حَلْ حَلْ بإسكان اللام فيهما ويقال أيضاً: حلٍ بكسر اللام فيهما بالتنوين وغير التنوين وهو زجرٌ للناقة إذا حثثتَها على السير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو=(33/12)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المنهال: هو سيَّار بن سلامة الرَّياحي.
وأخرجه البخاري (599) ، وأبو داود (4849) ، وابن ماجه (674) و (701) ، والنسائي 1/262، وابن خزيمة (346) ، والبيهقي 1/450 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه الأولى مختصرة بتوقيت الظهر، وروايته الثانية ورواية أبي داود وابن خزيمة مختصرة بالنهي عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها، وزاد عليهما ابنُ خزيمة استحباب
تأخير العشاء.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/318، والدارمي (1300) ، والبخاري (547) ، والنسائي 1/265، وأبو يعلى (7425) ، والبغوي (350) من طرق عن عوف ابن أبي جميلة، به.
وأخرجه مختصراً بتوقيت الظهر: الطحاوي 1/185 من طريق سعيد بن عامر، عن عوف، به.
وأخرجه مختصراً بالنهي عن النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها: عبد الرزاق (2131) ، وابن أبي شيبة 2/280، وابن ماجه (701) ، والترمذي (168) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (111) و (114) ، وابن حبان (5548) ، والطبراني في "الأوسط" (9234) ، والبيهقي 1/451 من طرق عن عوف بن أبي جميلة، به.
وأخرج هذه القطعة أيضاً الطبراني في "الصغير" (1109) من طريق سوار ابن عبد الله القاضي، عن سيار أبي المنهال، به.
وأخرجه مختصراً باستحباب تأخير العشاء والقراءة في الفجر: محمد بن نصر (107) ، وابن خزيمة (346) من طريقين عن عوف بن أبي جميلة، به.
وأخرجه مختصراً بوقت صلاة الفجر والقراءة فيها: الطحاوي 1/178، والبيهقي 1/454 من طريقين عن عوف، به.
وأخرجه مختصراً بكراهة النوم قبلها إلى آخر الحديث: أبو يعلى (7422) من طريق هشيم، عن عوف، به. =(33/13)
19768 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَوَكِيعٌ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ. قَالَ: " اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ " (1)
__________
= وسيأتي برقم (19796) و (19800) و (19811) .
وسيأتي مختصراً بكراهة النوم قبل العشاء والحديث بعدها برقم (19781) و (19793) .
وسلف مختصراً بالقراءة في الفجر برقم (19764) و (19765) ، وسيأتي برقم (19795) .
وفي باب مواقيت الصلاة عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11249) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب كراهة السمر بعد العشاء عن ابن مسعود سلف برقم (3686) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: الهجير: الظهر.
الأولى: فإنها أول صلاة صلاها جبريل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تدحض: أي: تزول.
حية: حياة الشمس إما ببقاء الحر، أو بصفاء اللون بحيث لا يظهر فيه تغير، أو بالأمرين جميعاً.
يكره النوم قبلها: لما فيه من تعريض صلاة العشاء على الفوات، والحديث بعدها: لما فيه من تعريض قيام الليل بل صلاة الفجر على الفوات عادة، وقد جاء الكلام بعدها في العلم ونحوه مما لا يخل، فلذلك خص هذا بغيره.
حين يعرف ... إلخ: فإذا كان هذا وقت الفراغ فيكون الشروع بغَلَس.
(1) إسناده حسن من أجل أبي الوازع: وهو جابر بن عمرو الراسبي.
وسيتكرر عن وكيع وحده برقم (19791) .
وأخرجه مسلم (2618) (131) ، والبيهقي في "الشعب" (11165) من=(33/14)
19769 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِآخِرَةٍ إِذَا طَالَ الْمَجْلِسُ فَقَامَ قَالَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ". فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: إِنَّ هَذَا قَوْلٌ مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ مِنْكَ فِيمَا خَلَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ (1) كَفَّارَةُ مَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ " (2)
__________
= طريق يحيى بن سعيد القطان وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/28، وابن ماجه (3681) ، وأبو يعلى (7427) ، وابن حبان (541) من طريق وكيع بن الجراح وحده، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (228) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 41، والبغوي (4147) من طريق أبي عاصم، وابن عدي في "الكامل" 1/382 من طريق سهل بن يوسف الأنماطي، كلاهما عن أبان بن صمعة، به.
وسيأتي برقم (19785) و (19788) و (19795) و (19802) .
وفي باب رفع الأذى عن الطريق انظر حديثي أبي هريرة السالفين برقم (8498) و (8926) .
(1) المثبت من (ظ10) ونسخة في هامش (س) ، وفي (م) و (س) و (ق) : هذا.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، أبو هاشم لم يسمع من أبي برزة، بينهما أبو العالية الرياحي كما سيأتي، وهو ثقة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير حجاج- وهو ابن دينار الواسطي- فقد روى له أصحاب "السنن"، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/256، وأبو داود (4859) ، والنسائي في "عمل=(33/15)
19770 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو بَرْزَةَ بِالْأَهْوَازِ عَلَى حَرْفِ نَهْرٍ، وَقَدْ جَعَلَ اللِّجَامَ فِي يَدِهِ، وَجَعَلَ يُصَلِّي فَجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تَنْكُصُ، وَجَعَلَ يَتَأَخَّرُ مَعَهَا، فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَقُولُ: اللهُمَّ اخْزِ هَذَا الشَّيْخَ كَيْفَ
__________
اليوم والليلة" (426) ، وأبو يعلى (7426) ، والطبراني في "الدعاء" (1917) من طرق عن الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي العالية، عن أبي برزة.
ورواه مصعب بن حيان، عن أخيه مقاتل، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، فجعله من حديث رافع بن خديج. أخرجه النسائي (427) ، والطبراني في "الكبير" (4445) ، وفي "الأوسط" (4464) ، وفي "الصغير" (620) ، وفي "الدعاء" (1918) ، والحاكم 1/537. وإسناده ضعيف، مصعب بن حيان لين الحديث.
ورواه منصور بن المعتمر، عن زياد بن حصين، عن أبي العالية، مرسلاً.
أخرجه ابن أبي شيبة 10/256، والنسائي (428) و (430) . وزاد في رواية النسائي الثانية في إسناده فضيل بن عمرو بين منصور وبين زياد بن حصين.
وقد رجح هذه الرواية المرسلة أبو حاتم وأبو زرعة كما في "العلل" 2/188، والدارقطني كما في "العلل" 6/311.
وأخرجه النسائي (429) من طريق عاصم الأحول، عن زياد بن الحصين، عن أبي العالية، قوله.
وسيأتي الحديث برقم (19812) عن يعلى بن عبيد، عن الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن أبي العالية، عن أبي برزة.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (10415) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(33/16)
يُصَلِّي؟ قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكُمْ " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتًّا أَوْ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا، فَشَهِدْتُ أَمْرَهُ وَتَيْسِيرَهُ، فَكَانَ رُجُوعِي مَعَ دَابَّتِي أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ تَرْكِهَا، فَتَنْزِعُ إِلَى مَأْلَفِهَا فَيَشُقُّ عَلَيَّ " وَصَلَّى أَبُو بَرْزَةَ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ (1)
19771 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا جَابِرٌ أَبُو الْوَازِعِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَضَرَبُوهُ وَسَبُّوهُ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا ذَاكَ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا ضَرَبُوكَ وَلَا سَبُّوكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأزرق بن قيس، فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (1211) عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، بهذا الإسناد. دون تعيين الصلاة وعدد ركعاتها.
وأخرجه كذلك البخاري (6127) ، وابن خزيمة (866) ، والحاكم 1/255 من طريق حماد بن زيد، عن الأزرق بن قيس، به.
وسيأتي برقم (19790) .
(2) إسناده حسن لأجل جابر أبي الوازع- وهو ابن عمرو الراسبي-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2544) (228) من طريق سعيد بن منصور، وأبو يعلى (7435) ، وابن حبان (7310) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (19789) و (19799) . =(33/17)
19772 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ أَبُو الْأَشْهَبِ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلَّاتِ الْفِتَنِ " (1)
19773 - حَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلَّاتِ
__________
= وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (308) . وإسناده ضعيف.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن الحكم البُناني، فمن رجال البخاري، وهو لم يسمع من أبي برزة، ويحتمل أنه لم يدركه، فقد تقدمت وفاة أبي برزة في حدود سنة ستين أو أربع وستين، بينما تأخرت وفاة علي بن الحكم إلى سنة إحدى وثلاثين ومئة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو
الأشهب: هو جعفر بن حيَّان السعدي.
وأخرجه البزار (132- كشف الأستار) ، والدولابي في "الكنى" 1/154، والطبراني في "الصغير" (511) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/32، والبيهقي في "الزهد الكبير" (372) و (373) من طرق عن أبي الأشهب، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد. وقال الطبراني: لا يروى عن أبي برزة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو الأشهب.
ووقع في المطبوع من كتاب "الكنى" في الإسناد تحريفان: الأول: تحرف أبو الأشهب إلى ابن الأشعث، والثاني: تحرف أبو برزة إلى أبي هريرة.
والحديث لا يعرف إلا بأبي برزة.
وسيأتي الحديث برقم (19773) و (19787) .(33/18)
الْهَوَى " (1)
19774 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بَرْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، مَا أَنَا قُلْتُهُ وَلَكِنَّ اللهَ قَالَهُ " (2)
19775 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ جَارِهِمْ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: " كَانَ أَبْغَضَ النَّاسِ أَوْ أَبْغَضَ الْأَحْيَاءِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَقِيفُ، وَبَنُو حَنِيفَةَ " (3)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح كسابقه. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (14) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
(2) صحيح لغيره دون قوله: "ما أنا قلته ولكن الله قاله" وهي زيادة منكرة تفرّد بها عليُّ بن زيد- وهو ابن جدعان- وهو ضعيف، وأما المغيرة بن أبي بَرزة فمجهول.
وأخرجه البزار (2818- كشف الأستار) من طريق عبد الرحمن، عن شعبة، عن علي بن زيد، عن أبي المنهال، عن أبي برزة- دون قوله: "ما أنا قلته ولكن الله عز وجل قاله ". وأبو المنهال: هو سيَّار بن سلامة الرَّياحي.
وسيأتي برقم (19806) .
وروي قوله: "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها" عن غير واحد من الصحابة في "الصحيحين" وغيرهما، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4702) .
(3) إسناده ضعيف، لجهالة حال أبي حمزة جار شعبة -هو عبد الرحمن ابن عبد الله المازني. حجاج: هو ابن محمد المِصَّيصي الأعور. =(33/19)
19776 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ " (1)
__________
= وأخرجه الحاكم 4/480- 481 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وزاد فيه: بني أمية، وصححه!
وأخرجه أبو يعلى (7421) من طريق حجاج بن محمد المِصَّيصي، به.
وزاد فيه أيضاً: بني أمية.
وفي الباب عن عمران بن حصين عند الترمذي (3943) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (572) وإسناداهما ضعيفان. وفي بعض مطبوعات "سنن الترمذي": مات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُكرم ... ، وهو تحريف، والصواب: وهو يكره.
وعن أبي الزبير عند أبي يعلى ضمن حديث (6820) . وإسناده ضعيف.
ولا يصح في هذا الباب شيء.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو بكر بن عياش وسعيد بن عبد الله بن جريج صدوقان. الأعمش: هو سليمان بن مِهْران.
وأخرجه أبو داود (4880) ، وأبو يعلى (7424) من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (168) ، وأبو يعلى (7423) ، والبيهقي في "السنن"، 10/247، وفي "الشعب" (6754) ، وفى "الآداب" (173) من طرق عن أبي بكر بن عياش، به.
وسيأتي برقم (19801) .
وفي الباب عن ثوبان، سيأتي 5/279 وإسناده حسن. =(33/20)
19777 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ، سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ: إِذَا اسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وَإِذَا عَاهَدُوا وَفَوْا، وَإِذَا حَكَمُوا عَدَلُوا فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (1)
__________
= وعن ابن عمر عند الترمذي (2032) ، والبغوي (3526) ، وصححه ابن حبان (5763) . وإسناده قوي.
وعن البراء بن عازب عند ابن أبي الدنيا في "الصمت" (167) ، وأبي يعلى (1675) ، وأبي نعيم في "الدلائل" (356) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/256.
وعن بريدة بن الحصيب عند الطبراني في "الكبير" (1155) ، وفي "الأوسط" (2957) ، وأبي نعيم في "الدلائل" (357) .
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11444) ، وفي "الأوسط" (3790) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي، سُكَين بن عبد العزيز صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سليمان بن داود: هو الطيالسي.
وهو في "مسند" الطيالسي (926) مختصر بلفظ: "الأئمة من قريش ما عملوا بثلاث" ولم يذكرها.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/160، والبزار في "مسنده" (3857) من طريق عارم محمد بن الفضل، وأبو يعلى (3645) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، كلاهما عن سكين بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
ورواية البخاري مختصرة: "الأمراء من قريش" وقال بإثره: وروى عوف وغيره عن سيار، لم يرفعوه. وجاءت رواية أبي يعلى ضمن قصةٍ.
وستأتي هذه القصة مع الحديث رقم (19805) . وسيأتي الحديث دونها برقم (19802) .=(33/21)
19778 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْقِتَالِ قَالَ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ نَفْقِدُ فُلَانًا وَفُلَانًا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَكِنْ أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَالْتَمِسُوهُ ". فَالْتَمَسُوهُ فَوَجَدُوهُ عِنْدَ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: " قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ قَتَلَ سَبْعَةً، وَقَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ " فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدِهِ، فَمَا كَانَ لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَفَنَهُ، وَمَا ذَكَرَ غُسْلًا (1)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7653) ، وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12307) ، وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "مسند"، الطيالسي (924) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 4/21.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3847) ، والنسائي في "الكبرى" (8246) ، والمزي في ترجمة كنانة بن نعيم العدوي من "تهذيب الكمال" 24/229- 230 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4361) ، وابن حبان (4035) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، ومسلم (2472) عن إسحاق بن عمر بن سَلِيط، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وزاد إبراهيم بن الحجاج السامي في روايته قصةَ زواج جليبيب الآتية مع قصة استشهاده برقم (19784) و (19810) .(33/22)
19779 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ العَنَزيُ، (1) عَنْ أَبِي طَالُوتَ (2) الْعَنزي (1) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ وَهُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَعِيشُ حَتَّى أُخَلَّفُ فِي قَوْمٍ يُعَيِّرُونِي بِصُحْبَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدِيَّكُمْ هَذَا الَدَّحْدَاحٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَوْضِ: " فَمَنْ كَذَّبَ فَلَا سَقَاهُ اللهُ مِنْهُ " (3)
* 19780 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ
__________
(1) كذا في (م) والنسخ الخطية: العنزي، وفي "التعجيل" في ترجمة محمد بن مهزم، وفي "التهذيب" وفروعه في ترجمة أبي طالوت: الْعَبْدِي.
(2) تحرف في (م) إلى: أبي طالدة.
(3) إسناده صحيح، محمد بن مهزم من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو طالوت: هو عبد السلام بن أبي حازم، روى عنه أبو داود، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (4749) عن مسلم بن إبراهيم، عن عبد السلام بن أبي حازم، قال شهدت أبا بَرْزة دخل على عبيد الله بن زياد- فحدثني فلان سماه مسلم، وكان في السماط ... فذكره.
وانظر ما سلف برقم (19763) .
قوله: "إن محمديَّكم" بالياء المشددة للنسبة، أي: منسوب إلى محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقوله: "الدحداح" أي: القصير السمين.(33/23)
سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبُّ هَذِهِ الدَّارِ أَبُو هِلَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَسَمِعَ رَجُلَيْنِ يَتَغَنَّيَانِ وَأَحَدُهُمَا يُجِيبُ الْآخَرَ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
لَا يَزَالُ (1) حَوَارِيٌّ تَلُوحُ عِظَامُهُ ... زَوَى الْحَرْبَ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيُقْبَرَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرُوا مَنْ هُمَا؟ " قَالَ: فَقَالُوا: فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ ارْكُسْهُمَا رَكْسًا، وَدُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا " (2)
__________
(1) هكذا في نسخنا الخطية: "لا يزال"، والبيت عليه مكسور، ويستقيم وزنه بحذف "لا"، وهي رواية أبي يعلى في "مسنده"، والرواية التي أوردها الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/121.
(2) إسناده ضعيف جداً، مسلسل بالضعفاء والمجاهيل: يزيد بن أبي زياد ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن، وسليمان مجهول، وأبو هلال لا يُعرف.
وهو في "مصنف" ابن أبي شبة 15/232- 233، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (7437) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (3859) عن عباد بن يعقوب، وأبو يعلى (7436) عن عثمان بن أبي شيبة، وابن حبان في "المجروحين" 3/101، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/28 من طريق علي بن المنذر، ثلاثتهم عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وقرن أبو يعلى بمحمد بن فضيل جريرَ ابن حازم. ولم يذكر ابنُ حبان وابن الجوزي في إسناده أبا هلال، ولا يصح.
وفي الباب عن عبد الله بن عباس عند الطبراني في "الكبير" (10970) ،=(33/24)
19781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ، وَلَا يُحِبُّ الْحَدِيثَ بَعْدَهَا " (1)
__________
= وفي إسناده عيسى بن سوادة النخعي، قال عنه الهيثمي في "المجمع" 8/ 121: كذاب.
قال السندي: "حواري" بتشديد ياء النسبة، مفرد منصرف، أي: ناصر، أو خالص في الود.
"تلوح": تظهر، لأنه ما قبر.
"زوى": كرمى، أي: قبض وأزال.
"أن يُجن": على بناء المفعول، بتشديد النون، أي: يُستر تحت التراب.
"اركُسهما": بضم الكاف، في المصباح: ركست الشيء ركساً من باب قتل: قلبته ورددت أوله على آخره.
ثم قال السندي: قد عُلم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان رحمةَ للعالمين، وقد جاء النهيُ عن أن يُعان الشيطان على أحد في الأحاديث، ويوافقه قوله تعالى: "وتَعاوَنُوا على البِرَّ والتّقوى ولا تَعاوَنُوا على الإثْم والعُدوان" [المائدة: 2] ، والظاهرُ أن في مثلِ هذا الدعاء عوناً للشيطان عليهما، وبالجملة فهذا بعيد مما عُهد من حاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد صلَّى على رئيس المنافقين الذي كان يؤذيه أشدَّ الإيذاء، رجاءَ لُحوقِ الرحمةِ به، وقال: أَزِيد في الاستغفار على سبعين. لذلك فيشبه أن يكون هذا
الحديث موضوعاً، لا أن يقال: يحتمل أنه نهاهما عن ذلك مراراً فلم ينتهيا، وقد علم بالوحي أن حالهما ترجع إلى شر، فدعى بهذا الدعاء زجراً للحاضرين عن مثل فعلهما، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مِهْران الحذاء، وأبو المنهال: هو سيَّار بن سلامة الرَّياحي.
وأخرجه البخاري (568) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر=(33/25)
19782 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ أَبُو الْمِنْهَالِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ، وَإِنَّ فِي أُذُنَيَّ يَوْمَئِذٍ لَقُرْطَيْنِ، وَإِنِّي غُلَامٌ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ ثَلَاثًا مَا فَعَلُوا ثَلَاثًا: مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَاسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، وَعَاهَدُوا فَوَفَوْا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (1)
19783 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَلْقَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنِي عَنِ الْخَوَارِجِ، فَلَقِيتُ أَبَا بَرْزَةَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَرْزَةَ حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ: فِي الْخَوَارِجِ
__________
= الصلاة" (108) ، وابن خزيمة (1339) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه المروزي (108) من طريق خالد بن عبد الله، والطبراني في "الأوسط" (9234) من طريق علي بن عاصم، كلاهما عن خالد الحذَّاء، به.
وقد سلف ضمن حديث برقم (19767) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل سُكَين بن عبد العزيز.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1125) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. مختصراً بلفظ: "الأئمة من قريش".
وانظر (19777) .(33/26)
فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَرَأَتْ عَيْنَايَ أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَنَانِيرَ، فَكَانَ يَقْسِمُهَا وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَتَعَرَّضَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا. فَقَالَ: وَاللهِ يَا مُحَمَّدُ مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ فِي الْقِسْمَةِ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ لَا تَجِدُونَ بَعْدِي أَحَدًا أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّي قَالَهَا ". ثَلَاثًا: ثُمَّ قَالَ: " يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ رِجَالٌ، كأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ، هَدْيُهُمْ هَكَذَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ، سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، قَالَهَا ثَلَاثًا، شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ " قَالَهَا: ثَلَاثًا. وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: لَا يَرْجِعُونَ فِيهِ (1)
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله:"حتى يخرج آخرهم" وهي هنا مختصرة، توضحها الرواية الآتية برقم (19808) : "حتى يخرج آخرهم مع الدجال"، وإسناد هذا الحديث ضعيف لجهالة شريك بن شهاب.
وسيتكرر برقم (19809) دون أن يسوق لفظه.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/146- 147 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (923) ، ومن طريقه النسائي 7/119- 120، والبزار في "مسنده" (3846) عن حماد بن سلمة، به. =(33/27)
19784 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ امْرَأً يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ، يَمُرُّ بِهِنَّ وَيُلَاعِبُهُنَّ فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ جُلَيْبِيبٌ؛ فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ، لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ. قَالَ: وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ؟ أَمْ لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: " زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ ". فَقَالَ: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ وَنُعْمَ عَيْنِي. قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي ". قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِجُلَيْبِيبٍ ".: قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُشَاوِرُ أُمَّهَا فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ. فَقَالَتْ: نِعِمَّ. وَنُعْمَةُ عَيْنِي. فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيبٍ. فَقَالَتْ: أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟ لَا. لَعَمْرُ اللهِ لَا
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/536 عن يونس بن محمد، عن حماد بن سلمة، به. مختصراً: "يخرج قوم من المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدَّين كما يمرق السهم من الرَّميَّة، لا يرجعون إليه".
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3831) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "مطموم الشعر" يقال: طمَّ شعرَه، إذا جزَّه واستأصَله.
والتَّراقي: جمع تَرْقُوة، وهي مقدَّم الحَلْق في أعلى الصدر.
والرَّمِيَّة: الطَّريدة التي تُرمى بالسَّهام.
"سيماهم التحليق" أي: علامتهم الدالة عليهم هي حلق شعر رؤوسهم.(33/28)
نُزَوَّجُهُ. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا: قَالَتِ الْجَارِيَةُ: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ؟ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ؟ ادْفَعُونِي؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي. فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: شَأْنَكَ بِهَا فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ لَهُ. قَالَ: فَلَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالُوا: نَفْقِدُ فُلَانًا وَنَفْقِدُ فُلَانًا. قَالَ: " انْظُرُوا هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا ". قَالَ: " فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى ". قَالَ: فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: " قَتَلَ سَبْعَةً وَقَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ. هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ وَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَاعِدَيْهِ وَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ غَسَّلَهُ. قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ مِنْهَا. وَحَدَّثَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ثَابِتًا قَالَ: هَلْ تَعْلَمْ مَا دَعَا لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا ". قَالَ فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ
__________(33/29)
مِنْهَا. (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا حَدَّثَ بِهِ فِي الدُّنْيَا أَحَدٌ إِلَّا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مَا أَحْسَنَهُ مِنْ حَدِيثٍ
19785 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ شُعَيْبِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3997) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وليس فيه دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لزوج جليبيب في آخره.
وانظر (19778) .
وقد سلفت قصة زواج جليبيب في حديث أنس بن مالك برقم (12393) .
قوله:"أَيَّم"،: بفتح فتشديد، أي: بنت بلا زوج.
وقوله: "ونُعم عين": بضم فسكون، وفي بعض النسخ: ونُعْمة عين، بضم فسكون أيضاً، وقيل: يجوز فيهما ضم النون وفتحها، أي: نُكرِمك بها كرامةً ونَسُرُ عينَك مَسَرَّة، ونُعْمة العين: قرة العين ومَسَرََّتُها. قاله السندي.
وقولها: "إنيه" قال ابن الأثير في "النهاية" 1/78-79: قد اختُلِفَ في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً، فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء، ومعناها أنها لفظةٌ تستعملها العرب في الإنكار، يقول القائل: جاء زيد، فتقول أنت: أزيدُنيه، وأزَيدٌ إنيه، كأنك استبعدت مجيئَه. ورُويت أيضاً بكسر الهمزة وبعدها باء ساكنة ثم نون مفتوحة، وتقديرها: ألجليبيب ابنتي؟ فأسقطت الياء ووقفت عليها بالهاء. قال أبو موسى: وهو في "مسند" أحمد بن حنبل بخط أبي الحسن بن الفرات، وخطه حُجة، وهو هكذا معجم مُقيدٌ في مواضع، ويجوز أن لا يكون قد حذف الياء، وإنما هي ابنة نكرة، أي: أتُزَوجُ جليبيباً ببنتٍ؟ تعني أنه لا يصلح أن يُزَوج ببنتِ، إنما يُزوج مثلُه بأمَةٍ استنقاصاً
له، وقد رُويت مثل هذه الرواية الثالثة بزيادة ألف ولام للتعريف، أي: ألجليبيب الابنةُ؟ ورويت: ألجليبيب الأمة؟ تريد الجارية، كناية عن بنتها.
ورواه بعضهم أُميَّة، أو آمنة، على أنه اسم البنت.(33/30)
بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَازِعِ جَابِرًا الرَّاسِبِيَّ ذَكَرَ، أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَا أَدْرِي لَعَسَى أَنْ تَمْضِيَ وَأَبْقَى بَعْدَكَ، فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْعَلْ كَذَا. افْعَلْ كَذَا ". أَنَا نَسِيتُ ذَلِكَ. (1) " وَأَمِرَّ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ " (2)
19786 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ يَوْمًا أَمْشِي فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَجِّهًا، فَظَنَنْتُهُ يُرِيدُ حَاجَةً، فَجَعَلْتُ أَخْنَسُ عَنْهُ وَأُعَارِضُهُ، فَرَآنِي فَأَشَارَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَمِيعًا، فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ يُصَلِّي يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُرَاهُ مُرَائِيًا ". فَقُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَأَرْسَلَ يَدِي، ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيْهِ فَجَمَعَهُمَا ثُمَّ جَعَلَ يَرْفَعُهُمَا بِحِيَالِ
__________
(1) القائل: "أنا نسيت ذلك" هو أبو بكر بن شعيب كما جاء مبيَّناً في رواية مسلم.
(2) إسناده حسن من أجل أبي الوازع.
وأخرجه مسلم (2618) (132) عن يحيى بن يحيى، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 41 من طريق يونس بن محمد، كلاهما عن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب، بهذا الإسناد.
وانظر (19768) .
أمِرََّ، أي: أَزِلْه.(33/31)
مَنْكِبَيْهِ وَيَضَعُهُمَا وَيَقُولُ: " عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا "، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ الدِّينَ يَغْلِبْهُ " (1) وقَالَ يَزِيدُ بِبَغْدَادَ: بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ وَقَدْ كَانَ قَالَ: عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بُرَيْدَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ومُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَا: بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ (2)
__________
(1) إسناده صحيح. عيينة: هو ابن عبد الرحمن بن جَوْشَن الغَطَفاني.
والمحفوظ فيه عن بريدة الأسلمي، وقد رجع يزيد بن هارون ببغداد عن قوله: عن أبي برزة فقال: بريدة، كما ذكر الإمام أحمد في إثر الحديث. وانظر ما بعده.
وأخرجه ابن أبى عاصم في "السنة" (95) ، عن أبي بكر بن أبي شبة، والبغوي (936) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، كلاهما عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقالا فيه: بريدة.
وأخرجه كذلك الطيالسي (809) ، وابن أبي عاصم (95) و (96) و (97) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1235) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (22) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (398) ، والبيهقي 3/18، والبغوي (936) من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض، ولم يسق ابن أبي عاصم في الموضع الثاني لفظه، وذكره في الموضع الأول، وذكر في الموضع الثالث أبا برزة بدل بريدة.
وسيأتي في مسند بريدة الأسلمي عن إسماعيل ابن علية 5/350، وعن وكيع 5/361.
وفي باب التوغل برفق في الدين عن أنس سلف برقم (13552) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) وهو في "الزهد" لوكيع (235) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تاريخه" 8/91. =(33/32)
19787 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ، شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلَّاتِ الْهَوَى " (1)
19788 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ (2) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ فَقَالَ: " انْظُرْ مَا يُؤْذِي النَّاسَ فَاعْزِلْهُ عَنْ طَرِيقِهِمْ " (3)
19789 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ يَزِيدُ: الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كَانَتْ رَاحِلَةٌ أَوْ نَاقَةٌ أَوْ بَعِيرٌ عَلَيْهَا مَتَاعٌ لِقَوْمٍ، فَأَخَذُوا بَيْنَ جَبَلَيْنِ وَعَلَيْهَا جَارِيَةٌ فَتَضَايَقَ بِهِمُ الطَّرِيقُ، فَأَبْصَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَتْ تَقُولُ: حَلْ حَلْ، اللهُمَّ الْعَنْهَا أَوِ الْعَنْهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= وسيأتي عن وكيع في مسند بريدة 5/361.
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير أنه منقطع، أبو الحكم البُناني- وهو علي بن الحكم- لم يسمع من أبي برزة كما سلف بيانه برقم (19772) . أبو الأشهب: هو جعفر بن حيان السعدي.
(2) تحرف في (م) إلى: أبي هريرة.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي هلال الراسبي، وقد توبع. أبو الوازع: وهو جابر بن عمرو الراسبي.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 41 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (19768) .(33/33)
لَا تَصْحَبْنِي نَاقَةٌ أَوْ رَاحِلَةٌ أَوْ بَعِيرٌ عَلَيْهَا أَوْ عَلَيْهِ لَعْنَةٌ مِنَ اللهِ " (1)
19790 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ شَيْخًا بِالْأَهْوَازِ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَلِجَامُ دَابَّتِهِ فِي يَدِهِ، فَجَعَلَتْ تَتَأَخَّرُ وَجَعَلَ يَنْكِصُ مَعَهَا، وَرَجُلٌ قَاعِدٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَسُبُّهُ. فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكُمْ " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّ غَزَوَاتٍ أَوْ سَبْعَ غَزَوَاتٍ، فَشَهِدْتُ أَمْرَهُ وَتَيْسِيرَهُ، فَكُنْتُ أَرْجِعُ مَعِي دَابَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَهَا، فَتَأْتِيَ مَأْلَفَهَا فَيَشُقَّ عَلَيَّ " قَالَ: قُلْتُ: كَمْ صَلَّى؟ قَالَ: رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: وَإِذَا هُوَ أَبُو بَرْزَةَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2596) (82) من طريق يحيى بن سعيد القطان وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/673، وأبو يعلى (7428) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 41، والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" (3538) ، وابن حبان (5743) ، والبيهقي في "السنن" 5/254، وفي "الشعب" (5165) من طريق يزيد بن هارون وحده، به.
وانظر (19766) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأزرق بن قيس، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن حبان في كتاب "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة =(33/34)
19791 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ أَوْ أَنْتَفِعُ بِهِ؟ قَالَ: " اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ " (1)
19792 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّوْمِ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثِ بَعْدَهَا " (2)
19793 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَقْرَأُ بِمَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ " يَعْنِي فِي الصُّبْحِ (3)
__________
= 41 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وانظر (19770) .
(1) إسناده حسن لأجل أبي الوازع: وهو جابر بن عمرو. وهو مكرر (19768) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المنهال: هو سيَّار بن سلامة الرَّياحي. وانظر (19767) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وخالد: هو ابن مِهران الحذَّاء.
وأخرجه مسلم (461) ، وابن خزيمة (530) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. =(33/35)
19794 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو الرَّاسِبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ يَقُولُ: قَتَلْتُ عَبْدَ الْعُزَّى بْنَ خَطَلٍ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِسِتْرِ الْكَعْبَةِ (1)
19795 - وَقُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ. فَقَالَ: " أَمِطِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ؛ فَهُوَ لَكَ
__________
= وأخرجه أبو عوانة 2/160- 161 من طريق مخلد بن يزيد، عن سفيان، به. وقد سلف ضمن حديث مطول برقم (19767) .
(1) إسناده حسن من أجل جابر بن عمرو الراسبي. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقسَم المعروف بابن عُليَّة.
وأخرجه ابن سعد 4/299 عن حجاج بن نصير البصري، عن شداد بن سعيد، بهذا الإسناد- وفيه عبد الله بن خَطَل، بدل عبد العزَّى.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 14/492 عن معتمر بن سليمان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان أن أبا بَرْزة قتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة. وإسناده ضعيف لجهالة أبي عثمان، قيل: اسمه سعد، وليس هو بالنهدي.
وسيأتي الحديث برقم (19803) عن أبي سعيد عن شداد أبي طلحة.
وقصة مقتل ابن خطل سلفت من حديث أنس برقم (12068) . وهي في "الصحيحين"، لكن ليس فيها أن القاتل هو أبو بَرْزة.
وقد اختُلِفَ في تعيين قاتله، قال الحافظ في "الفتح" 4/61 في حديث أبي برزة: هو أصحُ ما ورد في تعيين قاتله، وبه جزم البلاذُري وغيره من أهل العلم بالأخبار، وتُحمَل بقية الروايات على أنهم ابتدروا قتلَه، فكان المباشرَ له منهم أبو برزة، ويحتمل أن يكون غيره شاركه فيه. وفي الموضوع تفصيل انظره في "الفتح".(33/36)
صَدَقَةٌ " (1)
19796 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: انْطَلِقْ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فِي دَارِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي ظِلِّ عُلْوٍ مِنْ قَصَبٍ، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَسَأَلَهُ أَبِي: حَدِّثْنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ؟ قَالَ: " كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْأُولَى حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَكَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ. قَالَ: وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ. قَالَ: وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ. قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا. قَالَ: وَكَانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ أَحَدُنَا جَلِيسَهُ، وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ " (2)
__________
(1) إسناده حسن إسناد سابقه.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 41 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/299 عن حجاج بن نُصير، عن شدَّاد بن سعيد، به.
وانظر (19768) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو المنهال: هو سيَّار بن سلامة الرَّياحي.
وأخرجه ابن ماجه (701) ، وابن خزيمة (346) من طريق محمد بن=(33/37)
19797 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُسَاوِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا بَرْزَةَ فَقُلْتُ: " هَلْ رَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. رَجُلًا مِنَّا يُقَالُ لَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ " قَالَ رَوْحٌ: مُسَاوِرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمَّانِيُّ (1)
19798 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَازِعِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَاسِبٍ قَالَ:
__________
= جعفر، بهذا الإسناد، مختصراً باستحباب تأخير العشاء، وكراهة النوم قبلها والحديث بعدها.
وانظر (19767) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، مساور بن عبيد روى عنه اثنان: عوف الأعرابي، وعيسى بن طهمان، وقد فرَّق البخاريُ في "التاريخ الكبير" 7/417 بين الذي روى عنه عوف والذي روى عنه عيسى ابن طهمان، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/351، وكذا ابن حبان في "الثقات" 5/442 لكن قال في أحدهما: أحسبه الأول إن شاء الله. قلنا: وهو ما يغلب على ظنَّنا، وإليه ذهب الحسيني في "الإكمال".
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/78، وعنه أبو يعلى (7431) عن هَوذة بن خليفة، والبزار في "مسنده" (3850) من طريق أبى بحر عبد الرحمن بن عثمان، كلاهما عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/268، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9809) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(33/38)
سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فِي شَيْءٍ لَا يَدْرِي مَهْدِيٌّ مَا هُوَ؟ قَالَ: فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَوْ أَنَّكَ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ " (1)
19799 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا جَابِرٌ أَبُو الْوَازِعِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
19800 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُؤَخِّرُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ مَا بَيْنَ الْمِائَةِ إِلَى السِّتِّينَ، وَكَانَ يَنْصَرِفُ حِينَ يَنْصَرِفُ وَبَعْضُنَا يَعْرِفُ وَجْهَ بَعْضٍ " (3)
__________
(1) إسناده حسن لأجل أبي الوازع - هو جابر بن عمرو- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1516) .
وانظر (19771) .
(2) إسناده حسن كسابقه. يونس: هو ابن محمد المؤدَّب.
وأخرجه أبو يعلى (7432) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 41 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وانظر (19771) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب =(33/39)
19801 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: نَادَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَةَ أَخِيهِ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ " (1)
19802 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْوَازِعِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ؟ قَالَ: " أَمِطْ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ؛ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (647) (237) من طريق سويد بن عمرو الكلبي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف ضمن حديث برقم (19767) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، فإن الرجل البصري الذي روى عنه الأعمش: هو سعيد ابن عبد الله بن جريج البصري، سلف التصريح باسمه عند الحديث رقم (19776) ، وهو صدوق حسن الحديث. قُطْبة: هو ابن عبد العزيز بن سِيَاه الأسدي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (169) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، بهذاالإسناد.
(2) إسناده حسن من أجل أبي الوازع. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم، وشداد أبو طلحة: هو ابن سعيد الراسبي. وانظر (19768) .(33/40)
19803 - قَالَ: وَقَتَلْتُ: عَبْدَ الْعُزَّى بْنَ خَطَلٍ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِسِتْرِ الْكَعْبَةِ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " النَّاسُ آمِنُونَ غَيْرَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ خَطَلٍ " (1)
19804 - وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى صَنْعَاءَ عَرْضُهُ كَطُولِهِ، فِيهِ مِيزَابَانِ يَنْثَعِبَانِ (2) مِنَ الْجَنَّةِ مِنْ وَرِقٍ، وَالْآخَرُ مِنْ ذَهَبٍ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ. مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ فِيهِ أَبَارِيقُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ " (3)
__________
(1) إسناده حسن إسناد سابقه.
وهو عند المصنف في "العلل" (2643) عن إسماعيل ابن علية، عن شداد ابن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (19795) .
(2) في (ظ 10) : ينبعان.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل أبي الوازع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (722) ، والبزار في "مسنده" (3849) ، وابن حبان (6458) ، والحاكم في "المستدرك" 1/76، والبيهقي في "البعث والنشور" (156) من طرق عن شداد بن سعيد، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (720) من طريق صالح المُرَّي، عن سيَّار بن سلامة الرياحي، عن أبيه، عن أبي برزة. وإسناده ضعيف.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5355) .
وعن جابر سلف برقم (14719) .
وعن يزيد بن الأخنس، سيأتي 5/275- 276.
وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عمر وجابر.
قوله "ينثعبان" أي: يجريان ويسيلان.(33/41)
19805 - حَدَّثَنَا حَسَنُ (1) بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ أَبِي الْمِنْهَالِ الرِّيَاحِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ وَإِنَّ فِي أُذُنَيَّ يَوْمَئِذٍ لَقُرْطَيْنِ. قَالَ: وَإِنِّي لَغُلَامٌ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: إِنِّي أَحْمَدُ اللهَ أَنِّي أَصْبَحْتُ لَائِمًا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ فُلَانٌ هَاهُنَا يُقَاتِلُ عَلَى الدُّنْيَا، وَفُلَانٌ هَاهُنَا يُقَاتِلُ عَلَى الدُّنْيَا، يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، قَالَ: حَتَّى ذَكَرَ ابْنَ الْأَزْرَقِ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ لَهَذِهِ الْعِصَابَةُ الْمُلَبَّدَةُ الْخَمِيصَةُ بُطُونُهُمْ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْخَفِيفَةُ ظُهُورُهُمْ مِنْ دِمَائِهِمْ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ. الْأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ. الْأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ لِي عَلَيْهِمْ حَقٌّ، وَلَهُمْ عَلَيْكُمْ حَقٌّ مَا فَعَلُوا ثَلَاثًا: مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَاسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، وَعَاهَدُوا فَوَفَوْا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (1)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: حسين.
(1) إسناده قوي، سُكَين بن عبد العزيز صدوق لا بأس به. وانظر (19777) .
قوله: "لائماً" قال السندي: اسم فاعل من اللَّوم، أي: ألومهم على ما أحدثوا من الشرور.
"المُلبدة" قال: بكسر الباء، اسم فاعل من اللبد، والمراد: أنهم لصقوا بالأرض وَأخملوا أنفسهم.
"الخميصة بطونهم من أموال المسلمين" أي: الفارغة، وهي كناية عن عدم أكل أموال المسلمين بالباطل.
"والخفيفة ظهورهم من دمائهم" كناية عن اجتنابهم قتل المسلمين في غير حلَّه.(33/42)
19806 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بَرْزَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، مَا أَنَا قُلْتُهُ وَلَكِنَّ اللهَ قَالَهُ " (1)
19807 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ أَبُو طَالُوتَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الْجُرَيْرِيُّ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِيَادٍ، قَالَ لِأَبِي بَرْزَةَ هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهُ قَطُّ، يَعْنِي الْحَوْضَ، قَالَ: نَعَمْ. لَا مَرَّةً وَلَا مَرَّتَيْنِ " فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَلَا سَقَاهُ اللهُ مِنْهُ " (2)
19808 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَيُونُسُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ شَرِيكَ بْنَ شِهَابٍ - قَالَ: يُونُسُ: -
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله:"ما أنا قلته، ولكن الله قاله" وهي زيادة منكرة تفرد بها علي بن زيد، وهو ضعيف. وأما المغيرة بن أبي برزة فمجهول.
وهو في "مسند" الطيالسي (925) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (7438) .
وليس في رواية الطيالسي في "مسنده" قوله:"ما أنا قلته ولكن الله قاله".
وانظر (19774) .
(2) حديث صحيح، العباس الجريري يغلب على ظننا أنه عباس بن فروخ الجريري، روى له الجماعة، وهو ثقة، لكنه أصغر من أن يروي عن أبي برزة، ولم يذكر المزي أنه روى عنه، فالإسناد منقطع، كذلك لم يذكر المزي وغيره في الرواة عنه أبا طالوت، فإن كان هو فرواية عبد السلام أبي طالوت عنه من باب رواية الأقران، والله تعالى أعلم.
وانظر ما سلف برقم (19763) .(33/43)
الْحَارِثِيُّ وَهَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: لَيْتَ أَنِّي رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنِي عَنِ الْخَوَارِجِ قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا بَرْزَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَوَارِجِ قَالَ: أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ قَدْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَرَأَتْهُ عَيْنَايَ، أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَنَانِيرَ فَقَسَمَهَا، وَثَمَّ رَجُلٌ مَطْمُومُ الشَّعْرِ آدَمُ، أَوْ أَسْوَدُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ، فَجَعَلَ يَأْتِيهِ مِنْ قِبَلِ يَمِينِهِ وَيَتَعَرَّضُ لَهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَا عَدَلْتَ الْيَوْمَ فِي الْقِسْمَةِ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ لَا تَجِدُونَ بَعْدِي أَحَدًا، أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّي ". ثَلَاثَ مَرَّارٍ، ثُمَّ قَالَ: " يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ رِجَالٌ كَأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ هَدْيُهُمْ، هَكَذَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَرْجِعُونَ فِيهِ سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ، لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الدَّجَّالِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ " (1)
19809 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: " كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَلْقَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنِي
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "حتى يخرج آخرهم مع الدجال"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة شريك بن شهاب. وانظر (19783) .(33/44)
عَنِ الْخَوَارِجِ، فَلَقِيتُ أَبَا بَرْزَةَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
19810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ أَلِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: " زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ ". فَقَالَ: نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنٍ. فَقَالَ لَهُ: " إِنِّي لَسْتُ لِنَفْسِي أُرِيدُهَا ". قَالَ: فَلِمَنْ؟ قَالَ: " لِجُلَيْبِيبٍ ". قَالَ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا، فَأَتَاهَا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ. قَالَتْ: نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنٍ زَوِّجْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يُرِيدُهَا لِنَفْسِهِ. قَالَتْ: فَلِمَنْ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبٍ. قَالَتْ: حَلْقَى أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟، مَرَّتَيْنِ، لَا لَعَمْرُ اللهِ لَا أُزَوِّجُ جُلَيْبِيبًا. قَالَ: فَلَمَّا قَامَ أَبُوهَا لِيَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتِ الْفَتَاةُ لِأُمِّهَا مِنْ خِدْرِهَا: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمَا؟ قَالَتْ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: فَتَرُدُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ادْفَعُونِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ لَا يُضَيِّعُنِي. فَأَتَى أَبُوهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: شَأْنَكَ بِهَا. فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا، فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَغْزًى لَهُ، وَأَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالُوا: نَفْقِدُ فُلَانًا، وَنَفْقِدُ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.(33/45)
فُلَانًا. فَقَالَ النَّبِيُّ: " لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَانْظُرُوهُ فِي الْقَتْلَى ". فَنَظَرُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ. قَالَ: فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ "، ثُمَّ حَمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَاعِدَيْهِ، مَا لَهُ سَرِيرٌ غَيْرَ سَاعِدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى حُفِرَ لَهُ، ثُمَّ وَضَعَهُ فِي لَحْدِهِ، وَمَا ذَكَرَ غُسْلًا (1)
19811 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ يَرْجِعُ الرَّجُلُ إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ. وَالْمَغْرِبَ قَالَ سَيَّارٌ: نَسِيتُهَا. وَالْعِشَاءَ لَا يُبَالِي بَعْضَ تَأْخِيرِهَا إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَكَانَ لَا يُحِبُّ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ الرَّجُلُ فَيَعْرِفُ وَجْهَ جَلِيسِهِ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا (2) مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ " قَالَ سَيَّارٌ، لَا أَدْرِي أَفِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ، أَوْ فِي كِلْتَيْهِمَا (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني. وانظر (19784) .
(2) في (ظ 10) و (س) : فيهما.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد الأعور.
وأخرجه الطيالسي (920) ، والدارمي (1429) ، والبخاري (541) و (771) ، ومسلم (647) (235) و (236) ، وأبو داود (398) ، والنسائي=(33/46)
19812 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ بِآخِرَةٍ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ، فَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَالَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَقُولُ الْآنَ كَلَامًا مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا خَلَا. قَالَ: " هَذَا كَفَّارَةُ مَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ (1) " (2)
19813 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ (3) قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ، وَمَعَنَا أَبُو بَرْزَةَ، فَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= 1/246، وأبو عوانة 1/366-367 و367، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/193، وابن حزم في "المحلى" 3/183، والبيهقي 1/436 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، ورواية الدارمي مختصرة بكراهة النوم قبل العشاء والحديث بعدها، ورواية الطحاوي مختصرة بتوقيت العصر.
وانظر (19767) .
(1) في (م) وحدها: المجلس.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحجاج بن دينار، فقد روى له أصحاب "السنن" وهو ثقة. يعلى: هو ابن عبيد الطَّنافسي، وأبو هاشم: هو الزُمَاني الواسطي، ورفيع أبو العالية: هو ابن مِهْران الرَّياحي.
وأخرجه الدارمي (2658) ، والحاكم 1/537، والبيهقي في "الآداب" (315) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وانظر (19769) .
(3) تحرف في (م) إلى: جميل بن مروة عن أبي الربيع!(33/47)
قَالَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا " (1)
19814 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: شَكَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ فِي الْحَوْضِ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ جُلَسَاءُ عُبَيْدِ اللهِ: إِنَّمَا أَرْسَلَ إِلَيْكَ الْأَمِيرُ، لِيَسْأَلَكَ عَنِ الْحَوْضِ، فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهُ، " فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَلَا سَقَاهُ اللهُ مِنْهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفر بن مُدرِك، وأبو الوَضيء: هو عَبَّاد بن نُسَيْب، مشهور بكنيته.
وأخرجه أبو داود (3457) ، وابن ماجه (2182) ، والبزار في "مسنده" (3860) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص 53، والدارقطني 3/6 من طريق عباد بن عباد، عن جميل بن مرَّة، به.
وأخرجه البزار (3861/1) ، والدارقطني 3/6 من طريق هشام بن حسان، عن جميل بن مرة، به.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6721) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد لأجل مطر - هو ابن طَهْمان الوراق- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (19763) .(33/48)
حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ (1)
19815 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ، فَقَرَأَ رَجُلٌ خَلْفَهُ، بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " أَيُّكُمْ قَرَأَ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. قَالَ: " قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا " (2)
__________
(1) هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي الكعبي، يُكنى أبا نُجيد، بنون وجيم مصغر، وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح، وكان إسلامه عام خيبر، وغزا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدَّة غزوات، وقال الطبراني: أسلم قديماً هو وأبوه وأخته، وكان ينزل ببلاد قومه ثم تحول إلى البصرة إلى أن مات بها.
وعن أبي الأسود الدؤلي قال: قدمتُ البصرة، وبها عمران بن حصين، وكان عمر بعثه ليفقه أهلها. وقال ابن سيرين: لم نَرَ في البصرة أحداً من أصحاب النبي يُفَضَّلُ على عمران بن حصين.
وكان ممن اعتزل القتال بين علي ومعاوية، فلم يقاتل فيها، وكان مجابَ الدعوة، روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه الحسن البصري وابن سيرين، وأبو الأسود الدؤلي ومُطرَّف ويزيد أبو العلاء ابنا عبد الله بن الشَّخَّير وغيرهم، مات سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلاث.
(2) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه بالإسناد الأول البخاري في جزء "القراءة خلف الإمام" (93) ، والنسائي 2/140 و3/247، والبزار في "مسنده" (3601) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. =(33/49)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطيالسي (851) ، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (82) و (88) و (92) ، وأبو داود (828) ، وأبو عوانة 2/131-132، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (988) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/253، والطبراني في "الكبير" 18/520، والدارقطني 1/405، والبيهقي في "السنن" 2/162، وفي "القراءة خلف الإمام" (363) و (364) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بالإسناد الثاني ابن أبي شيبة 1/357، ومن طريقه مسلم (398) (49) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (525) عن إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (94) من طريق يزيد بن زريع، وأبو داود (829) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو عوانة 2/132، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/207 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2799) ، والحميدي (835) ، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (90) و (91) ، ومسلم (398) (47) ، والنسائي 2/140، وأبو عوانة 2/132، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/207، وابن حبان (1845) و (1846) ، والطبراني 18/ (519) و (521) و (522) و (523) و (524) من طرق عن قتادة، به. وعندهم على الشك في الصلاة هل هي الظهر أو العصر غير الحميدي والطبراني، فعندهما هي صلاة الظهر، لكن في رواية الطبراني الثالثة على الشك كباقي الرواة.
وأخرجه الدارقطني 1/326 و405، والبيهقي في "السنن" 2/162، وفي "القراءة خلف الإمام" (360) و (362) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران قال: كان النبي يصلي بالناس ورجل يقرأ خلفه، فلما فرغ قال: "من ذا الذي يخالجني سورتي" فنهاهم عن
القراءة خلف الإمام. قال الدارقطني: ولم يقل هكذا غير حجاج، وخالفه أصحاب قتادة منهم شعبة وسعيد وغيرهما، فلم يذكروا أنه نهاهم عن القراءة، وحجاج لا يحتج به. =(33/50)
19816 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّتُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
19817 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّوَّارِ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " (2)
__________
= وسيأتي الحديث برقم (19816) و (19874) و (19889) و (19961) .
وانظر كلامنا على مسألة القراءة خلف الإمام عند حديث أبي هريرة السالف برقم (7270) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خالد بن رباح - هو الهُذلي أبو الفضل البصري- له ترجمة في "التعجيل" وهو صدوق لا بأس به. أبو سوار: هو حُجير بن الربيع العدوي، وقيل: اسمه حسان بن حُريث، وقيل: بالعكس، وقيل: حُريف آخره فاء، وقيل: منقذ.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3591) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 49، وابن عدي في "الكامل" 3/892 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وزاد البزار في روايته قصة بُشير بن كعب التي ستأتي برقم (19830) .
وأخرجه الطيالسي (854) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/254، والطبراني في "الكبير" 18/ (502) و (503) ، وفي "الصغير" (231) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (518) ، وفي "الأمثال" (194) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/251، والقضاعي في "مسند الشهاب" (70) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/151-152، وفي "الأسماء المبهمة" ص 35 و35-36، والشجري في "أماليه" 2/196 من طرق عن خالد بن رباح، به. وزاد الخطيب في "الأسماء المبهمة" قصة بُشير. =(33/51)
19818 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ (1) عَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
19819 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَ بِي النَّاصُورُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: " صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ " (3)
__________
= وسيأتي بالأرقام (19818) و (19830) و (19905) مكرراً، و (19914) و (19976) من طريق أبي السوار، ومن طريق ثابت البناني برقم (19957) ، ومن طريق الحسن البصري برقم (19958) ، ومن طريق بُشير بن كعب برقم (19972) ، ومن طريق أبي قَادة برقم (19999) و (20008) ، خمستهم عن عمران.
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4554) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) في (م) : قال سمعت أبا السوار، قال: سمعت ... ، والمثبت من الأصول الخطية.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.
وهو في "الزهد" لوكيع (382) ، وعنه أخرجه ابن أبي شيبة 8/523، وهناد في "الزهد" (1346) .
وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حسين المعلم: هو ابن ذكوان، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه أبو داود (952) ، وابن ماجه (1223) ، والترمذي (372) ، والبزار في "مسنده" (3515) ، وابن الجارود في "المنتقى" (231) ، وابن خزيمة (979) و (1250) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2306) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1693) ، والدارقطني 1/380، والحاكم 1/315، وابن=(33/52)
19820 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يَتَسَمَّنُونَ يُحِبُّونَ السِّمَنَ يُعْطُونَ الشَّهَادَةَ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلُوهَا " (1)
__________
عبد البر في "التمهيد"1/135، والبغوي في "شرح السنة" (983) ، وفي "التفسير" 1/385 من طرق عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. ولفظ البزار: "صَلَّ قاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب".
وأخرجه البخاري (1117) ، وابن خزيمة (979) و (1250) ، والدارقطني 1/380، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/304 و3/155، وفي "السنن الصغير" (588) ، والخطيب في "تاريخه" 6/24 من طريق عبد الله بن المبارك، والدارقطني 1/380، والبيهقي 2/304 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن إبراهيم بن طهمان، به.
وانظر ما سيأتي برقم (19887) .
وفي جواز صلاة المريض جالساً انظر حديث أنس وجابر، سلفا برقم (12074) و (14206) ، وحديث عائشة الآتي 6/51 في صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً وهو إمام.
قوله: "الناصور" هو طية سميكة من الغشاء المخاطي في أسفل شق شرجي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/176، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1472) ، وابن حبان (7229) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (585) ، وأخرجه الترمذي بإثر الحديثين (2221) و (2302) عن الحسين بن حريث، والطبراني 18/ (585) من طريق سهل بن عثمان، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/298 -299 من طريق زهير بن حرب، أربعتهم (ابن أبي شيبة والحسين وسهل وزهير) عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. واقتصر ابن أبي شيبة في روايته ومن أخرجها من طريقه سوى الطبراني على قوله: "خير الناس قرني، ثم=(33/53)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" وذكر أربعة قرون، وذكر ابن أبي عاصم ثلاثة قرون.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2465) من طريق عيسى بن يونس، والطبراني 18/ (584) من طريق شيبان، والطبراني (586) ، والحاكم 3/471 من طريق يعلى بن عبيد، ثلاثتهم عن الأعمش، به. ولم يقل الحاكم في روايته: "يتسمَّنون يحبون السَّمن"، وقال: صحيح على شرط الشيخين!
وأخرجه الترمذي (2221) و (2302) ، وابن أبي عاصم (1471) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/299 من طريق محمد بن فضيل، وابن أبي عاصم (1470) ، والطبراني 18/ (583) ، والخطيب البغدادي في "الكفاية"ص 47 من طريق منصور بن أبي الأسود، كلاهما عن الأعمش عن علي بن مدرك، عن هلال بن يساف، عن عمران بن حصين. فزادا في الإسناد بين الأعمش وهلال
ابن يساف: عليَّ بن مدرك. وصوَّب ابنُ عبد البر في "التمهيد" هذه الرواية وقال: إنما جاء من قبل الأعمش، لأنه كان يدلس أحياناً، وقد يمكن أن يكون من قبل حفظ وكيع لذلك، وإن كان حافظاً. قلنا: في روايتنا قد صرح الأعمش بسماعه من هلال فانتفى شبهة تدليسه، وأما وكيع فلم ينفرد به فقد
تابعه غير واحد. ولهذا قال الترمذي: وهذا أصح عندي (يعني رواية وكيع) من حديث محمد بن فضيل. واقتصر ابن أبي عاصم في روايته على قوله: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6030) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/299-.30 من طريق شعبة، عن علي بن مدرك، عن هلال بن يساف، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي من طريق زرارة بن أوفى برقم (19823) و (19953) ، ومن طريق زَهدَم بن مضرَّب بالأرقام (19835) و (19836) و (19906) ، كلاهما عن عمران. =(33/54)
19821 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ شَيْنٌ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: أَبِي: لَمْ أَعْلَمْ أَحَدًا أَسْنَدَهُ غَيْرَ وَكِيعٍ (1)
__________
= وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3594) ، وانظر شواهده هناك.
وانظر لزاماً حديث زيد بن خالد السالف برقم (17040) .
قوله: "يتسمنون" قال السندي: أي: يتكلفون لتحصيله بالأكل وغيره، فقوله: يحبون السمن تعليل له، والسَّمن، كعنب وزناً.
"قبل أن يسألوها" على بناء المفعول، أي: لمعرفة الناس بأنه لا شهادة عندهم، فهذا كناية عن كونهم يشهدون بالكذب.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حُصين. أبو الأشهب: هو جعفر بن حيان العطاردي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (362) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (362) ، وفي "الأوسط" (8173) من طريق وكيع، به.
وسيأتي مكرراً برقم (19911) .
وأخرجه في "الأوسط" (7141) من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي الأشهب، به.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (2068) ، والبزار في "مسنده" (3572) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (400) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، والطبراني 18/ (356) من طريق إسحاق بن الربيع أبي حمزة العطار، كلاهما عن الحسن البصري، به، وزاد إسماعيل في روايته: ومسألة الغني نار، =(33/55)
19822 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. قَالَ وَكِيعٌ: جَاءَتْ بَنُو تَمِيمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَبْشِرُوا يَا بَنِي تَمِيمٍ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَجَاءَ حَيٌّ مِنْ يَمَنٍ فَقَالَ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ قَبِلْنَا (1)
__________
= إن أُعطي قليلاً فقليل، وإن أُعطي كثيراً فكثير. قلنا: وإسماعيل ضعيف، وزاد الآخر: إن قليلاً فقليل، وإن كثيراً فكثير. لكن يشهد لهذه الزيادة حديث سهل ابن الحنظلية السالف برقم (17625) .
ويشهد للحديث حديث ثوبان عند الدارمي (1645) ، وسيأتي في "المسند" 5/281. وهو حديث صحيح.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3675) .
وعن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4638) ، وانظر تتمة الشواهد عندهما.
قال السندي: قوله: "شين" أي: عيب بأن يسقط لحم وجهه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/203 عن وكيع وحده، بهذا الإسناد مختصراً جداً.
وأخرجه الترمذي (3951) ، والبزار (3598) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، به.
وأخرجه البخاري (3190) و (4365) و (4386) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 14، وابن حبان (7292) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وسيتكرر عن وكيع وحده برقم (19910) . =(33/56)
19823 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ الصَّمَدِ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ، الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْمٌ يَنْذُرُونَ وَلَا يُوفُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُتَّمَنُونَ، (1) وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَفْشُو (2) فِيهِمُ السِّمَنُ " (3)
__________
= وسيأتي من طريق الأعمش برقم (19876) مطولاً، ومن طريق سفيان الثوري برقم (19886) ، كلاهما عن جامع بن شداد.
قوله: "أبشروا" قال السندي: أي: بالخير عند الله.
"بشرتنا" من التبشير، زعموا أنه بشرهم بالمال في الحال، فاستعجلوا ذلك لقلة أذهانهم وجهلهم بأمر النبوة والرسالة.
(1) المثبت من (ظ 10) ، وفي (م) وبقية النسخ: يؤتمنون.
(2) المثبت من الأصول الخطية، وفي (م) : وينشأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (852) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2464) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/259-260، والبيهقي 10/160، والبغوي (3858) ، وأخرجه مسلم (2535) (215) ، والبزار في "مسنده" (3603) ، والطبراني في "الكبير"18/ (529) ، والبيهقي 10/160 من طريق معاذ بن هشام، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2464) من طريق
أبي زيد الهروي، والطبراني في "الكبير" 18/ (528) من طريق داود بن الزبرقان، و (529) من طريق حجاج بن نصير، خمستهم (الطيالسي ومعاذ وأبو زيد وداود وحجاج) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. =(33/57)
19824 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِرَايَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " (1)
__________
= ولم يذكر البزار في روايته: "ويخونون ولا يَتمنون"، وزاد البيهقي من طريق معاذ بن هشام: "ويحلفون ولا يستحلفون". وفي رواية أبي نعيم والبغوي والبزار والبيهقي من طريق الطيالسي: ثلاثة قرون.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (528) ، وفي "الأوسط" (5522) و (8863) ، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (316) من طريق مطر الوراق، والطبراني في "الكبير" 18/ (526) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/78 من طريق همام، والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" (2463) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن قتادة، به. وفي رواية الطحاوي والطبراني وأبي عمرو الداني: ثلاثة قرون، ورواية الطبراني في "الأوسط" مختصرة بلفظ: "خير هذه الأمة القرن الذي بعث فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" ورواية همام مختصرة بلفظ: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم". وسيأتي من طريق أبي عوانة، عن قتادة برقم (19953) .
وانظر ما سلف برقم (19820) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو مراية - هو عبد الله بن عمرو العجلي- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات".
عبد الرحمن: هو بن مهدي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (751) من طريق هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (19832) و (19904) . وسيأتي من طرق صحيحة عن عمران ابن الحصين والحكم بن عمرو معاً بالأرقام (19880) و (20653) و (20656) و (20658) و (20659) و (20661) ، وانظر تتمة تخريجه فيها.
وفي الباب عن علي بن أي طالب عند الشيخين، وسلف برقم (724) .=(33/58)
19825 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قِيلَ لرَسُولَ (1) اللهِ: إِنَّ فُلَانًا لَا يُفْطِرُ نَهَارًا الدَّهْرَ فَقَالَ: " لَا أَفْطَرَ وَلَا صَامَ " (2)
19826 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ،
__________
= وعن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3889) .
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي برقم (20682) .
وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/325.
(1) في (م) و (س) و (ق) : يا رسول الله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل - هو ابن علية- روايته عن الجريري- وهو سعيد بن إياس- قبل اختلاطه- أبو العلاء بن الشيخير: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومطرف أخوه.
وأخرجه الحاكم 1/435 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/206، وابن خزيمة (2151) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (216) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه ابن حبان (3582) ، والطبراني 18/ (217) و (218) و (227) من طرق عن الجريري، به. وسقط "عن مطرف" من رواية الطبراني (227) ، فيستدرك.
وسيتكرر برقم (19873) و (19892) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6527) ، وذكرت شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "لا أفطر ولا صام" أي: ليس صومه ذاك على الوجه اللائق، فكأنه ما صام كما أنه ما أفطر، قيل: هذا إذا صام أيام النهي أيضاً، وإلا لم يكن صوم الدهر.(33/59)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ، فَدَعَا بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَجَزَّأَهُمْ أَثْلَاثًا، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً، وَقَالَ لَهُ قَوْلًا شَدِيدًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب - هو الجرمي-، فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه البيهقي 10/285 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/351 و14/158، ومسلم (1668) (56) ، والطبراني في "الكبي" 18/ (459) ، والبيهقي 10/285 من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه الطيالسي (845) ، والشافعي 2/67، وعبد الرزاق (16749) ، وهم ومسلم (1668) (57) ، وأبو داود (3958) ، والترمذي (1364) ، والنسائي في "الكبرى" (4974) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (743) ، وابن حبان (4542) ، والطبراني 18/ (431) و (457) و (458) ، والدارقطني 4/234، والبيهقي 10/285، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/418-419
من طرق عن أيوب السختياني، به. وسقط من "مصنف" عبد الرزاق "أبو المهلب".
وأخرجه الطيالسي (845) ، وأبو داود (3959) ، وابن ماجه (2345) من طرق عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به.
وسيأتي في "المسند" 5/341 من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي زيد الأنصاري.
وسيأتي الحديث من طريق الحسن البصري بالأرقام (19845) و (19866) و (19938) و (19951) و (20001) و (20009) ، ومن طريق محمد بن سيرين(33/60)
19827 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَدَى رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ " (1)
19828 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ،
__________
= برقم (19932) و (20001) ، كلاهما عن عمران بن حصين، وسيأتي من طريق سعيد بن المسيب عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً برقم (20001) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن أبي شيبة 14/158، والنسائي في "الكبرى" (4978) و (4979) ، والبيهقي 10/286، وابن عبد البر 23/419.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في " الأوسط" (8660) ، والدارقطني 4/234.
وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (1396- كشف الأستار) .
ولفقه الحديث انظر "التمهيد" 23/420-428.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب - وهو الجرمي-، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عبيد في " الأموال" (321) ، وابن أبي شيبة 12/416، والطحاوي 3/260 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (19879) .
وأخرجه سعيد بن منصور (2820) ، والترمذي (2714) ، والنسائي في "الكبرى" (8664) ، والطحاوي 3/260 من طريق سفيان بن عيينة، والطيالسي (846) عن حماد بن سلمة، كلاهما عن أيوب السختياني، به.
وسيأتي مطولاً بالأرقام (19863) و (19883) و (19894) ، ويأتي تتمة تخريجه وشرحه هناك.(33/61)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمَ فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ مِنَ الْعَصْرِ، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْخِرْبَاقُ، وَكَانَ فِي يَدَيْهِ طُولٌ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَذَكَرَ لَهُ صَنِيعَهُ. فَجَاءَ فَقَالَ: " أَصَدَقَ هَذَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ. " فَصَلَّى الرَّكْعَةَ الَّتِي تَرَكَ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/29 و14/182، ومسلم (574) (101) ، وابن خزيمة (1054) و (1060) ، والطبراني 18/ (470) ، والبيهقي 2/359 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/122، ومسلم (574) (102) ، وأبو داود (1018) ، وابن ماجه (1215) ، والنسائي 3/26 و66، وابن خزيمة (1054) ، وأبو عوانة 2/198-199 و199، والطحاوي 1/443، وابن حبان (2654) و (2671) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (464) و (465) و (467) و (468) ، والبيهقي 2/354 و355 و359 من طرق عن خالد الحذاء، به.
رواية ابن أبي شيبة الثانية وإحدى روايات ابن خزيمة وروايتا ابن حبان ورواية البيهقي 2/354 لفظها: ... فصلى ركعة ثم سجد سجدتي السهو، ثم سلم. ليس فيها التسليم الأول.
ورواية الطبراني (464) : ... فقام فصلى تلك الركعة. مختصرة. وروايته (465) : ... فصلى ركعة ثم تشهد وسلم، ثم سجد سجدتي السهو.
وروايته (468) : أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلّم في سجدتي السهو.
ورواية البيهقي 2/355: ... فقام فصلى ثم سجد ثم تشهد وسلم وسجد سجدتي السهو ثم سلم.
وسيأتي من طريق خالد الحذاء برقم (19868) و (19960) .
وأخرجه أبو داود (1039) ، والترمذي (395) ، والنسائي 3/26، وابن=(33/62)
19829 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ: حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَاتَلَ يَعْلَى ابْنُ مُنْيَةَ أَوْ ابْنُ أُمَيَّةَ رَجُلًا، فَعَضَّ أَحَدُهُمَا يَدَ (1) صَاحِبِهِ، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ فِيهَ، فَانْتَزَعَ
__________
= خزيمة (1062) ، وأبو عوانة 2/199، وابن حبان (2670) و (2672) ، والطبراني 18/ (469) ، والحاكم 1/323، والبيهقي 2/354-355 و355، والبغوي (761) من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، به. بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى بهم فسها، فسجد سجدتي السهو، ثم تشهد وسلم.
قال البيهقي: تفرد به أشعث الحمراني، وقد رواه شعبة وابن علية ووهيب والثقفي وهشيم وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وغيرهم عن خالد الحذاء، لم يذكر أحد منهم ما ذكر أشعث عن محمد عنه. ورواه أيوب عن محمد قال: أخبرت عن عمران فذكر السلام دون التشهد، وفي رواية هشيم (وهي المذكور لفظها في 2/355) ذكر التشهد قبل السجدتين، وذلك يدل على خطا أشعث فيما رواه.
قلنا: حديث أيوب عن محمد أخرجه عقب حديث أبي هريرة الحميدي (983) ، والبيهقي 2/354.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7201) ، وذكرنا شواهده هناك.
قال البغوي في "شرح السنة" 3/296-297: اختلف أهل العلم في سجود السهو إذا أتى بعد السلام، هل يتشهد له ويسلَّم. فقال بعضهم: لا يتشهد ولا يسلم، وقال بعضهم: يتشهد ويسلم، روي ذلك عن ابن مسعود، وهو قول عطاء، وبه قال أحمد.
(1) لفظة "يد" لم ترد في (ظ 10) ، وهي كذلك في مسلم.(33/63)
ثَنِيَّتَهُ وَقَالَ حَجَّاجٌ: ثَنِيَّتَيْهِ فَاخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَعَضُّ أَحَدُكُمَا أَخَاهُ كَمَا يَعَضُّ الْفَحْلُ لَا دِيَةَ لَهُ " (1)
19830 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّوَّارِ الْعَدَوِىَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ " فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ وَقَارًا، وَمِنْهُ سَكِينَةً. فَقَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1673) (18) ، والنسائي 8/29 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2376) ، والبخاري (6892) ، والترمذي (1416) ، والنسائي 8/29، والطحاوي في "شرح المشكل" (1292) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (987) ، وابن حبان (5999) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (530) ، والبيهقي 8/336 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (1673) (19) ، والنسائي 8/29، والطبراني 18/ (531) و (534) و (535) و (536) من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي من طريق سعيد بن أبي عروبة برقم (19843) ، ومن طريق شعبة برقم (19900) ، كلاهما عن قتادة، وسيأتي من طريق ابن سيرين عن عمران برقم (19862) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4870) من طريق مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران. وإسناده ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق (17549) عن معمر، عن قتادة، عن عمران، منقطعاً.
وسلف الحديث من حديث يعلى بن أمية نفسِه برقم (17948) .(33/64)
عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صُحُفِكَ (1)
19831 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَيِّ فَاكْتَوَيْنَا، فَمَا أَفْلَحْنَا وَلَا أَنْجَحْنَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (505) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. دون قصة بُشَيْرٍ.
وأخرجه مسلم (37) (60) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (853) ، والبخاري في "الصحيح" (6117) ، وفي "الأدب المفرد" (1312) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" 1/7-8، وأبو نعيم في "الحلية" 2/251، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7703) ، وفي "الآداب" (177) ، والخطيب في "تاريخه" 11/295 من طرق عن شعبة، به.
ولم يذكر الطبراني وأبو نعيم والخطيب في روايتهم قصة بُشَيْرٍ.
وأخرجه الطبراني 18/ (238) من طريق الحسين بن الوليد النيسابوري، عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن عمران. وهو وهم من أحد رواته. وفي إسناده من لم نجد له ترجمة.
وأخرجه أيضاً 18/ (506) من طريق حجاج بن حجاج، عن قتادة، به.
دون قصة بُشَيْرٍ.
وانظر (19817) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين، وقد تابعه على الحديث مطرف بن الشخير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (297) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل،=(33/65)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3540) ، والترمذي (2049) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/281 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه ابن حبان (6081) ، والطبراني 18/ (323) ، والحاكم 4/213 من طرق عن شعبة، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وأخرجه الترمذي (2049) ، والطحاوي 4/320، والطبراني 18/ (296) من طريق همام بن يحيى، والطبراني 18/ (322) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/289، والطبراني 18/ (392) من طريقين عن الحسن، به.
وسيأتي من طريق الحسن برقم (19864) ، ومن طريق مطرف برقم (19989) و (20004) كلاهما عن عمران.
وأخرجه الطبراني 18/ (511) من طريق أبي مجلز، عن عمران.
وأخرج الطبراني 18/ (226) من طريق أبي العلاء، عن عمران أنه قال: ما كنت لأكتوي بعدما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في الكي.
وفي باب النهي عن الكي عن ابن عباس، سلف برقم (2208) .
وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17426) .
قوله:" فاكتوينا" قال السندي: أي: حملاً للنهي على التنزيه أو على ما إذا أمكن دفع المرض بعلاج آخر.
قوله: "فما أفلحنا ولا أنجحنا" هكذا جاءت في نسخنا في هذه الرواية، وسيأتي في الروايات (19864) و (19989) : فما أفلَحْنَ ولا أنجحْنَ "بنون النسوة. وجاء في رواية ابن سعد في "الطبقات" 4/288-289 من طريق مطرف عن عمران، قال: اكتوينا، فما أفلحن ولا أنجحن، يعني المكاوي.
وأخرج أيضاً 4/289 من طريق حماد بن زيد، قال: سمع عمرَو بن أبي=(33/66)
19832 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِرَايَةَ الْعِجْلِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " (1)
19833 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا قَالَ:
__________
= الحجاج هشامُ بن حسان يحدث عن الحسن أن عمران قال: اكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا، قال: فأنكره علَيَّ هشامٌ وقال: إنما قال: فلا أفلحنَ ولا أنجحنَ.
قال الشوكاني في "نيل الأوطار" 9/98: الرواية الصحيحة بنون الإناث فيهما، يعني تلك الكيات التي اكتويناهن، وخالفنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فعلهن، وكيف يُفلح أو يُنجح شيء خولف فيه صاحبُ الشريعة، وعلى هذا فالتقدير: فاكتوينا كيات لأوجاع فما أفلحن ولا أنجحن، لأن حذف المفعول الذي هو فضلة أقوى من حذف الفاعل الذي هو عمدة.
قلنا: ويؤيده ما أخرجه ابن سعد 4/289 من طريق عمران بن حُدير، عن لاحق بن حميد، قال: كان عمران بن حصين ينهى عن الكي، فابتلي، فاكتوى، فكان يَعِج، ويقول: لقد اكتويت كية بنار ما أبرأتْ من ألم، ولا شفَتْ من سَقَم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، سلف الكلام عليه برقم (19824) .
وأخرجه الطيالسي (850) ، ومن طريقه البزار في "مسنده" (3599) ، وأخرجه ابن أبي شيبة 12/545 عن يزيد بن هارون، والطبراني في "الكبير" 18/ (575) من طريق أبي الوليد الطيالسي، ثلاثتهم (الطيالسيان ويزيد) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3599) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به. وانظر (19824) .(33/67)
قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: إِنِّي أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ " جَمَعَ بَيْنَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْهَ عَنْهُ حَتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَنْزِلْ قُرْآنٌ فِيهِ يُحَرِّمُهُ " وَإِنَّهُ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ فَلَمَّا اكْتَوَيْتُ أَمْسَكَ عَنِّي، فَلَمَّا تَرَكْتُهُ عَادَ إِلَيَّ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه مسلم (1226) (167) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (827) ، ومسلم (1226) (167) ، والنسائي 5/149، وابن حبان (3938) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (248) ، والبيهقي 5/14 من طرق عن شعبة، به. وليس في رواية النسائي والطبراني قصة تسليم الملائكة.
وأخرجه الطبراني 18/ (251) من طريق أيوب السختياني، عن حميد بن هلال، به. مختصراً بلفظ: أهل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحج والعمرة.
وأخرجه مسلم (1226) (171) ، والنسائي 5/149-150 و155، والطبراني 18/ (252) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/355 من طريق محمد بن واسع، وابن حبان (3937) ، والطبراني 18/ (255) من طريق خالد بن دريك، والطبراني 18/ (243) من طريق سعيد بن أبي خيرة، والحاكم 3/472 من طريق أبي التياح، أربعتهم عن مطرف، به. مختصراً.
وسيأتي بالأرقام (19841) و (19842) و (19850) و (19895) .
وسيأتي من طريق أبي رجاء العطاردي برقم (19907) ، ومن طريق الحسن البصري برقم (19933) و (19940) .
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (11958) ، وذكرنا شواهده هناك. =(33/68)
19834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (1) عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ، أَوْ قِيلَ لَهُ، أَيُعْرَفُ أَهْلُ النَّارِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: فَلِمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: " يَعْمَلُ كُلٌّ لِمَا خُلِقَ لَهُ " أَوْ " لِمَا يُسِّرَ لَهُ " (2)
__________
= قوله: " كان يسلم علي ... " قال النووي في "شرح مسلم" 8/206: كانت بعمران بواسير، فكان يصبر على ألمها، وكانت الملائكة تسلم عليه، فاكتوى، فانقطع سلامهم عليه، ثم ترك الكي، فعاد سلامهم عليه.
(1) جاء في نسخة (س) و (ق) زيادة: "وحجاج قال: أخبرنا شعبة"، ولم ترد في (ظ 10) و"أطراف المسند"، لذلك حذفناه، وهي انتقال بصر من إسناد الحديث التالي له.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد الرشك: هو ابن أبي يزيد الضبعي.
وأخرجه مسلم (2649) ، والبزار في "مسنده" (3557) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1068) و (1069) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (828) ، والبخاري في "الصحيح" (6596) ، وفي "خلق أفعال العباد" (270) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (413) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (272) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (828) ، والبخاري في "الصحيح" (7551) ، وفي "خلق أفعال العباد" (271) و (272) ، ومسلم (2649) ، وأبو داود (4709) ، والنسائي في "الكبرى" (11680) ، وابن حبان (333) ، والطبراني 18/ (266) و (267) و (268) و (269) و (273) و (274) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/294، والخطيب في "الموضح" 2/470 من طرق عن يزيد الرشك، به.
وسيأتي عن إسماعيل ابن علية، عن يزيد الرشك برقم (19960) .
وسيأتي مطولاً من طريق أبي الأسود الديلي، عن عمران برقم (19936) .=(33/69)
19835 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ (1) قَالَ: حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: جَاءَنِي زَهْدَمٌ فِي دَارِي فَحَدَّثَنِي قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ خَيْرَكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ "، قَالَ عِمْرَانُ: فَلَا أَدْرِي. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَعْدَ قَرْنِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، " ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُتَّمَنُونَ، (2) وَيَنْذُرُونَ وَلَا يُوفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ " (3)
__________
= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5140) ، وذكرت شواهده هناك.
(1) تحرف في (م) إلى: مضرس.
(2) المثبت من (ظ 10) ونسخة في هامش (س) ، وفي (س) و (ق) : يؤتمنون. قال الحافظ في "الفتح" 5/259: قال النووي: وقع في أكثر نسخ مسلم (يعني: في رواية محمد بن جعفر) : "ولا يتَّمنون" بتشديد المثناة، قال غيره: هو نظير قوله: "ثم يتزر" موضع قوله: "يأتزر" وادعى أنه شاذٌ، ولكن قد قرأ ابن مُحيصِن: (فليُؤَد الذي اتُّمِنَ أمانَته) [البقرة: 283] ، ووجهه ابن مالك بأنه شبه بما فاؤه واو أو تحتانية، قال: وهو مقصور على السماع.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصَّيصي الأعور، وأبو جمرة: هو نصر بن عمران بن عصام الضُّبعي، وزهدم: هو ابن مضرب أبو مسلم الأزدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/176-177، والبخاري في "صحيحه" (6428) ، ومسلم (2535) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1496) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (582) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =(33/70)
19836 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ يَقُولُ: جَاءَنِي زَهْدَمٌ فِي دَارِي فَحَدَّثَنِي قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ خَيْرَكُمْ قَرْنِي "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ " (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي (841) ، والبخاري في "صحيحه" (2651) و (3650) وفي "التاريخ الكبير" 1/188، ومسلم (2535) (214) ، والنسائي 7/17- 18، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1323) و (1328) و (1329) و (1330) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/151، والطبراني في " الكبير" 18/ (581) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/74 و123، وفي
"الدلائل" 6/552، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3857) ، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/28، والمزي في ترجمة زهدم بن مضرب من "تهذيب الكمال" 9/399 من طرق عن شعبة، به. بعضهم يذكر قرنين، وبعضهم يذكر ثلاثة قرون، وبعضهم يذكر أربعة. واقتصر ابن أبي عاصم على
ذكر القرون الفضلى دون تتمة الحديث.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 1/188، وابن أبي عاصم (1468) ، وابن حبان في "الثقات" 6/1، والطبراني 18/ (580) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 46 من طريق أبان بن يزيد، عن أبي جمرة، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة أيضاً.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (19820) .
قوله: "ويظهر فيهم السمن" قال الحافظ في "الفتح" 5/260: بكسر المهملة وفتح الميم، بعدها نون، أي: يحبون التوسع في المآكل والمشارب.
وذكر أقوالاً أخرى انظرها فيه.
(1) في (ظ 10) ونسخة في (س) : يتمنون، وأثبتنا ما في (س) و (ق) و (م) =(33/71)
19837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ: أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَجَاءَ إِلَى إِحْدَاهُمَا، قَالَ: فَجَعَلَتْ تَنْزِعُ (1) عِمَامَتَهُ وَقَالَتْ: جِئْتَ مِنْ عِنْدِ امْرَأَتِكَ. قَالَ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فَحَدَّثَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَقَلَّ سَاكِنِي الْجَنَّةِ النِّسَاءُ " (3)
__________
= وهو الصواب إن شاء الله، لمباينة رواية حجاج عن رواية. محمد بن جعفر السالفة.
(1) في (م) ونسخة في (س) : تنزع به.
(2) في (م) ونسخة في (س) : حسب أنه قال: ... إلخ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه مسلم (2738) ، والنسائي في "الكبرى" (9267) من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (832) ، ومسلم (2738) ، وابن حبان (7457) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1448) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (262) ، والحاكم 4/602، وأبو نعيم في "الحلية" 3/85، والقضاعي في "مسند الشهاب" (991) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/221-222، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (4392) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني 18/ (264) من طريق حجاج بن حجاج، عن أبي التياح، به.
وأخرجه الطبراني 18/ (239) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف، به. قلنا: وشيخ الطبراني سعيد بن عبد الرحمن التستري لم نجد له ترجمة.
وسيأتي برقم (19916) و (19986) . =(33/72)
19838 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ شُعْبَةُ:، أَوْ قَالَ عِمْرَانُ،: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " نَهَى عَنِ الْحَنَاتِمِ، أَوْ قَالَ: الْحَنْتَمِ، وَخَاتَمِ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ " (1)
__________
= وسيأتي برقم (19852) و (19927) من طريق أبي رجاء العطاردي، وبرقم (19982) من طريق مطرف، كلاهما عن عمران بلفظ: "اطلعت في النار فإذا كثر أهلها النساء، واطلعت في الجنة، فإذا أكثر أهلها الفقراء". وسنذكر شواهده عند الحديث (19852) .
قوله: لا إن أقل ساكني الجنة النساء" قال المناوي في "فيض القدير" 2/428: أي في أول الأمر قبل خروج عصاتهن من النار، فلا دلالة فيه على أن نساء الدنيا أقل من الرجال في الجنة. قلنا: وسببه بينه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في حديث ابن عمر السالف برقم (5343) بقوله: "إني رأيتكن أكثر أهل النار لكثرة اللعن وكفر العشير".
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الرجل الليثي: هو حفص بن عبد الله الليثي، جاء مسمىً في الرواية الآتية برقم (19980) ولم يروِ عنه غير أبي التياح يزيد بن حميد، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في التقريب: مقبول، يعني عند المتابعة، وقد تابعه أبو نضرة المنذر بن
مالك في الرواية الآتية (19849) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مقطعاً الطيالسي (843) ، والطحاوي 4/246، والطبراني 18/ (492) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسمى الطيالسي والطبراني الرجل الليثي حفصاً.
وأخرجه مقطعاً كذلك الترمذي (1738) ، والنسائي 8/170، وابن حبان (5406) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح، عن حفص الليثي=(33/73)
19839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَخِي (1) مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " هَلْ صُمْتَ مِنْ سُرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئًا؟ "، يَعْنِي شَعْبَانَ، فَقَالَ: لَا.: فَقَالَ لَهُ: " إِذَا أَفْطَرْتَ رَمَضَانَ فَصُمْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ " شُعْبَةُ (2) الَّذِي شَكَّ فِيهِ قَالَ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: يَوْمَيْنِ (3)
__________
= مسمّىً، به.
وسيأتي برقم (19980) و (19981) .
وسيأتي برقم (19849) من طريق أبي نضرة المنذر بن مالك، عن أبي سعيد أو عمران.
وانظر ما سيأتي برقم (19975) .
وفي باب النهي عن الانتباذ بالحنتم عن أبي سعيد، سلف برقم (11175) .
وعن خاتم الذهب عن ابن مسعود، سلف برقم (3582) ، وذكرت شواهده هناك.
وفي النهي عن الحرير عن ابن عمر، سلف برقم (4713) ، وذكرت شواهده هناك.
قوله: "الحنتم" قال ابن الأثير في "النهاية" 1/448: جرار مدهونة خضر، كانت تُحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسِعَ فيها فقيل للخزف كلَّه حنتم، واحدتها حنتمة، وإنما نهي الانتباذ فيها، لأنها تسرع الشَّدَّة فيها لأجل دَهْنها.
(1) لفظة "أخي"سقطت من (م) .
(2) المثبت من "صحيح مسلم"، وفي الأصول الخطية: شك الذي شك فيه. وكذا جاءت عند المزي في "تهذيبه".
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أخي مطرف بن الشخير- وهو عبد الله بن هانئ بن الشخير- فلم يرو عنه غير شعبة،=(33/74)
19840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنِ صَاحِبٍ لَهُ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ بِالْكُوفَةِ، فَصَلَّى بِنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا سَجَدَ، وَكُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ عِمْرَانُ: " صَلَّى بِنَا هَذَا مِثْلَ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
__________
= ورواية مسلم له متابعة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (241) ، والمزي في ترجمة عبد الله بن هانئ بن الشخير من "تهذيب الكمال" 16/240 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وليس عند الطبراني قول محمد بن جعفر بإثر الحديث.
وأخرجه مسلم ص 821 (201) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه مسلم ص 821 (201) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به.
وسيأتي بالأرقام (19882) و (19896) و (19970) و (19979) و (19988) من طريق أبي العلاء، وبرقم (19947) و (20006) من طريق غيلان بن جرير، وبرقم (19978) و (19988) من طريق ثابت البناني، كلهم عن مطرف.
وسيأتي برقم (19971) من طريق أبي العلاء بن الشخير، عن عمران.
قوله: "من سرر هذا الشهر" بفتحتين، أي: آخره، وفي "المجمع" بفتح السين وكسرها، وحكي ضمها: أي: آخره. قيل: ولعل سبب ذلك أنه كان يعتاد صوم آخره أو نَذََرَه، فتركه لظاهر النهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين، فبيّن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن المعتاد أو المنذور ليس بمنهي عنه. قاله السندي. وانظر لزاماً "فتح الباري" 4/231.(33/75)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
(1) حديث صحيح، الإسناد الأول رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن سعيداً- وهو ابن أبي عروبة- لم يسمعه من غيلان بينهما الوليد بن مسلم العنبري أو خالد الحذاء كما سيأتي. والإسناد الثاني فيه شيخ عبد الوهاب لم يسمه. وقال الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 5/111، و"إتحاف المهرة"
4/ورقة 199: أظن أنه سعيد. فلنا: وعليه فعلَّته الانقطاع كما ذكرنا. لكن سعيداً قد توبع كما في الروايتين (19860) و (19952) . وسيأتي الحديث برقم (19881) عن عبد الوهاب وسمّى فيه شيخه هناك خالداً الحذاء، ورواه خالد عن رجل لم يسمه عن مطرف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/241، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (259) عن محمد بن بشر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن الوليد بن مسلم العنبري، عن غيلان بن جرير، بهذا الإسناد اختصراً. فزاد في الإسناد بين سعيد وغيلان: الوليدَ، وقد صرّح عنده سعيد بسماعه من الوليد، فيكون إسناد حديث أحمد منقطعاً، فإن سعيداً قد وصفه النسائي بالتدليس.
وأخرجه ابن خزيمة (581) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن خالد الحذاء، عن غيلان، به.
وأخرجه البخاري (784) ، والبزار (3533) من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف، به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3532) ، وأبو الطاهر الذهلي في الجزء الثالث والعشرين (38) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، عن عمران.
وسيأتي من طريق مطرف بالأرقام (19860) و (19881) و (19952) و (19995) .
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19494) .
وفي باب التكبير في كل خفض ورفع عن أبي هريرة، سلف برقم =(33/76)
19841 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي: إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُكَ بِأَحَادِيثَ لَعَلَّ اللهَ يَنْفَعُكَ بِهَا بَعْدِي، وَاعْلَمْ أَنَّهُ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ، فَإِنْ عِشْتُ فَاكْتُمْ عَلَيَّ، وَإِنْ مِتُّ فَحَدِّثْ إِنْ شِئْتَ وَاعْلَمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ " جَمَعَ بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ فِيهَا كِتَابٌ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ فِيهَا رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ. (1)
19842 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ:
__________
= (7220) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وللكلام على الحديث انظر "فتح الباري" 2/270.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه مسلم (1226) (169) من طريق عيسى بن يونس، والطبراني في "الكبير" 18/ (236) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، كلاهما عن سعيد، بهذا الإسناد، ولم يذكرا قصة التسليم.
وأخرجه مقطعاً الدارمي (1813) ، ومسلم (1226) (168) ، والبزار (3522) ، والنسائي 5/149، والطبراني 18/ (231) و (232) و (234) و (235) و (249) من طرق عن قتادة، به.
وانظر (19833) .
قوله: "قال فيها رجل برأيه" قال السندي: تعريض بعمر رضي الله عنه.(33/77)
قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ: لَا تُحَدِّثْ بِهِمَا حَتَّى أَمُوتَ (1)
19843 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا: ثَنَا سَعِيدٌ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا عَضَّ رَجُلًا عَلَى ذِرَاعِهِ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْهُ فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتَاهُ فَجَذَبَهَا، فَانْتَزَعَتْ ثَنِيَّتَهُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْطَلَهَا وَقَالَ: " أَرَدْتَ أَنْ تَقْضَمَ لَحْمَ أَخِيكَ كَمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ (2) "
19844 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني 18/ (251) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد، مختصراً بلفظ: أهل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحج والعمرة.
وانظر (19833) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويزيد: هو ابن هارون، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه ابن ماجه (2657) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وتحرف في مطبوع "سننه" إلى: محمد بن عبد الله بن نمير، والتصويب من "التحفة"8/180.
وأخرجه النسائي 8/28-29، والطحاوي في "شرح المشكل" (1291) ، والطبراني 18/ (532) و (533) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. وانظر (19829) .
قوله: "تقضم" من باب فَهِمَ، هو الأكل بأطراف الأسنان.(33/78)
أَنَّ هَيَّاجَ بْنَ عِمْرَانَ، أَتَى عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي قَدْ نَذَرَ لَئِنْ قَدَرَ عَلَى غُلَامِهِ لَيَقْطَعَنَّ مِنْهُ طَابِقًا أَوْ لَيَقْطَعَنَّ يَدَهُ. فَقَالَ: قُلْ لِأَبِيكَ: يُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَا يَقْطَعْ مِنْهُ طَابِقًا؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ " ثُمَّ أَتَى سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ فَقَالَ لَهُ: مِثْلَ ذَلِكَ (1)
__________
(1) إسناده حسن، وقد رواه الحسن البصري عن هياج كما سيأتي، والمرفوع منه صحيح، هياج بن عمران، قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وجهّله ابن المديني لأنه لم يرو عنه غير الحسن البصري، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3605) من طريق خالد بن الحارث، والطبراني 18/ (542) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وليس عند البزار ذكر سمرة.
وأخرجه الدارمي مختصراً (1656) ، وأبو داود (2667) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به. وليس عندهما ذكر سمرة.
وسيأتي برقم (19846) و (19847) من طريق الحسن، عن هياج.
وسيأتي من طريق الحسن، عن عمران بالأرقام (19857) و (19858) و (19877) و (19939) و (19950) و (19996) ، ومن طريق أبي قلابة، عن سمرة وعمران برقم (19909) .
وسيأتي في مسند سمرة من طريق الحسن برقم (20136) و (20225) .
وفي باب النهي عن المثلة عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18152) .
وعن عبد الله بن يزيد الأنصاري، سلف (18740) .
قوله: "طابَقَاً" قال السندي: بفتح الموحدة: العضو.
وقوله: "يكفر" من التكفير (مجزوم بلام أمر محذوفة تقديره: ليكفر، ومثلُه=(33/79)
19845 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَعْتَقَ رُءُوسًا سِتَّةً عِنْدَ مَوْتِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَغْلَظَ لَهُ، فَدَعَا بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَرَدَّ أَرْبَعَةً فِي الرِّقِّ " (1)
19846 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ الْمَعْنَى قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: عَفَّانُ، إِنَّ الْحَسَنَ حَدَّثَهُمْ، عَنْ هَيَّاجِ بْنِ عِمْرَانَ الْبُرْجُمِيِّ، أَنَّ غُلَامًا لِأَبِيهِ أَبَقَ فَجَعَلَ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ (2) إِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْطَعَ يَدَهُ. قَالَ: فَقَدَرَ
__________
= قولُه تعالى (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا) [إبراهيم: 31] تقديره (ليقيموا) فحذفت اللام وبقي عملها) وفيه أن النذر على المعصية منعقد، وأن من حلف على معصية أو نذرها فليكفر، والظاهر أن المراد كفارة اليمين.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران، وقد توبع كما سلف برقم (19826) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (3529) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (303) و (304) و (305) من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (830) ، والطبراني 18/ (351) و (357) و (358) و (359) و (361) و (365) و (368) و (408) و (429) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/414-415 و416- 17 و417 من طرق عن الحسن البصري، به.
وأخرجه الطبراني 18/ (447) من طريق عثمان بن مقسم، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي المهلب، عن عمران. وعثمان ضعيف بمرة.
وانظر ما سلف برقم (19826) .
(2) لفظة "عليه" لم ترد في (ظ 10) و (ق) .(33/80)
عَلَيْهِ. قَالَ: فَبَعَثَنِي إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: فَقَالَ: " أَقْرِئْ أَبَاكَ السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ " فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلَامِهِ. قَالَ: وَبَعَثَنِي إِلَى سَمُرَةَ فَقَالَ: أَقْرِئْ أَبَاكَ السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ "، فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلَامِهِ. (1)
19847 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ هَيَّاجٍ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
19848 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ،
__________
(1) إسناده حسن، والمرفوع منه صحيح، كما سلف بيانه برقم (19844) .
بهز: هو ابن أسد العمي، وعفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/423، والطبراني في "الكبير" 18/ (543) ، والبيهقي 9/69 من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد. رواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6966) من طريق عفان بن مسلم، به عن سمرة وحده، مختصراً.
وانظر (19844) .
(2) إسناده حسن، والمرفوع منه صحيح كسابقه.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15819) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (541) .
وانظر ما قبله.(33/81)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ ابْنِي مَاتَ فَمَا لِي مِنْ مِيرَاثِهِ؟ قَالَ: " لَكَ السُّدُسُ ". قَالَ: فَلَمَّا أَدْبَرَ دَعَاهُ قَالَ: " لَكَ سُدُسٌ آخَرُ ". قَالَ: فَلَمَّا أَدْبَرَ دَعَاهُ. قَالَ: " إِنَّ السُّدُسَ الْآخَرَ طُعْمَةٌ " (1)
19849 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " نَهَى (2) عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي الْحَنَاتِمِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من عمران بن حصين، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (834) ، وأبو داود (2896) ، والبزار في "مسنده" (3551) ، والنسائي في "الكبرى" (6337) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (295) ، والدارقطني 4/84، والبيهقي 6/244 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (19915) عن يزيد بن هارون، عن همام. وسيأتي برقم (19994) من طريق الحسن، عن عمران، عن رجل.
وانظر حديث معقل بن يسار الآتي برقم (20310) .
قوله: "طعمة" قال السندي: بالضم، أي: زيادة على الحق المقدر، استحقه بالتعصيب، ولم يضمه إلى السدس الأول لئلا يتوهم أن الكل فريضة، والله تعالى أعلم.
وانظر تفصيل القول في هذه المسألة في "المغني" لابن قدامة 9/65- 81، و"فتح الباري" 12/19-23.
(2) في (ظ 10) : نهى، بدون "أنه".
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(33/82)
19850 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ الْمَعْنَى قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: " تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُنْزِلَ فِيهَا الْقُرْآنُ، قَالَ عَفَّانُ: وَنَزَلَ فِيهِ الْقُرْآنُ، فَمَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا، وَلَمْ يَنْسَخْهَا شَيْءٌ " قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ (1)
19851 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ، وَيَنْزِلَ (2) عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " (3)
__________
= أبان بن يزيد- وهو العطار-، وأبي نضرة- وهو منذر بن مالك بن قُطَعَة- فمن رجال مسلم، وروى لهما البخاري تعليقاً. بهز: هو ابن أسد العمي.
وانظر ما سلف برقم (19838) .
وسلف الحديث في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11850) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد وحده بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت ... إلخ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1571) ، ومسلم (1226) (170) ، والطبراني 18/ (233) ، والبيهقي 5/20 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
مختصراً. وانظر (19833) .
(2) من هنا إلى آخر الحديث سقط من نسخة (ظ 10) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (2484) ، والحاكم 2/71 و4/450، والطبراني في=(33/83)
19852 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ " (1)
__________
= "الكبير" 18/ (228) ، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (46) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (168) و (169) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية الخطيب مختصرة، وزاد الباقون بدل قوله: حتى يأتي أمر الله ... إلخ: حتى يقاتل آخرهم الدجال، غير اللالكائي (168) ، وهذه الزيادة ستأتي في الرواية (19920) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (3524) من طرق عن همام بن يحيى، عن قتادة، به. دون قوله: "حتى يأتي أمر الله وينزل عيسى ابن مريم".
وسيأتي موقوفاً ضمن الحديث رقم (19895) من طريق أبي العلاء بن الشخير عن مطرف، ومرفوعاً برقم (19920) عن أبي كامل وعفان، عن حماد ابن سلمة.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8274) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "ناوأهم" أي: عاداهم من أهل الباطل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو رجاء: هو عمران بن مِلْحان العطاردي.
وأخرجه الترمذي (2603) ، والنسائي في "الكبرى" (9259) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5198) و (6546) ، والترمذي (2603) ، والبزار في "مسنده" (3582) ، وابن حبان (7455) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (278) و (279) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/308، والبيهقي في "الشعب" (10383) ،=(33/84)
19853 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ،
__________
= وفي "البعث والنشور" (194) من طرق عن عوف الأعرابي، به. ورواية أبي نعيم مختصرة بقصة الفقراء.
وأخرجه النسائي (9265) ، والبغوي في "الجعديات" (3168) من طريق أيوب السختياني، والطبراني 18/ (290) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي رجاء، به.
وأخرجه الطيالسي (833) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 2/308، والبيهقي في "الشعب" (10386) عن أبي الأشهب جعفر بن حيان وجرير بن حازم وسلم بن زَرير وحماد بن نَجيح وصخر بن جويرية، خمستهم عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين وعبد الله بن عباس.
قلنا: وسلف الحديث من طريق حماد بن نجيح (2086) ، ومن طريق أيوب السختياني (3386) ، وسيأتي (19854) من طريق سعيد بن أبي عروبة، ثلاثتهم عن أبي رجاء، عن ابن عباس.
قال الترمذي: هكذا يقول عوف: عن أبي رجاء، عن عمران. ويقول أيوب: عن أبي رجاء، عن ابن عباس، وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال.
ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعاً.
وقال أبو حاتم في "العلل" 2/105: حديث ابن عباس أشبه لأن أيوب أحفظهم وأشبههم. قلنا: قد عرفت أن أيوب رواه عن ابن عباس وعمران، ثم الذين رووه من طريق عمران جمعٌ غفير، فالقول ما قال الترمذي: أبو رجاء سمع منهما جميعاً.
قلنا: وسيأتي الحديث من طريق أبي رجاء برقم (19853) و (19927) ، ومن طريق مطرف بن الشخير برقم (19982) ، كلاهما عن عمران ابن حصين.
وانظر ما سلف برقم (19837) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6611) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(33/85)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اطَّلَعْتُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، (1)
19854 - حَدَّثَنَا الْخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (2)
19855 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في الشواهد، سلم بن زَرِير وثقه أبو حاتم، وقال أبو زرعة: صدوق، وضعفه يحيى القطان وابن معين وأبو داود والنسائي، وقد توبع كما في الحديث السابق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (833) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 2/308، والبيهقي في "الشعب" (10386) ، وأخرجه البخاري (3241) و (6449) عن أبي الوليد الطيالسي، كلاهما (الطيالسيان) عن سلم بن زرير، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. الخفاف: هو عبد الوهاب بن عطاء، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وأبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي، وابن عباس: هو الصحابي الجليل عبد الله.
وأخرجه هناد في "الزهد" (246) و (604) ، وعبد بن حميد (691) ، ومسلم (2737) ، والنسائي في "الكبرى" (9262) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث في مسند ابن عباس برقم (2086) و (3386) .
وانظر الحديث السابق.(33/86)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا جَلَبَ، وَلَا جَنَبَ، وَلَا شِغَارَ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين. أبو قزعة: هو سُويد بن حُجير الباهلي.
وأخرجه النسائي 6/228، والطبراني في "الكبير" 18/ (390) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 18/ (390) ، من طريق عبد العزيز بن محمد الفزاري، عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (838) عن شعبة، به. وقال: لا أحفظه عن شعبة مرفوعاً.
وأخرجه أبو داود (2581) ، والطبراني 18/ (366) ، والبيهقي 10/21 من طريق عنبسة، عن الحسن، به. بلفظ: "لا جلب ولا جنب في الرهان" قلنا: وعنبسة هذا مختلف في تعيينه كما ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" في ترجمة عنبسة بن سعيد القطان، ومحصله أنه معدود في جملة
الضعفاء.
وأخرجه الطبراني 18/ (547) ضمن حديث طويل من طريق حبيب بن أبي فضالة، و18/ (606) ضمن حديث من طريق رجاء بن حيوة، كلاهما عن عمران.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (19946) و (19987) ، ويأتي تتمة تخريجه هناك.
وسيأتي من طريق ابن سيرين عن عمران برقم (19962) بلفظ: "لا شغار في الإسلام".
وفي باب قوله: "لا جلب ولا جنب" عن ابن عمرو، سلف برقم (6692) ، وذكرت شواهده هناك. =(33/87)
19856 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَسَرَهَا الْعَدُوُّ، وَقَدْ كَانُوا أَصَابُوا قَبْلَ ذَلِكَ نَاقَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَرَأَتْ مِنَ الْقَوْمِ غَفْلَةً. قَالَ: فَرَكِبَتْ نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَعَلَتْ عَلَيْهَا أَنْ تَنْحَرَهَا. قَالَ: فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فَأَرَادَتْ أَنْ تَنْحَرَ نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمُنِعَتْ مِنْ ذَلِكَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " بِئْسَمَا جَزَيْتِيهَا ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " لَا نَذْرَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " (1)
__________
= وفي باب قوله: "لا شغار" عن ابن عمر، سلف برقم (4526) ، وعن ابن عمرو سلف برقم (7012) ، وذكرت شواهده عند حديث ابن عمرو.
قوله: "لا جلب" قال السندي: بفتحتين، وكذا "لا جنب" وكل منهما يكون في الزكاة والسَّباق. أما في الزكاة؛ فالجلب: أن ينزل المصدَّق موضعاً ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها فنهي عن ذلك، وأمر أن يأخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم، والجنب: أن ينزل العامل
بأقصى مواضع أصحاب الصدقة ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه، أي: تحضر.
وقيل: هو أن يجنبَ ربُّ المال بماله، أي: يبعده عن موضعه حتى يحتاج العامل إلى الإبعاد في طلبه.
وأما في السَّباق، فالجلب: أن يُتبع رجلاً فرسَه، فيزجره، ويجلب عليه ويصيح، حثاً له على الجري، فنهي عنه. والجنب: أن يجنب فرساً إلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب.
قوله:"ولا شغار" بكسر شين وإعجام غين هو أن يزوج كل من الرجلين بنته الآخرَ في مقابلة بنته، ولا مهرَ إلا البنت.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن =(33/88)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= - وهو البصري- وإن لم يسمع من عمران، قد توبع. هشيم: هو ابن بشير الواسطي، ومنصور: هو ابن زاذان الواسطي.
وأخرجه النسائي 7/29، وابن حبان (4392) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (413) ، وفي "الأوسط" (1159) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1103 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. وروايتا النسائي وابن عدي مختصرتان.
وأخرجه مختصراً البزار في "مسنده" (3559) من طريق الأعمش، عن الحسن، به. بلفظ: لا نذر في المعصية.
وسيأتي الحديث برقم (19883) ، ومطولاً برقم (19863) و (19894) من طريق أبي المهلب عن عمران.
وانظر ما سيأتي برقم (19945) .
وأخرج النسائي 7/29 من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا نذر في معصية، ولا فيما لا يملك ابن آدم". قال النسائي: علي بن زيد بن جدعان ضعيف، وهذا الحديث خطأ، والصواب عن الحسن عن عمران بن حصين.
وفي الباب دون القصة عن أبي هريرة، عن عبد الرزاق (15811) .
وعن عمر عند أبي داود (3272) .
وعن ثابت بن الضحاك عند أبي داود (3313) .
وفي باب قوله: "لا نذر لابن آدم فيما لا يملك" عن ثابت بن الضحاك، سلف 4/33 وهو متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6780) .
وفي باب قوله:"لا نذر في معصية" عن جابر، سلف برقم (14167) .
وعن عائشة، سيأتي 6/36، وآخر 6/247.
قال السندي: قوله: "أن امرأة من المسلمين" هي امرأة أبي ذر رضي الله عنه. قاله النووي.
"ثم جعلت عليها" أي: نذرت وأوجبت على نفسها. =(33/89)
19857 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّي، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: مَا قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا إِلَّا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ. قَالَ: وَقَالَ: " أَلَا وَإِنَّ مِنَ الْمُثْلَةِ أَنْ يَنْذُرَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْزِمَ أَنْفَهُ، أَلَا وَإِنَّ مِنَ الْمُثْلَةِ أَنْ يَنْذُرَ الرَّجُلُ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا فَلْيُهْدِ هَدْيًا وَلْيَرْكَبْ " (1)
__________
= "أن تنحرها" أي: إن قدمت المدينة.
"بئس ما جزيتيها" بالخطاب، فإن الناقة كانت سبباً لحياتها وخلاصها من أيدي العدو، فجزاؤها بالنحر المؤدي إلى موتها جزاء معكوس.
"فيما لا يملك" فالناقة ليست ملكاً لها.
(1) صحيح دون قوله: "وإن من المثلة ... إلخ"، وهذا إسناد ضعيف، الحسن البصري لم يسمع من عمران بينهما هياج بن عمران كما في الرواية السالفة برقم (19844) ، وصالح بن رستم وكثير بن شنظير فيهما كلام، وقد تفردا بقول: "وإن من المثلة أن ينذر الرجل ... إلخ"، وسيأتي الحديث دون هذا الحرف من طريق الحسن بالأرقام (19858) و (19877) و (19950) و (19996) .
وسيأتي الحديث مكرراً برقم (19939) . محمد بن عبد الله بن المثنى: هو الأنصاري.
وأخرجه الحاكم 4/305، والبيهقي 10/80 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. وقال البيهقي: لا يصح سماع الحسن من عمران، ومع ذلك صحح إسناده الحاكم!
وأخرجه الطيالسي (836) ، والبزار في "مسنده" (3566) و (3567) ، والطبراني 18/ (345) ، والبيهقي 10/80 من طرق عن صالح بن رستم، به.
وفي رواية البزار: وإن من المثلة أن يحج الرجل ماشياً أو يحلق رأسه.
وأخرجه الطبراني أيضاً 18/ (343) من طريق عتاب بن حرب، عن صالح،=(33/90)
19858 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً، إِلَّا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ " (1)
19859 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: لَعَنَتِ امْرَأَةٌ نَاقَةً لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ فَخَلُّوا عَنْهَا " قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا تَتْبَعُ الْمَنَازِلَ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ نَاقَةٌ وَرْقَاءُ (2)
__________
= عن زياد الأعلم، عن الحسن، به. قلنا: عتاب ضعيف، وشيخ الطبراني محمد ابن خالد الراسبي لم نقف له على ترجمة.
وانظر ما سلف برقم (19844) .
قوله: "أن يخزم " أي: يثقب.
قال السندي: قوله: "أن ينذر الرجل أن يحج ماشياً" لأنه يؤدّي إلى عرج ونحوه، فهو بمنزلة المثلة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل - وهو مظفر بن مدرك- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، لكن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، بينهما هياج بن عمران، كما سلف برقم (19844) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (388) من طريق عَبيدة بن حُميد، عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 18/ (349) و (350) و (352) من طريق أشعث بن عبد الملك، و18/ (402) من طريق إسماعيل بن مسلم، كلاهما عن الحسن، به.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(33/91)
19860 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ 6458: " صَلَّيْتُ أَنَا وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ بِالْكُوفَةِ خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَبَّرَ بِنَا هَذَا التَّكْبِيرَ حِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَسْجُدُ، فَكَبَّرَهُ كُلَّهُ. فَلَمَّا انْصَرَفْنَا. قَالَ لِي عِمْرَانُ: " مَا صَلَّيْتُ مُنْذُ حِينٍ. أَوْ قَالَ: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا أَشْبَهَ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ " يَعْنِي: صَلَاةَ عَلِيٍّ (1)
__________
= أبي المهلب - وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختيانى، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19532) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (449) ، والبغوي في "شرح السنة" (3558) .
وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (363) ، والدارمي (2677) ، ومسلم (2595) (81) ، وأبو داود (2561) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3537) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (71) ، وابن حبان (5741) ، والطبراني 18/ (450) و (451) ، والبيهقي في "السنن" 5/254، وفي "الشعب" (5164) من طرق عن أيوب السختياني، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8816) من طريق عمران بن حدير، وابن حبان (5740) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي قلابة، به.
وتحرف عمران بن حدير في سنن النسائي إلى عمران بن جابر.
وسيأتي برقم (19870) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9522) ، وذكرنا شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2498) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في=(33/92)
19861 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ اعْتَرَفَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزِنًا وَقَالَتْ: أَنَا حُبْلَى، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيَّهَا فَقَالَ: " أَحْسِنْ إِلَيْهَا، فَإِذَا وَضَعَتْ فَأَخْبِرْنِي ". فَفَعَلَ، فَأَمَرَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِرَجْمِهَا، فَرُجِمَتْ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللهِ رَجَمْتَهَا، ثُمَّ تُصَلِّي عَلَيْهَا؟ فَقَالَ: " لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ، وَهَلْ وَجَدْتَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ؟ " (1)
__________
= "الكبير" 18/ (229) .
وأخرجه الطبراني 18/ (230) من طريق حجاج بن حجاج، عن قتادة، به.
وأخرجه أيضاً 18/ (258) من طريق طلحة بن عبد الرحمن المؤدب، عن قتادة، عن غيلان، عن مطرف، به. فزاد بين قتادة ومطرف غيلان، قلنا: وطلحة هذا له ترجمة في "الميزان"، وقال ابن عدي في "الكامل" 4/1433: له أشياء لا يتابع عليها.
وانظر (19840) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلبَ وهو الجرمي- فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (13348) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1435) ، والنسائي في "الكبرى" (7194) ، وابن الجارود (815) ، وابن المنذر في "الأوسط" (3099) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (474) ، والدارقطني 3/127. =(33/93)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني 18/ (478) من طريق حرب بن شداد، والدارقطني 3/101 من طريق علي بن مبارك، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسيأتي بالأرقام (19903) و (19926) و (19954) .
وانظر ما سيأتي برقم (19923) .
وأخرجه ابن أبي عاصم (2300) ، وابن حبان (4403) ، والطبراني 18/ (476) من طريقين عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن عمه، عن عمران، به. لم يكنوا عم أبي قلابة.
وأخرجه ابن ماجه (2555) ، والنسائي في "الكبرى" (7188) و (7195) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/130 من طريقين عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن عمران. قال ابن حبان: وهم الأوزاعي في كنية عم أبي قلابة إذ الجواد يعثر، فقال: عن أبي قلابة عن عمه أبي المهاجر، وإنما هو أبو المهلب. وقال النسائي: لا نعلم أحداً تابع الأوزاعي على قوله: "عن أبي المهاجر"، وإنما هو المهلب.
وأخرجه الطبراني 18/ (475) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، وقد تفرد البابلتي عن الأوزاعي في تسميته بأبي المهلب، وهو ضعيف.
وفي الباب عن بريدة بن الحُصيب، سيأتي 5/348.
قوله: "فقال: أحسن إليها" قال السندي: أوصى بذلك لأن الاعتراف بالزنى مَظِنَة الإساءة لما يلحق الأولياء من الفضيحة والعار، أو لأنها تابت فاستحقت الإحسان.
"فشُكت" بتشديد الكاف على بناء المفعول، أي: شُدت عليها ثيابها لئلا تتحرك فتبدو عورتها.
"من أن جادت" من الجود، أي: صرفت نفسها في رضا الله تعالى كما يصرف أحد المال فيه، ويجود به.
وانظر لزاماً "شرح السنة" للبغوي 10/281-282 "المغني" 12/327-329=(33/94)
19862 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: عَضَّ رَجُلٌ رَجُلًا فَانْتُزِعَتْ ثَنِيَّتُهُ، فَأَبْطَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " أَرَدْتَ أَنْ تَقْضَمَ يَدَ أَخِيكَ، كَمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ " (1)
19863 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَتِ الْعَضْبَاءُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ، وَكَانَتْ مِنْ سَوَابِقِ الْحَاجِّ، فَأُسِرَ الرَّجُلُ وَأُخِذَتِ الْعَضْبَاءُ مَعَهُ. قَالَ: فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي وَثَاقٍ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ تَأْخُذُونِي وَتَأْخُذُونَ سَابِقَةَ الْحَاجِّ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَأْخُذُكَ بِجَرِيرَةِ حُلَفَائِكَ ثَقِيفَ ". قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ ثَقِيفُ قَدْ أَسَرُوا رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: فِيمَا قَالَ: وَإِنِّي مُسْلِمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ قُلْتَهَا وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ أَفْلَحْتَ كُلَّ الْفَلَاحِ ". قَالَ: وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِي، وَإِنِّي ظَمْآنُ فَاسْقِنِي. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= و354 لابن قدامة المقدسي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن سيرين: هو محمد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (17548) .
وأخرجه مسلم (1673) (21) ، والنسائي 8/28 من طريق عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، به. وانظر ما سلف برقم (19829) .(33/95)
هَذِهِ حَاجَتُكَ ". ثُمَّ فُدِيَ بِالرَّجُلَيْنِ، وَحَبَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَضْبَاءَ لِرَحْلِهِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ فَذَهَبُوا بِهَا وَكَانَتِ الْعَضْبَاءُ فِيهِ. قَالَ: وَأَسَرُوا امْرَأَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: فَكَانُوا إِذَا نَزَلُوا أَرَاحُوا إِبِلَهُمْ بِأَفْنِيَتِهِمْ قَالَ: فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بَعْدَمَا نَامُوا، (1) فَجَعَلَتْ كُلَّمَا أَتَتْ عَلَى بَعِيرٍ رَغَا حَتَّى أَتَتْ عَلَى الْعَضْبَاءِ فَأَتَتْ عَلَى نَاقَةٍ ذَلُولٍ مُجَرَّسَةٍ فَرَكِبَتْهَا، ثُمَّ وَجَّهَتْهَا قِبَلَ الْمَدِينَةِ قَالَ: وَنَذَرَتْ إِنِ اللهُ أَنْجَاهَا عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا، فَلَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ عُرِفَتِ النَّاقَةُ فَقِيلَ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَذْرِهَا، أَوْ أَتَتْهُ فَأَخْبَرَتْهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بِئْسَمَا جَزَتْهَا أَوْ بِئْسَمَا جَزَيْتِيهَا ". إِنِ اللهُ أَنْجَاهَا عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ " (2)
__________
(1) في (م) و (س) : نُوَّموا، وهي كذلك في بعض مصادر التخريج، قال السندي: على بناء المفعول، أي: أُلقي عليهم النوم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه الدارمي (2505) ، ومسلم (1641) ، وأبو داود (3316) ، والبيهقي في "السنن" 9/109، وفي "الدلائل" 4/188-189 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ولم يَسُق البيهقي في"السنن" لفظه.
وأخرجه عبد الرزاق (9395) ، والحميدي (829) ، ومسلم (1641) ،=(33/96)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطبراني في "الكبير" 18/ (453) و (455) ، والبغوي (2714) من طرق عن أيوب السختياني، به.
وأخرج شطره الأول الطحاوي 3/261 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن حماد بن زيد، به.
وأخرج الشطر نفسه الشافعي 2/121-122، والنسائي في "الكبرى" (8592) ، والطحاوي 3/261، وابن حبان (4859) من طرق عن أيوب، به.
وأخرج شطره الثاني الطبراني 18/ (454) من طريقين عن حماد بن زيد، وأخرج الشطر الثاني الشافعي 2/75 و75-76، والبيهقي 9/109، و109-110 و10/68-69 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، به.
وأخرجه الدارمي (2466) عن أبي نعيم، عن حماد بن زيد، به مقتصراً على قوله: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فادى رجلاً برجلين.
وأخرجه الدارمي (2337) عن أبي نعيم، عن حماد، به مقتصراً على قوله: "لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم".
وسيأتي شطره الثاني برقم (19883) ، وتاماً برقم (19894) . وانظر (19827) .
وسلف شطره الثاني من طريق الحسن البصري عن عمران برقم (19856) .
قال السندي: "العضباء" اسم لناقة.
"من سوابق الحاج" أي: من النوق التي تسبق الحجاج.
"وهو في وثاق" بفتح الواو، أي: في قيد.
"بجريرة حلفائك" أي: بجنايتهم.
"لو قلتها" أي: كلمة الإسلام.
"وأنت تملك أمرك" قيل: يريد لو أسلمتَ قبل الأسر أفلحتَ الفلاح التامَّ بأن تكون مُسلماً حُراً، لأنه إذا أسلم بعده كان عبداً مسلماً، والظاهر أن المراد أنه عجز عن تعب الأسر بحيث ما بقي مالكاً لنفسه حتى قالها قصداً=(33/97)
وقَالَ وُهَيْبٌ:، يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، وَكَانَتْ ثَقِيفُ حُلَفَاءَ لِبَنِي عُقَيْلٍ. وَزَادَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِيهِ وَكَانَتِ الْعَضْبَاءُ دَاجِنًا، لَا تُمْنَعُ مِنْ حَوْضٍ وَلَا نَبْتٍ. قَالَ عَفَّانُ مُجَرَّسَةٌ مُعَوَّدَةٌ
19864 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَيِّ فَاكْتَوَيْنَا، فَمَا أَفْلَحْنَ وَلَا أَنْجَحْنَ (1) " (2)
__________
= للتخلص منه، ولم يُرِد به الإسلام، فالمعنى: لو قلت عن اختيار للدخول في دين الإسلام كان معتبراً، ويؤيده قوله: "هذه حاجتك"، فيما بعد، ففيه دليل على أنه كان أحياناً يقضي بالبواطن أيضاً، وقد جاءت له نظائر.
وعلى الأول، فقد أورِدَ عليه أنه كيف ردَه إلى دار الكفر، وأجاب النووي 11/100: بأنه ليس في الحديث أنه حين فادى به رجع إلى دار الكفر، ولو ثبت رجوعه إلى دار الكفر، وهو قادر على إظهار دينه لقوة شوكة عشيرته أو نحو ذلك لم يحرم ذلك.
"سرح المدينة" بفتح فسكون: المال السائم.
"فذهبوا بها" أي: بالسرح بتأويل الماشية.
"رغا" أي: صاح.
"مجرسة" بجيم وراء وسين مهملة اسم مفعول بالتشديد، أي: مجربة في الركوب والسَّير.
"داجناً" أي: ملازمة للبيت.
(1) في (م) و (ق) : أفلحنا ... أنجحنا. وانظر لذلك التعليق على الحديث السالف برقم (19831) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، الحسن البصري لم يسمع من=(33/98)
19865 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، أَنَّ فَتًى سَأَلَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ فَعَدَلَ إِلَى مَجْلِسِ الْعُوقَةِ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْفَتَى سَأَلَنِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ فَاحْفَظُوا عَنِّي: " مَا سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرًا إِلَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ، وَإِنَّهُ أَقَامَ بِمَكَّةَ زَمَانَ الْفَتْحِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يُصَلِّي بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ " وَحَدَّثَنَاهُ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَزَادَ فِيهِ " إِلَّا الْمَغْرِبَ " ثُمَّ يَقُولُ: " يَا أَهْلَ مَكَّةَ قُومُوا فَصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ؛ فَإِنَّا سَفْرٌ ". ثُمَّ غَزَا حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ
__________
= عمران بن حصين، لكنه قد توبع كما في الرواية (19989) . يونس: هو ابن عُبيد البصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (330) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3490) ، والبزار في "مسنده" (3541) ، والنسائي في "الكبرى" (7602) من طريق هشيم بن بشير، به. وقرن ابن ماجه والنسائي بيونس بن عبيد منصورَ بن زاذان.
وأخرجه الطبراني 18/ (331) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن يونس، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (245) ، وفي "الأوسط" (6489) من طريق علي بن عاصم، عن يونس، عن الحسن، عن مطرف بن الشخير، به.
وقال: لم يدخل في إسناد هذا الحديث بين الحسن وبين عمران أحدٌ ممن رواه عن يونس بن عبيد إلا عليُّ بن عاصم. قلنا: وعلي بن عاصم ضعيف.
وانظر (19831) .(33/99)
رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى جِعِرَّانَةَ فَاعْتَمَرَ مِنْهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ، ثُمَّ غَزَوْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَحَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ يُونُسُ: إِلَّا الْمَغْرِبَ، وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ يُونُسُ: إِلَّا الْمَغْرِبَ، (1) ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعًا (2)
__________
(1) المثبت من (ظ 10) ، وفي (م) و (س) : ومع عثمان صدر إمارته- قال يونس: ركعتين، إلا المغرب-. وسقط الحديث من نسخة (ق) .
(2) إسناده ضعيف، ولبعضه شواهد. علي بن زيد- وهو ابن جدعان- ضعيف، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم، ويونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (840) و (858) ، وأبو داود (1229) ، والدولابي في "الكنى" 2/7-8، وابن المنذر في "الأوسط" (2243) و (2295) ، والطحاوي 1/417، والطبراني في "الكبير" 18/ (513) ، والبيهقي 3/135-136 و151 و153 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1643) ، والطبراني 18/ (516) ، والبيهقي 3/151 من طريق عبد الوارث بن سعيد، والترمذي (545) ، والطبراني 18/ (514) من طريق هشيم بن بشير، كلاهما عن علي بن زيد بن جدعان، به.
وسيأتي (19871) و (19878) و (19959) .
وأخرجه الطبراني 18/ (517) من طريق ياسين بن معاذ الزيات، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي نضرة، به. قلنا: وياسين الزيات متروك.
قال ابن المنذر في "الأوسط" 4/365: قصرُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة ثابت من غير هذا الوجه، لأن علي بن زيد يُتكلم في حديثه، وقد فعل ذلك عمر بن الخطاب حين قدم مكة صلَّى ركعتين، فلما سلّم قال: يا أهل مكة، إنا قوم=(33/100)
19866 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ، وَلَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُصَلِّيَ عَلَيْهِ ". قَالَ: " ثُمَّ دَعَا بِالرَّقِيقِ، فَجَزَّأَهُمْ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً " (1)
19867 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَخَاكُمْ
__________
= سَفْر، فأتموا الصلاة، ثم ساقه عن عمر بإسناده.
قلنا: وقصة قصرِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة صحت من حديث ابن عباس عند البخاري برقم (4298) ، وانظر المسند (1958) .
وقصة قصر الصلاة مع أبي بكر وعمر وعثمان صدراً من خلافته يشهد لها حديث ابن مسعود السالف برقم (3593) ، وحديث ابن عمر السالف برقم (4652) ، وإسناداهما صحيحان.
ويشهد لاعتماره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الجِعرانة حديث أنس السالف برقم (12372) .
قوله: "مجلس العوقة" قال السندي: بفتحتين: بطن من عبد القيس.
"فإنا سفر" بفتح فسكون جمع سافر، كركْب وصَحْب.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، لكنه قد توبع كما في الرواية السالفة (19826) . هشيم: هو ابن بشير السلمي، ومنصور: هو ابن زاذان الثقفي.
وأخرجه سعيد بن منصور (408) ، والنسائي في "المجتبى" 4/64، وفي "الكبرى" (4975) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (741) و (742) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (412) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وانظر (19845) .(33/101)
النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ "، فَقَامَ فَصَفَّنَا خَلْفَهُ، فَإِنِّي لَفِي الصَّفِّ الثَّانِي فَصَلَّى عَلَيْهِ (1)
19868 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ، فَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَةً فَسَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب - وهو الجرمي-، فمن رجال مسلم. هشيم: هو ابن بشير، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار البصري، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (473) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسقط من إسناده هشيم.
وأخرجه ابن ماجه (1535) من طريق هشيم، به.
وأخرجه أيضاً (1535) من طريق بشر بن المفضل، عن يونس، به.
والمحفوظ في طريق بشر بن المفضل، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي المهلب، به. كما سيأتي في المسند (19942) . ولم نجد هذا الطريق عند غير ابن ماجه.
وأورد المزي في "التحفة" 8/204 طريقي ابن ماجه هذين فجعلهما عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي المهلب، به.
وسيأتي الحديث من طريق أبي المهلب بالأرقام (19890) و (19891) و (19942) و (20005) ، ومن طريق محمد بن سيرين برقم (19941) و (19963) ، كلاهما عن عمران.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7147) ، وذكرنا شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. معتمر: هو ابن سليمان التيمي، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.=(33/102)
19869 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي الرِّشْكَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ " (1) أَوْ كَمَا قَالَ (2)
19870 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ " قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا الْآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا
__________
= وأخرجه ابن الجارود (245) ، وابن خزيمة (1054) ، وابن حبان (2673) من طريق المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وزادوا في آخره: ثم سلّم. قلنا: وهو الموافق للرواية السالفة (19828) ، والآتية (19960) .
(1) زاد في (م) : لما خلق له، ولم ترد في أصولنا الخطية.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، ويزيد الرشك: هو ابن أبي يزيد الضبعي.
وأخرجه مسلم (2649) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (412) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (270) ، والآجري في "الشريعة" ص 174 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر (19834) .(33/103)
يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ، يَعْنِي النَّاقَةَ، (1)
19871 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: مَرَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ بِمَجْلِسِنَا (2) فَقَامَ إِلَيْهِ فَتًى مِنَ الْقَوْمِ فَسَأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَزْوِ وَالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَيْنَا فَقَالَ: إِنَّ هَذَا سَأَلَنِي عَنْ أَمْرٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَسْمَعُوهُ، أَوْ كَمَا قَالَ،: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُصَلِّ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَحَجَجْتُ مَعَهُ فَلَمْ يُصَلِّ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَشَهِدْتُ مَعَهُ الْفَتْحَ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَمَانِي (3) عَشْرَةَ لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، وَيَقُولُ لِأَهْلِ الْبَلَدِ " صَلُّوا أَرْبَعًا؛ فَإِنَّا سَفْرٌ "، وَاعْتَمَرْتُ مَعَهُ ثَلَاثَ عُمَرٍ فَلَمْ يُصَلِّ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ حَجَّاتٍ فَلَمْ يُصَلِّيَا إِلَّا رَكْعَتَيْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/673، ومسلم (2595) (80) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (374) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (452) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر (19870) .
قوله: "فضجرت" قال السندي: يقال: ضجر من الشيء كعَلِمَ، إذا اغتمَّ منه وقلق.
(2) في (م) : فجلسنا، وهو خطأ.
(3) في (م) و (ظ 10) : ثمان.(33/104)
حَتَّى رَجَعَا إِلَى الْمَدِينَةِ " (1)
19872 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَسِيرٍ " فَعَرَّسُوا فَنَامُوا عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظُوا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ وَانْبَسَطَتْ أَمَرَ إِنْسَانًا فَأَذَّنَ فَصَلَّوْا الرَّكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا حَانَتِ الصَّلَاةُ صَلَّوْا " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل علي بن زيد- وهو ابن جدعان- وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، ولبعضه شواهد كما سلف. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك. وقصة إقامته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة ثماني عشرة يقصر الصلاة صحيحة.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (12) ، وابن أبي شيبة 2/450، وابن خزيمة (1643) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (515) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وسيأتي مختصراً عن إسماعيل ابن علية برقم (19878) ، وانظر (19865) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، لكن قد تابعه أبو رجاء العطاردي.
عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ويونس: هو ابن عبيد البصري.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3531) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (75) ، والدارقطني 1/383 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وأبو داود (443) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (332) ، والدارقطني 1/383، والحاكم 1/274 من طريق خالد ابن عبد الله، كلاهما عن يونس، به.
وسيأتي بالأرقام (19964) و (19965) و (19991) . =(33/105)
19873 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فُلَانًا لَا يُفْطِرُ نَهَارًا الدَّهْرَ. قَالَ: " لَا أَفْطَرَ وَلَا صَامَ " (1)
19874 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: " أَيُّكُمْ قَرَأَ بـ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا. فَقَالَ: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا " (2)
__________
= وسيأتي مطولاً من طريق أبي رجاء العطاردي عن عمران برقم (19898) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3657) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "فعرسوا" قال السندي: من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.
"فصلوا ركعتين" أي: سنة الفجر.
"حانت الصلاة" أي: حضرت صلاة الفرض بالفراغ من السُّنة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل- وهو ابن علية- روايته عن الجريري- وهو سعيد بن إياس- قبل اختلاطه. أبو العلاء بن الشخير: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومطرف أخوه.
والحديث مكرر (19825) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (19815) .(33/106)
19875 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ مِنْهُ؛ مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَالِ، فَلْيَنْأً مِنْهُ مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَالِ، فَلْيَنْأً مِنْهُ، (1) فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَلَا يَزَالُ (2) بِهِ لِمَا مَعَهُ مِنَ الشُّبَهِ حَتَّى يَتَّبِعَهُ " (3)
19876 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ ". قَالَ: قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. قَالَ: "
__________
(1) العبارة ذكرت في (م) مرة واحدة.
(2) في (م) : يزل!
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حميد بن هلال- وهو العدوي البصري- وأبو الدهماء- واسمه قِرفة بن بُهَيس العدوي- من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 4/531 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده " (3590) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/129، وأبو داود (4319) ، والدولابي في "الكنى" 1/170، والطبراني في "الكبير" 18/ (550) و (551) من طريق جرير ابن حازم، عن حميد بن هلال، به.
وسيأتي عن يزيد بن هارون عن هشام بن حسان برقم (19968) .
قوله: "فلينأ منه" أي: فليبتعد منه.(33/107)
اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ ". قَالَ: قُلْنَا: قَدْ قَبِلْنَا، فَأَخْبِرْنَا عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: " كَانَ اللهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي اللَّوْحِ ذِكْرَ كُلِّ شَيْءٍ " قَالَ: وَأَتَانِي آتٍ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ انْحَلَّتْ نَاقَتُكَ مِنْ عِقَالِهَا. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا. قَالَ: فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهَا فَلَا أَدْرِي مَا كَانَ بَعْدِي (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (207) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 231 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3191) و (7418) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 14، وابن حبان (6140) و (6142) ، والآجري في "الشريعة" ص 176-178، والطبراني في "الكبير"18/ (497) - (500) ، والبيهقي في "السنن" 9/2 و2-3، وفي "الاعتقاد" ص 91-92، وفي"الأسماء والصفات"
ص 9 و375 من طرق عن الأعمش، به. وبعضهم يختصره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11240) من طريق خالد بن الحارث، والطبري في "التفسير" 12/4 من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن جامع بن شداد، به. ورواية النسائي مختصرة.
وانظر (19822) .
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/884، والحاكم 2/341 من طريق روح بن عبادة، عن المسعودي، عن جامع، عن صفوان بن محرز، عن بريدة الأسلمي.
وأخرجه أبو الشيخ (208) من طريق يزيد بن هارون، وبرقم (211) من=(33/108)
19877 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ الْمِسْوَرِ (1) جَاءَ إِلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: إِنَّ غُلَامًا لِي أَبَقَ فَنَذَرْتُ إِنْ أَنَا عَايَنْتُهُ أَنْ أَقْطَعَ يَدَهُ، فَقَدْ جَاءَ فَهُوَ الْآنَ بِالْجِسْرِ. قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: لَا تَقْطَعْ يَدَهُ وَحَدَّثَهُ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: إِنَّ عَبْدًا لِي أَبَقَ وَإِنِّي نَذَرْتُ إِنْ أَنَا عَايَنْتُهُ أَنْ أَقْطَعَ يَدَهُ. قَالَ: فَلَا تَقْطَعْ يَدَهُ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَؤُمُّ (2) فِينَا، أَوْ قَالَ: يَقُومُ فِينَا، " فَيَأْمُرُنَا بِالصَّدَقَةِ، وَيَنْهَانَا عَنِ
__________
= طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، كلاهما عن المسعودي، عن جامع، عن ابن بريدة، عن بريدة الأسلمي مختصراً بقصة العرش، لكن في الرواية الثانية بدل ابن بريدة: عن رجل. قلنا: المحفوظ أن الحديث لعمران بن حصين، والمسعودي وإن كان قد اختلط، فروايته عن عمران هي الصحيحة لمتابعة الأعمش له.
قوله: "كان الله قبل كل شيء" قال الحافظ في "الفتح" 13/410: وهو بمعنى "كان الله ولا شيء معه" وهي أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب (يعني: ولم يكن شيء قبله) ، وهي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية، ووقفت في كلام له على هذا الحديث يرجح الرواية التي في هذا الباب على غيرها، مع أن قضية الجمع بين الروايتين تقتضي حمل هذه على التي في بدء الخلق (برقم (3191) ولفظها: كان الله ولم يكن شيء غيره) لا العكس، والجمع يقدم على الترجيح بالاتفاق. وانظر تتمة كلامه فيه.
(1) كذا في الأصول، وأقحم في (م) بعد المسور: ابن مخرمة، ولا ندري كيف جاءت، فإن المسور بن مخرمة صحابي صغير، وهو لا يروي عن الحسن. ومسور هذا لم نتبينه.
(2) في (م) و (س) و (ق) : يؤم، وضبب عليها في نسخة (س) ، وفي (ظ 10) : يؤمر!(33/109)
الْمُثْلَةِ " (1)
19878 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَتْحَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، (2) ثُمَّ يَقُولُ لِأَهْلِ الْبَلَدِ: " صَلُّوا أَرْبَعًا؛ فَإِنَّا سَفْرٌ " (3)
__________
(1) حديث حسن، والمرفوع منه صحيح، وهذا إسناد منقطع، فيونس - وهو ابن عبيد- لم يسمعه من الحسن البصري، لكنه قد توبع كما في الرواية (19996) ، والحسن لم يسمعه من عمران، بينهما هياج بن عمران كما في الرواية (19844) . إسماعيل: هو ابن علية.
وأخرجه ابن حبان (4473) و (5616) من طريق أيوب بن محمد الوزان، عن إسماعيل ابن علية، عن يونس، عن الحسن، بهذا الإسناد، مختصراً. ولم يقل فيه: نبئت.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (326) من طريق يزيد بن زريع، و18/ (327) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، به.
قوله: بالجسر، وهو الجسر الذي كانت فيه الوقعة بين المسلمين والفرس قرب الحيرة من بلاد العراق.
(2) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : ثم يقول.
(3) صحيح لغيره دون قوله: "صلوا أربعاً فإنا سَفْر"، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد: وهو ابن جدعان. إسماعيل: هو ابن علية، وأبو نضرة: هو منذر بن مالك بن قُطَعَة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/383 و2/453، وأبو داود (1229) ، والبزار في "مسنده" (3608) ، والبيهقي في "السنن" 3/157، وفي "الدلائل" 5/105 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. =(33/110)
19879 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَدَى رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ " (1)
19880 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ زِيَادًا اسْتَعْمَلَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ عَلَى خُرَاسَانَ قَالَ: فَجَعَلَ عِمْرَانُ يَتَمَنَّاهُ فَلَقِيَهُ بِالْبَابِ فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ يُعْجِبُنِي أَنْ أَلْقَاكَ. هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "؟ قَالَ الْحَكَمُ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَبَّرَ عِمْرَانُ (2)
__________
=وسلف عن إسماعيل ابن علية مطولاً برقم (19871) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. أيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وهو مكرر (19827) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عمران بن حصين، وعلى شرط البخاري من جهة الحكم بن عمرو الغفاري. أيوب: هو السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. وزياد المذكور في القصة: هو ابن أبي سفيان المعروف بزياد ابن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (434) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن ابن سيرين، بهذا الإسناد. وفي إسناده صلة بن سليمان متروك.
وأخرجه في "الكبير" كذلك (3160) و18/ (432) من طريق سلم بن أبي الذيال، عن ابن سيرين، عن عمران أو الحكم. والرواية الثانية مختصرة.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3614) ، والطبراني في "الأوسط" (1374) =(33/111)
19881 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَاةً ذَكَّرَنِي صَلَاةً صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخَلِيفَتَيْنِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُوَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا سَجَدَ وَكُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ. فَقُلْتُ يَا أَبَا نُجَيْدٍ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ تَرَكَهُ؟ قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حِينَ كَبِرَ وَضَعُفَ صَوْتُهُ تَرَكَهُ " (1)
__________
= من طريق سلم بن أبي الذيال أيضاً، وفي "الكبير" 18/ (435) من طريق عبد الله بن عونْ، كلاهما عن ابن سيرين، عن عمران والحكم مختصراً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (433) من طريق سلمة بن علقمة، والقضاعي في "مسند الشهاب" (873) من طريق حماد بن يحيى، كلاهما عن ابن سيرين، عن عمران وحده، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا طاعة لمخلوق في معصية الله".
وانظر ما سلف برقم (19824) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل المبهم، وهو غيلان بن جرير كما جاء مسمى في رواية ابن خزيمة، وسلف الحديث من طريق سعيد بن أبي عروبة برقم (19840) ، وسيأتي من طريق حماد بن زيد برقم (19952) كلاهما عن غيلان، عن مطرف. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي.
وأخرجه ابن خزيمة (581) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن خالد الحذاء، عن غيلان بن جرير، عن مطرف، به. وهذا إسناد صحيح، وانظر (19840) .(33/112)
19882 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: " هَلْ صُمْتَ سِرَارَ هَذَا الشَّهْرِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِذَا أَفْطَرْتَ أَوْ أَفْطَرَ النَّاسُ، فَصُمْ يَوْمَيْنِ " (1)
19883 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَتْ امْرَأَةٌ أَسَرَهَا الْعَدُوُّ، وَكَانُوا يُرِيحُونَ إِبِلَهُمْ عِشَاءً، فَأَتَتِ الْإِبِلَ تُرِيدُ مِنْهَا بَعِيرًا تَرْكَبُهُ، فَكُلَّمَا دَنَتْ مِنْ بَعِيرٍ رَغَا فَتَرَكَتْهُ، حَتَّى أَتَتْ نَاقَةً مِنْهَا فَلَمْ تَرْغُ فَرَكِبَتْ عَلَيْهَا، ثُمَّ نَجَتْ. فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا رَآهَا النَّاسُ قَالُوا: نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَضْبَاءُ. قَالَتْ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَهَا؛ إِنِ اللهُ أَنْجَانِي عَلَيْهَا. قَالَ: " بِئْسَمَا جَزَيْتِيهَا لَا نَذْرَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومطرف أخوه.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3523) ، والنسائي في "الكبرى" (2870) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وفي رواية البزار أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له دون شك، ورواية النسائي لم يسق لفظها.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (222) من طريق أبي زيد ثابت بن يزيد الأحول، عن سليمان التيمي، به. وانظر (19839) .
قوله: "سرار" قال السندي: بفتح السين وكسرها: آخر الشهر.(33/113)
اللهِ " (1)
19884 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ، إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ} [الحج: 1] ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَقَطَتْ عَلَى أَبِي كَلِمَةٌ، رَاحِلَتَهُ وَقَفَ النَّاسُ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ ذَاكَ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.، سَقَطَتْ عَلَى أَبِي كَلِمَةٌ، " يَقُولُ: يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ. قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: " مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً (2) وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ ". قَالَ: فَبَكَوْا. قَالَ: " قَارِبُوا وَسَدِّدُوا مَا أَنْتُمْ فِي الْأُمَمِ إِلَّا كَالرَّقْمَةِ. إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. أيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه الشافعي 2/75، ومن طريقه البيهقي 9/109-110 و10/68-69 عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرج قصة النذر الشافعي 2/75، وابن ماجه (2124) ، والنسائي في "المجتبى" 7/30، وفي "الكبرى" (4754) من طريق سفيان، به.
وأخرجها كذلك عبد الرزاق (15814) و (18514) عن معمر، وابن حبان (4391) من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما عن أيوب السختياني، به.
وسقط من المطبوع عبد الوهاب، واستدرك من "إتحاف المهرة" 4/ورقة 213.
وانظر (19863) .
(2) لفظة: وتسعة، سقطت من (م) .(33/114)
رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ. إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (1)
19885 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن جدعان- وهو علي بن زيد- ضعيف، لكنه قد توبع، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، لكنه قد توبع أيضاً.
سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (831) ، والترمذي (3168) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن عمران.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (328) و (340) من طريقين عن الحسن، به.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 17/111، والطبراني في "الكبير" 18/ (546) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن العلاء بن زياد العدوي، عن عمران. وهذا إسناد صحيح.
وسيأتي الحديث برقم (19901) و (19902) من طريق قتادة عن الحسن عن عمران، ويأتي ذكر شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "سقطت على أبي كلمة" هذا من قول عبد الله بن الإمام أحمد، وقوله: "راحلته" متعلق بتلك الكلمة الساقطة، مثل: وقف راحلته.
"بعث النار" بفتح فسكون، أي: المبعوثين إليها.
"ما أنتم في الأمم" أي: بالنسبة إليهم، أي: فالمبعوثون غالبهم منهم، لا منكم.
"كالرقمة" بفتح الراء وسكون القاف، والرقمتان: هما الأثران في باطن عضدي الدابة شبه ظُفْرَين.
"ثلث أهل الجنة" وقد حقق الله تعالى رجاء نبيه بل زاد عليه حتى جاء ما يدل على أنهم ثلثا أهل الجنة، والثلث من غيرهم.(33/115)
أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَى قَوْمٍ، فَلَمَّا فَرَغَ سَأَلَ فَقَالَ عِمْرَانُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلِ اللهَ بِهِ، فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ " (1)
19886 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: " أَبْشِرُوا يَا بَنِي تَمِيمٍ ". قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. قَالَ: فَكَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَادَ أَنْ يَتَغَيَّرَ قَالَ: ثُمَّ جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُمْ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ " قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، خيثمة- وهو ابن أبي خيثمة- قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": لين. وقوله في الإسناد: أو عن رجل عن عمران، هكذا وقع في هذا الإسناد، والمحفوظ فيه: خيثمة عن الحسن البصري عن عمران- ولم
يسمع منه- كما سيأتي في الروايتين (19917) و (19944) ، ويأتي تخريجه وأحاديث الباب هناك. وسيأتي من طريق الأعمش عن خيثمة عن عمران برقم (19997) وفي إسنادها مؤمل بن إسماعيل، وهو سيئ الحفظ.
قوله: "فلما فرغ سأل" أي: الناس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وانظر (19822) .(33/116)
19887 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا ذَا أَسَقَامٍ كَثِيرَةٍ فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاتِي قَاعِدًا قَالَ: " صَلَاتُكَ قَاعِدًا عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاتِكَ قَائِمًا، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مُضْطَجِعًا عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاتِهِ قَاعِدًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الوهاب الخفاف- وهو ابن عطاء صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وقوله: "سمعته من حُسين"، القائل هو: عبد الوهاب نفسه. سعيد: هو ابن أبي عَروبة، وحسين المعلم: هو ابن ذكوان العوذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/52، والبخاري (1115) ، وابن ماجه (1231) ، والترمذي (371) ، والبزار في "مسنده" (3513) ، والنسائي 3/223- 224، وابن الجارود (230) ، وابن خزيمة (1236) و (1249) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1694) ، وابن حبان (2513) ، والطبراني 18/ (590) ، والدارقطني 1/422، والبيهقي 2/308 و491، والخطيب في "تاريخه" 4/280، والبغوي (982) من طرق عن حسين بن ذكوان المعلم، بهذا الإسناد.
وقال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة النائم على النصف من صلاة القاعد إلا في هذا الحديث، وإنما يُروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجوه في صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم، وإسناده حسن.
وأخرجه الطبراني 18/ (589) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران أنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان رجلاً مبسوراً (يعني ذا باسور) - عن صلاة الرجل قائماً وقاعداً، فقال: "صلاته قاعداً على نصف صلاته قائماً".
وسيأتي بالأرقام (19899) و (19974) و (19983) . =(33/117)
19888 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا نَذْرَ فِي غَضَبٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ " (1)
__________
= وانظر ما سلف برقم (19819) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6512) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال البغوي في "شرح السنة" 4/109-110: هذا الحديث في صلاة التطوع، لأن أداء الفرائض قاعداً مع القدرة على القيام لا يجوز، فإن صلَّى القادر صلاة التطوع قاعداً، فله نصف أجر القائم، قال سفيان الثوري: أما من له عذر من مرض أو غيره فصلى جالساً، فله مثل أجر القائم.
وهل يجوز أن يصلي التطوع نائماً مع القدرة على القيام أو القعود؟ فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز، وذهب قوم إلى جوازه، وأجره نصف أجر القاعد، وهو قول الحسن، وهو الأصح والأولى، لثبوت السنة فيه.
وقيل في معنى الحديث: إنه في صلاة الفرض، وأراد به المريض الذي لو تحامل، أمكنه القيام مع شدة المشقة والزيادة في العلة، فيجوز له أن يصلي قاعداً، وأجره نصف أجر القائم، ولو تحامل أمكنه القعود مع شدة المشقة، فله أن يصلي نائماً، وله نصف أجر القاعد، ولو قعد تمَّ أجره، ويشبه أن
يكون هذا جواباً لعمران، فإنه كان مبسوراً، وعلة الباسور ليست بمانعة من القيام في الصلاة، ولكنه رخص له في القعود إذا اشتدت عليه المشقة.
قلنا: ويؤيد هذا الأخير حديث أنس السالف برقم (12395) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم المدينة وهي مَحمَّة، فَحُمَّ الناس، فدخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسجد والناس قعود يصلون، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صلاة القاعد نصف صلاة القائم"، فتجشم الناس الصلاة قياماً. وروي من وجه آخر صحيح عن أنس، سلف برقم (13236) .
(1) إسناده ضعيف جداً، محمد بن الزبير- وهو الحنظلي البصري- متروك=(33/118)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد اختلف عليه في الحديث، وأبوه الزبير تفرد بالرواية عنه ابنُه، وفيه رجل مبهم. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/129-130، وفي "شرح مشكل الآثار" (2163) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (486) ، والحاكم 4/305 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3561) من طريق حماد بن زيد، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/129-130، وفي "شرح المشكل" (2164) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، كلاهما عن محمد بن الزبير، به.
وأخرجه النسائي 7/28-29، والطبراني 18/ (490) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2209-2210، ومن طريقه البيهقي 10/70 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن الزبير، عن أبيه، عن رجل من أهل البصرة قال: صحبت عمران، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "النذر نذران: فما كان من نذر في طاعة الله، فذلك لله، وفيه الوفاء، وما كان من نذر في معصية الله
فذلك للشيطان، ولا وفاء فيه، ويكفَّره ما يكفر اليمينَ". لكن في رواية ابن عدي لم يذكر في إسناده والد محمد: الزبيرَ.
وأخرجه النسائي 7/27-28 و28، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/129، وفي "شرح المشكل" (2160) و (2161) و (2162) ، والطبراني 18/ (485) و (487) و (488) ، وابن عدي 6/2209، والبيهقي 10/70، والخطيب في "تاريخه" 13/56 من طرق عن محمد بن الزبير، عن أبيه، عن عمران. ليس فيه ذكر الرجل المبهم. قال البيهقي: الزبير لم يسمع من عمران، وأسند عن محمد بن الزبير أن أباه لم يسمع من عمران، وقال النسائي: قيل: إن الزبير لم يسمع من عمران.
وأخرجه ابن عدي 6/2210، ومن طريقه البيهقي 10/70 من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل من بني حنظلة، عن أبيه، عن عمران. =(33/119)
19889 - حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى الْقُشَيْرِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الظُّهْرِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " أَيُّكُمْ قَرَأَ بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى؟ " قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا " (1)
19890 - حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ،
__________
= وأخرجه الحاكم 4/305 من طريق معمر، والبيهقي 10/70 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل من بني حنظلة (في رواية الحاكم: من بني حنيفة) عن عمران. ولفظه عند الحاكم: "لا نذر في معصية".
وسيأتي برقم (19955) و (19956) .
وسيأتي من طريق محمد بن الزبير، عن الحسن البصري عن عمران برقم (19945) و (19985) .
ويغني عنه حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17301) ولفظه: "كفارة النذر كفارة اليمين".
قوله: "لا نذر في غضب" قال السندي: أي: فيما أوجب على نفسه حالة الغضب، بمعنى أنه لا يُوجَبُ المنذور، لا بمعنى أنه لا ينعقد، ولذلك قال: "وكفارته كفارة يمين". وانظر "الفتح" 11/586 فما بعد.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد عن أجل محمد بن الحسن بن هلال ومحبوب لقبه. وقد توبع. خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وانظر (19815) .(33/120)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَلَغَهُ وَفَاةُ النَّجَاشِيِّ قَالَ: " إِنَّ أَخَاكُمْ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ " فَقَامَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَالنَّاسُ خَلْفَهُ (1)
19891 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخًا لَكُمْ قَدْ مَاتَ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ " يَعْنِي: النَّجَاشِيَّ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل محبوب بن الحسن، واسمه محمد بن الحسن بن هلال، وقد توبع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. خالد الحذاء: هو ابن مهران البصري، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو المهلب: هو الجرمي، عم أبي
قلابة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (472) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه في "الأوسط" (5983) من طريق عبد الله بن الصباح العطار، عن محبوب، به.
وانظر (19867) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مقسم المعروف بابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (460) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (953) ، والنسائي 4/57، والبيهقي 4/50 من طريق=(33/121)
19892 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فُلَانًا لَا يُفْطِرُ نَهَارًا قَالَ: " لَا أَفْطَرَ وَلَا صَامَ " (1)
19893 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ الْغَنَوِيُّ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَيْ مُطَرِّفُ، وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَرَى أَنِّي لَوْ شِئْتُ حَدَّثْتُ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ لَا أُعِيدُ حَدِيثًا، ثُمَّ لَقَدْ زَادَنِي بُطْئًا عَنْ ذَلِكَ وَكَرَاهِيَةً لَهُ أَنَّ " رِجَالًا (2) مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَهِدْتُ كَمَا شَهِدُوا، وَسَمِعْتُ كَمَا سَمِعُوا يُحَدِّثُونَ أَحَادِيثَ مَا هِيَ كَمَا يَقُولُونَ، وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ لَا يَأْلُونَ عَنِ الْخَيْرِ، فَأَخَافُ
__________
= إسماعيل ابن عُلية، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/362، و14/154، ومن طريقه الطبراني 18/ (461) عن عبد الوهاب الثقفي، والطبراني 18/ (462) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أيوب السختياني، به. وسقط من رواية الطبراني الثانية: أبو قلابة.
وانظر (19891) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومطرف أخوه. وهو مكرر (19825) .
(2) في (ظ 10) و"أطراف المسند" 5/108-109: أني رجل، والمثبت من بقية الأصول الخطية، و"مجمع الزوائد" 1/141.(33/122)
أَنْ يُشَبَّهَ لِي كَمَا شُبِّهَ لَهُمْ، فَكَانَ أَحْيَانًا يَقُولُ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ صَدَقْتُ، وَأَحْيَانًا يَعْزِمُ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْغَنَوِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَانِئٌ الْأَعْوَرُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ هُوَ ابْنُ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبِي فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ: زَادَ فِيهِ رَجُلًا (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، إسناده الأول رجاله ثقات، لكنه منقطع، أبو هارون الغنوي- وهو إبراهيم بن العلاء- لم يسمعه من مطرف- وهو ابن عبد الله بن الشخير بينهما هانئ الأعور كما في الإسناد الثاني.
والإسناد الثاني ضعيف، هانئ الأعور، تفرد بالرواية عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو في عداد المجهولين، وباقي رجاله ثقات.
وأخرج الطبراني في "الكبير" 18/ (195) ، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي" 2/44 من طريق محمد بن سليم الراسبي، عن حميد بن هلال، قال: قال عمران بن حصين سمعت من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث سمعتها وحفظتها ما يمنعني أن أحدث بها إلا أصحابي يخالفوني فيها. قلنا: ومحمد ابن سليم وهو أبو هلال الراسبي ضعيف، وحميد بن هلال لم تذكر له رواية
عن عمران، وإنما يروي عنه بواسطة كما في الحديث السالف برقم (19833) .
قوله: "لأُرى" قال السندي: بضم الهمزة، أي: أظن.
"بطئاً" بضم فسكون، آخره همزة، أي: تأخراً.
"لا يألون" أي: لا يُقَصَّرون.
"أن يشبه" بالتشديد على بناء المفعول، وكذا قوله: "كما شُبَّه".
"فكان أحياناً" أي: إذا روى الحديث "يقول: لو حدثتكم ... إلخ" أي: لا يجزم بأنه سمع، احتياطاً. وأحياناً يجزم.(33/123)
19894 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَتْ ثَقِيفُ حُلَفَاءَ لِبَنِي عُقَيْلٍ، فَأَسَرَتْ ثَقِيفُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَسَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ وَأُصِيبَتْ مَعَهُ الْعَضْبَاءُ، فَأَتَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْوَثَاقِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " فَقَالَ: بِمَ أَخَذْتَنِي؟ بِمَ أَخَذْتَ؟ سَابِقَةَ الْحَاجِّ، إِعْظَامًا لِذَلِكَ، فَقَالَ: " أَخَذْتُكَ بِجَرِيرَةِ حُلَفَائِكَ ثَقِيفَ ". ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رقِيقًا فَأَتَاهُ فَقَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ. قَالَ: " لَوْ قُلْتَهَا وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ أَفْلَحْتَ كُلَّ الْفَلَاحِ ". ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ فَنَادَاهُ: يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " فَقَالَ: إِنِّي جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِي، وَظَمْآنُ فَاسْقِنِي. قَالَ: " هَذِهِ حَاجَتُكَ ". قَالَ: فَفُدِيَ بِالرَّجُلَيْنِ، وَأُسِرَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأُصِيبَ مَعَهَا الْعَضْبَاءُ فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ فِي الْوَثَاقِ، فَانْفَلَتَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنَ الْوَثَاقِ، فَأَتَتِ الْإِبِلَ فَجَعَلَتْ إِذَا دَنَتْ مِنَ الْبَعِيرِ رَغَا، فَتَتْرُكُهُ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْعَضْبَاءِ، فَلَمْ تَرْغُ. قَالَ: وَنَاقَةٌ مُنَوَّقَةٌ فَقَعَدَتْ فِي عَجُزِهَا، ثُمَّ زَجَرَتْهَا، فَانْطَلَقَتْ وَنَذِرُوا بِهَا فَطَلَبُوهَا فَأَعْجَزَتْهُمْ، فَنَذَرَتْ إِنِ اللهُ أَنْجَاهَا عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا فَلَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ، رَآهَا النَّاسُ فَقَالُوا:
__________(33/124)
الْعَضْبَاءُ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ نَذَرْتُ إِنْ أَنْجَاهَا اللهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ بِئْسَمَا جَزَتْهَا؛ إِنِ اللهُ أَنْجَاهَا لَتَنْحَرَنَّهَا، لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا نَذْرَ (1) فِيمَا لَا يَمْلِكُ الْعَبْدُ " (2)
19895 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ إِنِّي لَأُحَدِّثُكَ بِالْحَدِيثِ الْيَوْمَ لِيَنْفَعَكَ اللهُ بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ. اعْلَمْ أَنَّ " خَيْرَ عِبَادِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلُوا الدَّجَّالَ، وَاعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَعْمَرَ طَائِفَةً (3) مِنْ أَهْلِهِ فِي الْعَشْرِ، فَلَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ ارْتَأَى كُلُّ
__________
(1) لفظة: "نذر" ليست في (ظ 10) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1641) ، وأبو داود في رواية ابن العبد كما في "التحفة" 8/202، وابن الجارود (933) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (456) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وانظر (19863) .
قال السندي: قوله: "ناقة منوقة" بتشديد الواو المفتوحة، أي: مجربة.
"ونذروا بها" بكسر الذال، أي: علموا بها.
(3) لفظة "طائفة" سقطت من (م) .(33/125)
امْرِئٍ بَعْدَمَا شَاءَ (1) اللهُ أَنْ يَرْتَئِيَ " (2)
__________
(1) في (م) و (ق) : شاء الله!
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
إسماعيل: هو ابن عُلية، والجريري: هو سعيد بن إياس، ورواية إسماعيل عنه قبل اختلاطه، وأبو العلاء ابن الشخير: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومطرف أخوه.
وأخرجه الطبراني 18/ (211) من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد، عن الجريري، عن ابن الشخير- ولم يعينه- عن عمران دون قوله: "خير العباد الحمادون" وجعل قصة الطائفة المنصورة مرفوعة.
وأخرجه الطبراني 18/ (254) من طريق عبد الرحمن بن مورق، عن ابن الشخير، عن عمران رفعه: "إن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون، ثم لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون من ناوأهم من أهل الشرك حتى يقاتلوا الدجال".
وأخرج أبو عوانة 5/110 من طريق حماد بن زيد، عن الجريري، عن مطرف، عن عمران رفعه: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين حتى تقوم الساعة". قال مطرف: فنظرت في هذه العصابة فإذا هم أهل الشام.
وليس فيه أبو العلاء.
وسلفت هذه القطعة مرفوعة من طريق قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين برقم (19851) .
وأخرج المرفوع منه مسلم (1226) (165) من طريق إسماعيل ابن عُلية، به.
وأخرجه كذلك ابن ماجه (2978) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (215) من طريق حماد أبي أسامة، والطبراني 18/ (214) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن الجريري، به.
وأخرجه كذلك مسلم (1226) (166) ، والطبراني 18/ (213) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن الجريري، به. =(33/126)
19896 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، (1) عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: أُرَاهُ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: " هَلْ صُمْتَ سِرَارَ هَذَا الشَّهْرِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِذَا أَفْطَرْتَ أَوْ أَفْطَرَ النَّاسُ، فَصُمْ يَوْمَيْنِ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني 18/ (212) من طريق محمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، عن الجريري، عن يزيد أبي العلاء، عن عمران بقصة العمرة حسب، ولم يذكر فيه مطرفاً.
وأخرج قصة العمرة الطبراني 18/ (250) من طريق حميد بن هلال، عن مطرف، به. وانظر (19833) .
قوله: "الحمادون" قال السندي: الذين يكثرون الحمد لله تعالى في كل حال، فإن فيه مع فضيلة الحمد الرِّضا عنه تعالى في كل حال.
"في العشر"، أي: عشر ذي الحجة، وهم حجوا في تلك السنة أيضاً فصاروا متمتعين.
"ارتأى" افتعال من الرأي، والمراد تعريضه لعمر بأنَّ مَنْعَه التمتع رأيٌ لا يعارض السُّنَة الثابتة.
(1) تحرف في (م) إلى: يحيى عن سعيد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. التيمي: هو سليمان بن طرخان، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومطرف أخوه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2869) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ولم يشك فيه وعنده أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له، ولم يقل: أو لغيره. وقال عَقِبه: قال عمرو: حدثنا يحيى مرتين مرة عن مطرف أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمران.
وانظر (19839) .(33/127)
19897 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ، فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن ذكوان- وهو أبو سلمة البصري-، فقد ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي والدارقطني، وقال أحمد: أحاديثه أباطمِل، وحَسَّن القولَ فيه يحيى القطان، وقال البزار: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يخرج له البخاري في "صحيحه" سوى هذا الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي.
وأخرجه البخاري (6566) ، وأبو داود (4740) ، وابن ماجه (4315) ، والترمذي (2600) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/665 و666، والطبراني في "الكبير" 18/ (287) ، والآجري في "الشريعة" ص 344، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 194 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3586) ، والطبراني 18/ (288) من طريق صفوان بن عيسى، عن الحسن بن ذكوان، به.
وأخرجه الطبراني 18/ (284) عن محمد بن علي بن شعيب السمسار، عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن يحيى القطان، عن عمران بن مسلم القصير، عن أبي رجاء، به. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن علي شيخ الطبراني، فقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" 3/66 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأخرجه البزار وحده (3585) عن عمرو بن علي الفلاس، عن يحيى القطان، عن الحسن بن ذكوان، به موقوفاً.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14312) ، وذكرنا شواهده هناك.(33/128)
19898 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي عِمَرانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّا أَسْرَيْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعْنَا تِلْكَ الْوَقْعَةَ، فَلَا وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ الْمُسَافِرِ مِنْهَا. قَالَ: فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ اسْتَيْقَظَ فُلَانٌ، ثُمَّ فُلَانٌ، كَانَ يُسَمِّيهِمْ أَبُو رَجَاءٍ وَنَسِيَهُمْ عَوْفٌ، ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الرَّابِعُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ لَمْ نُوقِظْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ؛ لِأَنَّا لَا نَدْرِي مَا يَحْدُثُ (1) لَهُ فِي نَوْمِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ، وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ، وَكَانَ رَجُلًا أَجْوَفَ جَلِيدًا قَالَ: فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ لِصَوْتِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَوْا الَّذِي أَصَابَهُمْ. فَقَالَ: " لَا ضَيْرَ أَوْ لَا يَضِيرُ ارْتَحِلُوا ". فَارْتَحَلَ فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ، وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ الْقَوْمِ فَقَالَ: " مَا مَنَعَكَ يَا فُلَانُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلَا مَاءَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ؛ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ ". ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَكَى إِلَيْهِ النَّاسُ الْعَطَشَ، فَنَزَلَ فَدَعَا فُلَانًا، كَانَ يُسَمِّيهِ أَبُو رَجَاءٍ، وَنَسِيَهُ عَوْفٌ، وَدَعَا عَلِيًّا
__________
(1) زاد في (م) و (س) هنا: أو يحدث، ولم ترد في بقية النسخ.(33/129)
فَقَالَ: اذْهَبَا فَابْغِيَا لَنَا الْمَاءَ. قَالَ: فَانْطَلَقَا (1) فَيَلْقَيَانِ امْرَأَةً بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ أَوْ سَطِيحَتَيْنِ مِنْ مَاءٍ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا فَقَالَا لَهَا: أَيْنَ الْمَاءُ؟ فَقَالَتْ: عَهْدِي بِالْمَاءِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَنَفَرُنَا خُلُوفٌ. قَالَ: فَقَالَا لَهَا: انْطَلِقِي. إِذًا قَالَتْ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَا: إِلَى رَسُولِ اللهِ. قَالَتْ: هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ؟ قَالَا: هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ. فَانْطَلِقِي إِذًا فَجَاءَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَاهُ الْحَدِيثَ، فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا، وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ، فَأَفْرَغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ الْمَزَادَتَيْنِ أَوِ السَّطِيحَتَيْنِ، وَأَوْكَى أَفْوَاهَهُمَا، فَأَطْلَقَ الْعَزَالِي وَنُودِيَ فِي النَّاسِ: أَنْ اسْقُوا وَاسْتَقُوا، فَسَقَى مَنْ شَاءَ وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ، وَكَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الْجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ ". قَالَ: وَهِيَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا قَالَ: وَايْمُ اللهِ لَقَدْ أَقْلَعَ عَنْهَا، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلْأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتَدَأَ فِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْمَعُوا لَهَا ". فَجَمَعُوا (2) لَهَا مِنْ بَيْنِ عَجْوَةٍ وَدَقِيقَةٍ وَسُوَيْقَةٍ حَتَّى جَمَعُوا لَهَا طَعَامًا كَثِيرًا وَجَعَلُوهُ فِي ثَوْبٍ وَحَمَلُوهَا عَلَى بَعِيرِهَا، وَوَضَعُوا الثَّوْبَ بَيْنَ يَدَيْهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعْلَمِينَ وَاللهِ مَا رَزِئْنَاكِ مِنْ مَائِكِ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللهَ هُوَ سَقَانَا " قَالَ: فَأَتَتْ أَهْلَهَا وَقَدِ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ فَقَالُوا:
__________
(1) في (م) : فانطلقنا.
(2) المثبت من (ظ 10) ، وفي (م) وبقية النسخ: فجمع.(33/130)
مَا حَبَسَكِ يَا فُلَانَةُ؟ فَقَالَتْ: الْعَجَبُ لَقِيَنِي رَجُلَانِ فَذَهَبَا بِي إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ فَفَعَلَ بِمَائِي كَذَا وَكَذَا، لِلَّذِي قَدْ كَانَ، فَوَاللهِ إِنَّهُ لَأَسْحَرُ مَنْ بَيْنَ هَذِهِ وَهَذِهِ وَقَالَتْ بِأُصْبُعَيْهَا الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، فَرَفَعَتْهُمَا إِلَى السَّمَاءِ، تَعْنِي السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ، أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللهِ حَقًّا قَالَ: وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدُ يُغِيرُونَ عَلَى مَا حَوْلَهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَا يُصِيبُونَ الصِّرْمَ الَّذِي هِيَ مِنْهُ فَقَالَتْ: يَوْمًا لِقَوْمِهَا مَا أَرَى (1) أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ يَدَعُونَكُمْ عَمْدًا (2) ؟ فَهَلْ لَكُمْ فِي الْإِسْلَامِ؟ فَأَطَاعُوهَا فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ (3)
__________
(1) المثبت من (ق) ، وفي (ظ 10) و (س) : ما أدري.
(2) في (ظ 10) و (ق) : إلا عمداً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/277-279 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (344) ، والبزار في "مسنده" ((3584) ، وابن خزيمة (113) و (271) و (987) و (997) ، وابن حبان (1301) و (1302) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (320) من طريق يحيى القطان، به.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (20537) ، وابن أبي شيبة 1/156 و2/67 و11/476-477، والدارمي (743) ، والبخاري (348) ، ومسلم (682) ، والنسائي 1/171، وابن خزيمة (113) و (271) و (987) و (997) ، وأبو عوانة 1/307-308 و2/256-257، وابن المنذر في "الأوسط" (176) و (509) =(33/131)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطحاوي 1/401، والطبراني في "الكبير" 18/ (276) و (277) ، والدارقطني 1/202، وأبو نعيم في "الدلائل" (320) ، والبيهقي في "السنن" 1/32 و218-219 و404، وفي "الدلائل" 4/276-277، والبغوي في "شرح السنة" (3717) من طرق عن عوف الأعرابي، به.
وأخرجه كذلك الطيالسي (857) ، والشافعي في "مسنده" 1/43، والبخاري (3571) ، ومسلم (682) ، وأبو عوانة 1/308 و2/254- 255 و255-256، والطحاوي 1/400، والطبراني في "الكبير" 18/ (282) و (285) و (289) ، والدارقطني 1/200 و200- 201، والبيهقي في "السنن" 1/219 و219- 220، وفي "الدلائل" 4/279- 281 و6/130- 131، والبغوي (309)
من طرق عن أبي رجاء العطاردي، به.
وسلف من طريق الحسن عن عمران مختصراً برقم (19872) .
وانظر حديث أبي قتادة الآتي 5/298، ففيه أن عمران كان حاضراً للحادثة، وانظر لذلك "فتح الباري" 1/448-454.
قال السندي: قوله: "أسرينا" الإسراء: هو سير الليل.
"تلك الوقعة" المعهودة لمن نزل آخر الليل من المسافرين، والمراد بالوقعة النوم.
"أجوف" يخرج صوته من جوفه بقوة. "جليداً" من الجلادة، بمعنى الصلابة.
"الوَضوء" بفتح الواو، أي: الماء الذي يتوضأ به.
"عليك بالصعيد" أي تيمم به، ففيه التيمم للجنب، وعليه أهل العلم.
"فابغيا لنا" بهمزة وصل، أي: فاطلبا لنا، وفي بعض النسخ: "فابغيانا" بلا لام، وحينئذٍ هو بهمزة قطع من أبغيتك الشيء، أي: أعنتك على طلبه.
"مزادتين": بفتح الميم، القربتان الكبيرتان. =(33/132)
19899 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا فَقَالَ: " مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاتِهِ قَائِمًا، وَصَلَاتُهُ نَائِمًا عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاتِهِ قَاعِدًا " (1)
__________
= "سطيحتين" بفتح سين وكسر طاء، والسطيحة: مزادة من جلدين قوبل أحدهما بالآخر فسطح عليه، وهي من أواني المياه.
"نفرنا" أي: رجالنا، ونفر الإنسان: رهطه وعشيرته، وهو اسم جمع، لا واحد له من لفظه.
"خلوف" بضم الخاء، جمع خالف، يقال لمن غاب، فلذلك خرجت للماء.
"الصابىء" الخارج عن دين آبائه، وكانوا يقولون للمؤمنين ذلك ذماً.
"أوكى" بلا همزة في آخره، أي: شَدَّ ورَبط.
"العزالي" بفتح المهلمة والزاي وكسر لام وفح ياء، ويجوز فتح اللام، أي: أفواههما السفلى، ويطلق على الفم الأعلى أيضاً، بفتح مهملة ممدود.
"أقلع عنها" أي: عن القرب.
"ما رزئناك" بفتح الراء وكسر الزاي، ويجوز فتحها، وبعدها همزة ساكنة، أي: نقصناك.
"الصَّرْم" بكسر الصاد وسكون راء، أبيات مجتمعة من الناس.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين المعلَّم: هو ابن ذكوان.
وأخرجه أبو داود (951) ، وابن خزيمة (1249) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (592) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ورواية ابن خزيمة مختصرة. وانظر (19887) .(33/133)
19900 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا عَضَّ يَدَ رَجُلٍ، فَانْتَزَعَ يَدَهُ فَنَدَرَتْ ثَنِيَّتُهُ أَوْ ثَنِيَّتَاهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَعَضُّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ كَمَا يَعَضُّ الْفَحْلُ. لَا دِيَةَ لَكَ " (1)
19901 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ: وَقَدْ تَفَاوَتَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ السَّيْرُ رَفَعَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوْتَهُ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ} [الحج: 2] حَتَّى بَلَغَ آخِرَ الْآيَتَيْنِ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ أَصْحَابُهُ بِذَلِكَ حَثُّوا الْمَطِيَّ، وَعَرَفُوا أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ يَقُولُهُ، فَلَمَّا تَأَشَّبُوا حَوْلَهُ قَالَ: " أَتَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ ذَاكَ؟ " قَالَ: " ذَاكَ يَوْمٌ يُنَادَى آدَمُ فَيُنَادِيهِ رَبُّهُ فَيَقُولُ: يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثًا إِلَى النَّارِ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ ". قَالَ: فَأَبْلَسَ أَصْحَابُهُ حَتَّى مَا أَوْضَحُوا بِضَاحِكَةٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: " اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا كَثَرَتَاهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَمَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (5998) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (19829) .(33/134)
هَلَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَبَنِي إِبْلِيسَ قَالَ: فَأُسْرِيَ (1) عَنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: " اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ، أَوِ الرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ " (2)
__________
(1) كذا في (م) و (س) ، وفي نسخة (ظ 10) و (ق) : فَسُري، وعليه لا يكون فرقٌ بين هذه الرواية والتي تليها.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، لكنه قد توبع. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه الترمذي (3169) ، والنسائي في "الكبرى" (3169) ، والطبري في "التفسير" 17/111، والطبراني في "الكبير" 18/ (307) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/465 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (835) ، والحاكم 4/567 من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطبراني في "الكبير" 18/ (298) و (306) و (308) ، وفي "مسند الشاميين" (2636) ، والحاكم 1/28 و2/233-234 و245 و385 و385-386 من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه الطبري 17/111 من طريق سليمان بن طرخان، عن قتادة، عن صاحب له، عن عمران.
وانظر (19884) .
ويشهد له حديث أنس عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/31، وصححه ابن حبان (7354) .
وحديث ابن عباس عند الحاكم 4/568، وصححه.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3661) ، وانظر تتمة شواهده هناك. =(33/135)
19902 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وهِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَسُرِّيَ عَنِ الْقَوْمِ، وَقَالَ: " إِلَّا كَثَّرَتَاهُ " (1)
19903 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، (2) عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جُهَيْنَةَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ. قَالَ: فَدَعَا وَلِيَّهَا فَقَالَ: " أَحْسِنْ إِلَيْهَا، فَإِذَا وَضَعَتْ فَأْتِنِي بِهَا ". فَفَعَلَ فَأَمَرَ بِهَا فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا
__________
= قال السندي: قوله: "المطي" الدّوابّ.
"أنه عند قول يقوله" أي: أنه يقصد أن يقول لهم قولاً.
"تأشبوا" بهمزة وتشديد شين معجمة، بعدها موحدة، يقال: تأشب القوم: إذا اختلطوا، وفي "النهاية" أي: تدانوا وتضامُّوا.
"فأبلسوا" على بناء الفاعل، أي: سكتوا حزناً، والمبلس: الساكت من الحزن.
"بضاحكة" واحدة الضواحك، وهي أربعة، وسُميت ضواحك، لأنها تظهر عند الضحك.
"إلا كثرتاه" بالتخفيف، أي: غلبتاه بالكثرة، يقال: كاثَرْتُهُ فكَثَرْتُه، أي: غلبته بالكثرة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن لم يسمع من عمران، لكنه قد توبع. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي.
وأخرجه الحاكم 2/385 و4/567 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد، ولم يقرن في الرواية الأولى بسعيد هشاماً.
وانظر ما قبله.
(2) قوله: "حدثنا يحيى" سقط من (م) .(33/136)
فَرُجِمَتْ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا فَقَالَ عُمَرُ: تُصَلِّي عَلَيْهَا وَقَدْ زَنَتْ فَقَالَ: " لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ، وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ؟ (1) "
19904 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مِرَايَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " (2)
19905 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّوَّارِ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. هشام: هو الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه الطيالسي (848) ، والدارمي (2325) ، ومسلم (1696) ، وأبو داود (4440) ، والنسائي في "المجتبى" 4/63- 64، وفي "الكبرى" (2084) و (7189) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (477) ، والدارقطني 3/101 و102 و127، والبيهقي 4/18 و8/217-218 و218 و225 وابن عبد البر في "التمهيد" 24/129 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وانظر
(19861) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، سلف الكلام عليه برقم (19824) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (3599) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.(33/137)
سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " (1)
19906 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ، حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ مُضَرِّبٍ، (2) قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، لَا أَدْرِي (3) مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، ثُمَّ يَأْتِي، أَوْ يَجِيءُ، بَعْدَكُمْ قَوْمٌ يَنْذُرُونَ فَلَا يُوفُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُتَّمَنُونَ، (4) وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَفْشُو فِيهِمُ السِّمَنُ " (5)
19907 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَصِيرُ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللهِ،
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خالد بن رباح- وهو الهذلي- فهو صدوق لا بأس به. وهو مكرر (19817) .
(2) تحرف في (م) إلى: مضرس.
(3) القائل: هو عمران بن حصين كما في رواية البخاري.
(4) في (م) و (ق) : يؤتمنون.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جمرة- بالجيم-: هو نصر بن عمران.
وأخرجه البخاري (6695) ، ومسلم (2535) (214) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/391، وابن حزم في "الإحكام في أصول الأحكام" 5/11 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (19820) و (19835) .(33/138)
وَعَمِلْنَا بِهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُهَا، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ " (1)
19908 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعمران القصير: هو ابن مسلم المنقري، وأبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي.
وأخرجه البخاري (4518) ، ومسلم (1226) (173) ، والبزار في "مسنده" (3587) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1226) (172) ، والنسائي في "الكبرى" (11032) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (283) من طريق بشر بن المفضل، عن عمران القصير، به.
وانظر ما سلف برقم (19833) .
قوله: "نزلت آية المتعة" قال السندي: يعني متعة الحج، والآية هي قوله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي) [البقرة: 196] .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه أبو داود (3884) ، والبزار في "مسنده" (3597) من طريق عبد الله ابن داود الهمداني، عن مالك بن مِغول، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (836) ، والترمذي (2057) من طريق سفيان بن عيينة، والطبراني في "الكبير" 18/ (587) من طريق عبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل، وفي "الأوسط" (1472) من طريق شعبة، والبيهقي 9/348 من طريق=(33/139)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إسماعيل بن زكريا وطلق بن غنام، ستتهم عن حصين بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي برقم (19930) و (20010) .
وأخرجه البخاري (5705) من طريق محمد بن فضيل، عن حصين، به.
موقوفاً على عمران. وسبق أن الطبراني أخرجه من طريق محمد بن فضيل مرفوعاً، ورواية الجمهور أولى.
وخالف الجمهورَ أيضاً هشيمٌ، فرواه عن حصين، عن الشعبي، عن بريدة موقوفاً. أخرجه من طريق هشيم مسلم (220) (374) ، وابن حبان (6430) ، وابن منده في "الإيمان" (982) ، والبيهقي في "الشعب" (1163) . وسلف في المسند من هذا الطريق ضمن حديث ابن عباس برقم (2448) .
وخالف هشيماً شعبةُ وأبو جعفر الرازي، فروياه عن حصين، عن الشعبي، عن بريدة مرفوعاً، أخرجه من طريق شعبة تعليقاً الترمذي بإثر (2057) ، وأبو حاتم في "العلل" 2/348، ومن طريق أبي جعفر الرازي ابنُ ماجه (3513) .
ورجح المزي في "التحفة" 2/77 أن الحديث حديث عمران، وأما ابن حجر فقال في "الفتح" 10/156: والتحقيق أنه عند حصين عن عمران وعن بريدة جميعاً.
وأخرجه أبو داود (3889) ، والطبراني في "الكبير" (733) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/348 تعليقاً من طريق شريك عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، عن أنس مرفوعاً، ولفظه: "لا رقية إلا من عين أو حُمة أو دم لا يرقأ" قلنا: وشريك سيئ الحفظ، وسقط من إسناد الطبراني شريك، فيستدرك من هنا.
وأخرجه البزار (3056- كشف الأستار) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (851) من طريق مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر. قلنا: ومجالد ضعيف.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12173) ، وانظر تتمة شواهده هناك.=(33/140)
19909 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَا: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً إِلَّا " أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ " (1)
19910 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَبْشِرُوا ". قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْهِ حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ " (2)
19911 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ،
__________
= قوله: أو "حمة" قال السندي: بضم ففتح ميم مخففة: السُمُ، قيل: أراد أنهما أحق بالرقية لشدة الضرر فيهما، ولم يُرِدِ الحصر.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله الشعيثي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق، لكن أبا قلابة- وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من سمرة فيما قاله علي ابن المديني كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 109. قلنا: وعمران ابن الحصين وفاته متقدمة على سمرة، فتكون رواية أبي قلابة عنه مرسلة أيضاً.
وانظر ما سلف برقم (19844) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وهو مكرر (19822) .(33/141)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ شَيْنٌ فِي وَجْهِهِ " (1)
19912 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ مَصْبُورَةٍ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ بِوَجْهِهِ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين. جعفر بن حيان: هو أبو الأشهب العطاردي.
والحديث مكرر (19821) .
تنبيه: تكرر هنا بعد هذا الحديث في بعض النسخ الحديث السالف برقم (19819) سنداً ومتناً ولا داعي لإثباته.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.
وسيتكرر برقم (19958) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/5، وأبو داود (3242) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (446) والحاكم 4/294 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/172 من طريق جعفر بن سليمان، عن هشام، به.
وأخرجه الطبراني 18/ (445) من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين، به.
وأخرجه الطبراني 18/ (319) و (320) و (341) من طرق عن الحسن البصري، عن عمران، به نحوه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/322 من طريق زائدة بن قدامة، عن=(33/142)
19913 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ". قَالَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: " أَنْتَ مِنْهُمْ ". قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: " قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (1)
__________
= هشام، عن ابن سيرين، عن عمران موقوفاً.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3576) ، ولفظه: "من حلف على يمين يقتطع بها مال مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان". وذُكرت شواهده هناك.
قوله: "مصبورة" قال ابن الأثير في "النهاية" أي: أُلزم بها وحُبس عليها، وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم، وقيل لها: مصبورة، وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور، لأنه إنما صبر من أجلها، أي: حُبس، فوصفت بالصبر، وأضيفت إليه مجازاً.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران، لكنه قد توبع. هشام: هو ابن حسان القردوسي.
وأخرجه البزار (3565) ، وأبو عوانة 1/87، والطبراني في "الكبير" 18/ (380) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية البزار ليس فيها ذكر قصة عكاشة، ولم يذكر أبو عوانة لفظه.
وأخرجه أبو عوانة 1/86-87 و87، والطبراني 18/ (380) ، وابن منده في "الإيمان" (977) من طرق عن هشام بن حسان، به. ورواية أبي عوانة الأولى مختصرة، والثانية لم يَسُق لفظها. =(33/143)
19914 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو السَّوَّارِ الْعَدَوِيُّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ: إِنَّهُ يُقَالُ فِي الْحِكْمَةِ: إِنَّ مِنْهُ وَقَارًا لِلَّهِ، وَإِنَّ مِنْهُ ضَعْفًا. فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنِ الصُّحُفِ (1)
__________
= وسلف الحديث مطولاً برقم (380) من طريق قتادة، عن الحسن، عن عمران، عن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه ضمن حديث ابن حبان (6089) من طريق أبي الصهباء، والطبراني 18/ (605) ، وابن منده في "الإيمان" (979) من طريق عبد الله بن الحارث الزبيدي، كلاهما عن عمران.
وسيأتي من طريق محمد بن سيرين برقم (19966) ، ومن طريق الحكم بن الأعرج برقم (19984) كلاهما عن عمران.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3806) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8016) ، وانظر تتمة الشواهد عندهما.
قوله: "وعلى ربهم يتوكلون" قال السندي ة فيه أن كمال التوكل يقتضي ترك استعمال الأسباب البعيدة، كالكي والرُقية، وأن استعمالها يخِلُّ في كمال التوكل، وأن من كمل توكله يدخل الجنة بلا حساب.
"عكاشة" كرُمّانة، ويخفف.
"سبقك بها عكاشة" كأنه خاف أن يقوم كل أحد ويطلب ما طلب عكاشة مع أن فيهم من لا يليق بذلك، فقطع بهذا ذلك، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خالد بن رباح، فهو صدوق لا بأس به. =(33/144)
19915 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ ابْنِي (1) مَاتَ، فَمَا لِي مِنْ مِيرَاثِهِ؟ فَقَالَ: " لَكَ السُّدُسُ ". فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: " لَكَ سُدُسٌ آخَرُ ". فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: " إِنَّ السُّدُسَ الْآخَرَ طُعْمَةٌ " (2)
19916 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضُّبَعِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقَلُّ سُكَّانِ
__________
= وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (76) و (79) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 49، والطبراني في "الكبير" 18/ (501) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (70) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/256 من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وفي إسناد "التمهيد" سَقْط وتحريف، يُستدرك من هنا.
وانظر (19817) .
(1) في (م) : إن ابني، سقطت كلمة "ابن".
(2) إسناده ضعيف، الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/290- 291، والترمذي (2099) ، والنسائي في "الكبرى" (6337) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4506) ، والبيهقي 6/244 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وانظر (19848) .(33/145)
الْجَنَّةِ النِّسَاءُ " (1)
19917 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَحَدُنَا آخِذٌ بِيَدِ صَاحِبِهِ، فَمَرَرْنَا بِسَائِلٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَاحْتَبَسَنِي عِمْرَانُ وَقَالَ: قِفْ نَسْتَمِعِ الْقُرْآنَ، فَلَمَّا فَرَغَ سَأَلَ، فَقَالَ عِمْرَانُ: انْطَلِقْ بِنَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَاسْأَلُوا (2) اللهَ بِهِ؛ فَإِنَّ مِنْ بَعْدِكُمْ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (263) من طريق علي بن عثمان اللاحقي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وتحرف حماد إلى: عثمان بن سلمة! وانظر (19837) .
(2) في (م) و (س) : وسلوا.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله وخيثمة- وهو ابن أبي خيثمة البصري- ضعيفان، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (372) ، والآجري في "أخلاق حملة القرآن" (42) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" 1/187، والبزار في "مسنده" (3553) و (3554) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/29، والطبراني 18/ (370) و (371) و (373) ، والبيهقي في "الشعب" (2629) من طرق عن=(33/146)
19918 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ " الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ " فَقَالُوا: كَيْفَ يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ؟ فَقَالَ عِمْرَانُ: قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= منصور بن المعتمر، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/479 من طريق يزيد بن إبراهيم، و10/480 من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن الحسن البصري، عن عمران قوله.
وانظر (19885) .
وفي الباب عن أنس وجابر وعبد الرحمن بن شبل، سلفت أحاديثهم بالأرقام (12483) و (14855) و (15529) ، والأخيران صحيحان.
وعن سهل بن سعد الساعدي، سيأتي 5/338، وصححه ابن حبان (760) .
وعن أبي سعيد الخدري عند أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 206، والبيهقي في "الشعب" (2630) ، والبغوي (1182) .
وعن بريدة عند البيهقي (2625) .
وانظر حديث عبادة بن الصامت الآتي في "المسند" 5/315 و324، وحديث أبي بن كعب عند عبد بن حميد (175) ، وابن ماجه (2158) ، وحديث أبي الدرداء عند أبي عبيد ص 207.
وانظر "فتح الباري" 4/452.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن صُبيح، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/391، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (440) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (855) ، ومن طريقه النسائي 4/15، وابن حبان=(33/147)
19919 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عِصَامٍ، أَنَّ شَيْخًا حَدَّثَهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الشَّفْعِ، وَالْوَتْرِ فَقَالَ: " هِيَ الصَّلَاةُ: بَعْضُهَا شَفْعٌ، وَبَعْضُهَا وَتْرٌ " (1)
__________
= (3134) عن شعبة، به.
وأخرج النسائي 4/17، والطبراني 18/ (411) ، وابن عدي في "الكامل" 2/732-733 من طريق منصور بن زاذان، والطبراني 18/ (360) من طريق أبي حمزة إسحاق بن الربيع العطار، كلاهما عن الحسن البصري، عن عمران، قال: الميت يعذب بنياحة أهله عليه، فقال له رجل: أرأيت رجلاً مات بخراسان، وناح أهلُه عليه ها هنا، أكان يعذب بنياحة أهله؟! قال: صدق رسول الله وكذبت أنت!
والمراد بالبكاء هنا: النياحة، وهذا العذاب يُفعل به إذا رضي بنوحهم أو أمرهم به، قال ابن المبارك: إذا كان ينهاهم في حياته، ففعلوا شيئاً من ذلك بعد وفاته، لم يكن عليه شيء.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4865) ، وتتمة شواهده هناك، وانظر شرحه والتعليق عليه عنده.
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عمران، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمران بن عصام، فمن رجال الترمذي وروى عنه جمع ووثقه ابن حبان. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه المزي في ترجمة عمران بن عصام من "تهذيب الكمال" 22/341 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3342) من طريق أبي داود الطيالسي، به. وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة.
وأخرجه الترمذي (3342) ، والطبري في "تفسيره" 30/172، والطبراني في "الكبير" 18/ (579) ، والواحدي في "تفسيره" 4/480 من طرق عن همام=(33/148)
19920 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ " (1)
19921 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا عَامَّةَ
__________
= ابن يحيى، به. وسقط من إسناد الطبري: قتادة، وسقط كذلك من مطبوع الواحدي: عمران بن عصام والشيخ المبهم.
وسيأتي من طريق همام بن يحيى بالرقمين (19935) و (19973) .
وأخرجه دون ذكر الرجل المبهم: الطبراني 18/ (578) ، والحاكم 2/522 من طريقين عن همام، عن قتادة، عن عمران بن عصام- زاد الحاكم في روايته: شيخ من أهل البصرة- عن عمران بن حصين. فجعل الحاكم في روايته الشيخ البصري هو عمران بن عصام واغترَّ بذلك، فصححه كما قال الحافظ في "الفتح"8/702.
وأخرجه كذلك الطبري 30/172، والطبراني 18/ (578) ، والواحدي 4/480 من طريق خالد بن قيس، عن قتادة، به- وسقط من مطبوع الواحدي: عمران بن عصام.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/370، والطبري كذلك 30/171 من طريقين عن قتادة، عن عمران بن حصين موقوفاً عليه. وهذا إسناد معضل، لإسقاط عمران بن عصام والشيخ المبهم.
وانظر حديث جابر السالف في مسنده برقم (14511) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك، وعفان: هو ابن مسلم. وانظر (19851) .(33/149)
لَيْلِهِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَا يَقُومُ إِلَّا إِلَى عُظْمِ صَلَاةٍ " (1)
19922 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يُصْبِحَ، لَا يَقُومُ فِيهَا إِلَّا إِلَى عُظْمِ صَلَاةٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح لكن من حديث عبد الله بن عمرو كما سيأتي، وقد انفرد أبو هلال- وهو محمد بن سليم الراسبي- عن قتادة فجعله من حديث عمران، وهو لين الحديث، وخالفه هشام الدستوائي وسعيد بن أبي هلال عن قتادة فجعلاه من حديث عبد الله بن عمرو كما في الرواية التالية. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو حسان: هو مسلم بن عبد الله الأعرج.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3596) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (137) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (510) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2221 من طرق عن أبي هلال الراسبي، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلم يُروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا برواية عمران وعبد الله بن عمرو، واختلف في إسناده على قتادة، فقال أبو هلال: عن قتادة عن أبي حسان عن عمران، وقال
هشام: عن قتادة عن أبي حسان عن عبد الله بن عمرو، وهشام أحفظ من أبي هلال.
وسيأتي من طريق أبي هلال الراسبي برقم (19990) .
قوله: " عظم الصلاة" قال السندي: ضبط بضم فسكون، وقيل: المراد إلا إلى فريضة، فإن عظم الشيء أكبره، والله تعالى أعظم.
(2) إسناده صحح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علي: هو ابن المديني، ومعاذ بن هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو حسان: هو مسلم بن عبد الله الأعرج، وعبد الله بن عمرو: هو ابن العاص الصحابي المشهور.
وأخرجه أبو داود (3663) عن محمد بن المثنى، وابن خزيمة (1342) =(33/150)
19923 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ " (1)
• 19924 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ " (2)
19925 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَوْنٍ وَهُوَ الْعَقِيلِيُّ، عَنْ مُطَرِّفٍ،
__________
= عن محمد بن بشار المعروف ببُنْدار، كلاهما عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6255) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن قتادة، به.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران. بهز: هو ابن أسد العمي، همام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3552) من طريق حَبّان بن هلال، عن همام ابن يحيى، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (19924) و (20007) .
وسلف الحديث مطولاً بسند صحيح من طريق أبي المهلب عن عمران برقم (19861) .
وفي الباب عن عمر، سلف في مسنده برقم (156) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كسابقه. هدبة: هو ابن خالد القيسي.
وأخرجه الطبراني في، "الكبير" 18/ (294) من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.(33/151)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَ عَامَّةُ دُعَاءِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَخْطَأْتُ وَمَا تَعَمَّدْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا جَهِلْتُ وَمَا تَعَمَّدْتُ " (1)
19926 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ حُبْلَى مِنْ زِنًا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عون العقيلي، فمن رجال ابن ماجه، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان، ونقل المزي في ترجمته من "التهذيب" تضعيف أبي داود له، والذي في "سؤالات الآجري" لأبي داود التفرقة بين عون العقيلي (427) ، وبين عون بن أبي شداد (499) ، فالأول وثقه، والثاني ضعفه، وذهب إلى التفريق بينهما أيضاً البخاري في "التاريخ الكبير" 7/15 و16، وتبعه ابن حبان 5/263 و7/281.
علي: هو ابن عبد الله بن المديني، ومعاذ: هو ابن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (242) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1479) من طريق علي بن المديني، بهذا الإسناد. وتحرف عون في "مسند الشهاب" إلى: عوف.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2525) عن عمرو بن مالك، والطبراني 18/ (242) من طريق خليفة بن خياط، كلاهما عن معاذ بن هشام، به.
وقد ورد هذْا الدعاء في قصة إسلام حصين والد عمران، كما سيأتي برقم (19992) .(33/152)
عَلَيَّ. فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيَّهَا فَقَالَ: " أَحْسِنْ إِلَيْهَا، فَإِذَا وَضَعَتْ حَمْلَهَا فَأْتِنِي بِهَا ". فَفَعَلَ فَأَمَرَ بِهَا فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَرُجِمَتْ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: تُصَلِّي عَلَيْهَا وَقَدْ رَجَمْتَهَا؟ فَقَالَ: " لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ، وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ؟ " (1)
19927 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: جَاءَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ إِلَى امْرَأَتِهِ مِنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ حِيْنَ (2) حَدِيثٍ , فَأَغْضَبَتْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي-، فمن رجال مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهشام: هو الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وانظر (19861) .
(2) تحرفت في (م) إلى: ليست بعين حديث.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو رجاء العطاردي: هو عمران ابن ملحان.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20610) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (275) . وانظر (19852) .(33/153)
19928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَفَّانُ الْمَعْنَى وَهَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرِّشْكُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَحْدَثَ شَيْئًا فِي سَفَرِهِ فَتَعَاهَدَ. قَالَ عَفَّانُ: فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَذْكُرُوا أَمْرَهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عِمْرَانُ: وَكُنَّا إِذَا قَدِمْنَا مِنْ سَفَرٍ بَدَأْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ قَالَ: فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلِيًّا فَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ عَلِيًّا فَعَلَ كَذَا وَكَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلِيًّا فَعَلَ كَذَا وَكَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الرَّابِعُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلِيًّا فَعَلَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّابِعِ وَقَدْ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ فَقَالَ: " دَعُوا عَلِيًّا، دَعُوا عَلِيًّا، دَعُوا عَلِيًّا، إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف جعفر بن سليمان- وهو الضبعي- فيه كلام، وكان يتشيع، وعَدَّ هذا الحديث ابنُ عدي في "الكامل" مما استنكر من أحاديثه، وكذا ابن تيمية كما سيأتي.
وقد كنا قوينا إسناده في ابن حبان (6929) فليستدرك من هنا.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1035) بإسناده ومتنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/79-80 عن عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد. وبين في روايته أن الحدث الذي أحدثه في سفره أنه أصاب جارية.=(33/154)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطيالسي (829) ، والترمذي (3712) ، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني" (2298) وفي "السنة" (1187) ، والنسائي في "الكبرى" (8146) و (8474) وفي "خصائص علي" (68) و (89) ، وأبو يعلى. (355) ، وابن حبان (6929) ، والطبراني 18/ (265) ، وابن عدي في "الكامل" 2/568-569، والقطيعي في زوائده على "الفضائل" (1060) ، والحاكم 3/110- 111، وأبو نعيم في "الحلية" 6/294 من طرق عن جعفر بن سليمان الضبعي، به. وعندهم جميعاً أنه أصاب جارية إلا رواية الطيالسي وابن أبي عاصم في "السنة" والنسائي الأولى من "الكبرى" و"الخصائص" والقطيعي.
وفي الباب عن عبد الله بن بريدة بن الحصيب عن أبيه، سيأتي 5/356، وفيه وهو وليُ كل مؤمن بعدي، لكن تفرد به أجلح بن عبد الله الكندي، وهو شيعي ضعيف، وقد رواه غير واحد عن ابن بريدة دون هذا الحرف كما سيأتي في المسند 5/350- 351 و358 و359و361. وهذا الحديث أيضاً أصله في صحيح البخاري (4350) بغير هذه السياقة.
وعن البراء بن عازب عند الترمذي (1704) لكن قال مكان قوله: ما تريدون من عَليّ ... إلخ قال: "ما ترى في رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله؟ " ورجاله موثقون، وأصله في صحيح البخاري (3449) .
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي: "أنت مني وأنا منك" عن البراء بن عازب عند البخاري (2699) .
وقد قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي عام القضية لما تنازع هو وجعفر وزيد بن حارثة في حضانة بنت حمزة، فقضى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها لخالتها، وكانت تحت جعفر، وقال: "الخالة أم" وقال لجعفر:" أشبهتَ خلقي وخُلُقي، وقال لعلي:"أنت مني وأنا منك" أي في النسب والصهر والسابق والمحبة" وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا" وهذه اللفظة "أنت مني وأنا منك" لا تدل على أن من قيلت له كان هو أفضل الصحابة، فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأشعريين كما في "الصحيحين": "هم مني
وأنا منهم" وقال لجليبيب: "هذا مني وأنا منه". =(33/155)
19929 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
__________
= وعن علي نفسه، سلف برقم (770) .
وعن أسامة بن زيد، سيأتي 5/204.
وقوله: "هو وليّ كل مؤمن بعدي" قال ابن تيمية في "منهاج السنة" 7/391-392: هذا كذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل هو في حياته وبعد مماته وليُّ كل مؤمن، وكل مؤمن وليُّه في المحيا والممات، فالولاية التي هي ضد العداوة لا تختص بزمان، وأما الولاية التي هي الإمارة، فيقال فيها: والي كل مؤمن بعدي، كما يقال في صلاة الجنازة: إذا اجتمع الولي والوالي قدَّم الوالي في قول الأكثر.
فقول القائل: "عليّ ولي كل مؤمن بعدي" كلام يمتنع نسبته إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنه إن أراد الموالاة لم يحتَجْ أن يقول: "بعدي" وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول: والٍ على كل مؤمن
قال الحافظ في "الفتح" 8/67: وقد استُشْكِلَ وقوعُ عليًّ على الجارية بغير استبراء، وكذلك قسمته لنفسه، فأما الأول فمحمول على أنها كانت بكراً غير بالغ، ورأى أن مثلها لا يستبرأ كما صار إليه غيره من الصحابة، ويجوز أن تكون حاضت عقب صيرورتها له ثم طهُرت بعد يوم وليلة ثم وقع عليها وليس ما يدفعه، وأما القسمة فجائزة في مثل ذلك ممن هو شريك فيما يقسمه كالإمام إذا قسم بين الرعية وهو منهم، فكذلك من نصَّبَه الإمامُ قام مقامه.
وقد أجاب الخطابي بالثاني، وأجاب عن الأول باحتمال أن تكون عذراء، أو دون البلوغ، أو أداه اجتهاده أن لا استبراء فيها.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن=(33/156)
19930 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ " (1)
19931 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ " غُلَامًا لِأُنَاسٍ فُقَرَاءَ قَطَعَ أُذُنَ غُلَامٍ لِأُنَاسٍ أَغْنِيَاءَ، فَأَتَى أَهْلُهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا نَاسٌ فُقَرَاءُ فَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِ شَيْئًا " (2)
__________
=- وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين. زهير: هو ابن معاوية بن حديج الجعفي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1315) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/49، والطبراني في "الكبير" 18/ (382) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مطولة كالرواية الآتية برقم (19946) .
وأخرجه ابن ماجه (3937) من طريق يزيد بن زريع، عن حميد، به.
وسيأتي برقم (20003) .
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (19946) و (19987) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8317) ، وعن جابر، سلف برقم (14351) ، وذكرنا شواهده عندهما.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وانظر (19908) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ بن هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي. =(33/157)
19932 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ " رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ لَهُ، فَأَقْرَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: لَوْ لَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ لَجَعَلْتُهُ رَأْيِي (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (512) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسقط من إسناده "عن أبيه"، فليستدرك.
وأخرجه أبو داود (4590) ، ومن طريقه البيهقي 8/105، عن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه الدارمي (2368) ، والبزار في "مسنده" (3600) ، والنسائي 8/25-26، والطبراني 18/ (512) من طرق عن معاذ بن هشام، به.
قال البيهقي عقب الحديث: إن كان المراد بالغلام المذكور فيه المملوك فإجماع أهل العلم على أن جناية العبد في رقبته يدل- والله أعلم- على أن الجناية كانت خطأ، وأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما لم يجعل عليه شيئاً لأنه التزم أرش جنايته، فأعطاه من عنده متبرعاً بذلك.
وقد حمله الخطابي في "معالم السنن"4/41 على أن الجاني كان حراً، وكانت الجناية خطأ، وكانت عاقلته فقراء، فلم يجعل عليهم شيئاً، إما لفقرهم، وإما لأنهم لا يعقلون الجناية الواقعة على العبد إن كان المجني عليه مملوكاً، والله أعلم.
قال البيهقي: وقد يكون الجاني غلاماً حراً غير بالغ، وكانت جنايتُه عمداً فلم يجعلْ أرشها على عاقلته، وكان فقيراً فلم يجعلْه في الحال عليه، أو رآه على عاقلته، فوجدهم فقراء، فلم يجعله عليه، لكون جنايته في حكم الخطأ، ولا عليهم لكونهم فقراء، والله أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن اسحاق: هوالسَّيْلحيني.=(33/158)
19933 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّهُ قَالَ: " تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَنْهَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْهَا، وَلَمْ يَنْزِلْ مِنَ اللهِ فِيهَا نَهْيٌ " (1)
19934 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ فَضَالَةَ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ وَعَلَيْهِ مِطْرَفٌ مِنْ خَزٍّ لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ وَلَا بَعْدَهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً، فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى خَلْقِهِ " قَالَ رَوْحٌ بِبَغْدَادَ: يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى
__________
= وأخرجه أبو داود (3961) ، والطبراني في "الكبير"18/ (430) ، والبيهقي 10/ (285) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/416 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1668) (57) ، والطبراني 18/ (358) و (359) و (361) و (428) و (429) و (430) ، والبيهقي 10/285، وابن عبد البر 23/414- 415 و416 من طرق عن ابن سيرين، به.
وسيأتي برقم (20001) ، وانظر ما سلف برقم (19826) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل - وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين، وقد توبعا. حماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3536) من طريق يحيى بن إسحاق، والطبراني في "الكبير"18/ (389) من طريق عبيد الله بن محمد بن حفص المعروف بابن عائشة، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (19940) ، وانظر ما سلف برقم (19833) .(33/159)
عَبْدِهِ (1)
19935 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: سُئِلَ قَتَادَةُ عَنِ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فضيل بن فضالة القيسي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 4/291 و7/10، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (50) ، وفي "العيال" (369) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3037) ، والطبراني 18/ (281) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 161، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1102) ، والبيهقي في "السنن"
3/271، وفي "الشعب" (6200) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" 3/1767 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وتحرف الفضيل عند الحاكم والقضاعي إلى: المفضل.
وأخرجه الطبراني 18/ (418) من طريق يزيد بن هارون، عن زياد بن أبي زياد الجصاص، عن الحسن البصري، عن عمران بن حصين. وإسناده ضعيف.
وأخرج ابن سعد 4/291 و7/10 عن عفان بن مسلم ومعلى بن أسد، عن عبد الرحمن بن العريان، عن أبي عمران الجوني أنه رأى على عمران مطرَف خزًّ. وهذا إسناد حسن.
وأخرج ابن سعد 4/291 من طريق همام بن يحيى، عن قتادة أن عمران كان يلبس الخز.
ويشهد للمرفوع حديث ابن عمرو، سلف برقم (6708) ، وانظر شواهده عنده.
قوله: "مطرف من خز" قال السندي: هو بكسر الميم وفتحها وضمها مع فتح الراء: ثوب في طرفيه علمان، وقيل: رداء مربع من خز له أعلام.
قال الحافظ في "الفتح" 10/295: الأصح في تفسير الخز أنه ثيابٌ سَداها من حرير، ولُحْمتها من غيره، وذهب الجمهور إلى جواز لبس ما خالطه الحرير إذا كان غير الحرير الأغلب. قلنا: والسَّدى من الثوب: ما يمد طولاً في النسيج، واللحمة خلافه.(33/160)
فَقَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عِصَامٍ الضُّبَعِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هِيَ الصَّلَاةُ: مِنْهَا شَفْعٌ، وَمِنْهَا وَتْرٌ " (1)
19936 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْأَسْوَدِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ أَوْ مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ؟ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ ومَضَى عَلَيْهِمْ فِي قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ. أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ، وَأُخِذَتْ (2) عَلَيْهِمْ بِهِ الْحُجَّةُ. قَالَ: " بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ، وَمَضَى عَلَيْهِمْ ". قَالَ: فَلِمَ يَعْمَلُونَ إِذًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مَنْ كَانَ اللهُ خَلَقَهُ لِوَاحِدَةٍ مِنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ يُهَيِّئُهُ لِعَمَلِهَا، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ، {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8] " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عمران. بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. وانظر (19919) .
(2) في (م) و (س) : واتخذت.
(3) إسناده قوي على شرط مسلم. ابن يعمر: هو يحيى البصري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/210- 211، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (950) ، والواحدي في "تفسيره" 4/497 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (842) ، ومسلم (2650) ، وابن أبي عاصم في "السنة"=(33/161)
19937 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي السُّمَيْطُ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُبَيْسًا أَوْ ابْنَ عُبَيْسٍ فِي أُنَاسٍ مِنْ بَنِي جُشَمٍ (1) أَتَوْهُ، فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: أَلَا تُقَاتِلُ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ؟ قَالَ: لَعَلِّي قَدْ قَاتَلْتُ حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ. قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أُرَاهُ يَنْفَعُكُمْ فَأَنْصِتُوا. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْزُوا بَنِي فُلَانٍ مَعَ فُلَانٍ ". قَالَ: فَصُفَّتِ الرِّجَالُ وَكَانَتِ النِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ الرِّجَالِ، ثُمَّ لَمَّا رَجَعُوا قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ اسْتَغْفِرْ لِي غَفَرَ اللهُ لَكَ. قَالَ: " هَلْ أَحْدَثْتَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ اسْتَغْفِرْ لِي غَفَرَ اللهُ لَكَ. قَالَ: " هَلْ أَحْدَثْتَ؟ (2) " قَالَ: لَمَّا هُزِمَ الْقَوْمُ وَجَدْتُ رَجُلًا بَيْنَ الْقَوْمِ وَالنِّسَاءِ. فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ. أَوْ قَالَ: أَسْلَمْتُ. فَقَتَلْتُهُ. قَالَ: تَعَوُّذًا بِذَلِكَ حِينَ غَشِيْتُهُ بِالرُّمْحِ. (3) قَالَ: " هَلْ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ تَنْظُرُ إِلَيْهِ؟ " فَقَالَ: لَا. وَاللهِ
__________
= (174) ، والطبري 30/210- 211، والطبراني في "الكبير" 18/ (557) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (950) و (951) و (952) و (953) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 147-148، وفي "الشعب" (186) ، والبغوي في "تفسيره" 4/492 من طرق عن عزرة بن ثابت، به.
وسلف من طريق مطرف بن الشخير مختصراً برقم (19834) .
(1) المثبت من (م) و (س) ومن جامع المسانيد 3/ورقة 267، وفي (ظ 10) و (ق) : خثيم.
(2) من قوله: "قال يا رسول الله لا إلى هنا سقط من (م) .
(3) في (م) و (س) : غشيه الرمح.(33/162)
مَا فَعَلْتُ. فَلَمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُ أَوْ كَمَا قَالَ، وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْزُوا بَنِي فُلَانٍ مَعَ فُلَانٍ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْ لُحْمَتِي مَعَهُمْ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ اسْتَغْفِرِ لِي غَفَرَ اللهُ لَكَ. قَالَ: " وَهَلْ أَحْدَثْتَ؟ " قَالَ: لَمَّا هُزِمَ الْقَوْمُ أَدْرَكْتُ رَجُلَيْنِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَالنِّسَاءِ فَقَالَا: إِنَّا مُسْلِمَانِ أَوْ قَالَا: أَسْلَمْنَا فَقَتَلْتُهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَمَّا أُقَاتِلُ النَّاسَ إِلَّا عَلَى الْإِسْلَامِ؟ وَاللهِ لَا أَسْتَغْفِرُ لَكَ ". أَوْ كَمَا قَالَ: فَمَاتَ بَعْدُ فَدَفَنَتْهُ عَشِيرَتُهُ، فَأَصْبَحَ قَدْ نَبَذَتْهُ الْأَرْضُ، ثُمَّ دَفَنُوهُ وَحَرَسُوهُ ثَانِيَةً فَنَبَذَتْهُ الْأَرْضُ، ثُمَّ قَالُوا: لَعَلَّ أَحَدًا جَاءَ وَأَنْتُمْ نِيَامٌ فَأَخْرَجَهُ فَدَفَنُوهُ ثَالِثَةً، ثُمَّ حَرَسُوهُ فَنَبَذَتْهُ الْأَرْضُ ثَالِثَةً، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ أَلْقَوْهُ، أَوْ كَمَا قَالَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عمران. عارم: هو محمد بن الفضل، ومعتمر بن سليمان: هو ابن طَرْخان التيمي، وسميط الشيباني: هو ابن سمير، وقيل: ابن عمير السدوسي، من ولد سدوس بن شيبان، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (609) من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. ووقع عنده: عبس أو ابن عبس.
وأخرجه ابن ماجه (3930) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3234) و (3235) والطبراني 18/ (562) من طريق عاصم الأحول، عن سميط بن سمير، عن عمران به، ليس فيه أبو العلاء ولا شيخه المبهم. وهذا إسناد=(33/163)
19938 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " أَعْتَقَ رَجُلٌ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَأَقْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ مِنْهُمْ " (1)
19939 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: مَا قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا إِلَّا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ. قَالَ: وَقَالَ: " أَلَا وَإِنَّ مِنَ
__________
= معضل. وزادوا فيه: فأتينا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرناه فقال: "إن الأرض تقبل من هو
شرٌ منه، ولكن الله أحب أن يخبركم بعظم الدم، انتهوا به إلى سفح هذا الجبل، فانضدوا عليه من الحجارة، ففعلنا.
ويغني عنه حديث أسامة بن زيد الآتي 5/200، وهو متفق عليه.
قوله: "لعلَي قد قاتلت" قال السندي: أي: لعلَي قد عملت بهذه الآية، لكن الشأن فيكم هل عملتم بها أم لا؟ "اغزوا بني فلان" يحتمل أنه مفعول الغزو، أو منادى بتقدير حرف النداء.
"لحمتي" هي في النسب بالضم، وفي الثوب بالضم والفتح، والمراد هاهنا النسب، أي: من نسبي وقبيلتي، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران، وقد توبع. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16763) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (342) .
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/417 من طريق محمد الفريابي، عن سفيان الثوري، به.
وانظر ما سلف برقم (19826) .(33/164)
الْمُثْلَةِ: أَنْ يَنْذُرَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْزمَ أَنْفَهُ " (1)
19940 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " تَمَتَّعْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَنْهَنَا عَنْهَا، وَلَمْ يَنْزِلْ فِيهَا نَهْيٌ " (2)
19941 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَخَاكُمْ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ " قَالَ: فَصَفَفْنَا فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ كَمَا تُصَلُّونَ عَلَى الْمَيِّتِ (3)
19942- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَخَاكُمْ
__________
(1) صحيح دون قوله: "ألا إن من المثلة ... الخ "، وهذا إسناد ضعيف كما سلف بيانه عند مكرره (19857) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين، وقد توبع. عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو الطويل. وانظر (19933) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار البصري.
وسيأتي برقم (19963) عن عبد الأعلى السامي عن يونس، ويأتي تخريجه هناك.
وانظر ما سلف برقم (19867) .(33/165)
النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ " قَالَ: فَقُمْنَا فَصَفَفْنَا عَلَيْهِ كَمَا نَصُفُّ عَلَى الْمَيِّتِ، وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ كَمَا نُصَلِّي عَلَى الْمَيِّتِ (1)
19943 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: " مَا مَسِسْتُ فَرْجِي بِيَمِينِي
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم، لكن بشر بن المفضل قد خولف في إسناده كما سيأتي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/362 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1039) ، والبزار في "مسنده" (3583) ، والنسائي 4/70، والطبراني في "الكبير" 18/ (448) ، وفي "الأوسط" (8525) من طرق عن بشر بن المفضل، به. وقال الترمذي: حسن، غريب من هذا الوجه. وقال البزار: لا نعلم أحداً قال فيه: عن محمد بن سيرين، عن أبي المهلب، عن عمران، إلا بشر بن المفضل، وهو ثقة.
وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب" 4/220: غريب من حديث ابن سيرين، وغريب من حديث يونس عن ابن سيرين، تفرد به بشر بن المفضل عنه.
قلنا: قد خالف بشر بن المفضل ثقتان: عبد الوارث بن سعيد وعبد الأعلى السامي عند المصنف برقم (19941) و (19963) ، فروياه عن يونس بن عبيد، عن ابن سيرين، عن عمران، دون ذكر أبي المهلب، وروايتهما أولى بالصواب من رواية بشر بن المفضل، لا سيما وأن ابن سيرين يروي عن عمران بن حصين، ولا يعرف بالتدليس، والله تعالى أعلم.
وانظر ما قبله.(33/166)
مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
19944 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: إِنَّهُ مَرَّ عَلَى قَاصٍّ قَرَأَ، ثُمَّ سَأَلَ فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلِ اللهَ بِهِ؛ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، والحكم بن الأعرج: هو ابن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج البصري.
وهو في "الزهد" للمصنف ص 149 بإسناده ومتنه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/287، والطبراني في "الكبير" 18/ (192) و (495) ، والحاكم 3/472 من طرق عن حاجب بن عمر، بهذا الإسناد.
قوله: "ما مسست" قال السندي: بكسر السين الأولى، أي: تعظيماً للبيعة واحتراماً ليده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن تعظيم ما مسته يد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحقيقة تعظيم ليده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف خيثمة- وهو ابن أبي خيثمة-، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران. محمد بن عبد الله: هو أبو أحمد الزبيري، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/480، والترمذي (2917) ، والبيهقي في "الشعب" (2628) من طريق محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (374) من طريقين عن الثوري، به.
وأخرجه الآجري في "أخلاق أهل القرآن" (41) من طريق سعد بن الصلت،=(33/167)
19945 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَذْرَ فِي غَضَبٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ " (1)
__________
= عن الأعمش، به.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة " (1183) ، وفي "التفسير" 1/34 من طريق أبي حذيفة، عن الثوري، عن الأعمش، عن خيثمة، عن رجل، عن عمران.
وانظر (19917) .
(1) إسناده ضعيف جداً، محمد بن الزبير- وهو الحنظلي- متروك، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران.
وأخرجه النسائي 7/29، والطبراني في "الكبير" 18/ (363) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2209 من طرق عن أبي بكر النهشلي، بهذا الإسناد. وعند النسائي وابن عدي بدل قوله: غضب: معصية. وعند الطبراني: لا نذر في معصية ولا غضب ... إلخ.
وأخرجه البزار في مسنده (3560) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن الزبير، به. ولم يسق لفظه.
وأخرجه الطبراني 18/ (397) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/292-293 من طريق جبارة بن مغلس، عن شبيب بن شيبة، عن الحسن، به. بلفظ معصية بدل: غضب. وإسناده ضعيف.
وسيأتي برقم (19985) .
وسلف من طريق محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران برقم (19888) .
وانظر حديث الحسن عن عمران، السالف برقم (19856) ، ولفظه: "لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا في معصية الله".(33/168)
19946 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
19947 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ قَالَ: عَفَّانُ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ قَالَ لِعِمْرَانَ أَوْ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَسْمَعُ " صُمْتَ سُرَرَ هَذَا الشَّهْرِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران.
وأخرجه مقطعاً الطحاوي في "شرح المشكل" (1312) و (1894) من طريق يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد، عن الحارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومقطعاً أبو داود (2581) ، والترمذي (1123) ، والبزار في "مسنده" (3535) ، والنسائي 6/111 و227-228، والطبراني في "الكبير" 18/ (382) و (383) و (384) من طرق عن حميد، به.
وأخرجه كذلك الطبراني 18/ (315) و (316) من طريق قتادة، و18/ (401) من طريق إسماعيل بن مسلم، كلاهما عن الحسن، به.
وسلف شطره الأول برقم (19855) .
وشطره الثاني برقم (19929) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وعفان: هو ابن مسلم، ومهدي: هو ابن ميمون الأزْدي، وغيلان: هو ابن جرير الأزْدي. =(33/169)
19948 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: " عَشْرٌ ". ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: " عِشْرُونَ ". ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ فَرَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: " ثَلَاثُونَ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (1983) ، ومسلم (1161) (195) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (260) ، والبيهقي 4/210 من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد. وجاء في رواية البخاري: أظنه قال: يعني رمضان، وفي رواية مسلم قال: "سُرّة" بدل "سَرَر". وانظر لهما تعليق الحافظ في "فتح الباري" 4/231.
وسيأتي عن عبد الصمد عن مهدي بن ميمون برقم (20006) .
وانظر (19839) .
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر ابن سليمان- وهو الضبعي- فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث.
محمد بن كثير: هو العبدي، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو رجاء: هو عمران بن ملحان.
وأخرجه الدارمي (2640) ، وأبو داود (5195) ، والترمذي (2689) ، والبزار في "مسنده" (3588) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (337) ، والبيهقي في "الشعب" (887) من طريق محمد بن كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (887) ، وفي "الآداب" (258) من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن جعفر بن سليمان، به.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (986) ،=(33/170)
19949 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُرْسَلًا، وَكَذَلِكَ قَالَ غَيْرُهُ (1)
19950 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَى عَنِ الْمُثْلَةِ " (2)
19951 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: أُتِيَ بِرَجُلٍ " أَعْتَقَ سِتَّةَ
__________
= وصححه ابن حبان (493) .
وعن معاذ بن أنس، عند أبي داود (5196) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8876) . وإسناده حسن.
وعن ابن عمر عند عبد الرزاق في "المصنف" (19452) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8874) . وإسناده ضعيف جداً.
وعن علي بن أبي طالب عند البزار في "مسنده" (808) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (232) . وإسناده ضعيف بمرة.
وعن سهل بن حنيف عند عبد بن حميد (470) ، وابن السني (231) ، والبيهقي في "الشعب" (8875) . وإسناده ضعيف.
(1) صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير هوذة- وهو ابن خليفة- فصدوق حسن الحديث، لكنه مرسل.
وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحسن لم يسمع من عمران، بينهما هياج بن عمران كما سلف في الرواية (19844) ، وما وقع في هذا الإسناد من تصريح الحسن بالسماع خطأ من مبارك بن فضالة، وخلاف رواية الجمهور عن الحسن، ثم مبارك مدلس، وقد عنعن.(33/171)
مَمْلُوكِينَ عِنْدَ مَوْتِهِ، وَلَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ، فَأَقْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً " (1)
19952 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَحَسْنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: صَلَّيْتُ أَنَا وَعِمْرَانُ خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذَا رَفَعَ كَبَّرَ، وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ. فَلَمَّا انْصَرَفْنَا. أَخَذَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ بِيَدِي فَقَالَ: " لَقَدْ صَلَّى بِنَا هَذَا مِثْلَ صَلَاةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، أَوْ: (2) لَقَدْ ذَكَّرَنِي هَذَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
19953 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وتصريح الحسن بسماعه من عمران خطأ من مبارك بن فضالة.
وأخرجه البغوي في "الجعديات" (3298) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/415 عن علي بن الجعد، والطبراني في "الكبير" 18/ (393) من طريق حوثرة بن أشرس، كلاهما عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. وليس عندهما التصريح بالسماع.
وانظر ما سلف برقم (19826) .
(2) في (م) : أو قال لقد ذكرني ... إلخ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (826) ، وأبو داود (835) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (257) ، والبيهقي 2/134 من طريق سليمان بن حرب وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (786) ، ومسلم (393) ، والنسائي 2/204 و3/2، والطبراني 18/ (257) ، والبيهقي 2/134 من طرق عن حماد بن زيد، به.
وسيتكرر الحديث برقم (19995) . وانظر (19840) .(33/172)
قَالَ: بَهْزٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، قَالَ: وَاللهُ أَعْلَمُ أَذَكَرَ الثَّالِثَ أَمْ لَا؟، ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلَا يُوفُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُتَّمَنُونَ (1) ، وَيَفْشُو فِيهِمُ السِّمَنُ " (2)
19954 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ أَتَتْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ وَهِيَ حَامِلٌ، فَأَمَرَ بِهَا أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْهَا حَتَّى تَضَعَ، فَلَمَّا وَضَعَتْ جِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ بِهَا فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا، ثُمَّ رَجَمَهَا ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا. فَقَالَ عُمَرُ: يَا نَبِيَّ اللهِ تُصَلِّي عَلَيْهَا وَقَدْ زَنَتْ؟ قَالَ: " لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ،
__________
(1) المثبت من (ظ 10) ، وفي (م) وبقية النسخ: يؤتمنون.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وبهز: هو ابن أسد العمي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه مسلم (2535) (215) ، وأبو داود (4657) ، والترمذي (2222) ، والبزار في "مسنده" (3521) ، والطحاوي 4/151، وابن حبان (6729) ، والطبراني 18/ (527) ، وابن حزم في "المحلى" 1/28 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (19823) .(33/173)
وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ؟ " (1)
19955 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَأَلَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ لَا يَشْهَدَ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدٍ؟ فَقَالَ عِمْرَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا نَذْرَ فِي غَضَبٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو المهلب: هو عم أبي قلابة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/87- 88، وعنه مسلم (1696) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4440) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2299) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (479) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/129، من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن أبان العطار، به. وانظر (19861) .
(2) إسناده ضعيف جداً، محمد بن الزبير- وهو الحنظلي- متروك، وأبوه مجهول، وفيه رجل مبهم. عفان: هو ابن مسلم، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري.
وأخرجه النسائي 7/29، والطبراني في "الكبير" 18/ (489) ، والبيهقي 10/56-57 و70 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (839) ، وابن عدي في "الكامل"6/2209 من طريق محمد بن عيد، كلاهما (الطيالسي ومحمد) عن عبد الوارث، عن محمد بن الزبير، عن أبيه، عن عمران. لم يذكرا الرجل المبهم، ولم يذكرا القصة. وانظر (19888) .(33/174)
19956 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ لَقِيَ رَجُلًا بِمَكَّةَ فَحَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا نَذْرَ فِي غَضَبٍ (1) وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ " (2)
19957 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَدَّثَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " قَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّ مِنْهُ ضَعْفًا. فَغَضِبَ عِمْرَانُ فَقَالَ: لَا أَرَانِي أُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " وَتَقُولُ: إِنَّ مِنْهُ ضَعْفًا . قَالَ: فَجَفَاهُ، فَأَرَادَ أَنْ لَا يُحَدِّثَهُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ كَمَا تُحِبُّ. (3)
19958 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (4)
__________
(1) في (ظ 10) : في غضب الله.
(2) إسناده ضعيف جداً. وانظر ما قبله.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، ثابت- وهو البناني- لم يسمع من عمران بن حصين، وقد توبع. عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه مختصراً البزار في "مسنده" (3592) عن عمرو بن علي الفلاس، عن أبي داود الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي السوار، عن عن عمران. فزاد بين ثابت وعمران أبا السوار. وقال البزار عقبه: ولا نعلم أحداً تابع عمرو بن علي على هذه الرواية. وانظر (19817) .
(4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن - وهو=(33/175)
19959 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ قَالَ: مَرَّ عَلَى مَسْجِدِنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ. فَقَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَجِّ، فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى ذَهَبَ، وَأَبُو بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى ذَهَبَ، وَعُمَرُ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى ذَهَبَ، وَعُثْمَانُ سِتَّ سِنِينَ أَوْ ثَمَانٍ، ثُمَّ أَتَمَّ الصَّلَاةَ بِمِنًى أَرْبَعًا " (1)
19960 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ سَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
= البصري- لم يسمع من عمران. حميد: هو الطويل.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3537) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (387) من طريق حبان بن هلال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3538) و (3570) و (3571) من طريق منصور بن زاذان، عن الحسن، به.
وانظر ما قبله.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد- وهو ابن جدعان-، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو نضرة: هو منذر ابن مالك بن قُطَعة.
وأخرجه الترمذي (545) من طريق هُشيم بن بَشير، عن علي بن زيد بن جدعان، بهذا الإسناد. وانظر (19865) .(33/176)
يُقَالُ لَهُ الْخِرْبَاقُ أَقُصِرَتِ الصَّلَاةُ؟ فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ كَمَا قَالَ. قَالَ: " فَصَلَّى رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ " (1)
19961 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " أَيُّكُمْ قَرَأَ، أَوْ أَيُّكُمُ الْقَارِئُ،؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. قَالَ: " قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا " (2)
19962 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو المهلب عمه.
وأخرجه الطيالسي (847) ، وأبو عوانة 2/199، والطحاوي 1/443، والطبراني 18/ (466) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ولفظه عند الطبراني: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوهم في صلاة فسجد سجدتين سلَم فيهما. وانظر (19828) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (398) (48) ، وابن حبان (1847) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (19815) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن =(33/177)
19963 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَخَاكُمْ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ " (1)
19964 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وَرَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: سَرَيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ عَرَّسْنَا فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى أَيْقَظَنَا حَرُّ الشَّمْسِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا يَقُومُ دَهِشًا إِلَى طَهُورِهِ قَالَ: فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْكُنُوا، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّيْنَا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا نُعِيدُهَا فِي وَقْتِهَا مِنَ الْغَدِ؟ قَالَ: "
__________
= خالد- وهو ابن عبيد القرشي المؤذن-، وغير رباح- وهو ابن زيد الصنعاني- فكلاهما من رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد، وابن سيرين: هو محمد.
وسلف الحديث بأطول مما هنا من طريق الحسن البصري عن عمران برقم (19855) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ويونس: هو ابن عُبيد بن دينار البصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (443) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/362، ومن طريقه الطبراني 18/ (443) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، به. وانظر (19941) .(33/178)
أَيَنْهَاكُمْ رَبُّكُمْ عَنِ الرِّبَا وَيَقْبَلُهُ مِنْكُمْ؟ " (1)
19965 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: زَعَمَ الْحَسَنُ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَدَّثَهُ قَالَ: أَسْرَيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "أينهاكم ربكم.. إلخ"، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، وقد تابعه أبو رجاء العطاردي كما في الرواية السالفة برقم (19898) دون هذا الحرف. يزيد: هو ابن هارون، وروح: هو ابن عبادة، وهشام: هو ابن حسان القردوسي.
وأخرجه ابن خزيمة (994) ، وابن حبان (1461) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (378) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1127) و (1185) ، والطحاوي 1/400، والدارقطني 1/385 من طريق روح بن عبادة وحده، به.
وأخرجه ابن المنذر (1136) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، وابن حبان (2650) من طريق عبد الأعلى السامي، والطبراني 18/ (378) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (771) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبيهقي 2/217 من طريق مكي بن إبراهيم، أربعتهم عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2241) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (399) من طريق إسماعيل بن مسلم، والطبراني في "الكبير" 18/ (344) ، وفي "الأوسط" (5961) من طريق سعيد بن راشد، كلاهما عن الحسن، به.
والروايات يزيد بعضهم فيها على بعض.
وانظر (19872) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، الحسن=(33/179)
19966 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " (1)
__________
= - وهو البصري- وإن جاء التصريح في هذه الرواية بسماعه من عمران قد نصص جماعة من أهل العلم على خطأ ذلك، كما سيأتي. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه الطبراني 18/ (378) ، والبيهقي 7/212 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال البيهقي- بعد أن أخرجه من طريق مكي بن إبراهيم عن هشام وليس فيه التصريح بسماع الحسن من عمران-، قال: وكذا رواه روحُ بن عبادة عن هشام، ورواه زائدة بن قدامة عن هشام عن الحسن أن عمران حدثه. قلنا: قد رواه عن هشام جمعٌ غير مكي بن إبراهيم وروح بن عبادة: ولم يذكر أحدٌ منهم تصريح الحسن بسماعه من عمران غير زائدة بن قدامة، ذكرناهم في تخريج الرواية السابقة. وقد قال عباد بن سعد كما في مراسيل العلائي: قلت ليحيى بن معين: الحسن لقي عمران بن حصين؟ قال: أما في حديث البصريين فلا، وأما في حديث الكوفيين فنعم. وأنكر الإمام أحمد على من يقول عن الحسن: حدثني عمران.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه مسلم (218) (371) ، وأبو عوانة 1/86-87، والطبراني في "الكبير" 18/ (425) و (427) ، وابن منده (977) من طرق عن هشام القردوسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/87، والطبراني في "الكبير" 18/ (424) و (426) ،=(33/180)
19967 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ مَصْبُورَةٍ فَلْيَتَبَوَّأْ بِوَجْهِهِ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
19968 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي دَهْمَاءَ الْعَدَوِىِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ مِنْهُ، ثَلَاثًا يَقُولُهَا،؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ يَتَّبِعُهُ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ بِمَا يُبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ " (2)
19969 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ، وَالرَّجُلُ كَانَ يُسَمَّى فِي كِتَابِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ " (3)
__________
= وفي "الأوسط" (971) و (1234) و (7071) من طرق عن محمد بن سيرين، به.
وانظر ما سلف برقم (19913) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وهو مكرر (19912) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وهشام بن حسان: هو القردوسي، وأبو الدهماء: هو قِرفة بن بُهَيس العدوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (552) ، والحاكم 4/531 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (19875) .
(3) إسناده ضعيف جداً، عمرو بن عبيد- وهو ابن باب البصري- متروك، وبعضهم اتهمه. =(33/181)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ أَبِي رَحِمَهُ اللهُ قَدْ ضَرَبَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِهِ، فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ صَحَّ صَحَّ إِنَّمَا ضَرَبَ أَبِي عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ الرَّجُلَ الَّذِي حَدَّثَ عَنْهُ يَزِيدُ
19970 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " هَلْ صُمْتَ مِنْ سِرَارِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِذَا أَفْطَرْتَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصُمْ يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ " (1)
__________
= وأخرجه البزار في "مسنده" (3606) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
ولفظه: ما شبع رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهلُه غداء وعشاءً من خبز شعير حتى لقي ربه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (291) من طريق أحمد بن موسى اللؤلؤي، عن عمرو بن عيد، به. ولفظه: والله ما شبع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غداء وعشاء حتى لقي الله.
ويغني عنه حديث أبي هريرة السالف برقم (9611) ، وهو متفق عليه، وذكرنا تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين. ويزيد- وهو ابن هارون- وإن روى عن الجريري- وهو سعيد بن إياس- بعد الاختلاط فقد تابعه عبد الأعلى بن عبد الأعلى وخالد بن عبد الله وحماد بن سلمة، وهم ممن روى عنه قبل الاختلاط، ثم الجريري متابع. أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومطرف أخوه.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/79، والدارمي (1742) ، ومسلم ص820 (200) ، وأبو عوانة في الصوم كما في "الإتحاف" 4/ورقة 198، والطبراني في "الكبير" 18/ (221) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 18/ (220) و (221) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، و (221) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن=(33/182)
19971 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ سُلَيْمَانُ وَأَشُكُّ فِي عِمْرَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا عِمْرَانُ هَلْ صُمْتَ مِنْ سُرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئًا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ " وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: سِرَارِ (1)
19972 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَعَامَةَ (2) الْعَدَوِىُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " فَقَالَ بُشَيْرٌ: فَقُلْتُ: إِنَّ مِنْهُ ضَعْفًا، وَإِنَّ مِنْهُ عَجْزًا. فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَجِيئَنِي بِالْمَعَارِيضِ لَا
__________
= سعيد الجريري، به.
وسيأتي من طريق حماد بن سلمة عن الجريري برقم (19979) و (19988) . وانظر (19839) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن أبا العلاء بن الشخير لم يسمعه من عمران، بينهما مطرف بن الشخير كما في الروايتين (19882) و (19896) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2871) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (225) من طريق معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن أبي العلاء، أن رسول الله قال لرجل ... ، فذكره. قلت: عمن يحدث هذا أبو العلاء؟ قال: سألتُ رجلاً من أهل بيته عمن يحدث هذا أبو العلاء؟ فقال الرجل: عن عمران
ابن حصين عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) تحرف في (م) إلى: أبي عوانة.(33/183)
أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ مَا عَرَفْتُكَ. فَقَالُوا: يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنَّهُ طَيِّبُ الْهَوَى، وَإِنَّهُ وَإِنَّهُ فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى سَكَنَ وَحَدَّثَ (1)
19973 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، وَعَفَّانُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عِصَامٍ الضُّبَعِيُّ وَقَالَ: يَزِيدُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عِصَامٍ الضُّبَعِيِّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ فَقَالَ: " هِيَ الصَّلَاةُ: مِنْهَا شَفْعٌ، وَمِنْهَا وَتْرٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو نعامة العدوي: هو عمرو بن عيسى بن سويد بن هبيرة البصري.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (88) ، والبيهقي في "الشعب" (7704) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/399، وفي "الفقيه والمتفقه" 1/148، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/256 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال المزي في "التهذيب" 5/480- 481: ولا نعلم أحداً ذكر بشير بن كعب في الإسناد غير يزيد.
وسيأتي من طريق أبي نعامة عن أبي سوار، عن عمران برقم (19976) .
وانظر ما سلف برقم (19817) .
(2) إسناده ضعيف لإبهام الرواي عن عمران. يزيد: هو ابن هارون، وعفان: هو ابن مسلم، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 30/172 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" 8/415=(33/184)
19974 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الْقَاعِدِ فَقَالَ: " مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ " (1)
19975 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا أَرْكَبُ الْأُرْجُوَانَ وَلَا أَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ، وَلَا أَلْبَسُ الْقَمِيصَ الْمُكَفَّفَ بِالْحَرِيرِ "، قَالَ: وَأَوْمَأَ الْحَسَنُ إِلَى جَيْبِ قَمِيصِهِ، وَقَالَ: " أَلَا وَطِيبُ الرِّجَالِ رِيحٌ لَا لَوْنَ لَهُ. أَلَا وَطِيبُ النِّسَاءِ لَوْنٌ لَا رِيحَ لَهُ " (2)
__________
=- من طريق يزيد بن هارون، به- لكن قال فيه: عمران بن عصام شيخ من أهل البصرة. فجعل الشيخ البصري هو عمران.
وانظر (19919) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو ابن مرداس الواسطي المعروف بالأزرق، وحسين: هو ابن ذكوان المعلَّم.
وأخرجه ابن الجارود (230) ، والبيهقي 2/491 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد. وانظر (19887) .
(2) حسن لغيره دون قوله: "ولا ألبس القميص المكفف بالحرير" فقد صح ما يخالفه، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي=(33/185)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عروبة.
وأخرجه أبو داود (4048) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (312) و (313) و (314) ، والحاكم 4/191، والبيهقي في "السنن" 3/246، وفي "الشعب" (6320) ، وفي "الآداب" (582) و (757) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. ورواية "الشعب" والطبراني الثانية مختصرة.
وقال سعيد بن أبي عروبة عقب رواية أبي داود والبيهقي: أراه قال: إنما حَمَلُوا قوله في طيب النساء على أنها إذا خرجت، فأما إذا كانت عند زوجها، فلتَطيَّبْ بما شاءَت.
وأخرجه مختصراً الترمذي (2788) ، والطبراني 18/ (312) و (314) ، والبيهقي في "الآداب" (582) من طرق عن سعيد، به. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3549) ، والطحاوي 4/246 مختصراً من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد، عن مطر أو قتادة، به. واقتصر الطحاوي على مطر وحده. وفي رواية البزار: ولا ألبس القسَّي، بدل المعصفر.
وانظر ما سلف برقم (19838) .
ويشهد لقوله: "لا أركب الأرجوان" حديث علي، سلف في مسنده برقم (981) ، وإسناده صحيح.
ويشهد لقوله:"ولا ألبس المعصفر" حديث علي أيضاً السالف برقم (1043) .
وقوله: "ولا ألبس القميص المكفف بالحرير"، قد صح ما يخالفه، فقد أخرج مسلم (2069) (10) من طريق عبد الله مولى أسماء بنت الصدَّيق، قال: أخرجت أسماء جُبَّةَ طيالسةٍ كِسروانية لها لبْنة ديباج، وفرجيها مكفوفين بالدَيباج، فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قُبضت، فلما قبضت قبضتُها،
وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى يُستشفى بها. وسيأتي في=(33/186)
19976 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِىُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّوَّارِ يَذْكُرُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= "المسند" 6/347-348. وزاد البخاري في رواية "الأدب المفرد" (348م) : كان يلبسها للوفود ويوم الجمعة.
ويشهد لقوله: "ألا وطيب الرجال.." إلخ حديثُ أنس عند البزار (2989 - كشف الأستار) ،والبيهقي في "الشعب" (7810) ، والضياء في "المختارة" (2311) ، وإسناده قوي.
وحديث أبي هريرة، سلف في "المسند" ضمن الحديث (10977) ، وانظر تتمة شواهده عنده..
قوله "لا أركب الأرجوان" قال السندي: بضم الهمزة، ورد أحمر معروف، والمعنى: لا أركب ميثرة الأرجوان، والميثرة، بكسر ميم وسكون ياء وفتح مثلثة: وطاء صغير محشو يجعل على سرج الفرس، أو رحل البعير.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 12/58-59: النهي عن قطيفة الأرجوان لما فيه من الزينة والخيلاء، والمِيثرة: هي مرفقة تتخذ كصفة السَّرج، فإن كانت من ديباج فحرام، وإن لم تكن فالحمراء منها منهي عنها، روي عن البراء بن عازب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الميثرة الحمراء (البخاري 5838) ، وذلك أيضاً لما فيه من الزينة والخيلاء.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نعامة العدوي - وهو عمرو بن عيسى بن سويد- فمن رجال مسلم. أبو السوار اختلف في اسمه، فقيل: حسان بن حريث، وقيل: بالعكس، وقيل: حجير بن الربيع، وقيل غير ذلك.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/251، ومن طريقه المزي في ترجمة حجير بن الربيع من "تهذيبه" 5/479 من طريق روح بن عبادة، بهذا=(33/187)
19977 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ حَقٌّ، فَمَنْ أَخَّرَهُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ " (1)
__________
= الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (504) من طريق يوسف بن يعقوب الضبعي، عن أبي نعامة، به. وروايته مطولة بذكر قصة بشير السالفة برقم (19972) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً وكيع في "الزهد" (388) ، ومسلم (37) (61) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 50، والطبراني 18/ (493) ، والبيهقي في "الشعب" (7705) ، والمزي 5/478 من طرق عن أبي نعامة، عن حجير بن الربيع، عن عمران، لم يذكروا كنيةً لحجير. قال المزي: الظاهر أنهما واحد.
وأخرجه أبو عوانة- كما في "تهذيب الكمال" 5/480- عن أبي أمية الطرسوسي، عن أبي عاصم النبيل وروح بن عبادة ومكي بن إبراهيم، وعن عباس الدوري عن روح أيضاً، قالوا: حدثنا أبو نعامة العدوي، حدثنا أبو السوار واسمه حجير بن الربيع العدوي قال: سمعت عمران بن حصين فذكره.
وسلف عن يزيد بن هارون عن أبي نعامة، عن حميد بن هلال، عن بشير ابن كعب، عن عمران برقم (19972) .
(1) إسناده ضعيف جداً، أبو داود- وهو نفيع بن الحارث الأعمى- متروك، وبعضهم اتهمه. أبو بكر: هو ابن عياش، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (603) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. ولفظه: "إذا كان للرجل على رجل حق فأخره إلى أجله كان له صدقة، فإن أخره بعد أجله كان له بكل يوم صدقة".
وسيأتي 5/351 في مسند بريدة من طريق نفيع بن الحارث عن بُريدة(33/188)
19978 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: " هَلْ صُمْتَ مِنْ سُرَرِ شَعْبَانَ شَيْئًا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ " (1)
__________
= الأسلمي.
وسيأتي 5/360 من طريق سليمان بن بريدة، عن أبيه ولفظه:" ... له بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدَّين، فإذا حل الدين، فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة". وإسناده صحيح.
وفي الباب عن زيد بن أرقم عند الخطيب في "تاريخه" 1/303-304.
وفي باب فضل إنظار المعسر عن أبي هريرة، سلف برقم (8711) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "حق" أي: دين.
"فمن أخره" أي: بعد حلول أجله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. رَوح: هو ابن عُبادة، وثابت: هو البناني.
وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "الإتحاف" 4/ورقة 198، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/200 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (830) ، ومسلم ص 820 (199) ، وأبو داود (2328) ، والنسائي في "الكبرى" (2868) ، وأبو عوانة في الصيام، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" 2/83-84، وابن حبان (3588) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (246) ، والبيهقي 4/210، وابن حجر في "التغليق" 3/200 من طرق عن حماد بن سلمة، به. ورواية الطيالسي مختصرة.
وأخرجه ابن حبان (3587) من طريق مهدي بن ميمون، عن ثابت، به.(33/189)
19979 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمَيْنِ (1)
19980 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ حَفْصٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَنْتَمِ، وَلُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالتَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ " (2)
__________
= وفيه: "فصم يوماً أو يومين".
وسيأتي عن عفان بن مسلم، عن حماد برقم (19988) . وانظر (19839) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم، وسماع حماد من الجريري- وهو سعيد بن إياس- قبل اختلاطه.
وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة"4/ورقة 198 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2328) ، والنسائي في "الكبرى" (2868) ، وأبو عوانة في الصيام، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/84، والطبراني في "الكبير" 18/ (219) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وفي رواية أبي داود والطحاوي: "فصم يوماً"، وفي المطبوع من "معجم" الطبراني:"فصم يومين".
وسيأتي عن عفان، عن حماد، عن الجريري برقم (19988) ، وبيّن المصنف هناك أن في رواية الجريري: "صُمْ يوماً". وانظر الحديث السابق.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حفص الليثي- وهو ابن عبد الله- لم يرو عنه سوى أبي التياح، وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو في عداد=(33/190)
19981 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّهُ حَدَّثَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْحَنَاتِمِ، وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ " (1)
19982 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الضَّحَّاكُ يَعْنِي ابْنَ يَسَارٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، وَاطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءُ " (1)
__________
= المجهولين، لكنه قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح.
روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد.
وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي شيبة 18/123 351-352، والطحاوي 4/226 و246، والطبراني في "الكبير" 18/ (491) ، والمزي في ترجمة حفص الليثي من "تهذيبه" 7/21-22 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (19838) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطحاوي 4/261 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
مختصراً بالنهي عن خاتم الذهب. وانظر ما قبله.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، الضحاك بن يسار مختلف فيه، قال أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين وأبو داود، وذكره ابن الجارود والساجي والعقيلي في الضعفاء، لكنه لم ينفرد بالحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
سليمان بن داود: هو الطيالسي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير=(33/191)
19983 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، وَعَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا مَبْسُورًا قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ وَالرَّجُلُ قَاعِدٌ فَقَالَ: " مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ " (1)
__________
= أخو يزيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (210) ، وفي "الأوسط" (2506) من طريق حفص بن عمر الحوضي، عن الضحاك بن يسار، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9266) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (224) من طريق قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عمران رفعه بلفظ: عامة أهل النار النساء. ليس فيه مطرف.
وسلف بسند صحيح من طريق أبي رجاء العطاردي عن عمران برقم (19852) و (19927) .
وانظر (19837) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العنبري مولاهم، وعفان: هو ابن مسلم، وحسين المعلم: هو ابن ذكوان.
وأخرجه البخاري (1115) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1116) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (591) ، والبيهقي 2/491 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، به. وانظر (19887) .
قوله: "مبسوراً" أي: ذا باسور.(33/192)
19984 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو خُشَيْنَةَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ". قَالَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " (1)
19985 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ أَوْ فِي غَضَبٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، والحكم بن الأعرج: هو ابن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج البصري.
وأخرجه مسلم (218) (372) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (494) ، وفي "الأوسط" (2394) و (3717) من طريق عمرو بن مرزوق، وابن منده في "الإيمان" (978) من طريق حفص بن عمر الحوضي، كلاهما عن حاجب بن عمر، به.
وانظر ما سلف برقم (19913) .
(2) إسناده ضعيف جداً محمد بن الزبير- وهو الحنظلي- متروك، والحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (364) من طريق عبد الله بن الوليد=(33/193)
19986 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَقَلَّ سَاكِنِي أَهْلِ الْجَنَّةِ النِّسَاءُ " (1)
19987 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا جَلَبَ، وَلَا جَنَبَ، وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً فَلَيْسَ مِنَّا " (2)
__________
= العدني، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 7/29، والحاكم 4/305، وأبو نعيم في "الحلية" 7/97، والبيهقي 10/70 من طرق عن سفيان الثوري، به. وانظر (19945) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وانظر (19837) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين. عفان: هو ابن مسلم، وحميد: هو الطويل.
وأخرجه تاماَ ومقطعاً الطيالسي (838) ، وابن أبي شيبة 4/381 و12/234-235، وابن حبان (3267) و (5170) ، والبيهقي 10/21 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 4/303 من طريق محمد بن أبان الواسطي، عن حماد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به. بلفظ: "لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام، ومن استعمله فليس منا". قلنا: ومحمد بن أبان- وإن كان صدوقاً-=(33/194)
19988 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " هَلْ صُمْتَ مِنْ سُرَرِ شَعْبَانَ شَيْئًا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِذَا أَفْطَرْتَ رَمَضَانَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ " قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: صُمْ يَوْمًا (1)
19989 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْكَيِّ فَاكْتَوَيْنَا، فَلَمْ يُفْلِحْنَ وَلَمْ يُنْجِحْنَ " (2)
__________
= قال ابن حبان: ربما أخطأ. وقد خالف في هذا الحديث جمهور الرواة عن حماد في إسناده ومتنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/235 عن سهل بن يوسف، عن حميد، عن الحسن، عن عمران موقوفاً بلفظ: "لا جلب ولا جنب". وانظر (19946) .
(1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. والإسناد الثاني يرويه حماد عن سعيد الجريري، وروايته عنه قبل الاختلاط. ثابت: هو البناني، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير، وأبو العلاء: هو يزيد أخو مطرف.
وأخرجه بالإسناد الأول البزار في "مسنده" (3516) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (19978) و (19979) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو البناني، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه الطبراني 18/ (247) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (831) ، ومن طريقه البيهقي 9/342، وأخرجه أبو=(33/195)
19990 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَعَفَّانُ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ وَقَالَ: حَسَنٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا عَامَّةَ لَيْلِهِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَقُومُ إِلَّا لِعُظْمِ صَلَاةٍ " يَعْنِي (1) الْمَكْتُوبَةَ الْفَرِيضَةَ. قَالَ عَفَّانُ: عَامَّةً يُحَدِّثُنَا لَيْلَهُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَقُومُ إِلَّا لِعِظَمِ صَلَاةٍ (2)
19991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ " فَنَامَ عَنِ
__________
= داود (3865) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما (الطيالسي وموسى) عن حماد ابن سلمة، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/288-289 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، به دون ذكر النهي عن الكي.
وأخرجه الطبراني 18/ (237) من طريق قتادة، و18/ (244) من طريق إسحاق بن سويد بن هبيرة، كلاهما عن مطرف، به. ولفظ حديث قتادة: نهينا عن الكي، فاشتكى بطنه ثلاثين سنة ما كُوي.
وانظر ما سلف برقم (19831) .
(1) من قوله: "يعني المكتوبة" إلى آخر الحديث سقط من (م) .
(2) حديث صحيح لكن من حديث عبد الله بن عمرو كما سلف بيانه عند الحديث (19921) ، وهذا إسناد ضعيف، أبو هلال- وهو محمد بن سليم الراسبي- لين الحديث. أبو حسان الأعرج: هو مسلم بن عبد الله.
وأخرجه ابن خزيمة (1342) ، والحاكم 2/379 من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد. وقال الأخير: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (510) من طريق حسن بن موسى وحده، به.(33/196)
الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ فَأَمَرَ فَأُذِّنَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى اسْتَقَلَّتْ، ثُمَّ أَمَرَ فَقَامَ فَصَلَّى " (1)
19992 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ حُصَيْنًا، أَوْ حَصِينًا (2) أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ كَانَ خَيْرًا لِقَوْمِهِ مِنْكَ؛ كَانَ يُطْعِمُهُمُ الْكَبِدَ وَالسَّنَامَ، وَأَنْتَ تَنْحَرُهُمْ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ فَقَالَ لَهُ: مَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَقُولَ؟ قَالَ: " قُلِ اللهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ أَمْرِي ". قَالَ: فَانْطَلَقَ فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكَ فَقُلْتَ لِي: " قُلِ اللهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ أَمْرِي ". فَمَا أَقُولُ الْآنَ؟ قَالَ: " قُلِ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَخْطَأْتُ وَمَا عَمَدْتُ، وَمَا عَلِمْتُ وَمَا جَهِلْتُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين، لكنه قد توبع. عبد الوهاب بن عطاء: هو الخفاف، ويونس: هو ابن عبيد البصري.
وأخرجه الطحاوي 1/400، والبيهقي 1/404 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر (19872) .
قوله: "استقلت" أي: ارتفعت، ورواية الطحاوي والبيهقي: استعلت، بالعين المهملة.
(2) هكذا ضبطت هاتان الكلمتان مجودتين في نسخة (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام=(33/197)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المرّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 4/ (3551) و18/ (599) من طريقْ عبد الله ابن رجاء، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، بهذا الإسناد. وقال فيه: عن عمران أو عن رجل. ولم يسق لفظه في الموضع الأول.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/267- 268، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (994) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2525) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1480) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن منصور بن المعتمر، به.
وأخرجه الطبراني 4/ (3551) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن ربعي، قال: حدثت أن الحصين أبا عمران ... ولم يسق لفظه.
قلنا: وإبهام الذي حدَّث ربعياً لا يضر، فقد عُرف أنه عمران.
وأخرجه عبد بن حميد (476) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2354) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (993) ، وابن حبان (899) ، والحاكم 1/510 من طريق إسرائيل بن يونس، والنسائي (993 م) من طريق عمرو بن أبي قيس، والطحاوي في "شرح المشكل" (2526) من طريق يحيى ابن يعلى التيمي، ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن
عمران، عن أبيه، به. فجعلوه من مسند حصين والد عمران. وهذا إسناد صحيح أيضاً.
تنبيه: سقط من سند مطبوع "شرح المشكل": "عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عمران، عن أبيه" فليستدرك من هنا.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/1، والترمذي (3483) ، وابن أبي عاصم (2355) ، والبزار في "مسنده" (3579) ، والطبراني 4/ (3551) و18/ (186) و (396) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 423-424 من طريق شبيب بن شيبة، عن الحسن البصري، عن عمران، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ=(33/198)
19993 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ،
__________
= لأبي: يا حصينُْ كم تعبد اليوم إلهاَ؟ قال: سبعة: ستة في الأرض وواحداً في السماء. قال: فأيهم تعبد لرغبتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء. قال: يا حصين أما إنك لو أسلمت، علمتك كلمتين تنفعانك. قال: فلما أسلم حصين، قال: يا رسولَ الله، علَّمني الكلمتين اللتين وعدتني. فقال: قل: اللهم ألهِمني رشدي، وأعذنِي من شر نفسي". وبعضهم يختصره. وقال الترمذي: حسن غريب. قلنا: شبيب ليَّن، والحسن لم يسمع من عمران.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/277 من طريق عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، عن أبيه، عن جده، عن أبيه بنحو رواية الحسن عن عمران. وإسناده ضعيف بمرة.
وانظر ما سلف برقم (19925) .
وأخرج الطبراني 18/ (223) من طريق سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن عمران قال: قال رجل: يا رسول الله إني أسلمت فما تأمرني؟ قال:" قل: اللهم إني أستهديك أمري، وأعوذ بك من شر نفسي". وفي إسناده من لم نعرفه.
قنا: وحديث أن حصيناً مات مشركاً غير صحيح، فقد أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2356) ، والبزار في "مسنده" (3580) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2527) ، والطبراني في "الكبير" 4/ (3552) و (3553) و18/ (548) و (549) من طريق داود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن بن ربيعة مولى الهاشميين، عن عمران أن أباه حصيناً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أرأيت رجلاً يَقرِي الضيف، ويصل الرََّحم، مات قبلك، وهو أبوك؟ قال: إن أبي وأباك وأنت في النار، فمات حصين مشركاَ. اللفظ لابن أبي عاصم، وقال عقبه: المتقدم. (يعني حديث أنه أسلم) أحسن من هذا. وقال الطبراني: الصحيح أنه أسلم. قلنا: والعباس بن عبد الرحمن مولى الهاشميين هذا مجهول لا يعرف، تفرد بالرواية عنه داود، ولم يؤثر فيه جرح أو تعديل.(33/199)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ وَمَشَى فِي الْأَسْوَاقِ " يَعْنِي الدَّجَّالَ (1)
19994 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي الشَّافِعِيَّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَدِّ شَيْئًا. فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: " شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ الثُّلُثَ ". قَالَ: مَعَ مَنْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: لَا دَرَيْتَ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن جدعان- وهو علي بن زيد-، والحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (832) ، والبزار في "مسنده" (3574) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (339) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8150) من طريق محمد بن عباد المكي، عن ابن عيينة، عن ابن جدعان، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل رفعه.
قال البزار عقب الحديث: قد اختلف فيه على علي بن زيد، عنه ابن عيينة، فقال جماعة: عن ابن عيينة، عن علي، عن الحسن، عن عمران. وقال غير واحد من أصحاب ابن عيينة: عن علي، عن الحسن، عن عبد الله ابن مغفل. وأحسب ابن عيينة هكذا حدَّث به مرة ومرة حدث به هكذا.
وقال حماد بن سلمة: عن علي بن زيد، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
قوله: "أكل الطعام" قال السندي: أي: فهو لا يصلح أن يكون رباً ولا إلهاً.
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وقد خولف في متن=(33/200)
19995 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: صَلَّيْتُ صَلَاةً (1) خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَا وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذَا رَفَعَ كَبَّرَ، وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أَخَذَ بِيَدِي عِمْرَانُ فَقَالَ: " لَقَدْ ذَكَّرَنِي هَذَا (2) صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) أَوْ قَالَ: لَقَدْ صَلَّى بِنَا هَذَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
19996 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، وَحُمَيْدٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ،
__________
= الحديث كما سيأتي، والحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (833) ، والنسائي في "الكبرى" (6336) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (834) عن ابن عيينة، عن رجل، عن الحسن، به، ولفظه: وقام إليه آخر فقال: أنا أشهد أنه أعطاه السدس، فقال: مع من؟ قال: لا أدري. قال: لا دريت.
وسلف الحديث من طريق قتادة عن الحسن عن عمران برقم (19848) و (19915) بلفظ السدس لا الثلث.
(1) لفظة "صلاة" لم ترد في (ظ 10) .
(2) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : لقد ذكرني هذا قبل صلاة إلخ.
(3) في (م) و (س) و (ق) : رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمثبت من (ظ 10) ، وهو الموافق لمكرره.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (19952) .(33/201)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا، فَيَأْمُرُنَا بِالصَّدَقَةِ، وَيَنْهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ " (1)
19997 - حَدَّثَنَا (2) مُؤَمَّلٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ (3) قَالَ: مَرَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ بِرَجُلٍ يَقُصُّ، فَقَالَ عِمْرَانُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَسَلُوا اللهَ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِيءَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمعه من عمران، بينهما هياج بن عمران كما في الرواية السالفة برقم (19844) . منصور: هو ابن زاذان، وحميد: هو الطويل، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (325) من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. بلفظ: خطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونهانا عن المثلة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/182، وفي "شرح المشكل" (1820) من طريق عمرو بن عون، عن هشيم، عن منصور بن زاذان وحده، به.
(2) أقحم في (م) قبل "حدثنا مؤمل": "حدثنا سريج" ولم ترد في أصولنا الخطية ولا في "أطراف المسند"، ولعلها انتقال بصر من السند الذي قبله.
(3) جاء في (م) ونسخة في (س) بعد قوله: عن خيثمة: "ليس فيه عن الحسن البصري" وحذفناها لأنها لم ترد في الأصول.
(4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل - وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، وقد أسقط من هذا الإسناد الحسن البصري بين خيثمة وعمران، وخيثمة - وهو ابن أبي خيثمة البصري- ضعيف.
وسلف الحديث من طريق خيثمة عن الحسن عن عمران برقم (19917) =(33/202)
19998 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ وَسَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّنَنَ، ثُمَّ قَالَ: " اتَّبِعُونَا فَوَاللهِ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا تَضِلُّوا " (1)
19999 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْعَدَوِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي رَهْطٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ فِينَا بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ فَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " أَوْ " إِنَّ الْحَيَاءَ خَيْرٌ كُلُّهُ ". فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ - أَوْ قَالَ الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لَلَّهِ وَمِنْهُ ضَعْفًا، فَأَعَادَ عِمْرَانُ الْحَدِيثَ، وَأَعَادَ بُشَيْرٌ مَقَالَتَهُ حَتَّى ذَكَرَ ذَاكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَغَضِبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعْرِضُ فِيهِ لِحَدِيثِ الْكُتُبِ قَالَ: فَقُلْنَا يَا أَبَا نُجَيْدٍ
__________
=و (19944) .
(1) إسناده ضعيف، مؤمل - وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، وعلي بن زيد- وهو ابن جدعان- ضعيف، والحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران.
قال السندي: قوله: "ثم قال" أي: عمران: "اتبعونا" أي: اتبعوا الصحابة المبيَّنين لتلك السنن العارفين بمنازل القرآن، والله تعالى أعلم.(33/203)
إِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَإِنَّهُ مِنَّا فَمَا زِلْنَا حَتَّى سَكَنَ (1)
20000 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً، أُرَاهُ قَالَ مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ: " وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟ " قَالَ: مِنَ الْوَاهِنَةِ؟ قَالَ: " أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا انْبِذْهَا عَنْكَ؛ فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 36 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (37) (61) ، وأبو داود (4796) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (553) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/262، ومن طريقه المزي في ترجمة أبي قتادة العدوي من "تهذيب الكمال" 34/198 من طرق عن حماد بن زيد، به. ولم يذكر أبو نعيم قصة بشير.
وانظر ما سلف برقم (19817) .
(2) إسناده ضعيف، مبارك - وهو ابن فضالة- مدلس، وقد عنعن ولم يصرح بسماعه من الحسن، لكنه قد توبع، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، والذي في هذا الحديث من تصريح الحسن بسماعه من عمران خطأ من مبارك كَما قال الإمام أحمد وغيره كما في "التهذيب"، ثم قد اختُلف على الحسن في وقفه ورفعه كما سيأتي.
وأخرجه ابن ماجه (3031) ، وابن حبان (6085) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (391) من طرق عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه ليس فيها:" فإنك لو مت.." إلخ، وعند ابن حبان والطبراني:"فإنك إن مت وهي عليك وُكِلتَ إليها".
وأخرجه ابن حبان (6088) ، والطبراني 18/ (348) ، والحكم 4/216،=(33/204)
20001 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَيُّوبَ وهِشَامٍ، وَحَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحُمَيْدٍ وَيُونُسَ، وَقَتَادَةَ وسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُمْ، فَأَقْرَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ، فَرَدَّ أَرْبَعَةً فِي الرِّقِّ، وَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ " (1)
__________
= والبيهقي 9/350- 351 من طريق أبي عامر صالح بن رستم الخزاز، عن الحسن، عن عمران أنه دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي عضده حلقة من صُفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة. قال: "أيسرُك أن تُوكل إليها؟! انبذها عنك".
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (20344) ، وابن أبي شيبة 8/14، والطبراني 18/ (355) و (414) من طرق عن الحسن عن عمران موقوفاً. وزاد الطبراني في الرواية (355) حديثاً مرفوعاً: "ليس منا من تطير أو تُطير له، ولا تكهن ولا تكهن له "أظنه قال:"أو سحر أو سحر له".
وفي الباب عن عبد الله بن عكيم، سلف- في مسند الكوفيين برقم (18781) .
قوله: "من الواهنة" قال السندي: قيل: هي عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها، وقيل: هي مرض يأخذ في العضد، وربما علق عليها نوع من الخرز، يقال لها: خرز الواهنة، وإنما نهي عنها لأنه اتخذها على أنها تعصمه من الألم، كالتمائم المنهي عنها.
(1) هذا الحديث له ثلاثة أسانيد:
الأول إسناده ضعيف لضعف عطاء الخراساني ولإرساله.
الثاني- وهو حماد عن أيوب السختياني وهشام بن حسان القردوسي=(33/205)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وحبيب بن الشهيد- فصحيح على شرط مسلم، رجال إسناده ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
الثالث- وهو حماد عن حميد الطويل ويونس بن عبيد وقتادة وسماك بن حرب، عن الحسن البصري- فضعيف، لأن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين، فهو منقطع.
وأخرجه بالإسناد الأول ابن حبان (5075) ، والدارقطني 4/234، والبيهقي 10/286، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/415 من طريق عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الشافعي 2/67، وعبد الرزاق (16751) ، وسعيد بن منصور (411) ، والبيهقي 10/286، وابن عبد البر 23/419 من طريق مكحول، عن سعيد بن المسيب، بنحوه.
وأخرجه بالإسناد الثاني النسائي في "الكبرى" (4977) من طريق حجاج بن منهال، وابن حبان (5075) ، والدارقطني 4/234، والبيهقي 10/286، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/415 من طريق عبد الأعلى بن حماد، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أيوب وحده، به.
وأخرجه أبو داود (3961) ، والطبراني 18/ (430) و (431) ، والدارقطني 4/234، والبيهقي 10/285، وابن عبد البر 23/418 من طريقين عن أيوب وحده، به. وسلف من طريق ابن سيرين برقم (19932) .
وأخرجه بالإسناد الثالث النسائي في "الكبرى" (4977) ، وابن حبان (5075) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (302) ، والدارقطني 4/234، والبيهقي 10/286 من طريقين عن حماد بن سلمة، عن قتادة وحميد وسماك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3528) ، والنسائي (4976) ، وابن حبان (4320) ، والطبراني 18/ (334) و (335) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/418 من طريقين عن يونس بن عبيد وحده، به. =(33/206)
20002 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ، أَنَّ يَعْلَي بْنَ سُهَيْلٍ مَرَّ بِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فَقَالَ لَهُ: يَا يَعْلَي أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ بِعْتَ دَارَكَ بِمِائَةِ أَلْفٍ؟ قَالَ: بَلَى. قَدْ بِعْتُهَا بِمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ بَاعَ عُقْدَةَ مَالٍ سَلَّطَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا تَالِفًا يُتْلِفُهَا " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني 18/ (403) و (404) و (406) ، والبيهقي 10/286، وابن عبد البر 23/417 من طرق عن سماك وحده، به. وسيأتي من طريق سماك وحده عن الحسن برقم (20002) .
وانظر ما سلف يرقم (19826) .
(1) إسناده ضعيف، محمد بن أبي المليح الهذلي - وهو ابن عامر بن أسامة- من رجال "التعجيل" وفيه: قال ابن المثنى: ما سمعتُ يحيى ولا عبدَ الرحمن يُحدثان عنه بشيء قط، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والرجل المبهم: هو عبد الملك بن يعلى الليثي البصري قاضيها، وهو ثقة، ويعلى بن
سهيل هو أبوه كما سيأتي، ولم نقف له على ترجمة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/437 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن محمد بن أبي المليح، عن عبد الملك بن يعلى، عن أبيه، عن عمران. وتابع عبدَ الصمد عنده عبدةُ بن سليمان.
وأخرجه الدولابي 2/71 من طريق فضالة بن حصين الضبي، عن عبد الوارث بن أبي محمد، عن يعلى أبي عبد الملك الليثي، عن عمران.
وأخرجه الطحاوي في"شرح المشكل" (3946) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (555) من طريق بشير بن سريج، عن قبيصة بن الجعد، عن أبي المليح، عن عبد الملك بن يعلى عن عمران رفعه ولفظه:"ما من عبد يبيع تالداً إلا=(33/207)
20003 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
20004 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ قَالَ: عَفَّانُ أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْكَيِّ
__________
= سلط الله عليه تالفاً" قلنا: بشير بن سريج قال ابن معين: لا يكتب حديثه.
وقبيصة: لا يعرف.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8581) من طريق علي بن عثمان اللاحقي، عن حفص بن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن محمد بن أبي المليح، عن عبد الله بن يعلى الليثي، عن معقل بن يسار رفعه. وقال الطبراني: لم يروه عن حفص إلا علي بن عثمان. قلنا: علي ثقة، وحفص لم
نجد له ترجمة. ومخرج الحديث واحد، وعبد الله بن يعلى وهم، صوابه عبد الملك، وكذلك معقل بن يسار.
وفي الباب حديث سعيد بن حريث، سلف في "المسند" برقم (15842) ، ولفظه: "من باع عقاراً كان قمناً أن لا يُبَارك له إلا أن يجعله في مثله" فانظره.
قوله: "عقدة مال" قال صاحب "القاموس": هو الضَّيعة والعَقار الذي اعتقده صاحبُه مِلْكاً. قال السندي: ومعنى الحديث: أن الغالب أن الثمن ينصرف، فيبقى الإنسان بلا دار وبلا ثمن.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين. حماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو الطويل. وانظر (19929) .(33/208)
فَاكْتَوَيْنَا، فَمَا أَفْلَحْنَ وَلَا أَنْجَحْنَ " (1) وَقَالَ عَفَّانُ: فَلَمْ يُفْلِحْنَ، وَلَمْ يُنْجِحْنَ (2)
20005 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَنَّ أَبَا قِلَابَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْمُهَلَّبِ حَدَّثَهُ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَخَاكُمْ النَّجَاشِيَّ تُوُفِّيَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ " قَالَ: فَصَفَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَمَا نَحْسِبُ الْجِنَازَةَ إِلَّا مَوْضُوعَةً بَيْنَ يَدَيْهِ (3)
__________
(1) المثبت من (م) و (س) ، وفي (ظ 10) و (ق) كانت "فما أفلحن ولا أنجحن" ثم أُلحقت للنونين الألف. وانظر لذلك التعليق على الحديث السالف برقم (19831) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه الطبراني 18/ (261) ، والحاكم 4/416- 417 من طريق حجاج ابن المنهال، والطبراني 18/ (261) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وانظر (19831) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، وحرب: هو ابن شداد اليشكري، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه الطيالسي (849) ، ومن طريقه البيهقي 4/50 عن حرب بن شداد،=(33/209)
20006 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ أَوْ سَأَلَ رَجُلًا وَهُوَ شَاهِدٌ: " هَلْ صُمْتَ مِنْ سُرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئًا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ " (1)
20007 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ " (2)
20008 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ، (3) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَاءُ
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (3102) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (482) من طريق الأوزاعي، والطحاوي في "شرح المشكل" (4850) من طريق أبان بن يزيد العطار، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به.
وانظر (19867) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وغيلان: هو ابن جرير الأزدي.
وانظر (19839) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران. همام: هو ابن يحيى العوذي. وانظر (19923) .
(3) في (ظ 10) و (ق) : حدّث.(33/210)
خَيْرٌ كُلُّهُ " (1)
20009 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ عِنْدَ مَوْتِهِ سِتَّةَ رَجْلَةٍ لَهُ، فَجَاءَ وَرَثَتُهُ مِنَ الْأَعْرَابِ، فَأَخْبَرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا صَنَعَ. قَالَ: " أَوَفَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَوْ عَلِمْنَا إِنْ شَاءَ اللهُ مَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِ ". قَالَ: فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ مِنْهُمْ اثْنَيْنِ، وَرَدَّ أَرْبَعَةً فِي الرِّقِّ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قتادة العدوي- وهو تميم بن نُذير-، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (554) من طريق محمد بن أبي صفوان الثقفي، عن وصب بن جرير، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (19817) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، الحسن البصري لم يسمع من عمران. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3530) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (405) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/417 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق سماك وجماعة عن الحسن برقم (20001) ، فانظر تتمة تخريجه هناك.
وانظر ما سلف برقم (19826) .
وقوله: "لو علمنا ما صلينا عليه" لم يذكرها في حديث عمران غير الحسن البصري، ويشهد لها حديث أبي قلابة عن أبي زيد الأنصاري عند سعيد بن منصور في "سننه" (409) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل" (740) ورجاله ثقات إلا أنه منقطع فإن أبا قلابة لم يسمع من أبي زيد. وسيأتي في "المسند" دون هذا الحرف 5/341. =(33/211)
20010 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ " (1)
__________
وقد سلف الحديث من طريق أبي المهلب عن عمران برقم (19826) وقال فيه مكان هذا الحرف: "وقال له قولاً شديداً".
قوله: "رجلة" بفتح الراء وسكون الجيم، ويجوز كسر الراء مع فتح الجيم بوزن عِنَبة: جمع رجل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (558) من طريق أبي نعيم وحده، بهذا الإسناد.
وانظر (19908) .(33/212)
حَدِيثُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَهْزِيِّ، عَنْ أَبِيهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
20011 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ يَعْنِي يَحْيَى بْنَ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَعْنَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَزَعَةَ وَقَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، (2) يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَهْزِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي حَلَفْتُ هَكَذَا وَنَشَرَ أَصَابِعَ يَدَيْهِ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا الَّذِي بَعَثَكَ اللهُ بِهِ؟ قَالَ: " بَعَثَنِي اللهُ بِالْإِسْلَامِ ". قَالَ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ أَحَدٍ تَوْبَةً أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ زَوْجِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: " تُطْعِمُهَا إِذَا أَكَلْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ ".
__________
(1) معاوية بن حَيْدة قُشَيري من بني عامر بن صعصعة، جدُ بَهْز بن حكيم، له وِفادة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصُحبة، نزل البصرة، ومات بخراسان.
"الإصابة" 6/149- 150.
(2) وقع في (م) : "سمعت أبا قزعة يحدث عن عمرو بن دينار"، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من نسخنا الخطية.(33/213)
ثُمَّ قَالَ: " هَاهُنَا تُحْشَرُونَ. هَاهُنَا تُحْشَرُونَ. هَاهُنَا تُحْشَرُونَ.، ثَلَاثًا، رُكْبَانًا وَمُشَاةً، وَعَلَى وُجُوهِكُمْ (1) تُوفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ (2) أُمَّةً أَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ تَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى أَفْوَاهِكُمُ الْفِدَامُ. أَوَّلُ مَا يُعْرِبُ عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ " قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ فَقَالَ: " إِلَى هَاهُنَا تُحْشَرُونَ (3)
__________
(1) في الأصول: وجوههم.
(2) في الأصول: سبعون، وضبَّب عليها في (س) إشارة إلى خطئها، والصواب ما أثبتنا.
(3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حكيم- وهو ابن معاوية بن جدة القشيري- وهو صدوق حسن الحديث، وغير والده معاوية بن حيدة، فقد روى لهما أصحاب السنن وعلّق لهما البخاري. عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي، وأبو قزعة: هو سُوَيد بن حُجَير
الباهلي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11431) ، وابن جرير الطبري 5/66 و24/107، والطبراني في "المعجم الكبير" 19/ (1038) من طريق يحيى بن أبي بكير وحده، بهذا الإسناد. ورواية الطبري في الموضع الأول والطبراني مختصرة من قوله: ما حق زوج أحدنا ... إلى آخر الحديث.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9180) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/71، والطبراني 19/ (1037) من طريق حجاج الباهلي، والطبراني 19/ (1036) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن أبي قزعة سويد بن حجير، به. واقتصر النسائي على قصة حق الزوجة.
وأخرج قصة حق الزوجة وحدها أبو داود (2144) ، والنسائي في "الكبرى" (9151) ، والبيهقي 7/295 من طريق سعيد بن حكيم، عن أبيه حكيم بن=(33/214)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= معاوية، به.
وسيأتي الحديث بطوله بالأرقام (20022) و (20037) و (20043) .
وسيأتي مختصراً بالأرقام (20013) و (20015) و (20018) و (20025) و (20026) و (20027) و (20029) و (20030) و (20031) و (20045) و (20049) و (20050) و (20053) .
وفي باب أن الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (184) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9501) . وهما في "الصحيح".
وعن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (5202) .
وقوله: "لا يقبل الله من أحد توبة أشرك بعد إسلامه" وقع في هذه الرواية وهم، وصوابه ما وقع في رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: "لا يقبل الله من مشرك يشرك بعدما أسلم عملاً، أو يفارق المشركين إلى المسلمين" وستأتي برقم (20037) . وقد أجمع المسلمون على قَبُول توبة المرتدَّ بعد إسلامه إذا تاب ورجع إلى الإسلام.
وفي باب حق الزوجة عن جابر ضمن حديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ولهنَ عليكم رِزْقُهُن وكسوتهن بالمعروف". أخرجه مسلم (1218) .
وفي باب النهي عن ضرب الوجه وتقبيحه بوجه عام دون حصره بالنساء عن أبي هريرة، سلف برقم (7420) .
وفي باب صفة حشر الناس عن أبي هريرة، سلف برقم (8647) .
وعن أبي ذر، سيأتي برقم (21456) .
ويشهد لكون هذه الأمة آخر الأمم حديثُ أبي هريرة السالف برقم (7310) .
ويشهد لقوله: "أول ما يعرب عن أحدكم فخذُه" حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17374) .
قال السندي: قوله: "ونشر أصابع يديه" يريد: عشر مراتٍ. =(33/215)
20012 - حَدَّثَنَا مُهَنَّا بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو شِبْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا حَتَّى ذَهَبَ عَصْرٌ، وَجَاءَ عَصْرٌ. فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: أَيْ بَنِيَّ، أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ. قَالَ: فَهَلْ أَنْتُمْ مُطِيعِيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: انْظُرُوا إِذَا مُتُّ أَنْ تُحَرِّقُونِي حَتَّى تَدَعُونِي فَحْمًا ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَفَعَلُوا ذَلِكَ، ثُمَّ اهْرُسُونِي بِالْمِهْرَاسِ " يُومِئُ بِيَدِهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَفَعَلُوا وَاللهِ ذَلِكَ، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الْبَحْرِ فِي يَوْمِ رِيحٍ لَعَلِّي أَضِلُّ اللهَ ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَفَعَلُوا وَاللهِ ذَلِكَ. فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللهِ فَقَالَ: " يَا ابْنَ آدَمَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: أَيْ رَبِّ، مَخَافَتُكَ. قَالَ: فَتَلَافَاهُ اللهُ بِهَا " (1)
__________
= "أخَوان" أي: هما، أي: المسلمان. قلنا: سيأتي ذلك موضحاً عند الرواية رقم (20037) .
"ولا تقبح" أي: صورتَها بضرب الوجه، أو لا تنسب شيئاً من أفعالها وأقوالها إلى القُبْح، أو لا تقل لها: قَبَحَ اللهُ وجهَك، أو قَبَحَك، من غير حق.
"ولا تهجر إلا في البيت" أي: لا تهجرها إلا في المضجع، ولا تتحوّل عنها، ولا تحوَّلها إلى دار أخرى.
"الفدام" ككتاب وسَحَاب وشَدّاد: هو ما يُربَط به الفم، أي: يُمنَعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم. اهـ.
وقوله: "ها هنا تحشرون" أراد الشام كما سيأتي برقم (20022) و (20031) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل حكيم بن معاوية. =(33/216)
20013 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ؟ قَالَ: " تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ " (1)
__________
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1037) ، وفي "الأوسط" (6398) من طريق حجاج الباهلي، عن أبي قزعة، بهذا الإسناد. وقد ذكره في "الكبير" ضمن حديث في قصة إسلامه ووصيةِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له في حق زوجته، وزاد فيه قوله: "قال: لأنزعن كل شيء أعطيتكموه أو لتفعلُنَ ما آمركم به، فقالوا: كلنا نفعل ما أمرتنا". ولم يذكر قوله: "حتى أَضِل اللهَ"، ولفظ آخره: ""فدعي به
كما كان" بدل. قوله: "ففعلوا والله ذلك فإذا هو في قبضة الله". وذكره في "الأوسط" ضمن حديث طويل.
وسيأتي بالأرقام (20024) و (20039) و (20044) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3785) . وانظر تتمة شواهده هناك، وبعضها في الصحيح.
قال السندي: "رغسه" كَمَنع، يقال: أَرغَسَه الله مالاَ ورَغَسه، أي: أكثَرَ له وبارك فيه.
"ثم اهرُسوني" من كلام الرجل، يقال هَرَسَه، من باب نَصَر، أي: دَقه.
"أَضِلّ" بفتح فكسر، أي: أفوتُه ويخفى عليه مكاني. ولعله قال ذلك عند غلبة الخوف عليه، بحيث طار عقلُه، وإلا فاعتقادُ مثله كفرٌ.
وقوله: "فتلافاه الله بها" أي: تداركه بالرحمة والمغفرة، والله تعالى أعلم.
وانظر "الفتح" 11/315.
(1) إسناده حسن. يزيد: هو ابن هارون، وأبو قَزَعة: هو سُوَيد بن حُجَير الباهلي.
وأخرجه ابن ماجه (1850) ، والنسائي في "الكبرى" (9171) و (11104) =(33/217)
20014 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو قَزَعَةَ سُوَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَخَاهُ مَالِكًا قَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ مُحَمَّدًا أَخَذَ جِيرَانِي فَانْطَلِقْ إِلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ عَرَفَكَ وَكَلَّمَكَ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَقَالَ: دَعْ لِي جِيرَانِي؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَسْلَمُوا فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَامَ مُتَمَعِّطًا فَقَالَ: أَمْ وَاللهِ لَئِنْ فَعَلْتَ؟ إِنَّ النَّاسَ لَيَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَأْمُرُ بِالْأَمْرِ، وَتُخَالِفُ إِلَى غَيْرِهِ، وَجَعَلْتُ أَجُرُّهُ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَقُولُ؟ " فَقَالُوا: إِنَّكَ وَاللهِ لَئِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ إِنَّ النَّاسَ لَيَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَتَأْمُرُ بِالْأَمْرِ وَتُخَالِفُ إِلَى غَيْرِهِ. قَالَ: فَقَالَ: " أَوَ قَدْ قَالُوهَا أَوْ قَائِلُهُمْ فَلَئِنْ فَعَلْتُ ذَاكَ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا عَلَيَّ، وَمَا عَلَيْهِمْ مِنْ ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ أَرْسِلُوا لَهُ جِيرَانَهُ " (1)
__________
= والطبري 5/66، والطبراني في "الكبير" 19/ (1039) ، والبيهقي 7/295 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسلف ضمن حديث مطول برقم (20011) من طريق أبي قزعة عن حكيم ابن معاوية.
وانظر ما سيأتي برقم (20027) و (20030) و (20045) .
(1) إسناده حسن من أجل حكيم بن معاوية: وهو ابن حَيدة القُشَيْري.
وأخرجه الحاكم 3/642 من طريق يحيى بن حماد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (20017) و (20019) و (20042) عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده.
قال السندي: "متمعَّطاً": متسخَّطاً متعصَّباً. =(33/218)
20015 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً. أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ " (1)
__________
= "لئن فعلتَ" بالخطاب، أي: حَبْسَ جيراني مع إسلامهم.
"أو قائلهم" اسم فاعل مبتدأ لتقدُّم الاستفهام، والضمير فاعلٌ سدَّ مسد الخبر، و"أو" للشك من الراوي، ويحتمل أن يكون بالإضافة إلى الضمير، أي: أَوَقائلهم يقول ذلك، ويؤيده ما يجيء بعده من الرواية.
"فلئن فعلتُ ذاك" الجزاء مقدَّر، أي: لكان قولُهم حقاً، قال ذلك حين اعتمد عَلى خبره وظهر له أنه حق.
(1) إسناده حسن. الجُريري: هو سعيد بن إياس.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1030) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: "أنتم آخرها" بدل قوله: "أنتم خيرها".
وسيأتي بالأرقام (20025) و (20029) و (20049) . وسلف ضمن حديث برقم (20011) .(33/219)
حَدِيثُ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
20016 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِي كُلِّ إِبِلٍ سَائِمَةٍ. فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ. لَا تُفَرَّقُ إِبِلٌ عَنْ حِسَابِهَا. مَنْ أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا فَلَهُ أَجْرُهَا، وَمَنْ مَنَعَهَا فَإِنَّا آخِذُوهَا مِنْهُ وَشَطْرَ إِبِلِهِ (1) عَزْمَةً مِنْ عَزَمَاتِ رَبِّنَا لَا يَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ مِنْهَا شَيْءٌ " (2)
__________
(1) في (ظ 10) و (ق) : وشطراً من إبله.
(2) إسناده حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان.
وأخرجه عبد الرزاق (6824) ، وابن أبي شيبة 3/122، وأبو عبيد في "الأموال" (987) ، وابن زنجويه في "الأموال" (1443) ، والدارمي (1677) ، وأبو داود (1575) ، والنسائي 5/25، وابن خزيمة (2266) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/9 و3/297، والطبراني في "الكبير" 19/ (984) و (985) و (986) و (987) و (988) ، والحاكم 1/398، وابن حزم في "المحلى" 6/57، والبيهقي 4/105 و116، والخطيب في "تاريخه" 9/448 من طرق عن بهز بن حكيم، بهذا الإسناد.
ولم يذكر عبد الرزاق والطحاوي والطبراني في الموضع الأول والثالث والبيهقي في الموضع الأول قوله: "لا تفرق إبل عن حسابها"، وقال ابن زنجويه والدارمي والطبراني في الموضع الثاني: "وشطر ماله" بدل قوله: "وشطر إبله" ولم يذكر ابن أبي شيبة قوله: "ومن منعها فإنا آخذوها وشطر إبله"، وذكر الخطيب في روايته قوله: "ومن منعها كانت شطر ماله" بدل قوله: "ومن منعها فإنا آخذوها وشطر إبله".
وسيأتي برقم (20038) و (20041) .
وقوله: "في كل أربعين ابنة لبون" ليس على ظاهره، بل هذا فيما إذا زادت=(33/220)
20017 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَبَاهُ أَوْ عَمَّهَ، قَامَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: جِيرَانِي بِمَ أُخِذُوا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَ أُخِذُوا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَ أُخِذُوا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. (1) فَقَالَ: لَئِنْ قُلْتُ
__________
= على مئة وعشرين كما جاء في حديث أنس عن أبي بكر عند البخاري برقم (1454) . وسلف في مسند أي بكر مطولاً برقم (72) .
ولقوله: "لا تفرَّق إبل عن حسابها" شاهد من حديث أبي بكر أيضاً عند البخاري (1450) .
ولقوله: "لا يحل لآل محمد منها شيء" أي: من الصدقة، شاهد من حديث أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7758) ، وهو متفق عليه، وانظر تتمة شواهده هناك.
وأما قوله:"من منعها فإنا آخذوها منه وشطر إبله، عزمة من عزمات ربنا" فقد تفرد به بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، ومن أجل الاختلاف في بهز بن حكيم وقع الخلاف بين أهل العلم في هذه المسألة، انظر "شرح مشكل الآثار" 8/401-404 والتعليق عليه، و"التلخيص الحبير" 2/160- 161، و"نيل
الأوطار" 4/179- 182.
السائمة: الراعية.
ابنة لَبُون: هي ابنة الناقة أتمَت السنة الثانية ودخلت في الثالثة.
وقوله: "لا تفرَّق إبل عن حسابها"، قال في "نيل الأوطار" 4/179: أي: لا يفرَّق أحدُ الخليطين ملكه عن ملك صاحبه.
وقوله: "مؤتجراً" قال السندي: أي: طالباً للأجر.
وقوله: "عَزْمة من عزمات ربنا" أي: حقاً من حقوقه، وواجباً من واجباته.
(1) قوله: "ثم قال: أخبرني بم أُخذوا؟ فأعرض عنه" ليس في (م) و (ق) ، واستدركناه من (ظ 10) و (س) .(33/221)
ذَلِكَ إِنَّهُمْ لَيَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْغَيِّ وَتَسْتَخْلِي بِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قَالَ؟ " فَقَامَ أَخُوهُ أَوْ ابْنُ أَخِيهِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ (1) قَالَ: فَقَالَ: " لَقَدْ قُلْتُمُوهَا أَوْ قَائِلُكُمْ، وَلَئِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ إِنَّهُ لَعَلَيَّ وَمَا هُوَ عَلَيْكُمْ خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانِهِ " (2)
20018 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، عَنْ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قَزَعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدٍ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ " (3)
__________
(1) هكذا جاءت مكررة في (ظ 10) .
(2) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه أبو داود (3631) عن محمد بن قدامة، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (41) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، والطبراني في "الكبير" 19/ (997) من طريق إسحاق بن راهويه، ثلاثتهم عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. ولفظ أبي داود مختصر، ولم يسق الطبراني لفظه.
وانظر ما سلف برقم (20014) ، وما سيأتي برقم (20042) .
وقوله: تستخلي به، أي: تستقل به وتنفرد.
(3) إسناده حسن، لكن وقع في متن الرواية وهمٌ أشرنا إليه عند الحديث رقم (20011) .
أبو كامل: هو مُظفر بن مدرك الخُراساني، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو قزعة: هو سُوَيد بن حُجَير.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 19/ (1035) من طريق أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20053) .(33/222)
20019 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا مِنْ قَوْمِي فِي تُهْمَةٍ فَحَبَسَهُمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ عَلَامَ تَحْبِسُ جِيرَتِي؟ فَصَمَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا لَيَقُولُونَ إِنَّكَ تَنْهَى عَنِ الشَّرِّ، وَتَسْتَخْلِي بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَقُولُ؟ " قَالَ: فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ بَيْنَهُمَا بِالْكَلَامِ مَخَافَةَ أَنْ يَسْمَعَهَا، فَيَدْعُوَ عَلَى قَوْمِي دَعْوَةً، لَا يُفْلِحُونَ بَعْدَهَا أَبَدًا، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ حَتَّى فَهِمَهَا فَقَالَ: " قَدْ قَالُوهَا أَوْ قَائِلُهَا مِنْهُمْ، وَاللهِ لَوْ فَعَلْتُ لَكَانَ عَلَيَّ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانِهِ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18891) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3630) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (996) ، والحاكم 1/125 و4/102، وابن حزم في "المحلى" 11/131، والبيهقي 6/53- واقتصر أبو داود والحاكم في الموضع الثاني والبيهقي على أوله بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حبس رجلاً في تهمة. وزاد البيهقي: ساعة من نهار ثم خَلَى عنه.
وانظر ما سلف برقم (20014) .
وأخرجه الترمذي (1417) ، والنسائي 8/66-67 و67، والطبراني في "الكبير" 19/ (998) ، وفي (الأوسط) (154) ، وابن عدي في "الكامل" 2/499 و500، وابن حزم في "المحلى" 11/131 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد ابن حزم من المطبوع
"معمر"، وهو خطأ. ولفظهم جميعاً: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حبس رجلاً في تهمة=(33/223)
20020 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَأَلَهُ مَوْلَاهُ فَضْلَ مَالِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ جُعِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ " (1)
20021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= ثم خلَّى سبيله. وقال الترمذي: حديث بهز عن أبيه عن جده حديث حسن.
وفي باب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حبس في تهمة عن أبي هريرة عند البزار (1360و1361- كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/52، والحاكم 4/102، وابن حزم 11/131. لإسناده ضعيف جداً.
وعن النعمان بن بشير عند النسائي 8/66. وإسناده ضعيف.
وعن أنس بن مالك عند العقيلي 1/53-54. وإسناده ضعيف.
وعن عراك بن مالك مرسلاً عند عبد الرزاق (18892) ، والعقيلي 1/54.
(1) إسناده حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6864) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (978) .
وأخرجه أبو داود بإثر الحديث (5139) ، والنسائي 5/82، والطبري في "تفسيره" 4/191، والطبراني 19/ (979) و (980) و (981) و (983) ، والبيهقي في "السنن" 4/179، وفي "الشعب" (3390) ، والبغوي (3417) من طرق عن بهز بن حكيم، بهذا الإسناد. زاد النسائي والطبري والبيهقي والبغوي فيه: "يتلمَّظ فضله الذي منع"، ولفظ آخِر حديث أبي داود: "إلا دُعي له يوم القيامة فضلُه الذي منعه شجاعاً أقرع".
وانظر ما سيأتي بالأرقام (20023) و (20032) و (20047) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7756) .(33/224)
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، ثُمَّ يَكْذِبُ لِيُضْحِكَهُمْ وَيْلٌ لَهُ. وَوَيْلٌ لَهُ " (1)
20022 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو قَزَعَةَ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ عَدَدَ أَصَابِعِي هَذِهِ أَنْ لَا آتِيَكَ، أَرَانَا عَفَّانُ وَطَبَّقَ كَفَّيْهِ، فَبِالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا الَّذِي بَعَثَكَ بِهِ (2) ؟ قَالَ: " الْإِسْلَامُ ". قَالَ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ، وَأَنْ تُوَجِّهَ وَجْهَكَ إِلَى
__________
(1) إسناده حسن.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (17) ، وفي "الزهد" (733) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (11655) ، والبغوي (4130) عن بهز بن حكيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن وهب في "جامعه" (539) ، وهناد في "الزهد" (1150) ، والنسائي في "الكبرى" (11126) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (128) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/71، والطبراني في "الكبير" 19/ (950) و (951) و (952) و (953) و (954) و (955) و (956) ، وابن عدي في "الكامل" 2/501، والحاكم 1/46، والبيهقي في "السنن" 10/196، وفي "الآداب"
(374) ، وفي "شعب الإيمان" (4831) ، والخطيب في "تاريخه" 3/265 و4/4 و7/133-134، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/256، وفي "الاستذكار" (41425) ، والبغوي ضمن الحديث (3417) من طرق عن بهز، به.
وسيأتي بالأرقام (20046) و (20055) و (20073) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9220) ، وعن أبي سعيد، سلف برقم (11331) . وإسنادهما ضعيف.
(2) في (ظ 10) و (ق) : بعثك الله به.(33/225)
اللهِ وَتُصَلِّيَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ. لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ أَحَدٍ تَوْبَةً أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ ". قُلْتُ: مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: " تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ ". قَالَ: " تُحْشَرُونَ هَاهُنَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَحْوِ الشَّامِ مُشَاةً وَرُكْبَانًا، وَعَلَى وُجُوهِكُمْ تُعْرَضُونَ عَلَى اللهِ وَعَلَى أَفْوَاهِكُمُ الْفِدَامُ، وَأَوَّلُ مَا يُعْرِبُ عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ " (1)
20023 - وَقَالَ: " مَا مِنْ مَوْلًى يَأْتِي مَوْلًى لَهُ، فَيَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلٍ عِنْدَهُ فَيَمْنَعُهُ إِلَّا جَعَلَهُ اللهُ عَلَيْهِ شُجَاعًا يَنْهَشُهُ قَبْلَ الْقَضَاءِ " قَالَ عَفَّانُ: يَعْنِي بِالْمَوْلَى: ابْنَ عَمِّهِ (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل حكيم بن معاوية. أبو قزعة: هو سويد بن حُجَير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/142، والطبراني في "الكبير" 19/ (1034) و (1035) من طريق أسد بن موسى، وأبو داود (2142) ، والبيهقي 7/305 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن حبان (160) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (403) من طريق أبي النعمان عارم، أربعتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
واقتصر أبو داود والطبراني في الموضع الأول والبيهقي على حق الزوجة، واقتصر ابن أبي شيبة على قوله: " تحشرون ها هنا" إلى نهاية الحديث، ولم يذكر محمد بن نصر والطبراني في الموضع الثاني حق الزوجة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6398) ، ومحمد بن نصر (404) من طريق حجاج الباهلي، عن أبي قزعة، به.
وانظر (20011) .
(2) إسناده حسن. =(33/226)
20024 - قَالَ: وَقَالَ: " إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا حَتَّى ذَهَبَ عَصْرٌ، وَجَاءَ آخَرُ، فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لِوَلَدِهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ. فَقَالَ: هَلْ أَنْتُمْ مُطِيعِيَّ؟ وَإِلَّا أَخَذْتُ مَالِي مِنْكُمْ. انْظُرُوا إِذَا أَنَا مُتُّ أَنْ تُحَرِّقُونِي حَتَّى تَدَعُونِي حُمَمًا، ثُمَّ اهْرُسُونِي بِالْمِهْرَاسِ "، وَأَدَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حِذَاءَ رُكْبَتَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَفَعَلُوا وَاللهِ ".، وَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ هَكَذَا، " ثُمَّ اذْرُونِي فِي يَوْمٍ رَاحٍ (1) لَعَلِّي أَضِلُّ اللهَ ". كَذَا قَالَ عَفَّانُ، وَقَالَ مُهَنَّا أَبُو شِبْلٍ، عَنْ حَمَّادٍ: " أَضِلُّ اللهَ فَفَعَلُوا، وَاللهِ ذَاكَ
__________
= وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/71 من طريق أبي سلمة التبوذكي، والبيهقي في "الشعب" (3391) من طريق عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" ضمن الحديث (6398) من طريق حجاج الباهلي، عن أبي قزعة، به. ولفظ آخره: "إلا أتاه يوم القيامة شجاعٌ يتلمظه".
وانظر (20020) .
وقد روى هذا الحديث عن أبي قزعة داودُ بن أبي هند، فاختلِفَ عليه فيه، فرواه مسلمة بن علقمة عنه، عن أبي قزعة، عن أبي مالك العبدي. ورواه عبد الأعلى عنه، عن أبي قزعة، عن رجل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَِ. ورواه أبو معاوية الضرير عنه، عن أبي قزعة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرج هذه الطرق الثلاثة ابن جرير الطبري في "تفسيره" 4/191.
وروي على غير هذه الأوجه، انظر "العلل" للدارقطني 8/294- 295.
(1) في (ظ 10) و (ق) : في يوم ريح.(33/227)
فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فِي قَبْضَةِ اللهِ، فَقَالَ: " يَا ابْنَ آدَمَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَهُ؟ " قَالَ: مِنْ مَخَافَتِكَ فَتَلَافَاهُ اللهُ بِهَا (1)
20025 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ فِيمَا سَمِعْتُهُ قَالَ: وَسَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ آخِرُهَا، وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ، وَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل حكيم بن معاوية، فهو صدوق حسن الحديث.
وسلف الحديث برقم (20012) عن مهنّا أبي شبل، عن حماد بن سلمة.
قوله: "في يوم راحٍ" أي: شديد الريح.
(2) إسناده حسن. حسن: هو ابن موسى الأَشيَب، والجريري: هو سعيد ابن إياس.
وأخرجه عبد بن حميد (411) عن حسن بن موسى، بهذا الإسناد. غير أنه قال: "أنتم خيرها" بدل قوله: "أنتم آخرها".
وسلف الشطر الأول برقم (20015) عن عفان عن حماد بن سلمة.
وأما الشطر الثاني فقد أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1475) ، وابن أبي داود في "البعث" (61) ، وابن حبان (7388) ، وأبو نعيم في "الحلية"6/205، وفي "صفة الجنة" (178) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وابن عدي في "الكامل"2/500، والبيهقي في "البعث والنشور"
(239) من طريق علي بن عاصم، كلاهما عن الجريري، به -ولفظه عند ابن أبي عاصم وأبي نعيم في "الحلية": "سبعين سنة"، وعند الباقين: "سبع=(33/228)
20026 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَبُو مَسْعُودٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَجِيئُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَفْوَاهِكُمُ الْفِدَامُ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يَتَكَلَّمُ مِنَ الْآدَمِيِّ (1) فَخِذُهُ وَكَفُّهُ " (2)
20027 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قَزَعَةَ، وَعَطَاءٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ،
__________
= سنين"!
ويشهد لهذا الشطر حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11239) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
تنبيه: زاد ابن أبي عاصم: "وأن في الجنة بحر الماء، وبحر الخمر، وبحر اللبن، وبحر العسل، ثم تَشقَق منه بعدُ الأنهارُ"، وستأتي هذه الزيادة عند المصنف برقم (20052) .
المِصْراعان: شَطْرا الباب.
والكَظيظ: الممتلئ.
(1) في (ظ 10) : يتكلم على ابن آدم.
(2) إسناده حسن. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 24/107، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1476) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (1031) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" (25) من طريق خالد بن عبد الله، عن الجريري، به.
وسلف ضمن حديث برقم (20011) من طريق أبي قزعة عن حكيم بن معاوية.(33/229)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَقُّ امْرَأَتِي عَلَيَّ؟ قَالَ: " تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ " (1)
20028 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: " أُمَّكَ ". قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أُمَّكَ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " أُمَّكَ ". قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَبَاكَ، ثُمَّ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، فالقُشَيْريان هما: حكيم بن معاوية بن حَيْدة القشيري، وأبوه، فقد سلف برقم (20013) ، وضمن حديث برقم (20011) و (20022) من طريق أبي قزعة، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه معاوية بن حَيْدة القُشيري.
وحَكيم صدوق حسن الحديث.
ابن جريج: هو عبد الملك بن العزيز، وأبو قزعة: هو سُوَيد بن حُجَير، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان.
يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (962) ، والحاكم 4/150، والبيهقي في "الشعب" (7840) من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20121) ، وهناد في "الزهد" (965) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (3) ، وأبو داود (5139) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1667) و (1668) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/71، وابن حبان في "الثقات" 8/344، والطبراني في "الكبير" 19/ (957) و (958) و (959) =(33/230)
20029 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا بَهْزٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " أَلَا إِنَّكُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً. أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ " (1)
__________
و (960) و (961) و (962) و (963) و (964) ، والحاكم 3/642 و4/150، والبيهقي في "السنن"4/179 و8/2، وفي "الشعب" (7839) ، والخطيب في "تاريخه" 3/265-266 و295و 10/376، والبغوي ضمن الحديث (3417) ، والمزي في ترجمة حكيم بن معاوية من "تهذيب الكمال" 7/203-204، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 9/484-485، وفي "معجم الشيوخ"
2/394-395 من طرق عن بهز بن حكيم، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/68 من طريق مِهران بن حكيم أخي بهز، عن أبيه، عن جده.
وسيأتي الحديث برقم (20048) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (5971) ، ومسلم (2548) ، وقد سلف برقم (8344) و (9218) .
وعن أبي سلامة السلمي، سلف برقم (18789) .
وعن رجل من بني يربوع، سيأتي 5/377.
وعن صعصعة بن ناجية المجاشعي عند الحاكم 3/611، والطبراني في "الكبير" (7413) .
وعن أسامة بن شريك الثعلبي عند الطبراني في "الكبير" (484) .
(1) إسناده حسن.
وأخرجه ابن الجوزي في "مقدمة الموضوعات" 1/30 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (409) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.=(33/231)
20030 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ نِسَاؤُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: " حَرْثُكَ ائْتِ حَرْثَكَ أَنَّى شِئْتَ، غَيْرَ أَنْ لَا تَضْرِبَ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ، وَأَطْعِمْ إِذَا طَعِمْتَ، وَاكْسُ إِذَا اكْتَسَيْتَ. كَيْفَ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ إِلَّا بِمَا حَلَّ عَلَيْهَا " (1)
__________
= وقال فيه: "أنتم آخرها" بدل قوله:، "أنتم خيرها".
وأخرجه الدارمي (2760) ، وابن ماجه (4287) و (4288) ، والترمذي (3001) ، والطبري في "تفسيره" 1/265 و4/45، والطبراني في "المعجم الكبير" 19/ (1012) و (1023) و (1024) و (1025) من طرق عن بهز بن حكيم، به- وقال فيه بعضهم: "أنتم آخرها" بدل قوله:"أنتم خيرها"، ولفظ ابن ماجه: "نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرها"، وزاد الترمذي في أوله: أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في قول الله تعالى: (كنتم خير أمة أُخرجت للناس) [آل عمران: 110] ... ، وقال: حديث حسن. وزاد الطبراني في الموضع الأول في أوله قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:، أهل الجنة مئة وعشرون صفاً، أنتم ثمانون صفاً والناس سائر ذلك".
وانظر (20015) .
(1) إسناده حسن. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/66-77، والطبراني في "الكبير" 19/ (999) و (1000) و (1001) و (1002) من طرق عن بهز بن حكيم، بهذا الإسناد.
وسيأتي بهذا اللفظ برقم (20045) عن يحيى بن سعيد عن بهز بن حكيم.
وانظر (20013) .
قوله: "ائت حرثَك إنَّى شئت" قال في "بذل المجهود" 10/185 أي: محلَّ =(33/232)
20031 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: " هَاهُنَا ". وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ. قَالَ: " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ رِجَالًا وَرُكْبَانًا وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ " (1)
20032 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَأْتِي رَجُلٌ مَوْلَاهُ، فَيَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلٍ هُوَ عِنْدَهُ فَيَمْنَعُهُ إِيَّاهُ إِلَّا دُعِيَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ يَتَلَمَّظُ فَضْلُهُ الَّذِي مَنَعَهُ " (2)
__________
= حرثك- وهو القُبُلُ- كيف شئت، أو من أين شئت، أو من أي جانب شئت.
(1) إسناده حسن.
وأخرجه الترمذي (2192) و (2424) و (3143) ، والطبراني 19/ (976) ، والحاكم 4/564 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقرن الحاكمُ بيزيد عليَّ بن عاصم، وزاد الطبراني قوله: "مفدمة أفواهكم بالفدام، وإن أول ما يبدأ من أحدكم فخذه".
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/250، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/288 و296، والطبراني 19/ (974) و (975) و (977) ، والحاكم 4/564 من طرق عن بهز بن حكيم، به- واقتصر يعقوب في الموضع الأول على قول معاوية: يا رسول الله خِرْ لي. فأومأ بيده نحو الشام.
وسيأتي برقم (20050) عن يحيى بن سعيد عن بهز. وسلف ضمن حديث برقم (20011) .
(2) إسناده حسن، بهز وأبوه صدوقان، يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (982) من طريق أبي بكر بن أبي=(33/233)
20033 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا قَوْمٌ نَتَسَاءَلُ أَمْوَالَنَا. قَالَ: " يَتَسَاءَلُ الرَّجُلُ فِي الْجَائِحَةِ (1) أَوِ الْفَتْقِ لِيُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ قَوْمِهِ، فَإِذَا بَلَغَ أَوْ كَرَبَ اسْتَعَفَّ " (2)
__________
= عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (20020) .
قال السندي: "يتلمَّظ" يدير لسانه في فمه، أي: يأكل.
وقال في حاشيته على النسائي 5/82: "شجاعٌ" بالرفع على أنه نائب الفاعل لدعيُ، و"فضله" بالرفع بدلٌ منه، أو هو خبر لمبتدأ محذوف، أي: هو فضلُه، ويجوز أن يُنصب بتقدير: أعني. اهـ بتصرف.
(1) في (ظ 10) و (ق) : الحاجة، وهي رواية البيهقي أيضاً.
(2) إسناده حسن.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (563) ، والبيهقي 7/22، والبغوي (1628) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد - قرن أبو عبيدِ بيزيد بن هارون محمدَ بن أبي عدي.
وأخرجه عبد الرزاق (20018) ، وابن زنجويه في "الأموال" (819) و (2103) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (965) و (966) و (967) و (968) ، وابن عدي في "الكامل" 2/716، والبيهقي في "الشعب" (11086) و (11087) ، والبغوي (1627) من طرق عن بهز بن حكيم، به.
قال السندي: قوله: "نتساءَل أموالنا" أي: يسأل بعضُنا مال بعض في الحاجات.
"في الجائحة" أي: في الآفة التي تستأصل المال.
"أو الفتق" بفتح فسكون، قيل: أي: الحرب تكون بين القوم، ويقع فيها الجراحات والدماء.
"أو كَرَب" بفتحات، أي: دنا وقَرُب.
"استعفَّ" أي: عن السؤال.(33/234)
20034 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بَهْزٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَإِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ قَالَ: " إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَيَنَّهَا ". قُلْتُ فَإِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا؟ قَالَ: " فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ " (1)
__________
(1) إسناده حسن. يحيى بن سعيد: هو القَطّان، وإسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وبهز: هو ابن حكيم بن معاوية بن حَيدة القُشَيري.
وأخرجه أبو داود (4017) ، والترمذي (2769) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/159-160 من طريق محمد بن بشار، والنسائي في "الكبرى" (8972) عن عمرو بن علي، كلاهما عن يحيى بن سعيد وحده، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/199 و2/225، وفي "الآداب" (716) ، وابن حجر في "التغليق" 2/159-160 من طريق أبي علي الحسن بن محمد ابن الصباح الزعفراني، وابن حجر 2/159-160 من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم وحده، به. وقرن الزعفراني بإسماعيل بن إبراهيم معاذَ بن معاذ.
وأخرجه ابن أبي شيبة كما في "الفتح" 1/386، وأبو داود (4017) ، وابن ماجه (1920) ، والترمذي (2794) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1381) و (1382) ، والخرائطي في "المنتقى من مكارم الأخلاق" (133) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (990) و (992) و (993) و (994) و (995) ، والحاكم 4/179-180، وأبو نعيم في "الحلية" 7/121-122، والبيهقي في
"السنن" 7/94، وفي "الشعب" (7753) ، والخطيب في "تاريخه" 3/=(33/235)
20035 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بَهْزٍ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ: " فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ ". وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَرْجِهِ. (1)
20036 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَيْضًا وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَوَضَعَهَا عَلَى فَرْجِهِ (2)
20037 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَهْزٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَاللهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ أُولَاءِ، وَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى أَنْ لَا آتِيَكَ، وَلَا آتِيَ دِينَكَ، وَإِنِّي قَدْ جِئْتُ امْرَأً لَا أَعْقِلُ شَيْئًا إِلَّا مَا عَلَّمَنِي اللهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ
__________
= 261-262، والبغوي ضمن الحديث (3417) ، والحسن بن محمد البكري في "كتاب الأربعين حديثاً" ص 108، وابن حجر في "التغليق" 2/159-160 و161 من طرق عن بهز بن حكيم، به.
وسيأتي بالأرقام (20035) و (20036) و (20040) .
(1) إسناده حسن كسابقه.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1106) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (989) .
وانظر ما قبله وما بعده.
(2) إسناده حسن. يونس: هو ابن محمد المؤدَّب، وحماد بن زيد روى هذا الحديث عن بهز بن حكيم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (991) ، وابن حجر في "التغليق" 2/161 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطبراني قوله: وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده، فوضعها على فرجه.
وانظر ما قبله.(33/236)
اللهِ بِمَ بَعَثَكَ رَبُّنَا إِلَيْنَا؟ قَالَ: " بِالْإِسْلَامِ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا آيَةُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: " أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَتَخَلَّيْتُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَكُلُّ مُسْلِمٍ عَلَى مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ أَخَوَانِ نَصِيرَانِ لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ مُشْرِكٍ يُشْرِكُ بَعْدَمَا أَسْلَمَ عَمَلًا، أَوْ يُفَارِقُ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ مَا لِي أُمْسِكُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، أَلَا إِنَّ رَبِّي دَاعِيَّ وَإِنَّهُ سَائِلِي: " هَلْ بَلَّغْتَ عِبَادِي؟ " وَأَنَا قَائِلٌ لَهُ: " رَبِّ قَدْ بَلَّغْتُهُمْ أَلَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ مَدْعُوُّونَ، وَمُفَدَّمَةٌ (1) أَفْوَاهُكُمْ بِالْفِدَامِ وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُبِينُ، وَقَالَ بِوَاسِطٍ يُتَرْجِمُ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا دِينُنَا. قَالَ: " هَذَا دِينُكُمْ وَأَيْنَمَا تُحْسِنْ يَكْفِكَ " (2)
__________
(1) هكذا في (ظ 10) على الحالِ، وفي (م) و (س) و (ق) : ومفدمة، على العطف.
(2) إسناده حسن.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (20115) ، وابن أبي شيبة 13/257، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (401) ، وابن ماجه (234) و (2536) ، والنسائي في "المجتبى" 5/4-5 و82-83، وفي "الكبرى" (11469) ، والطبري 24/107، والطبراني في " الكبير" 19/ (969) و (970) و (971) و (972) و (973) و (1013) ، وابن عدي في "الكامل" 2/500، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (401) و (402) ، وابن عبد=(33/237)
20038 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِي كُلِّ إِبِلٍ سَائِمَةٍ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ لَا تُفَرَّقُ إِبِلٌ عَنْ حِسَابِهَا. مَنْ
__________
= البر في "الاستيعاب" 1/321-322 من طرق عن بهز بن حكيم، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه الطبراني 19/ (1033) من طريق يحيى بن جابر الطائي، عن حكيم بن معاوية، به. واقتصر على أوله إلى قوله: "وكل مسلم على مسلم محرم "، وعلى قوله: "هذا دينكم، أينما تكن يكفك".
وسيأتي برقم (20043) عن إسماعيل ابن عُليَّة عن بهز، وسلف برقم (20011) من طريق أبي قزعة عن حكيم بن معاوية.
"بحُجَزكم" جمع حُجْزة: وهي معقد الإزار.
قال السندي: "وتخليت لا التخلِّي: التفرُغ، أراد التبعُد من الشرك وعقد القلب على الإيمان، أي تركت جميع ما يعبد من دون الله وصرت عن الميل إليه فارغاً.
قلنا: وقوله: "لا يقبل الله من مشرك يشرك بعدما أسلم عملاً" كذا وقع هنا، وفي بعض الروايات: "من مشرك أشرك بعدما أسلم"، وظاهره يفيد- كما ذكر السندي- أن هذا المشرك الذي أسلم قد ارتدَّ وأشرك بعد إسلامه، ثم رجع إلى الإسلام، وعند ذلك لا يقبل منه عمل إلى أن يفارق دار الكفر. ووقع في
رواية النسائي: "من مشرك بعدما أسلم"، وهو يفيد أن الذي أسلم بعد شركه في دار الكفر لا يقبل منه عمل حتى يفارقها إلى دار الإسلام.
وعلى كلا الحالين، فالهجرة من دار الكفر في حقً من لم يقدر على عبادة الله متعيَّنة، وقد كانت الهجرة في أول الإسلام إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واجبة على الأفراد مطلقاً. انظر تفصيل ذلك في "الفتح" 6/38-39 و7/229- 230.
وقوله: "أو يفارقَ" قال السندي: بالنصب، أي: إلى أن يفارقَ، فكلمة "أو" بمعنى: إلى أن،(33/238)
أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا فَلَهُ أَجْرُهَا، وَمَنْ مَنَعَهَا فَإِنَّا آخِذُوهَا، (1) وَشَطْرَ إِبِلِهِ عَزْمَةً مِنْ عَزَمَاتِ رَبِّنَا لَا يَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ مِنْهَا شَيْءٌ " (2)
20039 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَهْزٌ الْمَعْنَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ كَانَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ أَعْطَاهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا، وَكَانَ لَا يَدِينُ اللهَ دِينًا. قَالَ يَزِيدُ: فَلَبِثَ حَتَّى ذَهَبَ عُمُرٌ وَبَقِيَ عُمُرٌ تَذَكَّرَ فَعَلِمَ أَنْ لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا دَعَا بَنِيهِ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ أَيَّ أَبٍ تَعْلَمُونِي (3) ؟ قَالُوا: خَيْرَهُ يَا أَبَانَا. قَالَ: فَوَاللهِ لَا أَدَعُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْكُمْ مَالًا هُوَ مِنِّي إِلَّا أَنَا آخِذُهُ (4) مِنْهُ، أَوْ لَتَفْعَلُنَّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ. قَالَ: فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا. قَالَ: إِمَّا لَا فَإِذَا مُتُّ فَخُذُونِي فَأَلْقُونِي فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ حُمَمًا فَدُقُّونِي ". قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: " اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ لَعَلِّي أَضِلُّ اللهَ ". قَالَ: " فَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ حِينَ مَاتَ. قَالَ: فَجِيءَ بِهِ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَعُرِضَ عَلَى رَبِّهِ فَقَالَ: " مَا
__________
(1) في (ظ 10) و (ق) : فانا آخِذها.
(2) إسناده حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان.
وأخرجه النسائي 5/15-16، وابن الجارود (341) ، وابن خزيمة (2266) من طرق عن يحيى بن سعيد القطَان، بهذا الإسناد. وانظر (20016) .
(3) في (م) : تعلمون.
(4) في (م) : أنا آخذوه.(33/239)
حَمَلَكَ عَلَى النَّارِ؟ " قَالَ: خَشِيتُكَ يَا رَبَّاهُ. قَالَ: " إِنِّي لَأَسْمَعَنَّ الرَّاهِبَةَ، قَالَ يَزِيدُ: أَسْمَعُكَ رَاهِبًا، فَتِيبَ عَلَيْهِ " قَالَ بَهْزٌ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْحَسَنَ، وَقَتَادَةَ وَحَدَّثَانِيهِ: " فَتِيبَ عَلَيْهِ "، أَوْ " فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِ " شَكَّ يَحْيَى (1)
20040 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل بهز بن حكيم وأبيه، فهما صدوقان.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 511-512 من طريق محمد ابن مسلمة الواسطي، عن يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2813) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (566) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (1026) و (1027) و (1028) و (1029) من طرق عن بهز بن حكيم، به- وهو عند الطبراني مختصر.
وانظر (20012) .
قال السندي: قوله: "لا يَدين" أي: لا ينقادُ ولا يعمل على وَفْق دِينه.
"لم يبتئر" بتقديم الهمزة على الراء، أي: لم يقدَم لنفسه ولم يدَّخره.
"إمَّا لا" بكسر الهمزة وتشديد الميم، أصله: "إن" الشَرطية أدغمت نونُها في الميم، "ما" المزيدة، أي: إنْ لا تردُّوا عليَّ المال ولا ترضَوْا به فافعلوا ما أقول لكم.
"الراهبة" هي الحالة التي تُرهِب، أي: تُفزِع وتخوف.
"راهباً" أي: خائفاً.
تنبيه: وقع في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا الحديث عنوان، ونصه: حديث معاوية بن حيدة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو جدُ بهز بن حكيم. وهو مقحم ولا وجه له، فإن الأحاديث متتابعة من مسند معاوية بن حيدة.(33/240)
نَذَرُ؟ قَالَ: " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ، أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ". قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ قَالَ: " إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَاهَا ". قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا؟ قَالَ: " فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنَ النَّاسِ " (1)
20041 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " فِي كُلِّ إِبِلٍ سَائِمَةٌ، فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، لَا تُفَرَّقُ إِبِلٌ عَنْ حِسَابِهَا. مَنْ أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا فَلَهُ أَجْرُهَا، وَمَنْ مَنَعَهَا فَإِنَّا آخِذُوهَا مِنْهُ وَشَطْرَ مَالِهِ "، وَقَالَ مَرَّةً،: " إِبِلِهِ عَزْمَةً مِنْ عَزَمَاتِ رَبِّنَا لَا يَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ مِنْهُ شَيْءٌ " (2)
20042 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَخَاهُ، أَوْ عَمَّهُ قَامَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: جِيرَانِي بِمَ أُخِذُوا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. قَالَ: جِيرَانِي بِمَ أُخِذُوا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: جِيرَانِي بِمَا أُخِذُوا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. فَقَالَ: لَئِنْ قُلْتُ ذَلِكَ لَقَدْ زَعَمَ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَنْهَى عَنِ الْغَيِّ وَيَسْتَخْلِي بِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قَالَ؟ " فَقَامَ أَخُوهُ أَوْ ابْنُ أَخِيهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ. إِنَّهُ. فَقَالَ: " أَمَا لَقَدْ قُلْتُمُوهَا، أَوْ
__________
(1) إسناده حسن. وهو مكرر (20034) وقرن بإسماعيل يحيى بنَ سعيد.
(2) إسناده حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلية. وهو مكرر (20016) .(33/241)
قَالَ قَائِلُكُمْ: وَلَئِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ إِنَّهُ لَعَلَيَّ، وَمَا هُوَ عَلَيْكُمْ خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانِهِ " (1)
20043 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ أُولَاءِ أَنْ لَا آتِيَكَ وَلَا آتِيَ دِينَكَ، وَجَمَعَ بَهْزٌ بَيْنَ كَفَّيْهِ، وَقَدْ جِئْتُ امْرَأً لَا أَعْقِلُ شَيْئًا إِلَّا مَا عَلَّمَنِي اللهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللهِ بِمَ بَعَثَكَ اللهُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " بِالْإِسْلَامِ ". قُلْتُ: وَمَا آيَاتُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولَ: " أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَتَخَلَّيْتُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ. كُلُّ مُسْلِمٍ عَلَى مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ مُشْرِكٍ أَشْرَكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ عَمَلًا، وَتُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، مَا لِي أُمْسِكُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ؟ أَلَا إِنَّ رَبِّي دَاعِيَّ وَإِنَّهُ سَائِلِي: " هَلْ بَلَّغْتُ عِبَادَهُ؟ " وَإِنِّي قَائِلٌ: " رَبِّ إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُهُمْ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ مَدْعُوُّونَ مُفَدَّمَةً أَفْوَاهُكُمْ بِالْفِدَامِ، ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَ مَا يُبِينُ عَنْ أَحَدِكُمْ لَفَخِذُهُ وَكَفُّهُ. قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ: هَذَا دِينُنَا؟ قَالَ: " هَذَا دِينُكُمْ وَأَيْنَمَا تُحْسِنْ يَكْفِكَ " (2)
__________
(1) إسناده حسن. وهو مكرر (20017) .
(2) إسناده حسن.
وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (987) عن=(33/242)
20044 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ كَانَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ أَعْطَاهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَكَانَ لَا يَدِينُ اللهَ دِينًا، فَلَبِثَ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنْهُ عُمُرٌ، وَبَقِيَ عُمُرٌ تَذَكَّرَ، فَعَلِمَ أَنْ (1) لَنْ يَبْتَئِرَ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا دَعَا بَنِيهِ فَقَالَ: أَيَّ أَبٍ تَعْلَمُونِي؟ قَالُوا: خَيْرَهُ يَا أَبَانَا. قَالَ: فَوَاللهِ لَا أَدَعُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مَالًا هُوَ مِنِّي إِلَّا أَنَا آخِذُهُ مِنْهُ، وَلَتَفْعَلُنَّ بِي مَا آمُرُكُمْ. قَالَ: فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا وَرَبِّي (2) فَقَالَ: إِمَّا لَا فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَأَلْقُونِي فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ حُمَمًا فَدُقُّونِي "، قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، " ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ لَعَلِّي أَضِلُّ اللهَ ". قَالَ: " فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ حِينَ مَاتَ، فَجِيءَ بِهِ فِي أَحْسَنِ مَا كَانَ قَطُّ، فَعُرِضَ عَلَى رَبِّهِ فَقَالَ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى النَّارِ؟ " قَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبَّاهُ. قَالَ: " إِنِّي أَسْمَعُكَ لَرَاهِبًا، فَتِيبَ عَلَيْهِ " (3)
__________
= إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقرن بإسماعيل يزيدَ بن زريع.
وانظر (20037) .
قوله في هذه الرواية: "وتفارق المشركين" قال السندي: عطف على: "تقيم الصلاة. قلنا: وقد سلف بلفظ: "أو يُفارق المشركين" ومعناه: إلى أن يُفارق المشركين، وهو أَولى.
(1) في (م) : أنه.
(2) لفظة "وربي" ليست في (ظ 10) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وانظر (20039) .(33/243)
20045 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نِسَاؤُنَا مَا نَأْتِي مِنْهُنَّ أَمْ مَا نَذَرُ؟ قَالَ: " حَرْثُكَ، ائْتِ حَرْثَكَ أَنَّى شِئْتَ فِي أَنْ لَا تَضْرِبَ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَأَطْعِمْ إِذَا أُطْعِمْتَ، (1) وَاكْسُ إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ، كَيْفَ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ إِلَّا بِمَا حَلَّ عَلَيْهِنَّ " (2)
20046 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ، لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ " (3)
__________
(1) في (م) : أطعمت.
(2) إسناده حسن. يحيى بن سعيد: هو القَطَان.
وأخرجه أبو داود (2143) ، والنسائي في "الكبرى" (9160) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ولم يذكر أبو داود قوله:" ولا تهجر إلا في البيت ... " إلخ.
وسلف برقم (20030) عن يزيد بن هارون عن بهز.
(3) إسناده حسن. بهز بن حكيم وأبوه صدوقان.
وأخرجه أبو داود (4990) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/256، وفي "الاستذكار" (41425) عن مسدَد بن مُسَرهَد، والترمذي (2315) عن محمد بن بشار، كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وانظر (20021) .(33/244)
20047 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَأْتِي رَجُلٌ مَوْلَاه (1) يَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلٍ عِنْدَهُ فَيَمْنَعُهُ، إِلَّا دُعِيَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ يَتَلَمَّظُ فَضْلَهُ الَّذِي مَنَعَ " (2)
20048 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: " أُمَّكَ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " أُمَّكَ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " أُمَّكَ، ثُمَّ أَبَاكَ، ثُمَّ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ " (3)
20049 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ بَهْزٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّكُمْ وَفَيْتُمْ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ آخِرُهَا، وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ " (4)
20050 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ تَأْمُرُنِي، خِرْ لِي؟
__________
(1) في (م) : مولى له.
(2) إسناده حسن. وسلف برقم (20032) عن يزيد بن هارون، عن بهز.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان.
وأخرجه الترمذي (1897) عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن. وانظر (20028) .
(4) إسناده حسن. وقد سلف برقم (20029) عن يزيد بن هارون عن بهز.(33/245)
فَقَالَ بِيَدِهِ: " نَحْوَ الشَّامِ "، وَقَالَ: " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ رِجَالًا وَرُكْبَانًا، وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ " (1)
20051 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ بَهْزٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَوْمٌ نَتَسَاءَلُ أَمْوَالَنَا، قَالَ: " يَسْأَلُ أَحَدُكُمْ فِي الْجَائِحَةِ، وَالْفَتْقِ لِيُصْلِحَ بَيْنَ قَوْمِهِ، فَإِذَا بَلَغَ أَوْ كَرَبَ، اسْتَعَفَّ " (2)
20052 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَبِي بَهْزٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِي الْجَنَّةِ بَحْرُ اللَّبَنِ، وَبَحْرُ الْمَاءِ، وَبَحْرُ الْعَسَلِ، وَبَحْرُ الْخَمْرِ، ثُمَّ تَشَقَّقُ الْأَنْهَارُ مِنْهَا بَعْدُ (3) " (4)
__________
(1) إسناده حسن، وقد سلف برقم (20031) عن يزيد بن هارون عن بهز.
(2) إسناده حسن. وقد سلف برقم (20033) عن يزيد بن هارون عن بهز.
(3) المثبت من نسخة على هامش (س) ، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ: بعده!
(4) إسناده حسن، حكيم بن معاوية صدوق، والجريري: هو سعيد بن إياس. روى عنه هذا الحديث خالد بن عبد الله الواسطي الذي أخرج له الشيخان عنه، فكأنه سمع منه هذا الحديث قبل اختلاطه.
وأخرجه الدارمي (2836) ، وأخرجه الترمذي (2571) عن محمد بن بشار، كلاهما (الدارمي ومحمد بن بشار) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.=(33/246)
20053 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقْبَلُ اللهُ تَوْبَةَ عَبْدٍ أَشْرَكَ (1) بَعْدَ إِسْلَامِهِ " (2)
20054 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ سَأَلَ عَنْهُ: " أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ "، فَإِنْ قَالُوا: هَدِيَّةٌ، بَسَطَ يَدَهُ، وَإِنْ قَالُوا:
__________
= وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد بن حميد (410) ، وابن عدي في "الكامل" 2/500، والبيهقي في "البعث والنشور" (239) من طريق علي بن عاصم، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1475) ، وابن أبي داود في "البعث" (71) ، وابن حبان (7409) ، والطبراني في "الكبير"19/ (1032) ، وأبو نعيم في
"الحلية" 6/204-205، وفي "صفة الجنة" (307) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن سعيد بن إياس الجريري، به.
وأنهار الجنة هذه ذكرها الله تعالى في القرآن، فقال: (مَثَلُ الجنة التي وُعِدَ المُتقون فيها أنهارٌ من ماء غيرِ آسنٍ وأنهارٌ من لبني لم يتغيرْ طعمُه وأنهار من خمرِ لَذَّة للشاربين وأنهار من عسلِ مصفىَ)
[محمد: 15] .
(1) في (م) : أشرك بالله.
(2) إسناده حسن، لكن وقع في متن الرواية وهم أشرنا إليه عند الحديث رقم (20011) .
وسلف برقم (20018) عن أبي كامل عن حماد بن سلمة.(33/247)
صَدَقَةٌ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " خُذُوا " (1)
20055 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا بَهْزٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/329، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"1/306، والترمذي (656) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/9، والطبراني في "الكبير" 19/ (1008) ، والبيهقي 7/40، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/94-95 من طرق عن مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
ولفظه عند الطبراني: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أُتي بالصدقة لم يأكل منها، وإذا أُتي بالهدية أكل منها. وعند ابن عبد البر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أُتي بهدية قبِلها، وإذا أُتي بصدقة أمر أصحابه فأكلوها.
وأخرجه بنحوه الطبراني 19/ (1008) من طريق عبد الله بن سلمة، والطبراني 19/ (1009) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/94-95 من طريق يوسف بن يعقوب، والنسائي 5/107، وابن عبد البر 3/93-94 من طريق أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل، ثلاثتهم عن بهز بن حكيم، به. وعبد الله بن سلمة هذا لم نتبينه، ولعله محرف عن حماد بن سلمة، فهو مشهور بالرواية عن بهز، والله أعلم.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8014) ، وهو في "صحيح البخاري".
(2) إسناده حسن، بهز وأبوه صدوقان. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الدارمي (2702) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (128) ، والحاكم 1/46 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسيأتي مكرراً برقم (20073) . وانظر ما سلف برقم (20021) .(33/248)
حَدِيثُ الْأَعْرَابِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
20056 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي "، قَالَ: " فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَرَفَعَ كَفَّيْهِ حَتَّى حَاذَتَا، أَوْ بَلَغَتَا، فُرُوعَ أُذُنَيْهِ، كَأَنَّهُمَا مِرْوَحَتَانِ " (1)
20057 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي، وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ بَقَرٍ "، قَالَ: " فَتَفَلَ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ حَكَّ حَيْثُ تَفَلَ بِنَعْلِهِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن الأعرابي. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وبَهْز شيخ المصنف: هو ابن أسد العَمَّي.
وفي الباب عن مالك بن الحويرث، سلف برقم (15600) ، وإسناده صحيح.
قال السندي: "فروع أُذنيه" أي: أعاليهما، وفَرْع كل شيء أعلاه.
"مِرْوحتان" ضبط بكسر الميم للآلة.
(2) حسن لغيره دون قوله "من بقر"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن الأعرابي. حميد: هو ابن هلال.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 135 من طريق عاصم بن=(33/249)
20058 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ لَنَا، قَالَ: " رَأَيْتُ نَعْلَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْصُوفَةً " (1)
__________
= علي، عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. ولم يذكر قوله: فتفل. عن يساره ثم حكَّ حيث تَفَلَ بنعله.
ورواه شعبة عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في نعلين مخصوفتين من جلود البقر. أخرجه أبو الشيخ ص 135، وفي إسناده محمد بن سنان القزاز، وهو ضعيف.
وانظر ما بعده.
وفي باب الصلاة في النعلين عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6627) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
ويشهد لقوله: فتفل عن يساره ثم حك حيث تفل بنعله. حديث عبد الله ابن الشخير، وقد سلف برقم (16319) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الكوفي.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/479 عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإاسناد.
وسيأتي برقم (20322) و (20587) و5/363.
وفي الباب عن عمرو بن حريث، سلف برقم (18736) ولفظه: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في نعلين مخصوفين. وفي إسناده انقطاع.
قوله: "مخصوفة" أي: مخروزة، من الخَصْف: الضم والجمع.(33/250)
حَدِيثُ رَجُلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
20059 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَمِّهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَدْرِ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ، فَقَالَ: " قَدْرُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا " (2)
__________
(1) وقع في (م) ونسخة في هامش (س) : " حدثنا عفان حدثنا محمد بن عبد الرحمن" بزيادة: حدثنا عفان، وهو انتقال نظر من الحديث التالي، وهذه الزيادة لم ترد أيضاً في "أطراف المسند" 8/362.
(2) إسناده ضعيف لجهالة الرجل التميمي، وسيأتي 5/271 من طريق خالد الواسطي عن سعيد الجريري عن السعدي، والسعدي هذا سماه البخاري في "التاريخ" 4/170، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/275، وابن حبان في "الثقات"6/424 سيفاً أبا عائذ، ولم يذكروا عنه راوياً سوى سعيد الجريري، فهو مجهول.
وأخرجه البيهقي 2/111 من طريق علي ابن المديني، عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، بهذا الإسناد.
وانظر في أذكار الركوع والسجود "زاد المعاد" لابن القيم 1/216-217 و233. والتعليق عليه.(33/251)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ (1)
20060 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ عَلَى جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ، فَرُفِعَ ذَاكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنْ كَانَتْ طَاوَعَتْهُ، فَهِيَ لَهُ، وَعَلَيْهِ مِثْلُهَا لَهَا، وَإِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ، وَعَلَيْهِ مِثْلُهَا لَهَا " (2)
__________
(1) سلمة بن المحبَّق الهُذَلي، قيل: اسم المحبَّق صَخْر، وقيل: ربيعة، وقيل: عُبيد، وقيل: المحبَّق جدُه، يكنى أبا سنان. شهد حُنيناً مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فَتْح المدائن مع سعد بن أبي وقاص، وسكن البصرة. انظر "الإصابة" 3/153.
(2) إسناده ضعيف، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من سلمة بن المحبَّق، وقد اختُلف في إسناد هذا الحديث على الحسن، فرواه معمر عن قتادة عن الحسن، وسمّى الواسطة بينه وبين سلمة: قبيصة بن حريث، وهو مجهول، وقال البخاري: في حديثه نظر، وسيأتي عند المصنف
برقم (20069) ، وتابعه سلاَّم بن مسكين عن الحسن كما سيأتي.
وروي عن قتادة عن الحسن عن جَوْن بن قتادة، عن سلمة بن المحبَّق كما سيأتي عند الحديث (20063) و (20066) ، والجون هذا مجهول.
والحديث أخرجه البيهقي 8/240 من طريق أبي الربيع، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (13418) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1066) ، والطبراني في "الكبير" (6337) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/72، والطبراني (6338) ، والحازمي في=(33/252)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الاعتبار" ص 204 من طريق محمد بن مسلم الطائفي، كلاهما عن عمرو بن دينار، به. وذكر ابن أبي عاصم والطبراني في الموضع الثاني والحازمي أن الجارية كانت مع الرجل في سفر، ولفظ البخاري: "إن كان استكره جارية امرأته، فهي حرة".
وسلف برقم (15911) ، وسيأتي برقم (20063) و (20064) و (20065) و (20066) من طرق عن الحسن، عن سلمة بن المحبَّق.
وفي الباب موقوفاً على ابن مسعود عند عبد الرزاق (13419) ، والطحاوي 3/145، وإسناده حسن.
قال البيهقي: قال الشيخ- يعني شيخه أبا الحسن علي بن محمد المقرئ-: حصول الإجماع من فقهاء الأمصار بعد التابعين على تَرْك القول به دليلٌ على أنه إن ثَبَتَ صار منسوخاً بما وَرَدَ من الأخبار في الحدود.
ونقل الترمذي في "العلل" 2/616 عن البخاري أنه قال: لا يقول بهذا الحديث أحدٌ من أصحابنا.
قلنا: وقد ذهب إلى النسخ غيرُ واحد من أهل العلم كأبي جعفر الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/145، وقال الحازمي في "الاعتبار" ص 205: ذهب نفرٌ من أهل العلم إلى أنه منسوخ، وإنما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك قبل نزول الحدود.
وقد روي ما يخالف حديث سلمة بن المحبَّق عن النعمان بن بشير، وقد رُفع إليه رجل أَحلَّت له امرأته جاريتَها، فقال: لأقضين فيها بقضية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لئن كانت أحلَّتها له لأجلدنَه مئة جلدة، وإن لم تكن أحلَّتها له لأرجمنه.
فوجدها قد أحلَّتها له، فجلده مئة، وقد سلف عند المصنف برقم (18397) ، وأعلّه الترمذيُ بالاضطراب ثم قال: وقد اختلف أهل العلم في الرجل يقع على جارية امرأته، فروي عن غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم علي وابن عمر: أن عليه الرَّجمَ، وقال ابن مسعود: ليس عليه حدٌ ولكن يُعَزر، وذهب أحمدُ وإسحاق إلى ما روى النعمان بن بشير عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(33/253)
20061 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى بَيْتٍ قُدَّامُهُ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّرَابَ؟ فَقَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ، فَقَالَ: " دِبَاغُهَا ذَكَاتُهَا " (1)
20062 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ، قَدْ سَمَّاهُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ،
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة جَون بن قتادة.
وأخرجه الدارقطني 1/46 من طريق إبراهيم الحربي، والبيهقي 1/21 من طريق أبي بكر محمد بن إسحاق الصغاني، كلاهما عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث من طريق هشام وهمام عن قتادة برقم (15908) ، ونزيد في التخريج هنا: ابن المنذر في "الأوسط" (841) من طريق أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، عن همام، به.
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 2/724-725، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" ص 820، وابن حزم في "المحلى" 1/120 من طريق هشيم بن بشير، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، عن جون بن قتادة، مرسلاً دون ذِكر سلمة بن المحبق، وهو وهم من هشيم، وليس لجونِ صحبة كما ادَّعى ابن حزم، وإنما هو تابعي لا يعرف، روى عنه غير الحسن.
وسيأتي برقم (20068) و (20071) عن الحسن عن جون عن سلمة، وبرقم (20062) عن الحسن، عن رجل سمّاه، عن سلمة، وبرقم (20067) عن الحسن، عن سلمة، بإسقاط الواسطة بينهما.
قولهم: "إنها ميتة" أي: إن القِربة مصنوعة من جلد مَيتة.(33/254)
فَاسْتَسْقَى، فَإِذَا قِرْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَقَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الْأَدِيمُ طُهُورُهُ دِبَاغُهُ " (1)
20063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّ رَجُلًا غَشِيَ جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ، وَهُوَ فِي غَزْوٍ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ مِنْ مَالِهِ، وَعَلَيْهِ شِرَاؤُهَا لِسَيِّدَتِهَا، وَإِنْ كَانَتْ طَاوَعَتْهُ، فَمِثْلُهَا مِنْ مَالِهِ لِسَيِّدَتِهَا " (2)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، والرجل المبهم هنا هو جَون بن قتادة كما جاء مصرحاً به في رواية بكر بن بكار عن شعبة، وكما في الرواية السابقة، وجون هذا مجهول.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/600، والدارقطني 1/46 من طريق بكر بن بكار، عن شعبة، بهذا الإسناد. وبكر بن بكار ضعيف.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن الحسن البصري لم يسمع من سلمة بن المحبَّق، ثم إن في هذا الإسناد اختلافاً كما سلف بيانه عند الحديث (20060) .
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 2/616 عن محمود بن غيلان، عن عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4461) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والنسائي في "المجتبى" 6/125، وفي "الكبرى" (7232) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به. قال النسائي في "الكبرى": ليس في هذا الباب شيء صحيح يحتجُ به.
ورواه أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري، عن سعيد بن أبي عروبة=(33/255)
20064 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ فِي غَزَاةٍ، وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لِامْرَأَتِهِ، فَوَقَعَ بِهَا، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا فَهِيَ عَتِيقَةٌ، وَلَهَا عَلَيْهِ مِثْلُهَا، وَإِنْ كَانَتْ طَاوَعَتْهُ، فَهِيَ أَمَتُهُ، وَلَهَا عَلَيْهِ مِثْلُهَا " وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِي غَزْوَةٍ، (1)
20065 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (2)
__________
= فأدخل بين الحسن وسلمة بن المحبَّق جَوْنَ بن قتادة، أخرجه من هذا الطريق الطبراني في "الكبير" (6344) ، وجونٌ هذا مجهول، وأما أحمد بن عبيد الله العنبري، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، فهو في عداد المجهولين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/144، والطبراني (6335) ، وابن عدي في "الكامل" 2/600، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (117) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"1/234-235، والبيهقي 8/240، والحازمي في "الاعتبار" ص 204 من طريق بكْر بن بكَار، عن شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبَّق. فزاد أيضاً في إسناده جوناً، وبكر بن بكار ضعيف.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7231) عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد. وانظر (20060) .
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه سعيد بن منصور (2262) عن هشيم، بهذا الإسناد. وانظر =(33/256)
20066 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، (1) عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
20067 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى قِرْبَةٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَدَعَا مِنْهَا بِمَاءٍ وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: إِنَّهَا مَيْتَةٌ، فَقَالَ: " سَلُوهَا أَلَيْسَ قَدْ دُبِغَتْ؟ " فَقَالَتْ: بَلَى، فَأَتَى مِنْهَا لِحَاجَتِهِ، فَقَالَ: " ذَكَاةُ الْأَدِيمِ دِبَاغُهُ " (3)
20068 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَأَتَى عَلَى بَيْتٍ قُدَّامُهُ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَسَأَلَ الشَّرَابَ، فَقِيلَ:
__________
= (20060) .
(1) في (م) : شعبة، والمثبت من (س) و (ق) ، وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس في (ظ 10) ، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 2/502.
وسلف الحديث برقم (20063) عن عبد الله بن بكر عن سعيد بن أبي عروبة.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
(3) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن الحسن لم يسمع من سلمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6343) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد ابن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وانظر (20061) .(33/257)
إِنَّهَا مَيْتَةٌ، فَقَالَ: " ذَكَاتُهَا دِبَاغُهَا " (1)
20069 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ وَطِئَ جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ: " إِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ، وَعَلَيْهِ لِسَيِّدَتِهَا مِثْلُهَا (2) " (3)
20070 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْوَةَ (4) الرَّاسِبِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ سَلَمَةَ، وَكَانَ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ بَعَثَ بَدَنَتَيْنِ مَعَ رَجُلٍ، وَقَالَ: " إِنْ عَرَضَ لَهُمَا فَانْحَرْهُمَا، وَاغْمِسْ النَّعْلَ فِي دِمَائِهِمَا، ثُمَّ اضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَيْهِمَا حَتَّى يُعْلَمَ
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة جَوْن بن قتادة.
وانظر (20061) .
(2) من قوله: "وإن كانت طاوعته" إلى هنا، سقط من (م) .
(3) إسناده ضعيف لجهالة قبيصة بن حريث.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (13417) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (4460) ، والنسائي في، المجتبى 6/124-125، وفي "الكبرى" (7233) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/484، والطبراني (6336) ، والبيهقي 8/240.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/144، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/447-448، والطبراني (6339) ، والبيهقي 8/240 من طريق سلاَّم بن مسكين، عن الحسن البصري، به- وزاد فيه: ولم يُقِمْ عليه حداً.
(4) تحرف في (م) إلى: معاوية.(33/258)
أَنَّهُمَا بَدَنَتَانِ "، قَالَ: صَفْحَتَيْ كُلِّ وَاحِدَةٍ، قَالَ: " وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ رُفْقَتِكَ، وَدَعْهَا لِمَنْ بَعْدَكُمْ " (1)
20071 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، الْمَعْنَى، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، معاذ بن سَعْوَةَ الراسبي لم يروِ عنه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو مجهول، وعبد الكريم بن أبي المخارق- وهو أبو أمية البصري- ضعيف، وقال أبو حاتم في "العلل" 1/286: الناس لا يقولون في هذا الحديث: عن سلمة بن المحبَّق، إنما
يروون عن سنان مرسل.
قلنا: والصواب في هذا الحديث أنه من رواية سنان بن سلمة، عن ابن عباس، عن ذؤيب بن قبيصة كما سلف برقم (17974) ، وهو إسناد صحيح.
وأما حديث سلمة بن المحبَّق فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/262-263، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/333، والطبراني في "الكبير" (6345) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري على أوله ولم يَسُق لفظه، ولفظ أول رواية الطبراني: "أَشعِرْهما من منحرهما ثم اغمِزِ النعل ... الحديث ". وليس في رواية يعقوب بن سفيان والطبراني قوله: "ولا تأكل منها أنت، ولا أحد من رُفقتك، ودعها لمن بعدكم".
وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 14/229، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/319 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، به. وسقط من إسناد المطبوع من ابن قانع عطاءٌ وهو خطأ، والصواب إثباته، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيئ الحفظ جداً.
قال السندي: قوله: "إن عُرِض لهما" على بناء المفعول، أي: إن أصابهما مرض أو كسر.(33/259)
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِمَاءٍ مِنْ قِرْبَةٍ عِنْدَ امْرَأَةٍ، فَقَالَتْ: إِنَّهَا مَيْتَةٌ، فَقَالَ: " أَلَيْسَ قَدْ دَبَغْتِيهَا؟ " قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: " دِبَاغُهَا ذَكَاتُهَا " (1)
20072 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، (2) حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبٍ الْعَوْذِيُّ، (3) حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ مُكْرَانَ، فَقَالَ سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي سَلَمَةُ بْنُ الْمُحَبِّقِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ لَهُ حُمُولَةٌ يَأْوِي إِلَى شِبَعٍ، فَلْيَصُمْ رَمَضَانَ حَيْثُ أَدْرَكَهُ " (4)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة جَوْن بن قتادة.
وقد سلف الحديث من طريق هشام الدستوائي عن قتادة برقم (15908) و (15909) ، ونزيد في التخريج هنا: أبا داود الطيالسي (1243) ، ومن طريقه البيهقي، 1/21، والحازميَ أيضاً في "الاعتبار" ص 55 من طريق معاذ بن هشام، كلاهما (أبو داود ومعاذ) عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد. وانظر (20061) .
(2) قوله: "حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث" سقط من (م) والنسخ الخطية، واستدركناه من "أطراف المسند" 2/503.
(3) المثبت من نسخة في هامش (س) ، ووقع في (م) وبعض النسخ: العدوي، وهو خطأ، والعوذي: نسبة إلى بني عَوْذ، وهم بطن من الأَزد، وقد نسب في ترجمته أزدياً.
(4) إسناده ضعيف لجهالة حبيب بن عبد الله- وهو الأزدي اليحمدي- وضعف ابنه عبد الصمد بن حبيب.
وأخرجه أبو داود (2411) ، والبيهقي 4/245 من طريق عبد الصمد بن=(33/260)
وقَالَ سِنَانٌ: وُلِدْتُ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَبُشِّرَ بِي أَبِي، فَقَالُوا لَهُ: وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ، فَقَالَ: " سَهْمٌ أَرْمِي بِهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا بَشَّرْتُمُونِي بِهِ، وَسَمَّانِي سِنَانًا "
__________
= عبد الوارث، بهذا الإسناد. وقد سلف الحديث برقم (15912) عن أبي النضر عن عبد الصمد بن حبيب، ونزيد عليه في تخريج هذا الطريق: المزيَ في ترجمة حبيب بن عبد الله الأزدي من "تهذيب الكمال" 5/384 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/431 من طريق حامد بن يحيى، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، به.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/431 من طريق أبي قتيبة، والمزي في ترجمة عبد الصمد بن حبيب الأزدي من "تهذيب الكمال" 18/96 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن عبد الصمد بن حبيب، به.
قال السندي: قوله: "حُمُولة " بضمتين، أي: من كان صاحبَ أحمالِ يسافر بها، والأقرب الفتح بمعنى المركوب، والجملة الاسمية حالٌ بلا واو.
"إلى شِبَع" بكسر ففتح، وهذا كناية عن قِصَر السفر بأن يبلغ المنزل، أو وجود الزاد معه، والمراد: فالأولى له الصيام "حيث أدركه" أي: الصوم.
قلنا: ومُكران بلادٌ واسعة على ساحل بحر عُمان في جنوب باكستان الغربية الآن، وكان قد افتتحها الحكم بن عمرو التغلبي في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين للهجرة، وأما سنان بن سلمة بن المحبَّق فقد تولاّها لزياد ابن أبيه في زمن معاوية بن أبي سفيان.(33/261)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
20073 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا بَهْزٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان. يزيد: هو ابن هارون.
وهو مكرر (20055) .(33/262)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الْهِرْمَاسِ بْنِ زِيَادٍ الْبَاهِلِيِّ
20074 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي مُرْدِفِي خَلْفَهُ عَلَى حِمَارٍ، وَأَنَا صَغِيرٌ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِمِنًى عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ " (1)
20075 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: " كَانَ أَبِي مُرْدِفِي، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، عكرمة بن عمار- وهو العجلي- حسن الحديث. بهز: هو ابن أسد العمَّي.
وقد سلف الحديث برقم (15968) و (15969) .
ونزيد في التخريج هنا: ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/210 من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي، وابن حبان في "الثقات" 3/437، والمزي في ترجمة الهرماس من "تهذيب الكمال" 30/164 من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد. وزاد فيه المزي قوله: فقلتُ لأبي: ما يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: يقول: " ارموا الجِمار بمثل حصى الخَذْف".
وفي باب الخطبة على البعير عن العداء بن خالد، سيأتي 5/30، وإسناده صحيح.
وعن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1182) ، وإسناده صحيح أيضاً.
(2) إسناده حسن كسابقه.(33/263)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ
20076 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ، أَنَّ أَخَاهُ مَاتَ، وَتَرْكَ ثَلَاثَ مِائَةِ دِرْهَمٍ، وَتَرَكَ عِيَالًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ، فَاقْضِ عَنْهُ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَدْ أَدَّيْتُ عَنْهُ إِلَّا دِينَارَيْنِ ادَّعَتْهُمَا امْرَأَةٌ، وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ، قَالَ: " فَأَعْطِهَا فَإِنَّهَا مُحِقَّةٌ "، (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك أبي جعفر، فلم يرو عنه غير حماد بن سلمة، وذكره. ابن حبان في "الثقات". أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة.
وأخرجه المزي في ترجمة سعد بن الأطول من "تهذيب الكمال" 10/251 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/57، وابن ماجه (2433) ، والبيهقي 10/142 من طريق عفان بن مسلم، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"1/255-256، وابن حبان في "الثقات" 3/152 من طريق عبد الأعلى بن حماد، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/236 من طريق حجاج بن منهال، و237 من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (17227) .
وفي باب حبس الميت بدَيْنه حديث البراء بن عازب عند الطبراني في=(33/264)
20077 - حَدَّثَنَا عفَانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (1)
__________
= "الأوسط" (897) ، والبغوي (2148) ، وإسناده ضعيف.
وحديث أنس عند أبي يعلى (3477) ، وإسناده ضعيف.
وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" 12/ (12316) ، وإسناده ضعيف.
وحديث أبي سعيد الخدري عند ابن عدي في "الكامل" 4/1438، وإسناده ضعيف.
وحديث أبي هريرة، سلف برقم (9679) ، وهو حديث صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.
ولقضاء الدَّين عن الميت انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7899) .
وحديث جابر السالف برقم (14159) و (14536) .
(1) إسناده صحيح، وحماد بن سلمة سمع الجريري- وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط، وإبهام الصحابي لا يَضر، ويحتمل أن يكون سعد بن الأطول نفسه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/45 عن عبد الأعلى بن حماد، والبيهقي 10/142 من طريق عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقالا: إلا أنه لم يُسَمَّ كم تَرَكَ.
وانظر ما قبله.(33/265)
وَمِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
20078 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عَمِيلَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ أَفْلَحَ، وَلَا نَجِيحًا، وَلَا يَسَارًا، وَلَا رَبَاحًا، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ: أَثَمَّ هُوَ، أَوْ ثَمَّ فُلَانٌ؟ قَالُوا: لَا " (2)
__________
(1) من بني فَزَارةَ، يكنى أبا سُليمان، وكان من حلفاء الأنصار، قدمت به أمُه بعد موت أبيه، فتزوجها رجل من الأنصار، وكان سمرة غلاماً على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونزل البصرةَ، فكان زياد بن أبيه يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة، وكان شديداً على الخوارج، فكانوا يطعُنون عليه، وكان الحسنُ وابن سيرين يثنيان عليه. قيل: مات سنة ثمانٍ، وقيل: سنة تسع وخمسين، وقيل: في أول سنة ستين.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه مسلم (2137) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (893) ، ومن طريقه الترمذي (2836) ، وأبو عوانة في الأسماء كما في "الإتحاف" 6/37، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1740) عن شعبة، به.
وأخرجه أبو عوانة أيضاً كما في "الإتحاف" 6/37 من طريق حجاج بن محمد، عن شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي (1742) من طريق إبراهيم بن طهمان، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 6/37 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور بن المعتمر، به. =(33/266)
20079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ بَنِيٍ قُشَيْرٍ، قَالَ رَوْحٌ: قَالَ: سَمِعْتُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيَّ، وَكَانَ إِمَامَهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ، يَخْطُبُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَغُرَّنَّكُمْ نِدَاءُ بِلَالٍ، وَهَذَا الْبَيَاضُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ "، أَوْ " يَطْلُعَ الْفَجْرُ " (1)
__________
= وأخرجه الطحاوي (1743) ، وابن حبان (5838) ، والطبراني في "الكبير" (6794) من طريق محمد بن جُحادة، عن منصور، عن عمارة بن عُمَير، عن الربيع بن عُمَيلة، به. وعمارة بن عمير ثقة من رجال الشيخين.
وسيأتي برقم (20107) و (20244) من طريق زهير بن معاوية عن منصور عن هلال بن يساف، وبرقم (20138) من طريق الرُّكين بن الربيع، كلاهما عن الربيع بن عميلة، وزاد زهير في روايته حديثاً آخر.
وسيأتي برقم (20126) من طريق هلال بن يساف، عن عن سمرة، وفيه زيادة حديث آخر كرواية زهير.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14606) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سوادة القشيري- وهو ابن حنظلة- فقد روى له مسلم هذا الحديث الواحد، وهو صدوق. روح: هو ابن عُبادة.
وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 6/31، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/138-139 من طريق روح وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (897) ، ومسلم (1094) (44) ، والنسائي في "المجتبى" 4/148، وفي "الكبرى" (2481) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 6/31، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/139، والطبراني في "الكبير" (6981) ، والمزي في ترجمة سوادة من "تهذيب=(33/267)
20080 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْبَدَ بْنَ خَالِدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " (1)
__________
= الكمال" 12/234 من طرق عن شعبة بن الحجاج، به.
وأخرجه الطيالسي (898) عن محمد بن مسلم الطائفي، عن سوادة القشيري، به.
وسيأتي بالأرقام (20097) و (20149) و (20158) و (20203) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3654) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "وهذا البياض" أي: بياض الفجر الكاذب.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن عقبة، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومعبد بن خالد: هو ابن مُرَيْن الجَدَلي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/413 من طريق الضحاك بن مخلد، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6777) من طريق أبي معاوية، عن الحجاج بن أرطاة، عن معبد بن خالد، به.
وأخرجه الطبراني (6773) من طريق عبد الملك بن عمير، وفي (6778) من طريق حجاج بن أرطاة، كلاهما عن زيد بن عقبة، به.
وسيأتي برقم (20161) و (20217) من طرق أخرى عن معبد بن خالد.
وروي عن شعبة وغيره بهذا الإسناد بلفظ: كان يقرأ بالجمعة ... ،
وسيأتي برقم (20150) ، وهو صحيح أيضاً، فكأنهما كانا مجموعين عن سمرة في حديث واحد، لكن الرواة فرَّقوهما. ويشهد لهما معاً حديث النعمان بن بشير السالف برقم (18409) .(33/268)
20081 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: " كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكْتَتَانِ فِي صَلَاتِهِ "، وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَا مَا أَحْفَظُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبُوا فِي ذَلِكَ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْهُ، فَكَتَبَ أُبَيٌّ: إِنَّ سَمُرَةَ قَدْ حَفِظَ (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، والحسن: هو البصري، وسماعه من سمرة بن جندب لم يثبت إلا في حديث العقيقة كما سيأتي برقم (20083) ، وفيما عدا ذلك فهو على الإرسال، والله تعالى أعلم، وأما ما ذكره ابن حبان بإثر هذا الحديث أن الحسن سمعه من عمران بن
حصين، وذلك بناءَ على ألفاظ موهِمة وقعت في هذا الخبر عنده، فهو شيء انفرد به لم يتابعه عليه أحد، وهو منازَعٌ فيه.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (277) ، وأبو داود (779) و (780) ، وابن ماجه (844) ، والترمذي (251) ، وابن خزيمة (1578) ، وابن حبان (1807) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (6875) و (6876) ، وفي "الشاميين" (2652) ، والحاكم 1/215، والبيهقي 2/195-196 و196 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث
حسن.
وأخرجه أبو داود (778) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن الحسن، به.
وسيأتي بالأرقام (20127) و (20166) و (20228) و (20243) و (20245) و (20266) و (20267) .
قوله: "سكتتان" قد جاء عن قتادة في بعض المصادر التي خرَّجت الحديث من طريقه أن الأولى منهما إذا دخل في صلاته بعد التكبير، والثانية إذا فرغ=(33/269)
20082 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هِيَ الْعَصْرُ "، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى (1)
__________
= من القراءة، وذكر عنه أبو داود (780) ، والترمذي (251) أنه قال فيما بعدُ: وإذا قال: (غيرِ المغضوب عليهم ولا الضالين) .
ووقع في رواية حميد عن الحسن فيما سيأتي برقم (20243) ، ويونس بن عبيد فيما سيأتي برقم (20245) و (20267) أن الثانية منهما بعد الفراغ من قراءة الفاتحة وسورة عند الركوع، ومثلها رواية أشعث عن الحسن عند أبي داود (778) .
ووقع في رواية منصور ويونس عن الحسن فيما سيأتي برقم (20266) : إذا افتتح الصلاة وإذا قال: (ولا الضالَّين) سكت أيضاً هُنية.
قلنا: وعلى فرض صِحَة ثبوت هذه السكتة الثانية، فليس فيها حُجة لمن يقول: إنها من أجل قراءة المؤتمَين خلف الإمام، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقصد ذلك، وإنما كان يسكت ليترادَّ إليه نَفَسُه كما جاء مصرَحاً به عند الترمذي (251) .
وأما السكتة الأولى بين التكبير والقراءة، فيشهد لها حديثُ أبي هريرة السالف برقم (7164) ، وهو متفق عليه. وهذه السكتة لدعاء الاستفتاح.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن لم يصرح الحسن بسماعه من سمرة روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/174 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (182) و (2983) ، والطبري في "التفسير" 2/560، والطبراني في "الكبير" (6825) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. وحسَّنه=(33/270)
20083 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، (1) وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، وَبَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَقَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: وَيُدَمَّى، وَيُسَمَّى فِيهِ، وَيُحْلَقُ "، قَالَ يَزِيدُ: " رَأْسُهُ " (2)
__________
= الترمذي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 2/560، والطبراني في "الكبير" (6823) ، وفي "الشاميين" (2642) من طريق سعيد بن بشير، والطبراني في "الكبير" (6826) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/557 من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، به.
وسيأتي بالأرقام (20091) و (20129) و (20155) و (20255) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3716) و (3829) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) تحرف في (م) وحدها إلى: شعبة، والتصويب من النسخ الخطية و"أطراف المسند" 2/525.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد صرح الحسن البصري بسماعه لهذا الحديث من سمرة، فقد روى البخاري في "صحيحه"بإثر الحديث (5472) ، والترمذي بإثر الحديث (182) ، والنسائي 7/166، والطحاوي في "شرح المشكل" (1030) ، والبيهقي 9/299، وابن عبد البر في
"التمهيد" 4/307 عن قريش بن أنس قال: أخبرنا حبيب بن الشهيد أن ابن سيرين أمره أن يسأل الحسنَ: ممَّن سمع حديثه في العقيقة؟ قال: فسألتُه فقال: سمعته من سمرة. ومع ذلك فقد توقف بعض أهل العلم في تصحيح رواية قريش هذه كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/593.
يزيد: هو ابن هارون، وبهز: هو ابن أسد العَمَّي، وهمام: هو ابن يحيى=(33/271)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= العَوْذي.
وأخرجه الترمذي (1522) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (910) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، عن قتادة، به.
وأخرجه أبو داود (2837) ، والطبراني في "الكبير" (6828) من طريق حفص بن عمر أبي عمر الحوضي، عن همام بن يحيى، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/236 و240 و14/222، وأبو داود (2838) ، وابن ماجه (3165) ، والنسائي 7/166، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1032) و (1033) ، والطبراني في "الكبير" (6831) و (6832) ، والبيهقي في "السنن" 9/299، وفي "الشعب" (8630) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة وحده، به.
وأخرجه الطيالسي (909) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1031) ، والطبراني في "الكبير" (6827) و (6829) و (6830) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/191، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/306-307 من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه الترمذي (1522) ، والطبراني في "الكبير" (6931) و (6936) و (6955) ، والحاكم كما في "إتحاف المهرة"6/33 من طرق عن الحسن، به.
وأخرجه مرسلاً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1030) من طريق أشعث، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي بالأرقام (20133) و (20139) و (20188) و (20193) و (20194) و (20256) .
وله شاهد من حديث سلمان بن عامر الضبعي، سلف برقم (16226) .
قلنا: قوله في الحديث: "ويُدَمَّى" هو في رواية همام فقط عن قتادة، فقد تفرّد بهذا الحرف عنه، وذكر أبو داود أنه وهمٌ من همام ولا يؤخذ به، قال:=(33/272)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ويُسَمَّى أصحُّ.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/593: واستُشكل ما قاله أبو داود بما في بقية رواية همام عنده (وسيأتي برقم: 20194) أنهم سألوا قتادة عن الدم كيف يصنع به؟ فقال: إذا ذبحت العقيقة أخذت منها صوفة واستقبلت به أوداجها، ثم توضع على يافوخ الصبي حتى يسيل على رأسه مثل الخيط، ثم
يغسل رأسه بعدُ ويحلق. فيَبْعُد مع هذا الضبط أن يقال: إن هماماً وهم عن قتادة في قوله: "ويدمَّى" إلا أن يقال: إن أصل الحديث: "ويسمَّى"، وإن قتادة ذكر الدم حاكياً عما كان أهل الجاهلية يصنعونه، ومن ثَم قال ابنُ عبد البر: لا يُحتَمَل همامٌ في هذا الذي انفرد به، فإن كان حفظه فهو منسوخ.
وروى عبد الرزاق (في "مصنفه": 7971) عن معمر، عن قتادة: يُسمَّى يوم يُعَق عنه ثم يحلق، وكان يقول: يطلى رأسه بالدم.
وقد ورد ما يدلُّ على النسخ في عدة أحاديث، منها: ما أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5308) عن عائشة قالت: كانوا في الجاهلية إذا عَقوا عن الصبي خضبوا قطنة بدم العقيقة، فإذا حلقوا رأس الصبي وضعوها على رأسه، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اجعلوا مكان الدم خَلُوقاَ". زاد أبو الشيخ: ونهى أن يُمسَّ رأسُ المولود بدم.
وأخرج ابن ماجه (3166) من رواية أيوب بن موسى، عن يزيد بن عبد الله المزني، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يُعَق عن الغلام، ولا يُمسُُّ رأسه بدم" وهذا مرسل، فإن يزيد لا صحبة له، وقد أخرجه البزار من هذا الوجه فقال: عن يزيد بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومع ذلك فقالوا: إنه مرسل.
ولأبي داود (2843) ، والحاكم 4/238 من حديث عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كنا في الجاهلية ... فذكر نحو حديث عائشة، ولم يصرح برفعه، قال: فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران. وهذا=(33/273)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= شاهد لحديثِ عائشة، ولهذا كره الجمور التدمية.
نقل ابن حزم استحباب التدمية عن ابن عمر وعطاء. ولم ينقل ابن المنذر استحبابها إلا عن الحسن وقتادة، بل عند ابن أبي شيبة (في "مصنفه" 8/89) بسند صحيح عن الحسن: أنه كره التدمية.
قوله: "رهينة" أي: مرهون محبوس، قال الخطابي: اختلف الناس في هذا، وأجود ما قيل فيه ما ذهب إليه أحمد بن حنبل، قال: هذا في الشفاعة، يريد أنه إذا لم يعق عنه فمات طفلاً لم يشفع في والديه. وقال في "النهاية": المعنى أن العقيقة لازمة له لا بد منها، فشبه المولود في لزومها له وعدم انفكاكه منها بالرهن في يد المرتهن. وقال التوربشتي: أي أنه كالشيء المرهون، لا يتمُ الانتفاع به دون فكهِ، والنعمة إنما تتم على المنعَم عليه بقيامه بالشكر، ووظيفة الشكر في هذه النعمة ما سنَّهُ نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أن يعق عن المولود شكراً لله تعالى، وطلباً لسلامة المولود، ويحتمل أنه أراد بذلك أن سلامة المولود ونشأَه على النعت المحمود رهينة بالعقيقة، وقال: وما ذكره أحمد فلا يفهم من لفظ الحديث إلا أن يكون التقدير شفاعة الغلام لأبويه مرهونة بعقيقته، وذاك بعيد. وردَّه الطيبي أن ما ذكره بقوله: لا يتم الانتفاع به دون فكه يقتضي عمومه في الأمور الأخروية والدنيوية، ونظر الأولياء مقصور على الأول، وأولى الانتفاع بالأولاد في الآخرة شفاعة الوالدين، أي: فحمله أحمد على ذلك، وقال: ما ذكره أحمد مروي عن قتادة أيضاً.
وقال ابن القيم: اختُلف في معنى الارتهان، فقال طائفة: هو مَحبُوسٌ عن الشفاعة لوالديه، قاله عطاء، وتبعه أحمد، وفيه نظر لا يخفى، إذ لا يقال لمن لا يشفع لغيره: إنه مرتهن، ولا في اللفظ ما يدل على ذلك، والأولى أن يقال: إن العقيقة سبب لفك رهانه من الشيطان الذي تعلق به من حين خروجه
من الدنيا، وطعنه في خاصرته، ومراده بذلك أن يجعله في قبضته وتحت أسْرِهِ ومن جُملة أوليائه، فشرع للوالدين العقيقة فداءً وتخليصاً له من جس الشيطان له، ومنعه من السعي في مصالح آخرته، فإن ذَبَحَ فذاك، وإلا بقي مرتهناً،=(33/274)
20084 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَبَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا "، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: " لِأَهْلِهَا أَوْ مِيرَاثٌ لِأَهْلِهَا " (1)
__________
= ولهذا أُمر بإراقة الدم عنه، فإنه يخلصه عن الارتهان، ولو كان الارتهان متعلقاً بالأبوين لقال: فأريقوا عنكم الدم لتخلص إليكم شفاعته.
تنبيه: ذكر الحافظان ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند" 2/525 أن هذا الحديث رواه المصنف أيضاً عن علي - وهو ابن المديني- عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، وهذا الإسناد لم يقع لنا في (م) ولا في النسخ الخطية التي بين أيدينا!
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/138، والطبراني في "الكبير" (6846) من طريق محمد بن بشر، والترمذي (1349) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، والطبراني في "الكبير" (6845) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3549) ، والطبراني في "الكبير" (6844) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك، عن همام، به.
وسيأتي عن بهز وحده برقم (20152) ، وعن عفان عن همام برقم (20254) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8567) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: "العُمْرى" اسم من: أَعْمَرْتُك الدار، أي: جعلتُ سكناها لك مدة عمرك. ومعنى "جائزة" نافذة للموهوب لا ترجع إلى الواهب. "لأهلها" أي: للمعطَى.(33/275)
20085 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَكَّ فِيهِ فِي كِتَابِ الْبُيُوعِ، فَقَالَ عَنْ عُقْبَةَ أَوْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ زَوَّجَهَا وَلِيَّانِ، فَهِيَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا، وَمَنْ بَاعَ بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ، فَهُوَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، الحسن البصري لم يصرح بسماعه. وقد سلف الكلام على هذا الحديث في مسند عقبة بن عامر برقم (17349) .
وأخرجه الترمذي (1110) ، والنسائي في "الكبرى" (6278) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/139، والدارمي (2193) ، وابن ماجه (2190) ، والنسائي في "الكبرى" (6279) ، والطبراني في "الكبير" (6842) ، والحاكم 2/175، والبيهقي 7/140 و141 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به - واقتصر ابن أبي شيبة والبيهقي على الشطر الأول منه، وابن ماجه على الشطر الثاني. وقرن النسائي بسمرة بن جندب عقبةَ بن عامرٍ، ولم يسق لفظه، وفي رواية الدارمي وابن ماجه والبيهقي في أحد موضعيه: عن عقبة أو سمرة.
وأخرجه ابن ماجه (2191) ، والنسائي في "المجتبى" 7/314، والطبراني في "الكبير" (6843) ، وفي "الشاميين" (2651) ، والحاكم 2/175، والبيهقي 7/141 من طرق عن قتادة، به.
وأخرج الشطر الأول الحاكم 2/175، والبيهقي 7/141 من طريق أشعث ابن عبد الملك، عن الحسن، به.
وأخرجهما جميعاً الطبراني في "الكبير" (7068) من طريق جعفر بن سعد ابن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة بن جندب.
وإسناده ضعيف، فيه غير ما مجهولٍ وضعيف. =(33/276)
20086 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ "، وَقَالَ ابْنُ بِشْرٍ: " حَتَّى تُؤَدِّيَ " (1)
20087 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، (2) وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ وَبَرَةَ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُجَيْفٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ جُمُعَةً فِي غَيْرِ عُذْرٍ فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، فَنِصْفُ دِينَارٍ " (3)
__________
= وسيأتي الحديث من طريق الحسن بالأرقام (20090) و (20116) و (20121) و (20141) و (20206) و (20208) و (20263) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني (6862) من طريق محمد بن بشر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/146، والدارمي (2596) ، وابن ماجه (2400) ، والترمذي (1266) ، والنسائي في "الكبرى" (5783) ، وابن الجارود (1024) ، والطبراني في "الكبير" (6862) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (280) و (281) ، والبيهقي 8/276، من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. وحسَّنه الترمذي.
وسيأتي بالأرقام (20131) و (20156) .
وفي الباب عن صفوان بن أمية، سلف برقم (15302) وفيه: أن العاريَّة مضمونة.
ومعنى الحديث: أن من أَخذ مال أحدٍ بغصب أو عاريَّة أو وديعة لزمه ردُّه. انظر "مرقاة المفاتيح" 3/351.
(2) قوله: "أخبرنا همام" سقط من (م) .
(3) إسناده ضعيف لجهالة قدامة بن وَبَرة، فإنه لم يرو عنه غير قتادة،=(33/277)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال أحمد: لا يُعرف، وتساهل ابن معين وابن حبان فوثقاه، وقال البخاري: لم يصحَّ سماعه من سَمُرة. وقال أيضاً في "تاريخه" 4/177: لا يصحُ حديث قدامة في الجمعة.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/484، والطبراني في "المعجم الكبير" (6979) ، والمزي في ترجمة قدامة من "تهذيب الكمال" 23/556-557 من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/154، وأبو داود (1053) ، والنسائي في "المجتبى" 3/89، وفي "الكبرى" (1661) ، وابن خزيمة (1861) ، والعقيلي 3/485، والحاكم 1/280، والبيهقي 3/248 من طريق يزيد بن هارون وحده، به.
وأخرجه الطيالسي (901) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/176، وابن خزيمة (1861) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4239) ، وابن حبان (2789) ، والطبراني في "الكبير" (6979) ، والبيهقي 3/248، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/556-557 من طرق عن همام، به.
وأخرجه بنحوه البخاري في "التاريخ الكبير" 14/76-177 من طريق حجاج الأحول، والبيهقي 3/248 من طريق سعيد بن بشير، كلاهما عن قتادة، به.
وأخرجه مرسلاً أبو داود (1054) ، والحاكم 1/280، والبيهقي 3/248 من طريق أيوب أبي العلاء، عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/177، وابن ماجه (1128) ، والنسائي في "الكبرى" (1662) ، والبيهقي 3/248 من طريق خالد بن قيس، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة. وخالد بن قيس بن رباح قد خالفه من هو أوثق منه، وهو همام وتابعه اثنان، فجعلوه من حديث قتادة عن قدامة بن وبرة عن سمرة، وهو الذي رجَّحه البخاري في "تاريخه" 4/177.
وسيأتي الحديث برقم (20159) عن وكيع عن همام.(33/278)
20088 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ مِنْ غَيْرِهِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن البصري مدلس ولم يصرح بسماعه من سمرة.
وأخرجه الطحاوي 4/123 من طريق إبراهيم بن مرزوق، والبيهقي 6/106 من طريق جعفر بن محمد، كلاهما (إبراهيم وجعفر) عن عفان وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6802) من طريق أبي عمر الحوضي عن همام، به.
وأخرجه أبو داود (3517) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/69، وابن الجارود (644) ، وابن عدي في "الكامل"2/729، والطبراني في "الكبير" (6801) من طريق شعبة، والطبراني في "الكبير" (6805) من طريق عمر بن عامر، و (6806) من طريق عمر بن إبراهيم، ثلاثتهم عن قتادة، به. ولفظ الطبراني في الموضع الثاني: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى بالجوار.
وأخرجه النسائي كما في "التحفة" 4/74، والطحاوي 4/123، والطبراني في "الكبير" (6920) و (6923) و (6941) ، وابن أبي طاهر الذهلي في "جزئه" (51) من طرق عن الحسن، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/74 من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن مرسلاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7067) من طريق سليمان بن سمرة، عن أبيه. ولفظه: "من باع أرضاً أو داراً، فإن جار الأرض وجار الدار أحق بابتياعها إذا أقام ثمنها".
وسيأتي من طريق قتادة عن الحسن بالأرقام (20128) و (20147) =(33/279)
20089 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَذَلِكَ أَفْضَلُ "، (1)
__________
= و (20183) و (20195) و (20199) و (20251) .
ورواه عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه من هذا الطريق الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/122، وابن حبان (5182) . ووهَم عيسى فيه الدارقطني، وقال ابن حجر في "الإتحاف" 2/207: هو معلول، وإنما المحفوظ عن قتادة عن الحسن عن سمرة. قلنا: وستأتي رواية سعيد عن قتادة عن الحسن برقم (20128) و (20147) .
وروي مرة أخرى عن عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة كما في "الإتحاف" 2/207 و208، ونقل ابن حجر عن ابن القطان أنه صحح رواية عيسى بن يونس، وقال: روايته للوجهين دليل على أنه كان عند سعيد كذلك، ولا يُعلَل أحدهما بالآخر.
ورواه همام مرةً عن قتادة عن عمرو بن شعيب، عن الشريد بن سويد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسلف برقم (19459) ، فهذا خلاف ثالث على قتادة.
ويشهد له حديث أبي رافع عند البخاري (6977) ، وسيأتي 6/10 و390.
وفي الباب أيضاً عن غير واحد، انظر حديثي جابر بن عبد الله السالفين (14157) و (14253) .
(1) حسن لغيره، وهذا الإسناد كسابقه. بهز: هو ابن أَسد العمَّي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه البيهقي 3/190 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (354) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/119،=(33/280)
قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
20090 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، (1) عَنِ الْحَسَنِ،
__________
= والطبراني في "الكبير" (6817) ، والبيهقي 3/190 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبراني (6817) ، والبيهقي 3/190 من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، كلاهما عن همام، به.
وأخرجه الطبراني (6820) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، به.
وأخرجه مرسلاً عبد الرزاق (5311) عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه كذلك البيهقي 1/296 من طريق عبد الوهاب الخفاف، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي بالأرقام (20120) و (20174) و (20177) و (20259) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند عبد الرزاق (5313) ، وعبد بن حميد (1077) ، والبزار (629- كشف الأستار) .
وعن أنس بن مالك عند الطيالسي (2110) ، وعبد الرزاق (5312) ، والبزار (628) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/119، والطبراني في "الأوسط" (8268) ، والبيهقي 1/296.
وعن عبد الرحمن بن سمرة عند الطيالسي (1350) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/167، والطبراني في "الأوسط" (7761) ، والبيهقي 1/296.
وعن ابن عباس عند البيهقي 1/295.
ولا يخلو واحد من هذه الشواهد من مقال، لكن بمجموعها مع حديث سمرة بن جندب يتحسَّن الحديث.
وفي إجزاء الوضوء يوم الجمعة انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9484) .
(1) قوله: "قال عبد الصمد: حدثني قتادة " ليس في (ظ 10) و (ق) .(33/281)
عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَنَكَحَ (1) الْمَرْأَةَ الْوَلِيَّانِ، فَهِيَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا، وَإِذَا بِيعَ الْبَيْعُ مِنَ الرَّجُلَيْنِ، فَهو (2) لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا " (3)
20091 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} [البقرة: 238] ، قَالَ عَفَّانُ: الصَّلَاةِ، (4) {وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] ، وَسَمَّاهَا لَنَا: " أَنَّهَا (5) هِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ " (6)
20092 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: "
__________
(1) في (م) : نكح، وهو خطأ.
(2) في (م) : من الرجلين فهي.
(3) إسناده ضعيف. وسلف برقم (20085) .
وأخرجه ابن ماجه (2344) ، وأبو داود (2088) ، والطبراني (6841) ، والبيهقي 7/141 من طرق عن همَامٍ، بهذا الإسناد.
(4) ما ذكره عفان من إفراد الصلاة في هذه الآية لم يتابعه عليه أحد، وهي شاذَة.
(5) في (م) :إنما.
(6) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن لم يصرح الحسن بسماعه من سمرة. أبان: هو ابن يزيد العطار.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6824) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. وانظر (20082) .(33/282)
الصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ " (1)
20093 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، (2) قَالَ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَمُرَةَ، يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ، وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَةَ الضِّلْعِ تَكْسِرْهَا، فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا الإسناد رجاله ثقات رجال الصحيح كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6954) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن سمرة بن جندب.
وأخرجه البزار (465- كشف الأستار) ، والطبراني (7080) من طريق جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة. وإسناده ضعيف.
وأخرجه الطبراني (6999) من طريق مروان بن معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، عن نعيم بن أبي هند، عن ابنٍ لسمرة، عن سمرة. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن سمرة، فإن كان سليمان، فهو مجهول الحال، وإن كان سعداً فقد وثقه النسائي وابن حبان كما في "التعجيل"، والله
تعالى أعلم.
وسيأتي بالأرقام (20153) و (20170) و (20211) و (20260) و (20261) و (20701) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14347) .
وعن ابن عمر سلف برقم (4478) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) تحرف في (م) إلى: عون.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل المبهم، وسماه غير واحد كما سيأتي أبا رجاء عمران بن ملحان العطاردي، وهو ثقة=(33/283)
20094 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ " قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُصَّ، قَالَ: وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ: " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي عَلَيْهِ بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ، فَيَثْلَغُ (1) بِهَا رَأْسَهُ، فَيَتَدَهْدَا (2) الْحَجَرُ هَاهُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ يَأْخُذُهُ، فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ
__________
= روى له الشيخان. عوف: هو ابن أبي جميلة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/275 عن هوذة بن خليفة، وابن أبي الدنيا في "العيال" (470) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن عوف، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1476- كشف الأستار) ، وابن حبان (4178) ، والطبراني (6992) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، والبزار (1476) من طريق محبوب بن الحسن، والحاكم 4/174 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، ثلاثتهم عن عوف بن أبي جميلة، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وله شاهد من حديث أبي هريرة في "الصحيحين"، وقد سلف برقم (9524) . وانظر تتمة شواهده وشرحَهُ هناك.
(1) في (ظ 10) و (ق) : ليثلغ.
(2) في (م) و (س) : فيتدهده. والمثبت من (ظ 10) و (ق) ، وذكر الإمام أحمد في الحديث التالي أن عباد بن عباد هو الذي قال في روايته: يتدهده.(33/284)
الْمَرَّةَ الْأُولَى "، قَالَ: قُلْتُ: " سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَانِ؟ قَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَيْهِ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَيْهِ (1) إِلَى قَفَاهُ "، قَالَ: " ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ الْأَوَّلُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ (2) فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِهِ الْمَرَّةَ الْأُولَى "، قَالَ: قُلْتُ: " سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَانِ؟ قَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ "، قَالَ: " فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ "، قَالَ عَوْفٌ: وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ: وَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ، قَالَ: " فَاطَّلَعْتُ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهِيبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللهَبُ ضَوْضَوْا "، قَالَ: قُلْتُ: " مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْتُ (3) فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ، حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: أَحْمَرَ، مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي قَدْ
__________
(1) في بعض النسخ: "منخراه ... وعيناه" بالرفع فيهما، ووجههما السندي على معنى: وكذلك منخراه وعيناه يقطعهما. ثم قال: وفي بعض النسخ بالنصب، وهو الظاهر.
(2) في (ظ 10) و (ق) مكان قوله: "ثم يعود": قال.
(3) في (م) و (س) : " قال: فانطلقنا".(33/285)
جَمَعَ الْحِجَارَةَ، (1) فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا حَجَرًا " قَالَ: " فَيَنْطَلِقُ فَيَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ وَأَلْقَمَهُ حَجَرًا "، قَالَ: قُلْتُ: " مَا هَذَا؟ "، قَالَ: " قَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ، كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً، فَإِذَا هُوَ عِنْدَ نَارٍ لَهُ يَحُشُّهَا، وَيَسْعَى حَوْلَهَا، قُلْتُ لَهُمَا: " مَا هَذَا؟ قَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ فَانْطَلَقْتُ (2) فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْشِبَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ الرَّبِيعِ "، قَالَ: " وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ قَائِمٌ طَوِيلٌ، لَا أَكَادُ أَنْ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ وَأَحْسَنِهِ "، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: " مَا هَذَا وَمَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْتُ فَانْتَهَيْنَا إِلَى دَوْحَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ دَوْحَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا، وَلَا أَحْسَنَ "، قَالَ: " فَقَالَا لِي: ارْقَ فِيهَا، فَارْتَقَيْنَا فِيهَا، فَانْتَهَينَا (3) إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنٍ ذَهَبٍ، وَلَبِنٍ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا بَابَ
__________
(1) قال السندي: هكذا في النُّسخ، والظاهر أن في هذه الرواية وَقَع اختصارٌ مُخِل، أو في النسخ سقط، والصواب كما وقع في البخاري: "وإذا في النهر رجلٌ سابحٌ يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده
الحجارة ... " إلى آخره.
(2) في (م) و (س) : "قال: فانطلقنا".
(3) في (م) و (س) : فانتهيت.(33/286)
الْمَدِينَةِ، فَاسْتَفْتَحْنَا، فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ (1) شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ "، قَالَ: " فَقَالَا لَهُمْ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ، فَإِذَا نَهَرٌ صَغِيرٌ (2) مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّمَا هُوَ الْمَحْضُ فِي الْبَيَاضِ "، قَالَ: " فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا، وَقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، وَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ "، قَالَ: " فَقَالَا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَاذَاكَ مَنْزِلُكَ "، قَالَ: " فَسَمَا (3) بَصَرِي صُعُدًا، فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ "، قَالَا لِي: " هَاذَاكَ مَنْزِلُكَ "، قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللهُ فِيكُمَا، ذَرَانِي فَلَأَدْخُلُهُ "، قَالَ: " قَالَا لِي: أَمَّا الْآنَ فَلَا، وَأَنْتَ دَاخِلُهُ "، قَالَ: " فَإِنِّي رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟ " قَالَ: " قَالَا لِي: " أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ: أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ (4) الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَاهُ
__________
(1) في (م) : فلقينا فيها رجالاً.
(2) لفظة "صغير" ليست في (ظ10) .
(3) تحرف في (م) إلى: فبينما.
(4) في (م) : الصلوات.(33/287)
إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَاهُ (1) إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي بِنَاءٍ مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ، وَيُلْقَمُ الْحِجَارَةَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي رَأَيْتَ فِي الرَّوْضَةِ، فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ، فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ "، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ "، " وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانَ شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا، وَشَطْرٌ قَبِيحًا، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا، وَآخَرَ سَيِّئًا، فَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُمْ "، (2)
__________
(1) في النسخ الخطية: وعينيه.. ومنخريه، والمثبت من (م) ، وهو الجادة، فإن هذين اللفظين معطوفان على نائبِ فاعل الفعل الممبني للمجهول: يُشَرشَر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو رجاء العطاردي: هو عمران بن مِلْحان.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (11226) ، وابن خزيمة (942) =(33/288)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطوّلاً ومقطعاً ابن أبي شيبة 11/63-66، والبخاري (1143) و (3354) و (4674) و (7047) ، والنسائي في "الكبرى" (7658) و (11226) ، وابن خزيمة (942) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة"6/24، وابن حبان (655) ، والطبراني في "الكبير" (6984) و (6985) ، والبيهقي في "الشعب" (5510) من طرق عن عوف بن أبي جميلة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6986) من طريق أبي الحارث العبدي، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 6/24، والطبراني (6987) من طريق خالد بن دينار، كلاهما عن عمران بن ملحان أبي رجاء العطاردي، به.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (20095) و (20101) و (20165) .
قوله: "فيثلَغ" بفتح اللام وإعجام الغين، أي: يدق ويكسر.
وقوله: "فيَتدهدا" بالألف مسهَّلة عن الهمزة، وهي رواية جرير بن حازم أيضاً الآتية برقم (20165) ، وفي روايات: "فيتدهده" بالهاء، والمراد: أنه دفعه من علو إلى أسفل، وتدهده: إذا انحط. انظر "الفتح" 12/441.
وقوله: "بكَلُوب" بفتح الكاف وتضم، وضم اللام المشَدَّدة، يُصنع من حديد ويُعوَج رأسه.
"فيُشرشر": أي: يقطع. "شِدقَه" أي: جانبَ فمه.
"لَغَط" بفتحتين: أصوات مختلطة غير منفهمة.
"ضَوْضَوْا" بفتح ضادين معجمتين وسكون واوَيْن، صيغة ماضي الجمع من ضَوْضاءَ، أي: صاحُوا.
"يَفْغَر"بمعنى يفتح.
"كريه المَرْآة" بفتح الميم وسكون الراء وهمزة ممدودة ثم هاء التأنيث، أي: كريه المنظر.
"يحشُها" أي: يُوقِدها.
"دوحة" أي: شجرة عظيمة. =(33/289)
20095 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي سَمِعْتُ مِنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، يُخْبِرُ بِهِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَاهُنَا "، قَالَ أَبِي: " فَجَعَلْتُ أَتَعَجَّبُ مِنْ فَصَاحَةِ عَبَّادٍ " (1)
20096 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا الْحَجَّامَ، فَأَتَاهُ بِقُرُونٍ، فَأَلْزَمَهُ إِيَّاهَا، قَالَ عَفَّانُ: مَرَّةً بِقَرْنٍ، ثُمَّ شَرَطَهُ بِشَفْرَةٍ، فَدَخَلَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، أَحَدِ بَنِي خُزَيْمَةَ (2) ، فَلَمَّا رَآهُ يَحْتَجِمُ، وَلَا عَهْدَ لَهُ بِالْحِجَامَةِ، وَلَا يَعْرِفُهَا، قَالَ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ عَلَامَ تَدَعُ هَذَا يَقْطَعُ جِلْدَكَ؟ قَالَ: " هَذَا الْحَجْمُ "، قَالَ: وَمَا الْحَجْمُ؟ قَالَ: " هُوَ مِنْ خَيْرِ مَا تَدَاوَى بِهِ النَّاسُ " (3)
__________
= "المَحْض": اللبن الخالص. "فسَما" أي: ارتفع، "صُعُداً" أي: ارتفاعاً كثيراً. "الرَّبابة" كالسَّحابة وزناً ومعنىً.
قلنا: وأما أولاد المشركين، فانظر ما علَّقناه بشأنهم عند حديث ابن عباس السالف برقم (1845) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلَب بن أبي صفرة الأزدي. وانظر ما قبله.
(2) المثبت من (ظ 10) ونسخة على هامش (س) و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 166، وفي (م) و (س) و (ق) : جذيمة، وفي نسخة أخرى على هامش (س) : حذيفة.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حُصين بن أبي الحر=(33/290)
20097 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنِي سَوَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَغُرَّنَّكُمْ نِدَاءُ بِلَالٍ، فَإِنَّ فِي بَصَرِهِ سُوءًا، وَلَا بَيَاضٌ يَتَراءَى (1) بِأَعْلَى السَّحَرِ " (2)
20098 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنِ الْأَسْقَعِ بْنِ الْأَسْلَعِ،
__________
= فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري.
وأخرجه البزار (1216- كشف الأستار) عن أبي كامل ومحمد بن عبد الملك، والطبراني في "الكبير" (6785) من طريق عارم أبي النعمان، ثلاثتهم عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7596) ، والحاكم 4/208-209 من طريق داود بن نصير الطائي، عن عبد الملك بن عمير، به.
وسيأتي بالأرقام (20171) و (20172) و (20173) و (20212) من طريق حصين بن أبي الحر، وبرقم (20205) من طريق شيخ من بكر بن وائل، عن سمرة بن جندب.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12883) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "بقرون " هي آلات الحجامة. قاله السندي.
(1) في (م) ونسخة في (س) : يُرى.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سوادة: وهو ابن حنظلة القشيري. همام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه الطبراني (6980) من طريق حجاج بن المنهال، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وانظر (20079) ، وحديث ابن عمر السالف برقم (6050) .(33/291)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ فِي النَّارِ " (1)
20099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَامُ أَبُو الْعَرَبِ، وَحَامُ أَبُو الْحَبَشِ، وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الأسقع بن الأسلع، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وداود: هو ابن أبي هند، وأبو قزعة: هو سويد بن حجير.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/392 عن عفان، عن وهيب وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9722) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن يزيد بن زريع وحده، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/64 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن داود، به.
وسيأتي برقم (20168) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7467) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده ضعيف، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- مشهور بالتدليس، ولم يصرِّح بسماعه هنا، وذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه لم يسمع من سمرة سوى حديث واحد، وهو حديث العقيقة. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخَفّاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الترمذي (3231) و (3931) ، والطبري في "التاريخ" 1/209، والطبراني في "الكبير" (6871) من طريق يزيد بن زريع، والطبري 1/209 من طريق عباد بن العوام، والطبري أيضاً 1/209-210، والطبراني 18/ (309) =(33/292)
20100 - وحَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَ الْحَسَنُ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " سَامُ أَبُو الْعَرَبِ، وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ، وَحَامُ أَبُو الْحَبَشِ " (1)
20101 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَجُلًا يَسْبَحُ فِي نَهَرٍ وَيُلْقَمُ الْحِجَارَةَ، فَسَأَلْتُ مَا هَذَا،
__________
= من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وقرن عبد الأعلى في روايته بسمرةَ عمرانَ بنَ حصين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6872) و (6873) ، وفي "الشاميين" (2644) و (2645) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وقرن الطبراني في الموضع الثاني من "الكبير" بسعيد بن بشير خُليدَ بن دَعْلج، وخليد وسعيد كلاهما ضعيف. ولفظه عنده في المواضع كلها غير الموضع الثاني من
"الشاميين": "ولدُ نوحِ سامٌ وحامٌ ويافثُ".
وأخرجه الترمذي (3230) ، والطبري في "التفسير" 23/67 من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله: (وجَعَلْنا ذُرَيتَه همُ الباقِينَ) [الصافات: 77] قال: "حامٌ وسامٌ ويافِثُ". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7033) من طريق سليمان بن سمرة، والحاكم 2/546 من طريق الحسن البصري، عن عمران بن حصين، كلاهما عن سمرة بن جندب. وإسناداهما ضعيفان. وتساهل الحاكم فصححه ووافقه الذهبي! ولفظه عند الحاكم: "ولد نوح ... ". وسيأتي برقم (20114) .
(1) إسناده ضعيف كسابقه. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي. وانظر ما قبله.(33/293)
فَقِيلَ لِي: آكِلُ الرِّبَا " (1)
20102 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَسَبُ الْمَالُ، وَالْكَرَمُ التَّقْوَى " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفّاف- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو رجاء: هو عمران بن مِلْحان العُطاردي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5509) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
قلنا: كذا قال عبد الوهاب بن عطاء عن عوف بن أبي جميلة: "رأيت ليلة أسري بي"، وهو مما تفرّد به عبد الوهاب، فقد رواه أصحاب عوف عنه، فلم يذكروا أن ذلك كان في ليلة الإسراء، بل هي رؤيا رآها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامه.
والحديث قطعة من حديث طويل سلف برقم (20094) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحسن لم يصرح بسماعه من سمرة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/190 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4219) ، والترمذي (3271) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (4) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (229) ، والطبراني في "الكبير" (6913) ، والدارقطني 3/302، والحاكم 2/163 و4/325، وأبو نعيم في "الحلية" 6/190، والبيهقي 7/135-136، والبغوي في "شرح السنة" (3545) من طريق يونس بن محمد، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.=(33/294)
20103 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَسَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى حُجْزَتِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى تَرْقُوَتِهِ " (1)
__________
= وحسنه البغوي، وصححه الحاكم!.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6912) ، والدارقطني 3/302، والقضاعي في "مسند الشهاب" (21) من طرق عن سلام بن أبي مطيع، به.
وفي الباب عن بُريدة بن الحُصيب، سيرد 5/353 و361 ولفظه: "إن أحساب أهل الدنيا الذين يذهبون إليه هذا المال". ولا بأس بإسناده.
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8774) ، ولفظه: "كَرَمُ الرجل دِينُه، ومروءَته عقله، وحَسَبه خُلُقه". وفي إسناده مسلم بن خالد الزنجي، وهو سيئ الحفظ.
قال السندي: "الحَسَب" بفتحتين، أي: الفضل الدُّنيوي المعتبَر بين الناس.
"والكَرَم" عند الله، لقوله تعالى: (إنَ أكرمكم عند الله أَتْقاكم) [الحجرات: 13] .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة- وهو المنذر بن مالك بن قِطْعة- فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدَّب، وحُسين، هو ابن محمد بن بَهْرام المرُوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/172، ومسلم (2845) (32) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (855) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (491) من طريق يونس بن محمد وحده، بهذا الإسناد. =(33/295)
20104 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَ عَبْدَهُ جَدَعْنَاهُ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (856) ، والطبراني في "الكبير" (6969) من طريق سعيد بن بشير، والحاكم 4/586 من طريق الحجاج بن الحجاج، كلاهما عن قتادة، به.
وسيأتي برقم (20108) و (20207) .
الحُجْزة: مَعقِد الإزار.
والتَرْقُوة: العظم الذي بين ثُغْرةِ النَحْرِ والعاتق من الجانبَيْنِ.
(1) إسناده ضعيف، فإن الحسن البصري لم يسمعه من سمرة بن جندب كما هو مصرَّح به هنا. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه الدارمي (2358) ، وأبو داود (4515) ، والطبراني في "الكبير" (6808) ، وابن عدي في "الكامل" 2/729 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقُرن بشعبةَ في رواية ابن عدي سعيدُ بن أبي عروبة.
وأخرجه الطيالسي (905) ، وابن أبي شيبة 9/303، وأبو داود (4515) و (4516) ، والنسائي 8/20- 21 و26، والطبراني في "الكبير" (6810) و (6815) و (6816) ، والحاكم 4/367-368، والبيهقي 8/35، والبغوي في "شرح السنة" (2533) من طرق عن قتادة، به- زاد بعضهم: "ومَن خَصَى عبدَه خصيناه"، واقتصر الحاكم على هذه الزيادة. وستأتي هذه الزيادة مفردة برقم (20198) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6927) من طريق يونس بن عبيد، وأبو نعيم الأصفهاني في "أخبار أصفهان" 1/186 من طريق عوف بن أبي جميلة، كلاهما عن الحسن، به. وفي كلا الإسنادين ضعف.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18130) مرسلاً عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي بالأرقام (20122) و (20125) و (20132) و (20137) =(33/296)
20105 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبِيضَ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ " (1)
20106 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الْأَمِيرَ، أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَسَائِلُ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ، فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ،
__________
= و (20197) و (20198) و (20214) .
قال السندي: قوله: "ومن جدع" يقال: جدع الأنف أو الأذن أو اليد أو الشَفَة، كمنع: إذا قطعها.
وانظر الكلام في هذه المسألة في "شرح السنة" للبغوي 10/177-178، و"المغني" لابن قدامة 11/474- 475.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، لكنه لم ينفرد به كما سيأتي برقم (20235) ، ثم إنه منقطع، فإن أبا قلابة- وهو عبد الله ابن زيد الجَرْمي- لم يسمع من سمرة، لكنه قد بين الواسطة بينهما كما سيأتي في الرواية المذكورة، وهو أبو المهلَب الجَرمي، وهو ثقة.
وسيأتي برقم (20140) و (20236) من طريق أيوب عن أبي قلابة عن سمرة.
وسيأتي بالأرقام (20154) و (5 2018) و (20200) و (20218) من طريق ميمون بن أبي شبيب عن سمرة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2219) .(33/297)
إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ رَجُلٌ ذَا سُلْطَانٍ، أَوْ يَسْأَلَ فِي أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ " (1)
20107 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عَمِيلَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ "
" لَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا، وَلَا رَبَاحًا، وَلَا نَجِيحًا، وَلَا أَفْلَحَ، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ، فَلَا يَكُونُ، فَيَقُولُ: لَا " إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن عقبة، فمن رجال أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة. عبد الملك: هو ابن عُمير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6770) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة3/208، وابن حبان (3386) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/18، والطبراني (6769) و (6771) و (6772) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه الطبراني (6768) من طريق معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، به.
وسيأتي برقم (20219) و (20265) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3675) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (4638) ، وانظر تتمة شواهده عندهما.
قوله: " كدُّ يكدُ الرجلُ بها وجهه"، قال ابن الأثير في (النهاية) : الكدُ: الإتعاب، يقال: كدَّ يكدُّ في عمله كداَ: إذا استعجَلَ وتعب، وأَراد بالوجه ماءَه ورَونَقَه.(33/298)
لَا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. زهير: هو ابن معاوية الجُعفي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه مسلم (2137) (12) ، وأبو داود (4958) ، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة"6/37، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2782) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1741) ، والطبراني في "الكبير" (6791) و (6793) ، والبيهقي في "السنن" 9/306، وفي "الآداب" (470) ، وفي "الشعب" (601) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1276) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد- واقتصر الطبراني في الموضع الأول على الشطر الأول من الحديث، واقتصر أبو داود والطحاوي والطبراني في الموضع الثاني على الشطر الثاني منه.
وأخرجه مسلم (2137) من طريق جرير بن عبد الحميد وروح بن القاسم، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (846) من طريق جرير، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 499 من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن منصور، به- واقتصر النسائي على الشطر الأول منه.
وأخرج الشطر الأول النسائي (845) ، والطبراني في "الكبير" (6792) ، وفي "الدعاء" (1687) ، وفي "الأوسط" (7714) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 5/5، والشطر الثاني الطحاوي في "شرح المشكل" (1743) ، وابن حبان (5838) ، والطبراني في "الكبير" (6794) من طريق محمد بن جحادة، عن منصور، عن عمارة بن عمير، عن الربيع بن عميلة، به. وعمارة بن عمير ثقة من رجال الشيخين.
وسيأتي برقم (20244) عن يحيى بن آدم عن زهير. وسلف الشطر الثاني برقم (20078) من طريق شعبة عن منصور.
ويشهد للشطر الأول منه حديث أبي سعيد وأبي هريرة، وقد سلف برقم (8012) .
وقوله في آخر الحديث: "إنما هنَّ أربع لا تزيدُن عليَّ" من قول سمرة بن=(33/299)
20108 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ (1) إِلَى حُجْزَتِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى تَرْقُوَتِهِ " (2)
20109 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ عِنْدَ مُفْلِسٍ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (3)
__________
= جندب، وأراد أنه سمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهي عن هذه الأسماء الأربعة، فطلب ممن سمع منه من جلسائه أن يضبطوا عنه، ولا يزيدوا عليه فيها. انظر "شرح مسلم" للنووي 14/118-119، و"بذل المجهود في حل أبي داود" 19/194.
(1) لفظة "النار" ليست في (م) و (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة- وهو المنذر بن مالك بن قطعة- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وسيأتي مكرراً برقم (20207) .
وأخرجه مسلم (2845) (33) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/769 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2845) (33) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، والطبراني في "الكبير" (6970) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وانظر (20103) .
(3) إسناده ضعيف، عمر بن إبراهيم- وهو العبدي أبو حفص البصري-=(33/300)
20110 - وَعَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ " (1)
20111 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَعْتَدِلَ فِي الْجُلُوسِ، وَأَنْ لَا نَسْتَوْفِزَ " (2)
__________
= في روايته عن قتادة خاصةَ ضعفٌ، كان يروي عنه أشياء لا يوافق عليها، وقد خالفه موسى بن السائب- وهو ثقة- فرواه عن قتادة بغير هذا اللفظ. انظر ما سيأتي برقم (20148) .
وهذا المتن صحيح لكن من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7124) ، وهو في "الصحيحين".
(1) صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1700، والطبراني في "الكبير" (6896) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وسلف برقم (4865) ، وهو متفق عليه، وانظر تتمة شواهده هناك.
ونزيد هنا حديث عمران بن حصين، سلف برقم (19918) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن بشير- وهو الأزدي مولاهم-، والحسن لم يصرح بسماعه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6884) ، وفي "الشاميين" (2649) من طريق محمد بن عثمان أبي الجُماهر، وفي "الكبير" (6883) من طريق محمد بن بكار، كلاهما عن سعيد بن بشير، بهذا الإسناد- ولفظه عنده في "الكبير": أن نعتدل في السجود، وفي "الشاميين": أن نعتدل في الصلاة.
وأخرجه الحاكم 1/271 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن=(33/301)
20112 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْضُرُوا الْجُمُعَةَ، وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجُمُعَةِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِهَا " (1)
__________
= سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. ولفظه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يستوفز
الرجل في صلاته.
فالحديث عند المصنف محمول على الصلاة، وليس على إطلاقه.
ويشهد للأمر بالاعتدال في السجود أو في الصلاة حديث أنس بن مالك السالف برقم (12066) و (13091) ، وحديث جابر السالف برقم (14384) ، وحديث أبي هريرة- في قصة المسيء صلاته- السالف برقم (9635) ، وبعضها في الصحيح.
والاعتدال: هو التوسُط في كل شيء.
وقوله: "وأن لا نستوفز" أي: أن لا نتعجل، وتكون العجلة سبباً في عدم الطمأنينة، ويشهد لهذا المعنى حديث أبي هريرة في قصة المسيء صلاته، وقد سلف برقم (9635) .
(1) إسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك، والحسن البصري لم يصرَّح بسماعه من سمرة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6854) ، وفي "الصغير" (346) ، والبيهقي 3/238 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
وخالف الحكمَ بن عبد الملك هشام الدستوائي فرواه عن قتادة عن يحيى ابن مالك المَراغي عن سمرة، وسيأتي برقم (20118) ، وخالفه في متنه أيضاً فقال فيه: "فإن الرجل لا يزال يتباعدُ حتى يُؤَخر في الجنة وإن دخلها"، ولم يذكر فيه التخلُّف عن الجمعة.
وفي باب الترهيب عن التخلف عن الجمعة غير ما حديثٍ منها حديث=(33/302)
20113 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَّةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الْغَدَاةِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا تُخْفِرُوا اللهَ فِي ذِمَّتِهِ " (1)
20114 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ الْحَسَنُ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَامُ أَبُو الْعَرَبِ، وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ، وَحَامُ أَبُو الْحَبَشِ "، وَقَالَ رَوْحٌ بِبَغْدَادَ مِنْ حِفْظِهِ: " وَلَدُ نُوحٍ ثَلَاثَةٌ سَامُ وَحَامُ وَيَافِثُ " (2)
__________
= جابر بن عبد الله ولفظه: "من ترك الجمعة ثلاث مرارٍ من غير عُذرٍ، طَبَع الله على قلبه"، سلف برقم (14559) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن الحسن لم يصرح بسماعه من سمرة، وهو مشهور بالتدليس، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه لم يسمع منه سوى حديث العقيقة. روح: هو ابن عبادة، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمْراني.
وأخرجه ابن ماجه (3946) عن روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6917) من طريق قتادة، عن الحسن، به.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5898) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "في ذِمَةِ الله" أي: أَمانه تعالى، أي: من صلّى الصبح ظهر أنه مسلم، وهو قد حَرَّم الله تعالى دمه وماله وعِرضه، فهو في أَمانِه تعالى، فليس لأحدٍ أن يتعرَّض لأمانه تعالى فينقضه، وهذا معنى "فلا تُخفِروا اللهَ" من الإخفار، يقال: أخفره، إذا نقض عهدَه.
(2) إسناده ضعيف. وقد سلف برقم (20099) . =(33/303)
20115 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، أَوْ يَبْتَاعَ عَلَى بَيْعِهِ " (1)
20116 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَنَكَحَ (2) وَلِيَّانِ فَهِيَ لِلْأَوَّلِ، وَإِذَا بَاعَ اثْنَانِ (3) فَالْبَيْعُ لِلْأَوَّلِ " (4)
__________
= وأخرجه الطبري في "تاريخه" 1/209 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أن الحسن البصري لم يصرَّحَ بسماعه من سمرة.
وهو في "مسند" الطيالسي (912) ، ومن طريقه أخرجه البزار (1420 - كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (6898) . ولفظه عند الطبراني: "لا يخطب الرجل على خطبة أخيه"، وعند الطيالسي: "لا يزيد الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبته".
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2655) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به.
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر سلف برقم (17328) ، وانظر تتمة شواهده هناك، وبعضها في "الصحيحين".
(2) في (م) : نكح. وهو خطأ.
(3) تحرف في (م) و (س) إلى: وليّان.
(4) إسناده ضعيف. وانظر (20085) .(33/304)
20117 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا حَمَلَتْ حَوَّاءُ طَافَ بِهَا إِبْلِيسُ، وَكَانَ لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، فَقَالَ: " سَمِّيهِ عَبْدَ الْحَارِثِ، فَإِنَّهُ يَعِيشُ، فَسَمَّوْهُ عَبْدَ الْحَارِثِ، فَعَاشَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ وَحْيِ الشَّيْطَانِ، وَأَمْرِهِ (1)
__________
= عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (622) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2088) ، والطيالسي (903) ، والنسائي في "الكبرى" (5397) و (5398) ، والطبراني (6839) ، والحاكم 2/35 و174- 175، والبيهقي 7/141 من طرق عن هشام الدستوائي، به.
(1) إسناده ضعيف، عمر بن إبراهيم- وهو العبدي أبو حفص البصري- في روايته عن قتادة ضعف، والحسن مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعه من سمرة.
وأخرجه الترمذي (3077) ، والطبري في "تفسيره" 9/146، والحاكم 2/545 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير" ابن كثير 3/529، والطبراني في "الكبير" (6895) ، وابن مردويه كما في "تفسير" ابن كثير من طريق شاذ بن فيّاض، عن عمر بن إبراهيم، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن (!) غريب، لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه. =(33/305)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال الحافظ ابن كثير في هذا الحديث في تفسير قوله تعالى: (فلما آتاهُما صالحاً جَعَلا له شركاء فيما آتاهما" من سورة الأعراف، الآية 190: هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري، وقد وثقه ابن معين، ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر، عن أبيه، عن الحسن، عن سمرة مرفوعاً فالله أعلم.
الثاني: أنه روي من قول سمرة نفسه، ليس مرفوعاَ، كما قال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر، عن أبيه- وحدثنا ابن علية، عن سليمان التيمي- عن أبي العلاء بن الشخير، عن سمرة بن جندب قال: سمى آدم ابنه: عبد الحارث.
الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعاً، لما عدل عنه.
ثم ذكر عن ابن جرير من "تفسيره" بأسانيده عن عمرو، عن الحسن: (جعلا له شركاء فيما آتاهما) قال: كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن بآدم.
وعن معمر قال: قال الحسن: عنى بها ذرية آدم، ومن أشرك منهم بعده.
يعني: (جعلا له شركاء فيما آتاهما".
وعن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولاداً، فهوَّدوا ونصَّروا.
ثم قال: وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن رحمه الله أنه فسَّر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظاً عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يعدل عنه هو ولا غيره، لا سيما مع تقواه لله وورعه، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي، ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب، من آمن منهم، مثل: كعب أو وهب بن منبه وغيرهما،
كما سيأتي بيانه إن شاء الله، إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع، والله أعلم.=(33/306)
° 20118 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْضُرُوا الذِّكْرَ، وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ دَخَلَهَا " (1)
20119 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَطَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ تُتَلَقَّى الْأَجْلَابُ، حَتَّى تَبْلُغَ الْأَسْوَاقَ، أَوْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ " (2)
__________
= وانظر لزاماً تتمة كلامه، فهو تحقيق جيد.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله - وهو ابن المديني- فمن رجال البخاري. معاذ: هو ابن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى بن مالك: هو أبو أيوب المَراغي، وهو بكنيته أشهر.
وأخرجه أبو داود (1108) ، والحاكم 1/289، والبيهقي 3/238 من طريق علي بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (4368) عن عبد الله بن الحسين المصيصي، عن بكر بن بكَّار، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وإسناده إلى قتادة مسلسل بالضعفاء.
وانظر الحديث السالف برقم (20112) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مطر- وهو ابن طهمان الورّاق- حسن الحديث في المتابعات والشواهد، والحسن- وهو البصري- لم يصرح بسماعه من سمرة. =(33/307)
20120 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَذَلِكَ أَفْضَلُ " (1)
20121 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أُنْكِحَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَيْنِ،
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6929) و (6930) من طريق علي ابن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (6930) من طريق شباب العصفري، عن معاذ بن هشام، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3482) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (4096) .
وانظر تتمة شواهده عندهما، وبعضها في "الصحيحين".
والأجلاب: هي ما يُجلَب للبيع من كل شيءٍ.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أن الحسن لم يذكر سماعه من سمرة.
وأخرجه أبو بكر المروزي في "الجمعة وفضلها" (31) ، والنسائي في "المجتبى" 3/94، وفي "الكبرى" (1664) ، وابن خزيمة (1757) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات، (1021) ، والطبراني في "الكبير" (6818) من طرق عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (497) ، والطبراني (6819) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (335) من طريق سعيد بن سفيان، والبيهقي 1/295-296، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/352 من طريق عفان، كلاهما (سعيد بن سفيان وعفان) عن شعبة، به.
وانظر (20089) .(33/308)
فَهِيَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا، وَإِذَا بِيعَ الْبَيْعُ مِنْ رَجُلَيْنِ، فَهُوَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا " (1)
20122 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ (2) "
20123 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ يَمْلَأَ اللهُ أَيْدِيَكُمْ مِنَ الْعَجَمِ، ثُمَّ يَكُونُونَ أُسْدًا لَا يَفِرُّونَ، فَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتَكُمْ، وَيَأْكُلُونَ فَيْئَكُمْ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف. وانظر (20085) و (20090) .
(2) إسناده ضعيف كما سلف برقم (20104) .
وأخرجه الترمذي (1414) ، والنسائي 8/21 عن قتيبة بن سعيد، والطبراني في "الكبير" (6811) من طريق مسدَّد وخالد بن خِداش، ثلاثتهم عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب.
(3) إسناده ضعيف، فإن هشيماً- وهو ابن بشير- والحسن البصري مدلسان ولم يصرَّحا بسماعهما هنا.
وسيأتي مكرراً برقم (20250) عن سريج، به. ورواه المصنف برقم (20249) مرسلاً عن هشيم دون واسطة، وصرح بسماعه من يونس فقال: أخبرنا يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يونس: هو ابن عبيد البصري.
وسيأتي هذا الحديث برقم (20181) من طريق حماد بن سلمة عن يونس.
وانظر تمام تخريجه هناك.(33/309)
20124 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ، فَقَالَ: " هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ مُحْتَبَسٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فِي دَيْنٍ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن شكَك أبو حاتم في "المراسيل" (594) في سماع الشعبي- وهو عامر بن شَراحيل- من سمرة، فقال: لا أدري سمع الشعبيُّ من سمرة أم لا، لأنه أدخل بينه وبينه رجلاً.
وبيَّن في "الجرح والتعديل" 6/323 أنه سِمعان بن مُشنَج، وهو صدوق، وسيأتي الحديث من رواية الشعبي عنه برقم (20231) و (20233) و (20234) ، وأما سماع الشعبي من سمرة فمحتملٌ جداً، فقد وُلِدَ الشعبي في حدود سنة عشرين، بينما توفي سمرة سنة ثمان وخمسين. وقد جاء تصريحه بالسماع منه في "مسند الطيالسي" (891) فقط، فيكون ذِكْر سمعان فيه من المزيد في متصل الأسانيد، والله تعالى أعلم. وعلى كل فللحديث شواهدُ تشدُه وتقوَّيه.
وأخرجه الحاكم 2/25، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5545) من طريق جعفر بن عون، والطبراني في "الكبير" (6754) ، والحاكم 2/25 من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3070) من طريق العلاء بن عبد الكريم، عن الشعبي، به.
وسيأتي من طريق إسماعيل بن أبي خالد برقم (20157) و (20222) ، ومن طريق فراس بن يحيى برقم (20232) ، كلاهما عن الشعبي.
ورواه مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن جابرِ مثله. أخرجه البزار=(33/310)
20125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ " (1)
20126 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا حَدَّثْتُكَ (2) حَدِيثًا، فَلَا تَزِيدَنَّ عَلَيَّ " (3)
وَقَالَ: " أَرْبَعٌ مِنْ أَطْيَبِ الْكَلَامِ، وَهُنَّ مِنَ الْقُرْآنِ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ "
ثُمَّ قَالَ: " لَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ أَفْلَحَ، وَلَا نَجِيحًا، وَلَا رَبَاحًا، وَلَا يَسَارًا " (4)
__________
= (1339- كشف الأستار) . ومجالد ضعيف، والراوي عنه- وهو عبد الرحمن ابن مَغْراء- مختلف فيه.
ويشهد للحديث حديثُ ابن عباس عند البزار (1338) ، والطبراني في "الكبير" (12316) . وفيه حِبّان بن علي، وهو ضعيف.
وانظر أحاديث الباب عند حديث سعد بن الأطْوَل فيما سلف برقم (20076) .
(1) إسناده ضعيف كما سلف برقم (20104) .
وأخرجه النسائي 8/26 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(2) في (م) وحدها: حدثتكم.
(3) في (م) و (ق) : عليه.
(4) إسناده صحيح إن كان هلال بن يساف سمعه من سمُرة، وسماعه منه=(33/311)
20127 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: " كَانَ إِذَا كَبَّرَ سَكَتَ هُنَيَّةً، وَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ السُّورَةِ سَكَتَ هُنَيَّةً "، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، فَكَتَبُوا إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَكَتَبَ أُبَيٌّ يُصَدِّقُهُ (1)
20128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ " (2)
__________
= محتمل جداً، وقد رواه منصور بن المعتمر عنه فيما سلف برقم (20107) فأدخل بينه وبين سمرةَ الربيع بن عُميلة، والربيع ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (847) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد- دون قوله: "لا تسمينَّ ... ".
وأخرجه الطيالسي (899) و (900) عن شعبة، به.
وأخرج قصة النهي عن الأسماء الأربعة الطحاوي في "شرح المشكل" (1744) ، وابن حبان (5837) من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، به.
وسلف الحديث بطوله برقم (20107) من طريق زهير بن معاوية، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن عميلة، عن سمرة.
(1) رجاله ثقات، وقد سلف برقم (20081) .
يونس: هو ابن عبيد البصري. وسيأتي مكرراً برقم (20267) .
(2) صحيح لغيره، رجاله رجال الصحيح. وقد سلف برقم (20088) .
عبد الوهاب الخفاف: هو ابن عطاء، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/165، والنسائي في "الكبرى، كما في "التحفة" 4/69، والطحاوي 4/123، والطبراني في "الكبير" (6803) و (6804) من=(33/312)
20129 - وَعَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ (1) الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ " (2)
20130 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَاطَ حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ " (3)
20131 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى الْيَدِ (4) مَا أَخَذَتْ حَتَّى
__________
= طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20147) عن إسماعيل ابن عليَّة، عن سعيد بن أبي عروبة.
(1) في (م) : الصلاة.
(2) صحيح لغيره، رجاله رجال الصحيح. وانظر (20082) .
(3) حسن لغيره، رجاله رجال الصحيح إلا أن الحسن البصري لم يصرَّح بسماعه من سمرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/76، والنسائي في "الكبرى" (5763) ، وابن الجارود (1015) ، والطحاوي في، شرح معاني الآثار" 3/268، والطبراني في "الكبير" (6863) و (6864) ، والبيهقي 6/142 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (906) ، والطبراني في "الكبير" (6865) و (6866) و (6867) ، وفي "الشاميين" (2640) ، والبيهقي 6/148 من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي مكرراً برقم (20239) ، وانظر (20238) .
ورواه محمد بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سليمان بن قيس عن جابر، وقد سلف برقم (15088) ، ورجاله ثقات.
والإحاطة المذكورة في هذا الحديث محمولة على معنى الإحياء والإعمار في حديث جابر السالف برقم (14271) ، وحديث عائشة عند البخاري (2335) ، وليس مجرَّد التحجير دون منفعة. انظر "بذل المجهود" 14/31.
(4) في (ظ 10) و (ق) : على كل يدٍ.(33/313)
تُؤَدِّيَ " (1)
20132 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ " (2)
20133 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَيُسَمَّى، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ " (3)
20134 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ يَعْنِي أَبَا زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، ذَكَرَ أَنَّ الَّذِي يُحَدِّثُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ فِي النَّبِيذِ بَعْدَمَا نَهَى عَنْهُ "، مُنْذِرٌ أَبُو حَسَّانَ، ذَكَرَهُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ،
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الحاكم 2/47، وعنه البيهقي 6/90 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، بهذا الإسناد. وقرن بعبد الوهاب سعيدَ بن عامرٍ. وزاد عن قتادة: ثم إن الحسن نسي حديثه فقال: هو أمينُك لا ضمان عليه.
وانظر (20086) .
(2) إسناده ضعيف.
وأخرجه أبو داود (4517) ، وابن ماجه (2663) ، والنسائي 8/21، والطبراني في "الكبير" (6812) و (6813) و (6814) ، وابن عدي في "الكامل" 2/729، والبيهقي 8/35 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20214) عن يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر عن سعيد بن أبي عروبة. وانظر (20104) .
(3) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه مفصلاً برقم (20083) .
وأخرجه الحاكم 4/237 من طريق عبد الوهاب الخفاف، بهذا الإسناد.(33/314)
وَكَانَ يَقُولُ: مَنْ خَالَفَ الْحَجَّاجَ فَقَدْ خَالَفَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، منذر أبو حسان ذكره ابن عدي في "الكامل" 6/2366 وأشار إلى حديثه هذا، ثم قال: قال لنا ابن حَمّاد- وهو الدولابي-: يُرمَى بالكذب. فلا أدري حكاه عن البخاري أو عن النسائي، ومنذر هذا مجهول.
وذكره أيضاً العقيلي في "الضعفاء" 4/200، ونقل عن البخاري أنه قال: منذر أبو حسان عن سمرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أذن في النبيذ بعدما نهى عنه، ولا يتابع عليه.
قلنا: النبيذ كما في "النهاية": ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل وغير ذلك، يقال: نبذت التمر والزبيب إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً. وكان في صدر الإسلام قد نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينتبذ في أوعية معينة، لأنها كانت متينة يَنِشُ الشراب فيها فيصير مسكراً ولا يعرفه صاحبه فيشربه، ثم إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أذن في الانتباذ فيها فيما بعد بشرط أن لا يكون ما فيها من الأنبذة مسكراَ، فقد روى مسلم في "صحيحه" (977) من حديث بريدة بن الحُصيب
رفعه: "ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكراً"، وفي "صحيحه" أيضاً (2004) من حديث ابن عباس قال: "كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينتبذ له أول الليل، فيشربه إذا أصبح يومه ذلك، والليلة التي تجيء، والغد، والليلة الأخرى، والغد إلى العصر، فإذا بقي شيء منه أهراقه"،
وقد بوَّب النووي على هذا الحديث: باب إباحة النبيذ الذي لم يشتدَ ولم يصر مسكراً.
وقوله في آخر الحديث: "من خالف ... " هو من قول منذر أبي حسان، فقد ذكره ابن حبان في "ثقاته" 5/421 فقال: كان حجّاجياً يقول: من خالف الحجاج، فقد خالف الإسلام.
رجال الإسناد: عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وثابت أبو زيد: هو ثابت بن يزيد الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وكلهم ثقات من رجال الشيخين.(33/315)
20135 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: " بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثَرِيدٌ "، قَالَ: " فَأَكَلَ وَأَكَلَ الْقَوْمُ، فَلَمْ يَزَلِ الْقَوْمُ يَتَدَاوَلُونَهَا إِلَى قَرِيبٍ مِنَ الظُّهْرِ يَأْكُلُ كُلُّ قَوْمٍ، ثُمَّ يَقُومُونَ، وَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَتَعَاقَبُونَهُ " (1) ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ كَانَتْ تُمَدُّ بِطَعَامٍ؟ قَالَ: " أَمَّا مِنَ الْأَرْضِ فَلَا، إِلَّا أَنْ تَكُونَ كَانَتْ تُمَدُّ مِنَ السَّمَاءِ " (2)
20136 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ عَبْدًا لَهُ أَبَقَ، وَإِنَّهُ نَذَرَ إِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْطَعَ يَدَهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: حَدَّثَنَا سَمُرَةُ، قَالَ: " قَلَّمَا خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً إِلَّا أَمَرَ فِيهَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَى فِيهَا عَنِ الْمُثْلَةِ " (3)
__________
(1) المثبت من نسخة على هامش (س) ، وهو الجادَّة، وفي (م) والنسخ الخطية: فيتعاقبوه، بحذف النون!
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصمِ، لكنه متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. سليمان التيمي: هو ابن طرْخان، وأبو العلاء بن الشخير: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه بنحوه الفريابي في "دلائل النبوة" ((15) ، والنسائي في "الكبرى" (6903) ، والحاكم 2/618، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/93 من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان التيمي، بهذا الإسناد. والمعتمر ثقة من رجال الشيخين.
وسيأتي برقم (20196) عن يزيد بن هارون عن سليمان التيمي.
(3) إسناده صحيح إن كان حميد- وهو ابن أبي حميد الطويل- حفظ فيه تصريح الحسن البصري بسماعه من سمرة، فقد خالفه يزيد بن إبراهيم التُّستَري=(33/316)
20137 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ " (1)
20138 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الرُّكَيْنَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَمِّيَ رَقِيقَكَ (2) أَرْبَعَةَ أَسْمَاءٍ: أَفْلَحَ، وَيَسَارًا، وَنَافِعًا، وَرَبَاحًا " (3)
__________
= وهو ثقة- فيما سيأتي برقم (20225) ، فقال: عن الحسن عن سمرة، ولم يذكر سماعاً، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/182، وفي "شرح مشكل الآثار" (1821) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6945) من طريق حسام بن مِصَك، عن الحسن، عن سمرة. وحسام بن مِصك ضعيف.
وسلف برقم (19844) من طريق قتادة عن الحسن: أن هياج بن عمران أتى عمران بن حصين وسمرة بن جندب، فذكرا له ذلك.
وسلف أيضاً برقم (19909) من طريق أبي قلابة عن سمرة وعمران.
(1) إسناده ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6809) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وانظر (20104) .
(2) في نسخة في هامش (س) : أن نسمي رقيقنا. وهي كذلك في "تهذيب الكمال" من طريق"المسند".
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. الرُكين: هو ابن الرَبيع بن عُميلة.
وأخرجه المزي في ترجمة الربيع من "تهذيب الكمال" 9/97- 98 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(33/317)
20139 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ غُلَامٍ رَهِينٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ، وَيُسَمَّى " (1)
20140 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْبَيَاضِ، فَلْيَلْبَسْهَا أَحْيَاؤُكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/666، والدارمي (2696) ، ومسلم (2136) (10) ، وأبو داود (4959) ، وابن ماجه (3730) ، وابن حبان (5836) ، والطبراني في "الكبير" (6795) ، والبيهقي 9/306 من طريق معتمر بن سليمان، به.
وأخرجه مسلم (2136) (11) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الركين ابن الربيع، به.
وسلف برقم (20078) من طريق هلال بن يساف عن الربيع عن عميلة، وذكر فيه مكان نافعٍ نجيحاً.
(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه برقم (20083) .
وسلف برقم (20133) عن عبد الوهّاب الخفاف عن سعيد بن أبي عروبة.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، فإن أبا قلابة- وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي- لم يسمع من سمرة، لكنه بيَّن الواسطة بينهما فيما سيأتي برقم (20235) ، وهو أبو المهلَب الجَرمي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/266، والنسائي في "الكبرى" (9643) ، وابن الجارود (523) ، والطبراني في "الكبير" (6977) ، والحاكم 4/185 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وتحرَّف أبو قلابة في المطبوع من "المستدرك" إلى أبي قتادة. =(33/318)
20141 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَنْكَحَ الْوَلِيَّانِ فَهُو (1) لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا، وَإِذَا بَاعَ بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ فَهُوَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا " (2)
20142 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا " (3)
__________
= وأخرجه الحاكم 4/185 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، به.
وانظر (20105) .
(1) في (م) و (ق) : فهي.
(2) إسناده ضعيف، الحسن- وهو البصري- مشهور بالتدليس، وهو هنا لم يصرَّح بسماعه. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي. وانظر (20085) .
(3) صحيح لغيره، والحسن- وهو البصري- لم يصرح بسماعه من سمرة.
إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقسَم المعروف بابن عُليَّة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6834) من طريق سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (6836) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، وفي (6838) من طريق عمر بن عامر، كلاهما عن قتادة، به.
وسيأتي بالأرقام (20182) و (20189) و (20241) و (20252) و (20253) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6721) ، وانظر تتمة شواهده هناك. وبعض هذه الشواهد في "الصحيحين".
والبيَّعان: هما البائع والمشتري.(33/319)
20143 - حَدَّثَنَا عَبَدَةُ، (1) عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً " (2)
20144 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ ابْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُب، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ فَلَهُ السَّلَبُ " (3)
__________
(1) وقع اسم شيخ المصنف في (م) : إسماعيل، وهو خطأ ناجم عن انتقال نظر من الحديث السابق، وما أثبتناه من النسخ الخطية و"أطراف المسند" 2/531.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فإن الحسن البصري مشهور بالتدليس، ولم يصرح هنا بسماعه. عبدة: هو ابن سليمان، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وسيتكرر برقم (20237) .
وأخرجه ابن ماجه (2270) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/116، والدارمي (2564) ، والنسائي في "المجتبى" 7/292، وفي "الكبرى" (6214) ، وابن الجارود (611) ، والطحاوي 4/60، والطبراني في "الكبير" (6849) و (6851) ، والبيهقي 5/288 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/292 من طريق شعبة، وفي "الكبرى" (6213) ، والطحاوي 4/61 من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، والطبراني (6847) من طريق أبان بن يزيد، وفي (6850) من طريق عمر بن عامر، أربعتهم عن قتادة بن دعامة، به.
وسيأتي برقم (20215) و (20264) .
وفي الباب عن- جابر بن عبد الله، سلف برقم (14331) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام ابن سمرة بن جندب، فإن=(33/320)
20145 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ، وَاسْتَحْيُوا شَرْخَهُمْ "، (1)
__________
= كان هو سليمان، فهو مجهول الحال، وإن كان سعداً فقد وثقه النسائي وابن حبان كما في "التعجيل". أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وأبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/369، وابن ماجه (2838) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6995) من طريق موسى بن محمد الأنصاري، عن أبي مالك الأشجعي، به.
وأخرجه البيهقي 6/309 من طريق معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق - وهو إبراهيم بن محمد الفزاري-، عن أبي مالك الأشجعي، قال: حدثنا نعيم ابن أبي هند، قال: حدثني ابن سمرة بن جندب، به.
وأخرجه الطبراني (7000) من طريق محمد بن عيسى الطَّباع، عن أبي إسحاق الفزاري، عن أبي مالك الأشجعي، عن نعيم بن أبي هند، قال: قال سمرة. فأسقط ابنه من الإسناد، ولا يصح.
وأخرجه الطبراني أيضاً (6997) و (6998) من طريق جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن سمرة. وفي إسناده غير ما ضعيف ومجهولٍ.
ويشهد له حديث أنس بن مالك السالف برقم (12131) .
وحديث سلية بن الأكوع السالف برقم (16492) .
وحديث أبي قتادة، وسيأتي 5/295. وهذه الأحاديث في الصحاح.
والسَّلَب: ما يُؤخَذ من القتيل مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابَّة وغيرها.
(1) إسناده ضعيف، فالحسن لم يصرح بسماعه، وكذا الحجاج- وهو ابن=(33/321)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ: " اقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ "، قَالَ: يَقُولُ: " (1) الشَّيْخُ لَا يَكَادُ أَنْ يُسْلِمَ، وَالشَّابُّ، أَيْ يُسْلِمُ، كَأَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الْإِسْلَامِ مِنَ الشَّيْخِ "، قَالَ: " الشَّرْخُ: الشَّبَابُ "
20146 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، (2) عَنْ أَبِيهِ،
__________
= أرطاة- هنا، لكنه صرح بسماعه عند سعيد بن منصور، وعنه أبو داود كما سيأتي عند الحديث رقم (20230) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6901) ، والبغوي في "شرح السنة" (2695) من طريق أي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/388 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (6900) من طريق المنهال بن خليفة، كلاهما عن حجاج بن أرطاة، به.
وأخرجه الترمذي (1583) ، والطبراني في "الكبير" (6902) ، وفي "الشاميين" (2641) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وسعيد بن بشير ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن صحيح غريب، وأشار إلى رواية حجاج بن أرطاة عن قتادة، فكأنه من أجل ذلك حسنه، ولم يلتفت إلى عنعنة الحسن عن سمرة، فهو ممن يرى أنه سمع منه.
وأخرجه بنحوه الطبراني (7037) من طريق جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة. وهذا إسناد ضعيف، فيه غير ما راو ضعيف أو مجهول.
والشَرْخ: جمع شارخ، وهو الحديثُ السن، وشَرْخ الشباب أوله.
(1) لفظة "يقول " ليست في (ظ 10) .
(2) هكذا وقع عند المصنَّف وعند ابن ماجه أيضاً، والصواب حذف عبيد=(33/322)
عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سُرِقَ مِنَ الرَّجُلِ مَتَاعٌ، أَوْ ضَاعَ لَهُ مَتَاعٌ، فَوَجَدَهُ بِيَدِ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ، وَيَرْجِعُ الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ بِالثَّمَنِ " (1)
20147 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ " (2)
20148 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ
__________
= من اسمه كما في "التهذيب" وفروعه.
(1) حديث حسن، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكن للحديث طريق آخر يشدُه سيأتي برقم (20148) ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/181، وابن ماجه (2331) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/165، والبيهقي 6/51، والمزي في ترجمة سعيد بن زيد بن عقبة من "التهذيب" 10/445 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20202) .
وانظر "المغني" 7/421- 422.
قال السندي: قوله: "فهو أحق به" أي: فيأخذه منه من غير شيء.
"وَيرجع المشتري" أي: الذي وُجِدَ في يده إن كان اشتراه من غيره، فليرجع بالثمن عليه.
(2) صحيح لغيره، الحسن- وهو البصري- مدلس ولم يصرح بسماعه من سمرة. إسماعيل: هو ابن عليَّة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الترمذي (1368) عن علي بن حُجْر، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وانظر (20088) .(33/323)
السَّائِبِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْءُ أَحَقُّ بِعَيْنِ مَالِهِ حَيْثُ عَرَفَهُ، وَيَتَّبِعُ الْبَيْعُ بَيْعَهُ " (1)
20149 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ
__________
(1) حديث حسن، الحسن- وهو البصري- لم يصرح بسماعه من سمرة، لكن للحديث طريق آخر يشدُّه سلف برقم (20146) . زكريا بن أبي زكريا: هو ابن يحيى بن صالح بن سليمان البَلْخي، وهشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالسماع في بعض المصادر التي خرَّجت حديثه هذا.
وأخرجه الدارقطني 3/28 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. إلا أن أحمد عنده لم يصرح باسم شيخه، حيث قال: حدثناه بعض أصحابنا عن هشيم.
وأخرجه أبو داود (3531) ، والنسائي 7/313-314، والطبراني في "الكبير" (6860) ،والدارقطني 3/28، والبيهقي 6/51 و100- 101 من طريق عمرو بن عون، وابن الجارود في "المنتقى" (1026) ، والدارقطني 3/28 من طريق الهيثم بن جميل، كلاهما عن هشيم، به.
وأخرجه الطبراني (6861) من طريق نافع بن عامر، عن قتادة، به.
وسلف حديث سمرة مقيَّداً بالإفلاس برقم (20109) من طريق عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عنه بلفظ: "من وجد متاعه عند مفلسٍ بعينه ... "، وفي رواية عمر بن إبراهيم عن قتادة ضعف كما سلف بيانه.
وأما حديث موسى بن السائب هذا فمحمول على ما إذا كان مال الرجل قد سُرِقَ أو ضاع له ثم وجده، كما هو مبيَّن في حديث زيد بن عقبة عن سمرة السالف برقم (20146) . وانظر "معالم السنن" للخطابي 3/166.
قال السندي: قوله: "ويتبع البيَّع" بفتح فتشديد وكذا الثاني، أريد بالأول المشتري، وبالثاني البائع.(33/324)
سَوَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَغُرَّنَّكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ، وَلَا هَذَا الْبَيَاضُ، لِعَمُودِ الصُّبْحِ، حَتَّى يَسْتَطِيرَ " (1)
20150 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سوادة- وهو ابن حنظلة- فقد روى له مسلم هذا الحديث الواحد، وهو صدوق. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُليَّة.
وأخرجه مسلم (1094) (42) ، وابن خزيمة (1929) ، والحاكم 1/425، والدارقطني 2/167 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1094) (41) من طريق عبد الوارث بن سعيد، ومسلم (1094) (43) ،، وأبو داود (2346) ، والطبراني (6983) ، والدارقطني 2/166، والحاكم كما في "إتحاف المهرة" 6/31، والبيهقي 4/215 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عبد الله بن سوادة، به.
وانظر (20079) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن عقبة، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة. يحيى بن سعيد: هو القَطان، ومعبد بن خالد: هو ابن مُرَين الجَدَلي.
وأخرجه أبو داود (1125) ، وابن حبان (2808) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (888) ، والنسائي 3/111-112، وابن خزيمة (1847) ، والطبراني في "الكبير" (6779) ، وابن حزم في "المحلى" 4/107،=(33/325)
20151 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ الدَّجَّالَ خَارِجٌ، وَهُوَ أَعْوَرُ، عَيْنِ الشِّمَالِ عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، وَإِنَّهُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَيُحْيِي الْمَوْتَى وَيَقُولُ لِلنَّاسِ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ: أَنْتَ رَبِّي فَقَدْ فُتِنَ، وَمَنْ قَالَ: رَبِّيَ اللهُ حَتَّى يَمُوتَ، فَقَدْ عُصِمَ مِنْ فِتْنَتِهِ، وَلَا فِتْنَةَ بَعْدَهُ (1) عَلَيْهِ، وَلَا عَذَابَ، فَيَلْبَثُ فِي الْأَرْضِ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَجِيءُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ، مُصَدِّقًا بِمُحَمَّدٍ، وَعَلَى مِلَّتِهِ، فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ، ثُمَّ إِنَّمَا هُوَ قِيَامُ السَّاعَةِ " (2)
__________
= والمزي في ترجمة زيد بن عقبة من "تهذيب الكمال" 10/94 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (20164) .
وروي عن شعبة وغيره بهذا الإسناد بلفظ: كان يقرأ في العيدين ... وقد سلف التنبيه إلى ذلك عند الحديث رقم (20080) .
قال السندي: قوله:"كان يقرأ في الجمعة" أي: في صلاة الجمعة.
(1) لفظة "بعده" ليست في (ظ 10) و (س) ، وهي في (م) و (ق) ونسخة في هامش (س) .
(2) إسناده ضعيف، فإن الحسن البصري لم يذكر سماعه من سمرة.
روح: هو ابن عبادة، وعبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6919) من طريق روح بن عبادة وحده، بهذا الإسناد. =(33/326)
20152 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا " (1)
20153 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، " أَنَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ يَوْمًا مَطِيرًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيَهُ، فَنَادَى: إِنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ " (2)
20154 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَسُوا الثِّيَابَ الْبِيضَ، فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ، وَكَفِّنُوا فِيهَا
__________
= وأخرجه أيضاً (6918) من طريق الخليل بن مرة والحجاج بن الحجاج، عن قتادة، به.
وأخرجه أيضاً (7082) من طريق جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة بن جندب. وهذا إسناد ضعيف.
ورواه يونس بن عبيد عن الحسن، فجعله من مسند عبد الله بن مغفل، أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4577) .
وانظر حديث النواس بن سمعان السالف برقم (17629) ، والأحاديث التي ذكرت في الباب عنده.
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (20084) .
بهز: هو ابن أسد العَمَّي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن لم يذكر سماعه من سمرة.
وسيأتي الحديث برقم (20260) عن عفان عن همام. وانظر (20092) .(33/327)
مَوْتَاكُمْ " (1)
20155 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ " (2)
20156 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ،
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن أبي شبيب الربعي، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، وقد أرسل عن جماعة من الصحابة، وقال عمرو بن علي الفلاس: ولم أُخبرَ أن أحداً يزعم أنه سمع من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فروايته عنهم منقطعة.
يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق (6199) ، والنسائي في "الكبرى" (9642) ، والطبراني في "الكبير" (6759) ، والحاكم 1/354-355 و4/185، والبغوي (3087) من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6761) و (6762) ، وفي "الأوسط" (3931) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/378، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6319) من طرق عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وسيأتي من طريق حبيب وحده برقم (20218) ، ومقروناً بالحكم برقم (20185) و (20200) .
وانظر ما سلف برقم (20105) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن - وهو البصري- لم يذكر سماعه من سمرة. وانظر (20082) .(33/328)
عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ "، ثُمَّ نَسِيَ الْحَسَنُ قَالَ: لَا يَضْمَنُ (1)
20157 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْفَجْرَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " هَاهُنَا مِنْ بَنِي فُلَانٍ أَحَدٌ؟ " مَرَّتَيْنِ "، فَقَالَ رَجُلٌ: هُوَ ذَا، فَكَأَنِّي أَسْمَعُ صَوْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ حُبِسَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ بِدَيْنٍ كَانَ عَلَيْهِ " (2)
20158 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ سَوَادَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّكُمْ مِنْ سُحُورِكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ، وَلَا الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيلُ، وَلَكِنِ الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيرُ فِي الْأُفُقِ " (3)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أن الحسن البصري لم يذكر سماعه من سمرة.
وأخرجه أبو داود (3561) ، والطبراني في "الكبير" (6826) ، والبيهقي 8/277 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (20086) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف الكلام عليه برقم (20124) .
يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعْبي.
وأخرجه الحاكم 2/25، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5545) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سوادة بن حنظلة، فقد روى=(33/329)
20159 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ وَبَرَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ فَاتَتْهُ الْجُمُعَةُ، فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِينَارٍ، أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ " (1)
20160 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعَبْديِّ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُسُوفٍ، فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ صَوْتًا " (2)
__________
= له مسلم هذا الحديث الواحد، وهو صدوق. أبو هلال- وهو محمد بن سليم الراسبي- وإن كان فيه لين، قد توبع.
وأخرجه الترمذي (706) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (435) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/9-10 و27، والطبراني في "الكبير" (6982) من طرق عن أبي هلال محمد بن سليم الراسبي، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وانظر (20079) .
(1) إسناده ضعيف لجهالة قدامة بن وبرة، وقد سلف الكلام عليه برقم (20087) .
وأخرجه ابن خزيمة (1861) ، وابن حبان (2788) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد- وفيه عند ابن حبان: "فإن لم يجد فبنصف دينار".
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ثَعلبة بن عِبَاد، فقد تفرد بالرواية عنه الأسود بن قيس، ولم يوثقه سوى ابن حبان، وذكره علي ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس، وقال ابن حزم وابن=(33/330)
20161 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " (1)
__________
= القطان: مجهول، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/472، وابن ماجه (1264) ، والترمذي (562) ، وابن حبان (2851) ، والحاكم 1/334 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح!
وأخرجه النسائي 3/148-149، وابن المنذر في "الأوسط"
5/297-298، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/333، والطبراني في "الكبير" (6796) ، والبيهقي 3/335 من طريق أبي نعيم، والطحاوي 1/333 من طريق أبي أحمد الزبيري، والطبراني (6797) من طريق عبد الله بن المبارك، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، به- ورواية الطبراني مطوَّلة بنحو الرواية الآتية برقم (20178) .
وسيأتي برقم (20220) و (20268) .
وسيأتي ضمن حديث طويل برقم (20178) .
ويشهد له حديث ابن عباس، سلف برقم (2673) ، وهو حديث حسن.
وانظر الكلام على مسألة الجهر أو الإسرار في صلاة الكسوف هناك.
وفي باب صلاة الكسوف عن عدة من الصحابة ذكرت عند حديثِ عبد الله ابن عمر السالف برقم (5883) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، والمسعودي- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُتْبة الهُذَلي- وإن كان قد اختلط ورواية يزيد بن هارون عنه بعد=(33/331)
20162 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى أُمِّ فُلَانٍ، مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا، فَقَامَ وَسَطَهَا " (1)
__________
= الاختلاط، إلا أن متابعه أبا نعيم- وهو الفضل بن دُكَين- سمع منه قديماً قبل اختلاطه، وأيضاً فالمسعودي قد توبع. معبد بن خالد: هو ابن مُرَين الجَدَلي، وزيد بن عقبة: هو الفَزَاري الكوفي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/413، والطبراني (6776) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/413 من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، والطبراني (6776) ، والبيهقي 3/294-295 من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن عبد الرحمن المسعودي، به. وقد تحرف "سمرة" عند البيهقي إلى "سلمة".
وانظر (20080) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين المعلم: هو ابن ذَكْوان العَوْذي.
وأخرجه مسلم (964) ، وابن الجارود (544) ، والطبراني (6764) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقرن مسلم والطبراني في روايتهما عبدَ الله بن المبارك بيزيد بن هارون.
وأخرجه الطيالسي (902) ، وابن أبي شيبة 3/312، والبخاري (332) و (1331) ، ومسلم (964) (87) و (88) ، وأبو داود (3195) ، وابن ماجه (1493) ، والترمذي (1035) ، والنسائي في "المجتبى" 4/72، وفي "الكبرى" (2106) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/490، وابن حبان (3067) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (6763) و (6765) ، وفي "الأوسط" (2142) ، والبيهقي 4/33-34، والبغوي (1497) من طرق عن حسين بن ذكوان=(33/332)
20163 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ " (1)
__________
= المعلم، به. وسقط من الإسناد عند الطيالسي: حسين بن ذكوان المعلم بين همام بن يحيى وعبد الله بن بريدة.
وسيأتي الحديث من طريق عبد الوارث بن سعيد برقم (20213) ، وعن يحيى بن سعيد القطان برقم (20216) كلاهما عن حسين المعلم.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (13114) و (12180) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عُتَيبة الكِنْدي الكوفي.
وأخرجه الطيالسي (895) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (538) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (144) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (422) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (166) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/287، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/306، والطبراني
(6757) ، وابن عدي في "الكامل" 1/29، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/33-34، والخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد" 4/161، وابن عبد البر في مقدمة "التمهيد" 1/40- 41 من طرق عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وفي رواية الطيالسي والخطيب: "الكذابين" بدل "الكاذبين".
وسيأتي الحديث عن وكيع بن الجراح برقم (20221) ، وعن عفان بن مسلم ومحمد بن جعفر جميعاً برقم (20224) ، ثلاثتهم عن شعبة بن الحجاج.
قلنا: هكذا رواه أصحاب شعبة عنه، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن سمرة. فجعلوه من مسند سمرة بن جندب، وتفرد عبيد الله بن موسى كما في "علل" الدارقطني 3/271، فرواه عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، فأسنده عن علي بن أبي طالب. ولم نقف على هذه الطريق، لكن رواه=(33/333)
20164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " (1)
__________
= الأعمش، وتابعه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، وقد سلف في مسنده برقم (903) . قال الترمذي بإثر الحديث (2662) : وكان حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سمرة عند أهل الحديث أصحُّ، والله أعلم.
وفي الباب أيضاً عن المغيرة بن شعبة سلف برقم (18184) .
وقد تواتر الخبرُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن من كذب عليه متعمداً، تَبَوََّأَ مقعده من النار، روي ذلك عن غير واحد من أصحابه رضي الله عنهم، انظر تخريجها في "صحيح" ابن حبان عند الحديث رقم (28) .
قوله: "أحد الكاذبين" سلف ضبطه والكلام عليه عند حديث علي برقم (903) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد- وهو ابن عقبة الفَزَاري الكوفي- فقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة.
محمد بن عبيد: هو الطنافِسي، ومسعر: هو ابن كِدام، ومعبد بن خالد: هو ابن مُرَين الجَدَلي.
وأخرجه البيهقي 3/201 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/149 عن إبراهيم بن محمد، وابن أبي شيبة 2/142، 14/265 عن يعلى بن عبيد، والطبراني (6775) من طريق أبي نعيم الفضل بن كين، ثلاثتهم عن مسعر بن كدام، به. إلا أن معبداً لم يصرح باسم زيد بن عقبة عند الطبراني، فقال: عمن حدثه، عن سمرة. وسقط=(33/334)
20165 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةَ الْغَدَاةِ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ "، فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ رَأَى تِلْكَ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَيْهِ، فَيَقُولُ فِيهَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ: فَسَأَلَنَا يَوْمًا، فَقَالَ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ " قَالَ: فَقُلْنَا: لَا، قَالَ: " لَكِنْ أَنَا رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَأَخَذَا بِيَدَيَّ، فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ (1) فَضَاءٍ، أَوْ أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ، فَمَرَّا بِي عَلَى رَجُلٍ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَيُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ، فَيَشُقُّهُ، حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يُخْرِجُهُ فَيُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ الْآخَرِ، وَيَلْتَئِمُ هَذَا الشِّدْقُ، (2) فَهُوَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَإِذَا رَجُلٌ مُسْتَلْقٍ عَلَى قَفَاهُ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ فِهْرٌ، أَوْ صَخْرَةٌ، فَيَشْدَخُ بِهَا رَأْسَهُ، فَيَتَدَهْدَى الْحَجَرُ، فَإِذَا ذَهَبَ لِيَأْخُذَهُ عَادَ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، فَيَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ
__________
= من الإسناد عند الشافعي: زيد بن عقبة.
وانظر (20150) .
(1) كلمة "أرض" ليست في (ظ 10) و (س) .
(2) كذا في (ظ 10) : (شِدْقه ... الشدْق"، وفي سائر الأصول: "شِقَّه ... الشق" وكلاهما بمعنى واحد، وهو جانب الفم.(33/335)
فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَإِذَا بَيْتٌ مَبْنِيٌّ عَلَى بِنَاءِ التَّنُّورِ، أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ، وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ، يُوقَدُ تَحْتَهُ نَارٌ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَإِذَا أُوقِدَتْ ارْتَفَعُوا حَتَّى يَكَادُوا (1) أَنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا لِيَ: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْتُ، فَإِذَا نَهَرٌ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ، وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَيُقْبِلُ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذَا دَنَا لِيَخْرُجَ، رَمَى فِي فِيهِ حَجَرًا، فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ، فَهُوَ يَفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟، فَقَالَا: انْطَلِقْ فَإِذَا رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، فَإِذَا فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَإِذَا شَيْخٌ فِي أَصْلِهَا حَوْلَهُ صِبْيَانٌ، وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْهُ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ، فَهُوَ يَحْشُشُهَا وَيُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ، فَأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أَرَ دَارًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، فَإِذَا فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، وَفِيهَا نِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، فَأَخْرَجَانِي مِنْهَا، فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ، فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ، وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، فَقُلْتُ لَهُمَا: إِنَّكُمَا قَدْ طَوَّفْتُمَانِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ، فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ، فَقَالَا: نَعَمْ، أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي رَأَيْتَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ كَذَّابٌ، يَكْذِبُ الْكَذِبَةَ فَتُحْمَلُ عَنْهُ فِي الْآفَاقِ، فَهُوَ يُصْنَعُ بِهِ مَا رَأَيْتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَصْنَعُ اللهُ بِهِ مَا شَاءَ،
__________
(1) في (ظ 10) و (س) : "يكادون"، وقد ضبب عليها في (س) ، وما أثبتناه من (م) ونسخة في (س) .(33/336)
وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَ مُسْتَلْقِيًا، فَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ، وَلَمْ يَعْمَلْ بِمَا فِيهِ بِالنَّهَارِ، فَهُوَ يُفْعَلُ بِهِ مَا رَأَيْتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَمَّا الَّذِي رَأَيْتَ فِي التَّنُّورِ فَهُمُ الزُّنَاةُ، وَأَمَّا الَّذِي رَأَيْتَ فِي النَّهَرِ، فَذَاكَ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الشَّيْخُ الَّذِي رَأَيْتَ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ، فَذَاكَ إِبْرَاهِيمُ، وَأَمَّا الصِّبْيَانُ الَّذِي رَأَيْتَ، فَأَوْلَادُ النَّاسِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَ يُوقِدُ النَّارَ وَيَحْشُشُهَا فَذَاكَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَتِلْكَ النَّارُ، وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي دَخَلْتَ أَوَّلًا فَدَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا الدَّارُ الْأُخْرَى فَدَارُ الشُّهَدَاءِ، وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ، ثُمَّ قَالَا لِيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا كَهَيْئَةِ السَّحَابِ، فَقَالَا لِي: وَتِلْكَ دَارُكَ، فَقُلْتُ لَهُمَا: دَعَانِي أَدْخُلْ دَارِي، فَقَالَا: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَكَ عَمَلٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ، فَلَوْ اسْتَكْمَلْتَهُ دَخَلْتَ دَارَكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو رجاء العطاردي: هو عمران ابن مِلْحان.
وأخرجه مختصراً ابن حبان (4659) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 4/9 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (845) و (1386) و (2085) و (2791) و (3236) و (6096) ، ومسلم (2275) ، والترمذي (2294) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 6/24، والطبراني (6988) و (6989) و (6990) ، والبيهقي 2/187 و188 و5/275، والبغوي (2053) من طرق عن جرير بن حازم، به. =(33/337)
20166 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ سَكْتَتَانِ، سَكْتَةٌ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ، وَسَكْتَةٌ إِذَا فَرَغَ مِنَ السُّورَةِ الثَّانِيَةِ، قَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ "، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، فَقَالَ: كَذَبَ سَمُرَةُ، فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ: صَدَقَ سَمُرَةُ (1)
20167 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، رَفَعَهُ، قَالَ: " مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ، فَهُوَ حُرٌّ " (2)
__________
= وانظر (20094) .
وقوله: "فِهْر": هو الحجر مِلْءُ الكَفَّ، وقيل: هو الحجر مطلقاً.
وقوله: "فيَشْدَخُ"، أي: فيكسر، وكل عظم أجوف إذا كسرته فقد شدخته.
و"التنُور": هو ما يخبز فيه، أعجمي معرب.
و"يُحَششُها": هو مضعَف "يحشها" أي: يوقدها، يقال: حششت النار، أحشها: إذا ألهبتها وأضرمتها.
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن- وهو البصري- لم يصرح بسماعه في هذا الخبر. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (278) عن أبي الوليد الطيالسي وموسى بن إسماعيل التبوذكي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق حميد الطويل برقم (20228) و (20243) ، وانظر (20081) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن فيه=(33/338)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عنعنة الحسن البصري، وقد شَك حماد في وصله كما وقع في بعض المصادر.
وسيأتي الحديث مكرراً من هذا الطريق برقم (20204) ، وعن أبي كامل عن حماد بن سلمة برقم (20227) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/31، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5402) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/109 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (910) ، وأبو داود (3949) ، وابن ماجه (2524) ، والترمذي (1365) ، والنسائي في " الكبرى، (4898) و (4899) و (4900) و (4901) و (4902) ، وابن الجارود (973) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5400) و (5401) و (5403) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/109، والطبراني في "الكبير" (6852) ، وفي "الأوسط" (1461) ، والحاكم 2/214،
والبيهقي 10/289 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقرن محمد بن بكر البُرساني في بعض هذه المصادر بقتادةَ عاصماً الأَحول.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/32، وأبو داود (3951) و (3952) ، والنسائي في "الكبرى" (4905) من طريق سعيد بن أبي عروبة، والنسائي (4904) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة، عن الحسن قوله. وقرن قتادة عندهم بالحسن جابرَ بن زيد أبا الشعثاء. قال أبو داود: وسعيد أحفظ من حماد.
وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة 6/33 عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قوله.
وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 6/30 من طريق ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإسناده ضعيف على إرساله، فإن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الكريم- وهو ابن أبي المخارق- ضعيفان.
وقد روي هذا الحديث من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن=(33/339)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمر بن الخطاب من قوله. أخرجه أبو داود (3950) ، والنسائي في "الكبرى" (4903) و (4906) ، والبيهقي 10/289. وهو منقطع، فإن قتادة لم يدرك عمر، لكن قد ورد عن عمر من وجه آخر صحيح.
فقد أخرجه النسائي (4910) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 13/445 و446، وفي "شرح المعاني" 3/110، والبيهقي 10/290 من طريق أبي عوانة، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود بن يزيد قال: قال عمر ... فذكره. ورجاله ثقات رجال الشيخين.
وفي الباب عن ابن عمر مرفوعاً عند ابن ماجه (2525) ، والنسائي (4897) ، وابن الجارود (972) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5398) و (5399) ، وفي "شرح المعاني" 3/109، والبيهقي 10/289 و290. وإسناده صحيح رجاله ثقات، لكن تكلَم بعض أهل العلم في حديث ابن عمر هذا لانفراد ضمرة بن ربيعة أحد رواته به، ولم يلتفت إلى ذلك آخرون وصححوه، انظر "المحلى" 9/202، و"الجوهر النقي" 10/289- 291، و"نصب الراية" 3/289، و"التلخيص الحبير" 4/212.
وأخرج الطحاوي في "شرح المشكل" 13/447، والبيهقي 10/290 من طريق المستورد بن الأحنف: أن رجلاً زَوَّج ابنَ أخيه مملوكتَه، فَوَلَدت أولاداً، فأراد أن يَسترق أولادَها، فأتى ابنُ أخيه عبدَ الله بن مسعود، فقال: إن عمَّي زَوَّجني وليدتَه، وإنها وَلَدَتْ لي أولاداً، فأراد أن يسترق أولادي، فقال
عبدُ الله: كذب، ليس له ذلك.
ثم قال الطحاوي: ففي هذا الحديث ما قد دَل أن مذهب عبد الله بن مسعود كان في هذا المعنى كمذهب عمر رضي الله عنه كان فيه، ولا نعلم عن أحدِ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلافاً لهما في ذلك، وما جاء هذا المجيءَ لم يتسع لأحدِ خلافُه، ولا القولُ بغيره، وهكذا كان أبو حنيفة والثوري، وأكثر أهل العراق يذهبون إليه في هذا المعنى.
فأما مالك بن أنس، فكان يذهب إلى وجوب عتاق الوالِدَين على وَلَدِهما،(33/340)
20168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنِ الْأَسْقَعِ بْنِ الْأَسْلَعِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ فِي النَّارِ " (1)
20169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُهَلَّبَ، يَخْطُبُ، قَالَ: قَالَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُصَلُّوا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ، وَلَا حِينَ تَسْقُطُ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، وَتَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ " (2)
__________
= وإلى وجوب عَتَاق الأخ على أخيه، وإلى وجوب عَتَاق الولد، وإن سَفَل على من وَلَده، ولا يُوجِبُ ذلك في ابن أخ على عمَه.
وأما آخرون، منهم الشافعي، فكانوا لا يوجبون العَتَاقَ في هذا المعنى إلا في الوالد وإن عَلاَ، وفي الولد وإن سَفَل، وفي الأمهات وإن عَلَوْن، فأما فيمن سواهم، فلا، وإذا ثَبَتَ في ذي الرَحِمِ المَحْرَم وجوبُ العتاق له على ذي رَحِمه الذين هم كذلك أيضاً، كان في ذلك ما قد دل أَن ذوي الأرحام
المحرمات كذلك أيضاً.
(1) إسناده صحيح. أبو قَزَعة: هو سويد بن حُجَير.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/64 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وانظر (20098) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. سماك: هو ابن حرب، والمهلب: هو ابن أبي صُفْرة الأَميرُ.
وأخرجه الطبراني (6973) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (1317) ، وابن خزيمة=(33/341)
20170 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: " أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَادَى: الصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ " (1)
20171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ (2) خَيْرِ مَا تَدَاوَى بِهِ النَّاسُ الْحَجْمُ " (3)
__________
= (1274) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (896) ، ومن طريقه ابن أبي شيبة 2/349، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1316) ، والطبراني (6974) ، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/152 من طريق وهب بن جرير، كلاهما (الطيالسي ووهب بن جرير) عن شعبة بن الحجاج، به.
وأخرجه الطبراني (6973) من طريق وهيب بن خالد، عن سماك بن حرب، به.
وسيأتي برقم (20226) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) صحيح لغيره، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، لكن فيه عنعنة الحسن البصري. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَستوائي.
وأخرجه البزار (464- كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (6822) من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد- وزاد عند البزار: "كراهية أن يشق علينا".
وأخرجه الطيالسي (907) عن هشام الدستوائي، به. وانظر (20092) .
(2) في (م) ونسخة على هامش (س) : "أنه قال: إن من".
(3) إسناده صحيح. =(33/342)
20172 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: أَخْبَرَنَا عَنْ عَبْدُ الْمَلِكِ (1) بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا حَجَّامًا، فَأَمَرَهُ أَنْ يَحْجُمَهُ، فَأَخْرَجَ مَحَاجِمَ لَهُ مِنْ قُرُونٍ، فَأَلْزَمَهُ إِيَّاهُ، فَشَرَطَهُ بِطَرَفِ شَفْرَةٍ، فَصَبَّ الدَّمَ فِي إِنَاءٍ عِنْدَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ عَلَامَ تُمَكِّنُ هَذَا مِنْ جِلْدِكَ يَقْطَعُهُ؟ قَالَ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هَذَا الْحَجْمُ "، قَالَ: وَمَا الْحَجْمُ؟ قَالَ: " هُوَ مِنْ خَيْرِ مَا تَدَاوَى بِهِ النَّاسُ "، (2)
__________
= وأخرجه الطيالسي (890) ، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6784) من طريق عمرو بن مرزوق، والحاكم 4/208 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم (الطيالسي وعمرو وعبد الصمد) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (20096) .
(1) في (م) و (س) و (ق) : حدثنا عبد الملك، والمثبت من (ظ 10) ونسخة على هامش (س) .
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه المزي في ترجمة حصين من "تهذيب الكمال" 6/535 من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/442، والحاكم 4/208 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والطبراني في "الكبير" (6786) من طريق عمرو بن خالد، كلاهما عن زهير بن معاوية، به.
وانظر (20096) .(33/343)
20173 - حَدَّثَنَا الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ الْعَنْبَرِيِّ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ زُهَيْرٍ (1)
20174 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَهُوَ أَفْضَلُ " (2)
20175 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللهِ، وَلَا بِغَضَبِهِ، وَلَا بِالنَّارِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح. الأشيب: هو حسن بن موسى، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6787) ، والحاكم 4/208 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وانظر (20096) .
(2) حسن لغيره، وقد سلف برقم (20089) .
وسيأتي مكرراً عن عبد الرحمن بن مهدي وحده برقم (20177) . أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه ابن الجارود (285) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.
(3) حسن لغيره، ورجال إسناده ثقات رجال الصحيح، إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري عن سمرة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (320) ، وأبو داود (4906) ،=(33/344)
20176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: " اسْمُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَبْدُ اللهِ، وَاسْمُ مِيكَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عُبَيْدُ اللهِ " (1)
__________
= والترمذي (1976) ، والطبراني في "الكبير" (6858) و (6859) ، والحاكم 1/48، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5160) و (5161) من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني (6948) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن البصري، به. وإسناده إلى الحسن ضعيف.
وله شاهد بلفظه مرسل عند عبد الرزاق (19531) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3557) من حديث حميد بن هلال مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورجاله ثقات.
وفي التنفير عن اللَّعْن انظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3839) .
قال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 4/636: قوله: "لا تلاعنوا بلعنة الله أي: لا يلعن بعضكم بعضاً فلا يقل أحد لمسلم معيَّن: عليك لعنة الله، مثلاً.
"ولا بغضب الله" بأن يقول: غضب الله عليك. "ولا بالنار" بأن يقول: أَدخلك الله النارَ، أو النار مثواك.
وقال الطَّيبي: أي: لا تَدْعوا على الناس بما يُبعدهم الله من رحمته، إمَا صريحاً كما تقولون: لعنة الله عليه، أو كناية كما تقولون: عليه غضب الله، أو أدخله الله النارَ، فقوله: "لا تلاعنوا" من باب عموم المَجاز، لأنه في بعض أفراده حقيقة، وفي بعضه مجاز، وهذا مختصٌ بمعيَن، لأنه يجوز اللَّعن
بالوصف الأَعمَّ كقوله: لعنة الله على الكافرين، أو بالأخص كقوله: لعنة الله على اليهود، أو على كافر معيَّن مات على الكفر كفرعون وأبي جهل.
(1) أثر حسن، محمد بن إسحاق- وهو ابن يسار المطلِبي مولاهم-=(33/345)
20177 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ " (1)
20178 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: شَهِدْتُ يَوْمًا خُطْبَةً لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بَيْنَا أَنَا وَغُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ نَرْمِي فِي
__________
= صدوق حسن الحديث وهو مدلس وقد عنعن، وباقي رجال الإسناد ثقات.
محمد بن سلمة: هو الحَرَاني، وعلي بن الحسين: هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/437 من طريق سلمة بن الفضل، وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (382) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن محمد بن إسحاق بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة (971) من طريق عبد الله بن الأجلح، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن علي بن الحسين. وابن الأجلح صدوق.
وأخرجه الطبري 1/437 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن علي بن الحسين.
وأخرجه أيضاً 1/437 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن محمد المدني- قال قبيصة: أُراه محمد بن إسحاق- عن محمد بن عمرو بن عطاء، به.
وروي نحوه عن ابن عباس وعكرمة عند الطبري 1/437.
(1) حسن لغيره. وهو مكرر (20174) .(33/346)
غَرَضَيْنِ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةٍ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ، اسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ كَأَنَّهَا تَنُّومَةٌ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَاللهِ لَيُحْدِثَنَّ شَأْنُ هَذِهِ الشَّمْسِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ حَدَثًا، قَالَ: فَدَفَعْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا هُوَ بِأَزَزٍ، (1) قَالَ: وَوَافَقْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَاسْتَقْدَمَ فَقَامَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا قَامَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ، لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا، ثُمَّ رَكَعَ كَأَطْوَلِ مَا
__________
(1) هكذا ضُبِطَت في (س) : "بأزَز" بالباء وزائين معجمتين، ولفظه في "غريب الحديث" للحربي 3/979: "فانتهيت إلى المسجد، فإذا هو يَأْزَزُ" بالياء، ونبه محققه على أنه جاء في هامش الأصل: "بَأَزز" بالباء، وهو تصحيح لما في الأصل، وفي (م) و (ظ 10) و (ق) : "بارز" بالراء والزاي، من
البروز، وهو الظهور، وكذلك هو عند أبي داود في عامة أصوله الخطية، وعند ابن خزيمة (1397) ، وابن حبان (2852) ، والحاكم 1/330، والبيهقي 3/339.
قال الخطابي في "معالم السنن" 1/258 تعليقاً على رواية أبي داود: وقوله: "فإذا هو بارز" تصحيف من الراوي، وإنما هو بأَزَزَ، أي: بجمع كثير، تقول العرب: الفضاء منهم أَزَز، والبيت منهم أَزَز: إذا غَصَ بهم لكثرتهم، وكذا قال الأزهري في "تهذيب اللغة" 13/281. ونقل قول الخطابي ابنُ الأثير
في "النهاية" 1/45.
قلنا: ولا وجه لتخطئة الراوي في هذا الحرف "بارز" مع وجوده كذلك في الأصول الخطية المتقنة والمصادر المتعددة، لا سيما أن رواية ابن حبان في "صحيحه" تؤيد هذه الرواية، فقد جاء فيها: "فوافقنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا هو بارز حين خرج للناس".(33/347)
رَكَعَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ، لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا، ثُمَّ سَجَدَ بِنَا كَأَطْوَلَ مَا سَجَدَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ، لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا، (1) ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَوَافَقَ تَجَلِّيَ الشَّمْسِ جُلُوسُهُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَشَهِدَ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي قَصَّرْتُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ تَبْلِيغِ رِسَالَاتِ رَبِّي لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي ذَاكَ، فَبَلَّغْتُ رِسَالَاتِ رَبِّي كَمَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُبَلَّغَ، وَإِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي بَلَّغْتُ رِسَالَاتِ رَبِّي لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي ذَاكَ " (2) ، قَالَ: فَقَامَ رِجَالٌ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَقَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ، ثُمَّ سَكَتُوا، (3) ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ رِجَالًا يَزْعُمُونَ أَنَّ كُسُوفَ هَذِهِ الشَّمْسِ، وَكُسُوفَ هَذَا الْقَمَرِ، وَزَوَالَ هَذِهِ النُّجُومِ عَنْ مَطَالِعِهَا لِمَوْتِ رِجَالٍ عُظَمَاءَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَإِنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا، وَلَكِنَّهَا آيَاتٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ يَعْتَبِرُ بِهَا عِبَادُهُ، فَيَنْظُرُ مَنْ يُحْدِثُ لَهُ مِنْهُمْ تَوْبَةً، وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ قُمْتُ أُصَلِّي مَا أَنْتُمْ لَاقُونَ فِي أَمْرِ دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ، وَإِنَّهُ وَاللهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ
__________
(1) من قوله: "ثم سجد" إلى هنا سقط من (م) .
(2) من قوله:"فبلَّغت رسالات ربي" إلى هنا ليس في (ظ 10) و (ق) .
(3) قوله: "ثم سكتوا" من (م) و (ق) ونسخة على هامش (س) ، وليس هو في (ظ 10) و (س) .(33/348)
كَذَّابًا آخِرُهُمُ الْأَعْوَرُ الدَّجَّالُ، مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا عَيْنُ أَبِي تَحْيَى، لِشَيْخٍ حِينَئِذٍ مِنَ الْأَنْصَارِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَإِنَّهُ مَتَى يَخْرُجُ، أَوْ قَالَ: مَتَى مَا يَخْرُجُ، فَإِنَّهُ سَوْفَ يَزْعُمُ أَنَّهُ اللهُ، فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ، لَمْ يَنْفَعْهُ صَالِحٌ مِنْ عَمَلِهِ سَلَفَ، وَمَنْ كَفَرَ بِهِ وَكَذَّبَهُ لَمْ يُعَاقَبْ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ، وَقَالَ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ: بِسَيِّئٍ مِنْ عَمَلِهِ سَلَفَ، وَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ، أَوْ قَالَ: سَوْفَ يَظْهَرُ، عَلَى الْأَرْضِ كُلِّهَا، إِلَّا الْحَرَمَ، وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَإِنَّهُ يَحْصُرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَيُزَلْزَلُونَ زِلْزَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ يُهْلِكُهُ اللهُ وَجُنُودَهُ، حَتَّى إِنَّ جِذْمَ الْحَائِطِ، أَوْ قَالَ: أَصْلَ الْحَائِطِ، وَقَالَ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ: وَأَصْلَ الشَّجَرَةِ، لَيُنَادِي، أَوْ قَالَ: يَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ، أَوْ قَالَ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ، أَوْ قَالَ: هَذَا كَافِرٌ، تَعَالَ فَاقْتُلْهُ "، قَالَ: " وَلَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتَّى تَرَوْا أُمُورًا يَتَفَاقَمُ شَأْنُهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ هَلْ كَانَ نَبِيُّكُمْ ذَكَرَ لَكُمْ مِنْهَا ذِكْرًا، وَحَتَّى تَزُولَ جِبَالٌ عَلَى مَرَاتِبِهَا، ثُمَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ الْقَبْضُ "، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ خُطْبَةً لِسَمُرَةَ ذَكَرَ فِيهَا هَذَا الْحَدِيثَ، فَمَا قَدَّمَ كَلِمَةً، وَلَا أَخَّرَهَا عَنْ مَوْضِعِهَا (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة ثعلبة بن عِبَاد، ولبعضه شواهد. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك، وزهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 2/469، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (410) ، وأبو داود (1184) ، والنسائي 3/140- 141، وابن=(33/349)
20179 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (1)
__________
= خزيمة (1397) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/329 و333، وابن حبان (2852) ، والطبراني في "الكبير" (6799) ، والحاكم 1/329 و329- 331، والبيهقي 3/339 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد - وسقط من المطبوع من "صحيح " ابن خزيمة: زهير بن معاوية، ويستدرك من "الإتحاف" 6/25.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (411) ، والطبراني في "الكبير" (6797) من طريق سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، به. ورواية البخاري مقتصرة على قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن كنتم تعلمون أني قصرت عن تبليغ شيء من رسالات ربي" فقالوا: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك.
وسيأتي برقم (20190) و (20191) وانظر (20160) و (20180) .
وانظر الأحاديث في صلاة الكسوف عند حديث ابن عمر السالف برقم (5883) .
قال السندي: "قوله في غَرَضين " بفتح معجمة ومهملة، أي: هدفين.
"قيد رمحين " بكسر القاف، أي: قَدْرهما.
"آَضَتْ" بالمدَ، أي: رجعت وصارت. "تَنُومة" بفتح مثنَّاه من فوق وتشديد نون: نبتٌ لونه يضرب إلى السواد.
"يتفاقم" أي: يتعاظم.
"تَسَّاءلون" بتشديد السين، أي: تتساءلون. 1هـ.
وقوله: "فاستَقدَم" أي: تقدَم للصلاة بهم.
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، والحسن البصري سلف مِراراً أنه لم يسمع من سمرة سوى=(33/350)
20180 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ حِينَ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: " أَمَّا بَعْدُ " (1)
20181 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُوشِكُونَ (2) أَنْ يَمْلَأَ اللهُ
__________
= حديث العقيقة، وما سوى ذلك مما لم يصرَح بسماعه فيه فهو مُرسَل. بهز: هو ابن أسد العَمي.
وسيأتي برقم (20262) عن عفان عن حماد بن سلمة، لكن بلفظ: "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف".
ويشهد للفظ حديث بهز عن حماد غير ما حديث، انظرها عند حديث أبي هريرة السالف برقم (7989) .
(1) إسناده ضعيف لجهالة ثعلبة بن عِبَاد. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي 3/152، والبيهقي 3/339 من طريق أبي داود الحفري، بهذا الإسناد.
وسلف ضمن حديث سمرة الطويل برقم (20178) من طريق زهير بن معاوية عن الأسود بن قيس.
وقد ورد استعمالُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أما بعدُ" في كلامه في غير خطبة الكسوف من حديث المسور بن مخرمة عند البخاري (3729) ، ومسلم (2449) (96) ، وسيأتي في "المسند" 4/326.
ومن حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم (1649) .
ومن حديث ابن عباس عند مسلم (868) .
(2) المثبت من (م) ، وهو الجادَة، وفي (ظ 10) و (س) : توشكوا، بحذف النون، ووجّهها السندي في "حاشيته" على أنها للتخفيف. وفي (ق) : يوشك.(33/351)
أَيْدِيَكُمْ مِنَ الْعُجْمِ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: مِنَ الْأَعَاجِمِ، ثُمَّ يَكُونُونَ أُسْدًا لَا يَفِرُّونَ، يَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتَكُمْ، وَيَأْكُلُونَ فَيْئَكُمْ " (1)
20182 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا هِشَامٍ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ،
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل عنعنة الحسن البصري. يونس: هو ابن عُبَيد البصري.
وأخرجه البزار (3366- كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (6921) ، والحاكم 4/512 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/16، والطبراني (6921) من طريق الحجاج بن منهال، وأبو نعيم في " الحلية"3/24-25 من طريق عبيد الله بن محمد العَيشي، وفي "أخبار أصفهان" 1/13 من طريق موسى بن إسماعيل وعبيد الله بن محمد، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي بالأرقام (20246) و (20247) و (20248) و (20249) و (20250) ، وسلف برقم (20123) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البزار (3363- كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (5211) ، قال الهيثمي في "المجمع" 7/310: فيه عبد الله بن عبد القدوس. وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، ويونس بن خباب ضعيف جداً. قلنا: وفي أحد إسناديه ليث بن أبي سليم أيضاً، وهو ضعيف.
وعن أنس عند البزار (3364) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/16، وفيه خالد ابن يزيد بن مسلم، قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم، ثم قال في حديثه الذي رواه من طريق قتادة عن أنس: ليس لهذا الحديث من حديث قتادة أصل، إنما يروى هذا عن الحسن عن سمرة.
وعن حذيفة بن اليمان عند البزار (3365) ، قال الهيثمي: وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي، وهو متروك.
(2) وقع في (م) وحدها مكان قوله: "حدثنا هشام": عن حماد بن سلمة، وهو تحريف ناتج عن انتقال نظر إلى الحديث التالي له.(33/352)
عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا " (1)
20183 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِالْجِوَارِ " أَوْ " بِالدَّارِ " (2)
20184 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَّخِذَ الْمَسَاجِدَ فِي دِيَارِنَا، وَأَمَرَنَا أَنْ نُنَظِّفَهَا " (3)
__________
(1) صحيح لغيره. وقد سلف برقم (20142) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.
وأخرجه النسائي 7/251، والحاكم 2/15-16 من طريق معاذ بن هشام، والطبراني في "الكبير" (6833) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن الحسن- وهو البصري- مدلس وقد عنعنه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وسيأتي عن عفان عن حماد عن قتادة وحميد برقم (20251) . وانظر (20088) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف بقية- وهو ابن الوليد- وتدليسه، وإسحاق بن ثعلبة قال عنه أبو حاتم: شيخ مجهول منكر الحديث،=(33/353)
20185 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، وَحَبِيبٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا الثِّيَابَ الْبَيَاضَ فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ " (1)
__________
= ومكحول- وهو الشامي- لم يسمع من سمرة، فمكحول أصغر من أن يسمع منه، ثم إن داريهما مختلفان، فذاك شاميٌ، وسمرة بصريٌ.
وأخرجه أبو داود (456) من طريق سليمان بن سمرة، عن أبيه سمرة بن جندب. وفي إسناده ضعفٌ.
وله شاهد من حديث عائشة عند أبي داود (455) ، وابن ماجه (758) و (759) ، والترمذي (594) ، وابن خزيمة (1294) ، وسيأتي في "المسند" 6/279. وهو حديث صحيح.
ويؤيد هذين الحديثين أنه قد جاء الأمر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصلاة في البيوت، في غير ما حديث، انظرها عند حديث ابن عمر السالف برقم (4511) ، وقد حمله أهل العلم على النوافل. انظر "فتح الباري" 1/529.
قال السندي: قوله "أن ننظفها" من التنظيف، أمر بذلك، لأنها لكونها في الدور مما يؤدي إلى التسامح في أمر التنظيف.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات، إلا أنه قد تُكلَم في رواية ميمون عن الصحابة، وقد سلف الحديث من طريقه برقم (20154) .
المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، والحكم: هو ابن عتيبة، وحبيب: هو ابن أبي ثابت.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6760) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد- ولم يذكر في إسناده الحكمَ.
وأخرجه الطيالسي (894) ، وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/402، وفي "شعب الإيمان" (6319) ، وفي "الآداب" (610) من طريق جعفر بن عون،=(33/354)
20186 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، مِنْ أَهْلِ مَرْوٍ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ وِقَاءَ (1) بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا وِقَاءَ بْنِ إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنِ رَبِيعَةَ (2) عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: " قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَ، فَنَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ "، (3)
__________
= كلاهما (الطيالسي وجعفر) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، به.
(1) تحرف في (م) إلى: ورقاء، وفي (ظ 10) إلى: روقاء!
(2) من قوله: "قال علي بن إسحاق في حديثه " إلى هنا سقط من (م) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل وِقاء بن إياس. علي بن إسحاق: هو المروزي، وابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/116 عن علي بن إسحاق وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/227، والطبراني في "الكبير" (6758) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2551 من طرق عن عبد الله بن المبارك به. وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7288) ، وانظر تتمة شواهده هناك. ونزيد عليها هنا حديث عائذ بن عمرو، وسيأتي برقم (20638) .
الدُباء: هو القَرْع، يُتخذُ منه وعاءٌ يُنْتَبذُ فيه.
والمزفَّت: هي الأواني المطلِية بالرفْت.(33/355)
• 20187 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، (2) حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ مِثْلَهُ (3)
20188 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَيُمَاطُ عَنْهُ الْأَذَى، وَيُسَمَّى " (4)
__________
(1) وقع هذا الحديث في (م) و (ق) على أنه من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في (ظ 10) و (س) و"أطراف المسند" 2/518.
(2) تحرف في (م) إلى: جرير. وأحمد بن جميل: هو المروزي، ليس به بأس، وله ترجمة في "التعجيل" (24) .
(3) صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.
تنبيه: وقع في (م) وبعض النسخ بعد هذا الحديث مكرراً الحديثُ الآتي برقم (20191) وأشار في (س) إلى تكراره، فعمدنا إلى حذفه من هنا على الصواب، ومما يؤيد صنيعنا أن الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 2/518 لم يذكر ذلك الإسناد في حديث النهي عن الدباء والمزفت، وذكره فيه 2/511 في حديث خطبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكسوف.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان العطار- وهو ابن يزيد- فمن رجال مسلم وروى له البخاري تعليقاً، والحسن- وهو البصري- قد صرح بأنه سمع هذا الحديث من سمرة كما بيَّنّا ذلك فيما سلف برقم (20083) .
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 4/307 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (20194) .(33/356)
20189 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، وَيَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا رَضِيَ مِنَ الْبَيْعِ "،
(1)
20190 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَامَ يَوْمًا خَطِيبًا فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ حَدِيثًا، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَغُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ نَرْمِي فِي غَرَضَيْنِ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَكَانَتْ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ قَيْدَ رُمْحَيْنِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ "، وَقَالَ:
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن- وهو البصري- مشهور بالتدليس، ولم يصرح بسماعه. همام: هو ابن يحيى العوذي. وسيأتي مكرراً برقم (20252) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/181، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/13، وفي "شرح مشكل الآثار" (5266) ، والبيهقي 5/271 من طريق عفان ابن مسلم، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة دون قوله: "ويأخذ ... ".
وأخرجه النسائي 7/251 من طريق يزيد بن هارون، والطبراني في "الكبير" (6835) من طريق أبي عمر الحوضي، كلاهما عن همام، به.
وسلف الشطر الأول منه برقم (20142) .
ولشطره الثاني انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (10922) .(33/357)
ثُمَّ قَبَضَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَوْ قَامَ، أَنَا أَشُكُّ مَرَّةً أُخْرَى، وَقَدْ حَفِظْتُ مَا قَالَ فَمَا قَدَّمَ كَلِمَةً عَنْ مَنْزِلَتِهَا، وَلَا أَخَّرَ شَيْئًا، (1) وَقَدْ قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: بَيْنَمَا أَنَا وَغُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقَالَ أَيْضًا: فَاسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ، " وَقَدْ قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: زُوُولٌ وَلَكِنَّهَا زُؤُولٌ أَصَوْبُ " (2)
• 20191 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (3) حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٌ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ
__________
(1) في (ظ 10) : أخَّر أُخرى.
(2) إسناده ضعيف لجهالة ثعلبة بن عِبَاد. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/329 و332-333 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وابن حبان (2856) من طريق خلف بن هشام، والطبراني في "الكبير" (6798) من طريق حجاج بن منهال ويحيى الحماني، أربعتهم عن أبي عوانة، بهذا الإسناد- ولم يسق الطحاوي في الموضع الأول لفظه، واقتصر في الموضع الثاني على قوله: صلَّى بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة الكسوف لا نسمع له صوتاً. وأما ابن حبان والطبراني فقد أورداه بطوله كالرواية السالفة
برقم (20178) .
وقوله في آخر الحديث: "وقال أبو عوانة: زوول ... " يشير إلى قوله في الحديث في خطبة الكسوف: "وزوال النجوم عن مطالعها"، يقال: زال الشيء عن مكانه يزول زوالاً وزويلاً وزُؤُولاً، أي: ذهب وتحوَّل عن مكانه.
(3) وقع هذا الحديث في (م) والأصول الخطية عدا (س) على أنه من رواية الإمام أحمد، وهو كذلك في نسخة على هامش (س) ، وهو خطأ،=(33/358)
غِيَاثٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1)
20192 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ (2) " (3)
__________
= والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في (س) و"أطراف المسند" 2/511.
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن حبان (2856) من طريق خلف بن هشام وحده، بهذا الإسناد. مطولاً كالرواية السالفة برقم (20178) .
(2) في (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س) : النبيذ، وهو خطأ، والمثبت من (م) و (س) ومصادر التخريج.
(3) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي- وهو ابن عبد الله ابن المديني-، فمن رجال البخاري، الحسن- وهو البصري- مدلس وقد عنعنه ولم يصرح بسماعه.
معاذ: هو ابن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6893) من طريق علي ابن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/128، وابن ماجه (1849) ، والترمذي في "جامعه" (1082) ، وفي "العلل الكبير" 1/424، والنسائي 6/59، وابن الجارود (673) ، والطبراني في "الكبير" (6893) ، وفي "الأوسط" (8491) من طرق عن معاذ بن هشام، به. وقال الترمذي: حسن غريب.
وزاد في إحدى طرق ابن ماجه والترمذي والطبراني عقبه: وقرأ قتادة:=(33/359)
20193 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ، وَيُدَمَّى "، (1)
__________
= (ولقد أَرْسَلْنا رُسُلاً من قَبْلِكَ وجَعلنا لهم أزواجاً وذُريَّة) [الرعد: 38] .
وروي هذا الحديث من طريق أشعث، عن الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة، وسيأتي في "المسند" 6/125.
قال الترمذي في "الجامع": روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه، ويقال: كلا الحديثين صحيح. وقال في "العلل" له: سألت محمداً (يعني البخاريَّ) عن هذا الحديث، فقال: حديث الحسن عن سمرة محفوظ، وحديث الحسن عن سعد ابن هشام عن عائشة هو حسن.
وقال النسائي: قتادة أثبت وأحفظ من أشعث، وحديث أشعث أشبه بالصواب، والله تعالى أعلم.
وقال أبو حاتم الرازي في "العلل" لابنه 1/402: قتادة أحفظ من أشعث، وأحسب الحديثين صحيحين، لأن لسعد بن هشام قصةً في سؤال عائشة عن ترك النكاح، يعني التبتُّل.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12613) ، وانظر شواهده هناك.
التبتل: ترك النكاح انقطاعاً إلى العبادة.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجالا الشيخين، والحسن- وهو البصري- قد صرح بأنه سمع حديث العقيقة من سمرة كما سلف بيانه عند=(33/360)
20194 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَيُسَمَّى "، قَالَ هَمَّامٌ فِي حَدِيثِهِ: وَرَاجَعْنَاهُ: " وَيُدَمَّى "، قَالَ هَمَّامٌ: فَكَانَ قَتَادَةُ يَصِفُ الدَّمَ فَيَقُولُ: " إِذَا ذَبَحَ الْعَقِيقَةَ تُؤْخَذُ صُوفَةٌ، فَتُسْتَقْبَلُ أَوْدَاجُ الذَّبِيحَةِ، ثُمَّ تُوضَعُ عَلَى يَافُوخِ الصَّبِيِّ، حَتَّى إِذَا سَالَ غُسِلَ رَأْسُهُ، ثُمَّ حُلِقَ بَعْدُ " (1)
20195 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ مِنْ غَيْرِهِ " (2)
20196 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثَرِيدٌ، فَتَعَاقَبُوهَا إِلَى الظُّهْرِ مِنْ غُدْوَةٍ يَقُومُ نَاسٌ، وَيَقْعُدُ آخَرُونَ "، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ كَانَتْ تُمَدُّ؟ قَالَ: " فَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُ؟ مَا
__________
= الحديث رقم (20083) . همام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه الدارمي (1969) عن عفان، بهذا الإسناد.
وسيأتي مكرراً برقم (20256) .
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (20188) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين. وسلف مكرراً برقم (20088) ، لكن قَرَن بعفانَ بهزاً.(33/361)
كَانَتْ تُمَدُّ إِلَّا مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ " (1)
20197 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَ عَبْدَهُ جَدَعْنَاهُ "، (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان التيمي: هو ابن طرخان، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشَخير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/465-466، والدارمي (56) ، والترَمذي (3625) ، والفريابي في "دلائل النبوة" (14) ، والنسائي في "الكبرى" (6740) ، وابن حبان (6529) ، والطبراني في "الكبير" (6967) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (335) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/93 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وانظر (20135) .
(2) إسناده ضعيف، فإن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من سمرة سوى حديث العقيقة، وقد سلف التصريح بعدم سماعه لهذا الحديث منه برقم (20104) . هشام: هو ابن حسان القردوسي، وقد جاء في "أطراف المسند" لابن حجر 2/528 أن هذا الحديث من رواية هشام عن قتادة، وهو خطأ، والصواب أنه من رواية هشام عن الحسن كما في أصولنا الخطية، وكما جاء مصرحاً به أنه هشام بن حسان في مصادر التخريج.
وأخرجه الحاكم 4/367 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/305، والطبراني في "الكبير" (6937) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2572 من طريق عثمان بن الهيثم، عن هشام بن حسان، به.
وانظر ما بعده.(33/362)
20198 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّة شَيْخٍ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: " وَمَنْ خَصَى عَبْدَهُ خَصَيْنَاهُ " (1)
20199 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَأَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، فيه أبو أمية شيخ مجهول لم نتبينه، وفيه الحسن - وهو البصري- وهو مدلس ولم يسمع هذا الحديث من سمرة.
وأخرجه مجموعاً مع الحديث السابق الطيالسي (905) ، وأبو داود (4515) ، والنسائي 8/20- 21 و26، والحاكم 4/367-368، والبغوي (2533) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة - واقتصر الحاكم على هذا الحديث دون السابق.
وانظر ما قبله.
(2) صحيح لغيره، وهذان إسنادان رجالهما ثقات رجال الصحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وهو في "مسند" الطيالسي (904) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (6807) .
وأخرجه أبو داود السجستاني (3517) ، وابن الجارود (644) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/123، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/480، والطبراني في "الكبير" (6801) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والنسائي في الشروط من "الكبرى" كما في "التحفة" 4/69 من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. زاد أبو داود وابن الجارود والطبراني: "أو=(33/363)
20200 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَالْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا الثِّيَابَ الْبِيضَ، فَإِنَّهَا أَطْيَبُ وَأَطْهَرُ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ " (1)
20201 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَعَاطَى أَحَدُكُمْ أَسِيرَ (2) أَخِيهِ، فَيَقْتُلَهُ " (3)
__________
= الأرض".
وانظر (20088) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات. يزيد: هو ابن هارون، والحكم: هو ابن عتيبة.
وانظر (20154) و (20185) .
(2) في (م) : من أسير، بزيادة "مِن".
(3) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد، وإسحاق بن ثعلبة، ثم هو منقطع، فمكحولٌ - وهو الشامي- لم يسمع من سمرة. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/330 من طريق داود بن رشيد، عن بقية، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7099) من طريق خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة. ولفظه: "لا يعتبط أحدكم أسير صاحبه إذا أخذه قبله". وإسناده ضعيف أيضاً.
قوله: "لا يتعاطى" ظاهره النفي ومعناه النهي، والأصل جزمه بحذف حرف العِلَة.
وقوله: "أسير أخيه"، قال السندي: إن المسلم إذا أخذ حربياً أسيراً، فليس=(33/364)
20202 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصَابَ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ، وَيَتْبَعُ صَاحِبُهُ مَنْ اشْتَرَاهُ مِنْهُ "، وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: " مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ " (1)
20203 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَغُرَّنَّكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ، وَلَا هَذَا الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيلُ، وَلَكِنِ الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيرُ "، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ يَزِيدُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى (2)
20204 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ، (3)
__________
= لأحد قتله، فإنه صار في أمانه، ولعله يريد أن يتخذه عبداً أو نحو ذلك، والله تعالى أعلم.
(1) حديث حسن، وقد سلف برقم (20146) .
وأخرجه الدارقطني 3/29 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سوادة القشيري- وهو ابن حنظلة- فقد روى له مسلم هذا الحديث الواحد، وهو صدوق. شعبة: هو ابن الحجاج. وانظر (20079) .
(3) زاد هنا في (م) و (ق) ونسخة في (س) كلمة "محرمِ"، وقد سلف الحديث مكرراً برقم (20167) وليس فيه هذه اللفظة.(33/365)
فَهُوَ عَتِيقٌ " (1)
20205 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، وَهَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ، مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فِي مَجْلِسِ قَسَامَةٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ خَيْرِ دَوَائِكُمُ الْحِجَامَةَ " (2)
20206 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَنْكَحَ الْوَلِيَّانِ، فَهُوَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا، وَإِذَا بَاعَ بَيْعًا لِرَجُلَيْنِ، (3) فَهُوَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا " (4)
20207 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ
__________
(1) صحيح لغيره وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن فيه عنعنة الحسن البصري. يزيد: هو ابن هارون. وهو مكرر (20167) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الشيخ من بكر بن وائل، لكن روي الحديث من طريق أخرى عن حُصين بن أبي الحر سلف برقم (20096) .
عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وهوذة: هو ابن خليفة.
وقول عوف: "في مجلس قسامة" هو قسامة بن زهير المازني البصري، وعوف معروف بالرواية عنه.
(3) المثبت من (ظ 10) و (س) ، وفي (م) ونسخة في (س) : من رجلين.
(4) إسناده ضعيف من أجل عنعنة الحسن البصري وعدم تصريحه بالسماع من سمرة. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وهو مكرر (20141) .(33/366)
تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى حُجْزَتِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى تَرْقُوَتِهِ " (1)
20208 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَحَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ زَوَّجَهَا وَلِيَّانِ، فَهِيَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ، فَهُوَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا " (2)
20209 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: أَتَى نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة. وهو مكرر (20108) .
(2) إسناده ضعيف من أجل عنعنة الحسن البصري. حماد: هو ابن سلمة، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي.
وأخرجه أبو داود (2088) ، والطبراني في "الكبير" (6840) ، والبيهقي 7/141 من طرق عن حماد بن سلمة وحده، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق هشام وحده برقم (20116) ، وسيأتي عن حماد وحده برقم (20263) .
وانظر (20085) .(33/367)
الضَّبِّ؟ قَالَ: " أُمَّةٌ مُسِخَتْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَا أَدْرِي أَيَّ الدَّوَابِّ مُسِخَتْ؟ "، (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حُصين الفزاري- وهو ابن قبيصة، كما جاء مصرحاً باسمه في باقي روايات "المسند"- روى عنه ثلاثة ووثقه العجلي وابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وعفان: هو ابن مسلم الصّفّار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/197- 198، وفي "شرح مشكل الآثار" (3282) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وعفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/268-269، والطبراني في "الكبير" (6790) من طريق عفان وحده، به. ووقع عند الطبراني: حصين بن أبي الحر، وهو وهم، فإن حصين بن أبي الحر تميمي عنبري وليس فزارياَ، وهو ابن مالك بن الخشخاش، وهو غير حصين بن قبيصة الفزاري.
وأخرجه الطبراني (6788) من طريق أبي الوليد الطيالسي وحده، به، ووقع هنا: حصين بن قبيصة، على الصواب.
وأخرجه البزار (1216- كشف الأستار) عن أبي كامل ومحمد بن عبد الملك، عن أبي عوانة، به. ووقع عنده: حصين بن أبي الحر، وهو وهم كما أسلفنا، ولم تُعَيَّن عنده الأُمَّة أنها بنو إسرائيل.
وسيأتي الحديث بعد هذا الحديث، وبرقم (20240) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11013) ، وانظر شواهده وشرحه هناك.
قوله: "فلا أدري أي الدواب مسخت" قال السندي: أي: تلك الأمة، أي: فيحتمل أن تكون قد مسخت ضِباباً، فينبغي الاحتراز عنها، والله تعالى أعلم.=(33/368)
20210 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
20211 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَى فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: الصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ " (2)
20212 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ (3) أَبِي الْحُرِّ،
__________
= قلنا: وهذا كان منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يُعلمه الله أنه لا يجعل لما يمسخه نسلاً ولا عقباً. انظر "المسند" (3700) و (11013) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد كسابقه. حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن فَرُوخ، وعبد الملك: هو ابن عمير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6789) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، بهذا الإسناد. ووقع عنده: حصين بن أبي الحر، وهو وهم بيَّناه في الحديث السابق.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو أبو داود الطيالسي- فمن رجال مسلم، والحسن- وهو البصري- قد عنعنه ولم يصرح بسماعه. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وانظر (20092) .
(3) تحرفت في (م) إلى: عن.(33/369)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ بِقَرْنٍ، وَهُو يُشْرَطُ بِطَرْفِ سِكِّينٍ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ شَمْخَ، فَقَالَ لَهُ: لِمَ تُمَكِّنُ ظَهْرَكَ أَوْ عُنُقَكَ مِنْ هَذَا يَفْعَلُ بِهَا مَا أَرَى؟ فَقَالَ: " هَذَا الْحَجْمُ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ " (1)
20213 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ، يَقُولُ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَثِيرٍ مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ هَاهُنَا مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَكُنْتُ لَيْلَتَئِذٍ غُلَامًا، وَإِنِّي كُنْتُ لَأَحْفَظُ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، " صَلَّيْتُ وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى عَلَى أُمِّ كَعْبٍ، مَاتَتْ وَهِيَ نُفَسَاءُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهَا وَسَطَهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حصين بن أبي الحُر، فقدر روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وانظر (20096) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وحسين: هو ابن ذَكْوان المُعلم العَوْذي، وابن بريدة: هو عبد الله ابن بريدة بن الحُصيب الأسلمي.
وأخرجه البخاري (1332) ، ومسلم (964) (87) ، والنسائي في "المجتبى" 1/195 و4/70- 71، وفي "الكبرى" (2103) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 490، والبيهقي 4/33-34، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/383 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وليس فيه عندهم جميعاً أول الحديث إلى قوله: صليت.
وانظر (20162) =(33/370)
20214 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ "، قَالَ يَحْيَى: ثُمَّ نَسِيَ الْحَسَنُ بَعْدُ، فَقَالَ: لَا يُقْتَلُ بِهِ (1)
20215 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ (2) أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً "، قَالَ يَحْيَى: ثُمَّ نَسِيَ الْحَسَنُ، فَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفَ الصِّنْفَانِ فَلَا بَأْسَ (3)
20216 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ،
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد صُرحَ فيما سلف برقم (20104) بأن الحسن البصري لم يسمعه من سمرة. يحيى بن سعيد: هو القطان، وابن جعفر: هو محمد، وسعيد: هو ابن أبي عَروية، وقتادة: هو ابن دِعامة.
وانظر (20132) .
(2) تحرفت في (م) إلى. عن.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لأجل عنعنة الحسن البصري.
وأخرجه النسائي 7/292 من طريق يحيى بن سعيد وحده، بهذا الإسناد.
وتحرف عنده في "المجتبى" وكذا في "الكبرى" (6213) سعيد- أي: ابن أبي عروبة- إلى: شعبة، والتصويب من "تحفة الأشراف" 4/65.
وانظر (20143) .(33/371)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: " صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا، فَقَامَ وَسَطَهَا " (1)
20217 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " (2)
20218 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القَطان، وحسين المعلم: هو ابن ذكوان العَوْذي.
وانظر (20162) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن عقبة، فقد روى له أصحاب "السنن" سوى ابن ماجه، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجَرَاح الرُؤَاسي، ومِسْعر: هو ابن كِدَام الهِلالي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوْري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1774) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 5/82، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/29، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 12/136 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وتحرف عند أبي نعيم "مسعر" إلى: سعيد، و"معبد" إلى: معين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/176، ومن طريقه الطبراني (6774) عن وكيع بن الجراح، عن سفيان الثوري وحده، به. وتحرف عند ابن أبي شيبة "معبد" إلى: سعيد، و" زيد" إلى: زائدة.
وانظر (20080) .(33/372)
الثِّيَابَ الْبَياضَ (1) ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ " (2)
20219 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الْمَسَائِلَ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ، وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: كُدُوحٌ يُكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ، إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ ذَا سُلْطَانٍ، أَوْ فِي أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ " (3)
__________
(1) في (م) : البيض.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون، فمن رجال مسلم، وقد تُكلَم في روايته عن الصحابة كما بيَّنّا ذلك عند الرواية السالفة برقم (20154) .
وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مَهْدي، وسفيان: هو الثوري، وحبيب: هو ابن أبي ثابت.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/266، وابن ماجه (3567) من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن ماجه: "وكفنوا فيها موتاكم".
وأخرجه الترمذي في "السنن" (2810) ، وفي "الشمائل" (66) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، عن سفيان، به. وقال: حسن صحيح.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن عقبة، فقد روى له أصحاب "السنن" غير ابن ماجه، وهو ثقة. ابن جعفر: هو محمد المعروف بغُندَر، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الترمذي (681) ، والنسائي 5/100، والبغوي في "شرح السنة" (1624) من طريق وكيع بن الجراح وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6766) من طريق محمد بن يوسف=(33/373)
20220 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي كُسُوفٍ، فَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ صَوْتٌ " (1)
20221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ " (2)
__________
= الفريابي، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطيالسي (889) ، وأبو داود (1639) ، والنسائي 5/100، وابن حبان (3397) ، والطحاوي 2/18، والطبراني في "الكبير" (6767) ، والبيهقي في "السنن" 4/197، وفي "الشعب" (3511) ، والمزي في ترجمة زيد بن عقبة من "التهذيب" 10/93-94 من طرق عن شعبة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي عن عفان عن شعبة برقم (20265) ، وانظر (20106) .
الكدُّ سلف تفسيره عند الحديث (20106) ، وأما الكُدوح، فقد قال ابن الأثير في "النهاية": هي الخُدوش، وكل أثر من خَدْش أو عض فهو كدْحٌ، ويجوز أن يكون مصدراً سُمَّي به الأَثر.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (20160) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عُتَيبة الكِنْدي الكوفي.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 8/595، ومن طريقه مسلم في مقدمة "صحيحه" 1/9، وابن ماجه (39) ، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (29) ،=(33/374)
20222 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْفَجْرَ، فَقَالَ: " هَاهُنَا مِنْ بَنِي فُلَانٍ أَحَدٌ؟ " ثَلَاثًا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَقَالَ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسٌ عَنِ الْجَنَّةِ (1) بِدَيْنِهِ " (2)
20223 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ - وَهُو مِنَ الْقُرْآنِ - أَرْبَعٌ (3) لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ " (4)
__________
= وفي "المجروحين، 1/7 من طريق عثمان بن أبي شيبة، كلاهما (أي: ابنا أبي شيبة) عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وانظر (20163) .
(1) في (ظ 10) ونسخة في (س) : على باب الجنة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف الكلام عليه برقم (20124) .
وكيع: هو ابن الجَرَّاح، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، والشعبي: هو عامر ابن شراحيل.
(3) في الأصول الخطية: أربعاً، والجادة ما أثبتنا. قال السندي: "أربعاً" هكذا في النسخ، فهو بتقدير: يكون أربعاً. وجاءت العبارة في (م) : بعد القرآن أربعٌ وهي من القرآن، لا يضرك....
(4) إسناده صحيح إن كان هلال بن يساف سمعه من سمرة، وقد سلف الكلام عليه فيما مضى برقم (20126) . سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/442 عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.=(33/375)
20224 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ " وَقَالَ عَفَّانُ أَيْضًا: الْكَاذِبِينَ (1) . (2)
20225 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: " مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً إِلَّا نَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ، وَأَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ " (3)
__________
= وقرن بوكيع أبا دواد عمر بن سعد الحَفَري.
وأخرجه ابن ماجه (3811) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به.
(1) في (م) ونسخة على (س) : الكذابين، وما أثبتناه من سائر الأصول الخطية.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار البصري، وشعبة: هو ابن الحجَّاج، والحكم: هو ابن عُتَيبة الكِنْدي الكوفي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (422) ، وابن عبد البر في "مقدمة "التمهيد" 1/40- 41 من طريقين عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وقرن الطحاويُّ بعفان عبدَ الملك بن عمرو العَقَدي وبِشْر بن عمر الزهراني.
وأخرجه ابن ماجه (39) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، به.
وانظر (20163) .
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد بن إبراهيم: هو =(33/376)
20226 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ، قَالَ: قَالَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُصَلُّوا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَلَا حِينَ تَغِيبُ، فَإِنَّهَا تَغِيبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " (1)
20227 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ (2) مَحْرَمٍ، فَهُوَ حُرٌّ " (3)
20228 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْكُتُ سَكْتَتَيْنِ إِذَا
__________
= التُّستَرِي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6944) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/182، وفي "شرح مشكل الآثار" (1822) من طريق حجاج بن منهال، عن يزيد بن إبراهيم، به.
وانظر (20136) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسماك: هو ابن حرب. وانظر (20169) .
(2) لفظة "رحم" من (م) ونسخة في هامش (س) ، ولم ترد في باقي الأصول الخطية.
(3) صحيح لغيره، ورجاله ثقات إلا أن الحسن البصري قد عنعنه. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك، وحماد: هو ابن سلمة، وقتادة: هو ابن دِعامةَ.
وانظر (20167) .(33/377)
دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ "، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، فَكَتَبُوا إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَكَتَبَ أَنْ صَدَقَ سَمُرَةُ (1)
20229 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ سِيرِينَ: " صَنَعْتُ سَيْفِي عَلَى سَيْفِ سَمُرَةَ ". وَقَالَ سَمُرَةُ: " صَنَعْتُ سَيْفِي عَلَى سَيْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ حَنَفِيًّا " (2)
__________
(1) رجاله ثقات، وقد سلف برقم (20166) . حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
(2) إسناده ضعيف لضعف عثمان بن سعد الكاتب. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وابن سِيرين: هو محمد.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" بإثر (102) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1817 من طريق محمد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (1683) ، وفي "الشمائل" (102) من طريق أبي عبيدة الحدَّاد، عن عثمان بن سعد، به. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد تكلم يحيى بنُ سعيد القطان في عثمان بن سعد الكاتب وضعّفه من قبل حفظه.
قلنا: وقد اضطرب عثمان بن سعد فرواه مرة أخرى عن أنس، أخرجه الدولابي في "الكنى" 2/26، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 140.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/486، وأبو الشيخ ص 141 عن مجاهد وزياد بن أبي مريم مرسلاً، قالا: كان سيف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنفياً: قائمه من قرن.
قوله: "وكان حنفياً": قال السندي: أي: على صفة سيوف بني حنيفة، قوم مُسيلمة الكذاب، والله تعالى أعلم.(33/378)
20230 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ، وَاسْتَبْقُوا شَرْخَهُمْ " (1)
20231 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سَمْعَانَ بْنِ مُشَنَّجٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ: " أَهَاهُنَا مِنْ بَنِي فُلَانٍ أَحَدٌ؟ " قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَنَعَكَ فِي الْمَرَّتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ أَنْ تَكُونَ أَجَبْتَنِي؟ أَمَا إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِكَ إِلَّا لِخَيْرٍ، إِنَّ فُلَانًا، لِرَجُلٍ مِنْهُمْ مَاتَ، إِنَّهُ مَأْسُورٌ بِدَيْنِهِ " قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَهْلَهُ، وَمَنْ يَتَحَزَّنُ لَهُ، قَضَوْا عَنْهُ حَتَّى مَا جَاءَ أَحَدٌ يَطْلُبُهُ بِشَيْءٍ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل تدليس الحسن البصري وقد عنعنه، وحجاج ابن أَرْطاة مدلّس أيضاً، لكنه صرح بالتحديث في رواية سعيد بن منصور.
وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (2624) ، وأبو داود (2670) ، والطبراني في "الكبير" (6900) ، والبيهقي 9/92 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وانظر (20145) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سمعان بن مشنج، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. الثوري: هو سفيان بن سعيد بن مسروق، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (15263) ، ومن طريقه أخرجه النسائي 7/315، والبيهقي 6/49، ولم يذكر النسائي قوله: لقد رأيت أهله ... الخ.=(33/379)
20232 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، (1) عَنْ سَمُرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6755) من طريق سعيد الوراق، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد- ولم يذكر سمعان.
وأخرجه أبو داود (3341) ، والحاكم 2/26، والطبراني في "الكبير" (6755) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 12/136-137 من طريق أبي الأحوص، عن سعيد بن مسروق، به.
وسيأتي من طريق سمعان عن سمرة بالأرقام (20233) و (20234) .
وسلف برقم (20124) ، وسيأتي أيضاً برقم (20232) من طريق الشعبي عن سمرة، ولم يذكر فيه سمعان، وسماع الشعبي من سمرة محتملٌ جداً كما سلف بيانه، وعندها يكون ذِكر سمعان بينهما من المزيد في متصل الأسانيد، والله تعالى أعلم.
قوله: "أما إني لم أُنوِّهْ بك" قال السندي: بتشديد الواو، أي: لم أُنادِك، يقال: نَوَّه به تنويهاً، أي: رفع ذِكْره، والمراد به ها هنا النداء لما فيه من رَفْع الذَّكر.
(1) زاد في هذا الموضع في (ظ 10) و"أطراف المسند" 2/515 سمعانَ ابن المشنَّج بين الشعبي وسمرة، ولم يرد في (س) و (م) ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، فلم يَرِدْ ذِكْرُه من طريق فراس بن يحيى عند أحد ممن خرّجه.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسلف الكلام عليه برقم (20124) .
عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وفراس: هو ابن يحيى الهَمْداني.
وأخرجه الحاكم 2/25 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (892) ، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6752) من=(33/380)
20233 - حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سَمْعَانَ بْنِ مُشَنَّجٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (1)
• 20234 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ. فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبِي، فَقَالَ: " لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ وَكِيعٍ " (3)
20235 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ،
__________
= طريق أبي كامل الجحدري، والحاكم 2/25 من طريق يحيى بن حماد، ثلاثتهم (الطيالسي وأبو كامل ويحيى) عن أبي عوانة، به.
وأخرجه الطيالسي (891) ، والطبراني (6750) و (6751) و (6753) ، والحاكم 2/25 من طرق عن فراس بن يحيى الهمداني، به.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (20231) .
أبو سفيان المَعْمَري: هو محمد بن حميد اليَشْكُري، وسفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثَّوْري.
(2) في (م) : "حدثنا عبد الله حدثني أبي" على أنه من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 2/515.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وكيع: هو ابن الجراح بن مَلِيح الرُؤَاسي.
وأخرجه الحاكم 2/26 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6756) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان، عن أبيه سعيد بن مسروق، عن الشعبي، عن سمرة.
ولم يذكر سِمعان.
وانظر (20231) .(33/381)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْبَيَاضِ، فَيَلْبَسُهُ أَحْيَاؤكُمْ، (1) وَقَالَ رَوْحٌ: فَلْيَلْبَسْهُ أَحْيَاؤُكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهِ مَوْتَاكُمْ، فَإِنَّهُ مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ "، (2)
20236 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ سَمُرَةُ، فَذَكَرَهُ وَذَكَرَ، يَعْنِي عَفَّانَ، عَنْ وُهَيْبٍ، أَيْضًا لَيْسَ فِيهِ أَبُو الْمُهَلَّبِ (3)
__________
(1) تحرف في (م) وحدها إلى: أخياركم.
(2) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلّب- وهو الجَرْمي عمّ أبي قلابة- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عُبَادة، وأيوب: هو ابن أبي تَميمة السَّختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6198) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1315) ، والطبراني في "الكبير" (6975) ، والحاكم 4/185.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1314) ، والنسائي 4/34 و8/205، والطبراني (6976) ، والبيهقي 3/403 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (20105) .
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، فإن أبا قلابة لم يسمع من سمرة، لكنه بَيَّن الواسطةَ بينهما في الحديثِ السابق: وهو عمُه أبو المهلَب الجَرْمي، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي 8/205 عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد وحده، بهذا الإسناد.
وانظر (20105) .(33/382)
20237 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً " (1)
20238 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَاطَ (2) حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ "، (3)
20239 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَاطَ (4)
20240 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ (5) بْنِ قَبِيصَةَ،
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (20143) .
عَبْدة: هو ابن سُلَيمان، وسعيد: هو ابن أبي عَرُوبة، والحسن: هو البصري.
(2) المثبت من (س) ، وفي (م) و (ظ 10) : أحاط، بالهمز، وإنما أثبتناها بغير الهمز للمغايرة بينها وبين رواية عبد الوهاب الخفاف الآتية بعدها، والتي قد سلفت أيضاً برقم (20130) ، وقد اتفقت النسخ في الموضعين على: أحاط، مع أن أبا داود أخرجه في "سننه" برقم (3077) عن أحمد بن حنبل، عن محمد بن بشر، بهذا الإسناد، وفيه: أحاط، بالهمز! والله تعالى أعلم.
(3) حسن لغيره. وانظر ما بعده.
(4) حسن لغيره. وهو مكرر (20130) . عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخَفَّاف.
(5) تحرف في (م) إلى: حسين.(33/383)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَقُولُ فِي الضِّبَابِ؟ فَقَالَ: " مُسِخَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَاللهُ أَعْلَمُ فِي أَيِّ الدَّوَابِّ مُسِخَتْ " (1)
20241 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ (2) حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا " (3)
20242 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " (4)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل حصين بن قبيصة، فهو صدوق حسن الحديث. عبيد الله: هو ابن عمرو الرَقَي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6788) من طريق عمرو بن خالد الحَراني، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وانظر (20209) .
(2) في (م) وحدها: حدثنا عبد الصمد وعفان قالا ... وهو انتقال نظر من إسناد الحديث التالي.
(3) صحيح لغيره، والحسن البصري لم يصرحَ بسماعه من سمرة.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وشعبة: هو ابن الحَجَّاج، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي.
وأخرجه ابن ماجه (2183) ، والطبراني في "الكبير" (6834) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وانظر (20142) .
(4) هكذا جاءت الرواية في أصولنا الخطية وفي (م) كما هو مثبت هنا:=(33/384)
رَأَيْتُ كَأَنَّ دَلْوًا دُلِّيَتْ مِنَ السَّمَاءِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا (1) ، فَشَرِبَ مِنْهُ شُرْبًا ضَعِيفًا، قَالَ عَفَّانُ: وَفِيهِ ضَعْفٌ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا، فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ، فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا فَشَرِبَ، فَانْتَشَطَتْ مِنْهُ، فَانْتَضَحَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ " (2)
__________
= "أن رجلاً قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فجعله من مسند رجلٍ لم يسمَّه سمرةُ، وجاء في رواية أبي داود والطبراني اللذين أخرجا الحديث: "أن رجلاً قال: يا رسول الله ... " فجعلاه من مسند سمرة، ولم يُعلَق عندهما رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رؤيا الرجل شيئاً. والله تعالى أعلم.
(1) تحرف هنا في (م) في المواضع الثلاثة إلى: عراقيبها، وهو خطأ، والمثبت من أصولنا الخطية ومصادر التخريج.
(2) إسناده حسن من أجل الأشعث بن عبد الرحمن الجَرْمي، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو صدوق، أما أبوه عبد الرحمن الجرمي فقد وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في "الثقات". عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار.
وأخرجه أبو داود (4637) ، والطبراني في "الكبير" (6965) من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد. وعندهما: أن رجلاً قال: يا رسول الله ... وجعلا قصة انتشاط الدلو وانتضاح الماء منها لعلي وليست لعثمان، فلفظه عندهما: " ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيء".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6965) من طريق هدبة بن خالد وأحمد بن يحيى الطويل، عن حماد بن سلمة، به.
وانظر في هذا الباب حديث ابن عمر السالف برقم (4814) ، وحديث أبي هريرة السالف أيضاً برقم (8239) .
قال السندي: "دُلَّيت" بتشديد اللام على بناء المفعول، أي: أُرسلت.=(33/385)
20243 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْكُتُ سَكْتَتَيْنِ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ "، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَكَتَبُوا إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ: أَنْ صَدَقَ سَمُرَةُ (1)
20244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ "
" وَلَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا، (2) وَلَا رَبَاحًا، وَلَا نَجِيحًا، وَلَا أَفْلَحَ،
__________
= "بعراقيها"، أي: بأعوادها التي يربط بها الحبل.
"تضلَّع" أي: أَتَم شربه، كأنه من كثرة ما شرب امتدَ جنبُه وأضلاعه.
" فانتُشِطت" على بناء المفعول، أي: جُذِبت.
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن الحسن البصري لم يصرح بسماعه. عفان: هو ابن مسلم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/276، والدارمي (1243) ، والدارقطني 1/309 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة برقم (20166) ، وعن أبي كامل عن حماد برقم (20228) . وانظر (20081) .
(2) في (ظ 10) و (ق) : مباركاً، بدل: يساراً، والمثبت من (م) و (س) و"جامع المسانيد" 2/ورقة 166.(33/386)
فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ، فَلَا يَكُونُ، فَيَقُولُ: لَا "، إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ (1)
20245 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ سَمُرَةُ: " حَفِظْتُ سَكْتَتَيْنِ فِي الصَّلَاةِ، سَكْتَةٌ إِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ حَتَّى يَقْرَأَ، وَسَكْتَةٌ إِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ (2) ، وَسُورَةٍ عِنْدَ الرُّكُوعِ "، قَالَ: فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، فَكَتَبُوا إِلَى أُبَيٍّ فِي ذَلِكَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَصَدَقَ سَمُرَةُ (3)
20246 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ أَنْ يَمْلَأَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف وربيع بن عُميلة، فمن رجال مسلم. زهير: هو ابن معاوية، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/442 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد - مختصراً بشطره الأول. وانظر (20107) .
(2) في (ظ 10) و (ق) : قراءة الفاتحة، والمثبت من (م) و (س) ، وهو الموافق لمصادر التخريج.
(3) رجاله ثقات، إلا أن الحسن لم يصرح بسماعه من سمرة. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسَم المعروف بابن عُلية، ويونس: هو ابن عُبَيد.
وأخرجه أبو داود (777) ، وابن ماجه (845) ، والدارقطني 1/336، والبيهقي 2/196 من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق يزيد بن زريع عن يونس برقم (20127) ، وانظر (20081) .(33/387)
اللهُ أَيْدِيَكُمْ مِنَ الْأَعَاجِمِ، ثُمَّ يَجْعَلُهُمُ اللهُ أُسْدًا لَا يَفِرُّونَ، فَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتَكُمْ، وَيَأْكُلُونَ فَيْئَكُمْ "، (1)
20247 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ يَمْلَأَ اللهُ أَيْدِيَكُمْ "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
20248 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُوشِكُونَ (3) أَنْ يَمْلَأَ اللهُ أَيْدِيَكُمْ مِنَ الْعَجَمِ، ثُمَّ يَكُونُوا أُسْدًا لَا يَفِرُّونَ، فَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتَكُمْ، وَيَأْكُلُونَ فَيْئَكُمْ "، (4)
20249 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ، (5)
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل عنعنة الحسن البصري. حماد: هو ابن سلمة، ويونس: هو ابن عبيد.
وسلف الحديث عن عفان عن حماد بن سلمة برقم (20181) ، وانظر (20123) .
(2) إسناده ضعيف، مؤمَل- وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري. وانظر ما قبله.
(3) المثبت من (م) ، وفي الأصول الخطية: توشكوا، وقد سبق توجيهها فيما سلف برقم (20181) .
(4) إسناده ضعيف. وهو مكرر (20181) سنداً ومتناً.
(5) إسناده ضعيف لإرساله، وقد رواه الحسن عن سمرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،=(33/388)
20250 - وَحَدَّثَنَاهُ سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1)
20251 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِالْجِوَارِ (2) " (3)
20252 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا رَضِيَ مِنَ الْبَيْعِ " (4)
20253 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ،
__________
= إلا أنه لم يصرح بسماعه من سمرة. هشيم: هو ابن بشير.
وانظر ما بعده.
(1) هذا السند لم يرد في (ظ 10) و (ق) ، والمثبت من (م) و (س) .
وقد سلف مكرراً برقم (20123) .
(2) في هامش (ظ 10) : بالدار.
(3) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن الحسن البصري مدلس، وقد عنعن.
وأخرجه مرسلاً الطحاوي 4/123 عن إبراهيم بن مرزوق، عن عفان، بهذا الإسناد- لم يذكر فيه سمرةَ.
وسلف برقم (20183) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد، عن قتادة وحده. وانظر (20088) .
(4) صحيح لمغيره. وهو مكرر (20189) .(33/389)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا " (1)
20254 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، (2) حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ " (3)
20255 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ " (4)
__________
(1) صحيح لغيره. إسماعيل: هو المعروف بابن عُليَّة، وسعيد: هو ابن أبي عَرُوبة.
وسلف مكرراً برقم (20142) لكن عن إسماعيل ابن عُلية وحده.
(2) قوله: "حدثنا همام" سقطت من (م) ، والمثبت من الأصول الخطية و"أطراف المسند" 2/526.
(3) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري.
عفان: هو ابن مسلم الصفّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعَامة السَّدُوسي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (5471) ، وفي "شرح المعاني" 4/92، والبيهقي 6/174 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (20084) .
(4) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/505-506، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/174، والبيهقي 1/460 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (20082) .(33/390)
20256 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَيُحْلَقُ وَيُدَمَّى " (1)
20257 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: أَحْسَبُهُ مَرْفُوعًا، " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَذْكُرُهَا، وَمِنَ الْغَدِ لِلْوَقْتِ "، (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (20193) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل بشر ابن حرب، فهو ليس بذاك القويَّ، لكن يُعتَبر به.
وأخرجه الطحاوي في" شرح معاني الآثار" 1/465، والطبراني في "الكبير" (6978) من طريق أبي مجلز، عن سمرة بن جندب. ولفظه: "من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها من الغد للوقت". قال الهيثمي في "المجمع" 1/322: ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه البزار (397- كشف الأستار) ، والطحاوي 1/465، والطبراني (7034) من طريق خُبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة قال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمرنا إن شُغِل أحدُنا عن الصلاة أو نسيها حتى يذهب حينها الذي تُصَلَّى فيه أن نصليها مع التي تليها من الصلاة المكتوبة.
قال الهيثمي 1/321-322: وفي إسناده يوسف بن خالد السمتي، وهو كذاب. قلنا: هذا عند البزار فقط، وقد تابعه محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان عند الطحاوي والطبراني، وقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث أبي قتادة الطويل عند مسلم (681) ، وسيأتي في=(33/391)
20258 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1)
20259 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَذَلِكَ أَفْضَلُ " (2)
__________
= "المسند" 5/298، ففيه: " ... فليصلَها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فَلْيُصَلها عند وقتها.
ويشهد لقوله: "فليصلها حين يذكرها" دون قوله: "ومن الغد للوقت" حديث أنس بن مالك السالف برقم (11972) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "ومن الغد للوقت"، قال السندي: أحسن ما قيل في معناه: أن المراد أنه يصلي الوقتية في اليوم الثاني في الوقت، ولا يتخذ الإخراج عن الوقت عادة، وليس المراد أنه يقضى الفائتة مرة ثانية في الوقت، فقد جاء (في حديث عمران، وقد سلف برقم: 19964) أنهم حين قالوا: نقضيها مرة ثانية
في الوقت؟ قال لهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله تعالى قد نهى عن الرَّبا فكيف يقبلُه منكم؟! "
والله تعالى أعلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/465 من طريق سُريج بن النعمان وحده، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع منه سريج إلى شريح، وبشر ابن حرب إلى بشر بن الحارث.
(2) حسن لغيره. وانظر (20089) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/97، والدارمي (1540) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/119، والبيهقي 1/295 و3/190 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.(33/392)
20260 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، " أَنَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ يَوْمًا مَطِيرًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيَهُ: أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ "، (1)
20261 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، مِثْلَهُ سَوَاءً (2)
20262 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ "، قَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ (3)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيتكرر برقم (20701) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/234، والطبراني في "الكبير" (6821) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن بهز عن همام برقم (20153) ، وانظر (20092) .
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبان: هو ابن يزيد العطار.
وانظر ما قبله.
(3) إسناده ضعيف، فيه عنعنة الحسن البصري، وهو مدلَّس، وقد اختُلف على حماد بن سلمة في لفظه، فقد سلف برقم (20179) عن بهز بن أسد، عنه، ولفظه: "نزل القرآن على سبعة أحرف"، وهو الصواب الذي تشهد له الأحاديث.
وأما بهذا اللفظ الذي عند المصنف هنا، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 10/517، والبزار (2314- كشف الأستار) ، والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" (3119) ، والطبراني في "الكبير" (6853) ، والحكم 2/223 من طريق=(33/393)
20263 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلَانِ الْمَرْأَةَ، فَالْأَوَّلُ أَحَقُّ، وَإِذَا اشْتَرَى الرَّجُلَانِ الْبَيْعَ، فَالْأَوَّلُ أَحَقُّ " (1)
20264 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً " (2)
__________
= عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (6853) من طريق حجاج بن منهال، وابن عدي في "الكامل"2/679 من طريق عبيد الله العيشي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه البزار (2316) من طريق سليمان بن سمرة، عن أبيه سمرة.
وإسناده ضعيف.
(1) إسناده ضعيف من أجل عنعنة الحسن البصري. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه الدارمي (2194) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وسلف عن روح عن حماد بن سلمة مقروناَ بهشام الدستوائي برقم (20208) . وانظر (20085) .
(2) حسن لغيره. وانظر (20143) .
وأخرجه الطحاوي 4/60 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3356) ، والترمذي (1237) ، والطبراني في "الكبير" (6848) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 2/354 من طرق عن حماد ابن سلمة، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح. فهو يرى أن كل ما رواه الحسن عن سمرة صحيح وإن لم يصرَّح بسماعه.(33/394)
20265 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَسَائِلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ، فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ، إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ، أَوْ يَسْأَلَ فِي الْأَمْرِ لَا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا "، قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحَجَّاجَ، فَقَالَ: " سَلْنِي فَإِنِّي ذُو سُلْطَانٍ " (1)
20266 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، " أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى بِهِمْ سَكَتَ سَكْتَتَيْنِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] سَكَتَ أَيْضًا هُنَيَّةً "، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ أُبَيٌّ أَنَّ الْأَمْرَ كَمَا صَنَعَ سَمُرَةُ، (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن عقبة، فقد روى له أصحاب "السنن" غير ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الطحاوي 2/18 من طرق عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن ابن جعفر عن شعبة برقم (20219) .
والقائل في آخر الحديث: " فحدَّثت به الحجاج" هو زيد بن عقبة كما في الرواية السالفة برقم (20106) .
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، وفيه عنعنة الحسن البصري. يونس: هو ابن عبيد.
وأخرجه الدارقطني 1/336 عن هشيم بن بشير، عن يونس بن عبيد=(33/395)
20267 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: وَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ السُّورَةِ (1)
20268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ رَكْعَتَيْنِ، لَا نَسْمَعُ لَهُ فِيهِمَا صَوْتًا " (2)
__________
= وحده، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث من طريق يونس برقم (20127) ، وانظر (20081) .
(1) رجاله ثقات. وهو مكرر (20127) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ثعلبة بن عِبَاد. وانظر (20160) .
تنبيه: تكرر هنا في (م) وهامش (س) الحديث رقم (20253) سنداً ومتناً، والصواب حذفه كما في سائر الأصول الخطية.(33/396)
حَدِيثُ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ (1)
20269 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ، حَدَّثَنَا سَلْمٌ (2) يَعْنِي ابْنَ زَرِيرٍ، وَأَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ، أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ أُصِيبَ أَنْفُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ الْكُلَابِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ، فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا، يَعْنِي، مِنْ ذَهَبٍ "، (3)
__________
(1) سلف حديثه في مسند الكوفيين برقم (19006) .
(2) تحرف في (م) إلى: سليم.
(3) إسناده حسن، عبد الرحمن بن طرفة حسن الحديث، وهو حفيد عرفجة بن أسعد صاحب القصة، وهذا الإسناد- وإن كان ظاهره الإرسال- متصل، فإن عبد الرحمن قد أدرك جدَّه كما سيأتي برقم (20271) ، وفي رواية يزيد بن هارون السالفة برقم (19006) : قيل لأبي الأشهب: أدرك عبدُ الرحمن جدَّه؟ قال: نعم، وسَلْم بن زَرير حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وهو هنا متابع. أبو الأشهب: هو جعفر بن حيان.
وأخرجه النسائي 8/163-164، والطحاوي في "شرح المشكل" (1407) و (1408) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (371) ، والمزي في ترجمة سَلْم من "التهذيب" 11/226 من طرق عن سلّم بن زرير وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1258) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/64- 65، وأبو داود (4232) و (4233) ، والترمذي (1770) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2811) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/257-258 و258، وفي "شرح المشكل" (1406) ، وابن حبان (5462) ، والطبراني 17/ (369) ، والبيهقي 2/425، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن طرفة في=(33/397)
20270 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَرَفَةَ، عَنْ جَدِّهِ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ أَنَّهُ أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ (1)
• 20271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ، قَالَ: وَزَعَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ رَأَى عَرْفَجَةَ، قَالَ: أُصِيبَ أَنْفُ عَرْفَجَةَ يَوْمَ الْكُلَابِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ، فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ "، (3)
• 20272 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَدَوِيُّ حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ،
__________
= "التهذيب" 17/192 من طرق عن أبي الأشهب وحده، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث عبد الرحمن بن طرفة.
الوَرِق: الفضة.
(1) إسناده حسن كسابقه.
(2) وقع هذا الحديث والأحاديث التالية في (م) والنسخ المتأخرة على أنه من رواية عبد الله عن أبيه، والصواب أنه من زيادات عبد الله كما في (ظ 13) و"أطراف المسند" 4/340.
(3) إسناده حسن. شيبان: هو ابن فرُّوخ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (370) عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1502) عن شيبان بن فروخ، به.(33/398)
أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ، أُصِيبَ أَنْفُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ الْكُلَابِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (1) قَالَ أَبُو الْأَشْهَبِ: وَزَعَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَدْ (2) رَأَى جَدَّهُ، يَعْنِي، عَرْفَجَةَ،
• 20273 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ النَّهْشَلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ، عَنْ جَدِّهِ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ، أَنَّ أَنْفَهُ أُصِيبَ يَوْمَ الْكُلَابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، (3)
• 20274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ (3) ، أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ (4) أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكِلَابِ، فَذَكَرَ
__________
(1) إسناد حسن. أبو الأشهب: هو جعفر بن حيان العُطاردي.
وأخرجه أبو يعلى (1501) عن حوثرة بن أشرس، بهذا الإسناد.
تنبيه: هذا الحديث والأحاديث التي بعده أثبتت في بعض النسخ على أنها من رواية الإمام أحمد، والصواب أنها من زوائد ابنه عبد الله كما في "أطراف المسند" 4/340.
(2) لفظة "قد" أثبتناها من (م) ونسخة في (س) ، ولم ترد في باقي النسخ.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن تميم النَّهشلي جهَله أبو حاتم 7/215، لكنه متابع.
(3) قوله: "بن عرفجة" أثبتناه من (م) و (س) .
(4) لفظة "عرفجة" أثبتناها من (م) ونسخة في (س) .(33/399)
الْحَدِيثَ، (1)
• 20275 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ يَعْنِي الْحَرْبِيَّ (2) السِّمْسَارَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ الْعُطَارِدِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: (3) أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ، يَعْنِي مَاءً، اقْتَتَلُوا عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ قَالَ فِي آخِرِهِ: فَاتَّخَذْتُ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ: فَمَا أَنْتَنَ عَلَيَّ (4) (5)
__________
(1) إسناده حسن. جعفر بن حيان: هو أبو الأشهب العطاردي.
وهو في "مصنف " ابن أبي شيبة 8/499.
(2) تحرف في (م) إلى: الجرمي، وهي نسخة على هامش (س) .
(3) في (ظ 10) و (ق) : عن عبد الرحمن بن طرفة، عن عرفجة قال..
والصواب في هذا الإسناد كما أثبتناه.
(4-4) أثبتت هذه العبارة في (م) و (س) مختصرة: قال: فما أَنْتَنَ عليَّ.
(5) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة طرفة بن عرفجة، فإنه لم يرو عنه سوى ابنه عبد الرحمن، وقد روي الحديث عن عبد الرحمن عن جدَّه، كما سلف مراراً، وهو المحفوظ فيما قاله المزي في ترجمة طرفة من "التهذيب" 13/377، وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط عن غيرهم، وجعفر بن حيان الذي روى عنه هنا بصريُّ، لكن إسماعيل ابن عياش قد توبع.
فقد أخرجه أبو داود (4234) ، ومن طريقه البيهقي 2/426 عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل ابن عُليَّة، والبيهقي 2/425-426 من طريق الحسين بن الوليد، كلاهما عن أبي الأشهب، بهذا الإسناد.(33/400)
• 20276 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَدْ شَدَّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ، فَذُكِرَ (1) ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ بِهِ " (2) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: جَاءَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فَاسْتَأْذَنُوا عَلَى أَبِي الْأَشْهَبِ فَأَذِنَ لَهُمْ، فَقَالُوا: حَدَّثَنَا، قَالَ: سَلُوا، فَقَالُوا: مَا مَعَنَا شَيْءٌ نَسْأَلُكَ عَنْهُ، فَقَالَتْ ابْنَتُهُ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: سَلُوهُ عَنْ حَدِيثِ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ
20277 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَرْفَجَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةَ، وَهُمْ جَمِيعٌ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ " (3)
__________
(1) في (ظ 10) : فذَكَرتُ..
(2) هذا الأثر إسناده حسن. وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 8/499 عن عبد الله بن مبارك، عن جعفر بن حيان أبي الأشهب، به.
وفي هذا الباب عدة آثار انظرها في "مصنف" ابن أبي شيبة، و"نصب الراية" للزيلعي 4/237.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه عرفجة: وهو ابن شريح، أو شراحيل، أو شريك، أو ضُرَيح، الأشجعي، فقد خرَّج له مسلم، وهو غير ابن أسعد صاحب قصة الأنف، فقد وقع ها هنا خلط. =(33/401)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ (1)
20278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قِطْرِيٌّ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، مُحْتَبٍ بِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا " وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ (2)
__________
= وهذا الحديث مكرر ما سلف برقم (19000) .
(1) هذا العنوان لم يرد في (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن راشد، لكنه قد توبع فيما سلف برقم (16624) .
وسيأتي برقم (20288) .(33/402)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيمٍ (1)
20279 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ، حَدَّثَنِي أَحَدُ بَنِي سُلَيْمٍ، وَلَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَدْ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (2) " أَنَّ اللهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ بِمَا أَعْطَاهُ، فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ، بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهِ، وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ " (3)
__________
(1) هذا العنوان لم يرد في (م) .
(2) زيادة من مصادر التخريج لا بدَ منها لبيان أن الحديث مرفوع.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقاْت رجال الشيخين غير صحابيه، وجهالته لا تضر. إسماعيل: هو ابن عُليَّة، ويونس: هو ابن عبيد البصري، وأبو العلاء بن الشَّخَّير: هو يزيد بن عبد الله بن الشَّخَّير.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/287- 288 و288، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9725) من طرق عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد.(33/403)
حَدِيثُ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ
20280 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ يَعْنِي ابْنَ الْبَرِيدِ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي مَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، يَعْنِي مَطَرًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنُودِيَ: أَنَّ الصَّلَاةَ الْيَوْمَ، أَوِ الْجُمُعَةَ الْيَوْمَ، فِي الرِّحَالِ " (1)
20281 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَمِيلٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءً، وَابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ، " يَرْمُونَ الْجَمْرَةَ قَبْلَ الْفَجْرِ يَوْمَ النَّحْرِ " (2) ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، فِي
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو بشر الحلبي لا يعرف حاله، لكلنه قد توبع. وأسامة والد أبي المليح: هو ابن عمير بن عامر الهذلي، صحابي لم يرو عنه غير ولده.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/11 من طريق داود بن عمرو الضبّي، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (20700) ، وانظر تمام تخريجه هناك.
(2) قد ثبت في حديث ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأغيلمة من بني عبد المطلب حينما قدَّمهم من جمع بليل: "أُبينيَّ، لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمسُ"، انظر ما سلف برقم (2082) .(33/404)
أَيِّ سَنَةٍ سَمِعْتَ مِنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: " سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةَ، وَقْعَةِ الْحُسَيْنِ " (1)
20282 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: 6] ، قَالَ: " لَا تُعْطِي شَيْئًا تَطْلُبُ أَكْثَرَ مِنْهُ " (2)
• 20283 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (3) حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجَبًا لِلْمُؤْمِنِ، لَا يَقْضِي اللهُ لَهُ شَيْئًا إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ " (4)
__________
(1) هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، خرج على الهادي في ذي القعدة سنة تسع وستين ومئة بسبب بعض ولاة المدينة الذي أساء إلى الطالبييّن وضيَّق عليهم. وكان الحسين ذا صلاح وسخاء وشجاعة، وكان محبَّباً كثير الصَّديق، قُتل يوم التروية سنة تسع وستين بفخ قرب مكة. انظر " الوافي " للصفدي 12/453- 454.
(2) هذا الأثر رجاله ثقات رجال الصحيح. وروي مثله عن غير واحد من أهل العلم، انظر "جامع البيان" للطبري 29/148 و149.
(3) وقع هذا الحديث في (م) على أنه من رواية عبد الله عن أبيه، والصواب أنه من زياداته كما في النسخ الخطية.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ثعلبة بن عاصم، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن حبان (728) عن الحسين بن عبد الله القطان، عن نوح بن حبيب، بهذا الإسناد.
وقد سلف في مسند أنس برقم (12160) .(33/405)
حَدِيثُ رَجُلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
20284 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَالنَّاسُ يَعْتَقِبُونَ، وَفِي الظَّهْرِ قِلَّةٌ، فَحَانَتْ نَزْلَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزْلَتِي، فَلَحِقَنِي مِنْ بَعْدِي، فَضَرَبَ مَنْكِبَيَّ، فَقَالَ: " قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ "، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأْتُهَا مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: " قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأْتُهَا مَعَهُ، قَالَ: " إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَاقْرَأْ بِهِمَا " (2)
__________
(1) هذا العنوان لم يرد في (ظ 10) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهذا الرجل الصحابي هو عقبة بن عامر، انظر ما سلف في مسنده برقم (17297) .
إسماعيل: هو ابن عُليَّة، والجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشَّخَّير. وسيأتي مكرراً برقم (20745) .(33/406)
حَدِيثُ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
20285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ رِجَالٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيَقُلْ حَقًّا، أَوْ لِيَسْكُتْ "، (1)
20286 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
20287 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ، " أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُصَلِّي إِلَّا صَلَاتَيْنِ، فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح.
وسيأتي 5/412 من طريق أبي غِفار، عن علقمة بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وانظر أحاديث هذا الباب عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6621) .
(2) إسناده صحيح كسابقه.
(3) رجاله ثقات رجال الصحيح. غير الرجل المبهم الذي روى عنه نصر=(33/407)
20288 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ، قَالَ: رُفِعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ (1)
__________
= ابن عاصم.
وسيأتي 5/363 عن وكيع، عن شعبة.
وانظر حديث عثمان بن أبي العاص السالف برقم (17913) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جُدعان-، وقد توبع فيما سلف برقم (16624) و (20278) .(33/408)
حَدِيثُ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ (1)
20289 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَاعٍ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً، فَغَشَّهَا، فَهُوَ فِي النَّارِ " (2)
20290 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ ابْنَةِ مَعْقِلِ (3) بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهَا مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ مِنْ وَالِي أُمَّةٍ، قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ، لَا يَعْدِلُ فِيهَا، إِلَّا كَبَّهُ (4)
__________
(1) مَعْقِل بن يَسار، مُزَني، يكنى أبا علي، وقيل: كنيته أبو عبد الله، وقيل: أبو يسار. أسلم قبل الحُديبية، وشهد بيعة الرضوان، وهو الذي حفر نهر مَعقِل بالبصرة بأمر عمر، فنُسب إليه، ونزل البصرة وبنى بها داراً، ومات بها في آخر خلافة معاوية، وقيل: عاش إلى إمرة يزيد، وذكره البخاري في "الأوسط" في فصل من مات بين الستين إلى السبعين.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو الأسود- واسمه مسلم بن مِخْراق العبدي- صدوق لا بأس به، وهو من رجال مسلم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم ص 1461، وأبو عوانة 4/423، والطبراني في "الكبير" 20/ (533) و (534) من طرق عن سوادة بن أبي الأسود، بهذا الإسناد.
وانظر الحديثين التاليين.
(3) في (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س) : عن ابنةٍ لمَعقِل.
(4) في (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س) : أكبَّه.(33/409)
اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ " (1)
20291 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ اشْتَكَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ، (2) يَعُودُهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَمْ أَكُنْ حَدَّثْتُكَ بِهِ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابنة معقل بن يسار لا يعرف حالها، وإسماعيل البصري- وفي الرواية الآتية برقم (20296) : إسماعيل الأودي- ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 1/339، وابن حبان في "الثقات" 6/29 فسمياه: إسماعيل بن إبراهيم، وذكرا عنه راوياً آخر غير إسماعيل بن أبي خالد، وهو عمار الدُّهني.
وهذا الحديث أورده البخاري في "تاريخه" 1/339 عن أبي أسامة ويعلى ابن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. ووقع في المطبوع منه خطأ يصحح من هنا.
وعن المقدَّمي، عن معتمر، عن إسماعيل- وهو ابن أبي خالد- عن رجل من مزينة، عن بنت معقل. وهو عند الطبراني في "الكبير" 20/ (516) .
وأورده عن عبيد الله، عن إسرائيل، عن عمار الدهني، عن إسماعيل بن إبراهيم، وهو عند الطبراني 20/ (519) .
وأورده عن أبي نعيم، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه، عن ابن معقل بن يسار، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/220 و15/234، والطبراني في "الكبير" 20/ (514) و (515) و (518) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وهو عند بعضهم مطول.
وسيأتي برقم (20296) عن يعلى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد.
وانظر ما قبله وما بعده.
(2) في (م) زيادة لفظة "يعني".(33/410)
إِنِّي (1) سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَسْتَرْعِي اللهُ عَبْدًا رَعِيَّةً، فَيَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ لَهَا غَاشٌّ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " (2)
20292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيَاضًا أَبَا خَالِدٍ، قَالَ:
__________
(1) لفظة "إني" أثبتناها من (م) و (ق) ونسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقسَم، وهو المعروف بابن عُلية، ويونس: هو ابن عُبيد بن دينار البصري، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، ووقع في رواية هشام بن حسان عنه عند البخاري ومسلم وغيرهما ما يدلُ على أنه حضر ذلك من عبيد الله بن زياد عند معقِل بن يسار.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (458) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (142) (228) وص 1460، والطبراني 20/ (455) و (456) و (457) و (459) من طرق عن يونس بن عبيد، به.
وأخرجه الطيالسي (928) و (929) ، وعبد بن حميد (401) ، والدارمي (2796) ، والبخاري (7150) و (7151) ، ومسلم (142) (227) و (229) وص 1460، وأبو عوانة 4/422 و423، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3261) ، وابن حبان (4495) ، والطبراني 20/ (449) و (469) و (472) و (473) و (474) و (476) و (478) ، والبيهقي 8/161 و9/41، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2478) من طرق عن الحسن البصري، به.
وأخرجه مسلم (142) وص 1460، وأبو عوانة 4/421- 422، والطبراني 20/ (524) ، والبيهقي 8/160 و9/41 من طريق أبي المليح: أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار ... فذكره.
وسيأتي برقم (20315) من طريق عوف عن الحسن.(33/411)
رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ عِنْدَ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، فَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " (1)
20293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، " أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ رَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ بِيَدِهِ، عَنْ رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُبَايِعُ النَّاسَ، (2) فَبَايَعُوهُ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَلْفٌ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض أبي خالد. حجاج شيخ المصنف: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه المزي في ترجمة عياض من "التهذيب" 22/576 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6021) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، به. وقرن بابن جعفر يحيى بنَ سعيد القطان، وستأتي روايته برقم (20295) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (529) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (933) عن جعفر بن سليمان، عن معلَّى بن زياد القردوسي، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار. وهذا إسناد قوي.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3576) .
(2) في (ظ 10) ونسخة في (س) : يبايع للناس.(33/412)
وَأَرْبَعُ مِائَةٍ "، (1)
• 20294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (2) بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ: {يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] ، قَالَ: " أَنْ لَا يَفِرُّوا " (3)
20295 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عِيَاضٌ أَبُو خَالِدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ جَارَيْنِ لمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ كَلَامٌ، فَصَارَتِ الْيَمِينُ عَلَى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن عبد الله الأعرج، فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مِهران الحذاء.
وأخرجه الطبراني 20/ (531) من طريق عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1858) ، والطبراني 20/ (532) ، من طريق يزيد بن زريع، وابن حبان (4551) و (4876) ، والطبراني 20/530، والبيهقي 8/146 من طريق خالد بن عبد الله الطحان، كلاهما عن خالد الحذَّاء، به.
وأخرجه مسلم (1858) من طريق يونس بن عبيد، عن الحكم بن عبد الله، به.
وفي الباب عن جابر وغيره، انظر (14114) و (14823) .
(2) وقع هذا الأثر في (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله.
(3) هذا الأثر إسناده محتمل للتحسين، يحيى بن يمان يُعتبر به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.
وفي باب مبايعة الصحابةِ للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية على أن لا يفروا عن جابر وغيره، انظر ما سلف برقم (14114) .(33/413)
أَحَدِهِمَا، فَسَمِعْتُ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ أَخِيهِ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، (1)
20296 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنَةِ مَعْقِلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ أَبِي أَتَاهُ ابْنُ زِيَادٍ وَسَاقَهُ، (2) يَعْنِي وَسَاقَ الْحَدِيثَ، (3)
20297 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، " أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَسَقَطَ شَعَرُهَا، فَسَألَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ، فَلَعَنَ الْوَاصِلَةَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض.
وأخرجه المزي في ترجمة عياض من "التهذيب" 22/576-577 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6021) ، والطبراني 20/ (528) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وانظر (20292) .
(2) في (ظ 10) : وساقته.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وسلف الكلام عليه برقم (20290) .
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/339، والطبراني في "الكبير" 20/ (517) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وسمى الطبراني ابنة معقل هنداً.(33/414)
وَالْمَوْصُولَةَ " (1)
20298 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَمَلُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، الفضل بن دَلْهم ليس بذاك القويَ، لكن يُعتبر به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن سيرين: هو محمد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (484) و (485) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4283) و (4284) ، وإسناده صحيح.
وعن ابن عمر، سلف برقم (4724) ، وهو في "الصحيحين". وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل - وهو مظفَّر بن مُدرِك- فقد روى له النسائي وأبو داود في "التفرد"، وهو ثقة.
وأخرجه عبد بن حميد (402) ، ومسلم (2948) ، والترمذي (2201) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/78-79، والطبراني 20/ (488) ، وابن عدي في "الكامل"6/2368 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد- ولفظه عندهم: "العبادة في الهَرْج ... ".
وأخرجه الطيالسي (932) ، وابن ماجه (3985) ، والطبراني 20/ (489) و (490) و (491) من طرق عن المعلى بن زياد، به- وعند بعضهم: "العبادة في الهَرج ... ". =(33/415)
20299 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْجَسْرِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ عَنِ الشَّرَابِ، فَقَالَ: " كُنَّا بِالْمَدِينَةِ وَكَانَتْ كَثِيرَةَ التَّمْرِ، فَحَرَّمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَضِيخَ "، وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ (1) عَنْ أُمٍّ لَهُ عَجُوزٍ كَبِيرَةٍ، أَيَسْقِيهَا النَّبِيذَ، فَإِنَّهَا لَا تَأْكُلُ الطَّعَامَ؟ " فَنَهَاهُ مَعْقِلٌ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني 20/ (493) و (494) من طريقين عن معاوية بن قرة، به.
وسيأتي برقم (20311) من طريق منصور بن زاذان، عن معاوية بن قرة.
قال السندي: "في الهَرْج" بفتح فسكون، أي: القتل، والمراد: الاشتغال بالأعمال الصالحة في أيام ظهور القتل والفساد بين العباد، كالهجرة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن مرجعهما هو الرجوع إلى الله تعالى عند الكفر والمعاصي بين العباد، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : وسأل.
(2) إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبو عبد الله الجَسْري: اسمه حِمْيريُ بن بَشير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/183، والطبراني 20/ (504) و (521) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد- وحديث الطبراني دون قصة العجوز.
وأخرجه كذلك الطيالسي (934) عن المثنى بن عوف، به.
وأخرجه أيضاً ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/79 من طريق سهل بن بكار، عن المثنى بن عوف، به.
وأخرجه المصنف في "الأشربة" (184) ، والطبراني 20/ (505) من=(33/416)
20300 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَقَرَةُ سَنَامُ الْقُرْآنِ وَذُرْوَتُهُ، نَزَلَ مَعَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ثَمَانُونَ مَلَكًا، وَاسْتُخْرِجَتْ {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَوُصِلَتْ بِهَا، أَوْ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ " (1)
20301 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، وَلَيْسَ بِالنَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ " يَعْنِي يس (2)
__________
= طريق جامع بن مطر، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار. وإسناده صحيح.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12869) و (12888) .
الفضيخ: شراب التمر.
(1) إسناده ضعيف لجهالة الرجل وأبيه، وسُمِّي في الرواية التالية بأبي عثمان، ولا يعرف. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التيمي.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1075) ، والطبراني 20/ (511) من طريق محمد بن عبد الأعلى، و20/ (541) من طريق محمد بن أبي بكر المقدَّمي، كلاهما عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي عثمان وأبيه. ونقل الحافظ ابن حجر في =(33/417)
20302 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي الرَّبَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَنَزَلْنَا فِي مَكَانٍ كَثِيرِ الثُّومِ، وَإِنَّ أُنَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَصَابُوا مِنْهُ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى الْمُصَلَّى يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَاهُمْ عَنْهَا، ثُمَّ جَاءُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَنَهَاهُمْ عَنْهَا، (1) ثُمَّ جَاءُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَوَجَدَ رِيحَهَا مِنْهُمْ، فَقَالَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَلَا يَقْرَبْنَا فِي مَسْجِدِنَا "، (2)
__________
= "التلخيص الحبير" 2/104 عن ابن القطان أنه أعلَّه، ونقل عن أبي بكر بن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث.
وأخرجه الطبراني 20/ (510) ، والحاكم 1/565 من طريق عارم محمد بن الفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (931) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 252-253، وابن أبي شيبة 3/237، وأبو داود (3121) ، وابن ماجه (1448) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1074) ، وابن حبان (3002) ، والبيهقي 3/383، والبغوي (1464) من طرق عن عبد الله بن المبارك، به- ولم يسمَّ الطيالسي أبا عثمان، وإنما قال: عن رجل عن أبيه، وبعضهم لم يقل فيه: عن أبيه.
وسيأتي برقم (20314) .
وانظر ما سلف في مسند غضيف بن الحارث برقم (16969) .
(1) زاد في (م) مرة ثالثة: ثم جاؤوا بعد ذلك إلى المصلى. فنهاهم عنها.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الرباب، جهله الحسيني في "الإكمال" (1076) ، وأبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف" (1809) ،=(33/418)
20303 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ (1) بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْحَنَفِيُّ أَبُو عَزَّةَ الدَّبَّاغُ، عَنْ أَبِي الرَّبَابِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (2)
__________
= والهيثمي في "المجمع" 2/17، وفي بعض طرق الحديث أنه مولى معقل.
والحكم بن عطية أخطأ محمد بن عبد الله الزبيري في اسمه، قاله الإمام أحمد فيما نقله الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/217، وإنما هو الحكم بن طهمان، وهو الحكم بن أبي القاسم أبو عزَّة الدبَّاغ كما في "الموضح" 1/214 و217، و"التعجيل" (221) ، وثقه ابن معين، وقال أبو
حاتم: لا بأس به صالح الحديث.
وأخرجه الخطيب في "الموضح" 1/214 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/510 و8/302-303، والخطيب 1/214 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن الحكم بن عطية، به. وخطأ الخطيب الروايتين.
وأخرجه البخاري في قسم الكنى في "تاريخه" ص 30- 31 عن أبي نعيم، قال: حدثنا الحكم أبو معاذ....
وأخرجه يعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " 1/310، الخطيب البغدادي 1/215-216 و216 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبراني 20/ (520) من طريق أبي نعيم وأبي الوليد الطيالسي ومسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن أبي عزّة الحكم بن طهمان الدبّاغ، عن أبي الرباب، به.
وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني، سلف برقم (17741) .
(1) تحرف في (م) إلى: محمد.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. =(33/419)
20304 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يَعْنِي إِسْحَاقَ بْنَ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَي حُمْرَانُ، أَوْ حَمْدَانُ، مَوْلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: صَحِبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا (1)
20305 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو (2) الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَعْقِلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْضِيَ بَيْنَ قَوْمٍ، فَقُلْتُ: مَا أَحْسَنَ أَنْ أَقْضِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " اللهُ مَعَ الْقَاضِي مَا لَمْ يَحِفْ عَمْدًا (3) "
__________
= وأخرجه الخطيب في الموضح 1/217 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد وأخرجه أيضاً 1/216-217 من طريق محمد بن عبد الله المخرمي، عن يونس بن محمد، به.
(1) إسناده ضعيف لجهالة حُمران مولى معقل. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
(2) وقع في (م) : حدثنا أبو، بزيادة لفظة "حدثنا" وهو خطأ، وسقط منها لفظ "أبي" في اسم زيد بن أبي أنيسة.
(3) إسناده ضعيف جداً، نفيع بن الحارث- وهو أبو داود الأعمى- متروك الحديث، وقد كذَّبه ابنُ معين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (539) من طريق أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (540) ، وفي "الأوسط" (6504) من طريق محمد بن خالد أبي خالد الضَبَّي، عن أبي داود نفيع بن الحارث، به. =(33/420)
20306 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ طَهْمَانَ أَبُو الْعَلَاءِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نَافِعٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَرَأَ الثَّلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُمْسِيَ، إِنْ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَاتَ شَهِيدًا، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي كَانَ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ " (1)
__________
= وقد ثبت الحديث المرفوع من غير حديث معقل بن يسار، فقد أخرجه الترمذي (1330) ، وابن ماجه (2312) ، وصححه ابن حبان (5062) من حديث عبد الله بن أبي أوفى. وإسناده حسن.
وفي الباب أيضاً عن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (9792) ، لكن إسناده ضعيف من أجل أن فيه حفص بن سليمان القارئ.
الحَيْف: الظُّلْم.
(1) إسناده ضعيف، خالد بن طَهْمان ضعَّفه ابن معين وقال: خلط قبل موته بعشر سنين، وكان قبل ذلك ثقة، وكان في تخليطه كل ما جاؤوا به يقرؤه، وحسن الرأي فيه أبو داود وأبو حاتم، وأما نافع بن أبي نافع الراوي عن معقل، فإن كان هو نفيع بن الحارث أبا دواد الأعمى فيما قاله أبو داود،
فهو متروك الحديث وإن كان غيره فهو لا يعرف كما قاله الذهبي في "الميزان" 4/242، وانظر ترجمة نافع هذا في "تهذيب التهذيب" لابن حجر.
وأخرجه الدارمي (3425) ، والترمذي (2922) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (537) ، وفي "الدعاء" (308) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (80) من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وأورده الذهبي في "الميزان" 1/631 من هذا الطريق، وقال: لم يحسَّنه=(33/421)
20307 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ طَهْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: وَضَّأْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " هَلْ لَكَ فِي فَاطِمَةَ تَعُودُهَا؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَيَّ، فَقَالَ: " أَمَا إِنَّهُ سَيَحْمِلُ ثِقَلَهَا غَيْرُكَ، وَيَكُونُ أَجْرُهَا لَكَ " قَالَ: فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيَّ شَيْءٌ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى فَاطِمَةَ، فَقَالَ لَهَا: " كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ " قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ اشْتَدَّ حُزْنِي، وَاشْتَدَّتْ فَاقَتِي، وَطَالَ سَقَمِي " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: " أَوَمَا تَرْضَيْنَ أَنِّي زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَ أُمَّتِي سِلْمَا، وَأَكْثَرَهُمْ عِلْمًا، وَأَعْظَمَهُمْ حِلْمًا " (1)
20308 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَلْبَثُ الْجَوْرُ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يَطْلُعَ، فَكُلَّمَا طَلَعَ مِنَ الْجَوْرِ شَيْءٌ ذَهَبَ مِنَ الْعَدْلِ مِثْلُهُ، حَتَّى يُولَدَ فِي الْجَوْرِ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ، ثُمَّ
__________
= الترمذي، وهو حديث غريب جداً.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. أبو أحمد: هو الزُّبيري محمد بن عبد الله بن الزبير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (538) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
سِلْماً، أي: إسلاماً.(33/422)
يَأْتِي اللهُ بِالْعَدْلِ، فَكُلَّمَا جَاءَ مِنَ الْعَدْلِ شَيْءٌ، ذَهَبَ مِنَ الْجَوْرِ مِثْلُهُ، حَتَّى يُولَدَ فِي الْعَدْلِ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ " (1)
20309 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، شَهِدَ عُمَرَ قَالَ: وَقَدْ كَانَ جَمَعَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ وَصِحَّتِهِ، فَنَاشَدَهُمُ اللهَ مَنْ، سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ فِي الْجَدِّ شَيْئًا، فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أُتِيَ بِفَرِيضَةٍ (3) فِيهَا جَدٌّ، فَأَعْطَاهُ ثُلُثًا أَوْ سُدُسًا "، قَالَ: وَمَا الْفَرِيضَةُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَدْرِيَ؟ (4)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقيه. ولم نقف على هذا الحديث عند غير المصنف.
(2) في (م) ونسخة في (س) : قد سمعت.
(3) في (ظ 10) : فريضة.
(4) إسناده حسن، يونس بن أبي إسحاق صدوق حسن الحديث، روى له مسلم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/291، ومن طريقه ابن ماجه (2722) ، والطبراني20\ (536) عن شبابة بن سَوّار، والنسائي في "الكبرى" (6333) من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد - وحديث شبابة مختصر لم يذكر فيه قصة عمر.
وانظر حديث عمران بن حصين، السالف برقم (19848) .
وانظر تفصيل القول في هذه المسألة في كتاب "المغني" لابن قدامة=(33/423)
20310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ عَنْ فَرِيضَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَدِّ، فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ الْمُزَنِيُّ، فَقَالَ: " قَضَى فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَاذَا؟ قَالَ: " السُّدُسَ "، قَالَ: مَعَ مَنْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: لَا دَرَيْتَ فَمَا تُغْنِي إِذًا؟ " (1)
20311 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُسْتَلِمُ (2) بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ،
__________
= 9/65-81.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن البصري لم يسمع من عمر. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ويونس: هو ابن عبيد البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/291، ومن طريقه الطبراني 20/ (462) عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (38) ، وأبو داود (2897) ، والطبراني 20/ (463) من طرق عن يونس بن عبيد، به.
وأخرجه البيهقي 6/244 من طريق وهيب بن خالد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن معقل بن يسار: أن عمر ... فذكره.
وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2723) ، والنسائي في "الكبرى" (6334) و (6335) ، والطبراني 20/ (461) و (464) و (465) من طرق عن يونس ابن عبيد، عن الحسن، عن معقل بن يسار: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى في الجدَّ بالسُدس.
وانظر ما قبله.
(2) تحرف في (م) : إلى: مسلم.(33/424)
عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعِبَادَةُ فِي الْفِتْنَةِ كَالْهِجْرَةِ إِلَيَّ " (1)
20312 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ رَجُلٍ هُوَ الْحَسَنُ، إِنْ شَاءَ اللهُ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: " لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخَيْلِ "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ غُفْرًا، لَا بَلِ (2) النِّسَاءُ " (3)
20313 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زيد (4) يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ أَبُو الْمُعَلَّى، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَقُلَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ يَا مَعْقِلُ أَنِّي سَفَكْتُ دَمًا؟ قَالَ: مَا عَلِمْتُ، قَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي دَخَلْتُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: مَا عَلِمْتُ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، مستلم بن سعيد الثقفي صدوق لا بأس به، روى له أصحاب السنن الأربعة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/72، وابن حبان (5957) ، والطبراني 20/- (492) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (20298) .
(2) تحرف في (م) إلى: اللهم عقراً الإبل!.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي هلال: وهو محمد بن سُليم الراسبي، والرجل المبهم إن كان هو الحسن البصري، فإنه لم يصرح بسماعه من معقل.
ويشهد له حديث أنس مرفوعاً: "حُببَ إليَ النساءُ، والطيب، وجُعل قرةُ عيني في الصلاة"، وسلف برقم (12293) ، وإسناده حسن.
(4) تحرف في (م) إلى: يزيد.(33/425)
قَالَ: أَجْلِسُونِي، ثُمَّ قَالَ: اسْمَعْ يَا عُبَيْدَ اللهِ حَتَّى أُحَدِّثَكَ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً وَلَا مَرَّتَيْنِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ (1)
__________
(1) إسناده جيد، زيد بن مرة- ويقال ابن أبي ليلى- أبو المعلى وثقه أبو داود الطيالسي وابن معين، وقال أبو داود السجستاني كما في "سؤالات الآجري" (322) : ليس به بأس، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 3/573: صالح الحديث. قلنا: وفات الحافظين الحسيني وابن حجر أن يترجما له مع أنه من شرطهما.
والحسن- وهو البصري- قد شهد هذا المجلس عندما ثقل معقل بن يسار، وسمع فيه أيضاً غير هذا الحديث، انظر التعليق على الحديث السالف برقم (20291) .
وأخرجه الحاكم 2/12-13 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (928) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/124، والطبراني في "الكبير" 20/ (479) و (480) و (481) ، وفي "الأوسط" (8646) ، والحاكم 2/12-13، والبيهقي 6/30 من طرق عن زيد أبي المعلى، به- وبعضهم لا يذكر فيه قصة دخول عبيد الله بن زياد.
وفي باب الاحتكار انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4880) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (8617) .(33/426)
20314 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، وَلَيْسَ بِالنَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ "، قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي يس (1)
20315 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَرِضَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ مَرَضًا ثَقُلَ فِيهِ، فَأَتَاهُ ابْنُ زِيَادٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً، فَلَمْ يُحِطْهُمْ بِنَصِيحَةٍ، لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ "، قَالَ ابْنُ زِيَادٍ: أَلَا كُنْتَ حَدَّثْتَنِي بِهَذَا قَبْلَ الْآنَ؟ قَالَ: " وَالْآنَ لَوْلَا الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي عثمان وأبيه. علي بن إسحاق: هو المروزي، وعتاب: هو ابن زياد الخراساني. وانظر (20301) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة بن خليفة صدوق لا بأس به، وهو من رجال ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة، والحسن: هو البصري.
وأخرجه أبو عوانة 4/423، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/79 من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد. وانظر (20291) .(33/427)
حَدِيثُ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ
20316 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ (1) بِصِيَامِ لَيَالِي الْبِيضِ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَقَالَ: " هِيَ كَصَوْمِ الدَّهْرِ " (2)
20317 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: وَحَدَّثَ أَبِي، عَنِ أَبِي (3) الْعَلَاءِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ حِينَ حُضِرَ، فَمَرَّ رَجُلٌ فِي أَقْصَى الدَّارِ، قَالَ: فَأَبْصَرْتُهُ فِي وَجْهِ قَتَادَةَ، قَالَ: وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ كَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ الدِّهَانَ، قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى وَجْهِهِ "، (4)
__________
(1) في (م) ونسخة في (س) : يأمرنا.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر الحديث السالف في مسند الشاميين برقم (17514) .
وانظر الأحاديث الآتية بعد حديثين.
(3) لفظة "أبي" سقطت من الأصول، وهي ثابتة في الموضع الآتي للحديث برقم (20763) ، وهو الصواب.
(4) إسناده صحيح. عارم: هو محمد بن الفضل، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التَيْمي.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/217 من طريق أحمد بن حنبل،=(33/428)
• 20318 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَهُرَيْمٌ أَبُو حَمْزَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
20319 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُهُمْ بِصِيَامِ أَيَّامِ الْبِيضِ، وَيَقُولُ: " " هُنَّ (2) صِيَامُ الشَّهْرِ "، أَوْ قَالَ: " الدَّهْرِ " (3)
20320 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ اللَّيَالِي الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ "، وَقَالَ: " هُنَّ (4) كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ " (5)
__________
= بهذا الإسناد.
وسيتكرر الحديث برقم (20763) .
قوله: "حين حُضر" أي: جاءه الموت.
(1) إسناده صحيح، هريم أبو حمزة: هو ابن عبد الأعلى بن الفرات.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/217 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (20764) .
(2) في (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س) : هي.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك: وهو ابن قتادة بن مِلحان. بهز: هو ابن أسد العَمَّي. وقد سلف قبل حديثين، وانظر (17513) .
(4) في (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س) : هي.
(5) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. روح: هو ابن عُبادة،=(33/429)
20321 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْمِنْهَالِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ أَيَّامِ الْبِيضِ الثَّلَاثَةِ، وَيَقُولُ: " هُنَّ صِيَامُ الدَّهْرِ " (1)
__________
= وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه البيهقي 4/294 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (17514) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك بن المنهال، كذا سمَّاه شعبة في حديثه، ووهَّمه غير واحد، والصواب أن اسمه عبد الملك بن قتادة كما قال همام.
وأخرجه البيهقي 4/294 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (17513) .(33/430)
حَدِيثُ أَعْرَابِيٍّ
20322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا، يُحَدِّثُ عَنْ أَعْرَابِيٍّ، قَالَ: " رَأَيْتُ فِي رِجْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْلًا مَخْصُوفَةً " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأعرابي رواي الحديث. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشَخير.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/444 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2911) من طريق يحيى بن كثير، عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (20587) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به.
وأخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ص 135 من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرف، عن أبيه قال: رأيت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعلين مخصوفتين. وخالد بن عبد الرحمن- وهو الخراساني- لا بأس به، لكن رواية الجماعة عن شعبة هي المحفوظة.
وأخرجه أبو الشيخ أيضاً ص 135 من طريق محمد بن سنان القزاز، عن أبي غسان العنبري- وهو يحيى بن كثير-، عن شعبة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في نعلين مخصوفتين من جلود البقر. ومحمد بن سنان القزاز ضعيف.
وانظر ما سلف برقم (20067) .(33/431)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَاهِلَةَ
20323 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُجِيبَةُ عَجُوزٌ مِنْ بِاهِلَةَ، عَنْ أَبِيهَا، أَوْ عَنْ عَمِّهَا، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ مَرَّةً، فَقَالَ: " مَنْ أَنْتَ؟ " قَالَ: أَوَ مَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: " وَمَنْ أَنْتَ؟ " قَالَ: أَنَا الْبَاهِلِيُّ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ أَوَّلٍ، قَالَ: " فَإِنَّكَ أَتَيْتَنِي وَجِسْمُكَ وَلَوْنُكَ وَهَيْئَتُكَ حَسَنَةٌ، فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ " فَقَالَ: إِنِّي وَاللهِ مَا أَفْطَرْتُ بَعْدَكَ إِلَّا لَيْلًا، قَالَ: " مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ (1) " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، " صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ رَمَضَانَ "، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَزِيدَنِي، قَالَ: " فَصُمْ يَوْمًا مِنَ الشَّهْرِ "، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَزِيدَنِي، قَالَ: " فَيَوْمَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ "، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَزِيدَنِي، قَالَ: " وَمَا تَبْغِي عَنْ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَيَوْمَيْنِ فِي الشَّهْرِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَزِيدَنِي، قَالَ: " فَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ "، قَالَ: " وَأَلْحَمَ (2) عِنْدَ الثَّالِثَةِ "، فَمَا كَادَ قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَزِيدَنِي، قَالَ: " فَمِنَ الْحُرُمِ، وَأَفْطِرْ " (3)
__________
(1) قوله: "من أمرك أن تعذب نفسك؟ " ذكر في (م) ثلاث مرات، وفي (ق) ونسخة في (س) مرتين، وكتب بعدها في كافة النسخ: ثلاث مرات.
(2) في (ظ 10) و (ف) : وألج.
(3) حسن لغيره دون قوله (*) ، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُجيبة، فإنه لم يرو=
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع، وكأن هناك سقطا، ولعل المراد: دون قوله "فمن الحرم وأفطر". . . والله أعلم(33/432)
حَدِيثُ زُهَيْرِ بْنِ عُثْمَانَ
20324 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ،
__________
= عنها غير أبي السَليل، وذكر بعضهم أن مُجيبة رجل، وقيل فيه: أبو مجيبة، وذكره ابن حبان بالكنية في قسم الصحابة من "ثقاته" 3/456، ونقل ابن حجر في "الإصابة" 7/360 عن أبي عمر بن عبد البر أنه قال: لا أعرفه. إسماعيل: هو ابن عُليَّة، والجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو السليل: هو ضُريب بن نُقير.
وأخرجه أبو داود (2428) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/93 من طريق حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (400) ، والنسائي في "الكبرى" (2743) من طريق عمر بن سعد أبي داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن الجريري، عن أبي السليل، عن مجيبة الباهلي، عن عمَّه.
وأخرجه ابن ماجه (1741) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن الجريري، به - قال فيه: عن أبي مجيبة الباهلي عن أبيه أو عن عمَّه.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6477) .
وعن أبي هريرة في صوم شهر المحرَّم سلف برقم (8026) .
وعن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تسع ذي الحجة عند أبي داود (2437) ، والنسائي 4/221.
قال السندي: "وألحمَ عند الثالثة" بإهمال الحاء، أي: وقف عندها فلم يزد عليها، من ألْحَمَ بالمكان: إذا وقف عنده.
وأراد بالحُرُم: الأشهر الحُرُمَ.(33/433)