18922 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ أَخًا لِعَائِشَةَ لِأُمِّهَا أُمِّ رُومَانَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَاسْتَعَانَ عَلَيْهَا بِالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، فَاسْتَأْذَنَا عَلَيْهَا، فَأَذِنَتْ لَهُمَا، فَكَلَّمَاهَا وَنَاشَدَاهَا اللهَ وَالْقَرَابَةَ، وَقَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ يَهْجُرَ (1) أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ (2) "، (3)
__________
= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (15851) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (24) .
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (397) ، والطبراني 20/ (25) من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/402- ومن طريقه الطبراني 20/ (27) - من طريق أبي منيع، كلاهما عن الزهري، به.
وسيرد بالأرقام (18922) و (18923) .
وفي الباب عن سَعْد بن أبي وقاص، سلف برقم (1519) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وانظر حديث ابن عمر السَّالف برقم (5357) .
قال السندي: قوله: أعطته، أي: أعطت عائشة ذلك العطاء.
وقبلتِ منه، بالخطاب، أي: قبلت منه ما يعطي لإسقاط النذر عن الذمة.
(1) في (م) : أن يهجر.
(2) في (ق) : ثلاث ليال.
(3) حديث صحيح، الوليد بن مسلم مدلس ويسوي، ولم يصرح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، وقد خالف في روايته عن الأوزاعي، فقال: عن الطفيل بن الحارث، والصواب: عوف بن الحارث بن الطفيل، كما بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (18921) ، ورواه كذلك على الصواب من=(31/238)
18923 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ طُّفَيْلِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّهَا، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
18924 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ، وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْيَ، وَأَشْعَرَ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا "، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: بِالْعُمْرَةِ (2) وَلَمْ يُسَمِّ الْمِسْوَرَ، " وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا " (3)
__________
= طريق الأوزاعي عبد الله بن كثير القاري فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (26) فقال: عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عوف بن الحارث بن الطفيل، به.
وقال: وكان أخاً لعائشة لأمها أم رومان، والصواب أنه ابن أخيها كما جاء مصرحاً به في الرواية السالفة (18921) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري على خطأ في اسم أحد رواته، فقد جاء في هذه الرواية: عوف بن مالك بن طفيل، والصواب عوف بن الحارث ابن الطفيل، كما بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (18921) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو موصول بالإسناد السالف برقم (18921) . أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري (6073) و (6074) و (6075) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/402 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
(2) في (م) : من عمرة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18909) سنداً ومتناً.(31/239)
18925 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ، بِالْمَوْسِمِ يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ، وَالْبَعِيرُ أَفْضَلُ مِنَ الْمِجَنِّ " (1)
18926 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلَا آذَنُ لَهُمْ "، ثُمَّ قَالَ: " لَا آذَنُ "، ثُمَّ قَالَ: " " لَا آذَنُ، فَإِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا " (2)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد مرسل، مروان- وهو ابن الحكم- لم تثبت له صحبة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عراك: وهو ابن مالك الغفاري، فمن رجال البخاري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/273، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وقوله: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطع في مجن.
له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب بإسنادِ صحيح، سلف برقم (4503) .
وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، السالف برقم (6687) .
قال السندي: قوله: والبعير أفضل، أي: أكثر ثمناً وأغلى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر.=(31/240)
18927 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبِيَةٌ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ، فَقَسَمَهَا فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا مِسْوَرُ، اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّهُ قَسَمَ أَقْبِيَةً، فَانْطَلَقْنَا، فَقَالَ: ادْخُلْ، فَادْعُهُ لِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ فَدَعَوْتُهُ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَيَّ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا، قَالَ: " خَبَأْتُ لَكَ هَذَا يَا مَخْرَمَةُ "
__________
= وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/288-289 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (5230) و (5278) ، ومسلم (2449) ، وأبو داود (2071) ، وابن ماجه (1998) ، والترمذي (3867) ، والنسائي في "الكبرى" (8370) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2955) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4983) و (4984) و (4985) ، وابن حبان (6955) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/110، والطبراني في "الكبير" 22/ (1010) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/40، والبيهقي 7/307 و308، والبغوي في "شرح السنة" (4358) من طرق عن الليث، به، وزاد بعضهم: "إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يُطَلَّقَ ابنتي، ويَنْكِحَ ابنتهم".
وأخرجه مختصراً وبتمامه البخاري (3714) و (3767) ، ومسلم (2449) (94) ، والنسائي في "الكبرى" (8371) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2954) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1012) ، والبيهقي 10/201-202، والبغوي في "شرح السنة" (3957) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، به.
وأخرجه الطبراني 22/ (1011) من طريق ابن لهيعة، عن ابن أبي مليكة، به!
وقد سلف (18911) .(31/241)
قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: رَضِيَ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وليث هو ابن سَعْد.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (909) ، والبخاري (2599) و (5800) ، ومسلم (1058) (129) ، وأبو داود (4028) ، والترمذي (2818) ، والنسائي في "المجتبى" 8/205، وفي "الكبرى" (9663) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3044) و (3045) و (3046) ، وابن حبان (4817) و (4818) ، والبيهقي 3/273 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري برقم (5862) في باب المزرَّر بالذهب بصيغة الجزم عن الليث، فقال: قال الليث. وقد وصله البخاري من طريق الليث كما سلف.
وأخرجه البخاري (2657) ، ومسلم (1058) (130) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (619) ، وأبو يعلى (7220) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3047) ، والطبراني في "الأوسط" (5720) و (7553) ، والحاكم 3/490 و523 من طريق حاتم بن وردان، عن أيوب السختياني، عن ابن أبي مُليكة، به. وفيه: ومعه قباء وهو يريه محاسنه، وهو يقول: "خبأت هذا لك،
خبأت هذا لك" وزاد أبو يعلى والطحاوي والطبراني قولَ صالح بنِ حاتم بن وردان: فقلتُ لأبي: من أيَّ شيء فعل هذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمخرمة؟ فقال: كان يتقي لسانه.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (908) ، والبخاري (3127) ، والبيهقي 3/273 من طريق حماد بن زيد، والبخاري (6132) من طريق إسماعيل ابن علَية، كلاهما عن أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، مرسلاً. وفيه: أهديت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبية من ديباج مزررة بالذهب. وعند حماد: فتلقاه به واستقبله بأزراره، وقال أيضاً: "يا أبا المسور، خبأت هذا لك" وكررها. وقال
إسماعيل: قال أيوب بثوبه أنه يُريه إياه، وكان في خُلُقه شيء.
وقال البخاري في إثره: وقال حاتم بن وردان: حدثنا أيوب، عن ابن أبي=(31/242)
18928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بَنِ الْحَكَمِ، يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَا: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَانَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ، قَلَّدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ، وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ، وَبَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ يُخْبِرُهُ عَنْ قُرَيْشٍ، وَسَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ قَرِيبٌ مِنْ عُسْفَانَ، أَتَاهُ عَيْنُهُ الْخُزَاعِيُّ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ قَدْ جَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِشَ، (1) - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَقَالَ: قَدْ جَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ (2) - وَجَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= مليكة، عن المسور بن المخرمة: قدمت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبية. تابعه الليث، عن ابن أبي مليكة.
قال الحافظ في "الفتح" 10/529: أراد بهذا التعليق بيان وصل الخبر، وأن رواية ابن علية وحماد وإن كانت صورتهما الإرسال، لكن الحديث في الأصل موصول.
قال السندي: قوله: مزررة بالتشديد، اسم مفعول، أي: جعلت أزرارها من ذهب.
إليَّ: كأنه نادى ورجع، ثم خرج هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الخارج حيث كان المسور.
(1) في (ق) ، وهامش (س) : الأحابيش.
(2) قوله: وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك، وقال: قد جمعوا لك الأحابيش. ساقط من (م) .(31/243)
أَشِيرُوا عَلَيَّ، أَتَرَوْنَ أَنْ نَمِيلَ إِلَى ذَرَارِيِّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعَانُوهُمْ فَنُصِيبَهُمْ، فَإِنْ قَعَدُوا قَعَدُوا مَوْتُورِينَ مَحْرُوبِينَ، وَإِنْ نَجَوْا "، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: " مَحْزُونِينَ، (1) وَإِنْ يَحْنُونَ (2) تَكُنْ عُنُقًا قَطَعَهَا اللهُ، أَوْ تَرَوْنَ أَنْ نَؤُمَّ الْبَيْتَ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَلَمْ نَجِئْ نُقَاتِلُ أَحَدًا، وَلَكِنْ مَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ قَاتَلْنَاهُ. (3) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَرُوحُوا إِذًا ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ مَشُورَةً لِأَصْحَابِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فِي حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ: (4) فَرَاحُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً، فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ "، فَوَاللهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُوَ بِقَتَرَةِ الْجَيْشِ، فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : محرومين. وضبطها السندي: بزاي معجمة ونون.
(2) هكذا في النسخ الخطية و (م) : يحنون، وفي نسخة السندي: يجيئون، وكذلك قرأها الحافظ في "الفتح" 5/334، وقال السندي: من المجيء، إلا أن الظاهر: يجيئونا، يدل عليه رواية البخاري: فإن يأتونا، فكأنه في القراءة كذلك إلا أنه سامَحَ بعضُ الكاتبين، فحذف الألف خطأ. قلنا: رواية البخاري
التي أشار إليها هي برقم (4178) و (4179) .
(3) في (س) : قاتلنا، وقد ضرب على الهاء في (ص) ، وضبب فوقها في (ظ13) ، والمثبت من (ق) و (م) .
(4) في (م) : مروان بن الحكم.(31/244)
نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يَهْبِطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا، بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: بَرَكَتْ بِهَا رَاحِلَتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَلْ حَلْ "، فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا: خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ ". ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ". ثُمَّ زَجَرَهَا، فَوَثَبَتْ بِهِ، قَالَ: فَعَدَلَ عَنْهَا حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ، إِنَّمَا يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا، فَلَمْ يَلْبَثْهُ النَّاسُ أَنْ نَزَحُوهُ، فَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَطَشُ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّيِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ، وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ، وَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ، مَعَهُمُ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهَكَتْهُمُ الْحَرْبُ، فَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرُ، فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلَّا فَقَدْ جَمَوْا،
__________(31/245)
وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي أَوْ لَيُنْفِذَنَّ اللهُ أَمْرَهُ "، قَالَ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: " حَتَّى تَنْفَرِدَ "، قَالَ: " فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْنَاهُمْ مُدَّةً ". قَالَ بُدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ. فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا فَقَالَ: إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرَّجُلِ، وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلًا، فَإِنْ شِئْتُمْ نَعْرِضُهُ عَلَيْكُمْ. فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي أَنْ تُحَدِّثَنَا عَنْهُ بِشَيْءٍ، وَقَالَ ذُو الرَّأْيِ مِنْهُمْ: هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ. قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمُ، أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَهَلْ تَتَّهِمُونِي؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ (1) أَنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظٍ، فَلَمَّا بَلَّحُوا عَلَيَّ جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي، وَمَنْ أَطَاعَنِي؟ قَالُوا: بَلَى، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، فَاقْبَلُوهَا، وَدَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا: ائْتِهِ، فَأَتَاهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ: أَيْ مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ إِنْ اسْتَأْصَلْتَ قَوْمَكَ، هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَصْلَهُ قَبْلَكَ؟ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَى وُجُوهًا، وَأَرَى أَوْبَاشًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا (2) أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ
__________
(1) في (ظ 13) ، وهامش (ق) : هل تعلمون.
(2) في (ظ 13) وهامش (س) : خلقاء.(31/246)
رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ، نَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ؟ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ. وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُلَّمَا كَلَّمَهُ، أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، وَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ يَدَهُ بِنَصْلِ (1) السَّيْفِ، وَقَالَ: أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. قَالَ: أَيْ غُدَرُ، أَوَلَسْتُ أَسْعَى فِي غَدْرَتِكَ. وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَتَلَهُمْ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ، فَأَسْلَمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا الْإِسْلَامُ فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا الْمَالُ، فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيْءٍ ". ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنِهِ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا، خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ. فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ، وَاللهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
(1) في (م) : بنصل.(31/247)
وَاللهِ إِنْ يَتَنَخَّمُ نُخَامَةً، إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ: دَعُونِي آتِيهِ، فَقَالُوا: ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا فُلَانٌ، وَهُوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ، فَابْعَثُوهَا لَهُ ". فَبُعِثَتْ لَهُ، وَاسْتَقْبَلَهُ الْقَوْمُ يُلَبُّونَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلَاءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ ". قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: رَأَيْتُ الْبُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ، فَلَمْ أَرَ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ، فَقَالَ: دَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا: ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا مِكْرَزٌ، وَهُوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ ". فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا هُوَ يُكَلِّمُهُ، إِذْ جَاءَهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو. قَالَ مَعْمَرٌ (1) : وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ سُهَيْلٌ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَهُلَ (2) مِنْ أَمْرِكُمْ " قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ: هَاتِ اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا. فَدَعَا الْكَاتِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبْ بِسْمِ اللهِ
__________
(1-1) ما بينهما ليس في (ظ 13) .
(2) في (ظ 13) و (ق) : سهل لكم.(31/248)
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا الرَّحْمَنُ، فَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا هُوَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: وَاللهِ مَا نَكْتُبُهَا إِلَّا بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ "، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيْتِ وَلَا قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي، اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ: " لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ". فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً، وَلَكِنْ لَكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ. فَكَتَبَ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: عَلَى أَنَّهُ لَا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ، إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: سُبْحَانَ اللهِ، كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا؟ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ جَاءَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ، وَقَالَ يَحْيَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: يَرْصُفُ فِي قُيُودِهِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ: هَذَا يَا مُحَمَّدُ، أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ " قَالَ: فَوَاللهِ إِذًا لَا نُصَالِحُكَ عَلَى شَيْءٍ
__________(31/249)
أَبَدًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَجِزْهُ لِي " قَالَ: مَا أَنَا بِمُجِيزُهُ لَكَ. قَالَ: " بَلَى، فَافْعَلْ " قَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَالَ مِكْرَزٌ: بَلَى قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. فَقَالَ أَبُو جَنْدَلٍ: أَيْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا، أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ؟ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللهِ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَلَسْتَ نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " بَلَى " قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ؟ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: " بَلَى " قَالَ: قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا؟ قَالَ: " إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ، وَهُوَ نَاصِرِي ". قُلْتُ: أَوَلَسْتَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: " بَلَى " قَالَ: " أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَإِنَّكَ آتِيهِ، وَمُتَطَوِّفٌ بِهِ "، قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَيْسَ هَذَا نَبِيُّ اللهِ حَقًّا؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا؟ قَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ (1) يَعْصِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: تَطَوَّفْ بِغَرْزِهِ حَتَّى تَمُوتَ، فَوَاللهِ إِنَّهُ لَعَلَى الْحَقِّ. قُلْتُ: أَوَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّهُ
__________
(1) في (م) : وليس.(31/250)
يَأْتِيهِ (1) الْعَامَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِنَّكَ آتِيهِ، وَمُتَطَوِّفٌ بِهِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ عُمَرُ: فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " قُومُوا، فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا " قَالَ: فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، قَامَ، فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ، ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ، فَيَحْلِقَكَ. فَقَامَ، فَخَرَجَ، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ: نَحَرَ هَدْيَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا. ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] حَتَّى بَلَغَ {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10] ، قَالَ: فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِي الشِّرْكِ، فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالْأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ، رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُسْلِمٌ، وَقَالَ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: فَقَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو بَصِيرِ بْنُ أُسَيْدٍ الثَّقَفِيُّ مُسْلِمًا مُهَاجِرًا، فَاسْتَأْجَرَ الْأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقٍ
__________
(2) في (ظ 13) : أنك تأتيه.(31/251)
رَجُلًا كَافِرًا مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَمَوْلًى مَعَهُ، وَكَتَبَ مَعَهُمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ الْوَفَاءَ فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فَقَالُوا: الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فِيهِ. فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا بِهِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى سَيْفَكَ يَا فُلَانُ هَذَا جَيِّدًا. فَاسْتَلَّهُ الْآخَرُ، فَقَالَ: أَجَلْ وَاللهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ، لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ، ثُمَّ جَرَّبْتُ. فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ. فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ بِهِ حَتَّى بَرَدَ، وَفَرَّ الْآخَرُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا ". فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُتِلَ وَاللهِ صَاحِبِي، وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ. فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، قَدْ وَاللهِ أَوْفَى اللهُ ذِمَّتَكَ قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَنْجَانِي اللهُ مِنْهُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ ". فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ، قَالَ: وَيَنْفَلَّتُ (1) أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، فَجَعَلَ لَا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلَّا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّامِ إِلَّا اعْتَرَضُوا لَهَا، فَقَتَلُوهُمْ، وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ. فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُنَاشِدُهُ اللهَ
__________
(1) في (ص) و (م) : يتفلت، وفي (ق) : وانفلت.(31/252)
وَالرَّحِمَ لَمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} [الفتح: 24] حَتَّى بَلَغَ: {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] ، وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَحَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين إلا بعض فقرات منه ساقها بإسناد فيه انقطاع أو إرسال. كما سننبه عليها بعد التخريج. وطريق يحيى بن سعيد القطان، عن ابن المبارك الذي أشار إليه ضمن الحديث سيرد برقم (18929) .
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/215 (مختصر) و9/144 و218 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9720) ، ومن طريقه أخرجه البخاري مختصراً (2731) و (2732) ، وابن حبان (4872) ، والطبراني في "الكبير" 2/ (13) ، والبيهقي 7/171 و10/109، وفي "الدلائل" 4/99-108، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً أبو داود (2765) و (4655) ، والنسائي في "المجتبى" 5/169، والطبري في "تفسيره" 26/97-101، وفي "تاريخه" 2/620-625 من طريق محمد بن ثور حدَثهم عن معمر، به.
وأخرجه مختصراً البخاري (2711) و (2712) - ومن طريقه البغوي في "شرح "السنة" (2748) ، وفي "التفسير" 7/77-78- من طريق عقيل، والبخاري (4180) و (4181) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (15) ، والبيهقي 7/170 من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، عن عروة بن الزبير، أنه سمع المسور بن مخرمة ومروان يخبران عن أصحاب رسول الله - وقال: ابن أخي الزهري: من خبر رسول الله- فذكر الحديث بنحوه.=(31/253)
__________
= وقد سلف مختصراً برقم (18909) ، ومطولاً من طريق ابن إسحاق برقم (18910) .
وقوله: قال الزهري: وكان أبو هريرة يقول: ما رأيت أحداً قط أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحافظ في "الفتح": مرسل، لأن الزهري لم يسمع من أبي هريرة.
وقوله: قال معمر: وأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَهُل من أمركم" قال الحافظ في "الفتح" 5/342: هو موصول بالإسناد الأول إلى معمر، وهو مرسل، ولم أقف على من وصله بذكر ابن عباس فيه، لكن له شاهد موصول عند ابن أبي شيبة من حديث سلمة بن الأكوع، قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصالحوه، فلما رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهيلاً، قال: "قد سهل لكم من أمركم" وللطبراني نحوه من حديث عبد الله بن السائب.
قال السندي: قريبٍ، بالجر: بدل من الغدير ولفظ ابن حبان و"المصنف": قريباً.
"فإن قعدوا"، أي: مكانهم، وما جاؤوا إلينا بالقتال.
"موتورين" بالتاء المثناة من فوق، أي: منفردين عن الأهل والمال.
"محروبين" براء مهملة وبموحدة، أي: مسلوبين منهوبي الأموال والعيال.
"تكن"، أي: الذراري.
"عُنُقاً"، بضمتين، أي: جماعة.
"أن نؤم"، أي: نقصد.
يهبط عليهم، على بناء المفعول، ونائب الفاعل الجار والمجرور، والهبوط وإن كان لازماً، إلا أنه تعدَى بحرف الجر.
"حَلْ حَلْ" بفتح مهملة وسكون لام: كلمة تقال في زجر البعير.
فعدل عنها، أي: مال عن الثنية، أو عن طرف مكة.
على ثمد- بمثلثة وميم مفتوحتين- الماء القليل، والمراد ها هنا: البئر=(31/254)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بعلاقة أنه محل له، فلذلك وصفه بقوله: قليل الماء.
يتبرضه الناس، أي: يأخذون منه قليلاً قليلاً.
فلم يلبثه: من التلبيث.
الري، بكسر راءٍ، فتشديد ياء: خلاف العطش، والمراد، أي: بالماء الذي يرويهم.
أعداد مياه الحديبية، جمع عِد بكسر العين: وهو الماء الذي لا انقطاع له كالبئر والعين.
"نهكتهم" بكسر الهاء وفتحها: ضعفتهم.
"ماددتُهم": صالحتهم.
"فإن أظهر": من الظهور بمعنى الغلبة.
"وإلا فقد جموا"، أي: وإن لم يريدوا الدخول فقد جموا- بالجيم- وتشديد الميم- أي: استراحوا وكثروا.
"وإن هم أبوا": "إن" وصلية.
"ولينفذن": من الإنفاذ بمعنى الإمضاء، أو من التنفيذ بمعناه.
"استنفرت"، أي: طلب خروجهم لنصركم.
بلحوا: بموحدة وتشديد لام وتخفيفيها وحاء مهملة، أي: تأخروا.
استأصلت، أي: قطعتهم من الأصل.
اجتاح، بتقديم الجيم على الحاء المهملة، أي: أهلك.
وإن تكن الأخرى، أي: الغلبة للعدو.
فوالله ... إلخ، أي: فذاك قريب إلى الوقوع.
يرمُق، بضم الميم، أي: ينظر ويلحظ.
ضُغْطة، بضم فسكون، أي: بشدة وضيق.
يرسف، كينصر ويضرب، أي: يمشي مشي المقيَّد.
قال مكرز: بلى قد أجزناه لك، أي: فلم يقبله سهيل.
الدنية، بتشديد الباء وأصله بالهمزة، أي: الحالة الخسيسة. =(31/255)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فعملت لذلك أعمالاً، أي: من أعمال البر لتكون كفارة لما جرى مني من الشدة في مقابلته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن كانت تلك غيرة على الدِّين لا شكاً فيه كما سبق.
ما قام منهم رجل، أي: رجاء أن يدخلوا مكة بسبب من الأسباب حيث رأوه ما نحر وحلق، وإلا فلم يقصدوا مخالفة الأمر.
فأنزل الله تعالى: إما نسخاً لعموم الشرط، أو لأن عبارة الشرط كانت مخصوصة بالرجال غير متناولة للنساء.
فجاءه، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
العهدَ، بالنصب، أي: اذكر أو راع، وفيه متعلق بهذا المقدر، أي راع ذاك العهد في أبي بصير.
فدفعه، أي: فدفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بصير جرياً على مقتضى: لك العهد الذي كان في الصلح.
فاستله، أي: أخرجه من غمده.
حتى برد، أي: مات، وهذا كناية، لأن البرودة لازمة للموت.
يعدو: يسرع في المشي خوفاً من أن يلحقه أبو بصير فيقتله.
ذعرا، بضم الذال المعجمة، أي: خوفاً.
"ويل امه" كلمة تعجب.
"مِسْعر حرب" بكسر ميم وسكون سين وفتح عين مهملة: هو ما يحرك به النار من آلة الحديد. قال الخطابي فيما نقله الحافظ في "الفتح" 5/350: كأنه يصفه بالإقدام في الحرب والتسعير لنارها.
"لو كان له"، أي: لو كان لأبي بصير أحد يعينه على ذلك.
سِيف البحر، بكسر السين المهملة وسكون المثناة من تحت، أي: ساحل.
وينقلب، أي: انقلب وخرج من مكة، فهو مضارع موضع الماضي.
منهم: من المؤمنين الذين خرجوا من مكة.
عِصابة، بكسر العين: جماعة وصار الأمر بسبب ذلك منقلباً على قريش.
"لما"، أي: إلا، وكلمة "لما" هاهنا بمعنى "إلا" الاستثنائية.=(31/256)
18929 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ، عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَمِنْ هَاهُنَا مُلْصَقٌ بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِلْعَامِرِيِّ وَمَعَهُ سَيْفُهُ، إِنِّي أَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ جَيِّدًا؟ قَالَ: نَعَمْ أَجَلْ، قَالَ: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَنْطَاهُ إِيَّاهُ، فَاسْتَلَّهُ أَبُو بَصِيرٍ ثُمَّ ضَرَبَ الْعَامِرِيَّ حَتَّى قَتَلَهُ، وَفَرَّ الْمَوْلَى يَجْمِزُ قِبَلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ زَعَمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ يَطِنُّ الْحَصَا مِنْ شِدَّةِ سَعْيِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ: لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ، رَكِبَ نَفَرٌ مِنْهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّهَا لَا تُغْنِي مُدَّتُكَ شَيْئًا، وَنَحْنُ نُقْتَلُ وَتُنْهَبُ (1) أَمْوَالُنَا، وَإِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنَّا فِي صُلْحِكَ، وَتَمْنَعَهُمْ، وَتَحْجِزَ عَنَّا قِتَالَهُمْ، فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} [الفتح: 24] ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] (2)
__________
= آمن: من الرد إلى قريش.
(1) في (ظ13) و (ق) : وتنتهب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(31/257)
18930 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، وَجَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ قَالَ: بَعَثَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ إِلَى الْمِسْوَرِ يَخْطُبُ بِنْتًا لَهُ قَالَ لَهُ: تُوَافِينِي فِي الْعَتَمَةِ، فَلَقِيَهُ، فَحَمِدَ اللهَ الْمِسْوَرُ، فَقَالَ: مَا مِنْ سَبَبٍ، وَلَا نَسَبٍ، وَلَا صِهْرٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَسَبِكُمْ، وَصِهْرِكُمْ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا، وَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَنْسَابُ وَالْأَسْبَابُ (1) ، إِلَّا نَسَبِي وَسَبَبِي "، وَتَحْتَكَ ابْنَتُهَا، وَلَوْ زَوَّجْتُكَ قَبَضَهَا ذَلِكَ. فَذَهَبَ عَاذِرًا لَهُ (2)
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/169-170، والطبري في "تفسيره" 26/101، 28/71، وفي "تاريخه" 2/621 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وقد سلفت فقرات من هذه الرواية ضمن رواية عبد الرزاق، عن معمر برقم (18928) . وانظر (18910) .
قال السندي: قوله: "فأنطاه" أي: أعطاه.
يجمز، كيضرب، بجيم وميم وزاي: يمشي سريعاً.
يطن، كَيَفِر، من الطنين: وهو صوت الشيء الصلب.
(1) لفظ "والأسباب" ليس في (ظ13) و (ص) ، وهو نسخة في (س) .
(2) حديث صحيح، دون قول: "وإنه تنقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلا نسبي وسببي" فهو حسن بشواهده، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (18907) ، فانظره.
قال السندي: قوله: "شجنة" بكسر الشين وضمها، وحكي فتحها وسكون الجيم: أصلها شعبة من غصن الشجرة، والمراد ها هنا أنها جزءٌ مني.(31/258)
حَدِيثُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ (1)
18931 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي بَكْرٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ نَابِلٍ، صَاحِبِ الْعَبَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صُهَيْبٍ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَرَرْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ إِلَيَّ (2) إِشَارَةً، وَقَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِشَارَةً بِإِصْبَعِهِ (3)
__________
(1) قال السندي: صهيب بن سنان، أبو يحيى، نمري، وهو الرومي، قيل له ذلك لأن الرُّوم سَبَوه صغيراً، ثم اشتراه رجل من كلب، فباعه بمكة، فاشتراه عبد الله بن جُدْعان، جاء أنه أسلم هو وعمار ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دار الأرقم، كان من المستضعفين ممن يعذب في الله، وهاجر إلى المدينة مع علي ابن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة. شهد بدراً والمشاهد بعدها، ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، أو أن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام، مات صهيب سنة ثمانٍ وثلاثين، وهو ابنُ سبعين.
(2) لفظ: إليَّ، ليس في (ظ 13) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، نابل صاحب العباء وثقه النسائي، والذهبي في "الكاشف"، وقال النسائي في رواية: ليس بالمشهور. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال البرقاني في "سؤالاته للدارقطني" ترجمة 19: قلت لأبي الحسن: نابل صاحب العباء، ثقة؟ فأشار بيده- يعني لا- ثم قال: وأيش هو، إنما هو هذا الحديث- فذكره- ثم قال البرقاني: قلت: ليس له غير هذا؟
قال: وحكاية أخرى. قلنا: فقد صرح الدارقطني أنه لم يوثقه لِقلَّةِ حديثه.
وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.=(31/259)
18932 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مَنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ قَالَ: سَمِعْتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ أَصْدَقَ امْرَأَةً صَدَاقًا وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهَا، فَغَرَّهَا بِاللهِ، وَاسْتَحَلَّ فَرْجَهَا بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ زَانٍ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ ادَّانَ مِنْ رَجُلٍ دَيْنًا، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهِ، فَغَرَّهُ بِاللهِ، وَاسْتَحَلَّ مَالَهُ بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ سَارِقٌ " (1)
__________
= وأخرجه الدارمي (1361) ، وأبو داود (925) ، والترمذي في "جامعه" (367) ، وفي "العلل" (68) ، والنسائي في "المجتبى" 3/5، والبزار في "مسنده" (2083) ، وابن الجارود في "المنتقى" (216) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/454، والشاشي (984) ، وابن قانع في "معجمه" 2/18، وابن حبان (2259) ، والطبراني في "الكبير" (7293) ، والبيهقي في "السنن" 2/258، وفي "الشعب" (9104) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: وحديث صهيب حسن، لا نعرفه إلا من حديث الليث، عن بكير.
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمر، عن صهيب بإسناد صحيح، برقم (4568) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فردَّ إلي إشارة: فيه أن الإشارة المفهمة لا تبطل الصلاة.
(1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن صهيب، ولجهالة الحسن بن محمد الأنصاري، فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 2/306، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/35 ولم يذكرا في الرواة عنه غير=(31/260)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الحميد بن جعفر، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (659) عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/379، وابن ماجه (2410) عن هشام بن عمار، عن يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي، عن عبد الحميد بن زياد بن صيفي، عن شعيب بن عمرو الأنصاري، قال: سمعت صهيب الخير ... فذكر نحوه.
قلنا: شعيب بن عمرو انفرد بالرواية عنه عبد الحميد بن زياد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وزعم أنه حفيد صهيب الرومي، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
وعبد الحميد بن زياد: هو ابن صيفي، لين الحديث، ويوسف بن محمد ابن يزيد بن صيفي، قال البخاري: فيه نظر، وقد اختلف عليه فيه: فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/379-380 من طريق يوسف الصفار، وابن ماجه (2410) ، والعقيلي في "الضعفاء" 4/451، وابن الجوزي
في "العلل المتناهية" (1028) من طريق إبراهيم بن المنذر، وابن عدي في "الكامل" 7/2626 من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ثلاثتهم عن يوسف ابن محمد بن يزيد بن صيفي، عن عبد الحميد بن زياد بن صيفي، عن أبيه زياد، عن جده صهيب، به.
قال البخاري فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" 3/47: عبد الحميد بن زياد بن صيفي، عن أبيه، عن جده، لا يعرف سماع بعضهم من بعض.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (7301) من طريق سعيد بن سليمان، عن يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه محمد بن يزيد وعمه عبد الحميد بن يزيد بن صيفي، عن صيفي بن صهيب، عن صهيب، به.
وأخرجه بنحوه (7302) من طريق عمرو بن دينار البصري أن بني صهيب=(31/261)
18933 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ أَيَّامَ حُنَيْنٍ بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ يَفْعَلُهُ قَبْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ نَبِيًّا كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَعْجَبَتْهُ أُمَّتُهُ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ هَؤُلَاءِ شَيْءٌ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنْ (1) خَيِّرْهُمْ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ
__________
= قالوا لصهيب ... فذكره مطولاً. قلنا: عمرو بن دينار البصري ضعيف جداً، وفي الإسناد مبهمون.
وأخرجه ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" (1027) من طريق عطاف بن خالد، عن ابن صهيب، عن صهيب، به، وقال: هذا حديث لا يصح، فيه عطاف بن خالد، قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديثهم، لا يجوز الاحتجاج بأفراده.
وله شاهد لا يُفرح به من حديث أبي هريرة أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1029) وقال: في إسناده محمد بن أبان، قال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال يحيى: لا يكتب حديثه.
قال السندي: قوله: "فغرَّها بالله"، أي: بتشريعه الصداق وأَمرِه به حيث اعتمدت على ذلك.
"بالباطل"، أي: بالكلام الباطل، وهو ما ذكره عند التسمية.
"وهو زانٍ" حيث قضى شهوته بوجه غير محمود.
"ادّان" بتشديد الدال، أي: استقرض، وهو افتعال من الدين.
"فغرَّه بالله"، أي: بأمره تعالى بأداء الدين.
"بالباطل"، أي: بالكلام الباطل، وهو أن هذا قرض سيردُّه.
(1) لفظ "أن" ليس في (ظ13) ، وهو الموافق للرواية (18937) ، وقد جاء في (س) نسخة.(31/262)
عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ "، قَالَ: " فَقَالُوا: أَمَّا الْقَتْلُ أَوِ الْجُوعُ، فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَاتَ فِي ثَلَاثٍ سَبْعُونَ أَلْفًا "، قَالَ: فَقَالَ: " فَأَنَا أَقُولُ الْآنَ: اللهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الدارمي (2441) ، والشاشي (992) من طريق حجاج بن منهال، والنسائي في "الكبرى" (8633) من طريق بهز- هو ابن أسد- وابن حبان (2027) ، والقضاعي في "مسنده" (1483) من طريق موسى ابن إسماعيل، وابن حبان (4758) ، والبيهقي في "السنن" 9/153، من طريق سليمان بن حرب، والطبراني في "الدعاء" (664) من طريقي علي بن عثمان
اللاحقي ومحمد بن عبد الله الخزاعي، وفيه (664) أيضاَ، وفي "الكبير" (7318) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/155 من طريق أبي عمر الضرير، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (117) عن طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، والبيهقي 9/153 من طريق ابن عائشة، تسعتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ووقع في رواية موسى بن إسماعيل: "خيبر" بدلاً من "حنين"، وهو تحريف من النُّساخ.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "مصنفه" (9751) ، ومن طريقه الترمذي (3340) ، والطبراني في "الكبير" (7319) عن معمر، عن ثابت البُناني، به.
دون قوله: "فأنا أقول الآن: اللهم ... ". وزاد في آخره قصة أصحاب الأخدود، وقال الترمذي: هذا حديث حَسَنٌ غريب.
وسيأتي بالأرقام: (18937) (18938) (18940) و6/16.
قال السندي: قوله: يحرك شفتيه، أي: يقوله خفية.=(31/263)
18934 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجِبْتُ مِنْ أَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، كَانَ ذَلِكَ لَهُ خَيْرًا، (1) وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ، كَانَ ذَلِكَ لَهُ خَيْرًا " (2)
__________
= "لن يروم"، أي: لن يقصد.
"شيءٌ"، بالرفع، أي: عدو لكثرتهم وقوتهم، وضبط بعضهم بالنصب كما وقع في بعض النسخ، والله تعالى أعلم بوجهه.
"أن خيِّرهم" من التخيير.
"أو الجوع"، بالنصب: عطف على العدو.
"في ثلاث"، أي: في ثلاث ليال.
"فأنا أقول الآن": احترازاً عن الإعجاب بكم.
"أحاول"، أي: أحتال لدفع العدو أو أدافع الأعداء.
"أصول": أغلب على الأعداء.
(1) في (م) : خيراً، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة: وهو القيسي من رجاله، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2999) ، وابن حبان (2896) ، وابن قانع في "معجمه" 2/18، والطبراني في "الكبير" (7316) ، وفي "الأوسط" (3861) ، والبيهقي في "السنن" 3/375، وفي "الشعب" (9949) من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (7317) ، وفي الأوسط" (7386) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/154 من طريق يونس بن عبيد، عن ثابت، به.=(31/264)
18935 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ مَوْعِدًا عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا (1) لَمْ تَرَوْهُ، فَقَالُوا: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَتُزَحْزِحْنَا (2) عَنِ النَّارِ، وَتُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ؟ " قَالَ: " فَيُكْشَفُ (3) الْحِجَابُ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ " ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (4) [يونس: 26]
__________
وسيأتي برقم (18939) و6/15 و16.
وانظر حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1487) .
قال السندي: قوله: "من أمر المؤمن"، أي: الكامل العامل مع الله تعالى لمقتضى الإيمان.
(1) في (م) : موعداً عند الله.
(2) في (ق) : وأخرجتنا.
(3) في (ق) : فينكشف.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (181) (298) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص181، والشاشي (988) و (989) ، والآجري في "الشريعة" ص261، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (833) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص79 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1315) ، وهناد في "الزهد" (171) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 46، وابن ماجه (187) ، وابن أبي عاصم في "السنة"=(31/265)
18936 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
__________
= (472) ، والبزار في "مسنده" (2087) ، والطبري في "تفسيره" (17626) ، وأبو عوانة 1/156، والشاشي (990) ، والطبراني في "الكبير" (7314) و (7315) ، وفي "الأوسط" (760) ، وابن عدي في "الكامل" 2/676، وابن منده في "السنة" (784) و (785) و (786) ، واللالكائي (878) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/155، والبيهقي في "البعث والنشور" (491) ، والبغوي في "شرح
السنة" (4393) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وخالف حمادَ بنَ سلمة في رفعه حمادُ بنُ زيد فيما أخرجه الطبري في "تفسيره" (17619) و (17622) ، والدارقطني في "الرؤية" (208) و (209) و (210) ، وسليمان بن المغيرة فيما أخرجه الطبري (17620) و (17621) ، والدارقطني (211) ، ومعمرُ فيما أخرجه الطبري (17623) ، والدارقطني (212) و (213) ثلاثتهم عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله.
وقد أشار إلى إرساله الترمذي عقب الرواية رقم (2552) ، فقال: هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه، وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله. يعني لم يذكر فيه: عن صهيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما وضح ذلك عقب الرواية (3105) .
قلنا: ولا يضر إرساله، لأن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني، والقول قوله فيما خولف فيه. فقد قال ابن معين: من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد، قيل: فسليمان بن المغيرة، عن ثابت؟ قال: سليمان ثبت وحماد أعلم الناس بثابت. وقد أخرجه مسلم مرفوعاً كما رأيت.
وسيأتي بالأرقام (18936) و (18941) و6/15.
قال السندي: قوله: "لم تروه"، أي: ما رأيتموه إلى الآن.
"ألم تبيض"، بالخطاب مع الله تعالى.
"وتزحزحنا" بإعجام زاي وإهمال حاء مكررتين، أي: تبعدنا.
"ثم تلا": لبيان أن المراد بالزيادة النظر إلى وجهه الكريم جلَّ وعلا.(31/266)
عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا، فَقَالُوا: أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُعْطِينَا كُتُبَنَا بِأَيْمَانِنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُنْجِينَا مِنَ النَّارِ، فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ " قَالَ: " فَيَتَجَلَّى الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ " قَالَ: " فَمَا أَعْطَاهُمُ اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ " (1)
18937 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا، لَا نَفْهَمُهُ، وَلَا يُحَدِّثُنَا بِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَطِنْتُمْ لِي؟ " قَالَ قَائِلٌ: نَعَمْ، قَالَ: " فَإِنِّي قَدْ ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ؟ فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ، أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ " أَوْ كَلِمَةً شَبِيهَةً بِهَذِهِ، شَكَّ سُلَيْمَانُ، قَالَ: " فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: اخْتَرْ لِقَوْمِكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ " قَالَ: " فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه مسلم (181) (297) ، والترمذي (2552) و (3105) ، والنسائي في "الكبرى" (7766) ، والطبري في "تفسيره" (17625) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص180، وابن منده في "الإيمان " (783) ، من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.(31/267)
فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ، نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، فَخِرْ لَنَا " قَالَ: " فَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ " قَالَ: " وَكَانُوا يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ " قَالَ: " فَصَلَّى، قَالَ: أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الْجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ " قَالَ: " فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللهُمَّ يَا رَبِّ، بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "، (1)
18938 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَوَاءً بِهَذَا الْكَلَامِ كُلِّهِ، وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ: كَانُوا إِذَا فَزِعُوا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ (2)
18939 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة: وهو القيسي من رجاله، وقد أخرج له البخاري مقروناً وتعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/319-320، والبزار في "مسنده" (2089) ، والنسائي في "الكبرى" (10450) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (614) - والبيهقي في "السنن" 9/53 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18933) .
قال السندي: "فطنتم" في القاموس: فطن به وإليه وله، كفرح ونصر وكرم.
"وكانوا يفزعون إلخ ... "، أي: وكانوا إذا فزعوا يفزعون إلى الصلاة، أي عادتهم الاشتغال بالصلاة في الشدائد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. وهو مكرر سابقه.(31/268)
إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، لَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، وَكَانَ خَيْرًا، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، وَكَانَ خَيْرًا " (1)
18940 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَيَّامَ حُنَيْنٍ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِشَيْءٍ، لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ يَفْعَلُهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَرَاكَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ، تَفْعَلُهُ فَمَا هَذَا الَّذِي تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ؟ قَالَ: " إِنَّ نَبِيًّا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَعْجَبَتْهُ (2) كَثْرَةُ أُمَّتِهِ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ هَؤُلَاءِ شَيْءٌ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنْ خَيِّرْ أُمَّتَكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ (3) عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ، أَوِ (4) الْجُوعَ، وَإِمَّا أَنْ أُرْسِلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، فَشَاوَرَهُمْ، فَقَالُوا: أَمَّا الْعَدُوُّ، فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِمْ، وَأَمَّا الْجُوعُ فَلَا صَبْرَ لَنَا عَلَيْهِ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ سَبْعُونَ أَلْفًا " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَنَا أَقُولُ الْآنَ، حَيْثُ رَأَى كَثْرَتَهُمْ،: اللهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَبِكَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (18934) ، غير أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عفان بن مسلم الصَّفَّار.
(2) في (ظ 13) : أعجبه.
(3) في (ق) : أسلط.
(4) في (ق) : وإما.(31/269)
أُقَاتِلُ " (1)
18941 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُجِرْنَا (2) مِنَ النَّارِ " قَالَ: " فَيُكْشَفُ لَهُمُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ " قَالَ: " فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُمْ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ، وَلَا أَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ (3) " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (18933) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عفَان بن مسلم الصَّفَّار.
قال السندي: قوله: فما هذا الذي يحرك شفتيك: هو بالياء التحتانية والضمير للموصول، أو بالتاء الفوقانية، والعائد إلى الموصول مقدر، أي: به، والمراد فما هذا الكلام.
(2) في (ظ13) و (ق) و (ص) وهامش (س) : يخرجنا.
(3) في (م) بأعينهم.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (18935) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مُسْلم الصَّفَّار.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11234) - وهو في "التفسير" (254) - وأبو عوانة 1/156، والشاشي (991) ، وابن حبان (7441) ، والإسماعيلي في "معجمه" 2/515، والدارقطني في "الرؤية" (155) ، وابن منده (783) و (786) ، والخطيب في "تاريخه" 1/402 من طريق عفان، بهذا الإسناد.(31/270)
18942 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِصُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لَوْلَا ثَلَاثُ خِصَالٍ فِيكَ، لَمْ يَكُنْ بِكَ بَأْسٌ، قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ فَوَاللهِ مَا نَرَاكَ تَعِيبُ شَيْئًا، قَالَ: اكْتِنَاؤُكَ بِأَبِي يَحْيَى وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ وَأَنْتَ رَجُلٌ أَلْكَنُ، وَأَنَّكَ لَا تُمْسِكُ الْمَالَ. قَالَ: " أَمَّا اكْتِنَائِي بِأَبِي يَحْيَى، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّانِي بِهَا، فَلَا أَدَعُهَا حَتَّى أَلْقَاهُ "، وَأَمَّا ادِّعَائِي إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، فَإِنِّي امْرُؤٌ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ اسْتُرْضِعَ لِي بِالْأَبْلَةِ، فَهَذِهِ اللُّكْنَةُ مِنْ ذَاكَ، وَأَمَّا الْمَالُ، فَهَلْ تُرَانِي أُنْفِقُ إِلَّا فِي حَقٍّ (1)
__________
(1) هذا الأثر إسناده ضعيف على اضطراب في متنه، زيد بن أسلم لم يدرك عمر بن الخطاب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وسيرد 6/16 من طريق زهير بن محمد وهو التميمي، ومختصراً 6/16 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه، قال: قال عمر لصهيب، وفيه أنه سبي وهو غلام صغير، ولم يذكر من سباه، وفيه كذلك احتجاجه بإطعام الطعام بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خياركم من أطعم الطعام ورد السلام" وهو إسناد ضعيف لضعف عبد الله ابن محمد بن عقيل، ولجهالة حال حمزة بن صهيب فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
وقد أخرجه ابن سعد 3/226-227 من طريق زهير بن محمد وعبيد الله=(31/271)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن عمرو، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به، وعنده أن الروم سبته.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7297) من طريق مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري، عن أبيه، عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب وفيه: أن الروم سبته وهو صغير، وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن مصعب والد مصعب، وهو من رجال "التعجيل"، وقد ضعفه ابنُ معين.
وأخرجه الحاكم 3/398 عن أبي الحسن محمد بن عبد الله العمري، عن محمد بن إسحاق الإمام، حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب لصهيب. وفيه أن الذي سباه طائفة من العرب، فباعوه بسواد الكوفة.
وقد احتج في إنفاقه المال بقوله تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) [سبأ: 39] .
وشيخ الحاكم لم نقع له على ترجمة، ومحمد بن إسحاق الإمام هو أبو بكر بن خزيمة على الأرجح، ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي.
فها أنت ترى أن صهيباً قد أجاب في كل مرة بجواب، فمرة أنه استرضع في الأبُلَّة كما في روايتنا هذه، ومرة سبته الروم كما في رواية ابن سَعْد، ومرة سبته طائفة من العرب باعوه بسواد الكوفة كما في رواية الحاكم، وهو دليل على اضطراب رواتها الضعفاء في ضبط هذه القصة، والله أعلم.
قال السندي: قوله: تعيب، من العيب، أي: تعيب عليَّ شيئاً حتى أعتقد أنك عدوي، فاذكر لي ما أنكرت علي، فإنه نصيحة.
ألكن، من اللكنة في اللسان، أي: أنت غير فصيح اللسان.(31/272)
حَدِيثُ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ (1)
18943 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: وَكَانَ صَاحِبَ بُدْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْبُدْنِ؟ قَالَ: " انْحَرْهُ، وَاغْمِسْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، وَاضْرِبْ صَفْحَتَهُ، وَخَلِّ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَهُ، فَلْيَأْكُلُوهُ " (2)
__________
(1) قال السندي: ناجية بن جندب الخزاعي، أسلمي، وجاء أنه الذي نزل في البئر بسهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مات في المدينة في خلافة معاوية.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه، فلم يرو له سوى أصحاب السنن.
وأخرجه الحاكم 1/447 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/33، و14/230، وابن ماجه (3106) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2308) ، وابن خزيمة (2577) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (429) ، والحميدي (880) ، والدارمي (1909) و (1910) ، وأبو داود (1762) ، والترمذي (910) ، والنسائي في "الكبرى" (4137) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1320) ، وابن قانع في "معجمه" 3/161، والبيهقي في "السنن" 5/243، وابن عبد البر في
"الاستذكار" (17633) ، وفي "التمهيد" 22/263 و264، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/294 من طرق عن هشام بن عروة، به.
وقال الترمذي: حديث ناجية حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند=(31/273)
18944 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ، وَكَانَ صَاحِبَ بُدْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْإِبِلِ أَوِ الْبُدْنِ؟ قَالَ: " انْحَرْهَا، ثُمَّ أَلْقِ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ خَلِّ عَنْهَا وَعَنِ النَّاسِ، فَلْيَأْكُلُوهَا " (1)
__________
= أهل العلم، وقالوا: (في هدي التطوع إذا عطب) : لا يأكل هو ولا أحد من أهل رفقته، ويخلّى بينه وبين الناس يأكلونه، وقد أجزأ عنه، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وقالوا: إن أكل منه شيئاً غَرِمَ بقدر ما أكل منه. وقال بعض أهل العلم، إذا أكل من هدي التطوع شيئاً، فقد ضمن الذي أكل.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/380 مرسلاً، ومن طريقه الشافعي في "السنن" (428) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1321) ، والبغوي في "شرح السنة" (1953) عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن صاحب هدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يا رسول الله، ...
قال الزرقاني في "شرح الموطأ" 2/328: مرسل صورةً، لكنه محمول على الوصل، لأنَ عروة ثبت سماعه من ناجية الصحابي.
وانظر ما بعده.
وانظر حديث ذؤيب أبي قبيصة السالف برقم (17974) .
قال السندي: قوله: بما عطب- كفرح- أي: قارب الهلاك.
قوله: "نَعْله" الذي قُلِّد به.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن حبان (4023) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.(31/274)
حَدِيثُ الْفِرَاسِيِّ (1)
18945 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَىَّ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِخَطِّي، وَخَتَمْتُ الْكِتَابَ بِخَاتَمِي وَنَقْشُهُ: اللهُ وَلِيُّ سَعِيدٍ رَحِمَهُ اللهُ، وَهُوَ خَاتَمُ أَبِي، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مَخْشِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْفِرَاسِيِّ، أَنَّ الْفِرَاسِيَّ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْأَلُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا، وَإِنْ كُنْتَ سَائِلًا لَا بُدَّ، فَاسْأَلِ الصَّالِحِينَ " (2)
__________
(1) قال السندي: الفراسي- بكسر الفاء وتخفيف الراء المهلمة- له صحبة، وكلام بعضهم أنه اسم، والمعروف أنه نسبة إلى بني فراس بن مالك من كنانة، ولا يعرف اسمه.
(2) إسناده ضعيف، لجهالة اثنين من رواته، مسلم بن مخشي تفرد بالرواية عنه بكر بن سوادة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وابن الفِراسي تفرد بالرواية عنه مسلم بن مخشي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو داود (1646) ، والنسائي في "المجتبى" 5/95، وفي "الكبرى" (2368) ، والبيهقي في "الشعب" (3512) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/354 من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/137-138، والطبراني في "الكبير" (1004) ، والمزي في "تهذيب الكمال " في ترجمة (مسلم بن مخشي) من طريق عبد الله بن صالح، والبيهقي في "السنن" 4/197 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث، به. =(31/275)
حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ (1)
18946 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَكَتَبَ بِهِ إِلَيَّ قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ (2) الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْغَافِقِيَّ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يُحَدِّثُ عَلَى الْمِنْبَرِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَحَافِظٌ أَوْ هَالِكٌ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَسَتَرْجِعُونَ إِلَى قَوْمٍ يُحِبُّونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ
__________
= وسقط من مطبوع "التاريخ الكبير": ابن الفراسي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/197 من طريق عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، به.
وفيه: أن الفراسي حدَّثه عن أبيه.
قال السندي: قوله: آسأل، بالمد أو بلا مد، بتقدير حرف الاستفهام، والمراد: أسأل المال من غير الله المتعالي؟ وإلا فلا منع للسؤال من الله تعالى، بل هو المطلوب.
قوله: "فاسأل الصالحين"، أي: القادرين على قضاء الحاجة، أو أخيار الناس، لأنهم لا يحرمون السائلين، ويعطون ما يعطون عن طيب نفس، والله تعالى أعلم.
(1) قال السندي: أبو موسى الغافقي: هو مالك بن عبادة، غافقي، صحابي، عُدَّ في الصحابة الذين نزلوا مِصْر.
(2) في (م) يحيى بن معين، وهو خطأ!(31/276)
حِفْظَ عَنِّي شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، يحيى بن ميمون: وهو الحَضْرمي لم يسمعه من أبي موسى الغافقي، بينهما وداعة الغافقي الحمدي أو الجمدي على خلاف في نسبته، وهو مجهول. فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 8/188، وأبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/49، ولم يذكرا في الرواة عنه سوى يحيى بن ميمون، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد اضطرب فيه، فذكره في موضعين 5/496 و7/566، وانظر "توضيح المشتبه" 2/393-394، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يخرج له أصحاب الكتب الستة.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/308 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/57 من طريق قتيبة، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/302، والطبراني في "الكبير" 19/ (657) من طريق يحيى بن بكير، عن ليث، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون، عن رجل من غافق بن حمدي، عن أبي موسى الغافقي، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/301-302، عن عبد المتعال بن طالب، والدولابي في "الكنى" 1/57، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (412) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن عدي في "الكامل" 1/26 من طريق حرملة، ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون، عن وادعة الحمدي، عن أبي موسى، به.
واختلف فيه على عبد الله بن وهب:
فأخرجه البزار (216) (زوائد) عن عمرو بن حفص الشيباني، والحاكم 1/113 من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، كلاهما عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، به. ولم يذكرا وداعة في الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2626) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (659) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/30 من طريق ابن=(31/277)
حَدِيثُ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ (1)
18947 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلَّا فِي الْحَلْقِ أَوِ اللَّبَّةِ؟ قَالَ: " لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لَأَجْزَأَكَ "، (2)
__________
= لهيعة، عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون، عن وداعة الحمدي، عن أبي موسى، به.
وانظر حديثَ عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6478) ، وحديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4157) .
(1) قال السندي: أبو العُشَراء الدَّارمي- بضم أوله، وفتح المعجمة والراء والمد- قيل: اسمه أسامة، وقيل: عطارد، وقيل: غير ذلك، وهو أعرابي مجهول. ذكره ابن الأثير، قال: وذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح، والصحبة لأبيه، واختلف في اسمه واسم أبيه.
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي العُشراء وأبيه، فقد قال الذهبي في "الميزان" لا يُدْرى من هو ولا من أبوه، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/22 في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر. وقال الترمذي في "العلل" 2/ 634-635: سألت محمداً- يعني البخاري- عن حديث أبي العشراء عن أبيه، فقلت: أعلمت أحداً روى هذا الحديثَ غير حماد بن سلمة؟ قال: لا، قلت له: تعرف لأبي العشراء غير هذا؟ قال: لا. وقال الميموني: سألت أحمد عن حديث أبي العشراء في الذكاة، قال: هو عندي غلط، ولا يعجبني، ولا أذهب إليه إلا في موضع الضرورة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/393-394، والترمذي (1481) ، وابن ماجه (3184) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.=(31/278)
18948 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَأَبِيكَ. (1)
18949 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَاهُ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعُشَرَاءِ،
__________
= وأخرجه الطيالسي (1216) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/22، وأبو داود (2825) ، والترمذي (1481) ، والنسائي في "المجتبى" 7/228، وفي "الكبرى" (4497) ، والدارمي (1972) ، وأبو يعلى (1503) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3357) ، وابن قانع في "معجمه" 3/53، والطبراني في "الكبير" (6719) و (6720) و (6721) ، وابن عدي في "الكامل" 2/675 و676، والبيهقي في "السنن" 9/246، وفي "معرفة السنن والآثار" (18830) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي العشراء) ، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/552 من طرقٍ عن حماد بن سلمة، به. وقال أبو داود: وهذا لا يصح إلا في المتردية والمتوحش.
وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" 3/755-756، وأبو نعيم في "الحلية" 6/341 من طريق مالك، عن حماد بن سلمة، به.
وفيه: قلت: يا رسول الله، فيم تكون الذكاة؟ في الخاصرة أو اللَّبَّة؟.
وسيأتي بالأرقام (18948) و (18949) و (18950) .
وانظر حديث رافع بن خديج السالف برقم (15806) .
قال السندي: قوله: "أما تكون" الهمزة للاستفهام، و"ما" نافية.
"اللبة" بفتح فتشديد موحدة. سأل أن الذكاة منحصرة فيهما دائماً، فأجاب: إلا في الضرورة.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عفان بن مسلم الصفار.
وأخرجه الدارمي (1972) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/45 من طريق عفان، بهذا الإسناد.(31/279)
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ وَكِيعٍ (1)
18950 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف- كسابقيه، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. هدبة بن خالد ثقة من رجال الشيخين، وإبراهيم بن الحجاج: وهو السَّامي، روى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (1503) ، وابن عدي في "الكامل" 2/675 من طريقي هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1200) من طريق إبراهيم ابن الحجاج وحده، به.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ عبد الله بن أحمد في هذا الإسناد هو حوثرة بن أشرس، وهو من رجال "التعجيل"، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو يعلى (1503) و (1504) ، وابن قانع في "معجمه" 3/53، وابن عدي في "الكامل" 2/675 من طريق حوثرة، بهذا الإسناد.(31/280)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ
18951 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَيَّ قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ: مَا أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ وَهُوَ غُلَامٌ حَدِيثٌ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِنَا، يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءَ، قَالَ: فَجِئْنَا فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، وَجَلَسَ إِلَيْهِ النَّاسُ، قَالَ: فَجَلَسَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَجْلِسَ، " ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ " (1)
18952 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ، حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ غُلَامٍ، مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ، أَنَّهُ أَدْرَكَهُ شَيْخًا قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَاءَ، فَجَلَسَ فِي فِنَاءِ (2) الْأُجُمِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، فَاسْتَسْقَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسُقِيَ، فَشَرِبَ، وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَأَنَا أَحْدَثُ الْقَوْمِ، فَنَاوَلَنِي فَشَرِبْتُ، وَحَفِظْتُ " أَنَّهُ صَلَّى بِنَا يَوْمَئِذٍ
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الرواي عن عبد الله بن أبي حبيبة وقد سلف نحوه (16081) و (17944) .
(2) هكذا وردت في هذه الرواية، وجاء في الرواية السالفة (16081) : فيء، وهو الأشبه.(31/281)
وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ (1) لَمْ يَنْزِعْهُمَا " (2)
18953 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ وسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: " جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا يَدَهُ فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَدَ " (3)
__________
(1) في (ظ 13) و (م) : نعلان، وهي نسخة في (س) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16081) سنداً ومتناً.
(3) إسناده ضعيف، وقد وهم فيه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فرواه عن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، قال: جاءنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، ولم يقل: عن أبيه، عن جده، والأَوْلى بالصَّواب ما رواه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه، عن جده. نبَّه على ذلك المزي في "تحفة الأشراف" 5/
282، وفي "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن.
ثم إن إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي، ضعيف، وعبد الله بن عبد الرحمن ابن ثابت، مجهول، تفرد بالرواية عنه إبراهيم بن إسماعيل، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وأبوه عبد الرحمن بن ثابت لا تصح صحبته، وهو مجهول كذلك، تفرد بالرواية عنه ابنه عبد الله بن عبد الرحمن، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 5/266، وقال: لم يصح حديثه، وثابت بن الصامت مختلف في صحبته، ويقال: إنه مات في الجاهلية، وإنما الصحبة لابنه عبد الرحمن بن ثابت. قلنا: ولم يصحَّ ذلك.
ثم إنه قد اختلف في إسناده كما سيأتي.
فأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن=(31/282)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق الإمام أحمد وابنه عبد الله، بهذا الإسناد.
وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/265، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1031) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2146) .
وأخرجه ابن ماجه (1032) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147) ، والطبراني في "الكبير" (1344) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1309) - من طريق إسماعيل بن أبي أويس، وابن قانع في "معجمه" 1/129 من طريق معن بن عيسى، كلاهما عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في بني عبد الأشهل، وعليه كساء متلفف به، ويضع يديه عليه يقيه برد الحصى.
قلنا: وقد نص المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ثابت بن الصامت أن رواية معن بن عيسى: ابن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده، فجعله من حديث الصامت.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/321-322- ومن طريقه البيهقي 2/108- عن إسماعيل بن أبي أويس، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه، عن جده، فسماه عبد الرحمن بن عبد الرحمن.
وأخرجه كذلك ابن خزيمة (676) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه، عن جده، كما في "إتحاف المهرة" 3/15 وقد سقط من المطبوع منه اسم عبد الرحمن من الإسناد.
وقد رجح أبو زرعة هذه الطريق فيما ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" 1/183.
وانظر حديث أنس السالف برقم (11970) ، وحديث ابن عباس السالف برقم (2320) .(31/283)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ الدَّيْلِيِّ
18954 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ يَقُولُ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الْحَجُّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَجُّ حَجُّ عَرَفَةَ (1) ، فَمَنْ (2) جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ، تَمَّ حَجُّهُ، أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ أَيَّامٍ، (3) فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ "، ثُمَّ أَرْدَفَ خَلْفَهُ فَجَعَلَ يُنَادِي بِهِنَّ (4)
__________
(1) الحج عرفة، بزيادة لفظ "الحج"، وقد ورد في (ظ13) ، وهامش (س) و (م) ، ولم يرد في (ص) و (ق) ، وقد ورد في الرواية السالفة برقم (18774) ، وهي من طريق وكيع كذلك.
(2) في (س) و (ق) و (ص) و (م) : من، والمثبت من (ظ13) .
(3) لفظ "أيام" من (ق) ، وهو نسخة في هامش (س) .
(4) إسناده صحيح، وهو مكرر (18774) سنداً ومتناً.(31/284)
حَدِيثُ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ
18955 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ، أَنَّ رَسُولَ (1) اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ يُنَادَى أَيَّامَ التَّشْرِيقِ: " أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ "، (2)
18956 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّامِ
__________
(1) في (ق) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج: وهو ابن النعمان الجوهري، فمن رجال البخاري، وصحابيه لم يرو له إلا النسائي وابن ماجه. نافع بن جبير: هو ابن مُطْعِم.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/104، وفي "الكبرى" (2896) ، والدارمي 2/23-24، وابن خزيمة (2960) ، والطحاوي مختصراً في "شرح معاني الآثار" 2/245، والطبراني في "الكبير" (1213) من طرق عن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2960) ، والطبراني في "الكبير" (1214) و (1215) من طرق عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2897) من طريق حماد، عن عمرو، عن نافع ... أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر منادياً، مرسلاً.
وقد سلف برقم (15428) .(31/285)
التَّشْرِيقِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15428) .(31/286)
حديث بشر الخثعمى (1)
18957 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ". قَالَ: فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلَنِي، فَحَدَّثْتُهُ، فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ (2)
__________
(1) قال السندي: بشر الخثعمي، هو بشر بن ربيعة الخثعمي أو الغنوي، له صحبة، عداده في أهل الشام.
(2) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن بشر الخثعمي، فقد انفرد بالرواية عنه الوليد بن المغيرة المعافري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد اختلف على زيد بن الحباب في اسمه واسم أبيه ونسبه.
فأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1155) من طريق عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/81، وفي "الصغير" 302، والبزار (1848) (زوائد) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" ((1155) من طريق محمد بن العلاء، عن زيد بن الحباب، به، إلا أنه سماه: عبيد بن بشر الغنوي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/81، وفي "الصغير" 2/306 عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن زيد بن الحباب، به. وقد سماه: عبيد الله بن بشر الغنوي.=(31/287)
حَدِيثُ خَالِدٍ الْعَدْوَانِيِّ (1)
18958 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ
__________
= وقد اختلف فيه على عبدة.
فأخرجه ابن خزيمة- كما في "إتحاف المهرة" 2/616- ومن طريقه الحاكم 4/421-422 عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن الوليد بن المغيرة، به.
فسماه: عبد الله بن بشر الغنوي، ولم يذكر زيد بن الحباب في الإسناد، ولعله سقط منه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1216) من طريق ابن المديني وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن زيد بن الحباب، به، إلا أنه سماه: عبد الله بن بشر الغنوي.
وقد فرق الحافظ بينه وبين عبد الله بن بشر الخثعمي الذي أخرج له الترمذي والنسائي، فقال في "التعجيل" 1/721: الذي أخرج له الترمذي والنسائي لم يختلف في اسمه ولا في اسم أبيه ولا في نسبه، وأما هذا فاختلف في اسمه، فقيل عبد الله وقيل: عبيد الله، وقيل: عبيد بغير إضافة، واختلف
في نسبه، فقيل: الخثعمي، وقيل: الغنوي، ثم إن الذي أخرجا له اسم أبيه بشر، واسم أبي هذا بشير، وقيل: بشر.
قوله: قال: فدعاني مسلمة: ظن الحافظ في "التعجيل" 1/344-345 أن قائل ذلك هو الصحابي نفسه، فقال في ترجمته: ومقتضى ذلك أن يكون عاش إلى بعد المئة الأولى من الهجرة. قلنا: بل الأقرب إلى الصواب ما ذكره الحافظ في "الإصابة" أن قائل ذلك هو ابنه عبد الله بن بشر.
(1) قال السندي: خالد العدواني: هو خالد بن أبي جبل، وفي رواية: جيْل، والأول أرجح، عدواني- بمهملتين- قنا: في "اللسان" بالتسكين، وهو الأرجح- طائفي، سكن الطائف، يقال: إنه بايع تحت الشجرة، وله حديثٌ واحد.(31/288)
أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ الْعَدْوَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَبْصَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَشْرِقِ ثَقِيفٍ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَوْسٍ، أَوْ عَصًا حِينَ أَتَاهُمْ يَبْتَغِي عِنْدَهُمُ النَّصْرَ، قَالَ: " فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ حَتَّى خَتَمَهَا "، قَالَ: فَوَعَيْتُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا مُشْرِكٌ، ثُمَّ قَرَأْتُهَا فِي الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَدَعَتْنِي ثَقِيفٌ فَقَالُوا: مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ مَنْ مَعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ: نَحْنُ أَعْلَمُ بِصَاحِبِنَا، لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ مَا يَقُولُ حَقًّا لَاتَّبَعْنَاهُ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن خالد العدواني، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول، وتعقبه الحافظ في "التعجيل" بقوله: صحح ابن خزيمة حديثه، ومقتضاه أن يكون عنده من الثقات. قلنا:
وله علَّة أخرى، وهي تفرد عبد الله: بن عبد الرحمن الطائفي به، وهو ضعيف يعتبر به في الشواهد والمتابعات، ولم يتابعه أحد هنا.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1275) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/138-139، وابن خزيمة (1778) ، والطبراني فيه "الكبير" (4126) و (4127) من طرق عن مروان بن معاوية، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1274) ، والطبراني (4128) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، به.=(31/289)
حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ الْجُمَحِيِّ (1)
18959 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نُمَيْرِ بْنِ عَرِيبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ " (2)
__________
= قال السندي: قوله: "في مُشَرَّق ثقيف" ضبط على وزن اسم المفعول من التشريق، قيل: وهو سوق بالطائف.
على قوس: معتمداً عليه.
فقال من معهم من قريش: تنفيراً لهم.
(1) جزم أئمة هذا الشأن أنه لا صحبة له، وقال ابن حبان: من زعم أن له صحبة بلا دلالة فقد وهم.
(2) إسناده ضعيف، فيه علل ثلاث: نمير بن عريب مجهول، فقد انفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا أعرفه إلا في حديث الصوم في الشتاء. وعامر بن مسعود الجمحي جزم الأئمة أنه لا صحبة له، فروايته عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلة، ثم إنه مجهول الحال، فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/100 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (797) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2875) ، وابن خزيمة فيما ذكره الحافظ في "إتحاف المهرة" 6/408 من طريق يحيى بن سعيد، والبيهقي في "السنن" 4/296-297 من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن سفيان، به.
وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،=(31/290)
حَدِيثُ كَيْسَانَ (1)
18960 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ أَبَاهُ أخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ بِالْخَمْرِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ وَمَعَهُ خَمْرٌ فِي الزِّقَاقِ، يُرِيدُ بِهَا التِّجَارَةَ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي جِئْتُكَ بِشَرَابٍ جَيِّدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا كَيْسَانُ، إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ بَعْدَكَ " قَالَ: أَفَأَبِيعُهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ، وَحُرِّمَ ثَمَنُهَا ". فَانْطَلَقَ كَيْسَانُ إِلَى الزِّقَاقِ فَأَخَذَ بِأَرْجُلِهَا، ثُمَّ أَهْرَاقَهَا (2)
__________
= وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه شعبة والثوري.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/127 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن مسعود، به. لم يذكر نمير بن عريب في الإسناد.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11716) .
قال السندي: قوله: "الغنيمة الباردة": هي الحاصلة بلا تحمل كلفة المحاربة، وصوم الشتاء له أجر بلا تحمل مشقة الجوع لقصر الأيام والعطش لبرودتها، وفيه ترغيب للناس في صوم الشتاء.
(1) قال السندي: كيسان هو كيسان بن عبد الله، سكن الطائف.
(2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، ونافع بن كيسان=(31/291)
حَدِيثُ جَدِّ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ
18961 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، إِلَّا نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي
__________
= مختلف في صحبته، قال الحافظ في "التعجيل" ذكره ابن شاهين وطائفة في الصحابة، وقال ابن سعد: روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسكن دمشق، وذكره جماعة قي التابعين، فالله أعلم. وقال العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرف حاله.
وبقية رجاله ثقات. سليمان بن عبد الرحمن: هو ابن عيسى الدمشقي من رجال التهذيب، وقد روى له أصحابه السنن.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (6641) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (438) ، وفي "الأوسط" (3149) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/387، والطبراني في "الكبير" 19/ (439) من طريق محمد بن يزيد بن سنان، عن أبيه أبي فروة، عن يحيى بن أبي كثير، عن إسماعيل، بن أبي خالد، عن محمد بن عبد الله الطائفي أن نافع ابن كيسان أخبره، فذكر نحوه.
ومحمد بن يزيد بن سنان وأبوه ضعيفان، ومحمد بن عبد الله الطائفي لم نعرفه.
وفي باب تحريم بيع الخمر سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6997) ، وهو حديث صحيح، وانظر حديث أبي سعيد الخدري (11205) .(31/292)
بِيَدِهِ، لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ ". قَالَ عُمَرُ: (1) فَأَنْتَ الْآنَ وَاللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآنَ يَا عُمَرُ " (2)
__________
(1) لفظ "عمر" ليس فه (م) .
(2) هو مكرر (18047) سنداً ومتناً.(31/293)
حَدِيثُ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ (1)
18962 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ مَدِينِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ أَبِيهِ مَعْنِ بْنِ نَضْلَةَ، عَنْ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ، أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَرَّيَيْنَ، فَهَجَمَ عَلَيْهِ شَوَائِلُ لَهُ، فَسَقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَةَ إِنَاءٍ، فَامْتَلَأَ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كُنْتُ لَأَشْرَبُ السَّبْعَةَ فَمَا أَمْتَلِئُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْكَافِرَ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (2)
__________
(1) قال السندي: نضلة بن عمرو الغفاري، حجازي، له صحبة ووفادة، وكان يسكن النادية من ناحية العرج.
(2) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة معن بن نضلة بن عمرو، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل" ولم يذكرا في الرواة عنه سوى ابنه محمد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن معن جد محمد بن معن، فقد روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وترجم له الحافظ في "التعجيل" وفي "التهذيب"، وذكر أن كنيته أبو معن، فاشتبه على المزي، فظنه عبد الواحد بن أبي موسى الخولاني، فوهم في ذلك. وصحابي الحديث من رجال "التعجيل"، وليس له رواية في الكتب الستة. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/322 من طريق الإمام أحمد، بهذا=(31/294)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/118-119، وأبو يعلى (1585) كلاهما عن علي ابن المديني، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (999) ، والبزار (2905) (زوائد) وأبو يعلى (1584) ، وأبو عوانة 5/430، وابن قانع في "معجمه" 3/157-158، والبيهقي في "الدلائل" 6/116 من طرق عن محمد بن معن ابن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو، به. وسقط من مطبوع ابن قانع: عن أبيه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8879) وإسناده صحيح، وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4718) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: بمريين، في "النهاية": هو تثنية مَرِيّ، بوزن صبي، ويروى مريتين، أي بزيادة تاء التأنيث، والمَرِي والمَرِية: الناقة الكثيرة اللبن، ووزنهما فعيل أو فَعُول. قلت (القائل السندي) : وهذا الموافق لما في "الصحاح"، لكن في نسختنا من "القاموس": وهي أي الناقة المُريْة بالضم والكسر، والله تعالى أعلم. والمراد أنه جاء عنده بهاتين الناقتين.
شوائل له: جمع شائلة، وهي الناقة التي شال لبنها، أي ارتفع، ويكون ذلك بعد سبعة أشهر من حملها.
فسقى: أي الراعي.
فضلة: بالفاء، أي: البقية.
"إن المؤمن ألخ.." أي: إن الله تعالى يبارك للمؤمن في قليله لذكره اسمه تعالى في الابتداء، بخلاف الكافر، والله تعالى أعلم.(31/295)
حَدِيثُ أُمَيَّةَ بْنِ مَخْشِيٍّ (1)
18963 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ، وَصَحِبْتُهُ إِلَى وَاسِطٍ، وَكَانَ يُسَمِّي فِي أَوَّلِ طَعَامِهِ، وَفِي آخِرِ لُقْمَةٍ يَقُولُ: بِسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ تُسَمِّي فِي أَوَّلِ مَا تَأْكُلُ، أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ فِي آخِرِ مَا تَأْكُلُ بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَالَ: أُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ، إِنَّ جَدِّي أُمَيَّةَ بْنَ مَخْشِيٍّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ، فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى كَانَ فِي آخِرِ طَعَامِهِ لُقْمَةٌ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ حَتَّى سَمَّى، فَلَمْ يَبْقَ فِي بَطْنِهِ شَيْءٌ، إِلَّا قَاءَهُ " (1)
__________
(1) قال السندي: أمية بن مخشي، خزاعي، ويقال: أزدي، له صحبة، سكن البصرة، وأعقب بها.
(1) إسناده ضعيف لجهالة المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، فقد تفرد بالرواية عنه جابر بن صُبح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد جهله ابن المديني والذهبي، وباقي رجال الإسناد ثقات، بعضهم رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/6-7 من طريق علي بن عبد الله ابن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/12-13، والبخاري في "التاريخ الكبير"2/7، والنسائي في "الكبرى" (6758) و (10113) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (282) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1085) ، والطبراني في "الكبير" (854) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (461) ، والحاكم 4/108-109،=(31/296)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (955) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!
وأخرجه أبو داود (3768) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2301) ، وابن قانع في "معجمه" 1/48-49، والطبراني في "الكبير" (855) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (447) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/143، والمزي في "تهذيب الكمال " (في ترجمة المثنى بن عبد الرحمن) من طريق عيسى بن يونس، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1086) من طريق يوسف بن يزيد، كلاهما عن جابر بن صبح، به. وفي رواية ابن أبي عاصم والطبراني: المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، عن عمه أمية بن مخشي.
وفي الباب من حديث حذيفة، سيرد 5/382-383، وهو عند مسلم (2017) ، ولفظه عنده: "إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحلَّ بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها".
ومن حديث عائشة، سيرد 6/143، ولفظه: "فإذا أكل أحدكم طعاماً، فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله، فليقل بسم الله أوله وآخره". وإسناده ضعيف.
ومن حديث أبي أيوب، سيرد 5/415، ولفظه: كنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً فقرب طعاماً، فلم أرَ طعاماً كان أعظم بركة منه أول ما أكلنا، ولا أقل بركة في آخره، قلنا: كيف هذا يا رسول الله، قال: "لأنا ذكرنا اسم الله عز وجل حين أكلنا، ثم قعد بعدُ من أكل ولم يسمِّ، فأكل معه الشيطان" وإسناده ضعيف.
وانظر حديث عمر بن أبي سلمة السالف برقم (16630) .
قال السندي: قوله: فلم يبق في بطنه، أي: بطن الشيطان شيء.(31/297)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّلَمِيِّ
18964 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَسَمِعَ مُؤَذِّنًا يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 10 " أَشْهَدُ أَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ "، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِدُونَهُ رَاعِيَ غَنَمٍ، أَوْ عَازِبًا عَنْ أَهْلِهِ ". فَلَمَّا هَبَطَ الْوَادِي، قَالَ: مَرَّ عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ، فَقَالَ: " أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " (1)
__________
(1) قوله: "أترون هذه هينة على أهلها للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها". صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه عبد الله بن رُبيعة السُّلَمي، وقد اختلف في صحبته، والظاهر أنه تابعي، فقد قال ابن المبارك، عن شعبة في حديثه: وكانت له صحبة، ولم يتابع عليه. وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" 104: سألت أبي عنه، فقال: إن كان السلمي فهو من التابعين، وقال في موضع آخر: عبد الله بن ربيعة لم يدركِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من أصحاب ابن مسعود.
وهو ما ذهب إليه كذلك ابنُ سَعْد في "طبقاته" 6/196، فقد ترجم له في التابعين الرواة عن ابن مسعود. وجزم العلائي في "جامع التحصيل" 256 أن الحديث مرسل. وذكره ابن حبان في الصحابة ومع التابعين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الحكم: هو ابن عُتيبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/245، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/258-259، والنسائي في "المجتبى" 2/19، وفي "الكبرى"=(31/298)
حَدِيثُ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ الْعِجْلِيِّ (1)
18965 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِهِ، وَكَانَ عَيْنًا لِأَبِي سُفْيَانَ وَحَلِيفًا، فَمَرَّ بِحَلْقَةِ الْأَنْصَارِ، (2) فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، فَقَالَ: " إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا
__________
= (1629) و (9866) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (38) - وابن قانع في "معجمه" 2/133- 134 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وفي باب القول مثل ما يقول المؤذن سلف من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص برقم (6568) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وقوله: "أترون هذه هينة...." له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (3047) ، وهو حديث صحيح لغيره، وذكرنا تتمة شواهده ثمة.
(1) وقعت نسبته في (م) : العجمي. وهو تحريف.
قال السندي: فرات بن حيّان العجلي، هو ابن حيّان بالتحتانية، عجلي، نزل الكوفة، وكان حليفاً لبني سهم، له صحبة، وابتنى بالكوفة داراً، وله عقب بها، وكان من أهدى الناس بالطرق، أسلم وفقه في الدين وقد خرج هو وأبو هريرة ورجل آخر من عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد، وإن معه لقفا غادرٍ " فلما بلغ ذلك فراتاً وأبا هريرة أخذهما الخوف،
حتى ارتد ذلك الثالث. وقتل مع مسيلمة كافراً، فخر فرات وأبو هريرة ساجدين شكراً لله.
(2) في (ظ 13) من الأنصار، وقد ضرب على كلمة "من" في (س) .(31/299)
نَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ، مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وحارثة بن مُضَرِّب روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة كذلك. وصحابي الحديث لم يروِ له سوى أبي داود. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/128 عن علي بن عبد الله ابن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (9396) عن سفيان الثوري وإسرائيل أو أحدهما، به.
وأخرجه أبو داود (2652) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1662) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1058) ، وابن قانع في "معجمه" 2/324-325، والطبراني في "الكبير" 18/ (831) ، والحاكم 2/115 و4/366، وأبو نعيم في "الحلية" 2/18، والبيهقي في "السنن" 8/197، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/352، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة فرات بن حيان) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه البيهقي 8/197 من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، به.
وسلف برقم (16593) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة ابن مضرب، عن بعض أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "وكان عيناً"، أى: جاسوساً يوم الخندق كما في "الإصابة".
"نكلهم إلى إيمانهم" أي: إلى قولهم: نحن مؤمنون، أي: لعدم ظهور المكذب لقولهم.(31/300)
حَدِيثُ خُذَيْمِ (1) بْنِ عَمْرٍو السَّعْدِيِّ
18966 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ زِيَادِ بْنِ حِذْيَمٍ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، حِذْيَمٍ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: " أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ بَلَدِكُمْ هَذَا ". قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ (2)
__________
(1) في (م) : خريم، وهو تحريف، قال السندي: حذيم بكسر مهملة وسكون معجمة وفتح تحتانية صحابي له حديث واحد، قيل: وهو تميمي سكن البصرة.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة موسى بن زياد بن حِذيم وأبيه، فموسى لم يرو عنه سوى المغيرة: وهو ابن مِقْسَم الضبي، وأبوه لم يرو عنه سوى ابنه موسى، ولم يؤثر توثيقهما عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة موسى: لا يعرف كأبيه، وبقية رجاله ثقات.
أبو خيثمة: هو زهير بن حرب.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/470 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/127، والنسائي في "الكبرى" (4002) ، وابن خزيمة (3808) ، والطبراني في "الكبير" (3478) من طرق عن جرير، به.
وله شاهد من حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (2036) ، وإسناده صحيح، وقد ذكرنا أحاديث الباب في حديث أبي سعيد الخُدْرَي السالف برقم (11762) .(31/301)
حَدِيثُ خَادِمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18967 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ، قَاضِي وَاسِطٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ حِمْصَ، فَقَالُوا: هَذَا خَادِمُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: (1) حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَتَدَاوَلُهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الرِّجَالُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) في (ق) : فقلت له.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سابق بن ناجية، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي عقيل: وهو هاشم بن بلال الدمشقي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وقد اختلف فيه على أبي عقيل، فرواه شعبة عنه، عن سابق، عن أبي سلام: وهو ممطور الحبشي، عن خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه مسعر عنه- واختلف عليه فيه- كما سيأتي في تخريج الرواية (18968) - فقال: عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحافظ في "الإصابة" 4/93: وحديث شعبة هو المحفوظ قلنا: وهو ما أشار إليه كذلك المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة سابق بن ناجية) .
وقد وقع عند الحاكم 1/518 من طريق شعبة إلا أن فيه: سمعت أبا عقيل هاشم بن بلال يحدِّث عن أبي سلام سابق بن ناجية، فقلب الإسناد،=(31/302)
18968 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ، عَنْ سَابِقٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ خَادِمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، حِينَ يُمْسِي ثَلَاثًا، وَحِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثًا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
= وأسقط لفظ التحمل، ولعله وهمٌ من الحاكم أو مِن أحد النساخ، فالله أعلم.
وأخرجه أبو داود (5072) ، والنسائي في "الكبرى" (9832) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (4) - والطبراني في "الدعاء" (302) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (28) ، والبغوي في "شرح السنة" (1324) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10400) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (565) - والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة سابق) ، والطبراني في "الدعاء" (303) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1346، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (68) من طرق عن أبي عقيل، به. وقد جوَّد إسناده النووي في الأذكار!
وسيرد بالأرقام (18968) و (18969) و5/367.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11102) ، وهو حديث صحيح.
قال السندي: قوله: لا يتداوله إلخ ... صفة أخرى للحديث، أي: لا يكون مما وَصَلَ إليك منه بواسطة.
"أن يرضيه": من الإرضاء، حتى يكون الجزاء من جنس العمل.
(1) في (م) : عن سابق، عن خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بزيادة "عن" بين سابق وبين خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد وهم فيه مِسْعَر، والمحفوظ رواية سعبة السالفة برقم (18967) كما بينا هناك، ثم إنه قد اختُلِف فيه على مِسْعَر،=(31/303)
18969 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ هَاشِمِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، قَالَ أَبُو النَّضْرِ، الْحَبَشِيُّ قَالَ: مَرَّ بِهِ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ حِمْصَ، فَقِيلَ: هَذَا خَدَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَتَدَاوَلْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الرِّجَالُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ " (1)
18970 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ سِنِينَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ " فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ
__________
= فرواه وكيع، عنه، عن أبي عقيل، عن أبي سلام، عن سابق خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواه محمد بن بشر فيما أخرجه ابنُ أبي شينه 9/78 و10/240-241، ومن طريقه ابن ماجه (3870) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (471) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (921) ، وفي "الدعاء" (301) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/98، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمه سابق) ، فقال: عن مسعر، عن أبي عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد ساقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/98، وذكر أن رواية مسعر كرواية شعبة، وخطَّأ طريق وكيع عنه فحسب، وهو وهم منه كما يتبين من هذه الطرق.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (18967) غير أن شيخ أحمد هنا: هو هاشم بن القاسم أبو النضر.(31/304)
قَالَ: " اللهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ، وَأَغْنَيْتَ، وَأَقْنَيْتَ، وَهَدَيْتَ، وَاجْتَبَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رشدين بق سعد- وإن كان ضعيفاًَ- قد توبع بالرواية السالفة برقم (16595) .(31/305)
حَدِيثُ ابْنِ الْأَدْرَعِ
18971 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ الْأَدْرَعِ قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، قَالَ: فَرَآنِي، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا، فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، قَالَ: فَرَفَضَ يَدِي، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ " قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، (1) وَأَنَا أَحْرُسُهُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي (2) بِالْقُرْآنِ، قَالَ: فَقُلْتُ: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلَّا إِنَّهُ أَوَّابٌ " قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ (3)
__________
(1) في (ظ13) : يوم، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ظ13) و (ق) : يصلي يجهر.
(3) إسناده ضعيف، تفرد به هشام بن سَعْد، وهو ضعيف، فقد ضعفه يحيى بن سعيد القطان، وابن حنبل، وابن معين، والنسائي، وابن سعد، وابن حبان، وابن عبد البر، ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به، وقال أبو زرعة: شيخ محله الصدق، وقال في موضع آخر: واهي
الحديث. وقال العجلي: جائز الحديث، حسن الحديث. قلنا: يعني في المتابعات، ولم يتابع هنا. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فليس له رواية في الكتب الستة.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/421-422 من طريق الإمام=(31/306)
حَدِيثُ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (1)
18972 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ
__________
= أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/369، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وفي باب قوله: "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة" عن أبي هريرة عند البخاري (39) ، ولفظه: "إنَّ الدين يسر ولن يُشاد الدينَ أحد إلا غلبه، فَسددوا وقاربوا....".
وقوله في ذي البجادين: "إنه أواب" يشهد له حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17453) .
قال السندي: قوله: يُصلي يجهر بالقرآن، أي: وهذا القدر لا يدل على أنه مراءٍ.
فرفض يدي، أي: تركها من يده.
"هذا الأمر": الخبر والدِّين.
"بالمغالبة" أي: المبالغة في الاجتهاد حتى كان بينكم وبين لهذا الأمر مغالبة، أي: فالمبالغة دليل الرياء، لأن النيل إلى الخير لا يتوقف عليه.
"أواب" أي: رجاع، كثير الرجوع إلى الله تعالى.
ذو البجادين: بكسر الموحدة، ففي "القاموس": بجاد ككتاب: كساء مخطط، وفيه عبد الله ذو البجادين.
(1) قال السندي: نافع بن عتبة بن أبي وقاص: هو ابن أخي سعد بن أبي وقاص، كان من مسلمة الفتح، وهو صحابي صغير، مات قديماً.(31/307)
الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، وَتُقَاتِلُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهُمُ اللهُ، وَتُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهُمُ اللهُ، وَتُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ " (1)
18973 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، المسعودي: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة اختلط، وسماع يزيد منه بعد الاختلاط، وقد توبعا في الرواية الآتية برقم (18973) ، وكما سلف برقم (1540) و (1541) .
وقد اختلف في متنه على المسعودي.
فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (643) من طريق أبي داود - وهو الطيالسي- والحاكم 4/426 من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن المسعودي، به، إلا أن أبا داود لم يذكر قتال فارس، وعثمان قدَّم قتال الروم على فارس. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وذكر الذهبي أنه على شرطهما.
قلنا: بل أخرجه مسلم برقم (2900) كما سيأتي في تخريج الرواية الآتية بالسياق الصحيح، فانظره.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (518) من طريق أبي جعفر الرازي، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. ولم يذكر نافع بن عتبة. قلنا: أبو جعفر: هو عيسى بن ماهان، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن حبان (6809) من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، به، إلا أنه لم يذكر قتال الروم.
وفي الباب: عن ذي مخمر، سلف برقم (16825) .
وعن المستورد، سلف (18023) .
وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/11 و21.(31/308)
عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، (1) فَأَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ، عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ، (2) فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ، وَهُمْ قِيَامٌ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَأَتَيْتُهُ (3) ، فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي قَالَ: " تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ " قَالَ نَافِعٌ: " يَا جَابِرُ أَلَا تَرَى أَنَّ الدَّجَّالَ لَا يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ " (4)
__________
(1) في (ظ13) غزوة، وهي نسخة في (س) .
(2) في (م) الصفوف، وهو تحريف.
(3) في (ظ13) و (ق) : فانتبه.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد.
وأخرجه مسلم (2900) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/304- من طريق جرير، وابن حبان (6672) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، وابن قانع في "معجمه" 3/139 من طريق موسى بن عبد الملك، ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18972) .(31/309)
حَدِيثُ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ (1)
18974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "، قَالَ: فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (2)
__________
(1) قال السندي: محجن بن الأدرع، هو أسلمي، كان قديم الإسلام، سكن البصرة، واختط مسجدها، وعُمِّر طويلاً، يقال: إنه مات في آخر خلافة معاوية، وجاء بسند صحيح أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال فيه: "ارموا وأنا مع ابن الأدرع".
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. وحسين المعلم: هو ابن ذكوان، وابن بريدة: هو عبد الله الأسلمي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2385) ، والنسائي في "المجتبى" 3/52، وفي "الكبرى" (1224) ، وابن خزيمة (724) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع ابن خزيمة قولُ عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثني أبي. واستدركناه من "إتحاف المهرة" 13/126.
وأخرجه أبو داود (985) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (703) - ومن=(31/310)
18975 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " يَوْمُ الْخَلَاصِ وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ، يَوْمُ الْخَلَاصِ وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ (1) " ثَلَاثًا، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ؟ قَالَ: " يَجِيءُ الدَّجَّالُ فَيَصْعَدُ أُحُدًا، فَيَنْظُرُ إِلَى (2) الْمَدِينَةَ، فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ:
__________
= طريقه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة محجن بن الأدرع) - وفي "الدعاء" (616) ، والحاكم 1/267، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (97) ، وفي "الدعوات الكبير" (87) من طريق أبي مَعْمر عبد الله بن عمرو، عن عبد الوارث، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وسيرد 5/350 و360 من طريق مالك بن مِغْول، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فجعله من حديث بريدة. قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/197- 198: وحديث عبد الوارث- يعني عن حسين المعلم- أشبه. قلنا: في رواية عبد الله بن بريدة، عن أبيه كلام، قال الجوزجاني: قلت لأحمد: سمع عبد الله من أبيه شيئا؟ قال: لا أدري، عامة ما يُرْوى عن بريدة عنه.
وضعَّف حديثه. وقال إبراهيم الحربي: عبد الله أتم من سليمان، ولم يسمعا من أبيهما، وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة، وسليمان أصح حديثاً.
قال الحافظ في "المقدمة": ليس له في البخاري من روايته عن أبيه سوى حديث واحد، ووافقه مسلم على إخراجه.
قال السندي: قوله: "قد غفر له" إما لأنه الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، أو لأنه أوحي إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باستجابة دعاء هذا بخصوصه، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) كررت الجملة ثلاث مرات.
(2) لفظ "إلى" ليس في (م) .(31/311)
أَتَرَوْنَ هَذَا الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ؟ هَذَا مَسْجِدُ أَحْمَدَ ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا (1) مَلَكًا مُصْلِتًا، فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْحَرْفِ، فَيَضْرِبُ رُوَاقَهُ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ، وَلَا مُنَافِقَةٌ، وَلَا فَاسِقٌ، وَلَا فَاسِقَةٌ، إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ يَوْمُ الْخَلَاصِ " (2)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : بكل نقب من أنقابها.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن شقيق لم يسمع مِحجن بن الأدرع، بينهما رجاء بن أبي رجاء كما جاء مصرحاً به في الأسانيد التالية، وبقية رجاله ثقَات رجال الصحيح.
وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/66 من طريق حجاج ابن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وقيه: القصر الأحمر.
وأخرجه الحاكم 4/543 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، به، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقّه الذهبي!
وأخرجه مختصراً ابن قانع أيضاً في "معجمه" 3/67 من طريق كهمس، عن عبد الله بن شقيق، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/308، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وانظر حديث جابر السالف برقم (14112) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7234) .
قال السندي: قوله: (يوم الخلاص) بالرفع، والخبر مقدَّر، أي: عظيم، أو بالنصب، أي: اذكروه، والمراد: يوم خلاص المدينة من المنافقين والفاسقين.
"مصْلَتًّا": من أصلت السيف: جَرَّده من غمده.
"رُواقه" ضبط بضم الراء، أي: فسطاطه، وقُبَّته، وموضع جلوسه.(31/312)
18976 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: كَانَ بُرَيْدَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ مِحْجَنٌ عَلَيْهِ وَسُكْبَةُ يُصَلِّي، فَقَالَ بُرَيْدَةُ، وَكَانَ فِيهِ مُرَاحٌ، لِمِحْجَنٍ: أَلَا تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي هَذَا؟ فَقَالَ مِحْجَنٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي، فَصَعِدَ عَلَى أُحُدٍ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " وَيْلُ أُمِّهَا قَرْيَةً يَدَعُهَا أَهْلُهَا خَيْرَ مَا تَكُونُ، أَوْ كَأَخْيَرِ مَا تَكُونُ، فَيَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا بِجَنَاحِهِ (1) فَلَا يَدْخُلُهَا "
-1 - قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ (2) يُصَلِّي، فَقَالَ لِي: " مَنْ هَذَا؟ " فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ خَيْرًا (3) فَقَالَ: " اسْكُتْ لَا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ " قَالَ: ثُمَّ أَتَى حُجْرَةَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، فَنَفَضَ يَدَهُ مِنْ يَدِي، قَالَ: " إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسُرُهُ " (4)
__________
(1) في (م) : جناحيه، وفي هامش (س) : بجناحيه (نسخة) .
(2) في (ظ13) : فإذا رجل.
(3) في (م) : فأتيت عليه، فأثنيت عليه خيراً.
(4) إسناده ضعيف - دون قوله: إن خير دينكم أيسره، فحسن لغيره- لجهالة: رجاء بن أبي رجاء: وهو الباهلي، فقد انفرد بالرواية عنه عبد الله بن شقيق العقيلي، ولم يوثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وقد اختلف فيه على أبي بشر: وهو جعفر بن أبي وحشية.
فرواه شعبة- كما في هذه الرواية والتي قبلها- وأبو عوانة كما في الرواية=(31/313)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الآتية 5/32، فقالا: عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء، عن محجن.
وخالفهما الأعمش فيما أخرجه ابن شبة 1/275، والطبراني في "الكبير" 18/ (573) - فقال: عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، قال: إني لأمشي مع عمران بن حصين.
واختلف فيه كذلك على عبد الله بن شقيق.
فرواه كهمس والجريري كما في الروايتين 5/32، فقالا: عن عبد الله بن شقيق، عن محجن، فأسقطا رجاء من الإسناد.
قلنا: وشعبة فوق هؤلاء.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"20/ (705) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 15/140-141- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (2383) - وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/273 -274 من طريقين عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/308 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، خلا رجاء، وقد وثقه ابن حبان. قلنا: وفاته أن ينسبه للطبراني.
وسيرد برقم (18977) و5/32.
وانظر (18975) .
وقوله: "إن خير دينكم أيسره.." له شاهد من حديث الأعرابي بإسناد حسن، وقد سلف (15936) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: سكبة يصلي: بفتحتين، صحابي كان يُطيل الصلاة.
"ويل امها" كلمة يراد بها التعجب، وإن لم يكن ثَم أُم، والضمير مبهم.
و"قرية" بالنصب على التمييز، بيان له.
"خير ما تكون" بيان لبقاء الخير فيها إلى وفاء الدنيا.
"لا تُسْمِعْهُ ": نهي من الإسماع.=(31/314)
18977 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَقِيقٍ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ مِحْجَنٍ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ وَلَمْ يَقُلْ حَجَّاجٌ وَلَا أَبُو النَّضْرِ: بِجَنَاحِهِ (1)
__________
= "أيسره" إشارة إلى الاعتدال والتوسط في الصلاة وغيره دون الإفراط. (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله (18976) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حجاج: وهو ابن محمد المصيصي الأعور.(31/315)
حَدِيثُ بُسْرِ بْنِ مِحْجَنٍ، عَنْ أَبِيهِ
18978 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ سُفْيَانُ، مَرَّةً: عَنْ بُسْرٍ، أَوْ بِشرِ بْنِ مِحْجَنٍ، ثُمَّ كَانَ يَقُولُ بَعْدُ عَنْ ابْنِ (1) مِحْجَنٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى فَقَالَ لِي: " أَلَا صَلَّيْتَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ صَلَّيْتُ فِي الرَّحْلِ، ثُمَّ أَتَيْتُكَ. قَالَ: " فَإِذَا فَعَلْتَ، فَصَلِّ مَعَهُمْ، وَاجْعَلْهَا نَافِلَةً ". قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَقُلْ أَبُو نُعَيْمٍ، وَلَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَاجْعَلْهَا نَافِلَةً (2)
__________
(1) في (ظ13) و (س) و (ص) و (م) : أبي، وهو وهم، والصَّواب ما هو في (ق) ، و"أطراف المسند": 5/256.
(2) حديث حسن، وقد سلف برقم (16393) .(31/316)
حَدِيثُ ضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ (1)
18979 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ حُلَّتَانِ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: " يَا ضَمْرَةُ، أَتَرَى ثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ مُدْخِلَيْكَ الْجَنَّةَ؟ "، فَقَالَ: لَئِنْ اسْتَغْفَرْتَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، لَا أَقْعُدُ حَتَّى أَنْزَعَهُمَا عَنِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ " فَانْطَلَقَ سَرِيعًا حَتَّى نَزَعَهُمَا عَنْهُ (2)
__________
(1) قال السندي: ضمرة بن ثعلبة، بهزي، سكن الشام، له صُحبة.
(2) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليِد فإنه كان يدلس عن الضعفاء ويدلس تدليس التسوية، وقد ثبت عنه أنه كان يفعله، قال الذهبي في الميزان: قال أبو الحسن ابن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا إن صح مفسد لِعدالته. قلت (القائل الذهبي) نعم والله صح عنه هذا أنه يفعله.
ويحيى بن جابر كثير الإرسال.
وأخرجه ابنُ قانع في، "معجمه" 2/31، وابن الأثير في "أسد الغابة"، 3/59 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/337، والبزار، (2470) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (8158) من طرق عن بقية، به.
وتحرف اسم سليمان في مطبوع البخاري إلى مسلم.
قال السندي: قوله: "مدخليك" اسم فاعل من الإدخال بصيغة التثنية، ولعل ذلك لكراهة لونهما والله تعالى أعلم.(31/317)
حَدِيثُ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ
18980 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلِي بِلَقُوحٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلُبَهَا فَحَلَبْتُهَا، فَقَالَ لِي: " دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ " (1)
18981 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، رَجُلٍ مِنَ الْحَيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ضِرَارَ بْنَ الْأَزْوَرِ قَالَ: أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقْحَةً، قَالَ: فَحَلَبْتُهَا، قَالَ: فَلَمَّا أَخَذْتُ لِأُجْهِدَهَا قَالَ: " لَا تَفْعَلْ، دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ " (2)
18982 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَحْلُبُ فَقَالَ: " دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ "، (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16704) و (18905) سنداً ومتناً.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال يعقوب بن بحير، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16702) . زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرج الطبراني في "الكبير" (8128) من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن زهير، بهذا الإسناد.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (18792) سنداً ومتناً.(31/318)
• 18983 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، أَوْ عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِنَحْوِهِ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16702) سنداً ومتناً.(31/319)
حَدِيثُ جَعْدَةَ
18984 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْجُشَمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: جَعْدَةُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى لِرَجُلٍ رُؤْيَا، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَجَاءَ، فَجَعَلَ يَقُصُّهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ الرَّجُلُ عَظِيمَ الْبَطْنِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: بِأُصْبُعِهِ فِي بَطْنِهِ: " لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا، لَكَانَ (1) خَيْرًا لَكَ " (2)
__________
(1) في (ظ 13) : كان.
(2) وإسناده ضعيف، وهو مكرر (15868) غير أن شيخ أحمد هنا. هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وقد سلف تخريجه من طريق وكيع في الرواية رقم (15869) فانظره لزاماً.(31/320)
حَدِيثُ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ
18985 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، إِنْ شَاءَ اللهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلَاثًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/368، وفي "الأم" 1/164، وعبد الرزاق في "مصنفه" (8843) ، والحميدي (844) ، ومسلم (1352) (442) ، والترمذي (949) ، والنسائي في "المجتبى" 3/122، وابن أبا عاصم في "الآحاد والمثاني" (889) ، وابن الجارود في "المنتقى" (225) ، وأبو عوانة-
كما في "إتحاف المهرة" 11/2850- والطبراني في "الكبير"، 18/ (171) ، والبيهقي في "السنن" 3/147، والخطيب في "تاريخه" 6/268 و268-269، وابن عبد البر في "الاستذكار" (8134) و (8935) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/75 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سَعد 4/361، والبخاري (3933) ، ومسلم (1352) (441) (443) ، وأبو داود (2022) ، والنسائي في "الكبرى" (4213) ، وابن ماجه (1073) ، والدارمي (1592) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (890) و (891) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 11/285-، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2625) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (172) و (173) ، والبيهقي 3/147، والخطيب 6/268-270، وابن عبد البر في "الاستذكار" (8135) من طرق عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن من عوف، به.
وسيرد 5/52.=(31/321)
مَا كَانَ أَشَدَّ عَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ أَنْ يَقُولَ: حَدَّثَنَا
18986 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ أَبِي: " حَدَّثَنَا بِهِ هُشَيْمٌ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً عَنْ ابْنِ الْعَلَاءِ، وَمَرَّةً لَمْ يَصِلْ "، " أَنَّ أَبَاهُ، كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ " (1)
__________
= قال السندي: قوله "يمكث المهاجر" أي: في مكة.
"ثلاثاً" أي: لا يمكث أزيد من ثلاث في بلدة تركها لله تعالى، وأما الثلاث فيحتاج إليها لضرورة قضاء الحوائج والتهيؤ للسفر.
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن العلاء بن الحضرمي، فلم يرو عنه سوى ابن سيرين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وجهله الذهبي في "الميزان" 4/594، فقال: لا يعرف. ثم إن ابن سيرين لم يقم إسناده، فمرة رواه متصلاً بذكر ابن العلاء، ومرة رواه منقطعاً فلم يذكره، وقد رواه هشيم من طريقه بالإسنادين كما أشار أحمد عقب هذا الحديث. منصور: هو ابن زاذان الواسطي.
وأخرجه أبو داود (5134) ، والبيهقي في "السنن" 10/129 من طريق الإمام أحمد، بإسناديه.
وأخرجه أبو داود (5135) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (892) ، والبزار (2070) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (175) ، والحاكم 3/636 و4/273 من طريق المعلى بن منصور، عن هشيم، به، موصولاً.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبراني 18/ (162) من طريق شعبة، عن منصور، عن محمد بن سيرين، أَنَّ العلاء بن الحضرمي كتب إلى رسول الله ... فذكره منقطعاً.
وأخرجه البيهقي 10/130 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، أن العلاء بن الحضرمي. فذكره منقطعاً كذلك.=(31/322)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيِّ
18987 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ، (1) وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ " (2)
18988 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ، (3) وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ " (4)
__________
= قال السندي: قوله: فبدأ بنفسه، أي: اقتداء به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث كان يبدأُ بنفسه.
(1) في (ظ13) و (ص) : فانثر.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (18818) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو سفيان بن عيينة.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة سلمة بن قيس) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (856) - ومن طريقه ابن قانع في "معجمه" 1/276، والطبراني في "الكبير" (6313) - والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (864) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18817) .
(3) في (ظ 13) و (ص) : فانثر.
(4) إسناده صحيح، وهو مكرر (18817) سنداً ومتناً.(31/323)
18989 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ: لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا " (1)
18990 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَلَا إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ: أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا ". قَالَ: فَمَا أَنَا بِأَشَحَّ عَلَيْهِنَّ مِنِّي إِذْ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن يساف، ويقال: إساف، فمن رجال مسلم. وصحابي الحديث روى له أصحابه السنن سوى أبي داود. منصور. هو ابن المعتمِر.
وأخرجه الحاكم 4/351 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6312) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (970) ، وفى "الآحاد والمثاني" (1303) ، والنسائي في "الكبرى" (6317) - وهو في "التفسير" (393) - وابن قانع 1/276، والطبراني في "الكبير" (6317) من طرق عن منصور، به.
وسيأتي في الحديث الذي يليه.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6884) .(31/324)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
18991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (28) (زوائد) عن هاشم أبي النضر، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6306) من طريق عبد الرازق، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18817) .(31/325)
حَدِيثُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ (1)
18992 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ، وَابْنُ أُخْتِهِمْ مِنْهُمْ، وَحَلِيفُهُمْ مِنْهُمْ " (2)
__________
(1) قال السندي: هو أبو معاذ، وهو من أهل بدر كما في البخاري، وشهد هو وأبوه العقبة، وبقية المشاهد، وجاء أنه شهد صِفين والجمل، مات سنة إحدى- أو اثنتين- وأربعين.
(2) حديث صحيح لغيره دون قوله: "وحليفهم منهم" وهذا إسناد ضعيف لجهالة إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، فقد انفرد بالرواية عنه ابن خثيم: وهو عبد الله بن عثمان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 9/61 و12/167، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (4547) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً أيضاً الحاكم 2/328 و4/73 من طريقين عن سفيان، به.
وصححه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (75) ، والطبراني (4544) و (4546) من طريقيين عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، به.
وسيأتي في الحديثين بعده.
وقوله: "مولى القوم منهم وابن أختهم منهم". له شاهد من حديث أنس عند البخاري (6761) (6762) ، وانظر حديث مهران السالف برقم (15708) .
وقوله: "وحليفهم منهم" له شاهد لا يُفرح به من حديث عمرو بن عوف=(31/326)
18993 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا فَقَالَ: " هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنُ أُخْتِنَا وَحَلِيفُنَا وَمَوْلَانَا، فَقَالَ: " ابْنُ أُخْتِكُمْ مِنْكُمْ، وَحَلِيفُكُمْ مِنْكُمْ، وَمَوْلَاكُمْ مِنْكُمْ، إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ، فَمَنْ بَغَى لَهَا الْعَوَاثِرَ أَكَبَّهُ (1) اللهُ فِي النَّارِ لِوَجْهِهِ " (2)
18994 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَلِيفُنَا مِنَّا، وَمَوْلَانَا مِنَّا،
__________
= المزني عند الدارمي 2/243-244، وفي إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو، وهو متروك.
قال السندي: قوله: "مولى القوم إلخ.." بيان شدة ما بين القوم وبين هؤلاء من الارتباط، وإلا فالنسب للآباء لا للأمهات.
(1) في هامش (س) : كبه.
(2) إسناده ضعيف دون قوله: "ابن أختكم منكم ومولاكم منكم" فصحيح لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده بالرواية السالفة (18992) .
قال السندي: قوله: "فمن بغى لها العواثر" جمع عاثرة، وهي الحادثة التي تعثر بصاحبها، مِنْ عَثَرَ بهم الزمان: إذا جنى عليهم، وروي "العواثير" جمع عاثور، وهو المكان الخشن، لأنه يُعثر فيه، وقيل: هو حفرةٌ تحفر ليقع فيها نحو الأسد، فيصاد، فاستعير للورطة والمهلكة.(31/327)
وَابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا " (1)
18995 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى قَرِيبًا مِنْهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ (2) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعِدْ صَلَاتَكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ". قَالَ: فَرَجَعَ فَصَلَّى كَنَحْوٍ مِمَّا صَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: " أَعِدْ صَلَاتَكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي كَيْفَ أَصْنَعُ، قَالَ: " إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا شِئْتَ، فَإِذَا رَكَعْتَ، فَاجْعَلْ رَاحَتَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ، وَامْدُدْ ظَهْرَكَ وَمَكِّنْ لِرُكُوعِكَ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ فَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى تَرْجِعَ الْعِظَامُ إِلَى مَفَاصِلِهَا، وَإِذَا سَجَدْتَ فَمَكِّنْ لِسُجُودِكَ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ، فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِكَ الْيُسْرَى، ثُمَّ
__________
(1) حديث صحيح لغيره، دون قوله: "حليفنا منا"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة إسماعيل بن عبيد، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (18992) ، فانظرها لزاماً.
وأخرجه مطولاً البزار (2780) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (4545) من طريقين عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
(2) قوله: فسلَّم عليه، من (ظ13) و (ق) .(31/328)
اصْنَعْ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وَسَجْدَةٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على علي بن يحيى بن خلاد الزرقي، فقد رواه محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي- كما في هذه الرواية- عنه، عن رفاعة بن رافع الزرقي، ورواه على الشك كما في ابن حبان (1787) - فقال: عن علي بن يحيى بن خلاد، أحسبه عن أبيه، عن رفاعة بن رافع، به. فزاد في الإسناد: عن أبيه، يعني يحيى بن خلاد وقد تابعه بدون ذكر "عن أبيه" شريكُ بن أبي نمر كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2243) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/232، وعبد الله ابن عون كما عند الطبراني في "الكبير" (4530) ، فقالا: عن علي بن يحيى بن
خلاد، عن رفاعة، به.
وقد اضطرب فيه حماد بن سلمة: فرواه موسى بن إسماعيل فيما أخرجه أبو داود (857) ، وحجاج بن منهال فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" (4526) ، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن عمه. لم يقل فيه: عن أبيه.
ورواه هدبة بن خالد فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"
(1977) ، عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله، عن علي بن يحيى بن خلاد، أراه عن أبيه، عن عمه أن رجلاً....
ورواه عفان بن مسلم فيما أخرجه الحاكم 1/242 عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه أن رجلاً، لم يذكر جده في الإسناد.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/320 في إسناد حماد: لم يقمه.
وقال أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/82: وهم حماد.
وخالفهم محمد بن عجلان كما سيرد في الرواية (18997) ، وداود بن قيس الفراء كما عند عبد الرزاق في "المصنف" (3739) ، والبخاري في "القراءة"=(31/329)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= خلف الإمام" (109) و (110) ، و"التاريخ الكبير" 3/320، والنسائي في "المجتبى" 3/60، وفي "الكبرى" (1237) ، والطبراني في "الكبير" (4520) ، والحاكم 1/242-243، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/225، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة فيما أخرجه البخاري في "القراءة" (111) ، وفي "التاريخ الكبير" 3/321، وأبو داود (858) ، والنسائي في "المجتبى" 2/225-226، وفي "الكبرى" (722) ، وابن ماجه (460) ، والدارمي (1329) ، وابن الجارود في "المنتقى" (194) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/35، والطبراني في "الكبير " (4525) ، والدارقطني 1/95-96، والبيهقي في "السنن" 2/102 و345، ومحمد بن إسحاق فيما أخرجه أبو داود (860) ، وابن خزيمة (597) و (638) ، والطبراني في "الكبير" (4528) ، والحاكم 1/243، والبيهقي في "السنن " 2/133-134 أربعتهم عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن عمه رفاعة، به. فزادوا. في الإسناد: عن أبيه.
وذكر أبو حاتم فيما نقله ابنه في "العلل" 1/82 أنه الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (1372) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/321، وأبو داود (861) ، والنسائي في "المجتبى" 2/20، وفي "الكبرى" (1631) ، وابن خزيمة (545) ، والطحاوي في "شرحَ مشكل الآثار" (1593) و (2244) و (6073) و (6074) ، والبيهقي في "السنن" 2/380 من طرق عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن جده، عن رفاعة، به.
وخالفهم علي بن حُجْر فيما أخرجه الترمذي (302) ، فرواه عن إسماعيل ابن جعفر، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد، عن جده، عن رفاعة بن رافع، به. ولم يذكر: عن أبيه: قلنا: يعني علي بن يحيى بن خلاد، وعليه مدار الروايات السالفة.
وقد نص على أن رواية الترمذي ليس فيها: عن أبيه المزي في "تحفة الأشراف" 3/169، والحافظ في "الفتح" 2/277. وقد رواه كذلك البغوي=(31/330)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "شرح السنة" (553) من طريق الترمذي دون قوله: عن أبيه. وليست هي في نسخ الترمذي الخطية التي اعتمدها الشيخ أحمد شاكر، ومع ذلك وضعها في تحقيقه للكتاب بين حاصرتين مُخَطَّئاً الحافظ في "الفتح"، ومعتمداً على ما جاء عند الحاكم 1/43- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/380- وقد رواه الحاكم من طريق الترمذي وفيه: عن أبيه.
والذي يترجَّح لنا أن قوله: عن أبيه عند الحاكم هو من تصرف الرواة أو النساخ أو وهم من الحاكم نفسه، إذ لا قول بعد قول المزي، وهو شيخُ هذا الباب. ولو أن الشيخ أحمد شاكر اطلع على قول المزي لما تصرف في إسناد الترمذي بما تصرف به!
ويحى بن علي بن يحيى مجهول، لم يرو عنه غير إسماعيل بن جعفر،؟
ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ونقل الذهبي في "الميزان" عن ابن القطان قوله: لا يعرف إلا بهذا الخبر، روى عنه إسماعيل بن جعفر، وما علمت فيه ضعفاً، وتعقبه الذهبي بقوله: لكن فيه جهالة.
وتابع إسماعيلَ بنَ جعفر في قوله: عن أبيه سعيدُ بنُ أبي هلال فيما أخرجه الطبراني (4527) ، فقال: عن يحيى بن علي بن يحيى، عن أبيه، عن جده، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (9635) .
قال السندي: قوله: "أعد صلاتك": لم يعلِّمه أولاً، بل تركه حتى يطلب، لأن تعليمه بعد الطلب منه أنفع، وأدخل في المحافظة والاهتمام له.
"ثم اقرأ بأُم القرآن": هذا يدل على أن الرواية المشهورة، وهي "ثم اقرأ ما تيسَّر" من غير ذكر أم القرآن فيها اختصارٌ من الرواة، وأنه لا بد من قراءة أم القرآن.
و"مكِّنْ" من التمكين، أي: اجعل نفسك في مكانها ساعة لركوعك، وهذا=(31/331)
18996 -. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي يَوْمًا وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ وَقَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا؟ " قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلًا " (1)
__________
= هو الاطمئنان.
قلنا: الرواية المشهورة التي أشار إليها السندي، هي رواية أبي هريرة السالفة برقم (9635) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه الحاكم 1/225 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح من حديث المدنيين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/211-212، وأخرجه من طريقه البخاري (799) ، وأبو داود (770) ، والنسائي في "المجتبى" 2/196، وفي "الكبرى" (649) ، وابن خزيمة (614) ، وابن حبان (1910) ، والطبراني في "الكبير" (4531) ، والحاكم 1/225، والبيهقي في "السنن" 2/95.
وأخرجه أبو داود (773) ، والترمذي (404) ، والنسائي في "المجتبى" 2/145، وفي "الكبرى" (1003) ، والطبراني (4532) ، والبيهقي 2/95 من طريق رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن عم أبيه معاذ=(31/332)
18997 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى (1) فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمُقُهُ، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: " ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ " فَرَجَعَ فَصَلَّىَ، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: " ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ " (2) قَالَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ،
__________
= ابن رفاعة، عن أبيه رفاعة بن رافع قال: صليت خلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعطست،
فقلت: الحمد لله حمداً ... فذكر نحو حديث مالك.
قال الترمذي: حديث رفاعة حديث حسن، وكأن هذا الحديث عند بعض أهل العلم أنه في التطوع، لأن غير واحد من التابعين قالوا: إذا عطس الرجل في الصلاة المكتوبة إنما يحمد الله في نفسه، ولم يوسَعوا في أكثر من ذلك.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/286 رداً على من يتوهم التعارض بين القصتين، بقوله: لا تعارض بينهما، بل يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا مانع أن يكني عن نفسه لقصد إخفاء عمله، أو كني عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه.
وذكرنا أحاديث الباب في مسند أنس عند تخريج الرواية (12034) .
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4627) .
قال السندي: قوله: "يبتدرونها"، أي: يتسابقون إلى هذه الكلمات كل يريد أن يكتبها أولاً. لما لها من الفَضْل والقبول عند الله.
(1) في (ظ13) و (ق) وهامش (س) : يصلي.
(2) قوله: فرجع، فصلى، ثم جاء، فسلم فرد عليه، وقال: ارجع فَصَلِّ، فإن لم تصلِّ، لم يرد في (س) و (ص) و (م) .(31/333)
لَقَدْ أَجْهَدْتُ نَفْسِي، فَعَلِّمْنِي وَأَرِنِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فَتَوَضَّأْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ كَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ قُمْ، فَإِذَا أَتْمَمْتَ صَلَاتَكَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَتْمَمْتَهَا، وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ هَذَا مِنْ شَيْءٍ، فَإِنَّمَا تُنْقِصُهُ مِنْ صَلَاتِكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان، وهو محمد، وقد توبع، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (18995) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (112) ، وابن حبان (1787) ، والطبراني في "الكبير" (4523) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/88- ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (4768) - عن إبراهيم بن محمد، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/321 عن عبد الله بن إدريس، و3/320، والطبراني (4521) من طريق سليمان بن بلال، والنسائي في "المجتبى" 3/59-60، والطبراني (4522) من طريق ليث بن سعد، والنسائي 2/193، والبيهقي في "السنن" 2/372-373 و373 من طريق
بكر بن مُضَر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1976) ، والطبراني (4524) من طريق أبي خالد الأحمر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2245) من طريق حَيْوة، سبعتهم عن محمد بن عجلان، به.
وخالفهم النضر بن عبد الجبار، فرواه فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1594) و (6075) عن محمد بن عجلان، عن ابن لهيعة وليث، عن ابن عجلان، عمن أخبره، عن علي بن يحيى بن خلاد، به. فذكر رجلا مبهماً بين ابن عجلان وعلي بن يحيى.=(31/334)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (112) من طريق بكير بن عبد الله الأشج، عن ابن عجلان، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن رفاعة، ولم يقل: عن أبيه.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/70-71 و91 (ترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/98 عن إبراهيم بن محمد: وهو ابن أبي يحيى الأسلمي، عن ابن عجلان، بإسناد سابقه، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي متروك.
وأخرجه البيهقي في "المعرفة" (4765) من طريق الشافعي، عن إبراهيم بن محمد، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن جده رفاعة بن مالك، فذكره، وقال: لم يقم إسناده إبراهيم بن محمد.
قال السندي: قولا: "يرمقه" أي: ينظر إليه.(31/335)
حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ رِفَاعَةَ
18998 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ يَعْنِي ابْنَ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: جَاءَ رَافِعُ بْنُ رِفَاعَةَ إِلَى مَجْلِسِ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَقَدْ: نَهَانَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ كَانَ يَرْفُقُ بِنَا فِي مَعَايِشِنَا، فَقَالَ: نَهَانَا عَنْ كِرَاءِ الْأَرْضِ، قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيُزْرِعْهَا أَخَاهُ، أَوْ لِيَدَعْهَا "
" وَنَهَانَا عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نُطْعِمَهُ نَوَاضِحَنَا "
" وَنَهَانَا عَنْ كَسْبِ الْأَمَةِ، إِلَّا مَا عَمِلَتْ بِيَدِهَا "، وَقَالَ: " هَكَذَا بِأَصَابِعِهِ نَحْوَ الْخَبْزِ وَالْغَزْلِ وَالنَّفْشِ " (1)
__________
(1) هذا إسناد لا يصح، فقد قال ابنُ عبد البر: رافع بن رفاعة بن رافع ابن مالك بن العجلان لا تصح له صحبة، والحديث غلط. وتعقّبه الحافظ في "الإصابة"، فقال: لم أره في الحديث منسوباً، فلم يتعين كونه رافع بن رفاعة ابن مالك، فإنه تابعي لا صحبة له. بل يَحْتَمِلُ أن يكونَ غيرَه، وأما كونُ
الإسناد غلطاً فلم يُوضحه، قلنا: قد أوضحه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة رافع) ، فقال: ورافع هذا غير معروف، والمحفوظ في هذا حديث هرير ابن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن جده رافع بن خديج. قلنا- وطارق ابن عبد الرحمن القرشي، لم يذكروا في الرواة عنه سوى عكرمة بن عمار، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، ولذلك قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف. قلنا: وربما وثقه الحافظ في "التقريب" متابعاً توثيق العجلي له، وإسنادٌ فيه طارق هذا لا تثبت به صحبة رافع، وحديث رافع بن خديج الذي أشار إليه المزي هو عند أبي داود (4327) في كسب الأمة.=(31/336)
حَدِيثُ عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ
18999 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ،
__________
= ونهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كراء الأرض قد صح من حديث رافع بن خديج كذلك، وقد سلف برقم (15808) (15815) .
ونهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كسب الحجام وأمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نطعمه نواضحنا قد صح من حديث جابر السالف برقم (14390) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
ونهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كسب الأمة قد صح كذلك من حديث أبي هريرة، وسلف برقم (7851) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وأخرجه بهذه السياقة ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/191 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3426) عن هارون بن عبد الله، والحاكم 2/42 من طريق العباس بن محمد الدوري، كلاهما عن هاشم بن القاسم، به، وصححه الحاكم، ووقع في روايته: رفاعة بن رافع، فتعقبه الذهبي يقوله: طارق فيه لين، ولم يذكر أنه سمع من رفاعة.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4657) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/131 من طريق عمر بن يونس اليماني، عن عكرمة، عن طارق بن عبد الرحمن، أن رفاعة بن رافع أو رافع بن رفاعةَ- الشك منهم- جاء إلى مجلس؟ ... فذكره.
قال السندي: قوله "كان يرفق بنا" أي: ينفعنا.
"فليَزْرعها" بفتح حرف المضارعة، أي: ليزرعها بنفسه. "أو ليُزْرعها" بضمة لي: ليعطها أخاه عارِية ليزرَعها.
"أن يطعمه" أي: كسب الحجام، فالممنوع أن ينفقه على نفسه.
"عن كسب الأمة" محل الحرمة بعد الاستثناء هو الزِّنى، والله تعالى أعلم.(31/337)
عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ " وَرَفَعَ يَدَيْهِ: " فَمَنْ رَأَيْتُمُوهُ يُفَرِّقُ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ جَمِيعٌ، فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ " (1)
19000 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَرْفَجَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ (2) سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ (3) أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهِيَ جَمِيعٌ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيه من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وقد سلف بالرقم (18296) ، وسلف من طريق شعبة برقم (18295) ، وسيرد بالحديث بعده، و5/23-24.
(2) في هامش (س) : إنها، نسخة.
(3) في (ق) : أراد منكم.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 19/556 (ترجمة عرفجة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1852) من طريق محمد بن جعفر، به.
وقد سلف بالحديث قبله، وبالرقمين (18323) (18324) ، وسيكرر 5/23-24.(31/338)
حَدِيثُ عُوَيْمِرِ بْنِ أَشْقَرَ
19001 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، أَنَّ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عُوَيْمِرِ بْنِ أَشْقَرَ، أَنَّهُ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ ذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا فَرَغَ، " فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَعُودَ لِأُضْحِيَّتِهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (15762) سنداً ومتناً.(31/339)
حَدِيثُ ابْنَيْ قُرَيْظَةَ
19002 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنَا قُرَيْظَةَ: " أَنَّهُمْ عُرِضُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ قُرَيْظَةَ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُحْتَلِمًا أَوْ نَبَتَتْ عَانَتُهُ قُتِلَ، وَمَنْ لَا تُرِكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، كثير بن السائب لا يعرف، وقد اختلف قيه، فقد ترجم له المزي، ولم يذكر في الرواة عنه سوى عمارة بن خزيمة، وفرق ابنُ أبي حاتم بينه وبيِن كثير بن السَّائب الراوي عن محمود بن لبيد، وعدَّهما واحداً ابن حبان، ووقع عند المزي والحافظ أن ابن حبان ذكر كذلك كثير بن السائب الراوي عن أنس، وعنه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو وهم نَبَّه عليه محقق "الثقاتَ"، وقد توقف في أمره المزي، فقال: فالله أعلم هل الجميع لرجل واحد أو اثنين أو لثلاثة، وقد ذكر الحافظ في "التهذيب" نقلاً عن ابن أبي حاتم راوياً آخر اسمه كثير بن السائب قاص أهل فلسطين، قال ابن معين: لا أعرفه. فعلق الحافظ بقوله: فهذا يحتمله أن يكون ثالثاً أو رابعاً، ومن ثم غمز الحافظ من الذهبي في الاقتصار في "الميزان" على الراوي عنه عمارة بن خزيمة، فقال: واستروح الذهبي، فقال: تابعي حجازي، تفرد عنه عمارة بن خزيمة، لا يتحقق من ذا.
قلنا: وقد اضطرب فيه حماد كذلك، فرواه بهز عنه كما سيرد 5/372 متابعاً فيه عفان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/155، وفي "الكبرى" (5622) من طريق أسد بن موسى، والبيهقي في "السنن" 6/58 من طَريق عبد الواحد بن=(31/340)
حَدِيثُ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ عَمَّةٍ لَهُ (1)
19003 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: " كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ " قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ: " فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ " (1)
__________
= غياث، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن عمارة بن خزيمة، عن كثير بن السائب، به.
وله شاهد يصح به من حديث عطية القرظي سلف برقم (18776) ، ولفظه: عرضنا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قريظة، فكان من أنبت قتل، ومن لم ينبت خلي سبيله، فكنت فيمن لم ينبت، فخلي سبيلي.
(1) إسناده محتمل للتحسين. الحصين بن مِحْصن، مختَلف في صحبته، وقد رَجَّح أنه تابعي البخاري وابنُ أبي حاتم وابن حبان، وقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقاتَ رجال الشيخين، غير عمة حصين، فلم يرو لها سوى النسائي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8967) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (448) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8963) و (8964) و (8968) و (8969) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (448) و (449) و (450) ، وفي "الأوسط" (532) ، والحاكم 2/189، والبيهقي في "الشعب" (8729) و (8730) و (8731) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! =(31/341)
حَدِيثُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ
19004 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ عِبَادٍ مِنْ بَنِي الدِّيلِ، وَكَانَ جَاهِلِيًّا قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا ". وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ وَضِيءُ الْوَجْهِ، أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ يَتْبَعُهُ حَيْثُ ذَهَبَ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَذَكَرُوا لِي نَسَبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا لِي: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ (1)
19005 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدُّؤَلِيِّ، وَكَانَ جَاهِلِيًّا فَأَسْلَمَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ، قُلْتُ:
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8962) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، به، إلا أن فيه: عبد الله بن محصن بدلاً من حُصين بن محصن، وهو خطأ، نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" 13/ (18370) .
وسيأتي 6/419.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد سلف برقم (16023) و (16026) ، وذكرنا هناك شواهده.(31/342)
مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ، قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فَقُلْتُ لِرَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ: إِنَّكَ يَوْمَئِذٍ كُنْتَ صَغِيرًا، قَالَ: لَا وَاللهِ إِنِّي يَوْمَئِذٍ لَأَعْقِلُ، أَنِّي لَأَزْفِرُ الْقِرْبَةَ يَعْنِي أَحْمِلُهَا (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه، وقد سلف برقم (16023) .(31/343)
حَدِيثُ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ (1)
19006 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ، أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ، فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، " فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ "، قَالَ يَزِيدُ: فَقِيلَ لِأَبِي الْأَشْهَبِ: أَدْرَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَدَّهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (2)
__________
(1) قال السندي: عرفجة بن أسعد، سَعْدي أو عُطَاردي، كان من الفرسان في الجاهلية معدود في أهل البصرة.
(2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن طرفة- وإن روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان ووثقه العجلي- قد حسن حديثه للترمذي، وقال الآجري: سئل أبو داود عن عبد الرحمن بن طرفة: حديث أبي الأشهب؟ قال: هذا حديث قد رواه الناس. قلنا: وقد أدرك جدَّه كما صرح بذلك أبو الأشهب عقب هذه الرواية، وذكر البخاري في "تاريخه الكبير" 4/64 أنه رأى جده قلنا: فحملوا ذلك على الاتصال، والله أعلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن خلا ابن ماجه. أبو الأشهب. هو جعفر بن حيان العطاردي.
وأخرجه أبو داود (4233) ، والبيهقي في "السنن" 3/425 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/64-65، وأبو داود (4232) و (4233) ، والترمذي في "سننه" (1770) ، وفي "العلل" 2/738-739،=(31/344)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والنسائي في "المجتبى" 8/164، وفي "الكبرى" (9464) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1406) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/257 و258، وابن قانع في "معجمه" 2/280-281، وابن حبان (5462) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (369) ، والبيهقي في "السنن" 2/425، وفي "السنن الصغير" (338) ، وفي "المعرفة" (5047) و (5048) ، وفي "الشعب" (6329) من طرق عن أبي الأشهب، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما تعرفه من حديث عبد الرحمن بن طرفة، وقد روى غير واحد من أهل العلم أنهم شدوا أسنانهم بالذهب، وفي هذا الحديث حجَّةٌ لهم.
وأخرجه ابن أبه عاصم في "الآحاد والمثاني" (2810) عن محمد بن خالد ابن عبد الله، عن أبيه، عن أبا الأشهب، عن أشياخ من حيِّه، أن رجلاً من الحي يقال له: عرفجة بن سعد، أصيب أنفه ... فذكره.
وسيرد في "المسند" 5/23 من طرق عن أبي الأشهب، به.
قال السندي: قوله. يوم الكُلاب، بضم كافٍ وتخفيف لامٍ: اسم ماء كانت فيه وقعة مشهورة من أيام العرب، وليس من غزواته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل كان في الجاهلية، وبهذا الحديث أباح أكثر العلماء اتخاذ الأنف من ذهب وربط الأسنان به. وقد روي أن حَيَّان بن بِشْر ولي القضاء بأصبهان، فحدَث بهذا الحديث، فقرأ يوم الكِلاب- بكسر الكاف- ردَّ عليه رجل، وقال- إنما هو الكلاب بضم الكاف، فأمر بحبسه، فزاره بعض أصحابه، فقال له: فيم حُبستَ؟ فقال: حرب كانت في الجاهلية حُبست بسببها في الإسلام.
قلنا: حيان بن بشر وفي القضاء أيام المأمون، اَنظر ترجمته في "تاريخ أصبهان" 1/301، و"تاريخ بغداد" 8/285، وقد ذكر نحو هذه القصة.
وَرِق: المشهور كسر الراء، على أن المراد الفضة، وروي عن الأصمعي فتحها على أن المراد ورق الشجرة، وزعم أن الفضة لا تنتن، لكن قال بعض أصحاب الخبرة: إن الفضة تنتن، والذهب لا.
فأنتن، بفتح الهمزة، أي: صار نتناً كريه الرائحة.(31/345)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ (1)
19007 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا يُوجِبُ الْغُسْلَ، وَعَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بَعْدَ الْمَاءِ، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي بَيْتِي، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ، وَعَنْ مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي (2) مِنَ الْحَقِّ، وَأَمَّا أَنَا فَإِذَا فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا " فَذَكَرَ الْغُسْلَ، قَالَ: " أَتَوَضَّأُ وُضُوئِي لِلصَّلَاةِ أَغْسِلُ فَرْجِي "، ثُمَّ ذَكَرَ الْغُسْلَ، " وَأَمَّا الْمَاءُ يَكُونُ بَعْدَ الْمَاءِ فَذَلِكَ الْمَذْيُ، وَكُلُّ فَحْلٍ يُمْذِي، فَأَغْسِلُ مِنْ ذَلِكَ فَرْجِي وَأَتَوَضَّأُ، وَأَمَّا الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ وَالصَّلَاةُ فِي بَيْتِي، فَقَدْ تَرَى مَا أَقْرَبَ بَيْتِي مِنَ الْمَسْجِدِ، وَلَأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً، وَأَمَّا مُؤَاكَلَةُ الْحَائِضِ فَوَاكَلَهَا " (3)
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن سَعْد، أنصاري، وقيل: قرشي، أو أَزْدي، وهو عَمُ حَرَام بن حكيم، سكن دمشق، له صحبة.
(2) في (ظ13) : يستحيي.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات إلا أنه قد اختلف على معاوية بن صالح: وهو الحضرمي في اسم والد حرام، فسماه في هذه الرواية حكيماً، وسماه في الرواية الآتية (19008) معاوية. فظن بعض من ترجم له أنه اثنان، وهما=(31/346)
19008 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ،
__________
= واحد، وقد نبه على ذلك الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"، والحافظ في "التقريب" في ترجمة حرام بن حكيم. العلاء بن الحارث: هو الحضرمي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ ماجه (651) و (1378) ، والدارمي (1073) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (865) ، وابن خزيمة (1202) ، وابن قانع في "معجمه" 2/94، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/111 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً أبو داود (211) ، وابن الجارود في "المنتقى" (7) ، وابن خزيمة (1202) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/339، وابن قانع 2/94، والخطيب في "الموضح" 1/110-111، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/258 من طريقين عن معاوية بن صالح، به.
وأخرجه أبو داود (212) ، والدارمي (1075) ، والبيهقي في "السنن" 1/312، والخطيب في "الموضح " 1/112 من طريق الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، به.
وفي باب قوله: "فذلك المذي، وكل فحل يمذي، فأغسل من ذلك فرجي وأتوضأ" حديثُ علي، وقد سلف برقم (868) .
وفي باب قوله: "ولأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة" من حديث زيد بن ثابت، سيرد 5/186.
وفي باب قوله: "وأما مؤاكلة الحائض، فواكلها" من حديث عائشة، سيرد 6/192.
قال السندي: قوله: "وعن الماء يكون بعد الماء" أي الذي يخرج شيئاً فشيئاً، ويستمر كذلك ولا يخرج دفعة، بخلاف المني، فإنه يخرج دفعة.
"فإذا فعلت كذا وكذا": كناية عن الجماع.(31/347)
عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ؟ فَقَالَ: " وَاكِلْهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وقد سلف الكلام عليه فيما قبله.
وأخرجه الترمذي (133) ، وابن ماجه (1378) ، وابن قانع في "معجمه" 2/93، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/111-112 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث عبد الله بن سَعْد حديث حسن غريب.(31/348)
حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
19009 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَسْلَمَ، مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي " (3)
__________
(1) في (ص) و (م) : عبد الله، وهو خطأ.
(2) قال السندي: عبيد الله بن أسلم هو هاشمي، مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره البغوي وغيره في الصحابة.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وعبيد الله بن أسلم ترجم له الحافظ في "التعجيل" وفي "الإصابة" إلا أن في رجال التهذيب من اسمه عبيد الله بن أبي رافع، وقد اختلف في اسم أبيه، وذكر المزي أنه في أحد الأقوال أسلم، وذكر في الرواة عنه بكر بن سوادة، فإن كان عبيد الله بن أسلم هذا هو عبيد الله بن أبي رافع، فيكون الإسناد مرسلاً كذلك، لأَن عبيد الله بن أبي رافع لم يُدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/180، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/521 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث البراء بن عازب عند البخاري (4251) .
وآخر من حديث علي بن أبي طالب، سلف (770) .
وثالث من حديث ابن عباس، سلف (2040) .(31/349)
حَدِيثُ مَاعِزٍ (1)
19010 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ يَعْنِي الْجُرَيْرِيَّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مَاعِزٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَحْدَهُ، ثُمَّ الْجِهَادُ، ثُمَّ حَجَّةٌ بَرَّةٌ تَفْضُلُ سَائِرَ الْعَمَلِ (2) كَمَا بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا "، (3)
__________
(1) قال السندي: ماعز، غير منسوب، قال ابن عبد البر: لا أقف على نسبه، وقال ابن منده: تميمي، سكن البصرة.
(2) في (ق) : الأعمال.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي مسعود الجريري: وهو سعيد بن إياس، فرواه شعبة- كما في هذه الرواية- عنه، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن ماعز، به. ورواه وهيب بن خالد- كما سيأتي في الرواية (19011) - عنه، عن حيان بن عمير، عن ماعز، به. وشعبة ووهيب كلاهما سمع من الجريري قبل اختلاطه، ويزيد وحيان كلاهما يكنى أبا العلاء، وقد رواه بالكنية فحسب دون أن يسميه عباد بن العوام فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/37، فقال: عن الجريري عن أبي العلاء، عن ماعز، به. ولا يضر هذا الاختلاف، فقد يكون للجريري فيه شيخان، أو هو انتقال من ثقة إلى ثقة، وإن كان صنيع البخاري يرجح رواية وهيب، والله أعلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (809) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد إلا أنه أُقحم في المطبوع منه: أبو موسى بين شعبة وأبي مسعود الجريري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/207، وقال: رواه أحمد=(31/350)
• 19011 - قال عبد الله بن أحمد (1) حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قال الْجُرَيْرِيّ، (2) حدثنا، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَاعِزٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (3)
__________
= والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وانظر ما بعده.
وفي الباب: عن عمرو بن العاص، سلف برقم (17814) .
وعن عبد الله بن سلام، سيرد 5/451.
وعن الشفاء بنت عبد الله، سيرد 6/372.
قال السندي: سائر. العمل، أي: غير ما تقدم من الإيمان والجهاد، ويمكن أن يحصل ضمن تفضل المجموع الإيمان والجهاد والحَجة.
كما بين، أي: كمقدار ما بين الناحيتين.
(1) في النسخ ما خلا (ظ 13) أنه من حديث الإمام أحمد، وهو خطأ.
وقد جاء على الصواب في (ظ13) و"أطراف المسند" 5/244.
(2) في (م) : عن الجريري عن حيان، وفي النسخ ما خلا (ظ 13) قال الجريري: عن حيان بن عمير، والمثبت من (ظ13) .
(3) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه فيما قبله.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/37، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2636) ، وفي "الجهاد" (24) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (811) من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (24) ، والطبراني 20/ (810) من طريق خالد- وهو ابن عبد الله الواسطي- عن الجريري، به.
وانظر ما قبله.(31/351)
حَدِيثُ أَحْمَرَ بْنِ جَزِيٍّ
19012 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَحْمَرُ بْنُ جَزِيٍّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنْ كُنَّا لَنَأْوِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِمَّا يُجَافِي مِرْفَقَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ إِذَا سَجَدَ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، عباد بن راشد، مختلف فيه، وثقه أحمد وابن شاهين والعجلي والبزار، وقاله الساجي: صدوق، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وأنكر على البخاري ذكره في "الضعفاء"، وقال: يحوَّل.
وقال ابن عدي: ليس حديثه بالكثير، وهو على الاستقامة. وذكره الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" وقال: صدوق، وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام. واختلف قول ابن معين فيه، فقال مرة: صالح، وقال أخرى: ضعيف، وضعفه أبو داود، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن المديني: لا أعرف حاله، وقاله الأزدي: وتركه يحيى القطان، وكان صدوقاً.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود وابن ماجه.
وأخرجه أبو يعلى (1552) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/66 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/47، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/62، وأبو داود (900) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/232، وابن قانع في "معجمه" 1/57، والطبراني في "الكبير" (813) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1647 من طرق عن عباد بن راشد، به.
وسيأتي 5/30-31.=(31/352)
حَدِيثُ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ أَوْ ابْنِ عِتْبَانَ
19013 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِتْبَانَ، أَوْ ابْنِ عُتْبَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ: أَيْ نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ أَهْلِي، فَلَمَّا سَمِعْتُ صَوْتَكَ، أَقْلَعْتُ، فَاغْتَسَلْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ " (1)
__________
= وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2405) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: "لنأوي"، مِنْ آوى: إذا رق وترحم، أي: لنترحم ونرق ونتألم لما نراه في شِدَّةٍ وتعب بواسطة المبالغة في المجافاةِ وقلة الاعتماد، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، المطلب بن عبد الله لا يعرف له سماع من أحد من الصحابة فيما ذكر البخاري، وقد سلف بإسناد صحيح من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11434) ، فانظره لزاماً.
وقد ذكرنا أحاديث الباب في الرواية السالفة برقم (11243) ، وهو من الأحاديث التي اتفقوا على أنها كانت في أول الأمر، ثم نسخت.
قال السندي: قوله: أقلعت، أي: أمسكت عن الجماع.
"الماء من الماء" أي: وجوب الاغتسال من المني، فأريد بالماء أولاً وجوب الاغتسال به، وثانياً المني، وهذا الحديث كان في أول الأمر، ثم نسخ الحصر حتى وجب الاغتسال بالدخول، ومنهم من استعمل هذا الحديث في الاحتلام، والمورد لا يساعده.(31/353)
حَدِيثُ سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
* 19014 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ عَمِّهِ حَكِيمِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ "، (1)
__________
(1) حديث حسن، عبد العزيز بن محمد: وهو الدراوردي، مختلف فيه، حسن الحديث، وحكيم بن أبي حُرَة روى عنه جمع، وأخرج له البخاري في "صحيحه" متابعة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات.
وقد اختلف فيه على محمد بن عبد الله بن أبي حرة، فرواه سليمان بن بلال- فيما سلف (7889) - عنه، عن عمه حكيم بن أبي حرة، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة، فجعله من حديث أبي هريرة، ونقل ابن أبي حاتم في "العلل " 2/13-14 عن أبي زرعة قوله حين سئل: أيهما أصح، قال: حديث
الدراوردي أشبه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/142-143، والقضاعي في "مسند الشهاب" (264) من طريق ضرار بن صرد، وابن ماجه (1765) ، والطبراني في "الكبير" (6492) من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، به.
وخالفهما نعيم بن حماد فيما رواه الدارمي (2024) عنه، فقال: عن عبد العزيز الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه، عن سنان بن سنة، عن أبيه، به، فزاد في الإسناد: عن أبيه، أي: جعله من حديث سنة، ونعيم بن حماد ضعيف.=(31/354)
• 19015 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ مِثْلَهُ (1)
19016 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ حَرْمَلَةَ بْنَ عَمْرٍو وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مُرْدِفِي عَمِّي سِنَانُ بْنُ سَنَّةَ، قَالَ: فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَاتٍ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا إِحْدَى أُصْبُعَيْهِ
__________
= وقد جاءت رواية الدارمي في "إتحاف المهرة" 6/64 بهذه الزيادة، لكن المحقق حذفها ظناً منه أن حذفها صواب، ذاهلاً عن اختلاف الروايات والرواة، التي تقضي الأمانة العلمية إثباتها كما هي. والله المستعان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/143 عن ابن أبي الأسود، عن عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن أبيه، عن سنان ابن سنة، به.
وأخرجه أيضاً 1/143 من طريق وهيب، عن موسى بن عقبة، عن حكيم ابن أبي حرة، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأورده المزي في "التحفة" 4/88 من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن عبد العزيز الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه حكيم بن أبي حرة، عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يسمه. وزاد فيه: موسى بن عقبة.
قال السندي: قوله: "الطاعم الشاكر" أي: الذي يصرف قوة ذلك الطعام في طاعته تعالى.
"له مثل أجر الصائم الصابر": لأن كلاً منهما في الطاعة المقصودة من خلق الإنسان، فان المقصود من خلق الإنسان الطاعة لا خصوص الصَّوم، وظاهر الحديث المساواة في الأجر، والله تعالى أعلم.
(1) حديث حسن، وهو مكرر سابقه، إلا أنه من زوائد عبد الله.(31/355)
عَلَى الْأُخْرَى، فَقُلْتُ لِعَمِّي: مَاذَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: يَقُولُ: " ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (1)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يحيى بن هند، وهو من رجال "التعجيل"، فقد انفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن حرملة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن ابن حرملة، فقد روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وحرملة بن عمرو صحابي جليل، لم يترجم له الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما. وسنان بن سنة لم يرو له سوى ابن ماجه. عفان: هو ابن مسلم. ووهيب: هو ابن خالد.
وأخرجه ابن سعد 4/317 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2853) ، والبزار (1131) (زوائد) ، وابن خزيمة (2874) ، والطبراني في "الكبير" (3473) و (3474) من طرق عن عبد الرحمن بن حرملة، به. قال البزار: لا نعلم روى حرملة إلا هذا بهذا الإسناد، وجاء عند البزار: واضعاً إحدى يديه على الأخرى.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/258، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في " الكبير"، ورجاله ثقات!
وله شاهد من حديث جابر، سلف (14219) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وآخر من حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص، سلف (16087) ، وذكرنا هناك بقية شواهده.(31/356)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْأَوْسِيِّ (1)
19017 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ شَبْلَ (2) بْنَ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ الْأَوْسِيَّ أخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْوَلِيدَةِ: " إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ "، وَالضَّفِيرُ: الْحَبْلُ، فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ (3)
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن مالك الأوسي: هو أنصاري، حجازي، له صحبة.
(2) هكذا جاء في النسخ، وفي نسخة السندي، ولم يورده أحد على أنه اختلاف في اسمه، فقد اتفقوا كلهم على أنه شبل- مكبراً- واختلافهم كان في اسم أبيه، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 4/123 وفي الرواية التالية (19018) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة شبل بن خليد المزني، فقد انفرد بالرواية عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
واختلف فيه على الزهري، فرواه مالك- كما سلف (17057) - عنه، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد، وهذه الطريق هي التي أخرجها الشيخان، فانظرها ثمة، وقد اختلف هنا كذلك على الزهري في اسم والد شبل- فقيل: ابن خليد- كما في هذه الرواية- وقيل: ابن حامد، وقيل: ابن معبد، ورجح البخاري: ابن خليد، ورجح ابن معين: ابن حامد، أما ابن معبد فقد قال الحافظ في "التهذيب" عن ابن معين: ابن عيينة يخطئ فيه=(31/357)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يقول: شبل بن معبد، فيظنه شبل بن معبد الذي كان شهد على المغيرة- واختلف كذلك في اسم صحابيه كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أخي الزهري، وهو محمد بن عبد الله بن مسلم، فهو من رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/376، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة عبد الله بن مالك الأوسي) ، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (492) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/19- 20، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1115) ، والنسائي في "الكبرى" (7262) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/20 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/430- ومن طريقه البيهقي في السنن 8/244- عن يحيى بن بكير، وقد قرن معه أبا صالح عبد الله بن صالح، بالإسناد السالف، إلا أنه قلب اسم الصحابي، فقال: مالك ابن عبد الله الأوسي. قال البيهقي: كذا رواه يعقوب عنهما، ورواه البخاري في "التاريخ" عن عبد الله- يعني ابن صالح- عن الليث هكذا. قلنا: يعني قد قلب اسمه، وعن ابن بكير، عن الليث، فقال: عن عبد الله بن مالك الأوسي.
وكذلك قاله الزبيدي وابن أخي ابن شهاب، عن الزهري.
قلنا: رواية الزبيدي ستأتي برقم (19018) .
ورواية عبد الله بن صالح أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" 5/20، ويعقوب بن سفيان 1/430- ومن طريقه البيهقي 8/244-، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3730) من طريق عبد الله بن صالح أبي صالح، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، به. إلا أنه قال: مالك بن عبد الله
الأوسي. قلنا: وقد غير محقق "المعرفة والتاريخ" رواية عبد الله بن صالح=(31/358)
19018 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ شِبْلَ (1) بْنَ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ الْأَوْسِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
__________
= هذه، وقد قلب فيها اسم الصحابي إلى عبد الله بن مالك، مخالفاً أصوله، ظناً منه أن ما فعله هو الصواب! وعبد الله بن صالح ضعيف.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/20، والنسائي في "الكبرى" (7261) والطحاوي في، شرح معاني الآثار" 3/135، وفي "شرح مشكل الآثار" (3728) ، وابن قانع في "معجمه" 2/121 من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن شبل بن حامد المزني أن عبد الله ابن مالك الأوسي، به مرفوعا. وذكر ابن معين أن شبل بن حامد هو الصواب.
وخالفه البخاري فقال: خليد أشبه، وحامد لا يصح عندي. وبنحو قول البخاري قال الطحاوي.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/20، وابن قانع في "معجمه" 2/121 من طريق جرير بن حازم، عن يونس، بالإسناد السالف إلا أن فيه: عن مالك ابن عبد الله. وجاء عند ابن قانع على الجادة: عبد الله بن مالك.
وسيرد (19018) .
وفي الباب من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7395) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: "ولو بضفير" أي: ولو بشيء لا قيمة له كالضفير، وهو فعيل بمعنى المفعول. ولا بد عند البيع من ذكر العيب، وهذا البيع مستحب عند الجمهور، فإن قيل: كيف يكره شيئاً ويرتضيه لأخيه المسلم؟ فالجواب لعلها تستعف عند المشتري بأن يعفها بنفسه، أو يصونها بهيئته، أو بالإحسان إليها
والتوسعة عليها، أو يزوجها، أو غير ذلك، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) : شبيل.(31/359)
لِلْوَلِيدَةِ: " إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا (1) ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ "، وَالضَّفِيرُ: الْحَبْلُ (2)
__________
(1) قوله: ثم إن زنت فاجلدوها، كرر في (ظ13) مرتين.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة شبل بن خليد، وقد سلف الكلام عليه برقم (19017) . وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعن.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/19، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/430-431، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1114) ، والنسائي في "الكبرى" (7263) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/135 -136، وفي "شرح مشكل الآثار" (3729) ، وابن قانع في "معجمه" 2/121 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19017) .(31/360)
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بَرْصَاءَ
19019 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بَرْصَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَهَا أَبَدًا " قَالَ سُفْيَانُ: " الْحَارِثُ خُزَاعِيٌّ (1)
19020 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بَرْصَاءَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " لَا تُغْزَى هَذِهِ بَعْدَهَا أَبَدًا (2) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) حديث حسن، وقد سلف الكلام على إسناده في الرواية رقم (15404) .
وأخرجه الحميدي (572) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (768) و (769) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1509) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/326، والطبراني في "الكبير" (3338) ، والحاكم 3/627 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وعن الحميدي زيادة: قال سفيان: تفسيره: على الكفر.
وقد سلف برقم (15404) .
(2) لفظ: أبداً، ليس في (ظ13) و (ص) ، وهي نسخة في هامش (س) .
(3) حديث حسن، وقد سلف الكلام على إسناده في الرواية رقم (15404) . زكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3333) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15404) ، فانظره لزاماً.(31/361)
حَدِيثُ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ
19021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمُوا مِنْ ثَقِيفٍ مِنْ بَنِي مَالِكٍ، أَنْزَلَنَا فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بَيْنَ بُيُوتِهِ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، فَلَا يَبْرَحُ يُحَدِّثُنَا وَيَشْتَكِي قُرَيْشًا، وَيَشْتَكِي أَهْلَ مَكَّةَ ثُمَّ يَقُولُ: " لَا سَوَاءَ، كُنَّا بِمَكَّةَ مُسْتَذَلِّينَ أَوْ مُسْتَضْعَفِينَ، فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَتْ سِجَالُ الْحَرْبِ عَلَيْنَا وَلَنَا "، فَمَكَثَ عَنَّا لَيْلَةً لَمْ يَأْتِنَا حَتَّى طَالَ ذَلِكَ عَلَيْنَا بَعْدَ الْعِشَاءِ. قَالَ: قُلْنَا: مَا أَمْكَثَكَ عَنَّا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " طَرَأَ عَليَّ (1) حِزْبٌ مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَرَدْتُ أَنْ لَا أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ ". فَسَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحْنَا؟ قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: نُحَزِّبُهُ سِتَّ (2) سُوَرٍ، وَخَمْسَ سُوَرٍ، وَسَبْعَ سُوَرٍ، وَتِسْعَ سُوَرٍ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ مِنْ ق حَتَّى تَخْتِمَ " (3)
__________
(1) في (ظ13) و (س) و (ص) : يحيى، والمثبت من (ق) وهامش (س) .
(2) في النسخ: ست، وجاء في هامش (ظ13) : صوابه ثلاث.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16166) سنداً ومتناً.(31/362)
حَدِيثُ الْبَيَاضِيِّ
19022 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ التَّمَّارِّ، عَنِ الْبَيَاضِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَقَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيَنْظُرْ مَا يُنَاجِيهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، أبو حازم التمار مختلف في صحبته، والظاهر أنه لا صحبة له، فقد أخرج أبو داود له حديثاَ في "المراسيل"، وقد اختلف على محمد بن إبراهيم التيمي في اسمه، فقيل: هو التمار- كما في هذه الرواية- وقيل: مولى بني بياضة، وقيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بني غفار، وقيل:
مولى بني هذيل- كما سيأتي، ولم يتعرضوا له- روى له البخاري في "خلق أفعال العباد"، والنسائي، وهو ثقة، وثقه أبو داود وابن عبد البر. وقد فرق الحافظ في "التهذيب" و"التقريب" بين أبي حازم مولى بني بياضة، وبين أبي حازم مولى الغفاريين وهو التمار، واسمه دينار، فقال في "التقريب" في ترجمة أبي حازم الغفاري: وهم من خلطه بالذي قبله، وقال في "التهذيب": أبو حازم اثنان، أحدهما مولى بني بياضة، وهو مولى الأنصار، وأبو حازم مولى الغفاريين هو التمار، فيحتمل أن يكونا جميعاً رويا هذا الحديث، ويحتمل أن يكون بعض الرواة وهم في قوله: بني غفار، والله تعالى أعلم.
قلنا: وكذلك يفهم من صنيع المزي، فقد ترجم لأبي حازم التمار مولى أبي رهم الغفاري تمييزاً، وعدَّهما واحداً البخاري في "التاريخ الكبير" 3/245، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/316، وبقية رجاله ثقات رجال=(31/363)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الشيخين غير صحابيه- قيل: اسمه عبد الله بن جابر، وقيل: فروة بن عمرو - فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد"، والنسائي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/80 ومن طريقه أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص82، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/245، وفي "خلق أفعال العباد" ص107، والنسائي في "الكبرى" (3364) و (8091) ، والبيهقي في "السنن" 3/11-12، وفي "الشعب" (2656) ، والبغوي في "شرح السنة" (608) ، وفي مطبوع البخاري: عن أبي حازم التمار البياضي، بسقوط "عن" بين التمار والبياضي.
وقد اختلف فيه على يحيى بن سعيد، فرواه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (1144) - ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (3365) - وابن عيينة كما في "مصنف" عبد الرزاق (4217) ، والليث بن سعد، ويزيد بن هارون فيما روى النسائي في "الكبرى" (3366) و (3367) ، وحماد بن زيد فيما روى ابن عبد البر في "التمهيد" 23/316-317، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي حازم البياضي) ، خمستهم عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم مولى الأنصار أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً، لم يذكروا البياضي، وانظر "علل ابن أبي حاتم" 1/229-230.
ورواه عنه سفيان بن عيينة، فأخطأ فيه يعقوبُ بن حميد فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2006) عنه، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم، عن أبي عمرة الأنصاري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويعقوب بن حميد: هو ابن كاسب،
ضعيفاً.
وقد اختلف فيه على محمد بن إبراهيم، فأخرجه البخاري في "تاريخه" 3/244-245، وفي "خلق أفعال العباد" ص108، وإسحاق بن راهويه- كما في "المطالب العالية" (1118) - من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن=(31/364)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إبراهيم التيمي، عن أبي حازم مولى هذيل، قال: جاورت أنا ورجل من بني بياضة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحدثني عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكره مطولاً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3362) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/318 من طريق الليث، عن يزيد بن عبد الله ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم التمار- وقال ابن عبد البر: مولى الغفاريين- عن البياضي، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكره.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2657) من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم مولى هذيل أن رجلاً من بني بياضة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي حازم) من طريق نصر ابن علي، عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم مولى بياضة حدثه: أن رجلاً من بني بياضة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2007) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار وأبي حازم مولى الغفاريين، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني بياضة أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد أشار إلى هذه الطريق الحافظ في "أطراف المسند" 8/337، وجاء في مطبوع "الآحاد والمثاني" عن عطاء بن يسار، عن أبي حازم مولى الغفاريين، وهو خطأ.
وقد رواه من طريق عطاء البخاري في "خلق أفعال العباد" ص108، والنسائي في "الكبرى" (3360) (3361) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/317-318 من طرق عن يزيد ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عطاء ابن يسار، عن رجل من بني بياضة من الأنصار، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3363) من طريق شعبة، عن عبد ربه بن=(31/365)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن رجل من الأنصار، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3368) من طريق عبد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن رجل من قومه، نحوه، فلم يذكر أبا حازم.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف (11896) بإسناد صحيح، ولفظه: "ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة" أو قال: "في الصلاة".
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 23/309: وحديث البياضي وحديث أبي سعيد ثابتان صحيحان، والله أعلم.
وآخر من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف (4928) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فلينظر ما يناجيه": كأنه عبر بـ "ما" مراعاةً للوصف، أي: فلينظر العظيم الذي يناجيه، فيراعي آداب مناجاته.(31/366)
حَدِيثُ أَبِي أَرْوَى (1)
19023 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو أَرْوَى قَالَ: كُنْتُ " أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ، ثُمَّ آتِي الشَّجَرَةَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ " (2)
__________
(1) قال السندي: لا يعرف اسمه، لا نسبه، وله صحبة، وكان ينزل ذا الحُلَيفة، مات في آخر خلافة معاوية.
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي واقد الليثي وهو صالح بن محمد ابن زائدة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه من رجال "التعجيل"، ولا يعرف اسمه. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/327، والبخاري في "تاريخه" 9/6-7، والبزار (372) (الزوائد) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/16، والطبراني في "الكبير" 22/ (925) من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد. زاد ابن أبي شيبة: يعني ذا الحليفة، وعند الدولابي والطبراني: ثم أمشي إلى ذي الحليفة، فآتيهم قبل أن تغيب الشمسُ. وزاد البزار: وهي على قَدْر فرسخين. وتحرف اسم
وهيب عند بعضهم إلى: وهب.
قال البزار: لا نعلم روى أبو أروى إلا هذا الحديث وآخر.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/307، وقال: رواه البزار وأحمد باختصار، والطبراني في "الكبير"، وفيه صالح بن محمد أبو واقد الليثي، وثقه أحمد، وضعفه يحيى بن معين والدارقطني وجماعة.
وقد صح في تعجيل صلاة العصر أحاديث، منها حديث أنس، سلف (12644) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وحديث رافع بن خديج. عند=(31/367)
حَدِيثُ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ (1)
19024 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ، وَعَلَّمَنِي حَتَّى عَلَّمَنِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لِمَوَاقِيتِهِنَّ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَاتٌ (2) أُشْغَلُ فِيهَا، (3) فَمُرْنِي (4) بِجَوَامِعَ، فَقَالَ لِي: " إِنْ شُغِلْتَ فَلَا تُشْغَلْ عَنِ الْعَصْرَيْنِ " قُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: " صَلَاةُ الْغَدَاةِ، وَصَلَاةُ الْعَصْرِ " (5)
__________
= البخاري (2485) ، ومسلم (625) ، وسلف برقم (17275) .
وحديث أبي برزة عند البخاري (547) ، ومسلم (647) ، وسيرد برقم (19767) .
وحديث عائشة، سيرد 6/37.
قال السندي: قوله: ثم آتي الشجرة: التي كانت بذي الحُلَيْفة.
(1) قال السندي: فضالة الليثي والد عبد الله، له صحبة.
(2) في (ظ13) و (ق) ، وهامش (س) : ساعات.
(3) في (ق) : فيهن.
(4) في (ظ13) : فمر لي.
(5) حديث ضعيف، وهذا إسناد اختلف فيه على داود بن أبي هند، فرواه هشيم- كما في هذه الرواية- عنه، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن فضالة الليثي، ورواه خالد بن عبد الله الواسطي- كما عند أبي داود (428) ، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/341- ومن طريقه البيهقي 1/466-، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (939) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد=(31/368)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الغابة" 4/364-، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (996) ، وابن قانع في "معجمه " 2/325-326، وابن حبان (1742) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (826) ، والحاكم 1/199-200، 3/628- عنه، عن أبي حرب عن عبد الله بن فضالة، عن فضالة، به، فزاد في الإسناد: عبد الله بن فضالة. وتابع خالداً زهيرُ بنُ إسحاق السلولي- كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 5/170- وعلي بن عاصم الواسطي- كما عند البيهقي في "السنن" 1/466- وزهير وعلي: ضعيفان.
ورواه مسلمة بن علقمة المازني- فيما ذكره البخاري 5/170، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 5/135، والمزي في "تحفة الأشراف" 8/264- عنه، عن أبي حرب، عن عبد الله بن فضالة، لم يقل: عن أبيه.
قلنا: أخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/326 من طريق مسلمة بن علقمة: وفيه: عن أبيه، ولعله وهم من ابن قانع.
قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 5/135-136، وفي العلل 1/109: حديث خالد أصحُّ عندي.
قلنا: ولكن في طريقه عبد الله بن فضالة، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وذكره الذهبي في "المغني" 1/350، فقال: عبد الله بن فضالة، عن أبيه، ولفضالة صحبة، لا يعرفان، والخبر منكر في وقت الصلاة ...
وأخرجه ابن سعد 7/79-80، والبخاري في "تاريخه" 5/170، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (997) ، وابن حبان (1741) ، والحاكم 1/199 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7491) ، وحديث أبي موسى الأشعري السالف (16730) ، وحديث جرير بن عبد الله الآتي (19190) .=(31/369)
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ
19025 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ: أَخْبَرَنَا، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ رَجُلٍ مِنْهُمْ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ، وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا، كَانَ فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزِي لِكُلِّ (1) عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= قال السندي: قوله: "أُشغل فيها" على بناء المفعول، أي: فربما يؤدي ذاك إلى تأخيرها عن مواقيتها. المندوبة.
بجوامع: يكون أداؤها في أحسن أوقاتها، يعني عن أداء الكل في أحسن أوقاتها.
قوله: "عن العصرين" مبني على التغليب، أي: فأدَهما في أحسن أوقاتهما، وأد البقية بالوجه المتيسر، فلا دلالة في الحديث على أن الصلاتين تكفيان عن الخمس.
قلنا: وهذا التأويل مبني على فرض صحة الحديث، ولكنه ضعيف كما ترى.
(1) في (م) : بكل.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على زرارة بن أوفى في اسم صحابيه ونسبه ونسبته، فرواه عنه علي بن زيد بن جدعان، واختلف عليه فيه كذلك. فرواه هشيم- كما في هذه الرواية- عن علي بن زيد، عن زرارة ابن أوفى، فقال: عن مالك بن الحارث، ورواه سفيان الثوري- كما في الرواية (19026) - عن علي بن زيد، عن زرارة، فقال: عن عمرو بن مالك أو
مالك بن. عمرو -شك سفيان- ورواه حماد عن سلمة- كما في الرواية الآتية=(31/370)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (19030) - عن علي بن زيد، عن زرارة، فقال: عن مالك بن عمرو القشيري دون شك.
وخالف قتادةُ على بن زيد، فرواه شعبة عنه- كما في الروايات (19027) و (19028) (19029) - عن زرارة بن أوفى، فقال: عن أُبي بن مالك. وهو الصحيح فيما قال البخاري، ونقله عنه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة أبي بن مالك، وقال الحافظ في ترجمة (مالك بن عمرو) : الراجح أبي بن مالك لكون ذلك من رواية قتادة، وهو أحفظ من رواية علي بن زيد بن جدعان، فإنه اضطرب فيه في روايته عن زرارة بن أوفى عنه، فاختلف عليه في اسمه ونسبه ونسبته، والحديث واحد، وهو في فضل من أعتق رقبة مؤمنة، وفيمن ضم يتيماً بين أبويه، وقد جعله بعض من صنف
عدة أسماء، وساق في كل اسم حديثاً منها. قلنا: وبنحو هذا الصنيع فعل الإمام أحمد في "المسند" كما رأيت.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/50، والطبراني في "الكبير" 19/ (670) من طريق هشيم، بهذا الإسناد، إلا أنه في رواية الطبراني سُمِّيَ الصحابي: مالك بن عمرو.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/243، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه علي بن زيد، وحديثه حسن، وقد ضعف.
وسيرد (19026) و (19030) .
وفي كفالة اليتيم، له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف (8881) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وفضل العتق له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9441) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وانظر (17024) .
قال السندي: قوله: "بين أبوين مسلمين"، أي: ولد بينهما، والمراد بالأبوين الأب والأم تغليباً.
"عنه"، أي: عن الضَّامَّ.=(31/371)
19026 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ أَوْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو كَذَا قَالَ: سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْهِ، فَلَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ " (1)
__________
= "يُجزى" على بناء المفعول، أي: يُجزى المعتِق- بالكسر- خلاص عضو منه بعضو من المُعْتَق- بالفتح.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19025) .
سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/50، والطبراني في "الكبير" 19/ (669) ، وفي "مكارم الأخلاق" (108) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، بهذا الإسناد، وتحرف في مطبوع الطبراني الكبير اسم محمد بن كثير إلى يحيى ابن كثير، وكذلك تحرف اسم مالك بن عمرو أو عمرو بن مالك إلى: مالك بن عمر بن مالك. وقال الطبراني في "مكارم الأخلاق": هكذا روى سفيان هذا الحديث: عن مالك بن عمرو أو عمرو بن مالك، بالشك، والصواب: مالك ابن عمرو القشيري.
قلنا: قد بينا الاختلاف في اسم صحابي الحديث في الرواية السالفة، فانظرها لزاماً.(31/372)
حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
19027 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ وَأَسْحَقَهُ " (2)
__________
(1) قوله: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس في (ظ 13) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين غير أن صحابيه أُبي بن مالك، فمن رجال "التعجيل". قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه الطيالسي (1321) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (764) ، والبيهقي في "الشعب" (7885) - وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/40 والطبراني في "الكبير" (544) من طريق عمرو بن مرزوق، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (959) ، والطبراني (544) من طريق علي بن الجعد، والبخاري في "تاريخه" 2/40 من طريق آدم، وابن قانع في "معجمه" 1/7، والطبراني (544) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (765) من طريق عاصم بن علي، خمستهم الطيالسي، وعمرو بن مرزوق، وعلي بن الجعد، وآدم، وعاصم بن علي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/632 من طريق الحكم بن عبد الله البزار، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أدرك أحد والديه فلم يغفر له، فأبعده الله". وقال: وهذا الحديث غريب عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، وهو عندي من قال: عن قتادة، عن أنس، صحََّف، فإن قتادة يروي هذا عن زرارة بن أوفى، عن أبي بن مالك، فصحَّف وظن أنه أنس بن مالك، فقال: أنس بن مالك، وإنما ذكر الحكم بهذه المناكير التي يرويها الذي لا يتابعه أحد عليه.=(31/373)
19028 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
19029 - وَحَدَّثَنِي بَهْزٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: أُبَيُّ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ " (2)
__________
= وسيرد بالأرقام (19028) ، (19029) ، (19030) و5/29.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7451) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "ثم دخل النار"، أي: كان حقُّه أن يدخل الجنة ببِرِّهما، فحيث قَصَّر في ذلك حتى دخل النَّار، فهو ممن يستحق البُعْدَ.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله (19027) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو حجاج بن محمد المصيصي الأعور.
وسيكرر 5/29 سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (19027) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو بهز ابن أسد العمي.
وسيكرر 5/29 سنداً ومتناً.(31/374)
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ
19030 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ " قَالَ: عَفَّانُ: " مَكَانَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِ مُحَرَّرِهِ بِعَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ، ثُمَّ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَنْ ضَمَّ يَتِيمًا مِنْ بَيْنِ أَبَوَيْنِ (1) مُسْلِمَيْنِ "، قَالَ: عَفَّانُ: " إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُغْنِيَهُ اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (2)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) و (ص) : أبويه.
(2) صحيح لغيره، دون قوله: "من أدرك أحد والديه ... " فهو صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (19025) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن حماد بن سلمة من رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه ابن سعد 7/41 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/342 -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (11031) - والطبراني في "الكبير" 19/ (666) و (667) من طريقين عن حماد، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/243، وقال: رواه أحمد، وهو أطول من هذا، وهو في البر والصلة، وفيه علي بن زيد، وفيه ضعف، وهو حسن الحديث!
وأورده أيضاً 8/139- 140 وقال: رواه أحمد، ثم قال: وإسناده حسن!(31/375)
حَدِيثُ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ
19031 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ، عَنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي ابْنٌ لِي، قَالَ: فَقَالَ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (1) قَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سمعه هشيم: وهو ابن بشير من يونس بن عبيد- وهو العبدي- مراراً، فمرة يرويه منقطعاً- كما في هذا الإسناد- لا يذكر الراوي له عن الحصين، ومرة يبهمه- كما ذكر عقب هذه الرواية- ومرة يوصله فيصرح به- كما سيأتي في التخريج- وهو الوليد أبو بشر بن مسلم العنبري، وهو ثقة، فتنتفي عِلَة انقطاعه. وسيتكرر 5/81.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4177) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/136 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سَعْد 7/47، وابن ماجه (2671) ، والطبراني في "الكبير" (4177) من طريق هشيم، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/225-226 عن قيس بن حفص، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1204) عن إسماعيل بن سالم الصائغ، كلاهما عن هشيم، عن يونس، عن الوليد أبي بشر، عن حصين، به. قال المزي في ترجمة حصين: وهو الصحيح.
وله شاهد من حديث أبي رمثة، سلف بإسناد صحيح برقم (7107) ، وذكرنا أحاديث الباب في حديث عمرو بن الأحوص السالف برقم (16064) .(31/376)
حَدِيثُ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ لَهُ صُحْبَةٌ
19032 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، يَعْنِي أَخَا عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيلُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ، وَكَانَتْ صُحْبَةٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ، وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ، وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَعْجَازِهَا، أَوْ قَالَ: وَأَكْفَالِهَا، وَقَلِّدُوهَا وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ، وَعَلَيْكُمْ بِكُلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ، أَوْ أَدْهَمَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة عقيل بن شبيب، فقد تفرد بالرواية عنه محمد ابن مهاجر، وهو الأنصاري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف هو ولا الصحابي إلا بهذا الحديث، تفرد به محمد بن مهاجر عنه.
قلنا: وقد اختلف فيه على محمد بن مهاجر، فرواه هشام بن سعيد- كما في هذه الرواية- عنه، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة، ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني- كما في الرواية التالية (19033) - عنه، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الكلاعي، فنسبه كلاعياً، ولم يقل: له صحبة، ورواه يحيى بن صالح الوحاظي- كما عند الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/59- عنه، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم ينسبه. وقد رجح أبو حاتم فيما نقل عنه ابنه=(31/377)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "العلل" 2/312-313 أنه أبو وهب الكلاعي، وقد رواه بإسناده عن هشام ابن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن أبي وهب، عن سليمان بن موسى: وهو الدمشقي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: وأبو وهب الكلاعي هو صاحب مكحول الذي يروي عن مكحول، واسمه عبيد الله بن عبيد، وهو دون التابعين، يروي عن التابعين ... مثل الأوزاعي ونحوه، فبقيت متعجباً من أحمد بن حنبل كيف خفي عليه، فاني أنكرته حين سمعت به قبل أن أقف عليه. قلنا: فعلى قول أبي حاتم يكون الحديث منقطعاً كذلك.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (814) مختصراً، وفي "التاريخ الكبير" 9/78، والطبراني في "الكبير" 22/ (949) ، والبيهقي في "السنن" 6/330 و9/306، وفي "الآداب" (469) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2543) و (2553) و (4950) مقطعاً، والنسائي في "المجتبى" 6/218-219، وفي "الكبرى" (4406) ، وأبو يعلى (7169) (7170) (7171) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/102 من طريقين عن هشام، به.
وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4774) ، وحديث ابن عباس السالف برقم (2454) ، وحديث أبي قتادة، الآتي 5/300.
قال السندي: قوله: "تسموا"، من التسمي، أي: رجاء الصلاح بالتسمي بأسماء خير العباد.
"عبد الله وعبد الرحمن"، أي: وأمثالهما مما فيه إضافه العبد إلى الله تعالى لما فيه من الاعتراف بالعبودية وتعظيمه تعالى بالربوبية كلما يذكر الاسم، مع أن عبد الله اسم له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعبد الرحمن يوافقه، فهو غير مناف للأول.
"وأصدقها"، أي: أطبقها للمسمَّى، لأن الحارث هو الكاسب، والإنسان لا يخلو عن كسب، وأما العبودية فقد يقصَّر فيها، فلا يكون عبد الله أطبق للمسمَّى بالنظر إلى ذلك. =(31/378)
19033 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجَرِ، حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْكَلَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (1) قَالَ: مُحَمَّدٌ وَلَا أَدْرِي بِالْكُمَيْتِ بَدَأَ أَوْ بِالْأَدْهَمِ، قَالَ:
__________
= "وأقبحها": لما في الحرب من المكاره، وفي مُرَة من المرارة والبشاعة.
"وارتبطوا الخيل": هو كناية عن تحصيلها وتسمينها للغزو.
"وأعجازها" جمع عَجُز، وهو الكَفَل، والمقصودُ من المسح تنظيفها من الغُبار، وتعرُّفُ حالِ سِمَنها، وقد يحصل به الأُنس للفرس بصاحبه.
"وقلََّدوها"، أي: طلب إعلاء الدين والدفاع عن المسلمين، أي: اجعلوا طلب إعلاء الدين لازماً كلزوم القلائد للأعناق.
"ولا تقلدوها الأوتار": جمع وِتر- بالكسر- وهو الدم، والمعنى: لا تقلدوها طلب دماء الجاهلية، أي: اقصدوا بها الخير، لا تقصدوا بها الشر، وقيل جمع "وَتَر" بفتحتين، وهو وتر القوس.
"بكل كُميت" بضمَ الكاف مصغر، هو الذي لونه بين السَّواد والحُمْرة، يستوي فيه المذكر والمؤنث.
"أغر"، أي: الذي في وجهه غُرَّة، أي: بياض.
"محجَّل" اسم مفعول من التحجيل، بتقديم المهملة على الجيم، وهو الذي في قوائمه بياض.
"أشقر" الشُّقْرة في الخيل هي الحُمْرة الصَافية.
و"الأدهم": الأسود.
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19032) .
وأخرجه أبو داود (2544) - ومن طريقه البيهقي 6/330- وابن أبي حاتم في "العلل" 2/312 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/262: رواه أحمد ورجاله ثقات، وقوله:=(31/379)
وَسَأَلُوهُ لِمَ فَضَّلَ الْأَشْقَرَ؟ قَالَ: لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ جَاءَ بِالْفَتْحِ صَاحِبُ الْأَشْقَرِ
__________
= عن أبي وهب الكلاعي وهم، لأن عقيل بن شبيب لم يرو إلا عن أبي وهب الجشمي.
قلنا: وقد وهم فيه الهيثمي من حيث أراد الصواب، وقد فصلنا الكلام في الاختلاف فيه في الرواية السالفة (19032) .(31/380)
حَدِيثُ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ (1)
19034 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ غَيْرُ مُتَوَضِّئٍ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْحُضَيْنِ أَبِي سَاسَانَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللهَ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ " (2)
__________
(1) قال السندي: المهاجر بن قنفذ: قرشي، تيمي، كان أحد السابقين إلى الإسلام، ولما هاجر أخذه المشركون فعذبوه، فانفلت منهم وقدم المدينة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هذا المهاجر حقاً". وقيل: أسلم بعد الفتح، وسكن البصرة، ومات بها.
(2) حديث صحيح، محمد بن جعفر- وإن كان سماعه من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن ما خلا الترمذي. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي. والحسن: هو البصري، الحُضَين: هو ابن المنذر.
وأخرجه أبو داود (17) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (312) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (673) و (674) -ومن طريقه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة المهاجر بن قنفذ) -، وابن خزيمة (206) -ومن طريقه ابن حبان (803) و (806) -، والحاكم 1/167 من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، وابن ماجه (350) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، والنسائي في "المجتبى" 1/37، وفي "الكبرى" (37) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/280- من طريق معاذ بن معاذ العنبري، والطبراني في "الكبير" 20/ (781) ، والحاكم 3/479 من طريق يزيد بن زُرَيْع، أربعتهم عن=(31/381)
قَالَ: فَكَانَ الْحَسَنُ مِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ أَوْ يَذْكُرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَتَطَهَّرَ
__________
= سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، وسماع عبد الأعلى بن عبد الأعلى ويزيد ابن زريع من سعيد قبل الاختلاط. ووقع في مطبوع الحاكم 1/167 شعبة بدل: سعيد، وهو تحريف، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرج مسلم حديث الضحاك بن
عثمان، عن نافع، عن ابن عمر أن رجلاً مرَّ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يبول، فسلم
عليه، ولم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، وقال: "إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر"، أو قال: "على طهارة". ووافقه الذهبي! قلنا: حضين بن المنذر لم يرو له البخاري، وحديث ابن عمر هو عند مسلم مختصراً برقم (370) و (115) ولفظه: أن رجلاً مرَّ، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبول، فسلَّم، فلم يرد عليه.
وأخرجه الدارمي (2641) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (674) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (780) ، من طريق هشام الدستوائي، والحاكم 1/167 من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به.
وسيرد 5/80 من طريق روح وعبد الوهَّاب بن عطاء الخفاف عن سعيد، وكلاهما سمع منه قبل الاختلاط.
وفي الباب من حديث أبي الجُهَيْم عند البخاري (337) ، ومسلم (369) ، وقد سلف (17541) .
وآخر من حديث عبد الله بن حنظلة بن الراهب، وسيرد 5/225: قال السندي: قوله: "إلا أني كرهت" هذه الكراهة بمعنى ترك الأَوْلى، وإلا فقد جاء ذكر الله تعالى بلا وضوء، وهذا الحديث يدل على أن سلام التحية من أسماء الله تعالى، فالمعنى: الله رقيب عليك فاتَّق الله، أو حافِظٌ عليك ما
تحتاجٍ إليه. ويحتمل أن يراد بذكر الله ذكر ما جعله الله تعالى سُنَة للمسلمين وتحية لهم، فإن ذلك يقتضي احترامه، والله تعالى أعلم.(31/382)
حَدِيثُ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ
19035 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ فُلَانِ بْنِ عَمِيلَةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النَّاسُ أَرْبَعَةٌ، وَالْأَعْمَالُ سِتَّةٌ، فَالنَّاسُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ لَهُ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَشَقِيٌّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَالْأَعْمَالُ مُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَعَشْرَةُ أَضْعَافٍ، وَسَبْعُ مِائَةِ ضِعْفٍ. فَالْمُوجِبَتَانِ: مَنْ مَاتَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ مَاتَ كَافِرًا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، فَعَلِمَ اللهُ أَنَّهُ قَدْ أَشْعَرَهَا قَلْبَهُ، وَحَرَصَ عَلَيْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ، وَمَنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَلَمْ تُضَاعَفْ عَلَيْهِ، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كَانَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، من أجل عم الربيع، وهو يُسَيْر بن عُمَيْلة، وقد جاء مصرحاً باسمه في الرواية الآتية برقم (19036) ، وقد سلف الكلام مفصلاً على هذا الإسناد بالرواية (18900) .
وأخرجه أبو نعيِم في "الحلية" 9/34، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/131 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/423 مختصراً من طريق=(31/383)
19036 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمِيلَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمِيلَةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، كُتِبَتْ (1) بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ " (2)
__________
= عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه أيضاً 8/423، وابن حبان (6171) ، والطبراني في "الكبير" (4153) من طريقين، عن شيبان، به. ورواية البخاري مختصرة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (72) ، والنسائي في "المجتبى" 6/49، وفي "الكبرى" (4395) من طريق سفيان الثوري، عن الركين، به.
بلفظ: "من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبع مئة ضعف". وتحرف في مطبوع "المجتبى" اسم يسير بن عميلة إلى يسير بن عمرو.
في الباب في قوله: "من أنفق نفقةً في سبيِل الله ... ". عن أبي عبيدة بن الجراح، وقد سلف برقم (1690) .
وعن أبي مسعود الأنصاري، وقد سلف برقم (17094) .
قال السندي: "ومثل بمثل" وهو قسمان، الحسنة المنوية والسيئة المفعولة، فلذا صارت الأعمال ستة.
(1) في (ظ13) : كتب، وفي (ق) : كتبت له.
(2) إسناده حسن، وقد سلف الكلام على إسناده مفصلاً في الرواية السالفة برقم (18900) .
وأخرجه الحاكم 2/87، والبيهقي في، الشعب" (4268) من طريق معاوية ابن عمرو، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11027) ، وهو في "التفسير" (47) ، وابن حبان (4647) من طريق عبد الله- هو ابن المبارك- عن زائدة،=(31/384)
19037 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَمْرِ (1) بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا خُرَيْمُ، لَوْلَا خَلَّتَانِ " قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِسْبَالُكَ إِزَارَكَ، وَإِرْخَاؤُكَ شَعْرَكَ " (2)
19038 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، (3) عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمِيلَةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، تُضَاعَفُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ " (4)
__________
= به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/423 من طريق موسى بن مسعود، عن زائدة، عن الركين، عن أبيه، عن خريم، به. ولم يذكر عمه.
قال البخاري: والأول أصح - أي: بذكر عمه في الإسناد.
(1) في (م) : شهر، وهو تحريف.
(2) حديث حسن بطرقه، وهو مكرر الحديث رقم (18901) سنداً ومتناً.
(3) قوله: [عن أبيه] سقط من النسخ الخطية و (م) ، وقد استدركناه من "أطراف المسند" 2/307، و"إتحاف المهرة" 4/427، وهو الموافق لما رواه ابن أبي شيبة وأبو كريب عن حسين بن علي الجعفي، شيخ أحمد.
(4) إسناده حسن، وهو مكرر الحديث (19036) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو حسين بن علي الجعفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/318، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (71) ، وفي "الآحاد والمثاني" (1047) ، والطبراني في "الكبير" (4155) ،=(31/385)
19039 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَعْمَالُ سِتَّةٌ، وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ، فَمُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْحَسَنَةُ بِسَبْعِ مِائَةٍ، فَأَمَّا الْمُوجِبَتَانِ: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ، وَأَمَّا مِثْلٌ بِمِثْلٍ: فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى يُشْعِرَهَا قَلْبَهُ، وَيَعْلَمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَحَسَنَةٌ بِسَبْعِ مِائَةٍ، وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ، مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (1)
__________
= وأخرجه الترمذي (1625) عن أبي كريب، كلاهما عن حسين بن علي، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث الركين بن الربيع. وتحرف في مطبوعه اسم حسين إلى حسن.
(1) حديث حسن، وهو مكرر الحديث (18900) وقد تكلمنا عليه مطولاً هناك، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو أبو النضر هاشم بن القاسم، وسماعه من المسعودي بعد اختلاطه.(31/386)
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ
19040 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ (1) قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ، فَقَامَ " (2)
__________
(1) في (م) : جابر بن عبد الله، وهو خطأ.
(2) سلف في مسند الشاميين برقم (17504) ، فلينظر.(31/387)
حَدِيثُ مُؤَذِّنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
19041 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: " صَلُّوا فِي الرِّحَالِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (17527) سنداً ومتناً.(31/388)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ
19042 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، حَدَّثَنِي مُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ التَّمِيمِيُّ، شَهِدَ عَلَى جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ رُبَيِّعٍ الْحَنْظَلِيِّ الْكَاتِبِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ (1) قَالَ:
19043 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ، عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ رُبَيِّعٍ أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
19044 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي رَبَاحِ بْنُ رُبَيِّعٍ أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ " أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَذَكَرَ رَبَاحًا وَأَصْحَابَهُ (3) " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15995) سنداً ومتناً.
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (15992) ، سنداً، وساق متنه هناك.
(3) تحرفت كلمة "وأصحابه" في (م) والنسخ الخطية إلى: واصله.
(4) صحيح لغيره، وهو مكرر (15992) غير أن شيخ أحمد هنا: هو سعيد بن منصور.
وهو عند سعيد بن منصور (2623) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في=(31/389)
19045 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا (1) الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَانَا رَأْيَ عَيْنٍ، فَقُمْتُ إِلَى أَهْلِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ مَعَ أَهْلِي وَوَلَدِي، فَذَكَرْتُ مَا كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ، فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، نَافَقَ حَنْظَلَةُ. قَالَ: وَمَاذَاكَ ذَاكَ؟ قُلْتُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ، فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي، فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ مَعَ وَلَدِي وَأَهْلِي، فَقَالَ: إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَاكَ. قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " يَا حَنْظَلَةُ لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ وَأَنْتُمْ عَلَى فُرُشِكُمْ وَبِالطُّرُقِ، يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً " (2)
19046 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَعْنِي الْقَطَّانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ كُنَّا، فَإِذَا فَارَقْنَاكَ كُنَّا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَالَ: " وَالَّذِي
__________
= "شرح معاني الآثار" 3/222، وفي "شرح مشكل الآثار" (6137) .
(1) في (ظ13) و (م) : يذكرنا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (17609) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير.
وانظر ما بعده.(31/390)
نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ عَلَى الْحَالِ الَّذِي (1) تَكُونُونَ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَلَأَظَلَّتْكُمْ بِأَجْنِحَتِهَا " (2)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) وهامش (س) : التي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عمران القطان: هو ابن داور ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد خالف من هو أوثق منه في إسناد هذا الحديث، فقد رواه معمر، عن قتادة، عن أنس فيما أخرجه البزار (3234) (زوائد) وأبو يعلى (3035) ، وابن حبان (344) ، والبغوي (90) ، وعلقه البخاري من طريق معمر في "التاريخ الكبير" 3/36-37، وقد سلف من حديث أنس برقم (19074) . ثم إن يزيد بن عبد الله بن الشخير لم يسمع من حنظلة فيما قال أبو حاتم، ونقله عنه ابنه في "المراسيل" 239. أبو داود الطيالسي: هو سليمان بن داود، وقتادة هو ابن دعامة السدوسي.
وهو عند أبي داود الطيالسي (1345) ومن طريقه أخرجه الترمذي (2452) وابن قانع في "معجمه" 1/202 إلا أنه لم يذكر: "لصافحتكم الملائكة".
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن حنظلة الأسيدي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: هو السالف برقم (19045) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/36، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1202) ، والطبراني في "الكبير" (3493) ، من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران، به.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (17609) ، وانظر ما قبله.(31/391)
حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ (1)
19047 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: " ادْنُ فَكُلْ " قُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: " اجْلِسْ أُحَدِّثْكَ عَنِ الصَّوْمِ أَوِ الصَّائِمِ، (2) إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ شَطْرَ الصَّلَاةِ، وَعَنِ الْمُسَافِرِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ الصَّوْمَ أَوِ الصِّيَامَ "، " وَاللهِ لَقَدْ قَالَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِلَاهُمَا أَوْ أَحَدُهُمَا، فَيَا لَهْفَ نَفْسِي، هَلَّا كُنْتُ طَعِمْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
(1) قال السندي: أنس بن مالك الكعبي القشيري، أبو أمية، وقيل: أبو أميمة، وهذا غير الخادم المشهور، وهذا أيضاً نزل البصرة.
(2) في (م) ، وهامش (ق) : الصيام.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد اختلف فيه على عبد الله بن سوادة، فرواه أبو هلال، وهو محمد بن سُلَيْم الراسبي عنه، عن أنس بن مالك، وأبو هلال ضعيف يعتبر به.
وخالفه وهيب بن خالد الباهلي، فرواه- كما سيأتي في التخريج- عن عبد الله بن سوادة، عن أبيه، عن أنس، فزاد في الإسناد: عن أبيه، ووهيب ثقة من رجال الشيخين. وسوادة والد عبد الله، حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، وروى له مسلم
في "صحيحه".
والظاهر أن الإسنادين محفوظان، فقد حسن الترمذي طريق أبي هلال،=(31/392)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وصرح عند الله بن سوادة بسماعه من أنس في رواية عفان عند ابن سعد 7/45، فيكون طريق وهيب من المزيد في متصل الأسانيد، والله أعلم.
وأخرجه ابنُ سعد 7/45، والترمذي (715) ، وابن ماجه (1667) و (3299) ، وابن خزيمة (2044) ، من طريق وكيع بن الجراح الرؤاسي، بهذا الإسناد، ووقع عند ابن ماجه: عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الأشهل، وهو غلط، نبه عليه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أنس. وقال الترمذي: حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير هذا الحديث الواحد، والعمل على هذا عند أهل العلم. وقال بعض أهل العلم: الحامل والمرضع تفطران وتقضيان وتطعمان. وبه يقول سفيان ومالك والشافعي وأحمد. وقال بعضهم: تفطران وتطعمان ولا قضاء عليهما، وإن شاءتا قضتا، ولا إطعام عليهما، وبه يقول إسحاق.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (431) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/471، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1493) ، وابن خزيمة (2044) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/423، وابن قانع في "معجمه" 1/15-16، والطبراني في "الكبير" (765) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2220، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (829) ، والبيهقي في "السنن" 4/231. وجاء عند البيهقي: رجل من بني عبد الأشهل، وهو خطأ كما أسلفنا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (766) من طريق أشعث: وهو ابن سوار، عن عبد الله بن سوادة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/190، وفي "الكبرى" (2624) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/471-472، والبيهقي في "السنن" 3/154 و4/231 من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن سوادة، عن أبيه، عن أنس بن مالك.
وسيرد (19048) ، و5/29. وانظر حديث ابن عباس عند أبي داود=(31/393)
• 19048 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ وَلَيْسَ بِالْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) . قَالَ: عَبْدُ اللهِ وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
__________
= (2318) .
قال السندي: قوله: "أغارت علينا": الإغارة النهب، والوقوع على العدو بسرعة وعلى الغفلة، ولعل سبب إغارتهم أنهم ما علموا بمن في القرية من أهل الإسلام، وزعموا أن أهل القرية كلهم كفرة.
لقد قالهما، أي: ذكر المرضع والحُبْلى.
فيا لهف نفسي: قاله تحسراً على ما فاته من الأكل.
(1) حديث حسن، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفان، وهو ابن مسلم الصَّفَار.
وأخرجه ابن سعد 7/245، وابن خزيمة (2044) من طريق عفان، بهذا الإسناد، وقد صرح عبد الله بن سوادة بسماعه من أنس عند ابن سعد.
(2) حديث حسن، وهو مكرر ما قبله، غير أنه من زوائد عبد الله بن أحمد، وشيخه فيه هو شيبان بن فروخ الأُبُلِّي.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" (ترجمة أنس) من طريق عبد الله بن أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2408) ، والطبراني في "الكبير" (765) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (829) من طريق شيبان، به.(31/394)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
19049 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وَيَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا، فَإِذَا تَرَكُوهَا وَضَيَّعُوهَا هَلَكُوا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، ويزيد بن عطاء، ويزيد بن أبي زياد ضعفاء، ثم إن عبد الرحمن بن سابط لم يدرك عياش بن أبي ربيعة، وقد رواه شريك في الرواية الآتية (19050) على الشك، فقال: عن المطلب، أو عن العياش بن أبي ربيعة. قلنا: والمطلب لا ندري من هو، ولعله الصحابي الجليل المطلب بن ربيعة القرشي المخزومي، وما ندري كذلك أسمع منه أم لا. وقد خالف شريكاً ويزيد بن عطاء جريرُ بن عبد الحميد- فيما أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1458) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (690) - فرواه عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن رجل، عن عياش، به. وجرير ثقة احتجَّ به الشيخان. فروايته أصح، وتبقى العلة فيها في ضعف يزيد بن أبي زياد، وإبهام الرجل الرواي عنه عبد الرحمن بن سابط.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" (ترجمة عياش بن أبي ربيعة) من طريق بشر ابن الوليد، عن يزيد بن عطاء، بهذا الإسناد. وزاد: يعني مكة.
وأخرجه ابن ماجه (3110) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (689) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/321- من طريق علي بن مسهر ومحمد بن فضيل، وابن قانع في "معجمه 2/307، والسهمي في "تاريخ=(31/395)
وَقَالَ فِي حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
19050 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ أَوْ، عَنِ الْعَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
__________
= جرجان" (484) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، ثلاثتهم عن يزيد بن أبي زياد، به.
قلنا: وأخرجه البيهقي في "الشعب" (11009) من طريق إسحاق بن راهويه، عن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عياش. منقطعاً.
وسيرد برقم (19050) .
وفي الباب في فضل مكة: عن أبي هريرة، سلف برقم (7242) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه (19049) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو أسود بن عامر، وسلف الكلام عليه ثمة.(31/396)
حَدِيثُ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، عَنْ أَبِيهِ (1)
19051 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّوْمِ، فَقَالَ: " صُمْ مِنَ الشَّهْرِ يَوْمًا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَقْوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَقْوَى، إِنِّي أَقْوَى صُمْ يَوْمَيْنِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زِدْنِي، زِدْنِي ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " (2)
__________
(1) قوله: عن أبيه: ليس في النسخ الخطية، وأثبتناه من (م) . قال السندي: أبو عقرب روى عنه ابنه أبو نوفل، وهو كناني بكري، اختلف في اسمه واسم ابنه الراوي عنه، كان من أهل مكة، ثم سكن البصرة، ويقال: إنه كان من الأجواد.
(2) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن صحابيه أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3879) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1313) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (731) ، والنسائي في "المجتبى" 4/225، والطبراني في "الكبير" 22/ (798) - ومن طريقه المزي في "تهذيبه " (ترجمة أبي عقرب) - وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/218 من طرق عن الأسود بن شيبان، به.
وسيرد 5/67.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7577) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.=(31/397)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ اللهِ
19052 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ، عَنِ الْحَسَنِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدِ اللهِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَمَضْمَضَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
__________
= ونزيد عليها: عن قرة بن إياس، سلف برقم (15584) .
وعن عثمان بن أبي العاص، سلف برقم (17908) .
قال السندي: قوله: "إني أقوى": كأن التكرار لإظهار الكراهة حيث ما رضي بما اختار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولاً.
(1) في (س) و (ص) و (م) : الجعيد بن الحسن، وهو خطأ، والمثبت من (ظ13) و (ق) . و"أطراف المسند" 5/151.
(2) إسناده ضعيف لجهالة الحسن بن عبد الله بن عبيد الله فيما ذكر أبو حاتم، ونقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 3/22، وقال الذهبي في "الميزان" 1/502: الحسن بن عبد الله، عن صحابي، وعنه الجعيد، مجهولان. قلنا: وبمثل هذا الإسناد لا تثبت صحبة عمرو بن عبيد الله، فقد قال أبو نعيم: لا تصح له رؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/312: لا يصح حديثه، وقال ابن عدي في "الكامل" 5/1791: وإنما شك البخاري أنه لا يصح له، أي: ليس لعمرو بن عبيد الله صحبة. قلنا: ومن ثم أدخله البخاري في "كتابه الضعفاء" ص82، وقال ابن خزيمة: لا أدري هو من أهل المدينة أم لا.. قلنا: وقد خالف ابن عبد البر في اسم أبيه وفي نسبته، فقال: عمرو ابن عبد الله الأنصاري، فذكر حديثه وقال: لا أعرفه بغير هذا، وفيه نظر، ضعف البخاري إسناده، وتابعه الذهبي في "التجريد". وقال الحافظ في "الإصابة": حَرَّف- يعني ابن عبد البر- اسم والده، وإنما هو عبيد الله=(31/398)
حَدِيثُ عِيسَى بْنِ يَزْدَادَ بْنِ فَسَاءَةَ، عَنْ أَبِيهِ
19053 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزْدَادَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَنْتُرْ ذَكَرَهُ ثَلَاثًا " قَالَ زَمْعَةُ مَرَّةً: " فَإِنَّ ذَلِكَ يُجْزِئُ عَنْهُ " (1)
__________
= بالتصغير- وهو الحضرمي الآتي قريباً. وجمع ابن الأثير القولين في نسبته فقال: لعله كان حضرمياً وحليفاً في الأنصار. ونسبه الذهبي في "التجريد"، فقال: ويقال: الثقفي. قال الحافظ في "الإصابة": وما أدري ما وجهه، والله أعلم. الجعيد - ويقال: الجعد-: هو ابن عبد الرحمن بن أوس
الكندي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/252-253 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/66 من طريق مكي، به.
وقد صح عن غير واحد من الصحابة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل لحماً، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. انظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3791) ، وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) إسناده ضعيف لضعف زمعة: وهو ابن صالح الجَنَدي، وعيسى بن يزداد وأبوه مجهولان، قال ابن معين: لا يعرف من عيسى ولا أبوه، وقال أبو حاتم: هو وأبوه مجهولان، وقال البخاري: عيسى بن يزداد عن أبيه لا يصح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/161، وأبو داود في "المراسيل" (4) ، وابن ماجه (326) من طريق وكيع بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/161، وابن ماجه (326) ، وابن قانع في "معجمه" 3/238 و239، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1102) من طرق=(31/399)
19054 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزْدَادَ، عَنْ أَبِيهِ ابْنِ فَسَاءَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلْيَنْتُرْ ذَكَرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " (1)
__________
= عن زمعة، به دون قول زمعة: "فإن ذلك يجزئ عنه".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/207 وقال: رواه أحمد، وفيه عيسى بن يزداد تكلم فيه أنه مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وانظر ما بعده.
وفي الباب حديثُ ابنِ عباس السالف برقم (1980) في قصة صاحب القبرين اللذين يعذبان فذكر فيه أحدهما: أنه كان لا يستنزه من البول وفي رواية: لا يستبرئ، وسلف أيضاً من حديث أبي هريرة برقم (8331) ولفظه "أكثر عذاب القبر في البول" ورواه الدارقطني 1/218 عن أبي هريرة رفعه
بلفظ "استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه".
(1) إسناده ضعيف وهو مكرر ما قبله، وقد سلف الكلام ثمة، غير أن شيخ أحمد هنا هو روح: وهو ابن عبادة، وشيخه: هو زكريا بن إسحاق. وهو المكي، وهما ثقتان.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/474 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/381-382، وابن قانع في "معجمه" 3/238-239، وابن عدي في "الكامل" 5/1894- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/113- من طريق روح بن عبادة، عن زكريا بن إسحاق وزمعة، عن عيسى، به.
وانظر ما قبله.(31/400)
حَدِيثُ أَبِي لَيْلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) بْنِ أَبِي لَيْلَى (2)
19055 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةٍ لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ، فَمَرَّ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَقَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، وَيْحٌ، - أَوْ وَيْلٌ - لِأَهْلِ النَّارِ " (3)
__________
(1) في (م) أبو ليلى بن عبد الرحمن، وهو خطأ.
(2) قال السندي: أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن، اختلف في اسمه، شهد أحداً وما بعدها، ثم سكن الكوفة، وكان مع علي في حروبه، وقيل: إنه قتل بصفين، روى عنه ولده عبد الرحمن وحده.
(3) إسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وقد اختلف عليه فيه، فرواه وكيع- في هذه الرواية- عنه، عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ليلى، ورواه المطلب بن زياد- كما عند الطبراني في "الكبير" (6430) - عنه، عن عدي بن ثابت، عن أبي ليلى.
والمطلب بن زياد الثقفي متكلَّم فيه، وعدي بن ثابت لم يدرك أبا ليلى، ورواه جابر بن نوح- كما عند ابن قانع في "معجمه" 1/101- عنه، عن الحكم وعيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وجابر بن نوح وهو الحِمَّانيَ ضعيفاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6427) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص67، وابن أبي شيبة 2/210- 211- ومن طريقه ابن ماجه (1352) -، وأبو داود (881) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (695) -، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (6) ، والطبراني في "الكبير" (6427) من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي=(31/401)
19056 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، (1) عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَحْبُو حَتَّى صَعِدَ عَلَى صَدْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَابْتَدَرْنَاهُ لِنَأْخُذَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنِي ابْنِي "، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ (2)
__________
= ليلى، به. وسقط من مطبوع ابن أبي شيبة: أبا ليلى.
وفي باب الاستعاذة من النار عن ابن عباس، سلف برقم (2667) .
وعن عائشة، سيرد 6/200- 201.
(1) قوله: عن أبيه عبد الرحمن، ساقط من (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وهو محمد ابن عبد الرحمن، وباقي رجال الإسناد ثقات، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6424) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/120-121 و14/172- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2151) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/94 من طريق وكيع بهذا الإسناد، إلا إنه جاء عند ابن أبي شيبة: الحسين بدل: الحسن، وسقط من المطبوع منه في الموضع الثاني: عن عيسى بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/51، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/93 من طريقين عن ابن أبي ليلى، به.
وسيرد برقم (19057) و (19059) .
وانظر حديث علي السالف برقم (563) .
قال السندي: قوله: يحبو: الحبو هو أن يمشي على يديه وركبتيه أو استه=(31/402)
19057 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى بَطْنِهِ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ - شَكَّ زُهَيْرٌ - قَالَ: فَبَالَ حَتَّى رَأَيْتُ بَوْلَهُ عَلَى بَطْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَارِيعَ قَالَ: فَوَثَبْنَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: (1) " دَعُوا ابْنِي، أَوْ لَا تُفْزِعُوا ابْنِي " قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَأَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ قَالَ: فَأَدْخَلَهَا فِي فِيهِ، قَالَ: فَانْتَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِيهِ (2)
__________
= كما هو المعتاد في مشي الصبي أوَل الأمر.
"ابني ابني" أي: فلا تتعرضوا له، بل خلوا بيني وبينه.
(1) في (م) : فقال عليه الصلاة والسلام.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سقط منه عبد الرحمن بن أبي ليلى بين عيسى وأبي ليلى، والظاهر أنه سقط قديم من نسخ المسند- وليس اختلافاً على زهير كما قد يسبق إلى الوهم من خلال الرواة عن زهير- يؤيد ذلك أن الحافظ جمع في "أطراف المسند" 7/66 طريقي أسود بن عامر هذا والحسن ابن موسى عن زهير، عن عبد الله بن عيسى، دون أن يشير إلى اختلاف روايتيهما، ثم إن الدارمي روى الحديث في "سننه" (1643) عن شيخ أحمد أسود بن عامر، وذكر في إسناده عبد الرحمن. وبقية رجاله ثقات. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6423) من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن زهير، به، وفيه ذكر عبد الرحمن في الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/94 من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، عن زهير، عن عبد الله بن عيسى، عن جده عبد الرحمن بن أبي=(31/403)
19058 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ خَيْبَرَ، فَلَمَّا انْهَزَمُوا وَقَعْنَا فِي رِحَالِهِمْ، فَأَخَذَ النَّاسُ مَا وَجَدُوا مِنْ خُرْثِيٍّ، فَلَمْ يَكُنْ أَسْرَعَ مِنْ أَنْ فَارَتْ الْقُدُورُ، قَالَ: " " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ، وَقَسَمَ بَيْنَنَا، فَجَعَلَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ شَاةً " " (1)
__________
= ليلى، عن أبي ليلى، فذكره في قصة البول. قلنا: وعبد الله بن عيسى سمع من جدَه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وقد سلف برقم (19056) ، وسيرد برقم (19059) .
ويشهد لقصة الصدقة حديث مهران مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف برقم (15708) وذكرنا هناك تتمة شواهده.
قال السندي: قوله: أساريع، أي: طرائق، جمع أسروع.
و"لا تفزعوا" من التفزيع أو الإفزاع.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عُبيد الله بن عمرو: وهو الرقي، فرواه زكريا بن عدي- كما في هذه الرواية- عنه، عن زيد بن أبي أنيسة، عن قيس بن مسلم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وخالفه عبد الله ابن جعفر الرقي، فرواه- كما عند الدارمي (2469) - عنه، عن زيد، عن الحكم بن عُتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. فجعل الحكم مكان قيس ابن مسلم. وغمز من رواية زكريا، فقال: بلغني أن صاحبكم يقول عن قيس ابن مسلم. وفسر ذلك الدارمي بقوله: كأنه يقول: إنه لم يحفظه. وقد أورد الدارمي الطريقين، وقال: الصواب عندي ما قال زكريا في الإسناد. قلنا: كان عند زكريا كتاب عبيد الله بن عمرو، وقد أملاه على أحمد بن حنبل ويحيى بن
معين من حفظه. ثم إن زيداً في روايته عن قيس قد توبع كما سيأتي في=(31/404)
19059 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
__________
= التخريج. وزيد بن أبي أنيسة، وثقه الأئمة، ولم يتكلم فيه سوى أحمد، فقال: حديثه حسن مقارب. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى أصحاب السنن.
وأخرجه الدارمي (2470) ، والحاكم 2/134 من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإسناد، وفي مطبوع الدارمي زيادة: عن أبيه بين زيد وبين قيس، وهي زيادة مقحمة على الإسناد لا تصح.
وأخرجه مختصراً أبو يعلى (930) ، والطبراني في "الكبير" (6426) ، وفي "الأوسط" (6572) من طريق يحيى بن يعلى، عن يعلى بن الحارث، عن غيلان بن جامع، عن قيس بن مسلم، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/337، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" باختصار النهبة وإكفاء القدور، وكذلك أبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وأورده أيضاً 5/341، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وأحمد أتم من هذا، وتقدم حديث أحمد في باب النهي عن النهبة، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وفي الباب في النهي عن لحوم الحمر الأهلية وإكفاء القدور عن ابن عمر، سلف (4720) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وانظر حديث سلمة بن المُحَبق (15907) .
قال السندي: قوله: من خُرْثي: بضم خاء معجمة، وسكون راءٍ، وكسر مثلة وتشديد ياء: أثاث البيتِ ومتاعه.
فلم يكن أسرع: بالنصب، أي: فلم يكن شيء أسرع.
شاة: بالنصب، أعطى لكل عشرة رجال شاة، لأكلِهِمْ كلهم، والله تعالى أعلم.(31/405)
عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى صَدْرِهِ أَوْ بَطْنِهِ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ قَالَ: فَرَأَيْتُ بَوْلَهُ أَسَارِيعَ فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: " دَعُوا ابْنِي، لَا تُفْزِعُوهُ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ "، ثُمَّ أَتْبَعَهُ الْمَاءَ
ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ بَيْتَ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، وَدَخَلَ مَعَهُ الْغُلَامُ، فَأَخَذَ تَمْرَةً، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَاسْتَخْرَجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لَنَا " (1)
* 19060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فِي الْمَسْجِدِ، فَأُتِيَ رَجُلٌ ضَخْمٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عِيسَى قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ فِي الْفِرَاءِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عيسى بن عبد الرحمن وأبي ليلى، فقد روى لهما أصحاب السنن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/215 و14/279 عن الحسن، بهذا الإسناد.
مختصراً في قصة الصدقة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/10 و3/297- 298 و298، والطبراني في "الكبير" (6418) من طريق شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، مختصراً بذكر الصدقة.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: فاستخرجها: فيه أن الصبي لا يُقَرُّ على المحرَّم على الكبار.(31/406)
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُصَلِّي فِي الْفِرَاءِ؟ قَالَ: " فَأَيْنَ الدِّبَاغُ؟ " فَلَمَّا وَلَّى قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ (1)
19061 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن ضعيف، وقد تفرد به، واختلف عليه فيه، فرواه علي بن هاشم بن البريد- في هذه الرواية- عنه، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ليلى، ورواه عبيد الله بن موسى- كما أخرجه البيهقي 1/24- عنه عن ثابت، عن أنس.
وقال البيهقي: وهو غلط، والإسناد الأول أَوْلى أن يكون محفوظاً، وابن أبي ليلى هذا كثير الوهم. قلنا: ومن أوهامه أنه سمى الرجل الذي سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سويد بن غفلة، والصحيح أن سويد بن غفلة قدم المدينة حين نفضتِ الأيدي من دفن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو من كبار التابعين. وبقية رجاله ثقات. ثابت هو ابن أسلم البناني.
وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/377- ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2150) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/420، والبيهقي في "السنن" 1/24 من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/218، وقال: رواه أحمد، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، تُكلَّمَ فيه لسوء حفظه، ووثقه أبو حاتم.
قال السندي: قوله: الفراء، بكسر فاءٍ ومد، جمع فروة، قيل بإثبات الهاء وقيل بحذفها، وهي ما تلبس من الجلود، مثل سهم وسهام.
"فأين الدباغ" أي: إن لم تصل فقد ضاع الدباغ، فإنه للتطهير، وجواز الصلاة فيها، فإذا لم تجز بَعْدُ فلا فائدة فيه.(31/407)
عَنْ أَبِيهِ، فِيمَا أَعْلَمُ - شَكَّ مُوسَى - " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ فِي قُبَّةٍ مِنْ خُوصٍ " (1)
• 19062 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ (2) بْنُ مَعْرُوفٍ، وَأَبُو مَعْمَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ فِي قُبَّةٍ مِنْ خُوصٍ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن عابس، وهو الأَسَدي. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فقد أخرج له أصحاب السنن.
موسى بن داود: هو الضبي، وأبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5005) ، والطبراني في "الكبير" (6422) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1835 من طرق عن علي بن عابس، بهذا الإسناد. وزاد في أوله: "اعتكف في العشر الأواخر من رمضان".
قال ابن عدي: وهذا الحديث عن أبي فزارة لا يرويه غير علي بن عابس.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/173، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه علي بن عابس، وهو ضعيف.
وانظر ما بعده.
وانظر حديث عائشة الذي سيرد 6/56، وفيه أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب لسعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب.
(2) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : حدثني أبي حدثنا هارون بن معروف..
وقد ضرب في (ظ13) على قوله: حدثني أبي، وهو الصواب، فهذا الحديث هو من زوائد عبد الله بن أحمد.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه (19061) غير أنه من زوائد عبد الله لأن هارون بن معروف- وهو المروزي الضرير- وأبا معمر- وهو إسماعيل ابن إبراهيم الهُذَلي- ومحمد بن حسان السمتي، من شيوخه.(31/408)
حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ (1)
__________
(1) أبو عبد الله الصنابحي، اختُلف على زيد بن أسلم في اسمه- فيما رجح ابن عبد البر في "التمهيد" 4/2- فرواه معمر بن راشد الأزدي- كما في الرواية (19063) و (19071) - ومحمد بن مطرف- كما في الرواية (19064) و (19065) - وسعيد بن هلال- فيما رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/322- ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، فقال: عن عطاء بن يسار، عن أبي عبد الله الصنابحي، ورواه مالك- كما في الرواية (19068) - وتابعه زهير بن محمد التميمي في الرواية (19070) وحفص بن ميسرة- كما عند ابن سعد 7/426- فقالوا: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، وقد جاء تصريح عبد الله بسماعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رواية حفص بن ميسرة وزهير بن محمد.
واختلفت رواية إسحاق بن عيسى ابن الطباع، عن مالك، فرواه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/322 عنه، عن مالك، عن زيد، عن عطاء، عن الصنابحي أبي عبد الله. ورواه أحمد (19068) عنه، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن عبد الله الصنابحي.
وقد ذهب الأئمة علي ابن المديني والبخاري ومن تابعهما أن أبا عبد الله الصنابحي هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة، وهو تابعي لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دخل المدينة بعد وفاته- بأبي هو وأمي- بثلاث ليال أو أربع. وقد اختلف في اسمه كما سلف، فمن قال أبو عبد الله الصنابحي فقد أصاب كنيته، ومن قال عبد الله الصنابحي فقد أخطأ، قلب كنيته فجعلها اسمه، ومن قال: أبو عبد الرحمن الصنابحي -كما في الرواية (19067) ، وعند أبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (120) - فقد أخطأ كذلك، قلب اسمه، فجعل اسمه كنيته، وقد نازع في الأخير الحافظ ابن حجر في "التعجيل" كما سيأتي.
وقد وهَّم البخاري- كما في "العلل" للترمذي 1/78-79 مالكاً في=(31/409)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوله: عبد الله الصنابحي، فقال: مالك بن أنس وهم في هذا الحديث، وقال: عبد الله الصنابحي، وهو أبو عبد الله الصنابحي، وتعقبه المزي فقال: نسبة الوهم إلى مالك فيه نظر.
قلنا: لأنه اختلاف على زيد بن أسلم كما أسلفنا.
وعبد الله الصنابحي هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيلة. وهو قول علي ابن المديني ومن تابعه فيما ذكر يعقوب بن شيبة، وقال: هو الصواب عندي.
قلنا: ويعكر عليه قول ابن معين: عبد الله الصنابحي الذي روى عنه المدنيون يشبه أن يكون له صحبة. وقول ابن معين هذا ليس فيه جزم، والأصح منه ما ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 4/3 فقال: وأصح من هذا عن ابن معين أنه سئل عن أحاديث الصنابحي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: مرسلة، ليست له صحبة، فقال ابن عبد البر: صدق يحيى بن معين، ليس في الصحابة
أحد يقال له عبد الله الصنابحي.
قلنا: ويعكر عليه كذلك تصريح عبد الله الصنابحي بسماعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رواية حفص بن ميسرة عند ابن سعد 7/426، وزهير بن محمد عند أحمد (19070) ، ولكن هذا التصريح لا يعتد به. إذ هو خلاف على زيد بن أسلم كما أسلفنا، وفي رواية حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم كلام، فقد طعن فيها يحيى بن معين، فقال في حفص: سماعه من زيد بن أسلم عرض،
أخبرني من سمع حفص بن ميسرة يقول: كان عباد بن منصور يعرض على زيد بن أسلم، ونحن نسمع معه، قال يحيى: وما أحسن حاله إن كان سماعه كله عرض، كأنه يقول: مناولة، فلا وجه لترجيح رواية حفص على غيرها من الروايات، لا سيما وقد قال أبو حاتم في حفص: وفي حديثه
بعض الأوهام، ثم إن الراوي عن حفص هو سويد بن سعيد، وفيه كلام كذلك.
وزهير بن محمد التميمي في أحاديثه أغاليط، وقد أخرج له البخاري في=(31/410)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= روايته عن زيد بن أسلم ما توبع عليه، ولم يتابع هنا، وإنما اختلف على زيد ابن أسلم كما أسلفنا، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 4/3 في رواية زهير هذه: وهذا خطأ عند أهل العلم، والصنابحي لم يلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزهير بن محمد لا يحتج به إذا خالفه غيره، وقد صحف فجعل كنيته اسمه، وكذلك فعل كل من قال فيه عبد الله، لأنه أبو عبد الله.
وقد فرق الحفاظ بين أبي عبد الله الصنابحي هذا وبين الصنابحي الأحمسي الوارد في الرواية (19066) و (19069) فذاك تابعي كما أسلفنا، وهذا صحابي جليل، أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الذي يروي عنه الكوفيون، ويروي عنه قيس بن أبي حازم، واسمه الصنابح بن الأعسر الأحمسي، ومن قال: الصنابحي الأحمسي فقد أخطأ، فيما ذكر يعقوب بن شيبة.
قلنا: فهما إذن اثنان، صحابي هو الصنابح الأحمسي، وتابعي هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيْلة.
وقد ضرب الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "الرسالة" للشافعي 317-320 على هذا الكلام جملة واحدة، فقال: هذا قولهم، وكله عندي خطأ، اختلطت عليهم الروايات والأسماء واشتبهت، بل هم ثلاثة لا اثنان: الصنابح بن الأعسر الأحمسي صحابي، وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي تابعي، والثالث عبد الله الصنابحي سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يخطئ فيه مالك!
قلنا: واعتمد في صحبته على ما ساقه ابن سعد في "طبقاته" 7/426، فذكر عبد الله الصنابحي في الصحابة الذين نزلوا الشام، وساق له هذا الحديث بإسناده من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم، وفيه تصريح عبد الله الصنابحي بسماعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا حجة في رواية حفص ومن تابعه لما احتج له كما بينا، ولا ترد أقوال الأئمة بما ردها به الشيخ أحمد شاكر.
ولعمري، هل يقال في أئمة الجرح والتعديل الذين سبروا المرويات وعارضوها ببعضها، ووقفوا على عِلَلِها باستقراء أحوال الرواة أمثال علي ابن المديني وابن=(31/411)
19063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا كَانَتْ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ قَارَنَهَا، فَإِذَا دَلَكَتْ، أَوْ قَالَ: زَالَتْ، فَارَقَهَا، فَإِذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا، فَإِذَا غَرُبَتْ فَارَقَهَا، فَلَا تُصَلُّوا هَذِهِ الثَّلَاثَ سَاعَاتٍ " (1)
__________
= معين والبخاري إنهم اختلطت عليهم الروايات والأسماء واشتبهت؟! وإذا كان هؤلاء تختلط عليهم الروايات والأسماء وتشتبه، فهل سيعرفها من المعاصرين من ليس له من الرواية والرواة إلا مجرد النقل من كتبهم؟ غَفَرَ الله للشيخ أحمد شاكر، لقد اضطرب منهجه، فهجم على تخطئتهم، وتخطئتهم نمط صعب ونمط مخيف.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل قوي، أبو عبد الله الصنابحي هو عبد الرحمن بن عُسيلة تابعي لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد بينا ذلك بياناً شافياً في التعليق السالف. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (3950) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1253) .
وسيكرر برقم (19071) .
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر عند مسلم (831) وسلف عند أحمد برقم (17377) ، وآخر من حديث عمرو بن عبسة عند مسلم أيضاً (832) وسيأتي برقم (19435) وثالث من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (1252) وصححه ابن خزيمة (1275) .
وفي الباب عن ابن، عمر سلف برقم (4612) وقد ذكرنا فيه تتمة أحاديث الباب. =(31/412)
19064 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ فِيهِ وَأَنْفِهِ، وَمَنْ غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ أَظْفَارِهِ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ، وَمَنْ مَسَحَ رَأْسَهُ وَأُذُنَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ رَأْسِهِ أَوْ شَعَرِ أُذُنَيْهِ، وَمَنْ غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَظْفَارِهِ أَوْ تَحْتَ (1) أَظْفَارِهِ، ثُمَّ كَانَتْ خُطَاهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً " (2)
__________
= قال السندي: قوله: "هذه الثلاث" لكونها أوقات عبادة الكفرة الشمس فلذا يقرنها الشيطان.
(1) في (ظ13) و (ص) : من تحت.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل قوي. أبو عبد الله الصنابحي: هو عبد الرحمن بن عسيلة تابعي لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سلف الكلام عليه قريباً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة.
وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان " (120) من طريق هشام بن سَعْد، عن زيد، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن الصنابحي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: أبو عبد الرحمن الصنابحي هو أبو عبد الله الصنابحي، ولكن قلب اسمه فجعل كنيته، وقد بينا ذلك بياناً شافياً في الرواية السالفة.
وسيأتي برقم (19065) و (19068) .=(31/413)
19065 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي (1) عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَنْفِهِ وَفَمِهِ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
19066 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ (3) بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ نَاقَةً مُسِنَّةً، فَغَضِبَ وَقَالَ: " مَا هَذِهِ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي
__________
= وله شاهد صحيح من حديث عمرو بن عبسة، وهو عند مسلم برقم (832) ، وسلف (17021) .
وآخر من حديث أبي هريرة، وقد سلف (8020) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "نافلة"، أي: زائدة على مغفرة الذنوب المذكورة، فإن كان ثم ذنوب أُخر فهي لمغفرة تلك، وإلا فهي لرفع الدَّرجات.
(1) لفظ "أبي" لم يرد في (ظ 13) و (ص) ، وأشير إليها في (س) على أنها نسخة.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (19064) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسين بن محمد بن بهرام المرُّوذي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/166، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص94 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن مطرف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2815) من طريق روح بن القاسم، عن زبد بن أسلم، به.
(3) في (م) : خالد، وهو تحريف.(31/414)
ارْتَجَعْتُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حَاشِيَةِ الصَّدَقَةِ، فَسَكَتَ (1)
__________
(1) حديث ضعيف، وهذا إسناد اختلف فيه على قيس بن أبي حازم، فرواه مجالد- كما في هذه الرواية- عنه، عن الصنابحي مرفوعاً، ومجالد بن سعيد ضعيف، ورواه إسماعيل بن أبي خالد- كما عند البخاري في "التاريخ الصغير" 1/168، والبيهقي 4/114- عنه مرسلاَ، وقال البخاري: ولم يصح حديث الصدقة. والصنابحي: هو الصنابح بن الأعسر الأحمسي، وقد أخطأ من سماه الصنابحي- بياء النسبة- وقد بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (19063) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/308 عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: روى هذا الحديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في إبل الصدقة، مرسل. وأنا لا أكتب حديث مجالد، ولا موسى بن عبيدة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/125-126 و6/116- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2539) ، وأبو يعلى (1453) ، والبيهقي 4/113 - والطبراني في "الكبير" (7417) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، به. وقال ابن أبي عاصم: هذا حديث غريب.
وأخرجه البيهقي مرسلاً 4/114 من طريق هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه رأى في إبل الصدقة ناقة كوماء، فسأل عنها، فقال المصدق. إني أخذتها بإبل، فسكت.
وفي الباب في النهي عن أخذ كرائم الأموال من حديث سويد بن غفلة عن مصدق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سلف (18837) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: مسنة، أي كبيرة السن، خارجة عن أسنان الصَّدَقة.
فغضب: مخافة أنه أخذها في الصدقة مع أنه لا ينبغي ذلك.
ارتجعتها، أي: اشتريتها.(31/415)
19067 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ تَزَالَ أُمَّتِي فِي مَسَكَةٍ مَا لَمْ يَعْمَلُوا بِثَلَاثٍ: مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ بِانْتِظَارِ (1) الْإِظْلَامِ مُضَاهَاةَ الْيَهُودِ، وَمَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْفَجْرَ إِمْحَاقَ النُّجُومِ مُضَاهَاةَ النَّصْرَانِيَّةِ، وَمَا لَمْ يَكِلُوا الْجَنَائِزَ إِلَى أَهْلِهَا " (2)
__________
(1) في (ظ13) : انتظار.
(2) إسناده ضعيف، الحارث بن وهب من رجال "التعجيل"، وهو مجهول الحال، لم يذكروا في الرواة عنه سوى الصلت، ولم يؤثر توثيقه عن أحد.
والصلت بن العوام، جهله الحسيني في "الإكمال"، وتعقبه الحافظ في "التعجيل" 1/676، فقال: بل هو معروف، وإنما وقع في اسم أبيه تحريف، وهو الصلت بن بهرام. وقد ترجم الحافظ في "التعجيل" للصلت بن بهرام، وهو ثقة، وسيأتي اسمه على الصواب في رواية الثوري، وأبو عبد الرحمن
الصنابحي، اختلف في تعيينه هنا، فقول البخاري في "التاريخ الكبير" 2/284: الحارث بن وهب عن الصنابحي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يدل على أنه عنده هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عسيلة- وهو تابعي- وقد قلب اسمه هنا فجعل كنيته، وهو خطأ، وقد بينا ذلك بياناً شافياً في أول الترجمة، وجزم الحافظ في "التعجيل" 1/414- خلاف قوله في "الإصابة"- أنه الصنابح بن الأعسر صحابي معروف وقع لبعض الرواة أنه قال فيه: الصنابحي، بزيادة ياء النسب فالتبس. وقد احتج لذلك بما رواه الطبراني في "الكبير" (7418) من طريق إسحاق بن راهويه، عن وكيع، بهذا الإسناد، وفيه: الصنابح، وترجم له الطبراني في: صنابح بن الأعسر البجلي ثم الأحمسي.=(31/416)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه الحاكم 1/370، وأبو نعيم في "الحلية" 8/374 من طريق ابن أبي شيبة وهارون بن إسحاق، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد، وسمياه: الصنابحي. وقال أبو نعيم: تفرد به الصلت، عن الحارث. وروى الثوري عن الصلت، مثله. وتردد الحاكم في تعيينه، فقال: هذا حديث صحيح الإسناد إن كان الصنابحي هذا عبد الله، فإن كان عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، فإنه يختلف في سماعه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: الصحيح في هذا أنه أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيْلة، التابعي، فالحديث مرسل كما ذكر البخاري إمام الصنعة، أما الصحابي. فهو الصنابح بن الأعسر، والراوي عنه قيس بن أبي حازم. وقد قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة الصنابح بن الأعسر في التفريق بينهما: فحيث جاءت الرواية عن قيس بن أبي حازم عنه- أي عن الصنابحي- فهو ابن الأعسر، وهو الصحابي، وحديثه موصول، وحيث جاءت الرواية عن غير قيس بن أبي حازم، عنه، فهو الصنابحي، وهو التابعي، وحديثه مرسل.
قلنا: ثم إن عبد الله ليس صحابياً فيما ذهب إليه الحاكم، وإنما هو اختلاف في اسم التابعي أبي عبد الله الصنابحي على زيد بن أسلم كما بينا في أول ترجمته.
وأخرجه عبد الرزاق (6530) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (3263) - عن الثوري وغيره، والطبراني في "الكبير" (3264) من طريق مندل بن علي، كلهم عن الصلت بن بهرام، عن الحارث بن وهب قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تزال أمتي على مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها" لم يذكروا في الإسناد الصنابحي.
وفي باب تعجيل المغرب من حديث السائب بن يزيد، وقد سلف برقم (15717) بلفظ: "لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل طلوع النجوم" وهو حسن بشواهده وقد ذكرناها ثمة.
وفي باب تعجيل صلاة الفجر من حديث رافع بن خديج، سلف برقم=(31/417)
19068 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَمَضْمَضَ (1) خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ يَدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ (2) يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةً لَهُ " (3)
__________
= (15819) ، ولفظه: "أصبحوا بالصبح، فإنه أعظم للأجر.." وهو حديث صحيح، وذكرنا ثمة بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "مُسْكة"، بضم فسكون، أي: في قوة وثباتِ على الدِّين.
"مضاهاة اليهودية"، أي: لأجل مشابهتهم.
"وما لم يكلوا"، بالتخفيف، أي: ما لم يتركوا إعانة أهل الجِنازة.
(1) في (ق) : فتمضمض.
(2) في (ظ 13) : حتى تخرج من أظفاره.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي مرسل، عبد الله الصنابحي هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيْلة. وقد اختلف في اسمه على زيد بن أسلم كما بينا ذلك بياناً شافياً في أول مسنده فأغنى عن إعادته هنا.
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق: هو ابن عيسى بن الطباع.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/31، ومن طريقه أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/322، وفي "الصغير" 1/166، والنسائي في "المجتبى"=(31/418)
19069 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّهُ (1) سَمِعَ قَيْسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ الصُّنَابِحِيَّ الْأَحْمَسِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، فَلَا تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي " (2)
__________
= 1/74، وفي "الكبرى" (106) ، والحاكم 1/129-130، والبيهقي في " الشعب" (2734) وفي "السنن" 1/81.
وقد سلف برقم (19064) ، فانظره لزاماً.
(1) لفظ: "أنه" ليس في (ظ13) و (ص) ، وهو نسخة في هامش (س) .
(2) إسناده صحيح على خطأ في اسم صحابيه، وهو الصنابح بن الأعسر الأحمسي، فمن قال: الصنابحي بياء النسبة فقد أخطأ، وقد بينا ذلك في أول الترجمة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (780) - ومن طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/220- والبخاري في "التاريخ الصغير" 1/168، وابن قانع في "معجمه" 2/23، وابن بشكوال في "الحوض والكوثر" (46) و (47) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/438-439 و15/29- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (739) عن عَبْدَة بن سليمان- وابن حبان (6446) من طريق معتمر بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (7416) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، وابن بشكوال في "الحوض والكوثر" (45) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/35، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة صنابح بن الأعسر) من طريق جعفر بن عوف، خمستهم عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وعندهم- ما خلا عبدة بن سليمان- الصنابح.
وقال عبدة: الصنابحي.
وقوله: "أنا فرطكم على الحوض"، سلف من حديث عبد الله بن مسعود=(31/419)
19070 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ الصُّنَابِحِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بِقَرْنَيْ (1) شَيْطَانٍ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَارَنَهَا، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، وَيُقَارِنُهَا حِينَ تَسْتَوِي، فَإِذَا زَالَتْ فَارَقَهَا، فَصَلُّوا غَيْرَ هَذِهِ السَّاعَاتِ الثَّلَاثِ " (2)
__________
= برقم (3639) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "إني مكاثر بكم الأمم"، سلف من حديث جابر برقم (14811) .
قال السندي: قوله: "فلا تَقْتَتِلُن بعدي" صيغة نهي مؤكدة بالنون، فإن قلت: لا يضر الاقتتال بالمكاثرة، كالموت بوجه آخر، فكيف رتَّب النهي عن الاقتتال على المكاثرة، قلتُ: لعل ذلك لما فيه من تعجيل الموت وقطع النسل، إذ لا تناسل بين الأموات، بخلاف الأحياء. فإن قلتَ: المقتول ميتٌ بأجله عند أهل السنة، فما معنى قطع النسل بالقتل؟ قلتُ: يمكن أن يكون له أجلان، أجل على تقدير الاقتتال، وأجل بدونه، ويكون الثاني أطول من الأول، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) و (م) وهامش (س) : بين قرني.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل قوي. عبد الله الصنابحي: هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيْلة، تابعي، لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد اختلف على زيد بن أسلم في اسمه، وتصريحه بسماعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هنا لا يعتد به، وقد بينا كل ذلك بياناً شافياً في أول الترجمة فلينظر لزاماً.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3975) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/475 من طريق الحارث بن أسامة، عن روح، به إلا أنه قال: سمعت أبا عبد الله الصنابحي.=(31/420)
19071 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بِحَدِيثِ الشَّمْسِ (1)
__________
= وهو عند مالك في "الموطأ" 1/219 ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/55 (ترتيب السندي) ، وفي "الرسالة" (874) ، وفي "الأم" 1/147، وفي "اختلاف الحديث" ص125-126، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/322، وفي "الصغير" 1/167، والنسائي في "المجتبى" 1/275،
وفي "الكبرى" (1542) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/454- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/454 وفي "معرفة السنن والآثار" (5138) - وأبو يعلى (1451) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/281- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3974) ، وابن قانع في "معجمه" 2/73-74.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19063) سنداً ومتناً.(31/421)
حَدِيثُ أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ (1)
19072 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ الْغِفَارِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَلَمَّا فَصَلَ، سَرَى لَيْلَةً، فَسِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ، وَأُلْقِيَ عَلَيَّ النُّعَاسُ، فَطَفِقْتُ (2) أَسْتَيْقِظُ وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَيُفْزِعُنِي دُنُوُّهَا خَشْيَةَ أَنْ (3) أُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَأُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي نِصْفَ اللَّيْلِ، فَرَكِبَتْ رَاحِلَتِي رَاحِلَتَهُ، وَرِجْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَرْزِ، فَأَصَابَتْ رِجْلَهُ، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِقَوْلِهِ: " حَسِّ ". فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " سَلْ " فَقَالَ: فَطَفِقَ يَسْأَلُنِي عَمَّنْ تَخَلَّفَ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَأُخْبِرُهُ، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُنِي: " مَا فَعَلَ النَّفَرُ الْحُمْرُ الطُّوَالُ الْقِطَاطُ " أَوْ قَالَ: " الْقِصَارُ "، عَبْدُ الرَّزَّاقِ يَشُكُّ، " الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَظِيَّةِ شَرْخٍ؟ " قَالَ: فَذَكَرْتُهُمْ فِي بَنِي غِفَارٍ، فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ
__________
(1) قال السندي: أبو رهم الغفاري، ضبط بضم راء وسكون هاء، اسمه كلثوم بن حصين، مشهور باسمه وكنيته، كان ممن بايع تحت الشجرة، واستخلفه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة في غزوة الفتح.
(2) في (ظ13) : وطفقت.
(3) لفظ "أن" ليس في (ظ13) و (ص) ، وهو نسخة في هامش (س) .(31/422)
حَتَّى ذَكَرْتُ رَهْطًا مِنْ أَسْلَمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ وَقَدْ تَخَلَّوْا. فَقَالَ رَسُولُ اللهَِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَا يَمْنَعُ أَحَدَ أُولَئِكَ حِينَ يَتَخَلَّفُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِهِ امْرَأً نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنّيِ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ وَغِفَارٍ وَأَسْلَم (1) " (2)
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطاً من أسلم، فقلت: يا رسول الله، ما يمنع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأً نشيطاً في سبيل الله، فادعوا هل أن يتخلف عن المهاجرين من قريش والأنصار وأسلم وغفار.
قلنا: والعبارة هذه فيها سقط وتحريف واضطراب. وقد قومناها من رواية عبد الرزاق في "مصنفه" (19882) ، وهي كذلك عند كل من رواه من طريقه، وكنا نؤثر أن نقومها من رواية أحمد عن عبد الرزاق، لا سيما وقد ساقها من طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/117 بيد أنه ساقها مختصرة، وكانت هذه العبارة مما اختصره.
(2) إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي أبي رُهْم، فقد انفرد بالرواية عنه الزهري، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
وقد اختلف فيه على الزهري، فرواه معمر- كما في هذه الرواية- وصالح بن كيسان- كما في الرواية (19073) - عن الزهري، عن ابن أخي أبي رهم.
ورواه ابن إسحاق- كما في الرواية (19074) - وابن أخي الزهري- كما عند البزار (1842) (زوائد) - عن الزهري، عن ابن أكيمة عن ابن أخي رهم، به.
فزاد في الإسناد: ابن أكيمة، وهو غير صحيح فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/36.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/117 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(31/423)
19073 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ،
__________
= وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (19882) ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (991) ، وابن حبان (7257) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (415) ، والحاكم 3/593- 594.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/394-395- ومن طريقه الخطيب في "الكفاية" ص86-، والطبراني 19/ (417) من طريق عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/394 من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزهري، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/192، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفي إسنادهما ابن أخي أبي رهم، ولم أعرفه.
وسيرد (19073) و (19074) .
قال السندي: قوله: فلما فَصَلَ، أي: خرج ذاهباً أو راجعاً.
"حَسِّ"، بفتحٍ، فتشديد سين مكسورة: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه غفلةً ما أحرقه أو أوجعه.
"سل ": أمرٌ من السؤال، أي: اطلب مني الاستغفار، فإنه حقيق بذلك، قاله تعظيماً للاستغفار، ويحتمل أن يكون بتشديد اللام أمراً من التسلية، أي: سَلِّ نَفْسك، أو هو من التسلية بمعنى التسلِّي، كأنه قال: لا بأس، ونحو ذلك.
الحُمْر: بضم فسكون: جمع أحمر.
القِطاط: بكسر القاف، يقال: رجل قَطَط بفتحتين، أي: منقبض الشعر، ورجال قِطاط، مثل جبل وجبال.
"بشظية شرخ": أما شرخ فبفتح وسكون راءٍ - وقيل: بدال-: موضع، وأما الشظية، فبفتح شين، وكسر ظاء معجمة، وتشديد ياء: هي قطعةٌ مرتفعة في رأس الجبل. وفى بعض النسخ: شبكة شرخ، بشين معجمة، وموحدة، وكاف، وكذلك في "المجمع" أيضاً، وقال: هو اسم موضع بالحجاز، والله
تعالى أعلم.(31/424)
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ فَنِمْتُ لَيْلَةً بِالْأَخْصَرِ، فَسِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مَعْمَرٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَطَفِقْتُ أُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي بَعْضَ اللَّيْلِ، وَقَالَ: مَا فَعَلَ النَّفَرُ السُّودُ الْجِعَادُ الْقِصَارُ الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَظِيَّةِ شَرْخٍ فَيَرَى أَنَّهُمْ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، (1)
19074 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ وَذَكَرَ ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنِ ابْنِ أَخِي أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ كُلْثُومَ بْنَ حُصَيْنٍ وكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ بَايَعُوا (2) تَحْتَ الشَّجَرَةِ (3) يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَطَفِقْتُ أُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي عَنْهُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي وَقَالَ: مَا فَعَلَ النَّفَرُ السُّودُ الْجِعَادُ الْقِصَارُ قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ مَا أَعْرِفُ هَؤُلَاءِ مِنَّا حَتَّى قَالَ:
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (992) والطبراني في "الكبير" 19/ (416) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (754) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، به.
(2) في (ظ13) و (ق) : بايعوه.
(3) في (ظ13) : السمرة.(31/425)
بَلَى الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ (1) شَرْخٍ قَالَ: فَتَذَكَّرْتُهُمْ فِي بَنِي غِفَارٍ، فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّهُمْ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ كَانُوا حُلَفًاءَ فِينَا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ حُلَفَاءَنَا (2) (3)
__________
(1) في (ظ13) : كشبكة، وفي (ق) وهامش (ظ13) شبكة.
(2) في (م) : كانوا حلفاءنا.
(3) إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي أبي رهم، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (19072) ، وابن إسحاق: وهو محمد- وإن لم يصرح بالسماع من الزهري- قد توبع، وابن أكيمة مختلف فيه وفي اسمه، فقيل: عمارة، وقيل: عمار، وقيل: عمرو، وقيل: عامر.. لم يرو عنه سوى الزهري، وقد وثقه يحيى بن سعيد، وقال أبو حاتم: صحيح الحديث، مقبول. وقال يعقوب بن شيبة: هو من مشاهير التابعين بالمدينة، وقال الحميدي: هو رجل مجهول، وقال ابن سعد: ومنهم من لا يحتج بحديثه، ويقول: هو مجهول. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (418) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1842) (زوائد) من طريق يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن عمران كلاهما، عن ابن أخي الزهري، عن عمه الزهري، عن ابن أكيمة، به.
وهو في السيرة لابن هشام 2/528-529.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/191-192، وقال: رواه البزار بإسنادين، وفيه ابن أخي أبي رهم، ولم أعرفه، وبقية رجال الإسنادين ثقات.
وقد سلف برقم (19072) .(31/426)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ، (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
19075 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ لُحَيٍّ، (2) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ " (3) . وَقُرِّبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسُ بَدَنَاتٍ أَوْ سِتٌّ يَنْحَرُهُنَّ فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيْهِ، أَيَّتُهُنَّ يَبْدَأُ بِهَا، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا، قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً (4) لَمْ أَفْهَمْهَا، فَسَأَلْتُ بَعْضَ مَنْ يَلِينِي: مَا قَالَ؟ قَالُوا: قَالَ: " مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ " (5)
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن قُرط- بضم قاف وسكون الراء- الأزدي الثُّمالي، صحابي كان اسمه شيطاناً، فغيره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجعله أبو عبيدة أميراً على حمص، استشهد بأرض الروم سنة خمس وخمسين.
(2) في النسخ غير هامش (ظ13) : نجي، وهو تحريف، والمثبت من هامش (ظ13) ، و"أطراف المسند" 4/119.
(3) في النسخ ما عدا هامش (ظ13) : النفر، وهو تحريف، وقد جاءت على الصواب في هامش (ظ 13) ، وعند المزي في "تهذيب الكمال" وقد ساقها من طريق الإمام أحمد في ترجمة عبد الله بن قرط، وكذلك جاءت على الصواب في مصادر التخريج، وشرح عليها السندي فقال: يوم القر هو اليوم الثاني الذي يلي يوم النحر، لأن النَّاس يقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر، واستراحوا.
(4) في (ظ13) : خفيفة.
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات. ثور: هو ابن يزيد الرَّحَبي، وراشد بن سعد: هو المَقْرائي. =(31/427)
19076 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قُرْطٍ الْأَزْدِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ
__________
= وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن قرط) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن خزيمة في "صحيحه" (2866) و (2917) ، والنسائي في "الكبرى" (4098) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/103 -104، وابن حبان (2811) ، والحاكم في "المستدرك" 4/221، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/364-365 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. ولحي اسم والد عبد الله الهوزني، تحرف في بعض المصادر إلى نجي ويحيى. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/34-35، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/50، وفي "شرح مشكل الآثار" (1319) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/104، والبيهقي في "السنن" 5/237 و241 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مَخْلَد، وأبو داود (1765) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ثور، به.
قال السندي: قوله: "أعظم الأيام" أي: أيام الحج لكثرة ما فيه من مناسكه، أو مطلق الأيام.
يزدلفن، أي: يقتربن.
أيتهم يبدأ، أي: قاصدات البداية بأيتهن، أي: يقصد كل منهن أن يبدأ في النحر بها، ولا يخفى ما فيه من المعجزة والدلالة على محبة الحيوانات العُجْم الموت في سبيل الله.
وجبت جنوبها، أي: أزهقت نفوسها، فسقطت على جنوبها، من وَجَبَ: إذا سَقَطَ.
لم أفهمها، أي: ما فهمتها بمجرَّد السماع أول مرة.(31/428)
لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قُرْطٍ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، بكر بن زرعة الخولاني الشامي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والراوي عنه هو إسماعيل بن عياش، صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها، ومسلم بن عبد الرحمن الأزدي، ترجمه الحسيني في "الإكمال"، وقال: غير مشهور، وتعقبه الحافظ في "التعجيل"
2/257 بقوله: وتعقبه شيخنا الهيثمي بأنه صحابي فلا يحتاج إلى شهرة. قلنا: قد ترجم في كتب الصحابة، وذكروا أن اسمه كان شهاباَ فغيره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى مسلم بن عبد الله، ولم يجزم الذهبي في "التجريد" بذلك، فقال في "التجريد" في ترجمة مسلم بن عبد الله الأزدي الراوي عنه بكر بن زرعة الخولاني: ولعله الذي قبله. يشير إلى مسلم الذي كان اسمه شهاباً. وهو صحابي هذا الحديث.
أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/51، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وحَسَّن إسناده الحافظ في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن قُرْط.(31/429)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ
19077 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو كَثِيرٍ، مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لِي يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَنَّةُ ". قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: " إِلَّا الدَّيْنَ سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ آنِفًا " (1)
19078 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، مَوْلَى الْهُذَلِيِّينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا لِي إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ؟ قَالَ: " الْجَنَّةُ ". قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الدَّيْنَ سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (17253) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (17254) سنداً ومتناً.(31/430)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ
19079 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِسَكْرَانَ، فَأَمَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ " (1)
19080 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَاةَ الْفَتْحِ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِشَارِبٍ، فَأَمَرَ بِهِ، فَضَرَبُوهُ بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِنَعْلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِعَصًا، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِسَوْطٍ، وَحَثَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ " (2)
19081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ (3) خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَرَجَ يَوْمَئِذٍ وَكَانَ عَلَى الْخَيْلِ خَيْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
__________
(1) حديث حسن، وهو مكرر (16809) سنداً ومتناً.
(2) حديث حسن، وهو مكرر (16810) سنداً ومتناً.
(3) في (ظ 13) أن.(31/431)
ابْنُ أَزْهَرَ: فَرَأَيْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا هَزَمَ اللهُ الْكُفَّارَ، وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ يَمْشِي فِي الْمُسْلِمِينَ وَيَقُولُ: " مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟ " قَالَ: فَمَشَيْتُ - أَوْ فَسَعَيْتُ (2) - بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ أَقُولُ مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟ حَتَّى تَخَلَّلْنَا (3) عَلَى رَحْلِهِ، فَإِذَا خَالِدٌ مُسْتَنِدٌ إِلَى مُؤْخِرَةِ رَحْلِهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَنَفَثَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
19082 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ، كَانَ يُحَدِّثُ: " أَنَّهُ حَضَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَانَ يَحْثِي فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ " (5) قَالَ أَبِي: " وَهَذَا يَتْلُو حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ "
__________
(1) في (ظ13) : قد رأيت.
(2) في (ظ13) : أو قال: فسعيت.
(3) في هامش (ظ13) . دللنا. قلنا: وفي الرواية السالفة برقم (16811) حَلَلْنا.
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16811) سنداً ومتناً.
(5) إسناده ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يسمع من عبد الرحمن بن أزهر كما بينا في الرواية السالفة برقم (16809) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5282) ، وأبو عوانة 4/204 من طريقين عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.(31/432)
حَدِيثُ الصُّنَابِحِيِّ الْأَحْمُسِيِّ
19083 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَوَكِيعٌ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ الْأَحْمَسِيِّ، قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا (1) فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، فَلَا تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي " (2)
19084 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الصُّنَابِحِيَّ الْبَجَلِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَمُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ " قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ النَّاسَ: " فَلَا تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي "، (3)
__________
(1) في (ظ13) : إني.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (19069) غير أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7415) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/29- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2540) وأبو يعلى (1454) - وابن بشكوال في "الحوض والكوثر" (45) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسماه ابن أبي عاصم وأبو يعلى: الصُّنابح، وهو الصحيح.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (19069) غير أن شيخ أحمد هنا: هو=(31/433)
19085 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ الْأَحْمَسِيِّ مِثْلَهُ (1) (2)
19086 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الْمُهَلَّبِيِّ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (3)
__________
= محمد بن جعفر، وشيخه: هو شعبة بن الحجاج.
(1) لفظ: "مثله" من (م) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (19069) غير أن شيخ أحمد هنا: هو ابن نمير: وهو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/30- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2541) ، وأبو يعلى (1455) - وابن ماجه (3944) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/220 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد إلا أن ابن أبي شيبة قرن مع ابن نمير أبا أسامة حماد بن أسامة، وابن ماجه ويعقوب قَرَنا معه محمد بن بشر: وهو العَبْدي، وسماه ابن ماجه: الصنابح الأحمسي، وهو الصَّواب.
(3) إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف مجالد بن سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباد بن عباد، فقد أخرج له مسلم والبخاري متابعة، وصحابيه لم يخرج له سوى ابن ماجه.
وأخرجه أبو يعلى (1452) من طريق عباد بن عباد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/295، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه مجالد بن سعيد، وفيه خلاف.
وقوله: "وإني مكاثر بكم الأمم"، سلف بإسناد صحيح برقم (19069) .
وقوله: "فلا ترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" قاله النبي=(31/434)
19087 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ وَرُبَّمَا قَالَ: الصُّنَابِحِ (1)
19088 - قَالَ: قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ وَأَنَا شَاهِدٌ سَمِعْتُ مَعْمَرًا يُحَدِّثُ، (2) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَر قَالَ: جُرِحَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ عَنْ رَحْلِهِ "، قُلْتُ: وَأَنَا غُلَامٌ مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدٍ، " فَأَتَاهُ وَهُوَ مَجْرُوحٌ، فَجَلَسَ عِنْدَهُ " (3)
19089 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
__________
= صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، وقد ثبت من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، السالف (5578) ، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3815) وقد ذكرنا ثمة أحاديث الباب.
(1) إسناده موصول بالإسناد الذي قبله، وهو ضعيف، فقد رواه حماد بن زيد، عن مجالد بن سعيد، عن قيس بن أبي حازم، به.
وقد سلف أن الصواب في اسم صحابيه: هو الصنابح، وهو ابن الأعسر الأحمسي كما بينا ذلك في الرواية (19063) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7414) من طريق عارم، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد، وقال: الصنابح.
(2) لفظ "يحدث" ليس في (ظ 13) ، وهو نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يسمع من عبد الرحمن بن أزهر، كما بينا في الرواية السالفة برقم (16809) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (897) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً من طريق معمر برقم (16811) .(31/435)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَسْأَلُ عَنْ رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِسَكْرَانَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَحَثَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ " (1)
19090 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ الزُّهْرِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ، يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَذَكَرَهُ
(2)
19091 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فَذَكَرَهُ (3)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16809) ، وهو مكرره إلا أن شيخ أحمد هنا هو صفوان بن عيسى.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5281) ، والحاكم 4/374-375، والبيهقي في "السنن" 8/320 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
(2) حديث حسن، وهو مكرر (16809) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو روح ابن عبادة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/320 من طريق روح، بهذا الإسناد.
(3) حديث صحيح، وله طريقان، فقد رواه يعقوب: وهو ابن إبراهيم بن=(31/436)
قَالَ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: " الصُّنَابِحِيُّ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ مِنْ أَحْمَسَ "
__________
= سعد بن إبراهيم الزهري، عن أبيه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق: وهو محمد. ورواه يعقوب كذلك عن عبد الله بن المبارك، كلاهما (ابن إسحاق وابن المبارك) عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، به. وهذا إسناد صحيح، محمد بن إسحاق قد توبع.
وهو عند ابن المبارك في "مسنده" (252) ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 15/29، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/219، وأبو يعلى (1454) ، وابن حبان (5985) ، وابن بشكوال في "الحوض والكوثر" (48) .
وقد سلف برقم (19069) ، والصواب في اسم هذا الصحابي هو الصنابح ابن الأعسر الأحمسي، وقد بينا ذلك في أول مسند أبي عبد الله الصنابحي قبل الحديث (19063) .(31/437)
حَدِيثُ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ (1)
19092 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي غَدًا عَلَى الْحَوْضِ " (2)
__________
(1) قال السندي: أسيد بن حضير- هما بالتصغير- وهو أنصاري، أشهلي، يكنى أبا يحيى وأبا عتيك، كان من السابقين، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، واختلف في حضوره بدراً، وجرح جبينه يوم أحد سبع جراحات، وجاء أنه قال فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ الرجل أسيد بن حضير، وعن عائشة أنها قالت: كان اسيد من أفاضل النَّاس، وجاء أن أبا بكر لا يقدم عليه أحداً من الأنصار،
قيل: مات سنة عشرين أو إحدى وعشرين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وهو من رواية صحابي عن صحابي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/442 و12/162 و15/93- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (752) - والطبراني في "الكبير" (551) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (875) ، والبيهقي في "السنن" 8/159، وفي "الشعب" (9735) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7057) ، ومسلم (1845) ، والترمذي (2189) ، والنسائي 8/224-225، وفي "الكبرى" (5933) (8344) ، وأبو عوانة 4/468=(31/438)
19093 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ مِنْ أَفَاضِلِ النَّاسِ، وَكَانَ يَقُولُ: " لَوْ أَنِّي أَكُونُ كَمَا أَكُونُ عَلَى أَحْوَالٍ ثَلَاثٍ مِنْ أَحْوَالِي لَكُنْتُ: حِينَ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَحِينَ أَسْمَعُهُ يُقْرَأُ، وَإِذَا سَمِعْتُ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا شَهِدْتُ جِنَازَةً، وَمَا شَهِدْتُ جِنَازَةً قَطُّ فَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِسِوَى مَا هُوَ مَفْعُولٌ بِهَا، وَمَا هِيَ صَائِرَةٌ إِلَيْهِ " (1)
__________
= والطبراني (551) ، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (11) ، والبيهقي 8/159 من طرق عن شعبة، به، إلا أنه جاء عند الداني: أن السائل هو أُسيد نفسه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد برقم (19094) .
وانظر حديث أنس (12085) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "أثرة"، بفتحتين أو بضم أو بكسر فسكون، أي: الناس يختارون غيركم عليكم بالأموال والمناصب، أي: هذا الذي زعمت أنها أثرة فليست بالنظر إلى ما يكون بعد.
(1) إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الله بن عمرو: هو ابن عثمان بن عفان المعروف بالديباج لحسنه، فقد ذكره البخاري في "الضعفاء" ص102، وقال في "التاريخ الكبير" 1/139: عنده عجائب، وقال في "التاريخ الأوسط" المطبوع خطأ باسم "التاريخ الصغير" 1/81: لا يكاد يتابع في حديثه، وكذا قال ابن الجارود، وقال مسلم في "الكنى": منكر الحديث، واضطرب فيه قولُ النسائي، فقال مرة: ثقة، وقال في أخرى: لبس بالقوي: ويحيى بن أيوب:=(31/439)
19094 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ
__________
= هو الغافقي المصري. قال الذهبي في "السير": له غرائب مناكير، يتجنبها أرباب الصحاح ويتقون حديثه، وهو حسن الحديث. وفاطمة بنت الحسين: وهو ابن علي بن أبي طالب، لم يتحرر لنا أمرها أسمعت من عائشة أم لم تسمع، وما ندري كيف يستقيم ما جاء في ترجمتها من أنها تزوجت ابن عمها الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ثم مات عنها. فخلف عليها عبد الله ابن عمرو بن عثمان مع أنهم ذكروا أن وفاة الحسن كانت سنة (97هـ) ، ووفاة عبد الله بن عمرو كانت سنة (96 هـ) وبقية رجاله ثقات. علي بن إسحاق: هو المروزي.
وهو عند ابن المبارك في، "الزهد" (243) ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة أسيد بن حضير) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (554) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (880) -، والحاكم 3/288- ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (9274) - من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به إلا أنه قرن مع يحيى بن أيوب ابن لهيعة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/310، وقال: رواه الطبراني، وأحمد بنحوه، ورجاله وثقوا.
وانظر حديث أبي هريرة السالف (9431) ، وحديث عائشة عند أبي يعلى (4389) .
قال السندي: قوله: لكنتُ، أي: لكنت الرجل الكامل.
وقوله: حين أقرأ القرآن إلخ.. بيان لتلك الأحوال، إلا أنه عدّ حال القراءة والسماع واحدة.(31/440)
الْأَنْصَارِ تَخَلَّى بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ قَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ " (1)
19095 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدِمْنَا مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَتُلُقِّينَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَكَانَ غِلْمَانٌ (2) مِنَ الْأَنْصَارِ تَلَقَّوْا أَهْلِيهِمْ، فَلَقُوا أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ، فَنَعَوْا لَهُ امْرَأَتَهُ، فَتَقَنَّعَ وَجَعَلَ يَبْكِي، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكَ مِنَ السَّابِقَةِ وَالْقِدَمِ، مَا لَكَ تَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ. فَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ وَقَالَ: صَدَقْتِ لَعَمْرِي، حَقِّي أَنْ لَا أَبْكِي عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قَالَ: قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: مَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقَدْ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " قَالَتْ: وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19092) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وأخرجه البخاري (3792) ، ومسلم (1845) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ13) : أناس.
(3) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي والد محمد، فقد تفرد بالرواية عنه ابنه محمد بن عمرو=(31/441)
19096 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَضَّئُوا
__________
= ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو، فقد أخرج له البخاري مقروناً وَمسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (879) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/434، وابن أبي شيبة 12/142 مختصراً- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (553/2) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1926) - والحاكم 3/207 و289 من طريق يزيد بن هارون، به. قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقال في الموضع الآخر: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه!
وأخرجه مطولا ومختصراً إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1723) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1927) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4172) ، وابن حبان (7030) ، والطبراني (553) و (5332) وأبو نعيم في "المعرفة" (878) من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/308 و309، وقال: وأسانيدها كلها حسنة!
وقوله: "اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ" له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11184) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وذكرنا بقية شواهده وشرحه ثمة.
قال السندي: فنعوا، أي: أخبروه بموتها.
وهو يسير، أي: أسيد، يدلُّ على أن هذا في حجة الوداع أو في عمرة كانت معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(31/442)
مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا تَوَضَّئُوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ، وَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ " (1)
19097 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ: وَكَانَ الْحَكَمُ يَأْخُذُ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِنْ أَلْبَانِهَا ". وَسُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: " لَا تَوَضَّئُوا مِنْ أَلْبَانِهَا " (2)
__________
(1) هو صحيح، ولكن من حديث البراء بن عازب لا من حديث أسيد بن حضير هذا، فقد اختلف فيه على عبد الرحمن بن أبي ليلى، وبينَّا هذا الاختلاف في الرواية السالفة برقم (16629) ، فانظره لزاماً.
وهذا الإسناد أخطأ فيه حماد بن سلمة فيما ذكر الترمذي عقب الرواية رقم (81) ، وقال: والصحيح عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب. قلنا: وقد سلف حديث البراء (18538) .
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 1/39، والطبراني في "الكبير" (558) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: من لحوم الإبل إلخ ... هذا الحديث صريح أن هذا كان بعد نسخ الوضوء مما مسته النار، ولذا أخذ به أحمد، وقال بعض المحققين من أهل المذاهب الأخر أن مذهبه أقوى دليلاً، والحديث الآتي يدل على أن اللبن مثل اللحم.
(2) إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وقد اختلف عليه فيه، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من أسيد بن حضير، فقد ولد عبد الرحمن لست بقين من خلافة عمر بن الخطاب، أي: نحو سنة (17هـ) ، وتوفي أسيد=(31/443)
حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
19098 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمَةُ (1) الْعَبْدِيُّ ثِيَابًا
__________
= سنة عشرين أو إحدى وعشرين، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابنُ ماجه (496) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، عن عباد بن العوام، عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/383-384 من طريق الخضر ابن محمد الحَراني، عن عباد بن العوام، عن الحجاج، به، بلفظ: "صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (559) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن عباد بن العوام، عن الحجاج بن أرطاة، فقال: عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، بلفظ: "صلوا في مرابض الغنم ولا توضؤوا من ألبانها، ولا تصلوا في معاطن الإبل، وتوضؤوا من ألبانها".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7403) من طريق عمران القطان، عن الحجاج بن أرطاة، فقال: عن عبد الله بن عبد الله قاضي الري، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، بلفظ: "توضؤوا من لحوم الإبل، ولا تُصَلوا في مناخها، ولا توضؤوا من لحوم الغنم، وصلوا في مرابضها".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (560) من طريق عمران القطان، بالإسناد السالف، ولم يسق متنه إلا أنه أحال على الرواية رقم (559) .
وسيكرر (19483) سنداً ومتناً.
(1) في (ظ 13) و (م) : مخرمة- بالميم- وضبب فوقها في (ظ13) ، وقد جاءت على الصواب في "توضيح المشتبه" 8/83 إلا أنها تصحفت في المطبوع منه إلى محرفة- بالحاء-.(31/444)
مِنْ هَجَرَ قَالَ: فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَاوَمَنَا فِي سَرَاوِيلَ، وَعِنْدَنَا وَزَّانُونَ يَزِنُونَ (1) بِالْأَجْرِ، فَقَالَ لِلْوَزَّانِ: " زِنْ وَأَرْجِحْ " (2)
__________
(1) في (ظ13) وعندنا وزَّانٌ يزن ...
(2) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وقد اختلف عليه فيه بين سفيان الثوري وشعبة، والقول قول سفيان.
فقد رواه سفيان- كما في هذه الرواية- عنه، عن سويد بن قيس. وتابع سفيانَ قيسُ بن الربيع- فيما أخرجه الطيالسي (1192) ، والبيهقي 6/33-، وأيوبُ بنُ جابر- فيما أخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/142.
ورواه أبو إسحاق الفزاري- فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/126- عن سفيان، عنه، عن نبيح العنزي، عن مخرفة، فأدخل بين سماك ومخرفة نبيحاً العنزي إلا أن في طريقه المسيب بن واضح، قال فيه أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيراً، فإذا قيل له لم يقبل. وساق ابن عدي له عدة أحاديث تستنكر.
وقال الدارقطني: ضعيف.
قلنا: وجاء في مطبوع ابن قانع: مخرمة بالميم، وهو خطأ.
ورواه شعبة- كما في الرواية (19099) - عنه، عن مالك أبي صفوان بن عميرة. وإذا اختلف شعبة وسفيان فالقول قول سفيان.
ويوهم كلام المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة سويد) أن سويداً يكنى أبا صفوان، وتعقبه الحافظ في "التهذيب"، فقال: ما جزم به من أن كنيته أبو صفوان فيه نظر، والذي يكنى أبا صفوان اسمه مالك.
ورواه أيوب بن جابر- فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/125-126 - عنه، عن مخرفة العبدي. وأيوب بن جابر ضعيف.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 6/586 و8/403-404- ومن طريقه ابن ماجه (2220) و (3579) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1668) - والترمذي (1305) ، وابن الجارود (559) ، وابن حبان (5147) ،=(31/445)
19099 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَالِكٍ أَبِي صَفْوَانَ بْنِ عَمِيرَةَ (1) قَالَ: " بِعْتُ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَ سَرَاوِيلَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، فَأَرْجَحَ لِي " (3)
__________
= وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص120 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث سويد حديث حسن صحيح، وأهل العلم يستحبون الرجحان في الوزن، وروى شعبة لهذا الحديث عن سماك، فقال: عن أبي صفوان، وذكر الحديث.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبدُ الرزاق (14341) ، والدارمي (2585) والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/41-142، وأبو داود (3336) ، وابن ماجه (3579) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1669) ، والنسائي في "المجتبى" 7/284، وفي "الكبرى" (6184) و (9670) ، وابن قانع في "معجمه" 3/126، والطبراني في "الكبير" (6466) ، والحاكم 2/30، والبيهقي 6/32-33، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/151 -152، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/493، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة سويد بن قيس) من طرق عن سفيان، به.
وسيأتي برقم (19099) .
وانظر حديث جابر الطويل السالف برقم (14864) ، وفيه: "زن لجابر أوقية وأَوْفِه"، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (6590) .
قال السندي: قوله: من هجر، بفتحتين: اسم بلد، قال السيوطي: ذكر بعضهم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشترى السراويل ولم يلبسها، وفي "الهدي" لابن القيم: أنه لبسها.
(1) في (ظ13) عمير، وهي نسخة في (س) .
(2) في (م) : بعث، وهو تصحيف.
(3) حديث حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة (19098) .=(31/446)
حَدِيثُ جَابِرٍ الْأَحْمَسِيِّ (1) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
19100 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ الدُّبَّاءُ
__________
= وأخرجه الطيالسي (1193) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/142، وأبو داود (3337) وابن ماجه (2221) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1670) ، والنسائي في "المجتبى" 7/284، وفي "الكبرى" (6185) و (9671) و (9672) و (9673) ، والدولابي في "الكنى" 1/39- 40 و40، وابن قانع في "معجمه" 3/32، والطبراني في "الكبير" (7402) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص120، والحاكم 2/30-31، والبيهقي 6/33، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/152 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: أبو صفوان كنية سويد بن قيس، هما واحد، من صحابي الأنصار، والحديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وقد سلف برقم (19098) .
قلنا: وجاء في "أطراف المسند" 5/250 طريق أخرى عن شعبة رواها يزيد ابن هارون لم نجده في نسختنا، وعزاه ابنُ عساكر في "ترتيب أسماء الصحابة" ص97 إلى الخامس عشر من مسند الأنصار، وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/40 من طريق الإمام أحمد عن يزيد عن شعبة بمثل حديث حجاج.
وأخرجه ابن سعد 6/63 عن يزيد، بهذا الإسناد. وقرن بيزيد عمرو بن الهيثم أبا القطن.
(1) قال السندي: جابر بن طارق الأحمسي البجلي، وقد ينسب إلى جده، فيقال: جابر بن عوف، له صحبة.. سكن الكوفة، وكان يخضب بالحمرة.(31/447)
فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: " نُكَثِّرُ بِهِ طَعَامَنَا " (1)
19101 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ، فَرَأَيْتُ عِنْدَهُ قَرْعًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا " قَرْعٌ نُكَثِّرُ بِهِ طَعَامَنَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/305-306، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (860) - ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/137، والطبراني في "الكبير" (2081) - والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 10/588 من طريق سفيان، به.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (163) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2862) -، والنسائي في "الكبرى" (6665) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/137، والطبراني في "الكبير" (2080) و (2083) و! 2084) و (2085) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص214 من طرق عن إسماعيل ابن أبي خالد، به.
وسيأتي برقم (19101) .
وفي الباب في حبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدباء عن أنس، سلف برقم (12052) .
قال السندي: قوله: "نكثر به طعامنا": كأنه بيَّن أنه ينبغي البحث عن فوائده، والمراد بالطعام المرق، وأنه يكثر إذا وضع فيه الدُّبَاء، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله (19100) غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع، وهو ابن الجراح.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال " (في ترجمة حكيم بن جابر) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3304) والطبراني في "الكبير" (2082) من طريق وكيع=(31/448)
بَقِيَّةُ (1) حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى (2) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
19102 - حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ أَوْ سَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " (3)
__________
= بهذا الإسناد.
(1) كذا في النسخ الخطية، ولم يتقدم حديثه قبل هذا الموضع، وستأتي تتمته 4/380، وهذا الخلل يدل- كما بينا في المقدمة- أن الإمام أحمد ترك كتابه أقرب ما يكون إلى المسودة.
(2) قال السندي: عبد الله بن أبي أوفى، واسم أبي أوفى علقمة بن خالد، أسلمي، يكنى أبا معاوية، وقيل: أبا إبراهيم، وقيل: أبا محمد، وله ولأبيه صحبة، شهد الحديبية، ونزل الكوفة، مات بها سنة ست أو سبع وثمانين، وكان آخر من مات بها من الصحابة.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مدرك بن عمارة- وهو ابن عقبة بن أبي معيط- من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووهم من قال: إن له صحبة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد اختلف فيه على شعبة. فرواه يحيى بن سعيد- كما في هذه الرواية- والطيالسي (823) ، والحسن بن موسى- كما عند ابن أبي شيبة 4/404 و11/33- ومحمد بن جعفر- كما عند البزار (زوائد) (111) - أربعتهم عن شعبة، عن فراس، عن مدرك بن عمارة، عن ابن أبي أوفى مرفوعاً.
ورواه الطيالسي (823) والبغوي في "الجعديات" (267) والحسن بن=(31/449)
19103 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ "، قَالَ: قُلْتُ: فَالْأَبْيَضُ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي " (1)
__________
= موسى- كما في "المنتخب" لعبد بن حميد (525) - ثلاثتهم عن شعبة، فقال: عن الحكم- وهو ابن عتيبة- عن رجل، عن ابن أبي أوفى، به.
قلنا: ورواية يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر ومن تابعهما أصح، لأنهما أحفظ، وقد قال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة، فكتاب غندر (يعني محمد بن جعفر) حكم بينهم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/194-195 و11/32-33 و4/404 و7/58 من طريق ليث بن أبي سُلَيْم، عن مدرك، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" في موضعين 1/100 و5/73.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2475) ، ومسلم (57) (100) ، وقد سلف برقم (7318) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، والشيباني: هو سليمان ابن أبي سليمان.
وأخرجه الطيالسي (814) - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/304، وفي "الكبرى" (5131) - والبغوي في "الجعديات" (707) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/226 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/124 من طريق علي بن مسهر، والبخاري (5596) ، والبيهقي في "السنن" 8/309 من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن حبان (5402) من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم عن الشيباني، به. وعند البخاري: قلت: أنشرب في الأبيض؟ قال: لا. =(31/450)
19104 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ (1) وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (2)
__________
= وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/94 (ترتيب السندي) ، والحميدي (715) ، والنسائي في "المجتبى" 8/304، وفي "الكبرى" (5132) ، والبيهقي في "السنن " 8/309 من طريق سفيان بن عيينة، عن الشيباني، به. وفيه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نبيذ الجر الأخضر والأبيض والأحمر.
وقد أشار الحافظ في "الفتح" 10/61 إلى رواية سفيان بن عيينة هذه، وقال: فإن كان محفوظاَ، ففي الأول اختصار.
قلنا: يعني من اقتصر على الجر الأخضر فحسب. وقد نقل الحافظ عن الخطابي قوله: لم يغلق الحكم في ذلك بالخضرة والبياض، وإنما علق بالإسكار، وذلك أن الجرار تسرع التغير لما ينبذ فيها، فقد يتغير من قبل أن يشعر به، فنهوا عنها، ثم لما وقعت الرخصة أذن لهم في الانتباذ في الأوعية بشرط أن لا يشربوا مسكراً.
قال الحافظ: وكان الجرار الخضر حينئذِ كانت شائعة بينهم، فكان ذكر الأخضر لبيان الواقع لا للاحتراز.
قلنا: وقد ذكرنا نسخ الانتباذ في الجرار في حديث ابن عمر السالف برقم (4465) . وسيأتي حديث ابن أبي أوفى بالأرقام (19106) و (19142) و (19144) و (19397) .
(1) في (ص) و (م) : السماوات وفي (ق) : ملء السماء والأرض.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبيد بن الحسن المُزَني من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه مسلم (476) ، وأبو داود (846) ، وابن ماجه (878) وابن حزم=(31/451)
19105 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: ذَلِكَ وَلَمْ يَقُلْ فِي الصَّلَاةِ (1)
19106 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنِي الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ "، قَالَ: قُلْتُ: فَالْأَبْيَضُ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي " (2)
__________
= في "المحلى" 4/119 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (522) ، وأبو داود (846) ، وأبو عوانة 2/177، والطبراني في "الدعاء" (564) و (565) ، والبيهقي في "السنن" 2/94 من طرق عن الأعمش، به. وقال أبو داود: قال سفيان: لقينا الشيخ عبيد أبا الحسن - يعني المزني- بعدُ فلم يقل: بعد الركوع.
وأخرجه الطيالسي (817) ، والطبراني في "الدعاء" (562) من طريق قيس ابن الربيع، والطبراني في "الدعاء" (563) و (566) من طريق بكر بن وائل والعلاء بن صالح، ثلاثتهم عن عبيد بن الحسن، به.
وسيرد بالأرقام (19105) و (19118) و (19119) و (19137) و (19139) و (19401) .
وفي الباب من حديث ابن عباس السالف برقم (2440) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "ملء السماء": كناية عن عظمة الحمد وكثرته.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وقد سلف برقم (19103) .(31/452)
19107 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَعْلَى هُوَ ابْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ وَهُوَإِسْمَاعِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأَحْزَابِ فَقَالَ: " اللهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمِ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ " (1)
19108 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/352 و12/463-464 و14/426- ومن طريقه مسلم (1742) (22) - والبخاري (6392) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 4/90، والبيهقي في "الدلائل" 3/456 من طريق يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9516) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (1070) - والحميدي (719) ، وابن سعد 2/74، وسعيد بن منصور- ومن طريقه مسلم (1742) (21) - وابن أبي شيبة 14/600، وعبد بن حميد (523) ، والبخاري (2933) و (4115) و (7489) ، ومسلم (1742) (21) ، والنسائي في "الكبرى" (8632) و (10438) وفي "عمل اليوم والليلة" (602) ، وابن حبان (3844) ، والطبراني في "الصغير" (194) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/256، وفي "أخبار أصبهان" 1/114 و318، والبيهقي في "الدعوات" (424) ، والبغوي في "شرح السنة" (1353) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وسيأتي بالأرقام: (19114) و (19131) و (19407) .
قال السندي: قوله: "منزل الكتاب" أي: فانصر من تمسَّك به على من جحده كما أنزلته.(31/453)
فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، يَعْنِي فِي الْعُمْرَةِ، وَنَحْنُ نَسْتُرُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُؤْذُوهُ بِشَيْءٍ " (1)
19109 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: " لَوْ كَانَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيٌّ مَا مَاتَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ (2) " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة- كما في "إتحاف المهرة" 6/511- من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً الحميدي (721) ، والدارمي (1922) ، والبخاري (1600) (1791) (4255) ، وأبو داود (1902) و (1903) ، والنسائي في "الكبرى" (4209) والبيهقي في "السنن الصغير" (1664) من طرق عن إسماعيل ابن أبي خالد، به. قال الحميدي: قال سفيان: أُراه في عمرة القضاء.
وسيرد برقم (19131) و (19407) .
قال السندي: قوله: يعني في العمرة، كأن المراد عمرة القضاء.
(2) لفظ "إبراهيم" ليس في (ظ13) ، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن أبي خالد: هو إسماعيل، وهذا الحديث وإن كان ظاهره الوقف إلا أنه في حكم المرفوع، لأنه لا يقال بالرأي.
وأخرجه البخاري (6194) ، وابن ماجه (1510) ، والطبراني في "الأوسط" (6634) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (717) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وفي الباب من حديث أنس، سلف برقم (12358) بإسناد حسن، ولفظه: عن السدي، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: لو عاش إبراهيم ابن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكان صديقاً نبياً.=(31/454)
19110 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ آخُذُ شَيْئًا (1) مِنَ الْقُرْآنِ، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي، قَالَ: " قُلْ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا لِي؟ قَالَ: " قُلِ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي "، ثُمَّ أَدْبَرَ وَهُوَ مُمْسِكُ كَفَّيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا هَذَا، فَقَدْ مَلَأَ يَدَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ " (2) قَالَ مِسْعَرٌ: فَسَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَثَبَّتَنِي فِيهِ غَيْرِي
__________
= قال السندي: قوله: ما مات ابنه إبراهيم: يعني أن الله تعالى قدر له إنْ يعش يكن نبياً، وليس بعده نبي، لأنه خاتم النبيين، فلذلك مات إبراهيم، ولولا ذلك لعاش، ومثل هذا لا يعرف إلا من جهته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) في (م) : أخذ شيء.
(2) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم السكسكي: وهو ابن عبد الرحمن، فقد ضعفه شعبة وأحمد، وقال النسائي: ليس بذاك القوي، يكتب حديثه، وقد ساق له ابن عدي هذا الحديث، وقال: لم أجد له حديثاً منكر المتن، وهو إلى الصِّدْق أقرب منه إلى غيره، ويكتب حديثه. قلنا: وقد انتقى له البخاري حديثين في التفسير وفي الرقاق، وهو ينتقي من حديث الضعيف المعتبر في مثل هذه الأبواب، ثم إنه قد تابعه طلحة بن مصرف عند ابن حبان (1810) إلا أن في طريقه الفضل بن موفق، وقد ضعفه أبو حاتم.
وتابعه كذلك إسماعيل بن أبي خالد عند أبي نعيم في "الحلية" 7/113 إلا أن=(31/455)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في طريقه خالد بن نزار الأيلي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يغرب ويخطئ. ويزيد أبو خالد الدالاني: هو ابن عبد الرحمن، فيه كلام من جهة حفظه إلا أنه قد توبع كذلك. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي من طريق مسعر برقم (19442) ، وتابعه
المسعودي برقم (19409) .
وأخرجه أبو داود (832) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (610) - والدارقطني في "السنن" 1/314 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وعند الدارقطني زيادة في أوله: "قل: بسم الله ... ".
وأخرجه عبد الرزاق (2747) - ومن طريقه الدارقطني 1/314، والطبراني في "الدعاء" (1711) - وعبد بن حميد في "المنتخب" (524) ، والبيهقي في "السنن" 1/381 من طريقين عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الحميدي (717) ، وابن حبان (1808) ، وابن عدي في "الكامل" 1/214 من طريق سفيان: وهو ابن عيينة، عن أبي خالد الدالاني، عن إبراهيم، به، وقرن مسعراً مع يزيد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3049) من طريق عبد الله بن بزيع، عن ابن عيينة، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم السكسكي، به. وقال: لم يروه عن سفيان بن عيينة، عن منصور إلا عبد الله بن بزيع، ولا يروى من حديث منصور إلا من هذا الوجه. قلنا: وعبد الله بن بزيع ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/417 من طريق حجاج وهو ابن أرطاة- عن إبراهيم السكسكي، به. وحجاج ضعيف.
ويشهد له حديث رفاعة بن رافع في المسيء صلاته عند أبي داود (861) ، والترمذي (302) ، وفيه- واللفظ له-: "فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فأحمد الله وكبره وهَللْه". وقال: هو حديث حسن. وقد سلف بعضه برقم (1995) .
انظر "المجموع للنووي" 3/339.=(31/456)
19111 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ مَالِهِ صَلَّى عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُ (1) بِصَدَقَةِ مَالِ أَبِي، فَقَالَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى " (2)
__________
= قال السندي: قوله: لا أستطيع آخذ، أي: أن آخذ، فالفعل بمعنى المصدر، أي: أحفظ.
ما يجزئني: من الإجزاء، أو الجزاء، أي: يكفيني.
"قل سبحان": يدل على أن العاجز عن القرآن يشتغل بالأذكار في الصلاة.
فما لي: كأنه عَلِمَ أن الصلاة مقسومة بين الله تعالى وبين العبد، فلا بُدَّ أن يكون فيها ما يكون للعبد.
(1) في (ظ13) ، وهامش (س) : فأتيت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/519- ومن طريقه مسلم (1078) (176) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2363) - ومسلم (1078) (176) ، وابن ماجه (1796) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/509- 510، وابن حبان (3274) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (819) - ومن طريقه ابن الجارود في "المنتقى" (361) ، وابن خزيمة (2345) ، وابن حبان (917) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/96-، وعبد الرزاق (6957) ، والبخاري (1497) و (4166) و (6332) و (6359) ، ومسلم (1078) (176) ، وأبو داود (1590) ، والنسائي في "المجتبى" 5/31، وفي "الكبرى" (2239) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 6/509-510- وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (59) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3052) ، والطبراني في "الدعاء" (2012) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/96، والبيهقي في "السنن" 2/152 و4/157 و7/5، وفي "الدعوات الكبير" (486) ، والخطيب في "تاريخه"=(31/457)
19112 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ، فَكُنَّا نَأْكُلُ فِيهَا الْجَرَادَ " (1)
__________
= 4/235، وابن عبد البر في "الاستذكار" (8688) ، والبغوي في "شرح السنة" (1566) ، وفي "التفسير" (التوبة: 103) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 12/319 من طريق عبد الله بن عمرو بن مرة، عن أبيه عمرو بن مرة، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2121 من طريق ابن إسحاق، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن أبي أوفى، فذكره.
وقال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: ابن إسحاق فيه عن سماك بن حرب، إنما الحديث حديث عمرو بن مرة.
وسيرد بالأرقام: (19115) و (19133) و (19405) و (19416) .
وفي باب الصلاة على غير الأنبياء عن جابر، سلف برقم (14245) وعن أبي مالك الأشعري، سيرد 5/343.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو يعفور: هو الكبير، وهو وقدان الكوفي، ويقال: اسمه واقد.
وأخرجه الدارمي (2010) ، والترمذي (1822) ، وأبو عوانة 5/185، والبغوي (2802) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال البغوي: متفق على صحته.
وأخرجه عبد بن حميد (526) ، ومسلم (1952) ، وأبو عوانة 5/184 -185، والطبراني في "الأوسط" (2219) ، وتمام الرازي في "الروض البسام" (فوائد) (954) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/333، وفي "أخبار أصبهان" 1/296 و2/82 و288 من طرق عن أبي يعفور، به. وقُرن به أبو إسحاق الشيباني عند الطبراني. ووقع في مطبوع أبي عوانة سقط من الإسناد. وجاء=(31/458)
19113 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ تَضْرِبُ بِالدُّفِّ، فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَمْسَكَتْ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ " (1)
__________
= عند أبي نعيم 2/82: غزوت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات أو تسع غزوات،
ولم يذكر التسع أحد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/242 من طريق مخلد بن يزيد، عن مسعر، عن الشيباني، عن ابن أبي أوفى، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث مسعر، تفرد به مخلد.
وسيرد برقمي (19150) (19398) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14645) .
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن ابن أبي أوفى، وقال الحافظ في "التعجيل" 2/603 يحتمل أن يكون طارق بن عبد الرحمن.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/81، وقال: رواه أحمد عن رجل من بجيلة، عن ابن أبي أوفى، ولم يسم الرجل، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيرد برقم (19117) .
وقد صح قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن عثمان رجل حيي" في غير سياق هذه القصة من حديث عائشة وعثمان، وهو عند مسلم (2402) ، وقد سلف (514) .
وانظر حديث بريدة الأسلمي 5/353.
قال السندي: قوله: فأمسكت: كأنها أمسكت بإشارته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولذلك قال ما قال، والله تعالى أعلم بالحال.(31/459)
19114 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا بِالْمَدِينَةِ يُحَدِّثُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، كَتَبَ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ: إِذْ أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ الْحَرُورِيَّةَ، فَقُلْتُ لِكَاتِبِهِ: وَكَانَ لِي صَدِيقًا انْسَخْهُ لِي فَفَعَلَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " لَا تَمَنَّوْا (1) لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا (2) لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ "، قَالَ: فَيَنْظُرُ (3) إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ نَهَدَ إِلَى عَدُوِّهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ " (4)
__________
(1) في (ق) : وهامش (س) : لا تتمنوا.
(2) في (ظ13) : فإن.
(3) في (ظ13) وهامش (س) : ينظر.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على خطأ فيه، لم يقمه أبو حيان، وهو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، وشيخه الذي رواه عنه مبهم، وصديقه الكاتب الذي نسخ له الكتاب مبهم كذلك، وقد أخطأ في اسم الذي كَتَبَ له ابنُ أبي أوفى، فقال: عبيد الله، وهو على الصحيح: عمر بن عبيد الله.
وقد روى هذا الحديث أبو إسحاق الفزاري- كما سيأتي في التخريج- فقال: عن موسى بن عقبة، قال: حدثني سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله، كنت كاتباً له، قال: كَتَبَ إليه عبدُ الله بنُ أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية، فقرأته، فإذا فيه ... فساق الحديث. وهذا إسناد صحيح على شرط
الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (9515) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (1069) - وسعيد بن منصور (2518) ، وابن أبي شيبة 5/340 و12/368 و463 من=(31/460)
19115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
__________
= طرق عن أبي حيان، بهذا الإسناد.
وهو عند أبي إسحاق الفزاري في "السير (508) و (509) و (510) - ومن طريقه أخرجه البخاري (2818) و (2833) و (2965) و (3024) و (7237) ، وأبو داود (2631) - ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" 14/45- وأبو عوانة 4/88 و89 و90، والحاكم 2/78، وأبو نعيم في "الحلية" 8/260، والبيهقي في "السنن" 9/76 و152 وفي "الصغير" (3614) ، وفي "الشعب " (4308) ، وفي "الدعوات" (423) ، والخطيب في "الكفاية" 480-481-، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (10) من طريق ابن أبي الزناد، كلاهما عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله - وكان كاتبه- قال: كتب إليه عبدُ الله بن أبي أوفى، فذكره. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي. قلنا: قد أخرجاه كما ترى!
وأخرجه عبد الرزاق (9514) - ومن طريقه أخرجه مسلم (1742) والطبراني في "الدعاء" (1068) - عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن كتاب رجل من أسلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: عبد الله ابن أبي أوفى أنه كتب إلى عمر بن عبيد الله فذكره.
وقد سلف برقم (19107) ، وسيرد برقم (19141) .
وفي الباب في النهي عن تمني لقاء العدو عن أبي هريرة، سلف برقم (9196) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وفي باب قوله: "الجنة تحت ظلال السيوف" عن أبي موسى الأشعري، سيرد (19538) .
قال السندي: قوله: "تحت ظلال السيوف" أي: في القرب منها، أي: متى ما يكون العبد قريباً إلى السيوف في الجهاد في سبيل، فهو قريب إلى الجنة.
نهد: كمنع ونصر، أي: نهض إلى العدو.(31/461)
قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِصَدَقَةٍ قَالَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ "، وَإِنَّ أَبِي أَتَاهُ بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى " (1)
19116 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ، قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، وَابْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَا: أَصَابُوا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ يُكْفِئُوا الْقُدُورَ " وَقَالَ بَهْزٌ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَابْنِ أَبِي أوْفَى (2)
19117 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كَانَتْ جَارِيَةٌ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله (19111) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر غندر.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2363) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه الطيالسي (731) - ومن طريقه أبو عوانة 5/162- والبخاري (4221) (4222) و (4223) (4224) و (5525) (5526) ، ومسلم (1938) (28) ، وأبو عوانة 5/162-163 و163 و165-166، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/205، والبيهقي 9/329 من طرق عن شعبة، به. وجعله البيهقي من حديث ابن أبي أوفى وحده.
وقد سلف من حديث البراء برقم (18573) .(31/462)
تَضْرِبُ بِالدُّفِّ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَأَمْسَكَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ " (1)
19118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ، وَرَوْحٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، اللهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ، وَنَقِّنِي مِنْهَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19113) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وروح: هو ابن عبادة.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" (ترجمة مجزأة بن زاهر) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (476) (204) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (824) - ومن طريقه أبو عوانة 2/178- وابن أبي شيبة 10/213، والبخاري في "الأدب المفرد" (684) ، ومسلم (476) (204) ، والنسائي 1/198، وبحشل في "تاريخ واسط" ص44، وابن حبان (956) ، والبيهقي 1/5 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "الأدب المفرد" (676) وابن أبي=(31/463)
19119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدًا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ، (1) وَمِلْءَ الْأَرْضِ " قَالَ حَجَّاجٌ: " مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عِصْمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو إِذَا رَفَعَ
__________
عاصم في "الآحاد والمثاني" (2367) من طريق إسرائيل بن يونس، والنسائي 1/199، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2366) ، وابن حبان (955) ، والطبراني في "الأوسط" (2200) ، وفي "الدعاء" (1441) من طريق رقبة بن مصقلة، كلاهما عن مجزأة، به.
وقوله: "اللهم طهرني بالثلج ... ".
أخرجه بنحوه الترمذي (3547) ، وتمام في "فوائده"- كما في "الروض البسام" (1796) - من طريق حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن أبي أوفى، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقد سلف برقم (19104) ، وسيرد برقم (19402) مطولاً.
وفي الباب في قوله: "اللهم طهرني بالثلج والبرد.." من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7164) .
وآخر من حديث عائشة، سيرد 6/57.
(1) في (ص) : السموات.(31/464)
رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ (1)
19120 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْفِئُوا الْقُدُورَ وَمَا فِيهَا "، قَالَ شُعْبَةُ: " إِمَّا أَنْ يَكُونَ قَالَهُ سُلَيْمَانُ: وَمَا فِيهَا، أَوْ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَهُ مِنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى " (2)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عصمة شيخ شعبة- وهو نوح بن أبي مريم، وإن كان متروك الحديث- قد تابعه وكيع كما في الرواية (19104) ، وأبو معاوية كما عند مسلم (476) (202) .
وأخرجه مسلم (476) (203) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/177 من طريق حجاج: وهو ابن محمد المصيصي، به، وفيه رواية شعبة: عن أبي عصمة.
وأخرجه الطيالسي (817) و (824) - ومن طريقه أبو عوانة 2/177- الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/239، وفي "شرح مشكل الآثار" (5166) ، والطبراني في "الدعاء" (561) من طريقين عن شعبة، به.
وقد سلف (19104) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الشيباني: هو ابنُ أبي سليمان.
وأخرجه الطيالسي (816) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/205 من طريق وهب، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/263، والبخاري (3155) (4220) ، ومسلم (1937) (26) و (27) ، وابن ماجه (3192) ، وأبو عوانة 5/161 و161 -162، والبيهقي 9/330 و331، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 12/72=(31/465)
19121 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْمُخْتَارِ، مَنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ فَلَمْ نَجِدِ الْمَاءَ، قَالَ: ثُمَّ هَجَمْنَا عَلَى الْمَاءِ بَعْدُ، قَالَ: فَجَعَلُوا يَسْقُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُلَّمَا (1) أَتَوْهُ بِالشَّرَابِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - حَتَّى شَرِبُوا كُلُّهُمْ (2)
__________
= من طرق عن الشيباني، بنحوه. وزادوا: قال عبد الله بن أبي أوفى: فتحدثنا أنه إنما نهى عنها، لأنها لم تُخَمَّس، وقال بعضُهم: نهى عنها البتة، لأنها كانت تأكل العَذِرة. وعند البخاري: (3155) : وسألتُ سعيد بن جبير، فقال: حَرمها البَتَّة. وسيرد برقم (19399) قول سعيد: إنما نهى عنها أنها كانت تأكل العذرة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/205 من طريق وهب، عن شعبة، عن إبراهيم الهجري، عن ابن أبي أوفى، به.
وقول شعبة في "وما فيها" إما أن يكون قاله سليمان، أو أخبرني من سمعه من ابن أبي أوفى، سيرد في الرواية (19417) أن سليمان قاله، من طريق ابن عيينة، عنه.
وقد سلف من حديث البراء برقم (18573) .
ومن حديث البراء وابن أبي أوفى سلف برقم (19116) ، وسيرد برقم (19147) .
ومن حديث ابن أبي أوفى وحده سيرد بالأرقام: (19127) و (19151) و (19400) .
(1) في (ظ13) و (ق) : فلما، وفي هامش (ظ 13) فكلما، نسخة.
(2) إسناده ضعيف، أبو المختار الأسدي روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد ذكر له المزي راوياً ثالثاً. وهو أبو مالك النخعي، غير=(31/466)
19122 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْمُجَالِدِ قَالَ: اخْتَلَفَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ وَأَبُو بُرْدَةَ فِي السَّلَفِ، فَبَعَثَانِي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: " كُنَّا نُسْلِفُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم فِي الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ أَوِ التَّمْرِ، شَكَّ فِي التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، وَمَا هُوَ عِنْدَهُمْ، أَوْ مَا نَرَاهُ عِنْدَهُمْ " ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى فَقَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ (1)
__________
= أنه متروك، فلا يعتد بسماعه منه، وقال علي ابن المديني: لم يرو عنه غير شعبة، وقال البخاري: قال عبد الله بن المبارك: عن شعبة، عن المختار، ولا يصح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/231، وعبد بن حميد في "المنتخب" (528) ، وأبو داود (3725) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص44، والبيهقي في "السنن" 7/286، وفي "الشعب" (6036) ، وفي "الآداب" (554) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي المختار) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وزاد بعضهم: آخرهم شرباً.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/104 من طريق أبي مالك النخعي، عن عثمان المختار، عن عبد الله بن أبي أوفى بنحوه. وأبو مالك متروك.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن ساقي القوم آخرهم شرباً" قد صح من حديث أبي قتادة الطويل عند مسلم (681) ، وسيرد 5/303.
قال السندي: قوله: يسقون، أي: يعطونه الماء ليشرب، فيعطي غيره ولا يشرب ويعتذر بأنه ساقِ، واللائق به أن يكون آخر القوم شرباً.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير=(31/467)
19123 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَوْصَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَكَيْفَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْوَصِيَّةِ وَلَمْ يُوصِ؟ قَالَ: " أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= عبد الله بن أبي المجالد- ويقال اسمه محمد- فمن رجال البخاري، وهو ثقة، وهو مولى عبد الله بن أبي أوفى. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وعبد الله ابن شداد، من صغار الصحابة، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه الطيالسي (815) - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 7/290 و"الكبرى" (6208) ، والبيهقي في "الصغير" (2002) - وابن أبي شيبة 7/55-56، والبخاري (2242) و (2243) ، وأبو داود (3464) و (3465) - ومن طريقه البيهقي في "الكبرى" 6/20- وابن ماجه (2282) ، والنسائي في "المجتبى" 7/289- 290، و"الكبرى" (6207) ، وابن الجارود في "المنتقى" (616) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/162- 163، والبيهقي في "الكبرى" 6/20 من طرق عن شعبة، به. وعندهم جميعاَ: الحنطة والشعير والزبيب والتمر، دون شك، غير أن ابن أبي شيبة لم يذكر التمر، ولم يذكر النسائي في إحدى روايتيه الزبيب: وسقط اسم شيخ ابن أبي شيبة من مطبوعة "المصنف".
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/54 من طريق الأشعث، عن عبد الله ابن أبي أوفى، بلفظ: كنا نُسْلِف نبيط أهل الشام في البر والزبيب، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فينا.
وسيأتي برقم (19396) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1868) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، حجاج: هو ابن محمد المصيصي لم يصرح بسماعه من مالك بن مِغْول، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.=(31/468)
19124 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلُ الْمَسْجِدِ إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَسْأَلُهُ: مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَعَامِ خَيْبَرَ؟ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَقُلْتُ: هَلْ خَمَّسَهُ؟ قَالَ: " لَا، كَانَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ " قَالَ: " وَكَانَ أَحَدُنَا إِذَا أَرَادَ مِنْهُ شَيْئًا أَخَذَ مِنْهُ حَاجَتَهُ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (2740) و (4460) و (5022) ، ومسلم (1634) (17) ، والترمذي (2119) ، والنسائي في "المجتبى" 6/240، وفي "الكبرى" (6447) ، وابن حبان (6023) ، والبيهقي في "السنن" 6/266، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/293-294 من طرق عن مالك بن مغول، به. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول.
وسيأتي بالرقمين (19136) و (19408) .
وفي الباب من حديث عائشة عند البخاري (2741) ، ومسلم (1636) (19) .
وسيرد 6/32.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11104) .
قال السندي: قوله: أوصى، أي: بالمال، فلذا قال: لا، ثم لما قال السائل: كيف يترك الوصية ويأمر غيره بها؟ قال: إنه ما ترك، ولكنه أوصى بما كان عنده من العلم والقرآن والدِّين.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، محمد بن أبي المجالد من رجاله، وقد اختلف في اسمه، فقيل: عبد الله بن أبي المجالد، وذكر أبو داود أن شعبة سماه محمداً وهو يخطئ فيه، والصواب: عبد الله. وتعقبه الحافظ في "التهذيب"، فقال: قد سماه أيضاً محمداً أبو إسحاق الشيباني، كذا عند البخاري وأبي داود- قلنا: وكذلك هو في روايتنا هذه- وأما شعبة، فكان=(31/469)
19125 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: أَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فِي عُمْرَتِهِ؟ قَالَ: " لَا " (1)
__________
= يشك في اسمه، فذكر أنه يقول مرة: عبد الله، ومرة: محمد، ومرة: عبد الله أو محمد. قلنا: وقد أبعد الحاكم، فظنهما اثنين كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه ابن الجارود (1072) ، والحاكم 2/133-134، والبيهقي في "السنن" 9/60 من طريق هشيم، بهذا الإسناد، وقد قُرن به عند الحاكم أشعث ابن سوار.
وأخرجه سعيد بن منصور (2740) ، وأبو داود (2704) ، والحاكم 2/126، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/241 من طريق أبي معاوية، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3454) من طريق أبي يوسف القاضي، كلاهما عن الشيباني، به، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، فقد احتج بمحمد وعبد الله ابني أبي المجالد جميعاً، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
قلنا: جعلهما الحاكم اثنين، وهما راوٍ واحد، اختلف في اسمه كما بينا.
وأخرجه عبد الرزاق (9304) عن الثوري، عن أشعث، عن رجل، عن ابن أبي أوفى، بلفظ: لم يخمس الطعام يوم خيبر.
وفي الباب عن عبد الله بن مُغَفَّل، سلف برقم (16791) .
وعن ابن عمر عند البخاري (3154) .
قال السندي: قوله: خَمَسه بالتخفيف، أي: أخذ منه الخمس كالغنيمة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1332) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 6/512- والبيهقي 5/159 من طريق هُشَيْم، بهذا الإسناد.=(31/470)
19126 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: الشَّيْبَانِيُّ أَخْبَرَنِي قَالَ: قُلْتُ: لِابْنِ أَبِي أَوْفَى " رَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ. يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً ". قَالَ: قُلْتُ: بَعْدَ نُزُولِ النُّورِ أَوْ قَبْلَهَا؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي " (1)
__________
= وأخرجه مطولاً البخاري (1600) و (1791) ، وأبو داود (1902) من طرق عن إسماعيل، به.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه ابن حبان (4433) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/75- ومن طريقه مسلم (1702) - عن علي بن مسهر، والبخاري (6813) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 6/521 - من طريق خالد بن عبد الله، والبخاري (6840) ، ومسلم (1702) من طريق عبد الواحد بن زياد، وأبو عوانة- كما في "الإتحاف" 6/521- من طريق شعبة، والذهبي في "السير" 12/369 من طريق أسباط بن محمد، كلهم عن
الشيباني، به.
قال البخاري: وقال بعضهم: المائدة، والأول أصح. قلنا: يعني في ذكر النور. وذكر الحافظ في "الفتح" 12/167 أن ذكر المائدة جاء في رواية عبيدة ابن حُميد، عن الشيباني، في مسند أحمد بن منيع، ومن طريقه الإسماعيلي: فقلت: بعد سورة المائدة أو قبلها؟ قال الحافظ: ولعل من ذكره توهَّم من ذكر اليهودي واليهودية أن المراد سورة المائدة، لأن فيها الآية التي نزلت بسبب سؤال اليهودي حكم اللذين زنيا منهم.
وقد سلفت قصة رجم اليهودي واليهودية من حديث ابن عمر برقم (4498) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: قلت: بعد نزول النور. يريد أنه إن كان قبل نزول=(31/471)
19127 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ " (1)
19128 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى الْمَعْنَى قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَّرَ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ " قَالَ يَعْلَى: وَقدْ قَالَ مَرَّةً: " لَا صَخَبَ - أَوْ لَا لَغْوَ فِيهِ - وَلَا نَصَبَ " (2)
__________
= قوله تعالى: (الزانية والزاني فاجلدوا) فيحتمل أن يكون منسوخاً به، وإن كان بعده، فلا بد من تحقيق ذلك حتى يُعْرَفَ أن الرجم حكمٌ باقٍ أم لا.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه أبو عوانة 5/162 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19120) ، وانظر (18573) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه مسلم (2433) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/133، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (11) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 6/517- من طريق يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (720) -ومن طريقه الطبراني 23/ (11) - وابن أبي شيبة 12/133، والبخاري (1792) ، ومسلم (2433) ، والنسائي في "الكبرى"=(31/472)
19129 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اعْتَمَرَ فَطَافَ وَطُفْنَا مَعَهُ، وَصَلَّى وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، لَا يُصِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ " (1)
19130 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
__________
= (8360) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 6/517 - وابن حبان (7004) ، والطبراني 23/ (11) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/85، والطبراني في "الكبير" 23/ (12) ، وفي "الأوسط" (2242) ، وفي "الصغير" (19) من طريقين عن أبي بكر بن عياش، عن سليمان الشيباني، عن ابن أبي أوفى، به.
وسيرد بالأرقام (19143) و (19145) و (19406) .
وفي الباب من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7156) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "من قَصَب" بفتحتين: هو اللؤلؤ المجوَف الواسع والقصب من الجوهر: ما استطال منه في تجويف.
لا صخب: بفتحتين، أي: لا صياح.
ولا نصب: بفتحتين، أي: لا تعب، نفي لما لا يخلو عنه بيت في الدنيا، سيما إذا كان كبيراً، فإنه لا يخلو عن صياح لكثرة الخدم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه البخاري (4188) ، وابن ماجه (2990) ، والبيهقي 5/102 من طريق يعلى، بهذا الإسناد.
وقد سلف (19108) .(31/473)
الْخَوَارِجُ هُمْ كِلَابُ النَّارِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، الأعمش لم يسمع من عبد الله بن أبي أوفى فيما قال أحمد، وغيره وبقية رجاله ثقات، وسيأتي من وجه آخر برقم (19415) .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/56 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/305- ومن طريقه ابن ماجه (173) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (904) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/56- واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (2311) ، وأبو نعيم 5/56، والخطيب في "تاريخه" 6/319، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/168 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد.
قال البوصيري في زوائده 1/67: رجال الإسناد ثقات، إلا أن فيه انقطاعاً، الأعمش لم يسمع من ابن أبي أوفى، قاله غير واحد، وقال أبو نعيم: إن هذا الحديث مما خَصَ به الأعمشُ إسحاقَ الأزرق، ويذكر أنه مما تفرد به إسحاق، وروي من حديث الثوري، عن الأعمش، ثم ساقه أبو نعيم بإسناده من طريق الثوري، عن الأعمش، به.
وفي الباب عن أبي أُمامة، وسيرد 5/250 و253 و269.
قلنا: وفي النفس من متن هذا الحديث شيء، فإن اسم الخوارج لم يطلق إلا على من رفض من أصحاب على رضي الله عنه التحكيم بينه وبين معاوية رضي الله عنه، وذلك نحو (37هـ) ، وسموا وقتئذ كذلك بالحرورية، لأنهم نزلوا حروراء من قرى الكوفة.
ولم يقل أحد من الأئمة: إنهم كفار بل هم بغاة، بل إن علياً رضي الله عنه حين سئل عنهم: أكفارٌ هم؟ قال: هُمْ من الكفر فَرُّوا. وكل ذلك مذكور في كتب التاريخ لتلك الفترة.
والأحاديث الصحيحة التي ورد فيها الأمر بقتالهم لكونهم بغاة، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يمرقون من الدين" قال الخطابي: أراد بالدين: الطاعة، أي: أنهم يخرجون من طاعة الإمام المُفْتَرَضِ الطاعة، وينسلخون منها، وقد أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، وأجازوا مناكحتهم=(31/474)
19131 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَطُفْنَا مَعَهُ، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَنَحْنُ مَعَهُ نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ لَا يَرْمِيهِ أَحَدٌ، أَوْ يُصِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ "، قَالَ: فَدَعَا عَلَى الْأَحْزَابِ فَقَالَ: " اللهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ الْأَحْزَابِ، اللهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ "، قَالَ: وَرَأَيْتُ بِيَدِهِ ضَرْبَةً عَلَى سَاعِدِهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: ضُرِبْتُهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ. فَقُلْتُ لَهُ: أَشَهِدْتَ مَعَهُ حُنَيْنًا قَالَ: نَعَمْ. وَقَبْلَ ذَلِكَ " (1)
19132 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وأكل ذبائحهم، وقبول شهادتهم. انتهى كلام الخطابي، نقله عنه ابن الأثير في "النهاية" 2/149.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3831) ، فقد ذكرنا ثمت أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (1678) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
مختصراً في الدعاء على الأحزاب. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقول إسماعيل بن أبي خالد: "ورأيتُ بيده ضربة على ساعده.." أخرجه الحميدي (721) ، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وقد سلف برقم (19107) و (19108) .
قال السندي: قوله: ورأيت بيده: أي بيد عبد الله بن أبي أوفى.(31/475)
يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ " (1)
19133 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ قَالَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ "، فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَةٍ (2) فَقَالَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى " (3)
19134 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، زياد بن فياض: وهو الخزاعي الكوفي، لم يذكروا له رواية عن الصحابة، وقد رتبه الحافظ في "التقريب" في الطبقة السادسة، وهي الطبقة التي لم يثبت لرواتها لقاء أحد من الصحابة، فيما ذكر في مقدمته، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون،
ومسعر: هو ابن كدام.
وقد فات الهيثمي أن يورده في "المجمع"، وهو على شرطه.
وقد صح من حديث أنس السالف برقم (12034) أن قائل هذه الكلمات هو رجل جاء يسعى إلى الصلاة وقد أقيمت، فلما انتهى إلى الصف، قال: الحمد لله حمداَ كثيراً طيباَ مباركاً فيه. فلما قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاته قال: "أيكم المتكلَّم؟ " فسكت القوم، فقال: "أيكم المتكلم؟ فإنه قال خيراً ولم يقل بأساً". وانظر تتمة الحديث ثمة.
(2) في (م) : بصدقة، وهي نسخة في (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19111) غير أن شيخ أحمد هنا: هو وهب بن جرير.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3052) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.(31/476)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَنَحْنُ فِي الصَّفِّ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ فِي الصَّفِّ فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، قَالَ: فَرَفَعَ الْمُسْلِمُونَ رُءُوسَهُمْ وَاسْتَنْكَرُوا الرَّجُلَ، وَقَالُوا: مَنِ الَّذِي يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ هَذَا الْعَالِي الصَّوْتَ؟ " فَقِيلَ: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ كَلَامَكَ يَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ حَتَّى فُتِحَ بَابٌ، فَدَخَلَ فِيهِ ". (1)
• 19135 - قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَاهُ جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ إِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن سعيد: وهو الهَمْداني، وهو من رجال "التعجيل"، فقد انفرد بالرواية عنه إياد بن لقيط، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 8/133 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/105-106، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات!
وسيرد برقم (19135) و (19148) .
وقد سلف بسياق آخر من حديث عبد الله بن عمر برقم (4627) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وقالوا: من الذي يرفع ... أي: قالوا ذلك في نفوسهم، عُلم ذلك من رفعهم الرؤوس، لا أنهم قالوا بألسنتهم، إلا أن يجوز كون هذا كان قبل نسخ الكلام، وفيه نظر، إذ الظاهر أن إسلام عبد الله بن أبي أوفى متأخر، والله تعالى أعلم.(31/477)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى مِثْلَهُ (1)
19136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " لَا "، قُلْتُ: فَلِمَ كُتِبَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْوَصِيَّةُ، أَوْ لِمَ أُمِرُوا بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: " أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
19137 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ رَبَّنَا (3) لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ (4) وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (5)
19138 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي لَا
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه غير أنه من زوائد عبد الله بن أحمد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19123) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه مسلم (1634) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
(3) لفظ: ربنا، ليس في (ظ13) .
(4) في (م) : السماوات.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19105) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.(31/478)
أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ (1) ، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ". قَالَ: فَذَهَبَ أَوْ قَامَ أَوْ (2) نَحْوَ ذَا قَالَ: هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا لِي؟ قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي - أَوْ ارْزُقْنِي، وَاهْدِنِي - وَعَافِنِي " (3) ، قَالَ: مِسْعَرٌ وَرُبَّمَا قَالَ: " اسْتَفْهَمْتُ بَعْضَهُ مِنْ أَبِي خَالِدٍ يَعْنِي الدَّالَانِيَّ "
__________
(1) لفظ: "من القرآن" ليس في (ظ13) .
(2) لفظ: "أو" ليس في (ظ13) .
(3) حديث حسن بطرقه، وهو مكرر (19110) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو نعيم- وهو الفَضْل بن دكين- وشيخه هو مِسْعر: وهو ابن كدام، وهما ثقتان روى لهما الجماعة.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/84-85، والطبراني في "الدعاء" (1712) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/227، والبيهقي 2/381 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/291 و3/452، والنسائي في "المجتبى" 2/143، وفي "الكبرى" (996) ، وابن الجارود (189) ، وابن خزيمة (544) ، وابن حبان (1809) ، والدارقطني 1/313، والحاكم 1/241 من طرق عن مسعر، به. وجاء عند ابن الجارود بيان ما سمعه مسعر من يزيد. وهو قوله: قال الرجل: هذا لربي، فما لي؟ قال: "قل اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني" قال الرجل: أربع لربي وأربع لي.
قال النسائي: إبراهيم السكسكي ليس بذاك القوي.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي!(31/479)
19139 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1)
19140 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، فَمَاتَتْ ابْنَةٌ لَهُ، وَكَانَ يَتْبَعُ جِنَازَتَهَا عَلَى بَغْلَةٍ خَلْفَهَا، فَجَعَلَ النِّسَاءُ يَبْكِينَ فَقَالَ: لَا تَرْثِينَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمَرَاثِي، فَتُفِيضُ إِحْدَاكُنَّ مِنْ عَبْرَتِهَا مَا شَاءَتْ، ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ قَامَ بَعْدَ الرَّابِعَةِ قَدْرَ مَا بَيْنَ التَّكْبِيرَتَيْنِ يَدْعُو، ثُمَّ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي الْجِنَازَةِ هَكَذَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19105) غير أن شيخ أحمد هنا أبو نعيم: وهو الفَضْل بن كيْن.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (560) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد، وفيه: إذا رفع رأسه من ركوع.
(2) إسناده ضعيف لضعف إبراهيم الهجري: وهو ابن مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مختصراً ومطولاً الطيالسي (825) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (628) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/495، وابن عدي 1/215، والحاكم 1/359-360، والبيهقي 4/42-43 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وإبراهيم بن=(31/480)
• 19141 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ عَبْدُ اللهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ
__________
= مسلم الهجري لم ينقم عليه بحجة. وتعقبه الذهبي بقوله: ضعفوا إبراهيم.
وأخرجه مختصراً ومطولاً عبد الرزاق (6404) ، والحميدي (718) ، وابن أبي شيبة 3/302 و392 و494-395، وابن ماجه (1503) و (1592) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/495، وابن عدي في "الكامل" 1/215، والحاكم 1/382-383، والبيهقي 4/36 و43 من طرق عن الهجري، به. وضعف البوصيري إسناده لضعف إبراهيم الهجري.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (268) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/333، والبيهقي 4/35 من طريق السري بن يحيى، عن قبيصة بن عقبة، عن الحسن ابن صالح، عن أبي يعفور، عن عبد الله بن أبي أوفى، به. ولفظه عند الطبراني: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على جنازة، فكبر عليها أربعاً.
وقال الطبراني: لم يروه عن أبي يعفور إلا الحسن بن صالح، ولا عن الحسن إلا قبيصة، تفرد به السري، وأبو يعفور اسمه واقد، ويقال: وقدان، وهو أبو يعفور الأكبر ... والحديث المشهور الذي رواه أبو يعفور عن ابن أبي أوفى قال: غزونا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات، نأكل فيهن الجراد.
وسيرد برقم (19417) .
وفي باب التكبير على الجنازة أربعاً، سلف من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح برقم (7147) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3658) .
قال السندي: قوله: لا ترثين: من رثى الميت: إذا عدَ محاسنه.
فتفيض: من الإفاضة؛ يريد أن البكاء بلا صياح جائز.
يصنع، أي: لا أنه يسلم بعد التكبيرة الرابعة بلا دُعاء كما اعتاده ناسٌ.(31/481)
يَنْهَضَ إِلَى عَدُوِّهِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ " (1)
19142 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ "، قَالَ: قُلْتُ: الْأَبْيَضُ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن عياش- وهو إسماعيل الحمصي- مخلََّط في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، فقد خالف فيه الرواة عن موسى بن عقبة المدني، فقال: عن أبي النضر، عن عبيد الله بن معمر، عن عبد الله بن أبي أوفى، فأخطأ في اسم عبيد الله، وجعله من شيوخ أبي النضر. وقد رواه أبو إسحاق الفزاري- كما عند البخاري (2965) - عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، وهو ابن معمر - وكان كاتبه- قال: كتب إليه عبدُ الله بن أبي أوفى. ورواه ابن جريج- كما عند مسلم (1742) - فقال: عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن كتاب رجل من أسلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له عبد الله بن أبي أوفى أنه كتب إلى عمر بن عبيد الله.
قلنا: وتابعهما ابن أبي الزناد عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (10) .
فسالم أبو النضر رواه عن كتاب عمر بن عبيد الله، عن ابن أبي أوفى، وهذه إحدى صور المكاتبة التي يحتج بها، وقد أفاض في الحديث عنها الحافظ في "الفتح" 6/34.
وقد سلف تخريجه مطولاً من رواية أبي إسحاق وابن جريح في الرواية رقم (19114) فأغنى عن إعادته هنا، فانظره لزاماً.
وفي الباب عن النعمان بن مقرن عند البخاري (3160) ، وسيرد 5/444 (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19103) إلا أن=(31/482)
19143 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ الْهَرَوِيِّ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " بَشَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ " (1)
19144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ " يَعْنِي النَّبِيذَ فِي الْجَرِّ الْأَخْضَرِ، قَالَ: قُلْتُ: فَالْأَبْيَضُ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي " (2)
19145 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَّرَ خَدِيجَةَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا
__________
= شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وقد سلف برقم (19103) .
(1) حديث صحيح، أبو عبد الرحمن عبيد الله بن زياد، من رجال "التعجيل"، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد غير أن أبا حاتم قال فيه: شيخ كوفي. وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (19128) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (16928) .
وقد سلف برقم (19103) .(31/483)
نَصَبَ " (1)
19146 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى لَا يُسْمَعَ وَقْعُ قَدَمٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19128) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.
(2) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عبد الله بن أبي أوفى، وسمَّي عند البيهقي- وقد ساقه بإسناد آخر- طرفة الحضرمي، ولا يصح، لأن في طريقه ضعيفين- كما سيأتي في التخريج-، ثم إن طرفة مجهول، لم يرو عنه سوى محمد بن جحادة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد جاء اسمه عند المزي في "تحفة الأشراف" 4/291 كثير الحضرمي، وردَّه عليه الحافظ في "النكت الظراف" بقوله: يترجح ما عند البيهقي. قلنا: ولا وجه لجزم الضياء المقدسي فيما نقله عنه الحافظ في "النكات" و"التهذيب" من أنه طرفة الحضرمي، لأن الطريق إليه لم يصح كما ذكرنا. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، همام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/337، وأبو داود (82) ، والبيهقي في "السنن" 2/66 من طريق عفان بن مسلم الصَفَار، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي مطولاً 2/66 من طريق يحيى الحمَّاني، عن أبي إسحاق الحُمَيْسي، عن محمد بن جحادة، قال: عن طرفة الحضرمي، عن عبد الله بن أبي أوفى، به. ويحيى الحماني وأبو إسحاق الحميسي ضعيفان.
وقد ثبتت إطالته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الركعة الأولى من صلاة الظهر من حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11307) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
ومن حديث أبي قتادة، سيرد 5/295.=(31/484)
19147 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، أَنَّهُمْ أَصَابُوا حُمُرًا، فَطَبَخُوهَا قَالَ: فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْفِئُوا الْقُدُورَ " (1)
19148 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ نَابِي، يَعْنِي نَائِي، وَنَحْنُ فِي الصَّفِّ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ فِي الصَّفِّ ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُونَ رُءُوسَهُمْ وَاسْتَنْكَرُوا الرَّجُلَ فَقَالُوا: مَنِ الَّذِي يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ هَذَا الْعَالِي الصَّوْتَ؟ " قَالَ: هُوَ ذَا (2) يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَاللهِ لَقَدْ
__________
= قال السندي: قوله: كان يقوم في الركعة الأولى، أي: يطول فيها القيام مراعاة للقوم حتى يدركها من حبسه الوضوء ونحوه، فيقوم ما دام يرى أن أحداً جاء، وإذا تبين أن كل من أراد المجيء قد جاء يركع، فينبغي للإمام أن يراعي القوم، فيطوّل حتى يدركوا الركعة الأولى، وهذا إذا لم يكن ثمة مانع آخر من التطويل، وإلا فلا يطوّل، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19116) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفان بن مسلم الصفار.
وأخرجه البيهقي 9/329 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقرن بعدي بن ثابت أبا إسحاق السبيعي.
وقوله: أصابوا حمُراً، أي: يوم خيبر، كما جاء مصرحاً به في الرواية السالفة.
(2) في (ظ13) : قيل: هذا، وفي (ق) و (ص) : قالوا: هو ذا.(31/485)
رَأَيْتُ كَلَامَكَ يَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ حَتَّى فُتِحَ بَابٌ (1) مِنْهَا، فَدَخَلَ فِيهِ " (2)
19149 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: كُنَّا نُقَاتِلُ الْخَوَارِجَ وَفِينَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى وَقَدْ لَحِقَ غُلَامٌ لَهُ بِالْخَوَارِجِ، وَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الشَّطِّ، وَنَحْنُ مِنْ ذَا الشَّطِّ، فَنَادَيْنَاهُ أَبَا فَيْرُوزَ أَبَا فَيْرُوزَ، وَيْحَكَ هَذَا مَوْلَاكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى؟ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ. قَالَ: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ. قَالَ: فَقَالَ: أَهِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ " (3)
__________
(1) في (ظ13) ، وهامش (س) : فتح باباً.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19134) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفان بن مسلم الصفار.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير سعيد بن جُمهان- وهو أبو حفص- فمن رجال أصحاب السنن، وفيه كلام ينزل به عن رتبة الصحيح، فقد وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد". (2312) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وفيه: "طوبى لمن قتلهم أو قتلوه"، وكررها. =(31/486)
19150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: سَأَلَ شَرِيكِي وَأَنَا مَعَهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى عَنِ الْجَرَادِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، وَقَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ، فَكُنَّا نَأْكُلُهُ " (1)
__________
= وأخرجه ابن سعد 4/301-302 عن كثير بن هشام، وابن أبي عاصم في "السنة" (906) من طريق النَّضْر بن شُمَيْل، كلاهما عن حماد، به.
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (616) ، بلفظ: "فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3831) ، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.
وسيرد (19414) .
قال السندي: قوله: "طوبى لمن قتلهم وقتلوه"، أي: لقاتلهم ومقتولهم، كما في الكفار قاتلهم ومقتولهم من أهل الخير.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1952) ، والترمذي (1822) ، والبيهقي في "السنن" 9/257 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: غزوات، ولم يذكر عدداً. وقال: لهذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (818) - ومن طريقه أبو عوانة 5/184- والبخاري (5495) ، ومسلم (1952) ، وأبو داود (3812) ، والنسائي في "المجتبى" 7/210، وفي "الكبرى" (4868) ، وأبو عوانة 5/184، وابن حبان (5257) ، والبيهقي في "السنن" 9/256-257 من طرق عن شعبة، به.
وعند البخاري وأبي داود وابن حبان والبيهقي: سبع غزوات أو ستاً، وجاء في رواية ابن حبان أن الشك من شعبة. وقال الحافظ: وقد أخرجه مسلم من=(31/487)
19151 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: (1) ذَكَرْتُ لَهُ (2) حَدِيثًا حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى فِي لُحُومِ الْحُمُرِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: " حَرَّمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَتَّةَ " (3)
__________
= رواية شعبة بالشك أيضاً. قلنا: رواية شعبة عند مسلم: سبع غزوات من غير شك. والرواية التي جاءت عنده ست أو سبع بالشك إنما هي رواية ابن أبي عمر العدني عن ابن عيينة، عن أبي يعفور، به. فلعل الشك من أبي يعفور، فقد رواه عبد الرزاق (8762) عن ابن عيينة، عن أبي يعفور، وفيه: سبع غزوات أو ست غزوات. قال الحافظ في "الفتح" 9/622: ودلت رواية شعبة على أن شيخهم (يعني أبا يعفور) كان يشك، فيحمل على أنه جزم مرة بالسبع، ثم لما طرأ عليه الشك صار يجزم بالست، لأنه المتيقَّن، ويؤيد هذا الحمل أن سماع سفيان بن عيينة عنه متأخر دون الثوري ومن ذكر معه، ولكن وقع عند ابن حبان من رواية أبي الوليد شيخ البخاري فيه، "سبعاً أو ستاً، يشك شعبة".
قال البخاري عقب حديثه: قال سفيان (يعني الثوري) وأبو عوانة وإسرائيل عن أبي يعفور، عن ابن أبي أوفى: سبع غزوات. قلنا: تقدمت رواية سفيان الثوري برقم (19112) . وسترد رواية ابن عيينة برقم (19395) ، وفيها: ست غزوات.
وقد سلف برقم (19112) .
(1) القائل هو أبو إسحاق الشيباني.
(2) وقع في (م) والنسخ الخطية: "ذكرت لعبد الله" وهو خطأ، والتصويب من "مصنف عبد الرزاق"، والضمير في "له" يعود لسعيد بن جبير.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق الشيباني: وهو سليمان بن أبي سليمان يروي الحديث عن ابن أبي أوفى، وإنما سأل سعيد بن جبير عن سبب التحريم، يعني أن سعيداً ليس من رجال الإسناد. عبد الرزاق:=(31/488)
وَمِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
19152 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَامَ يَخْطُبُ يَوْمَ تُوُفِّيَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ، حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ، فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الْآنَ، ثُمَّ قَالَ: اسْتَعْفُوا (3)
__________
= هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (8721) بلفظ: عن سعيد بن جبير، قال: ذكرت له حديثاً حدثنيه عبد الله بن أبي أوفى.
وقد سلف برقم (19120) .
وسلف كذلك من حديث البراء برقم (18573) .
(1) في (ظ13) : جرير بن عبد الله البجلي.
(2) جرير بن عبد الله البجلي، صحابي شهير، قال ابن سعد: كان إسلامه في السنة التي توفي فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل الكوفة، وقال جرير: ما حجبني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم.
وكان جميل الصورة، قال عبد الملك بن عمير: رأيت جرير بن عبد الله، وكان وجهه شقة قمر.
وقدمه عمر في الحروب على جمع بجيلة، وكان يقول له: يرحمُك الله، نعم السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام.
وكان له أثر عظيم في فتح القادسية، ثم سكن جرير الكوفة، وأرسله عليٌّ رسولاً إلى معاوية زمن الفتنة.
ثم اعتزل الفريقين حتى مات سنة إحدى- وقيل أربع- وخمسين.
(3) في (س) و (ص) و (م) : اشفعوا، وفي هامش (س) : استغفروا.
والمثبت من (ظ13) و (ق) ، وعليها شرح السندي، فقال: أي: اطلبوا له العفو.(31/489)
لِأَمِيرِكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَفْوَ، وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واَشْتَرَطَ عَلَيَّ -: " وَالنُّصْحِ (1) لِكُلِّ مُسْلِمٍ " فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا، وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ (2) إِنِّي لَكُمْ لَنَاصِحٌ جَمِيعًا. ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ (3)
__________
(1) في (ظ13) و (م) و (ق) : النصح دون واو، وأشير إليها في (س) و (ص) أنها نسخة.
(2) في (ظ13) : البيت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البخاري (58) ، وابن منده في "الإيمان" (278) من طريقين عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (2464) من طريق مسدد وسهل بن ابن بكار ويحيى الحماني، عن أبي عوانة، به، إلا أنه قال: أبايعك على الهجرة. قلنا: وجرير كان مِنْ آخر مَنْ أسلم، فبعيد أن يبايع على الهجرة، وهذه الرواية فيها يحيى الحمّاني: وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2465) و (2466) و (2470) ، وابن منده في "الإيمان" (276) من طرق عن زياد، به مختصراً.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 5/346، والبخاري في "تاريخه" 9/12، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3265) ، والطبراني في "الكبير" (2457) و (2461) و (2462) و (2508) ، وفي "الأوسط" (3715) ، وفي "الصغير" (522) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ" (10) من طرق عن جرير، به.
وسيرد بالأرقام (19153) و (19161) و (19162) و (19163) و (19165) =(31/490)
19153 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ. فَقَالَ: " تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَنْصَحُ لِلْمُسْلِمِ، وَتَبْرَأُ مِنَ الْكَافِرِ " (1)
__________
= (19182) و (19191) و (19193) و (19195) و (19199) و (19219) و (19228) و (19229) و (19233) و (19238) و (19245) و (19248) و (19258) و (19261) .
وانظر حديث تميم الداري السالف برقم (16940) .
قال السندي: قوله: يوم توفي المغيرة، وكان أميراً على الكوفة من طرف معاوية، فخاف أن تثور فتنة بموته.
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مقول القول مقدََّر، أي: قال: نَعَمْ، أو قال ما قال، قال جرير هذا خوفاً من أن يُتَّهم أنه خطب طلباً للإمارة، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي وائل: وهو شقيق بن سلمة، فرواه عاصم- وهو ابن أبي النجود- كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (19219) و (19233) عن أبي وائل، عن جرير، به. وتابعه الأعمش- من رواية سفيان الثوري عنه- كما في الرواية (19182) ، ورواية شعبة عنه كما في الرواية (19163) ، وسفيان أعلم الناس بالأعمش. وخالفهما أبو الأحوص- كما في الرواية الآتية برقم (19328) فرواه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي نحيلة- أو نخيلة- عن جرير، به، فزاد في الإسناد أبا نحيلة.
وكذلك رواه منصور عن أبي وائل، من رواية شعبة عنه، كما في (19162) ، ولكنه أبهمه، ومن رواية جرير بن عبد الحميد عنه، كما عند=(31/491)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= النسائي في "المجتبى" 7/148، وفي " الكبرى" (7800) ، والطبراني (2318) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف، 4/2273، والبيهقي في "السنن" 9/13. فزاد فيه أبا نحيلة، والأكثر أنه صحابي فيما ذكر ابن ناصر الدين في "التوضيح" 9/51.
ومنصور وإن كان أتقن من الأعمش، إلا أن الأعمش أحفظ منه، وقد تابعه عاصم بن أبي النجود كما سلف، فالأشبه رواية من رواه عن أبي وائل، عن جرير، دون واسطة، وقد أدرك أبو وائل جريراً، وهو ما رجحه ابن معين في "تاريخه" 1/310 فقال: لا أحفظ فيه "أبو نخيلة"، إنما هو عن أبي وائل، عن جرير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2307) من طريق ابن عائشة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (2308) و (2309) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ" (1) من طريقين عن عاصم، به.
وأخرجه الطبراني (2303) من طريق ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، عن سلمة بن كهيل، عن شقيق، عن جرير، قال: كان النبي إذا بايع بايع على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والسمع والطاعة لله ولرسوله، والنصح لكل مسلم.
قال أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/320-321: ليس لهذا الحديث أصل بالعراق، وهو حديث منكر بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (19162) و (19163) و (19165) و (19182) و (19219) (19233) و (19238) .
وفي الباب في البيعة على عبادة الله وعدم الشرك: عن عبد الله بن عمرو ابن العاص، سلف برقم (6850) .
وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/313.=(31/492)
19154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ طَارِقٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِنِسَاءٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ " (1)
19155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
__________
= وعن عائشة، سيرد 6/151.
وفي باب البيعة على الصلاة والزكاة ... : عن بشير بن الخصاصية، سيرد 5/224.
قال السندي: قوله: تعبد الله: خبر بمعنى الأمر.
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جابر: وهو ابن يزيد الجعفي ضعيف، وقد اختلف عليه فيه:
فرواه شعبة- من رواية محمد بن جعفر عنه، كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (19214) - فقال: عن جابر: حدثني رجل، عن طارق التميمي، عن جرير، فرواه عن طارق بواسطة، رجل مبهم.
ورواه شعبة- من رواية وكيع عنه، كما في الرواية (19214) - فقال: عن جابر، عن طارق التميمي، عن جرير.. فرواه عن طارق دون واسطة، وطارق التميمي من رجال "التعجيل"، وهو مجهول، لم يرو حديثه إلا جابر الجعفي.
ورواه قيس بن الربيع - كما عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/297- فقال: عن جابر، عن المغيرة بن شبل، عن قيس التميمي، قال بعثني جرير وافداً إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَِ فذكر نحوه. فسماه قيساً التميمي، وقيس ابن الربيع ضعيف.
وله شاهد من حديث أسماء بنت يزيد، سيرد 6/452-453 وفي إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد حسن الترمذي حديثه هذا (2697) .
وانظر حديث سهل بن سعد عند البخاري (6248) .
وقد بسط الحافظ أقوال الفقهاء في مسألة تسليم الرجال على النساء في "الفتح" 11/34-35، فانظرها إنْ شئت.(31/493)
شُبَيْلٍ أَوْ شِبْلٍ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ يَعْنِي ابْنَ عَوْفٍ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ " (1)
19156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ
__________
(1) حديث صحيح، المغيرة بن شبيل، ويقال: شبل- وإن لم يتحرر لنا أمره أسمع من جرير أم لا- قد توبع، ثم إنه قد اختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت، فرواه سفيان الثوري- كما في هذه الرواية والرواية الآتية برقم (19211) - عنه، عن المغيرة، عن جرير، ورواه سفيان بن عيينة- كما عند
الحميدي (806) ، والطبراني في "الكبير" (2482) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (546) - عن عمرو بن دينار، عن حبيب بن أبي ثابت، عن جرير، لم يذكر في الإسناد المغيرة. وقال ابن عيينة مرة- فيما أخرجه الحميدي عنه (807) - حدثنا بعض أصحابنا عن حبيب، عن المغيرة، عن جرير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2481) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (741) من طريق أبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسيرد (19225) و (19239) و (19240) و (19242) و (19243) .
قال السندي: أبق، أي: من المسلمين إلى أهل الحرب (كما وقع في روايات أخرى للحديث، وستأتي عند المصنف) .
الذمة، أي: الأمان الذي كان له حين كان في يد المسلمين.(31/494)
يُنْتَقَصَ (1) مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ (1) مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ " (2)
19157 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ أَبِي جُحَيْفَةَ، سَمِعْتُ مُنْذِرَ (3) بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ يُصَلِّي (4) وَقَالَ: كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ (5)
__________
(1) في (ق) : ينقص.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، المنذر بن جرير، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وانظر تخريجه في الرواية المطولة الآتية برقم (19175) .
وسيرد بالأرقام (19157) و (19175) و (19183) و (19200) و (19202) و (19206) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9160) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(3) في (م) : عن المنذر.
(4) في (ق) : فصلى، وهي نسخة في (س) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله غير أن شيخ أحمد هنا: هو هاشم بن القاسم أبو النضر.
وأخرجه أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/63- من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وسيرد مطولاً برقم (19174) ، وسيكرر مطولاً برقم (19175) ، سنداً=(31/495)
19158 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ، فَدَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ يُعَلِّمُهُ الْإِسْلَامَ وَهُوَ فِي مَسِيرِهِ، فَدَخَلَ خُفُّ بَعِيرِهِ فِي جُحْرِ (1) يَرْبُوعٍ، فَوَقَصَهُ بَعِيرُهُ، فَمَاتَ، فَأَتَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا " - قَالَهَا: حَمَّادٌ ثَلَاثًا - " اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا " (2)
__________
= ومتناً.
قال القرطبي في "المفهم" 3/62-63 في قوله: مُذْهبة: يعني به تشبيه إشراق وجهه وتنويره ... وسروره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك فرح بما ظهر من فعل المسلمين، ومن سهولة البذل عليهم، ومبادرتهم لذلك، وبما كشف الله من فاقات أولئك المحاويج.
قلنا انظر الرواية الآتية برقم (19174) و (19183) و (19200) .
(1) في (م) : حجر، وهو خطأ.
(2) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج: وهو ابن أرطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2330) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيرد (19159) و (19177) و (19213) ، وانظر (19176) .
وقوله: "عمل قليلاً وأجر كثيراً"، له شاهد بسياق آخر من حديث البراء بن عازب عند البخاري (2808) .
وقوله: "اللحد لنا والشق لغيرنا" له شاهد من حديث ابن عباس عند أبي=(31/496)
19159 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الْبَجَلِيُّ، عَنْ زَاذَانَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= داود (3208) ، والترمذي (1045) ، والنسائي في "المجتبى" 4/80، وابن ماجه (1554) ، وفي إسناده عبد الأعلى بن عامر، وهو ضعيف، وقد حسَّنه الترمذي.
وفي باب استحباب اللحد عن سَعْد بن أبي وقاص، سلف (1450) .
وعن ابن عباس، سلف (2357) .
وعن ابن عمر، سلف (4762) .
وعن أنس، سلف (12415) .
وعن عائشة عند ابن ماجه (1558) .
قال السندي: قوله: فوقصه، في "القاموس": وقَصَّ عُنُقَه، أي: كَسَرَها، فَوَقَصَتْ، لازمٌ متعدٍّ.
والشَّق بالفتح، قيل: المراد أنه لأهل الكتاب، والمراد تفضيل اللحد، وقيل: قوله: لنا، أي: لي، والجمع للتعظيم، فصار كما قال، ففيه معجزة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو المعنى: اختيارنا، فيكون تفضيلاً له، وليس فيه نهيٌ عن الشق، فقد ثبت أن في المدينة رجلين أحدهما يلحد والآخر لا، ولو كان الشق منهياً عنه لمنع صاحبه، ولكن قد جاء في رواية "والشق لأهل الكتاب" والله تعالى أعلم.
(1) حديث حسن بطرفه كسابقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وعثمان البجلي: وهو ابن عمير أبو اليقظان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2830) ، والطبراني في "الكبير" (2326) من طريقين عن عبد الواحد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2325) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1814 من طريقين عن الحجاج، به.
وأخرجه الطيالسي (669) ، وابن أبي شيبة 3/322، وابن ماجه (1555) ،=(31/497)
19160 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفُجْاَءَةِ، " (1) فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي " (2)
__________
= والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2831) ، والطبراني في "الكبير" (2322) و (2323) و (2324) ، وابن عدي 4/1329 و5/1814، وأبو نعيم في "الحلية" 4/203 من طرق عن عثمان، به.
وقد سلف برقم (19158) .
(1) في (م) : الفجأة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن سعيد- وهو الثقفي البصري- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَية، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/324- ومن طريقه مسلم (2159) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/15، وفي "شرح مشكل الآثار" (1871) ، والخطيب في "الموضح" 2/321 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (481) - ومن طريقه هناد في "الزهد" (1417) - والدارمي (2643) ، ومسلم (2159) ، وأبو داود (2148) ، والنسائي في "الكبرى" (9233) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/67، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/15، وفي "شرح مشكل الآثار" (1868) و (1869) و (1870) ، وابن حبان (5571) ، والطبراني في "الكبير" (2404) و (2405)
و (2406) و (2408) ، والخطابي في "معالم السنن" 3/222، والحاكم 2/396، والبيهقي في "السنن" 7/89- 90، وفي "الصغير" (2361) ، وفي "الآداب" (748) ، وفي "الشعب" (5420) من طرق عن يونس بن عبيد، به. وجاء لفظه عند الخطابي من رواية أبي نعيم "اطْرِقْ بَصَرَك"! بالقاف، وعند ابن معين في=(31/498)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "تاريخه" 1/287: أن أطرفَ بصري- بالفاء- وكلاهما بمعنى، وقد شرح الخطابي على الإطراق فقال: الإطراق أن يقبل ببصره إلى صدره، والصرف أن يقبله إلى الشق الآخر أو الناحية الأخرى. اهـ.
وعدها ابن معين من أخطاء أبي نعيم فقال: إنما هو أن أصرف بصري.
وأخرجه الطيالسي (672) - ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 2/321-322- عن حماد، عن يونس بن عبيد، عن سعيد الأصلع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن جرير، به.
قال أبو حاتم- فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/344-345-: هذا خطأ، إنما هو يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2407) عن المقَدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبيه، أن جريراً سأل ... بزيادة: عن أبيه.
قلنا: والمقدام بن داود ضعيف.
وأخرجه الطبراني (2403) ، وتمام في "فوائده" (739) من طريق أشعث ابن سوار، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، به.
قال الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 108 بعد أن أورد طرق الحديث: والصحيح حديث الثوري ومن تابعه عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، عن جرير.
وسيأتي برقم (19197) .
وفي الباب عن علي، سلف برقم (1369) .
وعن أبي أمامة، سيرد 5/264.
قال السندي: قوله: الفجاءة، بضم فاء، وفتح جيم، ممدود، أو بفتح فاء، وسكون جيم، مقصور.=(31/499)
19161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ. فَقَبَضَ يَدَهُ، وَقَالَ: " النُّصْحُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ "
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ لَمْ يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
19162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِلْمُسْلِمِ، وَعَلَى فِرَاقِ
__________
= أن أصرف، أي: لا إثم في النظر المذكور، إذ لا اختيار فيه، وإنما الإثم في استدامته، فينبغني تركها، فلا تتوهم أن هذا لا يصلح جواباً للسؤال، فافهم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سماك بن حرب.
فرواه شعبة- كما في الرواية (19261) - عنه، عن عبد الله بن عميرة- وكان قائد الأعشى في الجاهلية- عن جرير، به.
ورواه شعبة كذلك- كما في هذه الرواية- عنه، عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه جرير، به.
وتابع سماكاً في هذه الطريق عبد الملك بن عمير كما في الرواية (19166) ، وأبو إسحاق السبيعي كما في الرواية (19262) ، كلاهما عن عبيد الله بن جرير، عن جرير، به. وهو الأشبه. وعبيد الله بن جرير روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقوله: "النصح لكل مسلم"، سلف بإسناد صحيح برقم (19152) .
وقوله: "إنه من لم يرحم الناس لم يرحمه الله عز وجل" سيأتي بإسناد صحيح رقم (19164) .(31/500)
الْمُشْرِكِ " (1)
19163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَعَلَى فِرَاقِ الْمُشْرِكِ ". أَوْ كَلِمَةٍ مَعْنَاهَا (2)
19164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ظَبْيَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ لَمْ يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي وائل، كما بينا ذلك في الرواية (19153) ، فانظره لزاماً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي وائل: وهو شقيق بن سلمة، وقد بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (19153) . سليمان: هو ابن مهران الأعمش.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/147-148، وفي "الكبرى" (7798) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2317) من طريق عثمان بن عمر، عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2315) و (2316) من طريق أبي شهاب وأبي ربعي، كلاهما عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (19162) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش،=(31/501)
__________
= وأبو ظبيان: هو حصين بن جندب.
وأخرجه ابن حبان (465) ، والطبراني في "الكبير" (2495) ، وفي "الأوسط" (3363) (مطولاً) ، وتمام الرازي في "الفوائد" (1291) (الروض البسام) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/526-527، وهناد في "الزهد" (1322) ، والبخاري في "صحيحه" (7376) ، وفي "الأدب المفرد" (96) ، ومسلم (2319) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/68، والطبراني في "الكبير" (2492) و (2493) و (2494) ، والبيهقي في "السنن" 8/161 من طرق عن الأعمش، به. وقرن بأبي ظبيان زيد بن وهب، وستأتي رواية زيد برقم (19169) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2497) ، وفي "مكارم الأخلاق" (45) من طريق أبي إسحاق، عن أبي ظبيان، به، ولفظه: "من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه أهل السماء".
وأخرجه الحميدي (803) ، وابن أبي شيبة 8/526، ومسلم (2319) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2530) ، وابن خزيمة وأبو عوانة- كلاهما في "إتحاف المهرة" 4/68 -، والطبراني في "الكبير" (2504) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (894) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو
ابن دينار، عن نافع بن جبير، عن جرير، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/278، وتمام في "فوائده" (1292) (الروض البسام) من طريق شعبة، عن إبراهيم ابن أخي جرير، عن جرير، به، ولفظه: "من لا يرحم لا يرحم".
وأخرجه الطبراني (2487) من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي، عن جرير، مرفوعاً بلفظ: "من لا يرحم لا يرحم".
وسيرد بالأرقام (19166) و (19169) و (19170) و (19171) و (19172) و (19189) و (19194) و (19203) و (19241) و (19244) و (19247) =(31/502)
19165 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ جَرِيرًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ، قَالَ: " تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَنْصَحُ الْمُسْلِمَ، وَتَبْرَأُ مِنَ الْكَافِرِ " (1)
19166 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَرْحَمُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ " (2)
__________
= و (19261) و (19262) .
وفي الباب من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7121) .
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11362) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19153) غير أن شيخ أحمد هنا: هو بهز بن أسد العمي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبيد الله بن جرير روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2527) ، والطبراني في "الكبير" (2389) و (2390) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/63، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2528) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبيد الله بن جرير، به.
وقد سلف برقم (19164) بإسناد صحيح.(31/503)
19167 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ، وَهُوَ جَدُّهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " يَا جَرِيرُ، اسْتَنْصِتِ النَّاسَ "
ثُمَّ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)
19168 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (664) ، والدَّارمي (1921) ، والبخاري (121) و (4405) و (7080) ، ومسلم (65) ، وأبو عوانة 1/25، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2496) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/148، وابن حبان (5940) ، والطبراني في "الكبير" (2402) ، وابن منده في "الإيمان" (657) ، والبغوي في "شرح السنة" (2550) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة علي بن مدرك النخعي) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (19217) و (19259) و (19260) .
وفي الباب من حديث عبد الله بن مسعود، سلف (3815) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "لا ترجعوا"، أي: لا تصيروا، فكفاراً، منصوب على الخير، أو لا ترجعوا عن الدين حال كونهم كفاراً، فهو منصوب على الحال.
والمراد التشبيه، وإلا فقد أمن عليهم الارتداد، وإنما خاف عليهم القتال بينهم، فنهاهم عن ذلك، فقوله: "يضرب بعضكم"، كالبيان للمقصود، والجملة حال.(31/504)
قَالَ: بَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: تَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ بُلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/176، ومسلم (272) (72) ، وابن خزيمة (186) ، وأبو عوانة 1/255، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2492) ، والطبراني في "الكبير" (2430) ، والدارقطني في "السنن" 1/193، والبيهقي في "السنن" 1/270 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، إلا أن ابن أبي شيبة ومسلماً قرنا بأبي معاوية وكيعاً.
وأخرجه عبد الرزاق (756) ، ومسلم (272) (72) ، والترمذي (93) ، والنسائي في "المجتبى" 1/81، وفي "الكبرى" (121) ، وابن ماجه (543) ، وابن خزيمة (186) و (188) ، وأبو عوانة 1/254 و255، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2493) ، وابن قانع في "معجمه" 1/148، وابن حبان (1335) و (1337) ، والطبراني في، الكبير" (2421) و (2423) و (2424)
و (2427) و (2428) و (2429) ، والدارقطني في "السنن" 1/193، والخطيب في "تاريخه" 11/153 من طرق عن الأعمش، به. قال الترمذي: وحديث جرير حديث حسنٌ صحيح.
وأخرجه الطبراني (2432) و (2433) و (2434) و (2435) و (2436) من طرق عن إبراهيم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (758) من طريق عبد الكريم أبي أمية، وابن أبي شيبة 1/176، والطبراني (2512) ، والدارقطني 1/193 من طريق ضمرة بن حبيب-، والترمذي (94) و (611) و (612) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2495) ، والطبراني (2511) ، والدارقطني 1/194، والبيهقي 1/273=(31/505)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَكَانَ يُعْجِبُهُ هَذَا الْحَدِيثُ لِأَنَّ إِسْلَامَ جَرِيرٍ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ
__________
= و274 من طريق شهر بن حوشب، والطبراني (2507) من طريق عيسى بن جارية، كلهم عن جرير، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب.
وأخرجه عبد الرزاق (759) - ومن طريقه الطبراني (2490) - عن ياسين ابن معاذ الزيات، عن حماد بن أبي سليمان، عن ربعي بن حراش، عن جرير ابن عبد الله، قال: وضأتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح على خفيه بعدما أنزلت سورة المائدة. وياسين منكر الحديث ضعيف.
وأخرجه الطبراني (2460) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير، قال: رأيتُ جريراً مسح على الخفين!
وأخرجه الطبراني أيضاً (2506) من طريق محمد بن سيرين، عن جرير: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، فذهب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتبرز، ومسح على خُفَّيه.
وأخرجه الطبراني (2282) من طريق الحسن بن قزعة، عن بهلول بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: سأل رجل جريراً عن المسح على الخفين، فقال: كنا نمسح على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلنا: أقبل نزول المائدة أو بعد نزول المائدة؟ قال: إنما أسلمت بعد نزول المائدة. وبهلول بن عبيد ضعيف.
وسيرد بالأرقام (19201) و (19221) و (19223) و (19234) و (19236) و (19237) .
وفي الباب عن عمر، سلف برقم (128) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث بلال، سيرد 6/14.
قال السندي: قوله: تفعل هذا، أي: أتمسح على الخُفَّين وقد بلت، بالخطاب، كأنه يزعم المُنكر أن هذا إنما يجوز في الوضوء على الوضوء لا في الوضوء بعد الحَدَث.
بعد نزول المائدة، أي: فلا يجيء فيه احتمال أن يكون منسوخاً بالمائدة.(31/506)
19169 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
19170 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
19171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3449) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6013) ، وفي "الأدب المفرد" (370) ، ومسلم (2319) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/68- والطبراني في "الكبير" (2297) و (2298) و (2299) و (2301) و (2492) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/115 من طرق عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (19164) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19169) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/527، وهناد في "الزهد" (1322) ، والبخاري في "صحيحه" (7376) ، وفي "الأدب المفرد" (96) ، ومسلم (2319) ، والطبراني في "الكبير" (2300) و (2493) ، والبيهقي في "السنن" 8/161 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسيكرر (19203) سنداً ومتناً.(31/507)
عَنْ جَرِيرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "، (1)
19172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرٍ مِثْلَ ذَلِكَ (2)
19173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " مَا حَجَبَنِي عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19169) غير أن شيخ أحمد هنا: محمد بن عبيد، وهو الطَّنافسي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19164) غير أن شيخ أحمد هنا: محمد بن عبيد، وهو الطنافسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2491) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/54-، والطبراني في "الكبير" (2223) من طريق محمد بن عبيد،. بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (800) - ومن طريقه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/117- وابن أبي شيبة 2/152، والبخاري في "صحيحه" (3035) و (6089) ، وفي "الأدب المفرد" (250) ، ومسلم (2475) (135) ، والترمذي في "جامعه" (3821) ، وفي "الشمائل" (232) ، والنسائي في "الكبرى" (8302) ، وابن ماجه (159) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"=(31/508)
19174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ - أَوِ الْعَبَاءِ - مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، قَالَ: فَدَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا، فَأَذَّنَ، وَأَقَامَ، فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ: " {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] وَقَرَأَ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] " تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ " حَتَّى قَالَ: " وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ (1) عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ
__________
= (2522) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/54- وابن حبان (7200) ، والطبراني (2219) و (2220) و (2221) و (2222) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/347، وفي "الشعب" (8046) ، والبغوي في "شرح السنة" (2701) من طرق عن إسماعيل، به.
وسيرد بالأرقام (19178) و (19179) و (19210) و (19250) .
قال السندي: قوله: ما حجبني عنه، بل أذن لي في الدخول عليه متى استأذنت، لأنه كان كريماً في قومه، فكان يكرمه كما جاء ذلك، وجاء تنزيل الناس منازلهم.
(1) في (ظ13) : أن تعجز.(31/509)
حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، يَعْنِي (1) كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ (2) بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ " (3)
__________
(1) في (ظ13) : حتى، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ق) : يعمل، وهي نسخة في (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19156) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وأخرجه مسلم (1017) (69) [4/2060] من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (670) ، وابن أبي شيبة 3/109-110، ومسلم (1017) (69) و (1017) (15) [4/2060] ، والنسائي في "المجتبى" 5/75 -77، وفي "الكبرى" (2335) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/63 - وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (520) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (243) ، وابن حبان (3308) ، والطبراني في "الكبير" (2372) ، والبيهقي في "السنن" 4/175، وفي "السنن الصغير" (1247) ، وفي "الشُّعَب" (3319) ، والبغوي في "شرح السنة" (1661) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (244) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/63-، والطبراني (2374) من طريق رقبة بن مصقلة، والطبراني (2373) من طريق سفيان، كلاهما عن عون، به.
وأخرجه الطيالسي (665) مختصراً، ومسلم (1017) (70) [4/2060] ،=(31/510)
__________
= وابن ماجه (203) ، وأبو عوانة- كما في " إتحاف المهرة" 4/63- والطبراني في "الكبير" (2375) ، والبيهقي في "السنن" 4/176 وفي "الشعب" (3320) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن المنذر، به.
وأخرجه الترمذي (2675) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (245) من طريق المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن جرير، عن أبيه، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجهٍ عن جرير ابن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو هذا. وقد روي هذا الحديث عن المنذر بن جرير بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد روي عن عبيد الله بن جرير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8941) من طريق المسيب بن رافع، عن جرير بن عبد الله، به!
قال السندي: قوله: مجتابي النمار، هو بالجيم وبعد الألف باء موحدة، والنمار بالكسر جمع نمرة، وهي كساء من صوف مُخطَّط، ومعنى مجتابيها: أي: لابسيها وقد خرَّقوها في رؤوسهم.
عامتهم، أي: غالبهم.
بل كلهم: إضراب إلى التحقيق، ففيه أن قوله عامتهم كان عن عدم التحقيق، واحتمال أن يكون البعض من غير مضر أول الوهلة.
فتغير، أي: انقبض.
فدخل: لعله لاحتمال أن يجد في البيت ما يدفع به فاقتهم، فلعله ما وجد، فخرج.
(يا أيها الناس اتقوا) : لعله قرأها لاشتمالها على قوله: (والأرحام) ، فقصد به التنبيه على أنهم من أرحامكم، فيتأكد لذلك وَصلُهم.
تصدق رجل، قيل: هو مجزوم بلام أمر مقدرة، أصله ليتصدق، وهذا الحذف مما جوزه بعض النحاة، قلت: الواجب حينئذ أن يكون يتصدق بياء=(31/511)
19175 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ أَبِي جَحَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُنْذِرَ بْنَ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ، (1) عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَ النَّهَارِ فَذَكَرَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَأَمَرَ بِلَالًا، فَأَذَّنَ، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى وَقَالَ: كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ (2)
19176 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَرَزْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ إِذَا رَاكِبٌ يُوضِعُ نَحْوَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَأَنَّ هَذَا الرَّاكِبَ إِيَّاكُمْ يُرِيدُ " قَالَ: فَانْتَهَى الرَّجُلُ إِلَيْنَا، فَسَلَّمَ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ " قَالَ: مِنْ أَهْلِي وَوَلَدِي وَعَشِيرَتِي، قَالَ: " فَأَيْنَ تُرِيدُ؟ " قَالَ: أُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَقَدْ أَصَبْتَهُ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مَا الْإِيمَانُ؟
__________
= تحتية قبل تاء فوقية، ولا وجه لحذفها، فالوجه أنه صيغة ماضٍ بمعنى الأمر، ذكر بصورة الأخبار مبالغة، وبه اندفع قوله: إنه لو كان ماضياً لم يساعد عليه قوله: ولو بشق تمرة، لأن ذلك لو كان إخباراً معنى، وأما إذا كان أمراً فلا.
ولو بشق تمرة: بكسر الشين المعجمة، أي: نصفها.
كومين: بفتح الكاف وضمها قيل: هو بالضم اسم لما كوِّم، وبالفتح: المكان المرتفع على الرابية، قال عياض: فالفتح ها هنا أَوْلَى، إذ المقصود الكثرة والتشبيه بالرابية.
(1) لفظ: "يحدث" ليس في (ظ13) و (ص) ، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19157) سنداً ومتناً.(31/512)
قَالَ: " تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ "، قَالَ: قَدْ أَقْرَرْتُ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ بَعِيرَهُ دَخَلَتْ يَدُهُ فِي شَبَكَةِ جُرْذَانٍ، فَهَوَى بَعِيرُهُ وَهَوَى الرَّجُلُ، فَوَقَعَ عَلَى هَامَتِهِ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيَّ بِالرَّجُلِ " قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةُ (1) فَأَقْعَدَاهُ فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قُبِضَ الرَّجُلُ. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا رَأَيْتُمَا إِعْرَاضِي عَنِ الرَّجُلِ، (2) فَإِنِّي رَأَيْتُ مَلَكَيْنِ يَدُسَّانِ فِي فِيهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ مَاتَ جَائِعًا " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا وَاللهِ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82] قَالَ: ثُمَّ قَالَ: دُونَكُمْ أَخَاكُمْ قَالَ: فَاحْتَمَلْنَاهُ إِلَى الْمَاءِ، فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ، وَكَفَّنَّاهُ وَحَمَلْنَاهُ إِلَى الْقَبْرِ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَلْحِدُوا وَلَا تَشُقُّوا، فَإِنَّ اللَّحْدَ لَنَا، وَالشَّقَّ لِغَيْرِنَا " (3)
__________
(1) في (ظ13) : حذيفة بن اليمان.
(2) في (س) و (ص) (ق) و (م) : الرجلين، والمثبت من (ظ 13) .
(3) قوله: "اللحد لنا والشَّق لغيرنا" حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جناب: وهو يحيى بن أبي حية الكلبي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/203 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. =(31/513)
19177 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ لَنَا شَخْصٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَقَعَتْ يَدُ بَكْرِهِ فِي بَعْضِ تِلْكَ الَّتِي تَحْفِرُ الْجُرْذَانُ، وَقَالَ فِيهِ: " هَذَا مِمَّنْ عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا " (1)
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/41، وقال: في إسناده أبو جناب، وهو مدلس، وقد عنعنه، والله أعلم.
وقوله: "اللحد لنا والشق لغيرنا"، سلف برقم (19158) ، فانظره.
قال السندي: قوله: يوضع، من الإيضاع، بمعنى الإسراع.
فقد أصبته، أي: وجدته، كأن هذا بمنزلة: أنا ذاك الذي تريده.
أقررت، أي: اعترفت بأن هذا حق.
في شبكة جرذان: بكسر جيم، وسكون راء وبذال معجمة: جمع جُرْذ، بضم ففتح: الذكر الكبير من الفأر، والشبكة- بفتحتين- آبار متقاربة، والمراد: الحُفَر.
فهوى، كرمى، أي: سقط.
على هامته، بتخفيف الميم، أي: على رأسه.
الحدوا: من الإلحاد أو اللحد، من باب منع، ومعناهما واحد.
(1) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف ثابت: وهو ابن أبي صفية أبو حمزة الثُمالي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، فمن رجال "التعجيل "، وقد نقل الإمام أحمد في "العلل" 3/140 عن أسود بن عامر قوله: وأثنى عليه شريك خيراً، وذكره ابن حبان=(31/514)
19178 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا بَيَانُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ " (1)
__________
= في "الثقات"، وأورده ابن شاهين في "ثقاته".
وأخرجه مختصراً الحميدي (808) عن سفيان بن عيينة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2829) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن ثابت، بهذا الإسناد- واقتصروا فيه على قوله: "اللحد لنا والشَّق لغيرنا".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2328) و (2329) من طريق أبي بكر بن عياش وعبيد الله بن موسى، كلاهما عن ثابت، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن جرير، به.
وقد سلف برقم (19158) ، ولكن بسياق آخر، وذكرنا ثمة شاهده، فانظره.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وبيان: هو ابن بشر الأحمسي البجلي، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3820) وفي "الشمائل" (231) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/334- وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/54- والطبراني في "الكبير" (2286) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (3822) ، ومسلم (2475) (134) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/54- والطبراني (2287) ، والبيهقي في "الشعب" (8045) ، والخطيب في "تاريخه" 9/280، والمِزي في "تهذيبه" (في ترجمة جرير) من طرق عن بيان، به.
وقد سلف برقم (19173) .(31/515)
19179 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " مَا حَجَبَنِي (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي (2) " (3)
19180 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ قَالَ: وَقَالَ جَرِيرٌ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ حَلَلْتُ عَيْبَتِي، ثُمَّ لَبِسْتُ حُلَّتِي، ثُمَّ دَخَلْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: يَا عَبْدَ اللهِ، ذَكَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، ذَكَرَكَ آنِفًا بِأَحْسَنِ ذِكْرٍ، فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ وَقَالَ: " يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ، أَوْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، إِلَّا أَنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةَ مَلَكٍ " قَالَ جَرِيرٌ: " فَحَمِدْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا أَبْلَانِي " (4) ، وقَالَ أَبُو قَطَنٍ: فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَهُ مِنْهُ أَوْ سَمِعْتَهُ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ قَالَ: " نَعَمْ "،
__________
(1) في هامش (س) : ما حجبني عنه.
(2) لفظ: "في وجهي" ليس في (ص) ، وهو نسخة في هامش (س) .
قلنا: وهو الموافق للرواية (19210) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19173) .
(4) حديث صحيح، المغيرة بن شبل- ويقال ابن شبيل- وإن كان لم يتحرر لنا أمره أسمع من جرير أم لم يسمع- قد توبِع، ويونس: وهو ابن أبي إسحاق السبيعي، مختلف فيه، حسن الحديث، أبو قَطن: هو عمرو بن الهيثم البَصْري.=(31/516)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى" (8304) ، وابن خزيمة (1797) و (1798) ، وابن حبان (7199) ، والحاكم 1/285، والبيهقي في "السنن" 3/222، وفي "الدلائل" 5/346-347 من طرق عن يونس، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وهو أصل في كلام الإمام في الخطبة فيما يبدو له في الوقت. ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/372، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"لأوسط" باختصار عنهما، ورجال أحمد رجال الصحيح غير المغيرة ابن شبل، وهو ثقة.
وأخرجه الحميدي (800) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (250) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2523) ، والنسائي في "الكبرى" (8302) ، والطبراني في "الكبير" (2258) من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس: وهو ابن أبي حازم، عن جرير، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يطلع عليكم من هذا الباب رجل مِنْ خير ذي يَمَن، على وجهه مسحة مَلَك".
فطلع جرير بن عبد الله. قلنا: وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه مطولاً ابنُ سَعد 1/347 عن محمد بن عمر الأسلمي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، قال: قدم جرير ... فذكره. قلنا: ومحمد بن عمر الأسلمي هو الواقدي، متّروك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2498) ، وفي "الأوسط" (5830) من طريق سويد بن عمرو الكَلبي، عن أبي كدينة، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جرير، فذكره مختصراً دون ذكر القصة. قال في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن قابوس إلا أبو كدينة، تفرد به سويد بن عمرو الكلبي. قلنا: وقابوس فيه لين.
وسيرد برقم (19181) و (19227) .
قال السندي: قوله أنخت: من الإناخة.
عيبتي: بفتح فسكون، أي: موضع ثيابي المخصوصة.=(31/517)
19181 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلِ (1) بْنِ عَوْفٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ حَلَلْتُ عَيْبَتِي، ثُمَّ لَبِسْتُ حُلَّتِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَسَلَّمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِي شَيْئًا فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
19182 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ، " أَنَّهُ حِينَ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُشْرِكَ بِاللهِ
__________
= بالحدق، بفتحتين، أي: نظروا إلي بعيونهم كما ينظرون إلى عظيم إذا جاء في مجلس، فلذلك سأل رفيقه عما سأل عنه، لأنه عَلِمَ أن نظرهم بذلك الوجه ليس إلا لذلك.
فبينا هو يخطب: من جملة قول الرفيق له لبيان أحسن الذكر.
إذ عَرَضَ، أي: ذكرك.
ذي يمن: الظاهر أنه بضم الياء، بمعنى التيمن والبركة، أو هو بفتحتين، بمعنى البلاد المعروفة، فإن بجيلة في ناحية اليمن.
أبلاني، أي: أعطاني.
(1) في (ق) و (م) : شبل، وهي نسخة في (س) . قلنا: يقال ابن شبيل، أو شبل.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله. غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو نعيم الفَضْل بن دُكَيْن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/152-153 و14/325-326، والطبراني في "الكبير" (2483) من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.(31/518)
شَيْئًا، وَيُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَيَنْصَحَ الْمُسْلِمَ، وَيُفَارِقَ الْمُشْرِكَ " (1)
19183 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ (2) هِلَالٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصُرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَعْطَوْا فَأَعْطَى، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَعْطَى، ثُمَّ قَامَ الْمُهَاجِرُونَ فَأَعْطَوْا. قَالَ: فَأَشْرَقَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ الْإِشْرَاقَ فِي وَجْنَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ سَنَّ سُنَّةً صَالِحَةً فِي الْإِسْلَامِ فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ (3) مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19163) . عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (9821) .
(2) كذا في النسخ الخطية و (م) ، وقد سقط من الإسناد عبد الرحمن بن هلال العبسي بين حميد بن هلال وجرير، والظاهر أنه سقط قديم، لأنه جاء كذلك في "أطراف المسند" 2/194، وجاء على الصواب عند عبد الرزاق في "مصنفه" وقد رواه الإمام أحمد من طريقه.
(3) في (ظ13) و (ق) ، وهامش (س) : ينقص.(31/519)
شَيْءٌ (1) " (2)
19184 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا وَهُوَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُؤْوِي الضَّالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ " (3)
__________
(1) في (ظ13) يُنْقِص من أوزارهم شيئاً، وجاء في (ق) وهامش (س) : ينقص.
(2) حديث صحيح على سقط في إسناده، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (21025) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (2439) ، وفيه ذكر عبد الرحمن بن هلال في الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (250) و (1541) ، والطبراني في "الكبير" (2440) وفي "مسند الشاميين" (2716) من طريقين عن قتادة، به. وفيه عبد الرحمن بن هلال.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن هلال، عن جرير برقم (19202) و (19206) .
وقد سلف برقم (19156) .
(3) إسناده ضعيف. الضحاك بن المنذر، قال علي بن المديني: لا يعرفونه، ولم يرو عنه غير أبي حيان، ثم إن أبا حيان: وهو يحيى بن سعيد ابن حيان- قد اضطرب فيه، وقد نبه على ذلك المزي في "تهذيبه" (ترجمة الضحاك) .
فرواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة- كما في روايتنا، وعند ابن أبي شيبة 6/464-465-، وتابعه يعلى بن عبيد- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4719) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/133، والطبراني في "الكبير" (2378) -، وابن نمير- فيما أخرجه الطبراني (2377) -، فرووه عن أبي حيان،=(31/520)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقال: عن الضحاك بن المنذر، عن منذر بن جرير، عن جرير.
ورواه يحيى بن سعيد القطان- كما سيرد في الرواية (19209) - عنه، وقال: عن الضحاك خال المنذر بن جرير، عن المنذر بن جرير، عن جرير.
ورواه إسماعيل ابن عُلَية- فيما أخرجه النسائي كما في "التحفة" 2/432- عنه، فقال: عن الضحاك، عن ابن أخته المنذر، عن جرير، مختصراً.
ورواه شعبة- فيما أخرجه النسائي كما في "التحفة" 2/432- عنه، فقال: عن رجل، عن المنذر بن جرير، عن جرير.
ورواه روح بن القاسم- فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1403) - عنه، عن المنذر بن جرير، عن جرير. ورواية روح بن القاسم- فيما ذكر المزي في "تهذيبه"-: عن أبي حيان، عن الضحاك بن المنذر بن جرير، عن رجل، عن جرير.
ورواه ابنُ المبارك- فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (5801) - عنه، عن الضحاك بن المنذر، عن جرير، ولم يذكر فيه: المنذر بن جرير. وجاء عند الطبراني (2387) من طريق يحيى الحِماني، عن ابن المبارك، عن أبي حيان، عن الضحاك بن المنذر، عن المنذر بن جرير، عن جرير.
ورواه خالد بن عبد الله- فيما أخرجه أبو داود (1720) - عنه، وقال: عن المنذر بن جرير، قال: كنا مع جرير، ولم يذكر فيه الضحاك.
ورواه إبراهيم بن عيينة- فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (5799) - عنه، وقال: عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن المنذر بن جرير، قال: كنا مع جرير، فذكر قصة.
وقد صح من حديث زيد بن خالد الجهني السالف برقم (17055) ، ولفظه: "من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها".
وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6683) .
قال السندي: قوله: لا يؤوي، من الإيواء، أي: لا يضم إلى بيته.=(31/521)
19185 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ، فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ، ثُمَّ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسَ يُقَالُ لَهُ: بُشَيْرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُهُ " (1)
19186 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ وَهُوَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ " (2)
__________
= الضالة: الأموال الضالة بقصد التملك والانتفاع بها، لا بقصد التعريف والرد إلى صاحبها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة، وابن أبي خالد: هو إسماعيل الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (2701) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد، مطولاً.
وسيرد بالأرقام (19188) و (19204) و (19249) .
قوله: ثم بعث رجلاً من أحمس يقال له بشير. قلنا: كذا في هذه الرواية، والذي عند البخاري (4357) : ثم بعث جرير رجلاً من أحمس يكنى أبا أرطاة، وسُميَ عند مسلم (2476) : حصين بن ربيعة. قال الحافظ في "الفتح" 8/73: والصواب: أبو أرطاة حصين بن ربيعة: وهو ابن عامر بن الأزور، وهو صحابي بجلي، لم أَرَ له ذكراً إلا في هذا الحديث.
قال السندي: قوله: إلى ذي الخلصة: بفتحتين، الكعبة التي جعلوها في مقابلة الكعبة المشرَّفة قلنا: وانظر "النهاية" لابن الأثير 2/62.
(2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف شريك بن عبد الله=(31/522)
19187 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَصْدُرِ الْمُصَدِّقُ وَهُوَ عَنْكُمْ رَاضٍ " (1)
__________
= النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله، وأبو إسحاق: هو سليمان بن أبي سليمان الشيباني، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه أبنُ أبي شيبة 3/363، والطبراني في "الكبير" (2346) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. إلا أن لفظ الطبراني: "فصلُّوا عليه".
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 1/148، والطبراني (2348) من طريقين عن شريك، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2350) من طريق محمد بن عبيد بن ثعلبة، عن شريك، عن الشيباني، عن الشعبي، به. وهذا وهم، فإن شريكاَ لم يذكروا له رواية عن الشيباني، ومحمد بن عبيد بن ثعلبة ترجم له الذهبي في "الميزان"، وذكر أنه روى خبراً ساقطاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"
9/121.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/39، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. وأورده أيضاً 9/419، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
وأورده الحافظ في "تهذيبه" (ترجمة جرير) ، وقال: في إسناده مقال، وعلى تقدير صحته يُحتمل أن جريراً أرسله.
وسيرد برقم (19222) .
قلنا: قد صح من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7283) . وانظر (7147) فقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود: وهو ابن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.=(31/523)
19188 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
__________
= وأخرجه ابن خزيمة (2341) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/49-، والطبراني في "الكبير" (2333) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (606) - ومن طريقه الدارمي (1671) -، والشافعي في "المسند" 1/240 (ترتيب السندي) ، والحميدي (796) ، وابن أبي شيبة 3/115، والدارمي- (1670) ، ومسلم (989) (177) [2/757] ، والترمذي (648) ، والنسائي في "المجتبى" 5/31، وفي "الكبرى" (2241) ، وابن خزيمة (2341) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/49- والطبراني في "الكبير" (2334) و (2335) و (2336) و (2337) و (2338) و (2339) و (2340) و (2341) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/333، والبيهقي في "السنن" 4/136-137، وفي "معرفة السنن والآثار" (8269) ، والبغوي في "شرح السنة" (1564) من طرق عن داود، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (667) ، وابن ماجه في "سننه" (1802) ، والطبراني في "الكبير" (2352) و (2355) و (2367) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/333 من طرق عن الشعبي، به.
وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة في "مصنفه" 3/115 عن أبي معاوية، عن الشيباني، عن الشعبي، عن جرير، قال: قلت لبنيَّ: يا بني، إذا جاءكم المُصَدَّق، فلا تكتموه من نعمكم شيئاً.
وسيرد بالأرقام (19198) و (19207) و (19231) و (19246) .
قال السندي: قوله: ليصدر، أي: ليرجع.
المُصَدِّق: اسم فاعل من التصديق، وهو العامل على الصدقة، ويحتمل أنه اسم مفعول من التصدق على أنه بتشديد الصاد والدال جميعاً، والمراد: العامل. قال ذلك حين لم يكن ثمة خوف من ظلم العامل، وإنما كان الخوف من بخل صاحب المال، فقال لهم ذلك لئلا يبخلوا، والله تعالى أعلم.(31/524)
قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ " وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ، فَنَفَرْتُ إِلَيْهِ فِي سَبْعِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، قَالَ: فَأَتَاهَا فَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ، وَبَعَثَ جَرِيرٌ بَشِيرًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ. فَبَرَّكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ (1)
19189 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19185) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.
وأخرجه أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/55- من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2772) ، وابن جان (7202) من طريقين عن إسماعيل، به.
وأخرجه البخاري (3823) و (4355) ، ومسلم (2476) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/55-، والطبراني في "الكبير" (2289) من طريق بيان، عن قيس، به.
وأخرجه الطبراني (2296) من طريق الحسن بن عمارة، عن طارق بن عبد الرحمن، عن قيس، به، بنحوه. والحسن بن عمارة متروك.
وسيرد مطولاً برقم (19204) .
وفي باب الدعاء لأحمس، سلف من حديث طارق بن شهاب برقم (18834) .(31/525)
قَالَ لِي جَرِيرٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
19190 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ "، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39] (2) قَالَ شُعْبَةُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: " فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ " أَوْ لَمْ يَقُلْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الحميدي (802) ، وابن أبي شيبة 8/528، وهناد في "الزهد" (1322) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (97) ، ومسلم (2319) ، وأبو عوانة - كما في "إتحاف المهرة" 4/68- والطبراني في "الكبير" (2239) و (2240) و (2241) و (2242) و (2243) ، وفي "الأوسط" (1734) ، وفي "مكارم الأخلاق" (43) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (1013) من طرق عن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص239-240، والطبراني في "الكبير" (2291) من طريق بيان بن بشر، عن قيس، به.
وقد سلف برقم (19164) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2225) ، والخطيب في "تاريخه" 10/468 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(31/526)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (797) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7762) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (451) ، وابن خزيمة في "التَّوحيد" ص168، والطبراني في "الكبير" (2235) ، والآجري في "الشريعة" ص258، وفي "التصديق بالنظر" (25) ، والدارقطني في "الرؤية" (88) و (90) و (96) و (128) ، وابن منده في "الإيمان" (797) من طرق عن شعبة، به. ولم يذكر فيه شك شعبة، إلا أن النسائي والطبراني قرنا بشعبة عبد الله بن عثمان.
وأخرجه مطولا ومختصراً الحميدي (799) ، والبخاري في "صحيحه" (554) و (4851) و (7434) ، وفي "خلق أفعال العباد" ص16، ومسلم (633) (211) و (212) ، وأبو داود (4729) ، والنسائي في "الكبرى" (7762) و (11330) و (11524) - وهو في "التفسير" (350) - وابن ماجه (177) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (446) و (447) و (448) و (449) ، وعبد
الله بن أحمد في "السنة" (220) و (221) ، والطبري في "تفسيره" 16/233، وابن خزيمة في "التوحيد" ص167 و168، وأبو عوانة 1/375-376 و376، وابن حبان (7442) ، والطبراني في "الكبير" (2226) و (2227) و (2228) و (2229) و (2230) و (2231) و (2232) و (2234) و (2235) و (2236) و (2237) و (2292) ، والآجري في "الشريعة" ص258 وفي
"التصديق بالنظر" (24) ، والدراقطني في "الرؤية" (69) و (71) و (72) و (73) و (74) و (75) و (76) و (77) و (78) و (79) و (80) و (81) و (82) و (83) و (84) و (85) و (86) و (87) و (88) و (89) و (93) و (94) و (95) و (96) و (97) و (98) و (99) و (100) و (101) و (102) و (103) و (104) و (105) و (106) و (107) و (108) و (109) و (110) و (111) و (112) و (113) و (114) و (115) و (116) و (117) و (118) و (119) و (120) و (121) و (122) و (123) و (124) و (125) و (126) و (127) و (128) و (129) و (133) و (134) و (135) و (136) و (137) و (139) و (140) و (141) =(31/527)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و (142) و (145) ، وابن منده في "الإيمان" (793) و (794) و (795) و (796) و (798) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (829) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/128، والبيهقي في "السنن" 1/359، وفي "الاعتقاد" ص80، والبغوي في "شرح السنة" (378) من طرق عن إسماعيل، به. وعند ابن خزيمة من روايتين: وتلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وسبح بحمد ربك) . وعند مسلم وابن خزيمة والبيهقي 1/359 من رواية مروان بن معاوية: ثم قرأ جرير: (وسبح بحمد ربك) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (7435) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (461) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص169 و241، والطبراني في "الكبير" (2233) ، وفي "الأوسط" (8053) ، والدارقطني في "الرؤية" (131) و (132) ، وابن منده في "الإيمان" (800) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (825) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص81، وابن الجوزي في "مشيخته" ص108-109 من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحنّاط، عن إسماعيل، به.
وقال فيه: "إنكم سترون ربكم عياناً".
قال الطبراني في "الكبير": في هذا الحديث زيادة لفظه قوله: "عياناً" تفرد به أبو شهاب، وهو حافِظٌ متقن من ثقات المسلمين.
قلنا: ورواه زيد بن أبي أنيسة- فيما أخرجه الدارقطني في "الرؤية" (130) ، وابن منده في "الإيمان" (799) ، واللالكائي (826) - عن إسماعيل، به، بلفظ: "ستعاينون ربكم عز وجل كما تعاينون هذا القمر".
وأخرجه البخاري (7436) ، والنسائي في "الكبرى" (7761) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 168-169، وابن حبان (7444) ، والطبراني في "الكبير" (2288) و (2292) ، والدارقطني في "الرؤية" (105) (143) (144) (145) ، وابن منده (801) ، واللالكائي (829) من طريق بيان بن بشر الأحمسي، والطبراني (2292) ، والدارقطني في "الرؤية" (145) من طريق مجالد بن
سعيد، والآجري في "الشريعة" ص258-259، وفي "التصديق" (26) ،=(31/528)
19191 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " (1)
__________
= والدارقطني (146) من طريق طارق بن عبد الرحمن البجلي، والدراقطني في "الرؤية" (147) (148) من طريق عيسى بن المسيب البجلي، أربعتهم، عن قيس، به.
وسيرد برقم (19205) و (19251) .
وفي الباب من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11120) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وفي باب قوله: "فإن استطعتم أن لا تغلبوا على هاتين الصلاتين": عن أبي هريرة، سلف برقم (7491) .
وعن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، سلف برقم (1730) .
وعن عمار بن رويبة، سلف برقم (17220) .
وقوله: لا تضامون في رؤيته. قال ابن الأثير: يُروى بالتشديد والتخفيف، فالتشديد معناه: لا ينضم بعضكم إلى بعض أو تزدحمون وقت النظر إليه، ويجوز ضم التاء وفتحها على تُفاعلون وتتفاعلون ومعنى التخفيف: لا ينالكم ضيم في رؤيته، فيراه بعضكم دون بعض، والضيم: الظلمُ.
أن لا تغلبوا: على بناء المفعول، أي: لا يغلبكم الشيطان، فيفوت عليكم هاتين الصلاتين، وفيه أن لهما تأثيراً في الرؤية، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم البجلي.
وأخرجه الحميدي (795) -ومن طريقه ابن منده في "الإيمان" (221) -=(31/529)
19192 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي وَفِيهِمْ رَجُلٌ أَعَزُّ مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ لَا يُغَيِّرُونَ إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِقَابٍ " أَوْ قَالَ: " أَصَابَهُمُ الْعِقَابُ " (1)
__________
= والدارمي (2540) ، والبخاري (1401) و (2157) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (30) - ومسلم (56) (97) ، وابن الجارود (334) ، وابن خزيمة (2259) ، وأبو عوانة 1/37، والطبراني في "الكبير" (2244) (2245) (2247) (2248) (2249) ، وابن منده في "الإيمان" (220) و (221) ، والبيهقي في "الشعب" (11124) من طرق عن إسماعيل، بهذا الإسناد. وعند
البخاري (2157) زيادة: والسمع والطاعة.
وقد سلف برقم (19152) و (19153) .
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي. ثم إنه خالف فيه من هو أوثق منه، فرواه هنا، وفي الرواية الآتية برقم (19216) و (19256) عن أبي إسحاق- وهو السبيعي-، عن المنذر بن جرير، عن أبيه، ورواه شعبة- كما في الرواية (19230) -، وإسرائيل- كما في الرواية (19253) -، ومعمر- كما في الرواية (19255) -، ويونس- كما
في الرواية (19257) - أربعتهم عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، وهو الصواب. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الحارث في "مسنده" (764/1) (زوائد) عن الحسن بن قتيبة، عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2383) من طريق يحيى الحِمّاني، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، ولفظه: "ما من قوم يكون فيهم رجل يعمل بالمعاصي يقدرون أن يغيروا عليه، فلا يغيرون إلا=(31/530)
19193 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ، حِينَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ وَاسْتَعْمَلَ قَرَابَتَهُ يَخْطُبُ، فَقَامَ جَرِيرٌ، فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَسْمَعُوا وَتُطِيعُوا حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ، اسْتَغْفِرُوا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ غَفَرَ اللهُ تَعَالَى لَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَافِيَةَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَايِعُهُ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ " وَالنُّصْحَ " (1) ، فَوَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ إِنِّي لَكُمْ لَنَاصِحٌ (2)
19194 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي بَعْثٍ بِأَرْمِينِيَّةَ قَالَ: فَأَصَابَتْهُمْ
__________
= إلا عَمَّهم الله بعقاب قبل أن يموتوا". ويحيى الحِمَاني ضعيف كذلك.
وسيكرر (19254) سنداً ومتناً.
وفي الباب: عن أبي بكر الصديق، سلف برقم (1) .
وعن أم سلمة، سيرد 6/304.
قال السندي: قوله: لا يغيرون، أي: المنكر، بأن يقوم العزيز بالمنع عنه.
(1) في (م) و (ق) : النصح بدون واو، وهي نسخة في (س) ، ووقعت في (ص) : والنصح لكل مسلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (7509) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (660) - ومن طريقه ابن منده في "الإيمان" (277) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1449) ، والطبراني في "الكبير" (2471) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (19152) .(31/531)
مَخْمَصَةٌ أَوْ مَجَاعَةٌ قَالَ: فَكَتَبَ جَرِيرٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ". قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقْفَلَهُمْ وَمَتَّعَهُمْ (1)
__________
(1) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي إسحاق: وهو عمرو ابن عبد الله السبيعي، فرواه عنه شعبة، واختلف عليه فيه:
فرواه محمد بن جعفر- كما في هذه الرواية- عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: كان جرير بن عبد الله ... وذكر في آخره: وكان أبي في ذلك الجيش.
ورواه أبو داود الطيالسي (662) ، وعمرو بن حكام- فيما أخرجه الطبراني (2489) - كلاهما عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبيه، عن جرير.
ورواه عنه إسرائيل، واختلف عليه فيه، فرواه أبو أحمد الزبيري- كما في الرواية (19241) -، وعبد الله بن رجاء- فيما أخرجه الطبراني (2488) - كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبيه، عن جرير.
قلنا: والد أبي إسحاق السبيعي لم نقع له على ترجمة.
ورواه يحيى بن آدم- كما في الرواية (19262) - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن جرير، عن جرير، به.
ورواه أبو الأحوص سلاَّم بن سُلَيم- فيما أخرجه الطبراني (2502) - عن أبي إسحاق، عن جرير.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (19164) .
وقوله: بأرمينية: بفتح، فسكون، فكسر، فسكون تحتية فنون: هي أنجاد وجبال في آسيا الصغرى جنوب القفقاز بين أنجاد إيران شرقاً والأناضول غرباً، وبين بحر قزوين، ومسيل الفرات الأعلى افتتحها المسلمون في عهد عثمان رضي الله عنه سنة (24) هـ.
فأقفلهم: بصيغة الماضي، أي: رَدَّهم إليه.
ومتعهم: من التمتيع، وضبطها بعضُهم بصيغة الأمر، فكأنه قال لجرير:=(31/532)
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: " وَكَانَ أَبِي فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ فَجَاءَ بِقَطِيفَةٍ مِمَّا مَتَّعَهُ مُعَاوِيَةُ "
19195 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فَقَالَ: فَلَقَّنَنِي فَقَالَ: " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " وَالنُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (1)
19196 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عُمَرٍو،
__________
= أقفلهم ومتعهم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وسيار: هو أبو الحكم العنزي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه البخاري (7204) ، ومسلم (56) (99) ، والنسائي في "المجتبى" 7/152، وفي "الكبرى" (7812) و (8723) ، والطبراني في "الكبير" (2354) ، وابن منده (279) ، والبيهقي 8/145-146 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/147، وفي "الكبرى" (7797) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ " (5) ، وابن منده في "الإيمان" (280) من طريق مغيرة بن مِقْسم، عن الشعبي وأبي وائل، عن جرير، به.
وأخرجه وكيع في"الزهد" (348) - ومن طريقه الخلال في "السنة" (38) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1448) ، والطبراني (2472) و (2473) من طريق زياد بن علاقة، والطبراني (2250) و (2251) من طريق قيس، كلاهما عن جرير، به.
وقد سلف برقم (19152) .
وقوله في المبايعة على السمع والطاعة، سلف من حديث أنس برقم (12203) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا: حديث عبادة ابن الصامت، سيرد 5/318.(31/533)
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتِلُ عُرْفَ فَرَسٍ بِأُصْبُعَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ، الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
19197 - حَدَّثَنَا (2) هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ، (3) فَأَمَرَنِي (4) فَقَالَ: " اصْرِفْ بَصَرَكَ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن سعيد: وهو الثقفي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشَيْم: هو ابن بشير، ويونس: هو ابن عبيد العبدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/481، ومسلم (1872) (97) ، والنسائي في "المجتبى" 6/221، وفي "الكبرى" (4414) ، وأبو عوانة 5/11-13، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/274، وفي "شرح مشكل الآثار" (223) و (224) ، وابن حبان (4669) ، والطبراني في "الكبير" (2409)
و (2411) و (2412) و (2413) ، والبيهقي 6/329، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/100، والبغوي في "شرح السنة" (2646) من طرق عن يونس، بهذا الإسناد.
وفي الباب من حديث ابن عمر، سلف برقم (4616) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(2) هذا الحديث سقط من (س) .
(3) في (م) : الفجأة.
(4) لفظ: فأمرني، ليس في (ظ13) و (ق) و (ص) ، وهو نسخة في هامش (س) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19160) ، غير أن=(31/534)
19198 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِيَصْدُرِ الْمُصَدِّقُ مِنْ عِنْدِكُمْ وَهُوَ رَاضٍ " (1)
19199 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (2) " قَالَ: مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادٍ: " فَإِنِّي لَكُمْ لَنَاصِحٌ "
__________
= شيخ أحمد هنا: هو هشيم بن بشير.
وأخرجه مسلم (2159) ، والترمذي (2776) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19187) ، غير أن شيخ أحمد ها: هو محمد بن أبي عدي.
وأخرجه مسلم (989) (177) [2/757] ، وابن خزيمة (2341) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه عبد الرزاق (9819) ، والشافعي في "مسنده" 1/13 (ترتيب السندي) ، والحميدي (794) ، ومسلم (56) (98) ، والنسائي في "المجتبى" 7/140، وفي "الكبرى" (7777) و (8731) ، وأبو عوانة 1/37، والطبراني في "الكبير" (2467) ، وابن منده في "الإيمان" (273) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (2468) من طريق سفيان، عن مسعر، عن زياد، به.
وأخرجه أبو عوانة 4/496، وابن منده (274) من طرق عن مسعر، عن زياد، به.
وقد سلف برقم (19152) .(31/535)
19200 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَعْرَابِ مُجْتَابِي النِّمَارِ، فَحَثَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَبْطَئُوا حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِقِطْعَةِ تِبْرٍ فَطَرَحَهَا، فَتَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: " مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ (1) مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ (2) مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً، عُمِلَ (3) بِهَا مِنْ بَعْدِهِ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا (4) يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا (5) " (6)
__________
(1) في (ق) : وأجر، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ق) : ينقص.
(3) في (ق) : فعمل، وهي نسخة في (س) .
(4) في (م) : ولا ينقص، وفي (ص) : ولا ينتقص، وينتقص نسخة في (س) .
(5) في (ق) : لا ينقص من أوزارهم شيء.
(6) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وقد أدرك جريراً.
وأخرجه الحميدي (805) ، والدارمي (512) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (248) و (1539) ، والطبراني في "الكبير" (2312) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (2313) من طريق أبي بكر بن عَيَّاش، عن عاصم، به.=(31/536)
19201 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَتَوَضَّأُ مِنْ مِطْهَرَةٍ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَقَالُوا: أَتَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْكَ؟ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَقَالَ مَرَّةً: " يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ " (1) فَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ يُعْجِبُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُونَ: " إِنَّمَا كَانَ إِسْلَامُهُ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ "
19202 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ يَعْنِي ابْنَ صُبَيْحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَثَّنَا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَبْطَأَ النَّاسُ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، وَقَالَ مَرَّةً: حَتَّى بَانَ، ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ فَأَعْطَاهَا
__________
= وقد سلف بإسناد صحيح برقم (19156) .
قال القرطبي في "المفهم" 3/62: قوله: مجتابي النمار، أي: مقطوعي أوساط النمار، الاجتناب: التقطيع والخرق، والنمار جمع نمرة، وهي ثياب من صوف فيها تنمير.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19168) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو سفيان بن عيينة.
وأخرجه عبد الرزاق (757) ، والحميدي (797) ، ومسلم (272) ، وابن الجارود (81) ، وأبو عوانة 1/254، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2491) ، والطبراني في "الكبير" (2422) ، والدارقطني 1/193، والبيهقي 1/273 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.(31/537)
إِيَّاهُ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، فَأَعْطَوْا حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ السُّرُورُ، فَقَالَ: " مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا (1) وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَمِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ " قَالَ مَرَّةً: يَعْنِي أَبَا مُعَاوِيَةَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ (2)
__________
(1) في (ظ13) ، وهامش (س) : أجره.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الرحمن بن هلال العبسي من رجاله- وقد أخرج له هذا الحديث- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم بن صبيح: هو أبو الضحى.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/109، والدارمي (514) ، ومسلم (1017) [4/2060] ، والمروزي في "زوائد البر والصلة" لابن المبارك (331) ، وابن خزيمة (2477) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/63-، والطبراني في "الكبير" (2447) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1017) (71) و (1071) (15) [4/2059-2060] ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/63-، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (249) و (1540) ، والطبراني في "الكبير" (2445) و (2446) من طرق عن الأعمش، به. وقد قُرن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري بمسلم بن صبيح أبي الضحى.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/233، والطبراني في "الكبير" (2437) من طريق محمد بن قيس الأسدي، عن مسلم بن صبيح، قال: سمعت جرير بن عبد الله وهو يخطب الناس. دون ذكر عبد الرحمن بن هلال.=(31/538)
19203 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
19204 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ " وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي،
__________
= وقد سئل أبو حاتم عن حديث محمد بن فيس- فيما ذكر ابنه في "العلل" 2/167- فقال: كنت أظن أن أبا الضحى قد لقي جريراً، فإذا رواية الأعمش تدل على أنه لم يسمع منه، وحديث الأعمش قد أفسد حديثَ محمدِ بنِ قيس.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2442) و (2443) و (2444) من طريق الحسن بن عبيد الله، والطبراني أيضاً (2448) من طريق مجالد كلاهما عن عبد الرحمن بن هلال، به. وفي طريق مجالد قال: حدثني عبد الرحمن بن هلال، قال: أرسلني أبي إلى جرير بن عبد الله، قال: اقرأ عليه السلام، وقل له: كيف سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:.. فذكر الحديث.
وقد سلف برقم (19156) .
قال السندي: قوله: رؤي ذلك، على بناء المفعول، أي: ظهر أثره.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19170) سنداً ومتناً.(31/539)
وَقَالَ: " اللهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا ". فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا، فَكَسَّرَهَا وَحَرَّقَهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ. فَبَارَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ (1)
19205 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19185) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بنُ سعيد القَطان.
وأخرجه البخاري (3020) و (3076) و (4356) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/55- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2497) ، والطبراني في "الكبير" (2252) ، والبيهقي 9/174 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً وبتمامه الحميدي (801) ، والبخاري (4357) و (6333) ، ومسلم (2476) (137) ، والنسائي في "الكبرى" (8303) و (10358) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (524) -، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/55- والطبراني (2253) و (2254) و (2255) و (2256) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (379) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/347-348 من طرق عن
إسماعيل، به.
وأخرجه مختصراً في قوله: "اللهم ثبَّتْه واجعله هاديا مهدياً" البخاري (3036) و (6090) ، ومسلم (2475) (135) ، وابن ماجه (159) ، والبيهقي في "الشعب" (8046) ، والبغوي في "شرح السنة" (2701) من طريقين عن إسماعيل، به.(31/540)
نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: " أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تُضَامُونَ، أَوْ لَا تُضَارُّونَ "، شَكَّ إِسْمَاعِيلُ، " فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا "، ثُمَّ قَالَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130] (1)
19206 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هِلَالٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَسُنُّ عَبْدٌ سُنَّةً صَالِحَةً، يَعْمَلُ بِهَا مَنْ بَعْدَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يُنْقَصُ (2) مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَلَا يَسُنُّ عَبْدٌ سُنَّةَ سُوءٍ، يَعْمَلُ بِهَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19190) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2224) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (573) ، والنسائي في "الكبرى" (460) ، وابن أبىِ عاصم في "السنة" (450) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (317) ، وابن حبان (7443) ، والدارقطني في "الرؤية (70) ، وابن منده في "الإيمان" (792) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (827) ، والبيهقي في "السنن" 1/464 من طريق يحيى، به.
قال السندي: قوله: "كما ترون هذا"، أي: من غير ازدحام، يدل عليه ما بعده، فلا دلالة في الحديث على الجهة كما لا يخفى.
(2) في نسخة في (س) : ينتقص.(31/541)
مَنْ (1) بَعْدَهُ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يُنْقَصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ " (2)
19207 - قَالَ: وَأَتَاهُ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، يَأْتِينَا نَاسٌ مِنْ مُصَدِّقِيكَ يَظْلِمُونَا، قَالَ: " أَرْضُوا مُصَدِّقَكُمْ قَالُوا: وَإِنْ ظَلَمَ " قَالَ: أَرْضُوا مُصَدِّقَكُمْ " قَالَ جَرِيرٌ: " فَمَا صَدَرَ عَنِّي مُصَدِّقٌ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ " (3)
__________
(1) لفظ "من" لم يرد في (ظ13) و (ص) . قلنا: وهو الموافق لرواية مسلم. وهو نسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن أبي إسماعيل- وهو السلمي الكوفي- وعبد الرحمن بن هلال العبسي، من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه مسلم (1017) (15) [4/2060] ، والطبراني في "الكبير" (2441) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/63-، والطبراني (2441) من طريقين عن محمد بن إسماعيل، به.
وقد سلف برقم (19156) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسناد سابقه.
وأخرجه مسلم (989) (29) ، والنسائي في "المجتبى" 5/31، وفي "الكبرى" (2240) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/49- من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (989) (29) ، وأبو داود (1589) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/49- وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/102، والطبراني في "الكبير" (2441) ، والبيهقي في "السنن" 4/137 من طرق عن محمد بن أبي إسماعيل، به. =(31/542)
19208 - قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ " (1)
__________
= وقد سلف برقم (19187) .
قال السندي: قوله: أرضوا، من الإرضاء، قال ذلك لأنه علم أنهم غير ظالمين، ولكن هؤلاء لكراهتهم إعطاء المال نسبوا إليهم الظُّلْم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسناد سابقه.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص77، والبيهقي في "الشعب" (8416) ، وفي "الآداب" (173) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع" 2/411 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/511 و511-512، ومسلم (2592) (76) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/66-، والطبراني في "الكبير" (2454) و (2455) ، والبيهقي في "الشعب" (8417) ، والخطيب في "الموضح" 2/411 من طرق عن محمد بن إسماعيل، به.
وأخرجه الطبراني (2458) من طريق عمرو بن ثابت عن عمه، عن أبي بردة، عن جرير، مرفوعاً، بلفظ: "الرفق فيه زيادة البركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/18، وقال: رواه الطبراني، وفيه عمرو ابن ثابت، وهو متروك.
وأخرجه الطبراني (2273) و (2274) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير مرفوعاً، بلفظ: "إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" وفي رواية: "على الخُرْق".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/18، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات! قلنا: إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر ضعيف.
وسيرد برقم (19252) .
وفي الباب عن علي، سلف برقم (902) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب=(31/543)
19209 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ خَالُ الْمُنْذِرِ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي جَرِيرٍ بِالْبَوَازِيجِ فِي السَّوَادِ، فَرَاحَتِ (1) الْبَقَرَ، فَرَأَى بَقَرَةً أَنْكَرَهَا فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْبَقَرَةُ؟ قَالَ: بَقَرَةٌ لَحِقَتْ بِالْبَقَرِ، فَأَمَرَ بِهَا فَطُرِدَتْ حَتَّى تَوَارَتْ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُؤْوِي الضَّالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ " (2)
19210 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " مَا حَجَبَنِي عَنْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي " (3)
__________
= قال السندي: قوله: "من يحرم"، على بناء المفعول بالتخفيف من الحرمان، والرفق بالنصب على أنه مفعول ثان.
(1) في (م) : فراجعت، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه (19184) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/334-335، وابن ماجه (2503) ، والنسائي في "الكبرى" (5800) ، والطبراني في "الكبير" (2376) ، والبيهقي 6/190 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: بالبوازيج: بلد قرب تكريت، فتحها جرير بن عبد الله.
فراحت البقر، أي: خرجت إلى المرعى.
أنكرها، أي: ما عرف أنها من بقره.
توارت: غابت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19173) ، غير أن=(31/544)
19211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ، (1) عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ " (2)
19212 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " كَانَتْ (3) نَعْلُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ طُولُهَا ذِرَاعٌ " (4)
19213 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ
__________
= شيخ أحمد هنا: هو أبو أسامة حماد بن أسامة.
وأخرجه مسلم (2475) (135) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2522) ، والطبراني في "الكبير" (2221) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
(1) في (ظ13) ، وهامش (س) : شبيل.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (19155) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/299، وأبو عوانة 1/28، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق " (741) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
(3) في (ق) و (م) : كانت، وهي نسخة في (س) .
(4) أثر لا بأس به، ابن جرير- وإن كان مبهماَ- قد حدث عنه سفيان ابن عيينة بأمر مما يعرفه أهل الرجل عادةً، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/373، وقال: رواه عند الله، وابن جرير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.(31/545)
الْبَجَلِيِّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِأَهْلِ الْكِتَابِ " (1)
19214 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، (2) عَنْ طَارِقٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ طَارِقٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ
__________
(1) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي اليقظان عثمان ابن عمير البجلي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابنُ سَعْد 2/294-295 عن وكيع، بهذا الإسناد، إلا أنه قرن بوكيع الفضل بن دكين. وقال: قال الفضل في حديثه: "والشَّقُ لغيرنا".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2828) ، والطبراني في "الكبير" (2320) و (2321) ، والبغوي في "شرح السنة" (1512) من طرق عن سفيان، به. إلا أن لفظه: "والشق لغيرنا".
وخالفهم عبد الرزاق (6385) - ومن طريقه أخرجه الطبراني (2319) ، والدارقطني في "العلل" 4/الورقة 109، والبيهقي في "السنن" 3/408- فرواه عن سفيان الثوري، عن سالم بن عبد الرحمن، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، به. وجاء اسم سالم بن عبد الرحمن عند الطبراني: سلمة بن عبد الرحمن، وعند البيهقي: مسلم بن عبد الرحمن. ولعل الصواب فيه: سَلْم ابن عبد الرحمن، والله أعلم.
وقد سلف برقم (19158) .
(2) في (م) : جابر بن عبد الله، وهو خطأ.(31/546)
عَلَيْهِنَّ " (1)
19215 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ أَوْلِيَاءُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَالطُّلَقَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالْعُتَقَاءُ مِنْ ثَقِيفٍ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " قَالَ شَرِيكٌ، فَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
__________
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19154) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/635- ومن طريقه أبو يعلى (7506) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (225) - والطبراني في "الكبير" (2486) ، والبغوي في "شرح السنة" (3308) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح، شريك: وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان ضعيفاً ستئ الحفظ- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم: وهو ابن أبي النجود، فقد روى له الشيخان مقروناً، وهو حسن الحديث، وقد توبع.
وأخرجه الطيالسي (671) ، وابن عدي 3/1122 من طريق سليمان بن معاذ، وابن حبان (7260) ، والطبراني في "الكبير" (2310) ، والخطيب في "تاريخه" 3/44-45 من طريق أبي بكر بن عياش، والطبراني (2311) من طريق عمرو بن أبي قيس، ثلاثتهم عن عاصم بن أبي النجود، بهذا الإسناد.
وخالفهم عكرمة بن إبراهيم الأزدي فيما أخرجه أبو يعلى (5033) ، والطبراني في "الكبير" (10408) ، وإسرائيل فيما أخرجه البزار (2813) ، كلاهما=(31/547)
19216 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مَنْ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي هُمْ (1) أَعَزُّ مِنْهُ وَأَمْنَعُ لَمْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ، إِلَّا أَصَابَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ بِعِقَابٍ " (2)
19217 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ،
__________
= عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود. فجعلاه من حديثه، وقد وهما في ذلك، فقد قال الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 109: والصواب جرير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2302) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/146 من طريق سلمة بن كهيل، والطبراني (2314) من طريق الحكم بن عتيبة، كلاهما عن أبي وائل، به.
وأخرجه الطبراني (2284) من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير،، به. وقيس بن الربيع ضعيف.
وأخرجه الطبراني (2456) من طريق عبد الرحمن بن شريك، عن شريك، عن الأعمش، به.
وسيرد برقم (19218) بإسنادٍ صحيح.
وانظر حديث أنس السالف برقم (12722) .
(1) لفظ: "هم" سقط من (م) .
(2) حديث حسن، وهو مكرر (19192) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.
وأخرجه الحارث (764) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (2379) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.(31/548)
عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ لِجَرِيرٍ: " اسْتَنْصِتِ النَّاسَ "، وَقَالَ: قَالَ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)
19218 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الطُّلَقَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالْعُتَقَاءُ مِنْ ثَقِيفٍ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19167) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/30-31، والبخاري (6869) ، ومسلم (65) ، والنسائي في "المجتبى" 7/127-128، وفي "الكبرى" (3596) ، وابن ماجه (3942) ، وابن منده في "الإيمان" (657) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم على خطأ فيه، فقد وقع في النسخ هكذا: موسى بن عبد الله بن هلال العبسي، وهو خطأ، دخل فيه اسم راو براو آخر، والصواب: هو: موسى بن عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير، وقد نبه على هذا الخطأ الهيثمي في "مجمع الزوائد"
10/15، والحافظ في "أطراف المسند" 2/304، وفي "إتحاف المهرة" 4/56، وفي "التعجيل" 2/287- 288. والعجب من الحسيني، فقد ترجم لموسى بن عبد الله في "الإكمال" على ظاهر ما وقع في الاسم من الخطأ، وقال: ليس بمشهور!.
وقد رواه على الصواب الطبراني في "الكبير" (2438) ، من طريق عبد الرزاق، عن سفيان، عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن=(31/549)
19219 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اشْتَرِطْ عَلَيَّ. قَالَ: " تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَنْصَحُ لِلْمُسْلِمِ، وَتَبْرَأُ مِنَ الْكَافِرِ " (1)
19220 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ " (2)
__________
= عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، فذكره.
وأخرجه الحاكم 4/80- 81، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/145-146 من طريقين عن سفيان الثوري، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقد سلف برقم (19215) .
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19153) ، غير أن شيخ أحمد هنا: أبو عبد الرحمن مؤمل: وهو ابن إسماعيل، وهو ضعيف، وقد توبع.
(2) صحيح لغيره، جابر: وهو ابن يزيد الجعفي- وإن كان ضعيفاَ- قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه أبو يعلى (7502) ، والآجُري في "الشريعة" ص106، والطبراني (2368) من طريقين عن جابر، بهذا الإسناد، إلا أنه جاء عند الطبراني موقوفاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2363) من طريق سورة بن الحكم القاضي، وفي "الصغير" (782) من طريق أشعث بن عَطَّاف، كلاهما عن=(31/550)
19221 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُلَاثَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزْرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: أَنَا أَسْلَمْتُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَتِ الْمَائِدَةُ، " وَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ بَعْدَمَا أَسْلَمْتُ " (2)
__________
= عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن الشعبي، به. وقال في "الصغير": لم يروه عن عبد الله بن حبيب إلا أشعث وسورة بن الحكم القاضي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/47، وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وإسناد أحمد صحيح!
وسيرد برقم (19226) .
وله شاهد من حديث ابن عمر بإسناد صحيح، وقد سلف برقم (6015) .
قال السندي: قوله: "شهادة أن لا إله إلا الله" أي: على وجه يعتد بها، وهي أن تكون مع الشهادة برسالته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) في النسخ الخطية و (م) : علاقة، وضبب فوقها في (ظ13) ، وصححت في هامش كل من (ظ 13) و (ق) إلى: علاثة.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن مجاهد لم يتحرر لنا أمره أسمع من جرير أم لم يسمع، وزياد بن عبد الله بن علاثة، وإن وثقه ابنُ معين إلا أن في حفظه شيئاًَ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2503) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/179 و1/183، وأبو داود (154) ، وابن خزيمة (187) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2494) ، وابن الجارود (82) ، والطبراني (2401) ، والحاكم 1/169، والبيهقي في "السنن" 1/270 من طريق بكير بن عامر البجلي، عن أبي زرعة، عن جرير، به. وبكير بن عامر ضعيف.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (19168) ، بلفظ: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بال، ثم توضأ ومسح على خُفيه. قال إبراهيم: فكان يعجبه هذا الحديث، لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة.(31/551)
19222 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ " (1)
19223 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ الْمَخْرَجَ فِي خُفَّيْهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَتَوَضَّأُ وَيَمْسَحُ عَلَيْهِمَا " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19186) ، وموسى بن داود: هو الضبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2347) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد إلا أنه قرن بموسى بن داود أبا الوليد الطيالسي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن جرير- وهو ابن عبد الله البجلي- روى عنه- جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة تكتب، وقال الحافظ في "التقّريب": صدوق. قلنا: ولم يسمع من أبيه، وقد رواه هنا عنه بواسطة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2293) من طريق يحيى الحِمَّاني وأبي نعيم كلاهما عن شريك، به.
وأخرجه الطبراني كذلك (2394) من طريق قيس بن مسلم، عن إبراهيم ابن جرير، عن أبيه، به. دون ذكر قيس بن أبي حازم في الإسناد.
ورواية شريك أشبه فيما. ذكر الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 108. وانظر ابن أبي حاتم، في "العلل" 1/60.
وقد سلف نحوه لإسناد، صحيح برقم (19168) .
قال السندي: قوله: يدخل المخرج، فالظاهر باق على طهارته، ولا يحكم=(31/552)
* 19224 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، فَلَقِيتُ بِهَا رَجُلَيْنِ: ذَا كَلَاعٍ وَذَا عَمْرٍو قَالَ: وَأَخْبَرْتُهُمَا شَيْئًا مِنْ خَبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلْنَا، فَإِذَا قَدْ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُمْ مَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: فَقَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَالنَّاسُ صَالِحُونَ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ. قَالَ: فَرَجَعَا، (1) ثُمَّ لَقِيتُ ذَا عَمْرٍو فَقَالَ لِي: يَا جَرِيرُ، إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ ثُمَّ تَأَمَّرْتُمْ فِي آخَرَ، فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ غَضِبْتُمْ غَضَبَ الْمُلُوكِ، وَرَضِيتُمْ رِضَا الْمُلُوكِ " (2)
__________
= بنجاسته بدخول المخرج ونحوه ما لم يعلم وصول النجاسة إليه.
(1) كذا في النسخ الخطية، وفي (م) : فرجعا، وهو الموافق لرواية البخاري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وعبد الله بن أحمد- وإن كان من رجال النسائي وهو ثقة- قد توبع.
وهو عند ابن أبي شيبة 15/58 مختصراً بطرفه الأخير.
وأخرجه البخاري (4359) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد، وزاد فيه: فقال له ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك لقد مرَّ على أجله منذ ثلاث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2259) من طريق أبي كريب، عن عبد الله ابن إدريس، به، بمثل زيادة البخاري.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/128 و12/379، والطبراني (2392) ، وابن عدي=(31/553)
19225 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْأَوْدِيَّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ، فَلَحِقَ بِالْعَدُوِّ، فَمَاتَ، فَهُوَ كَافِرٌ " (1)
__________
= 1/257 من طريق إبراهيم بن جرير، عن جرير، بلفظ: "إن نبي الله بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم، فإذا قالوا: لا إله إلا الله حرمت عليكم أموالهم ودماؤهم". قلنا: وإسناده منقطع، إبراهيم لم يلق أباه.
وانظر (19232) .
قال السندي: قوله: قد رفع لنا، على بناء المفعول.
تأمرتم، أي: تشاورتم في آخر.
وإذا كانت، أي: الإمارة.
(1) حديث صحيح، داود بن يزيد الأودي- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه أبو عوانة 1/28، والطبراني في "الكبير" (2366) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 1/246، والخطيب في "تاريخه" 4/368 من طريق مكي، بهذا الإسناد إلا أنه جاء عند أبي نعيم: مجاهد عن جرير بدل عامر عن جرير، وقال أبو نعيم: كذا في كتابي: مجاهد عن جرير، وهو عامر عن جرير.
وأخرجه بنحوه مسلم (70) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/69، والبغوي في "شرح السنة" (2409) -، والنسائي في "المجتبى" 7/102- ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 11/136 و198-، وابن حبان- كما في "إتحاف المهرة" 4/62-، والطبراني (2357) ، والبيهقي في "الشعب" (8595) من طريق مغيرة- وهو ابن مِقْسَم-، وابن أبي شيبة 12/300، والطبراني (2359)
و (2360) من طريق مجالد، كلاهما عن عامر، به. قال المغيرة: "إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة". وزاد النسائي والطبراني (2357) والبيهقي: فأبق عبدٌ=(31/554)
19226 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوْدِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ " (1)
19227 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ
__________
= لجرير، فضرب عنقه. ولفظ مجالد: برئت منه الذمة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/13 من طريق عبد الله بن سلمة أبي عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الشعبي، به.
وسقط من المطبوع اسم: محمد بن عبد الرحمن.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/102 من طريق عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن مغيرة، عن الشعبي، عن جرير موقوفاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/300 من طريق الحسن بن عبيد الله ويونس ابن أبي إسحاق، كلاهما عن الشعبي، عن جرير موقوفاً، ولفظ الحسن: مع كل أبقة كفرة.
وقد سلف برقم (19155) .
(1) صحيح لغيره، داود بن يزيد الأودي- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم.
وأخرجه أبو يعلى (7507) ، والطبراني في "الكبير" (2364) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/251 من طريق عبيد الله بن موسى، عن داود، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19220) .(31/555)
حَلَلْتُ عَيْبَتِي، ثُمَّ لَبِسْتُ حُلَّتِي، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ قَالَ: فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: يَا عَبْدَ اللهِ، هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، ذَكَرَكَ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ، بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ: " إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، أَلَا وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ " قَالَ جَرِيرٌ: " فَحَمِدْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
19228 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19180) غير أن شيخ أحمد هنا: هو إسحاق بن يوسف الأزرق.
وأخرجه المِزي في "تهذيبه" (في ترجمة جرير) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح، مجالد: وهو ابن سعيد- وإن كان ضعيفاً- قد توبع.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والشعبي: هو عامر ابن شراحيل.
وأخرجه الحميدي (798) ، والطبراني في "الكبير" (2351) من طريق سفيان، بهذا الإسناد، إلا أن الطبراني قرن بمجالد إسماعيل بن أبي خالد.
وأخرجه مطولاً أبو عوانة 1/38، والطبراني في "الكبير" (2342) من طريق داود بن أبي هند، والطبراني (2365) من طريق داود بن يزيد الأودي، كلاهما عن الشعبي، به، إلا أنهما لم يذكرا فيه: السمع والطاعة. =(31/556)
19229 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَعَلَى أَنْ أَنْصَحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " قَالَ: وَكَانَ جَرِيرٌ إِذَا اشْتَرَى الشَّيْءَ وَكَانَ أَعْجَبَ إِلَيْهِ مِنْ ثَمَنِهِ قَالَ لِصَاحِبِهِ: " تَعْلَمَنَّ وَاللهِ لَمَا أَخَذْنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّا أَعْطَيْنَاكَ "، كَأَنَّهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْوَفَاءَ (1)
19230 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ
__________
= وقد سلف برقم (19153) .
وقوله: "والسمع والطاعة"، سلف برقم (19195) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عمرو بن سعيد- وهو الثقفي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَية، ويونس: هو ابن عبيد العبدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/140، وفي "الكبرى" (7778) ، وأبو يعلى (7503) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (586) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 8/262، والبيهقي 5/271- وأبو داود (4945) ، وابن حبان (4546) ، والطبراني في "الكبير" (2410) و (2414) و (2415) و (2416) ، وابن منده في "الإيمان" (280) ، والبيهقي 5/271 من طرق عن يونس، به.
وقد سلف برقم (19195) .(31/557)
بِالْمَعَاصِي، هُمْ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُهُ، لَمْ يُغَيِّرُوهُ إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ " (1)
19231 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَكُمُ الْمُصَدِّقُ، فَلَا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا عَنْ رِضًا " (2)
__________
(1) إسناده حسن، عبيد الله بن جرير روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وسماع شعبة من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله- قبل اختلاطه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2381) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (663) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1174) ، والبيهقي في "السنن" 10/91 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أبو داود (4339) ، وابن حبان (300) و (302) ، والطبراني (2382) من طريق أبي الأحوص سلاّم بن سُلَيم، و (2384) من طريق أبي جعفر الفراء، و (2385) من طريق يوسف بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. غير أن أبا داود قال: عن ابن لجرير، ولم يُسمِّه.
وقد سلف برقم (19192) .
(2) حديث صحيح، مجالد بن سعيد- وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (647) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد، وقال: حديث داود عن الشعبي أصح من حديث مجالد، وقد ضعف مجالداً بعضُ أهل العلم، وهو كثير الغَلَط.
قلنا: سلف حديث داود، عن الشعبي برقم (19187) .=(31/558)
19232 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ لِي حَبْرٌ بِالْيَمَنِ: إِنْ كَانَ صَاحِبُكُمْ نَبِيًّا فَقَدْ مَاتَ الْيَوْمَ. قَالَ جَرِيرٌ: " فَمَاتَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
19233 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالشَّرْطِ، قَالَ: " أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَعْبُدَ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ، وَتَبْرَأَ مِنَ الْمُشْرِكِ " (2)
__________
= وأخرجه الحميدي (796) ، والدارمي (1670) ، والطبراني في "الكبير" (2337) و (6362) من طرق عن مجالد، به. وقرن بمجالد داود بن أبي هند.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وقد روى له البخاري متابعة، وهو ثقة. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2479) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (2479) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن زائدة، به.
وانظر (19224) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (19153) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو سعيد مولى بني هاشم، وشيخه زائدة، وهو ابن قدامة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2306) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، بهذا الإسناد.(31/559)
19234 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، بَالَ وَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: " قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ أَعْجَبَ ذَاكَ إِلَيْهِمْ لِأَنَّ (1) إِسْلَامَ جَرِيرٍ كَانَ بَعْدَ الْمَائِدَةِ (2)
19235 - (3)
19236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ بَالَ، قَالَ: ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، وَصَلَّى، فَسُئِلَ (4) عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مِثْلَ هَذَا " قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُمْ هَذَا الْحَدِيثُ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ جَرِيرًا كَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ أَسْلَمَ (5)
__________
(1) في (س) و (ق) و (ص) و (م) : أن، والمثبت من (ظ 13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه أبو عوانة 1/255، وابن قانع في "معجمه" 1/148، والطبراني في "الكبير" (2425) من طريقين عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19168) .
(3) وقع في (م) حديث ملفق من إسناد الرواية رقم (19236) ، ومتن الرواية رقم (19234) ، فاقتضى التنويه.
(4) في (م) : فصلى وسئل.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(31/560)
19237 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ جَرِيرًا، بَالَ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَصَلَّى، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فَعَلَ مِثْلَ (1) ذَلِكَ (2) "
19238 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي نُخَيْلَةَ، (3) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَايِعُهُ، فَقُلْتُ: هَاتِ يَدَكَ وَاشْتَرِطْ عَلَيَّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالشَّرْطِ، فَقَالَ: " أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2426) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (668) ، والبخاري (387) ، والنسائي في "المجتبى" 2/73- 74، وفي "الكبرى" (850) ، وابن خزيمة (186) ، وأبو عوانة 1/254، وابن حبان (1336) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (19168) .
(1) لفظ: "مثل"، ليس في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن أبي عدي.
وقد سلف برقم (19168) .
(3) كذا ورد في النسخ الخطية و (م) ، وهو تحريف قديم، صوابه أبو نخيلة -بالخاء أو بالمهملة- نبه عليه الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 5/78، وقد جاء على الصواب في مصادر التخريج.(31/561)
الزَّكَاةَ، وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ، (1) وَتُفَارِقَ الْمُشْرِكَ " (2)
19239 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " إِذَا أَبَقَ إِلَى أَرْضِ الشِّرْكِ، (3) يَعْنِي الْعَبْدَ، فَقَدْ حَلَّ بِنَفْسِهِ (4) " وَرُبَّمَا رَفَعَهُ شَرِيكٌ
__________
(1) في (م) : للمسلم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19153) ، فلينظر لزاماً. أبو الأحوص: هو سلام بن سُلَيْم.
(3) في (ظ13) : المشركين، وفي (ص) : المشرك.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف في وقفه ورفعه على أبي إسحاق، وهو السبيعي.
فرواه شريك- كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/103- عنه، عن الشعبي، عن جرير موقوفاً، وقال أسود: ربما رفعه شريك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2349) ، وفي "الأوسط" (5837) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن شريك، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن جرير، مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل " 4/الورقة 110: وهم فيه- يعني الحِمَّاني- وإنما رواه عن أبي إسحاق السبيعي.
ورواه إسرائيل، واختلف عليه فيه:
فرواه أبو أحمد الزبيري كما في الرواية (19240) ، وأحمد بن خالد وخالد ابن عبد الرحمن- فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/103- ثلاثتهم عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير، ولم يرفعه.
ورواه القاسم بن يزيد- فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/103، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (743) -، وابن مهدي- فيما أخرجه=(31/562)
19240 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هُوَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ قَالَ: " إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ فَقَدْ حَلَّ دَمُهُ " (1)
19241 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
* 19242 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ،
__________
= الطبراني في "الكبير" (2345) - كلاهما، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير مرفوعاً.
ورواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي- فيما أخرجه أبو داود (4360) ، والنسائي في "المجتبى" 7/102-103، وأبو عوانة 1/28، والطبراني في "الكبير" (2344) ، وفي "الصغير" (826) ، وابن حزم في "المحلَّى" 11/135 و198-199، والبيهقي في "السنن" 8/204- عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير، مرفوعاً.
قلنا: ولا يضر وقف من وقفه، لأنه في حكم المرفوع، وقد ثبت مرفوعاً بنحوه من طريق صحيحة برقم (19242) ، وانظر (19155) .
(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19239) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي إسحاق، كما سلف بيان ذلك في الرواية (19194) ، فانظرها لزاماً.(31/563)
عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ " (1)
19243 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ فَقَدْ كَفَرَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود: وهو ابن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وعبد الله بن أحمد- وإن كان من رجال النسائي، وهو ثقة- قد توبع.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/204، وفي "الشعب" (8594) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (69) من طريق ابن أبي شيبة، به.
وقد سلف برقم (19155) و (19211) .
(2) حديث صحيح، علي بن عاصم: وهو الواسطي- وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. منصور بن عبد الرحمن: هو الغُداني.
وقد اختلف فيه على منصور بن عبد الرحمن:
فرواه علي بن عاصم- كما في هذه الرواية- وهو عند الخطيب في "تاريخه" 2/355- وشعبة- كما عند أبي داود الطيالسي (673) ، والنسائي في "المجتبى" 7/102، وابن خزيمة (941) ، وأبو عوانة 1/27-28، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (742) و (744) ، والطبراني في "الكبير" (2331) ، والبيهقي في "الشعب" (8596) ، والخطيب في "الموضح" 2/469- كلاهما عن منصور، به، مرفوعاً.
ورواه إسماعيل ابن عُلَية- كما عند مسلم (68) ، وابن حبان- كما في=(31/564)
19244 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ قَرْمٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ، وَمَنْ لَا يَغْفِرْ لَا يُغْفَرْ لَهُ " (1)
__________
= "إتحاف المهرة" 4/62- والدارقطني في "العلل" 4/الورقة 110، والبيهقي في "الشعب" (8597) ، وعبد العزيز بن المختار- كما عند الطبراني في "الكبير" (2332) ، كلاهما عن منصور، به، موقوفاً.
قلنا: ولا يضر وقفه، لأنه ثبت مرفوعاً عن منصور، إلا أنه كان يتحرج في رفعه كما ذكر هو عقب الرواية التي ساقها مسلم (68) (152) فقال: قد والله رُوِيَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكني أكره أن يُروى عنَي ها هنا بالبصرة.
وقد سلف برقم (19155) ، وانظر (19239) .
(1) حديث صحيح دون قوله: "ومن لا يغفر لا يغفر له " فهو حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن قرم- وإن كان ضعيفاً وقد توبع- إلا أن صنيع البخاري في "تاريخه الكبير" 1/318 يدل على أن هذا الإسناد منقطع، بين زياد وجرير رجلٌ مبهم. حسين بن محمد: هو المروذي.
وأخرجه بتمامه الطيالسي (661) ، والطبراني في "الكبير" (2477) من طريق قبس بن الربيع، والطبراني (2476) من طريق أبي حماد الكوفي مفضل ابن صدقة، والطبراني كذلك في "الكبير" (2475) ، وفي "مكارم الأخلاق" (44) من طريق الوليد بن أبي ثور، ثلاثتهم عن زياد، عن جرير، به. وقيس وأبو حماد والوليد ضعفاء.
وقوله: "من لا يرحم لا يرحم":
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/318 من طريق إبراهيم بن محمد ابن مالك بن زبيد الخيواني، وابن حبان (467) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، كلاهما عن زياد بن علاقة، عن جرير، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2474) من طريق آدم بن أبي إياس عن=(31/565)
19245 - حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " (1)
__________
= شيبان- وهو ابن عبد الرحمن النحوي- عن زياد بن علاقة، عن جرير، به.
وقد اختلف فيه على شيبان:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/318 من طريق أبي النضر هاشم ابن القاسم، عن شيبان، عن زياد بن علاقة، عن رجل، عن جرير، به. فزاد في الإسناد رجلاً مبهماً بين زياد وجرير.
قلنا: وزياد بن علاقة قد ثبت سماعه من جرير إلا أن صنيع البخاري يدل على أن زياداً لم يسمع منه هذا الحديث. بل رواه بواسطة. وقد روى هذا الحديث بأسانيد صحيحة أبو ظبيان برقم (19164) ، وقيس بنُ أبي حازم برقم (19245) ، وزيدُ بنُ وهب برقم (19169) ثلاثتهم عن جرير، به، فالظاهر أن الحديث حديثهم لا حديث زياد بن علاقة، والله أعلم.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ومن لا يغفر لا يغفر له".
له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6541) ، ولفظه: "واغفروا يغفر الله لكم"، وإسناده حسن.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19191) . يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه البخاري (57) و (524) و (2715) ، والترمذي (1925) ، والنسائي في "الكبرى" (321) و (7781) ، وابن خزيمة (2259) ، وابن حبان في "الإحسان" (4545) ، والطبراني في "الكبير" (2246) ، وابن منده في "الإيمان" (221) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وسيكرر (19248) سنداً ومتناً.(31/566)
19246 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، وَعَبْدَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَتَاكُمُ الْمُصَدِّقُ، فَلَا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا وَهُوَ رَاضٍ " (1)
19247 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
19248 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19231) غير أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بن سعيد القطان، وعبدة بن سليمان الكلابي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2361) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (19186) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19189) غير أن شيخ أحمد هنا: يحيى، وهو ابن سعيد القطان.
وأخرجه الترمذي (1922) ، والطبراني في "الكبير" (2238) ، والبيهقي في "الشعب" (11046) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19245) سنداً ومتناً.(31/567)
19249 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ " بَيْتٍ لِخَثْعَمَ كَانَ يُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ، قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ رَاكِبٍ قَالَ: فَخَرَّبْنَاهُ، أَوْ حَرَّقْنَاهُ، حَتَّى تَرَكْنَاهُ كَالْجَمَلِ الْأَجْرَبِ. قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْنَاهُ كَالْجَمَلِ الْأَجْرَبِ. قَالَ: فَبَرَّكَ عَلَى أَحْمَسَ وَعَلَى خَيْلِهَا وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ. فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِي حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا، وَقَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا " (1)
19250 - حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَالَ قَيْسٌ: قَالَ جَرِيرٌ: " مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي قَطُّ إِلَّا تَبَسَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19185) غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة جرير) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/153 و392-393 -ومن طريقه مسلم (2476) ، وابن حبان (7201) - والطبراني في "الكبير" (2255) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19173) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.(31/568)
19251 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: (1) " أَمَا (2) إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ، فَتَرَوْنَهُ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُونَ فِيهِ (3) ، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا " ثُمَّ قَرَأَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} (4) [ق: 39]
__________
(1) في هامش (س) : فقال لنا.
(2) لفظ: "أما" ليس في (ظ13) .
(3) لفظ: "فيه" ليس في (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19190) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (798) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاَ ومختصراً مسلم (633) (212) ، وأبو داود (4729) ، والترمذي (2551) ، وابن ماجه (177) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (446) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص167 و168، والطبراني في "الكبير" (2226) و (2227) ، والآجري في "الشريعة" ص257-258، وفي "التصديق" (23) ، والدارقطني في "الرؤية" (81) و (82) و (92) و (97) ، وابن منده في
"الإيمان" (791) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (828) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص80، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/155-156، والبغوي في "شرح السنة" (379) من طريق وكيع، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(31/569)
19252 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، تميم بن سلمة السلمي وعبد الرحمن ابن هلال العبسي، كلاهما من رجاله، وبقية رجاله رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان ابن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/510، وهنَّاد في "الزهد" (1431) ، ومسلم (2592) (75) ، وأبو داود (4809) من طريق وكيع وأبي معاوية، بهذا الإسناد.
وهو عند وكيع في "الزهد" (461) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3687) ، والطبراني في "الكبير" (2451) .
وأخرجه الطبراني (2453) ، والبيهقي 10/193 من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه الطيالسي (666) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (463) ، ومسلم (2592) (75) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/218-219، وابن خزيمة، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/66-، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص77، وابن أبي حاتم الرازي في "العلل" 2/274- 275 و275، والطبراني (2449) و (2450) و (2452) و (2453) ، والرامهرمزي في "المحدِّث الفاصل" (589) ، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (830)
من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (2592) (74) ، وابن حبان (548) من طريق منصور، عن تميم بن سلمة، به.
وقد سلف برقم (19208) .(31/570)
19253 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ، لَا يُغَيِّرُونَ إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ تَعَالَى بِعِقَابِهِ " (1)
19254 - حَدَّثَنَاهُ حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
19255 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (19230) ، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان، للزومه إياه. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/312 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4009) من طريق وكيع، به.
وقد سلف برقم (19192) سنداً ومتناً.
(2) حديث حسن، وهو مكرر (19192) .
(3) حديث حسن، وهو مكرر (19230) ، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدِي - وإن لم يتحرر لنا أمره أسمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط أم بعده- قد توبع.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20723) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى=(31/571)
19256 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَظُنُّهُ عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا عَمِلَ قَوْمٌ فَذَكَرَهُ "، (1)
19257 - حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ (3)
19258 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ "، فَإِنِّي لَكُمْ لَنَاصِحٌ (4)
__________
= (7508) ، والطبراني في "الكبير" (2380) .
(1) حديث حسن، وهو مكرر (19192) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أسود بن عامر.
(2) في (م) : عبد الله، وهو خطأ.
(3) إسناده حسن، وهو مكرر (19230) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أسود بن عامر، وشيخه: هو يونس بن أبي إسحاق.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق (19819) ، والبخاري (2714) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1448) ، والطبراني في "الكبير" (2463) و (2473) ، وابن منده في "الإيمان" (275) وبإثر الحديث (274) من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19152) .(31/572)
19259 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَنْصِتِ النَّاسَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)
19260 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ جَرِيرًا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَنْصِتِ النَّاسَ "، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: " لَا أَعْرِفَنَّ (2) بَعْدَمَا أَرَى تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19167) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/127-128، وفي "الكبرى" (3596) و (5882) ، وابن ماجه (3942) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
(2) في (س) و (ق) و (ص) و (م) : لأعرفن، وهو خطأ، والمثبت من (ظ13) وهامش (س) .
(3) حديث صحيح، قيس: وهو ابن أبي حازم قد ثبت سماعه من جرير إلا أنه قد صرح هنا بعدم سماعه هذا الحديث منه، فقال: بلغنا أن جريراً، وقد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/30، والنسائي في "المجتبى" 7/128، وفي "الكبرى" (3597) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19167) بإسناد صحيح.(31/573)
19261 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمِيرَةَ، وَكَانَ (1) قَائِدَ الْأَعْشَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ، يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَقَبَضَ يَدَهُ، وَقَالَ: " وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ "
ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَمْ يَرْحَمْهُ (2) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
19262 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (4)
__________
(1) في (س) و (ق) و (ص) و (م) : قال: وكان.. ولفظ قال ليس في (ظ 13) ، وهو الصواب.
(2) في (ص) : لا يرحمه، وهي نسخة في (س) .
(3) حديث صحيح، ولهذا إسناد اختلف فيه على سماك كما سلف بيان ذلك في الرواية (19161) ، فانظرها لزاماً.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (11047) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2484) و (2485) من طريق إبراهيم بن حميد الطويل، عن شعبة، به.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي إسحاق كما سلف بيان ذلك في الرواية (19194) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2529) ، والطبراني في "الكبير" (2387) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح رقم (19164) .(31/574)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - محمد نعيم العرقسوسي
شارك في تحقيقه
محمد رضوان العرقسوسي
الجزء الثاني والثلاثون
مؤسسة الرسالة(32/1)
حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ (1)
19263 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ، فَلَيْسَ مِنَّا " (2)
__________
(1) قال السندي: زيدُ بن أرقم مختلفٌ في كُنيته. قيل: أبو عَمرو، وقيل: ابو عامر، واستُصغر يومَ أُحد، وأوَّلُ مشاهِده الخندق، وقيل: المُرَيسِيع، وغزا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ عَشْرَةَ غزوةً، ثبتَ ذلك في الصحيح، وله حديثٌ كثير، شهد صِفِّين مع عليّ، ومات بالكوفة أيامَ المختار سنة ستّ وستين، وقيل: سنة ثمان وستين، وهو الذي سَمعَ عبد الله بنَ أبي يقول: لَيُخْرِجَنَّ الأَعَز منها الأَذَل، فأخبرَ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسألَ عبدَ الله، فأنكر، فأنزل اللهُ تعالى تصديقَ
زيد؟ ثبت ذلك في "الصحيحين"، وفيه: فقال: "إنَ الله قد صدقك يا زيد".
وقال أبو المنهال: سألتُ البراء عن الصرف، فقال: سَلْ زيدَ بنَ أرقم، فإنه خيرٌ مني وأعلمُ.
قلنا: حديثُ غَزْوِه سبعَ عَشْرَةَ غزوةً سيرد برقم (19282) ، وحديث تصديقِ الله له سيرد برقم (19285) ، وحديثُ الصرف برقم (19275) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. غير يوسف بن صهيب وحبيب بن يسار، فمن رجال الترمذي والنسائي، وروى أبو داود للأول منهما أيضاً، وكلاهما ثقة. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، ووكيع: هو ابنُ الجراح الرؤاسي.
وأخرجه الترمذي (2761) ، والنسائي في "الكبرى" (14) ، وابنُ عدي في=(32/7)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الكامل" 6/2361 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/564-565، وعبد بن حُميد (264) ، ويعقوبُ ابنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/233، والترمذي (2761) ، والنسائي في "المجتبى" 1/15 و8/129- 130، والعقيلي في "الضعفاء" 4/195، وابن حبان (5477) ، والطبراني في "الكبير" (5033) و (5034) و (5036) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (356) و (357) و (358) ، والبيهقي في "الآداب" (692) ، والمزي في "تهذيب الكمال" في (ترجمة حبيب بن يسار) من طرق عن يوسف ابن صُهيب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (526) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن زكريا بن يحيى البدّي، عن حبيب بن يسار، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن زكريا بن يحيى إلا جرير.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1349) من طريق خلاَّد بن يحيى الكوفي، عن يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن أبي رَمْلَة، عن زيد بن أرقم، به. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد، وأبو رملة اسمه عبد الله بن أبي أمَامَة بن ثعلبة الأنصاري الحارثي المدني.
وسيرد برقم (19273) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2738) بلفظ: كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقصُّ شاربه، وكان أبوكم إبراهيمُ من قبله يقصُّ شاربه. وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها حديث المغيرة بن شعبة. سلف برقم (18212) .
قال المباركفوري: قولُه: "فليس منَّا" أي: ليس من العاملين بسنتنا ...
واختلف الناس في حد ما يقصُّ منه، وقد ذهب كثير من السلف إلى استئصاله وحلقه، لظاهر قوله: "أحْفُوا وانهَكُوا"، وهو قول الكوفيين، وذهب كثير منهم إلى منع الحلق والاستئصال، وإليه ذهب مالك، وكان يرى تأديبَ مَنْ حَلَقَه، وروى عنه ابنُ القاسم أنه قال: إحفاءُ الشارب مُثْلَة. قال النووي: المختار أنه يقص حتى يبدوَ طرفُ الشَّفَة، ولا يُحفيه من أصله. قال: وأما رواية: "أحفوا=(32/8)
19264 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ قُبَاءَ وَهُمْ يُصَلُّونَ الضُّحَى فَقَالَ: " صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ مِنَ الضُّحَى " (1)
__________
= الشوارب" فمعناها: أحفوا ما طال عن الشفتين وكذلك قال مالك في "الموطأ": يُؤخذ من الشارب حتى تبدوَ أطرافُ الشَّفَة ... وروى الأثرم عن الإمام أحمد أنه كان يُحفي شاربه إحفاءً شديداً.. وقال حنبل: قيل لأبي عبد الله: ترى للرجل يأخذ شاربه ويُحفيه، أم كيف يأخذه قال: إن أحفاه فلا بأس، وإن أخذه قصاً فلا بأس.
قلنا: قد سلف من حديث المغيرة بن شعبة برقم (18212) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصَّ له شاربه على سواك، وإسناده حسن.
قال السندي: قوله: "فليس منا" أي: من أهل سنتنا وطريقتنا، وقيل: هو تغليظٌ، وبالجملة. ففيه تأكيدٌ أكيد بأخذ الشارب، وأنه لا ينبغي إهمالُه، ثم في قوله: "من شاربه" إشارةٌ إلى إنه يكفي أخذُ البعض، كمذهب مالك، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده على شرط مسلم. القاسم بن عَوْف- وإنْ كان ضعيفاً- قد انتقى له مسلم هذا الحديثَ الواحد، وأدرجه في صحيحه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 2/406- ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1010) - عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (687) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/49- والدارمي (1457) ، ومسلم (748) (144) من طرق عن هشام، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5113) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن=(32/9)
19265 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ، إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ: حُصَيْنٌ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ مَعَهُ، لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللهِ لَقَدْ كَبُرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوهُ، وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ، ثُمَّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا فِينَا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا، بَيْنَ مَكَّةَ
__________
= وكيع، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن القاسم الشَيباني، عن زيد موقوفاً. ويحيى الحِمَاني ضعيف.
وسيأتي بالأرقام: (19270) و (19319) و (19347) .
قال السندي: قوله: "الأوَّابين" جمع أوَاب، وهو الكثير الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة، أو المطيع، أو المسبِّح.
إذا رَمِضَت؛ من رَمِضَ، كَسَمعَ، والرَّمضاء: الحجارة الحامية من حر الشمس، ومعنى رَمِضَت الفِصال: أنها وجدت حرَّ الرَّمضاء، والفِصال بكسر الفاء. جمع فصيل، وهو من أولاد الإبل ما فُصِلَ عن أمه، واستغنى عن الرضاع. وفي "المجمع": هو أن تحمى الرَّمضاء، وهي الرمل، فتبرك الفِصالُ من شدة حرِّها، واحتراقِ أخفافها، والنفسُ تميلُ إلى الاستراحة في هذا الوقت، فالاشتغال بالطاعة أَوْبٌ ورجوعٌ إلى رضا الرَّب.
من الضحى: أي: لأجلِهِ، والمراد صلاةُ الضُّحى عند ارتفاع النهار وشدة الحرّ.(32/10)
وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ، وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، أَلَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَأُجِيبُ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ، أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ " فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ، وَرَغَّبَ فِيهِ. قَالَ: " وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي "، فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ. قَالَ: أَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، يزيد بن حيان التيمي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة، وأبو حيان التيمي: هو يحيى بنُ سعيد بنِ حَيَّان.
وأخرجه مسلم (2408) (36) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 3/215، والدارمي (3316) ، ومسلم (2408) ، وأبو داود (4973) ، ويعقوب بن سفيان 1/536، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (1550-1551) ، والنسائي في "الكبرى" (8175) ، وابن خزيمة (2357) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/592- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3464) ، والطبراني في "الكبير" (5028) ، والبيهقي
في "السنن" 10/113-114، والبغوي في "شرح السنة" (3913) من طرق عن أبي حَيَّان التَّيْمي، به. وجاء عند ابن أبي شيبة ويعقوب بن سفيان وابن أبي=(32/11)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عاصم والطحاوي من طريق محمد بن فضيل: حصين بن عُقبة، بدل: حصين ابن سبرة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق في "مصنفه" (6943) ، وابن أبي شيبة 10/505، ومسلم (2408) (36) (37) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1552) ، وابن حبان (123) ، والطبراني في "الكبير" (5023) و (5024) و (5025) و (5026) و (5027) من طرق عن يزيد بن حيان التيمي، به.
وسيرد من وجه آخر مختصراً برقم (19313) .
وله طرق أخرى أوردناها عند ذكرنا لحديث زيد بن أرقم هذا شاهداً لحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11104) وبعضها مطول بزيادة: "مَنْ كنت مولاه فعليٌّ مولاه" الآتية برقم (19302) ، وذكرنا هناك كذلك بقية أحاديث الباب.
وانظر حديثَ أمِّ سلمة الآتي 6/292.
قال السندي: قوله: أعي، أي: أحفظ.
خُمّاً. بضم خاء معجمة، وتشديد ميم.
رسول ربي: يريد ملك الموت، والمقصود أن هذا وصيةٌ منه، فلا بدَّ أن يسمعوها في الحال بأحسن وجه، ويراعوها بعده.
ثَقَلين، أي: أمرين، كلٌّ منهما ذو قدر، وثِقَل، لا أنه خفيف لا قدر له.
وأهلُ بيتي: بالرفع، أي: والثاني أهلُ بيتي، أو بالنصب، أي: راعوهم، وما بعده يدلُّ على لهذا المحذوف.
قال: إن نساءه من أهل بيته، أي: بالمعنى العام، وهو مَنْ له تعلُّق بالبيت.
ولكن أهل بيته، أي: بالمعنى المخصوص.
مَنْ حُرِمَ: على بناء المفعول مخفَّفاً.
بعده، أي: حتى بعده أيضاً، وليس المراد التقييد.(32/12)
19266 - قَالَ يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا أَحَادِيثُ تُحَدِّثُهَا وَتَرْوِيهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ تُحَدِّثُ أَنَّ لَهُ حَوْضًا فِي الْجَنَّةِ قَالَ: قَدْ حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَعَدَنَاهُ. قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ. قَالَ: إِنِّي قَدْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ " وَمَا كَذَبْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
وَحَدَّثَنَا زَيْدٌ، فِي مَجْلِسِهِ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَيَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ الضِّرْسُ مِنْ أَضْرَاسِهِ كَأُحُدٍ " (1)
__________
(1) هو موصول بإسناد سابقه.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 11/452-453، والطبراني في "الكبير" (5021) و (5022) من طرق عن أبي حيان، به.
وقوله منه: "مَنْ كَذَبَ علي متعمداً، فليتبوَّأ مقعدَه من النار":
أخرجه الطبراني في "الكبير" (5018) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" أيضاً (5019) و (5020) من طريقين عن أبي حيان، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً (5017) من طريق عمرو بن ثابت، عن يزيد بن حيان، به.
وذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن عمرو (6478) .
وقوله منه: "إن الرجلَ من أهل النار لَيَعْظُم للنار ... ": أخرج نحوه ابنُ=(32/13)
19267 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، قَالَ: فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا، قَالَ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَكَ عُقَدًا فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَنْ يَجِيءُ بِهَا، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَاسْتَخْرَجَهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَحَلَّهَا. قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ "، فَمَا ذَكَرَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ، وَلَا رَآهُ فِي وَجْهِهِ قَطُّ حَتَّى مَاتَ (1)
__________
= أبي شيبة 13/164 عن عليِّ بن مُسهر، عن أبي حيان، به. وهو- وإن كان موقوفاً- في حكم المرفوع، وقد سلف مرفوعاً من حديث ابن عمر برقم (4800) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: كذبتَ: اجتراء على تكذيب الحق بالجهل، كما هو شأن من لا يبالي بأمور الدين.
قد خَرِفْتَ: يقال: خَرِفَ الرجل. كسمع، بإعجام خاءٍ وإهمال راء، أي: فسدَ عقلُه لكبره.
قال: إن الرجل، أي: المكذب للحق، ففيه تعريضٌ له.
(1) حديث صحيح بغير هذه السياقة، وهذا إسناد فيه تدليس الأعمش، فقد قال الذهبي فيه في "الميزان": فمتى قال: "حدثنا" فلا كلام، ومتى قال: "عن" تطرَّق إليه احتمالُ التدليس إلا في شيوخ له أكثرَ عنهم، كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمَّان، فإن روايتَه عن هذا الصِّنف محمولةٌ على الاتصال.
قلنا: وروايتُه في هذا الحديث عمَّن لم يُكثر عنهم، وليس له عن شيخه يزيد ابن حيان في هذا الحديث رواية في الكتب الستة، وكذا شيخه الآخر فيه- وهو ثُمامة بن عقبة الآتي ذكره في التخريج- لم يُعرف من المكثرين عنه، وقد عنعن=(32/14)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في جميع الطرق إليه، كما سيرد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/29-30- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5016) - وعبد بن حميد (271) ، والنسائي في "المجتبى" 7/112-113، وفي "الكبرى" (3543) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5935) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وعند عبد بن حميد والطحاوي زيادة: فأتاه جبريل، فنزل عليه بالمُعَوِّذَتَيْن، قبل قوله فقال: إن رجلاً من اليهود سحرك، ورواية عبد بن حميد صريحة أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمَرَ علياً أن يَحُل العُقَد، ويقرأَ آية، وسياق ما نقله الحافظ في "الفتح" 10/230 عن عبد بن حميد يشير إلى أن الآمر جبريل، والمأمور هو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/199 من طريق سفيان الثوري، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/289-290، والطبراني في "الكبير" (5012) من طريق شيبان، والطبراني في "الكبير" (5011) ، والحاكم في "المستدرك" 4/360-361 من طريق جرير، ثلاثتهم، عن الأعمش، عن
ثُمامة بن عُقبة المُحَلِّميِّ، عن زيد بن أرقم، به، نحوه. قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. فتعقَّبه الذهبي بقوله: لم يُخرجا لثمامة شيئاً، وهو صدوق.
قلنا: وقد جاء عند ابن سعد ويعقوب بن سفيان أن الذي سحره رجلٌ من الأنصار، وقد بيَّنت روايةُ البخاري (5765) أنه من بني زُرَيْق، حليفٌ ليهود، كان منافقاً. قال الحافظ في "الفتح" 10/226: وبنو زُرَيق بطنٌ من الأنصار مشهورٌ من الخزرج. ثم حكى عن القاضي عياض قوله: ويحتمل أن يكون قيل له يهوديّ، لكونه من حلفائهم، لا أنه كان على دينهم.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/289- 290 وقال: رواه النسائي باختصار، والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح.
قلنا: وسياقه الصحيح ما رواه البخاري (5763) من حديث عائشة من طريق عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها قالت: سحرَ رسول=(32/15)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلٌ من بني زُرَيق يقال له: لَبِيد بنُ الأَعْصم، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي ذهب في ناس من أصحابه إلى البئر التي فيها مُشاطة السحر، وفيه أن
عائشة قالت له: أفلا استخرجتَه؟ قال: قد عافاني الله، وأنه أمر بالبئر، فدُفنت.
ورواه البخاري كذلك (5765) من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، به غير أنَّ في روايته أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى البئرَ حتى استخرجَه، وفيه قالت عائشة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أفلا تنَشَّرْتَ؟ فقال: "أما واللهُ قد شفاني".
قلنا: فرواية الصحيح أنه لم يَحْلُلْها، كما ورد في رواية الإمام أحمد هذه.
وقد بحث الحافظ في الجمع بين رواية عيسى بن يونس التي فيها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يستخرج مُشاطة السِّحر، وبين رواية سفيان بن عيينة التي فيها أنه استخرجه، فحكى في "الفتح" 10/234 عن ابن بطال قوله: ذكر المهلَّب أن الرواة اختلفوا على هشام في إخراج السحر المذكور، فأثبته سفيان، وجعل سؤال عائشة عن النشرة، ونفاه عيسى بن يونس، وجعل سؤالها عن الاستخراج، ولم يذكر الجواب، وصرَّح به أبو أسامة، قال: والنظر يقتضي ترجيح رواية سفيان، لتقدُّمه في الضبط، ويؤيده أن النشرة لم تقع في رواية أبي أسامة، والزيادة من سفيان مقبولة، لأنه أثبتُهم، ولا سيما أنه كرَّر استخراج السحر في روايته مرتين، فيبعد من الوهم، وزاد ذكر النشرة، وجعل جوابَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها بلا، بدلاً عن الاستخراج، قال: ويحتمل وجهاً آخر، فذكر ما
محَصلُه: أن الاستخراج المنفي في رواية أبي أسامة غير الاستخراج المثبت في رواية سفيان، فالمثبتُ هو استخراج الجفّ، والمنفي استخراجُ ما حواه، قال: وكأن السر في ذلك أن لا يراه الناس، فيتعلمه من أراد استعمال السحر. قلت: وقع في رواية عمرة: فاستخرج جف طلعة من تحت راعوفة، وفي حديث زيد ابن أرقم: فأخرجوه، فرمَوْا به، وفي مرسل عمر بن الحكم أن الذي استخرج السحر قيس بن محصن، وكل هذا لا يخالف الحمل المذكور، لكن في آخر رواية عمرة، وفي حديث ابن عباس، أنهم وجدوا وتراً فيه عُقَدٌ، وأنها انحلت عند قراءة المعوذتين، ففيه إشعار باستكشاف ما كان داخل الجف، فلو كان=(32/16)
19268 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى قَرَظَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: فَقُلْنَا لِزَيْدٍ: وَكَمْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: فَقَالَ: " بَيْنَ (1) السِّتِّ مِائَةِ إِلَى السَّبْعِ مِائَةِ " (2)
__________
= ثابتاً، لقدح في الجمع المذكور، لكن لا يخلو إسناد كل منهما من ضعف.
وقد بحث الحافظ كذلك في "الفتح" 10/230 في الجمع بين رواية الصحيح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي أتى البئر، وبين الروايات التي فيها أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث غيره بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجَّههم أولاً، ثم توجَّه، فشاهدها بنفسه، وجميعُ الروايات، سوى الصحيح ضعيفة، فلا حاجة لتكلف الجمع بينها وبين الصحيح.
وسيأتي حديث عائشة 6/50 و57 و63 و96.
قال السندي: قوله: إليها، أي: إلى البئر.
من يجيء بها، أي: بالعُقَد.
كأنما نُشِطَ؛ على بناء المفعول، قيل: الصحيح: أنشِطَ، بزيادة الألف، إذ يقال: نَشَطتُ الحبلَ. كَضَرَبَ: عَقَدْتَه، وأنْشَطْتُه: حَلَلْتَه، والعِقال بكسر العين: ما يُشَدُّ به البعير من الحبل.
ولا رآه، أي: ولا رأى اليهودي ذلك في وجهه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بأن يُظهر له الكراهة، وسوء المعاملة.
(1) في (ظ13) : مابين.
(2) إسناده ضعيف، طلحة مولى قَرَظة- وهو ابن يزيد أبو حمزة- لم يرو عنه غير عمرو بن مرة، ولم يثبت توثيقه عمن يعتدُ به، وقول الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" و"تقريبه": وثقه النسائي، يغلب على الظن أنه وهم منه ليس له سلف فيه، وقد رجعنا إلى كلام النسائي بإثر الحديث الذي نقله الحافظ وأورد=(32/17)
19269 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ،
__________
= فيه التوثيق عنه، فلم نجده فيه، وأما الحافظ المزي فقد أورد كلام النسائي دون توثيقه، وأما رواية البخاري عنه في "صحيحه" (3787) و (3788) فهي في فضائل الأنصار وفيها ما يدل على أن البخاري لم يحتجَّ به، فقد جاء في هذه الرواية متابعة عبد الرحمن بن أبي ليلى له، ففي آخر الحديث: "قال عمرو: فذكرته لابن أبي ليلى، قال: قد زعم ذاك زيدٌ".
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 11/455، والطبراني (5000) ، والحاكم 1/77 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولكنهما تركاه للخلاف الذي في متنه من العدد، والله أعلم. قلنا: وقد وقع سقط في إسناد "المستدرك" نبه عليه المعتني به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنة" (733) ، والطبراني في "الكبير" (4998) و (4999) ، والحاكم 1/77 من طرق عن الأعمش، به. وجاء العدد عند الطبراني (4999) : ما بين الثمان مئة إلى السبع مئة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5001) من طريق عبد الله بن عمرو بن مرة، عن أبيه، به. وفيه: ما بين السبع مئة إلى الثمان مئة.
وسيرد بالأرقام (19291) و (193309) و (19321) .
وفي الباب عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن لكل نبي حوضاً، وإنهم يتباهون أيهم أكثرُ واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرَهم واردة". رواه الترمذي (2443) ، وقال: هذا حديث غريب. وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، ولم يذكر فيه: عن سمرة، وهو أصحُّ.
وانظر حديث البراء (18582) .
وحديث الحوض من الأحاديث المتواترة، أورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة" (108) .(32/18)
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ؟ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنْ أَقَرَّ لِي بِهَذِهِ (1) خَصَمْتُهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ ". قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ، فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمُرَ " (2)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : بهذا.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أن الأعمش- وهو سليمان بن مهران- قد عنعن، وإنما احتملوا تدليسه عمن أكثر عنهم من شيوخه كما ذكر الذهبي في "الميزان". أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه هنَاد في "الزهد" (63) و (90) مختصراً- ومن طريقه ابن حبان (7424) - والبزار (3522) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (5007) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (352) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه هنَّاد في "الزهد" (90) ، والحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1459) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (263) ، والدارمي (2825) ، والبزار (3523) (زوائد) ، والنسائي في "الكبرى" (11478) - وهو في "التفسير" (498) - والطبراني في "الكبير" (5004) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة ثمامة بن عقبة) - والطبراني أيضاً (5005) و (5007) و (5008) و (5009) ، وفي "الأوسط" (1743) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/366 و8/116، وفي "صفة الجنة" (329) من طرق، عن الأعمش، به. قال البزار: بعضهم يقول: عن الأعمش، عن زيد بن حبان (كذا، ولعله يزيد بن حيان) ، عن زيد بن أرقم. =(32/19)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال الحافظ في "الفتح" 6/324: وسمى الطبراني في روايته هذا السائل ثعلبة بن الحارث.
قلنا: قد جاء اسمه عند الطبراني في حديث آخر برقم (5014) ، والظاهر أنه صدر هذا الحديث.
وقال أبو نعيم: من حديث الأعمش ثابت، رواه عنه الناس.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5010) من طريق عبد النور بن عبد الله بن سنان، عن هارون بن سعد العجلي، أو الجعفي، عن ثمامة بن عقبة، قال: سمعت زيد بن أرقم، قال: كنت جالساً عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له رجل من اليهود: أتزعم أن في الجنة طعاماً وشراباً وأزواجاً؟ فذكر نحوه. وعبد النور بن عبد الله بن سنان؛ قال العقيلي: يضع الحديث، وقال الذهبي: كذاب، وساق
له حديثاً موضوعاً.
قلنا: ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الحافظ في "اللسان": كأن ابن حبان ما اطلع على هذا الحديث الذي له عن شعبة، فإنه موضوع. قلنا: قد أورده البخاري في "التاريخ الكبير" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً!
وأورده ابن كثير في "النهاية" 2/431-432، ونقل عن الضياء المقدسي قوله: وهذا عندي على شرط مسلم، لأن ثمامة ثقة، وقد صرح بسماعه من زيد بن أرقم.
قلنا: ثمامة لم يخرج له مسلم، وقد روى له البخاري في "الأدب المفرد".
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/416، ونسبه للطبراني وأحمد والبزار، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ثمامة بن عقبة، وهو ثقة.
وسيرد برقم (19314) .
وله شاهد من حديث جابر، سلف برقم (14401) ، ولفظه: "أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتغوَّطون، ولا يبولون، ولا يتمخطون، ولا=(32/20)
19270 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ مِنَ الضُّحَى، فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ
__________
= يبزقون، طعامهم جشاء، ورشح كرشح المسك".
وآخر من حديث أنس عند الطيالسي (2012) ، والترمذي (2536) ، ولفظه: "يُعطى المؤمنُ في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع" قيل: يا رسول الله، أو يطيق ذلك؟! قال: "يعطى قوة مئة". قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، قلنا: وصححه ابن حبان (7400) .
وثالث من حديث أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله، هل نصلُ إلى نسائنا في الجنة؟ قال: "إن الرجل ليصل في اليوم إلى مئة عذراء" رواه الطبراني في "الأوسط" (5263) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عنه. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا زائدة، تفرد به حسين بن علي. وأورده ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وحور عين) من سورة الواقعة، ونقل عن الحافظ المقدسي قوله: هذا الحديث عندي على شرط الصحيح.
وانظر حديث أبي هريرة، السالف برقم (7165) .
قال ابن الجوزي فيما نقله الحافظ في "الفتح" 6/324: لما كانت أغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال، لم يكن فيها أذى ولا فضلة تُستقذر، بل يتولَّد عن تلك الأغذية أطيبُ ريحٍ وأحسنُه.
قال السندي: قوله: وقال لأصحابه، أي: قال اليهودي لأصحابه.
خصمته، أي: غلبته بالخصومة.
قد ضمر: كنصر وكرم، أي: خلا من الطعام.(32/21)
الْفِصَالُ (1) " (2) وَقَالَ مَرَّةً: وَأُنَاسٌ يُصَلُّونَ
19271 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَذْكِرُهُ: كَيْفَ أَخْبَرْتَنِي عَنْ لَحْمٍ أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَرَامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَهْدَى لَهُ رَجُلٌ عُضْوًا مِنْ لَحْمِ صَيْدٍ، فَرَدَّهُ، وَقَالَ: " إِنَّا لَا نَأْكُلُهُ إِنَّا حُرُمٌ " (3)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : ترمض الفصال من الضحى.
(2) إسناده على شرط مسلم. القاسم الشيباني- وهو ابن عَوْف، وإن كان ضعيفاً- قد انتقى له مسلم هذا الحديث الواحد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/49، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة القاسم بن عوف) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (748) (143) ، وابن حبان (2539) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" بعد (1227) ، وأبو عوانة 2/270، والطبراني في "الأوسط " (2300) ، وفي "الصغير" (155) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (5587) من طريقين عن أيوب السختياني، به.
وأخرج عبد الرزاق (4832) عن معمر، عن أيوب، عن القاسم، عن زيد ابن الأرقم أنه رأى قوماً يُصلُّون بعدما طلعت الشمس، فقال: لو أدرك هؤلاء السلفَ الأول علموا أن غير هذه الصلاة خير منها، صلاة الأوَّابين إذا رَمِضَت الفِصال.
وقد سلف برقم (19264) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان،=(32/22)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن جريج: هو عبد الملك بنُ عبد العزيز، وقد صرَح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وحسن بن مسلم: هو ابن ينَّاق المكي، وطاووس: هو ابن كَيْسان.
وأخرجه مسلم (1195) ، والنسائي 5/184، وفي "الكبرى" (3804) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2639) ، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (784) ، والنسائي 5/184، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/575) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/169، والطبراني في "الكبير" (4964) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/56-57 من طرق عن ابن جريج، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4966) من طريق أبي الزبير، عن طاووس، عن زيد بن أرقم، قال: أُهديَ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلُ حمار، فقال: "اقرأ عليه السلامَ، وقل: لولا أنا حُرُمٌ لم نردَّه".
وسيأتي بالأرقام (19294) و (19311) و (19341) .
وفي الباب عن علي، سلف برقم (783) ، وفيه أنه أُتيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقائمة حمار.
وعن ابن عباس، سلف برقم (2530) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وفيه انه أُهدي إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجُز حمار، أو رِجْلُ حمار.
وعن عائشة، سيرد 6/40 و225.
وعن الصَّعْب بن جَثَّامة- وهو الذي أَهدَى إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محرم- رواه الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عنه، واختلف الرواة عن الزهري في تعيين ما أهداه الصعب، فعامَّة الرواة عن الزهري- ومنهم مالك- أنه أهدى إليه حماراً وحشياً، كما هو عند البخاري (1825) من طريق مالك عنه، وسلف برقم (16423) ، وخالفهم ابنُ عيينة
عنه، كما سلف برقم (16422) ، فقال: لحم حمار وحش، وتوبع على ذلك من أوجه فيها مقال سردها الحافظ في "الفتح" 4/32. قلنا: ويقوَي رواية:=(32/23)
19272 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، كَانَ يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا، وَأَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ خَمْسًا، فَسَأَلُوهُ؟ فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُهَا، أَوْ كَبَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= لحم حمار، حديثُ ابن عباس المشار إليه آنفاً، وحديث زيد بن أرقم هذا، وقد حكى الحافظ عن القرطبي في الجمع بين هاتين الروايتين قوله: يحتمل أن يكون الصعب أحضر الحمار مذبوحاً، ثم قطع منه عضواً بحضرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقدمه له، فمن قال: أهدى حماراً، أراد بتمامه مذبوحاً، لا حَيًّا، ومن قال: لحم حمار، أراد ما قدمه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ويحتمل أن يكون من قال: حماراً، أطلق، وأراد بعضه مجازاً، قال: ويحتمل أنه أهداه له حَيًّا، فلما ردَه عليه،
ذكَّاه، وأتاه بعضو منه، ظاناً أنه إنما ردَّه عليه لمعنى يختصُّ بجملته، فأعلمه بامتناعه أنَّ حكم الجزء من الصيد حكم الكل، قال: والجمع مهما أمكن أولى من توهيم بعض الروايات.
قال السندي: قوله: عضواً من لحم، كأنه صاد له، فلذلك ردَّه. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعمرو بن مرة: هو الجَمَلي المرادي، وابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه بتمامه ومختصراً النسائي في "المجتبى" 4/72، وفي "الكبرى" (2109) ، وابن الجارود في "المنتقى" (533) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (674) ، وأبو داود (3197) ، وابن ماجه (1505) ، والبغوي في "الجعديات" (70) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/493، وابن قانع في "معجمه" 1/228 مطولاً، وابن حبان (3069) ، والبيهقي 4/36 من طرق عن شعبة، به. =(32/24)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج الطبراني في "الكبير" (4976) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، قال: صليتُ خلف زيد بن أرقم على جنازة، فكبر عليها أربعاً، ثم صليتُ خلفه على أخرى، فكبر عليها خمساً، فسألتُه، فقال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكبَّرها.
وأخرج الطبراني أيضاً (5081) ، والدارقطني في "السنن" 2/73، والحازمى في "الاعتبار" 92-93 من طريق ليث بن أبي سُلَيم، عن مُرَقَع التميمي، والدارقطني 2/73 كذلك من طريق أيوب بن سعيد بن حمزة، كلاهما قال: صليتُ خلف زيد بن أرقم على جنازة، فكبر خمساً، ثم قال: صليتُ خلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جنازة، فكبر خمساً، فلن ندعها لأحد.
وأخرج ابن أبي شيبة 3/303، والدارقطني في "السنن" 2/73 من طريق أيوب بن النعمان، وابن أبي شيبة 3/302 من طريق الشعبي، كلاهما قال: صليتُ خلف زيد بن أرقم على جنازة، فكبر خمساً. قال الدارقطني: ولم يرفعه.
وسيرد بالأرقام: (19300) و (19301) و (19312) و (19320) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7147) ، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَى على النجاشي، فكبَّر عليه أربعاً.
وفي التكبير خمساً عن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/406.
وقد ذهب ابنُ عبد البر في "التمهيد" 6/335 إلى تضعيف حديث زيد بن أرقم هذا بعمرو بن مرة، وأن شعبة قال فيه: كان عمرو بن مرة تعرف وتنكر، ولم نجد قول شعبة هذا فيه في أيًّ من كتب الرجال، وإنما قال فيه شعبة: كان أكثرهم علماً، كما حكى المزي وغيره. وكذلك ضعفه بمخالفته لحديث شريك الآتي برقم (19301) ، ولا يستقيم له ذلك، لأن شريكاً سيىء الحفظ، ولا يقبل حديثه عند المخالفة.
قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 7/23: قال القاضي: اختلفت الآثار في ذلك فجاء من رواية سليمان بن أبي حَثْمة [في "الاستذكار" 8/239] أن=(32/25)
19273 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ، فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
19274 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولَانِ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ دَيْنًا " (2)
__________
= النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُكبِّر أربعاً، وخمساً، وستًّا، وسبعاً، وثمانياً، حتى مات النجاشيُّ، فكبَّر عليه أربعاً، وثبت على ذلك حتى توفي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: واختلف الصحابة في ذلك من ثلاث تكبيرات إلى تسع، وروي عن علي رضي الله عنه أنه كان يُكبر على أهل بدر ستاً، وعلى سائر الصحابة خمساً، وعلى غيرهم أربعاً. قال ابن عبد البر: وانعقد الإجماع بعد ذلك على أربع، وأجمع الفقهاء وأهلُ الفتوى بالأمصار على أربع، على ما جاء في الأحاديث الصَّحاح، وما سوى ذلك عندهم شذوذٌ لا يلتفت إليه. قال: ولا نعلم أحداً من فقهاء الأمصار يخمَّس إلا ابنُ أبي ليلى. وانظر "الاعتبار" 93-96، و"نصب الراية" 267-270، و"تلخيص الحبير" 2/119-122، و"الفتح" 3/202.
قال السندي: قوله: يكبرها، أي: الخمس لبيان الجواز، وإن كان الغالب الأربع، وبالجملة- فلم يَرَ كَوْنَ الأربع ناسخة للخمس.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وهو مكرر (19263) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18541) سنداً ومتناً.
وسيرد في هذا الجزء بالأرقام: (19275) (19276) (19277) (19307) (19310) (19317) (19326) (19330) (19338) .
قال السندي: قوله: دَيناً، أي: نسيئة.(32/26)
19275 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ رَجُلًا مِنْ بَنِي (1) كِنَانَةَ قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ عَنِ الصَّرْفِ؟ فَقَالَ: سَلْ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (2)
19276 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَامِرُ بْنُ مُصْعَبٍ، سَمِعَا أَبَا الْمِنْهَالِ قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، (3)
19277 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدًا، وَالْبَرَاءَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) لفظ "بني" ليس في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر ما قبله غير شيخي أحمد، فهما هنا: بهز، وهو ابن أسد العَمِّي، وعفَّان، وهو ابنُ مسلم الصفَّار.
أبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 7/107-108، والطبراني في "الكبير" (5038) ، والبيهقي في "معرفة السنن" (11052) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18541) ، وانظر ما بعده. قال الحافظ في "الفتح" 4/383: وفي الحديث ما كان عليه الصحابة من التواضع، وإنصاف بعضهم بعضاً، ومعرفة أحدهم حق الآخر، واستظهار العالم في الفتيا بنظيره في العلم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسيكرر سنداً ومتناً برقم (19317) ، ونذكر تخريجه هناك، وانظر ما بعده.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كما ذكر أحمد فيه. روح=(32/27)
19278 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، (1) عَنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَاجَةِ فِي الصَّلَاةِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: " {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] ، " فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ " (2)
__________
= هو ابن عبادة، وابن جريح: هو عبد الملك بن عبد العزيز، والحسن بن مسلم: هو ابنُ ينَّاق.
وقد سلف برقم (18541) .
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (19330) .
(1) في (م) : حدثنا يحيى بن سعيد، عن المنهال. وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (4534) ، وفي "التاريخ الكبير" 2/270، وفي "القراءة خلف الإمام" (241) ، والنسائي في "المجتبى" 3/18، وفي "الكبرى" (1142) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (856) و (857) ، وابن حبان (2246) ، والطبراني في "الكبير" (5062) ، والبيهقي في "السنن" 2/248، والحازمي في "الاعتبار" ص71-72 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (260) ، والبخاري (1200) ، ومسلم (539) ، وأبو داود (949) ، والترمذي (405) و (2986) ، والنسائي في "الكبرى" (11047) - وهو في "التفسير" (67) - والطبري في تفسيره (5524) ، وابن خزيمة في "صحيحه " (856) ، وأبو عوانة 2/139، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/170، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ"
1/472، وابن حبان (2245) و (2250) ، والطبراني في "الكبير" (5063) =(32/28)
19279 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ (1) زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ خَتَنًا لِي حَدَّثَنِي عَنْكَ، بِحَدِيثٍ فِي شَأْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِيكُمْ مَا فِيكُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنِّي بَأْسٌ، فَقَالَ: نَعَمْ، كُنَّا بِالْجُحْفَةِ فَخَرْجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا ظُهْرًا وَهُوَ آخِذٌ بِعَضُدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ". قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ قَالَ: اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا أُخْبِرُكَ كَمَا سَمِعْتُ (2)
__________
= و (5064) ، والبغوي في "شرح السنة" (722) ، وفي تفسير سورة البقرة الآية (238) من طرق عن إسماعيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3563) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: في الحاجة، أي: في شأنها.
في الصلاة متعلق بـ "يكلم".
بالسكوت، أي: عن الكلام الغير اللائق، وإلا فلا سكوت عن القراءة والتسبيح ونحوهما، فالمراد بالقنوت هو السكوت عما لا يليق بالصلاة، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ13) : أتيت.
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية- وهو ابن=(32/29)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سعد- العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن نُمير: هو عبد الله، وعبد الملك بن أبي سليمان: هو العَرزمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5069) من طريق عثَام بن علي (تصحف فيه إلى غنام) ، و (5070) من طريق إسحاق الأزرق، كلاهما عن عبد الملك ابن أبي سليمان، بهذا الإسناد، غير أنه من طريق عَثَّام بن علي جاء بزيادة: "اللهم والِ من والاه، وعادِ مَنْ عاداه" مرفوعة، وسترد مرفوعة كذلك في الطرق الآتية المشار إليها عقب التخريج.
وأخرجه مختصراً الطبراني أيضاً (5071) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/235 من طريق فُضيل بن مرزوق، عن عطية، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي عاصم في "السنَّة" (1369) و (1371) و (1375) ، والبزار (2540) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (4983) و (4986) و (5059) و (5065) و (5066) و (5068) و (5096) و (5097) و (5128) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2102، والحاكم في "المستدرك" 3/533 من طرق عن زيد بن أرقم، به. قال الحاكم: صحيح على شرط
الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
ونقل ابن كثير في البداية 5/214 عن الذهبي قوله: وصدرُ الحديث متواتر، أتيقَن أنَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله، وأما: "اللهمَّ والِ مَنْ والاه" فزيادةٌ قويَّة الإسناد.
وسيرد من طرق أخرى بالأرقام: (19302) (19325) (19328) و5/370.
وفي الباب عن البراء بن عازب سلف برقم (18479) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وانظر حديث علي السالف برقم (952) ، وحديث أم سلمة الآتي 6/292، وانظر الحديث السالف برقم (19265) .
قال السندي: قوله: هل قال.. إلخ قد جاءت هذه الزيادة في روايات،=(32/30)
19280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَقَدْ كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، لَابْتَغَى إِلَيْهِمَا آخَرَ، وَلَا يَمْلَأُ بَطْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " (1)
__________
= وهي تبين أن المراد بالموالاة المحبة، لمقابلتها بالمعاداة، فيحمل "من كنت مولاه" على المحبة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وأبو المنذر: هو إسماعيل بن عمر الواسطي، وحبيب بن يسار: هو الكندي الكوفي.
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" (كما في "إتحاف المهرة" 4/573) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5032) من طريق أبي نعيم، عن يوسف بن صهيب، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/243، وعزاه إلى أحمد والطبراني، وزاد نسبته إلى البزار، وقال: ورجالهم ثقات.
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (3501) ، وانظر لزاماً التعليق عليه من أجل قول زيد: كنا نقرأ على عهد رسول الله ...
وعن أنس سلف برقم (12228) .
وعن عائشة سيرد 6/55، وانظر حديث ابن عباس عن أُبي 5/117.
قال السندي: قوله: إلا التراب، كناية عن الموت، أي: لا ينقطع حرصُه إلا بالموت.
ويتوب الله على من تاب، أي: فينبغي أن يتوب إلى الله تعالى، عسى أن يتوب الله عليه، فيقطع عنه الحرص في حياته برحمته.(32/31)
19281 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام على أبي حمزة مولى الأنصار- واسمه طلحة بن يزيد- عند الحديث رقم (19268) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/74 و13/47 و14/75، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (70) ، والطبري في "تاريخه" 2/310 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
زاد ابن أبي شيبة: قال عمرو بن مرة: فأتيتُ إبراهيمَ (يعني النخعي) فذكرتُ ذلك له، فأنكره، وقال: أبو بكر.
وسترد هذه الزيادة في الطرق الأخرى للحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/313-314، والنسائي في "الكبرى" (8137) و (8392) و (8393) ، والطبراني في "الأوائل" (53) من طرق عن شعبة، به.
ولفظه عند النسائي (8393) : أول من صلى علي. وقال بإثره: وقال في موضع آخر: "أسلمَ علي". قلنا: ولفظ أوَّل من صلى، سيرد برقم (19303) .
وسيأتي بالأرقام (19284) و (19303) و (19306) .
وفي الباب عن علي قال: أنا أولُ رجل صلَّى مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (1191) وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس سلف برقم (3061) مطولاً، وفيه: وكان أولَ من أسلم من الناس بعد خديجة، وإسناده ضعيف كذلك.
وجاء في حديث عفيف الكندي الوارد ضمن مسند العباس (1787) ، قوله: لو كان اللهُ رزقني الإسلام يومئذ، فأكون ثالثاً مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. بإسناد ضعيف جداً.=(32/32)
19282 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " تِسْعَ عَشْرَةَ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَسَبَقَنِي بِغَزَاتَيْنِ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: أول من أسلم، أي: من الذكور، وإلا فالظاهر أن خديجة آمنت قبله، ومع ذلك. فينبغي أن يُقيَّد بما بعد الإرسال، وإلا فالظاهر أن ورقةَ بنَ نوفل آمن قبل ذلك، وبهذا أخذ كثير من أهل السير، وهو غير مستبعد في النظر، ومن رأى أنه ما ثبت تقدمُ إسلامه على أبي بكر رضي الله
عنهما قال: المرادُ: أوَّلُ من أسلم من الصغار، وأبو بكر أوَّلُ من أسلم من الرجال، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والد وكيع- وهو الجراح بن مَليح ابن عدي الرؤاسي- توبع، وهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجه، وهو حسن الحديث، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو من أثبت الناس في جدَّه أبي إسحاق للزومه إياه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5047-5048) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (261) ، والبخاري (4471) ، والطبراني (5046) من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/350-351، وأبو يعلى (1694) ، والطبراني في "الكبير" (5044) و (5045) من طرق عن إسرائيل، به. وجاء عند أبي يعلى: بضع عشرة غزوة، وفي إسناده حُدَيج بن معاوية، وهو ضعيف.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/382، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: وفيه حُديج بن معاوية، وثقة أبو حاتم وغيره، وضعَّفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.
وسيرد بالأرقام (19298) و (19316) و (19335) و (19339) .=(32/33)
19283 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَائِذِ اللهِ الْمُجَاشِعِيِّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قُلْتُ: أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: " سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ". قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: " بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَالصُّوفُ؟ قَالَ: " بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ " (1)
__________
= وفي الباب: عن جابر قال: غزوتُ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع عشرة غزوة.
قال جابر: لم أشهد بدراً ولا أحداً ... سلف برقم (14523) .
قال الحافظ في "الفتح" 7/280 بعد أن ذكر أن عدد غزواته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث جابر إحدى وعشرون: فعلى هذا ففات زيدَ بنَ أرقم ذكرُ اثنتين منها، ولعلَّهما الأبواء وبواط، وكأن ذلك خفي عليه لصغره، ويؤيد ما قلتُه ما وقع عند مسلم بلفظ: "قلت: ما أولُ غزوة غزاها؟ قال: ذات العُشير، أو العُشيرة، والعُشيرة كما تقدم (يعني في حديث زيد بن أرقم) هي الثالثة. وانظر تتمة
كلامه.
وسترد في الرواية (19335) .
(1) إسناده ضعيف جداً، أبو داود- وهو نُفَيع بن الحارث الأعمى- الكوفي متروك، وعائذ الله المجاشعي ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه عبد بنُ حُميد (259) ، وابن ماجه (3127) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1993، والحاكم في "المستدرك" 2/389، والبيهقي في "السنن" 9/261 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
قال ابن عدي- ونقله عنه البيهقي-: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عائذُ الله المجاشعي عن أبي داود، روى عنه سلاَّم بن مسكين، لا يصحُّ حديثه.=(32/34)
19284 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيٌّ
__________
= وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه! فتعقَّبه الذهبي بقوله: عائذ الله قال أبو حاتم: منكر الحديث. قلنا: ولم يذكر حال أبي داود الأعمى، وهو متروك، كما ذكرنا آنفاً.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/419 و4/307، وابن قانع في "معجمه" 1/228، والطبراني في "الكبير" (5075) -ومن طريقه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة عائذ الله المجاشعي) - وابن عدي في "الكامل" 5/1993، والبيهقي في "السنن " 9/261 من طرق عن سلام بن مسكين،
به.
وفي باب فضل الأضحية عن عائشة عند الترمذي (1493) ، وابن ماجه (3126) بلفظ: "ما عَمِلَ آدميّ من عمل يومَ النحر أحب إلى الله من إهراق دم، وإنه لتأتي يومَ القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإنَّ الدم لَيقَعُ من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبُوا بها نفساً". قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (1202) (زوائد) بلفظ: "يا فاطمة، قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يُغفر لك ما سلف من ذنوبك...." أورده الهيثمي في "المجمع" 4/17 وقال: رواه البزار، وفيه عطية بن قيس، وفيه كلام كثير، وقد وُثق.
وعن عمران بن حصين عندَ الطبراني في "الكبير" 18/ (600) ، و"الأوسط" (2530) ، ولفظه مثل لفظ حديث أبي سعيد. أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/17، وقال: فيه أبو حمزة الثمالي، وهو ضعيف.(32/35)
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَقَالَ: " أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (1)
19285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَحَلَفَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19281) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد ابن هارون، وإبراهيم المذكور هو النخعي.
وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" ((1004) .
وأخرجه الطيالسي (678) ، والنسائي في "الكبرى" (8391 م) ، والطبري في "تاريخه" 2/310، والبغوي في "الجعديات" (84) ، والطبراني في "الكبير" (5002) ، وأبو بكر القطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" لأحمد (1040) ، والبيهقي في "السنن" 6/206، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي حمزة طلحة بن يزيد الأنصاري) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2031) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/150 من طريق غالب بن عبد الله بن غالب، عن ابن عيينة، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، به. غير أنه قال: أبو بكر، بدل: علي.
قال الطبراني: لم يروه عن سفيان غير هذا الشيخ غالب، وخالف شعبةُ.
ثم ذكر روايته.
وأورده الهيثمي 9/103، ونسبه لأحمد والطبراني في "الأوسط"، وقال: ورجالُ أحمد رجال الصحيح!
وسلف برقم (19281) .(32/36)
أُبَيٍّ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَلَامَنِي قَوْمِي، وَقَالُوا: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ، فَنِمْتُ كَئِيبًا حَزِينًا، (1) قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكَ وَصَدَّقَكَ ". قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7] حَتَّى بَلَغَ: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} (2) [المنافقون: 8]
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : أو حزيناً، والمثبت من (ظ13) ، وانظر شرح السندي عليها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والحَكَم: هو ابن عُتيبة.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (11597) - وهو في "التفسير" (617) -، وابن جرير الطبري في "تفسيره" الآية (5) من سورة "المنافقون" 28/109-110، والطبراني في "الكبير" (5082) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4902) ، والترمذي (3314) ، والطبري في "التفسير"28/109 من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم في "صحيحه" بإثر الحديث (4902) ، فقال: وقال ابنُ أبي زائدة (وهو يحيى بن زكريا) ، عن الأعمش، عن عمرو (وهو ابن مرة) ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووصله النسائي في "الكبرى" (11594) - وهو في "التفسير" (614) -، والطبري في "التفسير" 28/112، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/594) ، والطبراني في "الكبير" (4979) من طرق عن ابن أبي زائدة، به. =(32/37)
19286 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ
__________
= وأخرجه مطولاً الترمذي (3313) ، والطبراني في "الكبير" (5041) ، والحاكم في "المستدرك" 2/488-489، والبيهقي في "الدلائل" 4/54-55 من طريق أبي سعيد الأزدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5885) ، والطبراني في "الكبير" (5073) من طريق خليفة بن حصين، كلاهما عن زيد بن أرقم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (19295) و (19296) و (19297) و (19333) و (19334) .
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (15223) مختصراً.
قال الحافظ في "الفتح" 8/646: وفي الحديث من الفوائد: تركُ مؤاخذة كبراء القوم بالهفوات، لئلا ينفر أتباعهم، والاقتصارُ على معاتباتهم، وقبونُ أعذارهم، وتصديقُ أيمانهم وإن كانت القرائن تُرشد إلى خلاف ذلك، لما في ذلك من التأنيس والتأليف. وفيه جوازُ تبليغ ما لا يجوز للمقول فيه، ولا يُعَدُّ
نميمة مذمومة، إلا إن قصد بذلك الإفساد المطلق، وأما إذا كانت فيه مصلحة ترجح على المفسدة، فلا.
قال السندي: قوله: في غزوة، قيل: هي غزوة بني المصطلق.
ما أردتَ. "ما" الاستفهامية مفعول للإرادة، أي: أيُّ شيء أردتَ ذاهباً إلى هذا الذي فعلتَ، أي: ما قصدتَ بما فعلت، أي: لا ينبغي ما فعلت، إذ لا يظهر فيه مقصد صحيح.
كئيباً، أي: حزيناً، فما بعده تفسير له، وفي بعض النسخ: أو حزيناً بالشك.
وصدَّقَك: من التصديق، أي: جعل كلامَك صادقاً.(32/38)
مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ " (1)
__________
(1) رجالُه ثقات رجال الشيخين، وهذا حديث تفرَد به قتادة، ورواه عنه شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، ومعمر، وهشام الدستوائي، واختلفوا عليه فيه:
فرواه شعبة عنه، فقال: عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، رواه عن شعبة محمدُ بن جعفر وحجاج في هذه الرواية، وعبد الرحمن بن مهدي في الرواية (19332) .
ورواه سعيدُ بنُ أبي عروبة، عنه، فقال: عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم، رواه عن سعيد أسباطُ بن محمد، وعبدُ الوهَّاب الخفاف في الرواية (19331) ، وخالفهما ابنُ علية- عند النسائي في "الكبرى" (9904) ، والطبراني في "الكبير" (5100) ، وفي "الدعاء" (362) - فقال: عن النضر بن أنس، بدل: القاسم الشيباني، وثلاثتهم روى عن سعيد قبل الاختلاط.
ورواه معمر عنه، فقال: عن النضر بن أنس، عن أبيه أنس بن مالك، رواه عن معمر عبد الرزاق عند الطبراني في "الدعاء" (355) .
ورواه هشام الدستوائي- كما ذكر الترمذي في "سننه" 1/11- فقال: عن قتادة، عن زيد بن أرقم.
وقد عدَ الترمذيُّ هذا الاختلاف اضطراباً، فقال: وحديثُ زيد بن أرقم في إسناده اضطرابٌ، ثم سرده. وقال في "العلل الكبير" 1/84: سألت محمداً (يعني البخاري) إيُ الروايات عندنا أصحُ؟ قال: لعل قتادة سمع منهما جميعاً عن زيد بن أرقم، ولم يقض في هذا بشيء. قلنا: يريد البخاري بقوله هذا دَفْعَ الاضطراب عن إسناد هذا الحديث، لأن قول معمر فيه: عن أنس بن مالك، وهمٌ، فيما نقله البيهقي في "سننه" 1/96 عن الإمام أحمد، وروايةُ الدستوائي فيها، انقطاع، فتمحَّض من هذه الروايات روايتا سعيد وشعبة، عن قتادة. ولم يقطع البخاري باضطرابهما، وإن لم يوافقه الترمذي، وصحَّحهما ابن حبان،=(32/39)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقال: الحديث مشهورٌ عن شعبةَ وسعيدٍ جميعاً، وهو ما تفرَّد به قتادة. قلنا: وتابعه على تصحيحهما الحاكم في "المستدرك"، فقال: وكلا الإسنادين من شرط الصحيح، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/82، وابن ماجه (296) ، والنسائي في "الكبرى" (9903) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (75) - وابن خزيمة (69) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/287 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (679) - ومن طريقه ابن خزيمة (69) ، والبيهقي 1/96-، وأبو داود (6) ، والطبراني في "الكبير" (5099) ، وفي "الدعاء" (361) ، والحاكم 1/187 من طريق عمرو بن مرزوق، وأبو يعلى (7219) من طريق النضر بن شميل، وابن خزيمة (69) ، وابن حبان (1408) من طريق خالد بن الحارث، وابن خزيمة أيضاً (69) من طريق ابن أبي عدي، خمستهم
عن شعبة، به، واللفظ عند الطبراني والحاكم:.... فليقل: "أعوذ بالله من الرجس النجس الشيطان الرحيم".
وسيرد برقمي: (19331) و (19332) .
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (142) ، ومسلم (375) ، سلف برقمي: (13947) و (13999) ، ولفظه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخُبث والخبائث".
قال السندي: قوله: الحُشُوش. بضم المهملة والمعجمة جميعاً، وهي الكُنُف، واحدها حُشٌ، مثلثة الحاء، وأصله جماعة النخل الكثيفة، كانوا يقضون حوائجهم إليها قبل اتخاذ الكُنُف في البيوت.
مَحتَضَرة: بفتح الضاد، أي: تحضُرها الشياطين.
من الخُبُث: بضمتين، جمع الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، والمراد ذكور الشياطين وإناثهم، وسكون الباء غلط. قاله الخطابي، وردَّه النووي بأن الإسكان جائز على سبيل التخفيف قياساً، ككتب ورسل، فلعل الخطابي أنكر=(32/40)
19287 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَقَالَ يَوْمًا: " سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ، إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ " قَالَ: فَتَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ النَّاسُ، (1) قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَمَرْتُ بِسَدِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ، إِلَّا (2) بَابَ عَلِيٍّ وَقَالَ فِيهِ قَائِلُكُمْ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا سَدَدْتُ شَيْئًا وَلَا فَتَحْتُهُ، وَلَكِنِّي أُمِرْتُ بِشَيْءٍ فَاتَّبَعْتُهُ " (3)
__________
=على من يقول أصله الإسكان، بل قد يقال: يمكن أن يكون أصله السكون بناء على أنه اسمٌ بمعنى الشرّ، وحينئذ فالخبائث صفة للنفوس، فيشمل ذكورَ الشياطين وإناثَهم جميعاً، والمراد التعوذ من الشرِّ وأصحابه.
(1) في (ظ13) : أناس.
(2) في (ظ13) : غير.
(3) إسناده ضعيف ومتنه منكر، ميمون أبي عبد الله، وهو البصري الكندي، ضعفه ابن المديني ويحيى القطان وابن معين وأبو داود، والنسائي وأبو أحمد الحاكم، وقال الأثرم عن أحمد: أحاديثه مناكير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (985) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/125، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي فقال: رواه عوف عن ميمون أبي عبد الله. قلنا: يعني يشير إلى أنه ضعيف لضعف ميمون هذا: وقد ذكره في "الميزان" 4/235، وذكر فيه هذا الحديث من منكراته.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8423) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح=(32/41)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مشكل الآثار" (3561) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/185 من طريق المعتمر بن سليمان، عن عوف، به.
وقال: وقد روي من طريق أصلح من هذا، وفيها لين أيضاً.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/114، وقال: رواه أحمد، وفيه ميمون أبو عبد الله، وثقه ابنُ حبان! وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1511) ، وفي إسناده عبد الله بن شريك العامري الكوفي مختلف فيه وكان من أصحاب المختار لم يحدث عنه ابن عيينة، وترك حديثه عبد الرحمن بن مهدي، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي، قال العقيلي: كان ممن يغلو، يعني في التشيع،
وعبد الله بن الرقيم مجهول.
وعن ابن عباس، سلف برقم (3061) وفي إسناده أبو بَلْج- وهو يحيى بن سُليم- لم يحمده الإمام أحمد، وقال: روى حديثاً منكراً، وقال البخاري: فيه نظر، وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس فزعم عبد الغني ابن سعيد في "إيضاح الإشكال" أن أبا أبلج غلط فيها وإنما هو ميمون أبو عبد الله عن ابن عباس، قلنا: وميمون ضعيف صاحب مناكير كما سلف بيانه.
وعن ابن عمر، سلف برقم (4797) ، وفي إسناده هشامُ بنُ سعد، وهو ضعيف لا يحتج به، ويكتب حديثُه في المتابعات.
ورابع من حديث جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير" (2031) ، وفي إسناده إسماعيل بن عمرو البجلي وهو واه، وناصحُ بنُ عبد الله المُحَلّمي الكوفي، مجمع على ضعفه، وتركه بعضهم، قال ابن عدي: من متشيعي أهل الكوفة، وقال البخاري: منكر الحديث.
قال ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/366: هذه الأحاديثُ كُلها من وضع الرافضة، قابلوا به الحديث المتفق على صحته في سُدُّوا الأبواب إلا باب أبي بكر. =(32/42)
19288 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ مَوْلَى بَنِي ثَعْلَبَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَمِّ (1) زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: نَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ مِنْ عَلِيٍّ، فَقَالَ (2) زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: قَدْ عَلِمْتَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَى عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى "، فَلِمَ تَسُبُّ عَلِيًّا وَقَدْ مَاتَ (3) ؟ "
__________
= وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/34-36: وهو يتحدث عن حديث ابن عباس الطويل: وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
وكذلك قوله: "وسَدَّ الأبواب كلها إلا باب علي" فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة، فان الذي في "الصحيح" عن أبي سعيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في مرضه الذي مات فيه: "إن أَمنَّ الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربِّي، لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يَبْقَيَنَّ في المسجد خوخَةٌ إلا سُدَّت إلا خوخَةَ أبي بكر" ورواه ابن عباس أيضاً في "الصحيحين".
قلنا: ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئاً في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد ولم يُصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله لإيرادهما هذا الحديث في الموضوعات.
انظر "القول المسدد" 5-6 و17-22 و"فتح الباري" 7/14- 15.
(1) في (ق) : "عن" بدل "عم" وهو خطأ، ووقع كذلك في نسخة الحافظ ابن حجر، فنبَّه عليها في "تعجيل المنفعة" في ترجمة أبي أيوب الحجاج مولى بني ثعلبة.
(2) في (ظ13) : فقال له.
(3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة. حجاج مولى بني ثعلبة، وهو ابن أيوب، ويكنى أبا أيوب كما سيرد في الرواية رقم (19315) ، وهو من رجال "التعجيل". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير قطبة بن مالك- وهو=(32/43)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الثعلبي- فمن رجال مسلم، وله صحبة. محمد بن بشر: هو العبدي، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4975) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (269) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (4975) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/236 عن مسعر، به.
ووقع عند الطبراني: عن قطبة بن مالك، عن زياد بن علاقة، وهو خطأ، كما نبَّهنا عليه في فروق النسخ، ووقع في مطبوع "الحلية" سقط وتحريف.
وأخرجه الطبراني (4974) ، والحاكم في "المستدرك" 1/384-385 من طريقين عن عمرو بن محمد بن أبي رزين الخزاعي، عن شعبة، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عمه قطبة بن مالك، أن المغيرة بن شعبة نال من علي، فقام إليه زيد.... وعمرو بن محمد بن أبي رزين صدوق حسن
الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرِّجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/587) من طريقي شعبة وزهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، عن زيد بن أرقم، وإسناده صحيح. زهير بن معاوية- وإن روى عن أبي إسحاق بعد الاختلاط- متابع.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 8/76، وقال: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحد أسانيد الطبراني ثقات.
وسيأتي برقم (19315) .
وفي باب النهي عن سبِّ الأموات، عن ابن عباس سلف برقم (3734) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: قد علمتَ. قال له ذلك على طريق التنزلِ وفرضِ أنه=(32/44)
19289 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَيْمُونًا يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَدَاوَوْا مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ وَالزَّيْتِ " (1)
__________
= كان يستحق السبَّ حال حياته، وإلا فهو رضي الله تعالى عنه أعلى من أن يُسبَّ في حياته، فكيفَ بعد الموت؟!
(1) التداوي بالعود الهندي منه صحيح، وميمون أبو عبد الله ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي داود- وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم. خالد الحَذاء: هو ابن مهران.
وهو في "مسند" الطيالسي (686) إلا أنه أبهم أبا عبد الله ميموناً، ولم يصرح باسمه، فقال: عن رجل.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7589) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2079) ، والحاكم في "المستدرك" 4/201-202 من طريق عمرو بن محمد بن أبي رزين، والطبراني في "الكبير" (5090) والبيهقي في "السنن " 9/346 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن شعبة، به.
وفيه: "القُسْط البحري". قلنا: وهو العود الهندي. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث ميمون عن زيد، وقد روى عن ميمون غيرُ واحد هذا الحديث. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وسيرد برقم (19327) .
والتداوي من ذات الجنب بالعود الهندي سيرد من حديث أم قيس بنت محصن 6/355، وهو في صحيح البخاري (5718) ومسلم (2214) .
وعن جابر سلف برقم (14385) .
وانظر "زاد المعاد" 4/74.(32/45)
19290 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّامِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَخْطُبُ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ حَدَّثَنِي الْأَنْصَارِيُّ قَالَ شُعْبَةُ يَعْنِي زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوهُمْ (1) يَا أَهْلَ الشَّامِ " (2)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : تكونوا هم، والمثبت من (ظ13) .
(2) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الله الشامي، ذكره الحافظ في "التعجيل"، وقال: كذا ذكره الهيثمي، ولم أر له في أصل المسند ذكراً، ولا أورده الحسيني. قلنا: كذا قال مع أنه ذكره في "أطراف المسند" 2/374. وبقية رجاله ثقات. سليمان بن داود: هو الطيالسي.
وهو عند الطيالسي (689) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (268) ، والبزار (3319) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (4967) .
قال البزار: لا نعلم روى معاويةُ عن زيدِ إلا هذا، وأبو عبد الله لا نعلم أحداً سماه، ولا رواه إلا شعبة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/287، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وأبو عبد الله الشامي ذكره ابنُ أبي حاتم [في "الجرح والتعديل" 9/399] ، ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8274) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وأورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" (80) .
قال السندي: قوله: أن تكونوهم، أي: أن تكونوا هم يا أهل الشام. "هم" أي: أولئك الطائفة، فهو خبر الكون من باب استعارة المرفوع=(32/46)
19291 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ فِي مَسِيرِهِ فَقَالَ: " مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ مِنْ أُمَّتِي " قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " كُنَّا سَبْعَ مِائَةٍ أَوْ ثَمَانِ مِائَةٍ " (1)
19292 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " (2)
__________
= للمنصوب، والاتصال في خبر الكون، فجائز في العربية.
(1) إسناده ضعيف، أبو حمزة سلف الكلام عيه في الرواية (19268) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو المُرادي الجَمَلي.
وأخرجه الطيالسي (677) ، وعبد بن حميد (266) ، وأبو داود (4746) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (85) - ومن طريقه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2106) ، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة طلحة بن يزيد) - والطبراني في "الكبير" (4997) ، والحاكم في "المستدرك" 1/76-77، واللالكائي أيضاً (2107) من طرق عن شعبة، به.
وجاء العدد عند الطيالسي والبغوي واللالكائي والمزي: ثمان مئة، أو تسع وقد سلف برقم (19268) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير=(32/47)
19293 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفَاوِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ: " اللهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، أَنَا شَهِيدٌ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ مَرَّتَيْنِ: رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ، اللهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، اجْعَلْنِي مُخْلِصًا لَكَ وَأَهْلِي فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ اسْمَعْ وَاسْتَجِبْ، اللهُ الْأَكْبَرُ الْأَكْبَرُ، اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ
__________
= سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. قتادة: هو ابن دعامة السَّدُوسي.
وهو عند المصنَّف في "فضائل الصحابة" (1426) .
وهو في "مسند" الطيالسي (680) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة، كما في "إتحاف المهرة" 4/596.
وأخرجه مسلم (2506) (172) من طريق خالد بن الحارث وعبد الرحمن ابن مهدي، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/596- من طريق بَدَل بن المُحَبر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5811) ، والطبراني في "الكبير" (5101) من طريق عمرو بن مرزوق، أربعتهم عن شعبة، به. ولم يذكر عمرو ابن مرزوق قوله: "ولأبناء أبناء الأنصار".
وسيأتي بالأرقام (19299) و (19322) و (19323) و (19337) و (19343) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12414) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.(32/48)
وَالْأَرْضِ، اللهُ الْأَكْبَرُ الْأَكْبَرُ، حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، اللهُ الْأَكْبَرُ الْأَكْبَرُ " (1)
19294 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: يَا زَيْدُ بْنَ أَرْقَمَ أَمَا عَلِمْتَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَ لَهُ عُضْوُ صَيْدٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَلَمْ يَقْبَلْهُ "؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ مُؤَمَّلٌ: فَرَدَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " إِنَّا حُرُمٌ "؟ قَالَ: نَعَمْ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف داود الطفاوي- وهو ابن راشد- قال ابن معين: ليس بشيء. وذكر له العقيلي في "الضعفاء" حديثاً باطلاً لا أصل له، ولجهالة أبي مسلم البَجَلي. قال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف. وبقية رجاله ثقات.
إبراهيم بن مهدي: هو المِصيصي، ومعتمر: هو ابن سليمان.
وأخرجه أبو داود (1508) ، والنسائي في "الكبرى" (9929) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (101) - وأبو يعلى (7216) ، والطبراني في "الكبير" (5122) ، وابن السني (114) ، والبيهقي في "الشعب" (622) ، وفي "الأسماء والصفات" (272) ، وفي "الدعوات الكبير" (94) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة داود الطفاوي) من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7217) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن داود الطفاوي، به.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. قيس بن سعد وحماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير مُؤمل- وهو ابن إسماعيل وهو ضعيف، وقد توبع. عفان: هو ابن مُسلم الصفار، وعطاء: هو ابنُ أبي رباح.=(32/49)
19295 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ قَالَ: لَمَّا قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ مَا قَالَ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ، وَقَالَ (1) : لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَلَامَنِي نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: وَجَاءَ هُوَ فَحَلَفَ مَا قَالَ ذَاكَ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ، فَنِمْتُ، قَالَ: فَأَتَانِي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ بَلَغَنِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ صَدَّقَكَ وَعَذَرَكَ " فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ} [المنافقون: 7] (2)
• 19296 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي،
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (269) ، والنسائي 5/184 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقرن عبد بنُ حميد بعفان بن مسلم أبا الوليد الطيالسي.
وأخرجه أبو داود (1850) وابن خزيمة- كما في "إتحاف المهرة" 4/575 - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/169، وابن حبان (3968) ، والطبراني في "الكبير" (4965) ، من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسلف برقم (19271) .
(1) في (س) و (م) و (ص) و (ق) : أو قال. والمثبت من (ظ13) ، وهو الصحيح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم.
والحَكَم: هو ابن عُتيبة.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/109 من طريق هاشم، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19285) .(32/50)
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ، (1)
• 19297 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2)
19298 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. عُبيد الله بن معاذ: هو ابن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، والحَكَم: هو ابن عُتيبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20582) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19285) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5082) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19285) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي حمزة- وهو طلحة ابن يزيد- وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (19268) ، لكنه قد توبع في هذا الحديث. عبيد الله بن معاذ: هو ابنُ معاذ العَنبري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5003) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19285) وذكرنا في تخريجه أن الأعمش رواه عن عمرو ابن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم. قال الحافظ في "الفتح" 8/647: كأن لعمرو بن مرة فيه شيخين.(32/51)
سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " سَبْعَ عَشْرَةَ "
قَالَ: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ، وَأَنَّهُ حَجَّ بَعْدَمَا هَاجَرَ حَجَّةً وَاحِدَةً: حَجَّةَ الْوَدَاعِ " قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَبِمَكَّةَ أُخْرَى " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وزهير- وهو ابن معاوية، وإن روى عن أبي إسحاق- وهو السبيعي- بعد الاختلاط- قد انتقى الشيخان له هذا الحديث.
وأخرجه مسلم (1254) (218) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (4404) ، وفي "التاريخ الكبير" 3/385، ومسلم (1254) (144) ص 1447 (كتاب الجهاد والسير) ، والدارمي (1786) ، وأبو عوانة 4/370 و370- 371، والطبراني في "الكبير" (5043) (5049) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/453 من طرق عن زهير بن معاوية، به.
وسلف برقم (19282) .
قال الحافظ في "الفتح" 8/107: اقتصاره على قوله: "أخرى" قد يُوهم أنه لم يحج قبل الهجرة إلا واحدة، وليس كذلك، بل حجَّ قبل أن يهاجر مراراً، بل الذي لا ارتاب فيه أنه لم يترك الحجَّ وهو بمكة قط، لأن قريشاً في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحجَّ، وإنما يتأخر منهم عنه من لم يكن بمكة، أو عاقه ضعف، وإذا كانوا - وهم على غير دين- يحرصون على إقامة الحجِّ، ويرونه من مفاخرهم التي امتازوا بها على غيرهم من العرب، فكيف يُظنُّ بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يتركه! وقد ثبت من حديث جُبير بن مُطعم أنه رآه في الجاهلية واقفاً بعرفة، وأن ذلك من توفيق الله له، وثبت دعاؤه قبائلَ العرب إلى الإسلام بمنى ثلاث سنين متوالية.(32/52)
19299 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ كَتَبَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ زَمَنَ الْحَرَّةِ يُعَزِّيهِ، فِيمَنْ قُتِلَ مِنْ وَلَدِهِ وَقَوْمِهِ، وَقَالَ: أُبَشِّرُكَ بِبُشْرَى مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَاغْفِرْ لِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جُدعان- لكنه قد توبع كما سيأتي عند تخريج الحديث (19343) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة. حسن بن موسى: هو الأشيب.
وهو عند المصنَّف في "فضائل الصحابة" (1419) .
وأخرجه الترمذي (3902) ، والطبراني في "الكبير" (5103) من طريق هُشَيم، عن علي بن زيد، به. ولفظه: "اللهم اغْفِرْ للأنصار، ولِذَراري الأنصار، ولذراريَّ ذراريِّهم".
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (4906) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1748) و (2103) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5810) ، والطبراني في "الكبير" (4972) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/57 من طريق موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل أنه سمع أنس بن مالك يقول: حزنت على من أصيب بالحرَة، فكتب إلى زيدُ بن أرقم.... زادوا: وشك ابن الفضل في "أبناء أبناء
الأنصار".
قلنا: قد رواه قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم من غير شك، كما سلف برقم (19292) . =(32/53)
19300 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَلَى جِنَازَةٍ، فَكَبَّرَ خَمْسًا، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو عِيسَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ: نَسِيتَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ " صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَبَّرَ خَمْسًا، فَلَا أَتْرُكُهَا أَبَدًا " (1)
__________
= وقوله: "واغفر لنساء الأنصار":
له شاهد من حديث أنس سلف برقم (12594) بإسناد صحيح بلفظ: "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأزواج الأنصار، ولذراري الأنصار".
وآخر من حديث جابر عند الطبراني في "الأوسط" (3742) ، بلفظ "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأزواجهم ولذراريهم" وفي سنده عيسى بن جارية وهو ضعيف.
(1) إسناده ضعيف، عبد الأعلى- وهو ابنُ عامر الثعلبي- قد اتفقوا على ضعفه، ثم إنَّ في قوله: "صليتُ خلف زيد بن أرقم" وقفة، لأن روايته إنما هي عن التابعين، ولم تُعرف له رواية عن أحد من الصحابة، وقد جعله الحافظ في "التقريب" في الطبقة السادسة، وهم من لم يثبت لهم لقاءُ أحدٍ من
الصحابة، غير أن الذهبي قال في "الميزان": قيل إنه مات سنة تسع وعشرين ومئة، قلنا: ومات زيد بن أرقم سنة ست وستين، فإن صحَّ ما قاله الذهبي، فلعلَّه أدركه إنْ عُمَر، والله أعلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/494 من طريق محمد بن كثير، والطبراني في "الأوسط" (1844) من طريق محمد بن سابق، كلاهما عن إسرائيل، به. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الأعلى إلا إسرائيل.
وقد سلف من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم برقم=(32/54)
19301 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي سَلْمَانَ الْمُؤَذِّنِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو سَرِيحَةَ (1) فَصَلَّى عَلَيْهِ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا، (2) وَقَالَ: " كَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
19302 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا
__________
= (19272) ، وإسناده صحيح، وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: فلا أتركُها- أي: الخَمس- بأن أراها غير جائزة، ولم يُرد أنه يداوم على الخمس عملاً، والله تعالى أعلم.
(1) أبو سَرِيحة: هو حُذيفةُ بنُ أَسِيد الغفاريُّ، صحابي من أصحاب الشجرة، مات سنة اثنتين وأربعين، روى له الجماعة سوى البخاري.
(2) ضُبِّب فوق كلمة "أربعاً" في (ظ13) ، وانظر التعليق التالي.
(3) إسناده ضعيف لضعفِ شريك- وهو ابنُ عبد الله النَّخَعي- وجهالةِ حال أبي سَلْمان المؤذِّن، وهو يزيد بنُ عبد الله (ووقع في "تهذيب التهذيب": يزيد ابن عبد الملك) مؤذِّنُ الحجاج، وللاختلافِ عليه فيه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح. عثمان بن أبي زُرعة: هو ابنُ المغيرة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/494، والطبراني في "الكبير" (4995) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 6/336 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
واختلف فيه على أبي سَلْمان المؤذِّن: فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (4994) عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن العلاء بن صالح، عن أبي سلمان أنه صلَّى مع زيد بن أرقم على جنازة، فكبَّر عليها خمس تكبيرات، فقلت: أوَهمتَ أم عمداً؟ فقال: بل عمداً، إن النبي كان يصليها.
وانظر (19272) .(32/55)
فِطْرٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: جَمَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَنْشُدُ اللهَ كُلَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ (1) غَدِيرِ خُمٍّ مَا سَمِعَ، لَمَّا قَامَ فَقَامَ ثَلَاثُونَ مِنَ النَّاسِ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَقَامَ نَاسٌ كَثِيرٌ فَشَهِدُوا حِينَ أَخَذَهُ (2) بِيَدِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " قَالَ: فَخَرَجْتُ وَكَأَنَّ فِي نَفْسِي شَيْئًا، فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَمَا تُنْكِرُ؟ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ (3)
__________
(1) في (م) و (ص) : يقول يوم، وجاءت كلمة "يقول" نسخة في هامش (س) .
(2) في (ظ13) : أخذ.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر- وهو ابنُ خليفة- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري مقروناً، وهو ثقة.
حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكَين، وأبو الطفيل: هو عامر بنُ واثلة، آخر من مات من الصحابة.
وأخرجه ابن حبان (6931) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد، وقرن بأبي نُعيم يحيى بنَ آدم. وزاد قولَ أبي نعيم: فقلتُ لفطر: كم بين هذا القول وبين موته (يعني موت علي) ؟ قال: مئة يوم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى" (8478) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1368) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1762) ، والطبراني في "الكبير" (4968) من طرق عن فطر، به.=(32/56)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى" (8148) و (8464) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1364) و (1365) و (1555) ، والبزار (2538) (زوائد) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1765) ، والطبراني في "الكبير" (4969) و (4970) ، وفي "الأوسط" (1987) ، والحاكم في "المستدرك" 3/109 من طريق حبيب بن أبي ثابت.
وأخرجه الطبراني في الكبير (4971) من طريق حكيم بن جُبير. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/109 من طريق محمد بن سلمة بن كُهيل، عن أبي سلمة، ثلاثتهم عن أبي الطُّفيل، به.
وهذه الأسانيد الثلاثة ضعيفة: في الإسناد الأول حبيبُ بن أبي ثابت لم يسمع من أبي الطفيل، فقد قال ابن المديني: لقيَ ابنَ عباس، وسمع من عائشة، ولم يسمع من غيرهما، ولم يذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 2/312 سماعه إلا من ابن عباس وابن عمر، ومع ذلك فقد صححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي.
وفي الإسناد الثاني محمدُ بن سلمة بن كُهيل ضعَّفه ابن سعد في "الطبقات" 6/380، والجوزجاني، ونقل الحافظ في "اللسان" عن ابن معين أنه ضعيف، وذكره في "الضعفاء" ابن شاهين وابنُ عدي والذهبي.
وفي الإسناد الثالث حكيم بنُ جبير، قال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين وأبو داود: ليس بشيء، وقال البخاري: كان شعبة يتكلَم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقال ابن حبَّان في "المجروحين": كثير الوهم فيما يروي، كان أحمد بن حنبل لا يرضاه. قلنا: ووقع خطأ في مطبوع "المستدرك" يُصحح من هنا.
وأخرج أحمد في "فضائل الصحابة" (959) ، والترمذي (3713) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سَريحة أو زيد بن أرقم- شك شعبة- عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من=(32/57)
19303 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: " أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَأَنْكَرَهُ وَقَالَ: " أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (1)
19304 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا إِذَا جِئْنَاهُ قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّا قَدْ كَبُرْنَا وَنَسِينَا، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدٌ " (2)
__________
= كنتُ مولاه، فعليٌ مولاه" قال الترمذي (كما في المطبوع) : هذا حديث حسن صحيح، لكن الذهبي نقل في "تاريخ الإسلام" (سير الخلفاء الراشدين) 1/233 عن الترمذي أنه حسَّنه، ولم يصححه، وقال: لأن شعبة رواه عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم، نحوه، والظاهر أنه عند شعبة من
طريقين، والأول رواه بندار، عن غندر، عنه.
وقد سلف برقم (19279) .
وانظر (19265) ففيه قطعة أخرى من خطبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غدير خم.
وانظر هذه القطعة من حديث أبي سعيد السالف برقم (11104) .
قال السندي: قوله: لمّا قام، بالتشديد، أي: إلا قام، فيذكر ذلك الذي سمع في المجلس.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19281) غير شيخ أحمد، فهو هنا حسين، وهو ابنُ محمد المرُّوذي. وجاء هناك بلفظ: أولُ مَنْ أسلم.
(2) أثر صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابنُ محمد=(32/58)
19305 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قُلْنَا: لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ حَدِّثْنَا، قَالَ: " كَبُرْنَا وَنَسِينَا، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدٌ " (1)
__________
= المرُّوذي، وعَمرو بنُ مرَّة: هو الجَمَلي المُرادي، وابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه الطيالسي (676) ، وابن ماجه (25) ، والبغوي في "الجعديات" (69) - ومن طريقه الرامهرمزي في "المحدَّث الفاصل" (737) - والطبراني في "الكبير" (4978) ، والخطيب في "الكفاية" ص265 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيرد برقمي (19305) و (19324) . وانظر (19265) .
وفي الباب عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم تغيَّر وجهه، ثم قال: نحواً من ذا، أو قريباً من ذا، سلف برقم (3670) .
وعن توبة العنبري قال: قال لي الشعبي: أرأيتَ حديث الحسن عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد قاعدتُ ابنَ عمر قريباً من سنتين، أو سنة ونصف، فلم أسمعه روى عن النبي غير هذا. وذكر الحديث، وسلف برقم (5565) .
وعن محمد بن سيرين قال: كان أنس بن مالك إذا حدَّث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً، ففرغ منه، قال: أو كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسلف برقم (13124) .
وانظر حديث عمران بن حصين 5/433.
(1) أثر صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/754-755- ومن طريقه ابنُ ماجه (25) - عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19304) .(32/59)
19306 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّخَعِيِّ فَأَنْكَرَهُ وَقَالَ: " أَبُو بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
19307 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، كَانَا شَرِيكَيْنِ فَاشْتَرَيَا فِضَّةً بِنَقْدٍ وَنَسِيئَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَأَمَرَهُمَا أَنَّ مَا كَانَ بِنَقْدٍ فَأَجِيزُوهُ، وَمَا كَانَ بِنَسِيئَةٍ
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19281) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد ابن جعفر.
وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (1000) ومن طريقه أخرجه الحاكم في "مستدركه" 3/136، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وإنما الخلاف في هذا الحرف أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان أول الرجال البالغين إسلاماً، وعلي بن أبي طالب تقدَم إسلامه قبل البلوغ.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/110، والترمذي (3735) ، والنسائي في "الكبرى" (8392) ، والطبري في "تاريخه" 2/310 من طريق محمد بن جعفر، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلنا: وأبو حمزة طلحة بن يزيد وقع في بعض نسخ الترمذي: أبو حمزة طلحة بن زيد، وهو خطأ. ونبَّه على ذلك المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 10/239.(32/60)
فَرُدُّوهُ " (1)
19308 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفَسٍ لَا تَشْبَعُ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا "، قَالَ: فَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُمُوهُنَّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي بكير: هو الكرماني، أبو زكريا الكوفي، نزيل بغداد.
وقد سلف برقم (18541) .
وانظر تخريج الحديث (19317) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصفَار، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وعبد الله بنُ الحارث: هو أبو الوليد البصري الأنصاري.
وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو بكر بنُ أبي شيبة 3/374 و10/186- ومن طريقه مسلم (2722) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (320) ، و"الآحاد والمثاني" (2105) ، والطبراني في "الكبير" (5085) ، و"الدعاء" (1364) -، والنسائي في "الكبرى" (7865) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/579، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (307) ، والبغوي في "شرح السنة" (1358) من
طريق أبي معاوية، وعبدُ بنُ حميد (267) ، والنسائي في "المجتبى" 8/260، وفي "الكبرى" (7895) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/579-=(32/61)
19309 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ (1) مَنْزِلًا، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ (2) جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ مِنْ أُمَّتِي " قَالَ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟
__________
= والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (207) من طريق مُحاضر بن مورِّع، والنسائي في "المجتبى" 8/285، وفي "الكبرى" (7866) من طريق ابن فُضَيل، والطبراني في "الكبير" (5086) من طريق الحسن بن صالح، أربعتهم عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد. وقرن أبو معاوية بعبد الله بن الحارث أبا عثمان النَّهديّ، ووقع في مطبوعي "مصنف" ابن أبي شيبة، و"السنَّة" لابن أبي عاصم أخطاء تصحح من هنا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7864) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/79، والطبراني في "الكبير" (5088) من طريق المثنى بن سعد (ويقال: ابن سعيد الطائي) عن عبد الله بن الحارث، به.
وأخرجه الترمذي (3572) من طريق أبي معاوية، والطبراني في "الكبير" (5087) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن زيد، به، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6557) .
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12113) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب فيهما.
قال السندي: قوله: لا تشبع، أي: من الدنيا لكثرة حرصها عليها، وإلا فالحرصُ في الخير محمود.
(1) في (م) و (ق) : فنزلنا، وهي نسخة في (س) .
(2) كلمة "جزء" ليست في (ظ13) .(32/62)
قَالَ: " سَبْعَ مِائَةٍ أَوْ ثَمَانِ مِائَةٍ " (1)
19310 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، عَنِ الصَّرْفِ، فَهَذَا يَقُولُ: سَلْ هَذَا، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ (2) ، وَهَذَا يَقُولُ: سَلْ هَذَا، فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُمَا فَكِلَاهُمَا يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَرِقِ بِالذَّهَبِ دَيْنًا "، وَسَأَلْتُ هَذَا فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَرِقِ بِالذَّهَبِ دَيْنًا " (3)
19311 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: يَا زَيْدُ بْنَ أَرْقَمَ، أَمَا عَلِمْتَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَ لَهُ عُضْوُ صَيْدٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَلَمْ يَقْبَلْهُ "؟ قَالَ: بَلَى (4)
19312 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ:
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19291) ، غير شيخ أحمد، فهو هنا عفان، وهو ابنُ مُسلم الصفّار.
وسلف كذلك برقم (19268) .
(2) قوله: "فإنه خيرٌ مني وأعلم" ليس في (ظ 13) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19275) سنداً ومتناً، غير أن الإمام أحمد قرن هناك بعفان بهزاً.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19294) .(32/63)
صَلَّيْتُ خَلْفَ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَلَى جِنَازَةٍ فَكَبَّرَ خَمْسًا، ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ: " هَكَذَا كَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
19313 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ دَاخِلٌ عَلَى الْمُخْتَارِ أَوْ خَارِجٌ مِنْ عِنْدِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ "؟ قَالَ: نَعَمْ " (2)
__________
(1) عبد العزيز بن حكيم. قال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، وقال: قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، ونقل الحافظ في "اللسان" عن أبي داود قوله: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/125، وقال: روى عنه الثوري وإسرائيل، وهو الذي يقال له: ابن أبي حكيم. ولم يذكره الحسيني
في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما. وجعفر الأحمر: هو ابنُ زياد، قال الحافظ في "التقريب ": صدوق يتشيَّع.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/14 من طريق حجاج بن منهال، عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت عبد العزيز بن حكيم قال: صليتُ خلف زيد بن أرقم على ميت، فكبَّر عليه خمساً، قال: وحدثني من زعم أنه سمع زيدَ بنَ أرقم يقول: هذه صلاةُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم، برقم (19272) ، وإسناده صحيح.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عثمان بن المغيرة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَبيعي، وعلي بن ربيعة: هو الوالبي، وعثمان بن المغيرة: هو عثمان بن أبي زرعة.
وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (968) .=(32/64)
19314 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ الْمُحَلِّمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ، فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ ضَمُرَ " (1)
19315 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، مَوْلَى لِبَنِي ثَعْلَبَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَبَّ أَمِيرٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَقَامَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَقَالَ: أَمَا أَنْ قَدْ عَلِمْتَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ سَبِّ
__________
= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/537 من طريق عُبيد الله بنُ موسى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3463) ، والطبراني في "الكبير" (5040) من طريق مالك بن إسماعيل النهدي، كلاهما عن إسرائيل، به. ولفظه: "إني تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي".
وقد سلف من طريق يزيد بن حيان عن زيد مطولاً برقم (19265) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19269) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابنُ الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 13/108-109- ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" (329) - وهنَّاد في "الزهد" (90) ، والطبراني في "الكبير" (5006) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.(32/65)
الْمَوْتَى "، فَلِمَ تَسُبُّ عَلِيًّا وَقَدْ مَاتَ (1) ؟
19316 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " تِسْعَ عَشْرَةَ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَسَبَقَنِي بِغَزَاتَيْنِ " (2)
19317 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَامِرُ بْنُ مُصْعَبٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا الْمِنْهَالِ يَقُولُ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقَالَا: كُنَّا تَاجِرَيْنِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّرْفِ، فَقَالَ: " إِنْ كَانَ يَدًا بِيَدٍ فَلَا بَأْسَ، وَإِنْ كَانَ نَسِيئَةً فَلَا يَصْلُحُ " (3)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (19288) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابنُ الجرَاح الرؤاسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4973) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/366، وهنَاد في "الزهد" (1166) ، والطبراني في "الكبير" (4973) من طرق عن وكيع، به.
وسلف برقم (19288) ، وذكرنا هناك أسانيده التي يصح بها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19282) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابن عُبادة، وابنُ جُريح: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث. وعامر بن مصعب: روى له البخاري ومسلم هذا الحديث الواحد مقروناً بغيره، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم.
وأخرجه البخاري (2060) و (2061) ، والنسائي في "المجتبى" 7/280، وفي "الكبرى" (6168) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"=(32/66)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (6059) - والدارقطني في "السنن" 3/17، والبيهقي في "السنن" 5/280-281، وفي "معرفة السنن " (11048) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عامر بن مصعب) من طريقين، عن ابن جريج، به.
وأخرجه عبد الرزاق (14547) عن معمر.
وأخرجه البخاري (3939) عن علي ابن المديني، ومسلم (1589) (86) عن محمد بن حاتم، والنسائي في "المجتبى" 7/280، وفي "الكبرى" (6167) عن محمد بن منصور، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة.
كلاهما (معمر وسفيان) عن عمرو بن دينار، سمع أبا المنهال قال: باع شريكٌ لي دراهم في السوق نسيئة (لفظ البخاري) . وذكر الحديث.
وجاء عند الحميدي (727) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6060) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به، بلفظ: باع شريكٌ لي دراهمَ بدراهمَ، بينهما فضلٌ - فقال البيهقي في "السنن" 5/281: عندي أن هذا خطأ، والصحيح ما رواه علي ابنُ المديني ومحمد بن حاتم. ثم قال: وهو المراد بما أُطلق في رواية ابن جُريج (يعني هذه) ، فيكون الخبر وارداً في بيع الجنسين أحدهما بالآخر، فقال: "ما كان منه يداً بيد، فلا بأس، وما كان منه نسيئاً، فلا".
قلنا: رواية معمر عند عبد الرزاق فيها التصريحُ ببيع الجنسين، ولفظُها عن أبي المنهال قال: باع رجلٌ ذهباً بورق إلى الموسم. وبذلك فسَّر الحافظ في "الفتح" 4/383 قولَ أبي المنهال (في رواية ابن المديني) : "باع شريكٌ لي دراهم.." فقال: أي: بذهب.
وأخرجه البخاري (2497) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6058) ، والطبراني في "الأوسط" (6725) من طريق سليمان بن أبي مسلم، عن أبي المنهال، به، نحوه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5039) من طريق يحيى، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي المنهال، عن البراء وزيد بن أرقم قالا: قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ=(32/67)
19318 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ (1) ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ مُعَاوِيَةَ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا؟ قَالَ: نَعَمْ صَلَّى الْعِيدَ أَوَّلَ النَّهَارِ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ فَقَالَ: " مَنْ شَاءَ أَنْ يُجَمِّعَ فَلْيُجَمِّعْ " (2)
__________
= ونحن نصرف، فقال: "لا بأس به يداً بيد" وكره النسيئة.
وسلف برقم (18541) .
(1) في (ظ13) : عن عثمان أبي المغيرة. قلنا: وهو صحيح كذلك، لأن عثمان بن المغيرة يكنى أبا المغيرة.
(2) صحيح لغيره وهذ إسناد ضعيف لجهالة إياس بن أبي رملة الشامي، ذكره الذهبي في "الميزان"، وأشار إلى هذا الحديث، وقال: قال ابنُ المنذر: لا يثبت هذا، فإن إياساً مجهول. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عثمان بن المغيرة- وهو عثمان بن أبي زُرعة أبو المغيرة- فمن رجال البخاري، وهو ثقة. عبدُ الرحمن: هو ابنُ مهدي، وإسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/194، وفي "الكبرى" (1793) ، وابنُ خزيمة (1464) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. لم يذكر النسائي قوله: "من شاء أن يُجمِّع فليُجمِّع".
وأخرجه الطيالسي (685) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1154) ، والبيهقي في "السنن" 3/317- وابنُ أبي شيبة 2/188، والدارمي (1612) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/438، وأبو داود (1070) ، وابن ماجه (1310) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 1/303- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/317- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1153) ، والطبراني في "الكبير" (5120) ، والحاكم في "المستدرك" 1/288، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (7023) من طرق عن إسرائيل،=(32/68)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= به. ولم يُصرحَ عند ابن ماجه باسم من سأل زيداً، وفيه: سمعت رجلاً سأل زيد بن أرقم ...
ورواية البخاري: "قال: نعم، صلّى العيد، ثم أتى الجمعة".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!
وصححه علي ابنُ المديني فيما حكاه عنه الحافظ في "التلخيص" 2/88، والظاهر أنه صحَّحه لشواهده التي يتقوَّى بها:
فله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي داود (1073) ، وابن ماجه (1311) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1155) ، والحاكم 1/288-289، والبيهقي 3/318، قال: اجتمع عيدان على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يوم عيد، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيما شئتم أجزأكم". وفي إسناده بقية بن الوليد، رواه عن شعبة، عن المغيرة بن مقسم الضبي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عنه. ولم يصرح بالتحديث في طبقات الإسناد كلَّها. وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح على شرط مسلم، فإن بقية بنَ الوليد لم يُختلف في صدقه إذا روى عن المشهورين، وهذا حديث غريب من حديث شعبة.
وقال الخطابي: في إسناده مقال.
وأخرجه عبد الرزاق (5728) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1156) ، والبيهقي في "السنن " 3/318 من طريق سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن أبي صالح، مرسلاً. وصحَّح أحمد والدارقطني إرسالَه، فيما ذكر الحافظ في "التلخيص" 2/88. قال البيهقي: ويُروى عن ابن
عُيينة، عن عبد العزيز موصولاً بأهل العوالي، وفي إسناده ضعف.
وآخر من حديث وهب بن كَيْسان، قال: اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير، فأخَّر الخروج حتى تعالى النهار، ثم خرج فخطب، فأطال الخطبة، ثم نزل فصلَّى، ولم يصلّ للناس يومئذ الجمعة، فذكر ذلك لابن عباس، فقال:
أصاب السنَّة. أخرجه النسائي 3/194 عن محمد بن بشار، عن يحيى القطان، عن عبد الحميد بن جعفر، عنه. وهذا إسناد صحيح.=(32/69)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (1071) عن محمد بن طريف البجلي، عن أسباط بن محمد، عن الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح، قال: صلَّى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة ... بنحوه. وإسناده صحيح كذلك.
وأخرجه أبو داود (1072) كذلك من طريق ابن جريج، قال: قال عطاء: اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير، فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعاً، فصلاهما ركعتين بكرة، لم يزد عليهما حتى صلى العصر. وابن جريج لم يصرح بالتحديث.
وثالث من حديث ابن عمر عند ابن ماجه (1312) ، وسنده ضعيف. فيه جُبَارَة بن المُغَلَس ومُنْدَل بنُ علي.
ورابع من حديث عمر بن عبد العزيز، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقيداَ بأهل العوالي، عند البيهقي في "السنن" 3/318 وإسناده منقطع.
وخامس من حديث عثمان بن عفان عند مالك في "الموطأ" 1/179، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/59 (بترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عقب (1156) ، والبيهقي في "السنن" 3/318، مقيداً بأهل العوالي، موقوفاً عليه، أخرجه مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبيد
مولى ابن أزهر، قال: شهدتُ العيدَ مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، فجاء فصلَّى، ثم انصرف، فخطب، فقال: إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة، فلينتظرها، ومن أحب أن يرجع فليرجع، فقد أذنتُ لكم، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد: هو سعد بن عبيد الزهري مولى عبد الرحمن بن أزهر. والعوالي: قرىً بظاهر المدينة تبعد عنها أربعة أميال، وقيل: ثلاثة، وأبعدها ثمانية.
قال السندي: قوله: من شاء أن يجمِّع؛ بالتشديد. من التجميع، أي: يصلي الجمعة، وظاهره أن صلاة الجمعة غيرُ لازمة يوم العيد إذا صَلَّى العيد، ومن يراها لازمة لعله يقول: المراد الرخصة للبعيد في الذهاب إلى بيته، وعدم لزوم الانتظار لصلاة الجمعة، لا بيان عدم لزومها، والله تعالى أعلم.(32/70)
19319 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، رَأَى نَاسًا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ مِنَ الضُّحَى، فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ (1) " (2)
19320 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ زَيْدٌ يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا، وَأَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ خَمْسًا، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُهَا " (3)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : حين ترمض الفصال من الضحى.
(2) هر مكرر (19270) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19272) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد بن جعفر.
وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص 93 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/302-303، ومسلم (957) ، وأبو داود (3197) ، والترمذي (1023) ، وابن ماجه (1505) من طريق محمد بن جعفر، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم. رأوا التكبير على الجنازة خمساً، وقال أحمد وإسحاق: إذا كبَّر الإمامُ على الجنازة خمساً، فإنه يُتبع الإمامُ.
وسلف برقم (19272) .(32/71)
19321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْتُمْ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ " قَالَ: فَسَأَلُوهُ كَمْ كُنْتُمْ؟ فَقَالَ: " ثَمَانِ مِائَةٍ أَوْ سَبْعَ مِائَةٍ " (1)
19322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19291) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد ابن جعفر.
وأخرجه الحاكم 1/76-77 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وجاء عند الحاكم: ثمان مئة، أو تسع مئة.
وأخرجه بقي بن مَخْلد في "مرويات الصحابة في الحوض والكوثر" (17) من طريق محمد بن جعفر، به.
وقد سلف برقم (19268) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسي.
وأخرجه مسلم (2506) (172) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/596- من طريق حجاج، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5102) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج الباهلي، عن قتادة، به.
وقد سلف برقم (19292) .(32/72)
19323 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
19324 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قُلْنَا لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: حَدِّثْنَا، قَالَ: " كَبُرْنَا وَنَسِينَا، وَالْحَدِيثُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدٌ " (2)
19325 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، (3) حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: وَأَنَا أَسْمَعُ، نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ: وَادِي خُمٍّ فَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّاهَا بِهَجِيرٍ، قَالَ: فَخَطَبَنَا، وَظُلِّلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ عَلَى شَجَرَةِ سَمُرَةٍ مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ: " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَوْ أَلَسْتُمْ (4) تَشْهَدُونَ، أَنِّي أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " فَمَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا هو بَهْز، وهو ابنُ أسد العمي.
(2) أثر صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (19304) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَان، وهو ابنُ مُسلم الصفَّار.
(3) في (م) : سفيان، وهو خطأ.
(4) في (س) و (ص) و (م) و (ق) : أوَلستم، والمثبت من (ظ13) .(32/73)
كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ (1) " (2)
19326 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ قَالَ: سَأَلْتُ هَذَا، فَقَالَ: ائْتِ فُلَانًا، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ، وَسَأَلْتُ الْآخَرَ، فَقَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَا: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَرِقِ بِالذَّهَبِ دَيْنًا " (3)
__________
(1) في (م) و (س) و (ص) : اللهم عاد من عاداه، ووالِ مَنْ والاه.
والمثبت من (ظ13) و (ق) .
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالةِ أبي عبيد؛ ذكره الحافظ في "التعجيل" وقال: ما عرفتُ مَنْ هو أبو عبيد هذا، ولا أفرده الحسيني، ولا من تبعه بترجمة. قلنا: ولضعفِ ميمون أبي عبد الله. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصفَّار، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بنُ عبد الله اليَشْكُري، والمغيرة: هو ابنُ مِقْسَم الضَّبِّي.
وأخرجه البزار (2537) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (5092) من طريق عفَان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1362) ، والنسائي في "الكبرى" (8469) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/61 من طريق عوف، عن ميمون، به.
ووقع في مطبوع ابن أبي عاصم: ميمون أبي عبد الله، عن أبيه زيد. وهو خطأ.
وسلف برقم (19279) ، وبإسناد صحيح برقم (19302) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19275) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هناك مع بهز عفان.(32/74)
19327 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْعَتُ الزَّيْتَ وَالْوَرْسَ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ " قَالَ قَتَادَةُ: " يَلُدُّهُ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي يَشْتَكِيهِ " (1)
19328 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْفَسْطَاطِ:
__________
(1) أبو عبد الله- وهو ميمون- ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن معاذاً- وهو ابنُ هشام الدستوائي- صدوق. عليُّ بن عبد الله: هو ابن المديني، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدوسي.
وأخرجه الترمذيُّ (2078) ، والنسائي في "الكبرى" (7588) ، والطبراني في "الكبير" (5091) ، والحاكم 4/202 و406 من طرق، عن معاذ، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!
وقال الحاكم 4/406: هذا حديث عالي الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح! ونسب الحاكم ميموناً أبا عبد الله، فقال: البحراني.
وأخرجه ابن ماجه (3467) ، والحاكم 4/202، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الرحمن بن ميمون) من طريق عبد الرحمن بن ميمون، عن أبيه، به، بلفظ: نعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذات الجنب وَرْساً، وقِسْطاً، وزَيْتاً، يُلَدُّ به.
وسلف برقم (19289) بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرهم أن يتداوَوْا من ذات الجَنْب بالعُود الهندي والزيت. وذكرنا هناك ما جاء في الصحيح للتداوي من ذات الجَنْب بالعود الهندي، وهو القُسْط.
وقوله: يلده. اللدود من الأدوية ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم.(32/75)
فَسَأَلَهُ عَنْ ذَا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ " قَالَ مَيْمُونٌ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ الْقَوْمِ، عَنْ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " (1)
19329 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَجْلَحَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالْيَمَنِ فَأُتِيَ بِامْرَأَةٍ وَطِئَهَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ فَلَمْ يُقِرَّا، ثُمَّ سَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ فَلَمْ يُقِرَّا، ثُمَّ سَأَلَ اثْنَيْنِ حَتَّى فَرَغَ يَسْأَلُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ عَنْ وَاحِدٍ، فَلَمْ يُقِرُّوا، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَلْزَمَ الْوَلَدَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ "، فَرُفِعَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2408 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19279) ، وبإسناد صحيح برقم (19302) .
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد رواه الشعبي، واختُلف عنه.
فرواه أجلح- وهو ابنُ عبد الله- عنه، واختُلف عنه:
فرواه الثوري، عن أجلح، عن الشعبي، فقال: عن عبد خير، عن زيد بن أرقم. رواه أحمد عن عبد الرزاق، عنه، كما في هذه الرواية. =(32/76)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= واختُلف عن الثوري، فقال خُشَيشُ بنُ أصرم- عند أبي داود (2270) ، والنسائي في "المجتبى" 6/182، و"الكبرى" (5682) و (6036) - وإسحاقُ بنُ منصور- عند ابن ماجه (2348) -، وإسحاقُ بنُ إبراهيم الدَّبَري- عند الطبراني في "الكبير" (4987) -، وأبو الأزهر أحمدُ بنُ أزهر- عند البيهقي في "السنن" 10/266-267- كلُهم عن عبد الرزاق، عن الثوري، فقالوا: عن صالح
الهَمْداني، عن الشعبي، عن عَبْد خَيْر، عن زيد بن أرقم. وذكر روايةَ عبد الرزاق هذه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/79. وقال البيهقي: هذا الحديث مما يعدُّ في أفراد عبد الرزاق، عن سفيان الثوري.
ورواه ابنُ عيينة كما في الرواية (19342) ، وهُشَيْمٌ كما في الرواية (19344) ، وعليُّ بنُ مُسْهِر- عند ابن أبي شيبة 7/352-353 و11/379، والنسائي في "المجتبى" 6/182-183، وفي "الكبرى" (5683) و (6038) ، والطبراني في "الكبير" (4990) -، ويحيى القَطَّان- عند أبي داود (2269) ، والنسائي في "المجتبى" 6/183، وفي "الكبرى" (5684) ، والحاكم 2/207، والبيهقي في "السنن" 10/267، و"معرفة السنن والآثار" (20347) -، وجَعْفَرُ بنُ عون- عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/382، و"شرح مشكل الآثار" (4760) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/123 (قال الطحاوي: أو يعلى ابن عبيد الطنافسي، أنا أشك في الذي حدثني به عنه منهما) -، وخالدُ بنُ
عبد الله الواسطي، وعبدُ الله بنُ نُمير، وقيسُ بنُ الربيع، وأبو بكر بنُ عياش - عند الطبراني (4990) -، وعيسى بنُ يونس- عند الحاكم 3/135-، ومالكُ ابنُ إسماعيل عنده كذلك 4/96، كلهم عن الأجلح، عن الشعبي، فقالوا: عن عبد الله بن الخليل، عن زيد. وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/79 عبد الله ابن خليل، عن زيد بن أرقم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: قاله خالد بن عبد الله، وابن نمير، عن الأجلح، عن الشعبي، ثم قال: ولا يُتابع عليه.
ورواه أبو إسحاق الشيباني، عن الشعبي، واختُلف عنه:
فرواه أبو إسحاق الفزاري، عنه، عن الشعبي، فقال: عن عبد الله بن=(32/77)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الخليل، عن زيد، كما ذكر الدارقطني في "العلل" 3/118.
ورواه خالدُ بنُ عبد الله الواسطي، عنه، عن عامر الشعبي، فقال: عن رجل من حضرموت غير مسمَّى، عن زيد بن أرقم، عند النسائي في "المجتبى" 6/183، و"الكبرى" (5685) و (6037) ، والطبراني في "الكبير" (4989) .
ورواه أبو سهل محمدُ بنُ سالم، عن الشعبي، فقال: عن علي بن ذريح، عن زيد بن أرقم. رواه ابنُ عيينة، عنه، عند الحميدي (786) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/244، والطبراني في "الكبير" (4992) .
ورواه داود بن يزيد الأودي، عن الشعبي، واختُلف عنه:
فرواه عبيدُ الله بنُ موسى، عن داود الأودي، عن الشعبي، فقال: عن أبي جُحَيفة، عن علي؛ عند البخاري في "التاريخ الكبير" 5/79، والبيهقي في "السنن" 10/267-268.
وخالفه الحسين بن يزيد الأصم صاحبُ السُّدِّيّ، فرواه عن داود الأودي، عن الشعبي مرسلاً، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 3/119.
ورواه سلمةُ بنُ كهيل، عن الشعبي، عن عبد الله بن الخليل، عن علي موقوفاً. رواه عنه شعبة عند أبي داود (2271) ، والنسائي في "المجتبى" 6/184، و"الكبرى" (5686) ، والبيهقي في "السنن" 10/267، و"معرفة السنن والآثار" (20348) .
قال النسائي في "الكبرى" عقب الحديث (5684) : هذه الأحاديث كلها مضطربة الأسانيد. ثم قال: وسلمة بن كهيل أثبتهم، وحديثه أولى بالصواب.
وقال العقيلي: الحديث مضطرب الإسناد، متقارب في الضعف.
وقال أبو حاتم- فيما نقله عنه ابنُه في "الجرح والتعديل" 1/402-: قد اختلفوا في هذا الحديث فاضطربوا، والصحيح حديثُ سلمة بن كهيل. قلنا: يعني أصح ما رُوي في هذا الباب، كما قال البيهقي.=(32/78)
19330 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الصَّرْفِ: " إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ فَلَا بَأْسَ، وَإن (1) كَانَ دَيْنًا فَلَا يَصْلُحُ " (2)
__________
= ونقل البيهقي عن الشافعي قوله: لو ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلنا به، وكانت الحجة فيه.
قلنا: ورجالُ إسناد هذه الرواية ثقات رجال الشيخين، غير أجلح بن عبد الله، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، والجمهور على تضعيفه. سفيان: هو الثوري، وعبد خير الحضرمي: هو ابن يزيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4761) ، والطبراني في "الكبير" (4988) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/123 من طريق عبد الملك بن الصباح، عن سفيان، به.
وسيرد برقمي (19342) و (19344) .
قال السندي: قوله: أتُقِرَّان لهذا، أي: للثالث.
ثلثي الدِّيَة، أي: القيمة، والمراد قيمة الأم، فإنها انتقلت إليه من يوم وقعَ عليها بالقيمة، وهذا الحديث يدل على ثبوت القضاء بالقُرعة، وعلى أن الولد لا يلحق بأكثر من واحد، بل عند الاشتباه يُفصل بينهم بالمسامحة، أو بالقُرعة، لا بالقيافة، ولعل من يقول بالقيافة يحمل حديث عليٍّ على ما إذا
لم يوجد القائف، وقد أخذ بعضهم بالقرعة عند الاشتباه، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : وإذا.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (19277) سنداً ومتناً.(32/79)
19331 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَدْخُلَ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخَبِيثِ (1) وَالْخَبَائِثِ " قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: " الْخُبُثُ وَالْخَبَائِثُ (2) " (3)
__________
(1) في (م) : الخبث.
(2) قوله: قال عبد الوهاب.... ليس في (م) .
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير القاسم الشيباني، وهو ابن عوف، فمن رجال مسلم والنسائي وابن ماجه، وهو ممن يعتبر به، وذكرنا اختلاف الرواة فيه على قتادة في الرواية (19286) . أسباط: هو ابن محمد، وعبد الوهَّاب: هو ابنُ عطاء الخفَّاف، وسماعُهما من سعيد- وهو ابن أبي
عَروبة- قبل الاختلاط. قتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.
وأخرجه الحاكم 1/187، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/301 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/1 و10/452، وابن ماجه بعد (296) ، والنسائي في "الكبرى" (9906) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (78) - والطبراني في "الكبير" (5115) من طريق عبدة بن سليمان، وابن ماجه أيضاً بعد (296) من طريق عبد الأعلى، والنسائي في "الكبرى" (9905) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (77) - والطبراني في "الكبير" (5115) ، وفي "الدعاء" (363) ،
والحاكم في "المستدرك" 1/187 من طريق يزيد بن زُريع، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/301 من طريق علي بن عاصم، أربعتهم عن سعيد، به.
وأخرجه ابن حبان (1406) من طريق شعبة (كذا) ، عن قتادة، عن القاسم=(32/80)
19332 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ " (1)
__________
= الشيباني، به. ولفظ "شعبة" الوارد في إسناده. كذا ورد في "الإحسان" و"التقاسيم والأنواع" 1/ورقة 635، و"إتحاف المهرة" 4/585، وهو تصحيف عن "سعيد" يعني ابن أبي عروبة بلا شك، لأن سعيداً هو الذي رواه من طريق القاسم الشيباني، أما شعبة، فإنما رواه من طريق النضر بن أنس (كما في الروايتين (19286) و (19332) ، وقد روى العُقيلي في "الضعفاء" 3/477 عن علي ابن المديني قوله: سمعت يحيى (يعني القطان) وقيل له: تحفظ حديث قتادة: "إن هذه الحشوش محتضرة"؟ قال: لا، فقلت له: إنما كان شعبة يحدثه عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، وكان ابنُ أبي عروبة يحدثه عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم، فقال يحيى: شعبةُ لو علم أنه عن القاسم بن عوف لم يحمله. قلت: لم؟ قال: إنه تركه، وقد كان رآه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5114) ، وفي "الدعاء" (364) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به.
وقد سلف من طريق شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم برقم (19286) ، وسيرد برقم (19332) .
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وهذا حديث تفرَّد به قتادة، وذكرنا اختلاف الرواة فيه عليه في الرواية (19286) . ابن مهدي: هو عبد الرحمن.
وأخرجه الترمذي في "العلل" 1/82، وابن ماجه (296) ، والنسائي في "الكبرى" (9903) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (75) - وابن خزيمة (69) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد ذكرنا في الرواية (19286) لفظ حديث أنس الذي أخرجه الشيخان.(32/81)
19333 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، قَالَ: ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَمِّي فِي غَزَاةٍ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ، وَلَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي، فَذَكَرَهُ عَمِّي لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثْتُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ وَأَصْحَابِهِ، فَحَلَفُوا مَا قَالُوا: فَكَذَّبَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَهُ، فَأَصَابَنِي هَمٌّ لَمْ يُصِيبُنِي مِثْلُهُ قَطُّ، وَجَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ عَمِّي: مَا أَرَدْتَ إِلَى أَنْ كَذَّبَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَقَتَكَ قَالَ: حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1] قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَهَا (1) ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ صَدَّقَكَ " (2)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : فقرأها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/109 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبدُ بن حميد (262) - ومن طريقه الترمذي (3312) - والبخاري (4900) و (4901) و (4904) ، والطبراني في "الكبير" (5051) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/55 من طرق عن إسرائيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.=(32/82)
19334 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ النَّاسَ شِدَّةٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ لِأَصْحَابِهِ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ، وَقَالَ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَسَأَلَهُ، فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ، فَقَالُوا: كَذَّبَ زَيْدًا، رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِمَّا قَالُوا. حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقِي فِي: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1] . قَالَ: " وَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ "، فَلَوَّوْا رُءُوسَهُمْ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] قَالَ: كَانُوا رِجَالًا أَجْمَلَ شَيْءٍ (1)
__________
= وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/113 من طريق علي بن سليمان، عن أبي إسحاق، به.
وقد سلف برقم (19285) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي.
وأخرجه مسلم (2772) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4903) ، والنسائي في "الكبرى" (11598) - وهو في التفسير (618) - وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/594) ، والطبراني في "الكبير" (5050) من طرق عن زهير، به.
وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/594) من طريق ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به.
وسلف برقم (19285) .(32/83)
19335 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقُلْتُ (1) : كَمْ غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " تِسْعَ عَشْرَةَ "، قُلْتُ: كَمْ غَزَوْتَ أَنْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: " سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً "، قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَا؟ قَالَ: " ذَاتُ الْعُشَيْرِ أَوِ الْعُشَيْرَةِ (2) "
__________
(1) في (م) : فقلت له.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه مطولاً البيهقي في "السنن" 3/348 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1254) (143) ص1447 (كتاب الجهاد والسير) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (681) و (682) و (684) - ومن طريقه الترمذي (1676) ، وأبو عوانة 4/369-370، وأبو نعيم في "الحلية" 4/343، والبيهقي في "الدلائل" 5/460-، والبخاري (3949) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/629، والترمذي (1676) ، وأبو عوانة 4/368-369، وابن حبان (6283) ، والطبراني في "الكبير" (5042) ، والحاكم في "مستدركه" 3/533، وأبو نعيم في "الحلية" 4/343، والبيهقي في "الدلائل" 5/459 -460 من طرق عن شعبة، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وقد سلف برقم (19282) .
قال السندي: قوله: ذات العشير. هكذا جاء هذا اللفظ بالشك، قيل: هما مصغران، والأول بإعجام شين، والثاني بإهمالها، وقال القاضي: هي ذات العُشيرة بالتصغير والإعجام والهاء على المشهور، وهو موضع من بطن يَنبع،=(32/84)
19336 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ قَالَ: قَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَتْبَاعًا، وَإِنَّا قَدْ تَبِعْنَاكَ، فَادْعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا، قَالَ: " فَدَعَا لَهُمْ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ " قَالَ: فَنَمَّيْتُ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: زَعَمَ ذَلِكَ زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ أَرْقَمَ (1)
__________
= وقيل: هو بمهملة ومعجمة وثبوتِ هاء وحذفها: موضعٌ بقرب ينبع.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو حمزة- واسمه طلحة بن يزيد- سلف الكلام عليه وعلى روايته عند البخاري عند الحديث (19268) .
عمرو بن مُرَّة: هو الجَمَلي المُرادي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/161- ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1769) - والبخاري (3787) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وفيه عند البخاري: سمعت أبا حمزة، عن زيد بن أرقم: قالت الأنصار.
وأخرجه الطيالسي (675) ، والبخاري (3788) ، والبغوي في "الجعديات" (86) ، والطبراني في "الكبير" (4977) ، والحاكم 4/85 من طرق عن شعبة، به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه!
قلنا: قد أخرجه البخاري كما سلف.
والقائل: فنميتُ ذلك إلى ابن أبي ليلى، هو عَمرو بن مُرَّة، كما هو مصرَّح به عند البخاري.
وفي باب فضائل الأنصار، عن أبي هريرة سلف برقم (8169) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
قال الحافظ في "الفتح" 7/114-115: قوله: أن يجعل أتباعنا منا:=(32/85)
19337 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: مَاتَ لِأَنَسٍ وَلَدٌ فَكَتَبَ إِلَيْهِ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " (1)
19338 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِى حَبِيبُ بْنُ أَبِى ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ (2) رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ عَنِ الصَّرْفِ؟ فَقَالَ: سَلْ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ، قَالَ: فَسَأَلْتُ زَيْدًا، فَقَالَ: سَلِ الْبَرَاءَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ، قَالَ: فَقَالَا جَمِيعًا: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَرِقِ بِالذَّهَبِ دَيْنًا " (3)
__________
= أي: يقال لهم الأنصار، حتى تتناولهم الوصيةُ بهم بالإحسان إليهم ونحو ذلك.
وقوله، زعم، أي: قال. كما قدمنا مراراً أن لغة أهل الحجاز تطلق الزعم على القول.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابنُ جُدْعان- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (1462) .
وأخرجه الطيالسي (683) عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (19292) .
(2) من قوله: قال بهز: أخبرني ... إلى هذا الموضع سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي.=(32/86)
19339 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ قَالَ: " غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً " (1)
19340 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: شَكَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ فِي الْحَوْضِ، فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، " فَحَدَّثَهُ حَدِيثًا مُوَنَّقًا أَعْجَبَهُ "، فَقَالَ لَهُ: سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ أَخِي " (2)
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/280، وفي "الكبرى" (6169) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (19275) .
(1) حديث صحيح، ميمون أبو عبد الله- وإن يكن ضعيفاً- تابعه أبو إسحاق السبيعي في الرواية (19335) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (19282) .
(2) إسناده ضعيف لضعف مطر- وهو ابنُ طَهْمان- الورَّاق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد.
وهو في "مصنَّف" عبد الرزاق (20852) مطولاً.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/361، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (19266) .
وسلف في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6872) من طريق=(32/87)
19341 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَذْكِرُهُ: كَيْفَ أَخْبَرْتَنِي عَنْ لَحْمٍ، قَالَ: ابْنُ بَكْرٍ أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَامًا. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: نَعَمْ أُهْدِيَ لَهُ عُضْوٌ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَهْدَى رِجْلٌ عُضْوًا (1) مِنْ لَحْمِ صَيْدٍ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: " إِنَّا لَا نَأْكُلُهُ، إِنَّا حُرُمٌ " (2)
__________
= عبد الرزاق، بهذا الإسناد، وفيه قال عبد الله بن بريدة: شك عُبيد الله بنُ زياد في الحوض، فقال له أبو سبرة- رجلٌ من صحابة عُبيد الله بن زياد-: فإنَّ أباك حين انطلق وافداً إلى معاوية انطلقتُ معه، فلقيتُ عبد الله بنَ عمرو، فحدثني ... وذكر حديث الحوض.
وسلف في مسند ابن عمرو بن العاص كذلك برقم (6514) من طريق يحيى القطان، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي سبرة، قال: كان عُبيد الله بن زياد يسأل عن الحوض، وكان يكذَب به، بعدما سأل أبا برزة والبراء بنَ عازب. وعائذَ بنَ عمرو، ورجلاً آخر. قلنا: وهذا الرجل المبهم هو زيد بن أرقم. كما في رواية عبد الرزاق المذكورة آنفا.
قال السندي: قوله: مونقاً بكسر النون، أي: معجباً.
(1) في (س) و (م) و (ص) و (ق) : رجل عضو، وكُسرت الراء في (س) والمثبت من (ظ 13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همّام، وابن بكر: هو محمد، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (8323) ومن طريقه أخرجه ابن=(32/88)
19342 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَجْلَحَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ نَفَرًا وَطِئُوا امْرَأَةً فِي طُهْرٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ لِاثْنَيْنِ: أَتَطِيبَانِ نَفْسًا لِذَا؟ فَقَالَا: لَا. فَأَقْبَلَ عَلَى الْآخَرَيْنِ، فَقَالَ: أَتَطِيبَانِ نَفْسًا لِذَا؟ فَقَالَا: لَا. قَالَ: أَنْتُمْ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ، قَالَ: إِنِّي مُقْرِعٌ بَيْنَكُمْ، فَأَيُّكُمْ قَرَعَ أَغْرَمْتُهُ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ، وَأَلْزَمْتُهُ الْوَلَدَ، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا أَعْلَمُ إِلَّا مَا قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (1)
__________
= خزيمة (2640) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/575) ، والطبراني في "الكبير" (4963) لكن وقع في مطبوع ابن خزيمة "عطاء"، بدل: "طاووس"، وهو خطأ، وجاء على الصواب في "إتحاف المهرة" 4/575.
وأخرجه ابن خزيمة كذلك من طريق محمد بن بكر، به.
وقد سلف (19271) .
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بسطنا اضطرابه في الرواية السالفة برقم (19329) . ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أجلح- وهو ابنُ عبد الله- وقد بيَّنَا حاله في الرواية المشار إليها، وغير عبدِ الله بن أبي الخليل - ويقال: عبد الله بن الخليل، وكنيتُه أبو الخليل- فمن رجال أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات". قال ابن سعد: كان قليل الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
وأخرجه الحميدي (785) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (4990) ، والحاكم في "المستدرك" 3/136- والعقيلي في "الضعفاء" 2/244 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه!
وسكت عنه الذهبي.=(32/89)
19343 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَتَبَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يُعَزِّيهِ بِمَنْ أُصِيبَ مِنْ وَلَدِهِ وَقَوْمِهِ يَوْمَ الْحَرَّةِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: وَأُبَشِّرُكَ بِبُشْرَى مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: أتطيبان: من طابت نفسه بالشيء إذا سمحت به من غير كراهة ولا غضب.
متشاكسون، أي: مختلفون متنازعون.
قرع، أي: أصابته القرعة.
(1) حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5105) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (5106) من طريق فهد بن عوف، عن حماد، به.
وقد سلف برقم (19299) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد فقال: عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، قال الحافظ في "الأطراف" 2/378-379، وفي "إتحاف المهرة" 4/597: وهو المحفوظ.
قلنا: لكن علي بن زيد لم ينفرد برواية الحديث عن أبي بكر بن أنس، فقد تابعه ثابت بن أسلم عنه، فأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 12/160- ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1753) و (2104) ، وابن حبان (7281) ، والطبراني في "الكبير" (5104) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5813) من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت=(32/90)
19344 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أُتِيَ فِي ثَلَاثَةِ نَفَرٍ، إِذْ كَانَ بِالْيَمَنِ اشْتَرَكُوا فِي وَلَدٍ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَضَمِنَ الَّذِي أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ، وَجَعَلَ الْوَلَدَ لَهُ، قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَضَاءِ عَلِيٍّ، " فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ " (1)
19345 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ خَالِدٍ أَبِي الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ، وَأَصْغَى السَّمْعَ مَتَى يُؤْمَرُ "، قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُولُوا: " حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " (2)
__________
= البناني، عن أبي بكر بن أنس، به. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وسلف برقم (19292) .
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بسطنا ذلك في الرواية (19329) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية- وهو ابن سعد العَوْفي-، وخالد الخفَاف- وهو ابن طَهْمان-، وقد اختلف فيه كما سيرد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5072) ، وابن عدي في "الكامل" 3/891 من طريق محمد بن ربيعة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/330، وقال: رواه أحمد والطبراني،=(32/91)
19346 - حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
19347 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى مَسْجِدِ قُبَاءَ، أَوْ دَخَلَ مَسْجِدَ قُبَاءَ، بَعْدَمَا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ، فَإِذَا هُمْ يُصَلُّونَ فَقَالَ: " إِنَّ صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ كَانُوا يُصَلُّونَهَا إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ " (2)
__________
= ورجاله وُثِّقوا على ضعف فيهم.
قال ابن عدي في "الكامل": وهذا يرويه خالد بن طهمان عن زيد بن أرقم، ويرويه مُطَرف ومن تابعه عليه عن عطية، عن ابن عباس، ورواه جماعة كثيرة عن عطية، عن أبي سعيد، وهذا أصحُّها.
قلنا: قد بسطنا الاختلاف فيه في تخريج رواية أبي سعيد السالفة برقم (11039) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قولُه: وصاحب القَرْن، أي: إسرافيل منتظرٌ الأمرَ بالنفخ في القَرْن الذي هو الصُور، يريد قرب القيامة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر الرواية (11039) السالفة في مسند أبي سعيد الخدري، وإنما أعادها الإمام أحمد هنا لذكر الاختلاف فيه على عطية العوفي. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري.
وسلف قبله من طريق عطية العوفي، عن زيد بن أرقم.
(2) إسناده على شرط مسلم. عبد الوهَّاب- وهو ابنُ عطاء الخفَّاف-=(32/92)
19348 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: أَصَابَنِي رَمَدٌ فَعَادَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا بَرَأْتُ خَرَجْتُ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا مَا كُنْتَ صَانِعًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَوْ كَانَتَا عَيْنَايَ لِمَا بِهِمَا صَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ، قَالَ: " لَوْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا، ثُمَّ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ، لَلَقِيتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا ذَنْبَ لَكَ "، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: " ثُمَّ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ، لَأَوْجَبَ اللهُ لَكَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
= من أعلم الناس بحديث سعيد- وهو ابن أبي عروبة-، وقتادة: هو ابنُ دعامة السدوسي، والقاسم- وهو ابنُ عوف، وإن كان ضعيفاً- قد انتقى له مسلم هذا الحديث الواحد.
وأخرجه أبو عوانة 2/271 من طريق عبد الوهاب الخفَّاف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1227) ، والطبراني في "الكبير" (5111) من طريق يزيد بن زُريع، عن سعيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5108) و (5110) من طريق الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، به.
واخرج عبد بن حميد (258) ، والطبراني في "الكبير" (5112) من طريق حسام بن مِصَك، عن قتادة، عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم، قال: دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجد قباء فرآهم يصلون الضحى، فقال: "هذه صلاة الأوابين". وحسام بن مِصَك ضعيف، يكاد أن يترك.
وقد سلف برقم (19264) .
(1) إسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق- وهو السَّبيعي- وبقية=(32/93)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رجاله ثقات رجال الصحيح. حجاج: هو ابنُ محمد المِصيصي.
وأخرجه أبو داود (3102) ، والحاكم 1/342، والبيهقي في "السنن" 3/381 من طريق حجاج، بهذا الإسناد. ولفظه: عادني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجع كان بعيني. قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/279: حديث حسن.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (532) ، والطبراني في "الكبير" (5052) ، و"الأوسط" (5948) ، من طريق سَلْم بن قُتيبة، والبيهقي في "الشُّعب" (9191) من طريق عبد الله بن رجاء، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/411 من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم عن يونس، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا ابنه يونس، تفرَد به سَلْم بن قتيبة! قلنا: لم يتفرد به كما هو ظاهر.
وأخرجه عبد بن حميد (270) من طريق عُبيد الله بن موسى، والطبراني في "الكبير" (5098) من طريق وكيع، كلاهما عن سفيان، عن جابر- وهو الجُعفي-، عن خيثمة، عن زيد، به.
واختلف فيه على جابر، فرواه عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن جابر الجعفي، عن خيثمة، عن أنس كما سلف برقم (12636) .
ورواه شريك كذلك عن جابر الجعفي، عن خيثمة من حديث أنس برقم (12586) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5126) من طريق أُنيسة بنت زيد بن أرقم، عن أبيها. وأنيسة مجهولة، وفي الإسناد مجهولات غيرها.
وأورد الهيثمي في "المجمع" 2/308 عن زيد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما ابتُلي عبد بعد ذهاب دينه بأشد من بصره، ومن ابتُلي ببصره فصبر حتى يلقى الله، لَقِيَ الله تبارك وتعالى ولا حسابَ عليه". قال الهيثمي: رواه البزار، وفيه جابر الجعفي، وفيه كلام كثير وقد وُثق.
وفي باب الثواب لمن صبر واحتسب إذا فقد عينيه عن أبي هريرة، سلف برقم (7597) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.(32/94)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ (1)
• 19349 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، (2) حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقَارِئُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَوْ خَيْثَمَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالرَّجُلِ الْوَاحِدِ، إِذَا وَجِعَ مِنْهُ شَيْءٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ " (3)
• 19350 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، (4) حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ،
__________
(1) سلفت ترجمة النعمان بن بشير قبل الحديث (18347) .
(2) في (م) و (ق) و (ص) : حدثنا عبد الله حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث السالف برقم (18448) سنداً ومتناً.
(4) في (م) و (ق) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.(32/95)
وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ " (1)
• 19351 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدويه (2) مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ أَوْ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: " مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ: " عَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ "، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: مَا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ؟ فَنَادَى أَبُو أُمَامَةَ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي سُورَةِ النُّورِ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ} (3) [النور: 54]
• 19352 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، (4) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْمُفَضَّلِ يَعْنِي ابْنَ الْمُهَلَّبِ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) ضعيف دون قوله "ومن لم يشكر الناسَ لم يشكر الله" فهو صحيح لغيره وهو مكرر الحديث السالف برقم (18449) سنداً ومتناً.
(2) في (س) و (م) و (ص) و (ق) : عبد ربه، والمثبت من (ظ13) وهامش (س) ، وهو الصواب. وانظر تعليقنا عليه في الحديث (18450) .
(3) هو مكرر الحديث السالف برقم (18450) سنداً ومتناً.
(4) في (م) و (ق) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.(32/96)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَارِبُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ " يَعْنِي (1) سَوُّوا بَيْنَهُمْ (2)
• 19353 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاهِلِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ " (3)
__________
(1) في (ظ13) : قال يعني، وجاءت كلمة "قال" في هامش (س) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (18451) سنداً ومتناً.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (18452) سنداً ومتناً.(32/97)
حَدِيثُ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
19354 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ، وَ (2) الْأَجْرُ، وَالْمَغْنَمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) قال السندي: عروة بن أبي الجعد البارقي، يقال: عروة بن الجعد، ويقال ابن أبي الجعد، وصَوَبَ الثاني ابن المديني، واسم أبي الجعد: سعد البارقي، وله أحاديث، وهو الذي أرسله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليشتري الشاة بدينار، فاشترى به شاتين، الحديث مشهور في البخاري وغيره، وكان فيمن حضر فتوح الشام ونزلها، ثم سيَّره عثمان إلى الكوفة، وحديثه عند أهلها، وقال شبيب بن
غرقدة: رأيت في دار عروة بن الجعد ستين فرساً مربوطة، كذا في "الإصابة"، قلتُ: وسيجيء سبعون فرساً في الكتاب. قلنا: في الرواية (19355) .
(2) أشير إلى الواو في (س) بنسخة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابنُ بشير، وقد صرَّح بالتحديث، وحُصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي، والشعبي: هو عامر بنُ شَراحيل.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 12/480- ومن طريقه مسلم (1873) (99) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (226) ، و"شرح معاني الآثار" 3/274، والطبراني في "الكبير" 17/399- والبخاري (3119) ، ومسلم (1873) (99) ، وابن ماجه (2305) ، والترمذي (1694) ، والنسائي في "المجتبى" 6/222، وفي "الكبرى" (4416) ، وأبو يعلى (6828) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (398) وأبو نعيم في "الحلية" 8/127 من طرق عن حصين، به. وعند مسلم: "معقوص" بدل "معقود"، وهما بمعنى. وزاد عبدُ الله بنُ=(32/98)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إدريس عند ابن أبي شيبة وابنِ ماجه وأبي يعلى والطحاوي: "الإبل عزّ لأهلها، والغنم بركة".
قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح. قال أحمد بن حنبل: وفِقْهُ هذا الحديث أن الجهاد مع كل إمام إلى يوم القيامة. قلنا: وقال أبو نعيم: مشهور من حديث الشعبي، رواه عنه جماعة.
وأخرجه الحميدي (842) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (402) وسعيدُ بن منصور في "سننه" (2431) ، وأبو عوانة 5/18، وابنُ عبد البر في "الاستيعاب" (في ترجمة عروة) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (401) ، و"الأوسط" (6377) ، من طريقين عن الشعبي، به.
وأخرجه أبو عوانة 5/15، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/275، والطبراني في "الكبير" 17/ (415) و (416) و (417) و (418) و (419) و (420) و"الأوسط" (1940) من طرق عن عروة، به.
وسيرد بالأرقام (19355) (19358) (19359) (19360) (19361) (19364) (19365) (19366) (19368) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (414) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص48 من طريق سعيد بن زيد، عن الزبير بن خِرِّيت، عن نعيم بن أبي هند، عن عروة، به. وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَ ناصيةَ فرسه بين أصبعيه، ثم قال: "الخيل ... " والصحيح أنه مرسل، من مراسيل نُعيم بن أبي هند، فقد أخرجه أبو داود في "مراسيله" برقم (291) بنحوه عن موسى بن إسماعيل، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرَيت، عن نُعيم بن أبي هند أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتي بفرس ... وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إلى نُعيم بن أبي هند، وليس فيه قوله: "والخيل معقود بنواصيها الخير ... ".
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4616) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وقد ذكره السيوطي في "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" (77) .(32/99)
19355 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا الْبَارِقِيُّ شَبِيبٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ الْبَارِقِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ " وَرَأَيْتُ فِي دَارِهِ سَبْعِينَ فَرَسًا (1)
19356 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ شَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَيَّ يُخْبِرُونَ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مَعَهُ بِدِينَارٍ يَشْتَرِي لَهُ أُضْحِيَّةً "، وَقَالَ مَرَّةً: أَوْ شَاةً، فَاشْتَرَى لَهُ اثْنَتَيْنِ، فَبَاعَ وَاحِدَةً بِدِينَارٍ، وَأَتَاهُ بِالْأُخْرَى، " فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ " فَكَانَ لَوْ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ، (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة، وشَبِيب: هو ابنُ غَرْقَدَة.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (638) ، والحميدي (841) ، وسعيد بن منصور (2430) ، والبخاري (3643) ، ومسلم (1873) (99) ، وأبو عوانة 5/11، والطبراني في "الكبير" 17/ (411) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (223) ، والبيهقي في "السنن" 6/329، وفي "الشُّعَب" (4306) وفي "معرفة السنن والآثار" (13047) ، وابنُ عبد البر في "الاستذكار" (20439) ، وفي "الاستيعاب" (في ترجمة عروة بن عياض بن أبي الجعد) من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2426) ، وابنُ أبي شيبة 12/482، ومسلم (1873) (99) ، وابن ماجه (2786) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (410) من طريق أبي الأحوص، وأبو عوانة 5/11 من طريق زائدة بن قُدامة، كلاهما عن شَبيب، به. وعند سعيد بن منصور: "معقوص"، بدل:
"معقود"، وهما بمعنى.
وقد سلف برقم (19354) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وقوله: سمعت الحي. يعني=(32/100)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قبيلته، قال الحافظ في "فتح الباري" 6/634: وهذا يقتضي أن يكون سمعه من جماعة أقلهم ثلاثة. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة، وشَبيب: هو ابن غَرْقدة، وعروة البارقي: هو ابنُ أبي الجعد، وسيرد ذكرُ أبيه برقم (19357) .
وقد تكلموا في صحة إسناد هذا الحديث لإبهام الحي، فذهب البيهقي - كما في "السنن الصغير"-، والخطابي والرافعي- فيما حكاه الحافظ عنهما- إلى تضعيفه، وسمَوه مرسلاً، أو غير متصل، فقال الحافظ: الصوابُ أنه متصلَ، في إسناده مبهم، إذ لا يُقال في إسنادٍ صرَّح كل مَنْ فيه بالسماع من
شيخه: إنه منقطع، وإن كانوا أو بعضُهم غيرَ معروف.
وقد وافقهم الحافظ على أن الحديث بهذا ضعيفٌ للجهل بحالهم، لكنه حين ردَّ على ابن القطان- الذي ذهب إلى أن هذا الحديث ليس على شرط البخاري، وأن البخاري لم يُرد بسياق هذا الحديث إلا حديثَ الخيل الذي أورده بعده، وأنه لم يحتجَّ به. لإبهام الواسطة فيه بين شبيب وعروة- قال
(يعني الحافظ) : هو كما قال، لكن ليس في ذلك ما يمنع تخريجه، ولا يحطُه عن شرطه، لأن الحي يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب، ويُضاف إلى ذلك ورودُ الحديث من الطريق التي هي الشاهد لصحة الحديث.
قلنا: يعني أن الحافظ قد قوَّى الحديث بطريقه الأخرى التي سترد برقم (19362) ، وقوَاه كذلك بشاهد آخر من حديث حكيم بن حزام.
قلنا: وممن توقَّف في صحة الحديث الشافعيُّ، فحكى الحافظ عنه أنه تارة قال: لا يصحُّ، لأن هذا الحديث غيرُ ثابت، وهذه رواية المُزني عنه، وتارة قال: إن صحَّ الحديث قلت به، وهذه رواية البُويطي.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/159-160 (بترتيب السندي) -ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (12071) -، والحميدي (843) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (412) -، والبخاري (3642) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/112- عن علي ابن المديني، وأبو داود (3384) عن=(32/101)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسدَد، والبيهقي في "السنن" 6/112، و"السنن الصغير" (2150) ، و"دلائل النبوة" 6/220 من طريق سعدان بن نصر، خمستهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وخالف ابنُ أبي شيبة، فأخرجه 14/218- ومن طريقه ابن ماجه (2402) ، والطبراني في "الكبير" 17/413- عن ابن عُيينة، عن شبيب، عن عروة. لم يذكر بين شبيب وعروة أحداً. وأخرجه كذلك عبد الرزاق (14831) من طريق الحسن بن عُمارة، عن شَبيب، عن عروة. قال سفيان بن عيينة- فيما نقله الحميدي، وحكاه البخاري- وكان الحسن بن عمارة سمعته يحدثه فقال فيه: سمعتُ شبيباً يقول: سمعت عروة. فلما سألتُ شبيباً قال: لم أسمعه من عروة، حدثنيه الحي عن عروة. قال الحافظ: وهذا هو المعتمد.
قلنا: والحسن بن عُمارة ضعيف، قال الحافظ: هو أحد الفقهاء المتفق على ضعف حديثهم، وذكر أن رواية ابن المديني- ومن وافقه- تدلُّ على أنه وقعت في رواية من لم يذكر الحيَّ تسوية.
وسيرد من طريق أخرى بالرقمين (19362) و (19367) .
وله شاهد من حديث حكيم بن حزام عند أبي داود (3386) ، والترمذي (1257) ، والدارقطني في "السنن" 3/9، والبيهقي 6/112-113. وفي إسناده مجهول.
قوله: يشتري له أضحية: جاء عند البخاري أن سفيان قال: يشتري له شاة كأنها أضحية. قال الحافظ في "الفتح" 6/635: لم أرَ في شيء من طرقه أنه أراد أضحية! قلنا: كذا قال، مع أن في رواية أحمد هذه التصريح بأنه أراد أضحية.
وقال الترمذي عقب (1258) : وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث، وقالوا به، وهو قول أحمد وإسحاق، ولم يأخذ بعض أهل العلم بهذا الحديث، منهم الشافعي.
قال الحافظ: وقد أجاب من لم يأخذ بها بأنها واقعةُ عين، فيَحتمل أن يكون عروةُ كان وكيلاً في البيع والشراء معاً، وهذا بحثٌ قوي يقف به=(32/102)
19357 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ كُلُّهُمْ قَالَ: ابْنُ أَبِي الْجَعْدِ (1)
__________
= الاستدلال بهذا الحديث على تصرف الفضولي. والله أعلم. انظر "فتح الباري" 6/634-635، و"تلخيص الجبير" 2/5.
قال السندي: قوله: فاشترى له اثنتين، لا يخفى أنه كان وكيلاً، فمخالفته من باب مخالفة الوكيل إلى خير، لا من باب مخالفة المضارب، فمن أخذ منه الثاني فكأنه اعتبر أن المضارب بمنزلة الوكيل.
فباع واحدة: استدلَّ به من يُجوّز بيع الفضولي، ويقول: إنه موقوف على إجازة المالك، ومن لا يُجوزه يعتذر بأنه كان وكيلاً مطلقاً، فتَصرَفَ بحكم إطلاق الوكالة، ولا يخفى بُعد الجواب عن الصواب.
لربح فيه: مبالغة في ربحه، أو محمول على حقيقته، فإن بعض أنواع التراب يُباع ويُشترى، كذا قيل، والأول هو الوجه، إذ لا استبعادَ في ربح أحدٍ في بيع ذلك النوع من التراب، والله تعالى أعلم.
(1) سترد متون الأسانيد المذكورة هنا على النحو التالي:
رواية يحيى بن سعيد، سترد برقم (19359) .
ورواية أبي كامل برقم (19362) .
ورواية يحيى بن آدم برقم (19361) .
ويضاف إليها: وقال عفَّان: ابن الجعد، وابن أبي الجعد، انظر (19364) و (19365) و (19367) .
وقال محمد بن جعفر: عروة بن الجعد، في الروايتين (19358) و (19360) .
وذكر ابنُ عبد البر في "الاستيعاب" أنه وهمٌ منه. قلنا: قد سماه بذلك غير=(32/103)
19358 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْجَعْدِ (1) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ " (2)
19359 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ يَحْيَى: ابْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ " (3)
__________
= واحد، كما نقل الحافظ في "فتح الباري" 6/54- 55.
(1) في (م) و (س) و (ص) و (ق) : ابن أبي الجعد، والمثبت من (ظ13) ، وهو الموافق للرواية (19360) ، فإن محمد بن جعفر هو الذي سماه عروة بن الجعد، فيما ذكر ابن عبد البر في "الاستيعاب"، وقد قال علي ابن المديني: من قال فيه: عروة بن الجعد، فقد أخطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/480-481، والنسائي في "المجتبى" 6/222، وفي "الكبرى" (4418) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسقط اسم "الشعبي" من مطبوع ابن أبي شيبة.
وسلف (19354) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا- وهو ابنُ أبي زائدة- وإن دلَّس عن الشعبي، فإن يحيى بن سعيد- وهو القطان- راويه عنه لا يحملُ من حديث شيوخه المدلَّسين إلا ما كان مسموعاً لهم، صرَّح بذلك الإسماعيلي، فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 1/309. ولذلك أخرج حديثه الشيخان: مسلم،=(32/104)
19360 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ جَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ " (1)
__________
= كما سنذكر في تخريج هذه الرواية، والبخاري كما سنذكر في تخريج الرواية (19366) .
وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي.
وأخرجه مسلم (1873) (98) من طريق عبد الله بن نمير، والدارمي (2426) ، وأبو عوانة 5/10 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن زكريا، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/10 من طريق وكيع، به.
وسلف برقم (19354) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، العَيْزار- وهو ابن حُريث- من رجاله، وليس له عند مسلم غير هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وقول محمد بن جعفر: عروة بن الجعد وهم منه، فيما ذكر ابنُ عبد البر في "الاستيعاب". وقال: إنما هو عروة بن أبي الجعد. قلنا: قد قاله كذلك غير محمد بن جعفر. ونقل الحافظ في "الفتح" 6/54 عن الإسماعيلي قوله: قال أكثر الرواة عن شعبة: عروة بن الجعد، إلا سليمان وابن أبي عدي. وانظر تتمة كلامه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة العيزار بن حريث) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1873) (99) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (1057) و (1245) - ومن طريقه أبو عوانة 5/10-11- والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/274، والطبراني في "الكبير" 17/409، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 14/100، من طرق عن شعبة، به.
وسلف برقم (19354) .(32/105)
19361 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ " (2)
19362 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ قَالَ: عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) في (م) : عن عروة بن أبي الجعد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال.
(2) حديث صحيح. رجال إسناده ثقات رجال الشيخين، إلا أن أبا إسحاق- وهو السَّبيعي- لم يصرح بسماعه من عروة، وقد صرح بسماعه من عروة في رواية فطر عنه، كما سيرد في التخريج. ولا ندري هل سماع فطر من أبي إسحاق كان قبل الاختلاط أم بعده، وقد سلف بالحديث قبله من طريق شعبة عن أبي إسحاق، عن العيزار، عن عروة. قال العقيلي 4/451: وهذا أولى.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (407) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور (2428) عن حُدَيْج بن معاوية، وأحمد في "العلل" (4309) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/274 و"شرح مشكل الآثار" (227) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/217، والطبراني في "الكبير" 17/ (405) من طريق فطر، و (406) من طريق زهير، و (408) من طريق عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، أربعتهم عن أبي إسحاق، به. ولم يصرح بسماعه من عروة إلا في رواية فطر عنه، فقال: وقف علينا عروة البارقي ونحن في مجلس ... وأشرنا إلى رواية فطر آنفاً.
وسلف برقم (19354) .(32/106)
جَلَبٌ، فَأَعْطَانِي دِينَارًا وَقَالَ: " أَيْ عُرْوَةُ، ائْتِ الْجَلَبَ، فَاشْتَرِ لَنَا (1) شَاةً "، فَأَتَيْتُ الْجَلَبَ، فَسَاوَمْتُ صَاحِبَهُ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ شَاتَيْنِ بِدِينَارٍ، فَجِئْتُ أَسُوقُهُمَا، أَوْ قَالَ: أَقُودُهُمَا، فَلَقِيَنِي رَجُلٌ، فَسَاوَمَنِي، فَأَبِيعُهُ (2) شَاةً بِدِينَارٍ، فَجِئْتُ بِالدِّينَارِ، وَجِئْتُهُ (3) بِالشَّاةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا دِينَارُكُمْ، وَهَذِهِ شَاتُكُمْ. قَالَ: " وَصَنَعْتَ كَيْفَ؟ " قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ " فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقِفُ بِكُنَاسَةِ الْكُوفَةِ، فَأَرْبَحُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَى أَهْلِي، وَكَانَ يَشْتَرِي الْجَوَارِيَ وَيَبِيعُ، (4)
__________
(1) لفظة "لنا" ليس في (ظ13) ولا (ص) ، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ق) وهامش (س) : فابتعته.
(3) في (م) و (ظ13) : وجئت.
(4) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن زيد- وهو أخو حماد بن زيد- وأبي لَبِيد، وهو لِمَازة بنُ زَبَّار، وبقية رجاله ثقات. أبو كامل: هو مُظَفَّر بنُ مُدْرِك.
وأخرجه أبو داود (3385) ، وابن ماجه (2402) ، والترمذي بإثر (1258) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (421) ، والدارقطني في "السنن" 3/10، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (388) ، والبيهقي في "السنن" 6/112 من طرق عن سعيد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (12258) من طريق هارون الأعور المقرىء، عن الزبير ابن الخريت، به.
وسلف برقم (19356) بإسناد على شرط البخاري.
وسيكرر برقم (19367) .
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: بكُناسة الكوفة. الكُناسة بالضم: اسمُ موضعٍ بالكوفة.(32/107)
• 19363 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ وَهُوَ لُمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
19364 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَيْزَارَ بْنَ حُرَيْثٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْجَعْدِ الْأَزْدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ " (3)
19365 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حُصَيْنٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا الشَّعْبِيَّ، سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الْجَعْدِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا (4) الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ " (5)
__________
(1) في (م) و (ق) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله، وقد ضُرب على قوله: "حدثني أبي" في (ظ13) و (س) ، وكذلك هو من الزوائد في "أطراف المسند" 4/343.
(2) هو مكرر ما قبله، غير أنه من زوائد عبد الله، كما سلف.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19360) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَان: وهو ابن مُسلم الصفَّار.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/265 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19354) .
(4) في (ظ13) : في نواصيها.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19354) و (19358) =(32/108)
19366 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ الْبَارِقِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ " (1)
__________
= غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَّان، وهو ابنُ مسلم الصفَّار.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1056) ، والدارمي (2427) ، والبخاري (2850) ، والنسائي في "المجتبى" 6/222، وفي "الكبرى" (4419) وأبو عوانة 5/10، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/265، والطبراني في "الكبير" 17/ (397) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 14/99 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
قال البخاري بإثر (2850) : قال سليمان، عن شعبة: عن عروة بن أبي الجعد. تابعه مُسَدَد، عن هشيم، عن حصين، عن الشعبي: عن عروة بن أبي الجعد.
قلنا: يعني أن سليمان- وهو ابن حرب- خالف حفص بن عمر شيخ البخاري في اسم والد عروة، فقال حفص: عروة بن الجعد، وقال سليمان: عروة بن أبي الجعد. وطريقه وصلها الطبراني في الرواية المذكورة آنفاً.
وانظر من سماه ابن الجعد، ومن سماه ابن أبي الجعد برقم (19357) و (19358) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19359) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو نُعيم، وهو الفَضْل بنُ دُكين.
وأخرجه البخاري (2852) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2645) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (225) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (396) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/329، وفي "السنن الصغير" (3589) ، من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
قال البغوي في "شرح السنة" 10/386: هذا حديث متفق على صحته،=(32/109)
19367 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ، أَبِي لَبِيدٍ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ نَازِلًا بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَحَدَّثَ عَنْهُ، أَبُو لَبِيدٍ لُمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَبٌ، فَأَعْطَانِي دِينَارًا، فَقَالَ: " أَيْ عُرْوَةُ ائْتِ الْجَلَبَ " فَاشْتَرِ لَنَا شَاةً، قَالَ: فَأَتَيْتُ الْجَلَبَ، فَسَاوَمْتُ صَاحِبَهُ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ شَاتَيْنِ بِدِينَارٍ، فَجِئْتُ أَسُوقُهُمَا، أَوْ قَالَ: أَقُودُهُمَا، فَلَقِيَنِي رَجُلٌ، فَسَاوَمَنِي فَأَبِيعُهُ شَاةً بِدِينَارٍ، فَجِئْتُ بِالدِّينَارِ وَجِئْتُ بِالشَّاةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا دِينَارُكُمْ، وَهَذِهِ شَاتُكُمْ، قَالَ: " وَصَنَعْتَ كَيْفَ؟ " فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي صَفْقِ (1) يَمِينِهِ " فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقِفُ بِكُنَاسَةِ الْكُوفَةِ فَأَرْبَحُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَى أَهْلِي وَكَانَ يَشْتَرِي الْجَوَارِيَ وَيَبِيعُ (2)
19368 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
__________
= فيه الترغيب في اتخاذ الخيل للجهاد، وفيه أن الجهاد لا ينقطع أبداً، وفيه أن المال الذي يُكتسبُ بها خيرُ مال.
وسلف برقم (19354) .
(1) في (م) : صفقة، وهي نسخة في (س) .
(2) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (19362) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَّان، وهو ابنُ مسلم الصفَّار.
وقد سلف برقم (19356) بإسناد على شرط البخاري.(32/110)
سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الْجَعْدِ (1) الْبَارِقِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ " (2)
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : ابن أبي الجعد، والمثبت من (ظ13) و (ص) وهو الموافق للرواية (19360) فإن غندراً- محمد بن جعفر- سماه عروة بن الجعد فيما ذكره ابنُ عبد البر في "الاستيعاب"، كما أشرنا غير مرة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حُصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/222، وفي "الكبرى" (4417) من طريق ابن أبي عدي، وأبو عوانة 5/9-10 من طريق النَّضر بن شُميل، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19354) .(32/111)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ (1)
19369 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ صَيْدٍ، فَيَرْمِي أَحَدُنَا الصَّيْدَ، فَيَغِيبُ عَنْهُ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَيَجِدُهُ وَفِيهِ سَهْمُهُ؟ قَالَ: " إِذَا وَجَدْتَ سَهْمَكَ، وَلَمْ تَجِدْ فِيهِ أَثَرَ غَيْرِهِ، وَعَلِمْتَ أَنَّ سَهْمَكَ قَتَلَهُ، فَكُلْهُ " (2)
__________
(1) سلفت ترجمة عدي بن حاتم قبل الحديث (18244) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم- وهو ابنُ بَشير- صرَّح بالتحديث عند النسائي، وأبو بشر: هو جعفر ابن أبي وحشيَّة.
وأخرجه الطيالسي (1041) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/242، وفي "معرفة السنن" 13/450- والنسائي في "المجتبى" 7/193، وفي "الكبرى" (4812) من طريق هُشيم، به. بلفظ: ولم نجد فيه أثر سَبُع، بدل: أثر غيره. وقرن أبو داود الطيالسي بهُشيم شعبة.
وأخرجه الترمذي (1468) ، والنسائي في "المجتبى" 7/193، وفي "الكبرى" (4813) من طريق شعبة، عن أبي بشر، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند أهل العلم، وروى شُعبة هذا الحديث عن أبي بشر وعبدِ الملك بن ميسرة، عن سعيد بن جُبير، عن عدي بن حاتم. وعن أبي ثعلبة الخُشني مثله، وكلا الحديثين صحيح.
قلنا: سيرد من طريق شعبة عن عبد الملك بن ميسرة برقم (19376) ، ومن طريق عامر الشعبي، عن عدي برقم (19388) .
وسلف مطولاً برقم (18245) .=(32/112)
19370 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ} [البقرة: 187] مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ قَالَ: عَمَدْتُ إِلَى عِقَالَيْنِ أَحَدُهُمَا أَسْوَدُ، وَالْآخَرُ أَبْيَضُ، فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادِي، قَالَ: ثُمَّ جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمَا فَلَا تُبِينُ (1) لِي الْأَسْوَدَ مِنَ الْأَبْيَضِ، وَلَا الْأَبْيَضَ مِنَ الْأَسْوَدِ، (2) فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَقَالَ: " إِنْ كَانَ وِسَادُكَ إِذًا لَعَرِيضًا (3) ، إِنَّمَا ذَلِكَ بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ " (4)
__________
= وحديثُ أبي ثعلبة الخُشني سلف برقم (17744) بلفظ: "إذا رَمَيْتَ بسهمك، فغابَ ثلاثَ ليال، فأَدرَكْتَهُ، فكُلْ ما لم يُنْتِنْ".
وسلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، عن أبي ثعلبة برقم (6725) .
(1) في (ق) وهامش (س) : يتبيَّن.
(2) في (ظ13) : فلا تبين لي الأبيض من الأسود.
(3) في (س) و (ص) و (م) : لعريض، والمثبت من (ظ13) و (ق) ، وهي نسخة السندي.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابنُ بَشير، وقد صرح بالتحديث، وحُصين: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي، والشعبيُّ: هو عامر بن شَراحيل.
وأخرجه بتمامه ومختصراً سعيد بنُ منصور في "التفسير" (277) ، والبخاري (1916) - ومن طريقه البغوي في "معالم التنزيل" في تفسير الآية (187) من سورة البقرة- والترمذي (2970) ، وابنُ خزيمة (1925) -ومن=(32/113)
19371 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، وَزَكَرِيَّا، وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
__________
= طريقه ابنُ حبان (3462) - وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 11/127) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/53، وفي "شرح مشكل الآثار" (1504) و (1505) ، والبيهقي في "السنن" 4/215 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وقرن الطحاوي في إحدى روايتيه بحصين مجالداً. وسترد رواية مجالد برقم (19375) .
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه بتمامه ومختصراً كذلك ابنُ أبي شيبة 3/28- ومن طريقه مسلم (1090) ، والبيهقي في "معرفة السنن" (8651) - والدارمي (1694) ، والبخاري (4509) ، وأبو داود (2349) ، [والطبري] في "تفسيره" (2986) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/53، وابن حبان (3463) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (176) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه البخاري (4510) ، والنسائي في "المجتبى" 4/148، وفي "الكبرى" (2479) و (11021) - وهو في "التفسير" (41) - وابن جرير في "التفسير" (2989) ، وابن خزيمة (1926) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 11/127) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (177) و (178) (179) من طرق عن الشعبي، به.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 1/199 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وسيرد برقم (19375) .
وفي الباب عن سهل بن سعد عند البخاري (1917) ، ومسلم (1091) .
وانظر حديث البراء السالف برقم (18611) .
قال السندي: قوله: إلى عِقالين، بكسر العين، أي: خيطين.
إنْ كان: مخفَّفة من الثقيلة.
لعريضاً: حيث غاب تحته ظلمةُ الليل وضوءُ النهار المرادين بالخيطين.
إنما ذلك: المطلوب تمييزه هو بياضُ النهار متميزاً من سواد الليل.(32/114)
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ: " مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ، فَخَزَقَ فَكُلْ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ، فَقَتَلَ، فَإِنَّهُ وَقِيذٌ، فَلَا تَأْكُلْ " (1)
19372 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أُرْسِلُ الْكَلْبَ الْمُعَلَّمَ، فَيَأْخُذُ. قَالَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَخَذَ فَكُلْ " قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَتَلَ " قَالَ: قُلْتُ: أَرْمِي بِالْمِعْرَاضِ. قَالَ: " إِذَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، وَإِنْ أَصَابَ بِعَرْضِهِ، فَلَا تَأْكُلْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا- وهو ابن أبي زائدة- صرَّح بالتحديث عن الشعبي في الرواية السالفة برقم (18245) ، ومجالد- وهو ابن سعيد، وإن يكن ضعيفاً- متابع. هُشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث.
وأخرجه الحميدي (914) ، وابن ماجه (3212) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (161) من طرق عن مجالد، بهذا الإسناد.
وسلف مطولاً برقم (18245) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/180-181، وفي "الكبرى" (4776) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وهو مكرر الحديث رقم (18266) غير أنه هناك عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصور. وانظر بقية تخريجه هناك.
وله طرق كثيرة، سلف أولها برقم (18245) .(32/115)
19373 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ ". قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَقِيَ وَجْهَهُ النَّارَ (2) وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَلْيَفْعَلْ " (3)
19374 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ مُرَيِّ بْنِ قَطَرِيٍّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيَفْعَلُ كَذَا، قَالَ: " إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ شَيْئًا فَأَدْرَكَهُ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْمِي الصَّيْدَ وَلَا أَجِدُ مَا أُذَكِّيهِ بِهِ إِلَّا الْمَرْوَةَ وَالْعَصَا، قَالَ: " أَمَرَّ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ، ثُمَّ اذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ".
__________
(1) قوله: قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ليس في (ظ13) .
(2) في (ظ13) : "فمن استطاع أن يتقي النار" وأشير إليها في هامش (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وهو مكرر الحديث رقم (18246) سنداً ومتناً، وقرن أحمد هناك بأبي معاوية وكيعاً.(32/116)
قُلْتُ: طَعَامٌ مَا أَدَعُهُ إِلَّا تَحَرُّجًا، قَالَ: " مَا ضَارَعْتَ فِيهِ نَصْرَانِيَّةً، فَلَا تَدَعْهُ " (1)
19375 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرٌ، حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ، قَالَ: " صَلِّ كَذَا وَكَذَا، وَصُمْ، فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، فَكُلْ وَاشْرَبْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ (2) الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ، وَصُمْ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، إِلَّا أَنْ تَرَى الْهِلَالَ قَبْلَ ذَلِكَ ". فَأَخَذْتُ
__________
(1) هو مكرر الحديث (18262) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابن سعيد القطان. وسلف تخريجه هناك.
قال السندي: قوله: "أراد شيئاً"، أي: الذكر الجميل في الناس.
وقوله: "ثم اذكر اسم الله": الظاهر أن "ثم" للتأخير في التعليم، وليس المراد ذكره حالة الأكل، والله تعالى أعلم.
قلنا: وقوله: "فلا تدَعْهُ": جاء في النسخ الخطية و (م) : "فلا فدَعه"، وهو محرَّف عن لفظ: "فلا تدعه" كما أثبتناه من جامع المسانيد وجاء على الصواب في الرواية (18262) ولفظها: "لا تدع شيئا ضارعتَ فيه نصرانيةً". ولفظ: "فدعه" أيضاً مغاير لسياق روايات الحديث الأخرى، وقد تكلَّف السندي في توجيه هذه الرواية المحرفة، فقال: "ما ضارعتَ"، أي: الطعام الذي شابهتَ النصارى فيه، فلا خير فيه، فاللائق أن تدعه، فقوله: "فلا" معناه: فلا خير فيه، وقوله: "فدعه" متفرع على ذلك. اهـ، ثم تنبَّه رحمه الله في شرحه على حديث هُلْب الطائي 5/226 فأشار إلى ما وقع في حديث عدي بناءً على النسخ الخطية وقال: والظاهر أن التغيير من الرواة بحَسَب ما فهموا، والله
تعالى أعلم.
(2) في (م) و (ق) : يتبين لك. وقد ضُرب على لفظة "لك" في (س) .(32/117)
خَيْطَيْنِ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ وَأَبْيَضَ فَكُنْتُ أَنْظُرُ فِيهِمَا، فَلَا يَتَبَيَّنُ (1) لِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَحِكَ، وَقَالَ: " يَا ابْنَ حَاتِمٍ، إِنَّمَا ذَاكَ بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ (2) اللَّيْلِ " (3)
19376 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْمِي الصَّيْدَ، فَأَطْلُبُ أَثَرَهُ بَعْدَ لَيْلَةٍ، فَأَجِدُ فِيهِ سَهْمِي، فَقَالَ: " إِذَا وَجَدْتَ فِيهِ سَهْمَكَ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ سَبُعٌ، فَكُلْ " فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بِشْرٍ فَقَالَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ وَجَدْتَ فِيهِ سَهْمَكَ، تَعْلَمُ أَنَّهُ قَتَلَهُ، فَكُلْ " (4)
__________
(1) في (ظ13) : يبين.
(2) في (ظ13) : إنما ذاك بياض النهار وسواد الليل.
(3) حديث صحيح، مجالد- وهو ابن سعيد، وإن يكن ضعيفاً- قرن الطحاوي به حُصَيْناً كما ذكرنا في تخريج الرواية (19370) ، وهي بنحو هذه الرواية، وإسنادها صحيح على شرط الشيخين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي.
وأخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" 17/ (172) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (916) ، والترمذي (2970) و (2971) ، والطبري في "التفسير" (2987) و (2988) ، والطبراني 17/ (173) و (174) من طرق عن مجالد، به. وتحرف اسم (مجالد) في مطبوع الترمذي (2971) إلى "مجاهد" انظر "تحفة الأشراف" 7/280.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.=(32/118)
19377 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (1)
19378 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ، عَنْ ابْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ أُحَدَّثُ حَدِيثًا عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ فَقُلْتُ: هَذَا عَدِيٌّ فِي نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ فَلَوْ أَتَيْتُهُ فَكُنْتُ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْهُ، فَأَتَيْتُهُ
__________
= وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (919) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1041) ، وابن الجارود أيضاً (921) ، والبغوي في "الجعديات" (470) و (471) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (216) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/242 من طرق عن شعبة، به. وعندهم في رواية أبي بشر زيادة: "ولم ترَ فيه أَثرَ غيره". وقد سلفت روايةُ أبي بشر برقم (19369) .
ولم يذكر الطيالسي لفظه، إنما أحال على الحديث الآتي قبله عنده.
وأخرجه الطبراني 17/ (217) من طريق زيد بن الحريش، عن وَهْب بن جرير، عن شعبة، به. لكن جاء فيه: فحدَّثْتُ به إياسَ بنَ معاوية بنِ قُرَة، بدل أبي بِشْر. وزيد بن الحريش، لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 5/372، والنسائي في "الكبرى" (4814) من طريق شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، به. لم يذكرا قول أبي بشر.
وسلف مطولاً برقم (18245) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (18272) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابنُ سعيد القطان. أبو إسحاق: هو السَّبيعي.(32/119)
فَقُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ أُحَدَّثُ عَنْكَ حَدِيثًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْكَ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) فَرَرْتُ مِنْهُ، حَتَّى كُنْتُ فِي أَقْصَى أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ، مِمَّا يَلِي الرُّومَ، قَالَ: فَكَرِهْتُ مَكَانِي الَّذِي أَنَا فِيهِ (2) ، حَتَّى كُنْتُ لَهُ أَشَدَّ كَرَاهِيَةً لَهُ مِنِّي مِنْ حَيْثُ جِئْتُ، قَالَ: قُلْتُ: لَآتِيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ، فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ صَادِقًا، فَلَأَسْمَعَنَّ مِنْهُ، وَلَئِنْ (3) كَانَ كَاذِبًا، مَا هُوَ بِضَائِرِي. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، وَاسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ، وَقَالُوا: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالَ: فَقَالَ لِي (4) : " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ دِينٍ. قَالَ: " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ دِينٍ. قَالَهَا ثَلَاثًا. قَالَ: " أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ "، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: " أَلَيْسَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَذَكَرَ مُحَمَّدٌ الرَّكُوسِيَّةَ، قَالَ كَلِمَةً الْتَمَسَهَا يُقِيمُهَا، فَتَرَكَهَا قَالَ: " فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ فِي دِينِكَ الْمِرْبَاعُ ". قَالَ: فَلَمَّا قَالَهَا، تَوَاضَعَتْ مِنِّي هُنَيَّةٌ. قَالَ: وَقَالَ: " إِنِّي قَدْ أَرَى أَنَّ مِمَّا (5) يَمْنَعُكَ خَصَاصَةٌ تَرَاهَا
__________
(1) في (ظ 13) : لما بُعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (ظ 13) : به.
(3) في (م) : وإن.
(4) لفظة "لي" لم ترد في (ظ 13) .
(5) في (ظ 13) : أرى ما.(32/120)
بِمَنْ (1) حَوْلِي، وَأَنَّ النَّاسَ عَلَيْنَا أَلْبٌ وَاحِدٌ (2) . هَلْ تَعْلَمُ مَكَانَ الْحِيرَةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: قَدْ سَمِعْتُ بِهَا، وَلَمْ آتِهَا. قَالَ: " لَتُوشِكَنَّ الظَّعِينَةُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ ". قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (3) : جَوارٍ (4) . وَقَالَ يُونُسُ: عَنْ حَمَّادٍ (5) جَوَازٍ.، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: " حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، وَلَتُوشِكَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ أَنْ تُفْتَحَ "، قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ قَالَ: " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ". قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ قَالَ: " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ يَبْتَغِيَ مَنْ يَقْبَلُ مَالَهُ مِنْهُ صَدَقَةً، فَلَا يَجِدُ "، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ ثِنْتَيْنِ (6) : قَدْ رَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَخْرُجُ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، وَكُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّتِي غَارَتْ، وَقَالَ يُونُسُ: عَنْ حَمَّادٍ: أَغَارَتْ، عَلَى الْمَدَائِنِ. وَايْمُ اللهِ لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) في (م) و (ص) : ممن.
(2) في (س) و (ص) و (م) : ألْباً واحداً، والمثبت من (ظ13) و (ق) ، وعند البيهقي في "الدلائل" 5/342: "وترى الناسَ علينا ألباً واحداً"، ونحوها في "أسد الغابة" 4/9. والأَلْب، بفتح الهمزة- أو كسرها- وسكون اللام: القوم يجتمعون على عداوة إنسان. قاله السندي.
(3) رواية يزيد بن هارون سلفت برقم (18260) .
(4) في (م) : جور، وهو تصحيف.
(5) رواية يونس عن حماد سلفت برقم (18268) ، ولم يسق أحمد لفظها.
(6) في (ظ 13) : فقد رأيت اثنتين.(32/121)
حَدَّثَنِيهِ (1)
19379 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنِي عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَعَتْ رَمِيَّتُكَ فِي الْمَاءِ،، فَغَرَقَ فَلَا تَأْكُلْ " (2)
19380 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ يَسْأَلُهُ قَالَ: فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ اسْتَقَلَّهُ، فَحَلَفَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ " (3)
__________
(1) بعضه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن حذيفة، وهو أبو عبيدة وهو مكرر الحديث (18269) سنداً، ولم يذكر هناك الحديث بطوله، إنما ذكر صدره، ثم قال: فذكر الحديث.
وانظر تخريج الحديث رقم (18268) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة.
وأخرجه أبو داود (2850) - ومن طريقه أبو عوانة 5/132- والطبراني في "الكبير" 17/166 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ الجارود في "المنتقى" (920) ، وأبو عوانة 5/132 و133، والطبراني في "الكبير" 17/166 من طرق عن يحيى بن زكريا، به.
وسيرد مطولاً برقم (19388) .
وسلف كذلك برقم (18245) ليس فيه ذكر وقوع الرمية في الماء.
(3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله=(32/122)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " هَذَا حَدِيثٌ مَا سَمِعْتُهُ قَطُّ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مِنْ أَبِي " (1)
19381 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حُبَيْشٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: جَاءَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ، قَالَ: رُسُلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا بِعَقْرَبٍ، فَأَخَذُوا عَمَّتِي وَنَاسًا، قَالَ: فَلَمَّا أَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَصَفُّوا لَهُ. قَالَتْ (2) : يَا رَسُولَ اللهِ، نَأَى الْوَافِدُ، وَانْقَطَعَ الْوَلَدُ، وَأَنَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، مَا بِي مِنْ خِدْمَةٍ، فَمُنَّ عَلَيَّ، مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ. قَالَ: " مَنْ وَافِدُكِ؟ " قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: " الَّذِي فَرَّ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ ". قَالَتْ: فَمَنَّ عَلَيَّ. قَالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ نَرَى أَنَّهُ عَلِيٌّ، قَالَ: " سَلِيهِ حِمْلَانًا ". قَالَ: فَسَأَلَتْهُ، فَأَمَرَ لَهَا. قَالَتْ: فَأَتَانِي، (3) فَقَالَتْ: لَقَدْ فَعَلْتَ فَعْلَةً مَا كَانَ أَبُوكَ يَفْعَلُهَا. قَالَتْ:
__________
= ابن عمرو، وهو مولى الحسن بن علي، وقد سلف الكلام عليه في الحديث رقم (18251) .
(1) قال الحافظ في "النكت الظراف" 7/281: المستغربُ من هذا الحديث قولُه: "أن رجلاً جاءه يسأله، فسأله عن شيء استقلَّه، فحلف أن لا يعطيه، ثم قال: لولا أني سمعت ... ". وإلا فأصلُ الحديث فيمن حلف مذكور في "صحيح مسلم".
(2) في (س) و (ص) و (م) : قلت، والمثبت من (ظ 13) و (ق) .
(3) كذا في النسخ الخطية، وجاء عند المزي- وقد رواه من طريق الإمام أحمد- وفي (م) : فأتتني، وعند البيهقي في "الدلائل" 5/340: قال: فأتتني، وهو الوجه، وانظر "سيرة" ابن هشام 2/579- 580، وانظر شرح السندي الآتي.(32/123)
ائْتِهِ رَاغِبًا أَوْ رَاهِبًا، فَقَدْ أَتَاهُ فُلَانٌ، فَأَصَابَ مِنْهُ، وَأَتَاهُ فُلَانٌ، فَأَصَابَ مِنْهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ امْرَأَةٌ وَصِبْيَانٌ، أَوْ صَبِيٌّ، فَذَكَرَ قُرْبَهُمْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مُلْكُ كِسْرَى وَلَا قَيْصَرَ، فَقَالَ لَهُ: " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ مَا أَفَرَّكَ أَنْ يُقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ فَهَلْ مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللهُ؟ مَا أَفَرَّكَ أَنْ يُقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ؟ فَهَلْ شَيْءٌ هُوَ أَكْبَرُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ " قَالَ: فَأَسْلَمْتُ، فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ اسْتَبْشَرَ، وَقَالَ: " إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمُ الْيَهُودُ، وإنَّ الضَّالِّينَ النَّصَارَى "، ثُمَّ سَأَلُوهُ، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَلَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْ تَرْتَضِخُوا (1) مِنَ الْفَضْلِ، ارْتَضَخَ امْرُؤٌ بِصَاعٍ بِبَعْضِ صَاعٍ، بِقَبْضَةٍ، بِبَعْضِ قَبْضَةٍ ". قَالَ شُعْبَةُ: وَأَكْثَرُ (2) عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: " بِتَمْرَةٍ، بِشِقِّ تَمْرَةٍ ". " وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَائِلٌ مَا أَقُولُ: أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعًا بَصِيرًا؟ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالًا وَوَلَدًا؟ فَمَاذَا قَدَّمْتَ؟ فَيَنْظُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، فَلَا يَجِدُ شَيْئًا، فَمَا يَتَّقِي النَّارَ إِلَّا بِوَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوهُ، فَبِكَلِمَةٍ لَيِّنَةٍ، إِنِّي لَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَاقَةَ، لَيَنْصُرَنَّكُمُ اللهُ تَعَالَى، وَلَيُعْطِيَنَّكُمْ، أَوْ لَيَفْتَحَنَّ لَكُمْ، حَتَّى تَسِيرَ الظَّعِينَةُ بَيْنَ الْحِيرَةِ ويَثْرِبَ إِنَّ (3) أَكْثَرَ مَا تَخَافُ السَّرَقَ عَلَى ظَعِينَتِهَا "
__________
(1) في (م) : ترضخوا، وهو خطأ.
(2) في (ظ 13) و (ق) : وأكبر.
(3) في (م) : أو.(32/124)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حَدَّثَنَاهُ شُعْبَةُ، مَا لَا أُحْصِيهِ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ (1)
__________
(1) بعضه صحيح، وفي هذا الإسناد عبَّاد بن حُبَيْش، لم يرو عنه غيرُ سماك بن حرب، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق في غير روايته عن عكرمة.
وأخرجه مطوَّلاً ومختصراً ابنُ أبي حاتم في "التفسير" (40) ، وابن حبان (6246) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (237) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/170، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/339-340، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبّاد بن حُبيش) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً الترمذي (2954) ، والطبري (194) و (208) ، وابن حبان (7206) و (7365) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (237) من طريق محمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ غريب، ولا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب.
وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك الترمذي (2953) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (41) من طريق عمرو بن أبي قيس، والطبراني في "الكبير" 17/ (236) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن سِماك بن حرب، به. ولم يرد في رواية الترمذي- وقد رواه مطولاً- قصة عمة عدي بن حاتم.
وقوله: "إن المغضوب عليهم اليهود، وإن الضالين النصارى" تابع عباداً فيه عامرُ بنُ شَراحيل الشعبي- وهو ثقة- عند الطبري في "التفسير" (193) و (207) ، ومُرَيُّ بن قَطَري- وهو مجهول- عند الطبري أيضاً (195) و (209) . =(32/125)
19382 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَشَهَّدَ أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ
__________
= وله شاهد من حديث عبد الله بن شقيق، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
سيرد 5/77.
وقوله: "فلكم أيها الناس أن ترتضخوا من الفضل ... بتمرة، بشق تمرة، وإن أحدكم لاقي الله عز وجل فقائل ما أقول: ألم أجعلك سميعاً بصيراً" إلى آخر الحديث جاء بنحوه عند البخاري (3595) .
وسلف بعض حديث البخاري هذا بنحوه برقم (18246) ، وانظر أرقام مكرراته هناك.
وسلف في الحديث رقم (19378) قصة إسلام عدي دون ذكر عمته، وفيه: "يا عديُّ، أسْلِمْ تَسْلَم".
وفي الباب في قوله: "ألم أجعلك سميعاً بصيراً ... ": عن أبي هريرة، سلف برقم (10378) بلفظ: "يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا ابن آدم حملتُك على الخيل والإبل، وزوَّجتك النساء، وجعلتك تربع وترأس، فأين شكر ذلك؟ " ورواه الترمذي (3358) ، وابن حبان (7364) عنه، بلفظ: "ألم أصح جسمك وأرْوِكَ من الماء البارد".
قال السندي: قولها: نأى الوافد، أي: بَعُد.
قالت: فأتاني: الظاهر أن الضمير لذلك الرجل.
أن ترتضخوا، أي: تعطوا شيئاً.
فقائل. أي: فالله تعالى قائلٌ له ما أقول لكم، وهو قوله: ألم أجعلك ... إلخ.
قلنا: والسَّرَق؟ بالتحريك بمعنى السَّرقة، وهو في الأصل مصدر، يقال: سَرَقَ يَسْرِقُ سَرَقاً. قاله ابن الأثير.(32/126)
يَعْصِهِمَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُمْ " (1)
19383 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ صَيْدِ الْكَلْبِ، فَقَالَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ، فَسَمَّيْتَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ، فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَذَكِّهِ، وَإِنْ قَتَلَ فَكُلْ، فَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ (2) فَلَا تَأْكُلْ " (3)
19384 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ رَجُلٍ - قَالَ حَمَّادٌ، وَهِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَنْ رَجُلٍ - قَالَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير تميم بن طَرَفَة، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/90، وفي "الكبرى" (5530) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3318) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18247) ، وذكرنا هناك وجه إنكار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الخطيب في قوله: ومن يعصهما.
(2) لفظة: "منه" ليست في (ظ13) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد- وهو ابن سعيد- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث.
وللحديث طرق صحيحة، سلف أولها مطولاً برقم (18245) .(32/127)
حَمَّادٌ (1) : يَعْنِي كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ، عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي لَا أسأله (2) عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " نَعَمْ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ، فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ " (3)
19385 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) قوله: "حماد" ليس في (ظ 13) .
(2) المثبت من (ظ13) ، وفي بقية النسخ: أسأل.
(3) سلف بإسناده الأول من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن حماد بن زيد، عن أيوب- وهو السختياني- عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن رجل، برقم (18268) .
وسلف بإسناده الثاني من طريق هشام- وهو ابن حسان- عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة، عن عدي بن حاتم برقم (18260) ، وسيكرر برقم (19385) ، لكن ذُكر فيهما خطأ زيادة: عن رجل، بين أبي عبيدة بن حذيفة وعدي بن حاتم، ونبهنا عليه في الرواية (18260) .
وسلف أيضاً من طريق ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن عدي بن حاتم. ليس فيه: "عن رجل" برقمي: (18269) و (19378) .
وسيرد من طريق حسين بن محمد المرُّوذي، عن جرير بن حازم، عن ابن سيرين، عن ابن حُذيفة أن رجلاً قال ... قلت: أسأل عن حديث عدي بن حاتِم وأنا في ناحية الكوفة ... فأتيتُه ... برقم (19389) .
(4) هو مكرر رقم (18260) ، وذكر هناك نص الحديث، ونبهنا هناك أن=(32/128)
19386 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُرَيِّ بْنِ قَطَرِيٍّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَهَلْ لَهُ فِي ذَلِكَ يَعْنِي مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَ: " إِنَّ أَبَاكَ طَلَبَ أَمْرًا، فَأَصَابَهُ " (1)
19387 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا النَّارَ " قَالَ: فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: " اتَّقُوا النَّارَ " وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ قَالَ: قَالَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ " (2)
__________
= قوله في الإسناد: عن رجل، خطأ، لأن حماد بن زيد صرح في الرواية (19384) أن هشام بن حسان لم يذكر في إسناده: عن رجل.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُرَيّ بن قَطَري. مُؤمَّل - وهو ابنُ إسماعيل، وإن يكن ضعيفاً- تابعه أبو حُذيفة، وهو موسى بن مسعود النهدي عند الطحاوي كما سيرد. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4361) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وذكرنا شاهده الذي يحسن به في الرواية (18262) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (18271) سنداً ومتناً، وفيه خطأ في إسناده بيناه هناك.
قال السندي: قوله: وأشاح بوجهه، أي: أعرض بوجهه كأنه يرى النار،=(32/129)
19388 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا أَهْلُ صَيْدٍ فَقَالَ: " إِذَا رَمَى أَحَدُكُمْ بِسَهْمِهِ، فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللهِ تَعَالَى، فَإِنْ قَتَلَ فَلْيَأْكُلْ، وَإِنْ وَقَعَ فِي مَاءٍ، فَوَجَدَهُ مَيْتًا، فَلَا يَأْكُلْهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الْمَاءَ قَتَلَهُ، فَإِنْ وَجَدَ سَهْمَهُ فِي صَيْدٍ بَعْدَ يَوْمٍ أَوْ اثْنَيْنِ، وَلَمْ يَجِدْ فِيهِ أَثَرًا غَيْرَ سَهْمِهِ، فَإِنْ شَاءَ فَلْيَأْكُلْهُ ". قَالَ: " وَإِذَا أَرْسَلَ عَلَيْهِ (1) كَلْبَهُ، فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ أَدْرَكَهُ قَدْ قَتَلَهُ، فَلْيَأْكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ، فَلَا يَأْكُلْ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَلَمْ يُمْسِكْ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرْسَلَ كَلْبَهُ، فَخَالَطَ كِلَابًا لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا، فَلَا يَأْكُلْ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيُّهَا قَتَلَهُ " (2)
__________
= فيعرض عنها.
قلنا: شرح السندي هذه اللفظة في هذا الموضع، وحقّها أن تورَّد في الحديث (18271) .
(1) لفظ: "عليه" ليس في (ظ13) ، وهو نسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وعاصم الأحول: هو ابنُ سُليمان، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (8458) ، والبخاري (5484) ، ومسلم (1929) (6) (7) ، وأبو داود (2849) و (2850) ، وابن ماجه (3213) ، والترمذي (1469) ، والنسائي في "المجتبى" 7/179 و192=(32/130)
19389 - حَدَّثَنَا حُسَينٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: قُلْتُ: أَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ، أَفَلَا أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْهُ؟ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِيهِ: " أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا؟ " قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " أَوَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " أَوَلَسْتَ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ؟ " قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " ذَاكَ لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكِ ". قَالَ: فَتَوَاضَعَتْ مِنِّي نَفْسِي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= و192-193، وفي "الكبرى" (4774) و (4810) و (4811) ، والطبري في "التفسير" (11209) و (11217) ، وأبو عوانة 5/132-133، وابنُ حبان (5880) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (154) - (157) ، والدارقطني 4/294، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/236 و238-239 و243-244 و248، وفي "معرفة السنن" 13/442، والخطيب البغدادي في "التاريخ" 12/330-331 من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وعلَّقه البخاري (5485) عن عبد الأعلى (وهو ابنُ عبد الأعلى) بصيغة الجزم، فقال: وقال عبد الأعلى، عن داود، عن عامر- يعني الشعبي- عن عدي، أنه قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرمي الصيدَ، فيفتقر أثره اليومين والثلاثة، ثم يجده ميتاً، وفيه سهمه. قال: "يأكل إن شاء". ووصله أبو داود (2853) عن الحسين بن معاذ، عن عبد الأعلى، به.
وللحديث طرق أخرى، سلف أولها برقم (18245) .
(1) بعضه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي عبيدة بن حذيفة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد المرُّوذي، وجرير: هو ابن حازم، ومحمد: هو ابن سيرين. وقول أبي عبيدة بن حذيفة: أن=(32/131)
19390 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ: " مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ، فَكُلْ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ، فَهُوَ وَقِيذٌ "
وَسَأَلْتُهُ (1) عَنْ صَيْدِ الْكَلْبِ، فَقَالَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ (2) ، فَأَمْسَكَ عَلَيْكَ، فَكُلْ، وَإِنْ وَجَدْتَ مَعَهُ كَلْبًا غَيْرَ كَلْبِكَ، وَقَدْ قَتَلَهُ، وَخَشِيتَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخَذَهُ مَعَهُ، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّكَ إِنَّمَا ذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تَذْكُرْهُ عَلَى غَيْرِهِ " (3)
__________
= رجلاً قال.. يعني أن هذا الرجل روى له هذا الحديث، ثم سمعه أبو عبيدة من عديَ بن حاتِم دون واسطة ...
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 14/324-325 عن حسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وسلف بطوله برقم (18260) وذكرنا الصحيح منه هناك.
(1) في (م) : وسألت.
(2) لفظ "عليه" ليس في (ظ13) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18245) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد: وهو ابن هارون، وقرن هنا بزكريا عاصماً الأحول، وزكريا بن أبي زائدة صرح بالتحديث هناك.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/183، وفي "الكبرى" (4785) ، وأبو عوانة 5/123 و130 و131، وأبو نعيم في "الحلية" 4/333-334، والبيهقي 9/236 و249 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.=(32/132)
19391 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، وَعَنْ نَاسٍ، ذَكَرَهُمْ شُعْبَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ (1) عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَصَابَ بِحَدِّهِ، فَكُلْ (2) ، وَإِذَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ، فَقَتَلَ، فَإِنَّهُ وَقِيذٌ، فَلَا تَأْكُلْ "
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ كَلْبِي؟ قَالَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، وَسَمَّيْتَ، فَأَخَذَ فَكُلْ، فَإِذَا (3) أَكَلَ مِنْهُ، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ كَلْبِي، فَأَجِدُ مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَ؟ قَالَ: " لَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى غَيْرِهِ " (4)
__________
= وله طرق كثيرة أوردناها عند الرواية (18245) . وانظر ما بعده.
(1) في (ظ13) : سألت.
(2) في (ظ13) : وهامش (س) : فكله.
(3) في (ظ13) : فإن.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1929) (3) ، والنسائي في "المجتبى" 7/194- 195، وفي "الكبرى" (4818) مختصراً من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد ولم يسق مسلم لفظه، وتحرف اسم "محمد بن جعفر" في مطبوع "المجتبى" و"الكبرى" إلى "محمد بن يعقوب " وجاء على الصواب في "تحفة الأشراف" 7/279، وليس لمحمد بن يعقوب هذا رواية عن شعبة.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1030) ، والدارمي (2009) ، والبخاري (175) و (2054) و (5476) و (5486) ، ومسلم (1929) (3) ، وأبو داود (2854) ، والنسائي في "المجتبى" 7/183، وفي "الكبرى" (4783) =(32/133)
19392 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ، فَخَالَطَ كِلَابًا أُخْرَى، فَأَخَذَتْهُ جَمِيعًا، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَهُ، وَإِذَا رَمَيْتَ فَسَمَّيْتَ، فَخَزَقْتَ، فَكُلْ، فَإِنْ لَمْ يَنْخَزِقْ (1) ، فَلَا تَأْكُلْ، وَلَا تَأْكُلْ مِنَ الْمِعْرَاضِ إِلَّا مَا ذَكَّيْتَ، وَلَا تَأْكُلْ مِنَ الْبُنْدُقَةِ إِلَّا مَا ذَكَّيْتَ " (2)
__________
= و (4784) ، وأبو عوانة 5/126 و127، والطبراني في "الكبير" 17/ (141) و (142) و (159) و (165) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/244، وفي "معرفة السنن" 13/442 من طرق عن شعبة، به. ليس فيه ذكر ناس غير عبد الله بن أبي السفر.
ولحديث عديّ في الصيد طرقٌ كثيرة في "المسند" سلف أولها برقم (18245) .
(1) في (ظ13) : يخزق، وفي (م) و (ق) : يتخزق.
(2) حديث صحيح دون قوله: "ولا تأكل من البندقة إلا ما ذكيت" وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه ما بين إبراهيم- وهو النَّخَعي- وعديَ بن حاتِم. ورجالُ الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بنُ خَازِم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (8530) عن معمر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عدي قال: سألتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صيد المِعْراض، فقال: "إذا خَزَقَ فَكُلْ".
وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف" 5/378 عن حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم النَّخَعي قال: "لا تأكُلْ ما أصبتَ بالبُنْدُقة، أر بالحجر إلا أن تُذكي".
وأخرجه أيضاً عن جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: "إذا قَتَل الحجر، فلا تأكُلْ".=(32/134)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد انفرد الأعمش في هذه الرواية بزيادة: "ولا تأكل من البُندقة إلا ما ذكَّيت". وقال الإمام أحمد- كما في "العلل" 1/60- حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، قال: قلت للأعمش: حديث البُندقة ليس من حديثك؟ قال: ما أصنع به؟ لم يتركوني، قالوا: إن شعبة حدَّث به عنك.
وسلف مطولاً برقم (18245) بإسناد صحيح على شرط الشيخين ليس فيه ذكر صيد البندقة.
وعلَّق البخاري في المقتولة بالبندقة عن ابن عمر بصيغة الجزم قبل الحديث (5476) ، فقال: وقال ابنُ عمر في المقتولة بالبُندقة: تلك الموقوذة. ثم قال البخاري: وكرهه سالم، والقاسم، ومجاهد، وإبراهيم، وعطاء، والحسن، وكره الحسنُ رمي البُندقة في القرى والأمصار، ولا يرى به بأساً فيما سواه.
قلنا: أما أثر ابن عمر. فوصله البيهقي في "السنن" 9/249 من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير- هو ابن محمد- عن زيد بن أسلم، عنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 5/378 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان لا يأكل ما أصابت البُندقةُ والحجر.
ولمالك في "الموطأ" 2/491- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/249- عن نافع: رميتُ طائرين بحجر، فأصبتُهما، فأما أحدهما فمات، فطرحه ابن عمر، وأما الآخر، فذهب عبد الله يذكيه بقدوم، فمات قبل أن يُذكيَه، فطرحه أيضاً.
وأما أثر سالم- وهو ابنُ عبد الله بن عمر- والقاسم- وهو ابنُ محمد بن أبي بكر الصديق- فأخرجه ابن أبي شيبة 5/378 عن عبد الوهاب الثقفي، عن عبيد الله بن عمر، عنهما أنهما كانا يكرهان البندقة إلا ما أدركت ذكاته.
ولمالك في "الموطأ" 2/491 أنه بلغه أن القاسم بن محمد كان يكره ما قتل بالمعراض والبندقة.
وفي الباب أيضاً عن سعيد بن المسيب، وعكرمة، والشعبي، والحسن عند=(32/135)
19393 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ كَلْبِي الْمُكَلَّبَ؟ قَالَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ (1) ، فَأَمْسَكَ عَلَيْكَ، فَكُلْ ". قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَتَلَ مَا لَمْ يُشَارِكْهُ كَلْبٌ غَيْرُهُ "
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَرْمِي بِالْمِعْرَاضِ؟ قَالَ: " مَا خَزَقَ فَكُلْ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ، فَقَتَلَ، فَلَا تَأْكُلْ " (2)
__________
= ابن أبي شيبة 5/378-379.
قال الحافظ في قول الحسن في كراهية رمي البُندقة في القرى والأمصار، ولا يرى به بأساً في الفلاة: جعل مدار النهي على خشية إدخال الضرر على أحد من الناس. والله أعلم. "الفتح" 9/608.
والبُندقة: معروفةٌ، تتخذ من طينٍ، وتيبس، فيُرمى بها. قاله الحافظ في "الفتح" 9/607.
(1) في (ظ13) : اسم الله عليه.
(2) حديث صحيح- مؤمَّل- وهو ابن إسماعيل- قد توبع، كما في الرواية التالية، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (205) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقرن منصوراً بالأعمش.
وأخرجه البيهقي 9/237 من طريق إبراهيم بن طَهْمان، عن الأعمش، بنحوه مختصراً.
وسلف بإسناد صحيح برقم (18245) وذكرنا أرقام طرقه هناك.(32/136)
19394 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن الوليد- وهو ابن ميمون المعروف بالعَدَني- وبقيةُ رجاله ثقات رجالُ الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المُعْتَمر، وإبراهيم: هو النَّخَعي، وهمَام: هو ابنُ الحارث.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (5477) ، والترمذي (1465) ، وأبو عوانة 5/121 و122، والطبراني في "الكبير" 17/ (202) (205) ، والبيهقي في "السنن" 9/249، والبغوي في "شرح السنة" (2772) من طرق، عن سفيان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (18266) عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصور، بهذا الإسناد، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وسلف من طريق الشعبي عن عدي برقم (18245) ، وذكرنا أرقام طرقه الأخرى هناك.(32/137)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى (1)
19395 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: " انْزِلْ يَا فُلَانُ (2) ، فَاجْدَحْ لَنَا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَيْكَ نَهَارٌ، قَالَ: " انْزِلْ فَاجْدَحْ " قَالَ: فَفَعَلَ، فَنَاوَلَهُ، فَشَرِبَ، فَلَمَّا شَرِبَ، أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَقَالَ: " إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ هَاهُنَا، جَاءَ (3) اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " (4)
__________
(1) سلفت ترجمة عبد الله بن أبي أوفى قبل الحديث (19102) .
(2) في (ظ13) وهامش (ق) : انزل يا بلال، وهي رواية أبي داود.
(3) عند مسلم والبيهقي: وجاء.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابنُ بَشِير، وقد صرَّح بالتحديث. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه مسلم (1101) (52) ، والبيهقي في "السنن" 4/216 من طريق هُشَيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/11-12، والبخاري (1955) و (1956) و (1958) و (5297) ، ومسلم (1101) (53) و (54) ، وأبو داود (2352) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 6/520) ، وابن حبان (3511) ، والغوي في "شرح السنة" (1734) من طرق عن الشيباني، به.
وسيرد بالرقمين: (19399) و (19413) .
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (192) .=(32/138)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن أبي هريرة سلف برقم (9810) وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.
قوله: عليك نهار؛ قال الحافظ في "الفتح" 4/117: يحتمل أن يكون المذكور كان يرى كثرة الضوء من شدة الصَحو، فيظن أن الشمس لم تغرب، ويقول: لعلها غطَّاها شيءٌ من جبل ونحوه، أو كان هناك غيم، فلم يتحقق الغروب، وأما قول الراوي: (يعني عند البخاري برقم 1956: وغربت الشمس) فإخبار منه بما في نفس الأمر، وإلا فلو تحقق الصحابي أن الشمس غربت، توقَّف؛ لأنه حينئذ يكون معانداً، وإنما توقَّف احتياطاً واستكشافاً عن حكم المسألة.
ثم قال الحافظ: وقد اختلفت الروايات عن الشيباني في ذلك، فأكثر ما وقع فيها أن المراجعة وقعت ثلاثاً، وفي بعضها مرتين، وفي بعضها مرة واحدة، وهو محمول على أن بعض الرواة اختصر القصة.
قلنا: قد وقعت المراجعة مرتين في الرواية (19399) ، وثلاثاً في الرواية (19413) .
ثم ذكر الحافظ أن في الحديث من الفوائد بيان وقت الغروب، وأن الغروب متى تحقَّق كفى، وفيه إيماءٌ إلى الزجر عن متابعة أهل الكتاب، فإنهم يؤخَّرون الفطر عن الغروب، قال: وتأخير أهل الكتاب له أمد، وهو ظهور النجم.
قال السندي: قوله: فاجْدَحْ لنا؛ بهمزة وصل، وسكون جيم، وفتح دال مهملة، ثم حاء مهملة: أمرٌ من الجَدْح، وهو للخلط، أي: اخلط السويق بالماء، أو اللبن بالماء، لأُفطر عليه.
عليك نهار: كأنه قال ذلك بناء على ظنه، وأنه اشتبه عليه ضوء الشمس ببقاء نفس الشمس.
جاء الليل من ها هنا: بدل من غابت الشمس ها هنا.
فقد أفطر الصائم، أي: دخل في وقت الإفطار، أو ما بقي صائماً، إذ لا صوم في الليل، أكل أو لم يأكل.(32/139)
19396 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي ابْنُ شَدَّادٍ وَأَبُو بُرْدَةَ، فَقَالَا: انْطَلِقْ إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ وَأَبَا بُرْدَةَ يُقْرِئَانِكَ السَّلَامَ، وَيَقُولَانِ: هَلْ كُنْتُمْ تُسَلِّفُونَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبُرِّ وَالشَّعِيرِ وَالزَّيتِ (1) ؟ قَالَ: " نَعَمْ كُنَّا نُصِيبُ غَنَائِمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنُسَلِّفُهَا فِي الْبُرِّ وَالشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ وَالزَّيتِ ". فَقُلْتُ: عِنْدَ مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ أَوْ عِنْدَ مَنْ لَيْسَ لَهُ زَرْعٌ، فَقَالَ: مَا كُنَّا نَسْأَلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَقَالَا لِي: انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى فَاسْأَلْهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مِثْلَ مَا قَالَ: ابْنُ أَبِي أَوْفَى " وَكَذَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: وَالزَّيْتِ (2)
__________
(1) في (س) و (ص) و (م) : والزبيب، والمثبت من (ظ 13) و (ق) وهو الصواب، فقد قال الإمام أحمد في الإسناد الآتي: وكذا حدثناه أبو معاوية، عن زائدة، عن الشيباني، قال: والزيت. قلنا: وجاء لفظ "الزيت" كذلك من رواية عبد الواحد بن زياد، ومن رواية سفيان عن الشيباني عند البخاري (2244) و (2254) . وجاء بلفظ: "الزبيب" في الرواية السالفة برقم (19122) ، ومن طريق جرير عن الشيباني عند البخاري (2245) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي المجالد- ويقال: اسمه عبد الله- فمن رجال البخاري، وهو ثقة. هُشيم: هو ابنُ بشير، وقد صرح بالتحديث، والشيباني: هو أبو إسحاق=(32/140)
19397 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ " قَالَ: قُلْتُ: فَالْأَبْيَضِ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي " (1)
19398 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ، عَبْدِيٌّ مَوْلًى لَهُمْ قَالَ: ذَهَبْتُ إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَسْأَلُهُ عَنِ الْجَرَادِ، قَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الْجَرَادَ " (2)
__________
= سليمان بن أبي سليمان. عبدُ الله بن شداد من صغار الصحابة، وأبو بُرْدة: هو ابنُ أبي موسى الأشعري.
وأخرجه ابن حبان (4926) من طريق هشيم، بهذا الإسناد، لم يذكر ابنَ أَبْزَى.
وأخرجه عبد الرزاق (14077) ، والبخاري (2244-2245) ، و (2254- 2255) ، وأبو داود (3466) ، والحاكم 2/44-45، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/20 و25-26 من طرق عن الشيباني، بنحوه.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
قلنا: قد أخرجه البخاري كما سلف.
وسلف برقم (19122) .
قال السندي: قوله: هل كنتم تُسْلِفون، من الإسلاف والتسليف، والمراد: السَّلَم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عمرو بن الهيثم من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وسلف برقم (19103) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وأبو يعفور العَبْدي: هو الكبير، اسمه وقدان، ويقال: واقد.
وأخرجه الشافعي في "سننه" (578) ، وعبد الرزاق (8762) ، والحميدي=(32/141)
19399 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لِرَجُلٍ: " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا " قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: " فَاجْدَحْ لِي " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ الشَّمْسُ، قَالَ " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا " وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَاجْدَحْ لِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ الشمس، قَالَ: " انزل فاجْدَحْ "، فَجَدَحَ (1) ، فَشَرِبَ، فَلَمَّا شَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ اللَّيْلِ: " إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " (2)
__________
= (713) ، وابن أبي شيبة 8/325، ومسلم (1952) ، والترمذي (1821) ، والنسائي في "المجتبى" 7/210، وفي "الكبرى" (4869) ، وابن الجارود في "المنتقى" (880) ، وأبو عوانة 5/184، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/257، وفي "معرفة السنن" (18852) ، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
قال مسلم: قال أبو بكر بن أبي شيبة في روايته: سبع غزوات، وقال إسحاق بن إبراهيم: ست. وقال ابن أبي عمر: ست أو سبع.
وسلف برقم (19112) من طريق سفيان الثوري، وفيه: سبع غزوات.
وانظر (19150) .
(1) وقع في (م) : "وقال سفيان مرة: يا رسول الله، قال: اجْدَح، قال: يا رسول الله، قال: اجْدَح، فجدح". والسقط فيها ظاهر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة.
وأخرجه عبد الرزاق (7594) ، والحميدي (714) ، والبخاري (1941) ، ومسلم (1101) (54) ، والنسائي في "الكبرى" (3311) ، وابن حبان (3512) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.=(32/142)
19400 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: أَصَبْنَا حُمُرًا خَارِجًا مِنَ الْقَرْيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْفِئُوا الْقُدُورَ بِمَا فِيهَا " فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: " إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا، أَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ " (1)
19401 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا (2) لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ (3) ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (4)
__________
= وسلف برقم (19395) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (590) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (8722) ، والنسائي في "المجتبى" 7/203، وأبو عوانة 5/162 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وقرن عبد الرزاق بالشيباني أبا إسحاق الهَجَري.
وسلف برقم (19120) .
(2) لفظ: "ربنا" ليس في (ظ 13) ولا (ص) ، وأشير إليها في (س) على أنها نسخة.
(3) في (م) : السموات.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19104) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 4/119 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(32/143)
19402 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُدْرِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فَيَقُولُ: " اللهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا طَهَّرْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ ذُنُوبِي كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً تَقِيَّةً، وَمِيتَةً سَوِيَّةً، وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/247، ومسلم (476) (202) - ومن طريقه ابن حزم 4/119- وأبو داود (846) ، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة عُبيد بن الحسن المزني) من طريق أبي معاوية الضرير، به.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ليث- وهو ابن سليم- ضعيف، ومدرك: هو ابن عمارة بن عقبة بن أبي معيط، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وإسماعيل: هو ابن عُلية.
وقوله: "اللهمَّ طهِّرني بالثلج والبَرَد والماء والبارد، اللهم طهِّر قلبي من الخطايا كما طهَّرتَ الثوب الأبيض من الدنس" سلف بإسناد صحيح برقم (19118) .
وقوله: "وباعد بيني وبين ذنوبي كما باعدت بين المشرق والمغرب" له شاهد من حديث عائشة عند البخاري (6368) ، وسيرد 6/57.
وقوله: "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يُسْمَع، وعلم لا ينفع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع". له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو؛ سلف برقم (6557) ، وإسناده صحيح.
وقوله: "اللهم إني أسألك عيشة تقية، وميتة سوية، ومردًّا غير مُخْزٍ" حسن=(32/144)
19403 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ القَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَدِمَ مُعَاذٌ الْيَمَنَ، أَوْ قَالَ: الشَّامَ، فَرَأَى النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا وَأَسَاقِفَتِهَا، فَرَوَّى فِي نَفْسِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُعَظَّمَ، فَلَمَّا قَدِمَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا وَأَسَاقِفَتِهَا، فَرَوَّأْتُ فِي نَفْسِي أَنَّكَ أَحَقُّ أَنْ تُعَظَّمَ، فَقَالَ: " لَوْ كُنْتُ آمُرُ (1) أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَلَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا كُلَّهُ، حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا عَلَيْهَا كُلَّهُ، حَتَّى لَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ لَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ " (2)
__________
= لغيره، فله شاهد ضعيف من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الدعاء" (1435) ، والحاكم 1/541.
(1) في (ظ13) وهامش (س) : آمراً.
(2) حديث جيد، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، اضطرب فيه القاسم الشيباني، وهو ابن عوف.
فقد رواه عنه أيوب، واختلف عنه:
فرواه إسماعيل بن علية- في هذه الرواية- عن أيوب، عن القاسم، عن ابن أبي أوفى، قال: قدم معاذ ... فجعله من مسند ابن أبي أوفى.
ورواه معمر، عن أيوب،- عند عبد الرزاق (20596) - فقال: عن عوف ابن القاسم، أو القاسم بن عوف، أن معاذ بن جبل ... فجعله من مسند معاذ.
ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، واختلف عنه:
فرواه يحيى بن آدم وإسحاق بن هشام التمار وعفان، عن حماد، عن أيوب=(32/145)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن القاسم الشيباني، فقالوا: عن ابن أبي أوفى، عن معاذ ... فجعلوه من مسند معاذ بن جبل، ومن طريق عفان أخرجه الشاشي (1332) ، وقرن بحماد وُهيباً.
ورواه أزهر بن مروان عند ابن ماجه (1853) ، ومحمد بنُ أبي بكر المقدمي عند ابن حبان (4171) ، وسليمان بن حرب عند البيهقي في "السنن" 7/293، ثلاثتهم عن حماد، عن أيوب، عن القاسم، فقالوا: عن ابن أبي أوفى قال: لما قدم معاذ ... جعلوه من مسند ابن أبي أوفى.
ورواه إسحاقُ بنُ هشام، عن حماد- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/38- فقال: عن أيوب وابن عون، عن القاسم الشيباني، قال الدارقطني: فأغرب بذكر ابن عون، ولم يتابَع عليه.
ورواه مؤمَّلُ بنُ إسماعيل، عن حماد، عن أيوب، عن القاسم الشيباني، فقال: عن زيد بن أرقم، عن معاذ. قال الدارقطني: جعله من رواية زيد بن أرقم، عن معاذ، ولم يُتابَع على هذه الرواية، عن حماد بن زيد.
ورواه قتادة- عند البزار (1468) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (5116) و (5117) - عن القاسم بن عوف، فقال: عن زيد بن أرقم، قال: بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذاً ...
ورواه هشام الدَّسْتوائي، عن القاسم في الرواية (19404) ، فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن معاذ.
ورواه النَّهَّاس بن قَهْم- عند البزار (1470) "زوائد"- عن القاسم الشيباني، فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن صهيب، أن معاذاً ...
قال البزار: وأحسب الاختلاف من جهة القاسم.
وقال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/252-253: وأخاف أن يكون الاضطراب من القاسم، وجزم الدارقطني في "العلل" 6/39 أن الاضطراب فيه من القاسم، فقال: والاضطراب فيه من القاسم بن عوف.
وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (286) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/29=(32/146)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق أبي الورقاء- وهو فائد بن عبد الرحمن- عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: بينما نحن قعود مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ أتاه آتٍ، فقال: إنَّ ناضح آلِ فلان قد أَبَقَ عليهم، قال: فنهض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونهضنا معه، فقلنا: يا رسول الله، لا تقربْه، فإنَّا نخافه عليك، فدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من البعير، فلما رآه البعير سجد ... إلى أن قال عليه الصلاة والسلام: "لو كنتُ آمِراً أحداً ... " وأبو الورقاء قال البخاري في "التاريخ الكبير" 7/132: منكر الحديث، وسيرد بعد الرقم (19411) أن أحمد ضرب على حديثه، وكان عنده متروكَ الحديث.
وبنحو سياق حديثه هذا سلف من حديث أنس برقم (12614) .
وسيرد برقم (19404) .
وسيرد من حديث الأعمش، عن أبي ظَبْيان، عن معاذ بن جبل 5/227.
وأبو ظَبيان لم يسمع من معاذ. قال الدارقطني: وهو الصحيح. قلنا: يعني من طريق حديث معاذ.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الترمذي (1159) ، وابن حبان (4162) ، وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي.
وآخر من حديث أنس بن مالك، سلف برقم (12614) ، وفي إسناده خلف ابن خليفة، اختلط قبل موته، ومع ذلك جوَّد إسنادَه المنذريُّ في "الترغيب والترهيب" 3/55.
وثالث من حديث عائشة سيأتي 6/7، وفي إسناده علي بن زيد بن جُدعان.
ورابع من حديث قيس بن سعد عند أبي داود (2140) ، والحاكم 2/187، وفي سنده شريك النخعي، وحديثه حسن في الشواهد.
وخامس من حديث ابن عباس عند الطبراني (12003) ، وفي إسناده أبو عزة الدباغ الحكم بن طهمان، وهو ضعيف، وأبو عون الزيادي، لم نعرفه.=(32/147)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "ولا تؤدَّي المرأة حقَّ الله عز وجل ... " إلى قوله: "حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قَتَب" له شاهد من حديث طَلْق بن علي عند الترمذي (1160) ، والطبراني في "الكبير" (8240) بلفظ: "إذا الرجل دعا زوجته لحاجته، فلتأْته، وإن كانت على التَّنُّور". وإسناده حسن من أجل قيس
ابن طَلْق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (1436) بلفظ: "والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها".
وهو عند البخاري (5193) ، ومسلم (1436) (122) بلفظ: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء، لعنتها الملائكة حتى تصبح".
وفي الباب أيضاً عن ابن عباس عند ابن ماجه (971) ، والطبراني في "الكبير" (12275) بلفظ: "ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ... " وذكر منهم: "وامرأة باتت وزوجها عليها غضبان". وصححه ابن حبان (1757) .
وعن أبي أمامة عند الترمذي (360) بلفظ: "ثلاثة لا تُجاوز صلاتُهم آذانَهم ... " وذكر منهم: "وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط". وحسَّنه الترمذي.
وعن جابر بن عبد الله مرفوعاً عند ابن خزيمة (940) ، وابن حبان (5355) بلفظ: "ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء حسنة...." وذكر منهم: "المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى". وفي إسناده زهير بن محمد التميمي، رواية أهل الشام عنه غيرُ مستقيمة، وهذا منها، ورواه الطبراني في "الأوسط" (9227) وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو ضعيف يعتبر
به.
قال ابن الأثير: القَتَب للجمل كالإكاف لغيره، ومعناه: الحثُّ لهن على مطاوعة أزواجهن، وأنه لا يَسَعُهُنَّ الامتناعُ في هذه الحال، فكيف في غيرها.=(32/148)
19404 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ (1) حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، أَحَدِ بَنِي مُرَّةَ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: إِنَّهُ أَتَى الشَّامَ، فَرَأَى النَّصَارَى. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقُلْتُ: لِأَيِّ شَيْءٍ تَصْنَعُونَ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا كَانَ تَحِيَّةَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَنَا، فَقُلْتُ: نَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَصْنَعَ هَذَا بِنَبِيِّنَا. فَقَالَ: نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ كَذَبُوا عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ كَمَا حَرَّفُوا (2) كِتَابَهُمْ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبْدَلَنَا خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ السَّلَامَ تَحِيَّةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (3)
__________
= قلنا: والإكاف، ويقال: الوكاف: برذعة الحمار، وهي كالسرج للفرس.
قال السندي: قوله: لبطارقتها. بفتح الموحدة.
وأساقفتها: بفتح الألف، والمراد لرؤسائها وعلمائها.
فروَّى: بتشديد الواو، وآخره همزة في الأصل، إلا أنه اشتهر بالتخفيف، يقال: روَّأْتُ في الأمر، إذا فكرت فيه، وفي "المصباح": الرَّويَّة: الفكر والتدبير في الأمر، وهي كلمة جرت على ألسنتهم بغير همز تخفيفاً، وهي من روَّأْت في الأمر، بالهمز، فقولُ: فروأْتُ في نفسي، ظهر فيه الهمزُ على
الأصل.
(1) قوله: حدثنا علي، سقط من (س) و (ص) و (ق) و (م) ، وثبت في (ظ13) ، و"أطراف المسند"، لكن محققه حذفها، ظنَّها مقحمة. وعلي- وهو ابن المديني- يروي عن معاذ بن هشام.
(2) في (م) : حرقوا، وهو خطأ.
(3) جيد دون قوله: "إنهم كذبوا على أنبيائهم.. إلى آخر الحديث. وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وقد بسطنا القول في اضطرابه في الرواية السالفة برقم (19403) .=(32/149)
19405 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ صَلَّى عَلَيْهِمْ، فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى " (1)
19406 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى: هَلْ بَشَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ " بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبٌ فِيهِ، وَلَا
__________
= وأخرجه البزار في "مسنده" (1461) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (90) مختصراً، والحاكم 4/172 من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وليس عندهم: إن الله عز وجل أبدلنا خيراً من ذلك السلامَ، تحية أهل الجنة.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وذكره الهيثمي في "المجمع" 4/309 ونسبه لأحمد والبزار، وقال: ورجال البزار رجال الصحيح، وكذلك طريق من طرق أحمد، وروى الطبراني بعضه أيضاً.
وسلف برقم (19403) .
وقوله: "السلام تحية أهل الجنة" له شاهد موقوف من حديث ابن عباس، فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 11/13، ونسبه إلى البيهقي في "الشُّعب".
وتحريفُ أهل الكتاب لكتابهم وكذبُهم على أنبيائهم؛ مما جاء في كتاب الله في غير موضع، وجاء فيه كذلك أن تحية أهل الجنة السلام في قوله تعالى: (تحيتهم فيها سلام) [يونس: 10] و [إبراهيم: 23] .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19111) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى، وهو ابنُ سعيد القطَّان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2363) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.(32/150)
نَصَبٌ " (1)
19407 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ خَرَجَ فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَجَعَلْنَا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، أَنْ يَرْمِيَهُ أَحَدٌ أَوْ يُصِيبَهُ بِشَيْءٍ، فَسَمِعْتُهُ يَدْعُو عَلَى الْأَحْزَابِ، يَقُولُ: " اللهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ (2) الْأَحْزَابِ، اللهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ " (3)
19408 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: " لَا "، قُلْتُ: فَكَيْفَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: " أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19128) غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد، وهو القطان.
وأخرجه البخاري (3819) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ13) و (ق) : اهزم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4219) ، وابن خزيمة (2775) ، وابن حبان (3843) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19107) و (19108) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19123) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابنُ الجرَّاح الرؤاسي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/260، وابن أبي شيبة في "مصنفه"=(32/151)
قَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: قَالَ طَلْحَةُ: وَقَالَ الْهُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدًا فَخُزِمَ أَنْفُهُ بِخِزَامٍ
19409 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَا أَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَمُرْنِي بِمَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ". قَالَ: فَقَالَهَا الرَّجُلُ: وَقَبَضَ كَفَّهُ، وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا
__________
=11/206- ومن طريقه مسلم (1634) (17) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/293- 294- وابن ماجه (2696) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (722) ، وابنُ سعد في "الطبقات" 2/260 و3/183، والدارمي في "سننه " (3180) من طرق عن مالك بن مغول، به.
وقد سلف برقم (19123) .
وهُزَيل بن شرَحْبيل: أحدُ كبار التابعين، ومن ثقات أهل الكوفة.
قال السندي: قولُه: كان يتأمَر على وصي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله على وجه الإنكار لما زعمه الروافض أن عليّاً كان وصيّاً إلا أنه تقدَّم عليه أبو بكر!
فخُزِمَ أَنْفُهُ، أي: فانقادَ له انقيادَ البعير الذي في أنفه خِزام- بكسر الخاء، وهي الزِّمام، بالكسر- لصاحبه.(32/152)
لِلَّهِ تَعَالَى فَمَا لِنَفْسِي؟ قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي ". قَالَ: فَقَالَهَا: وَقَبَضَ عَلَى كَفِّهِ الْأُخْرَى، وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَقَدْ قَبَضَ كَفَّيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ مَلَأَ كَفَّيْهِ مِنَ الْخَيْرِ " (1)
° 19410 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ غُلَامٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَاهُنَا غُلَامًا يَتِيمًا، لَهُ أُمٌّ أَرْمَلَةٌ، وَأُخْتٌ يَتِيمَةٌ، أَطْعِمْنَا مِمَّا أَطْعَمَكَ اللهُ تَعَالَى، أَعْطَاكَ اللهُ مِمَّا عِنْدَهُ حَتَّى تَرْضَى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. (2)
__________
(1) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم السكسكي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19110) ، ويزيدُ بنُ هارون - وقد روى عن المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بعد الاختلاط- توبع.
وأخرجه الطيالسي (813) - ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (103) وفي "معرفة السنن والآثار" (4781) -، والطبراني في "الدعاء" (1713) من طريق عمرو بن مرزوق، وابن عدي 1/214 من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "السنن" 2/381 من طريق أبي النضر، كلهم (الطيالسي، وعمرو ابن مرزوق، وعاصم بن علي، وأبو النضر) عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وعمرو بن مرزوق سمع من المسعودي قبل اختلاطه.
(2) إسناده ضعيف، فائدُ بنُ عبد الرحمن، ويكنى أبا الورقاء. قال الذهبي في "الميزان": تركه أحمد والناس، وروى عباس عن يحيى: ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. قلنا: وقد ذكر عبدُ الله عقب الحديث التالي أن أباه=(32/153)
° 19411 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَاهُنَا غُلَامًا قَدْ احْتُضِرَ يُقَالُ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا؟ فَقَالَ: " أَلَيْسَ كَانَ يَقُولُهَا فِي حَيَاتِهِ؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا مَنَعَهُ مِنْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، (1)
__________
= لم يرض حديثه، فضرب عليه، وأنه عنده متروك الحديث.
وأخرجه بطوله الحارثُ في "مسنده" (905) (زوائد) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه بطوله كذلك البزار (1911) (زوائد) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11041) من طريقين عن فائد بن عبد الرحمن، به. قال البزار: لا نعلمه مرفوعاً من وجه إلا من هذا الوجه، وقد تقدم ذكرنا لفائد، يعني ضعفَه.
وأخرجه البيهقي أيضاً (11042) من طريق أيوب بن الحسن، عن عبد السلام بن نهشل، عن أبيه، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى. وأيوبُ وعبدُ السلام وأبوه لم نقع لهم على تراجم فيما بين أيدينا من المصادر.
وأورده بطوله الهيثمي في "المجمع" 8/161، وقال: رواه البزار بتمامه، وروى أحمد طرفاً من أوله، ثم قال: فذكر الحديث بطوله، وفي الإسناد فائد أبو الورقاء، وهو متروك.
(1) إسناده ضعيف، وهو إسناد سابقه.
وأخرجه بطوله البيهقي في "شعب الإيمان" (7892) من طريق يزيد بن=(32/154)
فَلَمْ يُحَدِّثْ (1) أَبِي بِهَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ ضَرَبَ عَلَيْهِمَا مِنْ كِتَابِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ حَدِيثَ فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ (2) عِنْدَهُ مَتْرُوكَ الْحَدِيثِ
19412 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُخْتَارِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: أَصَابَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ عَطَشٌ، قَالَ: فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ، فَجَعَلَ يَسْقِي أَصْحَابَهُ، وَجَعَلُوا يَقُولُونَ: اشْرَبْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " حَتَّى سَقَاهُمْ كُلَّهُمْ (3)
19413 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَدَعَا صَاحِبَ شَرَابِهِ بِشَرَابٍ، فَقَالَ صَاحِبُ
__________
= هارون، بهذا الإسناد. وقال: تفرَّد به فائد أبو الورقاء، وليس بالقوي، والله أعلم.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/461 من طريق جعفر بن سليمان، عن فائد به. وقال: ولا يتابعه إلا من هو نحوه.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 8/148، ونسبه لأحمد والطبراني، وقال: وفيه فائد أبو الورقاء، متروك.
(1) في (م) ونسخة في (س) : فلم يحدثنا.
(2) في (س) و (ص) و (م) : أو كان، والمثبت هو الصواب.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19121) سنداً ومتناً، غير أن أحمد قرن هنا بحجاج محمد بن جعفر.(32/155)
شَرَابِهِ: لَوْ أَمْسَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: لَوْ أَمْسَيْتَ. ثَلَاثًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ حَلَّ الْإِفْطَارُ " (1) أَوْ كَلِمَةً هَذَا مَعْنَاهَا
19414 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَقَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى نُقَاتِلُ (2) الْخَوَارِجَ، وَقَدْ لَحِقَ غُلَامٌ لِابْنِ أَبِي أَوْفَى بِالْخَوَارِجِ، فَنَادَيْنَاهُ يَا فَيْرُوزُ، هَذَا ابْنُ أَبِي أَوْفَى. قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ، قَالَ: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ، قَالَ: يَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ، فَقَالَ: هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَدِّدُهَا ثَلَاثًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ "، قَالَ عَفَّانُ: فِي حَدِيثِهِ وَقَتَلُوهُ ثَلَاثًا (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1101) (54) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً (1101) (54) من طريق معاذ العنبري، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 6/520) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن شعبة، به.
وسلف برقم (19395) .
قال السندي: قوله: لو أمسيت، أي: لو أخَّرت الإفطار حتى دخلتَ في المساء، لأصبتَ الوقت، ويحتمل أن "لو" للتمني، فلا يحتاج إلى جواب.
(2) في (م) : يقاتل.
(3) إسناده جيد، وهو مكرر (19149) غير شيخ أحمد، فهو هنا بَهْز،=(32/156)
19415 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْحَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعَبْسِيُّ كُوفِيٌّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ (1) عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ "، قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: " بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ، (2) قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً (3) ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ (4) إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ " (5)
__________
= وهو ابن أسد العمِّي.
(1) في (ظ13) و (ق) وهامش (س) : لقيت.
(2) في (ظ13) : ويفعل بهم ويفعل بهم، وكررت الجملة في هامش (س) .
(3) في (ظ13) : فغمزها غمزة بيديه.
(4) قوله: "عليك بالسَّواد الأعظم" لم يكرر في (ظ 13) و (ق) .
(5) رجاله ثقات غير حَشْرَجِ بنِ نُباتةَ، فقد وثقه أحمد ويحيى بن مَعين، وأبو داود، والعباسُ بن عبد العظيم العنبري، وقال أبو زُرعة: لا بأس به، مستقيمُ الحديث، واختلف قولُ النسائي فيه، فقال في رواية: ليس بالقوي،=(32/157)
19416 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ بِصَدَقَتِهِ، قَالَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ " قَالَ: فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى " (1)
19417 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا الْهَجَرِيُّ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي جِنَازَةِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ عَلَى
__________
= وقال في أخرى: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح، يُكتَبُ حديثُه، ولا يُحتجُّ به، وقال ابنُ عديّ: لا بأس به. وسعيد بن جُمهان صدوقٌ له أفراد، فيما قال الحافظ في "التقريب". قلنا: وهذه منها. وقال البخاري: في حديثه عجائب.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (822) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (905) ، وابنُ عدي في "الكامل" 2/847، والحاكم 3/571 من طرق عن الحَشْرَج بن نُباتة، بهذا الإسناد. وسكت عنه الحاكم (مع تساهله في التصحيح) والذهبيّ.
وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (2313) من طريق قَطَن بن نُسَيْر، عن عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن جُمهان، به. وقَطَن بن نُسير ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/230، وقال: روى ابنُ ماجه منه طرفاً، ورواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
وسلف برقم (19130) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19111) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفان، وهو ابنُ مُسلم الصفَّار.
وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/509-510، والطبراني في "الدعاء" (2012) من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.(32/158)
بَغْلَةٍ لَهُ حَوَّاءَ، يَعْنِي سَوْدَاءَ، قَالَ: فَجَعَلْنَ النِّسَاءُ يَقُلْنَ لِقَائِدِهِ قَدِّمْهُ أَمَامَ الْجِنَازَةِ، فَفَعَلَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُ: أَيْنَ الْجِنَازَةُ؟ قَالَ: فَقَالَ: خَلْفَكَ. قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ تُقَدِّمَنِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ؟ قَالَ: فَسَمِعَ امْرَأَةً (1) تَلْتَدِمُ، وَقَالَ مَرَّةً: تَرْثِي، فَقَالَ: مَهْ أَلَمْ أَنْهَكُنَّ عَنْ هَذَا، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَى (2) عَنِ الْمَرَاثِي، لِتُفِضْ إِحْدَاكُنَّ مِنْ عَبْرَتِهَا مَا شَاءَتْ " فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ تَقَدَّمَ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ قَامَ هُنَيْهَةً، فَسَبَّحَ بِهِ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَانْفَتَلَ، فَقَالَ: أَكُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي أُكَبِّرُ الْخَامِسَةَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَبَّرَ الرَّابِعَةَ، قَامَ هُنَيَّةً " فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ، جَلَسَ وَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَسُئِلَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَقَالَ: تَلَقَّانَا يَوْمَ خَيْبَرَ حُمُرٌ أَهْلِيَّةٌ خَارِجًا (3) مِنَ الْقَرْيَةِ، فَوَقَعَ النَّاسُ فِيهَا، فَذَبَحُوهَا، فَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي بِبَعْضِهَا، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْرِيقُوهَا ". فَأَهْرَقْنَاهَا. وَرَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى مِطْرَفًا مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ (4)
__________
(1) في (س) : امرأته، نسخة.
(2) في (ظ 13) : ينهانا.
(3) في هامش (س) : خارجة.
(4) النهي عن لحوم الحمر الأهلية منه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، وهو الواسطي، والهَجَري، وهو إبراهيم بنُ مسلم أبو إسحاق العبدي. والنهي عن لحوم الحمر الأهلية: أخرجه عبد الرزاق في=(32/159)
حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ (1)
19418 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ يَعْنِي الصَّوَّافَ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ " قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِنَا، فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ: بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الظُّهْرِ، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَذَلِكَ فِي الصُّبْحِ " (2)
__________
= "المصنف" (8722) عن سفيان الثوري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/205 من طريق شعبة، كلاهما عن الهجري، بهذا الإسناد، وقرن عبد الرزاق بالهجري أبا إسحاق الشيباني.
وطريق أبي إسحاق الشيباني سلف برقم (19120) بإسناد صحيح، وانظر تمام تخريجه وأحاديث الباب هناك.
والتكبير على الجنازة، والنهي عن المراثي سلف برقم (19140) .
وفي المشي أمام الجنازة انظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4539) .
قال السندي: قوله: تلتدم؛ الالتدام: ضربُ النساء وجوههن في النياحة.
(1) قال السندي: أبو قتادة بنُ رِبْعي: أنصاريٌ خزرجي سَلَمي، والمشهور أن اسمه الحارث، وقيل: النعمان، وقيل: عمرو، اختُلف في شهوده بدراً، واتفقوا على أنه شهِد أحداً وما بعدها، وكان يقال له: فارس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة: "حفظك الله كما حفظتَ نبيه": واختُلف في تاريخ وفاته، وأين توفي، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد=(32/160)
19419 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ، فَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا بَالَ، فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ " " (1)
__________
= ابن إبراهيم بن أبي عدي، وقد يُنسب لجده، ويحيى بن أبي كثير صرَّح بالتحديث عند البخاري، وفي بعض طرق الحديث الآتية في مسند الأنصار، فأُمن تدليسُه. أبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه مسلم (451) (154) ، وأبو داود (798) ، والنسائي في "المجتبى" 2/166، وفي "الكبرى" (1050) ، وابن ماجه (819) مختصراً من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وسيرد في مسند الأنصار: 5/295، 297، 300، 301، 305، 307، 308، 309، 310، 311. وبعض هذه الروايات عند البخاري.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7991) .
وعن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وَقْعَ قدم؛ سلف برقم (19146) .
قال السندي: قوله: ويُسمعنا الآية: من الإسماع، أي: يقرأ بحيث نَسمع الآية من جملة ما قرأ، وهذا يدلُ على أن الجهر القليل في السرِّية لا يضرّ، وعلى أن الجمع بين الجهر والسر لا يُكره.
يُطوّل: من التطويل.
ويقصّر: ضُبِط في بعض النسخ من التقصير، والمشهور في هذا المعنى القَصْر، من باب نصر، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو إسناد سابقه، وقد صرَّح يحيى بالتحديث عند ابن خزيمة (79) ، وابن المنذر في "الأوسط" (289) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6883) مختصراً من طريق ابن أبي عدي،=(32/161)
19420 - قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلَا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا أَخَذَ فَلَا يَأْخُذْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا أَعْطَى فَلَا يُعْطِي بِشِمَالِهِ " (1)
__________
= بهذا الإسناد ولفظه: "إذا شرب أحدكم، فلا يشرب في الإناء".
وأخرجه بتمامه ومختصراً عبد الرزاق (19584) ، والحميدي (428) ، ومسلم (267) (63) ، وأبو داود (31) ، والترمذي (15) ، والنسائي في "المجتبى" 1/25، وابن خزيمة (68) و (78) و (79) ، وأبو عوانة 1/220 و221، وابن المنذر في "الأوسط" (289) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند عامة أهل العلم. كرهوا الاستنجاء باليمين.
وسيرد من طرق أخرى في مسند الأنصار 5/295، 296، 300، 309، 310، وسيكرر سنداً ومتناً 5/311.
وفي باب النهي عن التنفس في الشراب عن أبي سعيد الخُدري سلف برقم (11203) .
وفي باب النهي عن الاستطابة باليمين عن أبي هريرة، سلف (7368) .
وسيرد عن عمران بن حصين 4/439 قوله: ما مَسَسْتُ فرجي بيميني منذ بايعتُ بها رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) هو موصول بإسناد سابقه، غير أنه مرسَل. عبد الله بنُ أبي طلحة - وهو أخو أنس بن مالك لأمَه- قال الحافظ في "الإصابة" في القسم الثاني: ثَبَتَ ذكرُه في حديث أنس في الصحيح [البخاري (5470) ومسلم (2144) ] أنه لما ولدته أمُ سُليم، قالت: يا أنس، اذهب به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فليُحنكْه، فكان أولَ شيء دخل جوفَه ريقُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحنكه بتمرة، فجعل يتلمَّظ، فقال عليه الصلاة والسلام: "حِبُّ الأنصار التمر". قال ابن سعد: وُلد بعد غزوة=(32/162)
حَدِيثُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ (1)
19421 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ قَالَ: " عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَشَكُّوا فِيَّ، فَأَمَرَ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَيَّ، هَلْ أَنْبَتُّ بَعْدُ؟ فَنَظَرُوا، فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ، فَخَلَّى عَنِّي وَأَلْحَقَنِي بِالسَّبْيِ " (2)
__________
= حُنين، وأقام بالمدينة، وكان قليل الحديث. قلنا: روى عنه جمع، ووثقه ابن سعد والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وذكره الهيثمي في "المجمع" 5/26، وقال. رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح.
وسيكرر 5/311.
وفي باب الأكل والشرب باليمين عن ابن عمر سلف برقم (4537) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1) سلفت ترجمة عطية القرظي قبل الحديث (18776) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيِّه، فقد روى له أصحاب السنن. هُشيم: هو ابن بشير السلمي.
وأخرجه ابن حبان (4780) . والطبراني في "الكبير" 17/ (438) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 20/158 من طريق هُشيم، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (18776) .
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/311-312.
وانظر ما بعده.
قال السندي: شَكُوا: من الشَّكِّ.=(32/163)
19422 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطِيَّةَ يَقُولُ: " كُنْتُ يَوْمَ حَكَمَ سَعْدٌ فِيهِمْ غُلَامًا، فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ " (1)
__________
= أنبتُّ: من الإنبات، أي: شعر العانة.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، غير شيخ أحمد، فهو هنا سفيان، وهو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (888) ، والنسائي في "المجتبى" 6/155، وفي "الكبرى" (5623) ، وابن ماجه (2542) ، وأبو عوانة 4/55-56، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/216، وابنُ حبان (4782) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (432) ، والحاكم 4/390 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/312.
قال السندي: قوله: فها أنا ذا: كناية عن عدم القتل.(32/164)
حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ (1)
19423 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ عُقْبَةَ، وَلَكِنِّي لِحَدِيثِ عُبَيْدٍ أَحْفَظُ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ ابْنَةَ فُلَانٍ، فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا، وَهِيَ كَاذِبَةٌ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ، فَقَالَ: " فَكَيْفَ بِهَا وَقَدْ زَعَمَتْ أَنَّهَا قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا، دَعْهَا عَنْكَ " (2)
19424 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أَبِي إِهَابٍ، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَذَكَرَتْ أَنَّهَا أَرْضَعَتْنَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَكَلَّمْتُهُ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هِيَ سَوْدَاءُ، قَالَ: " وَكَيْفَ وَقَدْ قِيلَ " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة عقبة بن الحارث قبل الحديث (16148) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16148) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16149) .(32/165)
19425 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: " أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنُّعَيْمَانِ، قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فِي الْبَيْتِ، فَضَرَبُوهُ بِالْأَيْدِي وَالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ "، قَالَ: وَكُنْتُ فِيمَنْ ضَرَبَهُ (1)
19426 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ سَرِيعًا، فَدَخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ، وَرَأَى مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مِنْ تَعَاجُبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ، قَالَ: " ذَكَرْتُ وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ تِبْرًا عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يُمْسِيَ أَوْ يَبِيتَ عِنْدَنَا، فَأَمَرْتُ بِقَسْمِهِ " (2)
19427 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري، وهو مكرر (16150) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري، وهو مكرر (16151) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، كسابقه، وهو مكرر (16152) سنداً ومتناً.(32/166)
حَدِيثُ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ
19428 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِصْنَ الطَّائِفِ أَوْ قَصْرَ الطَّائِفِ، فَقَالَ: " مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ "، فَبَلَغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا. " وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهُوَ لَهُ عِدْلُ مُحَرَّرٍ، وَمَنْ أَصَابَهُ شَيْبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهُوَ لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا، جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وِقَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرِّرِهِ مِنَ النَّارِ. وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَاعِلٌ وِقَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرِّرِهَا مِنَ النَّارِ " (1)
19429 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِصْنَ الطَّائِفِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (17022) غير شيخ أحمد فهو هنا يحيى بن سعيد، وهو القَطان. أبو نَجِيح السلَمي: هو عمرو بن عَبَسَة، وسلفت ترجمته قبل الحديث (17014) .(32/167)
سَبِيلِ اللهِ، فَبَلَغَهُ، فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنْ رَمَيْتُ، فَبَلَغْتُ، فَلِي دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَرَمَى فَبَلَغَ (1) ، قَالَ: فَبَلَغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
__________
(1) كلمة: فبلَّغ، ليست في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (17022) غير أنه هنا عن عبد الوهَّاب- وهو ابن عطاء الخفَّاف-، عن سعيد- وهو ابنُ أبي عَروبة- وقد سمع منه قبل الاختلاط.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (165) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، بهذا الإسناد.(32/168)
تَمَامُ حَدِيثِ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ (1)
19430 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا ". قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهَا أَوَّلَ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، فَكَانَ لَا يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ إِلَّا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى لَا يَدْرِيَ أَيْنَ يَضَعُ مَالَهُ (2)
__________
(1) سلفت ترجمة صخر الغامدي قبل الحديث (15438) .
(2) حديث ضعيف دون قوله "اللهم بارك لأمتي في بكورها" فهو حسن بشواهده، وهو مكرر (15438) سنداً ومتناً.(32/169)
حَدِيثُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ (1)
19431 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ، قَالَ هُشَيْمٌ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، (2) مُرْنِي فِي الْإِسْلَامِ بِأَمْرٍ لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ: " قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ ". قَالَ: قُلْتُ: فَمَا أَتَّقِي، فَأَوْمَأَ (3) إِلَى لِسَانِهِ " (4)
__________
(1) سلفت ترجمة سفيان الثقفي قبل الحديث (15416) .
(2) قوله: "وقد قال هشيم: قلتُ: يا رسول الله " ليس في (ظ 13) .
(3) في (ظ 13) : قال: فأومأ.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن سفيان، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. يعلى به عطاء: هو العامري.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (1) ، والبيهقي في "الشُّعب" (4924) ، والخطيب في "تاريخه" 2/370 من طريق هُشيم، بهذا الإسناد. وقد تحرَف اسم هشيم في مطبوع "الصمت" إلى نعيم.
وسلف برقم (15417) .(32/170)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ (1)
19432 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ جَابِرٍ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْخٌ كَبِيرٌ يَدَّعِمُ عَلَى عَصًا لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي غَدَرَاتٍ وَفَجَرَاتٍ، فَهَلْ يُغْفَرُ لِي؟ قَالَ: " أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ " قَالَ: بَلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: " قَدْ غُفِرَ لَكَ غَدَرَاتُكَ وَفَجَرَاتُكَ " (2)
__________
(1) سلفت ترجمة عمرو بن عبسة (وهو أبو نَجيح السُلمي) قبل الحديث (17014) .
(2) حديث صحيح بشواهده، وهذا الإسناد فيه مكحول- وهو الشامي- كثيرُ الإرسال، ولا يُعرف له سماعٌ من عمرو بن عَبَسة، وقد عنعن. وبقية رجاله ثقات غير نوح بن قيس- وهو ابن رباح الأزدي- فصدوق. أشعث بن جابر: هو أشعث بن عبد الله بن جابر، نُسب إلى جده.
وأخرجه ابنُ أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (145) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي، عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/32، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله موثقون، إلا أنه من رواية مكحول عن عمرو بن عبسة، فلا أدري أسمع منه أم لا. قلنا: لم نجده في مطبوع "معجم" الطبراني الكبير، فالظاهر أنه في القسم المفقود منه.
وأورده ابن حجر في "المطالب العالية" (2847) ، ونسبه لأبي يعلى، ولعله في "مسنده الكبير". =(32/171)
__________
= وله شاهد من حديث أنس عند أبي يعلى (3433) - ومن طريقه ابنُ حجر في "الأمالي المطلقة" ص114- وابن خزيمة في "التوحيد" (342) ، والطبراني في "الصغير" (1025) ؛ أخرجوه من طرق عن أبي عاصم النبيل الضَّحَّاك بن مَخْلد، عن أبي همام مستور بن عبَّاد (وتحرف اسمه في المصادر سوى "الأمالي" إلى مستورد) ، عن ثابت البُناني، عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ما تركتُ من حاجة ولا داجَّة إلا أتيتُ، قال: "أليس تشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسول الله؟ " قالها ثلاث مرات. قال: نعم. قال: "فإن ذلك يأتي على ذلك". قال الطبراني: لم يروه عن ثابت إلا مستور، تفرَّد به أبو عاصم. وقال الحافظ: ورجاله رجال الصحيح سوى مستور، وقد وثقه ابنُ معين.
ثم قال الحافظ: وله شاهد من حديث الرجل صاحب القصة، وسياقه أتمُّ.
قلنا: أخرجه من حديثه ابنُ أبي عاصم في لا الآحاد والمثاني" (2718) ، والبزار (3244) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (7235) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص 144- وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/524، والبغوي في "معجم الصحابة"، وعلي بن سعيد العسكري، فيما ذكر الحافظ في "الأمالي المطلقة" من طرق عن أبي المغيرة -وهو عبد القدوس بن
الحجاج الحمصي- عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب الممدود رضي الله تعالى عنه، أنه أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: أرأيتَ رجلاً عمل الذنوبَ كلَّها، فلم يترك منها شيئاً، وهو مع ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل لذلك من توبة؟ قال: "أليس قد أسلمت؟ " قال: أما أنا فأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، وأن محمداً رسول الله. قال: "نعم، تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلُهُن اللهُ لك حسناتٍ كلهنَّ".
قال: وغَدَراتي وفَجَراتي؟! قال: "نعم". قال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقال الحافظ: قوله: من حاجة ولا داجة، حكى فيها الخطابي وجهين،=(32/172)
19433 - حَدَّثَنَا (1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَهُوَ الرَّحَبِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِعُكَاظٍ فَقُلْتُ: مَنْ تَبِعَكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ ". وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لِي: " ارْجِعْ حَتَّى يُمَكِّنَ اللهُ
__________
= فأما التخفيف. فالحاجة ظاهرة، والداجة إتْباع فيما يظهر، وأما التشديد، فروى البغويُّ من طريق مبشّر بن عبيد قال: الحاجّة: الذي يقطع الطريق على الحاج إذا ذهبوا، والداجّة: الذي يقطع عليهم الطريق إذا رجعوا. قال الحافظ: ورواية التشديد لائقة بالحديث الثاني دون الأول، والله أعلم. انتهى.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2280) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6568) بلفظ: "من لقي اللهَ لا يُشرك به شيئاً، لم تضرَّه معه خطيئة". وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر توجيهه هناك.
وعن معاذ بن جبل، سيرد 5/229 بلفظ: "ما من نفس تموتُ وهي تشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأني رسولُ الله يرجع ذلك إلى قلب مؤمن إلا غَفَرَ اللهُ لها". وفي إسناده هِصَان بن الكاهل، لم يرو عنه إلا اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف".
وانظر حديث ابن مسعود (3596) ، وحديث سلمة بن يزيد الجعفي (15923) .
قال السندي: قوله: يَدَّعِم، أي: يتكىء.
ألستَ تشهد، أي: أما أسلمتَ بعد ذلك.
قد غفر لك: لأن الإسلام يَجُبُّ ما قبله. والله تعالى أعلم.
(1) كرر في (ظ13) قبل هذا الحديث الحديثان السالفان برقمي (19428) و (19429) ، وهما لعمرو بن عَبَسَة أيضاً، إلا أن الإمام أحمد أورده هناك وترجم لهما بكنية عمرو بن عَبَسَة، فقال: حديث أبي نجيح السُّلَمي.(32/173)
عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ "، فَأَتَيْتُهُ بَعْدُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، شَيْئًا تَعْلَمُهُ وَأَجْهَلُهُ، لَا يَضُرُّكَ، وَيَنْفَعُنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ: هَلْ مِنْ سَاعَةٍ أَفْضَلُ مِنْ سَاعَةٍ؟ وَهَلْ مِنْ سَاعَةٍ يُتَّقَى (1) فِيهِ؟ فَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَدَلَّى فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَيَغْفِرُ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الشِّرْكِ وَالْبَغْيِ، فَالصَّلَاةُ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، فَصَلِّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ، فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَهِيَ صَلَاةُ الْكُفَّارِ، حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِذَا اسْتَقَلَّتِ الشَّمْسُ، فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَعْتَدِلَ النَّهَارُ، فَإِذَا اعْتَدَلَ النَّهَارُ، فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُسَجَّرُ فِيهَا جَهَنَّمُ، حَتَّى يَفِيءَ الْفَيْءُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ، (2) فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ (3) حَتَّى تَدَلَّى الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ، فَإِذَا تَدَلَّتْ فَأَقْصِرْ، عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغِيبُ عَلَى قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَهِيَ صَلَاةُ الْكُفَّارِ " (4)
__________
(1) في "التمهيد": يُتقى ذكرها. وفي "المستدرك": تبقى أو ينبغي ذكرها.
وفي "مسند" الطبراني: تبقى ذكرها. وفي "سنن النسائي": يُبتغى ذكرها. وفي "سنن" البيهقي: نبتغي ذكرها.
(2) قوله: "فإذا فاء الفيء" ليس في (ظ13) .
(3) كلمة "مشهودة" ليست في (ظ13) .
(4) إسناده ضعيف لانقطاعه بين سُلَيم بن عامر، وعمرو بن عَبَسة، على خطأ في متنه، واختُلف فيه على يزيد بن هارون، كما سيرد.
وأخرجه ابنُ سعد 4/215 مختصراً، وعبد بن حميد (297) ، وأخرجه=(32/174)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الدارقطني في "النزول" (66) مختصراً و (67) من طريق أحمد بن منصور - وهو ابن سَيَّار البغدادي- ثلاثتُهم عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وتابع يزيدَ بنَ هارون- عند الدارقطني- يحيى بنُ أبي بُكَير، وعبدُ الصمد ابن النُّعمان. ويحيى بنُ أبي بكير ثقة، وعبدُ الصمد بن النعمان صالح الحديث صدوق فيما قال أبو حاتم، فهؤلاء ثلاثة: ثقتانِ وصدوق، رووه بإسناد منقطع.
وخالفهم أبو ثور- وهو إبراهيم بن خالد الكلبي، الثقة الفقيه- عند ابن عبد البر في "التمهيد" 4/14-15، فرواه عن يزيد بن هارون، به، متصلاً بذكر أبي أمامة بين سُليم بن عامر وعمرو بن عَبَسة، وروايتُه شاذة، لأنه خالف في وصله من هم أكثر عدداً من الثقات ممن رووه بإسناد منقطع، ومع ذلك صحَّح أبو حاتم- كما في "العلل" 2/354- الرواية المتصلة، ولم يُشر إلى شذوذها.
ورواه مرسلاً كذلك الطبراني في "مسند الشاميين" (952) مختصراً من طريق سعيد بن عبد الجبار- وهو أبو عثمان الزبيدي الحمصي الشامي- عن صفوان بن عمرو، عن سُلَيم بن عامر، به. بلفظ: أتيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هو وأبو بكر وبلال فلقد رأيتني وإني لربع الإسلام، وسعيدُ بنُ عبد الجبار ليس بقوي، لكنه متابع بيزيد بن هارون في رواية أحمد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً دون ذكر الصلوات الخمس ابنُ سعد 4/215، والترمذي (3579) ، وابنُ خزيمة (1147) ، والحاكم 1/309 و3/66- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/4- من طريق معاوية بن صالح، عن سُلَيم بن عامر، وضمرة بن حبيب، ونُعَيم بن زياد، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عَبَسة، به، وهذا إسناد صحيح. ولفظ الترمذي وابن خزيمة والحاكم 1/309: "أقربُ ما يكون الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعتَ أن تكونَ ممن يذكرُ الله في تلك الساعة فكُنْ". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. قلنا: ولم يذكر عنده ضمرة بن حبيب، ولا نعيم بن زياد. =(32/175)
19434 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَنْ تَابَعَكَ عَلَى أَمْرِكَ هَذَا؟ قَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ " يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَبِلَالًا " رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَكَانَ عَمْرٌو يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي
__________
= ولم يرد عند أحد لفظ رواية أحمد هذه، وهو: "فيغفرُ إلا ما كان من الشرك والبغي" وجاء نحوه في أحاديث ليلة النصف من شعبان، كما في حديث معاذ بن جبل عند ابن حبان (5665) .
وأخرجه بطوله الطبراني في "مسند الشاميين" (1969) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/13. ومن قوله: "هل من ساعة أفضلُ من الأخرى" إلى آخر الحديث: أخرجه النسائي في "المجتبى" 1/279، ومن قوله: "إذا طلعت الشمسُ فإنها تطلعُ بين قرني الشيطان" إلى آخره. أخرجه الطحاويُّ في "شرح معاني الآثار" 1/152 كلهم من طريق معاوية بن صالح، بإسناد ابن خزيمة المذكور آنفاً، وهذا إسناد متصل صحيح، غير أنه قد وقع عندهم الخطأ نفسُه الواقع في رواية أحمد، فلم تُذكر عندهم صلاةُ العَصْر، ولا صلاةُ الفجر عند النسائي والطبراني، وابن عبد البر، وقد سلف لفظُه الصحيح في مسند الشاميين في الروايتين (17014) و (17019) وهو: "إذا صلَّيتَ الصبح، فأَقْصِرْ عن الصلاة حتى تطلعُ الشمس ... " ثم قال: "فإذا فاء الفيءُ، فصل، فإنَّ الصلاة مشهودة محضورةٌ حتى تُصلي العصر، فإذا صلَّيتَ العصر، فأَقْصِرْ عن الصلاة حتى تَغْرُب الشمس....". وإسنادهما صحيح.
والرواية (17019) في مسند الشاميين مطولة.
وفي الباب في قوله: "إن الله ينزل في جوف الليل" عن ابن مسعود، سلف برقم. (3673) . وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: شيئاً، أي: أسألُك شيئاً.(32/176)
لَرُبُعُ الْإِسْلَامِ " (1)
19435 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ مَعَكَ (2) عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ " قُلْتُ: مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " طِيبُ الْكَلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ ". قُلْتُ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ". قَالَ: قُلْتُ:
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه اضطراب، فقد اختُلف فيه على يعلى ابن عطاء:
فرواه هُشَيم، عنه، واختُلف عليه فيه:
فرواه أحمد عنه في هذه الرواية، عن يعلى بن عطاء، فقال: عن عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن، وهو ابن البيلماني.
ورواه عقبةُ بنُ مُكْرَم عند أبي نعيم في "الحلية" 2/16 عن هُشيم، عن يعلى بن عطاء، فقال: عن عبد الرحمن بن عمرو بن عَبَسَة.
ورواه حماد بن سلمة في الرواية (17018) و (17028) عن يعلى بن عطاء، فقال: عن يزيد بن طَلْق، عن عبد الرحمن بن البيلماني، زاد فيه: يزيدَ بنَ طلق. وذكرنا هناك أن عبد الرحمن بن البيلماني ضعيف.
هُشَيم: هو ابن بشير، وعُقبة بن مكرم: هو ابنُ عُقبة بن مُكْرَم، أبو مُكْرَم الضبي الكوفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة (234) ، وليس من رجال الكتب الستة. وذكره المزي والحافظ تمييزاً.
وسلف مطولاً بإسناد صحيح برقم (17019) .
(2) في (ق) و (م) ونسخة في (س) : تبعك.(32/177)
أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " خُلُقٌ حَسَنٌ ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " طُولُ الْقُنُوتِ ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ ". قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ السَّاعَاتِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَأَمْسِكْ (1) عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ (2) ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ فِي قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا، فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَمِيلَ، فَإِذَا مَالَتْ فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ أَوْ تَغِيبُ فِي قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا " (3)
__________
(1) في (ق) : فأقصر.
(2) قوله: "فإذا طلعت الشمس" ليس في (ق) .
(3) قوله: أيُ الساعات أفضل؟ قال: "جوفُ الليل الآخِر" صحيح، وقوله في أفضلِ الإيمان وأفضلِ الصلاة وأفضلِ الهجرة وأفضلِ الجهاد، صحيحٌ لغيره، وهذا إسناد فيه ضعف وانقطاع، محمد بنُ ذكوان- وهو الطَاحي الأَزْدِي الجَهْضَمي مولاهم، خالُ ولد حماد بن زيد- وشهرُ بنُ حَوْشب ضعيفان،=(32/178)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وشهرُ بنُ حوشب لم يسمع عمرو بن عبسة، فيما قال أبو حاتم وأبو زرعة، كما في "المراسيل"، وبقية رجاله ثقات. ابنُ نمير: هو عبد الله.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (300) ، وأخرجه ابن ماجه (2794) من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن حجاج بن دينار، بهذا الإسناد.
قال البوصيري في "الزوائد" 3/163: هذا إسناد فيه محمد بن ذكوان الطاحي، ويقال: الجَهْضَمي، وهو ضعيف. قلنا: لم يُشر إلى ضعف شَهْر بن حوشب، ولا إلى انقطاعه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/54، وقال: قلت: روى مسلم منه: من معك على هذا الأمر؟ قال: "حُر وعبد". رواه أحمد، وفي إسناده شهر بن حوشب، وقد وثق على ضعف فيه.
قلنا: ولم يُشر كذلك إلى انقطاعه، ولا إلى ضعف محمد بن ذكوان.
وقوله: من معك على هذا الأمر؟ قال: "حر وعبد" سلف بإسناد صحيح برقم (17019) .
وقوله: أيُّ الإيمان أفضل؟ قال: "خُلُقٌ حسن" له شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7402) بلفظ: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".
وقد سلف في الرواية (17027) أنه سُئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ الإيمان أفضل؟ قال: "الجهاد"، وإسنادها منقطع.
وقوله: أيُّ الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت" له شاهد من حديث عبد الله بن حُبْشي سلف برقم (15401) ، وإسناده قوي.
وقوله: أي الهجرة أفضل؟ قال: "أن تهجر ما كره ربك عز وجل" له شاهد من حديث عبد الله بن حُبْشي المذكور آنفاً، وسلف نحوه من حديث ابن عمرو ابن العاص برقم (6515) بلفظ: "والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه". وقد سلف في الرواية (17027) أنه سئل عليه الصلاة والسلام: أيُ الهجرة أفضل؟
قال: "الجهاد"، وإسنادها منقطع.=(32/179)
__________
= وقوله: أيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "من عُقر جواده، وأهريق دمه" سلف كذلك في الرواية (17027) . وله شاهد من حديث جابر سلف برقم (14210) ، وإسناده قوي.
وقوله: أيُّ الساعات أفضل؟ قال: "جوف الليل الآخِر" له شاهد بإسناد صحيح من حديث أبي داود (1277) ، ذكرناه في تخريج الرواية السالفة برقم (17018) ، وانظر الرواية (19447) .
وقوله: "فإذا مالت، فالصلاة مكتوبة مشهودة حتى تغرب الشمس" لم تذكر فيه صلاةُ العصر، والصحيح بعد قوله: فإذا مالت "فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، فإذا صليت العصر فأقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس" وجاءت الرواية كذلك على الصواب برقمي (17014) و (17019) ، وإسنادهما صحيح، وسلف دون ذكر صلاة العصر برقم (19433) وإسناده ضعيف.
وقوله: ما الإسلام. قال: "طيب الكلام" قلت: وما الإيمان؟ قال: "الصبر والسماحة" له شاهد مرسَل من حديث عُبيد بن عمير أورده ابن أبي حاتم في "العلل" 2/149، وذكر الاختلاف فيه على عُبيد بن عمير، وذكره كذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 5/143، والحافظ في "الإصابة" في ترجمة
عبد الله بن حُبْشي، وقال: ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" له علة، وهي الاختلاف على عُبيد بن عمير في سنده على الأزدي، عنه ... قلنا: قد بسطنا هذا الاختلاف في تخريج حديث عبد الله بن حُبْشي السالف برقم (15401) ، وخلاصة القول فيه أنه مرسَل كما بيَّنَا هناك. وقد أورد البخاري
أحد طرقه في "التاريخ الكبير" 6/530، لكن تحرف فيه بكر بن خنيس إلى بكر بن حسين، وأبو بدر الحلبي إلى أبي بكر الحلبي، وجاء على الصواب في 5/25.
وقد سلف في الرواية (17027) أنه سُئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما الإسلام؟
قال: "أن يُسْلِمَ قلبُك لله عز وجل، وأن يَسلَمَ المسلمون من لسانك ويدك".=(32/180)
19436 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ قَوْمٍ مِنَ الرُّومِ عَهْدٌ، فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَسِيرُ فِي أَرْضِهِمْ حَتَّى يَنْقُضُوا (1) فَيُغِيرَ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي فِي نَاحِيَةِ النَّاسِ: وَفَاءٌ لَا غَدْرٌ، (2) فَإِذَا هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
__________
= وإسنادها منقطع، لكن ذكرنا من الشواهد ما تصح بها.
وقوله: أيُّ الإسلام أفضل؟ قال: "من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده" سلف برقم (17027) أنه سئل عليه الصلاة والسلام: أيُّ الإسلام أفضل؟ قال: "الإيمان" وإسنادها منقطع قال السندي: قولُه: "طيب الكلام"، فسره ببعض الأعمال التي يحصل بها المسالمة والمصالحة بينه وبين العباد، وكذا فسَّر الإيمان ببعض الأعمال تنبيهاً على الاهتمام بهذه الأعمال للمسلم والمؤمن.
والسماحة: أي الجود والكرم.
خُلُق: بضمتين، أو سكون الثاني، أي: خلق حسن يعامل به مع الله تعالى ومع عباده فينال كمال الإيمان بذلك.
"فإذا طلع الفجر فلا صلاة" أي: فلا تصل إلا الركعتين، أي: سُنَّة الفجر، فالحديث يدل على كراهة النفل بعد طلوع الفجر سوى ركعتي الفجر.
(1) كذا في النسخ عدا (ص) ، فجاء فيها وفي نسخة السندي: "ينفضوا" ومثله في مطبوع ابن أبي شيبة، وشرح عليها السندي، فقال: أي: حتى يتفرَّقوا بسبب العهد الذي بينهم وبينه، فإنهم بسبب ذلك العهد لا يجتمعون على حربه.
قلنا: وجاء في الرواية السالفة برقم (17015) : فإذا انقضى الأمد، غزاهم. ومثله في مصادر التخريج.
(2) كررت جملة: "وفاء لا غدر" في (ظ13) .(32/181)
قَوْمٍ عَهْدٌ، فَلَا يَشِدَّ عُقْدَةً، وَلَا يَحُلُّهَا (1) حَتَّى يَمْضِيَ أَمَدُهَا، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ " (2)
19437 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِيهِ انْتِقَاصٌ وَلَا وَهْمٌ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فِي الْإِسْلَامِ، فَمَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، أَدْخَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ (3) إِيَّاهُمْ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بَلَغَ بِهِ الْعَدُوَّ، أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ، كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ، وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، يُدْخِلُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَيِّ بَابٍ شَاءَ مِنْهَا الْجَنَّةَ " (4)
__________
(1) في (م) : ولا يحلّ.
(2) حديث صحيح بشاهده، وهو مكرر (17015) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح؛ ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/459 عن وكيع، بهذا الإسناد.
(3) في (ظ 13) وهامش (س) : بفضل رحمته.
(4) حديث صحيح دون قوله: "من وُلد له...." و"ومن أنفق زوجين" فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفَرَج، وهو ابنُ فَضَالة. وباقي=(32/182)
19438 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ، حَدَّثَنِي أَبُو طَيْبَةَ، (1) قَالَ: إِنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ دَعَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ السُّلَمِيَّ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَسَةَ، هَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِيهِ تَزَيُّدٌ وَلَا كَذِبٌ؟ وَلَا تُحَدِّثْنِيهِ عَنْ آخَرَ سَمِعَهُ مِنْهُ غَيْرِكَ (2) ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: قَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَصَافُّونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ
__________
= رجال الإسناد ثقات. لقمان: هو ابنُ عامر الوصّابي، وأبو أمامة: هو صُدَيُّ بنُ عَجْلان الباهلي، صحابي سكن الشام.
وأخرجه سعيد بن منصور (2419) عن فَرَج بن فَضالة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (17020) ، وبإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (17022) وفيه ذكر الرمي والشيبة والإعتاق.
وقوله: "من وُلد له ثلاثة أولاد ... " إلى آخره له شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7265) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "ومن أنفق زوجين في سبيل الله ... " له شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7633) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في هامش (س) : ظبية. قلنا: ويقال له ذلك أيضاً، كما سيرد.
(2) في (ظ13) وهامش (س) : عن آخر سمعته منه، عن آخر سمعته منه، عن غيرك. وفي (س) و (ص) : سمعه منك غيرك، والمثبت من (ق) و (م) .
وهو الوارد في مصادر التخريج.(32/183)
يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَنَاصَرُونَ مِنْ أَجْلِي " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر وهو ابن حوشب، وبقية رجاله ثقات. هاشم: هو ابنُ القاسم أبو النضر، وعبدُ الحميد: هو ابن بَهْرام صاحب شَهْر بن حوشب، وأبو طَيْبة- ويقال: أبو ظَبْيَة، وهو أصحُّ فيما ذكر الحافظ في "التقريب"- هو السُلَفي الكَلاَعي، وشُرَحْبيل بن السِّمط- وليس من رجال الإسناد- هو الكندي الشامي.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (9) ، وفي "الزهد" (716) ، وعبدُ بنُ حميد (304) مطولاً مع الذي بعده عن أحمد بن يونس، كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" بسند لا يفرح به (9076) ، و"الصغير" (1095) عن مسلمة بن جابر اللخمي، عن منبه بن عثمان، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8996) من طريق عبد الله بن محمد بن أبي مريم، عن عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله، كلاهما عن الوَضِين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، أن شُرَحبيل بن السِّمط قال لعمرو بن عبسة.... ومسلمة بن جابر اللخمي مجهول الحال، وعبد الله بن محمد بن أبي مريم- وهو عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم- يحدث بالبواطيل. وعمرو بن أبي سلمة، وصدقة بن عبد الله، ضعيفان.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (4441) ، وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات! والطبراني في الثلاثة. واللفظ له. قلنا: ورد عنده بلفظ "يتصادقون" بدل "يَتَصافَوْنَ". وهو في القسم المفقود من "المعجم الكبير".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/279، وقال: رواه الطبراني في الثلاثة، وأحمد بنحوه، ورجال أحمد ثقات!
وفي الباب عن معاذ بن جبل عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأثر عن الله عز وجل قال: "وجبت محبتي للذين يتحابُّون في، ويتجالسون فيّ، ويتباذلون فيَّ".=(32/184)
19439 - وقَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَبَلَغَ مُخْطِئًا، أَوْ مُصِيبًا، فَلَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَرَقَبَةٍ يُعْتِقُهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَهِيَ لَهُ نُورٌ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا، فَكُلُّ عُضْوٍ مِنَ الْمُعْتَقِ بِعُضْوٍ مِنَ الْمُعْتِقِ فِدَاءٌ لَهُ مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً فَكُلُّ عُضْوٍ مِنَ الْمُعْتَقَةِ بِعُضْوٍ مِنَ الْمُعْتِقَةِ فِدَاءٌ لَهَا مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ قَدَّمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ صُلْبِهِ ثَلَاثَةً (1) لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، أَوْ امْرَأَةٍ، فَهُمْ لَهُ سُتْرَةٌ مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ قَامَ إِلَى وَضُوءٍ يُرِيدُ الصَّلَاةَ، فَأَحْصَى الْوَضُوءَ إِلَى أَمَاكِنِهِ، سَلِمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَوْ خَطِيئَةٍ لَهُ، فَإِنْ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا دَرَجَةً، وَإِنْ قَعَدَ، قَعَدَ سَالِمًا ". فَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا ابْنَ عَبَسَةَ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ، فَانْتَهَى عِنْدَ سَبْعٍ، مَا حَلَفْتُ، يَعْنِي مَا بَالَيْتُ، أَنْ لَا أُحَدِّثَ بِهِ
__________
= سيرد 5/229 و239 و247.
وعن العرباض بن سارية بلفظ "المتحابُّون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظلّ إلا ظلي". سلف برقم (17158) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وانظر حديث أبي هريرة (7232) و (7919) وأبي سعيد (11829) .
(1) في (ظ 13) : قدم الله له ثلاثة من صلبه.(32/185)
أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنِّي وَاللهِ مَا أَدْرِي عَدَدَ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
19440 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ،
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "من ولد إسماعيل". وهذا إسناد ضعيف، وهو بإسناد سابقه.
وأخرجه عبد بن حميد (304) عن أحمد بن يونس، عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19437) ، وذكرنا هناك ما يصحُ به الرميُّ، والشيبة، والإعتاق، وأجرُ موت الأولاد.
وقوله: "وأيُّما رجل قام إلى وضوء يريد الصلاة سَلِمَ من كل ذنب أو خطيئة". سلف بإسناد صحيح برقم (17019) وذُكرت مواضع الوضوء هناك مفضَّلة. فقد جاء فيه: ما منكم من أحد يُقَربُ وَضُوءه ثم يتمضمض ويستنشق وينتثر، إلا خرت خطاياه من فمه وخياشيمه مع الماء حين ينتثر، ثم يغسل وجهه كما أمره الله تعالى إلا خرَت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ... إلى آخر مواضع الوضوء. وهذا هو المراد من قول عمرو بن عبسة هنا: فأحصى الوضوء إلى أماكنه، أي: عدَد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أماكن الوضوء.
وسيرد هذا الحديث من حديث أبي أمامة برقم 5/252 وفصلت فيه مواضع الوضوء، وقد سمعه أبو أمامة من عمرو بن عبسة كما في آخر الرواية (17019) .
وفي الباب عن عثمان بن عفان سلف برقم (415) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وقوله: "فإن قام إلى الصلاة رفعه الله عز وجل بها درجة" له شاهد من حديث أبي أمامة سيرد برقم 5/248 بلفظ: "واعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، وحطَّ عنك خطيئة". وإسناده صحيح.(32/186)
عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا لِيُذْكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَعْتَقَ نَفْسًا مُسْلِمَةً كَانَتْ فِدْيَتَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
19441 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، حَدِيثَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ حِينَ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا لَيْسَ فِيهِ تَزَيُّدٌ وَلَا نُقْصَانٌ، فَقَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً،
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "من بنى لله مسجداً.." فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فيه بقية- وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (1635) ، والبغوي في "شرح السنة" (2420) من طريق حَيْوة بن شُريح، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وحَيْوة بن شريح: هو ابن يزيد الحمصي. وقال البغوي: حسن غريب.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1328) ، والنسائي في "المجتبى" 2/31، وفي "الكبرى" (767) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1162) من طرق عن بقية، به.
وقد سلف برقم (19437) ، وبإسناد صحيح برقم (17022) وفيه ذكر الإعتاق والشيبة.
وقوله: "من بنى لله مسجداً.." له شاهد من حديث عثمان سلف برقم (434) وإسناده صحيح على شرط مسلم، وذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص عند الرواية (7056) .(32/187)
كَانَتْ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ عُضْوًا بِعُضْوٍ " (1)
19442 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو دَوْسٍ الْيَحْصَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الثُّمَالِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ " (2)
19443 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ الْأَمْلُوكِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ، وَعَلَى خَوْلَانَ خَوْلَانَ الْعَالِيَةِ وَعَلَى
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (17020) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو المغيرة، وهو عبد القدوس بن الحجاج، وهو ثقة.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عثمان بن عبيد، وهو أبو دَوْس اليحصبيّ الشامي، وبقية رجاله ثقات. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني الحمصي.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/170 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/329 عن عبد الله بن يوسف التنيسي، عن يحيى بن حمزة، عن أبي حمزة- وهو عيسى ابن سُليم الرستني الحمصي- عن عبد الرحمن بن جبير الحضرمي وراشد بن سعد المقرئي وشبيب الكَلاَعي، عن جبير بن نفير، عن عمرو بن عبسة، به.
وهذا إسناد صحيح. (وتحرف اسم عبد الرحمن بن جبير في مطبوع "المعرفة والتاريخ " إلى عبد الله بن جبير) .
وسيرد مطولاً برقم (19445) .(32/188)
الْأَمْلُوكِ أَمْلُوكِ رَدْمَانِ " (1)
19444 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فُوَاقَ نَاقَةٍ، حَرَّمَ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ النَّارَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن يزيد بن موهب الأملوكي: ذكره الحسيني في "الإكمال"، وقال: ليس بالمشهور. وبقيةُ رجاله ثقات، غير ابن عياش- وهو إسماعيل- فصدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، وشُرحبيل بن
مسلم: هو الخولاني الشامي.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (552) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" 13/562 (مخطوط، نشر دار البشير) من طريق داود بن رُشَيد، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/45، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الرحمن بن يزيد بن موهب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعزاه كذلك إلى الطبراني الحافظ في "التعجيل".
والسَّكون والسكاسك كلاهما ولد أشرس بن كندة، انظر "جمهرة" ابن حزم ص429-432.
قال السندي: السَّكُون، ضبط بفتح السين، وهذه كلها قبائلُ دعا لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصلاة والرحمة.
(2) حديث قوي لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ابن حمزة بن صهيب بن سنان الشامي الحمصي، ضعفه يحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم وأبو داود والنسائي، ولم يرو عنه غيرُ إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات غير ابن عياش، فصدوق في روايته عن أهل بلده، وحُميدِ=(32/189)
19445 -
19446 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ يَوْمًا خَيْلًا وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ "، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَكَيْفَ ذَاكَ؟ " قَالَ: خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ يَحْمِلُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ جَاعِلِينَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ، لَابِسُو الْبُرُودِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالَ
__________
= ابنِ عقبة- وهو ابن رومان بن زُرارة القرشي الفلسطيني، وقد ينسب إلى جده - فروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" في موضعين: نسبه في الموضع الأول إلى جده، فقال: حميد بن رومان، وفي الثاني إلى أبيه، فقال: حميد بن عقبة، وكذا فعل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/349-350، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
الحكم بن نافع: هو أبو اليمان الحمصي.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الجهاد" (138) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد، وقال: وفُواق الناقة: قَدْرُ ما تَمُدُ رأسها للذي يحلبها.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/275، ونسبه لأحمد، وقال: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9762) ، وآخر عن معاذ بن جبل سيرد 5/230-231.
قال السندي: قوله: فُواق ناقة؛ بضم فائه وتُفتح: هو قَدْرُ ما بين الحلبتين، فإن الناقة تُحلب، ثم تترك سويعة تُرضع الفصيل لتدر، ثم تحلب.
وقد ذُكر في تفسيره غير ذلك.(32/190)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبْتَ بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَاللهِ مَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَارِثَانِ كِلَاهُمَا، لَعَنَ اللهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمْداً، وَمِخْوَساً، وَمِشْرَحاً (1) ، وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ " ثُمَّ قَالَ: " أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ، فَلَعَنْتُهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ، مَرَّتَيْنِ (2) فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ " ثُمَّ قَالَ: " عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، غَيْرَ قَيْسٍ وَجَعْدَةَ وَعُصَيَّةَ (3) " ثُمَّ قَالَ: " لَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ وَأَخْلَاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ثُمَّ قَالَ: " شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ نَجْرَانُ، وَبَنُو تَغْلِبَ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ (4) (5)
__________
(1) تصحف في (م) إلى مِشْرَخَاءَ.
(2) كلمة "مرتين" ليست في (م) .
(3) كذا في النسخ! وعند الحاكم "وتلخيص" الذهبي: عصية عصت الله ورسوله، عبد قيس وجعدة وعصمة. وفي "المعرفة والتاريخ" إلا عصية وقيس جعدة! وهذا الاستثناء: "غير قيس وجعدة وعصية" لم يرد عند الطبراني في "مسند الشاميين"، وقد رواه من طريق أبي المغيرة شيخ أحمد.
(4) جاء في (م) و (ق) بعدها لفظة: "ومأكول"، وهي الكلمة الأولى من العبارة التي زادها صفوان، كما سيأتي.
(5) إسناده صحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان بن عمرو: هو السكسكي.=(32/191)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (1650) بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه الطبراني في "مسند الشاميين " (969) من طريقين عن أبي المغيرة، به، ولم يرد عنده استثناء قيس وجعدة وعصية.
وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2269) و (2282) مفرقاً، والنسائي في "الكبرى" (8351) من طريق أبي المغيرة به.
وأخرجه مختصراً جداً الطبراني في "مسند الشاميين" (2040) من طريق عافية ابن أيوب المصري، والحاكم 4/81 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح- وهو ابن حُدير- عن شُريح بن عبيد، عن عبد الرحمن بن عائذ، به. قال الحاكم: هذا حديث غريب المتن صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وسقط اسمُ شُريح بن عبيد من مطبوع "مستدرك" الحاكم، و"تلخيص" الذهبي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/248-249 مختصراً، وابنُ أبي عاصم (2270) و (2283) مفرقاً مختصراً، ويعقوبُ بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/327-328 مطولاً، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (804) من طريق عبد الله بن يوسف- وهو التنيسي الكلاعي الحمصي- عن يحيى بن حمزة- وهو ابن واقد الدمشقي- عن أبي حمزة العنسي- وهو عيسى بن سُلَيم الحمصي الرستني- عن عبد الرحمن بن جُبير- وهو ابن نفير الحضرمي الحمصي- (وتحرف اسمه في مطبوع "المعرفة والتاريخ" إلى عبد الله) وراشد ابن سعد المَقْرَئي وشَبِيب الكلاعي- وهو ابن نُعيم أبو رَوْح الحمصي- عن جُبير بن نُفير- عن عمرو بن عبسة، به. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير راشد بنِ سعد المَقرَئي، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة، وشبِيب الكلاعي، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/43، وقال: رواه أحمد متصلاً ومرسلاً، والطبراني، وسمى الثاني (كذا في طبعة القدسي، وفي طبعة دار الفكر: وسمى الساقط) بُسْرَ بنَ عبيد الله، ورجال الجميع ثقات. قلنا: إنما رواه أحمد بإسناد=(32/192)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= متصل، وبإسناد فيه رجل مبهم، وهو الذي سيرد برقم (19450) من طريق حسن بن موسى، عن زهير بن معاوية، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن رجل عن عمرو بن عبسة، ويأتي الكلام عليه في موضعه.
وأورده الهيثمي كذلك 1/43-44، مطولاً، وقال: رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي، قال الذهبي: حمل عنه الناس، وهو مقارب الحال، وقال النسائي: ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح، وقد رواه بنحوه بإسناد جيد عن شيخين آخرين.
وسلف منه قوله: "شرُّ قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب" برقم (19442) وإسناده حسن.
وفي الباب في قوله: كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرض يوماً خيلاً ... إلى قوله: لعن اللهُ الملوك الأربعة ... وأُخْتَهُم العَمَرَّدَة، عن معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (192) من طريق خالد بن معدان، عنه، ولم يسمع منه، ولفظ معاذ فيه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دارنا يعرض الخيل ... وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/44، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ.
وفي الباب في قوله: "الإيمان يمان" عن أبي هريرة سلف برقم (7202) لإسناده صحيح على شرط الشيخين، وأحاديث الباب فيه مذكورة عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 4/259-261. وبسطنا شرحه في حديث أبي هريرة المشار إليه.
وفي الباب في قوله: "عُصَيَّة عصت الله ورسوله" عن ابن عمر سلف برقم (4702) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وفي الباب في قوله: "أسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة" عن أبي هريرة سلف برقم (7150) بلفظ: "لأسلم وغفار وشيءٌ من مزينة وجهينة- أو: شيء من جهينة ومزينة-، خير عند الله- قال: أحسبه قال: يوم القيامة- من أسد=(32/193)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وغطفان وهوازن وتميم" وهو عند البخاري (3523) ، ومسلم (2521) .
وعن أبي بكرة الثقفي، سيأتي 5/36، ولفظه: "أرأيتم إن كان جهينة وأسلم وغفار ومزينة خيراً عند الله من بني أسد، ومن بني تميم، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة؟ " فقال رجل: قد خابوا وخسروا. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هم خير من بني تميم، ومن بني عامر بن صعصعة، ومن بني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان". وأخرجه البخاري (3515) و (3516) و (6635) ، ومسلم (2522) (193) و (194) و (195) .
وفي بعض رواياته أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك بعد أن قال له الأقرع بن حابس التميمي:
إنما بايعك سراق الحجيج. وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/45 بسياقة أخرى، وفيه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله وعنده عيينة بن حصن الفزاري، قال الهيثمي: وفيه الحسن بن أبي جعفر. قلنا: وهو ضعيف.
وعن أنس عند البزار (2814) (زوائد) مرفوعاً بلفظ: "لأَسلمُ وغفار ورجال من مزينة وجهينة خير من الحليفين غطفان وبني عامر بن صعصعة" فقال عُيينة ابنُ حصن: والله لأَنْ أكون في هؤلاء في النار- يعني غطفان وبني عامر- أحبُّ إلي من أن أكون في هؤلاء في الجنة. أورده الهيثمي في "المجمع" 10/45، وقال: وفيه إبراهيم بن محمد بن جناح، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي هريرة بلفظ: "قريش، والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار، وأشجع موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله". سلف برقم (7904) ، وهو متفق عليه.
وبنحو لفظ حديث أبي هريرة عن زيد بن خالد الجهني، وأبي أيوب الأنصاري، سيأتيان 5/193- 194 و417-418.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4702) بلفظ: "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها".
والملوك الأربعة الذين لعنهم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ذكر ابنُ سعد في "الطبقات" 5/13 أنهم كانوا وفدوا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الأشعث بن قيس، فأسلموا ورجعوا=(32/194)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إلى بلادهم، ثم ارتدوا، فقُتلوا يوم النُّجير، وإنما سُمُوا ملوكاً لأنه كان لكل واحد منهم واد يملكُه بما فيه. قلنا: وذكرهم ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص428. والنُّجير؛ ذكر ياقوت في "معجمه" أنه حصنٌ باليمن قرب حضرموت منيع، لجأ إليه أهل الرَدة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر
رضي الله عنه، فحاصره زياد بن لَبِيد البياضي حتى افتتحه عنوة، وقتل من فيه، وأسر الأشعث بن قيس، وذلك في سنة (12) للهجرة.
قال السندي: قوله: يعرض، من العَرض.
أفرسُ: أكثر معرفة.
على مناسج خيولهم؛ جمع مِنْسج بكسر الميم، وهو للفرس بمنزلة الكاهل للإنسان.
إلى لَخْم؛ بفتح فسكون معجمة: قبيلة من اليمن.
وجُذام: بالضم قبيلة من اليمن.
وعاملة: بكسر الميم، من قُضاعة.
ومأكول حمير؛ أي: أمواتهم، فإنهم أكلتهم الأرض.
خير من آكلها؛ أي: أحيائها.
وحضر موت: أي أهلها.
الحارثان: ظاهره أن المراد بهما حضرموت وبنو الحارث، فكأنه أُطلق عليهما الحارثان تغلبياً، ولعل المراد ملوك كندة وحضرموت، والله تعالى أعلم.
جَمْداً؛ بفتح فسكون، أو بفتحتين، ففي القاموس: جَمْد بن معدي كرب من ملوك كِندة، أو هو بالتحريك.
ومِخْوساً: ضبط بكسر فسكون، وكذا مِشْرحاً، وأما أَبْضَعَة: فضبط بفتح فسكون، وهم إخوة، وأختهم العَمَرَّدة، ضبط بفتحات مع تشديد الراء.
أن ألعن قريشاً، أي: بعضَهم الذين ماتوا على الكفر.
عليهم، أي: على الذين آمنوا.
قلنا: وعُصية؛ قال الحافظ في "الفتح" 6/544: هم بطنٌ من بني سُلَيم=(32/195)
وَمَأْكُولُ "، قَالَ: قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ، (1) قَالَ صَفْوَانُ: " حِمْيَرَ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا " قَالَ: مَنْ مَضَى خَيْرٌ مِمَّنْ بَقِيَ
19447 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَجَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ أَجْوَبُهُ دَعْوَةً " قُلْتُ: أَوْجَبُهُ؟ قَالَ: لَا بَلْ أَجْوَبُهُ يَعْنِي بِذَلِكَ الْإِجَابَةَ، (2)
__________
= ينسبون إلى عُصَية- بمهملتين مصغر- ابن خُفَاف- بضم المعجمة وفاءين مخفف- ابنِ امرىء القيس بن بُهْثَة- بضم الموحدة وسكون الهاء بعدها مثلثة- ابن سُلَيم-[بن منصور] قلنا: وذكر ابنُ حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص468 أنهم من بطون قبائل قيس عَيْلان بن مُضَر.
(1) وقع في (م) و (ق) قبل قوله: "قال: قال أبو المغيرة": حدثنا عبد الله حدثني أبي، ولم ترد في باقي النسخ.
(2) قوله منه: "جوف الليل أجوبه دعوة" صحيح، وقوله منه: "صلاة الليل مثنى مثنى" صحيح لغيره. وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله، وهو ابنُ أبي مريم الغساني الشامي، وقد ينسب إلى جده، وكان قد سُرق بيته فاختلط، وقد اضطرب في متن هذا الحديث، فمرة قال: "جوف الليل أجوبُه دعوة" كما في هذه الرواية، وأخرى قال: "أوجبه" كما في الرواية (19449) - وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حبيب بن عبيد- وهو الرحبي أبو حفص الحمصي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد". أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البهراني الحمصي.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/339-340 عن أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/154 من طريق أبي المغيرة، عن أبي بكر=(32/196)
19448 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ (1)
19449 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ،
__________
= ابن أبي مريم، به، وقرن بحبيب بن عبيد عطيةَ بنَ قيس. وسيرد من طريق عطية في الرواية التالية.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/264، ونسبه لأحمد، وقال: فيه أبو بكر ابن أبي مريم، وهو ضعيف.
وسيرد برقمي (19448) و (19449) .
وقوله: "جوف الليل أجوبه دعوة" جاء بإسناد صحيح عند أبي داود برقم (1277) بلفظ: قلت: يا رسول الله، أيُّ الليل أسمعُ؟ قال: "جوف الليل الآخر"، وقد ذكرناه بإسناده في تخريج الرواية (17018) ، وله إسناد آخر صحيح عند الترمذي (3579) والنسائي 1/279، وابن خزيمة (1147) ، ولفظه: قلت: يا رسول الله، فهل من دعوة أقربُ من أخرى؟ قال: "نعم، إن أقربَ ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر ... ". وسؤال عمرو لم يرد عند الترمذي.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3673) .
وقوله: "صلاة الليل مثنى مثنى" له شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (4492) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: أجوبه: اسم تفضيل من الإجابة، وهو قياس عند بعض، وسماع كثير الآخرين.
(1) هو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أبي بكر بن عبد الله- وهو ابن أبي مريم- هنا عطية بن قيس- وهو الكلابي أبو يحيى الحمصي، ويقال: الشامي- وشيخه في الرواية السابقة حبيب بن عبيد، وقرنهما أبو نعيم كما ذكرنا في التخريج هناك.(32/197)
عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَجَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ أَوْجَبُهُ دَعْوَةً " قَالَ: فَقُلْتُ: أَجْوَبُهُ؟ قَالَ: " لَا وَلَكِنْ أَوْجَبُهُ يَعْنِي بِذَلِكَ الْإِجَابَةَ " (1)
19450 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ خَيْلًا، وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ لِعُيَيْنَةَ: " أَنَا أَبْصَرُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ " فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَبْصَرُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ. قَالَ: " فَكَيْفَ ذَاكَ؟ " قَالَ: خِيَارُ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَضَعُونَ أَسْيَافَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَيَعْرِضُونَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ قَالَ: " كَذَبْتَ خِيَارُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَأَنَا يَمَانٍ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ
__________
(1) بعضه صحيح، وبعضه الآخر صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن مصعب -وهو القَرْقَساني- وهو ضعيف، كما أسلفنا في الرواية (19447) ، لضعف أبي بكر- وهو ابن عبد الله بن أبي مريم-، وقد اضطرب في متن هذا الحديث، فقال هناك: "جوف الليل أجوبه دعوة"، وقال في هذه الرواية: "أوجبه دعوة"، والظاهر أن صوابه "أجوبه" الوارد في تلك الرواية، ولذا ضبب في (ظ13) على لفظ "أوجبه" في الموضعين.
وأخرجه ابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/195-196 من طريق محمد بن مصعب، بهذا الإسناد.
وذكرنا في الرواية (19447) الروايات والشواهد التي يصح بها.(32/198)
وحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ وَمَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَيَّانِ كِلَاهُمَا، فَلَا قَيْلَ وَلَا مَلِكَ إِلَّا الِلَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَعَنَ اللهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمَدَا، وَمِشْرَخَا، وَمِخْوَسَا وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرواي عن عمرو بن عبسة، وقد أشار الهيثمي في "المجمع" 10/43 إلى هذا الإسناد، وسماه مرسلاً، فالظاهرُ أنه سقَط هذا الرجل من نسخته من "المسند"، يؤيده أنه ذكر أن الطبراني أخرج الحديث، وسمى الساقط بسر بن عبيد الله، وبُسْرٌ هذا يروي عن عمرو بن عبسة، ويروي عنه يزيد بن يزيد بن جابر، كما ذكر المزي في "التهذيب"، فإن صحَّ تعيينه، يكون الإسناد صحيحاً على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى يزيد بن يزيد بن جابر، وصحابيه، فمن رجال مسلم. وليست لدينا رواية الطبراني، فهي في القسم المفقود من "معجمه الكبير" كما ذكر محققه.
وسلف مطولاً بإسناد صحيح برقم (19445) .(32/199)
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ (1)
19451 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ الْأَنْصَارىِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: " أَصُمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ " فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا، قَالَ: " فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ هَذَا "، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُؤْذِنُوا أَهْلَ الْعَرُوضِ أَنْ يُتِمُّوا يَوْمَهُمْ ذَلِكَ (2)
__________
(1) قال السندي: محمد بن صيفي أنصاري، يقال: إنه نزل الكوفة، وحديثُه في صوم عاشوراء سنده صحيح.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يُخرجا له، وروى له النسائي وابن ماجه. هُشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث، وهو أعلم الناس بحديث حُصين فيما قال ابن مهدي. وحُصين: هو ابنُ عبد الرحمن السلمي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/20-21 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وصححه ابن خزيمة (2091) من طريق هشيم، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/54-55- ومن طريقه ابن ماجه (1735) - والنسائي في "المجتبى" 4/192، و"الكبرى" (2629) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2277) ، وابن قانع 3/20-21، وابن حبان (3617) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (530) و (531) ، والمزي في "تهذيبه " (في ترجمة محمد بن صيفي) من طرق عن حصين، به. قال ابن أبي شيبة: يعني بأهل العَروض: مَنْ حولَ المدينة.
وأخرجه ابن قانع 3/21، والطبراني 19/ (532) من طريق هُشَيم، عن=(32/200)
حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ (1)
19452 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا وَرَدْنَا الْبَقِيعَ، إِذَا هُوَ بِقَبْرٍ جَدِيدٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ: فُلَانَةُ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: " أَلَا آذَنْتُمُونِي بِهَا؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتَ قَائِلًا صَائِمًا، فَكَرِهْنَا أَنْ نُؤْذِنَكَ، فَقَالَ: " لَا تَفْعَلُوا، لَا يَمُوتَنَّ فِيكُمْ مَيِّتٌ مَا كُنْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ أَلَا آذَنْتُمُونِي بِهِ، فَإِنَّ صَلَاتِي عَلَيْهِ لَهُ رَحْمَةٌ " قَالَ: ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ
__________
= داود بن أبي هند، عن الشعبي، به. قال ابن قانع: والأول أصح. قلنا: يعني حديث حصين.
وفي الباب عن هند بن أسماء بن حارثة، سلف برقم (15962) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: أتموا، أمر من الإتمام، وهذا يقتضي أنه كان فرضاً حتى يجب موافقة المفطر للصائمين.
أن يؤذنوا: من الإيذان، بمعنى الإخبار.
أهل العَروض: بفتح العين، يطلق على مكة والمدينة وما حولهما.
(1) قال السندي: يزيد بن ثابت هو أخو زيد بن ثابت المشهور بعلم الفرائض، وهو أكبر منه، أنصاري، قال خليفة: شهد بدراً، وأنكره غيره، وقالوا: إنه استشهد باليمامة.(32/201)
فَصَفَّنَا (1) خَلْفَهُ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا (2)
__________
(1) في (ص) و (ق) : فصففنا.
(2) إسناده صحيح إن ثبت سماعُ خارجه بن زيد- وهو ابن ثابت- من عمه يزيد بن ثابت، وإلا فمنقطع، فقد قال البخاري في "التاريخ الصغير" 1/42- ونقله عنه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة خارجة بن زيد) -: إن صحَّ قولُ موسى بن عقبة: إن يزيد بن ثابت قُتل أيام اليمامة في
عهد أبي بكر الصديق، فإن خارجة لم يدرك يزيد. وقال ابنُ عبد البر في "الاستيعاب" (في ترجمة يزيد بن ثابت) : وروى عنه خارجة بن زيد، ولا أحسبه سمع منه. وقال الحافظ في "الإصابة": إذا مات (يعني يزيد) باليمامة فروايةُ خارجة عنه مرسلة. هُشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث، وعثمان بن حكيم: هو ابن عبّاد بن حنيف.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/271-272 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 3/275-276 و360، وابن ماجه (1528) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1970) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/228-229، وابن حبان (3087) و (3092) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (628) ، والبيهقي في "السنن" 4/35، 48 من طريق هُشيم، به.
وأخرجه النسائي 4/84-85، وفي "الكبرى" (2149) ، وأبو يعلى (937) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/480- وابن قانع 3/228-229، وابن حبان (3083) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (627) ، والحاكم في "مستدركه" 3/591 من طرق عن عثمان بن حكيم، به.
وفي الباب عن أبي هريرة أن امرأة سوداء، أو رجلاً، كان يَقُمُّ المسجد، ففقده رسول الله، فسأل عنه، فقالو: مات، فقال: "ألا كنتم آذنتموني به" ...
سلف برقم (8634) وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وذكرنا بقية=(32/202)
19453 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ، " أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، فَطَلَعَتْ جِنَازَةٌ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَارَ وَثَارَ أَصْحَابُهُ مَعَهُ، (1) فَلَمْ يَزَالُوا قِيَامًا حَتَّى نَفَذَتْ " قَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مِنْ تَأَذٍّ بِهَا أَوْ مِنْ تَضَايُقِ الْمَكَانِ، وَلَا أَحْسِبُهَا إِلَّا يَهُودِيًّا أَوْ يَهُودِيَّةً وَمَا سَأَلْنَا (2) عَنْ قِيَامِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
= أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: ألا، بالتخفيف.
آذنتموني؛ بالمد، أي: أخبرتموني.
قائلاً: من القيلولة.
فإن صلاتي: من قال بالخصوص أخذه من هذا الكلام.
(1) كلمة "معه" ليست في (ظ 13) .
(2) في (ظ13) : سألناه.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد يصح إن ثبت سماعُ خارجة بن زيد- وهو ابنُ ثابت- من عمه يزيد بن ثابت، وقد بسطنا القول في ذلك في إسناد الحديث السابق. ابنُ نُمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/357- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1971) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (629) - والحاكم في "مستدركه" 3/591 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وتحرف اسم عثمان بن حكيم في مطبوع ابن أبي شيبة إلى "عبد الله بن حكيم"، وتحرف اسم "ابن نمير" في مطبوع الحاكم إلى "ابن عمير".
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/45، وفي "الكبرى" (2047) مختصراً من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن عثمان بن حكيم، به.=(32/203)
حَدِيثُ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ (1)
19454 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَرِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: " مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جَالِسٌ هَكَذَا، وَقَدْ وَضَعْتُ يَدِي الْيُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي، وَاتَّكَأْتُ عَلَى أَلْيَةِ يَدِي فَقَالَ: " أَتَقْعُدُ قَعْدَةَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ " (2)
__________
= وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله، قال: مرَّت بنا جنازة، فقام لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقمنا معه، فقلتُ: يا رسول الله، إنها جِنازة يهودي! فقال: "إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجِنازة، فقوموا" سلف برقم (14427) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6573) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وانظر حديث أبي موسى الأشعري الآتي برقم (19491) وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "فلستم لها تقومون إنما تقومون لمن معها من الملائكة " وانظر تخريجه، ففيه ذكر تعدد تعليل سبب القيام، والجمع بين الروايات في ذلك.
قال السندي: قوله: ثار، أي: قام.
نفذت؛ بإعجام الذال، أي: مضت.
من تأذ بها، أي: قام لأجل التأذي بتلك الجِنازة من نتَن الريح ونحوه هنا، ولكن قد ثبت أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقوم للجنازة أولاً، ثم نُسخ ذلك، والله تعالى أعلم.
(1) سلفت ترجمة الشريد بن سويد قبل الحديث (17945) .
(2) ابن جريج- وهو عبد الملك بنُ عبد العزيز- مدلس، وقد عنعن،=(32/204)
19455 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
__________
= ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير علي بن بحر، فمن رجال أبي داود والترمذي، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة، وصحابيُّه كذلك لم يرو له سوى مسلم.
وأخرجه أبو داود (4848) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/236، و"الآداب" (313) - عن علي بن بحر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5674) ، والطبراني في "الكبير" (7242) ، والحاكم 4/269، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/236 من طرق عن عيسى بن يونس، به.
قال أبو داود: قال القاسم: أليَةُ الكفَ أصل الإبهام وما تحته.
وجاء عند ابن حبان: قال ابن جريج: وضع راحتيه على الأرض وراء ظهره.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7243) من طريق مندل بن علي، عن ابن جريج، به، نحوه.
وانظر (19458) .
وفي باب الهيئات المنهي عنها عن طِخْفَة بن قيس الغفاري سلف برقم (15543) .
وعن جابر سلف (14178) .
وعن أبي أمامة عند البخاري في "الأدب المفرد" (1188) ، وابن ماجه (3725) .
قال السندي: قوله: على ألْية يدي؛ الأَلْية بفتح الهمزة: اللحمة التي في أصل الإبهام والتي تقابلها، وبكسر الهمزة بمعنى الجانب.
قِعْدَة المغضوب عليهم؛ بكسر القاف للهيئة، والمغضوب عليهم هم اليهود، كما جاء في تفسير الفاتحة، ويُحتمل أن المراد ها هنا أهل النار، وتكون هذه هيئة قعودهم فيها، والله تعالى أعلم.(32/205)
عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الشَّرِيدِ، أَنَّ أُمَّهُ أَوْصَتْ أَنْ يُعْتِقُوا عَنْهَا رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: عِنْدِي جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ نُوبِيَّةٌ، فَأُعْتِقُهَا عَنْهَا؟ فَقَالَ: " ائْتِ بِهَا ". فَدَعَوْتُهَا، فَجَاءَتْ، فَقَالَ لَهَا: " مَنْ رَبُّكِ؟ " قَالَتْ: اللهُ، قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ " (1)
19456 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ (2) " قَالَ وَكِيعٌ: " عِرْضُهُ: شِكَايَتُهُ. وَعُقُوبَتُهُ: حَبْسُهُ "
19457 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الثَّقَفِيَّ الطَّائِفِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتَنْشَدَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ فَأَنْشَدْتُهُ، فَكُلَّمَا أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا قَالَ: " هِيَ " (3) . حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ قَافِيَةٍ، فَقَالَ: " إِنْ كَادَ لَيُسْلِمُ " (4)
__________
(1) هو مكرر (17945) السالف في مسند الشاميين سنداً ومتناً.
(2) هو مكرر (17946) السالف في مسند الشاميين سنداً ومتناً.
(3) جاء في الروايات الآتية: إيه، وهيه، وهو الموافق لما في المصادر.
(4) حديث صحيح. عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي -وإن يكن ضعيفاً-=(32/206)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= تابعه إبراهيمُ بنُ ميسرة في الروايتين (19467) و (19476) ، وإنما أخرج له مسلمٌ متابعة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فلم يخرج له البخاري في الصحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 10/227، و"السنن الصغير" (4292) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. قال البيهقي: قال الشافعي رحمه الله: وسمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحُداء والرَّجَز.
وأخرجه الطيالسي (1271) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (869) ، ومسلم (2255) ، وابنُ ماجه (3758) ، والترمذي في "الشمائل" (249) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/190، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/342، والطبراني في " الكبير" (7237) ، والبغوي في "شرح السنة"
(3400) ، وابنُ الأثير في "أسد الغابة" 2/520-521 (في ترجمة الشريد) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي) من طرق عن عند الله بن عبد الرحمن الطائفي، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/300 من طريق سفيان الثوري، عن يعلى بن عند الرحمن، عن عمرو بن الشريد، به. وقوله: يعلى ابن عند الرحمن من الأوهام، صوابه عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى كما ذكر المزي في "التهذيب"، قلنا: ولعله محرَّفٌ عن "أبي يعلى بن عبد الرحمن" لأن أبا يعلى كنية عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7259) من طريق سماك بن حرب أن عمرو ابن رافع حدثه- وكان مولىَ لأبي سفيان- أن الشريد بينما هو يمشي بين منىً والشِّعب في حَجة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي حَج؛ قال: وإذا وَقع ناقةٍ خلفي، فالتفت، فإذا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ثم ذكر نحوه.
وسيرد بالأرقام: (19464) (19467) (19476) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7383) .=(32/207)
19458 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ الشَّرِيدِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُخْبِرُ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ الرَّجُلَ رَاقِدًا (2) عَلَى وَجْهِهِ لَيْسَ عَلَى عَجُزِهِ شَيْءٌ، رَكَضَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: " هِيَ أَبْغَضُ الرِّقْدَةِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
__________
= وعن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدَّق أميةَ في شيء من شعره؛ سلف برقم
(2314) ، وإسناده ضعيف.
وسلف حديثُ ابن عباس (2424) مرفوعاً بلفظ: "إن من الشعر حكماً، ومن البيان سحراً".
قال السندي: قوله: هي، بكسر الهاء، وسكون الياء: كلمة يُستزاد بها الحديثُ وغيره، وكان أمية ترهٌب قبل الإسلام، وكان حريصاً على استعلام النبي الموعود من العرب، وكان يرجو أن يكون هو ذاك النبي الموعود، فلما أخبر أنه من قريش، منعه الحسد من الإيمان به، وبالجملة فكان شعره مشتملاً على الحكم والعلوم، فلذا استزاده.
إن كاد لَيُسلِمُ: إنْ مخففة من الثقيلة، ويُسلم من الإسلام.
(1) في (ظ13) و (م) : يخبره.
(2) في نسخة في (س) : نائماً.
(3) مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد مرسَل، كما في جميع النسخ، و"مجمع الزوائد" 8/101، ووقع في "أطراف المسند" 2/578، و"إتحاف المهرة" 6/191 متصلاً، بذكر الشريد والد عمرو، ولا نظنه إلا وهماً من الحافظ رحمه الله، فقد صرح عمرو بن الشريد في الرواية الآتية برقم (19473) بإرساله، فقال: بلغنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ على رجل وهو راقد ... قلنا: وقد فاتنا أن نشير إلى إرساله حيث ذكرناه شاهداً لحديث طِخْفَةَ بن=(32/208)
19459 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَارُ الدَّارِ، أَحَقُّ بِالدَّارِ مِنْ غَيْرِهِ " (1)
__________
= قيْسِ الغفاري السالف برقم (15543) ، فيستدرك من هنا. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/101، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيرد برقم (19473) دون قوله: ليس على عجزه شيء.
وله شاهد من حديث طِخْفَةَ بن قيس الغِفاري المذكور آنفاً، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث أبي أمامة عند البخاري في "الأدب المفرد" (1188) من طريق يزيد بن هارون، وابن ماجه (3725) من طريق سَلَمة بن رجاء، كلاهما عن الوليد بن جميل الدمشقي، أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبا عبد الرحمن، عن أبي أُمامة قال: مرَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رجل نائم في المسجد منبطحِ على وجهه، فضربه برجله، وقال: "قم، واقعد، فإنها نومة جهنَّمية"، وإسناده حسن من أجل الوليد بن جميل.
قال السندي: قوله: ليس على عجزه شيء، أي: مكشوف العجز.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه همَّام عن قتادة في هذه الرواية، عنه، عن الشريد، ورواه جمعٌ عن حسين المعلم في الروايات (19461) و (19462) و (19477) عنه، عن عَمرو بن الشريد، عن الشريد، وهو الصحيح، كما قال أبو حاتم وأبو زرعة، فيما نقله عنهما ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/477، قالا: وحسين أحفظُهم عن عمرو بن الشريد عن أبيه. عفان: هو ابنُ مسلم الصفَّار، وهمَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السدُوسي، وقد عنعن.=(32/209)
19460 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ (1) بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا شَرِبَ الرَّجُلُ، فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ (2) " أَرْبَعَ مِرَارٍ أَوْ خَمْسَ مِرَارٍ، " ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاقْتُلُوهُ " (3)
__________
= وأخرجه ابن سعد في الطبقات 5/315 عن عفَّان الصفَّار، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 5/1700 من طريق عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن الشريد، به. وعُمر بن إبراهيم - وهو العبدي البصري- في حديثه في قتادة ضعف. وقد وهم في قوله: عمرو ابن شعيب عن أبيه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"- كما في "التحفة" 4/152-153- من طريق منصور بن زاذان، عن الحَكَم بن عُتيبة، عن عمرو بن شعيب، عن رجل من آل الشَريد، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ولا يصح إسناده، وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" 1/477.
وسيرد كذلك برقم (19469) ، وانظر تتمة تخريجه في الرواية (19461) .
قال السندي: قوله: أحق بالدار، أي: له الشُّفعة إذا بيعت.
(1) في (س) و (ص) : عمرو.. وجاء في هامش (س) : عروة (نسخة) ، ولم يرد هذا الحديث في (ظ 13) .
(2) عبارة: "إذا شرب فاجلدوه" جاءت في (م) مرتين فقط، وفي (ق) مرة واحدة.
(3) إسناده ضعيف بهذه السياقة، عبدُ الله بنُ أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي، لم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وجاء اسمه عند النسائي والدارمي والطبراني: عبد الله بن عتبة بن عروة بن=(32/210)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسعود، لكن لم يترجم له المزي في "التهذيب"، ولا استدركه الحافظ في "تهذيبه" و"تقريبه"، وذكره المزي في الرواة عن عمرو بن الشريد، ولم يرقم له برقم النسائي، ولم نجد له ترجمة في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، ولا في "ثقات" ابن حبان، ولا في غيرهما من كتب الرجال، وجاء اسمه في "النكت الظراف": عبد الله بن عطية بن عمرو الثقفي، ولم نقع له على ترجمة كذلك، وبقية رجاله ثقات غير ابن إسحاق- وهو محمد- فصدوق. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الدارمي (2313) ، والنسائي في "الكبرى" (5301) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 11/367- والطبراني في "الكبير" (7244) من طريق يزيد بن زُريع، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، بألفاظ متقاربة، ولفظ النسائي: "إذا شربَ الخمر فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب
فاجلدوه، ثم إن شرب فاقتلوه". وبهذا اللفظ هو صحيح لغيره، كما سيرد.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/372 من طريق محمد بن مسلمة، عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عمرو بن الشريد، عن الشريد، مرفوعاً بلفظ: "إذا شرب أحدكم الخمر فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: حديث الحاكم صحيح لغيره، لأن في إسناده محمد بن مسلمة- وهو ابن الوليد أبو جعفر الواسطي الطيالسي- قال الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/305: في حديثه مناكير بأسانيد واضحة إلا أن الحاكم ذكر أنه سمع الدارقطني يقول: لا بأس به. ثم قال الخطيب: رأيت هبة الله بن الحسن الطبري (وهو أبو القاسم اللالكائي) يضعفه، وسمعت الحسن بن محمد الخلال يقول: ضعيف جداً.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 6/277-278، وقال: رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود الثقفي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد.=(32/211)
19461 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْضٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شِرْكٌ وَلَا قَسْمٌ إِلَّا الْجِوَارُ؟ قَالَ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ مَا كَانَ " (1)
__________
= وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7762) بلفظ: "من شرب الخمر فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه". وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وفي الباب عن تسعة من الصحابة ذكرنا مواضع أحاديثهم في "المسند" عقب تخريج حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6553) ، وانظر ما نقلناه هناك عن الترمذي وغيره في حكم قتل شارب الخمر في الرابعة.
(1) حديث صحيح، عبد الوهَّاب بنُ عطاء- وهو الخفاف- تابعه رَوْحُ بنُ عُبادة ويحيى بن سعيد في الروايتين (19462) و (19477) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن شعيب، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "جزء القراءة"، وهو ثقة. حُسين المعلم: هو ابنُ ذكوان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/168- ومن طريقه ابنُ ماجه (2496) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/124، والطبراني في "الكبير" (7253) - عن أبي أسامة، والنسائي في "المجتبى" 7/320، و"الكبرى" (6302) من طريق عيسى بن يونس، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/342 من طريق بشر ابن المفضل، ثلاثتهم عن حسين المعلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" 4/152- من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، والدارقطني في "السنن" 4/224 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.
واختُلف فيه على ابن جريج، فرواه النسائي أيضاً من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن جُريج، عن عمرو بن شعيب، عن عمرو بن الشَّريد، عن=(32/212)
__________
= النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسَلاً. لم يَقُلْ: عن أبيه، وذكر هذا الإسناد المرسَلَ ابنُ أبي حاتم
في "العلل" 1/477، وذكر أن أباه وأبا زرعة قالا: الصحيح حديث حسين المعلم.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/223 من طريق المثنى بن الصَّبَّاح، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن الشريد، به، بلفظ: "الشريك أحق بشُفْعته حتى يأخذ أو يترك". والمثنى بن الصَّبَّاح ضعيف، اختلط بأَخَرة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7256) من طريق يعقوب بن عطاء، عن عمرو بن الشَّريد، عن أبيه، به.
وأخرجه الطبراني كذلك (7255) من طريق يونس بن الحارث الطائفي، عن عمرو بن الشريد، مرسلاً، بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقضي بالشُفعة في البئر والدار والحائط قبل أن يقسم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" 4/152- وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/343 من طريق عبد الله بن معمر، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن الشريد، به.
واختلف فيه على إبراهيم بن ميسرة، فرواه جمعٌ - منهم السفيانان- عنه، عن عمرو بن الشريد، عن أبي رافع. وسيرد من حديث أبي رافع في مسنده 6/10 و390، ويرد تخريجه هناك، وهو عند البخاري (2258) .
قال الترمذي عقب حديث سمرة (1368) : سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: كلا الحديثين عندي صحيح.
وقال الحافظ في "الفتح" عقب هذا الحديث: فيحتمل أن يكون (يعني عمرو بن الشريد) سمعه من أبيه ومن أبي رافع.
وفي الباب عن سمرة سيرد 5/12، وقال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن صحيح.
وعن أنس عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/122، وابن حبان=(32/213)
19462 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، وَالْخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الْخَفَّافُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْضٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شِرْكٌ وَلَا قَسْمٌ إِلَّا الْجِوَارُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ مَا كَانَ " (1)
19463 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنِي وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الشَّرِيدِ، قَالَ:
__________
= (5182) غير أن البخاري قال- كما في "علل الترمذي الكبير" 1/568:
الصحيح حديثُ الحسن عن سمرة، وحديث قتادة عن أنس غير محفوظ، ولم يُعرف أن احداً رواه ... غير عيسى بن يونس اهـ. وقال مثلَه الترمذيُّ عقب حديث سمرة (1368) .
وانظر حديث جابر (14157) ، ففيه ذكر بقية أحاديث الباب، وانظر ما نقلناه هناك عن البغوي.
قال السندي: قوله: بسَقَبِهِ؛ السَّقَبُ. بفتحتين: القُرب، وباءُ "بسَقَبه" صلة "أحقُّ" لا للسبب، أي: الجار أحق بالدار الساقبة، أي: القريبة، ومن لا يقول بشُفعة الجار يحمل الجار على الشريك، فإنه يسمى جاراً، ويحمل الباء على السببية، أي: أحق بالبرِّ والمعونة بسبب قُربه من جاره، ولا يخفى أنه لا معنى لقولنا: الشريك أحق بالدار القريبة، كما هو مؤدَّى التأويل الأول، والظاهر أن بعض الروايات يردُّ التأويلين، والله تعالى أعلم.
(1) هو مكرر سابقه.(32/214)
حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ " (1)
19464 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَنْشَدَهُ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: فَأَنْشَدَهُ مِائَةَ قَافِيَةٍ، فَلَمْ أُنْشِدْهُ شَيْئًا إِلَّا قَالَ: " إِيهِ، إِيهِ " حَتَّى إِذَا اسْتَفْرَغْتُ مِنْ مِائَةِ قَافِيَةٍ، قَالَ: " كَادَ أَنْ يُسْلِمَ " (2)
19465 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّرِيدَ يَقُولُ: " أَشْهَدُ لَوَقَفْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ قَالَ: فَمَا مَسَّتْ قَدَمَاهُ الْأَرْضَ حَتَّى أَتَى جَمْعًا " (3)
__________
(1) هو مكرر (17946) السالف في مسند الشاميين غير شيخ أحمد، فهو هنا الضَّحَّاك بن مخلد، وهو أبو عاصم النبيل، ثقة من رجال الشيخين.
وسلف أيضاً برقم (19456) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (19457) غير شيخ أحمد، فهو هنا أزهر ابن قاسم، من رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وهو صدوق.
وسيرد بإسناد صحيح برقمي (19467) و (19476) .
قال السندي: قوله: إيه، إيه، أي: زِدْ، زِدْ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يعقوب بن عاصم، فمن رجال مسلم، وقد أخرج له حديث الدَّجَّال (2940) محتجاً به، وغير صحابيِّه فلم يخرج له البخاري في "الصحيح". رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وزكريا بن إسحاق: هو المكّي، ويعقوب بنُ عاصم بن عروة: هو ابنُ=(32/215)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسعود الثقفي الطائفي.
وأخرجه أبو داود- كما في "تحفة الأشراف" 4/153- من طريق رَوْح بن عُبادة، بهذا الإسناد. وقال المزي: هذا الحديث في رواية أبي الحسين بن العبد، وأبي بكر بن داسة، عن أبي داود، وثم يذكره أبو القاسم. قلنا:. وليس هو في مطبوع "سنن" أبي داود المتداول، فهو من رواية اللؤلؤي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة يعقوب بن عاصم) من طريق سعيد بن سلاّم، عن زكريا بن إسحاق، به.
وسيرد برقم (19471) .
وله شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (1286) ، ولفظه: أن رسول الله أفاض من عَرَفَة، وأسامةُ رِدْفُه. قال أسامة: فما زال يسير على هَيْئَتِه حتى أتى جَمْعاً. قال النووي في قوله: على هَيْئَتِهِ؛ هكذا هو في معظم النسخ، وفي بعضها: هِيْنَتِه، وكلاهما صحيح المعنى.
وقوله: فما مَشَتْ قدماه الأرض حتى أتى جَمْعاً.
قال السندي: قاله بحسب علمه، وإلا فقد جاء أنه نزل، فبال، وتوضأ وضوءاً خفيفاً.
قلنا: المراد من الحديث- والله أعلم- أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما نزلَ للصلاة قبل جَمْع، وإنما ظلَّ سائراً إلى أن وصل إلى جَمْع، يدلُّ عليه أن أسامة بن زيد روى - كما عند البخاري (1669) - أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بلغ الشِّعب الأيسر الذي دون المزدلفة، أناخَ، فبال، ثم صَب عليه الوَضوء، فتوضأ وُضوءاً خفيفاً، قال أسامة: فقلتُ: الصلاةُ يا رسول الله، قال: "الصلاةُ أمامَك": فركب رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أتى المزدلفة، فصلَى. وقد روى أسامةُ أيضاً- كما في حديث ابن عباس الذي ذكرناه شاهداً- أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أفاض من عرفة لا زال يسير على هيئتة حتى أتى جمعاً. وروى أيضاً- كما سيرد في مسنده 5/206- قال: كنت=(32/216)
19466 - حَدَّثَنَا مُهَنَّا بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ، قَالَ أَبِي: كُنْيَتُهُ أَبُو شِبْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الشَّرِيدِ، أَنَّ أُمَّهُ أَوْصَتْ أَنْ يُعْتَقَ عَنْهَا رَقَبَةٌ، (1) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي أَوْصَتْ أَنْ يُعْتَقَ عَنْهَا رَقَبَةٌ مُؤْمِنَةٌ، وَعِنْدِي جَارِيَةٌ نُوبِيَّةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ: " ادْعُ بِهَا ". فَجَاءَ بِهَا فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَبُّكِ؟ " قَالَتْ: اللهُ، قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: " أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ " (2)
19467 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، يَقُولُ: قَالَ الشَّرِيدُ: كُنْتُ رِدْفًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: " أَمَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: " أَنْشِدْنِي "، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لِي كُلَّمَا أَنْشَدْتُهُ: " إِيهِ " حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= رِدْفَ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أفاض من عرفات، فلم ترفع راحلتُه رجلها عاديةً
حتى بلغ جَمْعاً.
وجاء في الرواية الآتية برقم (19471) : أشهدُ لأَفضتُ ...
وحديثه الذي أشرنا إليه عند البخاري سيرد 5/202.
(1) في (م) : رقبة مؤمنة.
(2) هو مكرر (17945) السالف في مسند الشاميين غير شيخ أحمد، فهو هنا مُهَنَّا بن عبد الحميد، روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة.
وسلف كذلك برقم (19455) .(32/217)
وَسَكَتُّ (1)
19468 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مَجْذُومٌ مِنْ ثَقِيفٍ لِيُبَايِعَهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: " ائْتِهِ فَأَخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ بَايَعْتُهُ، فَلْيَرْجِعْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه، فلم يخرج له البخاري. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7239) من طريق رَوْح بن القاسم، عن إبراهيم بن مَيْسرة، بهذا الإسناد.
وسيرد من طريق ابنِ عُيينة، عن إبراهيم بن مَيْسرة، به، برقم (19476) .
وسلف برقم (19457) .
(2) حديث صحيح، شريك- وهو ابن عبد الله النخَعي- إنما أخرج له مسلم متابعة، وقد تُوبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يعلى ابن عطاء- وهو العامري- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "جزء القراءة"، وهو ثقة، وصحابيُّه من رجال مسلم كذلك.
وأخرجه الطيالسي (1270) ، وابن أبي شيبة 8/319-320 و9/43-44، ومسلم (2231) ، وابن خزيمة، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة"6/186) ، والطبراني في "الكبير" (7247) من طرق عن شريك، به. وقرن ابن أبي شيبة ومسلم بشريك هشيماً، وسيرد من طريق هشيم برقم (19474) وفي الباب عن علي مرفوعاً بلفظ: "لا تُديموا النظر إلى المُجَذَّمين، وإذا كلَمتُموهم، فليكنْ بينكم وبينهم قِيدُ رُمْحٍ" سلف برقم (581) ، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: "لا تُديموا إلى المجذومين النظر" سلف=(32/218)
19469 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ أَبُو يَعْلَى الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ (1) "، قَالَ أَبُو عَامِرٍ فِي حَدِيثِهِ: " الْمَرْءُ أَحَقُّ " (2)
__________
= برقم (2075) ، وإسناده ضعيف كذلك.
وعن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "فِرَّ من المجذوم فرارَكَ من الأسد" سلف برقم (9722) ، وهو صحيح بطرقه، ووهم محمد بن طاهر المقدسي، فأورده في كتابه في "الأحاديث الموضوعة" برقم (524) .
وعنه كذلك بلفظ: "لا يُورِد مُمْرِض على مُصِح" سلف برقم (9263) ، وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: فليرجع: لأنه إذا حضر استقذره الناس، فيتأذَّى من غير حاجة، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) و (ق) زيادة: من غيره، وهي نسخة في (س) .
(2) حديث صحيح، عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي- ويكنى أبا يعلى، وإن يكن ضعيفاً- متابع في الرواية (19461) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيَّه لم يخرج له البخاري في الصحيح. إسحاق بن سليمان: هو الرازي أبو يحيى العبدي، وأبو عامر: هو العَقَدي.
وأخرجه الطيالسي (973) و (1272) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (14380) ، والنسائي- كما في "تحفة الأشراف" 4/152- وابنُ الجارود في "المنتقى" (645) ، والطبراني في "الكبير" (7254) ، والدارقطني في "السنن" 4/224، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/105، وابنُ عبد البر في "التمهيد"
7/46 من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن، به.
زاد بعضهم: فقلتُ لعمرو: ما سَقَبُه؟ قال: شُفْعَتُه، أو الجوار.=(32/219)
19470 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ خَلَفٍ يَعْنِي ابْنَ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّرِيدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا، عَجَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي عَبَثًا، وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" أيضاً- كما في "تحفة الأشراف" 4/152 -من طريق سفيان الثوري، عن يعلى بن عبد- الرحمن، عن عمرو بن الشريد، به. وقوله: يعلى بن عبد الرحمن، وَهْمٌ، صوابه: عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى. كما ذكر المزي في "التهذيب". قلنا: ولعله محرف عن "أبي يعلى بن عبد الرحمن " لأن أبا يعلى كنية عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي.
(1) إسناده ضعيف لجهالة صالح بن دينار -وهو الجعفي، أو الهلالي- قال الذهبي في "الميزان": روى عنه عامر الأحول فقط. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير خَلَف بن مِهران- وهو العدوي أبو الربيع البصري- فمن رجال النسائي، وهو صدوق، وثقه الراوي عنه أبو عبيدة عبد الواحد الحداد، وهو ابن واصل. وعامرُ الأحول- وهو ابنُ عبد الواحد- فيه كلامٌ ينزل به عن
رتبة الصحيح.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/239، وفي "الكبرى" (4535) ، وابنُ قانع في "معجمه" 1/343، وابنُ حبان (5894) ، والطبراني في "الكبير" (7245) ، والمزي في "التهذيب" (في ترجمة خلف بن مهران) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/175، والطبراني (7245) أيضاً، وابن قانع 1/343 كذلك، وابن عدي في "الكامل" 5/1737- ومن طريقه البيهقي في "الشُّعب" (11076) - والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/11=(32/220)
19471 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّرِيدَ قَالَ: " أَشْهَدُ لَأَفَضْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا مَسَّتْ قَدَمَاهُ الْأَرْضَ حَتَّى أَتَى جَمْعًا "، وَقَالَ مَرَّةً: " لَوَقَفْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فَمَا مَسَّتْ " قَالَ عَبْدُ اللهِ قَالَ أَبِي: حَيْثُ قَالَ رَوْحٌ: وَقَفْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْلَاهُ مِنْ كِتَابِهِ (1)
19472 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ، حَتَّى هَرْوَلَ فِي أَثَرِهِ، حَتَّى أَخَذَ ثَوْبَهُ، فَقَالَ: " ارْفَعْ إِزَارَكَ ". قَالَ: فَكَشَفَ الرَّجُلُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَحْنَفُ، وَتَصْطَكُّ رُكْبَتَايَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَسَنٌ " قَالَ: وَلَمْ يُرَ ذَلِكَ الرَّجُلُ إِلَّا وَإِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ
__________
= من طريق أبي عبيدة الحداد، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1572) ، وابن قانع في "معجمه" 1/343، من طريق حَرَمي بن عُمارة بن أبي حفصة، عن أبي الربيع خَلَفِ بن مِهْران، به.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6550) ، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته.
قال السندي: قوله: عجَّ، أي: صاح.
(1) هو مكرر (19465) سنداً ومتناً.(32/221)
حَتَّى مَاتَ (1)
19473 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، يَقُولُ: بَلَغَنَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ رَاقِدٌ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: " هَذَا أَبْغَضُ الرُّقَادِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
19474 - حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيَّة لم يخرج له البخاري في "الصحيح". رَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1708) من طريق رَوْح، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/124، ونسبه إلى الإمام أحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح.
وسيرد برقم (19475) .
وفي الباب عن ابن عمر مرفوعاً: "ما مسَّ الأرضَ، فهو في النار" سلف برقم (5694) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: إني أحنف؛ من الحَنَف، وهو إقبالُ القدمِ بأصابعها على القدم الأخرى.
وتصطك ركبتاي، أي: تضرب إحداهما الأخرى عند المشي.
(2) حسنٌ لغيره، وهذا إسناد مرسل، رَوْح: هو ابن عبادة، وزكريا: هو ابنُ إسحاق المكِّي. ولم يرد هذا الحديث في (ظ13) ، ولا في "أطراف المسند".
وسلف برقم (19458) .(32/222)
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْتُكَ " (1)
19475 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الشَّرِيدَ يَقُولُ: أَبْصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ، أَوْ هَرْوَلَ، فَقَالَ: " ارْفَعْ إِزَارَكَ وَاتَّقِ اللهَ " قَالَ: إِنِّي أَحْنَفُ تَصْطَكُّ رُكْبَتَايَ، فَقَالَ: " ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّ كُلَّ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَسَنٌ " فَمَا رُئِيَ ذَلِكَ الرَّجُلُ بَعْدُ إِلَّا إِزَارُهُ يُصِيبُ أَنْصَافَ سَاقَيْهِ أَوْ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. صحابيُّه، ويعلى بنُ عطاء من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وهُشَيم بن بشير لم يذكروا أنه دلس عن يعلى بن عطاء.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/319-320 و9/43-44، ومسلم (2231) ، وابن ماجه (3544) ، والنسائي في "المجتبى" 7/150، وفي "الكبرى" (7590) و (8715) ، وابن خزيمة (كما في "إتحاف المهرة" 6/186) من طريق هُشيم، بهذا الإسناد، وقرن ابنُ أبي شيبة ومسلم بهُشَيم شريكَ بنَ عبد الله النَّخَعي، وقد سلف من طريقه برقم (19468) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، يعقوب بن عاصم احتجَ به مسلم في حديث الدجَّال (2940) ، وصحابيُّه كذلك من رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد" وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وشك سفيان بن عيينة في ذكر عمرو أو يعقوب لا يضرُّ، فكلٌ منهما ثقة، وقد سلف من طريق زكريا ابن إسحاق، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، دون شك برقم=(32/223)
19476 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، إِنْ شَاءَ اللهُ أَوْ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ يَعْنِي عَنِ الشَّرِيدِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ كَذَا حَدَّثَنَاهُ أَبِي، قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ، فَقَالَ: " هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ شَيْءٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَنْشِدْنِي "، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: " هِيهْ " فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: " هِيهْ " حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ (1)
__________
= (19472) .
وأخرجه الحميدي (810) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (7240) - عن سفيان بن عيينة، به. قال الحميدي: كان يشكُّ سفيان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7241) من طريق أسد بن موسى، عن سفيان، به. لم يذكر يعقوبَ بنَ عاصم، وقال: لم يذكر أسدُ بنُ موسى في حديثه الشَك في عمرو بنِ الشريد ويعقوبَ بنِ عاصم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيُّه من رجاله، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، ويعقوبُ بنُ عاصم أخرج له مسلم حديث الدجَّال (2940) محتجاً به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 6/215، وابنُ أبي شيبة 8/692-693، ومسلم (2255) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 6/190-191- من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (809) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (799) ، ومسلم (2255) ، والنسائي في "الكبرى" (10836) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 6/191- وابن حبان (5782) ، والطبراني في "الكبير" (7238) ،=(32/224)
19477 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْضٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شَرِيكٌ وَلَا قَسْمٌ إِلَّا الْجِوَارَ، قَالَ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ مَا كَانَ " (1)
__________
= والبيهقي في "الكبرى" 10/226-227 من طرق عن سفيان، به. لم يذكروا يعقوب بنَ عاصم.
قال الشافعي: استماع الحداء ونشيدُ الأعراب لا بأس به، قَل أو كثُر، وكذلك استماع الشعر.
وسلف برقم (19457) .
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19461) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى ابن سعيد، وهو القطان.(32/225)
حَدِيثُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ (1)
19478 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يزِيْدٍ (2) الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَقْتُلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ أَوْ إِلَى جَانِبِ لُدٍّ " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة مجمع بن جارية قبل الحديث (15466) .
(2) في النسخ: زيد، والمثبت من الروايات الأخرى للحديث، وانظر التعليق على قوله: عبد الله بن يزيد في الحديث (15466) . وجاء في هامش (س) ما نصه: قوله: عن عبد الله بن زيد. كذا. وفي نسختين: عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري.
(3) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (15469) سنداً ومتناً.(32/226)
حَدِيثُ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ (1)
19479 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "، قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ " قَالَ: وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ قَالَ: فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ (2)
19480 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ حَدِيدٍ رَجُلًا مِنْ بَجِيلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ صَخْرًا الْغَامِدِيَّ، رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ، يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ لَهُ غِلْمَانٌ، فَكَانَ يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ قَالَ: فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى كَانَ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَضَعُهُ (3)
19481 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ الْبَجَلِيِّ،
__________
(1) سلفت ترجمة صخر الغامدي قبل الحديث (15438) .
(2) حديث ضعيف دون قوله: "اللهمَّ بارِك لأمتي في بكورها"، فهو حسن بشواهده. وهو مكرر (15443) سنداً ومتناً.
(3) هو مكرر (15558) سنداً ومتناً، وانظر ما قبله.(32/227)
عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهَا أَوَّلَ النَّهَارِ " وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِرًا فَكَانَ لَا يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ إِلَّا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى كَانَ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَضَعُهُ (1)
19482 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَمُوتُ، فَقُلْتُ: " أَقْرِئْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلَامَ " (2)
19483 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ: وَكَانَ الْحَكَمُ يَأْخُذُ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ: " تَوَضَّئُوا مِنْ أَلْبَانِهَا "، وَسُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: " لَا تَوَضَّئُوا مِنْ أَلْبَانِهَا " (3)
__________
(1) هو مكرر (15438) سنداً ومتناً، ولم يرد هذا الحديث في (ظ 13) ، وانظر ما قبله.
(2) أثر صحيح الإسناد، وهو مكرر (11660) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد بن مقاتل المَروَزي، وهو من رجال البخاري، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (1450) من طريق محمد بن عيسى، عن يوسف، به.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19097) سنداً ومتناً.(32/228)
19484 - حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: " الْبَوْلُ عِنْدَنَا بِمَنْزِلَةِ الدَّمِ، مَا لَمْ يَكُنْ قَدْرَ الدِّرْهَمِ فَلَا بَأْسَ بِهِ " (2)
__________
(1) لم يرد هذا الأثر في (ظ13) ، وهي أتقن النسخ. ولا ندري سبب إيراد هذه الفتوى في النسخ الأخرى من المسند وليست على شرطه؟
(2) أثر صحيح الإسناد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابنُ أبي سليمان- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأخرج له مسلم مقروناً بغيره، وأصحاب السنن، وقال الإمام الذهبي: ثقة إمام حجة، تفقه بإبراهيم النخعي وهو أنبلُ أصحابه وأفقهُهم وأقيسُهم وأبصرُهم بالمناظرة والرأي.
فأفقه أهل الكوفة علي وابن مسعود، وأفقه أصحابهما علقمة، وأفقه أصحابه إبراهيم، وأفقه أصحاب إبراهيم حماد بن أبي سليمان، وأفقه أصحاب حماد أبو حنيفة [الإمام] ، وأفقه أصحابه أبو يوسف، وانتشر أصحاب أبي يوسف في الآفاق، وأفقُههم محمد بن الحسن، وأفقه أصحاب محمد أبو عبد الله الشافعي رحمهم الله تعالى.(32/229)
حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ (1)
19485 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمُوتُ مُسْلِمٌ، إِلَّا أَدْخَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو موسى الأشعري، هو عبدُ الله بن قيس، أشعري مشهور باسمه وبكنيته معاً، قدم المدينة بعد فتح خيبر، واستعمله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بعض اليمن، كزَبِيد وعَدَن وأعمالهما، واستعمله عمرُ على البصرة بعد المغيرة، فافتتح الأهواز، ثم أصبهان، ثم استعمله عثمانُ على الكوفة، ثم كان أحدَ الحكمين بصفين، ثم اعتزل الفريقين، وجاء أنه كتب عمرُ في وصيتِه
[الآتية برقم (19490) ] لا يُقَرُّ لي عاملٌ أكثر من سنة، وأقِروا الأشعريَّ أربع سنين.
وكان حسنَ الصوت بالقرآن، وفي الصحيح المرفوع [البخاري (5048) ، ومسلم (793) ] : "لقد أُوتي مزماراً من مزامير آل داود".
وهو الذي فَقَّهَ أهل البصرة وأقرأهم. وقيل: قضاةُ الأمة أربعة: عُمر، وعلي، وأبو موسى، وزيدُ بن ثابت، وجاء أنه كان له سراويلُ يلبسه بالليل مخافةَ أن يتكشَّف.
جاء أنه مات سنة [خمسين وقيل بعدها] وهو ابن نيف وستين، واختلفوا هل مات بالكوفة أو بمكة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم- وقد أخرجه في "صحيحه"- رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن البخاريَّ أعلَّه في "التاريخ الكبير" بالاختلاف=(32/230)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فيه على أبي بردة، وأشار إلى ذلك البيهقي في "الشُّعب" 1/342. لكنَّ لفظَه هذا رواه عن أبي بردة سبعةُ رواة لم يختلفوا عليه فيه، كما سيرد. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي..
وأخرجه مسلم (2767) (50) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وقرن بسعيد بن أبي بُردة عونَ بنَ عُتبة.
وأخرجه الطيالسي (499) ، ومسلم (2767) (50) من طريق عفان بن مسلم، وأبو يعلى (7281) عن هدبة، ثلاثتهم عن همام، بهذا الإسناد، وقرن مسلم بسعيد بن أبي بُردة عوناً، وسقط من مطبوع الطيالسي اسمُ قتادة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/38- ومن طريقه العُقيلي في "الضعفاء" 4/400-401 من طريق يحيى بن زكريا، وأبو يعلى (7267- 7268) من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن أبي بردة، ورواه إسماعيل ابن محمد بن جُحَادة- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/206- عن موسى
الجهني، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي بردة، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/38، والطبراني في "مسند الشاميين" (2554) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (93) من طريق عبد الملك ابن عمير، وعبدُ الله بنُ أحمد في "السنة" (276) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/97) من طريق فرات بن سليمان، كلاهما عن أبي بردة،
به.
وسيرد بهذا اللفظ من طريق عون بن عتبة برقم (19486) ، ومن طريق محمد بن المنكدر برقم (19650) ، ومن طريق عمارة القرشي برقم (19654) ، ومن طريق طلحة بن يحيى التيمي برقم (19670) أربعتهم عن أبي بردة، به. وسيرد كذلك من طريق بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة، عن أبي بردة، برقم (19600) ، لكن اختُلف فيه على بريد.
فهؤلاء سبعةُ رواة رَوَوْا عن أبي بُردة، عن أبي موسى هذا الحديث، لم=(32/231)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يختلفوا عليه فيه، ولذلك أخرجه مسلم في "صحيحه"، وهذا ما أشار إليه البيهقي في "شُعب الإيمان" عقب الحديث (378) بقوله: حديثُ أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد صحَّ عند مسلم بن الحجاج وغيره، رحمهم الله.
قلنا: وهو هذا الحديث في الفداء، والظاهر أن مسلماَ انتقاه من الرواية المطولة، التي فيها زيادة: "إن أمتي أمة مرحومة، جعل اللهُ عذابَها بأيديها".
وسترد برقم (19658) ، وفي إسنادها مبهم، وسترد هذه الزيادة فقط برقم (19678) ، وسنبسط الحديث عنها هناك.
وأخرجه مسلم (2767) (51) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/97) ، والحاكم في "المستدرك" 4/252-253، والبيهقي في "البعث والنشور" (98) من طريق أبي رَوْح حَرَمي بنِ عُمارة، عن شدّاد أبي طلحة الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بُردة، به، بلفظ: "يجيءُ يومَ القيامة ناسٌ من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعُها على اليهود والنصارى" فيما أحسب أنا. قال أبو رَوْح: لا أدري ممن الشكّ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، فتعقَّبه الذهبي بأن شداداً له مناكير، ولم يتعقبه بأن مسلماً قد أخرجه.
وضعَّفه كذلك البيهقي، فقال: وأما حديث شداد أبي طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير، فهذا حديث شكَّ فيه راويه، وشدّاد أبو طلحة ممن تكلَّم أهل العلم بالحديث فيه، وإن كان مسلم بنُ الحجاج استشهد به في كتابه، فليس هو ممن يُقبَلُ ما يُخالِف فيه، والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد، وهو
واحد، وكل واحد ممن خالفه أحفظ منه، فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه، مع خلافِ ظاهرِ ما رواه للأصول الصحيحة الممهَّدة في (ألاَّ تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أخرى) [النجم: 38] . والله أعلم.
قلنا: وضعَفه أيضاً الحافظُ في "الفتح" 11/398، وأعلَه بغَيلان بن جرير، ثم ذكر أن روايته هذه أوَلَها النوويُّ تبعاً لغيره ... ثم ذكر تأويله.
قال البخاري: والخبرُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الشفاعة، وأنَّ قوماً يُعذَّبون، ثم=(32/232)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يخرجون، أكثر وأبْيَنُ وأشهر.
فقال البيهقي بعد أن نقل كلام البخاري، وذكر تصحيح مسلم لحديث الفداء؛ قال: وذلك (يعني حديث الفداء) لا يُنافي حديث الشفاعة، فإن حديث الفداء، وإن ورد مورد العموم في كل مؤمن، فيحتمل أن يكون المرادُ به كل مؤمن قد صارت ذنوبُه مكفَّرةً بما أصابه من البلايا في حياته، ففي بعض ألفاظه: "إن أمتي أمةٌ مرحومة؛ جعل الله عذابها بأيديها، فإذا كان يومُ القيامة دفع اللهُ إلى كل رجل من المسلمين رجلاً من أهل الأديان، فكان فداءَه من النار". وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تَصِرْ ذنوبُه مكفَّرةً في حياته، ويُحتمل أن يكون هذا القولُ لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة، والله أعلم.
ونقل كلامَ البيهقي الحافظُ في "الفتح" 11/398، ثم قال: وقال غيره: يُحتمل أن يكون الفداء مجازاً عما يدلُّ عليه حديثُ أبي هريرة [عند البخاري (6569) ] بلفظ: "لا يدخل الجنةَ أحدٌ إلا أُرِيَ مقعدَه من النار لو أساء ليزداد شكراً، ولا يدخلُ النارَ أحدٌ إلا أُرِيَ مقعدَه من الجنة لو أحسنَ ليكون عليه
حسرة"، فيكون المرادُ بالفداء إنزالَ المؤمن في مقعد الكافر من الجنة الذي كان أُعِدَّ له، وإنزالَ الكافر في مقعد المؤمن الذي كان أعِدَ له، وقد يُلاحظُ في ذلك قوله تعالى: (وتلك الجنةُ التي أُورثتموها بما كنتم تعملون) [الزخرف: 72] ، وبذلك أجاب النووي تبعاً لغيره.
وسيرد الحديث بالأرقام (19486) و (19560) و (19600) و (19650) و (19654) و (19655) و (19658) و (19670) و (19675) و (19678) .
وانظر حديث جابر (14722) ، وحديث البراء بن عازب (17614) .
وأحاديث الشفاعة التي أشار إليها البخاري سلفت من حديث أبي هريرة برقم (7717) ، وحديث أبي سعيد الخدري برقم (11533) ، وحديث أنس برقم (12153) ، وحديث جابر برقم (14312) .(32/233)
19486 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَعَوْنِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّهُمَا شَهِدَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ عَوْنٌ: فَاسْتَحْلَفَهُ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ سَعِيدٌ عَلَى عَوْنٍ أَنَّهُ اسْتَحْلَفَهُ (1)
19487 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، (2) عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الْمَعْرُوفَ وَالْمُنْكَرَ خَلِيقَتَانِ يُنْصَبَانِ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا الْمَعْرُوفُ: فَيُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ وَيُوعِدُهُمُ الْخَيْرَ، وَأَمَّا الْمُنْكَرُ فَيَقُولُ: إِلَيْكُمْ إِلَيْكُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُ إِلَّا لُزُومًا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله، غير أنه قرن هنا بسعيد بن أبي بردة عونَ بنَ عتبة، وهو عونُ بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، ثقة، من رجال مسلم وأصحاب السنن.
وأخرجه مسلم (2767) (50) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/38، والبيهقي في "شعب الإيمان" (376) من طريق محمد بن سنان العَوَقِي، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/97) من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همَّام، به.
(2) في (ق) و (م) ، ونسخة في هامش (س) ، و"أطراف المسند": همَّام، وهو خطأ، والمثبت من (س) و (ص) و (ظ13) .
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي موسى، فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعة- كما في "المراسيل" ص39-40، وعليُّ بنُ المديني كما في "جامع التحصيل" ص195. عبدُ الصمد: هو ابنُ عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله
الدَّستَوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.=(32/234)
19488 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً ثُمَّ، قَالَ: عَلَى مَكَانِكُمْ اثْبُتُوا، ثُمَّ أَتَى الرِّجَالَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَكُمْ أَنْ تَتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَأَنْ تَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا "، ثُمَّ تَخَلَّلَ إِلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ لَهُنَّ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ
__________
= وأخرجه البيهقي في "شُعب الإيمان" (11180) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (535) ، والحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (980) ، وابنُ أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (15) ، والبزار (3296) (زوائد) ، والطبراني في "الأوسط" (8920) من طرق عن هشام، به.
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي موسى مرفوعاً إلا بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/262 ونسبه لأحمد والبزار والطبراني، وذكر أن رجال أحمد والبزار رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وقال: فسَّر أهلُ العلم قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خليقتان: يعني ثوابَهما.
قال السندي: قوله: خليقتان، أي: مخلوقتان، ولعل التأنيث باعتبار الموصوف الصورة.
يُنصبان: على بناء المفعول.
ويُوعدهم: من الإيعاد، وفيه أنه يستعمل الإيعاد في الخير كما يستعمل فيه الوعد.
إليكم إليكم، أي: تبعَّدوا عني، وهو اسم فعل؛ بمعنى يُبعدهم المنكر عن نفسه، وهم لا يقدرون أن يُفارقوه.(32/235)
يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَكُنَّ أَنْ تَتَّقُوا اللهَ، وَأَنْ تَقُولُوا (1) قَوْلًا سَدِيدًا "
قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ حَتَّى أَتَى الرِّجَالَ (2) فَقَالَ: " إِذَا دَخَلْتُمْ مَسَاجِدَ الْمُسْلِمِينَ وَأَسْوَاقَهُمْ وَمَعَكُمُ النَّبْلُ، فَخُذُوا بِنُصُولِهَا لَا تُصِيبُوا بِهَا أَحَدًا فَتُؤْذُوهُ أَوْ تَجْرَحُوهُ " (3)
__________
(1) ضبب فوق كلمتي: "تتقوا" و"تقولوا" في (ظ 13) ، إذ الجادة فيهما: "تَتَّقين" و"تَقُلْن"، كما في الرواية الآتية برقم (19703) . وانظر قول السندي.
(2) في (ظ13) : ثم رجع إلى الرجال، وهو لفظ الرواية (19703) .
(3) قوله منه: "إذا دخلتم مساجد المسلمين" إلى آخر الحديث، صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سُليم- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
والقسم الأول منه في وصية الرجال والنساء بالتقوى: أخرجه ابنُ أبي حاتم - فيما ذكره ابنُ كثير في تفسير قوله تعالى: (اتقوا اللهَ وقُولُوا قولاً سديداً) [الأحزاب: 70]- من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والبزار (3217) "زوائد" من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، كلاهما عن ليث، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/94، وزاد نسبته إلى الطبراني، وأورده كذلك 10/233، وقال: وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو مدلس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" في تفسير قوله تعالى من سورة الأحزاب: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللهَ وقُولُوا قولاً سديداً) وزاد نسبته إلى ابن مردويه.
وقولُه منه: "إذا دخلتم مساجد المسلمين ... ":
أخرج نحوه الطيالسي (520) عن أبي بكر الهُذلي، عن أبي بردة، به.
وسيرد بالأرقام (19500) و (19545) و (19577) و (19674) =(32/236)
19489 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حِدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (1)
__________
= و (19754) .
وسيكرر الحديث بتمامه برقم (19703) .
وفي باب قوله: "إذا دخلتم مساجد المسلمين وأسواقهم ... " عن جابر، سلف برقمي (14310) و (14980) .
وعن أبي بكرة سيرد 5/41-42.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقمي (7476) و (8212) .
قال السندي: قوله: يأمرني أن آمركن، أي: وآمر الرجال، ولهذا قيل: أن تتقوا الله؛ بخطاب الذكور تغليباً لهم على النساء. والله أَعلم.
(1) حديث صحيح، شيخُ ابنِ بُريدة- وإن كان مبهماً- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدُ الصمد: هو ابنُ عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحسين: هو ابنُ ذكوان المعلَّم، وابنُ بُريدة: هو عبد الله.
وأخرجه الحاكم 1/511 من طريق أبي قِلابة الرَّقاشي- وهو عبد الملك بن محمد بن عبد الله- عن عبد الصمد، بهذا الإسناد، غير أنه جعله من رواية ابن بُريدة عن أبي موسى الأشعري، دون واسطة، فصحَّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. والذي يغلب على الظن أن الخطأ الواقع في إسناده بحذف الواسطة بين ابن بُريدة وأبي موسى إنما هو من أبي قِلابة الرَّقاشي، فقد
قال الدارقطني فيه: صدوق كثير الخطأ من الأسانيد والمتون، كان يحدَّث من حفظه، فكثُرت الأوهامُ منه.
وأخرجه البخاري بإثر الحديث (6398) ، ومسلم (2719) (70) ، والطبراني في "الدعاء" (1795) من طريق عبيد الله بن معاذ، عن أبيه معاذ=(32/237)
19490 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ فِي وَصِيَّتِهِ: " أَنْ لَا يُقَرَّ لِي عَامِلٌ أَكْثَرَ مِنْ سَنَةٍ، وَأَقِرُّوا الْأَشْعَرِيَّ يَعْنِي أَبَا مُوسَى أَرْبَعَ سِنِينَ " (1)
__________
= ابن معاذ العنبري، عن شعبة، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مطولاً بلفظ الرواية الآتية برقم (19738) ، وهي من طريق السَّبيعي.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6398) ، وفي "الأدب المفرد" (688) ، ومسلم (2719) ، وابن حبان (957) من طريق عبد الملك بن الصَّبَّاح، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن ابن أبي موسى، عن أبيه، به، مطولاً كذلك، ونبسط الحديث عن إبهام ابن أبي موسى في هذا الإسناد في الرواية
(19738) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5820) من طريق محمد بن عبد الواحد ابن عنبسة بن عبد الواحد، قال: حدثني عبسة بن عبد الواحد، عن نُصَير بن الأشعث، عن أبي إسحاق، عن أبي تميمة الهُجَيمي، عن أبي موسى، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن نُصير بن الأشعث إلا عنبسة، تفرد به ولدُه عنه. قلنا: وفي المطبوع تصحيف يُصحح من هنا.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/209، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن ابن بُريدة، قال: حُدثت عن الأشعري.
وسيرد برقم (19738) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7913) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) أثر ضعيف الإسناد لضعف مجالد، وهو ابن سعيد، وهُشَيْمٌ - وهو ابن بشير- مدلَّس، وقد عنعن، والشعبي- وهو عامر بن شَراحيل- لم يدرك عمر.
وأخرج ابن سعد 4/109 عن مالك بن إسماعيل النهدي، عن حِبَّان- وهو ابن علي العَنَزي- عن مجالد، عن الشعبي أن عمر أوصى أن يترك أبو موسى=(32/238)
19491 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي (1) حَدَّثَنَا لَيْث، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَرَّتْ بِكُمْ (2) جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ أَوْ مُسْلِمٍ فَقُومُوا لَهَا، فَلَسْتُمْ لَهَا تَقُومُونَ، إِنَّمَا تَقُومُونَ لِمَنْ مَعَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ " (3)
__________
= بعده سنة. يعني على عمله. قلنا: وحبّان ضعيف أيضاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/360، وقال: رواه أحمد بإسناد حسن!
إلا أن الشعبي لم يسمع من عمر، رضي الله عنه.
(1) قوله: قال: حدثنا أبي. استدرك من (ظ13) . وسقط من باقي النسخ.
(2) في (ظ13) : بك.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سُليم- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
واختُلف فيه على ليث بن أبي سليم:
فرواه عبدُ الوارث، كما في هذه الرواية، وشيبان النحوي كما في الرواية الآتية برقم (19705) عنه، عن أبي بردة، به.
ورواه حسانُ بنُ إبراهيم، كما عند الحازمي في "الاعتبار" ص91 عنه، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، بزيادة أبي إسحاق.
وقوله: "إذا مرت بكم جنازة فقوموا لها" له شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البخاري (1311) قال: مرَّ بنا جنازة، فقام لها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقمنا به، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي! قال: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا".
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو أنه سأل رجلٌ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، تمر بنا جنازة الكافر، أفنقوم لها؟ قال: "نعم قوموا لها، فإنكم لستم تقومون لها، إنكم تقومون إعظاماً للذي يقبض النفوس". وقد سلف=(32/239)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= برقم (6573) .
وثالث من حديث عامر بن ربيعة مرفوعاً عند البخاري (1308) بلفظ: "إذا رأى أحدكم جنازة فإن لم يكن ماشياً معها، فليقم حتى يُخَلَّفها أو تُخَلَفه، أو توضع من قبل أن تخلفه".
ورابع من حديث أبي هريرة قال: مُرَّ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجنازة، فقال: "قوموا، فإن للموت فَزَعاً" وسلف برقم (7860) .
وخامس من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (1310) ، وسلف برقم (11195) .
وقوله: "فلستم لها تقومون، إنما تقومون لمن معها من الملائكة":
له شاهد من حديث أنس عند النسائي في "المجتبى" 4/47-48 أخرجه عن إسحاق- وهو ابن راهويه- عن النضر- وهو ابن شُميل- عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عنه، أن جنازة مرت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقام، فقيل: إنها جنازة يهودي! فقال: "إنما قمنا للملائكة" وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/357 من طريق النضر بن شميل (تحرف فيه إلى إسماعيل) ، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وانظر حديث يزيد بن ثابت السالف برقم (19453) .
وقد اختلف في هذه الروايات تعليلُ القيام للجنازة، وجمع الحافظ ابن حجر بينها في "الفتح" 3/180، فقال: لأن القيام للفَزَع من الموت فيه تعظيم لأمر الله، وتعظيم للقائمين بأمره في ذلك، وهم الملائكة.
وسيرد برقم (19705) ما يدل على نسخ القيام من حديث علي رضي الله عنه، وأشرنا إلى ذلك عند حديث عبد الله بن عمرو (6573) ، ونقلنا عن الحافظ الاختلاف في أصل المسألة، فراجعه، وانظر "الفتح" 3/180- 181.
قال السندي: قوله: فقوموا لها؛ اللام بمعنى في، أي: قوموا في وقت مرورها بكم. =(32/240)
19492 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ ". قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ ". قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ، إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا "، قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ " قَالَ عَفَّانُ: فِي حَدِيثِهِ قَالَ أَبُو مُوسَى: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا، إِنْ أَدْرَكَتْنِي (1) وَإِيَّاكُمْ، إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا لَمْ (2) نُصِبْ مِنْهَا دَمًا وَلَا مَالًا " (3)
__________
= وقوله: لستم لها؛ اللام فيه للتعليل، أي: لأجلها، فلا يتوهم المنافاة.
(1) في (ظ13) : أدركني.
(2) في (ظ13) : ما لم.
(3) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جُدعان- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حمّادِ بن سلمة، وحِطان بنِ عبد الله الرََّقاشي، فمن رجال مسلم، وروى البخاري لحماد بن سلمة تعليقاً، وهما ثقتان. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم
الصَّفار.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/12 عن حَجَّاج- وهو ابن مِنهال- عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، ولم يَسُقْ لفظه.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (118) من طريق عبد الرحمن بن=(32/241)
__________
= مَغْراء، وأبو يعلى (7234) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن أبي بُردة بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة، عن جدّه أبي بُردة، عن أبي موسى، به. مختصراً. لفظ البخاري: "لا تقوم الساعة حتى يَقْتُل الرجلُ جارَه وأخاه وأباه" ولفظُ أبي يعلى: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن بين يدي الساعة الهَرْجَ، قلنا: وما الهرجُ؟ قال: القتلُ القتلُ، حتى يقتل الرجلُ جاره وابن عمه وأباه" قال: فرأينا من قتل أباه زمان الأزارقة.
ورواه بنحوه مطولاً إيادُ بنُ لَقِيط، واختُلف عليه فيه: فرواه عبدُ الغفار بن القاسم، عنه، عن قَرَظَة بن حسان، عن أبي موسى، عند أبي يعلى (7228) .
ورواه عبيدُ الله بن إياد، عن أبيه إياد، يذكر عن حذيفة، وهو عند أحمد 5/389 عن يحيى بن أبي بكير، عن عبيد الله بن إياد، به.
قلنا: عبد الغفار بن القاسم ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: قال علي ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال يحيى بن معين: لبس بشيء، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. قلنا: وضعّفه أئمةُ الجرح والتعديل. فالصوابُ أن الحديث حديثُ حذيفة غير أن إسناده منقطع، إياد بن لقيط لم يدرك حذيفة ابن اليمان.
وأورد حديثَ أبي يعلى هذا الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 7/324، وعزاه إلى الطبراني فقط، وقال: وفيه مَنْ لم يُسَمَّ. ولم يذكر الاختلاف فيه، وقال أيضاً: في الصحيح طرف منه.
وسيرد مطولا ومختصراً بالأرقام (19497) و (19499) و (19630) و (19636) ، وسيكرر برقم (19717) .
وسلف مختصراً من حديث ابن مسعود وأبي موسى برقم (3695) ، وذكرنا هناك حديث الباب.
قال السندي: قوله: الهَرْج، بفتح فسكون.
أكثر مما نقتل: أكثر: بالرفع، أي: أيُقتل أكثرُ مما نقتله من الكفرة،=(32/242)
19493 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= فقوله: نقتل، بالنون، على بناء الفاعل، والمقدر بالياء على بناء المفعول.
بقتلكم: بزيادة الباء في خبر ليس.
ويخلف: كينصر، أي: يقوم له.
هباء، أي: أراذل، وهو في الأصل الغبار المنبثّ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية، ومنصور: هو ابن المعتمر، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الكوفي.
وأخرجه أبو عوانة 5/76-77 من طريق أحمد بن يونس، عن زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (123) ، ومسلم (1904) (151) ، وأبو عوانة 5/76 من طريق جرير، وأبو عوانة كذلك من طريق زائدة، والدارقطني في "العلل" 7/228 من طريق سفيان، ثلاثتهم عن منصور، به.
وأخرجه الطيالسي (488) ، وابنُ أبي عاصم في "الجهاد" (243) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي وائل، به.
وسيأتي بالأرقام (19543) و (19596) و (19631) و (19739) و (19740) .
وفي الباب عن عمر مرفوعاً بلفظ: "إنما الأعمال بالنية.." سلف برقم (168) .
وعنه كذلك مرفوعاً بلفظ: "من قُتل أو مات في سبيل الله، فهو في الجنة" سلف ضمن حديث برقم (285) .
وعن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، الرجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عَرَضَ الدنيا؟ فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا أجر له ... " وسلف برقم (7900) .=(32/243)
19494 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: لَقَدْ ذَكَّرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِمَّا نَسِينَاهَا، وَإِمَّا تَرَكْنَاهَا عَمْدًا " يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ، وَكُلَّمَا رَفَعَ، وَكُلَّمَا سَجَدَ " (1)
__________
= وعنه أيضاً بلفظ: "إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثةٌ: رجلٌ استُشهد، فأُتي به، فعرَفه نعمه، فَعَرَفها، فقال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلتُ حتى قُتِلتُ، قال كذبت، ولكنك قاتلتَ ليُقال: هو جريء، فقد قيل، ثم أُمر به، فَسُحِب على وجهه، حتى أُلقي النار ... " وسلف برقم (8277) .
وعن معاذ بن جبل بلفظ: "وأما من غزا فخراً ورياءً وسمعة، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لم يرجع بالكفاف" وسيرد 5/234.
وعن عبادة بن الصامت مرفوعاَ بلفظ: "من غزا في سبيل الله وهو لا ينوي في غَزاته إلا عقالاً، فله ما نوى" وسيرد 5/315 و320 و329.
وعن أبي أمامة عند النسائي في "المجتبى" 6/24 قال: جاء رجل، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ قال: "لا شيء له"، فأعادها ثلاثاً، كل ذلك يقول: "لا شيء له" ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً، وابتُغي به وجهه". وجَوَّدَ إسناده الحافظُ في "الفتح" 6/28.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6577) .
قال السندي: قوله: فهو في سبيل الله، أي: مقاتل فيها، أي: لا بدّ في كون القتال في سبيل الله من حسن النية.
(1) حديث صحيح، ولهذا إسناد اختُلف فيه على أبي إسحاق، وهو السَّبيعي.
فرواه إسرائيل- وهو ابن يونس بن أبي إسحاق- كما في هذه الرواية،=(32/244)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعند البزار (535) "زوائد"، وأبو أحمد الزبيريُّ عند البزار (535) كذلك، وأسدُ بنُ موسى كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/221، وسفيانُ الثوري كما عند الدارقطني في "العلل" 7/224، أربعتهم عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد.
ورواه عمارُ بنُ رُزَيق كما سيرد في الرواية (19498) ، وأبو بكر بن عيّاش وأبو الأحوص- كما سنذكر في تخريجها- عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي موسى.
ورواه زهير بن معاوية، كما سيرد في الرواية (19722) عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن رجل من تميم، عن أبي موسى. قال الدارقطني في "العلل" 7/224: والصوابُ قولُ زهير.
ورواه سلمةُ بنُ صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي موسى، لم يذكر بينهما أحداً. وسلمةُ بنُ صالح قال أبو داود والنسائي: متروك الحديث.
ورواه أبو رزين عن أبي موسى، واختُلف عنه:
فرواه إبراهيم بن مهدي- وهو المصيصي- عن أبي حفص الأبّار، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن أبي موسى.
ورواه أبو معاوية كما عند ابن أبي شيبة 1/240 عن الأعمش، عن أبي رزين، عن علي موقوفاً. قال الدارقطني: وهو المحفوظ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/131، ونسبه للبزار- وفاته أن ينسبه لأحمد- وقال: ورجاله ثقات.
وأورده الحافظ في "الفتح" 2/270، وصحح إسناده، ولم يذكر الاختلاف فيه على أبي إسحاق.
وسيرد بالأرقام (19498) و (19585) و (19691) و (19722) .
وفي الباب: عن ابن عباس، سلف برقم (3294) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3660) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (5402) .=(32/245)
19495 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ: كَانَ يُجَالِسُ جَعْفَرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ الْأَشْعَرِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَنْ يَلْقَاهُ عَبْدٌ بِهَا بَعْدَ الْكَبَائِرِ الَّتِي نَهَى عَنْهَا، أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ لَا يَدَعُ قَضَاءً " (1)
__________
= وعن أبي هريرة، سلف برقم (7220) .
وعن أنس، سلف برقم (12259) .
وعن وائل بن حُجر، سلف برقم (18850) .
وعن عمران بن حصين، سيرد 4/428.
وعن أبي مالك الأشعري، سيرد 5/342.
وانظر (15352) .
قال السندي: قوله: ذكّرنا، من التذكير والحاصلُ أنهم أماتوا التكبير إلا ناساً منهم، كعلي رضي الله عنه، ثم أقام الله هذه السُنَّةَ السَّنِية، فلله الحمد.
ومن هنا ظهر أنه لا اعتماد على عمل الناس في مقابلة الأحاديث، والله تعالى أعلم.
وانظر "الفتح" 2/270.
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال أبي عبد الله القرشي- ويقال: أبو عبيد الله، والأول أصحُّ فيما ذكر أبو حاتم- فقد تفرد بالرواية عنه سعيدُ بنُ أبي أيوب وحيوةُ بنُ شريح، فيما ذكر البخاري وابنُ أبي حاتم، وفات الذهبي ذكرُ حيوةَ بنِ شريح، فقال في "الميزان": لا يُعرف، روى عنه سعيد بن أبي أيوب فقط.
وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن القرشي المقرىء، وجعفر بن ربيعة (وليس هو من رجال الإسناد) هو ابن شرحبيل بن حسنة الكندي، أبو شرحبيل المصري.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة أبي عبد الله القرشي) من طريق=(32/246)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وعنده: "مِنْ أَعْظَم الذنوب ... ".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/53، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5542) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد مطبوع "التاريخ الكبير " سعيدُ بنُ أبي أيوب، وأبو عبد الله القرشي.
وأخرجه أبو داود (3342) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5441) من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به.
وفي الباب أحاديث تقويه:
منها عن ابن عمر، سلف برقم (5385) ولفظه: "من مات وعليه دين، فليس بالدينار ولا بالدرهم، ولكنها الحسنات والسيئات". وإسناده صحيح.
وعن أبي هريرة بلفظ: "نفس المؤمن مُعَلَّقَةٌ ما كان عليه دين"، سلف برقم (19659) .
وعن جابر بن عبد الله، ذكر أن رجلاً تُوفي وعليه دين: ديناران، فتحملهما أبو قَتَادة، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الآن برَدْتَ عليه جلْدَه"، وسلف برقم (14536) وإسناده حسن.
وعن سمرة بن جُندب بلفظ: "إن صاحبكم محتبس على باب الجنة في دين عليه" وإسناده منقطع، وسيرد 5/11.
وعن محمد بن عبد الله بن جحش، يلفظ: "والذي نفسي بيده، لو أن رجلاً قُتل في سبيل الله، ثم أحيي، ثم قُتل ثم أُحيي، ثم قُتل وعليه دين، ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينُه" وسيرد 5/289، وهذا لفظ النسائي.
وعن عبد الله بن جحش أن رجلاً جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، ماذا لي إن قُتلتُ في سبيل الله عز وجل؟ قال: "الجنة". فلما ولّى قال: "إلا الدَّين، سارَّني به جبريل آنفاً" وسلف برقم (17253) .
وعن قتادة أن رجلاً سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أرأيتَ إنْ قُتلتُ في سبيل الله صابراً محتسباً، مُقبلاً غير مُدْبر، كَفَّر اللهُ به خطاياي؟ ... فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن قُتلتَ في سبيل الله مُقبلاً غير مُدبر كَفَّر الله عنك خطاياك إلا الدَّين. كذلك قال=(32/247)
19496 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ، فَقَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (1)
__________
= لي جبريل عليه السلام" وسيرد 5/297.
وعن أنس عند أبي يعلى (3477) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتي بجنازة، ليصلي عليها، فقال: "هل عليه دين؟ " قالوا: نعم، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن جبريل نهاني أن أصلي على رجل عليه دين، وقال: إن صاحب الدَّين مُرْتَهَنٌ في قبره، حتى يقضى عنه دينه". وإسناده ضعيف.
وانظر حديث سلمة بن الأكوع السالف برقم (16510) .
وحديث عبد الرحمن بن أبي بكر السالف برقم (1707) .
قال السندي: قوله: أن يلقاه، بدل من الذنوب.
أن يموت ... إلخ خبر إنّ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عُبيد: هو الطَنافِسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشَقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه عبد بن حميد (552) ، وهنّاد في "الزهد" (483) ، ومسلم (2641) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/29- والبيهقي في "الآداب" (217) ، والبغوي في "شرح السنة" (3478) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقرن مسلمٌ بمحمد بن عبيد أبا معاوية الضرير.
وأخرجه أبو عوانة أيضاً، وأبو نعيمُ في "أخبار أصبهان" 1/264، والبيهقي في "شعب الإيمان" (497) من طريق محمد بن كُناسة، عن الأعمش، به، لكن فيه أن أبا موسى هو الذي سأل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصوابُ روايةُ من ذَكَر أن رجلاً غيره هو الذي سأله، كما بين ذلك الحافظُ في "الفتح" 10/549.
وقد اختُلف فيه على الأعمش:
فرواه محمد بن عبيد كما في هذه الرواية، وسفيانُ الثوري كما في الروايات (19526) و (19533) و (19555) ، وأبو معاوية كما في الرواية=(32/248)
19497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ وَأَبُو مُوسَى جَالِسَيْنِ وَهُمَا يَتَذَاكَرَانِ الْحَدِيثَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامٌ، يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ " وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ (1)
__________
= (19628) عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى.
ورواه جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، كما عند البخاري (6169) ثم قال البخاري: تابعه جرير بن حازم وسليمان بن قرم وأبو عوانة عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. فذكر الحافظ أن هؤلاء جميعاً قالوا: عن عبد الله غير منسوب. قال الدارقطني في "العلل" 5/94: لعلهما صحيحان. وقال الحافظ في "الفتح" 10/558: صنيع البخاري يقتضي أنه كان عند أبي وائل عن ابن مسعود وأبي موسى جميعاً، وأن الطريقين صحيحان. وذكر أبو عوانة في "صحيحه" عن عثمان بن أبي شيبة أن الطريقين صحيحان.
قلنا: قد سلف من حديث شعبة عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله في مسند ابن مسعود برقم (3718) ، وسيرد في مسند أبي موسى برقم (19629) .
وذكرنا أحاديث الباب في مسند ابن مسعود.
وقد أورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" (61) .
قال السندي: قوله: ولما يلحق، لمَا نافية، أي: ما لحق بهم بالأعمال.
وانظر ما نقلناه عن السندي كذلك في هذا الحديث في مسند ابن مسعود السالف برقم (3718) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عُبيد: هو الطّنافِسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.=(32/249)
__________
= وأخرجه أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/30- من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. قال الحافظ: لم يسنده محمد بن عبيد إلا عن أبي موسى حَسْب.
وأخرجه البخاري (7065) ، ومسلم (2672) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (7064) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به.
وسيرد برقم (19630) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.
وسلف في مسند ابن مسعود برقم (3615) من طريق وكيع، عن الأعمش، به، من حديث أبي موسى وابن مسعود. وفاتنا أن نذكر هناك أنه أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص64، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة"- من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم في "الحلية" 4/112 من
طريق سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، به، من حديثهما.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (317) من طريق عُبيد الله بن عمرو- وهو الرقي- عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عَبِيدة- وهو ابن عمرو السَّلْماني- عن أبي وائل، قال: جلس ابنُ مسعود وعبدُ الله بن قيس في ناحية من المسجد الأيمن، فقال ابن مسعود: حدَّثْنا يا أبا موسى، حدَّثْنا عن الأيام التي سمعتَ من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تكون بين يدي الساعة، فقال أبو موسى:
سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... فذكره بنحوه.
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 5/144 أن أصحاب الأعمش يروونه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى. قال: وهو الصحيح، وخالفه الحافظ في "الفتح" 13/8، فذكر أنه قد اتفق كثر الرواة عن الأعمش على أنه عن عبد الله وأبي موسى معاً.
قلنا: الذين رووه عن الأعمش من حديث أبي موسى فحسب- مما وقفنا عليه- هم المذكورون آنفاً: محمد بن عبيد الطنافسي، وجرير، وحفص بن غياث، وأبو معاوية. أما الذين رووه عنه من حديث عبد الله وأبي موسى معاً،=(32/250)
19498 - حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: لَقَدْ ذَكَّرَنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ وَنَحْنُ بِالْبَصْرَةِ، " صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ وَإِذَا قَامَ "، فَلَا أَدْرِي أَنَسِينَاهَا أَمْ تَرَكْنَاهَا عَمْدًا (1)
19499 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، وَثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، وَحَبِيبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ
__________
= فهم وكيع، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن نمير، وسفيان الثوري، وزائدة، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ويعلى بن عبيد، وهم أكثر عدداً كما ذكر الحافظ.
وسلف مطولاً برقم (19492) بإسناد ضعيف.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي إسحاق، وهو السبيعي. وبسطنا الاختلاف فيه في الرواية (19494) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/241 مطولاً بذكر السلام على يمينه ويساره، وابن ماجه (917) مختصراً بذكر السلام حسب من طريق أبي بكر بن عياش، ورواه أبو الأحوص- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/223- كلاهما عن بُريد بن أبي مريم، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم (19722) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن رجل، عن أبي موسى، وهو الصواب، كما ذكر الدارقطني.
وسلف برقم (19494) .(32/251)
السَّاعَةِ "، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، إِلَّا أَنَّهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ إِنْ أَدْرَكْتُهُنَّ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا لَمْ نُصِبْ فِيهَا دَمًا وَلَا مَالًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، يونُس شيخ أحمد: هو ابن محمد المُؤَدّب، ويونُس شيخُ ابنِ سلمة هو ابن عُبيد، وثابت: هو البناني، وحميد: هو الطويل، وحبيب: هو ابن الشهيد الأزدي البصري، والحسن: هو البصري.
غير أنه قد اختُلف فيه على الحسن البصري:
فرواه حماد بن سلمة كما في هذه الرواية، من حديث الحسن، عن حِطان ابن عبد الله الرقاشي، عن أبي موسى. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/12: ولم يصح حِطّان.
ورواه إسماعيلُ ابنُ عُلَية وغيره، كما سيرد في الرواية (19636) عن يونس، عن الحسن، عن أَسيد بن المتشمس، عن أبي موسى. قال الدارقطني: في "العلل" 7/237: والمحفوظُ قولُ من قال: عن الحسن، عن أَسِيد بن المُتَشمس. ثم قال: ومن قال: عن الحسن، عن حطان، فقولُه غير مدفوع،
يحتمل أن يكون أخذه عنهما جميعاً.
وأخرجه ابن حبان (6710) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/528-529 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/12 عن موسى - وهو ابن إسماعيل التبوذكي- عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد وحميد الطويل، عن الحسن، عن حطان، به، وذكر أنه لم يصح حطان، كما سلف.
واختُلف فيه على حميد الطويل:
فرواه معتمر عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/12، والحاكم في=(32/252)
19500 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَرَرْتُمْ بِالسِّهَامِ فِي أَسْوَاقِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ فِي مَسَاجِدِهِمْ، فَأَمْسِكُوا بِالْأَنْصَالِ لَا تَجْرَحُوا بِهَا أَحَدًا " (1)
19501 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَعِبَ بِالْكِعَابِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (2)
__________
= "المستدرك" 4/520-521 عن الحسن، عن حطان، عن أبي موسى موقوفاً.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
ولتمام تخريجه انظر الرواية (19636) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سُلَيم- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1735) .
وسيرد بإسناد صحيح بالأرقام (19545) و (19577) و (19674) .
وسلف مطولاً برقم (19488) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد اختُلف فيه على سعيد بن أبي هند:
فرواه ابنُه عبدُ الله بن سعيد بن أبي هند، كما في هذه الرواية، عنه، عن رجل، عن أبي موسى.
ورواه أسامة بن زيد الليثي كما في الرواية (19521) ، وموسى بنُ ميسرة كما في الرواية (19551) ، ونافع كما في الرواية (19580) ، ويزيدُ بنُ الهاد كما عند الحاكم في "المستدرك" 1/50 عن سعيد بن أبي هند، عن أبي=(32/253)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= موسى، لم يذكروا الرجل بينهما.
واختُلف فيه على أسامةَ بنِ زيد الليثي:
فرواه وكيع كما في الرواية (19521) ، وابنُ وهب كما عند ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 13/174، وأبو أسامة حمادُ بنُ أسامة كما عند البيهقي في "الشعب" (6498) ، و"الآداب" (771) عنه، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى.
وخالفهم ابنُ المبارك، فرواه كما في الرواية (19522) عن أسامة، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي مرّة مولى عقيل، عن أبي موسى. بزيادة أبي مرة بين سعيد وأبي موسى. قال الدارقطني في رواية ابن المبارك هذه في "العلل" 7/240: وهو أشبه بالصواب، والله أعلم. ثم قال فيه 7/242: وهو
الصحيح.
قلنا: نخشى أن يكون أسامةُ بنُ زيد الليثي قد اضطرب فيه، لأن الذين رووه عنه بذكر الرجل بين سعيد وأبي موسى، وبِتَرْك ذِكْره، كُلهم ثقات، غير أن الذين لم يذكروه عنه أكثر، وحينئذ فلا يُفرح بتصحيح الدارقطني للإسناد الذي ذُكر فيه أبو مُرَّة مولى عقيل، على أنه قد نُكر فيه على الشك، ففيه: عن أبي مُرَّة مولى عقيل، فيما أعلم. وقد قال عبدُ الله بن أحمد بن حنبل: سألتُ أبي عن أسامة بن زيد الليثي، فقال: نظرةٌ في حديثه يتبينُ لك اضطرابُ حديثه.
قلنا: فيترجح إسنادُ الجماعة، وهم: موسى بنُ ميسرة، ونافعٌ، ويزيدُ ابنُ الهاد في روايته عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى، لم يذكروا رجلاً بينهما، وهو ما رجَّحه البيهقيُّ في "السنن" 10/215، فقال: وهو أولى. قلنا: وهو على ذلك إسناد منقطع، لأن سعيد بن أبي هند لم يسمع أبا موسى، كما ذكر أبو حاتم- فيما نقله عنه ابنه في "المراسيل" ص67- والدارقطني في "العلل" 7/242.
ولا يبعد أن يكون عبدُ الله بنُ سعيد بن أبي هند قد وهم في ذكر الرجل=(32/254)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في هذا الإسناد، لأنه- وإن كان ثقةً- قال فيه ابنُ حبان- فيما نقله عنه المِزّي-: يخطئ. وصرح الحاكمُ في "المستدرك" 1/50 أنه هو الذي وهم بذكر الرجل في هذا الإسناد. قلنا: وقد اختُلف عليه فيه أيضاً، فقد رواه موسى بنُ ميسرة عند ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 13/174، و"الاستذكار"
27/129 عنه، عن أبيه سعيد، عن أبي موسى، دون ذكر الرجل.
وأخرجه الحاكم 1/50 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: وهذا مما لا يُوهن حديث نافع، ولا يُعلّله، فقد تابع يزيدُ بنُ عبد الله بن الهاد نافعاً على رواية سعيد بن أبي هند.
قلنا: يُريد بحديث نافع روايته عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى، ليس بينهما رجل. فقد ذهب الحاكم إلى ترجيح رواية نافع لمتابعة يزيد ابن الهاد له. وسترد رواية نافع برقم (19580) .
وسيرد بإسناد يتقوى به في الرواية (19649) .
وأخرجه عبد بن حميد (548) عن عبد الرزاق، به.
وسيرد بالأرقام (19521) و (19522) و (19551) و (19580) و (19649) .
وفي الباب عن بُريدة مرفوعاً، بلفظ: "من لعب بالنردشير، فكأنما صَبَغَ يده في لحم خنزير ودمه " رواه مسلم (2260) ، وسيرد 5/352 و357 و361.
وعن ابن مسعود، قال: كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكره عشر خلال، وذكر منها: والضربَ بالكِعاب. سلف برقم (3605) وإسناده ضعيف. والكِعابُ: جمع كعب، وهو الذي يُلعب به في النرد، وكَرِه هنا بمعنى حَرَّم.
وعن عبد الله بن مسعود كذلك بلفظ: "إياكم وهاتان الكعبتان الموسومتان، اللتان تزجران زجراً، فإنها ميسر العجم" سلف برقم (4263) وإسناده ضعيف، وصحّح الدارقطني وَقْفَه كما ذكرنا هناك.
وعن رجل من الصحابة، سيرد 5/370 بلفظ: "مثل الذي يلعب النرد، ثم يقوم فيصلي، مثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير، ثم يقوم فيصلي". وفي إسناده مجهول. =(32/255)
19502 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرِيرًا بِيَمِينِهِ وَذَهَبًا بِشِمَالِهِ فَقَالَ: " أُحِلَّ لِإِنَاثِ أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا " (1)
__________
= وعن ابن عمر عند البيهقي 10/215 من طريق ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عنه كان يقول: النردُ هي الميسر.
وإسناده صحيح.
وعن عثمان بن عفان عند البيهقي 10/215 من حديث زبيد بن الصلت أنه سمعه رضي الله عنه وهو على المنبر يقول: يا أيها الناس، إياكم والميسر، يُريد النَّرْد، فإنها قد ذُكرتْ لي أنها في بيوت ناس منكم، فمن كانت في بيته فليحرقها أو فيكسرها.
وعن ابن عمر عند ابن عبد البرّ في "الاستذكار" 27/130 من رواية يحيى ابن سعيد، قال: دخل عبدُ الله بن عمر داره، فإذا أناسٌ يلعبون فيها بالنرد، فصاح ابنُ عمر، وقال: ما لِداري يلعبون فيها بالأَرْن؟! قال: وكانت النرد تُدعى في الجاهية بالأرْن.
قال ابنُ عبد البَر: وقال عثمان بن أبي سليمان: أول من قدم بالنرد إلى مكة أبو قيس بنُ عبد مناف بن زهرة، فوضعها بفناء الكعبة، فلعب بها، وعلَّمها.
وقال في "التمهيد" 13/175: وهذا الحديث يُحرّم اللعب بالنرد جملة واحدة، لم يَستثن وقتاً من الأوقات، ولا حالاً من حال، فسواء شغل النَّردُ عن الصلاة أو لم يشغل ... على ظاهر الحديث. والنرد هو الذي يُعرف بالطبل، ويُعرف بالكعاب، ويُعرف أيضاً بالأرن، ويُعرف أيضاً بالنردشير.
(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسنادٌ اختُلف فيه على عبد الله بن سعيد بن أبي هند:
فرواه عبد الرزاق كما في هذه الرواية عنه، عن أبيه سعيد بن أبي هند، عن رجل، عن أبي موسى.=(32/256)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه محمدُ بنُ جعفر كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/251، عنه، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى، لم يذكر الرجلَ بينهما. وهذا إسناد منقطعٌ، كما ذكرنا في الرواية السابقة (19501) .
ورواه نافع عن سعيد بن أبي هند، واختُلف عنه.
وسنبسط الاختلاف عنه في الرواية التالية (19503) . وانظر ما ذكرناه من الاختلاف على سعيد بن أبي هند في الرواية السابقة.
وسيرد بالأرقام (19503) و (19507) و (19515) و (19645) .
وانظر (19718) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، قال: إن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ حريراً، فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال: "إن هذين حرام على ذكور أمتي" وسلف برقم (935) ، وإسناده ضعيف.
وعن عقبة بن عامر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (416) و (4821) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث والحسن بن ثوبان، عن هشام بن أبي رُقَية، عن عقبة بن عامر، مرفوعا بلفظ: "الحرير والذهب حرام على ذكور أمتي حِلٌ لإناثهم" وإسناده
حسن من أجل هشام بن أبي رُقَية، روى عنه جمع، ووثَّقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعةً، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، والحسن بن ثوبان فمن رجال النسائي وابن ماجه، وهو صدوق، ثم هو متابع. وسلف بنحوه في مسند أحمد 4/156 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، به.
وعن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 8/352، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4819) بلفظ رواية أحمد، وفي إسناده الإفريقي- وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم- وشيخه عبد الرحمن بن رافع ضعيفان، وحديثهما حسن في الشواهد.=(32/257)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن عمر بن الخطاب عند البزار (3005) "زوائد"، والطبراني في "الأوسط" 3629) ، وفي "الصغير" (464) بمثله. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا السند إلا مرو بن جرير، وهو لين الحديث. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سماعيل ابن أبي خالد إلا عمرو بن جرير، تفرد به داود بن سليمان.
وعن ابن عباس عند البزار (3006) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (10889) ، مثله، وفي إسناده إسماعيل بن مسلم، وهو ضعيف. قال البزار: إسماعيل عيف، وقد روي هذا من غير وجه، وأسانيدها متقاربة. وأخرجه الطبراني أيضاً (11333) بمثله، وفي إسناده محمد بن الفضل بن عطية، ضعّفوه.
وعن زيد بن أرقم عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4820) ، و"شرح معاني الآثار" 4/251، والعقيلي في "الضعفاء" 1/174، والطبراني في "الكبير" (5125) بمثله، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/143، وقال: وفيه ثابت بن زيد بن ثابت بن أرقم، وهو ضعيف. قلنا: قال ابن حبان: كان الغالب على حديثه الوهم، فلا يحتج به إذا انفرد. قلنا: ولم ينفرد بهذا الحديث، فله شواهد كثيرة. وفي إسناده أُنيسة بنت زيد بن أرقم، مجهولة.
قال العقيلي: وهذا يروى بغير هذا الإسناد بأسانيد صالحة.
وعن واثلة عند الطبراني في "الكبير" 22/234، بمثله، وفي إسناده محمد ابن عبد الرحمن المقدسي القشيري، متروك الحديث.
وعن معاوية، سلف برقم (16833) ، وإسناده حسن، وانظر تخريجه هناك.
وأحاديث الباب في تحريم الذهب على الرجال ذكرناها بإثر تخريج حديث ابن مسعود (3582) .
وأحاديث الباب في تحريم الحرير ذكرناها بإثر تخريج حديثي أبي سعيد الخدري (11179) ومعاوية (16833) .
وقد أورد الغماري هذا الحديث في زياداته على "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" ص111، وذكر روايته عن سبعة عشر صحابياً سمَّاهم.=(32/258)
19503 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُحِلَّ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ لِلْإِنَاثِ مِنْ أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا " (1)
__________
= وانظر تخريج الرواية (19515) .
وانظر "نصب الراية" 4/222- 225.
قال ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ص446- ونقله السندي في حاشيته على النسائي 8/157-: وكان في أول الإسلام يلبس الرجالُ الخواتيمَ الذهب وغير ذلك، وكان الحظرُ قد وقع على الناس كلهم، ثم أباحه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنساء دون الرجال، فصار ما كان على النساء من الحظر مباحاً لهم، فنَسخت الإباحةُ الحظرَ.
قلنا: ومن الأحاديث المنسوخة التي وقع الحظر فيها على الناس كلهم - فيما ذكر ابنُ شاهين- حديثُ عبد الله بن عمرو السالف برقم (6556) بلفظ: "من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله عليه ذهب الجنة، ومن لبس الحرير من أمتي، فمات وهو يلبسه، حرم الله عليه حرير الجنّة".
وذكر ابنُ شاهين مما نُسِخَ أيضاً حديث أبي هريرة السالف برقم (8416) بلفظ: "من أحب أن يُطوَّق حبيبه طوقاً من نار، فليطوقه طوقاً من ذهب ... "، وسيرد في مسند أبي موسى الأشعري برقم (19718) ، ونتكلم عليه هناك.
(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد اختُلف فيه على نافع:
فرواه أيوب السختياني كما في هذه الرواية، وعبد الله العمري، كما في الرواية (19507) - واختُلف عنهما- عن نافع، عن سعيد بن أبي هند، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي موسى.
ورواه عبيدُ الله بنُ عمر كما في الروايتين (19515) و (19645) ، وعبدُ الله بن نافع كما عند الطيالسي (506) عنه، عن سعيد بن أبي=(32/259)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هند، عن أبي موسى. لم يذكر الرجل بينهما.
واختُلف فيه عن أيوب السختياني: فرواه معمر عنه بذكر الرجل بين سعيد وأبي موسى، كما في هذه الرواية، ورواه حمادُ بنُ زيد كما عند البيهقي 3/275 عن أيوب، فلم يذكر الرجل، ورواه سعيد بن أبي عروبة عنه، واضطرب فيه، فقد رواه يزيدُ بنُ هارون كما عند السهمي في "تاريخ جرجان"
(234) عنه بذكر الرجل، ورواه عبدُ الأعلى بن عبد الأعلى السامي كما عند النسائي في "المجتبى" 8/161، و"الكبرى" (19433) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4824) عن سعيد بإسقاط الرجل، وكلاهما رويا عنه قبل الاختلاط.
واختُلف فيه عن عبد الله العمري:
فرواه سريج بن النعمان كما في الرواية (19507) عنه بذكر الرجل، ورواه ابنُ وهب في "جامعه" ص102 بإسقاطه. وسُريج بنُ النعمان قال فيه أبو داود: ثقةٌ غلط في أحاديث. قلنا: ولعل هذا منها، ثم إن ابن وهب أوثقُ منه.
ولم يُختلف فيه عن عُبيد الله بن عمر في إسقاط الرجل من الإسناد، فقد رواه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 14/243، و"الاستذكار" 26/205 من حديث يزيد بن زريع، وبشر بن المُفضّل، ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وأبي معاوية الضرير، وحماد بن مسعدة، كلهم عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى، وبذلك يترجَّحُ حديثُ عبيد الله بن عمر على حديث أيوب السختياني وعبدِ الله العمري، لا سيما وقد اختُلف عنهما فيه كما بيّنا، وقد قال ابن عبد البر في "التمهيد" 14/244: والصوابُ فيه عن عبيد الله (تحرف في المطبوع إلى عبد الله) ما رواه هؤلاء عنه. قلنا: ورجح روايتَه الطحاويُّ في "شرح مشكل الآثار" 12/312، ومن ثم فقولُ الدارقطني في رواية عبد الله العمري في "العلل" 7/241-242: وهو أشبه بالصواب، فيه نظر لما تقدم، واعتمادُه في تقوية رواية العمري على رواية أسامة بن زيد- وقد صححها،=(32/260)
19504 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةً، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا، سُنَّتَنَا وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا، فَقَالَ: " إِذَا صَلَّيْتُمْ فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= وهي التي سترد برقم (19522) - فيه نظر كذلك، فإن أسامة قد اضطرب فيها، كما بينا في الرواية (19501) ، فانظره لزاماً.
والحديثُ في "مصنف" عبد الرزاق (19930) ولم يرد في إسناده: "عن رجل" بين سعيد بن أبي هند وأبي موسى، مع أن عبد الحق ذكر أنه موجود في. مصنف" عبد الرزاق في هذا الإسناد، وذلك فيما حكاه عنه الحافظ في "التهذيب"، لكن يظهر أن سقط الرجل من إسناد "المُصَنَّف" قديم، فقد ردَّ
الحافظُ على عبد الحق، فقال: ليست (يعني "عن رجل") في كتاب عبد الرزاق ولا غيره من حديث نافع.
قلنا: بل هي ثابتة عند أحمد عن عبد الرزاق، كما هو ظاهر في هذه الرواية، وأخرجها من طريق عبد الرزاق كذلك ابنُ عبد البر في "التمهيد"14/244، وثمة أيضاً رواية أخرى لغير عبد الرزاق من حديث نافع، وفي إسنادها "عن رجل" سترد برقم (19507) ، وقد عزى الحافظ لعبد الرزاق إسناداً آخر، ذكر فيه "عن رجل"، ولم نجده في "مصنفه"، وهو عند أحمد في الرواية (19105) ، ولعلها من رواية عبد الرزاق خارج مصنفه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حِطّان بن عبد الله الرقاشي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ويونس=(32/261)
19505 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَرْضِ قَوْمِي، فَلَمَّا حَضَرَ الْحَجُّ حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَجَجْتُ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْأَبْطَحِ، فَقَالَ لِي: " بِمَ أَهْلَلْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِحَجٍّ كَحَجِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَحْسَنْتَ " ثُمَّ قَالَ: " هَلْ سُقْتَ هَدْيًا؟ " فَقُلْتُ: مَا فَعَلْتُ، فَقَالَ لِي: " اذْهَبْ فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ احْلِلْ ". فَانْطَلَقْتُ فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي، وَأَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي، فَغَسَلَتْ رَأْسِي بِالْخِطْمِيِّ وَفَلَّتْهُ، ثُمَّ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، فَمَا زِلْتُ أُفْتِي النَّاسَ بِالَّذِي أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ زَمَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَبَيْنَا أَنَا قَائِمٌ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ أَوِ الْمَقَامِ أُفْتِي النَّاسَ بِالَّذِي أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَسَارَّنِي، فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ بِفُتْيَاكَ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَحْدَثَ فِي الْمَنَاسِكِ شَيْئًا،
__________
= ابن جبير: هو أبو غلاب البصري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3065) ومن طريقه أخرجه مسلم (404) (64) ، وأبو عوانة 2/129، وابن حبان- كما في "إتحاف المهرة" 10/19- والبيهقي 2/96 و140- 141 و377.
وسيرد بطوله في الرواية (19665) .
وسيرد كذلك بالأرقام (19511) و (19595) و (19627) و (19723) .
وسنذكر أحاديث الباب في الحديث (19665) .(32/262)
فَقُلْتُ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاهُ فِي الْمَنَاسِكِ شَيْئًا، فَلْيَتَّئِدْ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ فَبِهِ فَائْتَمُّوا، قَالَ: فَقَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ أَحْدَثْتَ فِي الْمَنَاسِكِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ نَأْخُذَ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالتَّمَامِ، وَإِنْ نَأْخُذَ بِسُنَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَحْلِلْ حَتَّى نَحَرَ الْهَدْيَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس بن مسلم: هو الجدلي أبو عمرو الكوفي.
وأخرجه البيهقي 5/20 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1559) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/34-، والبغوي في "شرح السنة" (1889) من طريقين عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه البخاري (4346) ، ومسلم (1221) (156) ، وأبو يعلى (7278) ، والدولابي 1/57، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/34-، والبيهقي في "السنن" 4/338، وفي "الدلائل" 5/404، من طرق عن قيس ابن مسلم، به.
وأخرجه مسلم (1222) ، والبزار في "المسند" (226) ، والنسائي في "المجتبى" 5/153، و"الكبرى" (3715) من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عمارة بن عمير، عن إبراهيم بن أبي موسى، عن أبي موسى، به، مختصراً.
وسيرد من طريق شعبة، عن قيس برقم (19534) .
وسيكرر برقمي (19548) و (19671) .
وسلف في مسند عمر (273) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به.=(32/263)
19506 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: " أَمَانَانِ كَانَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رُفِعَ أَحَدُهُمَا، وَبَقِيَ الْآخَرُ "، {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] (1)
__________
= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4822) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: ثم احلل، أي: أمر بفسخِ الحج وجعله عمرة.
وفَلَتْه؛ في "المصباح": فَلَيْتُ رأسي فَلْيَاً من باب رمى: نقَّيته من القمل.
بالذي أمرني به، أي: بالتمتع.
فسارّني: بتشديد الراء، من السرّ، أي: تكلم معي سِرًّا.
فليتّئد: بتشديد التاء، أي: فلا يعجل في العمل بها.
فبه، أي: بأمير المؤمنين، لا بفتيانا.
بالتمام، بقوله: (وأتموا الحجَّ والعمرةَ لله) [البقرة: 196] ومن التمام إتيان كل منهما بسفر جديد.
فإنه لم يحلل ... والمتمتع بالعمرة يحل قبل ذلك، فلذلك نهيتُ عن المتعة، والله تعالى أعلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن أبي أيوب، فقد تفرد بالرواية عنه حرملةُ بن قيس، ولم يؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وهو من رجال "التعجيل". وحرملة بن قيس- وهو النخعي- قال أحمد: ما أرى بحديثه باساً، وقال ابن معين: ثبتٌ، وهو من رجال "التعجيل" كذلك. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/32، والحاكم في "المستدرك" 1/542 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وتحرّف اسم محمد بن أبي أيوب في مطبوع "المستدرك" إلى عبيد بن أبي أيوب. وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وأخرجه مرفوعاً الترمذي (3082) ، وتمَّام الرازي في "فوائده" (1345) =(32/264)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الروض البسام" من طريق سفيان بن وكيع، عن عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن عبّاد بن يوسف، عن أبي بُردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل الله علي أمانَيْنِ لأمتي: (وما كان اللهُ ليُعَذبَهُم وأنتَ فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) فإذا مضيتُ تركتُ فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة" قال الترمذي: هذا حديث غريب،
وإسماعيلُ بنُ مهاجر يُضَعَّفُ في الحديث. قلنا: وسفيان بن وكيع ضعفوه، وقال ابنُ أبي حاتم: قيل لأبي زرعة: كان يُتَّهَمُ بالكذب؟ قال: نعم. وقال ابن حبان: ابتُلي بِوَرَّاقِ سوءٍ كان يُدخل عليه الحديثَ، وكان يثق به، فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع، فمن أجل إصراره على ما قيل له استحق الترك.
وقد صحَّ من حديث أبي موسى قولُه عليه الصلاة والسلام: "أنا أَمَنَةٌ لأصحابي" وسيرد برقم (19566) .
وللحديث الموقوف شاهد من حديث أبي هريرة عند الحاكم 1/542- ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (654) - من طريق أسود بن عامر شاذان، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القُرظي، عنه رضي الله عنه قال: كان فيكم أمانان مضت إحداهما، وبقيت الأخرى، (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) . قال الحكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد اتفقا على أن تفسير الصحابي حديث مسند. ووافقه الذهبي. قلنا: إنما هو صحيح فحسب، وليس على شرط مسلم، فأبو جعفر الخطمي- وهو عمير بن يزيد الأنصاري- لم يرو له مسلم- إنما روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وآخر من حديث ابن عباس عند الطبري في "التفسير" (16000) في تفسير قوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم..) ، والبيهقي في "السنن" 5/46، قال: كان فيهم أمانان: نبيُّ الله والاستغفارُ، قال: فذهب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقي الاستغفار. وإسناده حسن من أجل أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي.=(32/265)
19507 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُحِلَّ لِإِنَاثِ أُمَّتِي الْحَرِيرُ وَالذَّهَبُ، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا " (1)
19508 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ مَعِي مِنْ قَوْمِي قَالَ: فَأَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَا، وَتَكَلَّمَا، فَجَعَلَا يُعَرِّضَانِ بِالْعَمَلِ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخْوَنَكُمْ عِنْدِي مَنْ يَطْلُبُهُ، فَعَلَيْكُمَا (2) بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " قَالَ: فَمَا اسْتَعَانَ بِهِمَا عَلَى شَيْءٍ (3)
__________
= وفي الباب عن فضالة بن عبيد مرفوعاً بلفظ: "العبد آمن من عذاب الله عز وجل ما استغفر الله عز وجل" وإسناده ضعيف، وسيود 6/20.
قال السندي: قوله: رُفع أحدهما، وهو الأمان بوجوده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنه قد رُفع بوفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقي الآخر، وهو الأمان بالاستغفار، وفيه حث للناس على الإكثار من الاستغفار، حيثُ ما بقي لهم إلا هذا الأمان، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد اختُلف فيه على نافع، وقد بسطنا الاختلاف عليه في الرواية (19503) .
وسلف برقم (19502) .
(2) في (م) و (ق) : فعليكم.
(3) إسناده ضعيف لإبهام أخي إسماعيل بن أبي خالد، قال المزي في "التحفة" 6/467: كان لإسماعيل ثلاثة إخوة: سعيد، وأشعث، ونعمان، وقد روى إسماعيل عنهم كُلَّهم، فالله أعلم أيهم هذا. قلنا: أما سعيد؛ فمن رجال=(32/266)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= التهذيب، وهو مقبول، وأما أشعث: فذكره ابن حبان في "الثقات" 4/30، وقال: روى عنه أخوه إسماعيل، وأما نعمان: فلم نجد من ترجم له، وجاء ذكره في بعض الروايات عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/188 و189 و271، وقد ذكر المزي أيضاً في "تهذيبه" أخاً رابعاً لإسماعيل، من شيوخه، وهو خالد بن أبي خالد، ولم نقع له على ترجمة كذلك. ثم إنه قد اختُلف فيه على إسماعيل، كما سيرد. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وإسماعيل بن أبي خالد: هو الأحمسي، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه ابن خزيمة- كما في "إتحاف المهرة" 10/64- من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/82، والنسائي في "الكبرى" (5931) و (8746) ، وأبو عوانة 4/351، وتمام في "فوائده" (906) (الروض البسام) من طرق، عن سفيان، به.
واختلف على إسماعيل فيه:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/82 من طريق عمر بن علي، وأبو داود (2930) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن بشر بن قرة، عن أبي بردة، به.
وأخرجه ابن خزيمة- كما في "إتحاف المهرة" 10/63- من طريق قيس ابن الربيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن بشر بن قرة، عن أبي بردة، به.
ولا ندري إن كان لفظ "عن أخيه" ذكر في الأصل بعد إسماعيل، وسقط من المطبوع؟
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/82 و7/184، والنسائي في "الكبرى" (5932) من طريق عباد بن العوام، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن قرة بن بشر، عن أبي بردة، به.
وقال البخاري: وقال ابنُ طهمان: عن شعبة، عن إسماعيل، عن أبيه،=(32/267)
19509 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَسِبْتُهُ، قَالَ:، فِي حَائِطٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَأْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". فَذَهَبْتُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَسَلَّمَ فَقَالَ: " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَسَلَّمَ فَقَالَ: " اذْهَبْ فَأْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ
__________
= عن بشر بن قرة، عن أبي بردة: جاء رجلان مع أبي موسى إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نحوه، ولا يصح فيه: عن أبيه.
وسيرد برقم (19666) بأتم منه، بلفظ: "إنا لا نستعمل على عملنا من أراده" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيرد أيضاً مطولاً ومفرقاً ومختصراً بالأرقام: (19544) (19572) (19598) (19647) (19673) (19687) (19699) (19728) (19737) (19741) (19742) .
وفي باب ذم الحرص على الإمارة عن أبي هريرة، سلف برقم (9791) .
وعن عبد الرحمن بن سمرة، سيرد 5/62.
وعن أبي ذر سيرد 5/173.
قال السندي: قوله: فخطبا، أي: حمدا الله، وتشهدا بالشهادتين.
يُعَرّضان: من التعريض ممن يطلبه، أي: يطلب العمل، فإنه تعبٌ في الدنيا مع احتماله في الآخرة، فلا يرضى به إلا الخائن.(32/268)
بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى شَدِيدَةٍ ". قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ، فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى شَدِيدَةٍ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: اللهُمَّ صَبْرًا حَتَّى جَلَسَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مَل.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (208) .
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20402) ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (555) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/43) .
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (3695) و (7262) ، ومسلم (2403) ، والترمذي (3710) ، وأبو عوانة، وابن حبان (6911) ، والطبراني في "الكبير" من طريق أيوب السختياني، والبخاري أيضاً (3695) ، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"، وابن أبي عاصم في "السنة" (1450) ، وأبو عوانة، وابن حبان (6910) ، والطبراني في "الكبير" من طريق علي بن الحكم، وأبو عوانة من طريق عاصم الأحول وزياد بن أبي زياد الجصاص، والطبراني في "الأوسط" (2116) من طريق إسماعيل بن عمران خمستهم، عن أبي عثمان، به. وقرن البخاري بعلي بن الحكم عاصماً الأحول، وقال: وزاد فيه عاصم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قاعداً في مكان فيه ماء قد كشف عن ركبتيه- أو ركبته- فلما دخل عثمان غطاها.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وطرقُ ابن أبي خيثمة والطبراني ذكرها الحافظ في "تغليق التعليق" 4/67-68، وطرق أبي عوانة ذكرها في "إتحاف المهرة" 10/42-43.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (3674) و (7097) ، وفي "الأدب المفرد" (1151) ، ومسلم (2403) (29) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1449) =(32/269)
19510 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ثَلَاثَ مَرَّارٍ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَرَجَعَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ فِي إِثَرِهِ لِمَ رَجَعْتَ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُجَبْ فَلْيَرْجِعْ " (1)
__________
= و (1460) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص229، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/388-389 من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي موسى، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1450) و (1451) و (1452) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" (289) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 10/25، وأبو نعيم في "الحلية" 1/58 من طرق عن أبي موسى، به.
وسيرد بالأرقام (19643) و (19644) و (19653) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6548) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وبشَّره، بالتشديد، وأَبشر، بهمزة قطع.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نضرة- وهو المنذر بن مالك العبدي- من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق:
هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، وقد سمع من سعيد الجُريري- وهو ابن إياس- قبل الاختلاط، وتُوبع الجريري بأبي مسلمة سعيد بن يزيد كما سيرد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19423) مطولاً، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 5/420-421) ، والبيهقي في "السنن"=(32/270)
19511 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، يَسْمَعِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكُمْ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى، قَضَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " (1)
__________
= 7/97- 98، والبغوي في "شرح السنة" (3318) . قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه مسلم (2153) (35) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 5/420) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1579) و (1580) من طريق شعبة، والترمذي (2690) بنحوه من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن الجريري، به. وقرن شعبةُ بالجُريري سعيدَ بن يزيد أبا مسلمة، قال الترمذي: هذا حديث حسن. وسيرد من طريق أبي مسلمة برقم (19611) .
وسيرد أيضاً بالأرقام (19556) و (19581) و (19677) و (19750) .
وفي الباب عن أنس سلف برقم (12406) .
وانظر حديث أبي سعيد الخدري، السالف برقم (11029) .
قال السندي: قوله: فلم يُجَبْ، على بناء المفعول، من الإجابة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19504) .
قال السندي: قوله: يسمع الله لكم، أي: يقبل منكم حمدكم، ويستجيب دعاءكم، وحينئذ فيُحتملُ أن يكون الدعاء هو هذا الحمد، وقد تقدم وجهه بأن الثناء على الكريم من أحسن وجوه السؤال، أو دعاء آخر يكون في الصلاة أو غيرها.
قوله: فإن الله قضى ... إلخ، دليل على الاستجابة بضم مقدمة أخرى، أي: وما قضى على لسانه، فهو حقٌ وصِدق، والله تعالى أعلم.(32/271)
19512 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْخَازِنَ الْأَمِينَ الَّذِي يُعْطِي مَا أُمِرَ بِهِ، كَامِلًا مُوَفَّرًا طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ، حَتَّى يَدْفَعَهُ إِلَى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقِينَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/216، والبخاري (1438) و (3219) ، ومسلم (1023) ، وأبو داود (1684) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/63) ، وابن حبان (3359) ، والقُضاعي في "مسند الشهاب" (302) ، والبيهقي في "السنن" 4/192، وفي "شعب الإيمان" (7695) من طريق حماد ابن أسامة، بهذا الإسناد. وسقط اسم أبي بردة من مطبوع "مسند الشهاب"، وفي مطبوع ابن أبي شيبة سقطٌ وتصحيف يُصحح من هنا.
وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة"10/63) ، والقُضاعي (303) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن بريد، به.
وسيرد مطولاً برقمي (19624) و (19667) .
ومطوله سيرد مقطعاً بالأرقام (19584) و (19625) و (19660) و (19661) و (19662) و (19663) و (19706) و (19730) و (19757) .
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1437) ، ومسلم (1024) ، سيرد 6/99.
وعن جابر عند ابن عدي في "الكامل" 4/1505.
قال السندي: قوله: الذي يعطي ما أُمر به، أي: لا يعطي ما يريد ويشتهي.
مُوفراً: بفتح الفاء، من التوفير، أي: تاماَ، فهو تأكيد "كاملاً".
طيبةً نفسه، أي: يكون راضياً بذلك، قال ذلك إذ كثيراَ ما لا يرضى الإنسان بخروج شيء من يده، وإن كان ملكاَ لغيره. والمنصوبات أحوال من=(32/272)
19513 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ الْحَنَفِيُّ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ " (1)
__________
= "ما أُمر به".
حتى يدفعه: مترتب على الأمانة، أي: فبسبب أمانته يصرفه في محله، أو هو غاية لطيبِ نفسه به، أي: طابت به نفسه من حين أُمر إلى أن دفع في محلَّه.
أحدُ المتصدقين، أي: يُشارك صاحب المال في الصدقة، فيصيران متصدقَين، ويكون هو أحدهما، وهذا هو خبر إن.
(1) إسناده جيد، ثابت بن عمارة: وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان، وقال أحمد والنسائي: لا بأس به. وقال البزار: مشهور، وقال الذهبي: صدوق، وتفرد أبو حاتم بقوله: ليس عندي بالمتين، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن خزيمة (1681) ، وابن حبان (4424) ، والبيهقي في "السنن" 3/246، و"الشُعَب" (7815) ، و"الآداب" (758) من طريق النضر بن شميل، والبزار (1551) "زوائد" من طريق ابن أبي عدي، والقُضاعي في "مسند الشهاب" (203) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، ثلاثتهم عن ثابت بن عمارة، بهذا الإسناد. وهو من طريق النضر بن شميل مطول بزيادة: "إذا استعطرت المرأة فخرجت على القوم ليجدوا ريحها.." وسترد في الرواية (19578) .
قال البزار: لا نعلم أحداً رواه بهذا اللفظ إلا أبو موسى، وثابت مشهور، روى عنه يحيى بن سعيد ومروان بن معاوية وابن أبي عدي وغيرهم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/327 عن وكيع، والدارمي- مطولاً بالزيادة المذكورة آنفاً- عن أبي عاصم، كلاهما عن ثابت بن عمارة، به، موقوفاَ. قال=(32/273)
19514 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: اخْتَصَمَ رَجُلَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْضٍ أَحَدُهُمَا مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ، قَالَ: فَجَعَلَ يَمِينَ أَحَدِهِمَا (1) ، قَالَ: فَضَجَّ الْآخَرُ، وَقَالَ: إِنَّهُ إِذًا (2) يَذْهَبُ بِأَرْضِي. فَقَالَ: " إِنْ هُوَ اقْتَطَعَهَا بِيَمِينِهِ ظُلْمًا، كَانَ مِمَّنْ لَا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ
__________
= البزار: وقال أبو عاصم: يرفعه بعض أصحابنا. قلنا: الذين رفعوه أربعة ثقات.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/256، وقال: رواه البزار والطبراني، ورجالهما ثقات.
وسيرد برقمي (19646) و (19748) .
وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ: "وزنى العين النظر" وإسناده صحيح على شرط الشيخين، سلف برقم (7719) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "كلُ عين زانيةٌ "، أي: كلُّ عين ناظرة في الحرام زانيةٌ. أو المراد: كل عين يتأتَّى منها الزنى بالإمكان، والمراد أنَ فعل العين إذا كان على غير وجهه فهو نوعٌ من الزنى.
وقال المناوي: كلُّ عين زانية: يعني كل عين نظرت إلى أجنبية عن شهوة فهي زانيةٌ، أي: أكثرُ العيون لا تنفك مِنْ نظر غير مُستحسَن ومُحرَّم، وذلك زناها، أي: فليحذر من النظر، ولا يَدَّعِ أحدٌ العصمةَ من هذا الخطر، فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي- مع جلالته-: "يا عليّ لا تُتبع النظرةَ النظرةَ". (قلنا: قوله: من نظر غير مستحسَن ومحرَّم: لم يقع مرتباً على الصواب في مطبوع "فيض
القدير") .
(1) في (ظ13) : فجعل يمين أحدهما للآخر.
(2) كلمة "إنه" ليست في (ظ 13) ، وكلمة "إذاً" ليست في (ق) .(32/274)
الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِ، وَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " قَالَ: وَوَرِعَ الْآخَرُ فَرَدَّهَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح، ثابت بن الحجاج- وإن لم يرو عنه غيرُ جعفر بن برقان- وثقه ابنُ سعد، وأبو داود، والذهبيُّ، والحافظُ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقيةُ رجاله رجال الشيخين غير جعفر بن برقان، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. حسين بن علي: هو
الجعفي، وأبو بُردة: هو ابن أبي موسى.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 3/7-4، وعبد بن حميد (538) ، ومحمد ابن عاصم في "جزئه" (13) ، والبزار (1359) "زوائد"، وأبو يعلى (7274) ، من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلمه عن أبي موسى إلا من هذا الوجه، ولا روى ثابتٌ عن أبي بردة إلا هذا. قلنا: سقط من مطبوع "جزء محمد بن عاصم" اسمُ حسين الجعفي، ووقع في مطبوع عبد بن حميد زيادة: فقال الآخر: فلا أبالي.
ولعله تصحيف عن: فلا أب لي. وإلا فهو يخالف سياق الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1094) من طريق مسكين بن بكير، عن جعفر بن برقان، به. وقال لم يَرْوِ هذا الحديث عن أبي بردة إلا ثابت، تفرد به جعفر.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 4/178، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: إسناده حسن.
وله شاهد من حديث وائل بن حجر عند مسلم (139) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3576) . وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
ونزيد هنا: حديث سعيد بن زيد، سلف برقم (1641) .
وانظر حديث أبي موسى الآتي برقم (19603) .
وحديث أبي سُود الآتي 5/79.=(32/275)
19515 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَرِيرُ وَالذَّهَبُ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، وَحِلٌّ (1) لِإِنَاثِهِمْ " (2)
__________
= قال السندي: فجعل، أي: قضى بيمين المُنكر للمدعي، لعجزه عن البينة.
فضجَّ، أي: صاح، بتشديد الجيم، من الضجيج.
إنْ هو: إن شرطية.
ووَرِع: بكسر الراء، من الوَرَع، بفتحتين، بمعنى الاتقاء.
(1) في (ظ13) و (ص) : حلٌّ (بدون واو) ، وفي (ق) : حُرم على ذكور أمتي، وأحل لإناثهم:
(2) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد منقطع، سعيد بن أبي هند لم يَلْقَ أبا موسى فيما ذكر أبو حاتم، كما في "المراسيل" لابنه ص67، وذكرنا الاختلاف فيه على نافع في الرواية (19503) . محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 14/244 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وسقط من المطبوع اسم محمد بن عبيد.
وأخرجه عبد بن حميد (546) ، والبيهقي 4/141 من طريق محمد بن عبيد، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/346، والترمذي (1720) ، والنسائي في "المجتبى" 8/190، وفي "الكبرى" (9449) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/251، وفي "شرح مشكل الآثار" (4823) ، وابنُ شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (588) و (589) و (590) ، والبيهقي 2/425، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/243-244، وفي "الاستذكار" (39243) من طرق كثيرة عن عبيد الله، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.=(32/276)
19516 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (1) عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ، وَإِنْ أَبَتْ لَمْ تُكْرَهْ " (2)
__________
= وقال: وفي الباب عن عمر، وعلي، وعقبة بن عامر، وأنس، وحُذيفة، وأم هانئ، وعبد الله بن عمرو، وعمران بن حصين، وعبد الله بن الزبير، وجابر، وأبي ريحان، وابن عمر، وواثلة بن الأسقع.
قلنا: وانظر "نصب الراية" 4/222- 225.
وسلف برقم (19502) .
(1) قوله: "وإسحاق بن يوسف، أخبرنا يونس بن أبي إسحاق" سقط من (م) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يونس بن أبي إسحاق- وهو السَّبِيعي- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسحاق بن يوسف: هو الأزرق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/139، والدارمي (2185) ، والبزار (1423) "زوائد"، وأبو يعلى (7229) بنحوه و (7327) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/364، و"شرح مشكل الآثار" (5727) ، وابن حبان (4085) ، والدارقطني 3/241 و242، والحاكم 2/166-167، والبيهقي في "السنن" 7/120، 122، وفي "معرفة السنن والآثار" (13610) ، وفي "السنن الصغير"
(2396) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (23291) ، من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: بل هو على شرط مسلم، كما بينا في صدر التخريج. قال الدارقطني: وكذلك رواه ابنُ فُضيل، ووكيع،
ويحيى بن آدم، وعبد الله بن داود، وأبو قتيبة وغيرهم. وقال البيهقي في=(32/277)
19517 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَفُكُّوا الْعَانِيَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ " قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: الْمَرْضَى (1)
__________
= "معرفة السنن والآثار": وهذا إسناد موصول رواه جماعة من الأئمة عن يونس.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/280، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وأخرج الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/4 من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان قاضي واسط، عن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يُستأمر النساء في أنفسهن، فإذا سكتن، فذلك لَهُنَ إقرار". وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان متروك الحديث.
وسيأتي برقم (19657) و (19688) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7527) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وإن أَبتْ لم تُكره: من الإكراه، وهذا يدلُّ على أنه ليس على الصغيرة ولاية الإجبار لغير الأب، والحديثُ مشكل عبد الشافعي، إذ لا فائدة عنده لأمرها، ولذلك حملَ بعضُهم اليتيمة على البالغة، وتَسْميتُها يتيمةَ باعتبارِ ما كان، ولا يخفى أنَ البالغة ذاتَ الأب أيضاً كذلك، فلا فائدة لذكر اليتيمة حينئذ، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7492) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقرن بوكيع بشرَ بنَ السري. =(32/278)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البيهقي في "الآداب" (86) ، وفي "الشُعَب" (3358) من طريق عبد الرحمن، به. وسقط من مطبوع "الشُّعب" اسم منصور.
وأخرجه عبد الرزاق (6763) ، وهنّاد في "الزهد" (376) ، وعبد بن حميد (554) ، وابنُ زنجويه في "الأموال" (517) ، والدارمي (2465) ، والبخاري (5373) ، وأبو داود (3105) ، وأبو عوانة 5/118، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2747) ، وابن حبان (3324) ، والبيهقي في "السنن" 3/379 و9/226 و10/3، وفي " الشُّعب" (9165) ، وفي "الآداب" (224) ، والبغوي
في "شرح السنة" (1407) من طرق عن سفيان الثوري، به. وقرن البيهقي في "الآداب" و"السنن" بمنصور الأعمشَ.
وجاء عند عبد الرزاق بدل: "أطعموا الجائع": "أجيبوا الداعي". وقد جاء هذا اللفظ من رواية يحيى القطان عند البخاري (5174) . قال الحافظ في "الفتح" 9/519: وكان بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر. قلنا: وسيرد الحديث من رواية يحيى القطان برقم (19641) بلفظ: " أطعموا الجائع".
ولم يرد عند الدارمي قوله: "وعودوا المريض". وزاد أكثرهم: قال سفيان: والعاني: الأسير.
وأخرجه الطيالسي (489) ، وأبو عبيد في "الأموال" (332) ، والبخاري (3046) و (5649) ، والنسائي في "الكبرى" (7492) و (8666) ، وأبو يعلى (7325) ، وأبو عوانة 5/118، والطبراني في "الأوسط" (2613) ، والبيهقي في "السنن" 9/226 من طرق عن منصور، به.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (333) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، به.
وسيرد برقم (19641) .
وفي باب عيادة المريض: عن علي، سلف برقم (612) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8325) .
وعن أبي سعيد، سلف برقم (11180) .=(32/279)
19518 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ " (1)
__________
= وعن كعب بن مالك، سلف برقم (15797) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وفي باب إطعام الطعام: عن ابن عمرو، سلف برقم (6615) .
وانظر رقم (19452) .
وفي باب فكاك الأسير: عن علي، سلف برقم (599) .
وعن سلمة بن الأكوع، سلف (16502) .
وعن عمران بن حُصين، سيرد 4/432.
وانظر حديث السيدة عائشة 6/120.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي إسحاق في وصله وإرساله، ووصلُه أصح.
فرواه إسرائيل- كما في هذه الرواية- عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، مرفوعاً. وسماعُ إسرائيل من جدَّه أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه.
وتابع إسرائيلَ في وصله: شريكُ بنُ عبد الله النَّخعي كما عند الدارمي (2183) ، والترمذي (1101) ، وابن حبان (4077) و (4090) ، والطبراني في "الأوسط" (6805) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/107-108، وفى "السنن الصغير" (2368) ، والخطيب في "تاريخه" 6/41، وقيسُ بنُ الربيع كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/9، والحاكم 2/170، وأبي نعيم في
"أخبار أصبهان" 1/120، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/108، والخطيب في "الكفاية" (578) ، والطبراني في "الأوسط" (5561) ، وعنده زيادة: "وشهود". =(32/280)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وزهيرُ بنُ معاوية كما عند ابن الجارود (703) ، وابنِ حبان (4077) ، وابن عدي 5/1790، والحاكم 2/171، والبيهقي في "السنن الكبرى" 07/17، وعبدُ الحميد الهلالي، كما عند ابن عدي 5/1958.
وشريك وقيس بن الربيع وعبد الحميد الهلالي ضعفاء، وزهيرُ بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، غير أن الترمذي رجَّح روايتهم مع رواية إسرائيل لما سيأتي.
ورواه سفيان الثوري، واختُلف عليه فيه:
فأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (704) ، وتقام في "فوائده" (757) "الروض البسّام"، وابن حزم في "المحلى" 9/452، والذهبي في "معجم الشيوخ " 2/405 من طريق بشر بن منصور، والإسماعيلي في "معجم الشيوخ" 2/609-610 من طريق عبد الرزاق وجعفر بن عون، وتمّام (756) من طريق عبد الله بن وَهْب، والخطيب في "تاريخه" 6/279 من طريق خالد بن عمرو
الأموي، خمستهم عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به مرفوعاً.
وأخرجه عبد الرزاق (10475) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/9 من طريق أبي عامر العَقَدي، والخطيب في "الكفاية" ص579-580 من طريق الحسين بن حفص، والترمذي في "العلل" 1/428 من طريق عبد الرحمن بن مهدي أربعتهم عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً دون ذكر أبي موسى في الإسناد.
ورواه شعبة، واختُلف عليه فيه كذلك:
فأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/220، وابن حزم في "المحلى" 9/452 من طريق يزيد بن زريع، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به، مرفوعاً.
وتابع يزيدَ النعمانُ بنُ عبد السلام كما عند ابن عدي في "الكامل" 3/1145، والحاكم 2/169، وتمام (758) ، والبيهقي 7/109 إلا أن في=(32/281)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريقه سليمان بن داود الشاذكوني، وهو على حفظه متروك.
وأخرجه الطحاوي 3/9 من طريق وهب بن جرير، والخطيب في "الكفاية" ص 580 من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، دون ذكر أبي موسى في الإسناد.
وتابع سفيانَ وشعبةَ في إرساله أبو الأحوص سلاّمُ بنُ سُلَيم فيما أخرجه ابن أبي شيبة 4/131 و14/168.
والمحفوظ عن سفيان وشعبة الإرسالُ، نصَّ على ذلك الترمذي في "جامعه" عقب الرواية (1102) 3/409 فقال: وروى شعبةُ والثوري عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا نكاح إلا بولي"، وقد ذكر بعضُ أصحاب سفيان عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة عن أبي موسى، ولا يصح.
وقال البيهقي في "السنن" 7/109: والمحفوظ عنهما غير موصول.
قلنا: وقد تنازع الأئمة في أيهما أصح، حديث إسرائيل، وقد وصله، أم حديث سفيان وشعبة، وقد أرسلاه؟
والذي مال إليه جمهورُ الحفاظ أن حديث إسرائيل أصح، فقد نقل الدارقطني عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قيل له: إن شعبة وسفيان يُوقفانه على أبي بردة، فقال: إسرائيل عن أبي إسحاق أحبُّ إلى من سفيان وشعبة. ونقل البيهقي عن حجاج بن منهال قوله: قلنا لشعبة: حدَّثنا أحاديثَ أبي إسحاق،
قال: سلُوا عنها إسرائيل، فإنه أثبت فيها مني.
ونقل الحاكم والبيهقي عن علي ابن المديني قوله: حديث إسرائيل صحيح في "لا نكاح إلا بِوَلِيّ"، وبنحوه قال محمد بن يحيى فيما نقله عنه الحاكم.
وقال البخاري فيما نقله عنه البيهقي في "السنن" 7/108: الزيادة من الثقة مقبولة، وإسرائيل بن يونس ثقة، وإن كان شعبة والثوري أرسلاه، فإن ذلك لا يضر الحديث.
وقال الترمذي: وروايةُ هؤلاء (يعني إسرائيل ومن تابعه) الذين رووا عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لا نكاح إلا بولي"=(32/282)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عندي أصح، لأن سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة، وإن كان شعبةُ والثوريُّ أحفظَ وأثبتَ من جميع لهؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث، فإن رواية هؤلاء عندي أَشْبَهُ، لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد.
وقال البيهقي: والاعتمادُ على رواية إسرائيل ومن تابعه في وصل الحديث.
وبنحوه قال الذهبي في "معجم الشيوخ" 2/405.
وقال الحاكم: أما إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الثقة الحجة في حديث جده أبي إسحاق، فلم يُختلف عنه في وصل هذا الحديث، وقال أيضاً: استدللنا بالروايات الصحيحة، وبأقاويل أئمة هذا العلم على صحة حديث أبي موسى بما فيه غُنْيَة لمن تأمله.
وخالفهم ابن عدي، فقال 5/1958: والأصل في هذا الحديث مرسل عن أبي بردة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكذلك رجح الطحاوي إرساله في "شرح معاني الآثار" 3/8-9.
وصحح ابنُ حبان وصلَه وإرسالَه معاً، فقال عقب الرواية (4083) : سمع هذا الخبر أبو بردة، عن أبي موسى مرفوعاَ، فمرة كان يحدث به عن أبيه مسنداً، ومرة يرسله، وسمعه أبو إسحاق من أبي بردة مرسلاً ومسنداً معاً، فمرةً كان يُحدث به مرفوعاً، وتارة مرسلاً، فالخبر صحيح مرسلاً ومسنداً معاً، لا شك وارتياب في صحته.
وأخرجه الترمذي (1101) ، وأبو يعلى (7227) ، وابن حبان (4083) ، والدارقطني 3/218-219 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (702) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الدارمي (2182) ، وأبو داود (2085) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/8 و9، والحاكم 2/170، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/107، وفي "السنن الصغير" (2369) ، وفي "معرفة السنن" (13528) ، والخطيب في "الكفاية" (578) من طرق عن إسرائيل، به.=(32/283)
19519 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَأْكُلُ دَجَاجًا " (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي (523) وسعيد بن منصور (527) ، والترمذي (1101) وابن ماجه (1881) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/9، وابن عدي 1/416، والحاكم 2/171، والبيهقي 7/107، والبغوي في "شرح السنة" (2261) من طريق أبي عوانة عن أبي إسحاق، به.
قلنا: وقد صرح أبو عوانة أنه لم يسمع هذا الحديث من أبي إسحاق، فقال فيما نقله عنه البيهقي: بيني وبينه إسرائيل. وقد جاء إسرائيل مصرَّحاً به في الإسناد فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/9.
وسيأتي برقم (19710) و (19746) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2260) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "لا نكاح إلا بولي"، أي: بإذنه، ولا دلالة فيه على عدم صحة النكاح بعبارة النساء، ومن لا يقول باشتراط الولي في النكاح يقول: في إسناد الحديث مقال، أشار إلى بعضه الترمذي، وقالوا على تقدير الصحة: يُحمل على نكاح امرأة تحت ولي بصغر أو جنون، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرمي، وزَهْدَم الجَرْمي: هو ابن مضرّب.
وأخرجه البخاري (5517) ، والترمذي في "سننه" (1827) ، وفي "الشمائل" (156) ، والبغوي في "شرح السنة" (2807) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه الدارمي (2056) عن محمد بن يوسف، عن سفيان، به.
وأخرجه الترمذي (1826) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص200=(32/284)
19520 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ يَعْنِي الْأَحْوَلَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ، فَذَكَرَ مِنْ هَوْلِهِ فَجَعَلَ النَّاسُ يُكَبِّرُونَ وَيُهَلِّلُونَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ". وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ. فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا. إِنَّهُ مَعَكُمْ " (1)
__________
= من طريق قَتَادة، عن زهدم، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن زَهدَم، ولا نعرفه إلا من حديث زَهْدَم.
وسيرد برقم (19554) ، وبأتم منه أو ببعضه بالأرقام (19558) (19591) (19592) (19593) (19594) (19622) (19637) (19638) (19639) (19749) .
قال السندي: قوله: يأكل دجاجاً، بتثليث الدال، كما في "القاموس"، وفي "المصباح": تفتح الدال وتكسر، ومنهم من يقول: الكسر لغة قليلة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعاصم الأحول: هو ابنُ سليمان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ النَّهدي.
وهو عند وكيع في "الزهد" برقم (341) مختصراً.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9244) ، والبخاري (2992) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/41) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (64) من طرق عن سفيان الثوري، به. زاد البخاري والبيهقي قوله: "إنه سميع قريب".
وأخرجه الطيالسي (493) ، وابن أبي شيبة 2/488 و10/376، وعبد بنُ=(32/285)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حميد في "المنتخب" (542) ، والبخاري (4205) ، ومسلم (2704) (44) ، وأبو داود (1528) ، والنسائي في "الكبرى" (8823) و (10372) و (11427) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (538) - وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (518) ، واللالكائي (685) و (686) ، والبيهقي في "السنن" 2/184، والبغوي في "شرح السنة" (1283) من طرق عن عاصم، به. زادوا (غير الطيالسي وابن أبي شيبة وأبي داود) قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي موسى: "ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي، قال: "لا حول ولا قوة
إلا بالله". وسترد هذه الزيادة بالأرقام الآتي ذكرها.
وأخرجه عبد الرزاق (9246) عن معمر، عن أيوب وعاصم أو أحدهما، عن أبي عثمان، به.
وأخرجه بمثله ومطولاً حسين المروزي في الزيادات على "الزهد" لابن المبارك (1121) ، والبخاري (6384) و (7386) ، ومسلم (2704) (45) ، والترمذي (3374) و (3461) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (618) ، والنسائي في "الكبرى " (10188) و (10386) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (356) و (552) - وأبو يعلى (7252) ، وابنُ خزيمة في "صحيحه" (2563) ، وفي
"التوحيد" ص48-49، وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (521) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " (382) و (383) ، من طرق عن أبي عثمان النهدي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (19575) و (19579) و (19599) و (19604) و (19605) و (19648) و (19745) و (19755) .
وفي باب الذكْرِ الخَفِي عن سعد بن أبي وقّاص مرفوعاً بلفظ: "خيرُ الذكْرِ الخَفِي، وخيرُ الرِّزْقِ ما يكْفي"، سلف برقم (1477) .
قال السندي: قوله: اربعوا: من رَبَع، كمنع، أي: ارفقوا.
لا تَدْعون، أي: فلا تصيحوا صياح من ينادي أصمَ أو غائباً، ففيه نهيٌ عن الصياح بالذكر، لا عن استعمال الصوت المتوسط فيه.(32/286)
19521 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (1)
19522 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ فِيمَا أَعْلَمُ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (2)
__________
(1) حسن، وهذا إسناد منقطع، سعيدُ بن أبي هند لم يَلقَ أبا موسى الأشعري، فيما ذكر أبو حاتم، كما في "المراسيل" ص67، وقد اختُلف فيه على سعيد بن أبي هند، وبسطنا الاختلافَ عليه في الرواية السالفة برقم (19501) . ورجال الإسناد ثقاتٌ رجال الشيخين غير أسامة بن زيد- وهو
الليثي- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري استشهاداً، ونقل الحافظُ عن ابن القطان أن مسلماً لم يحتج به، إنما أخرج له استشهاداً، وهو صدوق يَهِمُ. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/737 عن وكيع، بهذا الإسناد. وتحرف فيه اسم أسامة بن زيد إلى: "أبو أسامة بن يزيد".
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6498) ، وفي "الآداب" (771) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 13/174 من طريق ابن وهب، كلاهما عن أسامة بن زيد، به.
وانظر ما بعده.
وسلف برقم (19501) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد اختُلف فيه على أسامة بن زيد- وهو الليثي- وقد فصلنا القول فيه في الرواية (19501) . عتّاب: هو ابن زياد=(32/287)
19523 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ (1) الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " (2)
__________
= الخراساني، وعبدُ الله: هو ابن المبارك. وأبو مُرة: هو يزيد الهاشمي مولى عقيل بن أبي طالب، نقل ابنُ سعد في "الطبقات" 5/177 عن الواقدي قولَه: إنما هو مولى أم هانىء أخت عقيل، ولكنه كان يلزم عقيلاً، فنُسب إلى ولائه، وكان شيخاً قديماً.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 7/240، والخطيب في "تاريخه" 7/352 من طريق الحسن بن عيسى النيسابوري، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19501) .
(1) قوله: "عن مرة" سقط من (س) و (ص) و (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن مرة: هو المرادي الجملي، ومرة: هو ابن شراحيل الطيب.
وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة" (1632) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/128، والبخاري (3411) ، ومسلم (2431) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3014) من طريق وكيع، به.
وأخرجه البخاري (5418) ، ومسلم (2431) ، والترمذي في "السنن" (1834) ، وفي "الشمائل" (176) ، والنسائي في "الكبرى" (8356) مختصراً، وابن ماجه (3280) ، وأبو يعلى (7245) ، وابن حبان (7114) من طريق محمد بن جعفر، به.=(32/288)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (566) ، والبخاري (3769) ، ومسلم (2431) ، والنسائي في "المجتبى" 7/68، وفي "الكبرى" (8381) و (8895) مختصراً، وأبو يعلى (7269) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (150) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (106) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/98-99، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2747) و (2748) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (3433) و (3769) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3962) ، وفي "التفسير" الآية (42) من سورة آل عمران- وأخرجه الطبري في "التفسير" (7031) عن المثنى بن إبراهيم، كلاهما عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به، لكن وقع في رواية الطبري زيادة: "وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد".
قلنا: وشيخ الطبري المثنى بن إبراهيم لم نقف له على ترجمة، غير أن فضل خديجة وفاطمة رضي الله عنهما ورد من طرق صحيحة فيما سلف من حديث علي برقم (640) ، وحديثِ ابن عباس برقم (2668) ، فانظرهما لزاماً.
وأخرجه الطيالسي (504) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن من يحدث عن أبي موسى، به.
وسيأتي برقم (19668) .
وفي الباب في قوله: "وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" عن أنس، سلف برقم (12597) .
وعن عائشة سيرد 6/159.
قال السندي: قوله: كمل، كنصر، وكرم، وعلم.
ولم يكمل من النساء: أي: فيمن سبق، وإلا ففي وقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كمل من النساء خديجة وفاطمة وعائشة، ثم لعل المراد بالكمال هو الوصول إلى مرتبة منه، فلا يشكل الكلامُ بأم موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وبحواء وهاجر وسارة. والله تعالى أعلم.
كفضل الثَّرِيد: قيل: مثَل بالثريد، لأنه أفضل طعام العرب، لأنه مع اللحم=(32/289)
19524 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ أَسْمَاءَ لَمَّا قَدِمَتْ لَقِيَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: آلْحَبَشِيَّةُ هِيَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ. لَوْلَا أَنَّكُمْ سَبَقْتُمْ بِالْهِجْرَةِ. فَقَالَتْ هِيَ لِعُمَرَ: كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ رَاجِلَكُمْ، وَيُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ، وَفَرَرْنَا بِدِينِنَا. أَمَا إِنِّي لَا أَرْجِعُ حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ لَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ (1) لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ: هِجْرَتُكُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهِجْرَتُكُمْ إِلَى الْحَبَشَةِ " (2)
__________
= جامعٌ بين الغذاء واللذة والقوة، وسهولةِ التناول، وقلةِ المؤنة في المضغ، فيُفيد بأنها أعطيت مع حسن الخلق وحلاوة المنطق وفصاحة اللسان رزانةُ الرأي، فهي تصلح للتبعّل والتحدث، وحسبك أنها عقلت ما لم يعقل غيرها من النساء، وروت ما لم يرو مثلها من الرجال.
(1) كلمة "بل" ليست في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح، المسعودي- وهو عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن كان اختلط- سمع وكيع منه قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (526) ، وأخرجه الحاكم 3/212 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن المسعودي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وسقط اسم عبد الله بن رجاء من مطبوع الحاكم، وقد استدركناه من "إتحاف المهرة" 10/101.
وأخرجه- بسياق أطول- البخاريُّ (4230) و (4231) ، ومسلم (2503) =(32/290)
19525 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ أَسْمَاءً مِنْهَا مَا حَفِظْنَا فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدٌ، وأَحْمَدُ، والْمُقَفِّي، والْحَاشِرُ، ونَبِيُّ الرَّحْمَةِ، قَالَ يَزِيدُ، ونَبِيُّ التَّوْبَةِ ونَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ " (1)
__________
= من طريق بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، به.
وسيأتي برقم (19694) .
قال السندي: قوله: أن أسماء: [هي] بنتُ عُميس زوجةُ جعفر.
لما قدمت: من الحبشة.
آلحبشية: بالمد على الاستفهام، أي: أهي التي جاءت من الحبشة.
أنتم، أي: الذين جاؤوا من الحبشة.
سُبقتم: على بناء المفعول، أي: الناس سبقوكم بها، وأنتم تأخرتم فيها بسبب الذهاب إلى الحبشة.
يحمل راجلكم، أي: يعطيه الراحلة.
ويعلّم: من التعليم.
وفررنا: من الفرار، أي: كنتم في راحة، وكنا في تعب للدين، فإن لم يكن لنا زيادة عليكم، فلا أقل أنه لا زيادة لكم علينا.
لا أرجع، أي: إلى بيتي.
فرجعت إليه، أي: إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح، يزيد- وهو ابن هارون- وإن سمع من المسعودي - وهو عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عُتْبة- بعد اختلاطه، قد تابعه وكيع، وهو ممن سمع من المسعودي قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه الطيالسي (492) ، وابن أبي شيبة 11/457-458، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة " 10/121) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"=(32/291)
19526 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ رَجُلٌ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ. قَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (1)
19527 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى
__________
= (1152) ، والحاكم 2/604، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/156-157، وفي "الشعب" (1400) من طرق عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مسلم (2355) ، وأبو يعلى (7244) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/121) ، وابن حبان (6314) ، والطبراني في "الأوسط" (2737) و (4335) ، وفي "الصغير" (217) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/99-100 من طرق عن عمرو بن مرة، به.
وسيأتي بالرقمين (19621) و (19651) .
وقد سلف نحوه من حديث جبير بن مطعم برقم (16734) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: والمُقَفي، بتشديد الفاء المكسورة، بمعنى خاتم النبيين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي.
وأخرجه أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/28- من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (19496) .(32/292)
أَذًى يَسْمَعُهُ (1) مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ " (2)
19528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ ". فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ: " وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ " (3)
__________
(1) في هامش (س) : سمعه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السُّلمي.
وهو عند وكيع في "الزهد" (536) مختصراً، ومن طريقه أخرجه مسلم (2804) (49) .
وأخرجه عبد الرزاق (20250) و (20273) - ومن طريقه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/38-39) - والحميدي (774) - ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (11445) ، وهو في "التفسير" (465) - والبخاري (7378) ، ومسلم (2804) (49) و (50) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/38) ، وابن حبان (642) ، والطبراني في "الأوسط" (3494) ، وفي "مكارم الأخلاق" (34) من طرق عن الأعمش، به.
قال السندي: قوله: "لا أحد أصبر ... " إلخ، أي: إنه تعالى أشدُ حِلْماً عن فاعله وتركِ المعاقبة عليه، وقيل: أراد به الامتناع.
(3) هذا إسناد اختُلف فيه على زياد بن علاقة، فرواه سفيان- وهو الثوري كما في هذه الرواية- عنه، عن رجل، عن أبي موسى. وكذلك رواه شعبة عنه، كما سيأتي برقم (19743) .=(32/293)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه سَعَّادُ بنُ سليمان، كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/211- 212، والبزار (3040) "زوائد"، والطبراني في "الأوسط" (1418) ، ومسعر بنُ كدام، كما عند الطبراني في "الصغير" (351) كلاهما عنه، عن يزيد ابن الحارث (وهو لا يعرف، وفي مطبوع البزار: زياد بن الحارث) ، عن أبي موسى، به.
ورواه حجاجُ بنُ أرطاة كما عند الطبراني في "الأوسط" (8507) عنه، عن كردوس بن عياش الثعلبي، عن أبي موسى، به. وحجاج ضعيف.
ورواه أبو مريم- وهو عبد الغفار بن القاسم- كما عند الدارقطني في "العلل "7/257، عنه، عن البراء بن عازب، عن أبي موسى. وأبو مريم ضعيف جداً.
ورواه أبو حنيفة- كما في "مسنده" (393) - عنه، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي موسى، به. وعبد الله بن الحارث مجهول.
ورواه أبو بكر النهشلي كما في الرواية (19744) ، عنه، عن أسامة بن شريك، عن أبي موسى.
والظاهرُ أن الحديث معروفٌ في بني ثعلبة قومِ زياد بن علاقة، فقد جاء في رواية شعبة (19743) عن زياد، قال: حدثني رجل من قومي.. ثم قال في آخره: فلم أَرْضَ بقوله، فسألتُ سيد الحي وكان معهم، فقال: صدق، حدثناه أبو موسى. وهو ما جاء التصريح به عند أبي شيبة، فيما حكاه عنه
الدارقطني في "العلل" 7/256-257، فقال: وقال أبو شيبة: عن زياد، عن اثني عشر رجلاً من بني ثعلبة، عن أبي موسى. ومن ثم قال الدارقطني: والاختلافُ فيه من قِبَلِ زياد بن علاقة، ويُشبه أن يكون حَفِظَهُ عن جماعة، فمرةً يرويه عن ذا، ومرة يرويه عن ذا.
وانظر (19708) .
قال السندي: قوله: بالطعن: أراد القتل بالسلاح أعم من أن يكون بالرمح، أو بالسيف، أو غيرهما. =(32/294)
19529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى (1) قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا " (2)
__________
= وخز: الوخز بفتح واو وسكون خاء معجمة، بعدها زاي معجمة: طعن بالرمح أو غيره، ليس بنافذ.
وفي قوله: أعدائكم، إشارة إلى أن الطاعنين من الجن كفرة.
وفي كُل: من الطعن والطاعون.
(1) في (م) : أبي موسى الأشعري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2759) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (129) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ منده في "الإيمان" (779) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (694) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه الطيالسي (490) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (562) ، ومسلم (2759) ، وابنُ خزيمة في "التوحيد" 74-75، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 10/120، وأبو الشيخ في "العظمة" (128) ، وابن منده في "الإيمان" (779) ، وفي "الرد على الجهمية" (45) ، واللالكائي في "شرح
أصول الاعتقاد" (695) ، والبيهقي في "السنن" 8/136 و10/188، وفي "الشعب" (7075) ، وفي "الأسماء والصفات" (699) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/181، وهنّاد في "الزهد" (885) ، وحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1091) ، وابن أبي عاصم في=(32/295)
19530 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعٍ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ. يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ. يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ " (1)
__________
= "السنة" (615) و (616) ، والنسائي في "الكبرى" (11180) - وهو عنده في "التفسير" (200) - وأبو الشيخ في "العظمة" (126) ، والدارقطني في "الصفات" (18) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/389 من طريق الأعمش، وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 19، وابن حبان (266) ، وأبو الشيخ (130) ، وابن منده في "الإيمان" (778) من طريق العلاء بن المسيب، كلاهما عن عمرو بن
مرة، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (617) من طريق أبي بردة، عن أبي موسى، به.
وسيأتي برقم (19619) .
وانظر ما بعده و (19587) و (19632) .
قال السندي: قوله: يبسُطُ يده، أي: يجود على عباده في الليل، فيتوب على من أساء بالنهار ليتوب ذلك المسيء إليه، فإن توبةَ العبد موقوفة على توبة الرب تبارك وتعالى، قال تعالى: (ثم تاب عليهم ليتوبوا) [التوبة:118] .
فقوله: ليتوب مسيء النهار، برفع المسيء على أنه فاعل يتوب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (179) (295) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (149) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (779) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه الطيالسي (491) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 75-76، وأبو=(32/296)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عوانة 1/146، وابن منده في "الإيمان" (779) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (671) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي بنحوه برقم (19587) ، ومطولاً برقم (19632) ، وانظر تتمة تخريجه هناك.
قال السندي: قوله: قام فينا ... إلخ، أي: قام خطيباً فينا، مذكراً بأربع كلمات، فقولُه: فينا، وبأربع: حالان مترادفان أو متداخلان، ويحتمل أن يكون "فينا" متعلقاً بقام على تضمين معنى: خطب، وبأربع حالاً، أي: خطب فينا قائماً مذكراً بأربع كلمات، والقيام على الوجهين على ظاهره، ويحتمل أن
يكون "بأربع" متعلقاً بقام، و"فينا" بيان، أو القيامُ على هذا من قام بالأمر: إذا تشمَّر وتجلَّد له، أي: تشمَّر بحفظ هذه الكلمات، وكأنَّ السامع حين سمع ذلك قال: في حق من؟ أجيب: فينا، أي: في حقنا. كذا ذكره الطيبي. قلتُ: وعلى الوجه الثالث لو جعل "فينا" متعلقاً بقام من غير اعتبار سؤال، أي: قام
بأربع كلمات في حقنا، ولأجلِ انتفاعنا، كان صحيحاً، والأقربُ أن المعنى: قام فيما بيننا بتبليغ أربع كلمات، أي: بسببه، فالجاران متعلقان بالقيام، وهو على ظاهره، ولك أن تجعل القيام من قام بالأمر، وتجعل "فينا" بمعنى فيما بيننا متعلقاً به أيضاً، فالوجوه ستة، وزعم الطيبي أنها ثلاثة.
بأربع، أي: بأربع كلمات، وجاء في بعض الروايات بخمس كلمات، والمرادُ بالكلمة الجملةُ المركبةُ المفيدة، ففي هذه الرواية اختصار، والكلمة الخامسة: حجابهُ النور.
لا ينام: إذِ النومُ لاستراحة القوى والحواسّ، وهي على الله تعالى محال.
ولا ينبغي له، أي: لا يصح، ولا يستقيم له النوم، فالكلمةُ الأولى للدلالة على عدم صدور النوم، والثانية للدلالة على استحالته عليه تعالى، ولا يلزم من عدم الصدور استحالتُه، فلذلك ذُكرت الكلمةُ الثانية بعد الأولى.
يخفضُ القِسْطَ ويرفعه: قيل: أُريد بالقِسْطِ الرزقُ، لأنه قِسْطُ كُل مخلوق، أي: نصيبه، وخَفْضُه تقليلُه، ورفعُه تكثيرُه، وقيل: القِسْطُ: الميزانُ، لأنه يقع=(32/297)
19531 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ ". قَالَ (1) : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: " يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ ". قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَفْعَلَ؟ قَالَ: " يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ ". قَالَ: أَرَأَيْتَ (2) إِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: " يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ أَوْ بِالْعَدْلِ ". قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَفْعَلَ؟ قَالَ: " يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ؛ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ " (3)
__________
= به المعدلة في القسمة والمعنى أن الله تعالى يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة من عنده، كما يرفع الوزان يده، ويخفِضُها عن الوزن، وقيل: هو إشارة إلى أنه يحكم بين خلقه بميزان العدل، فأمرُه كأمرِ الوزَّان الذي يخفض يده ويرفعها، وهذا أنسب بما قبله، كأنه قيل: كيف يجوز عليه النوم وهو الذي يتصرف أبداً في ملكه بميزان العدل؟
يُرفع إليه، أي: للعرض عليه، وإن كان هو تعالى أعلم به، ليأمر ملائكته بإمضاء ما قضى لفاعله جزاء له على فعله، أو يُرفعُ إلى خزائنه، ليُحفظ إلى يوم الجزاء.
(1) في (ظ 13) و (ق) وهامش (س) : قيل.
(2) في (ظ 13) و (ق) : أفرأيت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي.
وأخرجه مسلم (1008) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (495) ، وابنُ أبي شيبة 9/108، وعبد بن حميد في "المنتخب" (561) ، والبخاري في "صحيحه" (1445) و (6022) ، وفي "الأدب المفرد" (225) و (306) ، ومسلم (1008) (55) ، والنسائي في "المجتبى" 5/64، وفي "الكبرى" (2318) ، والحسين المروزي في زياداته=(32/298)
19532 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَأَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ. وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَقَّ مَوَالِيهِ. وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِمَا جَاءَ بِهِ عِيسَى، وَمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَهُ أَجْرَانِ " (1)
__________
= على "الزهد" لابن المبارك (336) ، والدارمي (2747) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 10/81، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (538) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص18، والبيهقي في "الآداب" (107) ، وفي "الشعب" (7616) ، وابن ميمون النرسي في "ثواب قضاء حوائج الإخوان" (22) و (23) ، والبغوي في "شرح السنة" (1643) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (19686) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8183) .
وعن جابر، سلف برقم (14709) .
وعن أبي ذر، وبريدة، وحذيفة، سيرد على التوالي 5/154، 354، 383.
قال السندي: قوله: "على كل مسلم صدقة"، أي: تتأكد عليه الصدقة، وبيّن أن هذه الصدقة لا تتوقَف على المال، بل تحصل بكل معروف حتى بالإمساك عن الشرّ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وصالح الثوري: هو ابن صالح بن حي الهمداني الكوفي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.
وأخرجه بتمامه ومختصراً عبد الرزاق (13112) ، والبخاري (2547) ،=(32/299)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأبو عوانة 1/103، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1969) ، وابن منده في "الإيمان" (395) ، والبيهقي في "السنن" 7/128، وفي "الشُّعب" (8608) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع" 1/291، من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (768) ، وسعيد بن منصور (913) و (914) ، والدارمي (2244) ، والبخاري في "صحيحه" (97) و (3011) و (3446) و (5083) ، وفي "الأدب المفرد" (203) ، ومسلم (154) ، والترمذي بإثر الحديث (1116) ، والنسائي في "المجتبى" 6/115، وفي "الكبرى" (5502) ، وأبو عوانة 1/103، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1968) و (1970) و (1971) (1972) (1975) ، وابن حبان (227) و (4053) ، وابن منده في "الإيمان" (397)
(398) (399) (400) ، والحاكم في "المعرفة "ص7، وأبو نعيم في "الحلية" 7/331، وابن حزم في "المحلى" 9/505، والبيهقي في "السنن" 7/122، وفي "السنن الصغير" (2404) ، والخطيب في "الموضح" 1/290، والبغوي في "شرح السنة" (26) من طرق عن صالح، به. قال الترمذي: حديث أبي موسى حديث حسن صحيح.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (1116) ، وأبو عوانة 1/103، والطبراني في "الأوسط" (1889) و (3073) و (5871) ، وفي "الصغير" (113) ، والدارقطني في "العلل " 7/201، والخطيب في "تاريخه" 4/288 من طرق عن الشعبي، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2551) ، وفي "الأدب المفرد" (204) و (205) ، وأبو يعلى (7308) ، والبيهقي في "الآداب" (71) ، وفي "الشعب" (8607) من طريق أبي بردة بريد، عن جده أبي بردة، به، مختصراً في العبد المملوك.
وسيرد بالأرقام: (19564) (19602) (19634) (19656) (19712) (19727) .=(32/300)
19533 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (1)
19534 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُنِيخٌ بِالْأَبْطَحِ فَقَالَ لِي: " أَحَجَجْتَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَبِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: " قَدْ أَحْسَنْتَ ". قَالَ: " طُفْ بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَحِلَّ ". قَالَ: فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ بَنِي قَيْسٍ فَفَلَّتْ رَأْسِي، ثُمَّ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ. قَالَ: فَكُنْتُ أُفْتِي بِهِ النَّاسَ
__________
= وفي باب تأدية العبد حق الله وحق مواليه؛ عن أبي هريرة سلف برقم (7428) .
وفي باب من أسلم من أهل الكتاب؛ عن أبي أمامة سيرد 5/259.
قال السندي: قوله: "فله أجران"، أي: بكل عمل من أعماله المتعلقة بهذا الشأن، كالتعليم والإعتاق، أو بكل ما يفعل من الأعمال كرامةً لهذا العمل، والله تعالى أعلم.
وعبدٌ أدى حقَ الله ... إلخ، أي: كذلك، فالخبر مقدر، ويحتمل أن يكون قوله: "فله أجران" خبر عنهما بتأويل كل واحد، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19526) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الرحمن، وهو ابن مهدي.(32/301)
حَتَّى كَانَ خِلَافَةُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ رَجُلٌ (1) : يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ رُوَيْدَكَ بَعْضَ فُتْيَاكَ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ بَعْدَكَ. قَالَ: فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاهُ فُتْيَا فَلْيَتَّئِدْ؛ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ عَلَيْكُمْ فَبِهِ فَأْتَمُّوا. قَالَ: فَقَدِمَ عُمَرُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: إِنْ نَأْخُذْ بِكِتَابِ اللهِ فَإِنَّ كِتَابَ اللهِ تَعَالَى يَأْمُرُنَا بِالتَّمَامِ، وَإِنْ نَأْخُذْ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمْ يَحِلَّ حَتَّى بَلَغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ " (2)
19535 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ،
__________
(1) في (ظ13) : فقال لي رجل، وجاءت لفظة: "لي" نسخة في هامش (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1565) و (1795) ، ومسلم (1221) (154) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (516) ، والدارمي (1815) ، والبخاري (1724) و (4397) ، ومسلم (1221) (154) ، والنسائي في "المجتبى" 5/156، و"الكبرى" (3722) ، وابن الجارود في "المنتقى" (432) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/34-، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/190، والبيهقي في "السنن" 4/339 و5/41 من طرق عن شعبة، به.
وسلف من طريق سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم برقم (19505) .(32/302)
عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَبَكَتْ عَلَيْهِ (1) أُمُّ وَلَدِهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ لَهَا: أَمَا بَلَغَكِ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ، وحَلَقَ وَخَرَقَ " (2)
__________
(1) لفظ: "عليه" ليس في (ظ 13) .
(2) حديث صحيح، يزيد بن أوس- وإن كان مجهولاً، لم يروِ عنه سوى إبراهيم بن يزيد النخعي، ولم يُؤْثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وجهَلَه ابنُ المديني- قد توبع، وامرأة أبي موسى: مي أم عبد الله بنت أبي دومة، صحابية، أخرج لها مسلم هذا الحديث، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.
منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/21، وفي "الكبرى" (1992) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (896) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (507) - ومن طريقه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (897) - عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/289 عن محمد بن فضيل، ومسلم (104) من طريق هُشيم، كلاهما عن حُصين، عن عياض الأشعري، عن امرأة أبي موسى، عن أبي موسى، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1333) ، وابن منده (605) من طريق شعبة، عن حُصين، عن عياض الأشعري، عن أبي موسى، به، دون ذكر امرأة أبي موسى في الإسناد.
وأخرجه مسلم (104) ، والطبراني في "الأوسط" (1332) ، وابن منده (607) ، والبيهقي 4/64 من طريق شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي ابن حراش، عن أبي موسى، مرفوعاً.
وأخرجه ابن سعد 4/115-116 من طريق أبي عوانة، وابنُ سعد أيضاً=(32/303)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 4/15 وأبو عوانة 1/56، وابن منده (608) من طريق شعبة كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن أبي موسى موقوفاً. وقد رفعه شعبة فيما ذكرنا آنفاً.
وأخرجه أبو يعلى (7235) من طريق علي بن مسهر، عن داود، عن عبد الأعلى النخعي، عن أم عبد الله، عن أبي موسى مرفوعاً.
وأخرجه ابن حبان (3154) من طريق خالد وهو ابن عبد الله الواسطي، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عبد الأعلى النخعي، عن أبي موسى قال: يا أم عبد الله، ألا أخبرك بما لعن رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر الحديث. وعبد الأعلى النخعي ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/128، وقال: يروي عن أبي موسى الأشعري، ويروي عن أم عبد الله عن أبي موسى، روى داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود، عنه.
قلنا: لكن جاء في إسناد أبي يعلى أنه روى عنه داود، ولم يذكر البخاري وابن أبي حاتم سوى روايته عن أم عبد الله، قال البخاري: قاله داود. فلا ندري هل يروي عنه داود وأبو حرب كلاهما؟ أم هل سقط أبو حرب من إسناد أبي يعلى؟ وعلى كل فهو مجهول العين، أو مجهول الحال. لكنه متابع بما سلف.
وسيرد بالأرقام: (19539) (19540) (19547) (19616) (19617) (19626) (19690) (19729) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3658) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: أنه أُغمي عليه، أي: على أبي موسى.
فسألتُها: بصيغة المتكلم، وهذا من قول يزيد بن أوس وضمير المفعول لأم الولد.
مَنْ سَلَق: أي: رفع صوته عند المصيبة، وقيل: أن تصك وجهها.
وحَلَق: أي: رأسه للمصيبة.
وخَرَق: أي: ثوبه لها.(32/304)
19536 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَمِعَ بِي مِنْ أُمَّتِي أَوْ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِي لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعيد بن جبير لم يسمع أبا موسى الأشعري، فقد وُلد سعيد سنة 46هـ، وتُوفي أبو موسى نحو الخمسين على أحد الأقوال، وقد أشار إلى إرسال رواية سعيد عن أبي موسى البزارُ، والحافظُ في "التقريب". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (509) ، والبزار في "مسنده" (16) "زوائد"، والنسائي في "الكبرى" (11241) - وهو في "التفسير" (261) - والطبريُ في "تفسيره" (18079) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 4/308 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلم أحداً رواه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أبو موسى، بهذا الإسناد، ولا أحسب سمع سعيدٌ من أبي موسى. قال الهيثمي: هو في الصحيح عن أبي هريرة. قلنا: سلف في "المسند" من حديث أبي هريرة برقم (8203) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (4880) من طريق أبي الوليد، عن شعبة، به، بلفظ: "من سمعَ يهودياً أو نصرانياً دخل النار". وقد بوَّب عليه ابن حبان بقوله: إيجاب دخول النار لمن أَسْمَعَ أهل الكتاب ما يكرهونه. فتعقَّبه الحافظُ في "إتحاف المهرة" 10/24-25، فقال: وهذا فيه نظر كبير، وهو غلطٌ نشأ عن تصحيف، ... وكأنَ الرواية التي وقعت لابن حبان مختصرة: "من سَمعَ بي فلم يُؤمن دخل النار يهودياً أو نصرانياً" فتحرف عليه، وبوَّب هو على ما تحرَف، فوقع في خطأ كبير. قلنا: وقد فاتنا أن نُنبه على ذلك في صحيح ابن حبان، فيُستدرك من هنا.
وأخرجه مطولاً سعيد بن منصور في "سننه" (التفسير) (1084) عن أبي عوانة، عن أبي بشير، به. =(32/305)
19537 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَسْوَدُ طَوِيلٌ قَالَ:، جَعَلَ أَبُو التَّيَّاحِ يَنْعَتُهُ أَنَّهُ قَدِمَ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ الْبَصْرَةَ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْشِي فَمَالَ إِلَى دَمْثٍ فِي جَنْبِ حَائِطٍ فَبَالَ، ثُمَّ قَالَ: " كَانَ بَنَو إِسْرَائِيلَ إِذَا بَالَ أَحَدُهُمْ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ بَوْلِهِ تَتْبَعُهُ (1) فَقَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضَيْنِ " (2) . وَقَالَ: " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبُولَ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ " (3)
__________
= وأخرجه مطولاً عبدُ الرزاق في "تفسيره" 2/303، والطبري في "تفسيره" (18073) و (18075) و (18076) من طريق أيوب، عن سعيد بن جبير، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/261، وقال: رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد بنحوه، ورجالُ أحمد رجالُ الصحيح، والبزارُ أيضاً باختصار.
وسيرد برقم (19562) .
قال السندي: قوله: من أمتي، أي: من غير أهل الكتاب من الأميين، ولكونه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأميين أضافهم إليه.
أو يهودي: بالجر عطف على أمتي، أي: أو مِن أهل الكتاب، والمرادُ أنَّ كل من بلغته دعوتُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثبتت عنده رسالتُه، يجب عليه الإيمانُ به، أمياً كان، أو كتابياً، فإن لم يؤمن به لم يدخل الجنة، وعُلم منه عمومُ رسالته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الكُل، والله تعالى أعلم.
(1) في (س) و (ق) : يتبعه.
(2) في (م) ونسخة في (س) : بالمقاريض، وفي (ق) : بمقاريض.
(3) صحيح لغيره دون قوله: "إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الراوي عنه أبو التّيّاح، وبقية رجاله ثقات=(32/306)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رجال الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي.
وأخرجه الطيالسي (519) ، والبيهقي 1/93-94 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" 1/336 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن أبي موسى، به.
وقوله: "كان بنو إسرائيل إذا بال أحدهم ... ":
أخرجه بنحوه أبو يعلى (7284) من طريق علي بن عاصم الواسطي، عن خالد، وهو الحذاء، عن توبة العنبري، عن أبي بردة، عن أبيه، مرفوعاً بلفظ: "كان صاحبُ بني إسرائيل أشدَّ في البول منكم، كانت معه مبراة إذا أصاب شيئاً من جسده البولُ براه بها". وعلي بن عاصم ضعيف.
وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن حَسَنَة، سلف 4/196 بإسناد صحيح، ولفظه: كنت أنا وعمرو بن العاص جالسين، قال: فخرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه درَقَةٌ أو شبهها، فاستتر بها، فبال جالساً، قال: فقلنا: أيبولُ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما تبول المرأة! قال: فجاءنا، فقال: "أَوَ ما علمتم ما أصاب صاحبَ بني إسرائيل؟ كان الرجلُ منهم إذا أصابه الشيءُ من البول، قرضه، فنهاهم عن ذلك، فعُذب في قبره".
ويُعارضه حديثُ حذيفة، وهو عند البخاري (226) ، ومسلم (273) (74) وسيرد 5/402، ولفظه عند البخاري: قال أبو وائل، وهو شقيق بن سلمة: كان أبو موسى يُشَددُ في البول، ويقولُ: إن بني إسرائيل كان إذا أصاب ثوبَ أحدهم قرضه، فقال حذيفة: ليته أمسك، أتى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبَاطة قوم، فبال قائماً. وانظر حديث المغيرة بن شعبة (18150) .
وجمع بينهما الحافظ في "الفتح" 1/330، فقال: الأظهر- يعني بولَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائماَ- أنه فعل ذلك لبيان الجواز، وكان أكثر أحواله البول عن قعود، والله أعلم. ثم قال: وقد ثبت عن عمر وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم أنهم بالُوا قِياماً، وهو دالٌ على الجواز من غير كراهة إذا أمن الرشاش، والله أعلم.=(32/307)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "إذا أراد أحدكم البول فليرتد لبوله":
أخرجه أبو داود (3) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/94- من طريق حماد ابن سلمة، وابن المنذر في "الأوسط" 1/329 من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، كلاهما عن شعبة، به. وقد سقط من "الأوسط" الرجل المبهم في الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (3088) رواه عن بشر بن موسى، عن يحيى بن إسحاق السَيْلَحيني، عن سعيد بن زيد، عن واصل مولى أبي عُيينة، عن يحيى بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:
"كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله". وقال: لم يرو هذا الحديثَ عن واصلٍ مولى أبي عيينة إلا سعيدُ بن زيد. ويحيى: هو يحيى بن عبيد بن مرجى، لم يسند عبيد بن مرجى عن أبي هريرة إلا هذا الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/204، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وهو من رواية يحيى بن عبيد بن مرجى عن أبيه، ولم أَرَ من ذكرهما، وبقية رجاله موثقون.
ونقل المناوي في "فيض القدير" 5/200 عن الولي العراقي قوله: فيه يحيى بن عبيد وأبوه غير معروفين.
قال السندي: قوله: فكتب، أي: ابن عباس.
إلى دمث: بفتحتين، أو كسر الميم، هو أشهر: الأرض السهلة الرخوة.
في جنب حائط، أي: في قُربه، وهو يحتمل أن لا يكون القرب بحيث يضر البول فيه البناء، فلا إشكال في البول فيه، وعلى تقدير أن يكون مضراً، فيحتمل أن يكون الجدار غير مملوك، أو علم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برضا صاحب الدار.
فقَرَضَه، أي: قطعه، أي: محل البول، فكان الحكمُ في حقهم أشد، وخفف الله تعالى لهذه الأمة حتى يكفيهم إمرارُ الماء على البول.
فليرتَدْ: بسكون الدال: افتعال من راد، ومنه الإرادة، يقال: ارتاده: إذا طلبه. في "النهاية": أي ليطلب مكاناً ليناً لئلا يرجع عليه رشاش بوله. يريد أن المفعول محذوف بقرينة المقام، ولو قدر فليطلب مثل هذا المكان فحذف=(32/308)
19538 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَثُّ الْهَيْئَةِ فَقَالَ يَا أَبَا مُوسَى: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ فَأَلْقَاهُ، ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ (1)
__________
= المفعول بقرينة مشاهدة مثله كان أولى.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، جعفر بن سليمان- وهو الضُبَعي- من رجاله، وقد أخرج له هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
بهز: هو ابن أسد العَمي، وأبو عمران: هو عبد الملك بن حبيب.
وأخرجه الطيالسي (530) ، وابن أبي شيبة 2/292، ومسلم (1902) ، والترمذي (1659) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (9) ، وأبو يعلى (7324) و (7330) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/121، وأبو عوانة 5/39 - 40، وابن حبان (4617) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (81) ، وابن عدي في "الكامل" 2/570، والحاكم في "المستدرك" 2/70، وأبو نعيم في "الحلية" 2/317، والقضاعي في "مسند الشهاب" (118) ، والبيهقي 9/44 من طرق عن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان الضُّبَعي، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: قد أخرجه مسلم كما ذكرنا.
وأخرجه بنحوه أبو عوانة 5/40 من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران، به.
وسيبرد برقم (19680) .=(32/309)
19539 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى فَبَكَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ: " إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ (1) بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ امْرَأَتَهُ. فَقَالَتْ: مَنْ حَلَقَ، أَوْ خَرَقَ، أَوْ سَلَقَ " (2)
19540 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خَالِدٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى فَبَكَوْا عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: " إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّنْ (3) بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِمَّنْ حَلَقَ أَوْ خَرَقَ أَوْ سَلَقَ " (4)
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى، سلف برقم (19114) .
قال السندي: قوله: "تحت ظلال السيوف" أي: في القرب منها عند المقارعة بها.
آنتَ: بالمد على الاستفهام.
أقرأ عليكم؛ يودعهم بذلك.
جَفْن سيفه: بفتح جيم وسكون فاء، أي: غمده تنبيهاً على أنه لا يريد رد السيف إليه.
(1) في (ظ13) : مما، وفي هامشها: ممن.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (19535) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفّان، وهو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن سعد 4/115 عن عفّان، بهذا الإسناد.
(3) في (ظ13) و (ق) : مما، وهي نسخة في (س) .
(4) إسناده صحيح، خالد الأحدب: هو ابن عبد الله بن محرز المازني ابن=(32/310)
19541 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، وَحَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَابِ بَيْتٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: وَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ (1) الْبَابِ، ثُمَّ قَالَ: " هَلْ فِي الْبَيْتِ إِلَّا قُرَشِيٌّ؟ " قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، غَيْرُ فُلَانٍ ابْنِ أُخْتِنَا. فَقَالَ: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ مَا دَامُوا إِذَا اسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وَإِذَا حَكَمُوا عَدَلُوا، وَإِذَا قَسَمُوا أَقْسَطُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ " (2)
__________
= أخي صفوان بن محرز، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له مسلم حديثاً واحداً، وقد تُوبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.
عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة خالد الأحدب) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/115 عن عفّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/20، وفي "الكبرى" (1988) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار، (1332) ، وابن حبان (3151) من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (19535) .
(1) في (م) : بعضادة.
(2) حديث صحيح لغيره دون قوله: فمن لم يفعل ذلك منهم ... إلى آخر الحديث، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة أبي كنانة: وهو القرشي، فقد روى عنه=(32/311)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ثلاثة غير أنه لم يؤثر توثيقه عن أحد، وجهله ابن القطان والذهبي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن مخراق، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود وهو ثقة.
وأخرجه المِزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي كنانة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1582) "زوائد" من طريق محمد بن جعفر، به. وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن أبي موسى، وأبو كنانة روى عنه زياد بن مخراق حديثين، هذا أحدهما.
وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 9/61 و12/170، وأبو داود (5122) ،
وابن أبي عاصم في "السنة" (1121) من طريق أبي أسامة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/193، وقال: روى أبو داود منه: "ابنُ أخت القوم منهم" فقط، رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد ثقات!
قلنا: وقوله: "ابنُ أُختِ القوم منهم" له شاهد من حديث أنس، سلف برقم (12187) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "إن هذا الأمر في قريش ما داموا إذا استُرحموا رَحموا، وإذا حَكموا عَدلوا، وإذا قَسموا أقسطوا" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7653) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين" له شاهد من حديث أنس، سلف برقم (12307) ، وفي إسناده مجهول.
وقوله: "لا يقبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْل" له شاهد من حديث أنس كذلك أخرجه الطيالسي (2133) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 3/171- وإسناده ضعيف لانقطاعه، في إسناده سعد بن إبراهيم، لم يلق أحداً من الصحابة.
قال السندي: قوله: إن هذا الأمر، أي: الحكم والإمارة.
إذا استُرحموا: على بناء المفعول، والحاصل أن ثبوت الخلافة في قريش ليس على إطلاقه، بل مقيدٌ بمراعاة الدين والمسلمين، وعليه تُحمل الأحاديثُ=(32/312)
19542 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي مُوسَى، وَعَبْدِ اللهِ فَقَالَ أَبُو مُوسَى أَلَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ عَمَّارٍ؟ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ فَأَجْنَبْتُ، فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ (1) الدَّابَّةُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ (2) ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ (3) وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ مَسَحَ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبَتِهَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ " لَمْ يُجِزِ الْأَعْمَشُ الْكَفَّيْنِ (4)
__________
= المطلقة، فلا يُتوهَّمُ عدمُ مطابقتها للواقع، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) و (ص) : تتمرغ، وهي نسخة في (س) .
(2) في (م) : فذكر.
(3) قوله: "أن تقول" ليس في (ظ13) ولا (ص) ، وأشير إليه في (س) بنسخة، ووقع في (ق) : "أن تفعل هكذا" بدل: "أن تقول".
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة، وهو مكرر الحديث (18328) .
قال السندي: وعبد الله، أي: ابن مسعود، وكان يقول: إن الجنب لا يتيمم، كقول عمر، ويُخالفه أبو موسى في ذلك، كما كان عمار يُخالف عمر في ذلك، فاستدلَ أبو موسى على ابن مسعود بحديث عمار.
فتمرَّغْتُ، أي: تقلَّبتُ في التراب، كأنه ظنَّ أن إيصال التراب إلى جميع الأعضاء واجبٌ في الجنابة، كإيصال الماء.
كما تَمَرَّغُ، أصله: تتمرَّغ، بتاءين، كما في نسخة.
كل واحدة منهما: من اليدين.=(32/313)
19543 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= بصاحبتها، أي: بالأخرى.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة، أبو وائل الكوفي.
وأخرجه مسلم (1904) (150) ، والترمذي (1646) ، وابن ماجه (2783) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (242) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/168، وفي "السنن الصغير" (3685) ، وفي "الأسماء والصفات" (398) ، والبغويُّ في "شرح السنة" (2626) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيحٌ، وقال البغويُّ: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه الطيالسي (486) ، وعبد الرزاق (9567) ، وعبد بن حميد (553) ، والبخاري (7458) ، ومسلم (1904) (150) ، وأبو عوانة 5/77، وابن حبان (4636) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/128، والبيهقي في "السنن" 9/168 من طرق عن الأعمش، به.
وسلف برقم (19493) .
قال السندي: قوله: يقاتل شجاعة؛ أي إن ملكة الشجاعة تحمله على القتال من غير أن ينوي به أمراً، أو أنه يقاتل إظهاراً للشجاعة بين الناس، لكن على هذا يرجع إلى الرياء.=(32/314)
19544 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا، وَأَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ " فَأَمَرَهُمَا أَنْ يُعَلِّمَا النَّاسَ الْقُرْآنَ " (1)
19545 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: " إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ بِالنَّبْلِ فِي مَسَاجِدِنَا أَوْ
__________
= حَمِيَّة: بفتح فكسر، وتشديد ياء، أي: استنكافاً من أن يقال له: جبان ونحوه، أو استنكافاً من أن يكون قومه مغلوبين.
من قاتل، أي: ليس شيءٌ مما ذكرتَ في سبيل الله، وإنما الذي في سبيل الله هو ما قُصد به إعلاءُ دينه، وهو المرادُ بالكلمة، لثبوته بكلامه تعالى.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير طلحة بن يحيى - وهو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي- فمن رجال مسلم، وثقه يعقوب بن شيبة والعجلي والدارقطني، ووثقه ابن معين في رواية، وقال في رواية: ليس بالقوي، وقال أبو داود: ليس به بأس، وقال أبو زرعة والنسائي: صالح، وقال
أبو حاتم: صالح الحديث، حسنُ الحديث، صحيح الحديث، وقال ابن عدي:
روى عنه الثقات، ما برواياته عندي بأس، وقال البخاري: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطىء، وقال الحافظ في "الفتح" 11/29: فيه ضعف.
وأخرجه الحاكم 1/567 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد، وقال:
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه هكذا، ووافقه الذهبي!
قلنا: طلحة بن يحيى لم يخرج له البخاري.
وسترد أحاديثُ إرساله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن بالأرقام (19598) و (19666) و (19673) و (19699) و (19742) .(32/315)
أَسْوَاقِنَا فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى مَشَاقِصِهَا لَا يَعْقِرْ أَحَدًا " (1)
19546 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: " تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ أَحَدِكُمْ مِنَ الْإِبِلِ مِنْ عُقُلِهِ " قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: قُلْتُ لِبُرَيْدٍ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي حَدَّثْتَنِي عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) قَالَ: هِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ لَا أَقُولُ لَكَ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح بُريد برفعه عقب الحديث الذي يلي هذا الحديث. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.
وأخرجه أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/65-، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/280 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (452) و (7075) ، ومسلم (2615) (124) ، وأبو داود (2587) ، وابن ماجه (3778) ، وأبو يعلى (7291) ، وابن خزيمة (1318) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 10/65، وابن حبان (1649) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/23، و"شعب الإيمان" (5336) ، و"الآداب" (462) من طرق، عن بُريد، به.
وسلف مطولاً برقم (19488) .
(2) قوله: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ليس في (ظ13) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري الأسدي، بُريد بن عبد الله: هو ابن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/500 و10/477، وأبو عوانة (كما في "إتحاف=(32/316)
19547 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ فِي حَدِيثَ أَبِي حَرِيزٍ، أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مُوسَى حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَقَالَ: إِذَا انْطَلَقْتُمْ بِجِنَازَتِي فَأَسْرِعُوا الْمَشْيَ، وَلَا يَتَّبِعُنِي مُجَمَّرٌ، وَلَا تَجْعَلُوا فِي لَحْدِي شَيْئًا يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ التُّرَابِ، وَلَا تَجْعَلُوا عَلَى قَبْرِي بِنَاءً. " وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ حَالِقَةٍ أَوْ سَالِقَةٍ أَوْ خَارِقَةٍ قَالُوا أَوَسَمِعْتَ فِيهِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= المهرة" 10/83) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5033) ، ومسلم (791) ، وأبو عوانة كذلك، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/11، والبيهقي في "السنن الصغير" (947) ، وفي "الأربعون الصغرى" (45) من طريق أبي أسامة، عن بريد، به.
وسيأتي برقم (19685) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3620) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: تعاهدوا، أي: حافظوا، وداوموا عليه، وجدِّدوا العهد به.
تفلتاَ: تخلصاً.
من عُقُلِهِ؛ بضمتين، جمع عقال، ككتب جمع كتاب.
(1) إسناده حسن من أجل أبي حَرِيز: وهو عبد الله بن الحسين الأزدي، قاضي سجستان، فقد اختُلف فيه، فضعّفه يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل وأبو داود والنسائي والجوزجاني وسعيد بن أبي مريم، وقال ابن عدي: عامةُ ما يرويه لا يتابِعُه عليه أحدٌ، واختَلف قولُ ابن معين فيه، فوثَّقه مرة،
وضعْفه أخرى، ووثقه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: حسن الحديث، ليس بمنكر الحديث، يكتب حديثُه، وقال الدارقطني: يعتبر به. قلنا: وقد توبع، وبقية=(32/317)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رجاله ثقات رجالُ الشيخين غير الفُضَيل بن ميسرة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحابُ السنن خلا الترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه ابنُ ماجه (1487) ، وابنُ حبان (3150) ، والبيهقي في "السنن" 3/395 من طريق المعتمر، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم (1296) عن الحكم بن موسى، ووصلَه من طريقه (يعني الحكم) مسلم (104) ، وأبو عوانة 1/56-57 و57، وابن حبان (3152) ، وابن منده (603) ، والبيهقي 4/64 عن يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي بردة، قال: وَجِعَ أبو موسى وَجَعاً فغشي عليه، ورأسه في حجر امرأة من أهله، فصاحت امرأةٌ من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً، فلما أفاق قال: أنا بريءٌ مما برىء منه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره.
وأخرجه مسلم (104) ، وابن ماجه (1586) ، والنسائي في "المجتبى" 4/20، وفي "الكبرى" (1990) ، وابن منده (604) ، وابن حزم في "المحلى" 5/147، والبيهقي في "السنن" 4/64، وفي "السنن الصغير" (1144) ، وفي "الشعب" (10157) من طريق أبي صخرة، عن عبد الرحمن بن يزيد وأبي بردة ابن أبي موسى، قالا: أُغمي على أبي موسى وأقبلت امرأته أمُّ عبد الله تصيح
برنَّة، قالا: ثم أفاق، قال: ألم تعلمي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أنا بريءٌ ممن حلق وسلق وخرق"؟.
وفي الباب في الإسراع بالجنازة عن أبي هريرة، سلف برقم (7267) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وفي باب النهي عن إتْباع الجنازة بنار، سلف من حديث أبي هريرة برقم (9515) .
وفي باب النهي عن البناء على القبر عن جابر، سلف برقم (14149) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: مجمر، ضبط بكسر الميم على أنه اسم للآلة.(32/318)