حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَشْجَعَ
18290 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَّا مِنْ أَشْجَعَ، قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَطْرَحَهُ، فَطَرَحْتُهُ إِلَى يَوْمِي هَذَا " (1)
__________
= وأخرجه أبو داود (4347) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (132) - ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (4157) - من طرق، عن شعبة، به.
وسيرد 5/293.
وفي الباب عن ابن عباس مرفوعا: " ... ولا يهلك على الله تعالى إلا هالك" سلف ضمن الحديث رقم (2519) .
قال السندي: قوله: "حتى يُعْذِرُوا": هو على بناء الفاعل من أعذر من نفسه، إذا أمكن منها، أي: لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فيستوجبون العقوبة، ويكون لمعذبهم عذر، كأنهم قاموا بعذرهم فيه. ويُروى بفتح الياء، من: عذرته، بمعناه، وقيل: معناه: أعذروا من يعاقبهم بكثرة ذنوبهم، فهو
متعد، ويحتمل أن يكون لازما من: أعذر، إذا صار ذا عذر، أي: يذنبون، فيعذرون أنفسهم بتأويلات زائفة، ومرجع هذا الوجه إلى تحقير الذنوب، وإقامة العذر لهم في ارتكابها.
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين. وإبهام صحابيه لا يضر، حُصَين: هو ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي.
وأورده الحافظ في "تعجيل المنفعة" فيمن لم يسم، وقال: سنده صحيح.
وسيرد بسياق آخر برقم 5/272.
وانظر حديث أبي ثعلبة الخشني السالف برقم (17749) .(30/223)
حَدِيثُ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ (1)
18291 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ " (2)
18292 - حَدَّثَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْأَغَرَّ الْمُزَنِيَّ، يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ، (3) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ " (4)
__________
(1) سلفت ترجمة الأغر قبل الحديث رقم (17847) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له النسائي وأبو داود في التفرُّد، وهو ثقة، غير صحابيه الأغر المزني- ويقال: الجهني، وهو ابن يسار- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد".
وهو مكرر الحديث رقم (17848) .
وقد سلف أيضاً بالأرقام: (17847) (17849) (17850) .
وسيرد بالأحاديث الثلاثة التالية، و5/411.
(3) في (ص) و (ق) : يحدث عن ابن عمر، وهو خطأ. وانظر الحديث رقم (17847) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد".=(30/224)
حَدِيثُ رَجُلٍ
18293 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي (1) كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ " فَقُلْتُ لَهُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ، اللهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ: اثْنَتَانِ أَمْ وَاحِدَةٌ؟ فَقَالَ: " هُوَ ذَاكَ " أَوْ نَحْوَ هَذَا (2)
__________
=وهب: هو ابن جرير بن حازم، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
والأغرُّ: هو ابن يسار المزني، ويقال: الجهني.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (1288) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالحديث قبله، وهو مكرر الحديث رقم (17847) .
(1) كلمة "في" ليست في (ق) ، وضرب عليها في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وجاء مصرحاَ بصحابيه في الحديثين قبله، وهو الأغر بن يسار المزني، صرح به الحافظ في "التهذيب" في فصل المبهمات من الكنى. إسماعيل: هو ابن عُلَيّه، ويونس: هو ابن عُبَيد العبدي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف" 10/299 عن ابن عُلَية بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1127) ، والطبراني في "الكبير" (887) ، وفي "الدعاء" (1830) من طريق حماد بن سلمة، عن يونس ابن عبيد، بهذا الإسناد. وقرن ابن أبي عاصم بيونسَ حبيبَ بنَ الشهيد، وقد سقط من مطبوعه "عن أبي بردة".
وقد سلف بالحديثين قبله،=(30/225)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
18294 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ الْمَعْنَي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ سَمِعْتُ (1) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ، وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ " (2)
__________
(1) في (م) : يقول سمعت.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، فقد روى له البخاري متابعة، وهو متابع، وذكرنا في الحديث الذي قبله أن صحابي الحديث هو الأغر المزني.
معتمر: هو ابن سليمان، وأيوب: هو السختياني، وأبو بُردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (886) وفي "الدعاء" (1832) من طريق معتمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1136) من طريق جرير بن حازم، والنسائي في "الكبرى" (10278) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (444) من طريق معتمر، عن سليمان بن المغيرة، والطبراني في "الكبير" (885) ، وفي "الدعاء" (1831) من طريق عفان بن مسلم، عن سليمان بن المغيرة، كلاهما عن حميد بن هلال، به.
وقد سلف بالأحاديث الثلاثة قبله، وبرقم (17847) .(30/226)
حَدِيثُ عَرْفَجَةَ (1)
18295 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " تَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ جَمِيعٌ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ، كَائِنًا مَنْ كَانَ " (2)
__________
(1) عَرْفَجة، بفتح أوله وسكون راء مهملة، وفتح الفاء، بعدها جيم، وهو ابن شُريح، أشجعي نزل الكوفة. قاله السندي. قلنا: وذكر الحافظ في "الإصابة" أنه قال له: ابنُ صريح، بالصاد المهملة أو المعجمة، ويقال: ابن شَريك، ويقال: ابن شَراحيل، ويقال: ابن ذريح.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيُّه من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 19/556 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/64، وأبو داود (4762) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (361) ، والنسائي في "المجتبى" 7/93، وفي "الكبرى" (3485) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1224) - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1108) ، والبيهقي 8/168 - وابن أبي عاصم أيضاً في "الآحاد والمثاني" (2852) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/23- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2324) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وابن حبان (4406) من طريق حجاج بن محمد، والطبراني في "الكبير" 17/361 من طريق عفان بن مسلم، أربعتهم عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن أبو داود=(30/227)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الطيالسي بشعبة أبا عوانة.
وأخرجه عبد الرازق (20714) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/64، ومسلم في "صحيحه" (1852) (59) ، والنسائي في "المجتبى" 7/92 و7/93، وفي "الكبرى" (3483) (3484) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2325) إلى (2328) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/282، وابن حبان (4577) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (353) إلى (364) ، وفي "الأوسط" (3761) ، (5396) ، والإسماعيلي في "معجمه" (287) ، والحاكم في "المستدرك" 2 / 156، وتمام في "فوائده" (925) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن وغوائلها" (147) ، والبيهقي في "السنن" 8/168-169، والمزي في "تهذيب الكمال" 32/242 من طرق عن زياد بن
علاقة، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مسلم (1852) (60) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (366) ، والبيهقي 8/169، والمزي 19/556 من طريق عثمان بن أبي شيبة، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/281 من طريق جندل بن والق، كلاهما عن يونس بن أبي يعفور؛ عن أبيه، والطبراني في "الكبير" 17/ (367) من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، وابن قانع أيضاً 2/181، والطبراني في "الأوسط" (4149) ن طريق فرات القزاز، عن أبي حازم الأشجعي، ثلاثتهم عن عرفجة، بنحوه. وقد تحرف "عرفجة بن شريح" في "الأوسط" إلى "محمد ابن سريج".
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/93، وفي "الكبرى" (3486) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2329) من طريق زيد بن عطاء بن السائب، وابن أبي عاصم في "السنة" (1106) (1107) ، من طريق مجالد، كلاهما عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، بنحوه. ومجالد ضعيف،
وزيد بن عطاء مقبول.
وسيرد برقم (18296) و4/341 و5/23-24.=(30/228)
18296 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ الْأَشْجَعِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: قَالَ: وَقَالَ شَيْبَانُ: ابْنِ شُرَيْحٍ الْأَسْلَمِيِّ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من بايع إماماً، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبة، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا عنق الآخر" سلف برقم (6501) .
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (5386) .
قال السندي: قوله: "هنات " بفتح وتخفيف، أي: تغيرات وتبدلات.
"أن يفرق": من التفريق.
"وهم جميع" أي: مجتمعون على إمام واحد.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، كسابقه. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/64 من طريق هاشم بن القاسم، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1852) (59) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به.
وسيرد من طريق هاشم، عن شيبان، أيضاً، 4/341، ومن طريق محمد ابن جعفر 4/341 و5/23-24.(30/229)
حَدِيثُ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ (1)
18297 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ (2) عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: أَخْبِرْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَا (3) يَلِجُ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ " قَالَ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: سَمِعَتْ (4) أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي. فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ (5)
__________
(1) سلفت ترجمة عمارة بن رويبة قبل الحديث رقم (17219) .
(2) في (م) : عن، وهو خطأ.
(3) في هامش (س) : لن. (نسخة) .
(4) في م: سمعت.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي بكر بن عمارة وأبيه، فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن إسماعيل القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه أبو داود (427) ، والنسائي في "المجتبى" 1/241، وابن خزيمة (318) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (862) ، وابن خزيمة (318) ، والبيهقي في "السنن" 1/466، والبغوي في "شرح السنة" (382) والمزي في "تهذيب الكمال" 33/126 من طرق عن إسماعيل، به.
وقد سلف برقم (17220) وذكرنا أحاديث الباب هناك، وانظر ما بعده.(30/230)
18298 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْبَخْتَرِيُّ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيِّ، سَمِعُوهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَنْ يَلِجَ النَّارَ رَجُلٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي (1)
18299 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، أَنَّهُ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ يُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ يَدْعُو، فَقَالَ: " لَعَنَ اللهُ هَاتَيْنِ الْيُدَيَّتَيْنِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير البختري وأبي بكر بن عمارة وأبيه، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وله في هذا الحديث ثلاثة شيوخ: ابن أبي خالد: وهو إسماعيل، ومسعر: وهو ابن كدام، والبختري بن المختار.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 33/125 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/386- 387- ومن طريقه مسلم (634) (213) ، والنسائي في "المجتبى" 1/235، وفي "الكبرى" (354) ، وأبو عوانة 1/376، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/36 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/376، وابن حبان (1738) من طريق يزيد بن هارون، عن مِسعر بن كِدام، به.
وقد سلف بالحديث قبله.(30/231)
رَأَيْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَدْعُو وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبَعٍ " (2)
__________
(1) في (ظ 13) و (ق) : لقد رأيت، وضُرب على لفظ "لقد" في س.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. صحابيه من رجاله وباقي رجال الإسناد من رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/147 مختصراً من طريق ابن فضيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالأرقام (17219) (17221) (17224) .(30/232)
حَدِيثُ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ (1) الطَّائِيِّ
18300 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي، أَوْ أَخْبَرَنِي، عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوْقِفِ (2) ، فَقُلْتُ: جِئْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ جَبَلَيْ طَيِّئٍ، أَكْلَلْتُ مَطِيَّتِي، وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ حَبَلٍ (3) إِلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ، هَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْرَكَ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَأَتَى عَرَفَاتٍ قَبْلَ ذَلِكَ، لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ " (4)
18301 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ
__________
(1) سلفت ترجمة عروة بن مضرس قبل الحديث رقم (16208) .
(2) في (ظ13) و (ق) : بالموقف.
(3) حَبْل، بالحاء المهلمة، وانظر الحديث رقم (16208) .
(4) إسناده صحيح، وهو مكرر (16208) غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه أبو داود (1950) ، والنسائي في "المجتبى" 5/264، وابن خزيمة (2820) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (388) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/273-274 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16208) .(30/233)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِجَمْعٍ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ: " مَنْ صَلَّى مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَكَانِ، ثُمَّ وَقَفَ مَعَنَا هَذَا الْمَوْقِفَ حَتَّى يُفِيضَ الْإِمَامُ، أَفَاضَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عَرَفَاتٍ لَيْلًا، أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له سوى أصحاب السنن. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الحاكم 1/463 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1282) ، والنسائي في "المجتبى" 5/264، والدارمي (1889) ، وابن حبان (3850) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (379) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/189 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4689) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/208 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السَفَر، به، وقرن معه في "شرح المشكل" إسماعيل بن أبي خالد، وفي "المعاني": زكريا بن أبي زائدة وداود بن أبي هند.
وأخرجه كذلك من طريق وهب بن جرير الطبراني في "الكبير" 17/ (392) ، والحاكم 1/463، وأبو نعيم 7/189-190 عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، به.
وقال أبو نعيم: تفرد به وهب عن شعبة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2492) ، والنسائي في "المجتبى" 5/263-264، والطبراني في "الكبير" 17/ (394) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/190 من طريق أمية بن خالد، عن شعبة، عن سيار أبي الحكم، عن الشعبي، به. وقال أبو نعيم: تفرد به أمية، عن شعبة، عن سيار.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (393) ، وأبو نعيم 7/190 من طريق سعيد بن عامر الضبعي، عن شعبة، عن زبيد اليامي، عن الشعبي، به. قال أبو نعيم: تفرد به سعيد، عن شعبة، عن زبيد.=(30/234)
18302 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ (1)
18303 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، حَدَّثَنِي قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِجَمْعٍ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ رَوْحٍ (2)
18304 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِجَمْعٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ: " مَنْ صَلَّى مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَكَانِ، وَوَقَفَ مَعَنَا هَذَا
__________
= وأخرجه الطبراني 17/ (380) ، والدارقطني 2/240 من طريق سفيان الثوري، عن ابن أبي السفر، به.
وقد سلف برقم (16208) .
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (18301) إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو النضر هاشم بن القاسم.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (18301) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان ابن مسلم الصفار.(30/235)
الْمَوْقِفَ، حَتَّى يُفِيضَ أَفَاضَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عَرَفَاتٍ لَيْلًا، أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (18301) إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر غندر.(30/236)
حَدِيثُ أَبِي حَازِمٍ (1)
18305 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَخْطُبُ، وَأَنَا فِي الشَّمْسِ، فَأَمَرَ بِي (2) ، فَحَوَّلْتُ إِلَى الظِّلِّ " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة أبي حازم قبل الحديث (15515) .
(2) في (م) و (ق) : فأمرني.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15518) سنداً ومتناً.(30/237)
حَدِيثُ ابْنِ صَفْوَانَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ، (1)
18306 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ بَشِيرِ (2) بْنِ سَلْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (3)
__________
(1) صفوان الزهري: هو صفوان بن مخرمة، قرشي زهري، له صحبة، سكن المدينة، يقال: إنه أخو المسور بن مخرمة، ولم يرو عنه غير ابنه القاسم. قاله السندي.
(2) في (م) : بشر، وهو خطأ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. القاسم بن صفوان روى عنه الشعبي وبشير بن سلمان وأشعث فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 7/161، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/111، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/304، ووثقه ابن خلفون فيما ذكر الحافظ في "التعجيل"، وذكر ابنُ أبي حاتم عن أبيه قوله: لا يعرف إلا في حديث رواه بشير بن سلمان عنه، وبقية رجاله ثقات، وكيع: هو ابن الجراح، وبَشِير بن سلمان: هو النهدي، وقد تحرف في "تهذيب الكمال" إلى الكندي، وصحابيُّه صفوان ليست له رواية في شيء من الكتب الستة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/325، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4 /305، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (645) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/16، والطبراني في "الكبير" (7399) ، والحاكم في "المستدرك" 3/251، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/29، من طرق، عن بَشِير بن سلمان، بهذا الإسناد. وهو مكرر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7130) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.(30/238)
18307 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، (1) حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي بَشِيرًا، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ صَفْوَانَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا بِصَلَاةِ الظُّهْرِ، فَإِنَّ الْحَرَّ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ " (2)
__________
(1) في (م) : أبو يعلى، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله. غير أن شيخ أحمد هنا هو يعلى، وهو ابن عُبيد الطنافسي.(30/239)
حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ (1)
18308 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (2) سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ، يَقُولُ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، قَالَ يَحْيَى: يَعْنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ،: " الْآنَ نَغْزُوهُمْ، وَلَا يَغْزُونَا " (3)
__________
(1) سليمان بن صُرَد: خزاعي، يقال: كان اسمه يسارا، فغيره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان خيّراً فاضلاً، شهد صفّين مع علي. قاله السندي.
(2) تحرفت في (م) إلى: بن.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السَّبِيعي، وقد صرَّح بالسماع.
وَأخرجه البخاري (4109) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/622- ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/457- وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/289، والطبراني في "الكبير" (6484) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/345 و7/133 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين (وقرن يعقوب بأبي نعيم قبيصة) ، والبيهقي في "دلائل النبوة"3/457 من طريق أبي داود الحفري، ثلاثتهم عن سفيان بهذا الإسناد. وتحرف لفظ "الآن" في معجم ابن قانع إلى "لا" وأشار محققه إلى أنه قد ضُبب فوقها في الأصل.
وأخرجه البخاري (4110) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3794) - والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/457-458 من طريق إسرائيل، وأبو=(30/240)
18309 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، قَالَ: لَمَّا (1) انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، قَالَ: " الْآنَ نَغْزُوهُمْ، وَلَا يَغْزُونَا " (2)
__________
= نعيم في "الحلية" 4/345 من طريق شريك، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وفي رواية إسرائيل زيادة: "نحن نسير إليهم".
وسيكرر بالحديث بعده، و6/394.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعاً كثيرة، فقال رسول الله صلي الله عليه: "لا يغزونكم بعدها أبداً، ولكن تغزونهم "أخرجه البزار (1810) (زوائد) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/139، وقال: رجاله ثقات.
قال السندي قوله: "الآن نغزوهم" أي: نخرج إلى أهل مكة للقتال، ولا يخرجون إلينا للقتال، فكان كذلك، ففيه معجزة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) لفظ "لما" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بالسماع في الرواية السابقة.
وأخرجه الطيالسي (1289) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/345- والطبراني في "الكبير" (6485) ، وأبو نعيم أيضاً في "الحلية" 4/345 من طريق مسلم بن إبراهيم وبشر بن عمر الزهراني، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
ولفظ الطبراني: "اليوم نغزوهم ولا يغزونا".
وقد سلف بالحديث قبله، وسيرد 6/394.(30/241)
وَمِمَّا اجْتَمَعَ فِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ، وَخَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ (1)
18310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ وَهُمَا يُرِيدَانِ أَنْ يَتْبَعَا جِنَازَةَ مَبْطُونٍ، فَقَالَ: أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ، أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَقْتُلُهُ بَطْنُهُ، فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ "؟ فَقَالَ: بَلَى (2)
__________
(1) خالد بن عُرْفُطة، بضم عين مهملة وسكون راء، وضم فاء: عذري، حليف بني زهرة، وكان مع سعد في فتوح العراق، وله صحبة، قاله السندي.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن يسار - وهو الجهني- فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. وخالدُ بن عُرْفُطة روى له أبو داود والنسائي هذا الحديث فقط.
وأخرجه الطيالسي (1288) ، والنسائي في "المجتبى" 4/98، وفي "الكبرى" (2179) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/289، وابن حبان (2933) ، والطبراني في "الكبير" (4101) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9883) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/234، والطبراني في "الكبير" (4104) من طريق زيد بن أبي أنيسة، و (4102) من طريق أيوب بن جابر، و (4103) من طريق قيس بن الربيع، ثلاثتهم عن جامع بن شداد، به.
وأخرجه الطبراني (4105) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، و (4106) من طريق يزيد بن أبي خالد، و (4107) و (4108) من طريق سعيد بن عمرو بن أشوع، ثلاثتهم عن عبد الله بن يسار، به.=(30/242)
18311 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَسَارٍ، قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ، وَخَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ قَاعِدَيْنِ قَالَ: فَذُكِرَ (1) أَنَّ رَجُلًا مَاتَ بِالْبَطْنِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَمَا سَمِعْتَ، أَوَمَا بَلَغَكَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ، فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ "؟ قَالَ الْآخَرُ: بَلَى (2)
18312 - حَدَّثَنَا قُرَانٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو سِنَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَأُخْرِجَ بِجِنَازَتِهِ، فَلَمَّا رَجَعْنَا، تَلَقَّانَا خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ وَكِلَاهُمَا قَدْ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، فَقَالَا: سَبَقْتُمُونَا بِهَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ، فَذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ بِهِ بَطْنٌ، وَأَنَّهُمْ خَشُوا عَلَيْهِ الْحَرَّ، قَالَ: فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ، فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ
__________
= وسيُكرر بالحديث بعده، و5/292، وسيرد من وجه آخر برقم (18312) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8305) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فلن يعذب في قبره"، أي: لكونه شهيداً.
(1) في (ظ13) و (س) : فذكرا، والمثبت نسخة في هامش (س) عليها علامة الصحة.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو بهز، وهو ابن أسد العَمِّي من رجال الشيخين.(30/243)
لَمْ يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ " (1) ؟
__________
(1) حديث صحيح، سعيد الشيباني- وهو ابن سنان البرجمي أبو سنان، وإن وثقه عدد من أئمة الجرح والتعديل، قال أحمد: ليس يقيم الحديث، وقال ابن عدي: له أحاديث غرائب وأفراد، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب والوضع، لا إسناداً ولا متناً، ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء، ورواياته تحتمل وتقبل. قلنا: ومما وهم فيه ما ذكره البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل" (157) قال: سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: أبو إسحاق سمع من سليمان بن صرد، ولا أعرف لأبي إسحاق سماعاَ من خالد بن عرفطة، ولعله (يعني أبا إسحاق) سمع هذا الحديث من جامع بن شداد.
قلنا: يعني يرجع الحديث إلى رواية جامع بن شداد، عن عبد الله بن يسار، عنهما كما في الرواية السابقة، وإسنادها صحيح. وبقية رجال الإسناد ثقات. قُرَّان: هو ابن تَمَّام الأسدي، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (1064) ، وفي "العلل" (157) ، والطبراني في "الكبير" (4109) ، وفي "الصغير" (298) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/129 (ترجمة خالد بن عرفطة) من طريق عبيد بن أسباط، عن أبيه أسباط ابن محمد، عن سعيد بن سنان الشيباني، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن غريب في هذا الباب، وقد روي من غير هذا الوجه. قلنا: يعني بالإسناد السابق كما أسلفنا.(30/244)
حَدِيثُ (1) عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ (2)
18313 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، أَرَأَيْتَ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي أَتَيْتُمُوهُ: بِرَأْيِكُمْ، أَوْ شَيْءٌ عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ " (3)
__________
(1) في (م) : بقية حديث، وهي نسخة في (س) والمثبت من (ظ 13) وهو الصواب، فحديث عمار، لم يرد قبل هذا الموضع، وسيأتي أيضاً 4/319.
(2) عمار بن ياسر، أبو اليقظان، حليفُ بني مخزوم، وأمُه سُمَيَّة مولاةٌ لهم، وهو عَنْسي، كان من السابقين الأولين، هو وأبوه وأمه، وكانوا ممن يعذب في الله، فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمرُّ عليهم ويقول: "اصبروا آلَ ياسر، موعدُكم الجنة". واختُلف في هجرته إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلَّها، ثم شهد اليمامة، فقُطعت أذنُه بها، ثم استعمله عمرُ على الكوفة، وكتب
إليهم أنه من النُّجباء من أصحاب محمد، جاء أن أول من أظهر الإسلام سبعة، منهم عمار، وجاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال فيه: "مرحباً بالطيب المطيب" وأنه مُلىء إيماناً، وأنه من عادى عماراً عاداه الله، ومن أبغض عماراً، أبغضه الله، وأنه ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، واهتدوا بهدي عمار، وأن عماراً تقتله الفئة الباغية، واتفقوا على أنه نزل فيه قوله تعالى: (إلا من أُكره وقلبُه مطمئنٌ بالإيمان) [النحل: 6- 1] .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي نَضْرة- وهو المنذر بن مالك العبدي فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو =(30/245)
18314 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ قَالَ: لَمَّا هَجَانَا الْمُشْرِكُونَ، شَكَوْنَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " قُولُوا لَهُمْ كَمَا يَقُولُونَ لَكُمْ " قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نُعَلِّمُهُ إِمَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (1)
__________
= ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وأخرجه الطيالسي (648) عن همام، بهذا الإسناد.
وسيرد بأتمَّ منه 4/320، وفي مسند حذيفة 5/390.
وفي الباب عن علي رضي الله عنه سلف برقم (1271) . قال السندي: قوله: برأيكم، أي: أهو برأيكم فعلتموه، أو هو شيءٌ فعلتموه بأمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فأجاب بأنه لو كان، للزم أنه خصَّنا بأمر، مع أن أوامرَه ما كانت مخصوصة، بل كانت عامة.
(1) إسناده ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، ومحمد بن عبد الله المرادي من رجال "التعجيل" وهو حسن الحديث صدوق، فيما قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 7/309، وعبد الله بن سَلِمَة - وهو المرادي الكوفي- لم يوثقه غير العجلي ويعقوب بن شيبة، وبسطنا
الكلام فيه في الرواية (18092) . وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه بنحوه البزار في "البحر الزخار" (1423) من طريق محمد بن عبد الله بن الزبير، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/419- 420 من طريق محمد بن سعيد، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/123-124 وفيه قصة، وزاد نسبته إلى الطبراني، وقال: ورجالهم ثقات.
وفي الباب عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" سلف برقم (12246) ، وإسناده صحيح.
وعن البراء بن عازب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لحسان: "هاجهم -أهجهم- =(30/246)
18315 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ الْعَنَزِيِّ، قَالَ: تَدَارَأَ عَمَّارٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي التَّيَمُّمِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ مَكَثْتُ شَهْرًا لَا أَجِدُ فِيهِ الْمَاءَ، لَمَا صَلَّيْتُ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ فِي الْإِبِلِ، فَأَجْنَبْتُ، فَتَمَعَّكْتُ تَمَعُّكَ الدَّابَّةِ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَقَالَ: " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ التَّيَمُّمُ (1) ؟ "
__________
= وجبريل معك" سيرد (18650) ، وهو في صحيح البخاري برقم (6153) .
قال السندي: قوله: نعلمه، من التعليم، أي: هجاء المشركين، وبالجملة فهجاء الأشرار، سيما في المقابلة، جائز.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، ناجية العَنَزي- وهو ابن خُفَاف (وقيل: ابن كعب، وهو وهم كما سيرد) - لم يسمع من عمار، فيما قاله عليُّ بن المديني نقله عنه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة ناجية بن كعب) ، وأبو بكر بن عيَّاش سماعُه من أبي إسحاق- وهو السبيعي- وإن كان ليس بذاك القوي، فيما ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل" 1/35، قد توبع.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1619) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، ووقع فيه "بدأ عمار وعبد الله" وهو خطأ.
وأخرجه الطيالسي (640) ، وابن أبي شيبة 1/156، والنسائي في "المجتبى" 1/166، وفي "الكبرى" (309) ، وأبو يعلى (1640) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة ناجية بن كعب) من طريق أبي الأحوص سلاَّم بن سُليم، وأخرجه عبد الرزاق (914) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/216 - والحميدي (144) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1625) - وأبو يعلى (1605) من طريق سفيان بن عيينة، وقرن عبد الرزاق بسفيان معمراً، وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (508) من طريق إسرائيل، أربعتهم=(30/247)
18316 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ جَدِّ أَبِيهِ الْمُخَارِقِ، قَالَ: لَقِيتُ عَمَّارًا يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَبُولُ فِي قَرْنٍ، فَقُلْتُ: أُقَاتِلُ
__________
= عن أبي إسحاق، به. ورواية إسرائيل عن أبي إسحاق صحيحة للزومه إياه.
ووقع في رواية أبي الأحوص عند الطيالسي وأبي يعلى (1640) : ناجية، غير منسوب، وعند ابن أبي شيبة: عن ناجية أبي خُفاف، وعند النسائي: ناجية ابن خُفاف. أما عند المزي فوقع: ناجية بن كعب.
ووقع في رواية سفيان بن عيينة وإسرائيل: ناجية بن كعب؛ قال ابن المديني: قول ابن عيينة: ناجية بن كعب غلط، وإنما هو ناجية بنُ خُفاف العَنَزي. وقال الخطيب البغدادي: قال ابنُ عُيينَة وإسرائيلُ ومعلَّى بنُ هلال: عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب. وهو وهم. قال: وأحسب أبا إسحاق رواه لهم عن ناجية، غير منسوب، فظنوه ناجية بن كعب.
وفي رواية سفيان بن عيينة عند الحميدي أيضاً: قال عمار لعمر.
وأخرج ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/250، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة ناجية بن كعب) من طريق أبي نعيم، عن يونس بن أبي إسحاق، قال: حَدَّث ناجيةُ أبا إسحاق وأنا معه، قال: تمارى عمارُ وابنُ مسعود في التيمم، فقال عمار: أما تذكر ... فذكره.
قال السندي: الظاهر أن ذِكْر ابنِ مسعود في هذا الحديث وهم، والصوابُ عمر، والقول بتعدد الواقعة، أو احتمال وجود عمر وابن مسعود معاً مع عمار في ذلك اليوم، ثم إنهما نسيا، وذَكَرَ عمارٌ، وجرى له البحثُ معهما جميعاً: بعيدٌ، والله تعالى أعلم.
وقال السندي: تدارأ، آخره همزة، أي: تدافعا بالكلام.
وسيرد بأسانيد صحيحة- وفيه قصة أبي موسى الأشعري مع عبد الله بن مسعود- بالأرقام (18328) و (18329) و (18330) و (18334) و4/439.
وانظر الحديث رقم (18319) ورقم (18322) .(30/248)
مَعَكَ فَأَكُونُ مَعَكَ؟ قَالَ: " قَاتِلْ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَحِبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُقَاتِلَ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِهِ " (1)
18317 - حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ:
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، كما سيرد، عقبة بن المغيرة، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" ووهم، فقال: يروي عن أبي إسحاق السبيعي، وإنما يروي عن إسحاق بن أبي إسحاق الشيباني، كما سيأتي، ولم يذكره الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطه، والمخارق- وهو ابن سُلَيم
الشيباني- من رجال النسائي، لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يذكره سوى ابن حبان في "ثقات التابعين" والباقي من رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو يعلى (1641) عن عبد الله بن عمر بن أبان، عن ابن أبي غَنِيَّة، عن عقبة بن المغيرة الشيباني، عمن حدثه، عن جد أبيه المخارق، به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1429) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/50، والحاكم 2/105-106، من طريق عبد الله بن سعيد، عن عقبة بن المغيرة، عن إسحاق بن أبي إسحاق الشيباني، عن أبيه، عن المخارق بن سليم، به، قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي! وقال البزار: هذا
الحديث لا نعلم رواه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا عمار، ولا نعلم له إسناداً عن عمار إلا
هذا الإسناد.
وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (250) عن الحسين بن أحمد بن بسطام الأُبُلَّي، عن أبي سعيد الأشج، عن عقبة بن خالد السكوني، عن إسحاق بن أبي إسحاق، بالإسناد الذي قبله، وعنده "يوم صفين" بدل: "يوم الجمل".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/326، وقال: رواه أحمد- وإسناده منقطع- وأبو يعلى، والبزار، والطبراني، وفيه: إسحاق بن أبي إسحاق الشيباني، روى عنه جماعة، ولم يضعفه أحد، وبقيةُ رجال أحد أسانيد الطبراني ثقات. قلنا: فات الهيثمي أن يعله بالاضطراب.(30/249)
خَطَبَنَا عَمَّارٌ، فَأَبْلَغَ وَأَوْجَزَ، فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ، وَأَوْجَزْتَ، فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ، وَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ، (1) فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا (2) " (3)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : الخطب.
(2) في (م) : لسحراً.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير قريش بن إبراهيم - وهو البغدادي- فمن رجال "التعجيل" وترجم له الخطيب في "تاريخه" 12/470، ونقل عن صالح جزرة قوله فيه: ثقة صاحب حديث، وعن يعقوب ابن شيبة قوله: قريش من عِلْيَةِ أصحاب الحديث، وعن الدارقطني قوله: لا بأس به. قلنا: وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/25، وقد توبع. عبد الرحمن ابن عبد الملك: هو ابن سعيد بن حَيان بن أبجر الكوفي، وواصل بن حيان: هو الأحدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الدارمي (1556) ، ومسلم (869) ، والبزار في "مسنده" (1406) ، وأبو يعلى (1642) ، وابن خزيمة (1782) ، وابن حبان (2791) ، والحاكم 3/393، والبيهقي 3/208 من طرق، عن عبد الرحمن بن عبد الملك، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي. وليس في روايتي البزار والحاكم قوله "إن من البيان سحراً".
وأخرجه البزار (1407) ، وابنُ المنذر في "الأوسط" (1797) ، وتمّام الرازي في فوائده "الروض البسام" (458) من طريق محمد بن بكار، عن سعيد ابن بشير، عن عبد الملك بن أبجر، به. وسقط اسم عبد الملك بن أبجر من الإسناد في مطبوع "الأوسط". =(30/250)
18318 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ " (1)
__________
=وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/19 من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن حبيب، عن عبد الله بن كثير، عن عمار بن ياسر، قال: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نقصر الخطبة، ونطيل الصلاة.
وسيرد من وجه آخر وبسياقة أخرى 4/320.
وفي الباب عن جابر بن سمرة، قال: "كنت أصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكانت صلاتُه قصداً، وخطبته قصداً" سيرد 5/91، 93 ...
وقوله: "إن من البيان سحراً" سلف من حديث ابن مسعود برقم (4342) ، ومن حديث ابن عمر برقم (4651) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: فأبلغ، أي: في المرام.
وأوجز، أي: في الكلام، والمراد أنه ذكر كلاماً مختصراً مشتملاً على الوعظ بأبلغ وجه.
فلما نزل: من المنبر، وفرغ من الخطبة. وهذا يدلُ على أنهم كانوا يتكلمون بعد الخطبة قبل الصلاة.
تنفّستَ، أي: أطلت.
مَئِنَّة، بميم مفتوحة، ثم همزة مكسورة، ثم نون مشددة، أي: موضعٌ يتحقق فيه أنه فقيه، حتى يقال فيه: إنه لفقيه، وهو مشتق من "أنَ" الذي هو حرف تحقيق، فإن ذلك الموضع موضع لاستعمال (أنَّ) .
"فإنَّ من البيان سحراً"، أي: مذموماً كالسحر، فلا ينبغي إكثاره، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(30/251)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/75، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/249 من طريق عفان، بهذا الإسناد. واللفظ عند ابن قانع: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلمتُ عليه، فرد عليَّ. وقد تحرف "أبو الزبير" في مطبوع ابن أبي شيبة إلى: "ابن الزبير".
وأخرجه أبو يعلى (1634) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد، به.
وأخرجه عبد الرزاق (3587) عن ابن جريج، وأخرجه البزار في "مسنده" (1416) ، والنسائي في "المجتبى" 3/6، وفي "الكبرى" (541) ، وأبو يعلى (1643) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/250، والحازمي في "الاعتبار" ص71 من طريق جرير بن حازم، عن قيس بن سعد، عن عطاء، كلاهما عن محمد ابن الحنفية، به. وعند ابن قانع: أن عمار بن ياسر مرَّ بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي، فسلم عليه، فأشار إليه، وفي إسناده محمد بن محمد بن حيان التمار البصري، ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/153 وقال: ربما أخطأ.
وأخرجه البزار (1415) عن صفوان بن المغلس، عن موسى بن داود، عن حماد بن سلمة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن الحنفية، به.
وصفوان بن المغلس لم نقع له على ترجمة.
وقد ترجم النسائي للحديث بباب رد السلام بالإشارة في الصلاة، أما الحازمي. فترجم له بباب ما نُسخ من الكلام في الصلاة، وأورد الحديث من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي، به. ثم قال: قال سفيان: هذا عندنا منسوخ.
وقد أورد الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/81 عن عمار بن ياسر قال: أتيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي، فسلمتُ عليه، فلم يرد علي. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات. وقال أيضاً: لعمار عند النسائي أنه سلَّم=(30/252)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فردَّ عليه، فيكون هذا ناسخاً لذاك، والله أعلم. قلنا: لم نقع على إسناد رواية الطبراني، لأن مسند عمار من القسم المخروم منه، ومن ثم فلا نعلم صحة هذه الرواية التي ذكرها، لأنه معلوم أن قولهم: رجاله ثقات، لا يقتضي الصحة.
وفي باب جواز الإشارة بالسلام في الصلاة:
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يشير في الصلاة، سلف برقم (12407) .
وعن جابر قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثني لحاجة ثم أدركته، فسلمت عليه، فأشار إلىَّ ... سلف 3/334، وهو في "صحيح مسلم" (540) .
وعن صهيب بن سنان قال: مررت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي، فسلمت، فردَّ إلي، إشارة، وقال: لا أعلم إلا أنه قال: إشارة بأصبعه. أخرجه الترمذي (367) وقال: حسن، وسيرد برقم 4/438.
وعن بلال، وقد سأله عبد الله بن عمر: كيف كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرد عليهم حين كانوا يسلمون في الصلاة؟ قال: كان يشير بيده، أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح، وسيرد 6/12.
وقد سلف حديث عبد الله بن مسعود برقم (3563) وفيه: قال: كنا نسلّم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في الصلاة، فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي، سلمنا عليه، فلم يردَّ علينا، فقلنا: يا رسول الله، كنا نسلم عليك في الصلاة، فترد علينا؟ فقال: "إنَ في الصلاة لشغلاً". وذكرنا بقية أحاديث الباب ثمت.
قال السندي: قوله: فردَّ عليَّ السلام، أي: بالكلام قبل نسخه، أو بالإشارة بعد نسخه.
وقال القرطبي في "المفهم" 2/148 في شرحه على حديث جابر في رد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السلام بالإشارة: حديثُ جابر حجةٌ لمالك، ولمن قال بقوله، على جواز ردِّ المصلي السلام بالإشارة، وعلى جواز ابتداءِ السلام على المصلي،=(30/253)
18319 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يُونُسُ:، إِنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ: " ضَرْبَةٌ لِلْكَفَّيْنِ وَالْوَجْهِ " وَقَالَ عَفَّانُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي التَّيَمُّمِ: " ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ " (1)
__________
= وعلى أن العمل القليل في الصلاة لا يفسدها، وعلى منع الكلام في الصلاة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان بن يزيد- وهو العطار- وعزرة - وهو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ويونس: هو ابن محمد المُؤدب، وقَتادة: هو ابن دِعامة السدوسي، وعبد الرحمن بن أبزى من صغار
الصحابة.
وأخرجه الدارمي (745) ، والبزار في "مسنده" (1389) ، وابن الجارود في "المنتقى" (126) ، وابن المنذر في "الأوسط" (545) ، والشاشي في "مسنده" (1036) ، وابن قانع في "معجمه " 2/250، والدارقطني في "السنن" 1/182-183، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/286 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
قال الدارمي: صح إسناده، قلنا: وقد سقط من مطبوعه: اسم عزرة، ووقع عند الدارقطني: عزرة بن ثابت، وهو خطأ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/159، وابنُ خزيمة (267) من طريق ابن عُلَية، وأبو داود (327) ، والترمذي (144) ، والبزار في "مسنده" (1387) ، والنسائي في "الكبرى" (306) وأبو يعلى (1608) و (1638) ، والشاشي في "مسنده" (1037) ، وابن حبان (1303) و (1308) ، والدارقطني1/182، من طريق يزيد بن زريع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/112، والبيهقي في=(30/254)
18320 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ ثَرْوَانَ بْنِ مِلْحَانَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي الْفِتْنَةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يَكُونُ بَعْدِي قَوْمٌ يَأْخُذُونَ الْمُلْكَ، يَقْتُلُ عَلَيْهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا " قَالَ: قُلْنَا لَهُ: لَوْ حَدَّثَنَا غَيْرُكَ مَا صَدَّقْنَاهُ، قَالَ: فَإِنَّهُ سَيَكُونُ (1)
__________
= "السنن" من طريق عبد الوَهاب بن عطاء، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.
ووقع عند الدارقطني كذلك "عزرة بن ثابت"، وهو خطأ كما أسلفنا، وتصحف "عزرة" في بعض المصادر إلى "عروة".
وخالف الحسن بن صالح كما عند البزار (1388) ، وعيسى بن يونس كما ذكر البيهقي في "السنن" 1/210، فروياه عن سعيد بن أبي عروبة، بالإسناد السابق ولم يذكرا عزرة في إسناده.
وسيرد بطرق وسياقات أخرى بالأرقام: (18332) و (18333) و4/319 و320 وانظر الحديث السالف برقم (18315) ، والحديث الآتي برقم (18328) .
قال السندي: قوله: ضربة للكفين والوجه، ظاهره اتحاد الضربة للعضوين، وهو مشكل عند من يقول بلزوم العدد.
(1) إسناده ضعيف لجهالة ثروان بن ملحان، فقد انفرد بالرواية عنه سماك ابن حرب، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، وهو من رجال التعجيل، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سماك- وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق في غير روايته عن عكرمة. إسرائيل: هو ابن يونس. =(30/255)
18321 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُثَيْمٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُثَيْمٍ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ رَفِيقَيْنِ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الْعُشَيْرَةِ، (1) فَلَمَّا نَزَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقَامَ بِهَا، رَأَيْنَا أُنَاسًا مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ يَعْمَلُونَ فِي عَيْنٍ لَهُمْ فِي نَخْلٍ، فَقَالَ لِي عَلِيٌّ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، هَلْ لَكَ أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ، فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلُونَ؟
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 15/45- ومن طريقه أبو يعلى (1650) - ومن طريق محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإسناد. ولفظه: سيكون بعدي أمراء يقتتلون على الملك....
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/292، وزاد نسبته إلى الطبراني، وقال: ورجاله رجال الصحيح، غير ثروان، وهو ثقة!
وفي الباب عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شر قتيل قتل بين صفين، أحدهما يطلب الملك". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6465) من طريق أبي نعيم عبد الأول المعلم، عن عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا أسامة بن زيد، ولا عن أسامة إلا ابن وهب، تفرَد به عبد الأول المعلم. قلنا: وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/292 وقال: فيه عبد الأول أبو نعيم، لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(1) العُشَيرة، بالمعجمة والتصغير، آخرها هاء: موضع بناحية يَنبع، خرج إليها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جمادى الأولى، من السنة الثانية للهجرة، يريد قريشاً، واستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد، قال البخاري في "صحيحه" في أول كتاب المغازي: قال ابن إسحاق: أول ما غزا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأبواء، ثم بُواط، ثم العُشيرة، وانظر"السيرة النبوية" لابن هشام 1/598- 600.(30/256)
فَجِئْنَاهُمْ، فَنَظَرْنَا إِلَى عَمَلِهِمْ سَاعَةً، ثُمَّ غَشِيَنَا النَّوْمُ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ فَاضْطَجَعْنَا فِي صَوْرٍ مِنَ النَّخْلِ فِي دَقْعَاءَ مِنَ التُّرَابِ، فَنِمْنَا، فَوَاللهِ مَا أَهَبَّنَا إِلَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُنَا بِرِجْلِهِ، وَقَدْ تَتَرَّبْنَا مِنْ تِلْكَ الدَّقْعَاءِ، فَيَوْمَئِذٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: " يَا أَبَا تُرَابٍ " لِمَا يُرَى عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ، قَالَ: " أَلَا أُحَدِّثُكُمَا بِأَشْقَى النَّاسِ رَجُلَيْنِ؟ " قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أُحَيْمِرُ ثَمُودَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ، وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذِهِ، يَعْنِي قَرْنَهُ، حَتَّى تُبَلَّ مِنْهُ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ، " (1)
__________
(1) حسن لغيره، دون قوله: "يا أبا تراب" فصحيح من قصة أخرى، كما سيرد، وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: الجهالة، والانقطاع، والتفرد. أما الجهالة. فجهالة محمد بن خثيم أبي يزيد، تفرد بالرواية عنه محمد بن كعب القرظي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل، وقال الذهبي: لا يُعرف، وأما الانقطاع فقد ذكر البخاري هذا الإسناد في "تاريخه الكبير" 1/71، وقال: وهذا إسناد لا يُعرف سماع يزيد من محمد، ولا محمد بن كعب من ابن خُثَيم، ولا ابن خُثَيم من عمار. قلنا: قد تكلف الحافظ في إثبات الاتصال بين هؤلاء الرواة (في ترجمة محمد بن خثيم في "تهذيب التهذيب") لكنه لم يُثبت الاتصال بين يزيد بن محمد بن خثيم، ومحمد بن كعب القرظي، فقد ساق الإسناد بالعنعنة بينهما، فتبقى علة الانقطاع قائمة.
وقد تفرد ابن إسحاق في رواية هذا الحديث، ولم يتابعه عليه أحد، وهو لم يجزم بصحة هذا الحديث، فإنه بعد أن ذكر الحديث أورد قصة أخرى لتسمية علي بأبي تراب، ثم قال: فالله أعلم أي ذلك كان. نقله عنه ابن هشام في "السيرة" 1/600، والصحيح في تكنيته بأبي تراب ما رواه البخاري ومسلم
في قصة أخرى مما سنذكره عقب التخريج.=(30/257)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والحديث عند أحمد في "فضائل الصحابة" (1172) .
وأخرجه الحاكم 3/140-141 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/140-141، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (675) من طريق علي بن بحر، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه الزيادة، ووافقه الذهبي!
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/71 عن إبراهيم بن موسى، عن عيسى بن يونس، به، ولم يسق لفظه.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1417) مختصراً من طريق بكر بن سليمان، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/163 من طريق سعيد بن زريع، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (811) من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن محمد ابن إسحاق، به. ووقع عند البزار: عن خثيم أبي يزيد، وهو خطأ.
وخالفهم محمد بن سلمة الحراني في روايته عن محمد بن إسحاق، فقال: محمد بن يزيد بن خثيم، قلب اسمه، كما سيرد برقم (18326) .
والحديث في "سيرة" ابن إسحاق، فيما حكاه ابن هشام في "السيرة النبوية" 1/599-600، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/12-13.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/136 وزاد نسبته للطبراني، وقال: ورجال الجميع موثوقون، إلا أن التابعي لم يسمع من عمار.
وسيرد برقم (18326) .
وفي الباب عن علي رضي الله عنه عند عبد بن حميد في "المنتخب"، (92) ، والطبراني في "الكبير" (173) ، والحاكم في "المستدرك" 3/113، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (174) ، وأبي يعلى (569) ، أخرجوه من طرق عن زيد بن أسلم أن أبا سنان الدؤلي عاد علياً رضي الله عنه في
شكوة اشتكاها، فقال له: لقد تخوفنا عليك يا أبا الحسن في شكواك هذه، فقال: ولكني والله ما تخوفت على نفسي منه، لأني سمعت الصادق المصدوق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إنك ستُضرب ضربة ها هنا، وضربة ها هنا" وأشار إلى صدغيه=(30/258)
18322 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
__________
= "فيسيل دمها حتى تُخضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود". قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه.
قلنا: أسانيده عن زيد بن أسلم في كلٍّ منها مقال، فيحسن بمجموعها.
وعن علي كذلك سلف برقم (1078) ، وفيه قال علي: لتخضبنَّ هذه من هذا، فما ينتظر بي الأشقى؟! وهو حسن في الشواهد.
وعن علي أيضاً قال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إلي أن لا أموت حتى أُؤَمَّر، ثم تُخضب هذه- يعني لحيته- من دم هذه، يعني هامته. سلف برقم (802) ، وإسناده ضعيف.
وله إسناد آخر عند أبي يعلى (485) ، وهو ضعيف كذلك، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7311) في مسند صهيب.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أبا تراب" أخرجه البخاري (441) و (3703) ، ومسلم (2409) من حديث سهل بن سعد- ولفظه عند البخاري-: جاء رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيت فاطمة، فلم يجد علياً في البيت، فقال: "أين ابنُ عمِّك؟ "قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني، فخرج، فلم يَقِلْ عندي، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإنسان: "انظر أين هو؟ " فجاء، فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شِقِّه، وأصابه تراب، فجعل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسحه عنه، ويقول: "قُم أبا تراب، قُم أبا
تراب".
قال السندي: قوله: في صَوْر من النخل، ضُبط بفتح الصاد المهلمة، أي: في جماعة من النخل.
وقوله: في دَقْعاء. بفتح فسكون، ممدود. قيل: هو التراب، فقوله: من التراب، يكون بياناً له.
وقوله: ما أهبَّنا، بتشديد الباء الموحدة، أي: ما أيقظنا.
وقوله: والذي يضربك، يريد قاتل علي.(30/259)
عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَرَّسَ بِأُوَلَاتِ الْجَيْشِ، وَمَعَهُ عَائِشَةُ زَوْجَتُهُ، فَانْقَطَعَ عِقْدٌ لَهَا مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ، فَحُبِسَ النَّاسُ ابْتِغَاءَ عِقْدِهَا ذَلِكَ (1) حَتَّى أَضَاءَ الْفَجْرُ، وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَاءٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُخْصَةَ التَّطَهُّرِ بِالصَّعِيدِ الطَّيِّبِ، فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الْأَرْضَ، ثُمَّ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ، وَلَمْ يَقْبِضُوا مِنَ التُّرَابِ شَيْئًا فَمَسَحُوا بِهَا وُجُوهَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ إِلَى الْمَنَاكِبِ، وَمِنْ بُطُونِ أَيْدِيهِمْ إِلَى الْآبَاطِ، وَلَا يَغْتَرُّ بِهَذَا النَّاسُ، (2) وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: " وَاللهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ "
__________
(1) في (م) : وذلك.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو الزهري، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود.
وأخرجه أبو داود (320) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1571) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/284- والنسائي في "المجتبى" 1/167، وفي "الكبرى" (300) - ومن طريقه الحازمي ص58-59- وابن الجارود في "المنتقى" (121) ، وأبو يعلى (1629) ، والشاشي في "مسنده" (1024) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقوله: ولا يغتر بهذا الناس، من كلام الزهري، كما صُرِّح به في بعض مصادر التخريج، ووقع في بعضها: ولا يعتبر، بدل: ولا يغتر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/110، 111 من طريق=(30/260)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، به. ولم يسق لفظه، وإنما أحال على حديث قبله، وفيه ضربتان: ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المنكبين ظهراً وبطناً.
وأخرجه البزار (1383) ، وأبو يعلى (1630) من طريق يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، عن أبيه، والبزار أيضاً (1383) (1384) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/110 مختصراً من طريق يحيي بن سعيد الأموي وأحمد بن خالد الوهبي، ثلاثتهم (إبراهيم بن سعد، ويحيي بن سعيد، وأحمد بن خالد) عن محمد بن إسحاق. وأخرجه أبو يعلى أيضاً (1609) (1652) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق. كلاهما (محمد وعبد الرحمن) عن الزهري، به.
وعندهم ضربتان أيضاً.
وأخرجه مختصراً الحميدي (143) - ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (536) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (278) ، والبزار في "مسنده" (1403) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1561) من طريق سفيان بن عيينة. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/168، وفى "الكبرى" (301) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 19/283-284- والطحاوي في "شرح معاني ألآثار"1/110، والشاشي في "مسنده" (1042) ، وابن حبان (1310) ، والبيهقي في "السنن " 1/208، من طريق مالك. وأخرجه أبو يعلى (1631) من طريق أبي أويس عبد الله عبد الله المدني، ثلاثتهم عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عمار.
وقد ذكر أبو حاتم وأبو زرعة في "العلل" 1/32: أن الصحيح طريق عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، عن عمار، وأن طريق عبيد الله، عن ابن عباس، عن عمار خطأ. غير أن النسائي قال في "الكبرى": وكلاهما محفوظ.
وأخرجه مختصراً أيضا بن ماجه (566) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/111 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عمار. وقال البيهقي في=(30/261)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "المعرفة": هذا حديث قد رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن الزهري، ثم سمعه من الزهري، فرواه عنه، وكان يقول أحياناً: عن أبيه، عن عمار، وأحياناً لا يقول عن أبيه.
قلنا: قد أشار أبو داود عقب الحديث (320) إلى اضطراب ابن عيينة فيه فقال: وشك فيه ابن عيينة، قال مرة: عن عبيد الله، عن أبيه أو عن عبيد الله، عن ابن عباس، ومرة قال: عن أبيه، ومرة قال: عن ابن عباس، اضطرب ابن عيينة فيه وفي سماعه من الزهري.
قلنا: وقد وقع في بعض المصادر: ولم ينفضوا، بدل: ولم يقبضوا.
وتحرف "عبيد الله" في مطبوع "شرح معاني الآثار" إلى "عبد الله".
وسيرد من طريق ابن أبي ذئب ومعمر ويونس، عن الزهري، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عن عمار- وهو منقطع- 4/320 و321، وذكروا في موضع منه ضربتين، قلنا: لكن قال الحافظ في "التلخيص" وقال ابن عبد البر: أكثر الآثار المرفوعة عن عمار ضربة واحدة، وما روي عنه من ضربتين، فكلها مضطربة، وقد جمع البيهقي طرق حديث عمار فأبلغ. وانظر الحديثين (18319) و (18332) .
وسيرد بسياق آخر من حديث عائشة رضي الله عنها 6/57، 179، وليس فيه ذكر كيفية التيمم.
وقوله: فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط: نقل الحافظ في "الفتح" 1/445 عن الشافعي قوله: إن كان ذلك وقع بأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكل تيمم صح للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعده فهو ناسخٌ له، وإن كان وقع بغير أمره، فالحجة فيما أمر به، ومما يقوي رواية "الصحيحين" في الاقتصار على الوجه والكفين كونُ عمار كان يُفتي بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، وراوي الحديث أعرف بالمراد به من غيره، ولا سيما الصحابي المجتهد.
قال السندي: قوله: عرَس، من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.
بأولات الجيش، بضم الهمزة والمد: اسم موضع بقرب المدينة. =(30/262)
18323 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنِ ابْنِ لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: " دَخَلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ الْمَسْجِدَ، فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، أَخَفَّهُمَا وَأَتَمَّهُمَا، قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَجَلَسْنَا عِنْدَهُ، ثُمَّ قُلْنَا لَهُ: لَقَدْ خَفَّفْتَ رَكْعَتَيْكَ هَاتَيْنِ جِدًّا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ فَقَالَ: إِنِّي بَادَرْتُ بِهِمَا الشَّيْطَانَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيَّ فِيهِمَا " قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= عِقْد، بكسر المهملة: هي القلادة.
من جَزعْ، بفتح فسكون: خرز يماني.
ظِفار، بكسر أوله وفتحه: مدينة بسواحل اليمن.
فحبس الناسَ، بالنصب. ابتغاءُ عقدها، برفع ابتغاءٌ على أنه فاعل حبس، أي: طلبُهم العِقدَ حَبَسَهم عن المشي.
وأيديهم إلى المناكب، أي: أيديهم من الظهور إلى المناكب، ولذلك عطف عليه قوله: ومن بطون أيديهم إلى الآباط.
ولا يغتر، قيل كذا في النسخ، والذي في أبي داود: ولا يُعبَّر [قلنا: الذي في المطبوع: ولا يعتبر] بهذا الناس، أي: ما أخذ به أحد.
ما علمتُ، كلمة "ما" موصولة، أي: الذي علمت هو أنك مباركة، أو نافية، أي: ما علمت أولاً هذا المعنى، وإلا لما عاتبتُ عليك، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمر بن الحكم بن ثوبان، فمن رجال مسلم. وابن لاس- ويقال له: أبولاس- له صحبة، روى له البخاري تعليقاً، وقيل: هو عبد الله بن عنمة، ولا يصح، والحق أنه لا يعرف اسمه كما ذكر الحافظ في "الإصابة". يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. ولفظ الحديث سيرد في=(30/263)
18324 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: صَلَّى عَمَّارٌ صَلَاةً، فَجَوَّزَ فِيهَا، فَسُئِلَ، أَوْ فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: " مَا خَرَمْتُ مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
18325 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ:
__________
= الرواية 4/319.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1422) من طريق زياد بن عبد الله- وهو البكائي- عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، لكن سقط منه "ابن لاس".
وسيرد برقمي 4/319- وإسناده حسن- و4/321 وانظر الحديثين التاليين.
وفي الباب عن أبي اليَسر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "منكم من يصلي الصلاة كاملة، ومنكم من يصلي النصف والثلث والربع" حتى بلغ العشر.
سلف برقم (15522) وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن أبي هريرة عند النسائي في "الكبرى" (614) .
وفي باب إتمام الصلاة مع إيجازها، عن أنس رضي الله عنه سلف بالأرقام: (11968) و (11990) و (12734) ، وانظر بقية أحاديث الباب ثمت.
قال السندي: قوله: بادرتُ، أي: سبقتُ، أي: استعجلتُ قبل أن يجيء الشيطان، حتى يحصل لي ركعتان خاليتان عن وساوس الشيطان.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيء الحفظ، وقد توبع، وأبو مجلز- وهو لاحق بن حميد- لا يُذكر له رواية عن عمار، بينهما قيس بن عباد، كما سيرد في تخريج الرواية الآتية، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو هاشم: هو يحيى بن دينار الرماني.
وهو مختصر ما بعده.
قال السندي: قوله: ما خَرَمْتُ، أي: ما أسقطت.(30/264)
صَلَّى بِنَا عَمَّارٌ صَلَاةً، فَأَوْجَزَ فِيهَا، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ، فَقَالَ: أَلَمْ أُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ فِيهِمَا بِدُعَاءٍ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِ: " اللهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي، أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَمِنْ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ (1) " (2)
__________
(1) في (ظ13) و (ف) : مهتدين.
(2) حديث صحيح، وهو مطول ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو إسحاق الأزرق، وهو ابن يوسف، وسلف الكلام على بقية رجال الإسناد هناك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/264-265 عن معاوية بن هاشم- ومن طريقه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (280) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (128) (378) (424) ، والطبراني في "الدعاء" (625) ، والدارقطني في "الرؤية" (159) - والبزار في "مسنده" (1392) ، والنسائي في "المجتبى" 3/55، وفي "الكبرى" (1229) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، والبزار أيضاً (1392) من طريق محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي، ثلاتهم عن شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُباد، عن عمار، به.
قال البزار: لا نعلم روى قيس بن عباد عن عمار إلا هذا الحديث. قلنا: قد سلف حديث آخر لقيس بن عباد، عن عمار، برقم (18313) .
وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الردّ على الجهمية" ص51، وابن=(30/265)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي عاصم في "السنة" (129) (425) ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (279) ، والبزار في "مسنده" (1393) ، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" ص147 (مختصر المقريزي) ، والنسائي في "المجتبى" 3/54-55، وفي "الكبرى" (1228) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 12، وابن حبان (1971) ، والطبراني في "الدعاء" (624) ، والدارقطني "الرؤية" (158) ، وابن منده في "الرد على الجهمية" (86) ، والحاكم 1/524، واللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السنة" (844) (845) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (247) ، وفي "الدعوات الكبير" (220) ، من طريق حماد بن زيد. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (244) من طريق حماد بن سلمة. وأخرجه أبو يعلى (1624) من طريق محمد بن فضيل بن غزوان.
ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عمار، به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. ورواية الحمادَيْن عن عطاء قبل الاختلاط، ومحمد بن فضيل بن غزوان توبع بهما.
وأخرج عبد الله بن أحمد في "السنة" (281) من طريق يحيى بن جعدة، قال: كان عمار يقول: أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ولذة النظر إلى وجهك.
وأخرج ابنُ أبي شيبة 10/265-266 من طريق مالك بن الحارث قال: كان من دعاء عمار: اللهم إني أسألك بعلم الغيب ... وانظر (18323) .
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (6351) ، ومسلم (2680) مرفوعاً: "لا يتمنينَّ أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً الموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي" وسلف برقم (11979) .
وعن زيد بن ثابت ضمن حديث طويل مرفوعاً، وفيه: "اللهم إني أسألك الرضا بعد القضا، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك، من غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة" سيرد 5/191، وفي إسناده=(30/266)
18326 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو يَزِيدَ (1) بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ رَفِيقَيْنِ فِي غَزْوَةِ الْعُشَيْرَةِ، فَمَرَرْنَا بِرِجَالٍ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ يَعْمَلُونَ فِي نَخْلٍ لَهُمْ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ (2)
__________
= أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: ألم أتَّم الركوع ... إلخ، أي: التخفيفُ في القيام مع إتمام الركوع والسجود لا يضر، ثم ذكر الدعاء لبيان أنه وإن ترك طول القيام، فقد أتى بخير عظيم، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : أبو زيد، وهو خطأ.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (18349) وقد بسطنا الكلام في علله هناك، يضاف إليه أن محمد بن سلمة هنا قد خالف الرواة عن ابن إسحاق، فقال: محمد بن يزيد بن خثيم، بدل: يزيد بن محمد بن خثيم، وقد أشار إلى هذه المخالفة أبو نعيم في "معرفة الصحابة" عقب الحديث
(675) ، وجاء في بعض المصادر من طريق محمد بن سلمة على الصواب، كما سيرد، ولعله من إصلاح بعض النسائي.
وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (1173) ، وفيه: حدثني أبوك يزيد بن خثيم!
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (175) ، والنسائي في "الكبرى" (8538) ، والطبري في "تاريخه" 2/408-409، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (811) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/141، وفي "دلائل النبوة" (490) من طرق، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. ووقع عند =(30/267)
18327 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنَ الْفِطْرَةِ، أَوِ الْفِطْرَةُ، الْمَضْمَضَةُ، وَالِاسْتِنْشَاقُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَالسِّوَاكُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَالِاخْتِتَانُ، وَالِانْتِضَاحُ " (1)
__________
= النسائي والطحاوي: يزيد بن محمد بن خثيم على الجادة.
ووقع في "الآحاد والمثاني": أبو بكر يزيد ين خثيم، وفي "الحلية" أبو بديل بن خثيم، وهو خطأ.
وتحرفت "غزوة العشيرة" في مطبوع "الآحاد والمثاني" إلى "غزوة العسرة".
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان، وسلمة بن محمد بن عمار، ثم إنه منقطع، لأن سلمة لم يسمع من عمار. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/77: لا يُعرف أنه سمع من عمار أم لا. قلنا: قد نقل الحافظ في "التهذيب" عن ابن معين أن حديثه عن جده مرسل، وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/337: منكر الحديث، يروي عن جده عمار بن
ياسر، ولم يره. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/229 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (641) ، وأبو عبيد في "الطهور" (283) ، وابن أبي شيبة 1/195، وابن ماجه (294) ، وأبو يعلى (1627) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/229، وفي "شرح مشكل الآثار" (684) والشاشي (1043) (1044) ، والبيهقي في "السنن" 1/53، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة سلمة بن محمد بن عمار) ، من طرق، عن حماد بن سلمة، به، مطولاً=(30/268)
18328 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي مُوسَى، وَعَبْدِ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ، وَقَدْ أَجْنَبَ شَهْرًا مَا كَانَ يَتَيَمَّمُ؟ قَالَ: لَا، وَلَوْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ شَهْرًا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: فَكَيْفَ تَصْنَعُونَ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ
__________
=ومختصراً.
وأخرجه أبو داود (54) عن موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب قالا: حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر. قال موسى: عن أبيه، وقال داود: عن عمار بن ياسر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن من الفطرة ... ". قال المنذري في "المختصر": حديث سلمة بن محمد عن أبيه مرسل، لأن أباه ليست له صحبة، وحديثه عن جده، قال ابن معين: مرسل.
قلنا: لعل موسى بن إسماعيل أراد بأبيه جدَّه عماراً.
وله شاهد من حديث عائشة سيرد 6/137، وهو عند مسلم (261) .
وآخر من حديث ابن عمر سلف برقم (5988) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وانظر حديث ابن عباس (2738) ، وحديث أنس (12232) .
قوله: من الفطرة ... قال الخطابي: فسر أكثر العلماء الفطرة في هذا الحديث بالسنة، وتأويله أن هذه الخصال من سنن الأنبياء الذين أمرنا أن نقتدي بهم، لقوله سبحانه: (فبهداهم اقتده) [الإنعام: 90] .
وقال: وأما غسل البراجم، فمعناه تنظيف المواضع التي تتسخ، ويجتمع فيها الوسخ، وأصل البراجم: العقَدُ التي تكون في ظهور الأصابع، والرواجب: ما بين البراجم، وواحدة البراجم: بُرجمة.
وقال: وأما الختان. فإنه وإن كان مذكوراً في جملة السنن، فإنه عند كثير من العلماء على الوجوب، وذلك أنه شعار الدين.
وقال: وأما انتضاح الماء. فالاستنجاء، وأصله من النضح، وهو الماء القليل.(30/269)
الْمَائِدَةِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] ؟ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ رُخِّصَ لَهُمْ فِي هَذَا، لَأَوْشَكُوا إِذَا بَرَدَ عَلَيْهِمُ الْمَاءُ أَنْ يَتَيَمَّمُوا الصَّعِيدَ، ثُمَّ يُصَلُّوا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: إِنَّمَا كَرِهْتُمْ ذَا (1) لِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: أَلَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ عَمَّارٍ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَأَجْنَبْتُ، فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ " وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ مَسَحَ (2) كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبَتِهَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ، لَمْ يُجِزْ الْأَعْمَشُ الْكَفَّيْنِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: أَلَمْ تَرَ عُمَرَ (3) لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِ عَمَّارٍ. (4)
__________
(1) لفظ البخاري: "قلتُ وإنما كرهتم هذا لذا". فجعل الحافظ في "الفتح" القائل هو الأعمش، أخذاً من رواية أخرى عند البخاري برقم (347) سأل فيها الأعمش شقيقاً هذا السؤال، كما سيرد أيضاً برقم (18334) ، المصرح في رواية أحمد هذه أن القائل هو أبو موسى الأشعري، والظاهر أن الحافظ لم يطلع عليها، والله أعلم.
(2) في (ظ 13) و (ق) و (ص) : تمسح.
(3) تحرف قوله: "ألم تر عمر" في (م) إلى: "ألم تزعموا"، وفي (ق) إلى: "ألم تزعم".
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه بتمامه ومختصراً بن أبي شيبة 1/157-158 و158، والبخاري (347) ، ومسلم (368) ، وأبو داود (321) ، والنسائي في "المجتبى"=(30/270)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 1/170-171، وفي "الكبرى" (308) ، وابن خزيمة (270) ، وابن حبان (1304) ، والدارقطني1/179- 180 من طريق أبي معاوية بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (346) من طريَق حفص بن غياث، وأبو عوانة 1/303-304 من طريق الوليد بن القاسم الهمداني، كلاهما عن الأعمش، به.
وسيرد بالأرقام (18329) و (18330) و (18334) و4/398-399 وانظر (18315) و (18332) .
وقوله: ألم تر عمر لم يقنع بقول عمار، جاء بأتم من هذا في رواية مسلم، ففيها: قال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية، فأجنبنا، فلم نجد ماء، فأما أنت فلم تُصَلّ، وأما أنا فتمعكتُ في التراب، وصليت، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض، ثم
تنفخ ... وذكر الحديث، فقال عمر: اتق الله يا عمار، قال: إن شئت لم أحدث به. فقال عمر: نوليك ما توليت. قال النووي في "شرحه" على مسلم: معنى قول عمر: اتق الله يا عمار، أي: فيما ترويه، وتثبت فيه، فلعلك نسيت أو اشتبه عليك، فإني كنت معك، ولا أتذكر شيئاً من هذا، ومعنى قول عمار:
إن رأيت المصلحة في الإمساك عن التحديث به راجحة على التحديث به وافقتُك، وأمسكت، فإني قد بلغته، فلم يبق عليَّ فيه حرج، فقال له عمر: نوليك ما توليت، أي: لا يلزم من كوني لا أتذكره ألا يكون حقا في نفس الأمر، فليس لي منعك من التحديث به.
قال الحافظ في "الفتح" 1/457: وبه يتضح عذر عمر، وأما ابن مسعود، فلا عذر له في التوقف عن قبول حديث عمار، فلهذا جاء عنه أنه رجع عن الفتيا بذلك.
وفي باب التيمم للجنابة.
عن ابن عباس سلف برقم (3056) .
وعن أبي هريرة سلف برقم (7747) .
وعن عمرو بن العاص سلف 4/304.=(30/271)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ مَرَّةً، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدَيْهِ (1) عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ نَفَضَهُمَا، (2) ثُمَّ ضَرَبَ بِشِمَالِهِ عَلَى يَمِينِهِ، وَيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ عَلَى الْكَفَّيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ
18329 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ: أَبُو مُوسَى لِعَبْدِ اللهِ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ، لَمْ يُصَلِّ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ قَالَ عَمَّارٌ لِعُمَرَ: أَلَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِيَّاكَ فِي إِبِلٍ، فَأَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فَتَمَرَّغْتُ فِي التُّرَابِ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرْتُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ هَكَذَا " وَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ مَسَحَ كَفَّيْهِ جَمِيعًا، وَمَسَحَ وَجْهَهُ مَسْحَةً وَاحِدَةً بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا جَرَمَ مَا رَأَيْتُ عُمَرَ قَنَعَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: فَكَيْفَ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا
__________
= وعن طارق بن شهاب سيرد 4/315.
وعن عمران بن حصين سيرد 4/434-435، وهو عند البخاري برقم (344) .
(1) في (ظ 13) و (ص) و (م) : بيده، والمثبت من (ق) وهامش (س) ، وهو الموافق لرواية مسلم.
(2) في (م) : نفضها.(30/272)
طَيِّبًا} [النساء: 43] ؟ قَالَ: فَمَا دَرَى عَبْدُ اللهِ مَا يَقُولُ، وَقَالَ: " لَوْ رَخَّصْنَا لَهُمْ فِي التَّيَمُّمِ لَأَوْشَكَ أَحَدُهُمْ إِنْ بَرَدَ الْمَاءُ عَلَى جِلْدِهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ " (1) قَالَ عَفَّانُ: وَأَنْكَرَهُ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، فَسَأَلْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ، فَقَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ، يُحَدِّثُنَا بِهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَذَكَرَ أَبَا وَائِلٍ (2)
18330 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: إِنْ لَمْ نَجِدِ الْمَاءَ لَا نُصَلِّي؟ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: نَعَمْ، " إِنْ لَمْ نَجِدِ الْمَاءَ شَهْرًا، لَمْ نُصَلِّ، وَلَوْ رَخَّصْتُ لَهُمْ فِي هَذَا كَانَ إِذَا وَجَدَ أَحَدُهُمُ الْبَرْدَ، قَالَ: هَكَذَا، يَعْنِي تَيَمَّمَ، وَصَلَّى "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَيْنَ قَوْلُ عَمَّارٍ لِعُمَرَ؟ قَالَ: " إِنِّي لَمْ أَرَ عُمَرَ قَنَعَ بِقَوْلِ عَمَّارٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الواحد: هو ابن زياد، وشقيق: هو ابن سلمة، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه مسلم (368) (111) ، وأبو عوانة 1/304، والهيثم بن كليب الشاشي (1026) ، وابن حبان (1305) من طرق عن عبد الواحد. بهذا الإسناد.
وقد سلف بالحديث قبله، وانظر (18315) .
(2) سلف ذكر حديث حفص في تخريج الحديث الذي قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. =(30/273)
18331 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارًا، وَالْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَاهُمْ، (1) فَخَطَبَ عَمَّارٌ، فَقَالَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ابْتَلَاكُمْ لِتَتَّبِعُوهُ أَوْ إِيَّاهَا " (2)
__________
= وأخرجه البخاري (345) ، والبيهقي 1/215 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف بأتم منه بالحديثين قبله.
(1) عند البخاري وغيره: ليستنفرهم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (3772) ، والبزار في "مسنده" (1409) مختصراً، وأبو يعلى (1646) ، والبيهقي في "السنن" 8/174 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه نحوه البزار (1408) من طريق أبي عتاب سهل بن حماد، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (148) ، والبيهقي في "السنن" 8/174 من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (7101) من طريق ابن أبي غنية، عن الحكم، بنحوه.
وأخرجه البخاري (7100) من طريق يحيي بن آدم، وفيه قصة، والترمذي (3889) ، والحاكم 4/6 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن زياد الأسدي) من طريق يزيد بن مهران، ثلاثتهم عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصِين (وهو الأسدي عثمان ابن عاصم) ، عن عبد الله بن زياد الأسدي، عن عمار، به، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قال الحافظ في "الفتح" 7/108: قوله في الحديث: لتتبعوه أو إياها=(30/274)
18332 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ، فَلَمْ أَجِدْ مَاءً، فَقَالَ عُمَرُ: لَا تُصَلِّ، فَقَالَ عَمَّارٌ: أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ، فَأَجْنَبْنَا، فَلَمْ نَجِدْ مَاءً، فَأَمَّا أَنْتَ، فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ " وَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا، وَمَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ، وَكَفَّيْهِ (1)
__________
= قيل: الضمير لعليٍّ، لأنه الذي كان عمار يدعو إليه، والذي يظهر أنه لله، والمرادُ بإتباع الله اتباعُ حكمه الشرعي في طاعة الإمام، وعدم الخروج عليه، ولعله أشار إلى قوله تعالى: (وقَرْنَ في بيوتكن) [الأحزاب: 33] فإنه أمر حقيقي خوطب به أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولهذا كانت أم سلمة تقول: لا يحركني ظهر بعير حتى ألقى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والعذر في ذلك عن عائشة أنها كانت متأولة هي وطلحة والزبير، وكان مرادهم إيقاع الإصلاح بين الناس، وأخذ القصاص من قتلة عثمان، رضي الله عنهم أجمعين، وكان رأي عليٍّ الاجتماعَ على الطاعة، وطلب أولياء المقتول القصاص ممن يثبت عليه القتل بشروطه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة، وذر: هو ابن عبد الله الهمداني المرهبي، وابن عبد الرحمن: هو سعيد.
وأخرجه البخاري (343) مختصراً، وابن ماجه (569) ، وابن خزيمة (268) ، وابن حبان (1306) (1309) والبزار في "مسنده" (1385) ، والدارقطني في "السنن" 1/183 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (638) ، والبخاري (338-343) ، ومسلم (368) و (112) و (113) ، وأبو داود (326) ، والنسائي في "المجتبى" 1/170، وفي "الكبرى" (303) و (305) ، وابن الجارود في "المنتقى" (125) ، وأبو يعلى=(30/275)
18333 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ، فَذَكَرَ ابْنُ جَعْفَرٍ، مِثْلَ حَدِيثِ الْحَكَمِ، وَزَادَ قَالَ: وَسَلَمَةُ شَكَّ، قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ: فِيهِ الْمِرْفَقَيْنِ أَوْ إِلَى الْكَفَّيْنِ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى نُوَلِّيكَ مَا
__________
= (1607) ، وابن خزيمة (266) ، وأبو عوانة 1/305-306، و1/306، 307، وابن المنذر في "الأوسط" (544) و (548) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/112، والشاشي (1031) و (1033) و (1034) و (1038) و (1039) ، وابن حبان (1267) ، والدارقطني في "السنن" 1/183، والبيهقي في "السنن" 1/209، 214، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/271-272، والبغوي في "شرح السنة" (308) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/112-113 عن محمد بن خزيمة، عن حجاج، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار، به. قال الطحاوي: هكذا قال محمد بن خزيمة في إسناد هذا الحديث: عن عبد الرحمن بن أبزى، وإنما هو عن ذر، عن ابن عبد الرحمن، عن أبيه. وقال الحافظ في "الفتح" 1/445: سقطت من روايته لفظة "ابن" ولا بد منها، لأن أبزى والد عبد الرحمن لا رواية له في هذا الحديث.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (339) ، ووصله مسلم (368) (113) وابن الجارود (125) ، وأبو عوانة 1/307، والشاشي (1029) من طرق عن شعبة، عن الحكم، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار، به. لم يذكروا ذرًّا في الإسناد، وقد صرح الحكم في هذه الروايات. بسماعه الحديث أيضاً من سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى.
وقد سلف من وجه آخر برقم (18319) ، وسيرد بالحديث بعده، و4/319 و320.(30/276)
تَوَلَّيْتَ (1)
__________
(1) حديث صحيح، دون قوله: إلى المرفقين، لشك سلمة فيه، وقد سلف بالطرق الصحيحة كما في الرواية (18319) بذكر الكفين فحسب وقد أشار إلى ضعف ذكر المرفقين الحافظ في "الفتح" 1/445 ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ذر: هو ابن عبد الله المُرْهبي، وابن عبد الرحمن: هو
سعيد.
وأخرجه أبو داود (324) ، والنسائي 1/165-166 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ولم يذكر أبو داود قول عمر: نوليك ما توليت.
وأخرجه الطيالسي- ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/113، والبيهقي في "السنن" 1/210- ومسلم عقب حديث الحكم (368) (112) ولم يسق لَفْظَه، ولا ذَكَرَ شك سلمة، وأبو داود (325) - ومن طريقه البيهقي 1/210- والنسائي في "المجتبى" 1/170، وفي "الكبرى" (303)
و (305) ، وابن الجارود في "المنتقى" (125) عقب حديث الحكم، والشاشي في "مسنده" (1032) ، والبيهقي 1/209 من طرق، عن شعبة، به.
قال أبو داود، والنسائي، والبيهقي: قال شعبة: كان سلمة يقول: الكفين والوجه والذراعين، فقال له منصور ذات يوم: انظر ما تقول، فإنه لا يذكر الذراعين غيرك. زاد النسائي: فشك سلمةُ فقال: لا أدري ذكر الذراعين أم لا.
وأخرجه البزار (1386) ، وأبو عوانة 1/305، والدارقطني1/183 من طريق جرير، وابن خزيمة (269) من طريق أبي يحيى التيمي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/112 من طريق عيسى بن يونس، والشاشي (1027) من طريق محاضر بن المورع، والدارقطني 1/183 أيضا من طريق ابن نمير، والشاشي أيضاً (1035) ، والدارقطني1/183 من طريق يعلى بن عبيد، كلهم عن سليمان الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، به. فلم يذكر في الإسناد ذراً. قال ابن خزيمة: أدخل شعبة بين سلمة بن كهيل وبين سعيد بن عبد الرحمن في هذا الخبر ذراً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/159 عن وكيع، وأبو عوانة 1/305 و306 من=(30/277)
18334 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ وَأَبِي مُوسَى، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الرَّجُلُ يُجْنِبُ وَلَا يَجِدُ الْمَاءَ، أَيُصَلِّي (1) ؟ قَالَ: لَا،
__________
= طريق ابن نمير، كلاهما عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن ابن أبزى، عن أبيه. وابن أبزى في هذا الإسناد هو سعيد، كما صرح به أبو داود، وقد أشار إلى رواية وكيع هذه، لكن سقط من المطبوع لفظ "سعيد بن" واستدركناه من "تحفة الأشراف" 7/480.
وقد وقع في مطبوع ابن أبي شيبة أيضاً: فتمعّكنا، وهذا وهم راوٍ، أو خطأ ناسخ، لأنه مخالف للصحيح، فعمار وحده هو الذي تمعّك في التراب.
وقال البزار: وقد روى هذا الحديث غير الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن أبي مالك، عن عمار. قلنا: يعني أسقط من الإسناد عبد الرحمن بن أبزى بين أبي مالك وعمار، وسيرد الحديث من طريق سلمة، عن أبي مالك وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الرحمن بن أبزى 4/319، ونذكر الاختلاف عليه هناك.
وقد سلف بالحديث قبله، وسيرد أيضا 4/320 وانظر الحديث رقم (18319) .
قال السندي: قوله: فقال عمر: بلى، فيه اختصار، أي: فلما قال عمار لعمر: إن شئتَ ما ذكرتُ هذا الحديث [كما سيرد في الحديث 4/319] ، قال عمر: بلى، أي: بل اذْكُرْه، فإنك تولَّيتَ لذكره، فتركناك له.
قلنا: ولم يرد لفظ "بلى" في بعض مصادر الحديث، ووقع في بعضها: "بل".
وقال النووي في "المجموع " 2/229: وحكى أبو ثور وغيره قولاً للشافعي في القديم أنه يكفي مسح الوجه والكفين ... ثم قال: وهذا القول وإن كان قديماً مرجوحاً عند الأصحاب فهو القوي في الدليل، وهو الأقرب إلى ظاهر السنة الصحيحة.
(1) في (ظ 13) و (ق) : يصلي.(30/278)
قَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي (1) أَنَا وَأَنْتَ، فَأَجْنَبْتُ فَتَمَعَّكْتُ بِالصَّعِيدِ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا "، وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ وَاحِدَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرَ عُمَرَ قَنَعَ بِذَلِكَ، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُونَ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] ؟ قَالَ: " إِنَّا لَوْ رَخَّصْنَا لَهُمْ فِي هَذَا، كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا وَجَدَ الْمَاءَ الْبَارِدَ، تَمَسَّحَ بِالصَّعِيدِ " قَالَ: الْأَعْمَشُ، فَقُلْتُ لِشَقِيقٍ: فَمَا كَرِهَهُ إِلَّا لِهَذَا (2)
__________
(1) في (م) : بعثنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه أبو عوانة 1/304-305، والهيثم بن كليب الشاشي (1025) ، وابن حبان (1304) و (1307) ، والبيهقي في "السنن" 1/211، 226، وفي "السنن الصغير" (229) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (1576) من طريق يعلى ابن عبيد، بهذا الإسناد.
وقد تحرف اسم "يعلى" في مطبوع "السنن الصغير" إلى "يحيى".
وقد سلف برقم (18328) ، وانظر (18315) .(30/279)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَابِتٍ
18335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِأَخٍ لِي مِنْ قُرَيْظَةَ، فَكَتَبَ لِي جَوَامِعَ مِنَ التَّوْرَاةِ، أَلَا أَعْرِضُهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ ثَابِتٍ فَقُلْتُ: لَهُ أَلَا تَرَى مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: رَضِينَا بِاللهِ تَعَالَى رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا، قَالَ: فَسُرِّيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَصْبَحَ فِيكُمْ مُوسَى، ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ، وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ، إِنَّكُمْ حَظِّي مِنَ الْأُمَمِ، وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- وهو مكرر (15864) سنداً ومتناً.(30/280)
حَدِيثُ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ
18336 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ الْتَقَطَ لُقَطَةً، فَلْيُشْهِدْ ذَا عَدْلٍ أَوْ ذَوَيْ عَدْلٍ، ثُمَّ لَا يَكْتُمْ، وَلَا يُغَيِّبْ، فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا، وَإِلَّا فَإِنَّمَا هُوَ (1) مَالُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ " (2)
18337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمُسْتَبَّانِ (3) مَا
__________
(1) في (ظ 13) : وإلا فهو.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابته، فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن عُليَّة، وخالد: هو ابن مهران الحذاء. وقد اختلف في هذا الحديث على خالد الحذَّاء، فقد رواه عنه جماعة من الحفاظ على الشك، فقالوا: "فليشهد ذا عَدْلِ أو ذَوَي عَدْل"، ورواه جماعة آخرون بدون شك فقالوا: "ذَوَيْ عدْل"، وقد رجح الطحاوي هذه الرواية الأخيرة.
وسيأتي الحديث على الشك أيضا برقم (18343) من طريق شعبة عن خالد الحذاء.
وانظر ما سلف برقم (17481) .
(3) في (ص) و (ق) و (م) : إثم المستبان، وقد استُدْرِكت كلمة "إثم" في هامش (س) ، وضُبب فوق كلمة "المستبان" فيها، والمثبت من (ظ 13) .(30/281)
قَالَا عَلَى الْبَادِئِ مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ، وَالْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَكَاذَبَانِ وَيَتَهَاتَرَانِ " (1)
18338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا وَإِنَّهُ قَالَ: إِنَّ كُلَّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادِي، فَهُوَ لَهُمْ حَلَالٌ " فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ
وَقَالَ: " وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ، لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا " (2)
18339 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَكِيمٍ الْأَثْرَمِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي خُطْبَةٍ خَطَبَهَا قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (17483) و (17486) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20088) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (987) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8070) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.
وقد سلف مطولاً برقم (17484) من طريق هشام الدستوائي عن قتادة.(30/282)
جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، قَالَ وَإِنَّ كُلَّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادِي، فَهُوَ لَهُمْ حَلَالٌ (1) " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
18340 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي (2) يَزِيدُ أَخُو مُطَرِّفٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُقْبَةُ، كُلُّ هَؤُلَاءِ يَقُولُ، حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ، أَنَّ عِيَاضَ بْنَ حِمَارٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: " الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حكيم الأثرم فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (996) من طريق إسحاق بن راهويه عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3492) من طريق عبد الرحمن بن عثمان أبي بحر البكراوي، والنسائي في "الكبرى" (8071) ، والطبراني 17/ (996) من طريق محمد بن جعفر، وابن حبان (654) من طريق أبي شهاب موسى بن نافع الخياط، والطبراني 17/ (996) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، و (996) من طريق إسحاق الأزرق، أربعتهم عن عوف الأعرابي، به. رووه
مطولاً إلا النسائي وابنُ حبان فلم يذكرا فيه قوله: "وأهل الجنة ثلاثةٌ ... " إلى آخر الحديث.
وقد سلف مطولاً برقم (17484) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن مطرِّف.
(2) في (س) : "العدوي، حدثني يزيد"، وفي (م) : "العدوي عن يزيد"، والتصويب من "أطراف المسند" 5/171-172 وسائر مصادر التخريج.(30/283)
لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا، وَلَا مَالًا " قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِمُطَرِّفٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ: أَمِنَ الْمَوَالِي هُوَ، أَوْ مِنَ الْعَرَبِ؟ قَالَ: هُوَ التَّابِعَةُ يَكُونُ لِلرَّجُلِ يُصِيبُ مِنْ خَدَمِهِ سِفَاحًا غَيْرَ نِكَاحٍ، وَقَالَ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ: مُقْسِطٌ مُصَدِّقٌ، مُوقِنٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ بِكُلِّ ذِي قُرْبَى، وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ عَفِيفٌ فَقِيرٌ مُتَصَدِّقٌ " (1) قَالَ هَمَّامٌ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ قَتَادَةَ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ يُونُسُ الْإِسْكَافُ: قَالَ لِي: إِنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَسْمَعْ حَدِيثَ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، مِنْ مُطَرِّفٍ قُلْتُ: هُوَ حَدَّثَنَا عَنْ مُطَرِّفٍ، وَتَقُولُ أَنْتَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ مُطَرِّفٍ قَالَ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، وَاجْتَرَأَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقُلْنَا لِلْأَعْرَابِيِّ سَلْهُ هَلْ سَمِعَ حَدِيثَ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، مِنْ (2) مُطَرِّفٍ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لَا حَدَّثَنِي أَرْبَعَةٌ عَنْ مُطَرِّفٍ فَسَمَّى ثَلَاثَةً الَّذِي قُلْتُ لَكُمْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. همام: هو ابن يحيي العَوْذي.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3490) من طريق عبد الصمد، و (3491) من طريق عمرو بن عاصم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3877) ، وابن حبان (653) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (992) ، والحاكم 4/88 من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، والطحاوي (3877) ، والطبراني 17/ (993) من طريق هدبة بن خالد، أربعتهم عن همام، بهذا الإسناد.
واقتصر الطحاوي على أوله إلى قصة الشياطين، واقتصر الحاكم على قصة أصحاب الجنة.
وقد سلف الحديث بطوله برقم (17484) .
(2) في (م) : عن.(30/284)
18341 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَزِيدَ أَخِي مُطَرِّفٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِثْمُ الْمُسْتَبَّيْنِ مَا قَالَا عَلَى الْبَادِئِ حَتَّى يَعْتَدِيَ (1) الْمَظْلُومُ، أَوْ مَا لَمْ يَعْتَدِ (2) الْمَظْلُومُ " (3)
18342 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَكَاذَبَانِ، وَيَتَهَاتَرَانِ " (4)
18343 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ الْتَقَطَ لُقَطَةً، فَلْيُشْهِدْ ذَوَيْ عَدْلٍ، أَوْ ذَا عَدْلٍ خَالِدٌ الشَّاكُّ، وَلَا يَكْتُمْ، وَلَا يُغَيِّبْ، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا، وَإِلَّا فَهُوَ مَالُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ " (5)
__________
(1) في (م) : يفتدي.
(2) في (م) : يفتد.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (17486) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (17483) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه الطيالسي (1081) ، وابن الجارود (671) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1298) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3133) و (4716) ، وابن حبان (4894) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (986) ، والبيهقي 6/187، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/121-122 من طرق عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد، ولفظ الطبراني: "من وجد ضالة فليشهد شاهدين ذوي=(30/285)
18344 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: " مُطَرِّفٌ أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعِشْرِينَ سَنَةً، وَأَبُو الْعَلَاءِ أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي " حَدَّثَنِيهِ أَخٌّ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ الدَّوْرَقِيِّ بِهَذَا "
__________
= عَدْلٍ ولا يكتم، فإن لم يجد صاحبَه، فهو مال يؤتيه الله من يشاء"، وفي هذا الحديث شكَّ شعبةُ فقال: "ذا عَدْلي أو ذوي عَدْلٍ". وقد سلف على الشك أيضا عن إسماعيل ابن علية عن خالد الحذاء برقم (18336) .
(1) وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 7/155 عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي عقيل، قال: قال أبو العلاء: أنا أكبرُ من الحسن بعشر سنين، ومطرف كبر مني بعشر سنين.(30/286)
حَدِيثُ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ الْأُسَيْدِيِّ (1)
18345 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ: رُكُوعِهِنَّ، وَسُجُودِهِنَّ، وَوُضُوئِهِنَّ، وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَعَلِمَ أَنَّهُنَّ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " أَوْ قَالَ: " وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (2)
__________
(1) سلفت ترجمة حنظلة الكاتب في مسند الشاميين قبل الحديث رقم (17609) .
(2) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة لم يدرك حنظلة الكاتب- وهو حنظلة بن الربيع- فيما نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" عن أبيه وعن الإمام أحمد ص168 و175، وذكر ذلك أيضا المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة حنظلة) . ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابي الحديث لم يرو له البخاري. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث التميمي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (545) ، وقال: رواه أحمد بإسناد جيد! ورواته رواة الصحيح.
وأورده أيضا الهيثمي في "المجمع" 1/288-289، وزاد نسبته للطبراني، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح.
وانظر الحديث التالي.
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً بلفظ: "خمس صلوات=(30/287)
18346 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيْدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، عَلَى وُضُوئِهَا، وَمَوَاقِيتِهَا، وَرُكُوعِهَا، وَسُجُودِهَا، يَرَاهَا حَقًّا لِلَّهِ عَلَيْهِ، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ " (1)
__________
= كتبهن الله تبارك وتعالى على العباد، من أتى بهن، ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهدٌ أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهدٌ، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له"، وسيرد 5/315-316.
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً بلفظ: "من حافظ عليها، كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها، لم يكن له نورٌ ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبي بن خلف" وسلف برقم (6576) .
وثالث من حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خمس من جاء بهنَّ مع إيمان، دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس؛ على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وصام رمضان، وحجَّ البيت إن استطاع إليه سبيلاً، وآتى الزكاة طيبة بها نفسه، وأدَّى الأمانة". أورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (533) وقال: رواه الطبراني بإسناد جيد.
ورابع من حديث عثمان بن عفان مرفوعاً بلفظ: "من علم أن الصلاة حق واجب، دخل الجنة" سلف برقم (423) ، وإسناده ضعيف.
وانظر أحاديث عثمان السالفة بالأرقام: (406) و (473) و (478) و (483) و (484) و (486) .
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كسابقه، وسلف الكلام عليه هناك، وسعيد- وهو ابن أبي عروبة، وإن روى عنه محمد بن جعفر بعد اختلاطه- توبع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3494) من طريق محمد بن بشر،=(30/288)
حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18347 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَلَالٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ، وَشُبُهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ، مَنْ (2) تَرَكَ الشُّبُهَاتِ، فَهُوَ لِلْحَرَامِ أَتْرَكُ، وَمَحَارِمُ اللهِ حِمًى، فَمَنْ أَرْتَعَ حَوْلَ الْحِمَى، كَانَ قَمِنًا أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ " (3)
__________
= و (3495) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن سعيد، به. ورواية محمد ابن بشر عن سعيد قبل الاختلاط فيما نقله ابن رجب في "شرح علل الترمذي" 2/566 عن الإمام أحمد.
وانظر ما قبله.
(1) النُّعمان بنُ بشير أنصاريٌ خزرجي، وهو مشهور، له ولأبيه صحبة، قيل: كان أولَ مولود وُلد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهراً، وكان قاضيَ دمشق بعد فَضالة بن عُبيد، واستعمله معاوية من إمرة الكوفة إلى إمرة حمص، وضمَّ الكوفةَ إلى عُبيد الله بن زياد، وبعد موت
معاوية بن يزيد، دعا النعمانُ إلى ابن الزبير، ثم دعا إلى نفسه، فقتله مروان بن الحكم، وذلك في سنة خمس وستين. قاله السندي.
(2) في (ظ 13) و (ف) : فمن.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن بهدلة، فقد روى له البخاري ومسلم مقروناً بغيره، واحتج به أصحاب السنن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن الجعفي الكوفي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل. =(30/289)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (752) من طريق أسد بن موسى، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2051) ، وأبو داود (3329) ، والنسائي في "المجتبى" 7/241 و8/327، وفي "الكبرى" (5219) و (6040) ، وابن الجارود في "المنتقى" (555) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (749) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/144 مختصراً، وابن حبان (721) ، والطبراني في "الأوسط" (2493) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/336، والبيهقي في "السنن" 5/334 من طريق عبد الله بن عون. وأخرجه مسلم (1599) (107) من طريقي مطرف وعبد الرحمن بن سعيد. وأخرجه مسلم أيضا (1599) (108) ، وأبو نعيم في "الحلية " 4/269-270، والبيهقي في "الزهد الكبير" (863) من طريق عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (751) من طريق مغيرة. والقضاعي في "مسند الشهاب" (1029) من طريق إسماعيل بن أبي خالد مختصراً، والخطيبُ في "موضح أوهام الجمع والتفريق " 1/147 من طريق عيسى الحنَّاط، كلُّهم عن الشعبي، بهذا الإسناد. ولفظ رواية ابن عون: "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات- وأحيانا يقول: مشتبهة- وسأضرب لكم في ذلك مثلاً:
إن الله حمى حمىً، وإن حمى الله ما حرَّم، وإنه من يَرعَ حول الحمى، يوشك أن يخالطه، وإن من يخالط الريبة، يوشك أن يجسر". قال ابن الجارود عقبها: قال ابن عون: فلا أدري هذا ما سمع [يعني الشعبي] من النعمان، أو قال برأيه. ونحو ذلك قال البيهقي أيضاً، ولم يسق البخاري وأبو نعيم لفظ رواية ابن عون.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1692، وأبو نعيم في "الحلية" 5/105 من طريق عمر بن شبيب، عن عمرو بن قيس، عن عبد الملك بن عمير، عن النعمان بن بشير، به، وإسناده ضعيف. قال أبو نعيم: رواه زهير، عن عبد الملك مثله، صحيح ثابت من حديث الشعبي عن النعمان، رواه الجم=(30/290)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الغفير، وحديث عبد الملك عن النعمان لم يروه عنه إلا زهير وعمرو.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص46-47 من طريق الحكم بن فضيل، عن خالد بن سلمة، عن النعمان، به.
وقد رُوي هذا الحديث عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (10824) .
وعن ابن عمر عند الطبراني أيضا في "الأوسط" (2889) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (866) .
وعن جابر بن عبد الله عند الخطيب البغدادي في "تاريخه" 9/70.
وعن عمار بن ياسر عند أبي يعلى (1653) ، والطبراني في "الأوسط" (1756) ، وأسانيدها كلها ضعيفة.
وسيرد بالأرقام: (18368) و (18384) و (18418) ، وبتمامه برقم (18374) ، ومختصراً برقم (18412) .
قال السندي: قوله: حلال بيّن: يحتمل أن يكون خبراً لمقدر، أي: في الدين حلال بيّن، ويحتمل أن يكون بيان لمجمل مقدر، أي: أمور الحِلِّ والحرمة ثلاثة: حلال بيّن يظهر حِلُّه بأدنى نظر وبحث، وحرام كذلك، وأمور مشتبهة يتردد المرء فيها، هل هي محرمة أو حلال؟ فالورع تركها، حتى يتم
ترك الحرام، وأما من دخل فيها، فيُخاف عليه الدخولُ في الحرام، كما يُخاف على المرتع حول الحمى الدخولُ في الحمى.
وقوله: ومحارم الله حمى، أي: بمنزلة الحِمى، بالكسر والقصر: أرض يحميها الملوك، ويمنعون الناس عن الدخول فيها، فمن دخله، أوقع به العقوبة، ومن احتاط لنفسه، لا يقارب ذلك الحمى، خوفاً من الوقوع فيه.
والمحارم كذلك، يعاقب الله تعالى على ارتكابها، فمن احتاط لنفسه، لم يقاربها بالوقوع في المشتبهات.
قوله: أرتع. من أرتع فلان إبله، أي: تركها للأكل، فالمفعول هاهنا مقدر، أي: مواشيَه.(30/291)
18348 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (1) ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، وَشَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ " (2)
__________
(1) في (م) و (ق) و (ص) وقعت عبارة: "ثم الذين يلونهم" ثلاث مرات، وليس فيها عبارة: "ثم الذين يلون الذين يلونهم".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه، وقد سلف الكلام عليه.
وأخرجه الحارث في "مسنده" (1036) (زوائد) - ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/78 و4/125- عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
ولفظ عبارة الحارث: "ثم الذين يلونهم" ثلاث مرات، ووقعت في مطبوع "الحلية" مرتين. قال أبو نعيم: هذا حديث مشهور من حديث عاصم.
وأخرجه البزار (2767) (زوائد) مختصراً من طريق أبي أحمد، وتمام الرازي في "فوائده" (1529) "الروض البسام" من طريق سهيل بن عبد الرحمن، كلاهما عن شيبان، به. قال البزار: لا نعلم أحداً جمع بين الشعبي وخيثمة إلا شيبان.
وسيرد من طرق أخرى عن عاصم بالأرقام: (18349) و (18428) و (18447) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3594) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا بقية أحاديث الباب قال السندي: قوله: "ثم يأتي قوم ... " إلخ، أي: قوم لا يُعتمد على قولهم لكثرة كذبهم، فيكثرون اليمين ترويجاً لقولهم، فإما أن يبدؤوا كلامهم باليمين، أو يأتوا بها بعد الكلام.(30/292)
18349 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " قَالَ حَسَنٌ: " ثُمَّ يَنْشَأُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ وَشَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ " (1)
18350 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَفَعَهُ، قَالَ: " إِنَّ مِنَ الزَّبِيبِ خَمْرًا، وَمِنَ التَّمْرِ خَمْرًا، وَمِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرًا، وَمِنَ الشَّعِيرِ خَمْرًا، وَمِنَ الْعَسَلِ خَمْرًا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه من أجل عاصم- وهو ابن بهدلة- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب، ويونس: هو ابن محمد المؤدب، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن الجعفي.
(2) حديث صحيح من قول عمر موقوفاً، وهو في حكم المرفوع، وهذا إسناد اختلف فيه على عامر- وهو الشعبي- فرواه إبراهيم بن مهاجر- وهو ضعيف- عنه، عن النعمان بن بشير، وتابعه جماعة ضعفاء كما سيرد، ورواه يحيى بن سعيد التيمي وعبد الله بن أبي السفر، عنه، عن ابن عمر، عن عمر موقوفاً، وهو الصحيح، ونبه عليه الترمذي. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وهو عند المصنف في "الأشربة" ((72) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/113- ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني=(30/293)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الآثار" 4/213- وأبو داود (3676) ، والترمذي (1872) و (1873) ، والدارقطني في "السنن" 4/253، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/289، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/384-385 من طرق، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، ولم يذكر ابن أبي شيبة التمر.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6787) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم، به.
وأخرجه أحمد كما سيرد برقم (18407) من طريق السري بن إسماعيل - وهو متروك- وأبو داود (3677) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/289- وابن حبان (5398) ، والدارقطني في "السنن" 4/252-253 من طريق أبي حريز عبد الله بن الحسين- وهو ضعيف- والطبراني في "الأوسط" (1107) ، والدارقطني في "السنن" أيضا 4/253 من طريق مجالد بن سعيد- وهو
ضعيف- و4/253 أيضا من طريق سلمة بن كهيل- لكن في طريقه ضعفاء ومتركون- أربعتهم عن الشعبي، به.
وأخرجه عبد الرزاق (17049) ، والبخاري (5581) ، ومسلم (3032) ، والترمذي (1874) ، والنسائي 8/295 من طريق أبي حبان يحيى بن سعيد التيمي، والبخاري أيضا (5589) من طريق عبد الله بن أبي السفر، كلاهما عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر، موقوفاً.
قال الترمذي: وهذا أصح من حديث إبراهيم بن مهاجر.
وفي الباب عن ابن عمر مرفوعاً سلف برقم (5992) وفي إسناده عبد الله ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وعن أنس موقوفاً سلف برقم (12099) وإسناده صحيح.
وعن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: " الخمر من هاتين الشجرتين: "النخلة والعنبة" سلف برقم (7753) .
قال السندي: قوله: "إن من الزبيب خمراً ... " إلخ، أي: الخمر لا يختص بالعنب، بل كما يكون منه، يكون من غيره.(30/294)
18351 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ: وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْأَلُ، (1) ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْأَلُ، (2) حَتَّى انْجَلَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ، أَوْ يَزْعُمُونَ، أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ إِذَا انْكَسَفَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، فَإِنَّمَا يَنْكَسِفُ لِمَوْتِ عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَإِنَّ ذَاكَ لَيْسَ كَذَاكَ، وَلَكِنَّهُمَا خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللهِ، فَإِذَا تَجَلَّى الله عَزَّ وَجَلَّ لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ خَشَعَ لَهُ " (3)
__________
(1) في نسخة في (س) ، وهامش (ق) : يسلم، وكذا جاءت في (ظ 13) لكن ضُبب فوقها، وجاء في هامشها: يسأل، وعليها علامة الصحة.
(2) قوله: "ثم يُصَلّي ركعتين ثم يسأل" لم يرد في (ظ 13) ، وقد ضرب عليه في (ق) .
(3) إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن النعمان، وقد اختُلف فيه كما سيرد في التخريج، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الوارث: هو ابن سعيد التميمي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/333 من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وزاد: "فإذا رأيتم ذلك فصلوا". ونقل يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/131 عن سليمان بن حرب قوله: أما عبد الوارث فقد قال: كتبت حديث أيوب بعد موته بحفظي. ومثلُ هذا يجيء فيه
ما يجئ.=(30/295)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/145، وفي "الكبرى" (1875) عن محمد بن بشار، والبيهقي في "السنن" 3/333-334 من طريق محمد بن أبي بكر، كلاهما عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن، عن النعمان بن بشير أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج مستعجلاً يجر رداءه حتى أتى المسجد، وقد انكسفت الشمس، فصلى حتى انجلت، وقال: ... فذكره بنحوه. قال البيهقي: هذا أشبه أن يكون محفوظاً. قلنا: نقل العلائي في "جامع التحصيل" عن علي ابن المديني أن الحسن لم يسمع من النعمان.
وأخرجه أحمد كما سيرد برقم (18365) عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، وبرقم (18392) و (18443) من طريق عاصم الأحول، كلاهما عن أبي قلابة، عن النعمان، به. وأبو قلابة لم يسمع من النعمان، ورواية عاصم الأحول مختصرة.
وأخرجه أحمد كما سيرد 5/60-61 عن عبد الوهاب الثقفي، و5/61 عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن وهب، كلاهما عن أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن مخارق الهلالي ... بنحوه.
قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/331 عن قبيصة الهلالي أو غيره.
قلنا: وذكر البيهقي في "السنن" 3/334 أن أبا قلابة لم يسمع من قبيصة، إنما رواه عن رجل، عن قبيصة، وسيِرد تخريج حديث قبيصة في موضعه.
وقوله: كان يصلي ركعتين ثم يسأل، ثم يصلي ركعتين ثم يسأل- ووقع عند النسائي 3/145: فصلي نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين ركعتين حتى انجلت-: قال الحافظ في "الفتح" 2/527: فإن كان محفوظاً احتمل أن يكون معنى قوله: ركعتين، أي ركوعين ... وأن يكون السؤال وقع بالإشارة، فلا يلزم التكرار.
قلنا: قد ورد في صفة صلاة الكسوف هيئات عدة: فجاء أنها ركعتان كالركعات المعتادة: من حديث عبد الله بن عمرو سلف برقم (6483) .
ومن حديث سمرة بن جندب سيأتي 5/16.=(30/296)
18352 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْكِنْدِيِّ،
__________
= ومن حديث أبي بكرة عند البخاري (1040) ، وسيأتي 5/37.
ومن حديث قبيصة سيأتي 5/60-61.
ومن حديث محمود بن لبيد سيأتي 5/428.
وجاء أنها ركعتان، في كل ركعة ركوعان: من حديث ابن عباس عند البخاري (1052) ، ومسلم (907) سلف برقم (2711) .
ومن حديث ابن مسعود سلف برقم (4387) .
ومن حديث ابن عمرو عند البخاري (1051) ، ومسلم (910) ، سلف برقم (6631) .
ومن حديث جابر عند مسلم (904) (4) ، سلف 3/374، 382.
ومن حديث عائشة عند البخاري (1044) (1047) ، ومسلم (901) وسيرد 6/32، 53، 76، 87.
ومن حديث أسماء سيرد 6/350، 354.
وجاء أنها ركعتان، في كل ركعة ثلاثُ ركوعات: من حديث جابر عند مسلم (904) (10) ، وقد سلف 3/318.
وجاء أنها ركعتان، في كل ركعة أربع ركوعات: من حديث علي سلف برقم (1216) .
ومن حديث ابن عباس عند مسلم (907) (909) ، سلف بالرقمين (1975) (3236) .
وجاء أنها ركعتان، في كل ركعة خمسُ ركوعات: من حديث أبيّ بن كعب سيرد 5/134.
وسلف من حديث المغيرة بن شعبة برقم (18142) أن المغيرة صلاها بالناس ركعتين: صلى الركعة الأولى بركوعين، ثم إن الشمس تجلت، فصلّى الثانية بركوع واحد.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (5883) .(30/297)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ "، ثُمَّ قَرَأَ: " {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} (1) [غافر: 60] "
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يُسيع الكندي ويقال: أسيع- وهو ابن معدان الحضرمي الكوفي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن، وهو ثقة. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومنصور: هو ابن
المعتمر، وذَرّ: هو ابن عبد الله المُرهبي.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1299) ، والطبراني في "الدعاء" (1) ، والبغوي في "شرح السنة" (1384) من طرق عن سفيان، عن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 24/79، وابن حبان (890) ، والحاكم في "المستدرك" 1/491، والقضاعي في "مسند الشهاب" (29) ، والطبراني في "الدعاء" (3) من طرق، عن منصور، به.
وأخرجه الترمذي (3372) ، والطبري في "التفسير" 24/78، والطبراني في "الأوسط" (3901) ، وفي "الصغير" (1041) ، وفي "الدعاء" (4) ... (7) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/120، والقضاعي في "مسند الشهاب" (29) (30) والبيهقي في "الدعوات الكبير" (4) ، وأبو عمرو بن منده في "الفوائد" (35) من طرق، عن سليمان الأعمش، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيكرر برقم (18436) .
وسيرد من طرق أخرى عن الأعمش بالأرقام (18386) و (18391) و (18432) ومن طريق شعبة، عن منصور برقم (18437) .
وفي الباب عن أنس عند الترمذي (3371) بلفظ: "الدعاء مخ العبادة" وهو حسن في الشواهد. =(30/298)
18353 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ آلِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ خَفَضَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ، فَقَالَ: " أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَمَالَأَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَا أَنَا مِنْهُ. وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُمَالِئْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، أَلَا وَإِنَّ دَمَ الْمُسْلِمِ كَفَّارَتُهُ، أَلَا وَإِنَّ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ هُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ " (1)
__________
= وعن أبي هريرة أن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" سلف برقم (8748) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: "إن الدعاء هو العبادة" معنى القصر أنه ليس شيئاً وراء العبادة، لا أنه لا عبادة غيره، ثم قرأ استشهادا به على ما قال، حيث وضع فيه "عن عبادتي" موضع: عن دعائي، فإن الموضع موضع ذكر الدعاء بقرينة السياق.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن النعمان ابن بشير، وبقية رجاله ثقات. محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي، والعوام: هو ابن حوشب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/247 وقال: له حديث في الباقيات الصالحات غير هذا رواه ابن ماجه. قلنا: سيرد برقم (18362) .
وقوله: "ألا إنه سيكون بعدي أمراء ... " له شواهد يصح بها سلف ذكرها=(30/299)
18354 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ أَبَاهُ (1) نَحَلَهُ نُحْلًا، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ
__________
= في حديث ابن عمر برقم (5702) .
وقوله: "ألا وإن دم المسلم كفارته" له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص سلف برقم (7051) بلفظ: "يُغفر للشهيد كل ذنب إلا الدَّين" وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وآخر من حديث أبي قتادة عند مسلم (1885) (117) وفيه أن رجلاً سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعم...." الحديث وسيرد 5/297.
وثالث من حديث عتبة بن عبد السلمي وفيه: "ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدوَّ، قاتل حتى يقتل، مُحيت ذنوبُه وخطاياه، إن السيف مَحاءُ الخطايا" سلف 4/185.
وقوله: "ألا وإن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله كبر، هن الباقيات الصالحات" له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري سلف برقم (11713) وذكرنا بقية شواهده هناك، وانظر حديث النعمان الآتي برقم (18363) .
قال السندي: قوله: "ومالأهم"، آخره همزة، يقال: ملأه على الأمر، ومالأه: إذا ساعده عليه.
قوله: "وإن دم المسلم" أي: شهادته وقتلُه في سبيل الله كفارتُه، أي: كفارة المسلم يغفر الله تعالى ذنوبه.
(1) وهو بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجُلاس- بضم الجيم وتخفيف اللام- الخزرجي، صحابيٌّ شهير، من أهل بدر، وشهد غيرها، ومات في خلافة أبي بكر، سنة ثلاث عشرة، ويقال: إنه أول من بايع أبا بكر من الأنصار، وقيل: عاش إلى خلافة عمر. قاله الحافظ في "الفتح" 5/212.(30/300)
النُّعْمَانِ (1) : أَشْهِدْ لِابْنِي عَلَى هَذَا النُّحْلِ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: " أَوَكُلَّ وَلَدِكَ أَعْطَيْتَ مَا أَعْطَيْتَ هَذَا؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَشْهَدَ لَهُ (2)
__________
(1) سيرد في الرواية رقم (18378) أن أم النعمان هي عمرة بنت رواحة، وهي أخت عبد الله بن رواحة رضي الله عنه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/259، و"الكبرى" (6504) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/224 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وليس عند النسائي- في هذه الرواية- قوله: "أو كلَّ ولدك أعطيت ما أعطيت هذا".
وأخرجه مسلم (1623) (12) ، وأبو داود (3543) - ومن طريقه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 7/224- من طريق جرير بن عبد الحميد، عن هشام بن عروة، به. وعند مسلم: ... وقد أعطاه أبوه غلاماً، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما هذا الغلام؟ " قال: أعطانيه أبي. قال: "فكل إخوته أعطيتَه كما أعطيت هذا؟ " قال: لا، قال: "فردَه". ونحوه عند أبي داود إلا أنه قال: "فكل إخوتك أعطى كما أعطاك؟ " فالمخاطبُ في رواية جرير هذه النعمان، لكن الأكثر والأشهر أن المخاطب بشيرٌ أبوه، كما ذكر ابن عبد البر، وقد بيَّنت رواية جرير هذه- وكما سيرد في طرق أخرى للحديث- أن النُّحْلَ كان غلاماً.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/259، وفي "الكبرى" (6505) من طريق عبد الله بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن بشيراً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر نحوه، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للنعمان: "فاردده". وعروة لم يدرك بشيراً، والمحفوظ حديثُ النعمان.
وقد روى هذا الحديث أيضا شعبة، واختلف عنه: فأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/259، وفي "الكبرى" (6503) من=(30/301)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق أبي عامر العقدي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن بشير، بنحوه، وفيه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنعمان: "فاردده". وهذا إسناد منقطع كما سلف.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 22/291، وفي "التمهيد" 7/224- 225 من طريق عبد الصمد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن النعمان بن بشير، وفيه: فأبى أن يشهد له.
وسيرد الحديث من طريق معمر، عن الزهري، عن محمد بن النعمان وحميد بن عبد الرحمن، عن النعمان برقم (18358) ، وفيه: قال: "فارجعها".
ومن طريق فِطْر، عن أبي الضحى، عن النعمان، برقم (18359) ، وفيه: قال: "فسوِّ بينهم".
ومن طريق أبي حيان التيمي، عن الشعبي، عن النعمان برقم (18363) وفيه: قال: "فلا تُشهدني، فإني لا أشهد على جور".
ومن طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي برقم (18366) ، وفيه: قال: "فأشهِدْ غيري" ثم قال: "أليس يسرك أن يكونوا إليك في البر سواءً؟ " قال: بلي، قال: "فلا إذاً".
ومن طريق مجالد، عن الشعبي برقم (18369) ، وفيه: "فلا تُشهدني إذاً، إني لا أَشهد على جور، إن لبنيك من الحق أن تعدل بينهم"، ووقع لفظ مجالد في الرواية رقم (18378) : "إن لهم عليك من الحق أن تعدل بينهم، كما أن لك عليهم من الحق أن يبروك" قال البيهقي في "السنن" 6/177: تفرد مجالد بهذه اللفظة.
وسيرد من طرق أخرى بنحو هذه الألفاظ بالأرقام: (18378) و (18382) و (18410) و (18429) .
وسيرد بالأرقام: (18419) و (18420) و (18422) و (19451) و4/375 بلفظ: "اعدلوا بين أبنائكم" أو نحوه.=(30/302)
18355 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ
__________
= وفي الباب عن جابر سلف برقم (14492) ، وفيه: "فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق".
قال الحافظ في "الفتح" 5/214: واختلاف الألفاظ في هذه القصة الواحدة يرجع إلى معنى واحد، وقد تمسَكَ به من أوجب التسوية في عطية الأولاد، ... ، وذهب الجمهور إلى أن التسوية مستحبة، فإن فضّل بعضاً، صحَّ وكره، واستُحبّت المبادرةُ إلى التسوية، أو الرجوع، فحملوا الأمر على الندب، والنهي على التنزيه.
قلنا لكن قال ابن القيم في "تهذيب السنن" 5/191-193 بعد أن استوعب ألفاظ الحديث من مظانها: وقوله: "لا أشهد على جور" والأمر برده، وفي لفظ: "سو بينهم"، وفي لفظ: "هذا جور، أشهد على هذا غيري" ليس إذناً بل هو تهديد لتسميته إياه جوراً، وهذه كلها ألفاظ صريحة في التحريم والبطلان من عشرة أوجه تؤخذ من الحديث، ومنها قوله: "أشهد على هذا غيري" فإن هذا ليس بإذن قطعا، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يأذن في الجور فيما لا يصلح وفي الباطل، فإنه قال: "إني لا أشهد إلا على حق"، فدل على أن الذي فعله أبو النعمان لم يكن حقاً فهو باطل قطعاً. فقوله إذن: أشهد على هذا غيري حجة على التحريم كقوله تعالى: (اعملوا بما شئتُم) ، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، أي: الشهادة ليست من شأني ولا تنبغي لي، وإنما هي من شأن من يشهد على الجور والباطل وما لا يصلح، وهذا غاية في الوضوح.
وقال السندي: قوله: نُحْلة. بضم فسكون، مصدر نحلتُه، أي: أعطيتُه، والنحْلة بكسر فسكون: بمعنى العطية.
أَشهِدْ: من الإشهاد.
فكَرِه: لعدم التسوية بين الأولاد.(30/303)
الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى الرَّجُلُ رَأْسَهُ تَدَاعَى لَهُ (1) سَائِرُ جَسَدِهِ " (2)
__________
(1) لفظة "له" ليست في (ظ 13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 13/253، وهنَاد في "الزهد" (1029) ، وابن منده في "الإيمان" بعد (319) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ أبي شيبة بأبي معاوية وكيعاً.
وأخرجه مسلم (2586) (67) ، وابن منده في "الإيمان" (319) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1677) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1367) من طرق، عن الأعمش، بنحوه.
وأخرجه ابن المبارك في "المسند" (14) ، وفي "الزهد" (722) ، والطيالسي (790) ، والحميدي (919) ، ومسلم (2586) ، والبغوي في "الجعديات" (608) وابن حبان (233) و (297) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (40) (42) ، والطبراني في "الصغير" (382) ، والإسماعيلي في "معجم
الشيوخ" ص348، وابن منده في "الإيمان" (322) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7610) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/65 من طرق عن الشعبي، بنحوه.
وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (41) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال" (350) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/62، 74، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1366) (1368) من طريق عبد الملك بن عمير، عن النعمان ابن بشير، بنحوه.
وسيرد بطرق أخرى بالأرقام: (18373) و (18375) و (18380) و (18393) و (18416) و (18433) و (18434) ، وسيرد من زوائد عبد الله بالرقمين: (18448) و4/375.
وفي الباب عن سهل بن سعد سيرد 5/340.
وعن أبي موسى الأشعري مرفوعاً بلفظ: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد=(30/304)
18356 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ: " وَاللهِ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ نَبِيُّكُمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ (1) ، وَمَا تَرْضَوْنَ دُونَ أَلْوَانِ التَّمْرِ، وَالزُّبْدِ " (2)
__________
= بعضه بعضاً" سيرد 4/404.
قال السندي: قوله: "مثل المؤمن"، أي: نوع المؤمن، فإذا وقع أمر على بعض هذا النوع، فكأنه وقع على تمام النوع، وليس هذا إخباراً، وإنما هو أمرٌ بما ينبغي أن يكون بين المؤمنين من المحبة والاتحاد.
تداعى: قيل: التداعي: التتابع، وقيل: كأن بعضها دعا بعضاً إلى الموافقة في السهر والألم.
(1) في (ظ13) و (ق) : من تمر الدقَل.
(2) إسناده رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل- وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فمن رجال النسائي، وروى له أبو داود في كتاب "التفرد"، وهو ثقة، وغير سماك بن حرب فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، صدوق حسن الحديث، انتقى له الإمامُ مسلم جملةَ أحاديث وأودعها في "صحيحه". زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/406، ومسلم (2977) (35) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10429) من طرق، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. زاد البيهقي: وألوان الثياب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/224، وهَنَاد بن السَري في "الزهد" (727) ، ومسلم (2977) (34) ، والترمذي (2372) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "الزهد" لأبيه ص28، وابنُ حبان (6340) ، والبغوي في "شرح السنة" (4071) من طريق أبي الأحوص، وابنُ حبان كذلك (6341) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص275 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن=(30/305)
18357 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ،
__________
= سماك بن حرب، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
ولفظ رواية أبي الأحوص: لقد رأيتُ نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما يجد من الدَّقَل ما يملأ بطنه.
وقد سلف برقم (159) من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن النعمان ابن بشير، عن عمر قال: لقد رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلتوي، ما يجد ما يملأ به بطنه من الدَّقَل. قال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/106 فيما نقله عن أبيه: كذا قال شعبة، وأما غيره من أصحاب سماك، فليس يتابعه أحد منهم، إنما يقولون: سماك، عن النعمان، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: وإن لم يتابعه أحد، فإنَّ شعبة أحفظهم.
وسيرد بالحديث بعده.
وفي الباب عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يبيتُ الليالي المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون عَشاءً، وكان عامةُ خبزهم خبزَ الشعير.
وقد سلف برقم (2303) بإسناد صحيح.
وعن أبي أمامة بلفظ: ما كان يَفضل على أهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبزُ الشعير. سيرد 5/253.
وعن أبي هريرة بلفظ: ما شبع نبيُّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهلُه ثلاثةَ أيام تباعاً من خبز حنطة حتى فارق الدنيا. سلف برقم (9611) وذكرنا بقية أحاديث الباب قال السندي: قوله: من تمر الدقَل، هو بفتحتين: رديء التمر، والإضافة للبيان ...
دون ألوان التمر، أي: أنتم تجمعون بين ألوان التمر ولا ترضون بدونها.
والزُّبد، بضم فسكون: معروف، أي: ما ترضون بألوان التمر أيضا بلا زبد معها.(30/306)
أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: " أَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى، فَرُبَّمَا أَتَى عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْرُ، يَظَلُّ يَتَلَوَّى، مَا يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ " (1)
18358 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: ذَهَبَ أَبِي بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُشْهِدَهُ عَلَى نُحْلٍ نَحَلَنِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكُلَّ بَنِيكَ نَحَلْتَ مِثْلَ هَذَا؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَأَرْجِعْهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سماك بن حرب من رجاله، وهذا مما انتقاه له، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وإسرائيل: هو ابن يونس.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/406 عن عبيد الله بن موسى، ومسلم (2977) (35) من طريق الملائي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد، وعند ابن سعد: احمدوا الله....
قال السندي: قوله: أحمدُ الله، أي: حيث وسَّع على المسلمين.
يتلوَّى: بتشديد الواو، أي: يتقلب من شدة ما معه من الجوع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.
وأخرجه مسلم (1623) (11) ، وابن الجارود في "المنتقى" (991) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/751-752، والشافعي في "السنن" (504) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (16492) ، والبخاري (2586) ، ومسلم=(30/307)
18359 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الضُّحَى، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: انْطَلَقَ بِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي يُشْهِدُهُ عَلَى عَطِيَّةٍ يُعْطِينِيهَا، فَقَالَ: " هَلْ لَكَ وَلَدٌ
__________
= (11623) (9) (10) (11) ، والنسائي 6/258، وفي "الكبرى" (6500) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/381-382، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/84 و85 و87، وفي "شرح مشكل الآثار" (5071) و (5081) ، وابن حبان (5100) (5097) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3064) ، والبيهقي في "السنن" 6/176 و178، والبغوي في "شرح السنة" (2202) ، من طرق، عن الزهري، به.
وقد رواه الوليد بن مسلم، واختلف عنه:
فأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/258-259، وفي "الكبرى" (651) عن محمد بن هاشم، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي أيضا في "المجتبى" 6/259، وفي "الكبرى" (6502) عن عمرو بن عثمان بن سعيد، عن الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، أن محمد ابن النعمان وحميد بن عبد الرحمن حدثاه عن بشير بن سعد، أنه جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنعمان ... فذكره.
قال الحافظ في "الفتح" 5/212: المحفوظ أنه عنهما عن النعمان.
وقد سلف من طريق عروة بن الزبير، عن النعمان، برقم
(18354) ، وذكرنا أرقام طرقه الأخرى واختلاف ألفاظه هناك، وانظر الحديث التالي.
قال السندي: قوله: "فارجعها" بهمزة وصل، والضمير للنحلة، أي: ارددها.(30/308)
غَيْرُهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَسَوِّ بَيْنَهُمْ " (1)
18360 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يَخْطُبُ، وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ لَهُ، فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: " أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ "، فَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مَوْضِعَ كَذَا وَكَذَا، سَمِعَ صَوْتَهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر- وهو ابن خليفة- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري مقروناً بغيره، وقد توِبع. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "مسنده" (213) ، والنسائي في "المجتبى" 6/261 و262، وفي "الكبرى" (6512) و (6513) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/86، وفي "شرح مشكل الآثار" (5076) و (5077) ، وابن حبان (5098) و (5099) من طرق، عن فطر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18354) ، وذكرنا اختلاف ألفاظه هناك.
(2) إسناده حسن من أجل سماك- وهو ابن حرب- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سليمان بن داود- وهو أبو داود الطيالسي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة.
وأخرجه الطيالسي (792) ، والدارمي (2812) ، وابن حبان (644) و (667) ، والحاكم 1/287، والبيهقي في "السنن" 3/207 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. ولفظ الدارمي وابن حبان: "أنذركم النار" ثلاث مرات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/158- ومن طريقه عبد الله بن أحمد في زياداته على "الزهد" ص29- عن أبي الأحوص سلام بن سُلَيم، عن سماك، به.
وسيرد من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة برقم (18398) ومن طريق إسرائيل، عن سماك، برقم (18399) .=(30/309)
18361 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ، وَالْمُدَّهِنِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فِي الْبَحْرِ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا يَصْعَدُونَ، فَيَسْتَقُونَ الْمَاءَ، فَيَصُبُّونَ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلَاهَا، فَقَالَ الَّذِينَ فِي أَعْلَاهَا: لَا نَدَعُكُمْ تَصْعَدُونَ، فَتُؤْذُونَنَا، فَقَالَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا: فَإِنَّنَا نَنْقُبُهَا (1) مِنْ أَسْفَلِهَا، فَنَسْتَقِي " قَالَ: " فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ، فَمَنَعُوهُمْ، نَجَوْا جَمِيعًا، وَإِنْ تَرَكُوهُمْ غَرِقُوا جَمِيعًا " (2)
__________
= وفي باب الأمر باتقاء النار عن عدي بن حاتم مرفوعاً بلفظ: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" سلف برقم (18253) .
وفي باب رفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صوته بالخطبة عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14334) ، وفيه: ... ثم يرفع صوته، وتحمَرّ وجنتاه، ويشتدُ غضبه إذا ذكر الساعة، كأنه منذر جيش.
قال السندي: قوله: فلو أن رجلاً. يريد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرفع صوتَه بمثل هذا، حتى يسمعه البعيدُ. أيضًا.
(1) في هامش (ق) : نثقبها (خ) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الترمذي (2173) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2686) ، والبيهقي في "السنن" 10/91، وفي "الشعب" (7576) ، والبغوي في "شرح السنة" (4151) من طرق، عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1349) - ومن طريقه البغوي في "شرح=(30/310)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= السنة (4152) - وابن حبان (297) و (298) و (301) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (61) و (62) و (63) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (317) من طرق، عن الشعبي، به، نحوه. ولفظ رواية ابن المبارك، وهي من طريق الأجلح عن الشعبي، قال: سمعتُ النعمان بن بشير يقول على هذا المنبر: يا أيها الناس خذوا على أيدي سفهائكم، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن قوماً ركبوا في سفينة، فاقتسموها ... " إلى آخر الحديث، وجاء عقبه قول النعمان: خذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا.
وسيرد الحديث بالأرقام: (18370) و (18372) و (18379) و (18411) وسيكرر سنداً ومتناً برقم (18371) .
وفي باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
عن أبي بكر الصديق مرفوعاً بلفظ: "إن الناس إذا رأوا المنكر، فلم يغيروه، أوشكَ اللهُ إن يَعُمَّهم بعقابه" سلف برقم (1) .
وعن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ: "لا يمنعنَ أحدَكم هيبةُ الناس أن يقول في حقّ إذا رآه، أو شهده، أو سمعه" سلف برقم (11017) .
وعنه أيضا مرفوعاً بلفظ: "من رأى منكم منكراً، فإن استطاع أن يُغَيره بيده فليفعل ... " سلف برقم (11073/أ) وفيه قصة مروان في تقديمه الخطبة على صلاة العيد. وعنه أيضا مرفوعاً بلفظ: "لا يحقرن أحدكم نفسَه أن يرى أمراً لله عليه فيه مقال، ثم لا يقوله، فيقول الله: ما منعك أن تقول فيه؟ فيقول: ربي، خشيتُ الناسَ، فيقول: وأنا أحق أن تخشى" سلف برقم (11255) .
وعن جرير مرفوعاً بلفظ: "ما من قوم يعملون بالمعاصي، وفيهم رجل أعزُّ منهم وأمنع، لا يغيرون، إلا عمَّهم الله عز وجل بعقاب" سيرد 4/361.
وعن حذيفة مرفوعاً بلفظ: "والذي نفسي بيده، لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولتَنْهَوُن عن المنكر، أو لَيُوشِكَنَ الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعنه، فلا يستجيبُ لكم" سيرد 5 /388.
وعن عائشة مرفوعاً: "إن الله عز وجل يقول: مُروا بالمعروف وانْهَوْا عن=(30/311)
18362 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ الطَّحَّانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ أَخِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللهِ مِنْ تَسْبِيحِهِ، وَتَحْمِيدِهِ، وَتَكْبِيرِهِ، وَتَهْلِيلِهِ، يَتَعَاطَفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُذَكِّرْنَ (1) بِصَاحِبِهِنَّ، أَلَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِهِ؟ " (2)
__________
= المنكر من قبل أن تدعوني، فلا أُجيبَكم، وتسألوني، فلا أعطيكم، وتستنصروني، فلا أنصركم" سيرد 6/159.
قال السندي: قوله: والمُدْهن فيها. بالتخفيف من الإدْهان، وهو المحاباة في غير حق، أي: التاركُ للأمر بالمعروف، مع القدرة عليه، لاستحياء، أو قلةِ مبالاة في الدين، أو لمحافظة جانب.
استهموا، أي: اقتسموا السفينة بالقُرعة.
فيَصُبُّون. من الصبّ، أي: يصبُّون بالضرورة حين نقلهم الماء من الأعلى إلى الأسفل، وليس المراد أنهم يصبُّون بالاختيار.
وقال الحافظ في "الفتح" 5/296: وهكذا إقامة الحدود، يحصل بها النجاة لمن أقامها وأقيمت عليه، وإلا، هلك العاصي بالمعصية، والساكت بالرضا عنها.
قلنا: وقع اللفظ في رواية البخاري: "مثل المدهن في حدود الله، والواقع فيها" ونحوه عند البيهقي والبغوي، وسيرد نحوه أيضا في الرواية رقم (18439) وسنذكر ألفاظ طرق الحديث، وقول الحافظ فيها ثمت.
(1) في (م) يذكّرون (وهي توافق النسخة التي شرحها السندي) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير موسى بن مسلم الطحان، فمن رجال أصحاب السنن عدا الترمذي، وهو ثقة، ويُعرف بموسى=(30/312)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الصغير. والشك في شيخ عون بن عبد الله- وهو ابن عتبة بن مسعود- لا يضر لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، فأبوه عبد الله وأخوه عبيد الله كلاهما ثقة، من رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: غريب من حديث عون، تفرد به عنه موسى وهو أبو عيسى موسى بن مسلم الطحان، يعرف بالصغير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/289 و13/452- ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (1693) - والحاكم 1/500، وأبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق عبد الله بن نمير، به. بالشك عن أبيه أو عن أخيه، وغيَّر محقق مصنف ابن أبي شيبة موسى بن مسلم إلى موسى بن سالم! ووقع عند الطبراني بدل موسى الطحان: موسى الجهني مع أن روايته من طريق ابن أبي شيبة! ووقع في
مطبوع الحاكم: عن عون بن عبد الله، عن أبيه دون شك، مع أن رواية عبد الله بن نمير بالشك، كما نص عليه الطبراني. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، لكنه وهم في تعيين موسى الراوي عن عون بن عبد الله، فسماه موسى بن سالم، وتابعه على وهمه الذهبي، فقد تعقبه بقوله: موسى بن سالم قال أبو حاتم: منكر الحديث. قلنا: وقد وهم الحاكم في تعيينه وهماً آخر سنذكره في الرواية (18388) .
وقد سلف في فضل التسبيح والتحميد والتهليل أحاديث كثيرة، منها عن ابن عمر، وابن عمرو، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس، سلفت على التوالي بالأرقام: (4627) و (6479) و (6740) و (7167) و (8102) و (11713) و (11304) و (12534) .
قال السندي: قوله: "من جلال الله" أي لأجل جلاله.
"من تسبيحه: بيان لمقدر، أي يذكرون ذكراً من تسبيحه.
"يتعاطفون"، أي: يتعاطف تسبيحهم وتحميدهم، فهذا الضمير يقوم مقام العائد إلى الموصول الذي هو المبتدأ، ومثله قوله تعالى: (والذين يُتَوَفَّونَ=(30/313)
18363 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، (1) أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَأَلَتْ أُمِّي أَبِي بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِي، فَوَهَبَهَا لِي. فَقَالَتْ: لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَخَذَ أَبِي بِيَدِي وَأَنَا غُلَامٌ، وَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ هَذَا ابْنَةَ رَوَاحَةَ زَاوَلَتْنِي عَلَى بَعْضِ الْمَوْهِبَةِ لَهُ، وَإِنِّي قَدْ وَهَبْتُهَا لَهُ، وَقَدْ أَعْجَبَهَا أَنْ أُشْهِدَكَ. قَالَ: " يَا بَشِيرُ، أَلَكَ ابْنٌ غَيْرُ هَذَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَوَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ الَّذِي وَهَبْتَ لِهَذَا؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا، فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ " (2)
__________
= منكم ويذرون أزواجاً يتربصن) [البقرة: 234] أي: أزواجهم، والمراد: تمثيل هذه الكلمات التي هي التسبيح وغيره، وهذا مبني على تشكل الأعمال والمعاني بأشكال، وهذا مما يدل عليه أحاديث كثيرة.
"لهن دويّ" بفتح الدال، وكسر الواو، وتشديد الياء: هو ما يظهر من الصوت، ويسمع من شدته وبعده في الهواء، شبيهاً يصوت النحل.
"يذَّكّرون": من التذكير.
(1) في (س) و (م) و (ق) : أبو يعلى، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وأبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 7/228 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/260-261، وفي "الكبرى" (6509) من طريق يعلى بن عبيد، به.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "المسند" (212) ، وابن أبي شيبة=(30/314)
18364 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ أَوِ الصُّفُوفِ الْأُولَى " (1)
__________
= 11/220 و14/152 مختصراً، والبخاري (2650) ، ومسلم (1623) (14) ، والنسائي 6/260، وفي "الكبرى" (6508) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5079) ، وابن حبان (5103) ، والبيهقي في "السنن" 6/176 من طرف، عن أبي حيان، به. وفي بعض هذه الطرق: فالتوى [أي: مطل] ، بها سنة، ثم بدا له موهبتها لي.
وأخرجه عبد الرزاق (16494) ، ومسلم (1623) (16) مختصراً، وابن حبان (5102) ، والدارقطني في "السنن" 3/42 مختصراً، من طرق، عن الشعبي، به.
وصرح في رواية ابن حبان (5102) أن أباه أعطاه غلاماً.
وأخرجه ابن حبان (5107) من طريق أبي حريز، عن الشعبي أن النعمان قال: إن والدي بشير بن سعد أتى رسول الله فقال: يا رسول الله، إن عمرة بنت رواحة نفست بغلام، وإني سميته نعمان، وإنها أبت أن تربِّيه، وحتى جعلت له حديقة لي، أفضل مالي هو، ... وذكر الحديث.
وأبو حريز- وهو عبد الله بن الحسين الأزدي- خالف في نوع العطية وزمنها- وهو إلى الضعف أقرب- والروايات المتقدمة نصت على أن العطية كانت غلاماً، وأنها حصلت والنعمان بن بشير غلام، وانظر كلام الحافظ في "الفتح" 5/212-213 في التوفيق بين الروايات.
وقد سلف الحديث من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن النعمان برقم (18354) وذكرنا اختلاف ألفاظه هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.(30/315)
18365 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ (1) الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيَسْأَلُ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيَسْأَلُ، حَتَّى انْجَلَتْ، فَقَالَ: " إِنَّ رِجَالًا يَزْعُمُونَ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ إِذَا انْكَسَفَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، فَإِنَّمَا يَنْكَسِفُ (2) لِمَوْتِ عَظِيمٍ مِنَ الْعُظَمَاءِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّهُمَا خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا تَجَلَّى الله عَزَّ وَجَلَّ لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ خَشَعَ لَهُ " (3)
__________
= وأخرجه البزار (508) (زوائد) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن حسين بن واقد، بهذا الإسناد، بلفظ: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول" دون شك. وقال: لا نعلم أحداً رواه هكذا إلا حسين بن واقد.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (688) وقال: رواه أحمد بإسناد جيد.
وفي الباب عن البراء بن عازب، سيرد برقم (18518) وإسناده صحيح، وعن أبي أمامة، سيرد 5/262.
وفى باب فضل الصف الأول عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه، لاستهموا عليه" سلف برقم (7226) .
وعن العرباض بن سارية أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستغفر للصف المقدم ثلاثاً وللثاني مرة، سلف برقم (17141) .
(1) زاد قبله في "م": حدثنا زيد بن الحباب، وهو خطأ.
(2) في (ظ13) و (ق) : ينكسفان، وهي نسخة في (س) .
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة- وهو عبد الله بن زيد الجَرْمِي- لم يسمع الحديث من النعمان فيما ذكر ابن معين، نقله عنه العلائي في "جامع التحصيل"، وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "المراسيل": قد أدرك=(30/316)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= النعمان، لا أعلمه سمع منه. قلنا: وقد اختلف فيه كما سلف ذكره في الحديث (18351) ، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الوهاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه ابن خُزيمة (1403) من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1193) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/330، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/304-305 من طريقين، عن أيوب، به. وجاء عند الطحاوي: عن النعمان بن بشير، أو غيره.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (391) ، وابن ماجه (1262) ، والنسائي في "المجتبى" 3/141، وفي "الكبرى" (1870) ، وابن خزيمة (1404) ، والبيهقي في "السنن" 3/332-333 من طرق، عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن النعمان، بنحوه. ووقع عند النسائي والبيهقي زيادة: "فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة". قال البيهقي: هذا مرسل، أبو قلابة لم يسمعه من النعمان بن بشير، إنما رواه عن رجل، عن النعمان، وليس فيه هذه اللفظة الأخيرة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/145، وفي "الكبرى" (1873) ، والحاكم 1/332 من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، به. ولفظه عند النسائي: "إذا خسفت الشمس والقمر، فصلوا كأحدث صلاة صليتموها". ولفظه عند الحاكم: أن الشمس انكسفت، فصلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين حتى انجلت، ثم قال: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، ولكنهما خلقان من خلقه، ويحدث الله في خلقه ما شاء، ثم إن الله تبارك وتعالى إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فأيهما انخسف فصلوا، حتى ينجلي أو يحدث الله أمراً". قال الحكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم
يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي.
قلنا: وقد أخرجه النسائي في "المجتبى" 3/145، وفي "الكبرى" (1872) بلفظ رواية الحاكم من طريق معاذ بن هشام المذكورة آنفاً، غير أنه جعله من=(30/317)
18366 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: حَمَلَنِي أَبِي بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْهَدْ أَنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ كَذَا وَكَذَا، شَيْئًا سَمَّاهُ، قَالَ: فَقَالَ: " أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْلَ الَّذِي نَحَلْتَ النُّعْمَانَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَأَشْهِدْ غَيْرِي "، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟ "، قَالَ: بَلَى، قَالَ: " فَلَا إِذًا " (1)
__________
= حديث قبيصة بن مخارق.
وقد سلف ذكر الاختلاف فيه في الحديث رقم (18351) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود- وهو ابن أبي هند- فمن رجال مسلم. الشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (93) ، ومسلم (1623) (17) ، والنسائي 6/259 و260، وفي "الكبرى" (6506) و (6507) ، وابن ماجه (2375) ، وابن الجارود (992) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/85 و86، وفي "مشكل الآثار" (5072) و (5075) ، وابن حبان (5106) ،
والدارقطني في "السنن" 2/42 (171) ، والبيهقي في "السنن" 6/177 من طرق، عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
ولفظ رواية ابن الجارود، والطحاوي 4/85 و (5072) : "فأشهد على هذا غيري"، بدل: "فلا إذاً". وهو لفظ الرواية (18378) .
وأخرجه مسلم (1623) (18) ، والبيهقي 6/178 من طريق ابن عون، عن الشعبي، به، ولفظه: ... ثم أتى بي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليشهده، فقال: "أكلَّ ولدك أعطيته هذا؟ " قال: لا. قال: "أليس تريد منهم البرَّ مثلَ ما تريد من ذا؟ ". قال: بلى. قال: "فإني لا أشهد". قال ابن عون: فحدَّثْتُ به محمداً=(30/318)
° 18367 - قَالَ عَبْدُ اللهِ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: كَتَبَ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ يَعْنِي الْحَلَبِي فَكَانَ فِي كِتَابِهِ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَانِبِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ بَعْدَ الْإِسْلَامِ، إِلَّا أَنْ أَسْقِيَ الْحَاجَّ، وَقَالَ آخَرُ: مَا أُبَالِ أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الْإِسْلَامِ إِلَّا أَنْ أَعْمُرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَقَالَ آخَرُ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتُمْ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَقَالَ: " لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَلَكِنْ إِذَا صَلَّيْتُ الْجُمُعَةَ دَخَلْتُ، فَاسْتَفْتَيْتُهُ فِيمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ " فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 19] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ كُلِّهَا (1)
__________
= يعني: ابنَ سيرين- فقال: إنما تحدثنا أنه قال: "قاربوا بين أولادكم".
قلنا: سيرد الحديث بلفظ: "قاربوا بين أبنائكم" برقم (18451) ، وبلفظ: "اعدلوا بين أبنائكم" برقم (18419) .
وقد سلف برقم (18354) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن سلام، وأبي سلاّم- وهو ممطور الحبشي جدُ معاوية وأخيه زيد- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالتحديث من النعمان، وفي هذا دفع لما ذكره أبو حاتم- فيما رواه عنه ابنه في "المراسيل "ص168 من أن روايته عن النعمان مرسلة.
وأخرجه مسلم (1879) ، وأبو عوانة 5/46، والطبراني في "الأوسط" (423) ، وفي "مسند الشاميين" (2867) ، وابن منده في "الإيمان" (243) ،=(30/319)
18368 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْمَأَ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ، " إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُشَبَّهَاتٍ، (1) لَا يَدْرِي كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَمِنَ الْحَلَالِ هِيَ، أَمْ مِنَ الْحَرَامِ، فَمَنْ تَرَكَهَا، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَاقَعَهَا، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَ الْحَرَامَ، فَمَنْ رَعَى إِلَى جَنْبِ حِمًى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، وَلِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ " (2)
__________
= والبيهقي في "السنن" 9/158، والبغوي في "معالم التنزيل " في تفسير الآية (19) من سورة التوبة من طريق الربيع بن نافع أبي توبة، بهذا الإسناد. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن النعمان إلا بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1879) من طريق يحيى بن حسان، وابن حبان (4591) من طريق معمر بن يعمر، كلاهما عن معاوية بن سلام، به.
(1) في (م) و (ق) وهامش (س) : مشتبهات.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه الترمذي (1205) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (260) من طريق حماد بن زيد، والطبراني في "الأوسط" (2285) ، وفي "مسند الشاميين" (511) من طريق ثور بن يزيد، كلاهما عن مجالد، بنحوه.
وقد سلف برقم (18347) .
قال السندي: قوله: "إن الحلال بيّن ... " إلخ. ليس المعنى أن كل ما هو حلال عند الله تعالى، فهو بيّن بوصف الحِل، يعرفه كل أحد بهذا الوصف،=(30/320)
18369 - قَالَ: وَسَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: إِنَّ أَبِي بَشِيرًا وَهَبَ لِي هِبَةً، فَقَالَتْ أُمِّي: أَشْهِدْ عَلَيْهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ هَذَا الْغُلَامِ سَأَلَتْنِي أَنْ أَهَبَ لَهُ هِبَةً، فَوَهَبْتُهَا لَهُ، فَقَالَتْ: أَشْهِدْ عَلَيْهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُكَ لِأُشْهِدَكَ، فَقَالَ: " رُوَيْدَكَ، أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " كُلُّهُمْ أَعْطَيْتَهُ كَمَا أَعْطَيْتَهُ؟ " قَالَ: لَا قَالَ: " فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا، إِنِّي لَا أَشْهَدُ (1) عَلَى جَوْرٍ، إِنَّ لِبَنِيكَ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ بَيْنَهُمْ " (2)
__________
= وأن ما هو حرام عند الله تعالى، فهو كذلك، وإلا لم تبق المشتبهات، وإنما معناه- والله تعالى أعلم- أن الحلال من حيث الحكم بيّن بأنه لا يضر تناوله، وكذا الحرام بأنه يضر تناوله، أي: هما بينان، يَعرف الناس حكمهما، لكن ينبغي أن يعلم الناس حكم ما بينهما من المشتبهات، بأن تناوله يُخرج من الورع، ويقرب إلى تناول الحرام، وعلى هذا فقوله: "إن الحلال بين ... الخ" اعتذار لترك ذكر حكمهما.
مشبَّهات: بسبب تجاذب الأصول المبني عليها أمر الحِل والحرمة فيها.
(1) قوله: "إذاً أني لا أشهد" ليس في (ظ13) .
(2) حديث صحيح بطرقه، وإسناده ضعيف، إسناد سابقه، إلا أن قوله: "إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم" قد تفرد به مجالد، كما صرح به أحمد في الرواية الآتية برقم (18378) .
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 7/232 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/219-220 و14/152، والبخاري (2587) ، ومسلم (1623) (13) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5074) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/86، والبيهقي في "السنن" 6/176، وابن عبد البر في=(30/321)
18370 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَخْطُبُ يَقُولُ، وَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ (1) إِلَى أُذُنَيْهِ: (2) سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ، وَالْوَاقِعِ فِيهَا، الْمُدَّهِنِ (3) فِيهَا، مَثَلُ (4) قَوْمٍ رَكِبُوا سَفِينَةً، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، وَأَوْعَرَهَا، وَشَرَّهَا، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا الْمَاءَ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَآذَوْهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، فَاسْتَقَيْنَا مِنْهُ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَأَمْرَهُمْ، هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ، نَجَوْا جَمِيعًا " (5)
18371 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْقَائِمِ
__________
= "التمهيد" 7/231 من طريق حصين، عن الشعبي، به، وفيه: "فاتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم"، قال: فرجع، فردَّ عطيته.
وقد سلف برقم (18354) .
(1) في (م) : بأصبعه.
(2) في (ظ13) : أذنه.
(3) في (م) : أو المدهن.
(4) في هامش (س) : كمثل (نسخة) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا: هو ابن أبي زائدة، وقد صرح بالتحديث من عامر، وهو ابن شراحيل الشعبي.
وقد سلف برقم (18361) وسيرد بالحديثين بعده، وبالرقمين: (18379) و (18411) .(30/322)
عَلَى حُدُودِ اللهِ " فَذَكَرَهُ، (1)
18372 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
18373 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَخْطُبُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ (3) مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ شَيْءٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18361) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وزكريا- وهو ابن أبي زائدة- صرح بالسماع من عامر، وهو الشعبي.
وأخرجه البخاري (2493) ، والبيهقي في "السنن" 10/288 من طريق أبي نعيم، به، نحوه.
وهو مكرر (18370) .
(3) في (س) و (ص) : مثل المؤمنين وتوادهم وتعاطفهم وتراحمهم. وجاء فوق الكلمتين: "وتعاطفهم وتراحمهم" علامةُ القلب، والمثبت من (ظ 13) ، ولم ترد لفظة: "وتراحمهم" في (ق) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا- وهو ابن أبي زائدة- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه مسلم (2586) من طريق عبد الله بن نمير، عن زكريا، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18355) .(30/323)
18374 - وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ (1) لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ فِيهِ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَاقَعَهَا وَاقَعَ الْحَرَامَ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَا حَرَّمَ (2) ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْإِنْسَانِ مُضْغَةً إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ. أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ " (3)
18375 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ
__________
(1) في (م) و (ق) وهامش (س) : مشتبهات.
(2) في (ظ 13) وهامش (ق) : محارمه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو إسناد سابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/560-561، والدارمي 2/245، والبخاري (52) ، ومسلم (1599) (107) ، وأبو داود (3330) ، والترمذي بأثر (1205) ، وابن ماجه (3984) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (750) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/336، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1030) ، والبيهقي في "السنن" 5/264، وفي "شعب الإيمان" (5740) و (5741) من طرق عن زكريا، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم: (18347) .
قال السندي: قوله: "ألا وإن في الإنسان مضغة": ترغيب في الاهتمام في إصلاح القلب، لكونه كالأمير، وسائرُ الأعضاء كالرعية تابعة له في الصلاح والفساد، فينبغي الاهتمام به حتى يسري الصلاح إلى الكل.(30/324)
الْمُؤْمِنِينَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
18376 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسَوِّي بَيْنَ الصُّفُوفِ كَمَا تُسَوَّى الْقِدَاحُ، أَوِ الرِّمَاحُ، " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نُعيم: هو الفضل بن دكين، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي.
وأخرجه البخاري (6011) ، وابن منده في "الإيمان" (322) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7609) ، وفي "الآداب" (35) ، والبغوي في "شرح السنة" (3459) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18355) .
(2) إسناده حسن، سماك بن حرب من رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/143-144 من طريق أبي نعيم، وابن حبان (2169) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن مسعر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (665) ، وأبو عوانة 2/40- 41، والبيهقي في "السنن" 2/21، والبغوي في "شرح السنة" (810) ، من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك، به، بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسوِّي صفوفنا إذا قمنا للصلاة، فإذا استوينا كبّر.
وسيرد بطرق وألفاظ أخرى بالأرقام: (18385) و (18389) و (18400) و (18427) و (18430) و (18435) و (18440) و (18441) .
وفي الباب عن عبد الله بن عُمر سلف برقم (5724) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها: =(30/325)
18377 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ، أَوْ كَأَعْلَمِ النَّاسِ، بِوَقْتِ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعِشَاءِ، كَانَ يُصَلِّيهَا بَعْدَ سُقُوطِ الْقَمَرِ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ " (1)
__________
= عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (4373) .
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14454) .
وعن البراء بن عازب، سيرد برقم (18518) .
وعن أبي أمامة صدي بن عجلان، سيرد 5/258، 262.
قوله: القداح، أي: عود السهام. قاله السندي.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه، فرواه هشيم هنا، وتابعه رَقَبة ابن مَصْقلة وسفيان بن حسين كما سيرد، عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم، وقد قال شعبة: أبو بشر لم يسمع من حبيب بن سالم يعني بينهما بشير بن ثابت. ورواه شعبة وأبو عوانة عن أبي بشر، عن بشير بن ثابت، عن حبيب بن سالم، بإثباته، وقد اختلف على أبي عوانة فيه، لكن جمهور الرواة عنه رووه بإثباته، ولذا ذكر الترمذي وأبو زرعة أن حديث من أثبت بشير بن ثابت أصح، وهو ما قاله أبو بكر ابن العربي في "عارضة الأحوذي" 1/277، لكنه قال: وخطأ من أخطأ فيه لا يخرجه عن الصحة. قلنا: هذا إن كانت رواية هشيم ومن تابعه خطأ، وقول الترمذي وأبي زرعة في رواية من أثبت بشيراً: أصح لا
يقتضي خطأ تلك، والله أعلم. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حبيب بن سالم، فمن رجال مسلم. هُشَيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث.
وأخرجه الطيالسي (797) ، وابن أبي شيبة 1/330، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3782) و (3783) ، والحاكم 1/194 من طريق هشيم، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/264، وفي "الكبرى" (1510) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3786) ، من طريق رقبة بن مصقلة،=(30/326)
18378 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، وَأَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، وَأَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، وَمُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
__________
= والدارقطني في "السنن" 1/270 من طريق سفيان بن حسين، كلاهما عن أبي بشر، به.
وسترد الطرق الأخرى للحديث برقم (18396) و (18415) .
قال السندي: قوله: كان يصليها، أي: غالبا، أو يعتادها، وهذا يقتضي أنه كان يعتاد تأخيرها عن أول الوقت.
قلنا: وقوله: لسقوط القمر لثالثة، يعني وقت مغيب القمر في الليلة الثالثة من كل شهر، وذلك يختلف باختلاف الشهور، لاختلاف وقت ولادة الهلال.
وانظر بسط ذلك فيما كتبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الحديث رقم (166) من "سنن الترمذي".
وهذا الحديث نص في استحباب تعجيل صلاة العشاء، وذكر ذلك النووي في "المجموع" 3/58، وقد وردت أحاديث صحيحة في استحباب تأخيرها، منها ما روى ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرَّها حتى ذهب من الليل ما شاء الله، فقال له عمر: يا رسول الله، نام النساء والولدان، فخرج فقال: "لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هذه الساعة" وسلف برقم (1926) ، ونحوه عن ابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك وزيد بن خالد سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام: (3760) و (7339) و (11015) ، 3/267، 4/114، وعن أبي برزة الأسلمي، وجابر بن سمرة، وعائشة، سترد أحاديثهم 4/420، 5/89، 6/150، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4826) .
وقد سلف من حديث جابر (14969) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يؤخر العشاء أحياناً، وأحيانا يعجل، وكان إذا رآهم قد اجتمعوا عجَل، وإذا رآهم قد أبطؤوا أخر، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال ابنُ أبي هريرة- فيما نقله عنه النووي في "المجموع" 3/59-60-: ليست على قولين، بل على حالين، فإن علم من نفسه أنه إن أخّرها لا يغلبه نومٌ ولا كسل، استحب تأخيرها، وإلا فتعجيلها.(30/327)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: نَحَلَنِي أَبِي نُحْلًا، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ: نَحَلَهُ غُلَامًا، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: ائْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَشْهِدْهُ، قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي النُّعْمَانَ نُحْلًا، وَإِنَّ عَمْرَةَ سَأَلَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: " أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ مِثْلَ مَا (1) أَعْطَيْتَ النُّعْمَانَ؟ " فَقَالَ: لَا، فَقَالَ بَعْضُ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ: " هَذَا جَوْرٌ " وَقَالَ بَعْضُهُمْ: " هَذَا تَلْجِئَةٌ، فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي "، وَقَالَ مُغِيرَةُ فِي حَدِيثِهِ: " أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا لَكَ فِي الْبِرِّ وَاللُّطْفِ سَوَاءً؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي " وَذَكَرَ (2) مُجَالِدٌ فِي حَدِيثِهِ: " إِنَّ لَهُمْ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ بَيْنَهُمْ، كَمَا أَنَّ لَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَقِّ أَنْ يَبَرُّوكَ " (3)
__________
(1) في (ظ 13) : مثل الذي.
(2) في (ق) : قال.
(3) حديث صحيح، سوى ما تفرد به مجالد- وهو ابن سعيد- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير داود- وهو ابن أبي هند- وإسماعيل بن سالم- وهو الأسدي- فمن رجال مسلم. هشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث، وسيار: هو أبو الحكم العَنَزي، ومغيرة: هو ابن مِقْسم الضبي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه أبو داود (3542) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/177-178، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/231-232- عن الإمام أحمد،=(30/328)
18379 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالرَّاتِعِ (1) فِيهَا، وَالْمُدَّهِنِ فِيهَا، مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، وَأَوْعَرَهَا، وَإِذَا الَّذِينَ أَسْفَلَهَا (2) إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ (3) مَرُّوا عَلَى أَصْحَابِهِمْ، فَآذَوْهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، فَاسْتَقَيْنَا مِنْهُ، وَلَمْ نَمُرَّ (4) عَلَى أَصْحَابِنَا فَنُؤْذِيَهُمْ، فَإِنْ
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه من طريق المغيرة النسائي في "الكبرى" (6023) مختصراً، وابن حبان (5104) والبيهقي في "السنن" 6/178 من طريق جرير بن عبد الحميد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5073) مختصراً، وفي "معاني الآثار" 4/86 مختصراً أيضاً من طريق ورقاء، كلاهما عنه، به.
وفيه عند ابن حبان والبيهقي: "اعدلوا بين أولادكم في النُّحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر" ونحوها عند الطحاوي. انظر في التوفيق بين رواياته "الفتح" 5/212.
وأخرجه من طريق مجالد الطيالسي (789) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/177- عن شعبة، عنه، به. قال البيهقي: تفرد مجالد بهذه اللفظة.
وقد سلف من طريق مجالد برقم (18369) ، ومن طريق داود برقم (18366) ، ومن طريق عروة بن الزبير، عن النعمان برقم (18354) .
(1) في (ق) : والواقع، وهو الوراد في الرواية (18370) ، وكلاهما بمعنى.
(2) في (ق) و (ص) : في أسفلها، وهي نسخة في (س) .
(3) في (ص) ونسخة في (س) : استقوا الماء.
(4) في (ظ 13) و (ق) : نَجُز، وهي نسخة في (س) .(30/329)
تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا جَمِيعًا " (1)
18380 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، (2) قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ (3) تَدَاعَى سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " (4)
18381 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، سَأَلَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ: بِمَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ مَعَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: " هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح زكريا بالتحديث في الرواية رقم (18370) وغيرها.
وقد سلف برقم (18361) وانظر أرقام مكرراته وأحاديث الباب ثمت.
(2) في (م) : إسحاق بن يونس، وهو خطأ.
(3) في (ظ 13) و (س) و (ص) : عضواً، وضبب فوقها في (س) ، وجاء في هامشها: عضوٌ. نسخة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا- وهو ابن أبي زائدة- صرح بالتحديث في الروايتين (18373) و (18375) .
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/353، وفي "شعب الإيمان" (7608) من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.
وهو مكرر الحديث رقم (18380) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، ضمرة بن سعيد -وهو المازني- من=(30/330)
18382 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: نَحَلَنِي أَبِي غُلَامًا،
__________
= رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، والضحاك بن قيس- وهو أخو فاطمة بنت قيس الصحابية- ليس من رجال الإسناد، فالحديث من رواية عبيد الله بن عبد الله- وهو ابن عتبة بن مسعود- عن النعمان بن بشير، وفي صحبة الضحاك خلاف.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/111- ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" (434) (بترتيب السندي) ، والدارمي 1/367- 368، وأبو داود (1123) ، والنسائي في "المجتبى" 3/112، وفي "الكبرى" (1737) و (11669) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1849) ، والبيهقي في "السنن"
3/200، والبغوي في "شرح السنة" (1089) .
وأخرجه عبد الرزاق (5236) ، ومسلم (878) (63) ، وابن ماجه (1119) ، وابن خزيمة (1845) ، والبيهقي 3/200-201 من طريق سفيان بن عيينة، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله قال: كتب الضحاك إلى النعمان بن بشير يسأله ... وذكر الحديث.
وأخرجه الدارمي 1/368، وابن خزيمة (1846) من طريق أبي أويس - وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي- عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله، عن الضحاك بن قيس، عن النعمان. بزيادة الضحاك بن قيس في الإسناد، وهذا وهم من أبي أويس.
وسيرد بالأرقام: (18383) و (18387) و (18409) و (18431)
و (18442) وفيه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في الجمعة والعيدين بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية، وانظر أحاديث الباب في الحديث (18442) .
وسيكرر الحديث سنداً ومتناً برقم (18438) .(30/331)
فَأَتَيْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأُشْهِدَهُ، فَقَالَ: " أَكُلَّ وَلَدِكَ قَدْ نَحَلْتَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَارْدُدْهُ " (2)
18383 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ،
__________
(1) ضبب فوقها في (س) ، والمراد كما قال السندي: فأتيت، أي: مع أبي، فقال، أي: لأبي، وانظر ما يأتي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (503) ، وعبد الرزاق (16493) ، والحميدي (922) ، وابن أبي شيبة 11/220 و14/152، ومسلم (1623) (11) ، والترمذي (1367) ، النسائي 6/258، وفي "الكبرى" (6499) ، وابن ماجه (2376) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2025) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5070) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/84، والدارقطني
في "السنن" 3/42، والبيهقي في "السنن" 6/176، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة محمد بن النعمان) من طريق ابن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقد تحرّف لفظ ابن عيينة في مطبوع ابن أبي شيبة 11/220 إلى: ابن علية.
واللفظ عند الطحاوي والدارقطني والبيهقي أن النعمان قال: نحلني أبي غلاماً، فأمرتني أمي أن أذهب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأشهده على ذلك، وفي باقي الروايات أن أباه جاء به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشهده ...
وقال الترمذي: وقد روي من غير وجه عن النعمان بن بشير، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، يستحبون التسوية بين الولد، حتى قال بعضهم: يُسوِّي بين ولده حتى في القُبلة، وقال بعضهم: يسوي بين ولده في النُّحل والعطية، يعني الذكر والأنثى سواء، وهو قول سفيان الثوري، وقال بعضهم: التسوية بين الولد أن يُعطَى الذكرُ مثلَ حظ الأنثيين، مثل قسمة الميراث، وهو قول أحمد وإسحاق.
قلنا: وقد سلف برقم (18354) وذكرنا اختلاف ألفاظه هناك.(30/332)
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الْعِيدَيْنِ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ، وَإِنْ وَافَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَرَأَهُمَا جَمِيعًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، على خطأ في إسناده كما ذكر عبد الله بن أحمد عقب الحديث.
وأخرجه الحميدي (920) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وقال: كان سفيان يغلط فيه.
وقال الترمذي بعد الحديث (533) : لا نعرف لحبيب بن سالم رواية عن أبيه ونقل ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه قوله: وهم في هذا الحديث ابنُ عيينة.
وأخرجه ابن ماجه (1281) عن محمد بن الصباح، وابن خزيمة (1463) ، عن عبد الجبار بن العلاء، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن محمد ابن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان، فروياه على الجادة لم يذكرا والد حبيب، وقد نقل الترمذي في "العلل" 1/286 عن البخاري قوله: وكان ابن عيينة يروي هذا الحديث عن إبراهيم بن محمد. بن المنتشر، فيضطرب في روايته. قال مرة: حبيِب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان، وهو وهم، والصحيح حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير.
وسيرد الحديث من طريق أبي عوانة، وسفيان الثوري، وشعبة، عن إبراهيم ابن محمد بن المنتشر، على الصواب بالأرقام:
(18409) و (18431) و (18441) .
وقد سلف برقم (18381) وفيه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة سورة الغاشية، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن سمرة بن جندب سيرد 5/7.
وعن ابن عباس عند عبد الرزاق (5705) ، وابن أبي شيبة 2/177، وابن=(30/333)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ، سَمِعَهُ مِنَ النُّعْمَانِ، وَكَانَ كَاتِبَهُ وَسُفْيَانُ، يُخْطِئُ فِيهِ يَقُولُ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ سَمِعَهُ مِنَ النُّعْمَانِ
18384 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَفِظْتُهُ مِنْ أَبِي فَرْوَةَ أَوَّلًا، ثُمَّ مِنْ مُجَالِدٍ، سَمِعَهُ مِنَ الشَّعْبِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= ماجه (1283) .
وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (2174) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى العيد ركعتين لا يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب، لم يزد عليها شيئاً. إسناده ضعيف.
وفي باب صلاة العيد عن أبي واقد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في العيد بـ (ق) ، و (اقتربت) سيرد 5/217-218 وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة و (إذا جاءك المنافقون) سلف برقم (1993) ، وعن أبي هريرة كذلك سلف برقم (9550) .
قال أبو العباس القرطبي في "المفهم": قراءة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجمعة بسورتها ليذكرهم بأمرها، ويبيّن تأكيدها وأحكامها، وأما قراءة سورة المنافقين، فلتوبيخ من يحضرها من المنافقين، لأنه قلَّ من يتأخر عن الجمعة منهم، إذ قد كان هدَّد على التخلُّف عنها بحرق البيوت على من فيها، ولعل هذا- والله أعلم- كان في أول الأمر، فلما عَقَل الناس أحكام الجمعة، وحصل توبيخُ المنافقين، عدل عنها إلى قراءة: (سبح اسم ربّك الأعلى) و (هل أتاك حديثُ الغاشية) ... لما تضمَّنتاه من الوعظ والتحذير والتذكير، وليخفف أيضا عن الناس، كما قال: "إذا أقمتَ الناس فاقرأ بالشمس وضحاها، وسبح اسمَ ربك الأعلى، وهل أتاك حديثُ الغاشية".(30/334)
وَكُنْتُ إِذَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْغَيْتُ، وَتَقَرَّبْتُ، وَخَشِيتُ أَنْ لَا أَسْمَعَ أَحَدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (1) " حَلَالٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ، (2) وَشُبُهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ، مَنْ تَرَكَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ، كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ لَهُ أَتْرَكَ، وَمَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَا شَكَّ فِيهِ، أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ الْحَرَامَ، وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ فِي الْأَرْضِ مَعَاصِيهِ " أَوْ قَالَ: " مَحَارِمُهُ " (3)
18385 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقِيمُ الصُّفُوفَ
__________
(1) كلمة"يقول" من (م) و (ق) .
(2) في (ق) : الحلال بيّن والحرام بيّن.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، ومجالد- وهو ابن سعيد، وإن كان ضعيفاً- توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي فروة- وهو عروة ابن الحارث الهمداني- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره، وهو ثقة. سفيان: هو ابن عيينة، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الحميدي (918) ، والبخاري (2051) ، والبيهقي في "السنن" 5/334، وفي "شعب الإيمان" (5742) ، وفي "الآداب" (485) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي فروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (919) عن سفيان بن عيينة، عن مجالد، به.
وأخرجه مسلم (1599) (107) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (20851) من طريق جرير، عن أبي فروة الهمداني، به.
وقد سلف برقم (18347) .
قال السندي: قوله: وخشيت أن لا أسمع؛ بانقراض قرن الصحابة، يريد أنه كان يستعظم هذا القول، ويهتم به، خوفاً من فوته بانقراض أهله.(30/335)
كَمَا تُقَامُ الرِّمَاحُ أَوِ الْقِدَاحُ " (1)
18386 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْكِنْدِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ "، ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (2) [غافر: 60] قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " يُسَيْعٌ الْكِنْدِيُّ يُسَيْعُ بْنُ مَعْدَانَ "
18387 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، (3) عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث رقم (18376) غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يسيع الكندي ويقال: أُسَيعْ- وهو ابن معدان - فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وذر: هو ابن عبد الله المرهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/200، والترمذي (2969) ، والنسائي في "الكبرى" (11464) - وهو في "التفسير" (484) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (29) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (18352) .
(3) قوله: "عن أبيه" سقط من النسخ، ولعله سقط قديم، وقد ورد على الصواب في "أطراف المسند" 5/404.(30/336)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ، فَرُبَّمَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ، فَقَرَأَ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ " (1)
18388 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي عِيسَى مُوسَى الصَّغِيرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ أَخِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي تَذْكُرُونَ (2) مِنْ جَلَالِ اللهِ، وَتَسْبِيحِهِ، وَتَحْمِيدِهِ، وَتَهْلِيلِهِ تَتَعَطَّفُ حَوْلَ الْعَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ، كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُذَكِّرْنَ (3) بِصَاحِبِهِنَّ، أَفَلَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِهِ؟ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حبيب بن سالم من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (18409) و (18383) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(2) المثبت من (ظ13) وهامش (ق) وفي بقية النسخ: إن الذين يذكرون.
(3) في (م) و (ق) : يذكرون.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مكرر (18362) غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيي، وهو ابن سعيد القطان.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: غريب من حديث عون، تفرد به عنه موسى، وهو أبو عيسى موسى بن مسلم الطحان يعرف بالصغير.
وأخرجه ابن ماجه (3809) ، والطبراني في "الدعاء" (1693) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق يحيي بن سعيد، به. بالشك عن أبيه أو عن أخيه. قال الطبراني: عبد الله بن نمير ويحيي بن سعيد القطان روياه بالشك،=(30/337)
18389 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ " (1)
__________
= عن أبيه أو عن أخيه. قلنا: رواية عبد الله بن نمير سلفت برقم (18362) .
وقد وقع عند ابن ماجه: عن موسى بن أبي عيسى الطحان، وهو وهم صوابه: عن موسى أبي عيسى. قال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه الحاكم 1/503 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن أبي عيسى موسى بن عيسى الصغير، عن عون، عن أبيه، به دون شك، وقال: على شرط مسلم، فقد احتج بموسى القاري، وهو ابن عيسى هذا، ووافقه الذهبي!
قلنا: وهم الحاكم في تعيين موسى الراوي عن عون بن عبد الله، فذهب وهمه إلى الذي احتج به مسلم وهو موسى بن عيسى القارئ الخياط، وهذا لا يقال له الصغير، والصواب أنه موسى بن مسلم أبو عيسى الكوفي الطحان المعروف بموسى الصغير، وليس من رجال مسلم، كما سلف ذكره- وكأن
الحاكم قد خلط بينهما فعدهما واحداً، وقد ذكرنا في الرواية السالفة برقم (18362) أن الحاكم وهم في تعيينه وهماً آخر، فسماه: موسى ابن سالم، وانظر أحاديث الباب ثمت.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعمرو بن مُرَة: هو أبو عبد الله الكوفي المرادي.
وأخرجه الطيالسي (799) ، والبخاري (717) ، ومسلم (436) (127) ، وأبو عوانة 2/40، والبيهقي في "السنن" 3/100، من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18376) وانظر أرقام مكرراته وأحاديث الباب ثمت.
قال السندي: قوله: لتسوُّنَ: من التسوية، بنون التأكيد، والمراد من التسوية إقامتها، وإخراجها عن الاعوجاج، والمعنى: لا بد من أحد الأمرين:=(30/338)
18390 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يُشِيرُ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ يُجْعَلُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (1)
__________
= إما تسوية الصفوف منكم، أو إيقاع الخلاف من الله في قلوبكم، فتقل المودَّةُ، ويكثر التباغض، وقد تركوا الأول، فتحقَّق الثاني بالمشاهدة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بين وجوهكم، أي: بين قلوبكم، كما في رواية، وذلك لأن الاختلاف في القلوب بالتباغض والتعادي ينشأ منه الاختلاف في الوجوه، بأن يدبر كلُّ صاحبه، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وأبو إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- وقد صرح بالتحديث.
وأخرجه الطيالسي (798) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/622، والترمذي (2604) ، وأبو عوانة 1/98-99، وابن منده في "الإيمان" (964) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/343، والبيهقي في "البعث والنشور" (542) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وفي هذه الطرق: "جمرتان"
وسيرد بهذه اللفظة برقم (18413) ، وعند الطيالسي ومن رواه من طريقه: "جمرتان، أو جمرة" على الشك. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/157، والبخاري (6562) ، ومسلم (213) (364) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "الزهد" ص477، وأبو عوانة 1/99، وابن منده في "الإيمان" (965) (966) ، والحاكم 4/580 و581، والبيهقي في "البعث والنشور" (543) و (544) من طرق، عن أبي إسحاق، به، نحوه. =(30/339)
18391 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ "، ثُمَّ قَرَأَ {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (1) [غافر: 60]
18392 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ نَحْوًا مِنْ صَلَاتِكُمْ، يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ " (2)
__________
= وسيرد من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة برقم (18413) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف بالأرقام: (11058) و (11100) وذكرنا أحاديث الباب ثمت.
قال السندي: قوله: يُجعل، على بناء المفعول.
قوله: في أَخْمَص. الأخمص من القدم: الموضع الذي لا يلتصق بالأرض منها عند الوطء، يغلي: كيرمي.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (18386) غير أن شيخ أحمد هنا هو ابنُ نمير: وهو عبد الله.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام عليه في الحديث رقم (18351) ، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/467- ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/330- عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبي" 3/145، وفي "الكبرى" (1874) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/330 من طريقين، عن عاصم الأحول به، وعند الطحاوي: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي في كسوف الشمس كما تصلون،=(30/340)
18393 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِنْ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِنْ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ " (1)
18394 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعِيزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ عَائِشَةَ وَهِيَ رَافِعَةٌ صَوْتَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ وَتَنَاوَلَهَا، أَتَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَحَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، قَالَ:
__________
= ركعة وسجدتين.
وقد سلف أيضاً برقم (18365) وسيرد برقم (18443) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/126 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2586) (67) ، وابن منده في "الإيمان" (320) ، وأبو نعيم في "الحلية"4/126، والبيهقي في "الآداب" (102) وفي "شعب الإيمان" (7607) من طرق، عن الأعمش، به.
وقد سلف من طريق الأعمش، عن الشعبي برقم (18355) .
وسيكرر برقم (18434) .(30/341)
فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لَهَا يَتَرَضَّاهَا: " أَلَا تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ "، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا، قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا (1)
18395 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَازِبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ شَيْءٍ خَطَأٌ، إِلَّا السَّيْفَ، وَلِكُلِّ خَطَإٍ أَرْشٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، العيزار بن حُريث من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9155) -وهو في "عشرة النساء" 273- عن عبدة بن عبد الرحيم المروزي، عن عمرو بن محمد العنقزي، عن يونس ابن أبي إسحاق، عن العيزار بن حُرَيث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4999) عن يحيى بن معين، عن حجاج بن محمد المصيصي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن العيزار، به.
وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وانظر (18421) .
(2) إسناده ضعيف جدا لضعف جابر، وهو الجعفي- وقد اختلف عليه فيه كما سيرد- ولجهالة أبي عازب- وهو مسلم بن عمرو- وقد ذكر اسمه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/268، وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/190، ولم يذكر في الرواة عنه سوى جابر الجعفي، فقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى جابر الجعفي، ونقل عن البخاري قوله: لا يتابع عليه، ثم أورد له هذا الحديث وقال: وجابر لا شيء، ولعل الخبر موقوف.=(30/342)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال" والحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/344، والدارقطني في "السنن" 3/106، وابن أبي عاصم في "الديات" (132) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال ابن أبي عاصم: وهذا يدخل فيه قليل الخطأ وكثيره.
وأخرجه الدارقطني 3/107 من طريق ورقاء بن عمر، عن جابر، عن مسلم بن أراك، عن النعمان، به نحوه. قال الدارقطني: فإن كان (يعني ورقاء) حفظ، فهو اسم أبي عازب، والله أعلم.
وأخرجه عبد الرزاق (17182) ، وابن أبي شيبة 9/140، وابنُ ماجه (2667) ، والبزار (1527) (زوائد) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/184، وابن عدي في "الكامل" 2/542، والدارقطني في "السنن" 3/106، والبيهقي في "السنن" 8/42 من طرق، عن سفيان، به، وقرن ابن عدي والبيهقي بسفيان شعبة، واللفظ عند ابن ماجه والطحاوي: "لا قود إلا بالسيف"، واللفظ عند البزار: "القود بالسيف، ولكل شيء خطأ". قال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن النعمان، ولا رواه عنه إلا أبو عازب، ولا عنه إلا جابر. قلنا: بل له طرق أخرى كما سيرد.
فأخرجه الطيالسي (802) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/62- عن قيس بن الربيع، والدارقطني 3/107 من طريق قيس وزهير، وابن أبي عاصم في "الديات" (128) من طريق حازم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن جابر الجعفي، به، واللفظ عند الطيالسي والبيهقي: "لا قَود إلا بحديدة"، وترجم له البيهقي: باب ما روي في أن لا قود إلا بحديدة، وقال: كذا أتى به قيس بن الربيع بهذا
الإسناد، عن جابر. واللفظ عند الدارقطني: "كل شيء سوى الحديدة، فهو خطأ، وفي كل خطأ أرش"، واللفظ عند ابن أبي عاصم: "لا عمد إلا بالسيف".=(30/343)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد رواه قيس بن الربيع أيضاً عن أبي حصين، عن إبراهيم بن بنت النعمان، عن النعمان بن بشير، به، عند الدارقطني 3/107، والبيهقي في "السنن" 8/42، وقيس بن الربيع ضعيف.
وأخرجه الدارقطني 3/106-107 من طريق أحمد بن بديل، عن وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عامر، عن النعمان، به، وذكر أن رواية جابر بن أبي عازب أصح.
وأخرجه البيهقي 8/42 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن جابر، عن رجل، عن النعمان، به.
وأخرجه الدارقطني 3/107 من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عن جابر، عن أبي عازب، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ: "القود بالسيف، والخطأ على العاقلة".
قال البيهقي 8/42: مدار هذا الحديث على جابر الجعفي وقيس بن الربيع، ولا يحتج بهما.
ورواه المبارك بن فضالة، واضطرب فيه.
فأخرجه الدارقطني 3/106، والبيهقي 8/62-63 من طريق موسى بن داود، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا قود إلا بالسيف". قال يونس- وهو ابن عبيد بن دينار-: قلت للحسن: عمن أخذت هذا؟ قال: سمعت النعمان بن بشير يذكر ذلك.
وأخرجه ابن ماجه (2668) من طريق الحرِّ بن مالك، والدارقطنيُّ 3/105-106، وابنُ عدي في "الكامل" 7/2543، والبيهقي 8/63 من طريق الوليد بن محمد بن صالح، كلاهما عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة، به، بلفظ: "لا قود إلا بالسيف" قال أبو حاتم- فيما نقله عنه ابنه
في "العلل" 1/461: هذا حديث منكر.
وأخرجه عبد الرزاق (17179) وابن أبي شيبة 9/354 من طريق عمرو، عن الحسن مرسلاً، وقرن ابن أبي شيبة بعمرو أشعث.=(30/344)
18396 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ،
__________
= وله شواهد لا يُفرح بها:
فأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (129) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1978، والدارقطني في "السنن" 3/88، والطبراني في "الكبير" (10044) من طريق بقية بن الوليد، عن أبي معاذ سليمان بن أرقم، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: "لا قود إلا بالسيف" ووقع عند الدارقطني: "إلا بسلاح". وسليمان بن أرقم متروك، وعبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف، وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعن.
وأخرجه ابن أبي عاصم (130) ، والدارقطني3/88، والبيهقي 8/63 من طريق بقية بن الوليد أيضاً، عن أبي معاذ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1102، و6/2384- على خطأ في إسناده ذكره- والبيهقي 8/63 من طريق بقية بن الوليد، عن أبي معاذ، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه الدارقطني 3/87-88 من طريق مُعَلَّى بن هلال، عن أبي إسحاق، عن أبي عاصم بن ضمرة، عن علي، به، نحوه. قال: الدارقطني: مُعَلى بن هلال متروك.
قال البيهقي: هذا الحديث لم يثبت له إسناد، معلَّى بن هلال الطحان متروك، وسليمان بن أرقم ضعيف، ومبارك بن فضالة لا يحتج به، وجابر بن يزيد الجعفي مطعون فيه.
وسيرد الحديث برقم (18424) .
قال السندي: قوله: "لكل شيء" أي: لكل آلة من آلات القتل.
قوله: "خطأ" فإنه قد لا يتعمد القتل بها.
قوله: "إلا السيف" فإن الغالب في الضرب به هو تعمد القتل.
قو له: "أرش" أي: دِيَة.(30/345)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ، أَوْ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ، بِوَقْتِ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، كَانَ يُصَلِّيهَا مِقْدَارَ مَا يَغِيبُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ ثَالِثَةٍ، أَوْ رَابِعَةٍ " (1)
18397 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَأَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: رُفِعَ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَجُلٌ أَحَلَّتْ لَهُ امْرَأَتُهُ جَارِيَتَهَا، فَقَالَ: " لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَهُ، لَأَجْلِدَنَّهُ مِائَةَ جَلْدَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَحَلَّتْهَا لَهُ لَأَرْجُمَنَّهُ " قَالَ: فَوَجَدَهَا قَدْ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَجَلَدَهُ مِائَةً (2)
__________
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الصحيح غير بشير بن ثابت، فمن رجال أصحاب السنن سوى ابن ماجه، أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3781) ، والدارقطني 1/270، والحاكم 1/194 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. زاد الطحاوي: قال يزيد: فقلت لشعبة: إن هشيماً حدثنا: ليلة ثالثة، فقال: كذلك؟ فقلت: نعم، قال: أو ليلة ثالثة. وزاد الدارقطني قوله: شك شعبة، ووقع في مطبوع الحاكم: بشر بن ثابت، وهو وهم فيما قال ابن حبان.
وقد سلف برقم (18377) من طريق هشيم، عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم، بهذا الإسناد. لم يذكر بشير بن ثابت، وذكرنا هناك اختلاف الرواة فيه.
وسيرد برقم (18415) .
(2) إسناده ضعيف، قتادة لم يسمع هذا الحديث من حبيب بن سالم، بينهما خالد بن عرفطة، وهو مجهول، ثم إن فيه اضطراباً، كما سيأتي. يزيد: هو ابن هارون، وأبو العلاء: هو أيوب بن أبي مسكين -ويقال: ابن مسكين- التميمي القصاب. =(30/346)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1451) ، وفي "العلل الكبير" 2/614 من طريق هشيم، عن سعيد بن أبي عروبة، وأبي العلاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/124، وفي "الكبرى" (7227) من طريق حماد بن سلمة، وابن ماجه (2551) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.
قال الترمذي في "جامعه": حديث النعمان في إسناده اضطراب، سمعت محمداً- يعني البخاري- يقول: لم يسمع قتادة من حبيب بن سالم هذا الحديث، إنما رواه عن خالد بن عرفطة، وزاد في "العلل" عن البخاري قوله: أنا أتقي هذا الحديث، إنما رواه قتادة، عن خالد بن عرفطة، عن حبيب بن سالم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7229) من طريق حبان، والبيهقي في "السنن" 8/239 من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن همام، عن قتادة، عن حبيب بن سالم، عن حبيب بن يساف، عن النعمان بن بشير، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/145، والبيهقي في "السنن" 8/239 من طريق أبي عمر الحوضي، عن همام، عن قتادة، عن حبيب بن يساف، عن حبيب بن سالم ... فذكر نحوه.
وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/448 عن أبيه قوله: حبيب بن يساف مجهول، لا أعلم أحداً روى عنه غير قتادة هذا الحديث الواحد، وكذلك خالد ابن عرفطة مجهول، لا نعرف أحداً يقال له خالد بن عرفطة إلا واحد، الذي له صحبة.
وقال أبو أحمد بن عدي في حبيب بن سالم: اضطرب في أسانيد ما يروى قلنا: ومن الاضطراب أيضا: أنه رواه شعبة، عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن خالد بن عرفطة، عن حبيب بن سالم، عن النعمان، كما سيرد برقم (18444) . ورواه هشيم، عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن حبيب بن سالم،=(30/347)
18398 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَخْطُبُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْطُبُ يَقُولُ: " أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ، أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ، (1) حَتَّى لَوْ أَنَّ
__________
= عن النعمان، كما سيرد برقم (18456) .
وحكى المزي في "تحفة الأشراف" 9/18 عن النسائي قوله: أحاديث النعمان هذه مضطربة.
وسيرد بالأرقام: (18405) و (18425) و (18426) و (18444) و (18445) و (18446) .
وفي الباب عن سلمة بن المُحبَّق سلف برقم (15911) بلفظ: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الرجل يواقع جارية امرأته، قال: إن أكرهها، فهي حرة، ولها عليه مثلها، وإن طاوعته، فهي أمته، ولها عليه مثلها". وإسناده ضعيف أيضاً.
قال النسائي في "الكبرى" (7233) : ليس في هذا الباب شيء صحيح يحتج به.
قال السندي: قوله: بقضية، أي: بقضاء.
لأجلدنه؛ قال ابن العربي: يعني أدبته تعزيراً، وأبلغ به عدد الحر تنكيلاً، لا أنه رأى حده بالجلد حداً له. قلت: لأن المحصن حده الرجم، لا الجلد، ولعل سبب ذلك أن المرأة إذا أحلت جاريتها لزوجها، فهو إعارة الفروج، فلا يصح، لكن العارية تصير شبهة تسقط الحد، إلا أنها شبهة ضعيفة جداً فيعزر
صاحبها. قال الخطابي: هذا الحديث غير متصل، وليس العمل عليه. قلت: قال الترمذي: في إسناده اضطراب، سمعت محمداً يقول: لم يسمع قتادة من ابن سالم هذا الحديث، إنما رواه عن خالد بن عرفطة، واختلف أهل العلم فيمن يقع على جارية امرأته، فعن غير واحد من الصحابة الرجم، وعن ابن مسعود التعزير، وذهب أحمد وإسحاق إلى حديث النعمان بن بشير.
(1) قوله: "أنذرتكم النار" وقع في (م) ثلاث مرات.(30/348)
رَجُلًا كَانَ بِالسُّوقِ، لَسَمِعَهُ مِنْ مَقَامِي هَذَا، قَالَ: حَتَّى وَقَعَتْ خَمِيصَةٌ كَانَتْ عَلَى عَاتِقِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ (1)
18399 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ، أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ " حَتَّى لَوْ كَانَ رَجُلٌ كَانَ فِي أَقْصَى السُّوقِ، (2) سَمِعَهُ، وَسَمِعَ أَهْلُ السُّوقِ صَوْتَهُ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ (3)
18400 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّينَا فِي الصُّفُوفِ، حَتَّى كَأَنَّمَا يُحَاذِي بِنَا الْقِدَاحَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُكَبِّرَ،
__________
(1) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 1/287 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البزار (3224) (زوائد) من طريق محمد بن جعفر، به، ولفظه: "أنذركم النار" وقال: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن النعمان.
وقد سلف برقم (18360) ، وسيكرر بالحديث بعده.
(2) في (س) و (ص) و (م) : حتى لو كان رجل كان في أقصى السوق، والمثبت من (ظ13) و (ق) .
(3) إسناده حسن من أجل سماك، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عبد الرزاق: هو ابن همام، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وقد سلف بالحديث قبله.(30/349)
رَأَى رَجُلًا شَاخِصًا صَدْرُهُ، فَقَالَ: " لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ " (1)
18401 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ (2) فِي سَبِيلِ اللهِ، كَمَثَلِ الصَّائِمِ نَهَارَهُ الْقَائِمِ (3) لَيْلَهُ، حَتَّى يَرْجِعَ مَتَى رَجَعَ (4) " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك- وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو مما انتقاه له. حسين بن علي: هو الجُعْفي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/351، ومسلم (436) (128) ، والترمذي (227) ، والنسائي في "المجتبى" 2/89، وفي "الكبرى" (884) ، وأبو عوانة 2/40، والبيهقي في "السنن" 2/21 و3/100 من طرق، عن سماك، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18376) .
(2) في (م) : مثل المجاهدين.
(3) في (م) : والقائم.
(4) في (م) : متى يرجع، وهي نسخة في (س) .
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف في رفعه ووقفه على سماك، والصحيح وقفه، فقد رفعه حسين بن علي، وهو الجعفي، ووقفه إسرائيل بن يونس، وسلام بن سليم وحفص بن جميع، كما سيرد. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سماك- وهو ابن حرب- فحسن الحديث في غير روايته
عن عكرمة. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (31) ، والبزار (1645) (زوائد) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد.=(30/350)
18402 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْمَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ حِمْصَ: " قُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قُمْنَا مَعَهُ لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَامَ بِنَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ لَا نُدْرِكَ الْفَلَاحَ، قَالَ: وَكُنَّا نَدْعُو السُّحُورَ الْفَلَاحَ " " فَأَمَّا نَحْنُ فَنَقُولُ: لَيْلَةُ السَّابِعَةِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ السَّابِعَةُ، فَمَنْ أَصَوْبُ نَحْنُ، أَوْ أَنْتُمْ " (1)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (9537) عن إسرائيل بن يونس، وابن أبي شيبة 5/286- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (32) - عن أبي الأحوص سلام بن سليم، والبزار (1647) (زوائد) من طريق حفص بن جميع، ثلاثتهم عن سماك، عن النعمان، بنحوه موقوفاً. قال البزار: لا نعلم أسنده إلا حسين عن زائدة.
وقد سلف مرفوعاً من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (9481) .
وأنظر أيضاً حديث أبي هريرة (8540) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير نعيم بن زياد، فمن رجال النسائي، وروى له أبو داود في "التفرد"، وهو ثقة. معاوية بن صالح: هو الحضرمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/394-395، والمروزي في "قيام الليل" ص93، (مختصر) ، والنسائي في "المجتبى" 3/203، وفي "الكبرى" (1299) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2204) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.=(30/351)
18403 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً وَرِقًا، أَوْ ذَهَبًا، أَوْ سَقَى (1) لَبَنًا، أَوْ هَدَى زِقَاقًا، فَهُوَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ " (2)
__________
= وأخرجه الحاكم 1/440 من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، به. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، فتعقبه الذهبي بقوله: ليس الحديث على شرط واحد منهما، بل هو حسن.
وأخرجه الفريابي في "الصيام" (155) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة نعيم بن زياد) من طريق عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، به بنحوه.
وله شاهد من حديث أبي ذر سيرد 5/163، ولفظه: قال: "صمنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب نحو من ثلث الليل، ثم لم يقم بنا الليلة الرابعة، وقام بنا الليلة التي تليها حتى ذهب نحو من شطر الليل ... ثم لم يقم بنا السادسة، وقام بنا السابعة ...
قال السندي: قوله: أن لا ندرك الفلاح، أي: السحور، لأنه يخلص به الإنسان من تعب الجوع والعطش.
ليلة السابعة، ليلة سبع وعشرين، لأنها سابعة بعد عشرين.
ليلة ثلاث وعشرين، فإنها سابعة إذا كان الحساب من آخر الشهر على عادة العرب، ويكون الشهر ناقصاً، ولم يعتبروا الكمال، لأنه محتمل، أو لأنه أقل من النقصان، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 13) : أسقى.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله رجال الصحيح. =(30/352)
18404 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: صَحِبْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، فِتَنًا كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، ثُمَّ يُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، ثُمَّ يُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ خَلَاقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا يَسِيرٍ، أَوْ بِعَرَضِ
__________
وأخرجه البزار (948) (زوائد) عن عبد الله بن أحمد المروزي، عن علي ابن الحسن، عن حسين بن واقد، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلمه عن النعمان إلا من هذا الوجه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/133 وزاد نسبته للطبراني "الكبير" وقال: ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن البراء بن عازب سيرد بأطول منه برقم (18516) وإسناده صحيح.
ونظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4415) ، وحديث ابن عمرو السالف برقم (6488) .
قال السندي: قوله: "أو هدى زقاقاً" قال الترمذي بعد رواية الحديث عن البراء: يعني به هداية الطريق، وهو إرشاد السبيل. قلت: فهدى، بالتخفيف، من الهداية، وزقاق، بضم الزاي المعجمة، بمعنى الطريق، أي: دلَّ الضال أو الأعمى على طريقه، ورُوي: هدَّى، بالتشديد، إما للمبالغة، من الهداية، أو من الهدية، أي: من تصدق بزقاق من النخل، وهو السكة، والصف من أشجاره، وقال ابن العربي: وروى بعضهم: الزِّقاق، بكسر الزاي، وهو جهل عظيم. قلت: والرقاق، بالكسر، جمع زِق، وهو لا يستقيم إلا على تقدير: هَدَى، على أنه من الهدية، أي: من أهدى زقاقاً من العسل مثلاً، ولا شك أن ذلك مختلف قلة وكثرة، فإثبات أجر واحد فيه خفيٌّ جداً، ومن هنا ظهر أن حمل الكلام على تصدق الأشجار أيضاً بعيد، والله تعالى أعلم.(30/353)
الدُّنْيَا " (1)
قَالَ الْحَسَنُ: " وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْنَاهُمْ صُوَرًا وَلَا عُقُولَ، أَجْسَامًا وَلَا أَحْلَامَ، فَرَاشَ نَارٍ وَذِبَّانَ طَمَعٍ، (2) يَغْدُونَ بِدِرْهَمَيْنِ، وَيَرُوحُونَ بِدِرْهَمَيْنِ، يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دَيْنَهُ بِثَمَنِ الْعَنْزِ "
18405 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من النعمان بن بشير، مبارك بن فضالة- وإن كان يدلّس ويسوّي، وقد عنعن- حجةٌ فيما يرويه عن الحسن، وقد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (263) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2460) ، والحاكم في "المستدرك" 3/531، وأبو نعيم في "الحلية" 10/170-171، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (50) من طرق، عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن النعمان بن بشير إلا بهذا الإسناد، تفرَد به مبارك. قلنا: بل تابعه يونس بن عبيد كما سيرد برقم (18439) .
وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2/428 أن الحسن رواه عن أبي موسى الأشعري، وحكى عن أبيه أن الحسن عن أبي موسى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشبه منه من النعمان بن بشير.
وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (8030) وإسناده صحيح على شرط مسلم، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2) في (ظ 13) : ذبان طعام، وفي هامشها: طمع.(30/354)
بَشِيرٍ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا وَقَعَ عَلَى جَارِيَتِهَا، فَقَالَ: " سَأَقْضِي فِي ذَلِكَ بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنْ كُنْتِ أَحْلَلْتِيهَا لَهُ ضَرَبْتُهُ مِائَةَ سَوْطٍ، وَإِنْ لَمْ تَكُونِي أَحْلَلْتِيهَا لَهُ رَجَمْتُهُ " (1)
18406 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلًا يَكُفُّ حَدِيثَهُ، فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، فَقَالَ: يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْأُمَرَاءِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ، فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ (2) أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ " (3) ثُمَّ سَكَتَ،
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، كما بينا في الرواية (18397) وسلف تخريجه هناك.
(2) في (م) : شاء الله.
(3) في (م) : النبوة.(30/355)
قَالَ حَبِيبٌ: " فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي صَحَابَتِهِ، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ أُذَكِّرُهُ إِيَّاهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، يَعْنِي عُمَرَ، بَعْدَ الْمُلْكِ الْعَاضِّ وَالْجَبْرِيَّةِ، فَأُدْخِلَ كِتَابِي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسُرَّ بِهِ وَأَعْجَبَهُ " (1)
__________
(1) إسناده حسن. داود بن إبراهيم من رجال "التعجيل"، وثقة أبو داود الطيالسي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/280، وقال: روى عن طاووس وحبيب بن سالم، روى عنه ابن المبارك وأبو داود الطيالسي. لكن البخاري في "التاريخ الكبير" 3/236-237، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 03/407 فرقا بين داود بن إبراهيم الذي يروي عن طاوس، وروى عنه ابن المبارك، وبين داود بن إبراهيم الواسطي الذي يروي عن حبيب بن سالم، وروى عنه أبو داود الطيالسي، وعلى أي القولين، فداود بن إبراهيم في هذه الرواية هو الذي روى عنه الطيالسي، وقد وثقه، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم.
وهو في مسند أبي داود الطيالسي (438) وقال: حدثنا داود الواسطي - وكان ثقة- بهذا الإسناد. وقد وقع فيه سقط وتحريف.
وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (2796) عن الوليد بن عمرو بن سكين، عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن إبراهيم بن داود، عن حبيب بن سالم، به. ولعل يعقوب هو الذي قلب اسم داود، فقد قال فيه ابن سعد في "الطبقات" 7/304: ليس هو عندهم بذاك الثبت، يذكرون أنه حدث عن رجال
لقيهم وهو صغير قبل أن يدرك.
قال البزار: لا نعلم أحداً قال فيه: النعمان عن حذيفة إلا إبراهيم بن داود (كذا) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6577) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الخباب، قال: حدثنا العلاء بن المنهال الغَنَوي، حدثني مهند القيسي - وكان ثقة- عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن حذيفة=(30/356)
18407 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ الْهَمْدَانِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ السَّرِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ الشَّعْبِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرًا، وَمِنَ الشَّعِيرِ خَمْرًا، وَمِنَ الزَّبِيبِ خَمْرًا، وَمِنَ التَّمْرِ خَمْرًا، وَمِنَ الْعَسَلِ خَمْرًا، وَأَنَا أَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ " (1)
__________
= ابن اليمان قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنكم في نبوة ورحمة، وستكون خلافة ورحمة، ثم يكون كذا وكذا، ثم يكون ملكاً عضوضاً، يشربون الخمور، ويلبسون الحرير، وفي ذلك ينصرون إلى أن تقوم الساعة". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن العلاء بن المنهال إلا زيد بن الحباب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/188-189 وقال: رواه أحمد في ترجمة النعمان والبزار أتم منه، والطبراني ببعضه في "الأوسط" ورجاله ثقات.
وفي الباب عن سفينة قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الخلافة ثلاثون عاماً، ثم يكون بعد ذلك الملك" سيرد 5/220.
قال السندي: قوله: كنا قعوداً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان بشير ... إلخ.
الظاهر أن في هذه الرواية طي كلام، أي: فخطب، وكان فيهم بشير، وكان بشير رجلاً ... إلخ. ومعنى يكف أنه ما كان جريء اللسان.
(1) صحيح من قول عمر موقوفاً كما بينا في الرواية (18350) عدا قوله: "وأنا أنهى عن كل مسكر" فصحيح مرفوعاً بشواهده، وهذا إسناد اختلف فيه على الشعبي، وسلف الكلام عليه هناك. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/253 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3379) ، والحاكم في "المستدرك" 4/148، وأبو نعيم في "الحلية" 7/327، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 4/426 والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة خالد بن كثير) من طرق عن الليث، به. قال=(30/357)
18408 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَبَهْزٌ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " سَافَرَ رَجُلٌ بِأَرْضٍ تَنُوفَةٍ، قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي فَلَاةً، فَقَالَ: تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ، وَعَلَيْهَا سِقَاؤُهُ، وَطَعَامُهُ، فَاسْتَيْقَظَ فَلَمْ يَرَهَا، فَعَلَا شَرَفًا، فَلَمْ يَرَهَا، ثُمَّ عَلَا شَرَفًا، فَلَمْ يَرَهَا، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بِهَا تَجُرُّ خِطَامَهَا، فَمَا هُوَ بِأَشَدَّ بِهَا فَرَحًا مِنَ اللهِ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ إِذَا تَابَ " قَالَ بَهْزٌ: " عَبْدِهِ إِذَا تَابَ إِلَيْهِ "، قَالَ بَهْزٌ: قَالَ حَمَّادٌ: أَظُنُّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه! فتعقبه الذهبي بقوله: السري تركوه، وهذا السند فليتأمل.
وقد ذكرنا أحاديث الباب في الحديث السالف برقم (18350) .
وفي الباب في قوله: "وأنا أنهى عن كل مسكر" عن عبد الله بن عمر مرفوعاً "كل مسكر حرام" سلف برقم (4644) وذكرنا بقية شواهده هناك.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف في رفعه ووقفه، وموقوفة أصح. ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير سماك- وهو ابن حرب- فهو صدوق في روايته عن غير عكرمة، وهذه الرواية مما انتقاه له مسلم موقوفة.
حسن: هو ابن موسى الأشيب، وبهز: هو ابن أسد العمي.
فأخرجه الدارمي (2728) عن الضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد مرفوعاً دون شك.
وأخرجه الطيالسي (794) عن حماد بن سلمة، به، موقوفاً، وقال راوي المسند: لم يرفعه أبو داود عن حماد، ورفعه ابن الأصبهاني، عن شريك، عن سماك، عن النعمان، عن النبي صلي الله عليه وسلم. قلنا: وطريق شريك سترد برقم (18423) .=(30/358)
18409 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ، وَرُبَّمَا اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَقَرَأَ بِهِمَا "، وَقَدْ قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: " وَرُبَّمَا اجْتَمَعَ عِيدَانِ فِي يَوْمٍ " (1)
__________
= وأخرجه هنَّاد بنُ السَّريَّ في "الزهد" (889) عن أبي الأحوص، ومسلم (2745) من طريق حاتم بن أبي صغيرة، كلاهما عن سِماك، به، موقوفاً. زاد مسلم: قال سماك: فزعم الشعبي أن النعمان رفع هذا الحديث إلى النبي صلي الله عليه وسلم، وأما أنا فلم أسمعه.
وسيرد من طريق شريك مرفوعاً برقم (18423) .
وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً برقم (3627) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: بأرضٍ تنوفة، بفتح مثناة فوقية، وضم نون: المفازة، أو الأرض الواسعة البعيدة الأطراف، أو الفلاة، لا ماء بها، ولا أنيس.
قوله: فما هو بأشد فرحاً، أي: التوبة عند الله تعالى أعظمُ، وأحبُّ، وأرضى، من راحلة الرجل عنده في تلك الحالة. وهذا ترغيب للعبد في التوبة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حبيب بن سالم، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطيالسي (795) ، ومسلم (878) (62) ، وأبو داود (1122) ، والترمذي (533) ، والنسائي في "المجتبى" 3/184، وفي "الكبرى" (1738) (11665) ، وابن حبان (2821) ، والبيهقي في "السنن" 3/294، والبغوي في=(30/359)
18410 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ:، وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ، نَحَلَنِي أَبِي غُلَامًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأُشْهِدَهُ فَقَالَ: " أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ " (1)
18411 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، سَمِعَهُ مِنَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَثَلُ الْمُدَّهِنِ، وَالْوَاقِعِ فِي حُدُودِ اللهِ، قَالَ سُفْيَانُ: مَرَّةً الْقَائِمِ فِي حُدُودِ اللهِ، مَثَلُ ثَلَاثَةٍ رَكِبُوا فِي سَفِينَةٍ، فَصَارَ لِأَحَدِهِمْ أَسْفَلُهَا،
__________
= "شرح السنة" (1091) من طريق قتيبة بن سعيد، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/141-142، 176 و14/264، والحميدي (921) ، ومسلم (878) ، والنسائي في "المجتبى" 3/194، وابن حبان (2822) ، والبيهقي في "السنن" 3/201 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن إبراهيم بن محمد، به.
وقد سلف برقم (18381) و (18383) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1) حديث صحيح، مجالد- وهو ابن سعيد- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الحميدي (919/5) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5078) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وعندهما: "لا أشهد إلا على حق".
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (18354) ، وذكرنا أرقام مكرراته ثمت.
وقوله: "لا أشهد على جور" سلف من طريق أبي حيان التيمي، عن الشعبي، عن النعمان برقم (18363) .(30/360)
وَأَوْعَرُهَا وَشَرُّهَا، فَكَانَ يَخْتَلِفُ، وَثَقُلَ عَلَيْهِمْ (1) كُلَّمَا مَرَّ، فَقَالَ: أَخْرِقُ خَرْقًا يَكُونُ أَهْوَنَ عَلَيَّ، وَلَا يَكُونُ مُخْتَلَفِي عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا يَخْرِقُ فِي نَصِيبِهِ، وَقَالَ آخَرُونَ: لَا، فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ، نَجَا وَنَجَوْا، وَإِنْ تَرَكُوهُ هَلَكَ وَهَلَكُوا " (2)
18412 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ، سَمِعَهُ مِنَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ إِذَا سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ظَنَنْتُ أَنْ (3) لَا أَسْمَعَ أَحَدًا عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ فِي
__________
(1) في (م) : عليه.
(2) إسناده ضعيف من أجل مجالد- وهو ابن سعيد- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (919/3) عن ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف بأسانيد صحيحة بالأرقام (18361) و (18370) و (18371) و (18372) و (18379) و (18411) .
وقد وقع اللفظ في الرواية (18361) : "مثل القائم على حدود الله والمدهن فيها ... " وفي الرواية (18370) : "مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، والمدهن فيها ... " ونحوه في الرواية (18379) . ووقع اللفظ في هذه الرواية: "مثل المدهن والواقع في حدود الله ... " ونحوه عند البخاري
(2686) ، والبيهقي في "السنن" 10/91، والبغوي في "شرح السنة" (4151) ؛ قال الحافظ في "الفتح" 5/295: بعض الرواة ذكر المدهن والقائم، وبعضهم ذكر الواقع والقائم، وبعضهم جمع الثلاثة، أما الجمع بين المدهن والواقع دون القائم، فلا يستقيم.
(3) في (م) : أن.(30/361)
الْإِنْسَانِ مُضْغَةً، إِذَا سَلِمَتْ وَصَحَّتْ، سَلِمَ سَائِرُ الْجَسَدِ وَصَحَّ، وَإِذَا سَقِمَتْ سَقِمَ سَائِرُ الْجَسَدِ، وَفَسَدَ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ " (1)
18413 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، وَهُوَ يَخْطُبُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَرَجُلٌ يُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والشعبي: هو عامر ابن شراحيل.
وأخرجه الحميدي (919/2) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (788) عن شعبة، عن مجالد، به.
وأخرجه عبد الرزاق (20376) عن معمر، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن النعمان، به.
وقد سلف بأتم منه بإسناد صحيح برقم (18374) ، وانظر (18347) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الحاكم 4/581 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6561) ، ومسلم (213) ، وابن منده في "الإيمان" (964) ، والحاكم 4/581 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه!
قلنا: قد أخرجاه كما ترى.
وقد سلف من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، برقم (18390) .(30/362)
18414 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَأَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ، فَخَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبَهَا الشَّيْطَانُ " قَالَ عَفَّانُ: " فَلَا تُقْرَأنَّ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي، فقد روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" وهو صدوق. روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي، وقد أخرج له مسلم من روايته عن أبي الأشعث الصنعاني، وهو شراحيل بن آده.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص124، والدارمي (3387) ، والنسائي في "الكبرى" (10803) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (967) ، والحاكم في "المستدرك" 1/562 و2/260، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص129، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (490) من طريق عفان بهذا الإسناد. قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، قلنا: أشعث بن عبد الرحمن الجرمي لم يخرج له مسلم.
وأخرجه الترمذي (2882) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "الكبرى" (10803) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (967) - من طريق الحجاج ابن منهال، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (167) من طريق موسى بن إسماعيل، وابن حبان (782) مختصراً من طريق هُدبة بن خالد، والبغوي في "شرح السنة" (1201) من طريق العلاء بن عبد الجبار، كلهم عن حماد بن=(30/363)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سلمة، به. قال الترمذي: حسن غريب، ووقع عنده: عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الجرمي. قال المزي في "تحفة الأشراف" 9/30: هكذا وقع في رواية الترمذي: عن أبي الأشعث الجرمي، وهو وهم، وإنما هو الصنعاني، واسمه شراحيل.
وعند ابن الضريس: " ... فلا تقرآن في بيت فيقربه شيطان" ولم يذكر ثلاث ليال.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10802) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (966) - عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وعبد الرحمن بن محمد بن سلام، والطبراني في "الأوسط" (1382) ، وفي "الصغير" (147) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، كلاهما، عن ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور- وهو ضعيف- عن أيوب السختياني، وابنُ عدي في "الكامل" 7/2490 من طريق أبي قحذم- وهو ضعيف كلاهما (أيوب وأبو قحذم) عن أبي قلابة، عن أبي صالح الحارثي، عن النعمان بن بشير، به، نحوه. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا عباد، تفرد به ريحان. وقال أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/63-64: الصحيح حديث حماد بن سلمة..
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7146) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن أشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل كتب كتاباً ... " فذكره.
وفي باب فضيلة خواتيم سورة البقرة عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3665) وفيه: "خواتيم سورة البقرة أنزلت من كنز تحت العرش" وذكرنا هناك أحاديث الباب.
ونزيد هنا: عن أبي مسعود البدري مرفوعاً بلفظ: "من قرأ الآيتين من آخر البقرة في ليلة كفتاه" سلف برقم (17068) .
وفي باب فضيلة سورة البقرة عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا تجعلوا بيوتكم=(30/364)
18415 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ هَذِهِ الصَّلَاةِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ (1)
__________
= مقابر، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" سلف برقم (7821) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير بشير بن ثابت، سلف الكلام فيه في الرواية (18396) ، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وسُريج: هو ابن النعمان، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/264-265، وفي "الكبرى" (1511) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1211) عن يحيى بن حماد، وأبو داود (419) ، والبيهقي في "السنن" 1/448-449 من طريق مسدد، والترمذي (165) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3785) من طريق محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، والترمذي أيضاً (166) من طريق عبد الرحمن بن مهدي،
والدارقطني1/269-270 من طريق عبد الأعلى بن حماد، والحاكم 1/194 من طريق محمد بن الفضل، كلهم عن أبي عوانة، به، قال الترمذي: وحديث أبو عوانة أصحُّ عندنا.
قلنا: يعني أصح عندنا من رواية هشيم بن بشير السالفة برقم (18377) ولم يذكر فيها بشير بن ثابت، وذكرنا الاختلاف فيه هناك، فانظره. وانظر (18396) .
وأخرجه ابن حبان (1526) من طريق أبي الوليد، عن أبي عوانة، عن=(30/365)
18416 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا أَلِمَ بَعْضُهُ تَدَاعَى سَائِرُهُ " (1)
18417 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ يَعْنِي ابْنَ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا، يَقُولُ: حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَذْكُرُ الرَّقِيمَ فَقَالَ: " إِنَّ ثَلَاثَةً نَفَرٍ (2) كَانُوا فِي كَهْفٍ، فَوَقَعَ الْجَبَلُ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ، فَأُوصِدَ عَلَيْهِمْ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: تَذَاكَرُوا (3) أَيُّكُمْ عَمِلَ حَسَنَةً، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِرَحْمَتِهِ يَرْحَمُنَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: قَدْ
__________
= إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن حبيب بن سالم، به.
وذكرنا أحاديث استحباب تأخير العشاء في الرواية (18377) مع الجمع بينهما.
(1) حديث صحيح، سماك بن حرب توبع، وبقية رجاله رجال الصحيح.
يونس: هو ابن محمد المؤدب، وسريج: هو ابن النعمان، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه الطيالسي (793) ، وابن أبي شيبة 13/253 عن يزيد بن هارون، كلاهما عن حماد، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق الشعبي، عن النعمان برقم (18355) .
(2) كلمة "نفر" ليست في (م) .
(3) في (م) : تذاكروا.(30/366)
عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً: كَانَ لِي أُجَرَاءُ يَعْمَلُونَ، فَجَاءَنِي عُمَّالٌ لِي، اسْتَأْجَرْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِأَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَطَ النَّهَارِ، فَاسْتَأْجَرْتُهُ بِشَرْطِ (1) أَصْحَابِهِ، فَعَمِلَ فِي بَقِيَّةِ نَهَارِهِ، كَمَا عَمِلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي نَهَارِهِ كُلِّهِ، فَرَأَيْتُ عَلَيَّ فِي الذِّمَامِ (2) أَنْ لَا أُنْقِصَهُ مِمَّا اسْتَأْجَرْتُ بِهِ أَصْحَابَهُ، لِمَا جَهِدَ فِي عَمَلِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَتُعْطِي هَذَا مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَنِي وَلَمْ يَعْمَلْ إِلَّا نِصْفَ نَهَارٍ؟ فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ، لَمْ أَبْخَسْكَ شَيْئًا مِنْ شَرْطِكَ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالِي أَحْكُمُ فِيهِ مَا شِئْتُ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَذَهَبَ، وَتَرَكَ أَجْرَهُ، قَالَ: فَوَضَعْتُ حَقَّهُ فِي جَانِبٍ مِنَ الْبَيْتِ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ مَرَّتْ بِي بَعْدَ ذَلِكَ بَقَرٌ، فَاشْتَرَيْتُ بِهِ فَصِيلَةً مِنَ الْبَقَرِ، فَبَلَغَتْ مَا شَاءَ اللهُ، فَمَرَّ بِي بَعْدَ حِينٍ شَيْخًا ضَعِيفًا (3) لَا أَعْرِفُهُ، فَقَالَ: إِنَّ لِي عِنْدَكَ حَقًّا فَذَكَّرَنِيهِ (4) حَتَّى عَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: إِيَّاكَ أَبْغِي، هَذَا حَقُّكَ، فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ جَمِيعَهَا، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، لَا تَسْخَرْ بِي إِنْ لَمْ تَصَدَّقْ عَلَيَّ، فَأَعْطِنِي حَقِّي، قَالَ: وَاللهِ مَا أَسْخَرُ (5)
__________
(1) في (م) : بشطر.
(2) في (م) : الزمام، وهو خطأ.
(3) في (ظ13) و (س) : شيخاً كان ضعيفاً، وجاء فوق لفظة "كان" في (س) علامة نسخة، وجاء في نسخة في هامش (س) : شيخ ضعيف، ووقع في (ق) : شيخاَ كبيراً ضعيفاً.
(4) في (ظ13) و (ق) : فنكرته، وهي نسخة في (س) ، وجاء في هامش (ظ 13) : فذكرنيه.
(5) في (م) : لا أسخر.(30/367)
بِكَ: إِنَّهَا لَحَقُّكَ مَا لِي مِنْهَا شَيْءٌ: فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ جَمِيعًا. اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ (1) ذَلِكَ لِوَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا. قَالَ: فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى رَأَوْا مِنْهُ، وَأَبْصَرُوا. قَالَ الْآخَرُ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً كَانَ لِي فَضْلٌ، فَأَصَابَتِ النَّاسَ شِدَّةٌ، فَجَاءَتْنِي امْرَأَةٌ تَطْلُبُ مِنِّي مَعْرُوفًا، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ، فَأَبَتْ عَلَيَّ، فَذَهَبَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَذَكَّرَتْنِي بِاللهِ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا وَقُلْتُ: لَا وَاللهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ، فَأَبَتْ عَلَيَّ، وَذَهَبَتْ، فَذَكَرَتْ لِزَوْجِهَا، فَقَالَ لَهَا: أَعْطِيهِ نَفْسَكِ، وَأَغْنِي عِيَالَكِ، فَرَجَعَتْ إِلَيَّ، فَنَاشَدَتْنِي بِاللهِ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا، وَقُلْتُ: وَاللهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَسْلَمَتْ إِلَيَّ نَفْسَهَا، فَلَمَّا تَكَشَّفْتُهَا، وَهَمَمْتُ بِهَا، ارْتَعَدَتْ مِنْ تَحْتِي، فَقُلْتُ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، قُلْتُ: لَهَا خِفْتِيهِ فِي الشِّدَّةِ، وَلَمْ أَخَفْهُ فِي الرَّجَاءِ. فَتَرَكْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا مَا يَحِقُّ عَلَيَّ بِمَا تَكَشَّفْتُهَا. اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا. قَالَ: فَانْصَدَعَ حَتَّى عَرَفُوا وَتَبَيَّنَ لَهُمْ. قَالَ الْآخَرُ: عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً، كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ، فَكُنْتُ أُطْعِمُ أَبَوَيَّ وَأَسْقِيهِمَا، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى
__________
(1) في (ظ 13) : إن كنت تعلم فعلت، وهي التي شرح عليها السندي، وقد ضرب على كلمة "تعلم" في (س) .(30/368)
غَنَمِي، قَالَ: فَأَصَابَنِي يَوْمًا غَيْثٌ (1) حَبَسَنِي، فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَأَخَذْتُ مِحْلَبِي، فَحَلَبْتُ وَغَنَمِي قَائِمَةٌ، فَمَضَيْتُ إِلَى أَبَوَيَّ، فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَ غَنَمِي، فَمَا بَرِحْتُ جَالِسًا، وَمِحْلَبِي عَلَى يَدِي حَتَّى أَيْقَظَهُمَا الصُّبْحُ، فَسَقَيْتُهُمَا. اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا " قَالَ النُّعْمَانُ: لَكَأَنِّي أَسْمَعُ هَذِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " قَالَ الْجَبَلُ: طَاقْ، فَفَرَّجَ اللهُ عَنْهُمْ (2) ، فَخَرَجُوا " (3)
__________
(1) في (ظ13) و (ص) و (ق) : يوم غيث، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ق) : فانفتح من الجبل طاق ففرج عنهم.
(3) إسناده حسن، رجاله ثقات، وحسنه الحافظ في "الفتح" 6/506 و510. وهب: هو ابن منبه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/80 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (8) ، والطبراني في "الدعاء" (190) ، وفي "الأحاديث الطوال" (41) ، وابن جُميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" ص205-206 من طريق إسماعيل بن عبد الكريم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (190) ، وفي "الأوسط" (2328) و (2329) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/79 و80 من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم، وعبد الله بن بَحير القاص، عن وهب بن منبه، به.
وأخرجه البزار (3178- كشف الأستاد) من طريق مؤمل، وابن أبي الدنيا (9) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل من بَجيلة. وأخرجه الطبراني (189) ، وابن أبي الدنيا (10) من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن شَراحيل، كلاهما عن النعمان بن بشير، به.=(30/369)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابنُ أبي الدنيا (11) من طريق سُرَيج بن النعمان، عن حماد بن سلمة، عن سماك، عن النعمان بنحوه، ولم يرفعه.
وأخرجه البزار (3179) ، والطبراني في "الدعاء" (191) من طريق مؤمل، عن حماد بن سلمة، به، مرفوعاً.
وأخرجه البزار (3180) ، والطبراني في "الدعاء" (191) من طريق أبي مسعود الزجاج، عن أبي سعد سعيد بن المرزبان، عن سماك، عن النعمان، به، مرفوعاً.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (5973) و (5974) وذكرنا أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: يذكر الرقيم، المذكور في قوله تعالى: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً) [الكهف: 9] .
قلنا: الظاهر أن النبي صلي الله عليه وسلم لما ذكر الكهف والرقيم المذكور في الآية التي أشار إليها السندي، ذكر الكهف المذكور في هذا الحديث.
وقال السندي: فأوصَد، أي: سد الباب.
تذكروا: حذف النون تخفيفاً، والخبر بمعنى الأمر.
والذَّمام. بكسر الذال المعجمة وفتحها: الحق والحرمة، وقيل: الذمة والذمام بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحق.
لما جهد، كسَمعَ، أي: تعب.
لم أبخسك. من البخس، بمعنى النقص.
فمر بي، أي: ذلك الأجير الذي ترك حقه.
إن كنت تعلم. ليس للشك في علمه تعالى، وإنما هو للشك في كونه أخلص لله تعالى أم لا، وقد سقط "تعلم" من بعض النسخ، كما هو في كلام الآخَرَين. قلنا: لم ترد كلمة "تعلم" إلا في (ظ 13) ، وفي كلام الأول فقط، وذلك في النسخ المتوفرة لدينا.
وقال السندي: فانصدع، أي: انشق.=(30/370)
18418 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَلَالٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ، فَمَنْ تَرَكَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ، أَوِ الْأَمْرِ، فَهُوَ لِمَا اسْتَبَانَ لَهُ أَتْرَكُ، وَمَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَا شَكَّ، أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا اسْتَبَانَ (1) ، وَمَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكْ أَنْ يُوَاقِعَهُ " (2)
18419 - حَدَّثَنَا سُرَيجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْمُفَضَّلِ يَعْنِي ابْنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= ارتعدت، على بناء الفاعل، أي: اضطربت.
خفتيه، بالياء، للإشباع.
محلبي، ضبط بكسر الميم.
(1) في (ظ 13) : ما استبان له.
(2) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي فروة- وهو عروة بن الحارث الهمداني- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره. سفيان: هو الثوري، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل وأخرجه البخاري (2051) ، وتمام الرازي في "فوائده" (1678) (الروض البسام) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال" (121) ، والبيهقي في "السنن" 5/264 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وعندهم- عدا أبي الشيخ- زيادة: "والمعاصي حمى الله " قبل قوله: "ومن يرتع حول الحمى ... ".
وقد سلف من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي فروة برقم (18384) ، وسلف برقم (18347) .(30/371)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ " (1)
• 18420 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي، الْقَوَارِيرِيُّ، وَالْمُقَدَّمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْمُفَضَّلِ يَعْنِي ابْنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ " (2)
18421 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْعِيزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: " اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ (3) صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، وَهِيَ تَقُولُ: وَاللهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المفضل بن المهلب، وبقية رجاله ثقات.
وقد سلف برقم (18359) من طريق فطر بن خليفة، عن أبي الضحى، عن النعمان بلفظ: "سوِّ بينهم".
وسيرد الحديث من طرق أخرى عن حماد بن زيد بالأرقام: (18422) و (18451) و (18452) و4/375، وأنظر (18354) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، وهو من زوائد عبد الله.
القواريري: هو عبيد الله بن عمر بن ميسرة، والمُقَدَّمي: هو محمد بن أبي بكر.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص117 من طريق القواريري، بهذا الإسناد.
(3) في (م) : ودخل فسمع.(30/372)
عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي (1) ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ، فَأَهْوَى إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا بِنْتَ فُلَانَةَ أَلَا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
18422 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَخْطُبُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ (3) " (4)
__________
(1) في (س) و (ص) و (م) : من أبي ومني. وضبب فوقها في (س) ، والمثبت من (ظ 13) و (ص) ، وهو الموافق لمصادر التخريج.
(2) إسناده حسن من أجل يونس بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البزار (2549) (زوائد) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5309) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/144 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأنظر (18394) .
وقد ثبت من حديث عمرو بن العاص عند البخاري (3662) ، أنه سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ الناسِ أحبُّ إليك؟ قال: عائشة، فقلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: عمر بن الخطاب، فعدَّ رجالاً. وانظر لزاماً "شرح مشكل الآثار" 13/323-334.
(3) قوله: "اعدلوا بين أبنائكم" لم يكرر في (ظ 13) .
(4) حديث صحيح، وهو مكرر (18419) .
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 7/228-229 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد، ولم يكرر فيه قوله: "اعدلوا بين أبنائكم".
وأخرجه أبو داود (3544) ، والنسائي في "المجتبى" 6/262، وفي=(30/373)
18423 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي الْحَرَّانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ كَانَ فِي سَفَرٍ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَآوَى إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَنَامَ تَحْتَهَا، فَاسْتَيْقَظَ، فَلَمْ يَجِدْ رَاحِلَتَهُ، فَأَتَى شَرَفًا، فَصَعِدَ عَلَيْهِ، فَأَشْرَفَ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ أَتَى آخَرَ، فَأَشْرَفَ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَقَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَكُونُ فِيهِ حَتَّى أَمُوتَ "، قَالَ: " فَذَهَبَ، فَإِذَا بِرَاحِلَتِهِ تَجُرُّ خِطَامَهَا ". قَالَ: " فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ " (1)
18424 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا جَابِرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَازِبٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي شَهَادَةٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ،: " كُلُّ شَيْءٍ خَطَأٌ، إِلَّا السَّيْفَ، وَفِي كُلِّ خَطَإٍ أَرْشٌ " (2)
__________
= "الكبرى" (6514) ، والبيهقي 6/177 من طريق سليمان بن حرب، به.
وانظر الحديث رقم (18354) .
(1) حديث صحيح لغيره، وقد سلف برقم (18408) مرفوعاً كذلك، وبيَّنا أن وقفه أصح. شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وسماك: هو ابن حرب.
(2) إسناده ضعيف جدًّا، سلف الكلام عليه برقم (18395) . زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه الدارقطني 3/107 من طريق الهيثم بن جميل، عن زهير، بهذا الإسناد، وقرن بزهير قيس بن الربيع.=(30/374)
18425 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُنَيْنٍ، وَكَانَ يُنْبَزُ قُرْقُورًا، وَقَعَ عَلَى جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَرُفِعَ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ: " لَأَقْضِيَنَّ فِيكَ بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَكَ، جَلَدْتُكَ مِائَةً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَحَلَّتْهَا لَكَ رَجَمْتُكَ بِالْحِجَارَةِ " قَالَ: وَكَانَتْ قَدْ أَحَلَّتْهَا لَهُ، فَجَلَدَهُ مِائَةً وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَانًا يَقُولُ: وَأَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، أَنَّهُ كَتَبَ فِيهِ إِلَى حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِهَذَا (1)
18426 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، وَقَالَ أَبَانُ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ فِيهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُنَيْنٍ، كَانَ يُنْبَزُ قُرْقُورًا، رُفِعَ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَطِئَ جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: " لَأَقْضِيَنَّ فِيكَ بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَكَ جَلَدْتُكَ مِائَةً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَحَلَّتْهَا لَكَ رَجَمْتُكَ " فَوَجَدَهَا قَدْ أَحَلَّتْهَا لَهُ،
__________
= وذكرنا شواهده برقم (18395) .
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (18397) . بهز: هو ابن أسد العمي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه الدارمي (2329) ، وأبو داود (4458) ، والنسائي في "المجتبى" 6/124، وفي "الكبرى" (7228) ، والبيهقي في "السنن" 8/239، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة خالد بن عرفطة) من طرق، عن أبان، بهذا الإسناد.(30/375)
فَجَلَدَهُ مِائَةً (1)
18427 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسَوِّينَا فِي الصُّفُوفِ، كَمَا تُقَوَّمُ الْقِدَاحُ، حَتَّى ظَنَّ أَنَّا قَدْ أَخَذْنَا ذَلِكَ عَنْهُ، وَفَهِمْنَاهُ، وَأَقْبَلَ (2) ذَاتَ يَوْمٍ بِوَجْهِهِ، فَإِذَا رَجُلٌ مُنْتَبِذٌ بِصَدْرِهِ، فَقَالَ: " لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ " (3)
18428 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي الَّذِي أَنَا فِيهِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ " (4)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله.
(2) المثبت من (ظ 13) ، وهو الموافق لسياق رواية مسلم، وجاء في بقية النسخ: حتى إذا ظن أنا قد أخذنا ذلك عنه وفهمناه أقبل ...
(3) إسناده حسن. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة وسماك، فمن رجال مسلم، وسماك ينحظ عن رتبة الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (791) ، وأبو داود (663) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18400) و (18376) ، وذكرنا ثمت أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: منتبذٌ بصدره، من: انتبذ، بالذال المعجمة، أي: انفرد، والمراد أنه منفرد فيما بينهم بأن تقدم صدره على صدورهم.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن بَهْدلة، روى له البخاري ومسلم مقروناً بغيره، واحتج به أصحاب السنن. وبقية رجاله=(30/376)
18429 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَزَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَفِطْرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ بَشِيرًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرَادَ أَنْ يَنْحَلَ النُّعْمَانَ نُحْلًا قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ لَكَ مِنْ وَلَدٍ سِوَاهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ مَا أَعْطَيْتَهُ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ فِطْرٌ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَكَذَا أَيْ: " سَوِّ بَيْنَهُمْ " وَقَالَ زَكَرِيَّا، وَإِسْمَاعِيلُ: " لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ " (1)
__________
= ثقات رجال الشيخين. حسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي مولاهم، وزائدة: هو ابن قدامة، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/177- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1477) مختصراً، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2467) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/152- ومحمد بن عاصم الثقفي في "جزئه" (9) نحوه، والبزار (2767) (زوائد) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2767) (زوائد) من طريق ورقاء، وابن حبان (6727) ، والطبراني في "الأوسط" (1144) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن عاصم، به.
وقد سلف برقم (18348) .
(1) حديث صحيح، وقد أورده الإمام أحمد بثلاثة أسانيد. الأول: وكيع، عن إسماعيل- وهو ابن أبي خالد- عن الشعبي، عن النعمان، وهو إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والثاني: وكيع، عن زكريا- وهو ابن أبي زائدة- عن الشعبي، عن عبد الله ابن عتبة، عن النعمان، وهو إسناد ضعيف، فزكريا يدلَّس عن الشعبي، وقد عنعن، وقد أدخل عبد الله بن عتبة بين الشعبي والنعمان.
والثالث: وكيع، عن فطر- وهو ابن خليفة- عن أبي الضحى- وهو مسلم=(30/377)
18430 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْجَدَلِيِّ، قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ أَبِي الْقَاسِمِ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، ثَلَاثًا، وَاللهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ " قَالَ: " فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ، وَرُكْبَتَهُ بِرُكْبَتِهِ، وَمَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِهِ " (1)
__________
= ابن صُبيح- عن النعمان، وهو إسناد صحيح، وقد سلف من طريق فطر، به برقم (18359) .
وأخرجه مسلم (1623) (15) من طريق عبد الله بن نمير، وابن حبان (5105) من طريق إبراهيم بن المغيرة، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، بالإسناد الأول.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/261، وفي "الكبرى" (6511) من طريقين عن زكريا، عن الشعبي، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن رجلاً جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ... فذكره.
وقد سلف برقم (18354) وذكرنا أرقام طرقه ثمت.
(1) صحيح، إلا أن قوله "وركبته بركبته"، قد انفرد به أبو القاسم الجدلي، وهو حسين بن الحارث، وهو صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وقال ابن المديني: معروف، وِذكره ابن حبان في
"الثقات" 5/264، وقال الذهبي في "الكاشف": وثق، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زكريا هو ابن أبى زائدة.
وأخرجه أبو داود (662) ، وابنُ خزيمة (160) ، والبيهقي في "السنن" 3/100-101 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.=(30/378)
18431 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَمِسْعَرٍ، قَالَ: وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ
__________
= وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/86، وابن خزيمة (160) ، وابن حبان (2176) ، والدارقطني "السنن" 1/282-283 من طرق، عن زكريا، به. وقوله: "وركبته بركبته" لم يرد في رواية ابن حبان، وهي من طريق ابن أبي غنيَّة، عن زكريا.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/86 من طريق مرثد بن وداعة، عن النعمان، به نحوه.
وعلقه البخاري في "صحيحه" مختصراً بصيغة الجزم عن النعمان بن بشير قبل الحديث (725) فقال: وقال النعمان بن بشير: رأيت الرجل منا يلزق كعبه بكعب صاحبه، ووصله الحافظ ابن حجر في "تعليق التعليق" 2/302، ولم يذكر لفظ "وركبته بركبته" مع أن روايته من طريق الدارقطني، وقد ورد فيها هذا اللفظ.
وقد سلف مرفوعه بإسناد صحيح برقم (18427) . وسلف أيضاً برقم (18376) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقول النعمان: فرأيت الرجل يلزق كعبه بكعب صاحبه، ومنكبه بمنكبه له شاهد من حديث أنس عند البخاري (725) وفيه قال أنس: وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه.
قال الحافظ في "الفتح" 2/211 في باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم بالصف: المراد بذلك المبالغة في تعديل الصف، وسَدِّ خَلله، وقد ورد في الأمر بسد خَلل الصف والترغيب فيه أحاديث
كثيرة أجمعها حديث ابن عمر، ثم ساق لفظه، وقد سلف برقم (5724) .(30/379)
وَالْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " (1)
18432 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ذَرٍّ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ يُسَيْعٍ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ "، ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (2) [غافر: 60]
18433 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حبيب بن سالم، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، ومسعر: هو ابن كِدام.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (5235) (5706) .
وأخرجه ابن أبي شييبة 14/265، وأبو نعيم في "الحلية" 10/29 من طريق وكيع، به، ولم يذكر ابن أبي شيبة مسعراً.
وأخرجه الدارمي (1568) (1607) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2174) من طريقين، عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (18381) .
(2) إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن ماجه (3828) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع من "ذر" إلى "زر"، و"يسيع" إلى "سبيع".
وقد سلف برقم (18391) .(30/380)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُونَ (1) كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِذَا اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ " (2)
18434 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ خَيْثَمَةُ: عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِذَا اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِنْ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ " (3)
18435 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى رَجُلًا خَارِجًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ، فَقَالَ: " اسْتَوُوا، وَلَا تَخْتَلِفُوا، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ " (4)
__________
(1) في هامش (س) : مثل المؤمنين. (نسخة) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/253، ومسلم (2586) (67) وابن منده في "الإيمان" (318) ، والبغوي في "شرح السنة" (3460) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18354) .
(3) حديث صحيح.
وهو مكرر (18393) سنداً ومتناً.
(4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك- وهو ابن=(30/381)
18436 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْطُبُ، وَيَقُولُ: " إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ "، ثُمَّ قَرَأَ، {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (1) [غافر: 60]
18437 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ
__________
= حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق، وقد توبع، وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2429) ، وأبو عوانة 2/40 من طريق أبي داود الحَفري، كلاهما عن سفيان، به، نحوه.
وقد سلف بالرقمين (18389) و (18400) وبرقم (18376) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وذر: هو ابن عبد الله المُرهِبي.
وأخرجه الترمذي (3247) ، والطبري في "التفسير" 24/78، والحاكم 1/490-491، والبيهقي في "الشعب" (1105) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وهو مكرر (18352) ، وانظر الحديث التالي.(30/382)
كَذَا قَالَ شُعْبَةُ مِثْلَهُ، (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أُخْبِرْتُ أَنَّ أُسَيْعًا هُوَ يُسَيْعُ بْنُ مَعْدَانَ الْحَضْرَمِيُّ "
18438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، سَأَلَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ: بِمَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ مَعَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: " هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " (2)
18439 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ،
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 24/78-79 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1298) ، والطيالسي (801) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (715) ، وأبو داود (1479) ، والنسائي في "الكبرى" (11464) - وهو في "التفسير" (484) - والطبري في "التفسير" 24/79، والطبراني في "الدعاء" (2) ، والخطابي في "شأن الدعاء" (1) ، والحاكم في "المستدرك" 1/491، والقضاعي في "مسند الشهاب" (29) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1105) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة يسيع) ، من طرف، عن شعبة، به.
وقد سلف بالأرقام (18352) و (18386) و (18391) و (18432) و (18436) و (18437) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (18381) سنداً ومتناً.(30/383)
أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ: (1) إِنَّكُمْ إِخْوَانُنَا، وَأَشِقَّاؤُنَا، وَإِنَّا شَهِدْنَا، وَلَمْ تَشْهَدُوا، وَسَمِعْنَا، وَلَمْ تَسْمَعُوا، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ خَلَاقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا " (2)
18440 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "
__________
(1) ذكره الحافظ في "الإصابة" في القسم الأول وقال: قيس بن الهيثم السلمي، وقيل: السامي، بالمهملة، ذكره البخاري، وقال: له صحبة، روى عنه عطية [بن سعد] الدعاء، وهو جد عبد القاهر بن السّري، وكذا قال ابن أبي حاتم، وقال ابن منده: ذكره البخاري في "الوحدان" من الصحابة، ولم
يذكر له حديثاً، وقال أبو نعيم: ذكره أبو أحمد العسال في التابعين من أهل البصرة.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن لم يسمع من النعمان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، ويونس: هو ابن عبيد.
وقد سلف من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن برقم (18404) وذكرنا طرقه هناك.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 7/410 عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، وهو ابن جُدعان، عن الحسن أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم، فذكر نحوه. وابن جدعان ضعيف.(30/384)
لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ فِي صَلَاتِكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ " (1)
18441 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسَوِّي الصَّفَّ حَتَّى يَجْعَلَهُ مِثْلَ الرُّمْحِ أَوِ الْقَدَحِ قَالَ: فَرَأَى صَدْرَ رَجُلٍ نَاتِئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عِبَادَ اللهِ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (436) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (18389) غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر، وهو غندر، وسيرد بالحديث بعده.
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك، فمن رجال مسلم وهو صدوق حسن الحديث. محمد بن جعفر: هو المعروف بغندر، وحجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.
وأخرجه ابن ماجه (994) ، وابن حبان (2165) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (791) ، وأبو عوانة 2/41، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (565) ، وابن حبان (2175) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (806) من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18400) من طريق زائدة، عن سماك، به. وانظر ما قبله.
وقد سلف برقم (18376) .(30/385)
18442 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ هَاشِمٌ قَالَ:، يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ، قَالَ هَاشِمٌ: فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ، وَرُبَّمَا اجْتَمَعَ عِيدَانِ فَقَرَأَ بِهِمَا " (1)
18443 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ " قَالَ حَجَّاجٌ: مِثْلَ صَلَاتِنَا (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حبيب بن سالم، فمن رجال مسلم. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/112، وفي "الكبرى" (1740) ، وابن الجارود في "المنتقى" (265) و (300) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (845) ، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 1/263 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18381) ، وذكرنا أحاديث الباب برقم (18381) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام عليه في الحديث برقم (18351) ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. =(30/386)
18444 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (1) أَنَّهُ قَالَ فِي الرَّجُلِ يَأْتِي جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: " إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَهُ، جَلَدْتُهُ مِائَةً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَحَلَّتْهَا لَهُ، رَجَمْتُهُ " (2)
18445 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: مَوْلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّهُ رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ غَشِيَ جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: " لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَكَ
__________
=وأخرجه الطيالسي (800) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/330 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالأرقام: (18351) و (18365) و (18392) .
(1) من قوله (عن النبي صلي الله عليه وسلم) في هذا الموضع وحتى حديث أسامة بن شريك (18453) ليس في (ظ 13) .
(2) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية (18397) ، أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/239 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2330) ، وأبو داود (4459) ، والنسائي في "المجتبى" 6/123-124، وفي "الكبرى" (7225) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الحاكم 4/365، من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به.
وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه الذهبي!(30/387)
جَلَدْتُكَ مِائَةَ جَلْدَةٍ، وَإِنْ كَانَتْ لَمْ تُحِلَّهَا لَكَ، رَجَمْتُكَ " قَالَ: فَوَجَدَهَا قَدْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَهُ، فَجَلَدَهُ مِائَةً (1)
18446 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: أَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا وَقَعَ عَلَى جَارِيَتِهَا. قَالَ: " أَمَا إِنَّ عِنْدِي فِي ذَلِكَ خَبَرًا شَافِيًا أَخَذْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنْ كُنْتِ أَذِنْتِ لَهُ ضَرَبْتُهُ مِائَةً، وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَأْذَنِي لَهُ، رَجَمْتُهُ " قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَيْهَا، فَقَالُوا: زَوْجُكِ يُرْجَمُ، قُولِي إِنَّكِ قَدْ كُنْتِ أَذِنْتِ لَهُ، فَقَالَتْ: قَدْ كُنْتُ أَذِنْتُ لَهُ، فَقَدَّمَهُ، فَضَرَبَهُ مِائَةً (2)
18447 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (18397) .
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (18397) . هشيم: هو ابن بشير، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه الطيالسي (796) ، وابن أبي شيبة 10/12، وسعيد ابن منصور (2257) ، والترمذي في "جامعه" (1452) ، وفي "العلل" 2/614، والنسائي في "الكبرى" (7226) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/145، والبيهقي في "السنن" 8/239 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. قال الترمذي: أبو بشر لم يسمع من حبيب بن سالم، إنما رواه عن خالد بن عرفطة، وقال: حديث النعمان في إسناده اضطراب.(30/388)
قَرْنِي ثُمَّ، الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ (1) قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَتَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ " (2)
• 18448 - قَالَ عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقَارِئُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَوْ خَيْثَمَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالرَّجُلِ الْوَاحِدِ، إِذَا وَجِعَ مِنْهُ شَيْءٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ " (3)
__________
(1) كلمة "يجيء" سقطت من (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابنُ بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة وكتابه صحيح. خيثمة: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/152 من طريق أبي غسان، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18348) .
(3) حديث صحيح، وهو من زوائد عبد الله. معاوية بن عبد الله بن معاوية من رجال "التعجيل"، قال الحافظ: روى عنه عبدُ الله بن أحمد وأبو زرعة، وقال: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو متابع. وسلام أبو المنذر القارئ: هو ابن سليمان المزني، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/135: سلام أحفظ لحديث عاصم بن حماد بن زيد. وقد سلف الحديث من طرق أخرى من رواية الإمام أحمد ذكرناها في الحديث رقم (18355) .
وسيُكرر برقم 4/375.(30/389)
• 18449 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ، لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللهَ. التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ " (2)
__________
(1) في (م) : حدثنا عبد الله حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله.
(2) قوله: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فيه أبو عبد الرحمن. لم نعرفه، وانفرد بالرواية عنه أبو وكيع، وقال البخاري في "تاريخه" 9/51: ولا يتابع في هذا، وكذا قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 9/403، وقد اختلف في اسمه عنه كما سيرد في التخريج، وبقية رجاله ثقات. الشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (15) و (377) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9119) من طريق منصور بن أبي مزاحم شيخ عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. ولم ينسب منصور أبا عبد الرحمن.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري في "التاريخ الكبير" 9/51، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (78) ، والبزار (1637) (زوائد) ، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (81) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4419) من طريق موسى ابن إسماعيل وابنُ أبي الدنيا في "الشكر" (63) ، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (82) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (44) ، والبيهقي في "شعب الإيمان"
(4419) من طريق إسحاق بن عيسى، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (93) (895) ، والقضاعي (45) من طريق يونس بن محمد، ثلاثتهم عن أبي وكيع،=(30/390)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= به. قال إسحاق بن عيسى: أبو عبد الرحمن الشامي.
وقال يونس بن محمد مرة: القاسم بن الوليد، وقال مرة أخرى: القاسم ابن الوليد أبو عبد الرحمن، قلنا: والقاسم بن الوليد أبو عبد الرحمن كوفي، من رجال التهذيب؟
وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال" (111) من طريق سوار بن مصعب، عن عبد الحميد، عن الشعبي، بنحوه. وسوار. قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك، وقال أبو داود: ليس بثقة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/217-218 وقال: رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني، ورجالهم ثقات، وقال في موضع آخر 8/182: رواه عبد الله، وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: وسيُكرر بالحديث بعده، و4/375، وكلها من زوائد عبد الله.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (1426) ونسبه لعبد الله وقال: إسناده لا بأس به!
وقوله: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل" له شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7504) ، ومن حديث أبي سعيد الخدري سلف برقم (11280) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "من لم يشكر القليل" يريد أن العادة أن من يبالي بالنعمة ويشكر عليها، يبالي بقليلها وكثيرها، وكذلك من يعظم النعمة، فكما يشكرُ المنعم الحقيقي، يشكرُ السبب الظاهري الذي يُجري على يده النعمة، ومن لا، فلا يشكر الحقيقي والظاهري جميعاً.
قوله: "بنعمة الله" من حيث إنه أنعم بها عليه، لا افتخاراً بها.
قوله: "والجماعة". أي: الاتفاق والاجتماع على الأمر حتى يكونوا كلهم جماعة واحدة، وظاهرُ هذا خلافُ ما اشتهر في ألسنة الناس: "اختلاف أمتى رحمة" مع أنه حديث لم يعرف من خرَّجه بذلك اللفظ، وقد ذكر السخاوي شيئاً مما يتعلق به في "المقاصد الحسنة" والله تعالى أعلم.(30/391)
• 18450 - قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ ربهِِ، (2) مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ، أَوْ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ،: " مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ، لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللهَ. وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ: " عَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ؟ " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: مَا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ؟ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: " هَذِهِ الْآيَةُ فِي سُورَةِ النُّورِ " {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ} (3) [النور: 54]
__________
(1) في (م) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زيادات: عبد الله.
(2) كذا في (س) و (ص) و (ق) ، وكذا سماه الحسيني في "إكماله"، قال الحافظ في "التعجيل": كذا وقع في خط الحسيني: عبد ربه، بالراء، بعدها موحدة، وزاد فيها تارة هاء، وتارة حذفها، وهو غلط، والصواب: عبدويه، بوزن راهويه، وكذا هو في "ميزان" الذهبي. قلنا: وكذا سماه ابن عدي في "الكامل" 7/2667، قال: وهو ابن عبد الله، وقد جاء اسمه على الصواب في (ظ 13) وهامش (س) في مكرره الآتي بـ 4/375، ولم يرد في (ظ 13) في هذا الموضع، ووقع في (م) : ابن عبد الرحمن، وهو خطأ.
(3) هو مكرر سابقه غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى بن عبدويه، نقل الذهبي عن يحيى بن معين في رواية عبد الخالق بن منصور عنه أنه كذبه، قال: وأثنى عليه أحمد، وأمر ابنه عبد الله بالأخذ عنه. =(30/392)
• 18451 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْمُفَضَّلِ يَعْنِي ابْنَ الْمُهَلَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَارِبُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ " يَعْنِي سَوُّوا بَيْنَهُمْ (2)
• 18452 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاهِلِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ " (3)
__________
= قال السندي: قوله: (فإن تولَّواْ فإنما عليه ما حمِّل) : ظاهره أنه أراد أن من أطاع الله ورسوله، فهم السواد الأعظم، قليلين كانوا أو كثيرين، والله تعالى أعلم.
(1) وقع في النسخ الخطية في هذا الحديث والذي يليه: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ من النساخ، فالحديثان من زوائد عبد الله على المسند، وهذا الحديثان من جملة أحاديث لم ترد في (ظ 13) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (18420) ، وسيكرر 4/375 وقد سلف بنحوه برقم (18354) .
(3) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه. إبراهيم بن الحسن الباهلي من رجال التعجيل، وهو والقواريري والمقدمي من شيوخ عبد الله بن أحمد.
وسيكرر الحديث برقم 4/375.
وقد سلف بنحوه برقم (18354) .(30/393)
حَدِيثُ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ
18453 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا أَصْحَابُهُ كَأَنَّمَا (1) عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرُ " (2)
18454 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ
__________
(1) في (ظ13) : كأن، وهي نسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير المسعودي- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود- فمن رجال أصحاب السنن.
وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وروايته عن المسعودي قديمة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1470) ، والطبراني في "الكبير" (486) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً الطيالسي (1232-1233) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (772) ، والبيهقي في "الآداب" (858) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/81- والحاكم في "المستدرك" 4/198، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/100-101 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن المسعودي، به.
وقرن الطيالسي بالمسعودي شعبة، وسيرد مطولاً من طريق شعبة بالحديث بعده.
قال السندي: قوله: كأنما على رؤوسهم الطيرة كناية عن سكونهم ووقارهم في حضرته صلي الله عليه وسلم، لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن.(30/394)
كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرُ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقَعَدْتُ، قَالَ: فَجَاءَتِ الْأَعْرَابُ، فَسَأَلُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَتَدَاوَى؟ قَالَ: " نَعَمْ، تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ " قَالَ: وَكَانَ أُسَامَةُ حِينَ كَبِرَ يَقُولُ: " هَلْ تَرَوْنَ لِي مِنْ دَوَاءٍ الْآنَ؟ " قَالَ: وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ، هَلْ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " عِبَادَ اللهِ، وَضَعَ اللهُ الْحَرَجَ إِلَّا امْرَأً اقْتَرَضَ (1) امْرَأً مُسْلِمًا ظُلْمًا، فَذَلِكَ حَرِجَ، وَهَلَكَ " قَالُوا: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " خُلُقٌ حَسَنٌ " (2)
__________
(1) في (م) : اقتضى، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن.
وأخرجه بتمامه ومختصراَ: أبو داود الطيالسي (1232-1233) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/20، وأبو داود (3855) ، والنسائي في "الكبرى" (5875) و (5881) و (7557) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/238، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/13، والطبراني في "الكبير" (463) ، وفي "مكارم الأخلاق" (12) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (772) ، والحاكم في
"المستدرك" 1/121 و4/400، والبيهقي في "السنن" 9/343، وفي "الشعب" (1528) و (1529) ، وفي "الآداب " (858) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/81، والضياء المقدسي في "المختارة" (1382) و (1383) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً: وكيع في "الزهد" (423) ، والحميدي (824) ، وابن أبي شيبة 8/2 و8/513 و514 و576، و14/177-178، وهناد في "الزهد" (1259) و (1260) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (291) ، وأبو داود (2015) ، وابن ماجه (3436) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة=(30/395)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والتاريخ" 1/304-305، والترمذي (2038) ، وابن أبي عاصم (1467) و (1468) و (1469) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1377) ، والنسائي في "الكبرى" (7554) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (374) (مسند ابن عباس) ، وابن خزيمة (2774) و (2955) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2597) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/236 و4/323، وفي "مشكل
الآثار" (6015) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (27) و (28) ، وابن حبان (478) و (486) و (6061) و (6064) ، والطبراني في "الكبير" (464) ... إلى (484) ، وفي "الأوسط" (6376) ، وفي "الصغير" (559) ، والدارقطني 2/251، والحاكم 4/198-199 و4/399-400، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/166 و2/13، والبيهقي في "السنن" 5/146، وفي "شعب الإيمان" (6661) ، وفي "الآداب" (141) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 9/197-198، وفي "الفقيه والمتفقه" 2/111، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/101، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/281، وفي "الاستذكار" 27/ (40089) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3226) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (1381) و (1382) و (1383) و (1384) و (1385) و (1387) و (1388) و (1389) و (1390) ، من طرق، عن زياد بن علاقة، به.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (485) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (773) - من طريق وهب بن إسماعيل الأسدي، عن محمد بن قيس، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، فذكر نحوه. قال الطبراني: هكذا رواه وهب بن إسماعيل، عن محمد بن قيس، وهم فيه، والصواب: عن أسامة بن شريك. ونحو ذلك قال أبو نعيم، وابن الأثير.
وقد سلف مختصراً بالحديث قبله، وسيرد بالحديثين بعده.
وقوله: "إن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء ... " سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3578) .=(30/396)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي باب قوله: "إلا امْرَأً اقترض امْرَأً مسلماً ظلماً ... " عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" سلف برقم (7727) .
وعن أبي برزة الأسلمي مرفوعاً: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ... " سيرد 4/420-421.
وفي باب الخلق الحسن عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6504) ، وعن أبي هريرة سلف برقم (7402) ، وعن عمرو بن عبسة سيرد 4/385، وعن أبي الدرداء سيرد 6/451-452.
قال السندي: قوله: كأنما على رؤوسهم الطير، كناية عن سكونهم ووقارهم في حضرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن.
قلنا: وفي هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة- كما قال ابن القيم- الأمر بالتداوي، وأنه لا يُنافي التوكلَ كما لا يُنافيه دفعُ داءِ الجوعِ والعطشِ والحرِّ والبردِ بأضدَادها، بل لا يتمُّ حقيقةُ التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها اللهُ مقتضياتِ لمسَبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلَها يقدحُ في نفس التوكل كما يقدَحُ في الأمرِ والحِكمة ...
لم يضع، أي: لم يخلقه.
الهرم، بفتحتين: كبر السن، وعدُّه من الأسقام. وإن لم يكن منها، لأنه من أسباب الهلاك، ومقدماته، كالداء، أو لأنه يغير البدن عن القوة والاعتدال، كالداء.
وضح الله الحرج، أي: الإثم، أي: عما سألتموه من الأشياء، وكأنهم ما سألوه إلا عن المباحات.
إلا امرأً اقترض، بمعنى لكن، ويحتمل أن يكون استثناءً عما تقدم، على أن المعنى: وضع الله الحرج عمن فعل شيئاً مما ذكرتم، إلا عمن اقترض ... إلخ. وعلى: هذا لا بد من اعتبار أنهم سألوه عمن اقترض أيضا، ويحتاج هذا المعنى إلى تقدير حرف الجر، كما لا يخفي، قيل: أي إلا من اغتاب أخاه،=(30/397)
18455 - حَدَّثَنَا ابْنُ زِيَادٍ يَعْنِي الْمُطَّلِبَ بْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْمَوْتَ، وَالْهَرَمَ (1) "
18456 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا "
ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَتَدَاوَى؟ قَالَ: " تَدَاوَوْا، (2) فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ
__________
= أو سبَّه، أو آذاه في نفسه، عبَّر عنها بالاقتراض، لأنه يستردُّ منه في العُقبى، ويحتمل أن يكون اقترض بمعنى قطع، وقال السيوطي: أي نال منه، وقطعه بالغيبة.
خلق حسن؛ يعامل به مع الله تعالى ومع عباده أحسن معاملة، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المطلب بن زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/198، وتمّام الرازي في "فوائده" (1013) (الروض البسام) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً بالحديث قبله، وسيرد بالحديث بعده.
(2) في (ظ 13) : نعم، بدل " تداوَوْا".(30/398)
عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل مصعب بن سلاّم، والأجلح- وهو ابن عبد الله الكندي- يقال: اسمه يحيى، والأجلح لقب.
وأخرج هنَاد في "الزهد" (1260) نحو القسم الأول منه، والطبراني في "الكبير" (478) بتمامه دون قوله: "علمه من علمه وجهله من جهله" من طريق محمد بن فضيل، عن الأجلح، به.
وقد سلف بالحديثين قبله.
قوله: "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء ... " إلى آخر الحديث، سلف من حديث ابن مسعود برقم (3578) ، وذكرنا هناك شواهده.(30/399)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ (1)
18457 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ " (2)
__________
(1) عمرو بن الحارث: هو خُزاعي مصطلقي، أخو جويرية زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قاله السندي.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دينار والد عيسى- وهو الكوفي مولى عمرو بن الحارث- فقد تفرد بالرواية عنه ابنه عيسى، وذكر ابن المديني أنه لا يعرفه، ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/218.
وبقية رجاله ثقات.
وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (1553) .
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عيسى بن دينار) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/520، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/308 وفي "خلق أفعال العباد" ص49، والحارث (1012) (زوائد) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/207 من طرق، عن عيسى بن دينار، به. وقد سقط من مطبوع "خلق أفعال العباد": عن أبيه.
وقد سلف من حديث ابن مسعود برقم (4255) وذكرنا بقية شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "غضاً". الغضُّ هو الطرىُّ الذي لم يتغير، وغضاضة الشباب: نضارته وطراوته.
قوله: "ابن أم عبد": هو عبد الله بن مسعود، مدحٌ لطريقته في القراءة وهيأته فيها، وكيفيات أدائها.(30/400)
18458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَإِسْحَاقَ يَعْنِي الْأَزْرَقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ الْمُصْطَلِقِ، يَقُولُ: " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا سِلَاحَهُ، وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق الأزرق: هو ابن يوسف، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بالتحديث.
وأخرجه البخاري (912) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/621-622، والدارقطني "السنن" 4/185، والبيهقي في "السنن" 6/160 من طريق إسحاق الأزرق، به.
وأخرجه البخاري (2873) و (3098) ، والنسائي في "المجتبى" 6/229، وفي "الكبرى" (6422) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (93) ، والدارقطني "السنن" 4/185 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2739) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2760) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2549) - ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/207، والبيهقي في "الدلائل" 7/273- والطبراني في "الكبير" 17/ (92) ، والدارقطني "السنن" 4/185، والبيهقي في "السنن"
6/160 من طريق زهير بن معاوية. وأخرجه البخاري (4461) ، والنسائي في "المجتبى" 6/229، وفي "الكبرى" (6421) ، والدارقطني "السنن" 4/185، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/215 من طريق أبي الأحوص.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (382) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (94) من طريق إسرائيل. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/229، وفي "الكبرى"=(30/401)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (6423) - ومن طريقه الدارقطني في "السنن" 4/185- من طريق يونس بن أبي إسحاق، أربعتهم عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2489) من طريق حسين بن الحسن الأشقر، والحاكم في "المستدرك" 1/419 من طريق الحارث بن محمد، عن أبي النضر، كلاهما عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث، عن جويرية قالت: والله ما ترك رسول الله عند موته ... وإسناده ضعيف لضعف حسين بن الحسن الأشقر، والحارث بن محمد لم نعرفه.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الأوسط" (515) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث أخي جويرية، عن جويرية قالت: ما ترك ... ومؤمل بن إسماعيل ضعيف، قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسرائيل، تفرد به مؤمل،
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/40 وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن!
وقال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 188/ب: يرويه أبو إسحاق، واختلف عنه، فرواه مؤمل عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث الخزاعي، عن جويرية، وغيرُه يرويه عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث، عن النبي صلي الله عليه وسلم، ولا يذكر جويرية، وكذلك قال الثوري وزهير وأبو الأحوص، وهو الصواب.
وانظر حديث أبي هريرة (7303) وفيه أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: إلا سلاحه، لا إشكال بنحو القدح، فإن الكلام فيما يُعدُّ عرفاً مالاً، والله تعالى أعلم.(30/402)
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ ضِرَارٍ الْخُزَاعِيِّ (1)
18459 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، أَنَّهُ، سَمِعَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ، فَدَخَلْتُ فِيهِ، وَأَقْرَرْتُ بِهِ، فَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاةِ، فَأَقْرَرْتُ بِهَا، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْجِعُ إِلَى قَوْمِي، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ، فَمَنْ اسْتَجَابَ لِي جَمَعْتُ زَكَاتَهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا لِإِبَّانِ كَذَا وَكَذَا لِيَأْتِيَكَ مَا (2) جَمَعْتُ مِنَ الزَّكَاةِ، فَلَمَّا جَمَعَ الْحَارِثُ الزَّكَاةَ مِمَّنْ اسْتَجَابَ لَهُ، وَبَلَغَ الْإِبَّانَ الَّذِي أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْعَثَ إِلَيْهِ، احْتَبَسَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ، فَلَمْ يَأْتِهِ، فَظَنَّ الْحَارِثُ أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِيهِ سَخْطَةٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ، فَدَعَا بِسَرَوَاتِ قَوْمِهِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ وَقَّتَ لِي وَقْتًا يُرْسِلُ
__________
(1) الحارث بن ضرار الخزاعي، قيل: هو الحارث بن أبي ضرار، والد جويرية أم المؤمنين، وقيل: يحتمل أن يكون غيره، لكن قد وقع عند بعض من خرَّج هذا الحديث: الحارث بن أبي ضرار، بزيادة أداة الكنية، أي: فهو دليل على أنه هو والد أم المؤمنين. كذا في "التعجيل". قاله السندي. وقد
وقع في هامش (س) : أبي ضرار. (نسخة) . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": الحارث بن ضرار الخزاعي ويقال: الحارث بن أبي ضرار المصطلقي، وأخشى أن يكونا اثنين.
(2) في (ق) وهامش (س) : بما.(30/403)
إِلَيَّ رَسُولَهُ لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدِي مِنَ الزَّكَاةِ، وَلَيْسَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُلْفُ، وَلَا أَرَى حَبْسَ رَسُولِهِ إِلَّا مِنْ سَخْطَةٍ كَانَتْ، فَانْطَلِقُوا، فَنَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ (1) إِلَى الْحَارِثِ لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِمَّا جَمَعَ مِنَ الزَّكَاةِ، فَلَمَّا أَنْ سَارَ الْوَلِيدُ حَتَّى بَلَغَ بَعْضَ الطَّرِيقِ، فَرِقَ، فَرَجَعَ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْحَارِثَ مَنَعَنِي الزَّكَاةَ، وَأَرَادَ قَتْلِي، فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَعْثَ إِلَى الْحَارِثِ، فَأَقْبَلَ الْحَارِثُ بِأَصْحَابِهِ إِذْ اسْتَقْبَلَ (2) الْبَعْثَ وَفَصَلَ مِنَ الْمَدِينَةِ، لَقِيَهُمُ الْحَارِثُ، فَقَالُوا: هَذَا الْحَارِثُ، فَلَمَّا غَشِيَهُمْ، قَالَ لَهُمْ: إِلَى مَنْ بُعِثْتُمْ؟ قَالُوا: إِلَيْكَ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَعَثَ إِلَيْكَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، فَزَعَمَ أَنَّكَ مَنَعْتَهُ الزَّكَاةَ، وَأَرَدْتَ قَتْلَهُ قَالَ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، مَا رَأَيْتُهُ بَتَّةً، وَلَا أَتَانِي فَلَمَّا دَخَلَ الْحَارِثُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنَعْتَ الزَّكَاةَ، وَأَرَدْتَ قَتْلَ رَسُولِي؟ " قَالَ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ، وَلَا أَتَانِي، وَمَا أَقْبَلْتُ إِلَّا حِينَ احْتَبَسَ عَلَيَّ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَشِيتُ أَنْ تَكُونَ كَانَتْ سَخْطَةً مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَسُولِهِ. قَالَ: فَنَزَلَتِ الْحُجُرَاتُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ، فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا
__________
(1) سلفت ترجمة الوليد بن عقبة- وهو ابن أبي معيط- عند الحديث رقم (16379) .
(2) في هامش كل من (ظ13) و (س) : استقل.(30/404)
فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6] إِلَى هَذَا الْمَكَانِ: {فَضْلًا مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحجرات: 8] (1)
__________
(1) حسن بشواهده دون قصة إسلام الحارث بن ضرار، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دينار والد عيسى، وهو الكوفي مولى عمرو بن الحارث، فقد تفرد بالرواية عنه ابنه عيسى، وقال ابن المديني: لا أعرفه، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/218. عيسى بن دينار ثقة، ومحمد بن سابق صدوق.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/399 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/91 (المطبوع خطأ باسم الصغير) ولم يسق لفظه، وابن أبي حاتم- فيما ذكر ابن كثير- وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/177 ولم يسق لفظه أيضا، والطبراني في "الكبير" (3395) من طريق محمد بن سابق، به. ووقع عند الطبراني: الحارث بن
سرار، وهو خطأ، نبه عليه ابن كثير في تفسيره عند آية الحجرات (6) .
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 6/87- 88 وقال: أخرجه أحمد وابن أبي حاتم والطبراني وابن منده وابن مردويه بسند جيد!
ولسبب نزول الآية شواهد يحسن بها:
فعن ابن عباس عند الطبري في "تفسيره" 26/123-124، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/54-55، وفي إسناده الحسين بن الحسن بن عطية العوفي وأبوه وجده، وهم ضعفاء.
وعن أم سلمة عند الطبري أيضاً 26/123، والطبراني 23/ (960) ، وفي إسناده موسى بن عبيدة، وهو ضعيف، وثابت مولى أم سلمة مجهول، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/95، وقال: روى عنه أهل المدينة.
ولسبب النزول شواهد أخر:
فعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" (3809) وإسناده ضعيف.
وعن علقمة بن ناجية عند الطبراني في "الكبير" 18/ (4) ، وإسناده ضعيف =(30/405)
حَدِيثُ الْجَرَّاحِ وَأَبِي سِنَانٍ الْأَشْجَعِيَّيْنِ
18460 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: أُتِيَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَمَاتَ عَنْهَا وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، فَسُئِلَ عَنْهَا شَهْرًا، فَلَمْ يَقُلْ فِيهَا شَيْئًا، ثُمَّ سَأَلُوهُ، فَقَالَ: أَقُولُ فِيهَا بِرَأْيِي، فَإِنْ يَكُ خَطَأً فَمِنِّي وَمِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنْ يَكُ صَوَابًا، فَمِنَ اللهِ، " لَهَا صَدَقَةُ إِحْدَى نِسَائِهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ ". فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ فَقَالَ: " أَشْهَدُ لَقَضَيْتَ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بِرْوَعَ ابْنَةِ وَاشِقٍ "
__________
= كذلك.
وعن قتادة مرسلاً عند الطبري في "التفسير" 26/124.
وعن مجاهد مرسلاَ عند الطبري في "التفسير" 26/124، والطبراني في "الكبير" 22/ (404) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/55.
وعن ابن أبي ليلى مرسلاً عند الطبري في "التفسير" 26/124.
وقد نقل الحافظ في "الإصابة" في ترجمة الوليد بن عقبة عن ابن عبد البر قوله: لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أنها نزلت فيه. يعني في الوليد.
وانظر الحديث رقم (16379) .
قال السندي: قوله: لإبّان كذا. بكسر الهمزة، وتشديد الباء الموحدة، أي: لوقت كذا.
قوله: بسَروات قومه؛ بفتح السين، أي: رؤساؤهم.
قوله: خَرِقَ؛ كسَلِمَ، أي: خاف، كأنه بينه وبينهم شيء.(30/406)
قَالَ: فَقَالَ هَلُمَّ شَاهِدَاكَ، فَشَهِدَ لَهُ الْجَرَّاحُ وَأَبُو سِنَانٍ، رَجُلَانِ مِنْ أَشْجَعَ (1)
18461 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، قَالَ: أَتَى قَوْمٌ عَبْدَ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالُوا: مَا تَرَى فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ، قَالَ: مَنْصُورٌ: أُرَاهُ سَلَمَةَ بْنَ يَزِيدَ، فَقَالَ: فِي مِثْلِ هَذَا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنَّا امْرَأَةً مِنْ بَنِي رُؤَاسٍ، يُقَالُ لَهَا بِرْوَعُ بِنْتُ وَاشِقٍ، فَخَرَجَ مَخْرَجًا، فَدَخَلَ فِي بِئْرٍ، فَأَسِنَ، فَمَاتَ، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " كَمَهْرِ نِسَائِهَا، لَا وَكْسَ، وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (4099) إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو داود وهو الطيالسي.
وهو عند الطيالسي (1273) بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (18461) و (18462) و (18463) و (18464) و (18465) و (18466) .
وسلف في مسند معقل بن سنان برقم (15943) .
(2) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي سعيد وهو عبد الرحمن بن عبد الله البصري، فقد روى له البخاري متابعة، زائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. =(30/407)
18462 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا وَلَمْ يُسَمِّ لَهَا صَدَاقًا، فَسُئِلَ عَنْهَا عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: " لَهَا صَدَاقُ إِحْدَى نِسَائِهَا، وَلَا وَكْسَ، وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ " فَقَامَ أَبُو سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ فِي رَهْطٍ مِنْ أَشْجَعَ، فَقَالُوا: " نَشْهَدُ لَقَدْ قَضَيْتَ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/121، وفي "الكبرى" (5515) من طريق أبي سعيد، بهذا الإسناد. دون قول منصور: أراه سلمة بن يزيد، وقال: لا أعلم أحداً قال في هذا الحديث: الأسود، غيرَ زائدة. قلنا: قد تابعه في ذكر الأسود سفيان الثوري وجعفر الأحمر فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 11 غير أنه سيرد برقم (18466) من طريق الثوري ولم يذكر زائدة.
وأخرجه ابن حبان (4100) من طريق مصعب بن المقدام، عن زائدة، به.
وقد أورد الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 11 و12 طرق الحديث إلى إبراهيم والشعبي المرسلة، وصححها، غير أن الترمذي والبيهقي لم يلتفتا إلى هذه العلة، فصحَّحا الأسانيد المتصلة من طريقيهما، وهذا ما أخذنا به.
وقد سلف في مسند معقل بن سنان الأشجعي برقم (15943) بإسناد صحيح.
(1) حديث صحيح، رجاله رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وداود بن أبي هند، فمن رجال مسلم. حسن بن موسى: هو الأشيب، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وعلقمة: هو ابن قيس.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (542) من طريق أبي الوليد الطيالسي،=(30/408)
* 18463 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بِهَذَا، وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= عن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/122-123، وفي "الكبرى" (5518) ، وابن حبان (4101) ، والحاكم 2/180، والبيهقي في "السنن" 7/245 من طريق علي بن مسهر، عن داود، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وفي رواية ابن حبان - وهي عن ابن أبي عون، عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر- فقام رجل يقال له معقل ابن سنان الأشجعي.... قال الدارقطني: إن كان [ابن أبي عون] حفظ هذا القول، فقد أتى بالصواب.
وأخرجه مرسلاً عبد الرزاق (10899) ، والنسائي في "الكبرى" (5521) من طريق عاصم الأحول، والنسائي (5522) ، وسعيد بن منصور (930) ، من طريق سيار، والنسائي (5523) ، وسعيد بن منصور (930) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، وسعيد بن منصور (930) من طريق داود، أربعتهم عن الشعبي قال: سئل عبد الله عن امرأة.....
وقد ذكرنا في الرواية السابقة أن الدارقطني صحح مرسل الشعبي، وأن الترمذي والبيهقي لم يلتفتا إلى هذه العلة، فصححا إسناده المتصل من طريقه.
وقد سلف برقم (18460) .
(1) حديث صحيح. رجاله رجال الشيخين غير داود- وهو ابن أبي هند- فمن رجال مسلم، وغير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهما ثقتان.
ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا.
وهو في "المصنف" 4/301 بهذا الإسناد.=(30/409)
18464 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَمَاتَ عَنْهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا، قَالَ: " لَهَا الصَّدَاقُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ " فَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ: " شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَضَى بِهِ فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ " (1)
18465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مِثْلَ حَدِيثِ فِرَاسٍ (2)
__________
= وقد سلف برقم (18460) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وفراس: هو ابن يحيي الهمداني الخارفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الحاكم 2/180-181، والبيهقي في "السنن" 7/245 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه البيهقي كذلك.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 4/300، وأبو داود (2114) ، والنسائي 6/122، وفي "الكبرى" (5517) ، وابن ماجه (1891) ، وابن حبان (4098) من طريق عبد الرحمن، به. وسماه ابنُ أبي شيبة وحده: معقل بن يسار. قال البيهقي: وهذا وهم والصواب معقل بن سنان كما رواه ابن مهدي وغيره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (546) من طريق يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن فراس، به.
وقد سلف برقم (18460) ، وانظر (18462) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (15943) غير أن شيخ أحمد هو=(30/410)
18466 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ، فَتُوُفِّيَ، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا، وَلَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا، قَالَ: فَاخْتَلَفُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: " أَرَى لَهَا مِثْلُ صَدَاقِ نِسَائِهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ " فَشَهِدَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ بِمِثْلِ هَذَا " (1)
__________
= عبد الرحمن، وهو ابن مهدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/300، وأبو داود (2115) ، والنسائي في "المجتبى" 6/122، وفي "الكبرى" (5519) ، وابن ماجه (1891) ، وابن الجارود (718) ، وابن حبان (4099) ، والبيهقي في "السنن" 7/245 من طريق عبد الرحمن بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18460) ، وانظر لزاماً (18461) .
(1) هو مكرر (15943) سنداً ومتناً.(30/411)
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ
18467 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: كُنَّا نَبْتَاعُ الْأَوْسَاقَ بِالْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نُسَمِّي أَنْفُسَنَا السَّمَاسِرَةَ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنَ مِمَّا كُنَّا نُسَمِّي أَنْفُسَنَا بِهِ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ، وَالْحَلِفُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن، وهو مكرر (16135) سنداً ومتناً.(30/412)
حَدِيثُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ
18468 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ يَوْمَ حُنَيْنٍ: " أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة إسرائيل، والجراح والد وكيع- وهو ابن مليح- روى له مسلم، وهو حسن الحديث وقد تابعه في هذا السند إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابنُ سعد في "الطبقات" 1/24، والطبري في "التفسير" (16581) بأتم منه من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطبري في إسناده الجراح.
ووقع في مطبوع ابن سعد: وكيع عن أبيه عن إسرائيل، وهو خطأ.
وأخرج أبو داود (2658) ، وأبو يعلى (1678) ، وابن حبان (4775) من طريق وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما لقي النبي المشركين يوم حنين، فانكشفوا نزل عن بغلته فترجَّل.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/51، والبخاري (3042) بأتم منه، والطبري في "التاريخ" 3/75-76، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص61 من طرق، عن إسرائيل، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً: سعيد بن منصور في "سننه" (2839) ، وابن أبي شيبة 8/715 و12/233 و507 و14/521 و522، والبخاري (2930) ، ومسلم (1776) (78) (79) ، والنسائي في "الكبرى" (8629) (10441) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (605) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (155) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (1820) ،=(30/413)
18469 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي بِهِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: فَحَدَّثَ أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، قَالَ: " كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
__________
= وابن الجارود في "المنتقى" (1066) ، وأبو عوانة 4/210- 211 و211-212، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2518) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/272، وفي "مشكل الآثار" (3323) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/155، وفي "دلائل النبوة" 5/134-135 من طرق، عن أبي إسحاق، به.
وسيرد مطولاً بالأرقام (18475) و (18540) و (18706) ، وانظر (18486) .
وفي الباب عن العباس سلف برقم (1775) .
وعن ابن عمر عند الترمذي (1689) بلفظ: لقد رأيتنا يوم حنين وإن الفئتين لموليتين، وما مع رسول الله صلي الله عليه وسلم مئة رجل.
قال السندي: قوله: "أنا النبي" فيه أنه يجوز أن يذكر الرجل نفسه بأوصاف حميدة، لمصلحة، كالتعريف، وأن يظهر نفسه عند أعدائه توكلاً على الله تعالى، وأن ينتسب إلى جده.
ثم قيل: الرواية في قوله: "لا كذب" بفتح الباء، فلا يتوهم أنه شعر، ورُدَّ بأن الرواية بإسكان الباء، فيشكل وروده من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوله تعالى: (وما عَلَّمناه الشَعر وما ينبغي له) [يس: 69] فأجيب تارة بمنع أن هذا الوزن من أوزان الشعر، وتارة بأن الشاعر إنما سمي شاعراً لوجوه، منها أنه شعر القول وقصده، وأتى به كلاماً موزوناً على طريقة العرب مقفَّىً، فإن خلا عن هذه
الأوصاف، أو بعضها، لم يكن شعراً، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقصد بكلامه ذلك، فلا يعد شعراً، وإن كان موزوناً.
وأما نسبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الجَد، فقيل: لأن شهرته كانت أكثر بجده من شهرته بأبيه، لأن أباه توفي في حياة أبيه، وكان عبد المطلب مشهوراً شهرة ظاهرة، وكان سيد قريش، فاشتهر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به.(30/414)
صَلَّى فَرَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَإِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ (1) قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ " (2)
__________
(1) وقع في (ص) و (ق) و (م) : وبين السجدتين، بزيادة الواو، وجاءت بحذف الواو في "أطراف المسند" وهو الموافق للروايات الآتية، وكانت جاءت على الصواب في (س) ثم أقحمت فيه الواو كما هو ظاهر في النسخة، ووقع في (ظ13) : من السجدتين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، الحَكَم: هو ابن عُتيبة، وابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم (471) (194) ، والترمذي (280) ، وابن خزيمة (610) و (659) ، وابن حبان (1884) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ولم يسق مسلم والترمذي لفظه، إنما أحالا على حديث قبله من طريق شعبة أيضاً سيرد برقم (18521) .
وأخرجه الدارمي (1333) عن سعيد بن الربيع، والبخاري (792) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (628) - عن بَدَلِ بنِ المحبَّر، والبخاريُّ أيضاً (801) من طريق أبي الوليد، وأبو داود (852) - ومن طريقه البغويُّ في "شرح السنة" بعد (628) - عن حفص بن عمر، والترمذي (279) من طريق ابن المبارك، والنسائيُّ في "المجتبى" 2/232-233، وفي "الكبرى" (734) من
طريق يحيي، وأبو يعلى (1680) من طريق بهز، و (1681) من طريق أبي داود الطيالسي، وابن خزيمة، (610) و (659) من طريق وكيع، وبعد (610) من طريق يزيد بن زريع، كلهم عن شعبة، به.
ولفظ حديث البخاري (801) : كان ركوع النبي صلي الله عليه وسلم، وسجوده، وإذا رفع رأسه من الركوع، وبين السجدتين، قريباً من السواء. ونحوه لفظ المصادر المذكورة، إلا أنه وقع عند أبي يعلى في الرواية رقم (1681) : وإذا رفع رأسه من السجدتين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5039) من طريق المسعودي،=(30/415)
18470 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَالْمَغْرِبِ " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " لَيْسَ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
__________
= عن الحكم، به، وفيه قصة لبكار بن قتيبة.
وسيرد بالأرقام (18514) و (18521) و (18598) و (18634) .
وفي الباب عن أنس سلف بالأرقام (11967) و (12654) و (13369) و (13445) .
وعن عمار بن ياسر سلف برقم (18323) .
قال السندي: قوله: كانت صلاة....، يريد أن الركوع والقيام بينه وبين السجود، والسجود، والجلوس بين السجدتين، كانت قريبة إلى الاستواء، إلا أنه وصف الصلاة مقيدة بهذه الأوقات بصفة الاستواء، توصيفاً للكل بوصف الجزء، ونبَّه على ذلك بالتقييد بهذه الأوقات.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/289: أجاب بعضهم عن حديث البراء أن المراد بقوله: قريباً من السواء. ليس أنه كان يركع بقدر قيامه، وكذا السجود والاعتدال، بل المراد أن صلاته كانت قريباً معتدلة، فكان إذا أطال القراءة، أطال بقية الأركان، وإذا أخفَّها، أخفَّ بقية الأركان، فقد ثبت أنه قرأ في الصبح بالصافات، وثبت في السنن عن أنس أنهم حزروا في السجود قَدْرَ عشرِ تسبيحات، فيُحمل على أنه إذا قرأ بدون الصافات، اقتصر على دون العشر، وأقلَه كما ورد في السنن أيضا ثلاثُ تسبيحات. اهـ.
وانظر ما كتبه ابن القيم في تهذيب "مختصر سنن أبي داود" للمنذري 1/409 - 416.(30/416)
قَنَتَ فِي الْمَغْرِبِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَعَنْ عَلِيٍّ قَوْلُهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن مُرَّة: هو المرادي، وابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/318، ومسلم (678) (305) ، والترمذي (401) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (557) ، وابن خزيمة (616) (1099) ، والدارقطني في "السنن" 2/37، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (737) - ومن طريقه ابن خزيمة (1099) ، والبيهقي في "السنن" 2/198- وأبو داود (1441) ، وأبو عوانة 2/287، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/242 من طرق عن شعبة، به.
وأخرج الدارقطني في "السنن" 2/37 من طريق بقية، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، به. وقال: قال لنا أبو بكر: لم يقل فيه عن شعبة، عن أبي إسحاق، إلا بقية.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9446) ، والدارقطني في "السنن" 2/37، والبيهقي في "السنن" 2/198، والحازمي في "الاعتبار" ص85 من طريق محمد بن أنس، عن مطرف بن طريف، عن أبي الجهم، عن البراء قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يصلي صلاة مكتوبة إلا قنت فيها. قال الطبراني: لم يروه عن مطرِّف إلا محمد بن أنس.
وسيرد بالأرقام: (18520) و (18652) و (18661) .
وفي الباب عن أنس عند البخاري (799) بلفظ: كان القنوت في المغرب والفجر، وانظر قول الحافظ في "الفتح".
وفي باب القنوت في النوازل: عن أنس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قنت شهراً في صلاة الصبح يدعو على هذه الأحياء: رِعْل، وذكوان، وعُصَيَّة، وبني لِحيان.
سلف برقم (12064) ، وانظر أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: كان يقنت، أي: أحياناً، كالوقائع العظام، ولذا لم يذهب أحدٌ إلى دوام القنوت في المغرب، والله تعالى أعلم.=(30/417)
18471 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَتَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، " فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ "، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ لِي، وَلَا أَضُرُّكَ، قَالَ: فَدَعَا اللهَ لَهُ، قَالَ: فَعَطِشَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرُّوا بِرَاعِي غَنَمٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَأَخَذْتُ قَدَحًا، فَحَلَبْتُ فِيهِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ (1)
__________
= وانظر كلام ابن القيم في "زاد المعاد" 1/271، وما بعده.
وأما قنوت علي في المغرب. فأخرجه ابن أبي شيبة 2/318، والطبري في "تهذيب الآثار" (577) و (578) و (579) و (580) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/252، وانظر "المحلى" لابن حزم 4/142.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق الهمداني: هو عمرو ابن عبد الله بن عبيد السبيعي، وقد صرح بالتحديث.
وأخرجه البخاري (3908) ، ومسلم (2009) (91) ، والبزار في "البحر الزخار" (52) مختصراً، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر الصديق" (64) ، وأبو يعلى (114) و (115) و (1710) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف في مسند أبي بكر برقم (50) من طريق محمد بن جعفر، به دون ذكر قصة سراقة.
وأخرجه أبو عوانة 5/322-323 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أبي بكر، به، فجعله من مسند أبي بكر، ولم=(30/418)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يذكر قصة شرب اللبن.
وأخرجه البخاري (5607) من طريق النضر، ومسلم (2009) (90) ، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (63) ، وأبو يعلى (113) ، وأبو عوانة 5/322 من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به. لكنه في رواية معاذ العنبري: عن البراء، قال: قال أبو بكر. جعله من مسند أبي بكر، وليس فيه ذكر قصة سراقة.
وقد سلف مطولاً برقم (3) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
ونزيد هنا أنه أخرجه من هذه الطريق ابن سعد في "الطبقات" 4/365-366، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/239- 240 و2/625-628، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" 2/425-426، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/315-316.
وأخرجه البغوي مطولاً كذلك في "شرح السنة" 13/368-369 من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به.
وأخرج الخطيب منه قصة شرب اللبن في "تاريخ بغداد" 5/428-429 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أبي بكر، به، وقال: غريب جداً من رواية الأعمش، عن أبي إسحاق، لا أعلم حدث به غير عبد الواحد بن زياد، والله أعلم.
وفي الباب عن سراقة سلف برقم (17591) .
وعن عائشة سيرد 6/198.
قال السندي: قوله: فساخت به فرسه، أي: غاصت في الأرض.
فحلبتُ فيه، أي: قلتُ للراعي، فحلب.
كُثْبة، بضم فسكون، أي: قليلاً، وكأن الراعيِ كان مأذوناً في الحلب لمن يمرّ به، وقيل غير ذلك.
حتى رضيتُ، قيل: أي حتى علمتُ أنه شرب حاجته وكفايته. قلت (القائل السندي) : أو حتى رضيت، حيث ما ضاع سعيي، بل صار مقبولاً، بخلاف ما=(30/419)
18472 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَرَجُلٍ آخَرَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، تَوَسَّدَ يَمِينَهُ، وَيَقُولُ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، وَقَالَ الْآخَرُ: " يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " (1)
__________
= لو ردّ اللبن، أو شرب قليلاً.
وانظر (18512) و (18568) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- فرواه شعبة عنه هنا عن أبي عبيدة- وهو ابن عبد الله بن سعود- ورجل آخر عن البراء، ورواه إسرائيل واختلف عليه فيه، فرواه أسود بن عامر ووكيع في الروايتين (18660) و (18672) - عنه، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد- عن البراء، ورواه يحيى بن آدم- كما سلف في الرواية (3742) - عنه، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، ورواه سفيان الثوري ومن تابعه كما في الروايات (18552) ،- وتخريجها- (18631) و (18696) - عنه عن البراء دون واسطة، ورواه يونس بن أبي إسحاق، السبيعي، عنه، عن البراء، دون واسطة، لكنه صرح بسماع أبي إسحاق من البراء، ولم يتابع يونس على ذلك أحد، ويونس ضعيف في أبيه،
ولم يجزم الأئمة في تعيين أي الطرق هو الصواب، فقال الدارقطني في "العلل" 3/167-168: والصواب عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله.
وقيل: عن البراء. وقال: جميعاً صحيحين. لكنه قال في "العلل" 5/296.
ويشبه أن يكون حديث أبي عبيدة عن عبد الله محفوظاً، وقال: صحيحه عن أبى إسحاق، عن أبي عبيدة، عن البراء. (وقع فيه بدل أبي عبيدة: سعد بن عبيدة، وهو وهم، تصويبه في الموضع السابق من كلام الدارقطني) .=(30/420)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال الترمذي في "العلل الكبير" 2/907-908: كأن حديث إسرائيل أقرب الروايات إلى الصواب، وأصح. يريد حديث إسرائيل عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء. وحديثه عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله.
وأورده الحافظ في "الفتح" 11/115 من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن البراء، وقال: وسنده صحيح. وقال البغوي: حديث حسن.
والرجل الآخر الذي في الإسناد مع أبي عبيدة، قال الترمذي: لعله عبد الله بن يزيد. قلنا سيرد مصرحاً به في الروايات (18660) و (18672) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10590) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (754) - وأبو يعلى (1711) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وتحرف قول أبي إسحاق: "وقال الآخر" في مسند أبي يعلى إلى لفظ: "وقال أبو الأحوص".
وأخرجه الطيالسي (709) عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، مع أن شعبة رواه بواسطة بين أبي إسحاق والبراء كما في هذه الرواية.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10593) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (757) - من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن البراء، به.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (3399) ، وفي "العلل" 2/907، والنسائي في "الكبرى" (10594) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (758) - والبيهقي في "الدعوات الكبير" (351) من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن البراء، وليس عند النسائي في الإسناد: "عن أبيه". قال عقبة: يشبه أن يكون فيه: "عن أبيه". وقد أعلَّه الترمذي كما أسلفنا.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/312، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (352) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي=(30/421)
18473 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلًا مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الْجُمَّةِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= موسى، عن البراء. وأبو بكر بن عياش في أبي إسحاق ليس بذاك القوي كما قال أبو حاتم.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/270-271، والنسائي في "الكبرى" (10596) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (758) - عن عبد الله بن الصبَّاح، عن معتمر بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن ربيع بن لوط (ابن أخي البراء بن عازب، ويقال: من ولد البراء) عن البراء.
وقد سلف برقم (3742) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود.
وسيرد بالأرقام (18552) و (18631) و (18660) و (18672) و (18696) .
وسيرد برقمي (18553) و (18711) وفيه أن النبي صلي الله عليه وسلم دعا بهذا الدعاء منصرفه من الصلاة.
وذكرنا شواهده في مسند ابن مسعود برقم (3742) .
وفي الباب عن البراء كذلك بلفظ آخر سيرد بالرقمين (18515) و (18561) وفيه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر رجلاً من الأنصار أن يقول إذا أخذ مضجعه: "اللهم أسلمت نفسي إليك،....".
وعن حذيفة سيرد 5/385، بلفظ: "باسمك اللهم أموت وأحيا...." قال السندي: قوله: توسَد يمينه، أي يجعل يمينه كالوسادة له.
"قِني ... " إلخ فيه أنه ينبغي للإنسان أن يذكر عند النوم الموت، وينتقل منه إليه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله=(30/422)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= السبيعي، وقد صرح بالتحديث.
وأخرجه مسلم (2337) (91) ، والترمذي بعد (2811) ، وفي "الشمائل، (3) ، وأبو يعلى (1714) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً: الطيالسي (721) ، وابن سعد في "الطبقات" 1/427-428، والبخاري (3551) و (5848) ، وأبو داود (4072) و (4184) ، والترمذي في "الشمائل" (5-2) ، والنسائي في "المجتبى" 8/183 و203، وفي "الكبرى" (9328) و (9639) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3364) ، وابن حبان (6284) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/222 و240، والبغوي في "شرح السنة" (3646) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه ومختصراً: ابن سعد 1/428، وابن أبي شيبة 8/365 و450، والبخاري (3549) ، ومسلم (2337) (93) ، والترمذي في "الشمائل" (62) ، والنسائي في "المجتبى" 8/133- 134، وفي "الكبرى" (9327) ، وابن ماجه (3599) ، وأبو يعلى (1699) و (1700) و (1705) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2130) و (2131) ، وابن حبان (6285) ، وأبو الشيخ في
"أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" ص112، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص514، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/194 و250، 251، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 11/291-292، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3663) ، من طرق، عن أبي إسحاق، به.
وسيرد من طرق عن أبي إسحاق بالأرقام: (18558) و (18613) و (18666) و (18700) .
وفي الباب عن أنس قال: كان شعر النبي صلي الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه، سلف برقم (12118) وذكرنا أحاديث الباب هناك، ونزيد هنا عن أبي رمثة سلف 4/163، وفيه: أن شعره صلي الله عليه وسلم كان يبلغ كتفيه أو منكبيه.
وفي لبس الحلة الحمراء عن أبي جحيفة سيرد 4/308 وعن جابر بن سمرة عند الترمذي (2811) ، والنسائي في "الكبرى" (9640) من طريق=(30/423)
18474 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: قَرَأَ رَجُلٌ الْكَهْفَ وَفِي الدَّارِ دَابَّةٌ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَنَظَرَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ، أَوْ سَحَابَةٌ، قَدْ غَشِيَتْهُ. قَالَا: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اقْرَأْ فُلَانُ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ (1) عِنْدَ الْقُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ " (2)
__________
= الأشعث ابن سوار، عن أبي إسحاق السبيعي، عنه، قال النسائي: هذا خطأ والصواب حديث البراء، وأشعث ضعيف، وقال الترمذي: سألت محمداً- يعني البخاري- قلت له: حديث أبي إسحاق عن البراء أصح، أو حديث جابر بن سمرة؟ فرأى كلا الحديثين صحيحاً، ونقله بنحوه في "علله " 2/867.
وانظر حديث علي السالف برقم (684) .
قال السندي: مربوعاً، أي: وسطاً بين الطويل والقصير.
بعيد ما بين المنكبين: لسعة صدره.
الجُمَّة، بضم جيم وتشديد ميم: مجتمع شعر الرأس، أو هي من شعر الرأس، ما سقط على المنكبين.
عليه حلة حمراء، أي: حين رأيتُه، والمراد رؤية مخصوصة.
(1) في (ص) : تنزل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه البخاري (3614) ، ومسلم (795) (241) ، وأبو يعلى (1722) ، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (714) ، ومسلم (795) (241) ، والترمذي (2885) ، وأبو الضريس في "فضائل القرآن" (204) ، وابن حبان (769) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/342، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/83 من طرق عن شعبة، به.
وسيرد بالأرقام (18509) و (18591) و (18637) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري أن أسيد بن حضير بينما هو في ليلة=(30/424)
18475 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، فَقَالَ: أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ الْبَرَاءُ: وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَفِرَّ، كَانَتْ هَوَازِنُ نَاسًا رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ، انْكَشَفُوا، فَأَكْبَبْنَا عَلَى الْغَنَائِمِ، فَاسْتَقْبَلُونَا بِالسِّهَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا وَهُوَ يَقُولُ: " أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ " (1)
__________
= يقرأ في مربده، إذ جالت فرسه ... سلف برقم (11766) . وجاء من حديث أسيد بن حضير عند البخاري (5018) .
قوله: تنفر، وقع في رواية لمسلم: تنقز، بالقاف والزاي، أي: تثب. قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 2/22: وكلاهما (يعني تنفر، وتنقز) يحتمل لفظ الحديث، وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/82: ووقع في بعض نسخ بلادنا: ينفز، بالفاء والزاي، وحكاه القاضي عياض عن بعضهم
وغلَطه، قلنا: ووهِم الحافظُ في "الفتح" 9/57 إذ حكى عن القاضي عياض أنه خطَأ رواية ينقز، بالقاف والزاي.
قال السندي: قوله: فإذا ضبابة، بالفتح: سحابة تغشى الأرض، كالدخان.
اقرأ فلان، بتقدير حرف النداء، أي: يا فلأن، أي: اقرأ فقد ظهرت علامة القبول لقراءتك، أو: لا تجعل مثل هذا مانعاً من القراءة بعد هذا، بل كن مستمراً على القراءة إن رأيت مثل هذا. وفي "المجمع": أي ينبغي لك أن تستمر على القراءة، فيستقيم ما حصل لك من نزول الرحمة، أو تستكثر من القراءة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.=(30/425)
18476 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَ بْنَ الْبَرَاءِ، يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ إِذَا أَقْبَلَ مِنْ سَفَرٍ، قَالَ: " آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا، حَامِدُونَ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (2864) و (4317) ، ومسلم (1776) (80) ، والنسائي في "الكبرى" (8638) ، وأبو يعلى (1727) ، والطبري في "التفسير" (16580) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (707) - ومن طريقه أبو عوانة 4/207-208 و208-209، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/133- وابن، سعد في "الطبقات" 1/24 مختصراً، والبخاري (4316) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (254) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/272، وفي "مشكل الآثار" (3322) ، وابن حبان في "صحيحه" (4770) من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18468) مختصراً، وسيرد بالرقمين: (18540) و (18706) ، وانظر (18486) .
قال السندي: قوله: ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم ... نبه على أن الأهم للمسلم أن لا يعتقد فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمراً غير لائق، فإنه يؤدي إلى الهلاك، ثم بيّن له سبب فرار الصحابة.
فأكببنا، أي: سقطنا.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الربيع بن البراء، فهو وإن تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، قد ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/226، ووثقه العجلي، والذهبي، والحافظ في "التقريب،، وروايته هنا إنما هي عن أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" ((1729) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. دون قوله: "تائبون".=(30/426)
18477 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قُلْتُ لِلْبَرَاءِ: الرَّجُلُ يَحْمِلُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، أَهُوَ مِمَّنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ؟ قَالَ: " لَا، لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء: 84] إِنَّمَا ذَاكَ فِي النَّفَقَةِ " (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي في "المسند" (716) - ومن طريقه الترمذي (3440) - والنسائي في "الكبرى" (10384) وهو في "عمل اليوم والليلة" (550) ، وأبو يعلى (1664) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/88، وابن حبان (2711) ، والطبراني في "الدعاء" (842) من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وروى الثوري هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن البراء، ولم
يذكر فيه: عن الربيع بن البراء، ورواية شعبة أصح. قلنا: سيرد الحديث من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق برقم (18658) .
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (843) من طريق إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به.
وسيرد بالأرقام (18546) و (18632) و (18659) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4496) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: آيبون، أي: نحن.
لربنا: يحتمل التعلق بالسابق واللاحق.
(1) سبب نزول الآية صحيح من حديث حذيفة، وهذا إسناد اختلف في متنه على أبي إسحاق السبيعي، فرواه أبو بكر بن عياش عنه، بهذا اللفظ، وأبو بكر بن عياش ليس بذاك القوي في أبي إسحاق- كما قال أبو حاتم في "العلل" 1/35- وقد خالف الثقات عن أبي إسحاق في متنه، فقف أخرجه الطبري في=(30/427)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "التفسير" (3167) و (3169) و (3171) من طريق أبي الأحوص وسفيان والحسين بن واقد، وأخرجه الطبري كذلك (3170) ، والحاكم في "المستدرك" 2/275-276 من طريق إسرائيل، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4687) ، والبيهقي في "السنن" 9/45 من طريق شعبة، خمستهم، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله: (ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة) [البقرة: 195]
قال: هو الرجل يُصيب الذنوب فيلقي بيده إلى التهلكة، يقول: لا توبة لي.
وذكر الحافظ في "الفتح" 8/185 أن طريق أبي بكر بن عياش إن كان محفوظاً، فلعل للبراء فيه جوابين، ثم رجح الحافظ رواية الثوري وإسرائيل وأبي الأحوص، قال: وكل منهم أتقن من أبي بكر، فكيف مع اجتماعهم وانفراده!
قلنا: قد رواه الجراح بن مليح عن أبي إسحاق السبيعي عند الطبري في "التفسير" (3172) بلفظ أبي بكر بن عياش، لكن دون قوله: إنما ذاك في النفقة، وما صح من حديث البراء في سبب نزول الآية هو غير ما قاله حذيفة في سبب نزولها فيما أخرجه البخاري برقم (4516) قال: نزلت في النفقة.
قال الحافظ في "الفتح" 8/185: وهذا الذي قاله حذيفة جاء مفسراً في حديث أبي أيوب الأنصاري الذي أخرجه مسلم (لم نجده فيه) ، وأبو داود (2512) ، والترمذي (2972) ، [والطبري (3180) ] ، وابن حبان (4711) ، [والطبراني (4060) ] ، والحاكم 2/275، [والبيهقي 9/99] من طريق أسلم ابن عمران قال- واللفظ لابن حبان -: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفًّا عظيماً من الروم، وخرج مثله أو أكثر، وعلى أهل مصر عُقبة بنُ عامر صاحبُ رسول الله صلي الله عليه وسلم فحمل رجلٌ من المسلمين على صفِّ الروم حتى دخل فيهم، فصاح به الناس، وقالوا: سبحان َ الله! تُلْقِي بيدك إلى التَّهلُكَة؟! فقام أبو أيوب الأنصاري، فقال: أيها الناس، إنكم تتأولون هذه الآية على هذا التأويل، إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنَّا لما أعزَ اللهُ الإسلام، وكثَّر ناصريه، قلنا
بعضُنا لبعض سرًّا من رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز
الإسلام، وكثََّر ناصريه، فلو أقمنا في أموالنا، فأصْلَحْنا ما ضاع منا، فأنزل الله=(30/428)
18478 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: قِيلَ لِلْبَرَاءِ: أَكَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيدًا هَكَذَا مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: " لَا، بَلْ كَانَ مِثْلَ الْقَمَرِ " (1)
__________
= على نبيه صلي الله عليه وسلم يردُّ علينا ما قلنا: (وأنفقوا في سبيل الله ولا تُلقوا بأيديكم إلى التَّهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) فكانت التَّهلكةُ الإقامةَ في أموالنا وإصلاحَها، وتَرَكْنا الغَزْوَ. قال: وما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله حتى دُفن بأرض الروم. وإسناده صحيح.
وفي الباب أيضاً عن ابن عباس عند الطبري (3147) في تفسير هذه الآية:
قال: تنفق في سبيل الله، وإن لم يكن لك إلا مِشْقَصٌ، أو سهم.
وعنه أيضاً- عند الطبري (3148) - قال: في النفقة.
قال السندي: قوله: يحمل على المشركين، أي: وحدهُ.
ألقى بيده، أي: ألقى نفسه باختياره في الهلاك، وهو مما نُهي عنه.
(لا تُكلَفُ إلا نَفْسَك) ، التكليف يتعدّى إلى مفعولين، فنصب نفسَك، على أنه مفعول ثان، يُريد أنه من لازم خصوص تكليف القتال بنفسه أن يقاتل وحده، ومعنى هذا الخصوص أنه ليس عليه الإثم إن تركوا القتال، لا أنهم ما كلفوا به، وأن القتال غير واجب عليهم.
في النفقة، أي: هو أن لا ينفق فيؤدي ذلك إلى الهلاك، أو هو أن يُسرف في الإنفاق، فيؤدي ذاك إلى الهلاك.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري. زهير- وهو ابن معاوية- قد سمع من أبي إسحاق- وهو السبيعي- بعد الاختلاط، لكن هذا الحديث مما انتقاه له البخاري.
وأخرجه الطيالسي (727) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (1417) - والدارمي (64) ، والبخاري في "الصحيح" (3552) ، وفي "التاريخ الكبير" 1/10، والترمذي في "جامعه" (3636) ، وفي "الشمائل" (10) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2583) ، وابن حبان (6287) ، والبيهقي في=(30/429)
18479 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا بِغَدِيرِ خُمٍّ، فَنُودِيَ فِينَا: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، وَكُسِحَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَتَيْنِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، وَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: " مَنْ (1) كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " قَالَ: فَلَقِيَهُ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: " لَهُ هَنِيئًا يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَمُؤْمِنَةٍ " (2)
__________
= "دلائل النبوة" 1/194-195 و195 من طرق عن زهير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن. ولم تقع لفظة "حديداً" عند أكثرهم، ووقع عند البيهقي في "الشعب ": كالشمس، مع أن روايته من طريق أبي داود الطيالسي.
وفي الباب عن جابر بن سمرة، سيرد 5/104.
قال السندي: قوله: حديداً، أي: شديداً، أو كالحديد المجلوّ في الضياء، فقال: بل أضوأ منه، أو المراد بالحديد هو السيف، فقال: السيف طويل، ووجهه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان مدوراً مع الضياء.
(1) في (ظ13) و (ق) : اللهم من.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد- وهو ابن جدعان - وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.=(30/430)
• 18480 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا، هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (1)
__________
= وأخرجه ابنُ أبىِ شيبة 12/78 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (116) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة لأبيه (1042) من طريقين، عن حماد، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8473) بنحوه، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/160 مختصراً من طريق أبي إسحاق، عن البراء، به.
وقوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه" أورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" برقم (100) .
ولقوله: "اللهم وال من ولاه، وعادِ من عاداه" شواهد تُقَوِّيه.
وقد سلف من حديث علي بن أبي طالب بالأرقام (641) و (950) و (961) .
ومن حديث ابن عباس (3061) .
ومن حديث زيد بن أرقم، سيرد 4/368.
ومن حديث بريدة الأسلمي سيرد 5/347.
ومن حديث رجال من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم سلف (641) و (950) وسيرد 4/370 و5/366 ومن حديث أبي أيوب الأنصاري سيرد 5/419.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: بغدير خُمّ، بضم معجمة، وتشديد ميم: غيضة بثلاثة أميال من الجحفة، عندها غدير مشهور، يضاف إليها.
ومن كنت مولاه: المناسبُ بآخر الحديث- أعني: "اللهم والِ من والاه، وعادِ مَنْ عاداه"- أن يُحمل المولى على المحبوب، أي: مَنْ يُحبُّني، فليحبَّ علياً.
(1) مكرر سابقه. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (1363) عن هدبة=(30/431)
18481 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: زُبَيْدٌ، أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، (1) وَدَاوُدُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَمُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَهَذَا حَدِيثُ زُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ، وَحَدَّثَنَا عِنْدَ سَارِيَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: وَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَوْضِعِهَا، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ " قَالَ: وَذَبَحَ خَالِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ذَبَحْتُ وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ، قَالَ: " اجْعَلْهَا مَكَانَهَا، وَلَنْ (2) تُجْزِئَ، - أَوْ تُوفِي - عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ " (3)
__________
= ابن خالد، بهذا الإسناد، بلفظ: "هذا مولى من أنا مولاه، أو وليُّ من أنا مولاه". وقرن بابن جدعان أبا هارون- وهو العبدي عمارة بن جوين- متروك.
(1) في (م) و (ق) : أخبرني منصور، وهو خطأ.
(2) في (م) : ولم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. داود- وهو ابن أبي هند وإن كان من رجال مسلم- متابع، ومجالد- وهو ابن سعيد، وإن كان ضعيفاً- متابع.
عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وابن عون: هو عبد الله، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه النسائي في الصلاة كما في "تحفة الأشراف" 2/22، وأبو عوانة 5/216، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/172، وفي "شرح مشكل الآثار" (4872) ، وابن حبان (5907) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/337=(30/432)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و5/34-35 و7/185 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (743) ، والبخاري (951) مختصراً، و (965) و (968) و (5560) ، ومسلم (1961) (7) ، والنسائي في "المجتبى" 3/182، وفي "الكبرى" (1764) ، وأبو عوانة 5/215 و216، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (513) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/172، وفي "شرح مشكل الآثار" (4871) و (4875) ، وابن حبان (5906) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/184، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/269، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1114) من طرق عن شعبة، عن زبيد اليامي، عن الشعبي، به.
وأخرجه البخاري (955) ، ومسلم (1961) (7) ، وأبو يعلى (1662) ، وابن خزيمة (1427) ، وأبو عوانة 5/214-215، والبيهقي 3/283-284 من طريق جرير، وأبو عوانة 5/214 من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن منصور، عن الشعبي، به.
وأخرجه البخاري (976) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/173، والبيهقي 3/311 من طريق محمد بن طلحة، عن زبيد، عن الشعبي، به.
وأخرجه الدارمي (1962) ، وأبو عوانة 5/218 من طريق سفيان الثوري، عن منصور وزبيد، عن الشعبي، به.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (573) ، ومسلم (1961) (5) ، والنسائي في "المجتبى" 7/222، وفي "الكبرى" (4486) ، وأبو عوانة 5/218-219 و219-220، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4873) و (4874) من طرق عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، به.
وأخرجه البخاري (5556) و (5563) ، ومسلم (1961) (4) (6) (8) ، وأبو داود (2801) ، والنسائي في "المجتبى" 7/222، وفي "الكبرى" (4486) ، والدولابي في "الكنى" 1/17، وأبو عوانة 5/217 و219-220 و220 و220-221 و221 و221-222 و222، والطحاوي في "شرح مشكل=(30/433)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الآثار" (4876) و (4877) ، وابن حبان (5908) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/184 و184-185، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/269 من طرق، عن الشعبي، به. وفي رواية لمسلم وغيره: "مَنْ صلََّى صلاتَنا، ووَجَّهَ قِبْلَتَنا، ونَسَكَ نُسُكَنَا، فلا يَذْبَحْ حتى يُصَلَّي"، فقال خالي: يا رسول الله، قد نَسَكْتُ عن ابنٍ لي، فقال: "ذاك شيءٌ عَجَّلْتَهُ لأِهلك"، فقال: إن عندي شاةً خَيْرٌ من شاتَيْن، قال: "ضَحِّ بها، فإنها خَيْرُ نَسِيكَة". قال الحافظ في "الفتح" 10/7 في ما وقع من قوله: عن ابنٍ لي: مرادُه أنه ضحَّى لأجله، للمعنى الذي ذكره في أهله وجيرانه فخصَّ ولده بالذكر، لأنه أخصُّ بذلك عنده حتى يستغني ولده بما عنده عن التشوّف إلى ما عند غيره.
وأخرج البخاري (6673) بصيغة المكاتبة عن محمد بن بشار، حدثنا معاذ ابن معاذ، حدثنا ابن عون، عن الشعبي، قال: قال البراء بن عازب، وكان عندهم ضيف لهم، فأمر أهله أن يذبحوا قبل أن يرجع ليأكل ضيفهم، فذبحوا قبل الصلاة، فذكروا ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم، فأمره أن يعيد الذبح، فقال: يا رسول الله، عندي عَناق جَذَع، عَناق لبن، هي خير من شاتَيْ لحم. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/554: ظاهر السياق أن القصة وقعت للبراء، لكن المشهور أنها وقعت لخاله أبي بردة ... وفي رواية الإسماعيلي: قال البراء: يا رسول الله. وهذا صريحٌ في أن القصة وقعت للبراء، فلولا اتحاد المخرج لأمكن التعدد، لكن القصة متحدة، والسندُ متحد من رواية الشعبي، عن
البراء، والاختلاف من الرواة عن الشعبي، فكأنه وقع في هذه الرواية اختصارٌ وحذف، ويحتمل أن يكون البراء شارك خالَه في سؤال النبي صلي الله عليه وسلم عن القصة، فنُسبت كلُّها إليه تجوُّزاً.
وسيرد بالأرقام (18489) و (18490) و (18533) و (18628) و (18630) و (18691) و (18693) و (18712) .
وقد سلف من حديث أبي بردة برقمي (15830) و (16485) .
وفي الباب عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17346) .=(30/434)
18482 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، أَخْبَرَنِي (1) عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فِي الْقَبْرِ: " إِذَا سُئِلَ فَعَرَفَ رَبَّهُ "، قَالَ: وَقَالَ شَيْئًا (3) لَا أَحْفَظُهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (4) [إبراهيم: 27]
__________
= وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14348) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9739) .
وعن زيد بن خالد الجهني مثل حديث عقبة، سيرد 5/194.
وعن رجل من مزينة أو جهينة، سيرد 5/368.
قال السندي: قوله: في يومنا هذا، أي: في عيد الأضحى.
من النسك، أي: من الأضحية.
جَذَعة، بفتحتين.
(1) زيد في النسخ لفظ: "قال" بين علقمة بن مرثد ولفظة: "أخبرني"، ولا وجه له.
(2) في (م) : سعيد، وهو خطأ.
(3) في (م) : شيء، وهو خطأ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه الطيالسي (745) ، والبخاري (1369) و (4699) ، وأبو داود (4750) ، والترمذي (3120) ، والطبري في "التفسير" (20760) و (20761) ، وابن حبان (206) ، وابن منده في "الإيمان" (1062) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (1) (2) ، وفي "الاعتقاد والهداية" ص146 و146-147، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/249 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. واللفظ عند البخاري وآخرين: "المسلم إذا=(30/435)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سئل في القبر، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة".
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/377 و13/367-368، وهناد بن السَّري (340) ، والمروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1356) ، والطبري في "التفسير" (20758) ، والآجري في "الشريعة" ص371، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (3) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عُبَيدة، عن البراء، موقوفاً.
وأخرجه الطبري في "التفسير" أيضاً (20759) من طريق جابر بن نوح، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، ولم يسق لفظه، وإنما أحال على حديث أبي معاوية.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3677) ، وفي "الصغير" (495) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن الأعمش، عن سعد بن عُبيدة، عن البراء مرفوعاً بلفظ: "يقال للكافر: مَنْ ربُّك؟ فيقول: لا أدري، فهو تلك الساعة أصم أعمى أبكم، فيضربه بمِرْزَبةٍ، لو ضُرب بها جبل، صار تراباً، فيسمعها كل شيء غير الثقلين. قال: وسمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم قرأ: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين) . قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش عن سعد إلا يحيى بن زكريا.
وأخرج عبد الله بن أحمد في "السنة" (1358) ، والنسائي في "المجتبى" 4/101، وفي "الكبرى" (2183) - وهو في "التفسير" (286) - وابن منده في "الإيمان" (1063) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (9) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن خيثمة، عن البراء في قوله: (يُثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين) قال: نزلت في عذاب القبر.
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (4) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: ذكر النبي صلي الله عليه وسلم المؤمن=(30/436)
18483 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ شُعْبَةُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الْبَرَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: " إِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ، فَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَعِينُوا الْمَظْلُومَ، وَاهْدُوا السَّبِيلَ " (1)
__________
والكافر. ثم ذكر أشياء لم أحفظها، فقال: "إن المؤمن إذا سئل في قبره، قال: ربي الله ... " فذكر الحديث.
وسيرد من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد برقم (18575) .
وسيرد مطولاً من طريق المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء، برقم (18534) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11000) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: فذلك قوله عزَّ وجلّ، أي: التثبيتُ في القبر عند سؤال الملكين هو المرادُ بالتثبيت في الآخرة في هذه الآية، وإلا فلا تكليف في الآخرة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه منقطع كما ذكر شعبة. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو إسحاق: هو عمرو ابن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (711) - ومن طريقه الترمذي (2726) - والدارمي (2655) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (171) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبو يعلى (1718) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (170) من طريق حجاج بن منهال، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7622) من طريق يونس بن عبيد الله، خمستهم، عن شعبة، به. قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وخالف حجاج بن منهال، فذكر فيه سماع أبي إسحاق من البراء، فوهم،=(30/437)
18484 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى مَجْلِسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: " إِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا أَنْ تَجْلِسُوا، فَاهْدُوا السَّبِيلَ، وَرُدُّوا السَّلَامَ، وَأَعِينُوا الْمَظْلُومَ " (1)
18485 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ، يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} [النساء: 95] ، قَالَ: " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا، فَجَاءَ بِكَتِفٍ، فَكَتَبَهَا، قَالَ: فَشَكَا إِلَيْهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ضَرَارَتَهُ "، فَنَزَلَتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي
__________
= وقد توقف فيه الطحاوي، وجعله اختلافاً على شعبة.
وسيرد بالأرقام (18484) و (18569) و (18590) و (18676) .
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11309) وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله لا بدّ فاعلين، أي: الجلوس على الطرق.
فأفشوا، من الإفشاء.
(1) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجالُه ثقات رجال الشيخين، غير أنه منقطع فيما ذكر شعبة في الرواية السابقة.
حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (172) من طريق مالك بن إسماعيل، وابن حبان (597) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وعند ابن حبان: "وأغيثوا الملهوف" بدل: "وأعينوا المظلوم".(30/438)
الضَّرَرِ} (1) [النساء: 95]
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بالسماع.
وأخرجه مسلم (1898) (141) ، وأبو يعلى (1725) ، والطبري في "التفسير" (10237) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (705) ، وابن سعد 4/210، والدارمي (2420) ، والبخاري (2831) و (4593) ، وأبو عوانة 5/73-74، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1500) ، وابن حبان (42) ، والبيهقي في "السنن" 9/23، وفي "معرفة السنن" (17651) ، وفي "السنن الصغير" (3461) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/343، والبخاري (4594) و (4990) ، ومسلم (1898) (142) ، والترمذي (1670) ، والنسائي في "المجتبى" 6/10، وفي "الكبرى" (11118) - وهو في "التفسير" (138) ، والطبري في "التفسير" (10233) و (10234) و (10236) و (10249) ، وأبو عوانة 5/74 و75، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1501) و (1502) ، وابن حبان (40) و (41) من طرق عن أبي إسحاق، به.
قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس وجابر وزيد بن ثابت، وهذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (18508) و (18556) و (18648) و (18653) و (18679) .
وفي الباب عن زيد بن ثابت، سيرد 5/184.
قال السندي: قوله: فجاء بكتف؛ وكانوا يكتبون يومئذ في الكتف لقلة الورق.
فنزلت، أي: بزيادة القيد، وفيه تأخير القيد إلى وقت السؤال، وتغيير النظم الأول بزيادة القيد في وسطه، وهو في الحقيقة نسخٌ للنظم الأول، ولا أدري هل نُبِّهَ على هذا النوع من النسخ، أم لا؟(30/439)
18486 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ وَهُوَ يَمْزَحُ مَعَهُ: قَدْ فَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتُمْ أَصْحَابُهُ، قَالَ الْبَرَاءُ: إِنِّي لَأَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا فَرَّ يَوْمَئِذٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ حُفِرَ الْخَنْدَقُ، وَهُوَ يَنْقُلُ مَعَ النَّاسِ التُّرَابَ، وَهُوَ يَتَمَثَّلُ كَلِمَةَ ابْنِ رَوَاحَةَ:
[البحر الرجز]
اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ... وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهو في الحقيقة حديثان: حديث حنين وحديث الخندق، وقد انفرد بالجمع بينهما عمر بن أبي زائدة في هذه الرواية، ولا ندري أسمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط أم بعده، وهو من رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة، وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (707) - ومن طريقه أبو عوانة 4/207-208، والبيهقي في "الدلائل" 5/133- عن عمر بن أبي زائدة وشعبة، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. لكنه لم يسق رواية عمر بن أبي زائدة، بل ساق رواية شعبة وليس فيها قصة الخندق، وقد سلف برقم (18475) .
وأخرجه أبو عوانة 4/209-210 من طريق أبي عامر العَقَدي، عن عمر بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: ما كان معنا يوم كذا وكذا- ذكر يوماً من أيام رسول الله صلي الله عليه وسلم- فارس إلا المقداد بن الأسود، رضي الله عنه،=(30/440)
18487 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، رَفَعَ يَدَيْهِ " (1)
__________
= فارس رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال رجل يمازحه: فررتم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم؟! فقال البراء: إني أشهد على رسول الله صلي الله عليه وسلم ما فر يومئذ، كان - واللهِ- إذا اشتد القتال، واحمرَ البأس، اتقينا به.
وقد سلف حديث حنين بالرقمين: (18468) و (18475) ، وسيرد بالرقمين (18540) و (18706) ، وسيرد حديث الخندق بالأرقام: (18513) و (18570) و (18571) و (18572) و (18662) و (18684) .
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ونقلُ ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص231 عن الإمام أحمد بن حنبل، أنه لم يسمع من يزيد بن أبي زياد مدفوع بتصريحه بالتحديث عنه عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/80، وهو متابع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/233، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/80، وأبو يعلى في "المسند" (1658) و (1691) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. واللفظ عند ابن أبي شيبة ويعقوب: رأيت النبي صلي الله عليه وسلم رفع يديه حتى كادتا تحاذيان أذنيه، وسيرد بنحوه برقم (18674) .
وأخرجه الشافعي في "المسند" (215) (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (2531) ، والحميدي (724) ، والبخاري في "رفع اليدين" (34) ، وأبو داود (750) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/81، وابن عدي في "الكامل" 7/2730، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/76، 77، وفي "معرفة السنن والآثار" (3262) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد في "العلل" (715) من طريق الجراح بن مليح والد وكيع، وأبو داود (749) ، وأبو يعلى=(30/441)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (1690) من طريق شريك، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/80، والدارقطني "السنن" 1/294 من طريق خالد بن عبد الله، وأبو يعلى أيضاً (1692) من طريق ابن إدريس، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (377) من طريق إبراهيم بن طهمان، والدارقطني "السنن" 1/294 من طريق علي بن عاصم، عن محمد بن أبي ليلى، و1/293 من طريق إسماعيل ابن زكريا، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/41، من طريق حمزة الزيات، و7/254 من طريق جرير، تسعتهم عن يزيد بن أبي زياد، به. زاد أبو داود وأبو يعلى: ثم لا يعود. وقال الدارقطني: قال علي يعني ابن عاصم: فلما قدمت الكوفة قيل لي: إن يزيد حي، فأتيته، فحدثني بهذا الحديث فقال: حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء، قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قام إلى الصلاة فكبر ورفع يديه حتى ساوى بهما أذنيه، فقلت له: أخبرني ابن أبي ليلى أنك قلت: ثم لم يعد، قال: لا أحفظ هذا، فعاودته، فقال: ما أحفظه. قال سفيان بن عيينة- كما عند الشافعي والحميدي-: فلما قدمت
الكوفة، سمعته يحدث وزاد فيه: ثم لا يعود. فظننت أنهم لقنوه. وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته بالكوفة، وقالوا لي: إنه قد تغير حفظه، أو ساء حفظه. وقال البخاري: وكذلك روى الحفاظ من سمع يزيدَ بن أبي زياد قديماً، منهم الثوري وشعبة وزهير، ليس فيه: ثم لم يعد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/236، وأحمد في "العلل" بإثر الرقم (708) ، وأبو داود (752) ، وأبو يعلى (1689) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/224 من طريق وكيع، عن محمد بن أبي ليلى، عن الحكم وعيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه، ثم لا يرفعهما حتى يفرغ. قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يذكر حديث الحكم وعيسى يقول: إنما هو حديث يزيد بن أبي زياد، وقال: ابنُ أبي ليلى (يعني محمداً) كان سيئ الحفظ، ولم يكن يزيد بن أبي زياد بالحافظ. وقال البيهقي 2/77: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لا يحتج بحديثه وهو=(30/442)
18488 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْحَقِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَغْتَسِلَ أَحَدُهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ طِيبٌ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَيِّبٌ (1) " (2)
__________
= أسوأ حالاً عند أهل المعرفة بالحديث من يزيد بن أبي زياد. وقال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح. ووقع عند أبي داود، وفي "التحفة": عن عيسى عن الحكم، وذكر المزي في "التهذيب" الحكم من شيوخ عيسى، وقال: إن كان محفوظاً، وكذا قال عند ذكر عيسى في أصحاب الحكم.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/80 من طريق خالد ابن عبد الله، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (377) من طريق إبراهيم بن طهمان، والدارقطني في "السنن" 1/294 من طريق إسماعيل بن زكريا، ثلاثتهم عن يزيد بن أبي زياد، عن عدي بن ثابت، عن البراء، به.
وسيرد من طرق أخرى بالأرقام (18674) و (18682) و (18692) و (18702) .
وانظر حديثي ابن مسعود (3681) وأبن عمر (4540) .
(1) في (م) : أطيب، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح، دون قوله: "فإن لم يكن عندهم طيب، فإن الماء طيب"، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث عند ابن أبي شيبة والطحاوي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/92-93 و155، والترمذي (529) ، وأبو يعلى (1659) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/116 من طريق هشيم، بهذا=(30/443)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه يحيى بن صالح الوحاظي ص55 في نسخة أبي مسهر، والترمذي (528) ، وأبو يعلى (1684) ، والطبراني في "الأوسط" (813) ، والبغوي في "شرح السنة" (334) ، من طرق عن يزيد بن أبي زياد، به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرد به يزيد بن أبي زياد.
وسيرد برقم (18495) .
وقد سلف الأمر بالغسل من حديث ابن عمر برقم (4466) مرفوعاً بلفظ: "إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل". وذكرنا بعض أحاديث الباب هناك.
وفي الباب أيضاً عن أبي سعيد الخدري برقم (11027) و (11578) مرفوعاً بلفظ: "الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم".
وعنه أيضاً برقم (11250) و (11658) مرفوعاً بلفظ: "الغسل يوم الجمعة على كل محتلم، والسواك، وأن يمس من الطيب ما يقدر عليه، ولو من طيب أهله".
وعن شيخ من الأنصار، سيرد 5/363.
وانظر أيضاً حديثي أبي ذر وأبي أيوب وسلمان الخير الآتيين 5/177 و420 و438.
قال السندي: قوله: "إن من الحق"، أي: الثابت المؤكد، وليس المرادُ الوجوبَ، فإن الغسل وإن جاء فيه الوجوب، إلا أن الطِّيبَ غيرُ واجب.
فإن: الماء طيب: يحتمل أن يكون بكسر وتخفيف، أو بفتح وتشديد، أي: فيغنى عن الطيب.(30/444)
18489 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِكُمْ هَذِهِ الصَّلَاةُ " فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ خَالِي، قَالَ سُفْيَانُ: (1) وَكَانَ بَدْرِيًّا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ يَوْمًا نَشْتَهِي فِيهِ اللَّحْمَ، ثُمَّ إِنَّا عَجَّلْنَا، فَذَبَحْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَبْدِلْهَا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عِنْدَنَا مَاعِزًا جَذَعًا، قَالَ: " فَهِيَ لَكَ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ بَعْدَكَ " (2)
18490 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنِي يَزيدُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمُصَلَّى يَوْمَ أَضْحَى، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِ يَوْمِكُمْ هَذَا (3) الصَّلَاةُ "، قَالَ: فَتَقَدَّمَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ، وَأُعْطِيَ قَوْسًا، أَوْ
__________
(1) في (م) : سهيل، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي جناب، وهو يحيى ابن حية الكلبي. يزيد بن البراء صدوق، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم في "الأوائل" (140) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (18481) .
قال السندي: قوله: كان يوماً، أي: كان هذا اليوم يوماً.
(3) في هامش (س) : هذه.(30/445)
عَصًا، فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَأَمَرَهُمْ، وَنَهَاهُمْ، وَقَالَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَجَّلَ ذَبْحًا، فَإِنَّمَا هِيَ جَزْرَةٌ أَطْعَمَهُ أَهْلَهُ، إِنَّمَا الذَّبْحُ بَعْدَ الصَّلَاةِ " فَقَامَ إِلَيْهِ خَالِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ، فَقَالَ: أَنَا عَجَّلْتُ ذَبْحَ شَاتِي يَا رَسُولَ اللهِ لِيُصْنَعَ لَنَا طَعَامٌ نَجْتَمِعُ عَلَيْهِ إِذَا رَجَعْنَا، وَعِنْدِي جَذَعَةٌ مِنْ مَعْزَى، (1) هِيَ أَوْفَى مِنَ الَّذِي ذَبَحْتُ، أَفَتَفِي (2) عَنِّي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَنْ تَفِيَ (3) عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَا بِلَالُ " قَالَ: فَمَشَى، وَاتَّبَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسْوَانِ، (4) تَصَدَّقْنَ، الصَّدَقَةُ خَيْرٌ لَكُنَّ " قَالَ: " فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ أَكْثَرَ خَدَمَةً مَقْطُوعَةً، وَقِلَادَةً، وَقُرْطًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ " (5)
__________
(1) في (م) و (ق) : معز.
(2) في (م) و (ق) وهامش (س) : أفتُغْني، وفي (ظ 13) : فَتَفِي.
(3) في (م) و (ق) : تُغْني.
(4) في (ظ13) و (ق) : النساء.
(5) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. معاوية ابن عمرو: هو ابن المهلَّب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وهما من رجال الشيخين.
وأخرجه البيهقي 3/300 مختصراً من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً أيضاً عبد الرزاق (5658) ، وأبو داود (1145) من طريق سفيان بن عيينة، والطبراني في "الكبير" (1169) ، والمزي في ترجمة يزيد من "تهذيبه"، من طريق أبي نعيم، كلاهما عن أبي جناب، به. =(30/446)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "إن أول نسك يومكم هذا الصلاة" وقصة أبي بردة، سلف برقم (18481) .
وقوله: أُعْطِيَ قوساً أو عصاً، فاتكأ عليه ... له شاهد من حديث جابر، سلف برقم (14369) ، وإسناده صحيح.
وقوله: "يا معشر النسوان تصدقن.." له شاهد من حديث ابن عباس، سلف بالأرقام: (1902) و (3063) و (3064) .
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري قال: كان النبي يخرج يوم العيد في الفطر، فيصلي بالناس تينك الركعتين، ثم يتقدم، فيستقبل الناس وهم جلوس ... سلف برقم (11315) ، وهو عند مسلم برقم (889) وفيه: كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر، فيبدأ بالصلاة ...
وثالث من حديث جابر المذكور آنفاً.
وسيرد حديث أبي جناب برقم (18712) . أن النبي صلي الله عليه وسلم خطب على قوسٍ أو عصاً.
وفي باب البدء بصلاة العيد قبل الخطبة عن ابن عمر، سلف برقم (4602) .
قال السندي: قوله: فسلم على الناس، فيه سلام الإمام إذا جاء، وهذا يصلح أصلاً لسلام الخطيب يوم الجمعة، نعم، لا يدل أنه على المنبر.
وأعطي، على بناء المفعول.
فإنما هي جَزَرَةٌ، بجيم وزاي وراء مفتوحات، أي: شاة لحم تذبح للأكل.
أفتفي، من الوفاء.
فمشى ... إلخ. يدل على أن بلالاً تقدم في المشي.
خَدَمة، بفتحتين: الخلخال.
مقطوعة، أي: إنهن فَطَعْنَ وأعْطَيْن.
وقُرْطاً، بضم فسكون، والمراد أنهن أكْثَرْنَ من إعطاء هذه الحليّ، فكثرَتْ لذلك، والله تعالى أعلم.(30/447)
18491 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ، وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبيد الله بن أياد وأبوه من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن حبان (1916) من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (748) ، ومسلم (494) ، وأبو يعلى (1707) ، وابن خزيمة (656) ، وأبو عوانة 2/183، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/113 من طرق عن عبيد الله بن أياد، به.
وسيُكرر برقم (18599) .
وسيرد برقم (18701) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن البراء أنه وصف السجود قال: فبسط كفيه ورفع عجيزته، وخوَّى، وقال: هكذا سجد النبي صلي الله عليه وسلم.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12066) وذكرنا بعض أحاديث الباب هناك، ونزيد هنا:
عن ابن عباس سلف برقمي (2073) و (2405) .
وعن عبد الله بن أقرم، سلف برقم (16501) .
وعن ابن بُحينة، سيرد 5/345.
وعن أبي حميد الساعدي، سيرد 5/424، وفيه: ثم جافى وفتح عضديه عن بطنه.
وعن ميمونة، سيرد 6/332.
وانظر إسناد عبد الله بن أحمد الآتي عقب هذه الرواية.(30/448)
• قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَاهُ جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ مِثْلَهُ (1)
18492 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، (2) قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ تَقُولُونَ بِفَرَحِ رَجُلٍ انْفَلَتَتْ مِنْهُ رَاحِلَتُهُ، تَجُرُّ زِمَامَهَا بِأَرْضٍ قَفْرٍ لَيْسَ فِيهَا طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ، وَعَلَيْهَا طَعَامٌ، قَالَ عَفَّانُ: وَشَرَابٌ، فَطَلَبَهَا حَتَّى شَقَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ مَرَّتْ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ، قَالَ عَفَّانُ: بِجِذْلٍ، فَتَعَلَّقَ زِمَامُهَا، فَوَجَدَهَا مُعَلَّقَةً بِهِ،، قَالَ عَفَّانُ: مُتَعَلِّقَةً بِهِ، "، قَالَ: قُلْنَا شَدِيدٌ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا وَاللهِ، لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن أحمد، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (1707) عن جعفر بن حميد، بهذا الإسناد. وانظر التعليق السابق.
(2) من قوله: عن أبيه، في إسناد عبد الله بن أحمد السابق قبل هذا الحديث، إلى قوله: عبيد الله بن أياد هنا، سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وسلف التعريفُ برجاله بالحديث (18491) .
وأخرجه مسلم (2746) ، وأبو عوانة- فيما ذكر الحافظ في "الإتحاف" 2/452- والحاكم في "المستدرك" 4/243 من طرق عن عبيد الله بن إياد، بهذا الإسناد.
وانظر الرواية التي زادها عبد الله بعد الحديث.=(30/449)
• قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وحَدَّثَنَاهُ جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ مِثْلَهُ (1)
18493 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: " مَا كُلُّ الْحَدِيثِ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَصْحَابُنَا عَنْهُ، كَانَتْ تَشْغَلُنَا عَنْهُ رَعِيَّةُ الْإِبِلِ " (2)
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3627) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: بفرح رجل، أي: في فرحه، أي أنه فرح أيَّ فرح.
ثم مرَّتْ، أي: الراحلة، بجذل شجرة، هو بالكسر والفتح مع سكون الذال المعجمة: أصل الشجرة.
شديدٌ، أي: فرحه شديد.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، غير عبد الله بن أحمد، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه مسلم (2746) ، وأبو يعلى (1704) من طريق جعفر بن حميد شيخ عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر رواية أحمد السالفة وأحاديث الباب ثمت.
(2) حديث صحيح، معاوية بن هشام- وإن يكن مختلفاً فيه- متابع بأبي أحمد الزبيري في الرواية الآتية برقم (18498) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/95 من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإسناد، وقال: هذا الحديث له طرق عن أبي إسحاق السبيعي، وهو صحيح على شرط الشيخين، وليس له علة، ولم يخرجاه.
وأخرجه أحمد في "العلل" (2835) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/634 من طريق وكيع، عن الأعمش، والحاكم 1/127 من طريق=(30/450)
18494 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ " (1)
__________
= إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، كلاهما عن أبي إسحاق، به، زاد الحاكم: ولكن الناس لا يكذبون يومئذ، فيحدث الشاهد الغائب، وزاد يعقوب نحوه، وقد سقط من مطبوع "المستدرك": عن أبيه، عن أبي إسحاق، واستُدرك من "إتحاف المهرة" 2/512.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/154، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن أنس عند الطبراني في "الكبير" (699) ، والحاكم 3/575. قال السندي: قوله: ما كل الحديث، أي: الذي نحدثكم به.
رعية الإبل. ضبط بكسر الراء، وسكون العين.
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب" وروى له أصحاب السنن، وهو ثقة. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وطلحة: هو ابن مصرف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/462، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص49 و50، وأبو داود (1468) ، والنسائي في "المجتبى" 2/179، وفي "الكبرى" (1088) و (8050) ، والمروزي في "قيام الليل" ص58 (المختصر) وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 2/474، والحاكم 1/572 من طرق، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "صحيحه" في كتاب التوحيد، فقال: باب قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة، وزَيَنوا القرآن بأصواتكم".
وأخرجه الإسماعيلي في "معجم الشيوخ" (161) ، والحاكم 1/571، 572، 573، 574، 575، وتمام الرازي في "فوائده" (1316) (الروض=(30/451)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البسام) ، والحاكم 1/574، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2140) ، والخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه" 1/338 من طرق، عن طلحة، به.
وأخرجه أبو يعلى (1686) ، وفي "معجم شيوخه" (161) ، من طريق طلحة بن نافع، والحاكم 1/575، والخطيب البغدادي في "التاريخ" 4/261 من طريق زُبيد بن الحارث. كلاهما عن عبد الرحمن بن عوسجة، به.
وأخرجه الدارمي (3501) ، وأبو يعلى (1706) ، وقي "معجم شيوخه" (178) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (784) ، و (802) ، والإسماعيلي في "معجم الشيوخ" (315) ، والحاكم 1/575، وتمام الرازي (1317) و (1318) (الروض البسام) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2141) من طرق عن البراء بن عازب، به، وفي بعضها زيادة: "فإن الصوت الحسن
يزيد القرآن حسناً".
وسيرد برقم (18709) .
وسيرد مطولاً بالأرقام: (18516) و (18616) و (18704) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن حبان (750) .
وفي باب تحسين الصوت بالقرآن:
عن سعد بن أبي وقاص مرفوعاً بلفظ: "ليس منا من لم يتغنَ بالقرآن"، سلف برقم (1476) .
وعن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "ما أَذِنَ الله لشيء ما أَذنَ لنبيٍّ أن يتغنَّى بالقرآن" سلف برقم (7670) .
وعنه أيضاً مرفوعاً بلفظ: "لقد أعُطي أبو موسى من مزامير داود" سلف برقم (8646) .
وعن فَضَالة بن عبيد مرفوعاً بلفظ: "لَلََّهُ أَشَدُ أَذَناً إلى الرجل حَسَن الصوت بالقرآن من صاحب القَيْنَةِ إلى قَيْنَتِهِ"، سيرد 6/19.
قال السندي: "زينوا القرآن بأصواتكم"، أي: بتحسين أصواتكم عند القراءة، فإن الكلام الحسن يُزيد حسناً وزينةً بالصوت الحسن، وهذا مُشَاهَد.=(30/452)
18495 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مِنَ الْحَقِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْ يَغْتَسِلَ، وَيَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ طِيبًا، فَالْمَاءُ طِيبٌ " (1)
18496 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، وَأَخْوَالِهِ، مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ
__________
= ولمََّا رأى بعضُهم أن القرآنَ أعظمُ من أن يُحسَن بالصوت، بل الصوتُ أحقُ بأن يُحَسَّنَ بالقرآن قال: معناه: زينوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث، وزعموا أنه من باب القلب، وقال شعبة: نهاني أيوب أن أحدث: "زَينوا القرآن بأصواتكم". ورواه معمر، عن منصور، عن طلحة: "زينوا أصواتكم بالقرآن" وهو الصحيح، والمعنى: اشتغلوا بالقرآن، واتخذوه شعاراً وزينة.
قلنا: يشير السندي إلى كلام الخطابي الذي حكاه في "معالم السنن" 1/290، وقد أخرج ثمت قولَ شعبة، وأخرج كذلك رواية معمر من طريق عبد الرزاق، عنه، وهي في "المصنف" برقم (4176) ، وسيرد الكلام عليها في الحديث رقم (17616) .
(1) حديث صحيح، دون قوله: "فإن لم يجد طيباً فالماء طيب"، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وقد سلف برقم (18488) .(30/453)
الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ، شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا، صَلَاةَ الْعَصْرِ "، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ، وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، قَالَ: فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَ الْيَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَهْلُ الْكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْبَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق، وهو عمرو بن عبد الله السبيعي بعد الاختلاط- قد انتقى له البخاري هذا الحديث، ثم إنه قد توبع، وقد صرح أبو إسحاق بسماعه من البراء في رواية سفيان الثوري الآتية برقم (18539) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/243، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2581) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/242، والبخاري في "صحيحه" (40) (4486) ، وابن الجارود (165) ، والطبري في "التفسير" (2153) ، وأبو عوانة 1/393-394 و2/81 و81-82، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/2-3، وفي "معرفة السنن والآثار" (2876) ، وفي "السنن الصغير" (346) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/48، والبغوي في ا"التفسير" (الآية (144) من سورة البقرة) ، والحازمي في "الاعتبار" ص62 من طرق عن زهير، به.
زاد البخاري وغيره: أنه مات على القبلة قبل أن تُحَوَّلَ رجالٌ، وقُتلوا، فلم نَدْرِ ما نقول فيهم، فأنزل الله تعالى: (وما كان الله لِيُضِيع إيمانكم) [البقر ة: 143] . =(30/454)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطيالسي (719) ، وسعيد بن منصور (223) و (224) (التفسير) ، وابن أبي شيبة 1/334، ومسلم (525) ، والنسائي في "المجتبى" 1/243، وفي "الكبرى" (945) و (11000) و (11003) - وهو في "التفسير" (20) و (23) - وابن خزيمة (437) ، وأبو عوانة 1/393 و394، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/135 و136 من طرق عن أبي إسحاق، به.
وفي رواية مسلم وإحدى روايتي ابن عبد البر: ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً.
ورواه أيضا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق، واختلف عنه: فرواه يحيى بن آدم عند الطبري في "التفسير" (2151) عنه، عن أبي إسحاق، به، وفيه: سبعة عشر شهراً.
ورواه أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد عند الدارقطني في "السنن" 1/273-274، عنه، عن أبي إسحاق، به، وفيه: ستة عشر شهراً.
ورواه علقمة بن عمرو عند ابن ماجه (110) ، عنه، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: صلينا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ثمانية عشر شهراً، وصرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخوله المدينة بشهرين!.. قلنا: وقوله: بعد دخول المدينة بشهرين، يناقض قوله ثمانية عشر شهراً. فعلقمة بن عمرو- وهو الدارمي العطاردي- صدوق، له غرائب، وكذلك فإن سماع أبي بكر بن عياش من أبي إسحاق ليس بذاك القوي، فيما ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل" 1/35.
وسيرد برقمي (18539) و (18707) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2252) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (4642) .
وقد سلفت قصة الهجرة من حديث أبي بكر رضي الله عنه (3) ، وفيه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب".
قال السندي: قوله: قِبل بيت المقدس. بكسر القاف، وفتح الباء، أي:=(30/455)
18497 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمَاتَ، وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَقَالَ: " إِنَّ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَنْ تُتِمُّ رَضَاعَهُ وَهُوَ صِدِّيقٌ " (1)
__________
= بعدما نزل المدينة.
وأنه صلي أولَ صلاة. بالنصب على الحال، وقوله: صلاة العصر.
هو المفعول، أي أنه صلى إلى البيت صلاة العصر، وهي أول صلاة صلاها إليه.
فداروا، أي: تحوَّلوا إلى البيت.
وفيه الاعتماد على خبر الآحاد، وتركُ القطعيِّ به، وكان يُعجبه. لأنه أدعى إلى إيمان العرب، والله تعالى أعلم.
قلنا: وقوله: فخرج رجل. قال الحافظ في "الفتح" 1/97: هو عباد بن بشر.
(1) قوله: "إن له في الجنة من يُتمُّ رضاعه" صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجُعْفي- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعامر: هو الشعبي.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 4/9 من طريق الأسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/140 عن عبيد الله بن موسى، وأخرجه كذلك عن وكيع، كلاهما عن إسرائيل، به، وفي رواية وكيع: إنه صِدِّيق شهيد، وليس فيها ذكر الصلاة على إبراهيم.
وأخرجه عبد الرزاق (14014) ، وابنُ سعد في "الطبقات" 1/140، وابنُ أبي شيبة 3/379، عن وكيع، كلاهما (عبد الرزاق ووكيع) عن سفيان الثوري، عن جابر، عن الشعبي، أن النبي صلي الله عليه وسلم صلَّى على ابنه إبراهيم، وهو ابنُ ستة عشر شهراً. وهذا مرسل، ولفظ ابن أبي شيبة: مات وهو ابن ستة=(30/456)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عشر شهراً.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3135) ، وأبو يعلى (1696) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن فراس، عن الشعبي، به. دون ذكر الصلاة على إبراهيم، ودون قوله: وهو صديق.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3136) من طريق يزيد بن البراء، عن أبيه، به. بلفظ: "إن له مرضعاً في الجنة تُتم بقية رضاعه".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/162، وقال: رواه أحمد وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف، ولكنه من رواية شعبة عنه، ولا يروي عنه شعبة كذباً.
وقد صحَّ من غير حديث البراء.
قلنا: وسيرد الصحيح منه بإسناد صحيح بالأرقام (18502) و (18550) و (18624) و (18664) و (18687) و (18705) ، وسيرد كذلك برقم (18551) بإسناد ضعيف.
وفي باب أن له مرضعاً في الجنة عن أنس سلف برقم (12102) .
وقوله: "وهو صديق"، له شاهد من حديث أنس موقوفاً، سلف برقم (12358) بلفظ: لو عاش إبراهيم ابن النبي صلي الله عليه وسلم لكان صديقاً نبياً.
وذكرنا هناك حديثاً آخر موقوفاً على ابن عباس، وإسناده ضعيف جداً.
وانظر حديث ابن أبي أوفى الآتي 4/353، وانظر كلام الحافظ في "الفتح" 10/578.
وقوله: صلي رسول الله صلي الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم: له شاهد من حديث أنس عند أبي يعلى (3660) أن النبي صلي الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم، فكبر عليه أربعاً.
وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند البزار (816) (زوائد) وإسناده ضعيف. وثالث من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه عند البيهقي في "الدلائل" 5/431، وإسناده ضعيف.=(30/457)
18498 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، " مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمُوهُ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا، وَكَانَتْ تَشْغَلُنَا رَعِيَّةُ الْإِبِلِ " (1)
__________
= وسيرد من حديث عائشة 6/267 قولها: لقد توفي إبراهيم ابنُ رسول الله صلي الله عليه وسلم،
وهو ابنُ ثمانية عشر شهراً، فلم يُصَل عليه. وجمع الساعاتي في "الفتح الرباني" 7/210 بين هذه الأحاديث فقال: إنها (يعني السيدة عائشة) لم تعلم بصلاة النبي صلي الله عليه وسلم عليه، وعلم غيرُها، فأخبر كلٌ بما علم، والمثبت مقدم على النافي.
قال السندي: قوله: صلى رسول الله صلي الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم: هكذا جاء عن ابن عباس أيضا، رواه ابن ماجه، وعن أنس رواه أبو يعلى، وعن أبي سعيد رواه البزار، قيل: وأسانيدها ضعيفة، وجاء في "سنن أبي داود" عن عائشة: إنه لم يصل عليه، وهو أقوى سنداً، وقد صححه ابن حزم، فقيل: استغنى إبراهيم عن الصلاة عليه بنبوة أبيه، كما استغنى الشهيد عن الصلاة عليه بقربة
الشهادة، وقيل: إنه لا يصلي نبي على نبي، وقد جاء أنه لو عاش، لكان نبياً، وقيل: اشتغل بصلاة الكسوف، وقيل: إنه لم يصل عليه بنفسه، وصلَّى عليه غيره، وقيل: إنه لم يُصَل عليه في جماعة.
صدّيق: أي: مكتوب عند الله تعالى في ديوان الصدّيقين.
وانظر "مختصر سنن أبي داود" للمنذري 4/322-324.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد: هو محمد ابن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1141) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18493) من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان.(30/458)
18499 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، (1) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِالْعَبَّاسِ قَدْ أَسَرَهُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ هَذَا أَسَرَنِي، أَسَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنْزِعُ مِنْ هَيْئَتِهِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: " لَقَدْ آزَرَكَ اللهُ بِمَلَكٍ كَرِيمٍ " (2)
18500 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ. مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ " قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِعَدِيٍّ: " أَنْتَ سَمِعْتَهُ
__________
(1) وقع في (م) : حدثنا بهز حدثنا شعبة حدثنا أبو أحمد، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف، تفرد به أبو أحمد -وهو الزبيري- عن سفيان - وهو الثوري- وهو كثير الخطأ عنه، فيما ذكر الإمام أحمد، ومن خطئه فيه نسبة رؤية الملك إلى العباس- ولم يك آنئذ مسلماً- وقد جاء في حديث ابن عباس السالف برقم (3310) - وهو حديث حسن- أن الذي رآه إنما هو أبو اليَسَر كعب بن عمرو، وهو الذي أسر العباس. ثم إن أبا إسحاق- وهو السبيعي- لم
يجزم بروايته عن البراء، فقال: أو غيره.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/133 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وقال: غريب من حديث الثوري، تفرد به الزبيري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/85 ونسبه لأحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح.
وقد سلف مطولاً من حديث ابن عباس برقم (3310) .(30/459)
مِنَ الْبَرَاءِ قَالَ إِيَّايَ يُحَدِّثُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (728) ، وأبو بكر بن أبي شيبة 12/157، والبخاري (3783) ، ومسلم (75) ، وابنُ ماجه (163) ، والنسائي في "الكبرى" (8334) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (483) ، وابن حبان (7272) ، وابن منده في "الإيمان" (534) و (535) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1509) ، وفي "الأسماء والصفات" (1052) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 2/241، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3967) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/159 من طريق ابن أبي ليلى، والطبراني في "الأوسط" (6942) من طريق محمد بن عبد الكريم العبدي، عن الهيثم بن عدي، عن مسعر بن كدام، كلاهما عن عدي، به. ولفظه عند ابن أبي شيبة: "اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم"، يعني الأنصار، وابن أبي ليلى - وهو محمد- ضعيف. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مسعر إلا الهيثم بن عدي، تفرد به محمد بن عبد الكريم.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1339) من طريق محمد بن الليث، عن محمد بن عرعرة، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن شعبة، عن أبي إسحاق، إلا محمد بن عرعرة، تفرد به محمد ابن الليث، والمشهور من حديث شعبة، عن عدي بن ثابت.
وسيرد من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة برقم (18576) .
وفي الباب عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: "لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ورسوله ... " سلف برقم (2818) .
وعن أبي هريرة، سلف (10508) و (10509) .
وعنه أيضاً مرفوعاً بلفظ: "لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو يندفع الناس في شعبة، أو في واد، والأنصار في شعبة، لاندفعت مع الأنصار في شعبهم"، سلف برقم (8169) وذكرنا أحاديث الباب هناك. ونزيد هنا:=(30/460)
18501 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَامِلًا الْحَسَنَ فَقَالَ: " إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ " (1)
__________
= وعن سعد بن عبادة مرفوعاً بلفظ: "إن هذا الحي من الأنصار محنة، حبُّهم إيمان، وبُغْضُهم نفاق"، سيرد 5/285 و6/7.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وشعبة هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطيالسي (732) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 2/35- وابن أبي شيبة 12/101، والبخاري (3749) ، وفي "الأدب المفرد" (86) ، ومسلم (2422) (58) ، والنسائي في "الكبرى" (8163) ، وأبو عوانة- كما في "تحفة الأشراف" 2/493، وابن حبان (6962) ، والطبراني في "الكبير" (2582) ، وأبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (1388) و (1398) و (1399) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/233، والبغوي في، شرح السنة" (3932) من طرق، عن شعبة، به.
واللفظ عندهم: "اللهم إني أحبُّه فأحبَّه"، غير الطيالسي- وأبي نعيم من طريقه- فلفظه عندهما "من أحبني فليحبه".
وأخرجه الترمذي (3782) ، والطبراني في "الكبير" (2583) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2023) - ومن طريقه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2) - والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/9 من طريق فضيل بن مرزوق، والطبراني في "الكبير" (2584) ، وفي "الأوسط" (1993) من طريق شريك، عن أشعث بن سوار، كلاهما عن عدي بن ثابت، به. ووقع في رواية
فضيل بن مرزوق عند غير الترمذي زيادة: "وأَحِبَّ من يحبُّه" وجاء عند الترمذي: أن النبي صلي الله عليه وسلم أبصر حسناً وحسيناً، فقال: "اللهم إني أُحبُّهما، فأحبَّهما" وقال: حديث حسن صحيح، ثم أَتبعه بحديث غندر- الذي سيرد برقم (18577) بلفظ هذه الرواية- وقال: حديث حسن صحيح، وهو أصح=(30/461)
18502 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِإِبْرَاهِيمَ مُرْضِعٌ فِي الْجَنَّةِ " (1)
18503 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ فَقَرَأَ فِي الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " (2)
__________
= من حديث الفضيل بن مرزوق.
ومن أجل الزيادة المذكورة آنفاً أورده الهيثمي في "المجمع" 9/176 وقال: هو في الصحيح غير قوله: وأَحِبَّ من يحبُّه، ونسبه إلى الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، والبزار وأبي يعلى، وقال: ورجال الكبير رجال الصحيح. قلنا: وهذه الزيادة وردت أيضا في حديث أبي هريرة السالف برقم
(7398) وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمّي.
وأخرجه الطيالسي (729) ، وابن سعد 1/139، وابن أبي شيبة 3/379، والبخاري (1382) و (3255) و (6195) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (1408) ، وابن حبان (6949) ، والحاكم في "المستدرك" 4/38، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/430-431 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/141 من طريق مسعر، عن عدي، به.
وقد سلف برقم (18497) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه أبو يعلى (1665) من طريق بهز، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (2709) ، والبخاري (767) و (4952) ، ومسلم (464) ، وأبو داود (1221) ، والنسائي في "المجتبى" 2/173، وابن خزيمة=(30/462)
18504 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ "، قَالَ: فَذَكَرَ مَا أَمَرَهُمْ: " مِنْ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَرَدِّ السَّلَامِ وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ. وَنَهَانَا عَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، أَوْ قَالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ، وَالْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالْمِيثَرَةِ، وَالْقَسِّيِّ " (1)
__________
= (524) ، وأبو عوانة 2/155، وابن حبان (1838) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/393 من طرق، عن شعبة، به.
وعند النسائي أنه قرأ في العشاء في الركعة الأولى بالتين والزيتون، وخالفهم عن شعبة الطيالسي (733) ، فذكر المغرب بدل العشاء.
وأخرجه ابن خزيمة (525) من طريق محمد بن بكر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، به.
وسيرد بطرق أخرى بالأرقام: (18527) و (18528) و (18566) و (18639) و (18681) و (18688) و (18698) و (18708) .
وقد سلف برقم (7140) أن أبا هريرة صلي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة العشاء، فقرأ فيها: (إذا السماء انشقت) .
قال الحافظ في "الفتح" 2/250: وإنما قرأ في العشاء بقصار المفصل لكونه كان مسافراً، والسفر يُطلب فيه التخفيف، وحديث أبي هريرة محمول على الحَضَر، فلذلك قرأ فيها بأوساط المفصل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وشعبة: هو ابن الحجاج.=(30/463)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مسلم (2066) من طريق بهز، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً: الطيالسي (746) ، والبخاري (1239) و (2445) و (5650) و (5863) و (6222) ، ومسلم (2066) ، وأبو عوانة 2/69، 70 و5/438، 439، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/482 و4/246، 261، 271، وفي "مشكل الآثار" (677) و (678) و (1420) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/27، و3/379، و10/34-35، وفي "شعب الإيمان" (8756) و (9166) ، وفي "الآداب" (222) ، والبغوي في "شرح السنة" (1406) من طرق، عن شعبة، به. ولم يرد عند البخاري في الرواية (1239) ذكر الميثرة، قال الحافظ في "الفتح " سقط من المنهيات في هذا الباب واحدةٌ سهواً إما من المصنف، أو من شيخه. قلنا: ولم يذكر في الرواية (6222) آنية الفضة ووقع فيها السندس، بدل الإستبرق، وهما بمعنى.
وقوله في الحديث: "وردِّ السلام". قال البيهقي: كذا قال شعبة: ورد السلام، ورواه الثوري، وأبو إسحاق الشيباني، وزهير بن معاوية، وأبو عوانة، عن أشعث، وقالوا في الحديث: وإفشاء السلام.
قلنا: رواية أبي إسحاق الشيباني سترد برقم (18532) بلفظ: رد السلام.
وأخرجه بتمامه ومختصراً أيضا: البخاري (5175) و (5635) ، ومسلم (2066) ، والنسائي في "المجتبى" 4/54، و8/201، وفي "الكبرى" (2066) و (7493) و (9613) ، وأبو عوانة 5/440، 441، وابن حبان (3040) و (5340) ، والبيهقي في "السنن " 7/263، 10/40، وفي "شعب الإيمان" (9320) من طرق عن الأشعث، به.
ووقع في رواية أبي عوانة عند مسلم وغيره: إنشاد الضال، بدل: إبرار المقسم.
وسيرد بالأرقام (18505) و (18645) و (18649) .
وفي باب المأمورات السبعة المذكورة في الحديث: عن أبي هريرة، سلف برقمي (8271) و (8397) .=(30/464)
18505 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " تَسْمِيتِ الْعَاطِسِ " (1)
__________
= وفي إجابة الدعوة عن ابن عمر، سلف برقمي (4712) و (5367) .
وفي نصر المظلوم عن أنس بن مالك، سلف برقم (11949) .
وفي عيادة المريض عن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/406.
وفي بعض هذه الأوامر عن أبي مسعود، سيرد 5/273.
وفي باب النهي عن لبس الحرير والديباج، وآنية الذهب والفضة: عن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/385.
وفي باب الوعيد لمن شرب بآنية الفضة، عن أم سلمة، سيرد 6/301.
وفي النهي عن الميثرة والقسية وحلقة الذهب والمُفْدَم. عن ابن عمر، سلف برقم (5751) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وانظر حديث ابن عمر (4713) وفيه أحاديث الباب في تحريم لبس الحرير.
قال السندي: قوله: وتشميت العاطس، وهو أن يقول: يرحمك الله، إذا حمد.
وإبرار المُقْسِم. بضم الميم وسكون القاف: هو الحالف، وإبرارُه تصديقُه، بمعنى أنه لو حلف أحدٌ على أمر، وأن: تقدر على جعله بارَّا فيه- كما لو أقسم أن لا يفارقك حتى تفعل كذا- فافعل.
والإستبرق والحرير والديباج: كل ذلك من أنواع الحرير.
والميثرة. بكسر ميم، فسكون ياءٍ: وِطَاؤٌ محشوَ، يُترك على رَحْل البعير، تحت الراكب، والحرمة إذا كان من حرير، أو أحمر، كذا قيل.
والقَسي؛ بفتح قاف، وتشديد سين وياء: ثياب فيها حرير، يؤتى بها من مصر، ويقال: إنها منسوبة إلى بلاد يقال لها: القسّ، ويقال: النسبة إلى القزّ، بمعنى الحرير، والزاي والسين أختان.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (6654) ، ومسلم بعد (2066) ،=(30/465)
18506 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ، وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ (1) لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ " (2)
__________
= والترمذي (2809) ، والنسائي في "المجتبى" 7/8، وفي "الكبرى" (4719) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف بالحديث قبله.
(1) في (ق) : مغفور.
(2) حديث صحيح دون قوله: "وله مثل أجر من صلى معه". وهذا إسناد ضعيف. قتادة- وهو ابن دعامة- مدلّس، وقد عنعن، وفي سماعه من أبي إسحاق- وهو السبيعي- نظر، فقد ذكر صاحب "جامع التحصيل" عن البرديجي قوله فيه: حدث عن أبي إسحاق، ولا أدري أسمع منه أم لا، والذي يقرُ في القلب أنه لم يسمع منه، والله أعلم. قلنا: وذكر ابن عدي في "الكامل" 6/2427 أن أصحاب أبي إسحاق رووه عن أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء، وأنه سقط من هذا الإسناد اثنان، والطريق التي أشار إليها ابن عدي مرَت في تخريج الحديث (18516) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/13، وفي "الكبرى" (1610) ، والطبراني في "الأوسط" (8194) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2426 من طرق عن معاذ، بهذا الإسناد.
واقتصر ابنُ عدي على إيراد قوله: "إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم". وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا هشام. تفرد به=(30/466)
• 18507 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وحَدَّثَنِي، عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1)
18508 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} [النساء: 95] " دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا، فَجَاءَ بِكَتِفٍ، فَكَتَبَهَا " قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَشَكَا
__________
= معاذ.
وقوله: "إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم" سيرد ضمن حديث البراء برقم (18518) وإسناده صحيح.
وقوله: "والمؤذن يغفرُ له مدَّ صوته، ويُصدقه من سمعه من رطب ويابس" له شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (6201) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وقوله: "وله مثل أجر من صلى معه" له شاهد لا يُفرح به من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7942) ولفظه: "المؤذن يغفر له مدى صوته، وأجره مثلُ أجرِ مَنْ صَلَّى معه". وفي إسناده جعفر بن الزبير، قال الحافظ في "التقريب": متروك الحديث، وكان صالحاً في نفسه.
وانظر (18516) .
وسيرد مختصراً برقم (18640) .
وانظر الطريق التالية التي زادها عبد الله.
قال السندي: قوله: "من صلى معه" سواءٌ كان إماماً أو مقتدياً بإمام، إذ المقتديان بإمام مصليان معاً. والمراد إن من حضر بأذانه، فله أجره بسبب الدلالة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناده إسناد سابقه، غير أنه من زوائد عبد الله ابن أحمد.(30/467)
ضَرَارَتَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (1) } [النساء: 95]
18509 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ سُورَةَ الْكَهْفِ وَلَهُ دَابَّةٌ مَرْبُوطَةٌ، فَجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تَنْفِرُ، فَنَظَرَ الرَّجُلُ إِلَى سَحَابَةٍ قَدْ غَشِيَتْهُ، أَوْ ضَبَابَةٍ، فَفَزِعَ، فَذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: سَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكَ الرَّجُلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: " اقْرَأْ فُلَانُ، فَإِنَّ السَّكِينَةَ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ، أَوْ عِنْدَ الْقُرْآنِ " (2)
18510 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ فَيْرُوزَ، مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ أَنَّهُ سَأَلَ الْبَرَاءَ عَنِ الْأَضَاحِيِّ، مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بالسماع من البراء في الرواية السالفة برقم (18485) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/210 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2442) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18474) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(30/468)
كَرِهَ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:، أَوْ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِهِ فَقَالَ: " أَرْبَعٌ لَا تُجْزِئُ: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي ". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْقَرْنِ نَقْصٌ أَوْ قَالَ: فِي الْأُذُنِ نَقْصٌ، أَوْ فِي السِّنِّ نَقْصٌ، قَالَ: " مَا كَرِهْتَ، فَدَعْهُ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن عبد الرحمن، وهو ابن عيسى المصري الدمشقي الكبير أبو عمرو- ويقال أبو عمر- وعبيد بن فيروز، فمن رجال أصحاب السنن، وكلاهما ثقة، وقال أحمد في سليمان: ما أحسن حديثه عن البراء في الضحايا. قلنا: وقد صرّح بسماعه من عبيد بن فيروز في هذه الرواية وغيرها، وهذا يدفع قول الليث- فيما سيأتي- إنه سمعه منه بواسطة. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 20/166، وفي "الاستذكار" 15/124 من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد. وقرن بعفّان عاصمَ بنَ علي.
وأخرجه الطيالسي (749) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 9/274- والدارمي (1950) ، وأبو داود (2802) ، والترمذي (1497) ، والنسائي في "المجتبى" 7/214-215، وفي "الكبرى" (4459) و (4460) ، وابن ماجه (3144) ، وابن الجارود (907) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/15، وابن خزيمة (2912) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (876) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة عبيد بن فيروز) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/168، وابن حبان (5922) ، والحاكم 1/467-468، والبيهقي في "السنن" 5/242، وفي "شعب الإيمان" (7329) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/165 من طرق، عن شعبة، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث عبيد بن=(30/469)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فيروز، عن البراء، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه لقلة روايات سليمان بن عبد الرحمن، وقد أظهر عليُّ ابن المديني فضائله وإتقانه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/6 عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري، والنسائي في "المجتبى" 7/215-216، وفي "الكبرى" (4461) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/168، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/165 من طريق ابن وهب، وابن حبان (5919) من طريق أبي
الوليد، والبيهقي في "السنن" 9/274 من طريق يحيي بن عبد الله بن بكير، أربعتهم عن ليث بن سعد، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عبيد بن فيروز، به. وقرن ابنُ وهب بالليث عمرَو بنَ الحارث، وابنَ لهيعة، إلا أن النسائي أبهم ابنَ لهيعة في روايته.
وخالف عثمانُ بن عمر:
فرواه- عند البخاري في "التاريخ الكبير" 6/1، والبيهقي 9/274- عن الليث، عن سليمان، عن القاسم مولى خالد بن يزيد بن معاوية، عن عبيد بن فيروز، فزاد في الإسناد القاسم مولى خالد بن يزيد. قال عثمان بن عمر: فقلت لليث بن سعد: يا أبا الحارث، إن شعبة يروي هذا الحديث عن سليمان ابن عبد الرحمن، سمع عبيد بن فيروز. قال: لا، إنما حدثنا به سليمان، عن القاسم مولى خالد، عن عبيد بن فيروز. قال عثمان بن عمر: فلقيت شعبة، فقلت: إن ليثاً حدثنا بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم، عن عبيد بن فيروز، وجعل مكان "الكسير التي لا تُنقي": "العجفاء التي لا تُنقي". قال: فقال شعبة: هكذا حفظتُه كما حدثت به.
وقال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 20/66 ا-167: أدخل عثمان بن عمر في هذه الرواية بين سليمان وبين عبيد بن فيروز القاسمَ، وهذا لم يذكره غيره ...
وشعبةُ موضعهُ من الإتقان والبحث موضعه، وابنُ وهب أثبت في الليث من عثمان بن عمر، ولم يذكر ما ذكر عثمان بق عمر، فاستدللنا بهذا أن عثمان بن=(30/470)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمر وهم في ذلك، والله أعلم.
وقال البخاري- فيما نقله الترمذي عنه في "العلل" 2/645-: وكان علي ابن عبد الله- وهو المديني- يذهب إلى أن حديث عثمان بن عمر أصح، وما أرى هذا الشيء، لأن عمرو بن الحارث ويزيد بن أبي حبيب رويا عن سليمان ابن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، عن البراء، وهذا عندنا أصح.
قلنا: رواية يزيد بن أبي حبيب عند البخاري في "التاريخ الكبير" 6/1، والترمذي (1497) ، و"العلل الكبير" له 2/644، وأما رواية عمرو بن الحارث فإنما رواها البخاري في "التاريخ" 6/1، والبيهقي 9/274 من طريق أسامة بن زيد، عنه، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبيد بن فيروز، به وأسامة بن زيد - وهو الليثي- صدوق يهم.
وسيرد من طريق عثمان بن عمر، عن مالك، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد بن فيروز، به، برقم (18675) ، سقط منه سليمان بن عبد الرحمن بين عمرو وعبيد، وسيأتي الكلام فيه.
وسيرد أيضا بالأرقام: (18542) و (18543) و (18667) .
وفي الباب عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُضحَّى بعضباء القرن والأذن، سلف برقم (633) .
وعنه أيضاً: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نستشرف العين والأذن، وأن لا نضحي بعوراء، ولا مقابلة، ولا مدابرة، ولا شرقاء، ولا خرقاء. سلف برقم (851) .
وعن عتبة بن عبد السلمي: إنما نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المصفرة والمستأصلة قرنها من أصلها ... سلف (17652) .
قال السندي: قوله: ويدي أقصر من يده، أي: هو أشار بيده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما أشير أنا بيدي، لكن يدي أقصر من يده.
العوراء. بالمد: تأنيث الأعور.
عَوَرُها. بفتحتين: ذهاب بصر إحدى العينين، أي: العوراء التي يكون=(30/471)
18511 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ يَخْطُبُ فَقَالَ: أَخْبَرَنَا الْبَرَاءُ، وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامُوا قِيَامًا حَتَّى يَسْجُدَ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ " (1)
__________
= عوَرُها بيناً ظاهراً، وظاهره أن العَوَر الخفي لا يضرُّ.
ظَلَعها. المشهور على السنة أهل الحديث فتح الظاء واللام، وضبطه أهل اللغة بفتح الظاء وسكون اللام: وهو العرج. قلت: كأَن أهل الحديث راعَوا مشاكلة العَوَر والمَرَض.
والكسيرة: فُسِّر بالمنكسرة الرِّجل التي لا تقدر على المشي، فعيل، بمعنى مفعول، وفي رواية الترمذي بدلها: "العجفاء"، وهي المهزولة، وهذه الرواية اظهر معنى.
لا تُنقي؛ من: أنقى: إذا صار ذا نِقْي، أي: مخ، فالمعنى: التي ما بقي لها مخ من غاية العجف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (718) ، والبخاري (747) ، وأبو داود (620) ، وأبو عوانة 2/178، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (434) ، وابن حبان (2226) و (2227) ، والطبراني في "الصغير" (79) ، وتمام الرازي في "فوائده" (297) (الروض البسام) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (711) ، ومسلم (474) (197) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/167، والبيهقي في "السنن" 2/92، والبغوي في "شرح السنة" (847) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه مسلم (474) (199) ، وأبو داود (622) ، وأبو يعلى (1676) ، وفي "معجم شيوخه" (23) ، وأبو عوانة 2/179، والبيهقي في "السنن" 2/92 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن محارب بن=(30/472)
18512 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، قَالَ: فَجَعَلَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ، وَبِلَالٌ، وَسَعْدٌ. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ، " ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ قَطُّ فَرَحَهُمْ بِهِ "، حَتَّى رَأَيْتُ الْوَلَائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَقُولُونَ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَاءَ. قَالَ: فَمَا قَدِمَ
__________
= دثار، عن عبد الله بن يزيد، به بلفظ: أنهم كانوا يصلون خلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فإذا رفع رأسه من الركوع لم أر أحداً يحني ظهره حتى يضع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جبهته على الأرض ثم يخر مَنْ وراءَه ساجداً. (لفظ مسلم) وبنحو هذا اللفظ سيرد برقم (18657) و (18710) .
وأخرجه الحميدي (725) ، ومسلم (474) (200) ، وأبو داود (621) ، والإسماعيلي في "معجم الشيوخ" (246) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/111-112 من طريق الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، به.
وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (246) أيضا من طريق محمد بن جحادة، عن البراء، به.
وسيرد بالأرقام: (18517) و (18522) و (18657) و (18710) ، وانظر (18581) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8502) .
قال السندي: قوله: ثم يسجدون، أي: ما يقعون في السجود معه، بل يقفون، حتى إذا استقر ساجداً، يقعون في السجود.(30/473)
حَتَّى قَرَأْتُ بِسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ (1)
18513 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بسماعه من البراء.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن سعد في "الطبقات" 4/368، وابن أبي شيبة 14/82 و330 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً أيضاً: الطيالسي (704) ، والبخاري (3924) و (4941) و (4995) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/625، والنسائي في "الكبرى" (11666) - وهو في "التفسير" (686) - والحاكم 2/626، والبيهقي 9/10 من طرق عن شعبة، به. زاد الطيالسي سورة: (والليل إذا يغشى) . ولم يرد اسم "سعد" في رواية البخاري (3924) ، وورد في غيرها، ووقع عند النسائي: "عثمان"، بدل: "عمر" فعقَّب بقوله: الصواب عمر، ليس هو عثمان، ولم يذكر الحاكم بلالاً في روايته، ونسب سعداً فقال: ابن مالك، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
وأخرج ابن أبي عاصم في "الأوائل" (90) عن عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: أول من قدم علينا المدينة مصعب بن عمير، وابنُ أمَ مكتوم، وأمه أم مكتوم، واسمها عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة ابن عامر، من بني مخزوم، وكان ضريراً، كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستخلفه على المدينة، فيصلي ببقايا الناس في أثناء غزواته، استشهد يوم القادسية، وكان يقاتل، وعليه درع حصينة.
وقد سلف مطولاً برقم (3) في مسند أبي بكر الصديق، وسيرد برقم (18568) .
قال السندي: قوله: حتى رأيت الولائد. جمع وليدة، وهي الجارية.
قلنا: وسعد: هو ابن مالك، وهو ابن أبي وقاص.(30/474)
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ وَيَقُولُ: " اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، وَإِذَا (1) أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا " يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ (2)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : وإن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (712) ، وابن سعد في "الطبقات" 2/70-71، والدارمي (2455) ، والبخاري (2836) و (2837) و (4104) و (7236) ، ومسلم (1803) (125) ، والنسائي في "الكبرى" (8857) ، وابن حبان (4535) ، والبيهقي في "السنن" 7/43، وفي "دلائل النبوة" 3/413، والبغوي في "شرح السنة" (3792) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وفي بعض الطرق زيادة: وقد وارى الترابُ بياضَ بطنِه، وزيادة: وثبت الأقدام إن لاقينا.
وهي في الرواية الآتية برقم (18684) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/715 و14/418-419، والبخاري (3034) و (4106) و (6620) ، والنسائي في "الكبرى" (10367) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (533) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3325) و (3326) ، والبيهقي في "السنن" 7/43، وفي "الدلائل" 3/413- 414، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 11/289، والبغوي في "شرح السنة" (3403) من طرق، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3327) من طريق وهب بن=(30/475)
18514 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَسُجُودُهُ، وَمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ " (1)
18515 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَقُولَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ: " اللهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مَاتَ، مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ " (2)
__________
= جرير، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي ليلى، عن البراء، به.
وقد سلف برقم (18475)
وسيرد بالأرقام: (18570) و (18571) و (18572) و (18662) و (18684) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان هو ابن مسلم الصفار، والحكم: هو ابن عتيبة، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" 2/134 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18469) .
قال السندي: قوله: وسجودُه، عطف على مقدر، هو اسم كان، أي: كان ركوعه إذا ركع، وقيامه إذا رفع.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي.=(30/476)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطيالسي (708) ، والدارمي (2683) ، والبخاري (6313) ، والنسائي في "الكبرى" (10611) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (775) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1138) و (1139) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/86-87، وابن حبان (5527) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (708) ، والبيهقي في "الشعب" (4706) ، وفي "الآداب" (850) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ووقع عند الطيالسي: وبرسولك، بدل: وبنبيك.
وأخرجه عبد الرزاق (19829) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1317) - والحميدي (723) ، وابن أبي شيبة 9/75 و10/245-246 و246، والبخاري (7488) ، ومسلم (2710) (58) ، والترمذي (3394) ، والنسائي في "الكبرى" (10609) و (10610) و (10613) و (10614) - وهو في "عمل اليوم والليلة " (773) و (774) و (777) و (778) - والطبراني في "الأوسط" (1517) و (2848) ، وفي "الصغير" (3) من طرق عن أبي إسحاق، بنحوه. زاد بعضهم: "وإن أصبح أصبح وقد أصاب خيراً". وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه البخاري (6315) ، وفي "الأدب المفرد" (1213) ، والبيهقي في "الدعوات" (362) ، والبغوي في "شرح السنة" (1316) من طريق المسيب بن رافع، عن البراء، به.
وسيكرر برقم (18654) ، وسيرد بالأرقام: (18561) و (18587) و (18588) و (18617) و (18651) و (18655) و (18680) .
وفي الباب عن رافع بن خديج عند الترمذي برقم (3395) ، وقال: حسن غريب من حديث رافع.
وفي باب ما يقول عند النوم عن علي أن فاطمة شكت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أثر العجين ... وفيه: "إذا أخذتما مضجعكما سبحتما الله ثلاثاً وثلاثين، وحمدتماه ثلاثاً وثلاثين، وكبرتماه أربعاً وثلاثين" سلف برقم (740) .
وعن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "باسمك ربي وضعت جنبي ... " سلف برقم (7360) .=(30/477)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعنه أيضاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: "اللهم ربَّ السماوات السبع وربَّ الأرض ... " سلف برقم (8960) .
وعن أنس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، وكم ممن لا كافي له ولا مؤوي". سلف برقم (12552) .
وعن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ: "من قال حين يأوي إلى فراشه: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه ... " سلف برقم (11074) وإسناده ضعيف.
قال السندي: قيل: ليس في حديث ذكر الوضوء عند النوم إلا في هذا الحديث، وله فوائد: منها أن يبيت على طهارة، فإن مات يكون على هيئة كاملة، ومنها أن يكون أصدق لرؤياه، وأبعد من تلعُب الشيطان به، وكذا بعد أن يضطجع على شقه الأيمن تحصيلاً ليمن التيمن كما جاء.
أسلمت نفسي إليك، أي: رضيت بتصرفك فيها إمساكاً وإرسالاً.
أمري، أي: شأني كله إليك، فلا مدبر له سواك، فهو تعميم بعد تخصيص بالنسبة إلى إسلام النفس.
وألجأت ظهري، أي: أسندته إلى حفظك وعونك، إذ لا ينفع إلا حماك.
رغبة ورهبة: علة لكل من المذكورات، وإليك متعلق بالرغبة، ومتعلق الرهبة محذوف، أي: منك. والرهبة والخوف والوجل متقاربة معنىً، ثم قد جاء الاختلاف في التقديم، فتقديم الرهبة للإشعار بأنها في الحياة أنفع، كما أن الختم على الرغبة أحسن وأحرى، وتقديمُ الرغبة للإشعار إلى مضمون:
"سبقت رحمتي غضبي". والملجأ مهموز، والمنجا مقصور، ولكن قد يهمز للازدواج، وقد يجعل الأول مقصوراً له أيضا. هذا من حيث أصل الكلمة، وأما من حيث الإعراب، فيجوز فيه خمسة أوجه، كما قالوا في "لا حول ولا قوة إلا بالله". أي: لا مهرب ولا ملاذ ولا مخلص عن عقوبتك إلا برحمتك.
على الفطرة، أي: دين الإسلام.(30/478)
18516 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقٍ، أَوْ مِنْحَةَ لَبَنٍ، أَوْ هَدَى زُقَاقًا فَهُوَ كَعِتَاقِ نَسَمَةٍ. وَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَهُوَ كَعِتَاقِ نَسَمَةٍ "
قَالَ: وَكَانَ يَأْتِي نَاحِيَةَ الصَّفِّ إِلَى نَاحِيَتِهِ، يُسَوِّي صُدُورَهُمْ، وَمَنَاكِبَهُمْ يَقُولُ: " لَا تَخْتَلِفُوا، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ "
قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ "
وَكَانَ يَقُولُ: " زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن طلحة- وهو ابن مصرف، وإن كان ضعيفا- تابعه شعبة في الرواية رقم (18518) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه بتمامه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/178، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 4/86 من طريقين عن محمد بن طلحة، بهذا الإسناد. وفي رواية العقيلي: "من قال: لا إله إلا الله.... عشر مرات".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7202) ، وفي "مسند الشاميين" (767) من طريقين عن طلحة بن مصرف، به.
وأخرجه دون قوله: "زيِّنوا القرآن بأصواتكم" يعقوبُ بن سفيان 3/177-178، والطبراني في "الأوسط" (2611) من طريق جرير بن حازم، عن زُبيد بن الحارث، عن طلحة بن مصرف، به، وعند الطبراني تحديد - قول: "لا إله إلا الله ... بعشر مرات". وقال: لم يرو هذا الحديث عن زُبيد=(30/479)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إلا جرير. قلنا: وسيرد مختصراً من طريق جرير برقم (18621) .
وأخرجه دون قوله: "من قال لا إله إلا الله...." أبو نعيم في "الحلية" 5/27 من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه أبي إسحاق، عن طلحة ابن مصرف، به. كذا في مطبوع الحلية، والظاهر أنه سقط من لفظة "عن" منه، وأن الصواب عن أبيه، عن أبي إسحاق. قال أبو نعيم: رواه الجم الغفير عن طلحة، ثم ذكر منهم نحو ثلاثين.
وأخرجه دون قوله: "لا تختلفوا ... " وقوله: "زينوا القرآن ... ": هنَادُ بنُ السريّ في "الزهد" (1070) من طريق محمد بن عجلان، عن أبان بن صالح، عن البراء بن عازب.
وقوله: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ... " إلى آخر الحديث أخرجه الحاكم 1/573 من طريق عبد الصمد بن النعمان، عن محمد بن طلحة، به.
و1/573 و574 من طرق عن طلحة بن مصرف، به.
وقوله: "إن الله وملائكته ... " و"زينوا القرآن ... " أخرجه الحاكم 1/572 من طريق أبي إسحاق، عن طلحة، به.
وقوله: "من منح منحة ... " أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص18-19 من طريق قرة بن حبيب، عن محمد بن طلحة، به.
وأخرجه الترمذي (1957) ، وتمام الرازي (539) (الروض البسام) من طريق أبي إسحاق السبيعي، وابن حبان (5096) من طريق زبيد اليامي، وتمام الرازي (540) و (541) من طريق مالك بن مغول، ثلاثتهم عن طلحة بن مصرف، به. قال الترمذي: حسن صحيح، غريب من حديث أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرف، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقوله: "من قال لا إله إلا الله ... " أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1718) من طريق سليمان بن حرب، والحاكم 1/501 من طريق الحسن بن عطية، كلاهما عن محمد بن طلحة، به. وجاء عند الحاكم: من قال: "لا إله إلا الله.... عشر مرات". وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه،=(30/480)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فتعقبه الذهبي بقوله: الحسن ضعَّفه الأزدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/301 و310 و13/459، والنسائي في "الكبرى" (9953) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (125) - وابن حبان (850) ، والطبراني في "الدعاء" (1716) و (1717) و (1719- 1724) ، وتمام الرازي (1560) و (1561) (الروض البسام) من طرق عن طلحة بن مصرف، به، وفي أكثر هذه الروايات: "عشر مرات".
وقوله: "إن الله وملائكته يصلون ... " أخرجه تمام الرازي (313) ، والبيهقي 3/103 من طريق مالك بن مِغوَل، وتمام (314) من طريق أبي إسحاق، وابنُ حبان (2157) من طريق زبيد اليامي، ثلاثتهم عن طلحة بن مصرف، به.
وقوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص50 عن قرة بن حبيب، عن محمد بن طلحة، به، وسلف برقم (18494) وإسناده صحيح وذكرنا تتمة تخريجه وأحاديث الباب هناك.
وسيرد الحديث بتمامه من طريق شعبة، عن طلحة، به برقم (18704) ، وإسناده صحيح. وبتمامه دون قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" برقم (18518) وإسناده صحيح كذلك.
وسيرد مقطعاً بالأرقام (18531) و (18616) و (18621) و (18643) و (18646) و (18665) و (18709) وانظر (18507) .
وفي الباب في قوله: "من منح منيحة.." عن النعمان بن بشير سلف برقم (18403) وانظر معنى ألفاظه هناك.
وفي الباب في قوله: "من قال لا إله إلا الله...." عن أبي هريرة مرفوعاَ بلفظ: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مئة مرة، كانت له عدل عشر رقاب ... " سلف برقم (8008) وهو متفق عليه. ويوافقه حديث البراء: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كان=(30/481)
18517 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ، يَخْطُبُ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ، وَكَانَ غَيْرَ كَذُوبٍ، " أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا صَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَامُوا قِيَامًا حَتَّى يَرَوْهُ قَدْ سَجَدَ، فَيَسْجُدُوا " (1)
18518 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: طَلْحَةُ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْسَجَةَ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقٍ، أَوْ مَنَحَ وَرِقًا، أَوْ هَدَى زُقَاقًا، أَوْ سَقَى لَبَنًا، كَانَ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ، أَوْ نَسَمَةٍ. وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ، أَوْ نَسَمَةٍ "
قَالَ: وَكَانَ يَأْتِينَا إِذَا قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ، فَيَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا، أَوْ صُدُورَنَا، وَكَانَ يَقُولُ: " لَا تَخْتَلِفُوا، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ "
وَكَانَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
__________
= له كعدل رقبة" والذي سيرد برقم (18518) بإسناد صحيح. وفي قوله: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم" عن النعمان بن بشير سلف برقم (18389) وإسناده صحيح.
وفي قوله: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول" عن النعمان بن بشير سلف برقم (18364) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وقد سلف برقم (18511) .(30/482)
الصَّفِّ الْأَوَّلِ، أَوِ الصُّفُوفِ الْأُوَلِ، " (1)
18519 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمَّى الْمَدِينَةَ يَثْرِبَ، فَلْيَسْتَغْفِرِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، هِيَ طَابَةُ هِيَ طَابَةُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وروى له أصحاب السنن، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وطلحة: هو ابن مصرف.
وأخرجه بتمامه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/177 عن مسلم ابن إبراهيم، عن شعبة، بهذا الإسناد. دون قوله: "عشر مرات".
وأخرج منه قوله: "من منح منحة ... " و"من قال لا إله إلا الله ... ": الطيالسي (740) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (3385) - عن شعبة، به.
وأخرج منه قوله: "لا تختلفوا ... " و"إن الله وملائكته يصلون ... ": الطيالسي (741) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/103- والدارمي (1264) من طريق أبي الوليد، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرج منه قوله: "من منح منحة ... " الخرائطي في "مكارم الأخلاق "ص18-19، والبغوي في "شرح السنة" (1663) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الرحمن بن عوسجة) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرج منه قوله: "من قال: لا إله إلا الله ... ": الطبراني في "الدعاء" (1715) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به، وقد سلف بتمامه برقم (18516) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(2) إسناده ضعيف، لضعف يزيد بن أبي زياد، ولاضطرابه فيه، وبقية رجاله ثقات، غير إبراهيم بن مهدي- وهو المِصِّيصي- فمختلف فيه، فقد وثقه=(30/483)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبو حاتم وابن قانع وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/71، وذكره العقيلي في "الضعفاء" 1/68 ونقل عن ابن معين قوله: جاء بمناكير.
وأخرجه ابنُ شَبة في "تاريخ المدينة" 1/165، وأبو يعلى (1688) ، وابنُ عدي في "الكامل" 7/2730 من طريق أحمد بن إبراهيم، الموصلي، عن صالح بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن شَبّة أيضاً في "تاريخ المدينة" 1/164-165 من طريق إسماعيل بن زكريا، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى بنحوه مرسلاً. لم يذكر البراء.
وأخرجه بنحوه ابن مردويه في "التفسير"- فيما نقله الحافظ في "القول المسدد في الذبّ عن مسند الإمام أحمد" ص65- من طريق أبي يوسف القاضي، عن يزيد بن أبي زياد، فقال: عن ابن عباس، بدل البراء.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/300، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات! قلنا: يزيد بن أبي زياد ضعفوه.
قال السندي: قوله: يثرب. كُره هذا الاسم، لأن التثريبَ: التوبيخُ، وجاء الفعل في هذا المعنى: ثرب، مخففاً ومشدداً، فهو يُنبئ بمادته عن معنىً غيرِ لائق، فلا ينبغي إطلاقُه على بلدة خصَّها الله تعالى نبيَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشَرَّفَها به، ثم الحديث ذكره ابنُ الجوزي في "الموضوعات"، وأعلَّه بيزيد بن أبي زياد. قال الحافظ [في "القول المسدد" ص64] : لم يُصب، فإن يزيد. وإن ضعَّفه بعضهم من قبل حفظه، وبكونه كان يُلَقَّن في آخر عمره، فلا يلزم من ذلك أن يكون كلُ ما رواه موضوعاً. ثم استشهد له بحديث الصحيحين: "أُمِرْتُ بقرية تأكل القُرى، يقولون: يثرب، وهي. المدينة". انتهى. قلت (القائل السندي) : والحديث في المناقب، فالضعف فيه محتمل، والوضع غيرُ لازم، والله تعالى أعلم.
قلنا: حديث الصحيحين الذي ذكره السندي هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه، السالف برقم (7232) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. ونزيد هنا حديث=(30/484)
18520 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَنَتَ فِي الصُّبْحِ، وَفِي الْمَغْرِبِ " (1)
18521 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ أَنَّ مَطَرَ (2) بْنَ نَاجِيَةَ، اسْتَعْمَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَلَى الصَّلَاةِ أَيَّامَ ابْنِ الْأَشْعَثِ، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَامَ قَدْرَ مَا أَقُولُ أَوْ يقول (3) وَقَدْ قَالَ قَدْرَ قَوْلِهِ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدَهُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ "
قَالَ الْحَكَمُ فَحَدَّثْتُ ذَاكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، فَقَالَ:
__________
= جابر بن سمرة مرفوعاً: "إن الله تبارك وتعالى سمَّى المدينة طابة"، سيرد 5/89.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن إدريس: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 2/318، والطبراني في "تهذيب الآثار" في مسند ابن عباس (558) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18470) ، وسيرد أيضا برقم (18652) .
(2) في (م) : الحكم بن مطر، وهو خطأ.
(3) كلمة "يقول" سقطت من (م) .(30/485)
حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، قَالَ: " كَانَ رُكُوعُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَسُجُودُهُ وَمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ " (1)
18522 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ، يَخْطُبُ فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ، فَكَانَ غَيْرَ كَذُوبٍ، " أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا صَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَامُوا قِيَامًا حَتَّى يَرَوْهُ سَاجِدًا، ثُمَّ سَجَدُوا (2) " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عُتيبة الكندي، وأبو عبيدة المذكور في القصة: هو ابن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/197-198، وفي "الكبرى" (652) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. دون ذكر القصة والدعاء.
وأخرجه الطيالسي (736) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/122- ومسلم (471) (194) ، وأبو عوانة 2/134، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5041) ، والبيهقي أيضا 2/98، من طرق، عن شعبة، به. ووقع عند الطيالسي: فكان إذا رفع رأسه من الركوع أطال القيام. وسلف برقم
(18469) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وقوله: "اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات ... " سلف من حديث ابن عباس برقم (2440) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(2) في (ق) ، وهامش (س) : يسجدوا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/96 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (18511) .(30/486)
18523 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، قَالَ: فَأَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ: " اجْعَلُوا حَجَّكُمْ عُمْرَةً " قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ، فَكَيْفَ نَجْعَلُهَا عُمْرَةً؟ قَالَ: " انْظُرُوا مَا آمُرُكُمْ بِهِ، فَافْعَلُوا " فَرَدُّوا عَلَيْهِ الْقَوْلَ، فَغَضِبَ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ غَضْبَانَ، فَرَأَتِ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَتْ: مَنْ أَغْضَبَكَ أَغْضَبَهُ اللهُ؟ قَالَ: " وَمَا لِي لَا أَغْضَبُ وَأَنَا آمُرُ بِالْأَمْرِ، فَلَا أُتَّبَعُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف. سماع أبي بكر بن عياش من أبي إسحاق- وهو السبيعي- ليس بذاك القوي، فيما ذكر ابنُ أبي حاتم عن أبيه في "العلل" 1/35، ثم إن أبا إسحاق لم يصرح بسماعه من البراء.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ" (308) مختصراًً، وابن ماجه (2982) ، والنسائي في "الكبرى" (10017) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (189) - وأبو يعلى (1672) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/162 من طرق، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/233 ونسبه لأبي يعلى، وفاته أن ينسبه لأحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4822) . وقد ذكرنا هذا الحديث في أحاديث الباب هناك، وحسنا إسناده، فليصحح من هنا.
قال السندي: قوله: وقد أحرمنا بالحج: الظاهر أنهم لما رأوه ثبت على إحرامه، زعموا أنه أمرهم بالفسخ شفقةً عليهم، وأن الثبات على الإحرام هو الأولى، فلذلك اختاره لنفسه، كما كان في الوصال، فاختاروا الثبات على الإحرام، واعتذروا لذلك بما اعتذروا، وإلا فتوهّم الخلاف عليهم بعيد.(30/487)
18524 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَوْثَقُ؟ "، قَالُوا: الصَّلَاةُ، قَالَ: " حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا؟ " قَالُوا: الزَّكَاةُ، قَالَ: " حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا؟ " قَالُوا: صِيَامُ رَمَضَانَ. قَالَ: " حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ؟ " قَالُوا: الْحَجُّ، قَالَ: " حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ؟ " قَالُوا: الْجِهَادُ، قَالَ: " حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ؟ " قَالَ: " إِنَّ أَوْثَقَ (1) عُرَى الْإِيمَانِ (2) أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ " (3)
__________
(1) في (م) : أوسط، في الموضعين، وهو خطأ.
(2) في نسخة في (س) : الإسلام.
(3) حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سُلَيم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، وعمرو بن مرة: هو المرادي، وأخرجه الطيالسي (747) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (14) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن عبد البر في "التمهيد"
17/431 من طريق إسماعيل بن زكريا، كلاهما عن ليث بن أبي سُلَيم، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/41 و13/229، وفي "الإيمان" (110) عن ابن فضيل، عن ليث بن أبي سُليم، عن عمرو بن مرة، عن البراء لم يذكر معاوية ابن سويد.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (329) عن أبي اليسع المكفوف، عن عمرو بن مرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (13) من طريق أبي شيخ الحراني، حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سُليم، عن عمرو بن مرة، عن معاوية=(30/488)
18525 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِيَهُودِيٍّ
__________
= ابن سويد قال: أراه قال: عن أبيه، الشك من أبي شيخ قال: كنا جلوساً.... فذكره. قلنا: وأبو شيخ الحراني هو عبد الله بن مروان. ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/345 وقال: يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/89 وقال: رواه أحمد، وفيه ليث ابن أبي سليم، وضعفه الأكثر.
وله شاهد من حديث أبي ذر سيرد 5/146 بلفظ: "أحبُّ الأعمالِ إلى الله عز وجل الحب في الله والبغض في الله".
وآخر من حديث معاذ بنحوه سيرد 5/247 ولفظه: "أفضلُ الأعمال أن تحب لله وتبغض في الله ... ".
وثالث من حديث ابن مسعود عند الطيالسي (378) ، والطبراني في "الكبير" (10531) ، وفي "الأوسط" (4476) ، وفي "الصغير" (624) ، والحاكم في "المستدرك" 2/480، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/430، ومن وجه آخر عن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10357) .
ورابع من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11537) ، والبغوي في "شرح السنة" (3468) .
وسلف حديث عمرو بن الجموح مرفوعاً برقم (15549) ، ولفظه: "لا يحق العبدُ حقَّ صريح الإيمان حتى يُحبَّ لله تعالى ويُبغض لله ... ".
وسلف حديث سهل بن معاذ عن أبيه برقمي (15617) و (15638) مرفوعاً بلفظ: "من أعطى لله تعالى، ومنع لله تعالى، وأحب لله تعالى، وأبغض لله تعالى، وأنكح لله تعالى، فقد استكمل إيمانه".
قال السندي: قوله: "وما هي بها" الباء زائدة في خبر ما، أي: وما هي، أي: الصلاة، تلك الحسنة التي هو أوثق العرى، وأما قوله: "وما هو به"، أي: ذاك العمل الذي هو أوثق العرى.(30/489)
مُحَمَّمٍ (1) مَجْلُودٍ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ: " أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِي فِي كِتَابِكُمْ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَدَعَا رَجُلًا مِنْ عُلَمَائِهِمْ، فَقَالَ: " أَنْشُدُكَ بِاللهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِي فِي كِتَابِكُمْ؟ " فَقَالَ: لَا وَاللهِ، وَلَوْلَا أَنَّكَ أَنْشَدْتَنِي بِهَذَا لَمْ أُخْبِرْكَ، نَجِدُ حَدَّ الزَّانِي (2) فِي كِتَابِنَا الرَّجْمَ، وَلَكِنَّهُ كَثُرَ فِي أَشْرَافِنَا، فَكُنَّا إِذَا أَخَذْنَا الشَّرِيفَ، تَرَكْنَاهُ، وَإِذَا أَخَذْنَا الضَّعِيفَ، أَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَقُلْنَا: تَعَالَوْا حَتَّى نَجْعَلَ شَيْئًا نُقِيمُهُ عَلَى الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى التَّحْمِيمِ (3) وَالْجَلْدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوهُ " قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [المائدة: 41] إِلَى قَوْلِهِ: {يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} [المائدة: 41] يَقُولُونَ: ائْتُوا مُحَمَّدًا فَإِنْ أَفْتَاكُمْ بِالتَّحْمِيمِ، وَالْجَلْدِ، فَخُذُوهُ، وَإِنْ أَفْتَاكُمْ بِالرَّجْمِ، فَاحْذَرُوا، إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] قَالَ فِي الْيَهُودِ إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45] ، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47] قَالَ: " هِيَ فِي الْكُفَّارِ
__________
(1) في هامش (س) : مسخّم، قلنا: وكلاهما بمعنى، يعني مسوَّد الوجه، من الحُمة: الفحمة. انظر "النهاية" لابن الأثير.
(2) في (ظ13) : لم أخبرك بحدِّ الزاني.
(3) في هامش (س) : التسخيم.(30/490)
كُلُّهَا " (1)
18526 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: " اهْجُ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الخارفي الهمداني الكوفي.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 6/501 و14/148، ومسلم (1700) ، وأبو داود (4448) ، والنسائي في "الكبرى" (7218) و (11144) - وهو في "التفسير" (164) - وابن ماجه (2327) و (2558) ، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (141) ، والطبري في "التفسير" (11922) و (11939) و (12022) و (12034) و (12036) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 2/468 و469- وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/246، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/394-395 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقرن ابن أبي شيبة بأبي معاوية وكيعاً، وسيرد من طريق وكيع برقم (18562) .
وأخرجه بنحوه ومختصراً أبو داود (4447) ، والطبري في "التفسير" (11922) و (11939) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 2/469- والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/142، و"شرح مشكل الآثار" (4541) من طرق، عن الأعمش، به.
وسيرد بالأرقام: (18529) و (18562) و (18663) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4498) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم=(30/491)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الضرير، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/298، والطبراني في "الأوسط" (3132) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/31 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الشيباني إلا أبو معاوية.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/697 عن علي بن مسهر، عن أبي إسحاق الشيباني، به.
وعلقه البخاري في الصحيح (4124) بصيغة الجزم، فقال: وزاد إبراهيم ابن طهمان، عن الشيباني، به، ووصله النسائي في "الكبرى" (8294) من طريقه، عن أبي إسحاق الشيباني، به. وفي روايته: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قُرَيْظَةَ لحسان: ...
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/298، وابن حبان (7146) ، والطبراني في "الكبير" (3590) ، والحاكم 3/487 من طريق عيسى ابن عبد الرحمن السلمي، والطبراني في "الأوسط" (1231) ، وفي "الصغير" (119) من طريق عمران بن ظبيان، كلاهما عن عدي بن ثابت، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عليه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6025) ، والطبراني في "الكبير" (3589) من طريق يزيد بن زريع، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء، عن حسان أن النبي قال لي: اهج المشركين ... ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 2/34-35 و3/62 من الزيادات. قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/250 و258: هذا خطأ، ولا أدري الخطأ من يزيد أو من شعبة، غير أن الخَلقَ من أصحاب شعبة روى عن شعبة، عن عدي، عن البراء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال لحسان، وهذا الصحيح.
وسيكرر برقم (18697) .
وسيرد من طريق شعبة، عن عدي، به بالأرقام (18650) و (18689) و (18690) .=(30/492)
18527 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: " أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، فَقَرَأَ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " (1)
18528 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ
__________
= ومن طريق أبي إسحاق السبيعي عن البراء بالرقمين (18642) و (18678) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7644) .
وعن حسان وعائشة، سيرد على التوالي 5/222، 6/72.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويحيي ابن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/79-80، والشافعي في "السنن" (90) و (91) ، ومسلم (464) (176) ، وابن ماجه (834) ، والترمذي (310) ، والنسائي في "المجتبى" 2/173، وفي "الكبرى" (11682) - وهو في "التفسير" (702) ، وأبو عوانة 2/154، والبيهقي في "معرفة السنن" (4821) و (4822) من طرق عن يحيى الأنصاري، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.
ورواه أيضاً عن سفيان بن عيينة، واختلف عنه:
فرواه محمد بن الصباح عند ابن ماجه (834) ، وعلي بن خشرم عند ابن خزيمة (522) و (1590) ، وعيسى بن جعفر عند الإسماعيلي في "معجمه" 2/521-522، ثلاثتهم عنه، عن يحيي بن سعيد الأنصاري، به، وفيه: العشاء.
ورواه الحميدي (726) عنه، عن يحيي الأنصاري، به، وفيه: المغرب.
ورواه بلفظ "المغرب" أيضاً أبو خالد الأحمر، كما سيرد في الرواية التالية، وذكر الحافظ في "التقريب" أنه صدوق يخطئ، وهذا من خطئه.
وقد سلف برقم (18503) .(30/493)
عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " (1)
18529 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47] قَالَ: " هِيَ فِي الْكُفَّارِ كُلُّهَا " (2)
18530 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، (3) حَدَّثَنَا قَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّهْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْشُوا
__________
(1) صحيح دون قوله: "المغرب" فشاذ، فقد خالف فيه أبو خالد الأحمر - وهو سليمان بن حيان - الرواةَ عن يحيى بن سعيد الأنصاري كما سلف في الرواية (18527) فقد قالوا: العشاء لا المغرب، وأبو خالد الأحمر صدوق يخطئ فيما ذكر الحافظ ابن حجر في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وسلف برقم (18503) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف مطولاً برقم (18525) .
(3) لم يرد هذا الحديث في (ظ13) ولا (ق) ، وقد أُلحق في هامش (س) .(30/494)
السَّلَامَ تَسْلَمُوا، وَالْأَشَرَةُ شَرُّ (1) " (2)
__________
(1) في (م) : أشر.
(2) إسناده حسن من أجل قنان بن عبد الله النهمي- نسبة إلى نَهْم: بطن من همدان - فقد روى عنه جمع، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/344، ووثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي في "الكامل" 6/2075: عزيز الحديث، ليس يتبين على ما مقدار ماله من ضعف، وسيرد قول يحيي بن آدم فيه عقب الحديث بعده، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عوسجة، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (787) و (1266) ، وأبو يعلى (1687) ، وابن حبان (491) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (197) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/277 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقرن البخاري بأبي معاوية مروان َ بن معاوية الفزاري، وزاد قول أبي معاوية: والأشرة: العبث، ووقعت عند أبي يعلى: كثرة العبث، وفي مطبوع أبي الشيخ: كثرة العتب، وعند أبي نعيم: كثرة اللعب. ولم يذكر ابن حبان لفظ: "والأشرة شر".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (477) (979) ، وأبو يعلى في "معجم الشيوخ" (299) ، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/489 (في ترجمة قنان) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (718) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8757) من طرق عن قنان، به. قال العقيلي: والمتنُ معروف بغير هذا الإسناد في إفشاء السلام بأسانيد جيدة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/29 ونسبه لأحمد وأبي يعلى، وقال: ورجاله ثقات.
وانظر (18644) .
وقد سلف الأمر بإفشاء السلام من حديث ابن عمرو برقم (6587) .
قال السندي: قوله: "والأشرة": هكذا في النسخ، والظاهر: والأشر، بلا=(30/495)
18531 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا قَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّهْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، أَوْ مَنَحَ مِنْحَةً، أَوْ هَدَى زُقَاقًا، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً " (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " كَانَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَلِيلَ الذِّكْرِ لِلنَّاسِ مَا سَمِعْتُهُ ذَكَرَ أَحَدًا غَيْرَ قَنَانٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا يَوْمًا (2) : لَيْسَ هَذَا مِنْ بَابَتِكُمْ " (3)
__________
= تاء، وهو البطر والتكبر الذي يؤدي إلى ترك السلام، ويمكن أن يُجعل للمرَة من الأشر، أي: القليل من الأشَر شرٌ، فكيف الكثير؟! فتستقيم التاء، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عوسجة، وقنان بن عبد الله النهمي، وقد سلف الكلام عليهما في الحديث قبله.
قلنا: قد توبع في الرواية السالفة برقم (18518) .
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (890) من طريق الفزاري، عن قنان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (18516) .
(2) أقحم في (م) بعد كلمة "يوماً" لفظ: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو إقحام قبيح.
(3) قول أحمد هذا موجود في "العلل" له 3/148.
وأخرجه ابن عدي في، الكامل" 6/2075 من طريق عبد الله بن أحمد،=(30/496)
18532 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ، وَنَهَى عَنْ سَبْعٍ، قَالَ: " نَهَى عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَآنِيَةِ الذَّهَبِ، (1) وَعَنْ لُبْسِ الدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ وَالْإِسْتَبْرَقِ، وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَعَنْ رُكُوبِ الْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ. وَأَمَرَ بِسَبْعٍ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَرَدِّ السَّلَامِ وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، (2) وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي " (3)
__________
= عن أبيه.
وذكره المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة قنان) .
قال السندي: قوله: ليس هذا من بابتكم. في "الصحاح": يقال: هذا شيءٌ من بابتكم، أي: يصلح لكم، وفي "القاموس": والباب والبابة في الحساب والحدود: الغاية، ثم ذكر: وهذا بابته، أي: يصلح له. والظاهر أنه بيَّنَ أنه ليس بثقة يصلح لأخذ الحديث منه.
(1) قوله: "وآنية الذهب" ليس في (ظ13) ، وقد استدرك في هامش (س) وجاء فوقه علامة الصحة.
(2) في (ظ 13) وهامش (س) : القسم. قلنا: ورواية مسلم: القَسَم أو المُقْسِم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه بتمامه ومختصراً: ابن أبي شيبة 3/235، 8/210، 346، 465، 624، والبخاري (6235) ، ومسلم بعد (2066) ، والترمذي (1760) ، وابن ماجه (3589) ، وأبو عوانة 2/71 و5/441، 442، والبيهقي 3/266-267 و267 و6/94 و10/108، وفي "شعب الإيمان" (8755) ،=(30/497)
18533 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي يَوْمِ نَحْرٍ فَقَالَ: " لَا يَذْبَحَنَّ أَحَدٌ حَتَّى نُصَلِّيَ "، فَقَامَ خَالِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا يَوْمٌ اللَّحْمُ فِيهِ مَكْرُوهٌ، وَإِنِّي عَجَّلْتُ، وَإِنِّي ذَبَحْتُ نَسِيكَتِي لِأُطْعِمَ أَهْلِي وَأَهْلَ دَارِي، أَوْ أَهْلِي وَجِيرَانِي، فَقَالَ: " قَدْ فَعَلْتَ فَأَعِدْ ذَبْحًا آخَرَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عِنْدِي عَنَاقُ لَبَنٍ هِيَ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، أَفَأَذْبَحُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَهِيَ خَيْرُ نَسِيكَتَيكَ (1) ، وَلَا تَقْضِي جَذَعَةٌ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ " (2)
__________
= وفي "الأربعون الصغرى" (92) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" 26/175 من طرق عن الشيباني، به. قال الترمذي: حديث البراء حديث حسن صحيح.
قلنا: وليس في الطرق المذكورة لفظ "وآنية الذهب"، وقد أشرنا آنفاً إلى أنها لم ترد في النسخة (ظ 13) .
وسيرد النهي عن آنية الذهب والفضة في الروايتين (18645) و (18649) .
قوله: ورد السلام: قال البيهقي في "شعب الإيمان": قاله سفيان الثوري عن زهير بن معاوية، وأبو عوانة وليث بن أبي سليم، عن أشعث: وإفشاء السلام، ورواه شعبة عن أشعث، فقال: وردّ السلام، والجماعةُ أولى بالحفظ من الواحد.
قلنا: سترد رواية سفيان برقم (18644) .
وقد سلف برقم (18504) .
(1) في (م) و (ص) : نسيكتك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود- وهو ابن أبي هند- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.=(30/498)
18534 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، وَلَمَّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، كَأَنَّ (1) عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَتَّى يَجْلِسَ
__________
= وأخرجه الترمذي (1508) ، وأبو يعلى (1661) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن لا يُضحَى بالمصر حتى يصلي الإمام، وقد رخّص قوم من أهل العلم لأهل القرى في الذبح إذا طلع الفجر، وهو قول ابن المبارك.
وقد أجمع أهل العلم أن لا يجزئ الجذع من المعز، وقالوا: إنما يجزئ الجذع من الضأن.
وقد سلف برقم (18481) .
قال السندي: قوله: اللحم فيه مكروه، أي: طَلَبُ اللَّحْم فيه من الغير شاقٌّ، وقيل: والصواب: مقروم، أي: مشتهى.
فأعذ ذِبْحاً، بكسر الذال المعجمة، بمعنى الذبيحة، أو بفتحها، بمعنى الفعل.
(1) في (م) و (ق) : وكأن، وهي نسخة في (س) .(30/499)
عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، (1) اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ ". قَالَ: " فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا، فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ " قَالَ: " فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ، يَعْنِي بِهَا، عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ". قَالَ: " فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ، فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟
__________
(1) في (ص) و (ق) : المطمئنة.(30/500)
فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ، فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي (1) السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ ". قَالَ: " فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا، وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ". قَالَ: " وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ (2) بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ (3) حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي، وَمَالِي ". قَالَ: " وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَبٍ ". قَالَ: " فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ
__________
(1) في (ظ 13) : من.
(2) في (ق) : الذي يجيء.
(3) قوله: "رب أقم الساعة" جاء مكرراً في (ظ 13) .(30/501)
عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ، فَلَا يُفْتَحُ لَهُ "، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40] فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ". ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ، فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31] " فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ، فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ، فَافْرِشُوا (1) لَهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا، وَسَمُومِهَا، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ، هَذَا يَوْمُكَ
__________
(1) في (ظ13) : فأفرشوه، بدل: فأفرشوا له.(30/502)
الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ (1) بِالشَّرِّ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ " (2)
__________
(1) في (ق) : الذي يجيء.
(2) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وزاذان: هو أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكندي، مولاهم.
وأخرجه بتمامه ومختصراً: ابن أبي شيبة 3/310 و374 و380-382، و10/194، وهناد في "الزهد" (339) ، والمروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1219) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص29، وأبو داود (4753) ، والطبري في "التفسير" (20764) ، وفي "تهذيب الآثار" (721) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص119، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة"
2/459- والآجري في "الشريعة" ص367-370 و370، وابن منده في "الإيمان" (1064) ، والحاكم في "المستدرك" 1/37-38، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (2140) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (21) (44) ، وفي "شعب الإيمان" (395) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال البيهقي في "الشعب": هذا حديث صحيح الإسناد، وقال ابن منده: هذا إسناد متصل مشهور، رواه جماعة عن البراء، وكذلك رواه عدّة عن الأعمش، وعن المنهال ابن عمرو، والمنهالُ بنُ عمرو: هو الأسدي، مولاهم، الكوفي، أخرج عنه البخاري ما تفرَد به، وزاذان أخرج عنه مسلم، وهو ثابت على رسم الجماعة.
ورُوي هذا الحديث عن جابر، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وأنس بن مالك، وعائشة رضي الله عنهم.
قلنا: وقد وقع في مطبوع ابن أبي شيبة ص 374: حدثنا أبو معاوية عن ابن نمير، وهو خطأ، صوابه: وابن نمير.
وأخرجه الطيالسي (753) ، وأبو داود (3212) و (4753) ، والطبري في=(30/503)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "التفسير" (20763) و (20765) و (20780) و (20787) ، وفي "تهذيب الآثار" (718) و (720) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص119، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 2/459- والحاكم في "المستدرك" 1/38 و39، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (20) و (21) من طرق عن الأعمش، به. زاد جرير عن الأعمش، عند أبي داود (4753) : "ثم يقيض له أعمى أبكم، معه مرزبة من حديد، لو ضُرب بها جبل، لصار تراباً" وسترد هذه الزيادة ضمن سياق الرواية (18614) .
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 4/78، وابن ماجه (1549) من طريق عمرو بن قيس، عن المنهال، به.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (723) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (396) من طريق عيسى بن المسيب، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، به. وفيه ذكر اسم الملكين: منكر ونكير.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (5221) وقال: حديث حسن، رواتُه محتج بهم في الصحيح.
قال ابن حزم في "المحلّى" 1/22: لم يروِ أحد أن في عذاب القبر ردَ الروح إلى الجسد إلا المنهال بن عمرو، وليس بالقوي، فتعقبه ابن القيم في "الروح" ص76 بقوله: هذا من مجازفته، وقال: الحديثُ صحيحٌ لا شكَّ فيه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/49-50 وقال: هو في الصحيح باختصار، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وقد سلف مختصراً برقم (18482) ، وهو الذي أشار إليه الهيثمي.
وسيرد بالأرقام (18535) و (18536) و (18614) و (18615) و (18625) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8769) .
قال السندي: قوله: ولما يُلحد، على بناء المفعول، مجزوم بلمّا النافية.=(30/504)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ينكت، أي: يضرب الأرض بطرفه، وهذا يفعله المتفكر المهموم.
كما تسيلُ القَطْرة، أي: تخرج بسهولة.
فيجعلوها في ذلك ... يدل على أن الروح يكفن ويحنط، كالجسد.
فيُشيّعه، بالتشديد، أي: تبعه، تكريماً له.
أنْ صدق عبدي. "أن" تفسيرية، أو مصدرية، بتقدير الباء، أي: نادى بأن صدق، أو بتقدير اللام، أي: لأجل أنْ صدق في الدنيا أو فيما قال في الحال أفرشوه.
فأفرشوه: هو بهمزة قطع، أي: اجعلوا له فراشاً من فُرُش الجنة.
وألبسوه: يؤيد ما قيل: إن الميت يُلبَس غيرَ الكفن، وعدم الظهور عند أعيننا لا يضرُّ في ذلك، كما لا يضر عدمُ رؤية أحدنا جبريلَ عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حضوره عنده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فيأتيه من رَوْحها، أي: ما لا يوصف كُنهه، فأبهم لذلك، ويحتمل أن تكون "من" تبعيضية، أو زائدة، عند من جوّز.
المُسُوح، بضمتين، جمع مِسح، بكسر الميم: كساء معروف، وقال النووي: هو ثوب من الشعر غليظ معروف.
السَّفود؛ ضبط بفتح السين، وتشديد الفاء: حديدة يُشوى بها اللحم.
ثم قرأ: (ومن يشرك ... ) الظاهر- والله تعالى أعلم- أن ليس المراد أن هذه الآية بيانٌ لجزائه، بل المراد أن الآية بيانٌ لقبح الشرك، وبُعدِه عن العقول، فإذا كان عملُ الكافر هذا، والجزاء يكون من جنس العمل، فجزاؤه ذاك.
هاه هاه: كلمة يقولها المتحير في الكلام.
أنْ كذب، أي: فيما قال: لا أدري، لأن دينَ الله ونبوَة رسوله كان ظاهراً، ويحتمل أن المراد الكذبُ في الدنيا كما سبق في عديله، ولم يقل: عبدي، إهانة له، وقد قال تعالى: (وأن الكافرين لا مولى لهم)
[محمد:11] .(30/505)
18535 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، وَلَمَّا يُلْحَدْ، قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَلَسْنَا مَعَهُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ " فَيَنْتَزِعُهَا تَتَقَطَّعُ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ (1) " قَالَ أَبِي: وَكَذَا قَالَ زَائِدَةُ
18536 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَاذَانُ، قَالَ: قَالَ الْبَرَاءُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَتَمَثَّلَ لَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الثِّيَابِ، حَسَنُ الْوَجْهِ "، وَقَالَ فِي الْكَافِرِ: " وَتَمَثَّلَ لَهُ رَجُلٌ قَبِيحُ
__________
(1) إسناده صحيح، وقد سلف الكلام عليه بالحديث قبله. ابن نمير: هو عبد الله، وهو من رجال الشيخين.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 3/374 و382، و10/194، وأبو داود (4754) ، والطبري في "التفسير" (20766) ، وفي "تهذيب الآثار" (719) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 2/459- وابن منده في "الإيمان" (1064) ، والحاكم في "المستدرك" 1/37-38، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (25) و (26) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وقد وقع في مطبوع ابن أبي شيبة: 3/374: حدثنا أبو معاوية عن ابن نمير، وهو خطأ، صوابه: وابن نمير.
وقد سلف برقم (18534) .(30/506)
الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثِّيَابِ (1) " (2)
18537 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَائِذٍ سَيْفٍ السَّعْدِيِّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَكَانَ أَمِيرًا بِعُمَانَ، وَكَانَ كَخَيْرِ الْأُمَرَاءِ، قَالَ: قَالَ أَبِي: اجْتَمِعُوا فَلَأُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ، وَكَيْفَ كَانَ يُصَلِّي، فَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ صُحْبَتِي إِيَّاكُمْ، قَالَ: فَجَمَعَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ، وَدَعَا بِوَضُوءٍ، " فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْثَرَ، (3) وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ الْيَدَ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَهُ هَذِهِ ثَلَاثًا، يَعْنِي الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ وَأُذُنَيْهِ: ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا، وَغَسَلَ هَذِهِ الرِّجْلَ، يَعْنِي الْيُمْنَى، ثَلَاثًا، وَغَسَلَ هَذِهِ الرِّجْلَ
__________
(1) وقعت العبارة في (ظ13) : وقال في الكافر: "تمثل له رجل قبيح قبيح".
(2) إسناده صحيح، وقد سلف الكلام عليه برقم (18534) . معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزديّ، وزائدة: هو ابن قُدامة، وهما من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 2/459- والحاكم في "المستدرك" 1/39 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعاً بالمنهال بن عمرو، وزاذان أبي عمر الكندي. قلنا: المنهال بن عمرو لم يرو له مسلم، وزاذان: لم يحتج به
البخاري في الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (27) من طريق زائدة، به.
(3) في (م) وهامش (س) : واستنشق، وفي (ق) فتمضمض واستنشق واستنثر.(30/507)
ثَلَاثًا، يَعْنِي الْيُسْرَى، "، قَالَ: " هَكَذَا مَا أَلَوْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ "، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ، فَصَلَّى صَلَاةً لَا نَدْرِي مَا هِيَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ، فَأُقِيمَتْ، فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ، فَأَحْسِبُ أَنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ آيَاتٍ مِنْ يس، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الْعِشَاءَ. وَقَالَ: " مَا أَلَوْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ، وَكَيْفَ كَانَ يُصَلِّي " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو عائذ سيف السعدي- وفي الجرح والتعديل: أبو عامر- تفرد بالرواية عنه سعيد الجُريري، لكنه أثني عليه خيراً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصرح البخاري في "التاريخ الكبير" 4/170 بسماعه من يزيد بن البراء، وهو من رجال "التعجيل"، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يزيد بن البراء، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو صدوق. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وقد روى عن سعيد الجريري- وهو ابن إياس- قبل الاختلاط.
وأخرجه ابنُ المنذر في "الأوسط" 1/401 من طريق ابن علية، بهذا الإسناد، مختصراً، بذكر المسح على الرأس والأذنين ظاهرهما وباطنهما.
وأخرجه إلى قوله: وكان كخير الأمراء: أحمد في "العلل" 2/406، الدولابي في "الكنى" 2/23 من طريق ابن علية، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/170 عن أبي معمر- وهو عبد الله ابن عمرو المقعد- عن عبد الوارث، عن الجريري، به.
وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (85) من طريق سعيد بن راشد المازني - وهو ضعيف- عن الجريري، عن البراء، بنحوه. أسقط من الإسناد أبا عائذ ويزيد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/230 و2/115-116، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.=(30/508)
18538 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ إِبِلٍ، فَقَالَ: " تَوَضَّئُوا مِنْهَا ". قَالَ: وَسُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ، فَقَالَ: " لَا تُصَلُّوا فِيهَا، فَإِنَّهَا مِنَ
__________
= وفي باب وضوء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عن عثمان سلف برقم (418) وإسناده صحيح.
وعن علي سلف برقم (876) وإسناده قوي.
وعن عبد الله بن زيد بن عاصم، سلف برقم (16456) وفيه: ومسح بأذنيه، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعن المقدام بن معدي كرب، سلف برقم (17188) ، وفيه: ومسحَ برأسه وأذنيه ظاهرِهما وباطنهما، وهو ضعيف لنكارة فيه كما بيَّنا هناك، وله طريق آخر عند أبي داود (123) ، وابن ماجه (442) ، والبيهقي في "السنن" 1/65 وفيه: ومَسَحَ بأذنيه ظاهرِهما وباطنِهما. قال أبو داود: زاد هشام: وأدخل أصابعه في صماخ أذنيه، وإسناده ضعيف.
وعن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18134) .
وعن ابن عباس عند النسائي 1/74، وابن خزيمة (148) ، وابن حبان (1078) وفيه مسحُ الأذنين ظاهرهما وباطنهما، وإسناده حسن.
وعن عثمان بن عفان، والربيع بنت معوذ، وأنس بن مالك عند البيهقي في "السنن" 1/64 وفيها مسحُ الأذنين ظاهرهما وباطنهما.
قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/10: الذين رووا صفة وضوء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصحابة عشرون نفراً ... ذكرهم، وقال: كلهم حكَوْا فيه المضمضة والاستنشاق.
قال السندي: قوله: فلأُريَكم. بكسر اللام، وهو متعلق بـ "اجتمعوا" والفاء زائدة، أو بمقدَّر، والتقدير: فذاك الاجتماع لأريكم.
ما أَلوْتُ؛ بلا مدَّة، أي: ما قَصَّرتُ.(30/509)
الشَّيَاطِينِ ". وَسُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، فَقَالَ: " صَلُّوا فِيهَا، فَإِنَّهَا بَرَكَةٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن عبد الله - وهو الرازي مولى بني هاشم قاضي الريّ أبو جعفر- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/46- ومن طريقه ابن ماجه (494) - و1/384، وأبو داود (184) و (493) ، والترمذي (81) ، وأبو يعلى (1709) ، والبيهقي في "معرفة السنن" 1/453 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقرن ابن أبي شيبة- وابن ماجه من طريقه- في الموضع الأول بأبي معاوية عبدَ الله بنَ إدريس.
وأخرجه الطيالسي (734) و (735) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/159- وابنُ أبي شيبة 1/384، وابن الجارود (26) ، وابن خزيمة (32) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/384 من طرق عن الأعمش، به. ووقع تصحيف في مطبوع الطيالسي (735) يصحح من هنا.
وأخرجه عبد الرزاق (1597) عن معمر، عن الأعمش، عن رجل، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.
وسيرد برقم (18703) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6658) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9825) .
وعن عبد الله بن مُغَفَّل، سلف مطولاً برقم (16788) .
وعن جابر بن سمرة، سيرد 5/102.
وانظر حديث ذي الغرة برقم (16629) ، وحديث أسيد بن حضير 4/352.
قال السندي: قوله: فقال: "توضؤوا منها ... ": قد جاء ما يدل على أن=(30/510)
18539 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، قَالَ: " صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، شَكَّ سُفْيَانُ، ثُمَّ صُرِفْنَا قِبَلَ الْكَعْبَةِ " (1)
18540 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: لَا
__________
= هذا كان بعدما نُسِخ الوضوءُ مما مسته النار، فالظاهر بقاء الوضوء من لحوم الإبل كما قال أحمد.
"من الشياطين"، أي: من نوع الشياطين في الشر، فيُخاف منها على المصلي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، وقد صرح بالسماع.
وأخرجه البخاري (4492) ، ومسلم (525) (12) ، والنسائي في "المجتبى" 1/242-243، والطبري في "التفسير" (2152) ، وابن خزيمة (428) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/393 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (18496) .
ووقع في "أطراف المسند": عن معاوية بن هشام ويحيي بن سعيد، عن سفيان، به، وثم يذكر رواية الحسن بن موسى الأشيب السالفة (18496) ، ولم نجد رواية معاوية بن هشام فيما بين أيدينا من النسخ.(30/511)
وَاللهِ، مَا وَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، فَاسْتَقْبَلَتْهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا وَهُوَ يَقُولُ: " أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ " (1)
18541 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي حَبِيبٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولَانِ: " نَهَى رَسُولُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه البخاري (2874) ، ومسلم (1776) (80) ، والترمذي (1688) ، وفي "الشمائل" (245) ، والطحاوي في "معاني الآثار" 3/271 من طريق يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (308) ، وابن سعد في "الطبقات" 1/24 مختصراً والبخاري (4315) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/629، وأبو عوانة 4/209، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (414) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/132، وفي "معرفة الصحابة" (1142) مختصراً، والبيهقي في "السنن" 7/43 و9/154، وفي "الدلائل" 1/177 من طرق، عن
سفيان، به.
وقد سلف برقم (18475) ، ومختصراً برقم (18468) .
وسيُكرر برقم (18706) .
قال السندي: قوله: سَرَعان الناس. بفتحتين: أوائلهم الذين يتسارعون إلى الشيء، ويقبلون عليه بسرعة، ويجوز سكون الراء، وضُبط بضم سين، وسكون راء، جمع سريع.(30/512)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ دَيْنًا " (1)
18542 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ (2) بْنِ فَيْرُوزَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، قُلْتُ: حَدِّثْنِي مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَضَاحِيِّ، أَوْ مَا يُكْرَهُ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِهِ، فَقَالَ: " أَرْبَعٌ لَا يَجُزْنَ (3) : الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وحبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مُطْعِم.
وأخرجه الطيالسي (688) (750) ، والبخاري (2180) ، ومسلم (1589) (87) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6061) و (6062) ، والبيهقي في "السنن" 5/281، وفي "معرفة السنن والآثار" (11052) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيرد 4/368 و371 و372 و373 و374، وانظر تتمة تخريجه في 4/372.
وفى الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد وجابر (اثنين منهم) سلف برقم (9638) .
وعن هشام بن عامر، سلف برقم (16252) .
(2) وقع في (ظ13) : عبيد الله بن فيروز، وجاء في هامشها: صوابه: عبيد بن فيروز.
(3) في (ق) : لا يجزئن.(30/513)
ظَلْعُهَا، (1) وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي "، قُلْتُ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي السِّنِّ نَقْصٌ، وَفِي الْأُذُنِ نَقْصٌ، وَفِي الْقَرْنِ نَقْصٌ، قَالَ: " مَا كَرِهْتَ فَدَعْهُ وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ " (2)
18543 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ فَيْرُوزَ مَوْلًى لِبَنِي شَيْبَانَ أَنَّهُ سَأَلَ الْبَرَاءَ عَنِ الْأَضَاحِيِّ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
18544 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ:
__________
(1) في (ق) : عرجها، وجاءت هذه اللفظة في الرواية الآتية برقم (18667) .
(2) إسناده صحيح رجاله ثقات، وقد سلف الكلام عليه في الحديث (18510) . يحيي: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه الحاكم- فيما ذكر الحافظ في "إتحاف المهرة" 2/489- من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقرن بيحيى محمد بن جعفر، وأبا داود الطيالسي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/215، وفي "الكبرى" (4460) ، وابن ماجه (3144) ، وابن خزيمة (2912) ، وابن الجارود (481) ، والبيهقي في "السنن" 9/274 من طريق يحيي بن سعيد، به. وقرن النسائي وابن ماجه وابن خزيمة بيحيى محمدَ بنَ جعفر، وأبا داود، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي، وأبا الوليد.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (18510) سنداً ومتناً.(30/514)
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، (1) يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِثَوْبٍ حَرِيرٍ، فَجَعَلُوا يَتَعَجَّبُونَ مِنْ حُسْنِهِ، وَلِينِهِ، فَقَالَ: " لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ، أَفْضَلُ، أَوْ أَخْيَرُ، (2) مِنْ هَذَا " (3)
__________
(1) في (م) : سمعتُ البراء يقول.
(2) في (م) : أخير.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، وقد صرح بسماعه من البراء.
وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة" (1487) .
وأخرجه البخاري (3249) ، والنسائي في "الكبرى" (8221) ، وأبو يعلى (1731) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/132 و4/342، من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، به. وقال: ثابت صحيح مشهور من حديث الثوري.
وأخرجه هنّاد في "الزهد" (143) - ومن طريقه ابن ماجه (157) - والبخاري (6640) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به. زاد أبو الأحوص في أوله: "والذي نفسي بيده، لمناديل....".
وسيرد بالأرقام: (18595) و (18668) و (18685) .
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12093) .
قال السندي: قوله: "لَمَناديل سعد ... " كأنه خاف عليهم أن يرغبوا في الدنيا، فبيَّن لهم أن الآخرة خيرٌ من الأولى، حتى إن المنديل المعدَ للوسخ في الآخرة خيرٌ من ثوبٍ أعدَّه الأمراء للبس في الدنيا، فارغبوا فيها، لا في الدنيا، والله تعالى أعلم.(30/515)
18545 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، قَالَ: (1) " صَالَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ مَكَّةَ عَلَى أَنْ يُقِيمُوا (2) ثَلَاثًا، وَلَا يَدْخُلُوهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلَاحِ " قَالَ: قُلْتُ: (3) وَمَا جُلُبَّانُ السِّلَاحِ؟ قَالَ: الْقِرَابُ وَمَا فِيهِ (4)
__________
(1) في (ظ13) : حدثنا أبو إسحاق عن البراء قال.
(2) في (ق) : يقيموا بها، وهي نسخة في هامش (س) .
(3) القائل هو شعبة، يسأل أبا إسحاق، كما هو في "صحيح مسلم" وغيره.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه أبو عوانة 4/238 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (713) - ومن طريقه أبو عوانة 4/237- ومسلم (1783) من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، بنحوه.
وأخرجه بنحوه وأتم منه ابن سعد 2/102، وابن أبي شيبة 14/434-435، والبخاري (3184) ، ومسلم (1783) (92) ، وأبو يعلى (1703) ، وأبو عوانة 4/240، وابن حبان (4869) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وسيرد بالأرقام (18567) و (18580) و (18635) و (18636) و (18641) و (18683) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3187) .
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (13826) .
قال السندي: قوله: على أن يقيموا ... ، أي: المؤمنون في مكة في عمرة القضية.
إلا بجُلُبَّان. بضمتين، وتشديد الموحدة، والمراد. أي: إلا أن يكون=(30/516)
18546 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا أَقْبَلَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ: " آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ (1) لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " (2)
18547 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، فَيَتَصَافَحَانِ، إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقَا " (3)
__________
=السلاح مغطّى في الجُلُبَّان.
قلنا: وجُلُبَّان السلاح، قال ابن الأثير في "النهاية ": السيف والقوس ونحوه، يريد ما يحتاج في إظهاره والقتال به إلى معاناة، لا كالرماح، لأنها مُظهرة، يمكن تعجيل الأذى بها، وإنما اشترطوا ذلك ليكون عَلَماً وأمارة للسلم، إذ كان دخولُهم صلحاً.
(1) قوله: "عابدون" ليس في (ظ 13) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (18476) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابن سعيد القطان.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. الأجلح- وهو ابن عبد الله الكندي- ضعيف يعتبر به، وذكر الذهبي في "الميزان" أن هذا الحديث من أفراده. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 8/619- ومن طريقه أبو داود (5212) ، وابن ماجه (3703) ، والبيهقي 7/99، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/246 و13/21، والبغوي في "شرح السنة" (3326) - والترمذي (2727) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد، وقرن ابن أبي شيبة بابن نمير أبا خالد الأحمر، وكذا=(30/517)
18548 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: لَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، وَأَخَذَ بِيَدِي، وَضَحِكَ فِي وَجْهِي، قَالَ: تَدْرِي لِمَ فَعَلْتُ هَذَا بِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي، وَلَكِنْ لَا أَرَاكَ فَعَلْتَهُ، إِلَّا لِخَيْرٍ، قَالَ: إِنَّهُ لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَعَلَ بِي مِثْلَ الَّذِي فَعَلْتُ بِكَ، فَسَأَلَنِي، فَقُلْتُ مِثْلَ الَّذِي
__________
= من أخرجه من طريقه غير البغوي. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي إسحاق، عن البراء.
وأخرجه ابن عبد البر أيضا في "التمهيد" 21/13، وفي "الاستذكار" 26/153 من طريق أبي خالد الأحمر، عن الأجلح، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2502 من طريق نصر بن مزاحم، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (564) من طريق إسماعيل بن عمرو، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8954) من طريق أبي الوليد الطيالسي، ثلاثتهم عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به، نحوه. ولفظه عند ابن عدي: "إذا لقي أحدكم أخاه فليصافحه".
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/107، والطبراني في "الأوسط" (8335) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/131 من طريق أبي العلاء بن الشخير، والبيهقي في "الشعب" (8957) من طريق يزيد بن البراء، كلاهما، عن البراء، به، نحوه.
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (971) من طريق عبد الله بن يزيد، عن البراء بن عازب، قال: من تمام التحية أن تصافح أخاك.
وسيرد بالحديث بعده، وبالرقمين: (18594) و (18699) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12451) ، وهو صحيح لغيره، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر حديث أنس (13044) .(30/518)
قُلْتَ لِي، فَقَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، فَيُسَلِّمُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، وَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، لَا يَأْخُذُهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَتَفَرَّقَانِ (1) حَتَّى يُغْفَرَ لَهُمَا " (2)
18549 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَجْلَحُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ الْعَدُوَّ غَدًا، وَإِنَّ شِعَارَكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ " (3)
__________
(1) في (م) : لا يتفرقان.
(2) إسناده تالف، أبو داود- وهو نفيع بن الحارث الأعمى- متروك، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ومالك: هو ابن مغول.
وقد سلف بإسناد حسن من حديث أنس بن مالك برقم (12451) ، وليس فيه: "لا يأخذه إلا لله عز وجل".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7626) من طريق الفرات بن خالد، عن مالك، به، وقال: لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا الفرات بن خالد! قلنا: وهذا ابن نمير قد رواه عنه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" أيضاً (531) من طريق أبي الهذيل الربعي، عن أبي داود، به، نحوه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/37 وفال: وأبو داود الراوي عن البراء متروك.
وقد سلف برقم (18547) .
(3) إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف أجلح- وهو ابن عبد الله بن حُجَيَّة- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه الحاكم 2/107 من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/504، والنسائي في "الكبرى" (10452) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (616) - والحاكم 2/107 من طرق عن الأجلح، به.=(30/519)
18550 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ الْأَعْمَشُ: أُرَاهُ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُدْفَنَ فِي الْبَقِيعِ وَقَالَ: " إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا يُرْضِعُهُ فِي الْجَنَّةِ " (1)
18551 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي ابْنِهِ
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10451) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (615) - من طريق الوليد بن مسلم، عن شيبان، عن أبي إسحاق السبيعي، به، وقد ذكره الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 2/50 فقال: عن سفيان، ثم قال: وفي نسخة عن شيبان بدل سفيان. قلنا: في إسناده الوليد بن مسلم، وهو مدلس، وقد عنعن.
وقد سلف بنحوه برقم (16615) عن أسود بن عامر، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكرنا هناك أن صحيحه رواية سفيان الثوري عن أبي إسحاق، ولفظها: "إن بَيَّتكم العدو، فقولوا: حم، لا ينصرون".
(1) حديث صحيح. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشكه في وصله لا يؤثر، فسيرد من طريق سفيان الثوري، عنه، عن مسلم بن صُبَيح بالرقمين: (18624) و (18705) دون شك، وكذأ من طريق أبي عوانة عنه فيما سيرد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/141 من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، به. دون قول الأعمش: أراه عن البراء.
وقد سلف برقم (18497) ، وبإسناد صحيح برقم (18502) .(30/520)
إِبْرَاهِيمَ: " إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا يُرْضِعُهُ فِي الْجَنَّةِ " (1)
18552 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ، وَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَدِّهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (18502) .
وسلف برقم (18497) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (18472) .
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1215) عن قَبِيصة بن عُتبة، والنسائي في "الكبرى" (10589) - وهو في عمل اليوم والليلة" (753) - من طريق الأشجعي، وأبو نعيم في "الحلية" 8/215 من طريق ابن السماك، ثلاثتهم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: صحيح ثابت من حديث البراء، لم نكتبه من حديث ابن السماك إلا من هذا الوجه. وقال الحافظ في "الفتح" 11/115: سنده صحيح، مع أن أبا إسحاق رواه عن البراء بواسطة، في الروايات (18472) و (18660) و (18672) وأخرجه الطيالسي (709) عن شعبة، وابن أبي شيبة 9/76 و10/251- ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (250) - وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص167 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والبخاري في "الأدب المفرد" (1215) من طريق إسرائيل، والنسائي في "الكبرى" (10588) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (752) - والطبراني في "الدعاء" (250) من طريق زهير بن معاوية، وأبو يعلى (1683) - ومن طريقه ابن حبان (5523) ، وأبو الشيخ ص167- من طريق يونس بن أبي إسحاق، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/87، والطبراني في "الدعاء" (249) و (250) من طريق فطر بن خليفة، وابن حبان =(30/521)
18553 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِمَّا أَحَبَّ، أَوْ مِمَّا تُحِبُّ، أَنْ نَقُومَ (1) عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " رَبِّ (2) قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " أَوْ "
__________
= (5522) ، والطبراني في "الدعاء" (250) من طريق أبي الأحوص، والطبراني في "الدعاء" (2500) من طريق عمرو بن ثابت، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي، وحمزة الزيات، وفي "الأوسط" (1658) من طريق هشام بن حسان، كلهم عن أبي إسحاق، به. وفي رواية أبي يعلى- ومن طريقه ابن حبان - تصريح أبي إسحاق بالتحديث، غير أنه من رواية يونس بن أبي إسحاق عن أبيه، وفي روايته عنه ضعف كما أسلفنا في الرواية (18472) . ويظهر بذلك ضعف إثبات ابن حبان لسماع أبي إسحاق من البراء بقوله في ترجمة الحديث: ذكر الخبر المدحض قولَ من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه أبو إسحاق عن البراء.
وقد ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 1/595 طريقاً أخرى للحديث، وهي طريق يعلى، عن أجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء. وليست في نسخ المسند عندنا. والله أعلم.
وقد سلف برقم (18472) .
(1) في (م) و (ق) و (ص) : مما يحب أن يقوم به، ولم تنقط كلمة يقوم في (ظ 13) ولا (س) والمثبت من الرواية (18711) وهي الموافقة لرواية مسلم (709) ولفظها: أحببنا أن نكون عن يمينه، فيقبل علينا بوجهه. وجاء عند ابن خزيمة (1564) : كان يعجبنا أن نصلي مما يلي يمين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه كان يبدأ بالسلام عن يمينه.
(2) لفظ "رَبِّ" لم يرد في (ظ13) ولا (ص) ، وهي نسخة في (س) .(30/522)
تَجْمَعُ عِبَادَكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير يزيد بن البراء، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو صدوق، وقد سماه هنا يزيد، وأبهمه في الرواية المكررة برقم (18711) ، وقد اختلفوا في تعيين اسمه على ما سنذكره في التخريج. وكيع: هو ابن الجراح، ومسعر: هو ابن كدام، وثابت بن عبيد: هو الأنصاري الكوفي، مولى زيد بن ثابت.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عُبَيد بن البراء) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، غير أنه لم يصرح فيه باسم ابن البراء- كما في الرواية المكررة برقم (18711) - لكن إيراده الحديث في ترجمة عبيد بن البراء يشير إلى أنه سماه عبيداً، وهو مما جزم به في "تحفة الأشراف" 2/31 وذكر أن الذي سماه عبيداً مَحمدُ بن رافع عند أبي داود.
وأخرجه بتمامه ومختصراً: مسلم (709) ، وابن ماجه (1006) ، وابن خزيمة (1563) ، وأبو عوانة 2/250-251 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. غير أن اسم ابن البراء مبهم، وسقط من إسناد مطبوع ابن خزيمة ابن البراء. ولفظ ابن خزيمة: فسمعته يقول حين انصرف.
وأخرجه بتمامه ومختصراً أيضاً: مسلم (709) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (704) - وأبو داود (615) ، والنسائي في "المجتبى" 2/94، وفي "الكبرى" (896) ، وابن خزيمة (1563) و (1564) و (1565) ، وأبو عوانة 2/250-251، وأبو نعيم في "الحلية" 7/232، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/182 من طرق، عن مسعر، به. وسمى أبو داود ابنَ البراء عُبَيداً، وسماه ابن خزيمة (1564) يزيد، وسماه البغوي ربيعاً، وأبهمه الباقون، وسقط من إسناد مطبوع ابن خزيمة (1563) ابن البراء.
وأخرجه عبد الرزاق (2478) عن ابن عيينة، عن مسعر، عن عدي بن ثابت، عن البراء، بنحوه مختصراً.
وقد سلف برقم (18472) وفيه أنه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو بهذا الدعاء عند النوم.(30/523)
18554 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ثَابِتٌ، عَنِ ابْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ (1)
18555 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَسُفْيَانُ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ " أَنَّ عِدَّةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ يَوْمَ جَالُوتَ ثَلَاثَ مِائَةٍ، وَبِضْعَةَ عَشَرَ، الَّذِينَ جَازُوا مَعَهُ النَّهْرَ "، قَالَ: " وَلَمْ يُجَاوِزْ مَعَهُ النَّهْرَ إِلَّا مُؤْمِنٌ " (2)
__________
(1) وقاله وكيع أيضاً عن ابن البراء مبهماً في الرواية المكررة برقم (18711) كما أسلفنا.
ومن طريق أبي نعيم- وهو الفضل بن كين- أخرجه أبو عوانة 2/250-251، وأبو نعيم في "الحلية" 7/232، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/182، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والد وكيع وهو الجراح بن مليح، توبع، وسفيان: هو الثوري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابنُ سعد 2/19، وابن أبي شيبة 14/383، عن وكيع، بهذا الإسناد. ولم يذكر ابن أبي شيبة الجراح والد وكيع.
وأخرجه الطبري في "التفسير". (5727) ، وفي "التاريخ" 2/432، من طريق وكيع، عن سفيان، به.
وأخرجه ابن سعد 2/19، والبخاري (3958) - ومن طريقه البغوي في "التفسير" (تفسير الآية 249 من سورة البقرة) - والطبري في "التفسير" (5724) ، وفي "التاريخ" 2/432 من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه البخاري (3959) ، وابن ماجه (2828) ، والطبري في "التفسير"=(30/524)
18556 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: {لَا يَسْتَوِي} [النساء: 95] الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ، جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
= (5726) و (5728) ، وفي "التاريخ" 2/432، وابن حبان (4796) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/36 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/36-37 من طريق الإمام أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، قال: حدثني أبو إسحاق قال: سمعت البراء قال: استُصغِرتُ أنا وابن عمر يوم بدر، وكنا - أصحابَ محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نتحدَّثُ أن عِدَّة أهل بدر ... وذكر
مثله.
وأخرجه ابن سعد 2/19 و20، وابن أبي شيبة 14/383، والبخاري (3957) ، والترمذي (1598) ، والطبري في "التفسير" (5725) و (5729) ، وفي "التاريخ" 2/431 و432 و433، من طرق عن أبي إسحاق، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرج البخاري (3956) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: استُصغرت أنا وابنُ عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يومَ بدر نيَّفاً على ستين، والأنصار نيَفاً وأربعين ومئتين.
وفي الباب عن ابن عباس قال: إن أهل بدر كانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً، وكان المهاجرون ستة وسبعين ... ، سلف برقم (2232) ، وإسناده ضعيف..
وعن أبي موسى الأشعري عند ابن سعد 2/19، وابن أبي شيبة 14/383.
وعن عبد الله بن عمرو عند ابن سعد 2/20، والبيهقي في "الدلائل" 3/37-38.
وانظر حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (208) .(30/525)
مَا تَأْمُرُنِي؟ إِنِّي ضَرِيرُ الْبَصَرِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتُونِي بِالْكَتِفِ، وَالدَّوَاةِ، أَوِ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ " (1)
18557 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: لَقِيتُ خَالِي وَمَعَهُ الرَّايَةُ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدِهِ، أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، أَوْ أَقْتُلَهُ، وَآخُذَ مَالَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بالسماع من البراء في الرواية السالفة برقم (18485) .
وأخرجه الترمذي (3031) ، والطبري في "التفسير" (10235) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/112 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1502) من طريق الفريابي، عن سفيان الثوري، به.
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد رواه عدي بن ثابت، واختلف عنه، فقال السدي- كما في هذا الإسناد-: عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: لقيت خالي ومعه الراية، فقلت: أين تريد؟ فقال: بعثني رسول الله ...
وقال زيد بن أبي أنيسة (كما سيرد في تخريج (18626) : عن عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه، قال: لقيت عمي وقد عقد راية ...
وقال حجاج بن أرطاة (كما في "علل الدارقطني" 6/22)) : عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء بن عازب يقول: مرَّ بي عمي ومعه الرمح فقلت: أين=(30/526)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= تريد. . . الحديث.
وقال ربيع بن ركين (كما في الرواية (18578)) : عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: مرَ بنا ناس منطلقون، فقلنا: أين تذهبون؟ فقالوا: بعثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
وقال عبدُ الغفار بنُ القاسم (كما في الرواية (18610)) : عن عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه، قال: لقيت خالي ومعه راية ...
ورواه عنه أشعث بن سَوّار، واختُلف عنه كذلك:
فقال معمر في الرواية (18626) : عن الأشعث، عن عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء بن عازب، عن أبيه، قال: لقيني عمي ومعه راية، فقلت: أين تريد؟ ...
وقال هشيم في الرواية (18579) : عن أشعث، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: مرَّ بي عمي الحارث ومعه لواء قد عقده ...
قال الدارقطني في "العلل" 6/20: وقال حفص بن غياث (فيما سيرد في تخريج (18579)) : عن أشعث، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: مرَ بي خالي أبو بردة بن نيار، ومعه لواء ...
وقال الفضل بن العلاء: عن أشعث، عن عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه. حدثني عمي، قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
وقال خالد الواسطي: عن أشعث، عن عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن خاله، أن رجلاً تزوج بامرأة أبيه، فأرسل إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقتله.
قلنا: ورواه مطرف بن طريف الحارثي، واختلف عنه: فقال جرير بن عبد الحميد (كما في الرواية (18620)) : عن مطرف، عن أبي الجهم، عن البراء، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إلى رجل تزوج امرأة أبيه.
وقال أسباط بن محمد (كما في الرواية (18608)) : عن مطرف، عن أبي الجهم، عن البراء: إني لأطوف على إبل ضلت لي ... فإذا أنا بركب وفوارس، إذ جاؤوا فطافوا بفنائي فاستخرجوا رجلاً فما سألوه ولا كلموه حتى=(30/527)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ضربوا عنقه.
وقال أبو بكر بن عياش (كما في الرواية (18609)) : عن مطرف معضلاً.
وفيه أن الرجل دخل بأم امرأته.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/104- 105 و12/513 و14/178-179 - ومن طريقه ابن حبان (4112) - عن وكيع، بهذا الإسناد. دون قوله: وآخذ ماله.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/109، وفي "الكبرى" (5488) و (7222) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/148، من طريق أبي نعيم، وابن فانع في "معجم الصحابة" ا/88 من طريق أحمد بن يونس، والطبراني في "الكبير" (3407) و22/ (509) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/334-335 من طريق مالك بن إسماعيل، والحاكم 2/191 من طريق يحيى بن فضيل، أربعتهم عن الحسن بن صالح، به. دون قوله: وآخذ ماله. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه- عند النسائي في "الكبرى" (7224) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/150، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/208- أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أباه جدَّ معاوية إلى رجل أعرس بامرأة أبيه، فضرب عنقه، وخمس ماله. وهو أيضا عند ابن ماجه (2608) إلا أنه وقع عنده: عن معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه، وأصفِّي ماله. فجعل المبعوث قرة، لا أباه، وقال: وأصفِّي ماله. وانفرد به خالد بن أبي كريمة، وقد اضطرب فيه، فجعله مرة من حديث جد معاوية، ومرة من حديث قرة والد معاوية.
وعن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: "من وقع على ذات محرم فاقتلوه"، سلف ضمن الحديث (2727) وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: تزوج امرأة أبيه من بعده، أي: من بعد أبيه، على=(30/528)
18558 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَهُ شَعَرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ " (1)
18559 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
__________
= عادة الجاهلية، فإنهم كانوا يتزوجون أزواج آبائهم، ويعدُون ذلك من باب الإرث، ولذلك ذكر الله تعالى النهي عن ذلك بخصوصه بقوله: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم) [النساء: 22] مبالغة في الزجر عن ذلك، فالرجل سلك مسلكهم في عدِّ ذلك حلالاً، فصار مرتداً، فقُتل لذلك، وهذا تأويلُ الحديث
عند من يقول بظاهره. قلنا: ولم يقل به كثير من الأئمة منهم الحسن ومالك والشافعي، وقالوا: إن حدَّه حد الزاني، وإن كان محصناً رُجِم، وإلا جُلد.
انظر "المغني" لابن قدامة 12/342، و"الشرح الكبير" 26/296 (طبعتا الدكتور عبد الله التركي) .
قال السندي: أو أقتله: شك من الراوي، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين: وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي وقد صرح بالتحديث في الرواية السالفة برقم (18473) وفي غيرها.
وأخرجه بتمامه ومختصراً: ابن سعد في "الطبقات" 1/427، ومسلم (2337) و (92) ، وأبو داود (4183) ، والترمذي (1724) و (3635) وعقب (2811) وفي "الشمائل" (4) ، والنسائي في "المجتبى" 8/183، وفي "الكبرى" (9325) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/223، والبغوي في "شرح السنة" (3645) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18473) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (18666) .(30/529)
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ " غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً " (1)
18560 - (2)
18561 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً "
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ طَاهِرًا، فَقُلْ: اللهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، وَلَا مَلْجَأَ، وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ
__________
(1) إسناده ضعيف، الجراح الرؤاسي والد وكيع مختلف فيه، وقد خالف إسرائيل في الرواية الآتية برقم (18586) وفيها غزونا بدل غزا، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (18669) ، وانظر ما بعده.
وسيرد من حديث زيد بن أرقم 4/368 أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا تسع عشرة غزوة، وهو في "صحيح البخاري" (3949) .
قال السندي: قوله: خمس عشرة غزوة. قد جاء في عدد غزواته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من هذا، فلعل كلاًّ أخبر بحسب علمه، والله تعالى أعلم. قلنا: تعليل السندي صحيح فيما لو صحت الرواية، ولم تصح كما رأيت.
(2) وقع هنا في هذا الموضع في (م) و (ق) حديث هذه صورته: حدثنا وكيع، حدثنا فطر، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب قال: غزا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس عشرة غزوة. وما هذا في الحقيقة إلا تلفيق بين متن (18559) ، مع إسناد (18561) ولم يرد في كل من (س) و (ص) و (ظ13) ، ولا أورده الحافظ في "الأطراف" ولا في "الإتحاف"، ولذلك حذفناه.(30/530)
أَصْبَحْتَ، أَصْبَحْتَ وَقَدْ أَصَبْتَ خَيْرًا كَثِيرًا (1) " (2) ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: " سَمِعَهُ فِطْرٌ مِنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ "
18562 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ " (3)
__________
(1) كلمة "كثيراً" لم ترد في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير فطر- وهو ابن خليفة- فقد روى له البخاري مقروناً، وروى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وكيع: هو ابن الجراح، وسعد بن عبيدة: هو السلمي.
وأخرجه أبو داود (5047) ، والنسائي في "الكبرى" (10619) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (783) ، والبيهقي في "الدعوات" (336) من طرق، عن فطر، بهذا الإسناد، وليس عندهم: "وإن أصبحت، أصبحت وقد أصبت خيراً".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1136) من طريق عمرو بن محمد العَنْقَزي، عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، والطبراني في "الدعاء" (240) من طريق الفضل بن دكين، عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، وسعد بن عبيدة، كلاهما، عن البراء، به.
وقد سلف برقم (18515) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مُرَّة: هو الخارفي الهَمْداني.
وأخرجه بنحوه ومطولاً ابن أبي شيبة 6/501 و14/148، ومسلم (1700) ، والطبري في "التفسير" (11922) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 2/469- والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/214-215 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقرن ابن أبي شيبة بوكيع أبا معاوية.
وقد سلف برقم (18525) .(30/531)
18563 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ وَهِيَ بِئْرٌ قَدْ نُزِحَتْ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: " فَنَزَعَ مِنْهَا دَلْوًا فَتَمَضْمَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّهُ فِيهِ، وَدَعَا ". قَالَ: فَرُوِينَا وَأَرْوَيْنَا، وَقَالَ وَكِيعٌ: أَرْبَعَةَ عَشْرَ مِائَةً " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه البخاري (3577) و (4150) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2587) ، وابن حبان (4801) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (318) ، والبيهقي في "السنن" 9/223، وفي "دلائل النبوة" 4/110، والبغوي في "شرح السنة" (3801) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وعند البخاري (4150) وابن حبان، والبيهقي والبغوي زيادة: تعدُون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحاً، ونحن نعدُ الفتح بيعةَ الرضوان يوم الحديبية.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن سعد في "الطبقات" 2/98، وابن أبي شيبة 11/475- 476 و14/435 و451، والبخاري (4151) ، وأبو يعلى (1655) ، وأبو عوانة 4/251 و252 من طرق عن أبي إسحاق، به. وعند البخاري: كانوا ... ألفاً وأربع مئة أو أكثر، وعند أبي عوانة: أو أقل أو أكثر.
وأخرج الطبري عند تفسير قوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) [الفتح: 1] عن ابن وكيع، عن أبيه وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: تعدُون أنتم الفتح فتح مكة، ... كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس عشرة مئة، والحديبية بئر.
وسيرد بالحديث بعده، وسيكرر سنداً ومتناً برقم (18671) .
وانظر (18584) .
وفي الباب عن جابر سلف برقم (14330) ، وذكرنا بعض أحاديث الباب=(30/532)
18564 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ، فَنَزَحْنَاهَا فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا شَيْئًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَجَاءَ فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا فَدَعَا بِإِنَاءٍ فَمَضْمَضَ، ثُمَّ مَجَّهُ فِيهِ "، ثُمَّ تَرَكْنَاهَا (1) غَيْرَ بَعِيدٍ، فَأَصْدَرَتْنَا نَحْنُ وَرِكَابُنَا نَشْرَبُ مِنْهَا مَا شِئْنَا (2)
18565 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ، مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُسْلِمُ أَوْ أُقَاتِلُ؟ قَالَ: " لَا بَلْ أَسْلِمْ، ثُمَّ قَاتِلْ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَاتَلَ " فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا " (3)
__________
= هناك.
وسلف من حديث جابر (14522) أنهم كانوا خمس عشرة مئة وهو عند البخاري (3576) ، وانظر في الجمع بين الروايات "الفتح" 7/440.
وانظر حديث مجمع بن جارية السالف برقم (15470) .
قال السندي: قوله: فَرَوِينا، بكسر الواو، وأروينا، أي: رواحلنا.
(1) في (ق) : نزلناها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو أحمد، وهو الزبيري.
قوله: أصدرتنا، أي: رَجَعَتْنا، يعني أنهم رجعوا عنها، وقد رَوُوا. كذا في "الفتح" 7/442.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح،=(30/533)
18566 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " قَالَ: وَمَا سَمِعْتُ إِنْسَانًا أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْهُ (1)
__________
= وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه البخاري (2808) ، وأبو عوانة 5/35، وابن حبان (4601) ، وابن منده في "الإيمان" (251) ، والبيهقي في "السنن" 9/167، وفي "شعب الإيمان" (4315) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (724) عن أبي وكيع، وسعيدُ بنُ منصور (2555) من طريق حديج بن معاوية، وأبو بكر بن أبي شيبة 5/291-292- ومن طريقه مسلم (1900) ، وأبو عوانة 5/34- والبيهقي في "السنن" 9/167 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والنسائي في "الكبرى" (8652) من طريق زهير بن معاوية، أربعتهم عن أبي إسحاق، بنحوه. ووقع في رواية زكريا: جاء رجل من بني النَبِيت- قبيل من الأنصار- فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله. ثم تقدم، فقاتل حتى قتل ...
ووقع في رواية زهير بن معاوية أن الرجل قال لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أرأيت لو أني حملت على القوم، فقاتلت حتى أقتل، أكان خيراً لي، ولم أصل صلاة، غير أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله؟ قال: نعم ...
وسيرد برقم (18592) .
قال السندي: قوله: مقنَّع، بتشديد النون المكسورة، أي: ساتر رأسه بالحديد.
أُسلِمُ، من الإسلام.
وأُجر كثيراَ. فقد دخل الجنة قبل أن يصلي، أو يصوم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مِسْعَر: هو ابن كِدَام.
وأخرجه الحميدي (726) ، والبخاري في "صحيحه" (769) و (7546) ،=(30/534)
18567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: لَمَّا صَالَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الْحُدَيْبِيَةِ، كَتَبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كِتَابًا بَيْنَهُمْ، وَقَالَ فَكَتَبَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَا تَكْتُبْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، وَلَوْ كُنْتَ رَسُولَ اللهِ لَمْ نُقَاتِلْكَ . قَالَ: فَقَالَ لِعَلِيٍّ: " امْحُهُ " قَالَ: فَقَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَمْحَاهُ، فَمَحَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ قَالَ: وَصَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَا يَدْخُلُوهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ (1) السِّلَاحِ، فَسَأَلْتُهُ: (2) مَا جُلُبَّانُ السِّلَاحِ؟ قَالَ: " الْقِرَابُ بِمَا فِيهِ " (3)
__________
= وفي "خلق أفعال العباد" ص50، ومسلم (464) (177) ، وابن ماجه (835) ، وابن خزيمة (522) (1590) ، وأبو عوانة 2/154-155، وابن حبان (6318) مختصراً، والبيهقي في "السنن" 2/194 من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد.
وذكرنا في الرواية (18527) أن سفيان بن عيينة عند الحميدي خالف، فقال المغرب بدل العشاء. وتحرف مسعر في مطبوع ابن خزيمة (522) إلى معمر.
وسلف برقم (18503) .
(1) جاء في (ظ13) فوق هذه الكلمة: خف معاً. قلنا: يعني جُلُبَّان، بضمتين وتشديد الموحدة، وجُلْبان، بضم الجيم، وإسكان اللام، وتخفيف الباء. انظر "النهاية" لابن الأثير.
(2) في (م) : فسألت، والسائل هو شعبة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو داود (1832) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(30/535)
18568 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكَانُوا يُقْرِئُونَ النَّاسَ. قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ بِلَالٌ وَسَعْدٌ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: حَتَّى جَعَلَ الْإِمَاءُ يَقُلْنَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ: فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ: سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ (1)
18569 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: عَفَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الْبَرَاءِ قَالَ: مَرَّ
__________
= وأخرجه البخاري (2698) ، ومسلم (1783) (91) ، وأبو يعلى (1713) من طريق محمد بن جعفر، به.
وقد سلف برقم (18545) .
قال السندي: قوله: ما أنا بالذي أمحاه: فيه تقديم الأدب على امتثال الأمر، إذا لم يكن أمر وجوب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18512) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد بن جعفر. أبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بسماعه من البراء.
وأخرجه البخاري (3925) ، وأبو يعلى (1715) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.(30/536)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمٍ جُلُوسٍ فِي الطَّرِيقِ، قَالَ: " إِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ، فَاهْدُوا السَّبِيلَ، وَرُدُّوا السَّلَامَ، وَأَغِيثُوا الْمَظْلُومَ "، قَالَ عَفَّانُ: " وَأَعِينُوا " حَدَّثَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: " أَعِينُوا الْمَظْلُومَ " وحَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَقَالَ: " أَعِينُوا الْمَظْلُومَ " وَكَذَا قَالَ حُسَينٌ: " أَعِينُوا " عَنْ إِسْرَائِيلَ (1)
18570 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ، وَلَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: "
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي سعيد- وهو مولى بني هاشم عبد الرحمن بن عبد الله البصري- فقد روى له البخاري متابعة، وهو متابع، وقد مرَّ في الرواية (18483) قول شعبة: إن أبا إسحاق لم يسمعه من البراء.
وأخرجه أبو يعلى (1717) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسيرد من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم برقم (18676) ، ومن طريق إسرائيل، برقم (18590) .
وقوله: وكذا قال حسين: هو ابن محمد المرُّوذي، وقد وقع اسمه في النسخ: حسن، وسلف حديثه عن إسرائيل برقم (18484) ، ووقع في (م) : وعن إسرائيل، وهو خطأ.(30/537)
اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا " وَرُبَّمَا قَالَ: " إِنَّ الْمَلَا قَدْ أبَوْا (1) عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا "، وَيَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ (2)
18571 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ (3) أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَحْمِلُ التُّرَابَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، (4)
__________
(1) في (ظ13) و (س) و (م) و (ق) : بَغَوْا، والمثبت من (ص) وهامش (س) وعليها علامة الصحة، وهي الموافقة لرواية محمد بن جعفر عند مسلم وأبي يعلى كما سيرد في التعليق الآتي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه مسلم (1803) (125) ، وأبو يعلى (1716) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18513) .
قال السندي: قوله: ويرفع بها، أي: بالكلمة الأخيرة، لا بجميع الأبيات، فقد جاء في بعض روايات صحيح البخاري: ورفع بها صوته: أبينا أبينا، وفي أخرى: ثم يمد صوته بآخرها.
(3) في (م) : وعن، وهو خطأ، وقد جاء في هامش كل من (س) و (ص) : أبو إسحاق هذا هو الفزاري.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي،=(30/538)
18572 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، (1) قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَحْمِلُ التُّرَابَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
18573 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " أَصَبْنَا يَوْمَ خَيْبَرَ حُمُرًا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ " (3)
__________
= وأبو إسحاق- شيخ معاوية- هو إبراهيم بن محمد الفزاري، صاحب السيرة، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3328) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/132-133 من طريق الفريابي، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالحديث قبله وبرقم (18513) ، وسيرد بالحديث بعده.
(1) لم يرد هذا الحديث في (ظ 13) ، وورد في (س) بهامشها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث رقم (18538) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، وهاشم: هو أبو النضر ابن القاسم، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه مسلم (1938) (29) ، وأبو يعلى (1728) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/164 و166 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، به.
وأخرجه الطيالسي (706) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/623، وأبو عوانة 5/163 و166 من طرق عن شعبة، به.=(30/539)
18574 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، (1) وَابْنُ جَعْفَرٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى
18575 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ،
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/261، وأبو يعلى (1698) ، وأبو عوانة 5/166، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/205 من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه مسلم (1938) (30) ، وأبو عوانة 5/161 و164 من طريق ثابت بن عبيد، عن البراء، بنحوه.
وسيرد بالأرقام (18574) و (18623) و (18670) . وسيرد من حديث البراء وابن أبي أوفى 4/354 و356.
وسيرد من حديث ابن أبي أوفى 4/354 و355 و357 و381.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4720) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: أصبنا يوم خيبر حُمُراً، فنادى ... إلخ، أي: في الكلام اختصار، أي: فطبخناها في القدور، فنادى ... إلخ.
أن اكفؤوا. من كفء الإناء، بهمزة في آخره، على وزن مَنْع، وإكفاؤه، أي: قَلْبُه ليذهب ما فيه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم.
وأخرجه البخاري (4225) ، وأبو عوانة 5/163، وابن حبان (5277) ، والبيهقي 9/329 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالحديث قبله.(30/540)
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ذَكَرَ عَذَابَ الْقَبْرِ قَالَ: " يُقَالُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ رَبِّي، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ، (1) فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [إبراهيم: 27] "، يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُسْلِمَ، (2)
18576 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ، قَالَ فِي الْأَنْصَارِ: " لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، مَنْ أَحَبَّهُمْ فَأَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَأَبْغَضَهُ اللهُ "، قَالَ: قُلْتُ: لَهُ أَنْتَ سَمِعْتَ الْبَرَاءَ؟ قَالَ: إِيَّايَ
__________
(1) في (ظ13) : ومحمد نبيِّي، وكذا هي في (س) لكن جاء عليها علامة القلب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1369) ، ومسلم (2871) ، وابن ماجه (4269) ، والنسائي في "المجتبى" 4/101- 102، وفي "الكبرى" (2184) و (11264) - وهو في "التفسير" (284) - والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (8) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ولم يسق البخاري لفظه وإنما أحال على حديث قبله، لفظه: "إذا أُقعد المؤمن في قبره، أُتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) ".
وقد سلف برقم (18482) .(30/541)
يُحَدِّثُ (1)
18577 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ " (2)
18578 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ ثَابِتٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: مَرَّ بِنَا نَاسٌ مُنْطَلِقُونَ، فَقُلْنَا: أَيْنَ تَذْهَبُونَ؟ فَقَالُوا: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى رَجُلٍ يأَتِي (3) امْرَأَةَ أَبِيهِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "فضائل الصحابة" (1455) لأحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (3900) ، وابن منده في "الإيمان" (534) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث صحيح، وقال: وبهذا الإسناد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لو سلك الناس وادياً، أو شعباً، لكنت من الأنصار" وقال: هذا حديث حسن.
وقد سلف من طريق بهز، عن شعبة برقم (18500) وذكرنا طرقه وأحاديث الباب هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (1353) .
وأخرجه مسلم (2422) (59) ، والترمذي (3783) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (18501) .
(3) في (م) : فأتى.(30/542)
أَنْ نَقْتُلَهُ (1)
18579 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: مَرَّ بِي عَمِّي الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو وَمَعَهُ لِوَاءٌ قَدْ عَقَدَهُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْ عَمِّ، أَيْنَ بَعَثَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " بَعَثَنِي إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وبسطنا القول فيه في الرواية (18557) ، ربيع بن ركين، من رجال التعجيل.
وأخرجه الحاكم 2/191-192 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وسماه: الربيع بن الركين بن الربيع بن عميلة.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 11/253 من طريق المغيرة بن بكار، عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7221) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن الربيع بن البراء بن الربيع، عن عدي بن ثابت، به. وقد سماه المزي في "تحفة الأشراف" 11/128: الركين بن الربيع.
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بسطنا ذلكِ مفصلاً في الرواية (18557) .
وأخرجه سعيد بن منصور (942) ، وابن ماجه (2607) ، وأبو يعلى (1666) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/148، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/174، والطبراني في "الكبير" (3405) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 5/265- وابن حزم في "المحلى" 11/252 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وعند ابن ماجه وأبي يعلى وابن قانع: خالي، وترجم له ابن قانع بقوله: الحارث ابن زياد الأنصاري، وترجم له الطبراني بقوله: الحارث بن عمرو عمُّ البراء بن عازب بدري، ووقع في مطبوعه في الإسناد:=(30/543)
18580 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " كَانَ فِيمَا اشْتَرَطَ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِسِلَاحٍ، إِلَّا سِلَاحٍ فِي قِرَابٍ " (1)
__________
= يزيد بن البراء بين عدي والبراء، وهو خطأ، فرواية هشيم ليس فيها يزيد، كما أن المزي قد أخرج حديثه من طريق الطبراني كما سلف، وليس في إسناده يزيد. وسيرد من طريق معمر، عن أشعث، عن عدي، عن يزيد بن البراء، عن أبيه، برقم (18626) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/104 و12/514 و14/178، وابن ماجه (2607) ، والترمذي (1362) ، وأبو يعلى (1667) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/148، 149، وفي "شرح مشكل الآثار" (2958) و (2959) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/403، وِالطبراني في "الكبير" 22/ (510) ، والدارقطني "السنن" 3/196، والخطابي في "معالم السنن" 3/329، والبغوي في "شرح السنة" (2592) ، وفي "التفسير" في تفسير الآية (22) من النساء، من طريق حفص بن غياث، عن أشعث بن سوار، به. وفيها: مرَّ بي خالي، وجاء في بعضها أنه أبو بردة بن نيار. قال الترَمذي: وفي الباب عن قرة المزني، وحديث البراء حديث حسن غريب.
ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه قوله بعد أن ذكر حديث حفص: إنما هو رواه زيد بن أبي أنيسة، عن عدي، عن يزيد بن البراء، عن البراء، عن خاله أبي بردة، ومنهم من يقول: عن عمه أبي بردة. قلنا: سنذكر رواية زيد في الحديث الآتي برقم (18626) .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/259: الحارث بن عمرو، ويقال له: أبو بردة، خال البراء، ويقال: عم البراء بن عازب، وخال أصح، والمعروف اسم أبي بردة هانئ بن نيار.
(1) حديث صحيح. حجاج- وهو ابن أرطاة، وإن كان ضعيفاً- توبع،=(30/544)
18581 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَزْرَةَ، (1) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُمْنَا صُفُوفًا حَتَّى إِذَا سَجَدَ، تَبِعْنَاهُ " (2)
18582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ (3) بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ قَوْمًا فِيهِمْ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لِلْأَنْصَارِ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً "
__________
= وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبيد الله السبيعي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/101-102 عن نصر بن باب، عن الحجاج، بهذا الإسناد.
(1) في (س) و (م) و (ص) و (ق) : عروة، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 13) . وجاءت على الصواب في "أطراف المسند" و"إتحاف المهرة".
(2) إسناده ضعيف لجهالة عزرة- وهو ابن الحارث، فيما ذكر ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابنُ حبان في "الثقات" 5/279. زاد أبو يعلى وابن حبان: الشيباني- فقد انفرد بالرواية عنه العوام، وهو ابن حوشب، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما. وبقية
رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/327-328، وأبو يعلى (1677) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف بإسناد صحيح عن البراء برقم (18511) بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا رفع رأسه من الركوع، قاموا قياماً حتى يسجد، ثم يسجدون.
(3) في (م) : زياد، وهو خطأ.(30/545)
قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ " (1)
18583 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي بُسْرَةَ، (2) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " سَافَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَفَرًا، فَلَمْ أَرَهُ تَرَكَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه ابن بشكوال في "الذيل على جزء بقي بن مخلد" من أحاديث الحوض والكوثر (49) من طريق محمد بن بشر، عن شعبة، به. وأوله عنده: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين افتتح الصلاة، رفع يديه في أول تكبيرة، وقال للأنصار: "ستجدون بعدي ... " الحديث.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك، سلف برقم (12085) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا هناك بقية: أحاديث الباب.
(2) وقع في (م) : أبو سبرة، وهو خطأ.
(3) إسناده ضعيف لجهالة أبي بسرة- وهو الغفاري- فقد تفرد بالرواية عنه صفوان بن سليم، وقال الذهبي: لا يعرف، ولم يؤثر توثيقه عن غير العجلي وابن حبان.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/368، وأبو داود (1222) ، والترمذي (550) ، والبيهقي في "السنن" 3/158، وفي "معرفة السنن والآثار" (6184) من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد. وقرن البيهقي في "السنن" بالليث فليحاً. ولفظ الترمذي: فما رأيته ترك الركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر، وقال: حديث البراء حديث غريب، وقال: وسألت محمداً عنه، فلم يعرفه إلا من حديث الليث بن سعد، ولم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري، ورآه حسناً.
وأخرجه عبد الرزاق (4817) ، وابن سعد 4/368، والحاكم (كما في "إتحاف=(30/546)
18584 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَكِيٍّ ذَمَّةٍ، يَعْنِي قَلِيلَةَ الْمَاءِ، قَالَ: فَنَزَلَ فِيهَا سِتَّةٌ، أَنَا سَادِسُهُمْ مَاحَةً، فَأُدْلِيَتْ إِلَيْنَا دَلْوٌ، قَالَ: وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ، فَجَعَلْنَا فِيهَا نِصْفَهَا، أَوْ قِرَابَ ثُلُثَيْهَا، فَرُفِعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الْبَرَاءُ: فَكِدْتُ بِإِنَائِي، هَلْ أَجِدُ شَيْئًا أَجْعَلُهُ فِي حَلْقِي، فَمَا وَجَدْتُ، " فَرُفِعَتِ الدَّلْوُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَمَسَ يَدَهُ فِيهَا، فَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، فَعِيدَتْ إِلَيْنَا الدَّلْوُ بِمَا فِيهَا "، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَحَدَنَا (1) أُخْرِجَ بِثَوْبٍ خَشْيَةَ الْغَرَقِ قَالَ: ثُمَّ سَاحَتْ،
__________
= المهرة" 2/533) من طرق، عن صفوان بن سليم، به. واللفظ عند عبد الرزاق: غزوت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثماني عشرة غزوة، فما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك ركعتين حين تزيغ الشمس في حضر ولا سفر.
وأخرجه ابن خزيمة (1253) ، والحاكم 1/315 من طريق عبد الله بن الحكم وشعيب، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان بن سليم، به، وفيه: حين تزيغ الشمس، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وسيرد برقم (18605) .
وله شاهد من حديث ابن عباس سلف (2064) ، وفي إسناده أسامة بن زيد، وقد خالف.
وآخر من حديث ابن عمر سلف (5634) ، وإسناده ضعيف، وذكرنا هناك أن هذا خلاف ما صحَّ عن ابن عمر من أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يصلي الراتبة في السفر، وانظر "صحيح" مسلم (689) .
(1) في (ص) وهامش (ظ 13) : آخرنا، وهي نسخة في (س) .(30/547)
يَعْنِي جَرَتْ نَهْرًا، (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال يونس- وهو ابنُ عُبيد مولى محمد بن القاسم الثقفي- قال ابن القطان: مجهول، وفال الذهبي: لا يُدري من هو.
قلنا: وذكره ابنُ حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. هاشم: هو ابن القاسم، وسليمان: هو ابن المغيرة القيسي، وحميد: هو ابن هلال.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1177) من طريق عبد الرحمن المقري، عن سليمان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/299-300 وقال- هو في الصحيح باختصار كثير في غزوة الحديبية- رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
قلنا: يشير الهيثمي إلى الرواية السالفة برقم (18563) .
وسيرد برقمي (18585) و (18622) .
وفي باب نبع الماء من بين أصابعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ابن عباس سلف برقم (2268) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: على رَكِيٍّ: بفتح الراء، وكسر الكاف، وتشديد الياء، أي: بئر.
ذَمَة. بفتح ذال معجمة، وتشديد ميم، يقال: بئر ذَمَة، أي: قليلة الماء.
ماحة. جمع مائح، وهو الذي ينزل أسفل البئر إذا قل ماؤها، فيملأ الدلو بيده.
فأُدليت، على بناء المفعول، أي: أُرسلت.
أو قراب، بكسر القاف، أو ضمها: ما قارب قدر الشيء.
فرُفعت. على بناء المفعول.
فكدت، كأنه من الكيد والمكيدة، بمعنى الحيلة، أي: اجتهدت، وسعيت في إخراج الماء.
فعيدت، من العَوْد، والظاهر أعيدت من الإعادة.
أخرج بثوب، أي: جرَّ به من البئر.(30/548)
• 18585 - قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) وحَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْبَرَاءِ، نَحْوَهُ قَالَ فِيهِ أَيْضًا: مَاحَةً (2)
18586 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَأَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ لِدَةٌ " (3)
__________
(1) في (م) ونسخة في (س) : حدثنا عبد الله حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، غير أن هذا الحديث من زوائد عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1177) عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله: هو أبو أحمد الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابن سعد 4/368، وابن أبي شيبة 14/351، والبخاري (4472) ، وابن حبان (7176) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/459 من طريقين، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وجاء عندهم كلِّهم: "غزوتُ"، ولم يذكر البخاري قوله: وأنا وعبد الله بن عمر لدة"، ووقع في مطبوع ابن حبان:
"غزوت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس عشرة غزوة أنا وعبد الله بن عمر".
وأخرجه الطيالسي (720) ، وابن سعد 4/368، وأبو يعلى (1693) من طريق حُدَيج بن معاوية، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/87-88 من طريق محمد بن أبان، كلاهما، عن أبي إسحاق، به. ولفظ ابن قانع: غزا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع عشرة غزوة، فاتني منها أربع.
وانظر (18586) .=(30/549)
18587 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَتَوَضَّأْ وَنَمْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: لِِدَة. بكسر اللام، أي: في سنٍّ واحدة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري (6311) ، ومسلم (2710) (56) ، وأبو داود (5046) ، والترمذي (3574) ، والنسائي في "الكبرى" (10618) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (782) ، وابن خزيمة (216) ولم يسق لفظه، وابن حبان (5536) ، والبيهقي في "الشعب" (4704) ، وفي "الآداب" (837) ، وفي "الدعوات" (337) و (363) ، والبغوي في "شرح السنة" (1315) من طريقين، عن منصور، بهذا الإسناد. وزادوا: فقلتُ أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت.
قال [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : "لا وبنيبيك الذي أرسلت" وسترد في الحديث التالي. قال الترمذي: حسن صحيح، وقال: وقد رُوي من غير وجه عن البراء، ولا نعلم في شيء من الروايات ذكر الوضوء، إلا في هذا الحديث.
قلنا: وقوله: قلت: أستذكرهن. القائل هو البراء، كما سيصرح في الرواية الآتية.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10617) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (781) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1137) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن الحكم بن عتيبةَ، عن سعد بن عبيدة، به. قال أبو=(30/550)
18588 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، وَقَالَ: " فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ "، وَقَالَ: " اجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ ". قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: " آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ " قُلْتُ: وَبِرَسُولِكَ. قَالَ: " لَا، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ " (1)
18589 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْكَلَالَةِ؟ فَقَالَ: " تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ " (2)
__________
= حاتم الرازي- كما في "العلل" 2/189-: هذا خطأ، ليس فيه الحكم، إنما هو منصور، عن سعد بن عبيدة نفسه، عن البراء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فتعقَّبه الحافظُ في "الفتح" 11/109، وقال: هو من المزيد في متصل الأسانيد.
وقد سلف برقم (18515) ، وانظر ما بعده.
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير علي بن إسحاق، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري (247) عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (5048) من طريق محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، به، وقرن بمنصور الأعمش.
وقد سلف بالحديث قبله، وبرقم (18515) .
(2) إسناده ضعيف، سماع أبي بكر- وهو ابن عياش- من أبي إسحاق - وهو السبيعي- ليس بذاك القوي فيما ذكر أبو حاتم، وقد سلف من حديث عمر بإسناد صحيح برقم (179) .=(30/551)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (2889) - ومن طريقه البيهقي 6/224- والترمذي (3042) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/187 من طريقين عن أبي بكر بن عياش، زاد أبو داود وابن عبد البر: قال أبو بكر بن عياش: فقلت لأبي إسحاق: هو من مات ولم يدع ولداً ولا والداً؟ قال: كذلك ظنوا أنه كذلك.
وقد اختلف فيه على أبي إسحاق: فأخرجه الطبري في "التفسير" (10889) من طريق أبي أسامة، عن زكريا، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأله عن الكلالة ...
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (371) - ومن طريقه البيهقي 6/224- عن حسين بن علي بن الأسود، عن يحيى بن آدم، عن عمار بن رُزيق، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) [النساء: 176] ، قال: من لم يترك ولداً ولا والداً فورثته كلالة. قال أبو داود: وروى عمار عن أبي إسحاق، عن البراء في الكلالة، قال: "تكفيك آية الصيف".
قال البيهقي: هذا (يعني حديث أبي إسحاق عن البراء) هو المشهور، وحديث أبي إسحاق عن أبي سلمة منقطع، وليس بمعروف.
قلنا: قد رجح ابن أبي حاتم في "العلل" 2/51 حديث أبي إسحاق، عن أبي سلمة، فقال: وحديثه عن أبي سلمة أشبه عندي.
وأخرجه الحاكم 4/336 من طريق يحيى بن عبد الحميد- وهو الحِماني- عن يحيى بن آدم، عن عمار بن رُزيق، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما الكلالة؟ قال: أما سمعت الآية ...
قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: الحماني ضعيف.
وسيرد برقمي (18607) و (18677) .=(30/552)
18590 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَجْلِسِ من الْأَنْصَارِ (1) فَقَالَ: " إِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا أَنْ تَجْلِسُوا، فَاهْدُوا السَّبِيلَ، وَرُدُّوا السَّلَامَ، وَأَعِينُوا الْمَظْلُومَ " (2)
18591 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ فِي دَارِهِ سُورَةَ الْكَهْفِ وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ لَهُ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ، حَتَّى غَشِيَتْهُ سَحَابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو حَتَّى جَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ مِنْهَا، قَالَ الرَّجُلُ: فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ " (3)
__________
= وانظر (18638) .
قال السندي: قوله: آية الصيف، أي: آخر النساء، أُضيفت إلى الصيف لنزولها فيه.
(1) المثبت من (ظ13) وهامش (ق) ، وهو الموافق للرواية (18484) ، وجاء في (ق) وهامش (س) : للأنصار.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن إسناده منقطع، فقد قال شعبة في الحديث (18483) : لم يسمع أبو إسحاق هذا الحديث من البراء. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 9/80 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد، وليس فيه: "وردوا السلام ".
وقد سلف الحديث من طريق إسرائيل برقمي (18484) و (18569) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية، وأبو=(30/553)
18592 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو أَحْمَدَ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقَنَّعًا (1) فِي الْحَدِيدِ، قَالَ: أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ؟ قَالَ: " بَلْ أَسْلِمْ، ثُمَّ قَاتِلْ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَاتَلَ ". فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَمِلَ هَذَا قَلِيلًا، وَأُجِرَ كَثِيرًا " (2)
18593 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا، عَبْدَ اللهِ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: وَوَضَعَهُمْ مَوْضِعًا وَقَالَ: " إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ، فَلَا تَبْرَحُوا
__________
= إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه البخاري (5011) ، ومسلم (795) (240) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (95) ، والنسائي في "الكبرى" (11503) ،- وهو في "التفسير" (523) - وأبو نعيم في "الحلية" 4/342، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/82، والبغوي في "شرح السنة" (1206) من طرق، عن زهير، بهذا
الإسناد.
وقد سلف برقم (18474) .
قال السندي: قوله: بشَطَنَيْن. بفتحتين، والشََّطَن. بفتحتين: الحبل، وقيل: الطويل منه.
(1) ضبب فوقها في (س) ، وجاء في هامشها: مقنع. (نسخة) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18565) غير شيخ أحمد، فهما هنا يحيي بن آدم، وأبو أحمد، وهو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.(30/554)
حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَى الْعَدُوِّ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ "، (1) قَالَ: فَهَزَمُوهُمْ. قَالَ: فَأَنَا وَاللهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ عَلَى الْجَبَلِ، وَقَدْ بَدَتْ أَسْوُقُهُنَّ وَخَلَاخِلُهُنَّ رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمُ الْغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ، فَمَا تَنْظُرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: إِنَّا وَاللهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ، فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ، صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ رَجُلًا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ أَصَابَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً: سَبْعِينَ أَسِيرًا، وَسَبْعِينَ قَتِيلًا. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثًا، فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ، فَقَدْ قُتِلُوا وَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ أَنْ قَالَ: كَذَبْتَ وَاللهِ يَا عَدُوَّ اللهِ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ، فَقَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ،
__________
(1) قوله: وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو، وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم. ليس في (ظ13) .(30/555)
وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا، وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: اعْلُ هُبَلُ، اعْلُ هُبَلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تُجِيبُونَهُ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ ". قَالَ: إِنَّ الْعُزَّى لَنَا، وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تُجِيبُونَهُ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا: اللهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير- وهو ابن معاوية، وإن روى عن أبي إسحاق، وهو السبيعي، بعد الاختلاط- قد انتقى البخاري له هذا الحديث.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/47-48 عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود الطيالسي (725) (726) ، وابن سعد 2/47-48، والبخاري (3039) و (3986) و (4061) و (4067) ، وأبو داود (2662) ، والنسائي في "الكبرى" (8635) و (11079) - وهو في "التفسير" (99) - وأبو عوانة 4/303 و305، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2584) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/38-39، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (115) ، وفي "الدلائل" 3/269، وأبو محمد البغوي في "تفسيره" عند الآية (140) من سورة آل عمران، من طرق عن زهير بن معاوية، به.
وأخرجه البخاري (4043) ، والطبري في "التاريخ" 2/507-508 و526-527، وفي "التفسير" (8005) و (8006) ، وأبو عوانة 4/306، وابن حبان (4738) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/267-268 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
وسيرد برقم (18600) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2609) ، وذكرنا هناك أحاديث=(30/556)
18594 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ (1) قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَكَمِ عَلِيٌّ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِي
__________
= الباب.
قال السندي: قوله: تخطفنا الطير، كناية عن القتل، فإن الطير إنما تَخطَفُ لحمَ الميت.
فهزموهم، أي: هزم المسلمون العدوَّ.
النساء: أي: نساء العدو.
والغنيمة: بالنصب، أي: اقصدوها، أو بالرفع، أي: هي مقصودة.
الناسَ: أي: نحضر المسلمين الآخذين للغنيمة، أو الكافرين. أي: مكانهم.
صُرفت وجوهُهم، أي: وجوه الكافرين إلى المسلمين، أو وجوه المسلمين عن القتال.
فأقبلوا، أي: المسلمون.
فذلك الذي يدعوهم: العائد إلى الموصول مقدَّر، أي: يدعوهم بسببه.
أفي القوم، أي: فيمن بقي من المؤمنين.
فقال: أما هؤلاء فقد قُتلوا: كأنه علم أن فرارهم غيرُ ممكن.
فما ملك عمر ... إلخ: كأنه فهم أن مقصودَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إغاظتُه بترك الجواب، فلما رأى أن الجواب أدخلُ فيه أخذ يُجيب لذلك.
سِجال: بكسر سين وخِفَّة جيم، جمع سَجْل، بفتح فسكون، بمعنى الدَّلْو، فكما أن َ الدلْو لا يختصُ بأحد دون آخر، كذلك الغَلَبَة في الحرب.
في القوم [مُثْلَة] : أي: في المقتولين، أي: المؤمنين.
اُعل: أمرٌ من العلو، بوزن ادعُ. هُبَل: بضم ففتح، بتقدير يا هبل، هو اسم صنم، أي: كن عالياً بعلوِّ أصحابك، والمراد الإخبار بأنه صار غالباً اليوم.
(1) في هامش (س) : بن سُليم. (نسخة) . قلنا: ويقال له ذلك أيضاً.(30/557)
بَحْرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا، فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ، تَفَرَّقَا لَيْسَ بَيْنَهُمَا خَطِيئَةٌ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "ثم حمدا الله"، وهذا إسناد ضعيف، فيه جهالة واضطراب، فقد أختُلف فيه على أبي بَلْج يحيى بن أبي سُليم، فقال زهير بن معاوية (كما في هذه الرواية) : عن أبي بلج، عن أبي الحكم علي البصري، عن أبي بحر، عن البراء. وخالفه هُشَيم وأبو عوانة (كما سيرد في
التخريج) فقالا: عن أبي بلج، عن زيد بن أبي الشعثاء- وقالا مرة: عن زيد أبي الحكم، وهي كنية زيد- ولم يذكرا أبا بحر.
وزيد بن أبي الشعثاء هذا انفرد بالرواية عنه أبو بلج، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وأبو بحر الراوي عن البراء مجهول كذلك، وهو من رجال "التعجيل". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج، فمن رجال أصحاب السنن وهو صدوق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/396 من طريق النفيلي- وهو عبد الله بن محمد- عن زهير، بهذا الإسناد. وقد تفرَّد زهير بذكر أبي بحر.
وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2/274 عن أبيه قوله: قد جوَد زهير هذا الحديث، ولا أعلم أحداً جوَد كتجويد زهير هذا. وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: هو محفوظ؟ قال: زهير ثقة.
وخالف زهيراً هشيمٌ وأبو عوانة:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/396 من طريق معلى الرازي، وأبو داود (5211) ، والدولابي 1/154، والبيهقي في "السنن" 7/99، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/14، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة زيد بن أبي الشعثاء) من طريق عمرو بن عون، والمزي أيضا من طريق الحسين بن الحسن المروزي، ثلاثتهم عن هشيم، عن أبي بَلْج، عن زيد أبي الحكم، عن
البراء، به.=(30/558)
18595 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، أَوْ غَيْرُهُ (1) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبٌ حَرِيرٌ، فَجَعَلْنَا نَلْمِسُهُ وَنَعْجَبُ مِنْهُ، وَنَقُولُ: مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا خَيْرًا مِنْهُ وَأَلْيَنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُعْجِبُكُمْ هَذَا؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا وَأَلْيَنُ " (2)
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/396-397 عن يعقوب بن إبراهيم، وأبو يعلى (1673) - ومن طريقه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (193) - عن خالد بن مرداس، والبيهقي في "السنن" 7/99، وفي "الشعب" (8956) من طريق داود بن عمرو الضبّي، ثلاثتهم عن هشيم، عن أبي بَلْج، عن زيد بن أبي الشعثاء، عن البراء، به. وكنَّى البخاريّ زيداً أبا الحكم العنزي. ووقع في
مطبوع "ابن السني": جابر بن زيد بن أبي الشعثاء، وهو خطأ.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/396 عن مسدد، عن هشيم، عن أبي بلج، عن زيد (لم ينسبه) عن البراء، به.
وأخرجه الطيالسي (751) - ومن طريقه البيهقي في "الآداب" (268) - والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/396 و9/22 عن موسى، كلاهما (الطيالسي وموسى) عن أبي عوانة، عن أبي بَلْج، عن أبي الحكم، عن البراء، به. ونسبه الطيالسي البجليَّ، وقرن بأبي عوانة هشيماً، ووقع في مطبوعه: عن زياد أبي الحكم، وهو خطأ (ولم يذكر البيهقي اسم أبي الحكم، وهو من طريق الطيالسي) .
وقد سلف من وجهين آخرين عن البراء بالرقمين: (18547) و (18548) .
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) ، ولم يرد لفظ "أو غيره" في أطراف المسند.
(2) حديث صحيح، وهو عند البخاري من طريق إسرائيل- وهو ابن=(30/559)
* 18596 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَتَبَ بِهِ إِلَيَّ قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ بُرْدٍ، أَخِي يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ قِيرَاطٌ، وَمَنْ مَشَى مَعَ الْجِنَازَةِ حَتَّى تُدْفَنَ، وَقَالَ مَرَّةً: حَتَّى يُدْفَنَ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ قِيرَاطَانِ، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
__________
= يونس- دون شك كما سيرد في "التخريج". ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبِيعي، وقد صرح بالسماع في الحديث السالف برقم (18544) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/435، والبخاري (5836) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" 14/181- عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، وقرن ابنُ سعد بعبيد الله الفَضْلَ بنَ دُكين. قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبثر بن القاسم: هو الزبيدي، أبو زبيد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/54-55، والطبراني في "الأوسط" (1685) و (7994) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبثر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/321، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/122 من طريقين عن عبثر، به. قال يعقوب: يقال: لم يسمع المسيب من أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من البراء.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4453) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.(30/560)
18597 - قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وحَدَّثَنَاهُ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ، قَالَا:، حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ بُرْدٍ، أَخِي يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (1)
18598 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " رَمَقْتُ الصَّلَاةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ، فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ الرَّكْعَةِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجِلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَجِلْسَتَهُ بَيْنَ التَّسْلِيمِ وَالِانْصِرَافِ (2) قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ " (3)
__________
(1) هو مكرر ما قبله، غير أن هذا من زوائد عبد الله.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1264) عن علي بن معبد، عن صالح بن عبد الله الترمذي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/205 من طريق أبي معمر إسماعيل ابن إبراهيم الهذلي، عن عبثر، به.
(2) وقع في النسخ: فجلسته بين التسليم وما بين التسليم والانصراف، بزيادة: "وما بين التسليم" وهو تكرار لا وجه له، ولم يرد في مصادر التخريج من طريق أبي عوانة كما سيرد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضَاح بن عبد الله اليشكري، وهلال بن أبي حميد: هو الجهني الكوفي المعروف بالوزان، وقد اختلف في اسم أبيه على أقوال ذكرها المزي والحافظ في "تهذيبهما".
وأخرجه الدارمي (1334) ، والنسائي في "المجتبى" 3/66-67، وفي=(30/561)
18599 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَجَدْتَ، فَضَعْ كَفَّيْكَ، وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ " (1)
18600 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرُّمَاةِ، وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا، عَبْدَ اللهِ بْنَ جُبَيْرٍ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالَ: " إِنْ رَأَيْتُمُ الْعَدُوَّ وَرَأَيْتُمُ الطَّيْرَ تَخْطَفُنَا، فَلَا تَبْرَحُوا "، فَلَمَّا رَأَوْا الْغَنَائِمَ قَالُوا: عَلَيْكُمُ الْغَنَائِمَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَبْرَحُوا؟ قَالَ غَيْرُهُ: فَنَزَلَتْ: {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 152] يَقُولُ: عَصَيْتُمُ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ
__________
= "الكبرى" (1255) من طريق عمرو بن عون، ومسلم (471) (193) عن حامد ابن عمر البكراوي وأبي كامل فضيل بن حسين الجحدري- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/123- وأبو داود (854) ، والبيهقي في "السنن" أيضاً 2/123 من طريق مسدد وأبي كامل، وأبو عوانة 2/134 من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي، كلهم عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
ولفظه عند مسلم: رمقتُ الصلاة مع محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدتُ قيامَه، فركعته، فاعتدالَه بعد ركوعه، فسجدَتَه، فجلستَه بين السجدتين، فسجدتَه، فجلستَه ما بين التسليم والانصراف قريباً من السواء. ونحوه في المصادر المذكورة.
وقد سلف برقم (18469) .
قال السندي: قوله: فركعته، أي: ركوعه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث السالف برقم (18491) سنداً ومتناً، وأُشير إلى ذلك في هامش (ظ 13) ، ففيه لفظ: مُعاد.(30/562)
مَا أَرَاكُمُ الْغَنَائِمَ وَهَزِيمَةَ الْعَدُوِّ (1)
18601 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَاقِدٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ بَصُرَ بِجَمَاعَةٍ، فَقَالَ: " عَلَامَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ؟ " قِيلَ: عَلَى قَبْرٍ يَحْفِرُونَهُ. قَالَ: فَفَزِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَدَرَ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ، فَجَثَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَاسْتَقْبَلْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ لِأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا قَالَ: " أَيْ إِخْوَانِي لِمِثْلِ الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا؟ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر (18593) غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن آدم.
(2) إسناده ضعيف لضعف محمد بن مالك- وهو الجوزجاني- قال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً، ولا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وقال الذهبي في "الكاشف": فيه لين. وعبدُ الله بنُ واقد- مع أنهم وثقوه- قال ابن عدي: مظلم الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد، وحسين بن محمد: هو المرُّوذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/226-227- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/369، وفي "الشعب" (10547) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن واقد) - وابنُ ماجه (4195) من طريق إسحاق بن منصور، والبخاريُّ في "التاريخ الكبير" 1/229 عن إسماعيل بن أبان، والطبراني في "الأوسط" (2609) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/340-341 من طريق الربيع بن يحيى، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10548) من طريق بشر بن=(30/563)
18602 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْبَرَاءِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ لَهُ: لِمَ تَخَتَّمُ (1) بِالذَّهَبِ وَقَدْ نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الْبَرَاءُ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ غَنِيمَةٌ يَقْسِمُهَا، سَبْيٌ وَخُرْثِيٌّ قَالَ: فَقَسَمَهَا حَتَّى بَقِيَ هَذَا الْخَاتَمُ، فَرَفَعَ طَرْفَهُ فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ خَفَّضَ، ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ خَفَّضَ، ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: " أَيْ بَرَاءُ " فَجِئْتُهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَخَذَ الْخَاتَمَ فَقَبَضَ عَلَى كُرْسُوعِي ثُمَّ قَالَ: " خُذِ الْبَسْ مَا كَسَاكَ اللهُ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: وَكَانَ الْبَرَاءُ يَقُولُ: كَيْفَ تَأْمُرُونِي أَنْ أَضَعَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسْ مَا كَسَاكَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ (2) "
__________
= الوليد الكندي، أربعتهم عن أبي رجاء، به، وضعفه البرصيري في "الزوائد".
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عبد الله بن واقد.
(1) في (ق) وهامش (س) : تتختم.
(2) إسناده ضعيف كسابقه علي نكارة في متنه كما ذكر الذهبي في "الميزان" 2/520.
وأخرجه أبو يعلى (1708) - ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 4/1567- والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/259، والحازمي في "الاعتبار" ص186 من طريق إسحاق بن منصور، عن أبي رجاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/470، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"=(30/564)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=9/254 من طريق مالك بن مغول، ويعقوب بن سفيان 3/78 من طريق شعبة، والطحاوي أيضا في "شرح معاني الآثار" 4/259 من طريق يونس بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي السفر، عن البراء، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/468-469 عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن البراء، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/151، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى باختصار، ومحمد بن مالك مولى البراء وثقه ابن حبان وأبو حاتم، ولكن قال ابن حبان: لم يسمع من البراء، قلت: قد وثقه، وقال: رأيت ... فصرح، وبقية رجاله ثقات. قلنا: وعزاه إلى "ثقات" ابن حبان أيضا المزي والحافظ في "تهذيبهما" ولم نجده في المطبوع منه.
وأورده الحافظ في "الفتح" 10/317، وقال: قال الحازمي: إسناده ليس بذاك، ولو صحَّ، فهو منسوخ. قلت: لو ثبت النسخ عند البراء، ما لبسه بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد روى حديث النهي المتفق على صحته عنه، فالجمع بين روايته وفعله إما بأن يكون حمله على التنزيه، أو فهم الخصوصية له من قوله: "البس ما كساك الله ورسوله" وهذا أولى من قول الحازمي: لعل البراء لم يبلغه النهي. ويؤيد الاحتمال الثاني أنه وقع في رواية أحمد: كان الناس يقولون للبراء: لِمَ تتختم بالذهب، وقد نهى عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! فيذكر لهم هذا الحديث، ثم يقول: كيف تأمرونني أن أضع ما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "البس ما كساك الله ورسوله"؟
وانظر النهي عن لبس خاتم الذهب من حديث البراء في الرواية (18504) .
قال السندي: قوله: وخُرْثي. بضم معجمة، فسكون راء، فكسر مثلثة، فتشديد مثناة من تحت: هو أثاث البيت ومتاعه.
على كُرسوعي. ضبط بضم الكاف، وهو طرف رأس اليد مما يلي الخنصر.
وكان البراء يقول. كأنه علم أن الأمر كان بعد النهي عن لبس الذهب،=(30/565)
18603 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي مُوسَى، يُحَدِّثُ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ".، قَالَ شُعْبَةُ: هَذَا أَوْ نَحْوَ هَذَا الْمَعْنَى، وَإِذَا نَامَ قَالَ: " اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ " (1)
__________
= فرأى أنه تخصيص له بذلك، وإلا فلو كان قبل النهي، لزم نسخه بالنهي، فلا يجوز استعماله بعده، وكذا فهم أن "ما" في قوله: "ما كساك الله" موصولة، وإلا فلو كان للمدة، لكان الحديث دلَّ بالمفهوم على النسخ، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو بكر بن أبي موسى: هو الأشعري.
وأخرجه مسلم (2711) من طريق معاذ بن معاذ، والنسائي في "الكبرى" (10608) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (772) - من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وفي "الكبرى" كذلك (10587) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (751) من طريق عبد الله بن المبارك، والطبراني في "الدعاء" (282) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (343) من طريق عمرو بن مرزوق، أربعتهم عن شعبة، به. ولم يذكر النسائي دعاء الاستيقاظ، ولم يذكر الطبراني دعاء النوم، وتحرف "عبد الله بن المبارك" عند النسائي إلى غندر، وجاء على الصواب في "تحفة الأشراف" 2/67.
واختلف فيه على شعبة:
فرواه خالد بن أمية، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن أبي بكر ابن أبي موسى، عن حذيفة، كما في "تاريخ بغداد" 12/442-443. قال الخطيب: والمحفوظ عن أبي بكر بن أبي موسى، عن البراء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(30/566)
18604 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ يَعْنِي ابْنَ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ عَلَى أَلْيَتَيِ الْكَفِّ " (1)
18605 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي بُسْرَةَ،
__________
= وسيرد برقم (18686) ، وانظر (18472) و (18515) .
وسيرد حديث حذيفة بن اليمان 5/385.
وفي الباب عن أبي ذر، سيرد 5/154.
(1) إسناده ضعيف، وروي مرفوعاً وموقوفاً، والصحيح وقفه. الحسين بن واقد لم يتبين لنا أسمع من أبي إسحاق- وهو السبيعي- قبل الاختلاط أم بعده؟ ثم إنه خولف.
وأخرجه ابن خزيمة (639) - ومن طريقه ابن حبان (1915) - من طريق علي بن الحسين بن واقد، والحاكم 1/227- ومن طريقه البيهقي 2/107 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/261، والبيهقي 2/107 من طريق شعبة، وابن أبي شيبة أيضاً 1/261 من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن أبي إسحاق، عن البراء قال: السجود على ألية الكف. لفظ ابن أبي شيبة، ونحوه لفظ البيهقي. وشعبة ويحيى بن سعيد- وهو الأنصاري- رويا عن أبي إسحاق قبل الاختلاط.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/125، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وانظر (18491) و (18701) .(30/567)
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِضْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، فَمَا رَأَيْتُهُ تَرَكَ رَكْعَتَيْنِ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ " (1)
18606 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ ضَارِيَةٌ، فَدَخَلَتْ حَائِطًا، فَأَفْسَدَتْ فِيهِ، " فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ حِفْظَ الْحَوَائِطِ بِالنَّهَارِ عَلَى أَهْلِهَا، وَأَنَّ حِفْظَ الْمَاشِيَةِ بِاللَّيْلِ عَلَى أَهْلِهَا، وَأَنَّ مَا أَصَابَتِ الْمَاشِيَةُ بِاللَّيْلِ، فَهُوَ عَلَى أَهْلِهَا " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، ذكرنا علته في الرواية. السالفة برقم (18583) ، فليح: هو ابن سليمان.
وأخرجه ابن خزيمة (1253) ، والبيهقي 3/158 من طريق ابن وهب، عن الليث وفليح، بهذا الإسناد. بلفظ الرواية السالفة (18583) وفيها: قبل الظهر.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه. حرام بن مُحَيِّصة لم يسمع البراء بن عازب فيما ذكر ابن حبان وابن حزم وعبد الحق، وهذا يعكر على الشافعي قوله باتصاله، كما في "اختلاف الحديث" له 7/401، وقد روي مرسلاً من طريق مالك، عن الزهري، عن حرام بن مُحَيِّصَة، أن ناقة للبراء ... وسيرد
5/435، وسنذكر من تابعه في إرساله هناك.
قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 11/82: هذا الحديث وإن كان مرسلاً، فهو حديث مشهور، أرسله الأئمة، وحدث به الثقات، واستعمله فقهاء الحجاز، وتلقوه بالقبول، وجرى في المدينة به العمل.
قلنا: وقد ذكر الحافظ في "تلخيص الحبير" 4/86-87 الاختلاف فيه على الزهري، وسيرد في سياق التخريج. محمد بن مصعب: هو القرقساني، وقد ذكرنا حاله في تخريج الرواية (3047) ، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن=(30/568)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمرو، وحرام بن مُحَيِّصَة: هو حَرام بن سعد بن مُحَيِّصة.
وأخرجه الدارقطني 3/155- ومن طريقه البيهقي 8/341- من طريق محمد بن مصعب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في مسنده 2/107 (بترتيب السندي) ، وفي "اختلاف الحديث" 7/400-401- ومن طريقه الدارقطني 3/155، والبيهقي 8/341- عن أيوب بن سويد، وأبو داود (3570) - ومن طريقه البيهقي 8/341، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/89- والحاكم 2/47-48 من طريق الفريابي، والنسائي في "الكبرى" (5785) من طريق الوليد بن مسلم، والحاكم أيضاً 2/47-48 من طريق محمد بن كثير، أربعتهم عن الأوزاعي، به. غير أن الدارقطني قال: عن حرام بن مُحيصة، عن أبيه إن شاء الله، عن البراء بن عازب، فزاد: "عن أبيه" بين حرام والبراء، على الشك، مع أنها ليست عند الشافعي!.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/203، والدارقطني3/155 من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، به، غير أنه قال: إن ناقة لرجل من الأنصار دخلت حائطاً ...
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (205) من طريق الوليد بن مسلم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6157) من طريق شعيب بن إسحاق، و (6158) من طريق بقية بن الوليد، والبيهقي في "السنن" 8/341 من طريق أبي المغيرة، أربعتهم عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حرام بن محيّصة أن البراء بن عازب كانت له ناقة ...
ورواه محمد بن كثير كذلك- عند النسائي في "الكبرى" (5784) من طريق العباس بن عبد الله بن العباس الأنطاكي- عنه، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حرام بن مُحيّصة، عن أبيه، أن ناقة للبراء، فجعله من مسند مُحيصة.
واختلف فيه على الزهري كذلك:
فأخرجه ابن أبي شيبة 14/220-221- ومن طريقه ابن أبي عاصم في=(30/569)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الديات" (206) - وابن ماجه (2332) ، والنسائي في "الكبرى" (5786) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6156) - والدارقطني 3/155، والبيهقي 8/341-342 من طريق عبد الله بن عيسى، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن البراء، أن ناقة لآل البراء أفسدت ... وقرن النسائي بعبد الله بن عيسى إسماعيلَ بنَ أمية، ولهذه متابعة منهما للأوزاعي فيما سلف.
ورواه مالك فيما سيرد 5/435، وابن عيينة فيما سيرد 5/436، والليث ابن سعد عند ابن ماجه (2332) ، ويونس بن يزيد عند الدارقطني 5/153، أربعتهم عن الزهري، عن حرام بن محيصة أن ناقة للبراء كانت ضارية ... غير أن الليث قال: ابن محيصة، لم يسمه، وقرن ابنُ عيينة بحرام سعيدَ بنَ المسيب.
ورواه محمد بن ميسرة- عند إبراهيم بن طهمان (198) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (5787) - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن البراء، أن ناقة له ... قال النسائي: محمد بن ميسرة: هو ابن أبي حفصة، وهو ضعيف.
ورواه معمر- فيما سيرد 5/436- عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن أبيه، أن ناقة للبراء ... قال الحافظ: ولم يتابع فيه معمر. قلنا: قد سلف كذلك من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي، فيما ذكرنا آنفاً.
ورواه ابن جريج- عند عبد الرزاق (18438) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/88- عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن ناقة دخلت في حائط قوم، فأفسدته، ... وذكر نحوه.
قال الحافظ في "التلخيص" 4/86-87:
ورواه معن بن عيسى، عن مالك، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن جده.
ورواه ابن أبي ذئب، عن الزهري، قال: بلغني أن ناقة للبراء ...
قال السندي: قوله: ناقة ضارية: هي تعتاد رَعْيَ زرع الناس. =(30/570)
18607 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْكَلَالَةِ فَقَالَ: " تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ " (1)
18608 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " إِنِّي لَأَطُوفُ عَلَى إِبِلٍ ضَلَّتْ لِي فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنَا أَجُولُ فِي أَبْيَاتٍ، فَإِذَا أَنَا بِرَكْبٍ وَفَوَارِسَ، إِذْ جَاءُوا، فَطَافُوا بِفِنَائِي، فَاسْتَخْرَجُوا رَجُلًا، فَمَا سَأَلُوهُ، وَلَا كَلَّمُوهُ، حَتَّى ضَرَبُوا عُنُقَهُ، فَلَمَّا ذَهَبُوا، سَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: عَرَّسَ بِامْرَأَةِ أَبِيهِ " (2)
__________
= الحوائط، أي: البساتين، يريد أنها إن تُفْلِتُ نهاراً، فالتقصير من صاحب البستان، فلا ضمان، وإن تفلت بالليل، فالتقصير من صاحبها، فعليه الضمان، وبه قال الجمهور، وقيل: إذا لم يكن معها صاحبها، فلا ضمان، لا ليلاً، ولا نهاراً، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لضعف حجاج- وهو ابن أرطاة- ثم إنه لا يُدرى أسمع من أبي إسحاق- وهو السبيعي- قبل الاختلاط أم بعده؟
وأخرجه أبو يعلى (1656) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5226) ، والطبراني في "الأوسط" (6888) من طريق مُعمَّر بن سليمان، بهذا الإسناد. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحجاج إلا مُعَمَّر بن سليمان.
وسيكرر برقم (18677) سنداً ومتناً.
وقد سلف برقم (18589) وذكرنا هناك أنه ثبتَ من حديث عمر.
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (18557) (18578) (18579) .
وأخرجه الحاكم 2/192 و4/356-357، والبيهقي في "معرفة السنن"=(30/571)
18609 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: " أَتَوْا قُبَّةً، فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهَا رَجُلًا، فَقَتَلُوهُ. قَالَ: قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَجُلٌ دَخَلَ بِأُمِّ امْرَأَتِهِ، " فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَتَلُوهُ " (1)
18610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيتُ خَالِي مَعَهُ رَايَةٌ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ مِنْ
__________
= (16853) من طريق أسباط، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور (943) عن عبيدة بن حميد، وأبو داود (4456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/237 من طريق خالد بن عبد الله، والنسائي في "الكبرى" (7220) ، والبيهقي في "معرفة السنن" (16853) من طريق أبي زبيد عبثر بن القاسم، والدارقطني "السنن" 3/196 من طريق
صالح بن عمر، أربعتهم عن مطرف، به. وقد تصحف في مطبوع النسائي أبو زبيد إلى أبي زيد، وسقط منه اسم مطرف.
وقد سلف برقم (18557) .
قال السندي: قوله: عرَّس بامرأة أبيه، ضبط من التعريس، والمراد: دخل بها، والمشهور في هذا المعنى: أعرس، بالألف، وقيل: عرَّس، بالتشديد، لغة في أعرس أيضاً.
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بيَّنا ذلك مفصلاً في الرواية (18557) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/149 من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، به. وفيه: هذا رجل أعرس بامرأة أبيه.
وانظر ما بعده.(30/572)
بَعْدِهِ، فَأَمَرَنَا أَنْ نَقْتُلَهُ وَنَأْخُذَ مَالَهُ " (1) . قَالَ: فَفَعَلُوا، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " مَا حَدَّثَ أَبِي عَنْ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الْغَفَّارِ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ لِعِلَّتِهِ " (2)
18611 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا، فَحَضَرَ الْإِفْطَارُ، فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ (3) وَلَا يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنَّ فُلَانًا الْأَنْصَارِيَّ، كَانَ صَائِمًا، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكِ مِنْ طَعَامٍ؟ قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، وَجَاءَتْهُ (4) امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وبيَّنا ذلك في الرواية (18557) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/150، من طريق جابر الجعفي، عن يزيد، بهذا الإسناد، دون قوله: من بني تميم.
وسيرد من طريق عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه، برقم (18626) ونذكر تتمة تخريجه هناك.
(2) قال السندي: قوله: لعلته، أي: لضعفه، وكان من رؤساء الشيعة، قال أحمد: ليس بثقة، وكان يحدث ببلايا في عثمان، وعامة حديثه بواطيل، وعن أبي داود: كان يضع الحديث، وكان شعبة حسن الرأي فيه، قال: لم أر أحفظ منه، قال أبو داود: غلط شعبة فيه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك، قيل: بقي إلى قريب الستين ومئة.
(3) في (ظ13) : ليله.
(4) في (م) : وجاءت.(30/573)
رَأَتْهُ، قَالَتْ: خَيْبَةٌ لَكَ، فَأَصْبَحَ، فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ، غُشِيَ عَلَيْهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: " {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] إِلَى قَوْلِهِ: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187] " قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الْأَنْصَارِيَّ جَاءَ، فَنَامَ، فَذَكَرَهُ. (1)
18612 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله ابن الزبير الزبيري.
وأخرجه أبو داود (2314) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد. وسماه: صرمة بن قيس.
وأخرجه الدارمي (1693) ، والبخاري (1915) ، والترمذي (2968) ، والطبري في "التفسير" (2938) و (2939) ، وابن خزيمة (1904) ، وابن حبان (3460) و (3461) ، والبيهقي 4/201 من طرق عن إسرائيل بن يونس، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرج البخاري (4508) من طريقين عن أبي إسحاق، قال البراء رضي الله عنه: لما نزل صوم رمضان، كانوا لا يقربون النساء رمضان كلَّه، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله: (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم) .
وسيرد برقم (18612) .
وفي الباب عن معاذ بن جبل، سيرد 5/246-247.
قال السندي: قوله: خيبةً لك، أي: حرماناً لك، ونصبُه على أنه مصدر لفعل مقدر.
وإن قيس بن صرمة، كذا في رواية البخاري، وفي رواية أبي داود: صرمة ابن قيس، وصُوِّب على أن في هذه الرواية قلباً، والله تعالى أعلم.(30/574)
إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ إِذَا نَامَ، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَبِي قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو (1)
18613 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللهِ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ جُمَّتَهُ لَتَضْرِبُ إِلَى مَنْكِبَيْهِ " قَالَ: ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: لَتَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ. " وَقَدْ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بِهِ مِرَارًا مَا حَدَّثَ بِهِ قَطُّ إِلَّا ضَحِكَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، زهير- وهو ابن معاوية، وإن روى عن أبي إسحاق، وهو السبيعي، بعد الاختلاط- متابع في الرواية السابقة، غير أنه لم يتابع في اسم الذي نزلت فيه الآية. أحمد بن عبد الملك: هو ابن واقد الحراني.
وأخرجه أبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (62) من طريق أحمد ابن عبد الملك، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/147-148، وفي "الكبرى" (2478) و (11023) - وهو في "التفسير" (43) - من طريق حسين بن عياش، عن زهير، به.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي بكير: هو الكرماني، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/428، والبخاري (5901) ، والنسائي=(30/575)
18614 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِنَازَةٍ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَبْرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَهُوَ يُلْحَدُ لَهُ، فَقَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " ثَلَاثَ مِرَارٍ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي إِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، تَنَزَّلَتْ إِلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ كَأَنَّ عَلَى وُجُوهِهِمُ الشَّمْسَ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ كَفَنٌ وَحَنُوطٌ، فَجَلَسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، (1) حَتَّى إِذَا خَرَجَ رُوحُهُ، صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَابٍ إِلَّا وَهُمْ يَدْعُونَ اللهَ: أَنْ يُعْرَجَ بِرُوحِهِ مِنْ قِبَلِهِمْ، فَإِذَا عُرِجَ بِرُوحِهِ قَالُوا: رَبِّ عَبْدُكَ فُلَانٌ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُوهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى " قَالَ: " فَإِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِ أَصْحَابِهِ، إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ، فَيَأْتِيهِ آتٍ فَيَقُولُ: مَنْ رَبُّكَ؟ مَا دِينُكَ؟ مَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ، وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَنْتَهِرُهُ فَيَقُولُ: مَنْ رَبُّكَ؟ مَا
__________
= في "المجتبى" 8/133، وفي "الكبرى" (9326) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/222-223 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18473) .
(1) في (ظ13) : مد بصره.(30/576)
دِينُكَ؟ مَنْ نَبِيُّكَ؟ وَهِيَ آخِرُ فِتْنَةٍ تُعْرَضُ عَلَى الْمُؤْمِنِ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ، وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ لَهُ: صَدَقْتَ، ثُمَّ يَأْتِيهِ آتٍ حَسَنُ الْوَجْهِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِكَرَامَةٍ مِنَ اللهِ وَنَعِيمٍ مُقِيمٍ، فَيَقُولُ: وَأَنْتَ فَبَشَّرَكَ اللهُ بِخَيْرٍ، مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، كُنْتَ وَاللهِ سَرِيعًا فِي طَاعَةِ اللهِ، بَطِيئًا عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَجَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَبَابٌ مِنَ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلَكَ لَوْ عَصَيْتَ اللهَ، أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ هَذَا، فَإِذَا رَأَى مَا فِي الْجَنَّةِ قَالَ: رَبِّ عَجِّلْ قِيَامَ السَّاعَةِ كَيْمَا أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي، فَيُقَالُ لَهُ: اسْكُنْ. وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَتْ عَلَيْهِ مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ، فَانْتَزَعُوا رُوحَهُ، كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ الْكَثِيرُ الشِّعْبِ مِنَ الصُّوفِ الْمُبْتَلِّ، وَتُنْزَعُ نَفْسُهُ مَعَ الْعُرُوقِ، فَيَلْعَنُهُ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَابٍ، إِلَّا وَهُمْ يَدْعُونَ اللهَ: أَنْ لَا تَعْرُجَ رُوحُهُ مِنْ قِبَلِهِمْ، فَإِذَا عُرِجَ بِرُوحِهِ، قَالُوا: رَبِّ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ عَبْدُكَ، (1) قَالَ: أَرْجِعُوهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى،
__________
(1) في (م) : فلان بن فلان عبدك.(30/577)
قَالَ: فَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِ أَصْحَابِهِ، إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ، (1) قَالَ: فَيَأْتِيهِ آتٍ فَيَقُولُ: مَنْ رَبُّكَ؟ مَا دِينُكَ؟ مَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، فَيَقُولُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَوْتَ (2) ، وَيَأْتِيهِ آتٍ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِهَوَانٍ مِنَ اللهِ، وَعَذَابٍ مُقِيمٍ، فَيَقُولُ: وَأَنْتَ (3) ، فَبَشَّرَكَ اللهُ بِالشَّرِّ مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، كُنْتَ بَطِيئًا عَنْ طَاعَةِ اللهِ، سَرِيعًا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، فَجَزَاكَ اللهُ شَرًّا، ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَصَمُّ أَبْكَمُ فِي يَدِهِ مِرْزَبَةٌ، لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ كَانَ تُرَابًا، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً حَتَّى يَصِيرَ (4) تُرَابًا، ثُمَّ يُعِيدُهُ اللهُ كَمَا كَانَ، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ ". قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: " ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ (5) مِنَ النَّارِ وَيُمَهَّدُ مِنْ فُرُشِ النَّارِ "، (6)
__________
(1) لفظة "عنه" ليست في (ظ 13) ولا (ص) ، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ق) وهامش (س) : تليت، وانظر تعليق السندي.
(3) في (ظ 13) و (ص) و (ق) : ومن أنت.
(4) في (ظ 13) : فيصير.
(5) في (ظ 13) : فيفتح، وفي (ق) : ثم يفتح له باباً.
(6) إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف يونس بن خباب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الرزاق: هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، وزاذان: هو أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر، الكندي، مولاهم، والمنهال بن عمرو: هو الأسدي، مولاهم.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/39 من طريق الإمام أحمد، بهذا=(30/578)
• 18615 - وحَدَّثَنَاهُ أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، مِثْلَهُ (1)
__________
= الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6737) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص120.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (20768) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (20767) و (20768) ، وفي "تهذيب الآثار" (722) ، والحاكم في "المستدرك" 1/39 من طرق عن يونس بن خباب، به.
وصحيحه سلف برقم (18534) ، وانظر ما بعده.
وانظر حديث أنس (12271) .
قال السندي: "خَفْق نعالهم" بفتح معجمة، وسكون فاء، فقاف، أي: صوت نعالهم على الأرض إذا مَشَوا.
إذا ولَّوا، متعلق بالخفق.
قوله: فينتهره، أي: يُنكر عليه فعلَه وقولَه، تشديداً في السؤال.
ولا تَلَوْتَ: هذا هو الظاهر، أي: ولا قرأت، وفي بعض النسخ: ولا تليت، بالياء، وهو المشهور، على أن أصله الواو، قلبت ياءً للازدواج.
ثم يقيض، بالتشديد، أي: يقرر.
له: لتعذيبه.
أعمى أصم أبكم، أي: من لا ينظر إليه، ولا يرحمه، ولا يسمع كلامه، ولا يلتفت إليه.
مرزبة: قيل: المحدثون يشددون الباء، والصواب تخفيفها، والحديث قد سبق قريباً. [يعني برقم 18534] .
(1) إسناده ضعيف لضعف يونس بن خبّاب، وهو مكرر سابقه. غير أنه=(30/579)
18616 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ النَّهْمِيِّ، (1) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ. وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ. وَمَنْ مَنَحَ مَنِيحَةَ لَبَنٍ، أَوْ مَنِيحَةَ وَرِقٍ، أَوْ هَدَى زُقَاقًا، فَهُوَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ " (2)
__________
= من زوائد عبد الله. أبو الربيع: هو سليمان بن داود الزهراني.
وأخرجه ابن ماجه (1548) عن محمد بن زياد، عن حماد بن زيد، به، مختصراً، بلفظ: خرجنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جنازة، فقعد حيال القبلة.
(1) النَّهْمي: نسبة إلى نَهْم، بطن من همدان.
(2) إسناده صحح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب" وروى له أصحاب السنن. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وطلحة: هو ابن مصرف.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (4175) .
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (817) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة، به. وفيه: "إن الله وملائكته يُصلُّون على الذين يصِلُون الصف الأول ... ".
وأخرجه عبد الرزاق (4176) عن معمر، عن منصور، عن طلحة، به، إلا أنه قال: "زيَّنوا أصواتكم بالقرآن". قلبَ معمرٌ متنه.
وأخرجه دون قوله: "من منح منيحة...." الحاكم 1/571 من طريق إسحاق بن إبراهيم وأحمد، عن عبد الرزاق، ومن طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان، عن منصور، عن طلحة، به. وفيه: "زينوا أصواتكم بالقرآن". ولم يفرّق الحاكم بين المتن ومقلوبه، بل اعتبرهما واحداً عند إيراده=(30/580)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مختلف الروايات، فكان المعنى عنده هو نفسه، لأن كثيراً من الأئمة فسروا قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" على أنه من باب المقلوب، كقولهم: عرضت الناقة على الحوض، أي: عرضت الحوض على الناقة.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/177 عن قبيصة، عن سفيان، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1556) ، والبيهقي في "السنن" 10/229 من طريق جرير، والحاكم 1/575 من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن منصور، به، بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول" قال: وحسبتُ أنه قال: "وزينوا القرآن بأصواتكم". قال البيهقي: هذا حديث طويل قد رواه جماعة عن طلحة بن مصرف، إلا أن عبد الرحمن بن عوسجة كان يشك في هذه اللفظة، وقال في رواية شعبة عن طلحة بن مصرف عنه: كنتُ نسيتُ هذه الكلمة، حتى ذكَّرنيها الضحاك بن مزاحم، والله أعلم.
قلنا: وقرن الحاكم بمنصور الحَكَمَ.
وسيرد قول ابن عوسجة في رواية شعبة برقم (18704) .
وأخرجه دون قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم": عبد الرزاق (2431) عن معمر، عن منصور، به، نحوه.
وقوله: "إن الله وملائكته يصلون...." أخرجه عبد الرزاق (2449) عن معمر، وأبو داود (664) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (818) - والنسائي في "المجتبى" 2/89-90، وابن حبان (2161) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن منصور، عن طلحة، به، نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/378 عن ابن فضيل، عن الأعمش، عن طلحة، به.
وقوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" أخرجه الحاكم 1/572 من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، عن عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عن الأعمش، عن طلحة، به. قال الحاكم: وفي حديث معمر: "زينوا أصواتكم=(30/581)
18617 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اضْطَجَعَ الرَّجُلُ فَتَوَسَّدَ يَمِينَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَفَوَّضْتُ إِلَيْكَ أَمْرِي (1) ، وَأَلْجَأْتُ إِلَيْكَ ظَهْرِي، وَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ وَجْهِي، رَهْبَةً مِنْكَ، وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، وَبَاتَ (2) عَلَى ذَلِكَ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، أَوْ بُوِّئَ (3) لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " (4)
__________
= بالقرآن".
وأخرجه الدارمي (3500) ، وابن حبان (749) من طريق عبيد الله بن موسى، عن سفيان، عن منصور، عن طلحة، به.
وأخرجه الحاكم 1/572 من طريق أبىِ حذيفة، عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة، به.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص50، والحاكم 1/571-572 من طرق، عن منصور، عن طلحة، به.
وقد سلف الحديث مطولاً برقم (18516) .
(1) في (م) : أمري إليك.
(2) في (م) و (ق) و (ص) : ومات.
(3) في (ق) : يسوى.
(4) حديث صحيح دون قوله: بني له بيت في الجنة، أو بوئ له بيت في الجنة، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حصين بن عبد الرحمن: هو أبو الهُذَيل الكوفي.
وأخرجه مسلم (2710) (56) ، والنسائي في "الكبرى" (10620) و (10621) - وهو في "عمل أليوم والليلة" (784) و (785) - من طرق عن=(30/582)
* 18618 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ لَا يَتَخَلَّلُكُمْ كَأَوْلَادِ الْحَذَفِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا أَوْلَادُ الْحَذَفِ؟ قَالَ: " سُودٌ جُرْدٌ، تَكُونُ بِأَرْضِ الْيَمَنِ " (1)
__________
= حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. ولم يسق مسلم لفظه، إنما أحال على حديث قبله لمنصور، وذكر أن في حديث حصين زيادة: "وإن أصبح أصاب خيراً" وسترد في الرواية (18651) وجاء عند النسائي قوله: "ثم مات، مات على الفطرة". ليس عندهما: "بني له بيت في الجنة ... ".
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. وقوله: الحسن بن عمرو الفقيمي. جاء في مصادر التخريج، ومنها "مصنف" ابن أبي شيبة- وهذا الحديثُ من طريقه-: الحسن بن عبيد الله
النخعي، والخطب في ذلك يسير، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وطلحة: هو ابن مصرف اليامي.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 1/351، لكن في إسناده الحسن بن عبيد الله النخعي كما ذكرنا.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (330) من طريق الحسن بن حماد سجادة، والحاكم 1/217- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/101- من طريق أبي هشام الرفاعي، كلاهما عن أبي خالد الأحمر، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن طلحة بن مصرف، به، نحوه.
قال الطبراني: لم يروه عن الحسن بن عبيد الله إلا أبو خالد الأحمر. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي!
وأخرجه البيهقي 3/101 من طريق حفص بن غياث، عن الحسن بن=(30/583)
* 18619 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَا جَفَا " (1)
__________
= عبيد الله، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرهم برصِّ الصفوف لا يتخللكم ...
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5724) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر (18516) .
قال السندي: قوله: كأولاد الحَذَف. بفتح حاء مهملة وذال معجمة: هي الغنم الصغار الحجازية، جمع حَذَفة، بفتحتين أيضاً، والمراد الشياطين، فإنها تدخل في أوساط الصفوف، كأولاد الحَذَف.
جُرد، أي: ليس على جلدها شعر، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بسطنا القول فيه في مسند أبي هريرة برقم (8836) . شريك: هو ابن عبد الله النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (1654) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "العلل" 2/829 عن إسماعيل بن موسى، والدارقطني "العلل" 8/241 من طريق عباد بن يعقوب، كلاهما عن شريك، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/254، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات، و8/104، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النخعي، وهو ثقة.
قال السندي: قوله: من بدا، أي: من سكن البادية.
جفا: غلظ طبعه.(30/584)
* 18620 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ، أَنْ يَقْتُلَهُ " (1)
* 18621 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَأَظُنُّ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا، فَيَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا وَصُدُورَنَا وَيَقُولُ: " لَا تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ (2) فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ، أَوِ الصُّفُوفِ الْأُولَى، (3) " (4)
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وبسطنا القول فيه في الرواية (18557) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5490) عن محمد بن قدامة المصيصي، عن جرير، بهذا الإسناد، وبنحو لفظ حديث أسباط السالف برقم (18608) .
(2) في (ظ13) : صدوركم، وقد شرح عليها السندي.
(3) في هامش (س) : الأول. (نسخة) .
(4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبدِ الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وروى له أصحاب السنن، وعبدِ الله بنِ أحمد، فقد روى له النسائي، وهما ثقتان. ابن وهب: هو عبد الله المصري، وأبو إسحاق الهمداني: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ورواية جرير ابن حازم عنه لا يُدرى اقبل الاختلاط أم بعده؟ وهذا مما يعكِّر تصريح أبي
إسحاق بالسماع من عبد الرحمن بن عوسجة، وقد ذكر أبو حاتم أن أبا إسحاق إنما سمعه من طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، وقد تابع=(30/585)
18622 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَكِيٍّ ذَمَّةٍ، فَنَزَلَ فِيهَا سِتَّةٌ أَنَا سَابِعُهُمْ، أَوْ سَبْعَةٌ أَنَا ثَامِنُهُمْ، قَالَ: مَاحَةً، فَأُدْلِيَتْ إِلَيْنَا دَلْوٌ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ، فَجَعَلْتُ فِيهَا نِصْفَهَا أَوْ قِرَابَ (1) ثُلُثِهَا (2) ، فَرُفِعَتِ الدَّلْوُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: الْبَرَاءُ: وَكِدْتُ بِإِنَائِي هَلْ أَجِدُ شَيْئًا أَجْعَلُهُ فِي حَلْقِي فَمَا وَجَدْتُ، " (3) فَغَمَسَ يَدَهُ فِيهَا، وَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ
__________
= جريرَ بنَ حازم عمارُ بن رُزيق كما في الرواية (18643) ، وقد سمع من أبي إسحاق السبيعي بعد الاختلاط، وأبو بكر بن عياش في الرواية (18646) ، وسماعه من أبي إسحاق السبيعي ليس بذاك القوي فيما ذكر أبو حاتم، وهذا يرجح أن سماع جرير بن حازم منه بعد الاختلاط لموافقته لهما.
وأخرجه ابن خزيمة (1552) من طريق عيسى بن إبراهيم، وابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/146 من طريق حرملة، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وذكر ابنُ أبي حاتم في الموضع المذكور آنفا، وفي 1/124 عن أبيه قوله: إنما يروونه عن أبي إسحاق، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد سقط من الموضع الأول قوله: عن البراء.
قلنا: وقد سلف ذكر روايات أبي إسحاق، عن طلحة، عن عبد الرحمن ابن عوسجة، عن البراء، ضمن تخريج الحديث (18516) .
قال السندي: "لا تختلف صدوركم": بالتقدم والتأخر في الصف.
(1) في هامش (س) : قريب. (نسخة) .
(2) في (ق) : ثلثيها، وهي نسخة في (س) ، وسلفت في الحديث (18584) .
(3) في (ظ 13) و (ق) : وجدته.(30/586)
يَقُولَ، وَأُعِيدَتْ إِلَيْنَا الدَّلْوُ بِمَا فِيهَا، وَلَقَدْ أُخْرِجَ آخِرُنَا بِثَوْبٍ مَخَافَةَ الْغَرَقِ "، ثُمَّ سَاحَتْ " وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: رَهْبَةَ الْغَرَقِ (1)
18623 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرٍ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ نَضِيجًا وَنِيئًا " (2)
18624 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْنَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، فَقَالَ: " ادْفِنُوهُ بِالْبَقِيعِ، فَإِنَّ لَهُ مُرْضِعًا يُتِمُّ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (18584) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفان، وهو ابن مسلم الصفار.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَام، ومعمر: هو ابن راشد، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر ابن شراحيل.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (8724) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/203، بهذا الإسناد. دون قوله: يوم خيبر.
وأخرجه البخاري (4226) ، ومسلم (1938) و (31) ، وابن ماجه (3194) ، وأبو عوانة 5/167، والبيهقي 9/330 من طرق عن عاصم الأحول، به. وعندهم زيادة: ثم لم يأمرنا بأكله بعد.
وقد سلف برقم (18573) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام،=(30/587)
18625 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَوَجَدْنَا الْقَبْرَ، وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ، وَجَلَسْنَا " (1)
18626 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيَنِي عَمِّي وَمَعَهُ رَايَةٌ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ: " بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْتُلَهُ (2)
__________
= وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو الضحى: هو مسلم بن صُبيح.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (14013) .
وسلف برقم (18497) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد سلف مطولاً برقم (18534) . عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (6324) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/38-39 من طريق مؤمل بن إسماعيل، والبغوي في "شرح السنة" (1518) من طريق أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، وسلف الكلام عليه مفصلاً في الرواية (18557) .
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10804) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في=(30/588)
18627 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: بَعَثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ إِلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَسْأَلُهُ: عَنْ رَايَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَتْ؟ قَالَ: " كَانَتْ سَوْدَاءَ مُرَبَّعَةً مِنْ نَمِرَةٍ " (1)
__________
= "الكبرى" (7223) ، والطبراني في "الكبير" (3404) بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2239) ، وأبو داود (4457) ، والنسائي في "المجتبى" 6/109- 110، وفي "الكبرى" (5489) ، وابن الجارود (681) ، والطبراني في "الكبير" (3406) ، وفي "الأوسط" (6648) ، والحاكم 4/357- ومن طريقه البيهقي 7/162- وابن حزم في "المحلى" 11/252، والبيهقي أيضاً 6/253 و8/208 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة،
عن عدي بن ثابت، به. وفيها زيادة: وآخذ ماله. قال الطبراني: لم يروه عن زيد إلا عبيد الله بن عمرو. وسقط من مطبوع الحاكم ما يقرب من السطر من إسناده.
وقد سلف من طريق عدي بن ثابت، به، برقم (18610) .
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي يعقوب الثقفي، وهو إسحاق بن إبراهيم، ويونس بن عُبيد مولى محمد بن القاسم جهله ابن القطان والذهبي، وسلف الكلام عليه برقم (18584) . يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/403، وأبو داود (2591) ، والترمذي في "السنن" (1680) ، وفي "العلل" 2/713، والنسائي في "الكبرى" (8606) ، وأبو يعلى (1702) ، والطبراني في "الأوسط" (4730) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 144، والبيهقي في "السنن" 6/363، والبغوي في "شرح السنة" (2663) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد.
قال الترمذي في "السنن": هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة، وقال في "العلل": سالت محمداً عن هذا الحديث،=(30/589)
18628 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ النَّحْرِ بَعْدَ الصَّلَاةِ " (1)
18629 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ، وَاعْتَمَرَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ وَاعْتَمَرَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ "، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: " لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ بِعُمْرَتِهِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا " (2)
__________
= فقال: هو حديث حسن.
وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيي بن زكريا بن أبي زائدة.
وفي الباب عن الحارث بن حسان البكري سلف برقم (15953) .
وعن ابن عباس عند ابن ماجه (2818) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم. ومنصور: هو ابن المعتمر، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه مطولاً ومختصرا بن أبي شيبة 2/170، والبخاري (983) ، ومسلم (1961) (7) ، وأبو داود (2800) ، والنسائي في "المجتبى" 3/190- 191 و7/223، وفي "الكبرى" (1803) و (4487) ، وأبو عوانة 5/213-214، وابن حبان (5910) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/283
-284 و311 من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (18481) .
(2) حديث صحيح لغيره زكريا- وهو ابن أبي زائدة- سمع من أبي إسحاق، وهو السبيعي، بعد الاختلاط. يزيد: هو ابن هارون.=(30/590)
18630 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، الْمَعْنَى، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا يَذْبَحَنَّ أَحَدٌ قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ " (1) ، فَقَامَ إِلَيْهِ خَالِي وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا يَوْمٌ اللَّحْمُ، فِيهِ كَثِيرٌ، قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: مَكْرُوهٌ، وَإِنِّي ذَبَحْتُ نُسُكِي قَبْلُ لِيَأْكُلَ أَهْلِي وَجِيرَانِي، وَعِنْدِي عَنَاقُ لَبَنٍ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، فَأَذْبَحُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَا تُجْزِئُ جَذَعَةٌ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ، وَهِيَ خَيْرُ نَسِيكَتَيْكَ " (2)
__________
= وأخرجه البيهقي 5/11، وابن عبد البر في "الاستذكار" (15981) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1660) ، وابنُ عبد البر في "الاستذكار" (15988) ، وفي "التمهيد" 20/14 من طريق إسحاق الأزرق، عن زكريا، به. ولم يذكر ابن عبد البر قصة عائشة.
وأخرج البخاري في صحيحه (1781) من طريق إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: اعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذي القعدة مرتين، وانظر ما قاله الحافظ في "الفتح" 3/602.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/279 وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.
وانظر (18641) .
وفي الباب عن أنس بن مالك سلف (13565) .
وانظر حديث ابن عُمر (5383) .
(1) في (ظ13) : يصلي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير=(30/591)
18631 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى، وَقَالَ: " رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " (1)
18632 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ: " آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " (2)
18633 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ (3) بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
__________
= داود- وهو ابن أبي هند- فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه مسلم (1961) (5) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/218، وأبو نعيم في "الحلية" 4/337 من طريق يزيد بن هارون، به.
وقد سلف برقم (18481) .
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (18552) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق: وهو ابن همام. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (250) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (18472) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (18476) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد، وهو ابن هارون.
(3) وقع في (م) في الإسناد شعبة بين يزيد وشريك، وهو خطأ.(30/592)
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَابْنَ عُمَرَ، فَرُدِدْنَا يَوْمَ بَدْرٍ " (1)
18634 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " كَانَ رُكُوعُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِيَامُهُ بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَجُلُوسُهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، لَا نَدْرِي أَيَّهُ أَفْضَلَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، شريك بن عبد الله- وهو النخعي- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/540 و13/49 و14/377- ومن طريقه أبو يعلى (1695) ، والطبراني في "الكبير" (1166) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/219 من طريق مطرف، والبخاري (3955) و (3956) ، وابن نصر المروزي في "السنة" (144) ، وأبو يعلى (1724) ، والطبراني في "الكبير" (1165) من طريق شعبة، والطبراني أيضا (1167) و (1168) من طريق سفيان والأعمش، أربعتهم عن أبي إسحاق، به. زاد ابن أبي شيبة: وشهدنا أحداً، وبنحوه زاد الطحاوي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسعر: هو ابن كِدام، والحكم: هو ابن عُتيبة.
وأخرجه البخاري (820) ، وابن خزيمة (683) ، والبيهقي في "الكبرى" 2/122 من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن خزيمة أيضاً (661) من طريق يحيى بن آدم، كلاهما عن مسعر، به. قال ابنُ خزيمة: يريد: أفضل: أطول.
ولفظ رواية الزبيري: كان سجودُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وركوعُه وقعودُه بين السجدتين قريباً من السواء.
وقد سلف برقم (18469) .
قال السندي: قوله: لا ندري أيه أفضل، أي: أطول.(30/593)
18635 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدْعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ، حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى: أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ، كَتَبُوا هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، قَالُوا: لَا نُقِرُّ بِهَذَا، لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " أَنَا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ". قَالَ لِعَلِيٍّ: " امْحُ رَسُولُ اللهِ "، قَالَ: وَاللهِ لَا أَمْحُوكَ أَبَدًا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَابَ، وَلَيْسَ يُحْسِنُ أَنْ يَكْتُبَ، فَكَتَبَ مَكَانَ رَسُولُ اللهِ: " هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنْ لَا يُدْخِلَ مَكَّةَ السِّلَاحَ إِلَّا السَّيْفَ فِي الْقِرَابِ، وَلَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا أَحَدٌ إِلَّا مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَّبِعَهُ، وَلَا يَمْنَعَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يُقِيمَ بِهَا ". فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الْأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ فَلْيَخْرُجْ عَنَّا، فَقَدْ مَضَى الْأَجَلُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجين: هو ابن المثنى، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه مختصراً بأتم منه: أبو عبيد في "الأموال" (443) ، وابن زنجويه في "الأموال" (654) ، والدارمي (2507) ، والبخاري (1844) و (2699) و (4251) ، والترمذي (938) ، والطبري في "التاريخ" 2/636، وأبو عوانة 4/238، وابن حبان (4873) ، والبيهقي في "السنن الصغير" (2909) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18545) .(30/594)
18636 - وحَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " أَنْ لَا يُدْخِلَ مَكَّةَ السِّلَاحَ (1) وَلَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا " (2)
18637 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، وَفَرَسٌ لَهُ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ فِي الدَّارِ، فَجَعَلَ يَنْفِرُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ، فَنَظَرَ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، وَجَعَلَ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " تِلْكَ السَّكِينَةُ نَزَلَتْ بِالْقُرْآنِ " (3)
18638 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَامِلَةً بَرَاءَةُ، وَآخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ خَاتِمَةُ سُورَةِ النِّسَاءِ {يَسْتَفْتُونَكَ} [النساء: 176] إِلَى آخِرِ
__________
(1) في (ظ13) : وقال: أن يدخل السلاح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه، غير شيخ أحمد، فهو هنا أسود بن عامر، وهو شاذان.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجين: هو ابن المثنى اليمامي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه البخاري (4839) عن عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم في "الحلية" 4/342 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18474) .
قال السندي: قوله: فلم ير شيئاً، أي: شخصاً يخاف منه على الفرس، وإلا، فقد رأى ما رأى.(30/595)
السُّورَةِ " (1)
18639 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعِشَاءِ: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحْسَنَ صَوْتًا، وَلَا أَحْسَنَ صَلَاةً مِنْهُ " (2)
18640 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حُجين: هو ابن المثنى.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" ص 223، وابنُ أبي شيبة 10/540، والبخاري (4364) و (6744) ، والطبري في "التفسير" (10873) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/541 و14/104، والبخاري (4605) (4654) ، ومسلم (1618) (10) و (11) و (12) ، وأبو داود (2888) ، والنسائي في "الكبرى" (6326) و (6327) و (11133) و (11136) و (11212) - وهو في "التفسير" (153) و (156) و (232) - وابن الضرُيس في "فضائل القرآن" (19) و (20) ، والطبري في "التفسير" (10870) و (10871) ، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (561) ، والبيهقي في "السنن" 6/224، وفي "الدلائل" 7/136 من طرق، عن أبي إسحاق، به.
وأخرج ابن أبي شيبة 10/541، ومسلم (1618) (13) ، والترمذي (3041) ، والطبري في "التفسير" (10872) من طريق مالك بن مغول، عن أبي السَفَر، عن البراء قال: آخر آية نزلت: يستفتونك ... الآية. قال الترمذي: حديث حسن، وأبو السفَر اسمه: سعيد بن أحمد الثوري، ويقال:
ابن يحمد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مِسْعر: هو ابنُ كِدام.
وقد سلف برقم (18566) .
وسلف من طريق شعبة عن عدي برقم (18503) .(30/596)
إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ " (1)
18641 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، " (2) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ (3)
18642 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: " اهْجُ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَكَ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام على علته برقم (18506) حسين: هو ابن محمد بن بهرام المرُّوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
(2) قوله: عن البراء، سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن آدم، وحسين: هو ابن محمد المرُّوذي.
وأخرجه الترمذي (938) من طريق إسحاق بن منصور، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8295) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.(30/597)
18643 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، يَشْهَدُ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ " (1)
18644 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا: بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ، (2) وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَنَهَانَا عَنْ: خَوَاتِيمِ (3) الذَّهَبِ، وَآنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَالْحَرِيرِ،
__________
= وأخرجه الطبراني في "الصغير" (994) من طريق أيوب بن سويد، عن السري بن يحيي، عن أبي إسحاق، به. وقال: لم يروه عن السري إلا أيوب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/377- وليس على شرطه- ونسبه للطبراني في "الصغير"، وقال: وفيه أيوب بن سويد الرملي، وهو ضعيف.
وقد سلف برقم (18526) وسيكرر برقم (18678) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات. أبو إسحاق: هو السبيعي، ورواية عمار ابن رزيق عنه بأخرة، كما في "علل" ابن أبي حاتم 2/166. وقد نقلنا في الرواية (18621) عن أبي حاتم 1/124 و146 أنهم يروونه عن أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/378 عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18516) و (18518) .
(2) في (ق) : المقسم. وهو الموافق للرواية (18504) وغيرها.
(3) في (ق) : خواتم.(30/598)
وَالدِّيبَاجِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ، وَالْمَيَاثِرِ الْحُمْرِ، وَالْقَسِّيِّ "، (1)
18645 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ (2) بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ: إِفْشَاءَ السَّلَامِ، وَقَالَ: نَهَانَا عَنْ آنِيَةِ الذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ (3)
18646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (2066) ، والنسائي في "الكبرى" (9612) مختصراً من طريق يحيى بن آدم بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (5838) و (5849) و (6654) ، ومسلم (2066) ، والبيهقي في "السنن" 3/223 من طرق عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (18504) .
(2) في (م) : عمرو، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو داود عمر بن سعد- وهو الحَفَري- من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو عوانة 2/70 و5/440 من طريق أبي داود الحفري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18504) .
(4) حديث صحيح، وهو مكرر (18643) غير أنه قرن بعمار بن رُزيق أبا بكر بن عياش، وسماعه من أبي إسحاق ليس بذاك القوي كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/35.
وقد سلف برقم (18516) ، وانظر (18621) .(30/599)
18647 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ، مِنْ بَنِي بَجِيلَةَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَلْحَةَ، قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ: " لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ، لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ، أَعْتِقِ النَّسَمَةَ، وَفُكَّ الرَّقَبَةَ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: " لَا، إِنَّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكَّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي عِتْقِهَا، وَالْمِنْحَةُ الْوَكُوفُ، وَالْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الظَّالِمِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ، فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ، وَاسْقِ الظَّمْآنَ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ، فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنَ الْخَيْرِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/135 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. دون قوله: "فأطعم الجائع، واسقِ الظمآن، وأمر بالمعروف، وأنه عن المنكر".
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "البر والصلة" (277) ، والطيالسي (739) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2743) ، والبيهقي في "السنن" 10/272-273- والبخاري في "الأدب المفرد" (69) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2744) ، وابن حبان (374) ، والدارقطني2/135، والحاكم 2/217، والبيهقي أيضا في "السنن" 10/272-273، وفي "شعب
الإيمان" (4335) ، والبغوي في "شرح السنة" (2419) من طرق عن عيسى بن عبد الرحمن، به. وليس في رواية البخاري: فأطعم الجائع واسقِ الظمآن. قال=(30/600)
18648 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95] أَتَاهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَأْمُرُنِي؟ إِنِّي ضَرِيرُ الْبَصَرِ، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {غَيْرُ أُولِي} [النساء: 95] الضَّرَرِ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ، أَوِ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ، " (1)
18649 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ أَبِي: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا: بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَرَدِّ السَّلَامِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، وَنَهَانَا
__________
= الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/240، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
قال السندي: قوله: لئن أقصرت الخُطبة، بالضم، أي: الكلام الذي سألت به.
المسألة، أي: المطلوب.
أن تفرَّد، أي: تتفرد.
الوَكوف: ضبط بفتح الواو، وضم الكاف، أي: الغزيرة اللبن.
والفيء، أي: الرجوع إليه بالإحسان، مهموز الآخِر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (18556) سنداً ومتناً.(30/601)
عَنْ: آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالتَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَلُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالْقَسِّيِّ، وَالْمَيَاثِرِ الْحُمْرِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ " وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ آنِيَةَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ (1)
18650 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحَسَّانَ: " هَاجِهِمْ أَوْ اهْجُهُمْ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن صالح والجراح - وهو والد وكيع- فمن رجال مسلم، وهما متابعان.
وأخرجه الترمذي (2809) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8424) مختصراًً من طريق وكيع، عن أبيه وعلي بن صالح، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن علي بن صالح إلا وكيع.
وأخرجه ابن ماجه (2115) مختصراً أيضا من طريق وكيع، عن علي بن صالح، به. بلفظ: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإبرار المُقسِم.
وأخرجه أبو عوانة 5/442، وابنُ جُميع الصيداوي في "معجم شيوخه" ص210 من طريقين عن علي بن صالح، به، بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن خاتم الذهب.
وقد سلف برقم (18504) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه الطيالسي (730) ، والبخاري في "الصحيح" (3213) و (4123) و (6153) ، وفي "التاريخ الكبير" 3/29، ومسلم (2486) ، النسائي في "الكبرى" (6024) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 2/494- والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/298، والطبراني في "الكبير" (3588) ، والبيهقي=(30/602)
18651 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ وَقَدْ أَصَبْتَ خَيْرًا " (1)
18652 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، أَوْ قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْنُتْ فِي الصُّبْحِ وَالْمَغْرِبِ " قَالَ: شُعْبَةُ (2) مِثْلَهُ (3)
__________
= في "السنن الكبرى" 10/237-238 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18526) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، وقد صرح بالتحديث في الرواية (18515) وغيرها.
وأخرجه ابن ماجه (3876) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (18515) .
(2) في (م) : شعبة، بدون واو.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/202، وفي "الكبرى" (663) - ومن=(30/603)
18653 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} [النساء: 95] ، " دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، زَيْدًا، فَجَاءَ بِكَتِفٍ وَكَتَبَهَا "، فَشَكَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ضَرَارَتَهُ، فَنَزَلَتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (1) [النساء: 95] "
18654 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ أَنْ يَقُولَ: " اللهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ
__________
= طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/138- والطبري في "تهذيب الآثار" (556) ، وابن حبان (1980) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان وشعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4975) ، ومسلم (678) (306) ، وأبو يعلى (1674) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (560) من طرق، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/202، وفي "الكبرى" (663) من طريق يحيى، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/242 من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان وشعبة، به.
وقد سلف برقم (18470) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18485) سنداً ومتناً، وقرن بمحمد بن جعفر عبدَ الرحمن، وهو ابن مهدي. أبو إسحاق: هو السبيعي.(30/604)
وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ (1) الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ " (2)
18655 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ (3)
__________
(1) في (م) : ونبيك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وابن جعفر: هو محمد غندر، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه مسلم (2710) (58) ، وأبو يعلى (1721) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18515) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن- مهدي، وابن جعفر: هو محمد، وعمرو بن مرة: هو الجملي المرادي.
وأخرجه مسلم (2710) (57) ، والنسائي في "الكبرى" (10616) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (780) - وأبو يعلى (1668) ، من طريق عبد الرحمن وأبي داود، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/73 و10/246 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/247 مختصراً من طريق مسعر، عن عمرو بن مرة، به، وقال: غريب من حديث مسعر.
وقد سلف من طريق سعد بن عبيدة برقم (18561) ، ومن طريق أبي=(30/605)
18656 - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ شُعْبَةُ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ، (1) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ (2)
18657 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ، وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ، قَالَ: " كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، لَمْ يَحْنِ رَجُلٌ مِنَّا ظَهْرَهُ، حَتَّى يَسْجُدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنُسْجَدَ " (3)
__________
= إسحاق، عن البراء برقم (18515) .
(1) في (م) : وأخبرني عن الحسن، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الحسن: هو مهاجر التيمي الكوفي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (16022) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (787) - من طريق جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/87 من طريق أبي الوليد، عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10622) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (786) - من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن مهاجر أبي الحسن قال: سمعت البراء- ولم يرفعه- أنه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقول ... فذكره.
وانظر الحديث قبله.
وقد سلف برقم (18515) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الترمذي (281) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3754) -، والبخاري (690) ، ومسلم=(30/606)
18658 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا أَقْبَلَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ: " آيِبُونَ تَائِبُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " (1)
__________
= (474) (198) ، وأبو عوانة 2/178-179، وأبو نعيم في "الحلية" 7/133 من طرق، عن سفيان، به. قال أبو نعيم: صحيح من حديث الثوري، عن أبي إسحاق، متفق عليه.
وقد سلف برقم (18511) .
(1) حديث صحيح. وقد خالف فيه سفيانُ- وهو الثوري- شعبة، فقد رواه عن أبي إسحاق عن البراء، دون واسطة، ورواه شعبة عن أبي إسحاق، عن الربيع بن البراء، عن البراء. قال الترمذي: ورواية شعبة أصح. وقال النسائي: أبو إسحاق لم يسمعه من البراء. وانظر ما يأتي في التخريج.
عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9240) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (841) - ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/629 من طريق أبي نعيم وعبيد الله بن موسى، والنسائي في "الكبرى" (السير) كما في "تحفة الأشراف" 2/49 من طريق أبي داود ويحيي بن آدم، والنسائي أيضا في "الكبرى" (10383) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (549) - من طريق يحيي
ابن آدم، أربعتهم عن سفيان الثوري، به. ووقع عند النسائي في "عمل اليوم والليلة": منصور بدل سفيان وهو خطأ. انظر "التحفة" 2/42.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/361 و12/519 من طريق زكريا، والنسائي في "الكبرى" (10383) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (546) - من طريق إسرائيل وفطر، وابنُ حبان (2712) من طريق فطر، ثلاثتهم، عن أبي إسحاق السبيعي، به. وصرح أبو إسحاق السَّبيعي بالسماع من البراء في رواية ابن=(30/607)
18659 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ مِثْلَ ذَلِكَ (1)
18660 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا نَامَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " (2)
__________
= حبان، ولا يعتدُّ بها، فهي من طريق فطر، ولا نعرف أسمع من السبيعي قبل الاختلاط أم بعده؟ وقد خالف. وقد قال الحافظ في "إتحاف المهرة" 2/456: صَرَّح فِطر بن خليفة عن أبي إسحاق بسماعه من البراء، أخرجه ابن حبان عنه، وفيه نظر، فقد قال الترمذي: رواية شعبة أصح. قلنا: وقال الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على الحديث (9240) من "مصنف عبد الرزاق":
إن أبا إسحاق عن البراء جادَّة، فسلك الثوريُّ الجادَة، وأما شعبة فلم يسلك الجادة، بل زاد: "عن الربيع"، فدل هذا على أنه حفظه، وكم من حديث رجحوه وصححوه على غيره على هذا الأصل.
وقد سلف من طريق شعبة برقم (18476) .
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (18476) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الملك بن عمرو، وهو أبو عامر العقدي.
(2) حديث صحيح سلف الكلام على الاختلاف في إسناده في الرواية (18472) . إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعبد الله بن يزيد: هو الأنصاري الخَطْمي.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (253) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1310) - من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "الكبرى" (10591) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (755) ، من طريق حجاج. كلاهما=(30/608)
18661 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ عَازِبٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ فِي الْفَجْرِ " (1)
18662 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَنْقُلُ (2) التُّرَابَ، وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ " (3)
__________
= عن إسرائيل، به. قال البغوي: حديث حسن.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/311، والطبري في "تهذيب الآثار" (559) ، وابن خزيمة (1098) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وعند ابن أبي شيبة والطبري: قنت في الفجر والمغرب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/318 من طريق وكيع، عن شعبة، به وعنده أيضاً: قنت في الصبح والمغرب.
وأخرجه أبو عوانة 2/287 من طريق أبي نعيم، عن شعبة وسفيان، به.
وأخرجه الدارمي (1597) و (1598) ، وأبو داود (1441) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (72) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/205- من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18470) .
(2) في (ظ13) : وينقل، وفي (ص) : وهو ينقل.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وقد سلف مطولاً برقم (18513) .(30/609)
18663 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَقَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ، أَنِّي أَوَّلُ مَنْ أَحْيَا سُنَّةً قَدْ أَمَاتُوهَا " (1)
18664 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ " (2)
18665 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ مَنَحَ مَنِيحَةَ وَرِقٍ أَوْ مَنِيحَةَ لَبَنٍ، أَوْ هَدَى زُقَاقًا، كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ " وَقالَ مَرَّةً: " كَعِتْقِ رَقَبَةٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف مختصراً بالإسناد نفسه برقم (18562) ، وسلف مطولاً برقم (18525) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (18502) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/139، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 2/492-493 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (18497) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب" وروى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/31، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص19=(30/610)
18666 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَهُ شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ " (1)
18667 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ (2) بْنِ فَيْرُوزَ، مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ: مَا كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَضَاحِيِّ، أَوْ مَا نَهَى عَنْهُ مِنَ الْأَضَاحِيِّ؟ (3) فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَيَدُهُ أَطْوَلُ مِنْ يَدِي أَوْ قَالَ يَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِهِ، قَالَ: " أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الضَّحَايَا الْعَوْرَاءُ، الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ عَرَجُهَا، (4) وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي "، فَقُلْتُ لِلْبَرَاءِ: فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْأُذُنِ نَقْصٌ، أَوْ فِي الْعَيْنِ نَقْصٌ، أَوْ فِي السِّنِّ نَقْصٌ، قَالَ: " فَمَا كَرِهْتَهُ فَدَعْهُ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ " (5)
__________
= من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (18516) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (18558) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ13) و (ق) : عبيد الله، وهو خطأ.
(3) قوله: أو ما نهى عنه من الأضاحي، ليس في (ظ13) .
(4) في (ق) وهامش (س) : ظَلَعها بدل "عرجها" وهو ما جاء في الرواية (18542) .
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وقد سلف الكلام عليه في الحديث رقم=(30/611)
18668 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ لِينِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَلْيَنُ مِنْ هَذَا " (1)
18669 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً " (2)
18670 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: مَرَّ بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَقَدْ
__________
= (18510) . وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن جعفر: هو محمد.
وأخرجه الحاكم- فيما ذكر الحافظ في "إتحاف المهرة" 2/489- من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، به. وقرن بابن جعفر يحيى القطان، وأبا داود الطيالسي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/215، وفي "الكبرى" (4460) ، وابن ماجه (3144) ، وابن خزيمة (2912) من طريق محمد بن جعفر، به، وقرنوا بابن جعفر يحيي، وعبدَ الرحمن، وابنَ أبي عديّ، وأبا داود وأبا الوليد الطيالسيَّين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وقد صرح بسماعه من البراء في الحديث السالف برقم (18544) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/435، وأبو بكر بن أبي شيبه 12/144- 145 و14/414، والترمذي (3847) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (18559) سنداً ومتناً.(30/612)
طَبَخْنَا الْقُدُورَ فَقَالَ: " مَا هَذِهِ؟ " قُلْنَا: حُمُرًا (1) أَصَبْنَاهَا، قَالَ: " وَحْشِيَّةٌ أَمْ أَهْلِيَّةٌ؟ " قُلْنَا أَهْلِيَّةٌ. قَالَ: " أَكْفِئُوهَا " (2)
18671 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ. قَالَ: وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: فَإِذَا فِي الْمَاءِ قِلَّةٌ، قَالَ: " فَنَزَعَ دَلْوًا، ثُمَّ مَضْمَضَ، ثُمَّ مَجَّ، وَدَعَا " قَالَ: فَرَوِينَا وَأَرْوَيْنَا (3)
18672 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ، أَوْ تَجْمَعُ عِبَادَكَ، " (4)
18673 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ مَرْزُوقٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ عُقْبَةَ،
__________
(1) في (م) و (ق) : حمراً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وقد سلف برقم (18573) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18563) سنداً ومتناً.
(4) حديث صحيح، وهو مكرر (18660) غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع: وهو ابن الجراح الرؤاسي.(30/613)
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: نَزَلَتْ: " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ "، فَقَرَأْنَاهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ نَقْرَأَهَا، لَمْ يَنْسَخْهَا اللهُ، فَأَنْزَلَ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (1) [البقرة: 238] فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ كَانَ مَعَ شَقِيقٍ يُقَالُ لَهُ زاهِرُ: (2) وَهِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ. قَالَ: قَدْ أَخْبَرْتُكَ كَيْفَ نَزَلَتْ، وَكَيْفَ نَسَخَهَا اللهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ (3)
18674 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
__________
(1) وقع في النسخ: وصلاة الوسطى، وجاءت في مصادر الحديث على الصواب: (والصلاة الوسطى) .
(2) في (م) : أزهر.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (630) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/258- من طريق يحيى بن آدم بهذا الإسناد. بلفظ الرسم القرآني: والصلاة الوسطى.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (5437) ، وأبو عوانة 1/353-354، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/173، وفي "شرح مشكل الآثار" (2071) ، والحاكم 2/281، والبيهقي 1/459، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة شقيق بن عُقبة) من طرق عن فضيل بن مرزوق، به، بلفظ الرسم
القرآني كذلك: والصلاة الوسطى. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف.
وأخرجه أبو عوانة 1/354، والبيهقي 1/459 من طريق الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، عن شقيق بن عقبة، به، نحوه. وأشار إلى طريق الأشجعي هذه مسلمٌ بإثر الرواية (630) .
وفي الباب عن علي سلف برقم (617) .
وعن عائشة سيرد 6/178.(30/614)
بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَكُونَ إِبْهَامَاهُ (1) حِذَاءَ أُذُنَيْهِ " (2)
18675 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَنَسٍ، (3) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: مَاذَا يُتَّقَى مِنَ الضَّحَايَا؟ فَقَالَ: " أَرْبَعٌ "، وَقَالَ الْبَرَاءُ وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: " الْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي " (4)
__________
(1) في (ق) : إبهامه.
(2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسباط: هو ابن محمد القرشي.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/26 من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد. وقال: يزيد بن أبي زياد غير قوي.
وقد سلف برقم (18487) .
(3) في (م) : ابن أبي أنس، وهو خطأ.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فقد أسقط منه مالكٌ سليمان بن عبد الرحمن الراوي عن عبيد بن فيروز، كما ذكر أبو حاتم في "العلل"، وابن حبان في "صحيحه"، وابن عبد البر في "التمهيد" و"الاستذكار". ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبيد بن فيروز، فمن رجال السنن. عثمان
ابن عمر: هو ابن فارس العبدي، وعمرو بن الحارث: هو أبو أمية المصري.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/482. ومن طريقه أخرجه الدارمي (1949) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/2، ويعقوب بن سفيان في=(30/615)
18676 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي مَجَالِسِهِمْ، فَقَالَ: " إِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ، فَاهْدُوا السَّبِيلَ، وَرُدُّوا السَّلَامَ، وَأَعِينُوا الْمَظْلُومَ " وَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الْبَرَاءِ (1)
18677 - حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنِ الْكَلَالَةِ،
__________
= "المعرفة والتاريخ" 2/484-485، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/168، والبيهقي في "السنن" 9/274، وفي "معرفة السنن" 14/31 و33، والبغوي في "شرح السنة" (1123) .
قال أبو حاتم كما في "العلل" 2/41: نقص مالك في هذا الإسناد رجلاً، إنما هو عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عبيد ابن فيروز، عن البراء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: وكذا قال ابن حبان بعد الحديث (5921) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/164، وفي "الاستذكار" 15/122.
وقد سلف الحديث بإسناد صحيح برقم (18510) من طريق شعبة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، به، وذكرنا من تابع شعبة في ذكر سليمان، ومنهم عمرو بن الحارث (شيخ مالك) في رواية ابن وهب عنه.
(1) حديث صحيح، وإسناده منقطع فيما ذكر شعبة. وسلف برقم (18483) ، وسلف من طريق محمد بن جعفر وعفان، عن شعبة، برقم (18569) .(30/616)
فَقَالَ: " تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ " (1)
18678 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا حَسَّانُ اهْجُ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ، أَوْ إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَكَ (2) " (3)
18679 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ادْعُوا لِي (4) زَيْدًا يَجِيءُ أَوْ يَأْتِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ أَوِ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ " اكْتُبْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} [النساء: 95] . قَالَ: " هَكَذَا نَزَلَتْ "، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ خَلْفَ ظَهْرِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِعَيْنَيَّ ضَرَرًا قَالَ: فَنَزَلَتْ قَبْلَ أَنْ يَبْرَحَ (5) : {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (6) [النساء: 95]
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (18607) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ13) زيادة: صلى الله عليه، وفي (ص) و (ق) ونسخة في هامش (س) : صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم ترد في (س) ، وهو الموافق لرواية البخاري.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18642) غير شيخ أحمد، فهو هنا حسين، وهو ابن محمد المرُّوذي.
(4) في (م) و (ص) : إلى، وهو خطأ، ولم ترد هذه اللفظة في (ق) .
(5) في (ظ13) : نبرح.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بالسماع من البراء في رواية محمد بن جعفر السالفة برقم (18485) .
وأخرجه الطبري في "التفسير" (10248) من طريق محمد بن عبد الله=(30/617)
18680 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا (1) إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مِتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيْرًا " (2)
18681 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ: بِالتِّينِ
__________
= النفيلي، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2523) عن علي بن الجعد، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد، بلفظ: "ادع لي زيداً، وقل له يجيء ... ".
وقد سلف برقم (18483) .
(1) في (ظ13) : ولا منجى منك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، علي بن حفص- وهو المدائني- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بالتحديث في طرق
أخر.
وقد سلف برقم (18515) .(30/618)
وَالزَّيْتُونِ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ إِذَا قَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
18682 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ (2) بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ، حَتَّى تَكُونَ إِبْهَامَاهُ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ " (3)
18683 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " وَادَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَلَاثٍ: مَنْ أَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ (4) يَرُدُّوهُ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْنَا مِنْهُمْ رَدُّوهُ إِلَيْهِمْ، وَعَلَى أَنْ يَجِيءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ وَأَصْحَابُهُ فَيَدْخُلُونَ مَكَّةَ مُعْتَمِرِينَ، فَلَا يُقِيمُونَ إِلَّا ثَلَاثًا، وَلَا يُدْخِلُونَ إِلَّا جَلَبَ السِّلَاحِ السَّيْفِ وَالْقَوْسِ " وَنَحْوِهِ (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله أبو أحمد: هو الزبيري، ومسعر: هو ابنُ كدام.
وقد سلف من طريقين آَخرين عن مسعر برقمي (18566) و (18639) .
وسلف من طريق شعبة عن عدي برقم (18503) .
(2) تصحفت في (م) : إلى: زيد.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (18674) سنداً ومتناً.
(4) في (م) : لن.
(5) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل، وإن كان ضعيفا- ثقةٌ في سفيان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/342 من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا=(30/619)
18684 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ جِلْدَ بَطْنِهِ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ: "
[البحر الرجز]
اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا،
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا،
إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ... وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا " (1)
__________
= الإسناد. وزاد: يوم الجمعة.
وأخرجه ابن سعد 2/101 عن موسى بن مسعود، عن سفيان، به.
وعلقه البخاري عن موسى بن مسعود بصيغة الجزم (2700) فقال: وقال موسى بن مسعود عن سفيان، به، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (2749) وقال: هذا حديث صحيح متفق عليه.
ووصله أبو عوانة 4/238 و240، عن محمد بن حيوية، والبيهقي في "السنن" 9/226 من طريق محمد بن عيسى، كلاهما عن موسى بن مسعود، به.
وقد سلف برقم (18545) .
قال السندي: قوله: وادَعَ، أي: صالَحَ.
ردوه، أي: المؤمنون.
ولا يُدخلون، من الإدخال.
إلا جَلَب السلاح، ضبط بفتحتين، وهو المغطى من السلاح الذي يُحتاج في إظهاره والقتال به إلى معاناة، لا كالرماح الظاهرة، التي يمكن تعجيل الأذى بها، وقيل: رُوي [جُلُبِّ] بضم جيم ولام ... والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو المرُوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.=(30/620)
18685 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةٌ حَرِيرٌ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَمَسُّونَهَا (1) وَيَعْجَبُونَ مِنْ لِينِهَا، فَقَالَ: " تَعْجَبُونَ (2) مِنْ لِينِ هَذِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا أَوْ أَلْيَنُ (3) " (4)
18686 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي مُوسَى يُحَدِّثُ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ
__________
= وقد سلف برقم (18513) .
(1) في (ق) : يلمسونها، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ق) : أتعجبون.
(3) في (ق) : وألين، وهو الوارد في الحديث (18595) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السَبِيعي، وقد صرح بالسماع.
وأخرجه البخاري (3802) ، ومسلم (2468) ، وأبو يعلى (1730) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (710) ، والحسين المروزي في زياداته على "البر والصلة" لابن المبارك (270) ، ومسلم (2468) ، وأبو يعلى (3225) ، وابن حبان (7035) و (7036) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (325) من طرق عن شعبة، به.
ووقع عند ابن حبان: لبس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلة حرير. وهذا اللفظ جاء في حديث أنس السالف برقمي (13148) و (13455) ، وفيه أن ذلك كان قبل النهي عن الحرير.
وقد سلف برقم (18646) .(30/621)
الَّذِي أَحْيَانَا مِنْ بَعْدِ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "، قَالَ شُعْبَةُ هَذَا: أَوْ نَحْوَ هَذَا الْمَعْنَى، وَإِذَا نَامَ قَالَ: " اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ " (1)
18687 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، (2) حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ: " إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ " (3)
18688 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ، قَالَ: بَهْزٌ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، وَقَالَ بَهْزٌ: عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَصَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، فَقَرَأَ بِإِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ: بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18603) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد بن جعفر.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 9/72-73 و10/248 عن غندر، بهذا الإسناد.
(2) في (م) : محمد بن جعفر، وبهز، وقد سلفت رواية بهز عن شعبة برقم (18502) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (18502) و (18664) .
وسلف برقم (18497) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمّي،=(30/622)
18689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ، قَالَ: بَهْزٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: " هَاجِهِمْ أَوْ اهْجُهُمْ، وَجِبْرِيلُ مَعَكَ " قَالَ بَهْزٌ: اهْجُهُمْ وَهَاجِهِمْ، أَوْ قَالَ: (1) اهْجُهُمْ أَوْ هَاجِهِمْ (2)
18690 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانَ: " اهْجُهُمْ أَوْ هَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ " (3)
18691 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةِ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي حُجَيْفَةَ،
__________
= وعديّ: هو ابن ثابت.
وأخرجه ابن خزيمة (524) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق بهز، عن شعبة برقم (18503) .
(1) قوله: "اهجهم وهاجهم أو قال" ليس في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمَّي.
وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (1456) دون ذكر بهز.
وأخرجه مسلم (2486) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18526) ، وانظر ما بعده.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفَار.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/298 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18526) .(30/623)
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: ذَبَحَ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْدِلْهَا ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ عِنْدِي إِلَّا جَذَعَةٌ وَأَظُنُّهُ قَدْ، قَالَ: خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْعَلْهَا مَكَانَهَا، وَلَنْ تُجْزِئَ أَوْ تُوَفِّيَ (1) عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ " (2)
18692 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ، قَوْمًا فِيهِمْ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ (3) الصَّلَاةَ، رَفَعَ يَدَيْهِ " (4)
__________
(1) قوله: "أو توفي" ليس في (ظ 13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي، من صغار الصحابة.
وأخرجه البخاري (5557) ، ومسلم (1961) (9) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (752) ، ومسلم (1961) (9) ، وأبو عوانة 5/226-227 و227، وابن حبان (5911) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18481) .
قال السندي: قوله: ذبح أبو بردة، على بناء الفاعل، والمفعول مقدَر، أي: الأضحية.
(3) في (م) : افتتح.
(4) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/80 من طريق محمد=(30/624)
18693 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا، نُصَلِّي ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ، فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ "، قَالَ: وَكَانَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ قَدْ ذَبَحَ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ فَقَالَ: " اذْبَحْهَا وَلَنْ تُجْزِئَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ " (1)
18694 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، قَالَ: وَعَرَضَ لَنَا صَخْرَةٌ فِي مَكَانٍ مِنَ الخَنْدَقِ، لَا تَأْخُذُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ، قَالَ: فَشَكَوْهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَوْفٌ:، وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَضَعَ ثَوْبَهُ ثُمَّ هَبَطَ
__________
= ابن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/293 من طريق محمد بن بكر، عن شعبة، به. وفيه: يرفع يديه في أول تكبيرة.
وقد سلف برقم (18487) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5545) ، ومسلم (1961) (7) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18481) .(30/625)
إِلَى الصَّخْرَةِ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَقَالَ: " بِسْمِ اللهِ " فَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ، وَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا ". ثُمَّ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ " وَضَرَبَ أُخْرَى فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ الْمَدَائِنَ، وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الْأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا " ثُمَّ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ " وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا" (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله- ويقال له: ميمون بن أَستاذ- وهو البصري، فقد نقل الأثرم عن أحمد قوله: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: لا شيء، وقال أبو داود: تكلم فيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يحيى القطان سيِّئَ الرأي فيه، وقال النسائي وأبو أحمد الحاكم:
ليس بالقوي، وقال ابن المديني: سألت يحيى بنَ سعيد عن ميمون أبي عبد الله الذي روى عنه عوف، فحمَّض وجهه وقال: زعم شعبة أنه كان فَسْلاً. قلنا: ومع ذلك حسَّن الحافظ إسناده في "الفتح" 7/397! وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8858) ، وأبو يعلى (1685) من طريقين عن عوف، بهذا الإسناد.
وأورده الحافظ ابن كثير في "السيرة النبوية" 3/194-195، وقال: وهذا حديث غريب، تفرد به ميمون بن أَستاذ هذا.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/130- 131، وقال: رواه أحمد، وفيه ميمون أبو عبد الله، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: وله أصل في الصحيح من حديث جابر عند البخاري (4101) ، وفيه: فأخذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِعْوَل، فضرب في الكُدْية، فعاد كثيباً أهْيَلَ أو أهْيَمَ.=(30/626)
18695 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ الْأَنْصَارِيُّ فَذَكَرَهُ (1)
18696 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
__________
= وليس فيه الزيادة التي في رواية أحمد، وقد سلف بنحوه برقم (14211) .
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني 11/ (12052) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 6/131 وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الله ابن أحمد ونُعيم العبدي، وهما ثقتان.
وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني أيضا (في قطعة من الجزء13) (54) (86) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 6/131 وقال: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما حُيي بن عبد الله، وثَّقه ابنُ معين، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عمرو بن عوف المزني عند البيهقي في "الدلائل" 3/418 أخرجه من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عنه. وكثير بن عبد الله متروك.
وعن سلمان عند البيهقي في "الدلائل" أيضاً 3/417، أخرجه من طريق ابن إسحاق، قال: حُدثت عن سلمان ... وهذا إسناد منقطع.
قال السندي: قوله: لا تأخذ فيها المعاول، أي: لا تعمل فيها ولا تؤثر، والمعاول جمع مِعْول، بكسر الميم، وهو الفأس.
فشَكَوْا، من الشكاية، والضمير للمؤمنين.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه، غير شيخ أحمد، فهو هنا هوذة، وهو ابن خليفة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/421-422، وأبو نُعيم في "الدلائل" (430) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/421، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/131-132 من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد.(30/627)
عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَضَعُ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ عِنْدَ مَنَامِهِ، وَيَقُولُ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " (1)
18697 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: " اهْجُ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ " (2)
18698 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: يَزِيدُ إِنَّ عَدِيَّ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ " صَلَّى وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، قَالَ: ابْنُ نُمَيْرٍ الْآخِرَةَ، فَقَرَأَ فِيهَا: بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر رقم (18552) ، غير شيخ أحمد، وهو إسحاق بن يوسف الأزرق.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص167 من طريق إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد. وقرن بسفيان الثوري زكريا بن أبي زائدة.
وسلف برقم (18472) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18526) سنداً ومتناَ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن نُمير: هو عبد الله، ويحيي: هو ابن سعيد الأنصاري.
وأخرجه أبو عوانة 2/154، والبيهقي في "السنن" 2/393، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 3/48 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق ابن نمير، عن يحيي بن سعيد الأنصاري، برقم=(30/628)
18699 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ، إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقَا " (1)
18700 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ " (2)
18701 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، (3) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّهُ وَصَفَ السُّجُودَ قَالَ: فَبَسَطَ كَفَّيْهِ وَرَفَعَ عَجِيزَتَهُ وَخَوَّى، وَقَالَ: " هَكَذَا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)
__________
= (18527) .
وسلف برقم (18503) .
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (18547) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، الأجلح- وهو ابن عبد الله الكندي وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وقد سلف بأتم منه بالأرقام: (18473) و (18558) و (18613) و (18666) .
(3) تصحف "شريك" في (م) إلى: "شريف".
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- وبقية رجاله ثقات. أبو كامل: هو مُظَفَّر بن مدرك الخراساني، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وقد صرح بالتحديث في طرق الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/258، وأبو داود (896) ، والنسائي في=(30/629)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "المجتبى" 2/212، وفي "الكبرى" (691) ، وابن خزيمة (646) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2133) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/231، والبيهقي في "السنن" 2/115 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وليس عند بعضهم لفظ: "وخوَّى".
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/212، وفي "الكبرى" (692) ، وابن خزيمة (647) ، والحاكم في "المستدرك" 1/227-228، والبيهقي في "السنن" 2/115 من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى جخى.
وأخرجه الطيالسي (723) عن أيوب بن جابر، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: رأيت بياض إبط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ساجد.
وأخرجه الترمذي (271) ، وأبو يعلى (1657) و (1669) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/257 من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء: أين كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضع وجهه إذا سجد؟ فقال: بين كفيه.
وقد سلف برقم (18491) بلفظ: "إذا سجدتَ فضع كفيك، وارفع مرفقيك" وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرج البيهقي في "السنن" 2/116 من طريق مالك، عن يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري- عن محمد بن يحيى بن حَبان، عن عمه واسع بن حبان، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فذكر الحديث في القعود للحاجة، وفيه: ثم قال: لعلك من الذين يصلون على أوراكهم؟ قال: قلت: لا أدري والله. قال: يعني الذي يسجد ولا يرتفع عن الأرض، يسجد وهو لاصق بالأرض.
قال السندي: قوله: ورفع عجيزته، أي: مؤخرَه، وأصلُ العجيزة أن تُستعمل في المرأة، واستعيرت ها هنا للرجل.
وخوَّى. بتشديد الواو، بوزن صلَّى، أي: باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.
قلنا: زاد ابنُ الأثير: جافى بطنه عن الأرض، وجخَّى -التي سلفت في التخريج- هي بمعنى خوَّى.=(30/630)
18702 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ، حَتَّى نَرَى إِبْهَامَيْهِ قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ " (1)
18703 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَنُصَلِّي (2) فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: أَنُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: أَفَنَتَوَضَّأُ (3) مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ:
__________
= وانظر (18604) .
وانظر أحاديث الباب في الحديث (18491) .
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2530) .
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (35) عن محمد بن يوسف الفريابي، وأبو داود (751) من طريق معاوية وخالد بن عمرو وأبي حذيفة، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/79-80 عن قبيصة والدارقطني 1/293 من طريق إبراهيم بن خالد، ستتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18487) .
(2) في (ظ13) و (ق) : أيُصلَى (في الموضعين) .
(3) في (ظ13) : أفيُتوضأ.(30/631)
أَنَتَوَضَّأُ (1) مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَا (2) "، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ رَازِيُّ، وَكَانَ قَاضِيَ الرَّيِّ، وَكَانَتْ جَدَّتُهُ مَوْلَاةً لِعَلِيٍّ أَوْ جَارِيَةً "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ عَنْهُ آدَمُ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ وَكَانَ ثِقَةً (3)
18704 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: (4) سَمِعْتُ طَلْحَةَ الْيَامِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْسَجَةَ، قَالَ:
__________
(1) في (ظ13) : يُتوضأ.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن عبد الله - وهو الرازي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة.
عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان ابن مهران.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 1/242 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، مختصراً.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (1596) ، ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" 1/138، وابن حبان (1128) ، وليس في مطبوع عبد الرزاق ذكر الوضوء من لحوم الإبل، فلعله سقط منه.
وقد سلف برقم (18538) .
(3) في "تهذيب الكمال" فيما نقله المزي عن أحمد: روى عنه الحكم وسعيد بن مسروق، وكان ثقة.
(4) قوله: "حدثنا شعبة قال" ليس في (ظ13) ولا (ص) ، وهو نسخة في هامش (س) .(30/632)
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةَ (1) وَرِقٍ، أَوْ هَدَى زُقَاقًا، أَوْ سَقَى لَبَنًا، كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشَرَ مِرَارٍ، كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ "
وَكَانَ يَأْتِينَا إِذَا قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ فَيَمْسَحُ صُدُورَنَا أَوْ عَوَاتِقَنَا يَقُولُ: " لَا تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ " وَكَانَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ أَوِ الصُّفُوفِ الْأُوَلِ " وَقَالَ: " زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ " كُنْتُ نُسِّيتُهَا، فَذَكَّرَنِيهَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ (2)
__________
(1) في (ظ 13) وهامش (س) : منحة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب" وروى له أصحاب السنن. يحيي: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه الحاكم 1/573 من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه.
وقوله: وكان يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة ... إلى آخر الحديث أخرجه ابنُ خزيمة (1551) من طريق يحيى ومحمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وفيه: "زينوا القرآن".
وقوله: كان يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة ... إلى قوله: "يصلُّون على الصف الأول" أخرجه ابنُ الجارود (316) من طريق يحيي، عن شعبة، به.
وقوله: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول" أخرجه ابنُ ماجه (997) من طريق يحيي ومحمد بن جعفر، به.
وقوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" =(30/633)
18705 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ مُسْلِمِ أَبِي الضُّحَى، (1) عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ ابْنٌ لَهُ، ابْنَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَهُوَ رَضِيعٌ. قَالَ: يَحْيَى أُرَاهُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا يُتِمُّ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ " (2)
18706 - حَدَّثَنَا يَحْيَي، عَنْ (3) سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ،
__________
= ص50 من طريق محمد بن جعفر. وابنُ ماجه (1342) من طريق يحيى ومحمد بن جعفر. وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 76، والنسائي في "المجتبى" 2/179- 180، وفي "الكبرى" (1089) ، والآجري في "أخلاق حملة القرآن" (87) ، والحاكم 1/573، والبيهقي في "السنن" 2/53 من طريق
يحيى بن سعيد، عن شعبة، به.
ولم يذكر ابن ماجه والآجري قول ابن عوسجة: كنت نسيتها ...
وأخرجه الطيالسي (738) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/53- عن شعبة، به.
وقد سلف دون قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم، برقم (18518) ، وسلف بتمامه من وجه آخر برقم (18516) .
(1) في (م) : مسلم بن الضحاك، وفي (ق) مسلم أبي الضحاك، وكلاهما خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (18550) و (18624) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابن سعيد القطان.
وقد سلف برقم (18497) .
(3) قوله: "يحيى عن" سقط من (م) .(30/634)
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَوَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ، مَا وَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، تَلَقَّتْهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ " (1)
18707 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، (2) ثُمَّ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَكَانَ يُحِبُّ ذَلِكَ "، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] ، الْآيَةَ قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: " هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى (3) مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ " قَالَ: فَانْحَرَفُوا وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر رقم (18540) .
(2) قوله: أو سبعة عشر شهراً، ليس في (ظ 13) .
(3) في (ق) : قد صلى، وجاء لفظ "قد" نسخة في هامش (س) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وقد صرح أبو إسحاق بسماعه من البراء في رواية سفيان السالفة برقم (18539) .=(30/635)
18708 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ، قَالَ: مُحَمَّدٌ،: الْآخْرَةِ (1) بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " (2)
18709 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ " (3)
__________
= وأخرجه البخاري (7252) ، والترمذي (340) (2962) ، وابن خزيمة (433) مختصراً، وابن حبان (1716) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/52-53 و23/135-136، والبغوي في "شرح السنة" (444) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (399) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" مطولاً 2/625-628، والبيهقي في "السنن" 2/2 عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، به. وقرن يعقوب بعبد الله بن رجاء عبيد الله بن موسى.
وقد سلف برقم (18496) .
(1) تصحفت كلمة "الآخرة" في (م) إلى: "الأخرم".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ومحمد بن عُبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، ومِسْعر: هو ابن كِدام.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/359 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18503) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب"، وروى له أصحاب السنن، وهو ثفة. وكيع: هو ابن الجراح، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان=(30/636)
18710 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، لَمْ يَحْنِ رَجُلٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَسْجُدَ، ثُمَّ نَسْجُدَ " (1)
18711 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ابْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِمَّا أَحَبَّ أَوْ نُحِبُّ أَنْ نَقُومَ عَنْ يَمِينِهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ أَوْ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " (2)
__________
= ابن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/521-522 و10/462، وأبو عوانة - كما في "إتحاف المهرة" 2/474- والحاكم 1/572، والبيهقي في "السنن 2/53 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وقرنْ ابنُ أبي شيبه بوكيع جعفرَ بن غياث.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/229 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18494) ، ومطولاً برقم (18516) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسى، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/328- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2108) - عن وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18511) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر رقم (18553) سنداً ومتناً، إلا أنه قد أبهم هنا اسم ابن البراء، وسماه هناك يزيد. وذكرنا الاختلاف في اسمه في=(30/637)
18712 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، (1) " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ عَلَى قَوْسٍ أَوْ عَصًا " (2)
__________
= تخريج الرواية المذكورة.
(1) في (م) : عن أبيه البراء.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي جناب، وقد سلف الكلام عليه في الحديث (18490) وهو أتم منه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/158 عن وكيع، بهذا الإسناد.(30/638)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - إبراهيم الزيبق
الجزء الحادي والثلاثون
مؤسسة الرسالة(31/1)
حَدِيثُ أَبِي السَّنَابِلِ بْنِ بَعْكَكٍ (1)
18713 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، وَالْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ قَالَ: وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، فَتَشَوَّفَتْ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُخْبِرَ فَقَالَ: " إِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ مَضَى أَجَلُهَا " (2)
__________
(1) قال السِّنْدي: أبو السنابل بن بعكك- بوزن جعفر- قُرَشي عَبْدري، منسوبٌ إلى عبد الدَّار، اختُلف في اسمه، قال البغوي: سكن الكوفة، وقال البخاري: لا أعلم أنه عاش بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال ابن سَعْد: أقام بمكة حتى مات، وهو من مسلمة الفتح.
(2) حديث صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، إذ لا يعرف للأسود سماعٌ من أبي السنابل فيما ذكر الترمذي عقب الرواية رقم (1193) ، وزياد بن عبد الله البكائي- وإن كان في حديثه عن غير ابنِ إسحاق لين- قد توبع. منصور: هو ابن المعتمر، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي السنابل) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (900) من طريق خلاد بن أسلم، عن زياد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
وقد ثبت هذا الخبر من حديث أم سلمة عند البخاري (5318) و (4909) ،=(31/7)
18714 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَعَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ بْنِ بَعْكَكٍ قَالَ: وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، فَلَمَّا تَعَلَّتْ تَشَوَّفَتْ لِلنِّكَاحِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، وَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ حَلَّ أَجَلُهَا " قَالَ عَفَّانُ: " فَقَدْ خَلَا أَجَلُهَا " (1)
__________
= ومسلم (1485) (57) ، وسيرد 6/311- 312.
ومن حديث سُبيعة نفسِها عند البخاري (5319) ، ومسلم (1484) (56) ، وسيرد 6/432.
ومن حديث المسور بن مخرمة عند البخاري (5320) ، وسيرد (18917) .
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4273) .
قال السندي: قوله: سُبَيْعةُ: بضم مهملة وفتح موحدة وإسكان تحتية.
فتشوَفت؛ بالفاء، أي: طمحت وتشوَقت للنكاح.
فأُتي. على بناء المفعول، وكذا أُخبر.
فقد مضى أجلُها. أي: فلا بأس.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه كسابقه. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/156 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1193) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد، وقال: حديث أبي السنابل حديث مشهور من هذا الوجه، ولا نعرف للأسود سماعاَ من أبي السنابل، وسمعت محمداً [يعني البخاري] يقول: لا أعرف أن أبا=(31/8)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= السنابل عاش بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم. أنَّ الحامل المتوفّى عنها زوجها إذا وضعت فقد حلَّ التَّزويج لها، وإن لم تكن انقضت عِدَّتها. وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم: تعتد آخر الأجلين. والقول الأول أصح.
وأخرجه الترمذي (1193) من طريق الحسن بن موسى، عن شيبان، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1507) - ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/64، وأبو بكر بن أبي شيبة 4/296- ومن طريقه ابن ماجه (2027) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (616) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي السنابل) - والدارمي (2281) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 9/41، والنسائي في "المجتبى" 6/190-191، وفي "الكبرى" (5701) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/34، وابن حبان (4299) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (896) (897) (898) (899) من طرق عن منصور، به.
وأخرجه الدارمي (2282) دون ذكر أبي السنابل في الإسناد عن محمد بن يوسف، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود: أن سُبيعة وضعت بعد وفاة زوجها بأيام، فتشوفت، فعاب أبو السنابل، فسألت أو ذكرت أمرها لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمرها أن تتزوج.
وانظر ما قبله.
قال السندي: فلما تعلَت. بتشديد اللام من تعلَّى: إذا ارتفع أو برأ، أي: طهرت من النفاس، وسلمت.
فأُنكر: على بناء المفعول.
حل: أي نزل.
خلا: أي مضى.(31/9)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيِّ (1)
18715 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ أخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ فِي سُوقِ مَكَّةَ: " وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ " (3)
__________
= والأجل في الأول هو الوقت المعدُ لجواز النكاح، وهو ما بعد العِدة، وفي الثاني هو العدة، والله تعالى أعلم.
(1) قال السندي: عبد الله بن عدي بن الحمراء، قُرَشي زُهْري، ويقال: ثقفي حالف بني زُهْرة. له صحبة، يكنى أبا عمرو، أو عمر، وكان ينزل قُدَيْداً، وهو من مُسلمة الفتح، سكن المدينة، وحديثه في فَضْل مكة، قال البغوي: لا أعلم غيره.
(2) في (ق) : سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول، وجاء لفظ "يقول" نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه روى له أصحاب السنن سوى أبي داود. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشُعيب: هو ابن أبي حمزة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأبو سلمة بنُ عبدِ الرحمن: هو ابن عوف الزهري.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 2/288، و"الاستذكار" 26/15-16 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/244- ومن طريقه=(31/10)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البيهقي في "الدلائل" 2/517-518-، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن عدي) وتقي الدين الفاسي في "شفاء الغرام" 1/74 من طريق أبي اليمان، به. وجاء عند يعقوب بن سفيان: "وأحب أرض الله إليَّ".
وأخرجه الحاكم 3/431، والمزي في "تهذيبه" 15/292، وتقي الدين الفاسي في "شفاء الغرام" 1/74 من طريق بشر بن شعيب، عن أبيه شعيب، به.
وأخرجه الدارمي (2510) ، والترمذي (3925) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/336- والنسائي في "الكبرى" (4252) ، وابن ماجه (3108) ، وابن حبان (3708) ، والحاكم 3/7، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/289 و6/32-33، والمزي في "تهذيبه" 15/292، وتقي الدين
الفاسي في "شفاء الغرام" 1/74 من طريق عُقَيْل، والفاكهي في "أخبار مكة" (2514) من طريق أبي منيع، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (622) من طريق ابن أبي ذئب، وابن خزيمة في "صحيحه"- كما في "إتحاف المهرة" 8/255- والمزي في "تهذيبه " من طريق يونس، أربعتهم عن الزهري، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
قلنا: وقد خالفهم معمر- كما سيأتي في الرواية (18717) (18718) - فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فجعله من حديث أبي هريرة. قال الترمذي: وحديث الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي ابن حمراء عندي أصح.
قلنا: وهو قول أبي حاتم في "العلل" 1/280 و282، والبيهقي في "الدلائل" 2/518، والحافظ في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن عدي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (457) ، والحاكم 3/280 من طريق الدراوردي، عن ابن أخي الزهري، عن عمَه الزهري، عن محمد بن جبير بن مُطْعِم، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، به. إلا أن الحاكم ذكره بلفظ "وأحب أرض الله إليَّ". قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديثَ عن ابن أخي=(31/11)
18716 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ مِنْ مَكَّةَ يَقُولُ لِمَكَّةَ: (1) " وَاللهِ إِنَّكِ لَأَخْيَرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ " (2)
__________
= الزهري إلا الدراوردي.
وقد أشار الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة عبد الله بن عدي) إلى هذا الإسناد، وقال: والمحفوظ الأول. قلنا: يعني رواية مَنْ رواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي.
وقد تحرف في مطبوع الحاكم: "عمه" إلى "عمر".
ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- كما سيأتي في تخريج الرواية رقم (18718) - وهو وهم كذلك، نبَّه عليه الترمذي في عقب الرواية رقم (3925) ، وأبو حاتم وأبو زرعة في "العلل" 1/280.
وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي (3926) وحسَّنه، وصححه ابن حبان (3709) ، والحاكم 1/486.
قال السندي: قوله بالحَزْوَرة. هو بحاء مهملة وزايٌ وفي "النهاية" بوزن قَسْوَرَة: موضع بمكة، وقد ضبطه بعضهم بتشديد الواو مع فتح الحاء والزاي والواو.
منكِ: بكسر الكاف على خطاب الأرض، والمقصود إفهام الحاضرين فضلَ تلك البقعة، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ13) بمكة، وهي نسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه روى له أصحاب السنن سوى أبي داود. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن=(31/12)
18717 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَزْوَرَةِ، فَقَالَ: " عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ " (1)
__________
= عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (491) - ومن طريقه تقي الدين الفاسي في "شفاء الغرام" 1/74- والنسائي في "الكبرى" (4253) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن عدي) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وجاء في مطبوع النسائي: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن
عدي بن الحمراء، وصوابه: أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عدي ابن الحمراء.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (621) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/97 من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.
وسلف برقم (18715) .
(1) حديث صحيح على وهم في إسناده، فقد خالف فيه معمر الرواة عن الزهري، فقال مرة: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، كما في هذا الإسناد.
وقال مرة: عن الزهري، عن أبي سلمة قال: وقف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحزورة، مرسلاً كما عند عبد الرزاق في "المصنف" (8868) . والصحيح رواية من رواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، كما سلف في الرواية رقم (18715) .
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/518 من طريق أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. قال: وهذا وهم من معمر، والله أعلم.=(31/13)
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " الْحَزْوَرَةُ عِنْدَ بَابِ الْحَنَّاطِينَ "
18718 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِهِمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي سُوقِ الْحَزْوَرَةِ: " وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ " (1)
__________
= وأخرجه أبو يعلى (5954) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3146) و (4795) و (4796) ، وفي "شرح المعاني" 2/261، 3/328 من طريق محمد ابن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة مرفوعاً، وعندهم زيادة: لفظها عند أبي يعلى: "وإنها لم تحل لأحد كان قبلي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، ثم هي من ساعتي هذه حرام، لا يُعضَد شجرُها،
ولا يُحتش خلاها، ولا يلتقط إلا لمنشد".
وقال أبو زرعة وأبو حاتم في "العلل" 1/280: هذا خطأ، وهم فيه محمد ابن عمرو، ورواه الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصحيح.
قلنا: وبنحو الزيادة في رواية محمد بن عمرو سلف بإسناد صحيح من مسند أبي هريرة برقم (7242) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه معمر، فرواه هنا عن الزهري، عن أبي سلمة عن بعضهم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. ورواه إبراهيم بن خالد عن معمر- دون ذكر رباح- كما عند النسائي في "الكبرى" (4254) - عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وكذلك رواه معمر كما سلف برقم (18717) .
ورواه مرة مرسلاً كما سلف في تخريج الرواية المذكورة، والصواب رواية من رواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي كما سلف برقم (18715) .(31/14)
حَدِيثُ أَبِي ثَوْرٍ الْفَهْمِيِّ (1)
18719 - حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ مِنْ كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، قَالَ: إِسْحَاقُ: الْفَهْمِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَأُتِيَ بِثَوْبٍ مِنْ ثِيَابِ الْمَعَافِرِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَعَنَ اللهُ هَذَا الثَّوْبَ، وَلَعَنَ مَنْ يَعْمَلُ لَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلْعَنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ " (2) وَقَالَ إِسْحَاقُ: وَلَعَنَ اللهُ مَنْ يَعْمَلُهُ
__________
(1) قال السندي: أبو ثور الفهمي، له صحبة، سكن مصر، لم يعرف اسمه ولا سياق. نسبه.
(2) إسناده ضعيف، ابنُ لهيعة- وهو عبد الله، وإن سمع منه إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع- قبل احتراق كتبه، ويحيى ابن إسحاق- وهو السَّيْلحيني- من قدماء أصحابه إلا أنه تفرد به، وهو ممن لا يحتمل تفرده، فقد قال أحمد: ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتب كثيراً مما أكتب أعتبر
به، وهو يَقوى بعضه ببعض. وأبو ثور الفهمي ليس له إلا هذا الحديث، وقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، ونقل عن ابن عبد البر قوله: حديثه عند أهل مصر يرويه ابنُ لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عنه في فَضْل المَعَافر.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/45 من طريق الإمام أحمد بن حنبل بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/21 من طريق أبي الأسود النضر ابن عبد الجبار، وحسان بن عبد الله، والطبراني في "الكبير" 22/ (787) من طريق عثمان بن صالح، وعمرو بن خالد الحَرَّاني، وأبي صالح عبد الغفار بن داود الحَراني، خمستهم عن ابن لهيعة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/56، وقال: رواه أحمد=(31/15)
حَدِيثُ حَرْمَلَةَ الْعَنْبَرِيِّ (1)
18720 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ضِرْغَامَةَ بْنِ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: " اتَّقِ اللهَ، وَإِذَا كُنْتَ فِي مَجْلِسِ فَقُمْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا يُعْجِبُكَ، فَأْتِهِ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا تَكْرَهُ، فَاتْرُكْهُ " (2)
__________
= والطبراني، وإسنادهما حسن!
قال السندي: قوله: فأُتي. على بناء المفعول.
من ثياب المَعافِر: هي بُرودٌ باليمن منسوبة إلى معافر، وهي قبيلة باليمن.
(1) قال السندي: حرملة العنبري: هو حرملة بن عبد الله، نزل النصرة، له صحبة، وكان أحد المصلين، أي: المكثرين من الصلاة.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ضرغامة بن عُليبة، ووالدِه، فقد تفرد بالرواية عن ضرغامة قُرَّة بن خالد، وتفرد بالرواية عن عليبة ولده ضرغامة، ومع ذلك فقد ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وكلاهما من رجال "التعجيل". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه- وهو حرملة بن عبد الله بن إياس- فيما ذكر ابن الأثير، وقد ينسب لجده، فيقال: حرملة بن إياس، فيما ذكر الحافظ في "الإصابة"- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" هذا الحديث الواحد. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة حرملة) 5/542-543 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =(31/16)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/177، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9450) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد، وقرن الطحاوي بروح حجاج بن نصير، ولم يورد لفظ الحديث، وإنما أورد صدره الوارد في المصادر الأخرى، وهو: أتيت رسول الله في ركب من الحي، فصلى بنا الغداة، فانصرف وما أكاد أعرف وجوه القوم أي: كأنه بغلس.
وأخرجه بنحوه ومطولاً الطيالسي (1206) (1207) - ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1192) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/358 -359، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9451) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/475-، وابن سعد في "الطبقات" 7/50، وعبد بن حميد في "المنتخب" (433) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1191) (1192/م) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/177، وابن قانع في "معجمه" 1/210، والطبراني في "الكبير" (3476) من طرق عن قرة بن خالد، به.
وأخرجه بنحوه مطولاً البخاري في "الأدب المفرد" (222) عن موسى بن إسماعيل، وأبو نعيم في "الحلية" 1/359 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن عبد الله بن حسان العنبري، عن حبان بن عاصم، عن حرملة بن عبد الله، به. وقرن البخاري بحبان بن عاصم صفية ودحيبة ابنتي عُلَيبة. وحبان بن عاصم وصفية ودحيبة ابنتي عُليبة مجاهيل، لكن يقويه أن صفية ودحيبة يرويانه عن جدهما، وعبد الله بن حسان روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويحسن الحديث بمجموع إسناديه، وقد حسن إسناده الحافظ في "الإصابة". ووقع في مطبوع "الأدب المفرد": أنه أخبرهم عن حرملة، وهو خطأ، صوابه: أنه أخبرهم حرملة، كما في "تهذيب الكمال" في ترجمة حرملة بن عبد الله.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/317-318 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" من رواية ضرغامة بن عليبة بن حرملة، عن أبيه، عن جده، وقد=(31/17)
حَدِيثُ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ (1)
18721 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ قَدْ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " رَأَيْتُهُ يَخْطُبُ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى بَعِيرِهِ " (2)
__________
= ذكره ابن أبي حاتم 4/470 بما فيه هاهنا لم يزد عليه، وبقية رجاله موثقون، وضرغامة وحرملة ذكرهما ابن حبان في الثقات.
وأورده أيضاً 4/215-216 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
قال السندي: قوله: وإذا كُنْتَ في مجلس، أي: صَاحب مَن ذَكَرَكَ بخير في الغَيْبة، لا مَن ذَكَرك بشر، أو صاحب مَن رضي بصحبتك، لا مَن لم يرضَ، والله تعالى أعلم.
(1) قال السندي: نبيط بن شريط في "التقريب": نبيط بالتصغير ابن شريط - بفتح المعجمة- أشجعي كوفي صحابي، يكنى أبا سلمة. وفي "الإصابة": نزل الكوفة، وقع ذكره في حديث والده شريط، وله رواية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال ابن أبي حاتم: له صحبة وبقي بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زماناً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، سلمة بن نبيط- وإن كان ثقة- نقل العقيلي 2/147 عن البخاري قوله: إنه كان اختلط آخر عمره.
قلنا: وقد رواه في هذه الرواية عن أبيه، ورواه عن رجل من أهل الحي عن أبيه، كما سيرد في التخريج، ورواه عن أبيه أو نعيم بن أبي هند عن أبيه، ورواه عن أبيه أو جده، كما سيرد في تخريج الرواية (18724) . وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن ماجه (1286) من طريق وكيع، بهذا الإسناد دون قوله: يوم عرفة.
وأخرجه ابن سعد 6/30 عن مُؤَمَّل بن إسماعيل (وفيه قصة) والبخاري=(31/18)
18722 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ،
__________
= في "التاريخ الكبير" 8/137، والنسائي في "المجتبى" 5/253، وفي "الكبرى" (4000) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/312- وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/169 من طريق يحيى القطان، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/137 أيضاً من طريق قبيصة، وابن قانع 3/169 أيضاً من طريق محمد بن كثير، كلهم عن سفيان الثوري، والنسائي أيضاً في "المجتبى" 5/253 وفي "الكبرى" (399) ، والطبراني في "الأوسط" (1942) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن سلمة بن نبيط، به. زاد في رواية يحيى القطان: قبل الصلاة، وفي روايته عند ابن سعد والنسائي وابن قانع والطبراني: على جمل أحمر. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سلمة بن نبيط إلا
ابن المبارك.
قلنا: قد رواه غيره كما هو ظاهر.
ورواه سلمة بن نبيط، عن رجل من الحي، عن نبيط بن شريط، به. عند أبي داود (1916) من طريق مسدد، عن عبد الله بن داود الخُرَيبي، عنه.
وسيرد بأتم منه في الأحاديث الثلاثة بعده.
وفي الباب عن أبي كاهل قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب الناس يوم عيدٍ على ناقة خرماء، وحبشي ممسك بخطامها. وسيأتي قريباً برقم (18725) .
وعن الهرماس بن زياد الباهلي، قال: رأيت رسول الله يخطبُ على راحلته يوم النحر بمنىً، وقد سلف برقم (15968) .
وعن عمرو بن خارجة، قال. خطبنا رسول الله بمنىً وهو على راحلته وهي تَقْصَعُ بجِزَتها، سلف برقم (17664) .
وعن العداء بن خالد بن هوذة، قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطبُ الناسَ يوم عرفة على بعير، قائماً في الركابين، سيأتي 5/30.
ولوقت هذه الخطبة انظر "فتح الباري" 3/574 و577. وانظر ما سلف برقم (15920) .(31/19)
حَدَّثَنِي نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ قَالَ: إِنِّي لَرَدِيفُ (1) أَبِي فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، إِذْ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْتُ عَلَى عَجُزِ الرَّاحِلَةِ، فَوَضَعْتُ يَدِي (2) عَلَى عَاتِقِ أَبِي فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟ " قَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ. قَالَ: " فَأَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ؟ " قَالُوا: هَذَا الْبَلَدُ. قَالَ: " فَأَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمُ؟ " قَالُوا: هَذَا الشَّهْرُ. قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ " (3)
__________
(1) في (ص) : رديف.
(2) ضبطت في (ظ 13) : يديَّ.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات. أبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/169 من طريق الإمام أحمد نحوه مختصراً.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/29-30 من طريق موسى بن محمد الأنصاري، وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1894) مختصراً، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1298) ، والنسائي في "الكبرى" (4097) من طريق مروان بن معاوية، كلاهما عن أبي مالك الأشجعي، به.
رواية ابن سعد، فيها: والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب عند الجمرة، فقال: "الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، أوصيكم بتقوى الله، أيُ يوم أحرم؟ " ... (فذكره) دون آخره: "هل بلَّغْت؟ " ...
- رواية ابن أبي عاصم والنسائي في أولها: رأيت رسول الله يخطب الناس=(31/20)
18723 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ قَالَ: كَانَ أَبِي وَجَدِّي وَعَمِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ "
قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ: أَوْصَانِي أَبِي، بِصَلَاةِ السَّحَرِ، قُلْتُ: يَا أَبَةْ، إِنِّي لَا أُطِيقُهَا، قَالَ: " فَانْظُرِ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا تَدَعَنَّهُمَا، وَلَا تَشْخَصْ (1) فِي الْفِتْنَةِ " (2)
__________
= بمنىَ، فَحَمِدَ اللهَ، وأثنى عليه، ثم قال: ... وذكره.
ورواية الفاكهي: مختصرة بلفظِ: رأى النبي يَخْطُبُ الناسَ بمِنىً.
وقد سلف برقم (18721) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2036) .
وعن العداء بن خالد بن هوذة، سيرد 5/30.
وعن أبي بكرة نُفيع بن الحارث مطولاً، سيرد 5/37.
وعن عم أبي حُرَّة حنيفة الرَقَاشي، مطولاً سيرد 5/72-73.
وعن مرة الهمداني، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف مختصراً (15886) وسيرد مطولاً 5/412.
قال السندي: قوله: أحْرَمُ، أي: أكثر حرمة وأعظمها عند الله، بمعنى أن من لم يراع حرمته يكون إثمه اكبر من إثم من لم يراع حرمة غيره من الأيام.
فأي بلد أَحْرَمُ، قد يؤخذ من اسم التفضيل: حرمة المدينة المنورة، وأنَّ حرمتها دون حرمة مكة المشرفة.
(1) في (م) و (ق) : كشخصين.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وبسطنا القول فيه في الرواية (18721) .
وأخرجه أحمد في "الزهد" ص 233، وفي "العلل ومعرفة الرجال"=(31/21)
18724 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ يَعْنِي الْأَشْجَعِيَّ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ الْأَشْجَعِيُّ، (1) أَنَّ أَبَاهُ، قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رِدْفًا (2) خَلْفَ أَبِيهِ فِي حَجَّةِ
__________
= (5672) مختصراً، بلفظ: كان جَدِي وعمَي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2809) عن رزق الله بن موسى، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحمَّاني، عن سلمة، قال: كان أبي وجدي مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/37 عن الفضل بن دكين، عن سلمة بن نبيط، قال: قال [أبي] : قم فصلِّ من السَّحر، فإن لم تستطع فلا تدع ركعتي الفجر.
وقد سلف برقم (18721) .
قال السندي: قوله: ولا تشخص، أي: لا ترتفع ولا تظهر ولا تحضر.
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) و"أطراف المسند"، وهو إسناد ليس بالقائم، فحسن بن موسى لم يُدرك سالم بن أبي الجعد، بين وفاتيهما نحو مئة عام، وأبو الجعد والد سالم وهو مخضرم، وقيل: له صحبة، يبعد أن يروي عن سلمة بن نبيط وهو من الطبقة الخامسة. ويظهر أن في الإسناد تقديماً
وتأخيراً وَقَعَ إما من الرواة للمسند وإما من النسَّاخ.
وقد ذكر البخاري في "تاريخه" 3/305 أن رافع بن سلمة سمع أباه عن سالم، وعلى هذا فلعل الإسناد يستقيم إذا كان يرويه حسن بن موسى، عن رافع بن سلمة الأشجعي، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد، عن سلمة بن نبيط.
ولكن ليس بين أيدينا مصادر تهدينا إلى الصواب فيه، والله أعلم بحاله، ومن العجيب أن الحافظ ابن حجر أورده في "أطراف المسند" كما في النسخ، ولم يُشر إلى ما فيه من خلل.
(2) في (ق) وهامش (س) : رديفاً.(31/22)
الْوَدَاعِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبةْ أَرِنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُمْ فَخُذْ بِوَاسِطَةِ الرَّحْلِ قَالَ: فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ بِوَاسِطَةِ الرَّحْلِ، فَقَالَ: " انْظُرْ إِلَى صَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ الَّذِي يُومِئُ بِيَدِهِ فِي يَدِهِ الْقَضِيبُ " (1)
__________
(1) صحيح، وإسناده ليس بالقائم كما ذكرنا في التعليق السالف، وذكرنا في الرواية (18721) أن إسناده من طريق سلمة بن نبيط مضطرب.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/29، والدارمي (1608) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، حدثنا سلمة بن نبيط، قال: حدثني أبي، أو نعيم بن أبي هند، عن أبي، قال: حججتُ مع أبي وعمي، فقال لي أبي: ترى ذاك صاحب الجمل الأحمر الذي يخطب، ذاك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ووقع في مطبوع الدارمي: عن أبي قلابة، وهو خطأ.
وأخرجه بَحشَل في "تاريخ واسط" ص52 من طريق قرة بن عيسى، عن سلمة بن نبيط، قال: حدثني أبي أو جدي قال: حججتُ مع أبي وعمي فقال لي أبي: أترى صاحب الجمل الأحمر الذي يخطب؛ ذاك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف برقم (18721) .(31/23)
حَدِيثُ أَبِي كَاهِلٍ وَاسْمُهُ قَيْسٌ (1)
18725 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِي كَاهِلٍ، قَالَ: إِسْمَاعِيلُ قَدْ رَأَيْتُ أَبَا كَاهِلٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ عِيدٍ عَلَى نَاقَةٍ خَرْمَاءَ، وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو كاهل: هو قيس بن عائذ تقدم في المدنيين.
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف بيان علته في الرواية السالفة برقم (16715) .
وانظر (18721) .
قال السندي: قوله: خرماء، أي: مشقوقة الأذن أو طرف الأنف.(31/24)
حَدِيثُ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ (1)
18726 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَصَدَّقُوا، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ يَمْشِي بِصَدَقَتِهِ فَيَقُولُ: الَّذِي أُعْطِيَهَا لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ، قَبِلْتُهَا، وَأَمَّا الْآنَ، فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا، فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا " (2)
__________
(1) قال السندي: حارثة بن وهب، خزاعي، له رواية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله في. الصحيحين أربعة أحاديث.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، معبد بن خالد: هو الجدلي القيسي.
وأخرجه مسلم (1011) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1239) - ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه" (6678) - وعبد بن حميد في "المنتخب" (478) بنحوه، والبخاري (1411) و (1424) و (7120) ، والنسائي في "المجتبى" 5/77، وفي "الكبرى" (2336) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (623) ، والطبراني في "الكبير" (3259) و (3260) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3261) من طريق مِسْعر، عن معبد بن خالد، عن حارثة بن وهب والمستورد، قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكر نحوه مختصراً.
وسيأتي برقم (18729) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8135) .
وانظر حديث عدي بن حاتم (18260) وفيه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وليبذلنَّ المال حتى لا يقبله أحد".=(31/25)
18727 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ (1) بِمِنًى، أَكْثَرَ مَا كَانَ النَّاسُ، وَآمَنَهُ رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
= قال السندي: قوله: "تصدَّقوا" بتشديد الدَّال، أي: أعطوا الصدقة قبل أن يجيء ذلك اليوم.
"الذي أُعطِيَها" على بناء المفعول.
"فلا حاجة لي فيها": إما لظهور كنوز الأرض أو لظهور علامات القيامة فيزهد الناس في الأموال لذلك.
(1) في (ق) و (م) : الظهر والعصر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2347) ، والطبراني في "الكبير" (3254) ، وتمام الرازي في "فوائده" (427) من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وقرن ابنُ أبي عاصم بسفيان شعبة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/120 وفي "الكبرى" (1904) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو عوانة 2/341 من طريق الفريابي، كلاهما عن سفيان، به. ليس فيه عندهما تحديد الظهر أو العصر، وزاد أبو عوانة: في حجة الوداع.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 2/450- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2346) ، وأبو يعلى (1474) ، والطبراني في "الكبير" (3244) - ومسلم (696) (20) (21) ، وأبو داود (1965) ، والترمذي (882) ، والنسائي في "المجتبى" 3/119 وفي "الكبرى" (1903) ، وابن حبان (2756) ، والطبراني في "الكبير" (3241) (3242) (3248) (3250) (3252)
(3253) ، وتمام الرازي في "فوائده" (428) ، والبيهقي في "السنن" 3/134 -135 من طرق عن أبي إسحاق، به.=(31/26)
18728 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ لَوْ يُقْسِمُ (1) عَلَى اللهِ، لَأَبَرَّهُ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ جَوَّاظٍ جَعْظَرِيٍّ مُسْتَكْبِرٍ " (2)
__________
= قال الترمذي: حديث حارثة بن وهب حديث حسن صحيح.
وقد وقع في مطبوع الترمذي زيادة إسرائيل في الإسناد بين أبي الأحوص وأبي إسحاق السبيعي، وهو خطأ، وانظر "تحفة الأشراف" 3/11.
وسيرد برقم (18731) .
وفي الباب عن ابن مسعود سلف (3593) وذكرنا أحاديث الباب هناك، وانظر حديث ابن عباس (1852) .
قال السندي: قوله: أكثرَ ما كان الناسُ: منصوب على الظرفية، و"ما" مصدرية، والمضاف مقدَّر، أي: أكثر أوقات كون الناس. أي: وقت كان الناس فيه أكثر منهم في غيره، فوصف الوقت بوصف ما فيه من النَّاس مجازاً.
وكذا آمَنَهُ.
والحاصل أن القصر غير مقيد بالخوف، فالمفهوم في القرآن غير معتبر في قوله تعالى: (فلا جُناح عليكم أن تقصروا من الصَلاة إن خفتم) [النساء: 101] والله تعالى أعلم.
(1) في هامش (س) : لو أقسم. قلنا: وهو الموافق للرواية رقم (18730) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومعبد بن خالد: هو الجَدَلي القيسي.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 8/516 بنحوه مختصراً- ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب" (480) ، وأبو داود (4801) ، والبيهقي في "شعب=(31/27)
18729 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ،
__________
= الإيمان" (8173) و (8174) - ومسلم (2853) (47) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/193- من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6071) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/193 - والبغوي في "شرح السنة" (3593) من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (1238) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 194، وفي "شعب الإيمان" (10484) - والبخاري (6657) ، ومسلم (2853) (46) ، والنسائي في "الكبرى" (11615) - وهو في "التفسير" (635) -، وأبو يعلى (1477) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 14/93- وابنُ حِبان (5679) ، والطبراني في "الكبير" (3257) من طرق عن شعبة، عن معبد بن خالد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3256) من طريق الأعمش، و (3258) من طريق مسعر، كلاهما عن معبد، به. وقرن مسعر بحارثة المستورد الفهري.
وسيرد (18730) و (18732) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6580) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "كل ضعيف": في نفسه لقِلَة المال والحال، أو في البَدَنِ لكثرة الجوع والتعب والأمراض والعاهات.
"متضعف" في "المجمع" فتح العين هو المشهور، أي: من يستضعفه الناس ويحتقرونه، وبكسرها، أي: خامل متذلل، وقيل: رقيق القلب ولينها للإيمان.
انتهى. قلت: أو المراد الذي يتكلَف في إظهار الضعف تواضعاً.
"جَوَّاظٍ": بفتح الجيم وتشديد الواو: الجَمُوع المَنُوع، أو كثير اللحم، المختال.
"جَعْظَرِيّ": بفتح فسكون: الغليظ المتكبّر. وقد سبق أمثال هذا المتن مراراً.(31/28)
قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَصَدَّقُوا، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَخْرُجَ بِصَدَقَتِهِ، فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ " (1)
18730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ " (2)
18731 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مَا كُنَّا، وَآمَنَهُ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ "، (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 3/111- ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب" (479) ، ومسلم (1011) ، وأبو يعلى (1475) - من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (18726) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (4116) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18728) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(31/29)
18732 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= وأخرجه ابن خزيمة (1702) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1240) ، والبخاري (1083) و (1656) ، والنسائي في "المجتبى" 3/120، وفي "الكبرى" (1904) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2347) ، وأبو عوانة 2/340- 341 و341، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/419، وابن حبان (2757) ، والطبراني في "الكبير" (3245) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/188، والبيهقي في "السنن" 3/134 من طرق
عن شعبة، به.
وقد سلف بالرقم (18727) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نُعَيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري.
وقوله: فذكر الحديث يعني الحديث السالف برقم (18730) .
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (477) ، والبخاري في "صحيحه" (4918) ، وفي "التاريخ الكبير" 3/93، والترمذي (2605) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/430- وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/193- والبيهقي في "شعب الإيمان" (8175) ، وفي "الآداب" (244) ، من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (18728) .(31/30)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ (1)
18733 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ "، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (2) [التكوير: 17] "
__________
(1) قال السندي: عمرو بن حريث، قرشي مخزومي، يكنى أبا سعيد، ولأبيه صحبة، قيل: ولد في أيام بدر، وقيل: قبل الهجرة بسنتين، مات سنة خمس وثمانين.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، الوليد بن سريع- وهو الكوفي- من رجاله، وقد انتقى له مسلم هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي، فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، ورواية وكيع عنه قبل اختلاطه، وقد توبع.
مسعر: هو ابن كِدام، والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/353- ومن طريقه مسلم (456) - وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/157، وفي "الكبرى " (1023) عن محمد بن إبان البلخي، كلاهما عن وكيع،، بهذا الإسناد. إلا أن ابن أبي شيبة لم يقرن المسعودي بمسعر.
وتحرف في مطبوع "المجتبى" قوله: عن مسعر والمسعودي، إلى: عن مسعود المسعودي.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/85 (ترتيب السندي) ، والحميدي (567) ، ومسلم (456) ، والنسائي في "الكبرى" (11651) - وهو في=(31/31)
18734 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ " (1)
__________
= "التفسير" (671) - والدارمي (1299) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/323، وأبو يعلى (1461) (1468) ، وابن قانع في "معجمه" 2/203، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/198 و269، والبيهقي في "السنن" 2/194 و388، والخطيب في "تاريخه" 4/86-87، والبغوي في
"شرح السنة" (603) من طرق عن مسعر، به.
وأخرجه الطيالسي (1055) و (1210) عن شعبة، والدارمي (1299) عن أبي نعيم، كلاهما عن المسعودي، به. ولفظه: صليت خلف رسول الله صلى، فقرأ بـ (إذا الشمسُ كُوِّرَتْ) ، فلما أتى على هذه الآية: (والليل إذا عسعس) قلت في نفسي: ما الليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (2721) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، ومسلم (475) ، وأبو يعلى (1457) ، وابن حبان (1819) من طريق خلف بن خليفة، كلاهما عن الوليد بن سريع، به.
ورواية الجميع سوى عبد الرزاق بلفظ: صليت خلفَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفجر، فسمعته يقرأ: (فلا أقسم بالخُنَّس، الجوارِ الكُنسِ) وكان لا يحني رجلٌ منا ظهره حتى يستتمَّ ساجداً.
وأخرجه بنحوه أبو داود (817) ، وابن ماجه (817) وأبو يعلى (1463) و (1469) من طريق أصبغ مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث، به.
وسيأتي في الرقمين: (18737) و (18738) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، جعفر بن عمرو بن حريث روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف" وانتقى=(31/32)
18735 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ السُّدِّيِّ،
__________
= له مسلم هذا الحديث. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم الوراق، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 27/427 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/421، ومسلم (1359) (452) والترمذي في "الشمائل" (109) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (718) ، وأبو يعلى (1460) ، والبيهقي في "السنن" 3/246 من طريق وكيع، به.
وأخرجه الحميدي (566) ، والترمذي في "الشمائل" (108) ، وابن ماجه (1104) و (3584) ، وأبو يعلى (1459) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه ابن أبي شيبة 8/427-428، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/418، ومسلم (1359) (453) ، وأبو داود (4077) ، والنسائي في
"المجتبى" 8/211، وفي "الكبرى" (9758) ، وابن ماجه (2821) و (3587) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (718) ، والبيهقي في "السنن" 3/246، وفي "الدلائل" 5/68 من طريق أبي أسامة، وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص116 من طريق سهل بن عثمان، ثلاثتهم عن مساور الوراق، به.
زاد الحميدي: يوم فتح مكة.
وزاد أبو أسامة: قد أرخى طرفيها بين كتفيه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/211، وفي "الكبرى" (9759) من طريق عبد الرحمن- وهو ابن مهدي- وفي "الكبرى" (9760) عن عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الرحمن الزهري، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن مساور الوراق، به. ولفظه: رأيتُ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمامة حرقانية.
وفي الباب عن جابر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل يوم فتح مكة وعليه عِمامةٌ سوداء. وقد سلف برقم (14904) ، وهو عند مسلم برقم (1358) .(31/33)
عَمَّنْ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَعْلَيْهِ " (1)
18736 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ السُّدِّيِّ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَيْنِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عمرو ابن حُرَيث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير السُدِّيِّ - وهو إسماعيل ابن عبد الرحمن- مختلف فيه، وهو حسن الحديث. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/415 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث أنس سلف برقم (11976) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2) حديث صحيح لغيره دون قوله: مخصوفين، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9805) ، وأبو يعلى (1465) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (1505) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (285) ، والترمذي في "الشمائل" (76) ، والنسائي في "الكبرى" (9804) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/512، وابن قانع في "معجمه" 2/202 -203 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9803) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1466) ، وفي "معجم شيوخه" (235) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص135 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عمن سمع عمرو بن=(31/34)
18737 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَجَّاجِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: (1) {لَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} الْجَوَارِ الْكُنَّسِ " (2)
18738 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الْفَجْرِ: وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ " (3)
__________
= حريث، به. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب الذي يليه. قلنا: يعني إسناد هذه الرواية.
قال السندي: قوله: مخصوفين، من خَصْف النعل، خَرْزُه.
(1) في (ظ13) : يقول، وهي نسخة في (س) .
(2) حديث صحيح، الحجاج المحاربي: وهو ابن عاصم، انفرد بالرواية عنه شعبة، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": لا بأس به. وأبو الأسود- وهو سويد مولى عمرو بن حريث لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وقد توبعا، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11650) - وهو في "التفسير" (670) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/109 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، به. وتحرف فيه اسم أبي الأسود إلى أسود الثقفي.
وقد سلف برقم (18733) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (18733) .(31/35)
حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ حُرَيْثٍ (1)
18739 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حُرَيْثٍ، أَخٍ لِعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ دَارًا أَوْ عَقَارًا، فَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهِ، كَانَ قَمِنًا أَنْ لَا يُبَارَكَ لَهُ فِيهِ " (2)
__________
(1) سلفت ترجمة سعيد بن حريث قبل الحديث (15842) في مسند المكيين.
(2) حديث حسن بمتابعاته وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل ابن إبراهيم، واضطرابه فيه، وقد سلف في مسند المكيين برقم (15842) بزيادة عمرو بن حريث في الإسناد بين عبد الملك بن عمير وسعيد بن حريث، وشيخ أحمد هناك: هو ابن نُمير. وبسطنا القول فيه ثمت.
وأخرجه ابن ماجه (2490) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وذكرنا متابعاته وشواهده في الرواية المذكورة.(31/36)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ (1)
18740 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النُّهْبَةِ وَالْمُثْلَةِ " (2)
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن يزيد، أنصاري خَطْمي، له ولأبيه صحبة، شهد بيعة الرضوان وهو صغير، يكنى أبا موسى، وكان من أكثر الناس صلاة، وكان لا يصوم إلا يوم عاشوراء، سكن الكوفة، وابتنى بها داراً، ومات في زمن ابن الزبير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن جعفر: هو محمد غُنْدرٌ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/57 و9/422-423- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2117) - عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1070) ، والبخاري (2474) و (5516) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات " (481) - ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2163) ، والبيهقي في "السنن" 6/92 و324- من طرق عن شعبة، به.
وخالف يعقوبُ بن إسحاق الحضرمي الرواة عن شعبة- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" (3872) - فرواه عنه، عن علي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي أيوب، فجعله من حديث أبي أيوب، قال الحافظ في "الفتح": 5/120: والمحفوظ عن شعبة ليس فيه أبو أيوب.
وسيأتي برقم (18742) .
وفي باب النهي عن النهبة: عن أبي هريرة سلف برقم (8317) ، وذكرنا=(31/37)
18741 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ " (1)
__________
= بقية أحاديث الباب هناك.
وفي باب النهي عن المُثْلة: عن ابن عمر سلف برقم (4622) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها: عن المغيرة سلف برقم (18152) .
وعن عمران بن حصين سيرد 4/429 و439.
قال السندي: قوله: عن النُّهْبة، ضبط بضم النون، وفي "المجمع" بفتح النون مصدر، وأما بالضم، فالمال المنهوب ومقتضاه فتح النون إلا أن يضم لاندراج المثلة.
(1) إسناده قوي. عبد الجبار بن عباس: هو الشَّبامي الهَمْداني، قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، وكان يتشيع، وقال ابن معين وأبو داود: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: ثقة، وقال البزار: أحاديثه مستقيمة إن شاء الله تعالى، وقال العجلي: صويلح لا بأس به، وعاب عليه الجوزجاني والعقيلي تشيعه، فقال الجوزجاني: كان غالياً في سوء مذهبه، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، يفرط في التشيع. قلنا: وليست هذه علة قادحة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بشر: هو العَبْدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/549-550- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2118) - وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/114، والمزي في "تهذيبه" 16/386- 387 من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "البر والصلة" (308) - ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد" (231) -، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"=(31/38)
18742 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ وَهُوَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُثْلَةِ وَالنُّهْبَةِ " (1)
__________
= 1/66 من طريق طَلْق بن غنام، كلاهما عن عبد الجبار بن عباس، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (964) من طريق عبد الصمد بن النعمان، عن عبد الجبار بن عباس، حدثني عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، به. وعبد الصمد فيه كلام فقد نقل الذهبي في "الميزان" تضعيف الدارقطني والنسائي له، وقال: ووثقه ابن معين وغيره.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/136 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجال أحمد ثقات.
انظر حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14709) .
وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله (18740) إلا أن شيخ أحمد هنا هو إسماعيل بن إبراهيم، وهو ابن عُلَية.(31/39)
حَدِيثُ أَبِي جُحَيْفَةَ (1)
18743 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ صَلَّى بِالْبَطْحَاءِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله، أبو جحيفة السُواتي، قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر عمره، ثم صَحِبَ علياً بعده، وولاه شرطة الكوفة لما ولي الخلافة، مات في ولاية بشر على العراق.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفَّان: هو ابن مسلم، وشُعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1042) ، والبخاري (495) (499) ، ومسلم (503) (253) ، وأبو داود (688) ، وأبو يعلى (892) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (517) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 7/189 - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/418، والطبراني في "الكبير" 22/293، وأبو نعيم في "الحلية" 7/189 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/450، وأبو يعلى (893) (894) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/179، والطبراني في "الكبير" 22/ (240) (247) (253) (258) (266) (267) (286) (288) (289) (292) (293) (300) (302) (303) (309) (310) (311) . من طرق عن عون،
به.
وفي الباب عن ابن عباس وقد سلف برقم (2175) ، وعن ابن عمر، وقد=(31/40)
18744 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَكَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهَاجِرَةِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ بِالْبَطْحَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ وَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ "، وَفِي حَدِيثِ عَوْنٍ يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ (1)
__________
= سلف برقم (4614) .
وفي باب قصر الصلاة، عن حارثة بن وهب سلف برقم (18727) .
وانظر حديث ابن مسعود (3593) .
وسيأتي بالأرقام (18744) (18746) (18747) (18749) (18750) (18751) (18752) (18753) (18755) (18757) (18758) (18759) (18760) (18761) (18762) (18765) (18767) (18769) .
قال السندي: قوله: عَنَزَة- بفتحات- مثل نصف الرمح أو أكبر شيئاً.
من ورائه: أي من وراء الذي نصب من العنزة، والمراد أنه لا يبالي بالمار من وراء السترة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1044) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 7/188-189- والدارمي (1409) ، والبخاري (187) و (501) ، وأبو يعلى (891) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (140) ، والطبراني في "الكبير" 22/320، وأبو نعيم في "الحلية" 7/188-189 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/321، وأبو نعيم في "الحلية" 7/235 من طرق، عن الحكم، به.
وقد سلف من طريق عون برقم (18743) .=(31/41)
18745 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ، " أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ " (1)
__________
= وفي الباب في التبرك بآثار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أنس، سلف برقم (12401) .
وعن المِسور ومروان بن الحكم في قصة الحديبية سيرد (18910) وفيه: لا يتوضأ وضوءاً إلا ابتدروه ...
قال السندي: قوله: بالهاجرة، أي: وقت اشتداد الحَر نصف النهار.
"من فضل وضوئه" الظاهر أن المراد به المستعمل في أعضائه الشريفة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويحتمل أن المراد ما بقي في الإناء بعد الوضوء.
وقال الحافظ في "الفتح" 1/295: وفيه دلالة بيِّنَةٌ على طهارة الماء المستعمل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو يعلى (885) ، والطبراني في "الكبير" (2548) من طريق يزيد ابن هارون بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (890) ، والبخاري (3543) و (3544) ، ومسلم (2343) ، والترمذي في "جامعه" (2827) و (3777) ، وفي "العلل" 2/868 -869، والنسائي في "الكبرى" (8162) ، والطبراني في "الكبير" (2544) (2546) (2547) (2549) والحاكم 3/168، وتمام الرازي في "فوائده" "الروض البسام" (1489) ، والذهبي في "معجم شيوخه" 2/65، من طرق عن إسماعيل، به. قال الترمذي عقب الرواية (3777) : هذا حديث حسن صحيح.
وعند البخاري (3544) ، والترمذي (2826) زيادة لفظها عند البخاري: وكان أبيض قد شمط، وأمر لنا النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاث عشرة قلوصاً. قال:=(31/42)
18746 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، قَدْ أَقَامَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا النَّاسُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ " (1)
18747 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ بِالْأَبْطَحِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
= فقبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن نقبضها.
وسيكرر برقم (18748) سنداً ومتناً.
وفي الباب عن أبي بكر سلف برقم (40) .
وعن علي سلف برقم (774) .
وعن أنس بن مالك سلف (12674) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر ابن أبي زائدة روى له البخاري متابعة، وقد توبع هنا.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" (بترتيب السندي) 1/69، والحميدي (892) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/255- والبخاري (3566) ، والنسائي في "المجتبى" 1/87 وفي "الكبرى" (136) و (4203) ، وأبو عوانة في "مسنده" 2/49 و2/49- 50، والطبراني في "الكبير" 22/255، 256،
والحاكم 1/202، من طرق عن مالك بن مِغْول، عن عون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18743) .
وسيرد من طريق عمر بن أبي زائدة برقم (18760) .
(2) حديث صحيح، أبو بكر: وهو ابن عياش- وإن كان سماعه من أبي=(31/43)
18748 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ " (1)
18749 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ بِالْبَطْحَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، (2) وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ " (3)
18750 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ
__________
= إسحاق، وهو عمرو بن عبد الله السبيعي ليس بذاك القوي- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (312) و (313) و (314) و (315) من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (18743) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18745) سنداً ومتناً.
(2) قوله: والعصر ركعتين، ليس في (ظ 13) ولا (ق) .
(3) حديث صحيح، وهب بن جرير في سماعه من شعبة كلام، ولم يخرج له الشيخان من حديثه عن شعبة إلا ما توبع عليه، وقد توبع هنا، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (18743) .(31/44)
الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ " قَالَ: قِيلَ لَهُ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا " (1)
18751 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، فَرَكَزَ عَنَزَةً، فَجَعَلَ يُصَلِّي إِلَيْهَا بِالْبَطْحَاءِ، يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسماع إسرائيل- وهو ابن يونس ابن أبي إسحاق- من جده أبي إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/631 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وقد سلف برقم (18743) .
قال السندي: قوله: "مثل مَنْ أنت"، أي: كبيراً كنتَ أو صغيراً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعون: هو ابن أبي جحيفة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/73 وفي "الكبرى" (848) و (9641) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (841) ، وابن حبان في "صحيحه" (2334) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/49، والحاكم 1/202 من طريق سفيان الثوري، به. وقرنا بسفيان مالكَ بن مغول.
وقد سلف برقم (18743) .
وفي الباب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يلبس حُلَّة حمراء، سلف من حديث البراء بن عازب برقم (18558) .
قال السندي: قوله: في حلة حمراء، قالوا: المراد بها المخطط.(31/45)
18752 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ السُّوَائِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِالْأَبْطَحِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَارَّةِ الطَّرِيقِ، وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ بِعَنْفَقَتِهِ أَسْفَلَ مِنْ شَفَتِهِ السُّفْلَى " (1)
18753 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِالْأَبْطَحِ صَلَاةَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، يونس: وهو ابن أبي إسحاق- وإن كان في حديثه عن أبيه ضعف- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر - وهو الواسطي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرج الطبراني في "الكبير" 22/ (314) قسمه الأول و (317) قسمه الثاني من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرج القسم الثاني منه ابن سعد في "الطبقات" 1/434، والبخاري (3545) من طريقين عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
وقد سلف برقم (18743) .
وانظر (18769) .
وفي الباب في شيب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عنفقته عن أنس، سلف برقم (13263) .
وعن عبد الله بن بسر، سلف برقم (17672) .
قال السندي: قوله: ثم قدَّم بين يديه، كلمة "ثُمَّ" لتراخي الإخبار.
(2) حديث صحيح، زهير- وهو ابن معاوية الجُعفي- زاد في هذا الإسناد:=(31/46)
18754 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا آكُلُ مُتَّكِئًا " (1)
__________
= عون بن أبي جحيفة، ورواه غيره: عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة دون واسطة، لم يذكروا عوناً، وزهير إنما سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، وقد رواه زهير كذلك مثل رواية الجماعة، لم يذكر عوناً كما سيرد برقم (18769) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2994) ، والحاكم 1/478-479 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (241) من طريق المعافى بن سليمان، عن زهير، به.
وقد سلف برقم (18743) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الدارمي (2071) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/651- ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (5969) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/274، وفي "شرح مشكل الآثار" (2086) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (343) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وقرن يعقوب -ومن طريقه البيهقي- بأبي نعيم قَبيصةَ بن عقبة.
وأخرجه أبو داود (3769) ، وابن حبان (5240) من طريق محمد بن كثير، والترمذي في "الشمائل" (143) ، وفي "العلل الكبير" 2/774- 775، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2087) (2088) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (344) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ص196، والبيهقي في=(31/47)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "السنن" 7/49 من طريق شعبة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" أيضاً (2089) من طريق أبي عامر العَقَدي، ثلاثتهم عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (1047) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" 8/314- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (345) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص196- والبخاري (5399) ، والترمذي (1830) ، والنسائي في "الكبرى" (6742) ، وأبو يعلى (884) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/274، وفي "شرح مشكل الآثار" (2090) (2091) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (345) (346) (347) (348) (349) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص197، وتمام الرازي في "فوائده" (1423) (الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن" 7/49، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 7/414 من طرق عن علي ابن الأقمر، به.
وسيرد (18764) و (18766) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/274 من طريق محمد بن خزيمة وحجاج، وفي "شرح مشكل الآثار" (2090) من طريق حجاج بن منهال، وسعيد بن منصور، وسهل بن بكار، والطبراني في "الكبير" 22/ (346) ، والبيهقي في "السنن" 7/49 من طريق مسدد، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص196 من طريق عاصم بن علي، ستتهم عن أبي عوانة، عن رقبة ابن مصقلة، عن علي بن الأقمر، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (254) ، وفي "الأوسط" (3696) من طريق محمد بن عيسى ابن الطباع، عن أبي عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن علي بن الأقمر، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبي جحيفة، قال ... الحديث.
وقال في "الأوسط": لم يُدْخِلْ في هذا الحديث بين علي بن الأقمر وبين أبي جحيفة عونَ بن أبي جحيفة إلا محمد بن عيسى الطباع، ورواه جماعة عن أبي عوانة، عن رقبة، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة.
وقال الترمذي في "العلل": سألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا=(31/48)
18755 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ، " أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ " (1)
18756 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ أَبِي، اشْتَرَى حَجَّامًا، فَأَمَرَ بِالْمَحَاجِمِ فَكُسِرَتْ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ الْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَلَعَنَ الْمُصَوِّرَ " (2)
__________
= الحديث، فقال: حديث ابن الأقمر، لا أعلم أحداً رواه غير علي بن الأقمر.
وفي الباب: عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6549) ، وانظر شرحه هناك.
قال السندي: قوله: لا آكل مُتكِئاً، قيل: ليس المراد بالمتكىء هو المائل المعتمد على أحد شقيه، بل المراد المستوي على وطاءٍ تحته. وقيل: المتمكن في الجلوس المتربع والمستند ظهره إلى شيء، أو الواضع إحدى يديه على الأرض، وكل ذلك منهي عنه عند الأكل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وإسرائيل سماعه من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه.
وهو مكرر في قسمه الأول برقم (18750) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري.
وقد سلف مطولاً برقم (18743) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1043) (1045) ، وأبو بكر بن أبي=(31/49)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= شيبة 6/563 و4/375، والبخاري (2086) و (2238) و (5347) و (5945) ، وأبو داود (3483) ، والحارث في "مسنده" (438) (زوائد) ، وأبو يعلى (890) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (518) و (519) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/53، وابن حبان (4939) و (5852) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (295) (296) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/6، والبغوي في "شرح السنة" (2039) من طرق عن شعبة، به.
وزاد الطيالسي: "عسب الفحل". وعند ابن أبي شيبة والطبراني: مهر البغي قلنا: وسيأتي بهذا اللفظ برقم (18763) . قال الحافظ في "الفتح" 4/427: مهر البغي: وهو ما تأخذه الزانية على الزنى، سماه مهراً مجازاً.
وسيرد برقمي (18763) و (18768) .
وفي الباب في النهي عن ثمن الدم والكلب وكسب البغي: من حديث أبي هريرة سلف برقم (7976) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب. ونزيد هنا: عن أبي مسعود سلف (17069) .
وفي الباب: في النهي عن الوشم من حديث ابن مسعود، وقد سلف (3945) .
وفي باب لعن آكل الربا وموكله من حديث ابن مسعود سلف برقم (3725) .
وفي الباب في الترهيب من التصوير من حديث ابن عباس، وابن مسعود، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، سلفت بالأرقام (1866) و (2588) و (10549) و (14596) .
قال السندي: قوله: اشترى حجاماً، أي: عبداً يعرف الحجامة.
بالمحاجم، أي: بآلات الحجامة.
فكُسِرَت، على بناء المفعول، أي: تلك الآلات.
عن ثمن الدم، أي: أجرة الحجامة.
المصور: الذي يصوِّر صُوَرَ ذي روح.=(31/50)
18757 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهَاجِرَةِ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَمَسَّحُونَ بِفَضْلِ وَضُوئِهِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ " (1)
18758 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبٍ وَهُوَ أَبُو جُحَيْفَةَ قَالَ: " أَمَّنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، فَرَكَزَ عَنَزَةً لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، الحكم: هو ابن عُتيبة.
وهو مكرر (18744) غير أن شيخ أحمد هنا هو بَهْز: وهو ابن أسد العمي.
وقد سلف برقم (18743) .
(2) حديث صحيح، غير أن قوله: "بمنى" لم يثبت من حديث أبي جحيفة، فالصحيح في روايته أنه رآه بالأبطح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، ولم يتابعه بلفظ "بمنى" إلا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق في الرواية الآتية برقم (18765) ، والظاهر أن وكيعاً
أخطأ فيه كذلك، فقد خالف فيه وكيعٌ يحيى بنَ آدم، كما سلف برقم (18750) وأبا أحمد الزُبيري كما سلف برقم (18755) وقد رواه كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، وفيه أن ذلك كان بالأبطح، وقد تابع إسرائيلَ بهذا اللفظ أبو بكر بن عياش برقم (18747) ، ويونس بن أبي
إسحاق برقم (18752) ، وزهير بن معاوية برقم (18753) ، وقد رواه كذلك عن أبي جحيفة الحكمُ بنُ عُتيبة كما في الأرقام: (18744) و (18757) و (18767) ، وعون بن أبي جحيفة كما في الأرقام (18743) و (18746) و (18749) و (18751) و (18759) و (18762) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/315 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.=(31/51)
18759 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ بِلَالًا يُؤَذِّنُ وَيَدُورُ، وَأَتَتَبَّعُ فَاهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَأُصْبُعَاهُ فِي أُذُنَيْهِ، قَالَ: " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ أُرَاهَا مِنْ أَدَمٍ " قَالَ: فَخَرَجَ بِلَالٌ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالْعَنَزَةِ فَرَكَزَهَا، " فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُهُ بِمَكَّةَ قَالَ: بِالْبَطْحَاءِ، يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْكَلْبُ وَالْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ " (1) قَالَ سُفْيَانُ: " نُرَاهَا حِبَرَةً "
__________
= وقد ثبتت صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية السالفة برقم (3593) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، سفيان: هو الثوري إلا أن في قوله: "يدور" خلافاً، فقد صحح هذه اللفظة الترمذي عقب الرواية رقم (197) ، ولم يوردها البخاري في صحيحه، وأعلَها البيهقي في "السنن" 1/396، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/115 فقال: هي مدرجة في رواية
سفيان عن عون، بين ذلك يحيى بن آدم (عند الطبراني في "الكبير" 22/ 261) عن عون عن أبيه قال: رأيت بلالاً فأذن، فأتبع فاه هاهنا وهاهنا، والتفت يميناَ وشمالاَ، قال سفيان: كان حجاج- يعني ابن أرطاة- يذكر لنا عن عون أنه قال: فاستدار في أذانه، فلما لقينا عوناً لم يذكر فيه الاستدارة. قلنا: وسيأتي من طريق وكيع عن سفيان برقم (18762) - وهو عند مسلم (503) (249) - وكذلك عند البخاري (634) من طريق الفريابي عن سفيان-.
قوله: فكنت أتتبع فاه، هكذا وهكذا، يعني يميناً وشمالاً، وجاء في بعض رواياته- عند ابن خزيمة (387) : يقول في أذانه هكذا، ويحرف رأسه يميناً وشمالاً بحي على الفلاح، وقد حاول الحافظ الجمع بين من أثبت الاستدارة=(31/52)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وبين مَنْ نفاها بقوله: ويمكن الجمع بأن من أثبت الاستدارة على استدارة الرأس، ومن نفاها على استدارة الجسد كلِّه.
وأخرجه الحاكم 1/202 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (1806) و (2314) ومن طريقه: أخرجه الترمذي (197) ، وأبو عوانة 2/48، والطبراني في "الكبير" 22/ (248) ، وقال الترمذي: حديث أبي جحيفة حديث حسن صحيح، وعليه العمل عند أهل العلم يستحبون أن يدخل المؤذن أصبعيه في أذنيه في الأذان،
وقال بعضُ أهل العلم: وفي الإقامة أيضاً يدخل أصبعيه في أذنيه، وهو قول الأوزاعي.
وأخرجه مختصراً البخاري (634) ، والنسائي في "المجتبى" 8/220، وفي "الكبرى" (9827) ، وابن حبان (2382) من طرقٍ عن سفيان، به. ولم يذكروا الاستدارة وإدخال الأصبع في الأذنين.
وأخرجه ابنُ خزيمة (387) ، وأبو عوانة 1/329 و330 و2/48 و49، والطبراني في "الكبير" 22/252، والحاكم 1/202 من طرق عن سفيان، به.
وقال الحاكم: قد أخرجاه غير أنهما لم يذكرا فيه إدخال الأصبع في الأذنين والاستدارة في الأذان، وهو صحيح على شرطهما جميعاً، وهما سنتان مسنونتان.
وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو بكر بن أبي شيبة 1/209 و210، والبخاري (633) ، ومسلم (503) (251) ، وأبو داود (520) ، وابن ماجه (711) وابن خزيمة (388) ، وأبو عوانة 1/329 و2/50، والطبراني في "الكبير" 22/ (247) و (253) و (266) و (267) و (289) و (292) و (300) و (302) (303) و (306) و (307) و (309) و (310) و (311) ، والبيهقي 1/396 و2/270 وابن الأثير في "أسد الغابة " 6/48 من طرق عن عون بن أبي جحيفة، به.
ولم يذكر البخاري الاستدارة وإدخال الإصبع في الأذنين.=(31/53)
18760 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ قُبَّةً حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأَيْتُ بِلَالًا خَرَجَ بِوَضُوءٍ لِيَصُبَّهُ فَابْتَدَرَهُ النَّاسُ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ مِنْهُ شَيْئًا أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مُشَمِّرًا، وَرَأَيْتُ بِلَالًا أَخْرَجَ عَنَزَةً، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَيْهَا يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الدَّوَابُّ وَالنَّاسُ " (1)
__________
= وفي باب إدخال الأصبع في الأذنين:
من حديث عبد الله الهوزني عند أبي داود (3055) ، وابن حبان (6351) .
وآخر من حديث سعد القرظ عند ابن ماجه (701) ، والحاكم في "المستدرك" 3/607.
قال السندي: قوله: ويدور، أي: حالة الأذان حتى يُسْمعَ الناسَ الأذان.
وأتتبع: أي أنا. فاه أي: فم بلال هاهنا وهاهنا، أي: من جانب يجعله إليه لأخذ الأذان من فمه.
في أذنيه: فإنه أعون على رفع الصوت، فإنه إذا لم يسمع صوته يرى قصوره في الرفع، فيجرّه ذاك إلى الزيادة فيه.
من أَدَم، بفتحتين، أي: جلد.
نراها، أي: الحُلة الحمراء.
حِبَرة، كعنبة، أي: هو ذاك المخطط الذي ذكرت.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو داود: وهو سليمان بن داود الطيالسي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (376) و (5786) و (5859) ، ومسلم (503) (250) ،=(31/54)
18761 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى عَنَزَةٍ أَوْ شَبَهِهَا، وَالطَّرِيقُ مِنْ وَرَائِهَا " (1)
18762 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ ". قَالَ: فَخَرَجَ بِلَالٌ بِفَضْلِ وَضُوئِهِ، فَمِنْ نَاضِحٍ وَنَائِلٍ، قَالَ: فَأَذَّنَ بِلَالٌ، فَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَكَذَا وَهَكَذَا، يَعْنِي يَمِينًا وَشِمَالًا، قَالَ: ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ، قَالَ: " فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمْرَاءُ، أَوْ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ، فَصَلَّى بِنَا إِلَى الْعَنَزَةِ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، تَمُرُّ الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ وَالْحِمَارُ لَا
__________
= وأبو عوانة في "مسنده" 2/49، وابن حبان (1268) ، والطبراني في "الكبير" 22/307، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/157، والبغوي في "شرح السنة" (535) ، من طرق عن عمر بن أبي زائدة بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18743) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 1/277- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (243) - عن وكيع بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (242) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/257 من طريق خلاد بن يحيى، عن مسعر، به.
وقد سلف برقم (18743) .(31/55)
يُمْنَعُ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ "، وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ " (1)
18763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ " (2)
18764 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَسُفْيَانَ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "سننه" 3/156 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 1/210- ومن طريقه مسلم في "صحيحه" (503) (249) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (249) ، والبيهقي في "السنن" 3/156- وأبو داود (520) ، والنسائي في "المجتبى" 2/12 وفي "الكبرى" (1607) ، وأبو يعلى (887) وابن خزيمة (387) و (2995) وابن حبان (2394) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (249) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18743) وانظر (18759) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن زياد بن أبي الجعد، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد" والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 6/244، والطبراني في "الكبير" 22/287، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وعند ابن أبي شيبة والطبراني زيادة: وكسب الحجام، وعند ابن أبي شيبة: وثمن الكلب.
وقد سلف مطولاً برقم (18756) .(31/56)
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا آكُلُ مُتَّكِئًا " (1)
18765 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن أبي زائدة شيخ أحمد هو يحيى بن زكريا.
وأخرجه أبو يعلى (888) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص196 من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقرن أبو الشيخ بسفيان ابنَ أبي زائدة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (349) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، به. وسقط من مطبوعه: عن أبيه.
وأخرجه الحميدي (891) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (342) - عن سفيان بن عيينة، عن زكريا بن أبي زائدة ومسعر، عن علي، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/179-180 من طريق عبد العزيز بن أبان، عن مسعر وسفيان الثوري، عن علي، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص196 من طريق داود بن عبد الحميد، عن زكريا بن أبي زائدة، به.
وأخرجه البخاري (5398) ، وابن ماجه (3262) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/275، وفي "شرح مشكل الآثار" (2085) ، وابن قانع في "معجمه" 3/179، والطبراني في "الكبير" 22/ (340) (341) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/256، والبيهقي في "الآداب" (535) ، وفي "شعب الإيمان" (5970) ، والبغوي في "شرح السنة" (2838) من طرق عن مسعر، عن علي ابن الأقمر، به.
وقد سلف برقم (18754) .(31/57)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ " (1)
18766 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا آكُلُ مُتَّكِئًا " (2)
18767 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهَاجِرَةِ بِالْهَاجِرَةِ بِالْهَاجِرَةِ (3) إِلَى الْبَطْحَاءِ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ "، وَزَادَ فِيهِ عَوْنٌ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَكَانَ يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ "، قَالَ حَجَّاجٌ فِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ قَامَ النَّاسُ، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَهُ، فَيَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ يَدَهُ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ
__________
(1) حديث صحيح غير أن قوله: "بمنى" لم يثبت من حديث أبي جحيفة، وقد فصَّلْنا القول في ذلك في الرواية السالفة برقم (18758) فانظره لزاماً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" بعد الحديث (143) ، وأبو يعلى (889) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18754) .
(3) وقع في (م) : بالمهاجرة، ولم تكرر لفظ الهاجرة فيها ولا في (ق) .(31/58)
أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ (1)
18768 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ اشْتَرَى غُلَامًا حَجَّامًا، فَأَمَرَ بِمَحَاجِمِهِ، فَكُسِرَتْ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَكْسِرُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَلَعَنَ الْمُصَوِّرَ " (2)
18769 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، وأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ،
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، والحكم: هو ابن عُتيبة. وقوله: وزاد فيه عون، القائل: هو شعبة، وقد سلفت رواية شعبة عن عون برقم (18743) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (115) من طريق الإمام أحمد، عن حجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3553) من طريق حجاج بن محمد المصيصي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (503) (252) ، والنسائي في "المجتبى" 1/235، وفي "الكبرى" (343) ، من طريق غندر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (503) (253) من طريق ابن مهدي، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18743) .
وانظر رقم (18760) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أخرجه البخاري (5962) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2039) - من طريق غندر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18756) .(31/59)
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذِهِ مِنْهُ، وَأَشَارَ إِلَى عَنْفَقَتِهِ، بَيْضَاءُ "، فَقِيلَ لِأَبِي جُحَيْفَةَ: وَمِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا " (1)
18770 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ وَإِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُهَا "، وَجَمَعَ الْأَعْمَشُ السَّبَّابَةَ (2) وَالْوُسْطَى. وَقَالَ مُحَمَّدٌ مَرَّةً: " إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي "، (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود: وهو الطَيالسي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل: وهو مظفر بن مُدْرِك الخُرَاساني، فقد روى له النسائي وأبو داود في كتاب "التفرد"، وهو ثقة، وقد توبع. وزهير: وهو ابن معاوية الجُعفي- وإن سمع من أبي إسحاق: وهو السبيعي بعد الاختلاط- فإن هذا الحديث مما انتقاه له مُسْلم.
وهو عند الطيالسي في "مسنده" (1046) ، ومن طريقه ابن ماجه في "سننه" (3628) .
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 8/446-447 و13/52، وابن سعد في "الطبقات" 1/434، ومسلم (2342) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/631، وأبو يعلى (899) ، والطبراني في "الكبير" 22/316، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/233، من طرق عن زهير، به.
وقد سلف نحوه برقم (18750) و (18752) .
(2) في (ق) : السبابة، وفي هامشها: السباحة.
(3) حديث صحيح لغيره دون قوله: إن كادت لتسبقها. وهذا إسناد=(31/60)
18771 - وحَدَّثَنَاهُ أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ،
__________
= اختلف فيه على الأعمش وهو سليمان بن مهران، فرواه محمد بن عبيد: وهو الطنافسي- كما في هذه الرواية- عنه، عن أبي خالد: وهو الوالبي، عن وهب السوائي. ورواه عيسى بن يونس: وهو ابنُ أبي إسحاق السبيعي- كما في الرواية (18772) - عنه، عن جابر بن سمرة، وسيأتي في "مسنده" 5/92، ورواه عمار وهو ابن رزيق- كما في الرواية (18771) - عنه، عن أبي خالد،
عن جابر دون أن ينسبه، وترجم له الطبراني في "الكبير" (1846) حين ساقه من طريقه، فجعله ضمن حديث جابر بن سمرة، وهو الأشبه.
وأخرجه هَنَّاد في "الزهد" (524) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1460) ، والطبراني في "الكبير" 22/346، من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/311-312، وقال: رواه أحمد والطبراني، وقال: لتسبقني فقط، ورجالهما رجال الصَّحيح غير أبي خالد الوالبي، وهو ثقة.
وقد سلف من حديث أنس بن مالك برقم (12245) بلفظ: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، وأشار بالسبابة والوسطى. وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "بعثت أنا والساعة"، قيل بالنصْب على المعية، والعطف، بعيد، فإنَّ الساعة لا توصف بالبعث، ولعل من جوَز العطف فسَّر البعث بالجعل. وقيل: المشهور رواية العطف، والله تعالى أعلم.
قوله: "إن كادت": أي إن الشأن كانت- أي السباحة- قريبة إلى أن تسبق الوسطى، أي: فكذا السَاعة كانت قريبة إلى أن تسبقني.(31/61)
عَنْ جَابِرِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " بُعِثْتُ مِنَ السَّاعَةِ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ "، (2)
18772 - وقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ (3) السُّوَائِيِّ - قَالَ أَبِي -: حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ (4)
__________
(1) في (م) : جابر بن عبد الله، وهو خطأ، وقد اغتر بها محقق "أطراف المسند" 2/199 فاستدرك لهذا الطريق في مسند جابر بن عبد الله.
(2) صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (18770) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1846) ، من طريق الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(3) جاء في هامش كل من (س) و (ص) ما نصه: في بعض الأصول: عن خالد بن سمرة، وضبَّب عليه، وقال: صوابه جابر.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (18770) .
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 1/12 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم وأبي معاوية، والطبري كذلك في "تاريخه" 1/12، والطبراني في "الكبير" (1844) من طريق عثام بن علي، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبري في "التاريخ" 1/12، والطبراني في "الكبير" (1843) من طريق فطر بن خليفة، و (1845) (1846) (1848) من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن أبي خالد الوالبي، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/312، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي، وهو ثقة.
وسيكرر في مسند جابر بن سمرة 5/92 سنداً ومتناً.(31/62)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ (1)
18773 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: عَنِ الْحَجِّ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: " الْحَجُّ يَوْمُ عَرَفَةَ أَوْ عَرَفَاتٍ، وَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ وَأَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) قال السندي: عبد الرحمن بن يعمر الدِّيلي، سكن الكوفة، ويكنى أبا الأسود، مات بخراسان.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكير بن عطاء: وهو الليثي الكوفي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وقال أبو داود: حدَّث عنه الثوري وشعبة بحديث أصل من الأصول: الحج عرفة- قلنا: رواية الثوري عنه سترد برقم (18774) - وغير صحابيه فلم يروِ له سوى أصحاب السنن.
وأخرجه الطيالسي (309) و (1310) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (310) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/243، والنسائي في "الكبرى" (4180) ، والدارمي (1887) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3369) و (4861) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/210، والدارقطني في "سننه" 2/241، والحاكم 2/278، والبيهقي في "السنن " 5/173 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (18774) (18775) (18954) .
وفي الباب عن عروة بن مضرس، وقد سلف برقم (16208) .
قال السندي: قوله: الحج يوم عرفة، أي: عمل ذلك اليوم، وهو الوقوف=(31/63)
18774 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ يَقُولُ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، وَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الْحَجُّ؟ فَقَالَ: " الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَرْدَفَ رَجُلًا خَلْفَهُ، فَجَعَلَ يُنَادِي بِهِنَّ " (1)
__________
= بعرفة، ولا شك أنه ليس تمام الحج، فقيل التقدير: معظم الحج وقوف يوم عرفة. وقيل: إدراك الحج إدراك وقوف يوم عرفة، والمقصود أن إدراك الحج يتوقف على إدراك الوقوف بعرفة.
ومن أدرك، أي: الوقوف بعرفة.
فقد تم حجه، أي: أَمِن من الفوات، وإلا فلا بدَّ من الطواف.
أيام منى ثلاثة أيام، أي: سوى يوم النحر، وإنما لم يعدّ النحر من أيام منى لأنه غير مخصوص بمنى، بل فيه مناسك كثيرة.
(1) إسناده صحيح كسابقه. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/256، وفي "الكبرى" (4011) ، وابن ماجه (3015) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (957) ، وابن خزيمة (2822) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (17936) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (899) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/11، وأبو داود (1949) ، والترمذي (889) و (890) و (2975) ، والنسائي في "المجتبى" 5/264-265، وفي "الكبرى" (4012) و (4050) ، وابن ماجه عقب الحديث (3015) ، وابن الجارود في "المنتقى" (468) ، وابن خزيمة=(31/64)
18775 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: عَنِ الْحَجِّ؟ فَقَالَ: " الْحَجُّ يَوْمُ عَرَفَاتٍ أَوْ عَرَفَةَ، مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ،
__________
= (2822) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3369) و (4860) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/209-210، وابن قانع في "معجمه" 2/165، وابن حبان (3892) ، والدارقطني 2/240- 241، والحاكم 1/463- 464، وأبو نعيم في "الحلية" 7/119-120، والبيهقي في "السنن" 5/116 و152 و173، وفي "معرفة الآثار والسنن" (10390) و (10391) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (18501) ، والبغوي في "شرح السنة" (2001) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/503، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/21-22 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وقال الترمذي: قال ابن أبي عمر: قال سفيان بن عيينة: وهذا أجود حديثِ رواه الثوري.
وقال الترمذي كذلك: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، أنه من لم يقف بعرفات قبل طلوع الفجر، فقد فاته الحج، ولا يُجزئ عنه إن جاء بعد طلوع الفجر، ويجعلها عمرةً، وعليه الحجُ من قابل، وهو قول الثوري، والشافعي، وأحمد وإسحاق.
ثم قال: وقد روى شعبة عن بُكير بن عطاء نحو حديث الثوري. قال: وسمعت الجارود يقول: سمعت وكيعاً أنه ذكر هذا الحديث، فقال: هذا الحديث أمُّ المناسك.
وسيكرر بإسناده برقم (18954) .
وانظر ما قبله.(31/65)
فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (18773) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو روح بن عبادة.(31/66)
حَدِيثُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ (1)
18776 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: " عُرِضْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَكَانَ مَنْ أَنْبَتَ قُتِلَ، وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ، خُلِّيَ سَبِيلُهُ، فَكُنْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ، فَخُلِّيَ سَبِيلِي " (2)
__________
(1) قال السندي: عطية القُرَظي، نسبة إلى بني قريظة، لم يعرف اسم أبيه، سكن الكوفة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه، فلم يرو له سوى أصحاب السنن. سفيان: هو الثوري.
أخرجه ابن أبي شيبة 12/384 و539، والترمذي (1584) ، والنسائي في "الكبرى" (8621) ، وابن ماجه (2541) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2189) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح، والعمل على لهذا عند بعض أهل العلم أنهم يرون الإنبات بلوغاً إن لم يعرف احتلامه ولا سنُّه، وهو قول أحمد وإسحاق.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (18743) ، وابن سعد 2/76-77، وأبو داود (4404) ، وأبو عوانة 4/57، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/216، والطبراني في "الكبير" 17/ (428) ، والبيهقي في "السنن" 6/58 و9/63، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/46 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (1284) ، والشافعي في "السنن المأثورة" (653) ، وعبد الرزاق (18742) ، وابن سعد 2/76-77، وأبو داود (4405) ، والنسائي في "المجتبى" 8/92، وفي "الكبرى" (8620) و (7474) ، والدارمي=(31/67)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (2464) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1045) ، وأبو عوانة 4/56 و57، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/216 و217، وابن قانع في "معجمه" 2/308، وابن حبان (4781) و (4783) و (4788) ، والطبراني 17/ (429-437) ، والحاكم 2/123 و3/35، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/58 و9/63، وفي "السنن الصغير" (2075) ، والمزي في "تهذيب الكمال"
20/158 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحميدي (889) ، والنسائي في "الكبرى" (8619) ، وأبو عوانة 4/55، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/216 و217، وابن قانع في "معجمه" 2/308- 309، والطبراني 17/ (439) ، والحاكم 2/123 و4/389-390، والبيهقي في "السنن" 6/58 من طريق مجاهد بن جبر، عن عطية القرظي، به. وبعضهم لم يسم عطية، فقالوا: عن رجل من بني قريظة، أو: رجل في مسجد الكوفة.
والحديث سيأتي برقم (19421) و (19422) .
وفي الباب عن كثير بن السائب عن ابني قريظة، وسيرد (19003) .
قال السندي: "فكان من أنبت"، أي: العانة، أي: جعلوا علامة البلوغ شعر العانة، فمن ظهر له قتلوه، ومَنْ لا فلا. اهـ.(31/68)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ (1)
18777 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ عَامِرٍ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَلَاثٍ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ، سَأَلْنَاهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْنَا أَبَا بَكْرَةَ، وَكَانَ مَمْلُوكًا وَأَسْلَمَ قَبْلَنَا، فَقَالَ: " لَا، هُوَ طَلِيقُ اللهِ، ثُمَّ طَلِيقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَنَا فِي الشِّتَاءِ، وَكَانَتْ أَرْضُنَا أَرْضًا بَارِدَةً، يَعْنِي فِي الطَّهُورِ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا، وَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَنَا فِي الدُّبَّاءِ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا فِيهِ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، علي بن عاصم- وهو ابن صهيب الواسطي- ضعيف، وقد توبع فيما سلف برقم (17530) و (17531) .(31/69)
حَدِيثُ صَخْرِ بْنِ عَيْلَةَ (1)
18778 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي عُمُومَتِي، عَنْ جَدِّهِمْ صَخْرِ بْنِ عَيْلَةَ، أَنَّ قَوْمًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَرُّوا عَنْ أَرْضِهِمْ، حِينَ جَاءَ الْإِسْلَامُ، فَأَخَذْتُهَا، فَأَسْلَمُوا، فَخَاصَمُونِي فِيهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّهَا عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: " إِذَا أَسْلَمَ الرَّجُلُ، فَهُوَ أَحَقُّ بِأَرْضِهِ وَمَالِهِ " (2)
__________
(1) قال السندي: صخر بن عيلة- بفتح المهملة، وسكون التحتانية- اسم أبيه، وقيل اسم أمه، أحمسي، عُدَّ من مسلمة الفتح، سكن الكوفة.
(2) إسناده ضعيف، فقد اختلف فيه على أبان بن عبد الله البجلي، فرواه وكيع- كما في هذا الإسناد- عنه، عن عمومته، عن جَدِّهم صَخْر بن عيلة.
ورواه وكيع كذلك- كما عند ابن سَعْد 6/31- عن أبان، عن عثمان بن أبي حازم، عن صخر بن عيلة، فسمَى أحَدَ عمومةِ أبان. وهو عثمان إلا أنه مجهول الحال، فقد انفرد بالرواية عنه ابنُ أخيه أبان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. ثم إن عثمان إنما يرويه عن أبيه، عن جده صخر كما رواه الفريابي - كما عند الدارمي (1674) ، وأبي داود (3067) - عن أبان، عن عثمان بن
أبي حازم، عن أبيه، عن جده صخر. ووالد عثمان مجهول الحال كذلك، فقد انفرد بالرواية عنه ابنه عثمان، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الحافظ في "التقريب" مستور. ثم إن أبان بن عبد الله انفرد به، وهو مختلف فيه لا يحتمل تفرده، فقد ذكره ابنُ حبان في
"المجروحين"، فقال: وكان ممن فحش خطؤه، وانفرد بالمناكير. وقال الذهبي=(31/70)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "ديوان الضعفاء والمتروكين": كوفي صدوق، له مناكير.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/12 من طريق أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سَعْد في "الطبقات" 6/31 من طريق وكيع وأبي نعيم، قالا: حدثنا أبان، عن عثمان بن أبي حازم، عن صخر بن العيلة، قال: أخذتُ عمة المغيرة بن شعبة، فقدمت بها إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: وجاء المغيرة فسأل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمته، وأخبره أنها عندي، فدعاني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم، فادفعها إليه". قال: وقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاني ماءً لبني سُلَيْم. قال: فأتوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فسألوه الماء، قال: فدعاني نبئ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم، فادفعه إليهم" فدفعته إليهم.
وأخرجه ابن سَعْد 6/31، وابن أبي شيبة 12/466-467، والدارمي (1673) و (2480) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/310-311 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والطبراني في "الكبير" (7279) من طريق مسلم بن إبراهيم، والطبراني كذلك (7280) من طريق محمد بن الحسن الأسدي، ثلاثتهم عن أبان، عن عثمان بن أبي حازم، عن صخر بن العيلة، بلفظ ابن سعد السالف، وقرن الطبراني في طريق محمد بن الحسن بعثمان بن أبي حازم كثير بنَ أبي حازم. ولم نقع على ترجمة كثير فيما بين أيدينا من المصادر.
وأخرجه الدارمي (1674) ، وأبو داود (3067) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/114- من طريق الفريابي، عن أبان، عن عثمان بن أبي حازم، عن أبيه، عن جده صخر بن العيلة، به، ولفظه عند أبي داود: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا ثقيفاً، فلما أن سمع ذلك صخر ركب في خيل يمدُّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجد نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد انصرف ولم يفتح، فجعل صخر يومئذٍ عهد الله وذمته ألا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب إليه صخر: أما بعد، فإن ثقيفاً قد نزلت على حكمك يا رسول الله، وأنا مقبل إليهم وهم في خيل. فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصلاة جامعة=(31/71)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فدعا لأحمس عشر دعوات: "اللهم بارك لأحمس في خيلها ورجالها" وأتاه القوم، فتكلم المغيرة بن شعبة، فقال: يا نبي الله، إن صخراً أخذ عمتي، ودخلت فيما دخل فيه المسلمون، فدعاه فقال: "يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا دماءهم وأموالهم، فادفع إلى المغيرة عمته" (فدفعها إليه. وسأل
نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ماء لبني سُلَيْم قد هربوا عن الإسلام، وتركوا ذلك الماءَ"؟ فقال:
يا نبي الله أَنْزِلْنِيه أنا وقومي، قال: "نعم"، فأنزله وأسلم- يعني السُلَّمِييْنَ- فأتوا صخراً، فسألوه أن يدفع إليهم الماءَ، فأَبى، فأَتَوْا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا نبي الله، أسلمنا، وأتينا صخراً ليدفعَ إلينا ماءنا، فأبى علينا. فأتاه، فقال: "يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم، فادفع إلى القوم ماءهم" قال: نَعَمْ يا نبي الله. فرأيتُ وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتغير عند ذلك حمرةً حياءً من أخذه الجارية، وأخذه الماء.(31/72)
حَدِيثُ أَبِي أُمَيَّةَ (1) الْفَزَارِيِّ (2)
18779 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ الْفَزَارِيَّ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَجِمُ "، وَلَمْ يَقُلْ أَبُو نُعَيْمٍ مَرَّةً: " الْفَرَّاءَ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَلَمْ يَقُلِ الْفَرَّاءَ " (3)
__________
(1) في هامش (س) ما نصه: ذكر في رجال أحمد أنه يقال له: أبو آمنة، وأبو أمية. قلنا: وتقرأ بالوجهين في (ظ13) .
(2) قال السندي: أبو أمية الفزاري، الأكثر على أنه أبو آمنة، بالمد وكسر الميم بعدها نون، وجعله بعضهم بالضم وفتح الميم وتشديد الياء، وذكروه في الصحابة بلا تسمية ونسبة.
(3) حديث صحيح، شريك: هو ابن عبد الله النَخعي- وهو وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وأبو جعفر الفراء روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن سعد 6/51، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/9، والدولابي=(31/73)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ (1)
18780 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: " أَتَانَا كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= في "الكنى" 1/13، والطبراني في "الكبير" 22/ (903) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وفي رواية الجميع سوى ابن سعد: أبو آمنة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/16، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1313) و (2714) من طريق عبد الحميد ابن أبي جعفر الفراء، وأخرجه الطبراني 22/ (904) من طريق إسرائيل- وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- كلاهما عن أبي جعفر الفراء، به. وسمّوا الصحابي أبا آمنة.
وأورده الحافظ في "الإصابة" في ترجمة "أبي أمية"، وقوَّى إسناده.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/92، وقال: رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
وفي الباب عن علي، سلف برقم (692) .
وعن ابن عباس سلف برقم (2091) .
وعن أبي هريرة سلف برقم (8513) .
وعن أنس سلف برقم (12883) ، وقد ذكرنا عند تخريج هذه الأحاديث عدداً من أحاديث الباب.
(1) قال السندي: عبد الله بن عكيم بالتصغير، جُهني كوفي، وقد سمع كتاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى جهينة. وقال البخاري: أدرك زمان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يعرف له سماع صحيح، مات زمن الحجاج.(31/74)
وَنَحْنُ بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ: أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ، وَلَا عَصَبٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، فيه عِلَّتان، أولاهما: الانقطاع، فقد قال البخاري في "تاريخه الكبير" 5/39: عبد الله. بن عكيم أدرك زمان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يعرف له سماع صحيح، ومثله قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 5/121.
ثانيهما: الاضطراب، فقد اختلف فيه ألواناً، فرواه شعبة- كما في هذه الرواية والرواية الآتية برقم (18785) - عن الحكم: وهو ابن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم.
ورواه خالد الحذاء عن الحكم، واختلف عليه، فرواه عبد الوهَاب بن عبد المجيد الثقفي- كما في الرواية (18782) - عنه، عن الحكم، عن عبد الله ابن عكيم، ورواه عباد بن عباد المهلبي- كما في الرواية (18783) - عنه عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم، ورواه عبد الملك بن حميد ابن أبي غَنِيةَ- كما عند الطبراني في الأوسط (6712) و (6827) - عن الحكم، عن القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله بن عكيم، به. ورواه يزيد بن أبي مريم- كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2575) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1227) (مسند ابن عباس) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/468، وفي "شرح مشكل الآثار" (3241) ، وابن حبان
(1279) ، والبيهقي في "السنن" 1/25- عن القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله ابن عكيم قال: حدثنا مشيخة لنا من جهينة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب ... فذكر الحديث.
ورواه شريك- كما في الرواية (18784) - عن هلال بن أبي حميد، عن عبد الله بن عكيم.
وقد أشار إلى اضطرابه الحازمي في "الاعتبار" ص39، فقال: كثير=(31/75)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الاضطراب، ثم لا يقاوم حديث ميمونة في الصحة.
قلنا: يشير إلى حديث ميمونة الذي أخرجه البخاري (1493) ومسلم (363) (100) ، وسيأتي 6/329. ولفظه عند مسلم: تُصُدِّق على مولاةٍ لميمونة بشاة، فماتت، فمرَ بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "هلا أخذتم إهابها، فدبغتموه، فانتفعتم به" فقالوا: إنها ميتة، فقال: "إنما حُرِّمَ أكلها".
ومن ثَمَّ قال الترمذي في حديث عبد الله بن عكيم عقب الرواية (1729) : وليس العمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وقد روي هذا الحديث عن عبد الله ابن عكيم أنه قال: أتانا كتاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل وفاته بشهرين. ثم قال الترمذي: وسمعت أحمد بن الحسن يقول: كان أحمد بن حنبل يذهب إلى هذا الحديث لِما ذُكِرَ فيه: قبل وفاته بشهرين، وكان يقول: كان آخر أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم ترك أحمد بن حنبل هذا الحديث لما اضطربوا في إسناده، حيث روى بعضهم،
فقال: عن عبد الله بن عكيم، عن أشياخ لهم من جهينة. قلنا: ومع اضطرابه فقد حَسَنه الترمذي، فقال: هذا حديث حسن. وانظر "التلخيص الحبير" 1/ 47-48.
وأخرجه الطيالسي (1293) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (202) ، وابن سعد 6/113، وأبو داود (4127) ، والنسائي في "المجتبى" 7/175، وفي "الكبرى" (4575) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/468 وفي "شرح مشكل الآثار" (3236) ، وابن حبان (1278) ، والطبراني في "الأوسط" (104) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1374، وتمام في "فوائده" (143) ، والبيهقي في "السنن" 1/14، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/162-163، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/339، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/320 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن سعد 6/113، وعبد بن حميد في "المنتخب" (488) ، والطبراني في "الأوسط" (826) من طريق الأجلح بن عبيد، وابن أبي شيبة=(31/76)
18781 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ وَهُوَ مَرِيضٌ نَعُودُهُ فَقِيلَ لَهُ: لَوْ تَعَلَّقْتَ شَيْئًا، فَقَالَ: أَتَعَلَّقُ شَيْئًا، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= 8/502-503، والنسائي في "المجتبى" 7/175، وابن ماجه (3613) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) (1226) من طريق منصور بن المعتمر، وابن أبي شيبة 8/503، والترمذي (1729) ، وابن ماجه (3613) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ا/468، وفي "شرح مشكل الآثار" (3238) ، والإسماعيلي في "معجمه" (97) من طريق سليمان بن أبي سليمان
الشيباني، والترمذي (1729) من طريق الأعمش، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/468، وفي "شرح مشكل الآثار" (3237) من طريق عبد الملك بن أبي غَنيَّة، وابن حبان (1277) ، والطبراني في "الأوسط" (7638) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/199، من طريق أبان بن تغلب، والطبراني في "الأوسط" (826) من طريق أشعث بن سوار، و (2121) من طريق خالد بن
كثير، و (2428) من طريق إبراهيم بن عثمان، و (5521) من طريق معاوية ابن ميسرة بن شريح، عشرتهم عن الحكم، به.
وفيه: كتب إلينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو أتانا أو جاءنا كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1228) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/108 من طريق زيد بن وهب، والطبري (1229) من طريق أبي إسحاق، والطبراني في "الأوسط" (7664) من طريق أبي فروة مسلم الجهني، و (9374) من طريق عبد الله بن عبيد الله الهاشمي، أربعتهم عن عبد الله بن عكيم، به. وفي رواية عبد الله الهاشمي: عن عبد الله بن عكيم قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره.
وسيأتي بالأرقام: (18782) و (18783) و (18784) و (18785) .(31/77)
مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن ضعيف سيئ الحفظ، وقد ذكر ابن قانع في "معجمه" 2/117 عِلَّةً ثالثة له، فقال: ولا أعلم أن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لقي عبد الله بن عكيم، وإنما روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/13، والبيهقي في "السنن" 9/351 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2072) ، والحاكم 4/216 من طريق عبيد الله بن موسى، وأخرجه الترمذي عقب الحديث (2072) ، وابن قانع 2/117 من طريق يحيى بن سعيد، والطبراني في "الكبير" 22/ (960) من طريق المطلب ابن زياد، ثلاثتهم عن محمد بن أبي ليلى، به.
وقال الترمذي: وحديث عبد الله بن عكيم إنما نعرفه من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: كتب إلينا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وجاء عند الطبراني: أبو معبد الجهني، وهي كنية عبد الله بن عكيم كما صرح بذلك الترمذي، وكما جاء في مصادر ترجمته في "تهذيب الكمال" وفروعه، إلا أن الهيثمي ظن أبا معبد الجهني رجلاً آخر غير عبد الله بن عكيم، فأورده في "مجمع الزوائد" 5/103، وقد وهم في ذلك، فإنه ليس على شرطه.
وسيأتي في الرواية (18786) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند النسائي في "المجتبى" 7/112 من طريق عباد بن ميسرة المنقري، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من عقد عُقدةً ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلَّق شيئاً وكل إليه". قلنا: عباد بن ميسرة لين الحديث، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. =(31/78)
18782 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: " كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ
__________
= وآخر من حديث عمران بن حصين، سيرد 4/445، وهو عند ابن ماجه (3531) ، وابن حبان (6085) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (391) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، أن النبي أبصر على عضد رجل حلقة- أُراه قال: من صفر- فقال: "ويحك ما هذه؟ ". قال: من الواهنة، قال: "أما إنها لا تزيدك إلا وهناً، انبذها عنك، فإنك لو متَّ وهي عليك ما أفلحت أبداً". ولفظ ابن حبان والطبراني: "فإنك إن تمُتْ وهي عليك وُكِلْتَ إليها". قلنا: وقد صرح الحسن بالسماع من عمران بن حُصَين في رواية المسند وحدها، إلا أنه في طريقها المبارك بن فضالة، وهو يدلس ويسوي، وقد ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص40 أن أباه وعليّ ابن المديني قالا في سماع الحسن من عمران بن حصين: ليس يصح ذلك من وجهِ يثبت.
وأنكر ذلك أيضاً الإمام أحمد.
وثالث من حديث عقبة بن عامر، وقد سلف برقم (17404) بلفظ: "من تعلق تميمةَ فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعةَ فلا ودع الله له". وفي إسناده ضعف.
قال السندي: قوله: "لو تعلَّقْتَ شيئاً"، أي: علَقت، فهو من التعلق بمعنى التعليق أي: لو ربطت شيئاَ في العنق من التعويذات والتمائم.
"وكل إليه" بالتخفيف أو التشديد: كناية عن انقطاع المدد الإلهي.
قيل: الحديث محمول على تمائم الجاهلية مثل الخرزات وأظفار السباع وعظامها، وأما ما يكون بالقرآن والأسماء الإلهية، فهو خارج عن هذا الحكم، بل هو جائز لحديث عبد الله بن عمرو [السالف برقم (6696) ] أنه كان يعلق للصغار بعض ذلك. وقيل: هذا إذا علق شيئاً معتقداً جلب نفعٍ أو دفع ضرر، أما للتبرك فيجوز. وقال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي: تعليق القرآن ليس من طريق السنة، وإنما السنة فيه الذكر دون التعليق.(31/79)
وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ: " أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ، وَلَا عَصَبٍ " (1)
18783 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ، قَالَ: وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ، قَبْلَ وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ أَوْ شَهْرَيْنِ: " أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ، وَلَا عَصَبٍ " (2)
18784 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ هِلَالٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد بينا عِلَّتَيه برقم (18780) ، خالد: هو ابن مهران الحَذَّاء.
وأخرجه أبو داود (4128) ، والبيهقي في "السنن" 1/15، وفي "معرفة السنن والآثار" (543) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/163، والحازمي في "الاعتبار" ص38 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" -مسند ابن عباس- (1223) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن خالد الحذاء، به.
ورواه غير الثقفي وعبد الوارث بن سعيد عن خالد الحذاء، فخالفوا فيه.
فأخرجه الطبري (1224) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3240) من طريق المعتمر بن سليمان، عن خالد الحذاء، عن الحكم قال: أتينا عبد الله ابن عكيم، فدخل الأشياخ وجلست بالباب، فخرجوا، فأخبروني عن عبد الله ابن عكيم، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى جهينة، فذكر الحديث.
وسيأتي في الرواية التالية (18783) من طريق عباد بن عباد، عن خالد الحذاء، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم، قال: أتانا كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأرض جهينة ... فذكره.
(2) إسناده ضعيف، وقد بينا عِلَّتَيْه برقم (18780) ، وخلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري. عباد بن عباد: هو المُهَلَّبي.(31/80)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: جَاءَنَا، أَوْ قَالَ كَتَبَ، إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ، وَلَا عَصَبٍ " (1)
18785 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَرْضِ جُهَيْنَةَ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ: " أَنْ لَا تَسْتَمْتِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ، وَلَا عَصَبٍ " (2)
18786 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ أَوْ عَلَيْهِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف كما بينا عِّلَتَيْه برقم (18780) .
شريك: هو ابن عبد الله النخعي، هلال: هو ابن أبي حميد الوزان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/175، وفي "الكبرى" (4577) عن علي ابن حجر، عن شريك، بهذا الإسناد.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (18780) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هناك عن محمد بن جعفر مقروناً بوكيع بن الجراح. وقد بينا عِلَّتَيْه ثمت.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية (18781) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2576) ، وابن قانع في "معجمه" 2/117 من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.(31/81)
حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ (1)
18787 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْتَصِرُهَا، فَنَشْرَبُ مِنْهَا؟ قَالَ: " لَا ". فَعَاوَدْتُهُ، فَقَالَ: " لَا ". فَقُلْتُ: إِنَّا نَسْتَشْفِي بِهَا لِلْمَرِيضِ، فَقَالَ: " إِنَّ ذَاكَ لَيْسَ شِفَاءً، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ " (2)
__________
(1) قال السندي: طارق بن سويد حَضرمي أو جُعفي، يقال: سويد بن طارق، وهو خطأ عند كثير، له صحبة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سماك، وهو ابن حرب.
فرواه حماد بن سلمة، عنه عن علقمة بن وائل، عن طارق بن سويد، كما في هذه الرواية.
ومن طريق حماد بن سلمة به أخرجه ابنُ سعد في "الطبقات" 6/64، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/352، وابن ماجه (3500) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2476) و (2621) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/69 (ترجمة طارق بن سويد) ، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة طارق بن سويد) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/108، وابن قانع في "معجمه" 2/48، وابن حبان (1389) ، والطبراني في "الكبير" (8212) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (على هامش الإصابة) 2/227.
قال ابن عبد البر: صحيح الإسناد.
ورواه شريك النخعي، عنه، عن علقمة بن وائل، فقال: عن طارق بن=(31/82)
18788 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ حَجَّاجٌ: إِنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمٍ يُقَالُ لَهُ: سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ،
__________
= زياد الجعفي، ومن طريق شريك أخرجه ابن سعد 6/64، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/352، وابن قانع في "معجمه" 2/48، غير أن البخاري قال: طارق بن زياد، أو زياد بن طارق، وقد أخرج ابن سعد عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، به. قال: هو طارق بن سويد. وكذا ذكر الحافظ في "الإصابة"، فقال: إنما هو ابن سويد.
ورواه شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، فقال: عن أبيه وائل بن حُجْر، أن طارق بن سويد سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعله من مسند وائل. وسيرد بالأرقام (18788) و (18859) و (18862) و6/398 غير أنه اختلف فيه على شعبة، كما سيرد في تخريجه هناك.
ورواه الوليد بن أبي ثور (فيما ذكر ابن الأثير في أسد الغابة 3/70) عن سماك، عن علقمة بن وائل، فقال: عن طارق بن بشر، أو بشر بن طارق، والوليد بن أبي ثور ضعيف.
وفي الباب: عن أم سلمة عند ابن حبان (1391) .
وعن عبد الله بن مسعود موقوفاً، علقه البخاري في "صحيحه"، كتاب الأشربة، باب شراب الحلواء والعسل، ووصله الطبراني (9714) .
وعن أبي الدرداء عند الطبراني 24/ (649) ، والدولابي في "الكنى" 2/38.
قال السندي: قوله: فنشرب منها، أي: بعد أن تصير خمراً.
ولكنه داء: قال ابن العربي: إن قيل: فنحن نشاهد الصحة والقوة عند شرب الخمر. قلنا: إن ذلك إمهال واستدراج، أو أن الدواء ما يصحح البدن ولا يسقم الدين، فإذا أسقم الدين فداؤه أعظم من دوائه.
قال الخطابي: أراد بالداء الإثم بتشبيه الضرر الأخروي بالضرر الدنيوي.(31/83)
وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَوْ طَارِقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُعْفِيُّ، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْخَمْرِ؟ فَنَهَاهُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مما انتقاه مسلم لسماك بن حرب، وقد اختلف عليه فيه، وبسطنا ذلك في الرواية (18787) .
وأخرجه مسلم (1984) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1018) - ومن طريقه الترمذي (2046) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/490، وأخرجه عبد الرزاق (17100) عن عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة 8/22، والدارمي (2095) عن سهل بن حماد، وابن حبان (1390) من طريق أبي عامر العقدي، أربعتهم (الطيالسي، وابن المبارك، وسهل بن حماد، وأبو عامر) عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، أن سويد بن طارق سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... لكن جاء في رواية
الترمذي وابن الأثير: وسأله سويد بن طارق أو طارق ابن سويد مع أنه من طريق الطيالسي، وليس عنده: أو طارق بن سويد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/352 من طريق أبي النضر هاشم ابن القاسم، وأبو داود (3873) عن مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، ذكر طارق بن سويد أو سويد بن طارق أنه سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولفظ البخاري: سأل سويد بن طارق أو طارق سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
وحكى الحافظ في "الإصابة" عن البغوي وأبي زرعة والترمذي وابن حبان وابن منده أنهم صححوا أنه طارق بن سويد.
وحكى عن ابن منده قوله: سويد بن طارق وهم، وذكر أن أبا النضر هاشم ابن القاسم جزم بأنه سويد بن طارق، مع أن روايته عند البخاري في "التاريخ" على الشك.
وقد أخرجه الترمذي عقب الرواية (2046) من طريق للنضر بن شميل وشبابة، عن شعبة، به. ثم قال: قال النضر: طارق بن سويد، وقال شبابة:=(31/84)
حَدِيثُ خِدَاشٍ (1) أَبِي سَلَامَةَ (2)
18789 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سَلَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوصِي الرَّجُلَ بِأُمِّهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأُمِّهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأُمِّهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأَبِيهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأَبِيهِ (3) ، أُوصِيهِ بِمَوْلَاهُ (4) الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ فِيهِ أَذًى يُؤْذِيهِ " (5)
__________
= سويد بن طارق. وقال ابن الأثير: طارق بن سويد هو الصواب.
وقد سلف برقم (18787) من حديث طارق بن سويد.
(1) لفظ: خداش، ليس في (ظ 13) ، وهو الموافق لنسخة السندي.
(2) قال السندي: أبو سلامة هو خداش بمعجمتين ودال مهملة أوله مكسور ودال مخففة، سُلَمي- بضم السين- صحابي له حديث واحد.
(3) في هامش (ظ13) زيادة: أوصي الرجل بأبيه.
(4) في (م) : أوصي الرجل بمولاه.
(5) إسناده ضعيف لجهالة حال عبيد بن علي، فقد انفرد بالرواية عنه منصور بن المعتمر. واختلف عليه فيه.
فرواه سفيان الثوري- كما في هذه الرواية وكما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/219، والدولابي في "الكنى" 1/37- عنه، عن عبيد بن علي، عن أبي سلامة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وتابع سفيان شريك كما عند ابن أبي شيبة 8/540، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/218-219، وابن ماجه (3657) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد=(31/85)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والمثاني" (2632) ، والطبراني في "الكبير" (4186) ، والمزي في "تهذيبه" 8/232-233، وجرير بن عبد الحميد- كما عند الطبراني في "الكبير" (4185) - وزائدة كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/220، والحاكم 4/150 إلا أن الحافظ في "الإصابة" نقل عن ابن قانع قوله: رواه زائدة عن منصور، فقال: خراش يعني بالراء.
ورواه عبيدة بن حميد- كما عند الطبراني في "الكبير" (4187) - عنه، عن عبيد الله بن علي بن عرفطة عن أبي سلامة، به.
ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي- كما في الرواية رقم (18790) ، وكما عند الطبراني في "الكبير" (4184) ، وفي "الأوسط" (2470) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/123-124، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/239-232، والذهبي في "السير"10/377-378- عنه، عن عبيد الله بن
علي بن عرفطة، عن خداش، به. واختلف فيه على شيبان: فرواه آدم بن أبي إياس- فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/219، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني" (2483) و (2633) ، والدولابي في "الكنى" 1/37 و72 عنه، عن منصور، عن عبيد الله ابن علي، عن عرفطة، عن خداش، فزاد في الإسناد عرفطة بين عبيد الله وبين خداش.
ورواه أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري- كما سيأتي في الرواية (18791) - عن منصور، عن عبيد الله بن عرفطة السلمي، عن خداش.
واختلف عليه فيه.
فرواه مسدد فيما أخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 3/219، والبيهقي في "السنن" 4/179-180 عن أبي عوانة، عن منصور، عن علي بن عبيد الله، عن عرفطة، عن خداش أبي سلامة، به.
ورواه محمد بن عيسى- فيما أخرجه الدولابي في "الكنى" 1/72- عن أبي عوانة، عن منصور، عن علي بن عبيد الله، عن خداش أبي النضر، وقال=(31/86)
18790 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُرْفُطَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ خِدَاشٍ أَبِي سَلَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوصِي امْرَأً بِأَبِيهِ، أُوصِي امْرَأً بِأَبِيهِ، أُوصِي امْرَأً بِمَوْلَاهُ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْهِ فِيهِ أَذَاةٌ تُؤْذِيهِ " (2)
18791 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ عُرْفُطَةَ السُّلَمِيِّ،
__________
= الدولابي: هكذا قال: علي بن عبيد الله عن خداش أبي النضر، ولم يذكر بينهما عرفطة، وقال: عن خداش أبي النضر ولم يقل: عن خداش أبي سلامة.
قلنا: ومن ثم قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/220 في ترجمة خداش: ولم يتبين سماعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي باب الوصية بالأم والأب، سلف من حديث أبي هريرة (8344) وهو حديث صحيح، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "أوصي" بصيغة المتكلم، أو الماضي، على أن فاعله ضمير "لله" والتكرار للتأكيد.
"وإن كان عليه"، أي: على الرجل، "فيه"، أي: في المولى، أي: في مؤنته.
(1) في النسخ: عبد الله، وهو تصحيف، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 7/10- 11 ومصادر التخريج.
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه مطولاً برقم (18789) فانظره لزاماً.
(3) في (ظ 13) : عبيد بن عرفطة.(31/87)
عَنْ خِدَاشٍ أَبِي سَلَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوصِي امْرَأً " (1) فَذَكَرَ مَعْنَاهُ
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (18789) .(31/88)
حَدِيثُ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ
18792 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ، (1) عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَحْلُبُ فَقَالَ: " دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ " (2)
__________
(1) في (ظ13) : عن سنان، وكذا في (س) ، ولكن جاء في هامشها: عن عبد الله بن سنان.
(2) حديث ضعيف، خالف فيه الثوري الرواةَ عن الأعمش، فقال: عن عبد الله بن سنان، عن ضرار بن الأزور، ورواه جماعة من الحفاظ- كما سلف في تخريج الرواية (16702) - عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار، وهو الصحيح فيما ذكره أبو حاتم وأبو زرعة في "العلل" 2/245، ويعقوب بن بحير مجهول الحال.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/339، ويعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/654، والطبراني في "المعجم الكبير" (8127) ، والحاكم في "المستدرك" 3/620 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/196، وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد أحدها رجال الصحيح.
وسيكرر برقم (2 ما 18) سنداً ومتناً.
وفي معنى الحديث قال ابنُ الأثير في "النهاية" 2/120: أي: أبْقِ في الضرع قليلاً من اللبنِ ولا تستوعِبْه كلَّه، فإن الذي تبقِيه فيه يدعو ما وراءَه من اللبن فينزله، وإذا استُقصِي كل ما في الضَّرع أبطأ درُّه على حالبه.(31/89)
حَدِيثُ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ (1)
18793 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ، مِنْ آلِ حُذَيْفَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَحْمِلُ لَكَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ فَتُنْتِجَ لَكَ بَغْلًا فَتَرْكَبُهَا؟ قَالَ: " إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " (2)
__________
(1) قال السندي: دحية بن خليفة، صحابي مشهور، أول مشاهده الخندق، وقيل: أُحد، ولم يشهد بدراً، وكان يُضرب به المثل في حُسْن الصورة، وكان جبريل. ينزل على صورته، وقد نزل دمشق، وسكن المِزَّة، وعاش إلى خلافة معاوية.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي لم يسمع من دحية الكلبي، قال أبو حاتم: ما سمع الشعبي بالشام إلا من المقدام بن أبي كريمة، وقد نبه على انقطاعه البخاري في "تاريخه الكبير" 6/147، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/103. وستظهر صورة انقطاعه كما سيأتي في التخريج. وعمر من آل حذيفة: هو عمر بن حُسَيْل الحذيفي، من رجال التعجيل، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/541، والطبراني في "الأوسط" (4993) من طريق وكيع، عن عمر بن حُسيل، قال: سمعت الشعبي يقول: قال دحية الكلبي: يا رسول الله، ألا ننزي حماراً على فرس، فتنتج مهرة تركبها.
قال: "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون". وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن دحية إلا الشعبي، وعن الشعبي إلا عمر بن حسيل، تفرد به وكيع!
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/541 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عمر بن=(31/90)
حَدِيثُ رَجُلٍ
18794 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: " كُنْتُ فِي بَيْتٍ فِيهِ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ (1) أَوْلَى بِالْحَدِيثِ مِنْهُ، قَالَ: فَحَدَّثَ الرَّجُلُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي رَمَضَانَ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ النَّارِ،
__________
= حسيل، عن عامر، قال: أهديت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغلة بيضاء، فقال دحية الكلبي: لو شئنا يا رسول الله أن نتخذ مثلها. قال: "فكيف؟ " قال: نحمل الحمر على الخيل العراب فتأتي بها، قال: "إنما يفعل لك الذين لا يعلمون".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/265، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" إلا أنه قال: عن الشعبي أن دحية، مرسل، وهو عند أحمد: عن الشعبي، عن دحية ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا عمر بن حُسيل من آل حذيفة، ووثقه ابن حبان.
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف بإسناد صحيح برقم (785) .
قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/273 في تفسيره قوله: "الذين لا يعلمون" أي: لأنهم يتركون بذلك إنتاج ما في ارتباطه من أجر (وهو الخيل) وينتجون ما لا أجر في ارتباطه.
وقال السندي: قوله: "الذين لا يعلمون"، أي: أحكام الشريعة، أو ما هو الأَوْلى والأنسب بالحكمة، أو هو منزل منزلة اللازم، أي: من ليسوا من أهل المعرفة أصلاً.
(1) في نسخة من (س) : كان.(31/91)
وَيُصَفَّدُ فِيهِ كُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا طَالِبَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَمْسِكْ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عرفجة- وهو ابن عبد الله الثقفي- روى عنه جمع ووثقه العجلي ص331، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/273. وباقي رجاله إلى صحابيه- ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري متابعة، وشعبة روى عنه قبل الاختلاط، وصحابيه المبهم هو أبو عبد الله فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/242 باب الكنى، وفي "النكت الظراف" 7/234-235 وجعله ابن عيينة من حديث عتبة بن فرقد وخطَأه النسائي، كما سيرد في التخريج.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/130، وفي "الكبرى" (2418) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقال: وحديث شعبة هذا أولى بالصواب.
قلنا: يعني من حديث ابن عيينة الآتي ذكره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (327) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، وقال: بإسناده نحوه. يعني جعله من حديث عتبة بن فرقد!
ورواه حماد بن سلمة- فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/242، وفي "النكت الظراف" 7/234-235 عن عطاء، عن عرفجة، عن أبي عبد الله، رجل من الصحابة، حدثهم عند عتبة بن فرقد.
وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (7386) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (325) - والنسائي في "المجتبى" 4/129- 130، وفي "الكبرى" (2417) ، من طريق سفيان بن عيينة، وابن قانع في "معجمه" 2/269، والطبراني في "الكبير" 17/ (326) من طريق عبد السلام بن حرب (وتحرف اسمه عند الطبراني إلى: عبد الله) كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عرفجة،=(31/92)
18795 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ رَمَضَانَ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُ عُتْبَةُ هَابَهُ فَسَكَتَ. قَالَ: فَحَدَّثَ عَنْ رَمَضَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِي رَمَضَانَ تُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ " قَالَ: " وَيُنَادِي فِيهِ مَلَكٌ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَبْشِرْ، يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَانُ " (1)
__________
= بلفظ: عُدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان؟ قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "تفتح أبواب ... ".
وقال النسائي: هذا خطأ.
وله شاهد من حديث أبي هريرة ذكرناه في تخريج الحديث السالف برقم (7148) -، يصح به، وذكرنا هناك بقية شواهده.
وسيأتي بالحديث بعده و5/411.
قال السندي: قوله: "تفتح أبواب السماء": تقريباً للرحمة إلى العباد.
"أبواب النار": تبعيداً للعقاب عن العباد.
"وتصفد": على بناء المفعول، من صفد كضرب، أو أصفد، أو صفد بالتشديد، أي: يشد ويوثق بالأغلال.
"وينادي منادٍ" فإنْ قلتَ: ما فائدة هذا النداء مع أنه غير مسموع للناس؟
قلت: قد علم الناس به بإخبار الصادق، وبه يحصل المطلوب بأن يتذكر الإنسان كل ليلة بأنها ليلة المُناداة، فيتعظ بها.
"هلمَّ" أي: أَقْبِل على فعل الخير، فهذا أوانك، فإنك تعطى جزيلاً بعمل قليل، ويا طالب الشر أَمْسِك وتُبْ، فإنه أوان قبول التوبة.
(1) حديث صحيح، عَبيدة بن حُميد- وإن روى عن عطاء بن السائب بعد=(31/93)
حَدِيثُ جُنْدُبٍ (1)
18796 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدُبًا الْبَجَلِيَّ قَالَ: قَالَتْ امْرَأَةٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَرَى صَاحِبَكَ إِلَّا قَدْ أَبْطَأَ عَلَيْكَ (2) ؟ قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: " {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) } [الضحى: 3] "
__________
= الاختلاط- متابع.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عرفجة بن عبد الله) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/1 عن محمد بن فضيل، عن عطاء، به، مطولاً.
وقد سلف فيما قبله برقم (18794) .
قال السندي: قوله: أَقْصِر: من الإقصار، بمعنى الكف.
حتى ينقضي، أي: هكذا ينادي كلَّ ليلة إلى أن ينقضي رمضان.
(1) قال السندي: جندب: هو جندب بن عبد الله بن سفيان، بَجَلي، ويقال: جندب بن سفيان بنسبته إلى الجد، سكن الكوفة، ثم البصرة، روى عنه أهلُ المِصْرَيْن.
(2) في هامش (س) : عنك.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4951) ، ومسلم (1797) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2535) ، والطبري في "التفسير" 30/231 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (935) - ومن طريقه أبو عوانة 4/339- 340- والنسائي في "الكبرى" (11681) - وهو في "التفسير" (701) -، والطبراني في "الكبير"=(31/94)
18797 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: أَصَابَ إِصْبَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ، وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: حَجَرٌ، فَدَمِيَتْ، فَقَالَ: " " هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ " (1)
__________
= (1710) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 30/231 من طريق مفضل بن صالح، عن الأسود، به. ولفظه: لما أبطأ جبريل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت امرأة من أهله أو من قومه: ودَع الشيطان محمداً، فأنزل الله: (والضحى....) .
وسيرد بالأرقام: (18801) و (18804) و (18806) .
وفي الباب عن زيد بن أرقم عند الحاكم 2/526-527.
وعن خديجة عند الطبري في "تفسيره" (20/231، 232، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/60، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (92) .
وعن ابن عباس عند الطبري 30/231-232.
قولها: "ما أرى صاحبك" يعني جبريل.
"إلا قد أبطأ عليك"، أي: ما يجيئك بالوحي، أي: فانقطع عنه الوحي.
تقول ذلك إظهاراً للشماتة بانقطاع الوحي عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (244) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (937) ، وأبو عوانة 4/338، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3331) والطبراني في "الكبير" (1704) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الحميدي (776) ، وسعيد بن منصور (2846) ، وابن أبي شيبة=(31/95)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 8/716 ومن طريقه مسلم (1796) (13) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (180) -، وهنَّاد في "الزهد" (398) ، والترمذي في "سننه" (3345) ، وفي "الشمائل" (244) ، وأبو عوانة 4/339، والطحاوي "شرح مشكل الآثار" (3330) ، والطبراني في "الكبير" (1705) ، والبيهقي في "السنن" 7/43 -44، والخطيب في "تاريخه" 4/271، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/490 -491 من طريق سفيان بن عيينة، وسعيد بن منصور (2845) ، والبخاري (2802) ، ومسلم (1796) (12) ، والنسائي في "الكبرى" (10456) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (620) - وأبو يعلى (1533) ، وابن حبان (6577) ، والطبراني في "الكبير" (1708) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (511) من طريق أبي عوانة، والطبراني (1706) (1707) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/293 من طريق علي وحسن ابني صالح، أربعتهم عن الأسود، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/466، والطبراني في "الكبير" (1719) من طريق أبي غسان النهدي مالك بن إسماعيل، عن عمر بن زياد الهلالي، عن الأسود بن قيس، به. وفيه زيادة: قال: فَحُمِلَ فَوُضِعَ على سرير له مرمول بشُرُطِ، ووضع تحت رأسه مرفقة من أدم محشوة بليف، فدخل عليه عمر وقد أَثر الشريط بجنبه، فبكى عمر، فقال: "ما يُبْكيكَ؟ " قال: يا رسول الله؟ ذكرت كسرى وقيصر يجلسون على سرر الذهب، ويلبسون السندس والإستبرق، أو قال: الحرير والإستبرق. فقال: "أما تَرْضَوْنَ أن تكونَ لَكمُ الآخرَة ولَهُمُ الدنْيا؟ " قال: وفي البيت أُهَبٌ لها ريح، فقال: لو أمرت بهذه فَأخرجت، فقال: "لا" مَتاعُ الحي" يعني الأهل.
وفي إسناديهما عمر بن زياد الهلالي، فيه ضعف، قال البخاري في "تاريخه الكبير" 6/156: تعرف وتنكر.
وقد سلف نحوه بسياقِ آخر من حديث أنس برقم (12417) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/326-327، وقال: رواه الطبراني،=(31/96)
18798 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يُحَدِّثُ، أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ: " مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى "، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: " فَلْيَذْبَحْ، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ
__________
= وفيه عمر بن زياد، وقد وثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيرد برقم (18807) .
وأخرج محمد بن عاصم الثقفي في "جزئه" (19) - ومن طريقه الذهبي في "السير" 9/528- والبيهقي في "الدلائل" 2/480 من طريق إسرائيل، عن الأسود بن قيس، عن جندب بن سفيان قال: لما انطلق أبو بكر رضي الله عنه مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الغار، وقال له أبو بكر: لا تدخل الغار يا رسول الله حتى أستبرئه. قال: فدخل أبو بكر الغار، فأصاب يديه شيء، فجعل يمسح الدَّم عن أصبعه، وهو يقول:
هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
قال السندي: قوله: "فدميت" كعلمت، أي: تلطخت بالدم.
"هل أنتِ": المقصود تسلية النفس، وإن كان صورة الخطاب بالإصبع.
"دميت": المشهور فيه وفي "لقيت" الخطاب، وروي فيهما الغيبة، وأما جَعْلُ أحدهما بالخطاب والآخر بالغيبة حتى يخرج الكلام من أوزان الشعر فخلاف الرواية، فلذا قيل: إنه شعر، فكيف تكلم به هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أجيب بأنه رجزْ، وهو ليس بشعر عند قوم، ولو سُلم فالمعتبر في الشعر أن يكونا مقروناً بقصد، وأما الموزون بلا قصد فليس منه.
"ما لقيت" كلمة "ما" موصولة مبتدأ، والجار والمجرور خبر مقدمٌ، أي فأيُّ حزن في شيء لقيه الإنسان في سبيل الله، وهو قليل في ذاته. وقيل: يحتمل أن تكون "ما" نافية، أي: ما لقيت شيئاً في سبيل الله، تحقيراً لما لقيته، أو استفهامية، والمراد ذاك أيضاً، والله تعالى أعلم.(31/97)
اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم ابن عبد الله الباهلي الصفار البصري.
وأخرجه الطيالسي (936) - ومن طريقه أبو عوانة 5/224- والبخاري (985) و (5562) و (6674) و (7400) ، ومسلم (1960) (3) ، وأبو عوانة 5/223-224 و224، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (844) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/173، وابن قانع في "معجمه" 1/144، والطبراني في "الكبير" (1713) ، والبيهقي في "السنن" 9/262 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الشافعي في "سننه" (569) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (18880) - والحميدي (775) ، والبخاري (5500) ، ومسلم (1960) (1) (2) ، والنسائي في "المجتبى" 7/214 و224، وفي "الكبرى" (4458) و (4485) و (7662) ، وابن ماجه (3152) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2532) ، وأبو يعلى (1532) ، وأبو عوانة 5/223، 224، وأبو
القاسم البغوي في "الجعديات" (844) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/173، وابن حبان (5913) ، والطبراني في "الكبير" (1714) و (1715) و (1716) و (1717) و (1718) ، والبيهقي في "السنن" 9/277 من طرق عن الأسود بن قيس، به.
وسيرد بالأرقام: (18802) و (18805) و (18811) و (18815) .
وفي الباب: عن أنس سلف برقم (12120) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فَلْيُعد" من الإعادة، وظاهر الأمر يقتضي وجوب الأضحية، ومن لا يرى واجباً يحمله على الندب، أو على أن المقصود بيان لزوم الثانية لتحصيل السنة، أي من أراد تحصيل السنة، فلا بد له من الثانية، فإنها لا تحصل بدونها.(31/98)
18799 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجُشَمِيِّ، حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ عَقَلَهَا، ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَى رَاحِلَتَهُ، فَأَطْلَقَ عِقَالَهَا ثُمَّ رَكِبَهَا، ثُمَّ نَادَى: اللهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تُشْرِكْ فِي رَحْمَتِنَا أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَقُولُونَ هَذَا أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ؟ " " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " لَقَدْ حَظَرْتَ رَحْمَةُ اللهِ وَاسِعَةٌ، (1) إِنَّ اللهَ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ رَحْمَةً وَاحِدَةً (2) يَتَعَاطَفُ بِهَا الْخَلَائِقُ، جِنُّهَا وَإِنْسُهَا وَبَهَائِمُهَا، وَعِنْدَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ، أَتَقُولُونَ هُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ؟ " (3)
__________
(1) في هامش (س) : حظرت رحمة واسعة، نسخة.
(2) لفظ "واحدة" ليس في (ظ13) و (ص) ، وهو نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف فيه على الجريري وهو سعيد بن إياس، فرواه عنه هنا عبد الوارث بن سعيد العنبري والد عبد الصمد، فقال: عن أبي عبد الله الجشمي، عن جندب، وأبو عبد الله مجهول الحال، ورواه عنه - كما عند الحاكم 1/56-57، فقال: عن أبي عبد الله الجسري، عن جندب.
وأبو عبد الله الجسري: هو حميري بن بشير، وثقه ابن معين، ورواه كذلك يزيد بن هارون عن الجريري- كما عند الحاكم 4/248، فقال: عن أبي عبد الله الجسري عن جندب، غير أن يزيد سمع من الجريري بعد الاختلاط.
وأخرجه أبو داود مختصراً (4885) ، والطبراني في "الكبير" (1667) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة أبي عبد الله الجشمي) - من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري، بهذا الإسناد.=(31/99)
18800 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَعْنِي الْقَطَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، عَنْ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَجُلًا أَصَابَتْهُ (1) جِرَاحَةٌ، فَحُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ، فَآلَمَتْ (2) جِرَاحَتُهُ، فَاسْتَخْرَجَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، فَطَعَنَ بِهِ فِي لَبَّتِهِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: " سَابَقَنِي بِنَفْسِهِ (3)
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/213-214، وقال: رواه أبو داود باختصار، ورواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجشمي، ولم. يضعفه أحد.
وقوله: "لقد حظرتَ، رحمةُ الله واسعة" له أصل في "صحيح البخاري" (6010) من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7255) ، ولفظه: "لقد تحجرت واسعاً"، وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6590) .
وقوله: "إن الله خلق مئة رحمة، فأنزل الله رحمة واحدة يتعاطف بها الخلائق جنها وإنسها وبهائمها، وعنده تسع وتسعون".
سلف نحوه من حديث أبي هريرة برقم (8415) وهو حديث صحيح.
قال السندي: قوله: "ثم عقلها"، أي: ربط يدها بحبل.
"عِقالها" بكسر العين-: هو الحبل الذي يشد بها الذراع.
"حظرت" بحاء مهملة وظاء معجمة مخففة، أي: منعت، أي دعوت بالمنع.
(1) في (ظ 13) و (ص) ونسخة في (س) : أصابه.
(2) في هامش (س) : فآلمته.
(3) حديث ضعيف بهذه السياقة لضعف عمران القطان، وهو ابن داور،=(31/100)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقد ضعفه أبو داود والنسائي والعقيلي، وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، واختلف قول ابن معين فيه، فمرة ضعفه، ومرة قال: صالح الحديث، وقال ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه. قلنا: يعني في المتابعات، ولم يتابع هنا، بل قد خالف من هو
أوثق منه كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. والحسن: هو البصري.
فقد أخرجه البخاري (3463) ، ومسلم (113) (181) ، وأبو يعلى (1527) ، وأبو عوانة 1/46-47، وابن حبان (5988) ، والطبراني في "الكبير" (1664) ، وابن منده في "الإيمان" (647) ، والبيهقي في "السنن" 8/24، والبغوي في "شرح السنة" (2525) من طريق جرير بن حازم، ومسلم
(113) (180) وابن حبان (5989) ، وابن منده في "الإيمان" (648) من طريق شيبان، كلاهما عن الحسن، عن جندب، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده، فما رَقَأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرَّمت عليه الجنة".
وأخرجه البخاري أيضاً معلقاً (1364) عن حجَّاج بن منهال، عن جرير بن حازم، عن الحسن، عن جندب.
قال الحافظ في "تغليق التعليق" 2/494-495: والظاهر أن البخاري علقه بالمعنى مختصراً، ولما أن وصله ذكره بتمامه، وهذا من المواضع التي يستدل بها على أنه قد يُعلِّق عن بعض شيوخه ما لم يسمعه منهم.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8090) .
قال السندي: قوله: "فآلمت جراحته" ضبط بالمد، من الإيلام بمعنى الإيجاع.
"في لَبته" بفتح لام وتشديد موحدة.
"سابقني بنفسه" أي: سبقني في إماتة نفسه حيث قتلها قبل أن أميته، ولم يتوقف إلى أن أميته، وهذا بالنظر إلى الظاهر، فلا يلزم أن المقتُولَ ميتٌ قبل=(31/101)
18801 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ لَمْ أَرَهُ قَرَبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 2] " (1)
18802 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ ثُمَّ الْعَلَقِيِّ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَضْحَى، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ بِاللَّحْمِ وَذَبَائِحِ الْأَضْحَى، فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا ذُبِحَتْ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ، فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ حَتَّى صَلَّيْنَا، فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللهِ " (2)
__________
= الأجل، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه مسلم (1797) (115) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4950) ، وأبو عوانة 4/340، والطبراني في "الكبير" (1711) ، والبيهقي في "السنن" 3/14، وفي "دلائل النبوة" 7/58-59 من طرق عن زهير، به.
وقد سلف برقم (18796) .
قال السندي: قولها: "قَرِبك" كعَلِم، والضمير للصاحب، المراد به جبريل.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عَبيدة بن حُميد من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.=(31/102)
18803 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّتِهِ " (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة 5/223 من طريق عَبيدة بن حُميد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (18898) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن زيد: وهو ابن جدعان، فقد روى له مسلم متابعة، وقد توبع هنا.
حُميد: هو ابن أبي حميد الطويل، والحسن: هو البصري.
وأخرجه أبو يعلى (1526) ، وأبو عوانة 2/11، وابن قانع في "معجمه" 1/145، والطبراني في "الكبير" (1654) ، وفي "الأوسط" (2454) من طريق الأشعث، وأبو عوانة 2/11 من طريق محمد بن جحادة، وابن قانع 1/145، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/304 من طريق ابن عون، وابن طهمان في "مشيخته" (187) ، والطبراني في "الكبير" (1658) من طريق قتادة، و (1659)
من طريق عمرو بن عبيد، كلهم عن الحسن، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (18250) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (1656) و (1660) - والطبراني أيضاً (1661) من طريق إسماعيل بن مسلم، وأبو نعيم في "الحلية" 5/20 من طريق عبد الله بن محمد بن يزيد التميمي، كلاهما عن الحسن، به.
وخالفهم اشعث بن عبد الله الحمراني، فرواه- كما سيرد 5/10 وعند ابن ماجه (3946) - عن الحسن، عن سمرة بن جندب به، مرفوعاً.
وأخرجه مسلم (657) (261) ، وأبو عوانة 2/10-11، والطبراني في "الكبير" (1683) ، والبيهقي في "السنن" 1/464 من طريق بشر بن المفضل،=(31/103)
18804 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَأَتَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 2] " (1)
__________
= ومسلم (657) (262) من طريق إسماعيل، كلاهما عن خالد الحذاء، عن أنس بن سيرين، عن جندب، به، وفيه: "فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه، فيكبه في نار جهنم".
وأخرجه أبو عوانة 2/11 والطبراني (1684) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن جندب مرفوعاً.
وأخرجه الطيالسي (938) عن شعبة، عن أنس بن سيرين، سمع جندباً البجلي يقول: من صلى الصبح.... موقوفاً. وقال: روى هذا الحديث بشر ابن المفضل عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين عن جندب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1668) من طريق أبي السوار العدوي، عن جندب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من صلى الغداة فله ذمة الله" أو كما قال، وبلغني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من يخفر ذمتي كنت خصمَه، ومن خاصَمْتُه خَصَمْتُه".
وسيأتي برقم (18814) .
وفي الباب من حديث ابن عمر سلف برقم (5898) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "في ذمة الله"، أي: أمانه الذي أعطاه لأهل الإيمان، أي: من صلى الفجر، فقد ظهر إيمانه، والمؤمن له أمانٌ من الله تعالى بأن دَمَهُ وماله وعرضه حرامٌ.
"فلا تخفروا" من الإخفار، بإعجام الخاء، أي: لا تنقضوا.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نُعَيْم: هو الفضل بن دكين،=(31/104)
18805 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ الْعَلَقِيَّ، حَيٌّ مِنْ بَجِيلَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ،: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَضْحَى عَلَى قَوْمٍ، قَدْ ذَبَحُوا، أَوْ نَحَرُوا، وَقَوْمٍ (2) لَمْ يَذْبَحُوا، أَوْ لَمْ يَنْحَرُوا، فَقَالَ: " مَنْ ذَبَحَ أَوْ نَحَرَ قَبْلَ صَلَاتِنَا فَلْيُعِدْ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ أَوْ يَنْحَرْ، فَلْيَذْبَحْ أَوْ يَنْحَرْ بِاسْمِ اللهِ " (3)
__________
= وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/14 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1124) - مختصراً- و (4983) ، ومسلم (1797) ، وأبو عوانة 4/304، وابن حبان (6566) ، والطبراني في "الكبير" (1709) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 4/338 من طريق أبي أسامة، عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (18796) .
(1) في (ظ 13) قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (م) : أو قوم، وهو خطأ، ووقعت في (ظ 13) و (ق) و (ص) : على قوم قد ذبحوا أو نحروا، وقوم لم يذبحوا ولم ينحروا، والمثبت من (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مختصراً أبو عوانة 5/224 من طريق قبيصة- وهو ابن عقبة السُّوائي-، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/173 من طريق مؤمل بن=(31/105)
18806 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا الْعَلَقِيَّ يُحَدِّثُ، " أَنَّ جِبْرِيلَ أَبْطَأَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَزِعَ ". قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 2] (1)
18807 - وسَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ: دَمِيَتْ إِصْبَعُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ " (2)
__________
= إسماعيل، عن سفيان، به. بلفظ: "من كان ذبح قبل الصلاة، فليعد، فإذا صلينا، فمن شاء ذبح، ومن شاء فلا يذبح".
وقد سلف برقم (18798) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18804) إلا أن شيخ أحمد هاهنا وكيع، وهو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه البخاري (1125) - ومن طريقه البغوي في "تفسيره" 4/497 - والبيهقي في "الدلائل" 7/58 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 2/379، والحميدي (777) ، ومسلم (1797) (114) ، والترمذي (3345) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2533) (2534) والطبري في "تفسيره" 30/231، وأبو عوانة 4/339، وابن حبان (6565) ، والطبراني في "الكبير" (1712) من طريق سفيان بن عيينة، عن الأسود بن قيس، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (18796) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسناد سابقه.
وهو في "الزهد" لوكيع برقم (101) .=(31/106)
18808 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ:، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: الْبَجَلِيُّ قَالَ:، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائي يُرَائي اللهُ بِهِ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (6146) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3401) -، والنسائي في "الكبرى" (10393) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (559) -، وأبو عوانة 4/338، والطبراني في "الكبير" (1703) من طريق أبي نعيم، وأبو عوانة 4/338 من طريق أبي أسامة، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18797) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/525- ومن طريقه مسلم (2987) (48) - عن وكيع، وأبو يعلى (1524) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6499) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4134) -، ومسلم (2987) وابن ماجه (4207) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/85-، وابن حبان (406) ، والطبراني في "الكبير" (1696) ، والبيهقي في "الآداب" (1001) من طرق عن الثوري، به.
وأخرجه الحميدي (778) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (1698) -، ومسلم (2987) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/85-، وابن قانع في "معجمه" 1/145، والطبراني في "الكبير" (1697) و (1698) و (1699) و (1700) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/51 من طرقٍ عن سلمة بن كهيل، به.
وأخرجه البخاري (7152) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5753) من طريق الجريري، عن طريف أبي تميمة قال: شهدت صفوان وجندباً وأصحابه وهو=(31/107)
18809 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنْدُبٍ الْعَلَقِيِّ، سَمِعَهُ مِنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ " (1)
18810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
__________
= يوصيهم، فقالوا: هل سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً؟ قال: سمعته يقول: "مَنْ سَمَّع سمَّع الله به يوم القيامة، قال: ومن شاق شقق الله عليه يوم القيامة". فقالوا: أوصِنا، فقال: "إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيباً فليفعل، ومن استطاع أن لا يُحال بينه وبين الجنة بملءِ كف من دم هراقه، فليفعل " قلت لأبي عبد الله: من يقول سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جندب؟ قال: نَعَمْ، جندب.
وفي الباب من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6509) وذكر هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "من يُسمِّع" من التسميع أو الإسماع، أي: من قصد بعمله الشهرة بين الخلق "يُسمِّع الله به" أي: يجازيه على ذلك، فسمّى جزاء العمل باسْمِهِ، وعلى هذا قياس قوله: "ومن يرائي يرائي الله به".
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 11/440- ومن طريقه مسلم (2289) (25) ، وبقي بن مَخْلَد في "الحوض والكوثر" (22) -، والطبراني في "الكبير" (1688) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2289) (25) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/660، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/87-، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2105) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (164) من طريق محمد بن بشر العبدي، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة"4/87-من=(31/108)
أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدُبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ "، (1) قَالَ سُفْيَانُ: " الْفَرَطُ الَّذِي يَسْبِقُ "
18811 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنْدُبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ " (2)
__________
= طريق علي بن قادم، والطبراني (1688) من طريق سفيان، ثلاثتهم، عن مسعر، به.
وأخرجه بقي بن مخلد في "الحوض والكوثر" (21) و (23) و (26) ، وأبو يعلى (1525) ، وابن حبان (6445) ، والطبراني في "الكبير" (1689) و (1690) و (1691) و (1692) و (1693) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (331) ، والخطيب في "تاريخه" 4/398 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
وسيرد (18810) و (18811) و (18813) .
وفي الباب: عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3639) .
قال السندي: قوله: "أنا فرطكم"- بفتحتين- أي الذي يتقدم ليهيئ لصاحبه ما يحتاج إليه، يريد أن تقدمه لهم خير، كما أن حياته كانت كذلك ليصبروا على فقده، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه مسلم (2289) (25) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/ 87- من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن زائدة، به.
وقد سلف برقم (18809) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2289) (25) ، وبقي بن مخلد في "الحوض والكوثر"=(31/109)
18812 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (1) عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدُبًا الْبَجَلِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ: " مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ، فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَرُبَّمَا قَالَ: فَلْيُعِدْ أُخْرَى، وَمَنْ لَا فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللهِ تَعَالَى " (2)
18813 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، سَمِعَهُ مِنْ جُنْدُبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ " قَالَ سُفْيَانُ: " الْفَرَطُ الَّذِي يَسْبِقُ " (3)
__________
= (25) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/87- من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6589) ، ومسلم (2289) (25) ، وبقي بن مخلد (24) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18809) .
(1) من قوله: عبد الملك بن عمير في الحديث السابق إلى هنا سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1960) (3) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18798) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (779) ، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 4/87 - والطبراني في "الكبير" (1694) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18809) .(31/110)
18814 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَانْظُرْ يَا ابْنَ آدَمَ لَا يَطْلُبَنَّكَ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ " (1)
18815 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: " مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ، فَلْيُعِدْ أُضْحِيَّتَهُ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود بن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1657) من طريق الإمام أحمد، عن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/11 من طرق يزيد وإسحاق، به.
وأخرجه مسلم (657) ، والترمذي (222) ، والطبراني في "الكبير" (1655) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/96، والبيهقي في "السنن" 1/464 من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه ابن حبان (1743) ، والطبراني (1657) من طريق معتمر بن سليمان، عن داود، به.
وقد سلف برقم (18803) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 2/170 (مختصراً) ، وأبو عوانة 5/223 من طريق يزْيد بن هارون، بهذا الإسناد.=(31/111)
18816 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا "، (1)
__________
وقد سلف برقم (18798) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سلام بن أبي مطيع فمن رجال مسلم، وقد روى له البخاري هذا الحديث متابعة. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.
وأخرجه البخاري (5061) و (7364) ، والنسائي في "الكبرى" (8097) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد بن سلام في "فضائل القرآن" ص212، وسعيد بن منصور (166) (تفسير) - ومن طريقه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/83) ، والطبراني في "الكبير" (1673) ، والبيهقي في "الشعب" (2260) -، وابن أبي شيبة 1/5280، والدارمي (3361) - ومن طريقه الحافظ في "تغليق التعليق" 4/390-، ومسلم (2667) (3) ، والبيهقي في "الشعب" (2261) من طريق الحارث بن عبيد. وأخرجه البخاري (5060) ، وأبو يعلى (1519) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/83) ، وابن حبان (732) و (759) ، والطبراني في "الكبير" (1673) ، والخطيب في "تاريخه" 4/228، والبغوي في "شرح السنة" (1224) من طريق حماد بن زيد، وأخرجه الدارمي (3359) ، والنسائي في "الكبرى" (8098) ، والطبراني في "الكبير" (1674) من طريق هارون بن موسى الأعور. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8096) ، والطبراني (1675) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/549-550، وأبو نعيم في "الحلية" 3/109 و8/291 من طريق الحجاج بن فرافصة. وأخرجه مسلم (2667) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/83) من طريق أبان بن يزيد العطار، خمستهم عن أبي عمران الجوني، به مرفوعاً. =(31/112)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: وأشار البخاري في "صحيحه" عقب الرواية (5061) إلى متابعة الحارث بن عبيد، وأشار كذلك إلى أن أبان لم يرفعه. قال الحافظ في "الفتح" 9/102 فلعله وقع للمصنف -أي البخاري- من وجه آخر عنه موقوفاً.
وتابعهم همام واختلف عليه في رفعه ووقفه.
فأخرجه البخاري (7365) ومسلم (2667) (4) من طريق عبد الصمد، وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/83) من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، عن أبي عمران به مرفوعاً.
وأخرجه الدارمي (3360) من طريق يزيد بن هارون، عن همام، عن أبي عمران، به، موقوفاً. وأشار البخاري عقب الرواية رقم (5061) إلى طريق يزيد بن هارون عن هارون الأعور، عن أبي عمران، عن جندب، مرفوعاً.
وقال الحافظ في "التغليق" 5/329: لم أجده عند يزيد بن هارون إلا عن همام.
وأخرجه موقوفاً كذلك الحافظ في "تغليق التعليق" 4/391 من طريق شعبة، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص212-213 من طريق الحجاج بن فرافصة وص 213 من طريق عبد الله بن شوذب، ثلاثتهم عن أبي عمران، به موقوفاً.
قلنا: وأشار البخاري إلى وقفه من طريق شعبة عقب الرواية رقم (5061) ، ولا يضر وقفه، فالذين رفعوه ثقات حفاظ، فالحكم لهم فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 9/102.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص213، والنسائي في "الكبرى" (8099) ، والبيهقي في "الشعب" (2262) و (2263) والحافظ في "تغليق التعليق" 4/391، من طريق ابن عون، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله ابن الصامت، عن عمر موقوفاً.
قال أبو بكر بن أبي داود- كما في "تحفة الأشراف" 2/444: لم يخطئ ابن عون في حديث قط إلا في هذا، والصواب: عن جندب. وقال=(31/113)
قَالَ: يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
__________
= البخاري عقب الرواية رقم (5060) : وجندب أصح وأكثر. وقوله: قال- يعني عبد الرحمن-: ولم يرفعه حماد بن زيد، هكذا في جميع النسخ و"أطراف المسند"، والظاهر أنه وهم، فقد ورد مرفوعاً من طريق حماد بن زيد، كما عند البخاري وغيره كما سلف في التخريج. وقد نص البخاري عقب الرواية رقم (5061) أن الذي لم يرفعه هو حماد بن سلمة، وهو ما أكده الحافظ في
"الفتح" 9/102، فقال في طريق حماد بن سلمة: لم تقع لي موصولة.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3724) .
قال السندي: قوله: "ما ائتلفت عليه قلوبكم" أي: أقبلت عليه، وتوجَّهَتْ إليه، وتوافقت على القراءة وغيرها، قيل: يعني اقرؤوا على نشاط منكم وخواطر مجموعة، فإذا حصلت ملالةٌ وتفرُّق في القلوب، فاتركوه، فإنه أعظم من أن يقرأ من غير حضور.
وقال الزمخشري في "الفائق" 3/357: ولا يجوزُ توجيهُه على النهي عن المناظرة، والمباحثة، فإن في ذلك سَداً لباب الاجتهاد، وإطفاءً لنورِ العلمِ، وصَداً عما تواطأَتْ العقول والآثار الصحيحة على ارتضائه والحث عليه، ولم يَزَلِ الموثوق بهم من علماء الأمة يستنبطون معاني التنزيل ويستثيرون دفائنه، ويغوصون على لطائفه، وهو الحَمَال ذو الوجوه، فيعود ذلك تسجيلاً يُبْعدِ النور، واستحكام دليل الإعجاز، ومِنْ ثَم تكَاثَرتِ الأقاويلُ، واتَّسمَ كُل من المجتهدين بمذهب في التأويل يُعزى إليه.(31/114)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ (1)
18817 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ (2) ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ " (3)
__________
(1) قال السندي: سلمة بن قيس، أشجعي، له صحبة، نزل. الكوفة، واستعمله عمر على بعض مغازي فارس.
(2) في (م) : يسار، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وصحابيه سلمة بن قيس روى له أصحاب السنن عدا أبي داود. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه القاسم بن سلام في "الطهور" (287) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد القاسم أيضاً (287) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/334، وابن المنذر في "الأوسط" (354) ، وابن قانع في "معجمه" 1/276، وابن حبان (1436) ، والطبراني في "الكبير" (6307) و (6314) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/224 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (1274) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/432- وأبو بكر بن أبي شيبة 1/27- ومن طريقه ابن ماجه (406) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1303) - وابن ماجه (406) ، والترمذي (27) ، والنسائي في "المجتبى" 1/67، وفي "الكبرى" (44) ، والطحاوي في=(31/115)
18818 - حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، (1) عَنْ هِلَالٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ (2) ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ " (3)
__________
= "شرح معاني الآثار" 1/121، وابن قانع في "معجمه" 1/275، 276، والطبراني في "الكبير" (6308) و (6309) و (6310) و (6311) و (6312) و (6315) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/286، وفي "موضح أوهام الجمع" 2/51-52 من طرق عن منصور، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (18818) و (18987) و (18988) و (18991) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7221) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وفي باب الاستنثار: عن عثمان، وابن عباس، ولقيط بن صبرة، والمقدام ابن معدي كرب، سلفت بالأرقام: (418) و (2011) و (16380) و (17188) .
(1) وقع في النسخ: سفيان بدل منصور، والمثبت من "أطراف المسند" 2/500، وهو الوارد في مصادر التخريج، وأشير إلى ذلك في هامش كل من (س) و (ص) ، وجاء بذكر منصور في إسناد المزي وهو من طريق الإمام أحمد كما سيرد.
(2) في (ظ 13) : فانثر.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة سلمة بن قيس) من طريق الإمام أحمد.
وأخرجه الترمذي (27) ، والنسائي في "المجتبى" 1/41، وفي "الكبرى" (45) ، والطبراني في "الكبير" (6315) من طريق جرير، عن منصور، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (18817) .(31/116)
حَدِيثُ رَجُلٍ
18819 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُتَلَقَّى جَلَبٌ، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَمَنْ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً أَوْ نَاقَةً، قَالَ شُعْبَةُ: إِنَّمَا قَالَ نَاقَةً مَرَّةً وَاحِدَةً، فَهُوَ مِنْهَا (1) بِآخِرِ النَّظَرَيْنِ، إِذَا هُوَ حَلَبَ إِنْ رَدَّهَا، رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ (2) "، قَالَ
__________
(1) في (م) ، وهامش (س) : فيها.
(2) إسناده صحيح، رجاله إلى صحابيه ثقات رجال الشيخين. الحكم: هو ابن عُتيبة، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن. وإبهام صحابيه لا يضر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/11 من طريق بشر بن عمر، عن شعبة، به مختصراً.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/82، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيرد برقم (18821) .
وفي باب النهي عن تلقي الجلب عن ابن عمر، سلف برقم (4531) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وفي باب ردَّ المصرّاة عن أبي هريرة، سلف برقمي (7305) و (9456) .
قال السندي: قوله: "لا يُتلقَّى" على بناء المفعول، وهو نفي بمعنى النهي، ولذا عطف عليه قوله: "لا يبع"، وهو نهي.
"مُصَرَّاة": من التصرية وهي: جمع لبنها في ضرعها.
"صاعاً من طعام": لِمَا كان فيها من اللبن حين اشترى، وقد أخذ به=(31/117)
الْحَكَمُ: أَوْ قَالَ: " صَاعًا مِنْ تَمْرٍ "
18820 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (1) " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْبَلَحِ وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ " (2)
18821 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلَقَّوْا الرُّكْبَانَ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: لَا يُتَلَقَّى جَلَبٌ، وَلَا يَبِعْ
__________
= الجمهور.
(1) في (ظ13) زيادة: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح، رجاله إلى صحابيه ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، والحكم: هو ابن عُتيبة، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه أبو داود (3705) عن سليمان بن حرب وحفص بن عمر النمري، والنسائي في "المجتبى" 8/288، وفي "الكبرى" (5056) و (6796) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن شعبة، به.
وسيرد برقم (18826) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10991) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: نهى عن البلح والتمر، أي: عن جمعهما في الانتباذ، فإنه يُسرع الإسكار، فربما يؤدي إلى شرب المسكر، وقد أخذ به الجمهور أيضاً.(31/118)
حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَمَنْ اشْتَرَى مُصَرَّاةً فَهُوَ فِيهَا بِآخِرِ النَّظَرَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: بِأَحَدِ النَّظَرَيْنِ، إِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (1)
18822 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْحِجَامَةِ، وَالْمُوَاصَلَةِ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا إِبْقَاءً عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، فَقَالَ: " إِنْ أُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، فَرَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (18819) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة صحابيه لا تضر.
وأخرجه أبو داود (2374) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/263-264 من طريق أبي داود الحَفَري، عن سفيان، به.
وسيأتي بالأرقام (18823) و (18836) و5/363، 364.
وفي باب النهي عن الوصال، سلف من حديث ابن عمر برقم (4721) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب وشرحه.
وانظر تعليقنا على حديث أبي هريرة السالف برقم (8768) .
قال السندي: قوله: "إبقاءً على أصحابه"، أي: رحمة عليهم، وهذا علة النهي، أي لم يكن النهي للحرمة، بل للرحمة.
"إلى السَّحَر"، بفتحتين: هذا بالنظر إلى بعض الأوقات، وإلا فقد جاء ما يدل على أنه كان يُواصل أكثر من ذلك.(31/119)
18823 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، (1) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ، وَالْمُوَاصَلَةِ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، فَقَالَ: " إِنِّي أُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، وَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي " (2)
18824 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَصْبَحَ النَّاسُ لِتَمَامِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، فَجَاءَ أَعْرَابِيَّانِ فَشَهِدَا أَنَّهُمَا أَهَلَّاهُ بِالْأَمْسِ عَشِيَّةً، " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا " (3)
__________
(1) لم يرد هذا الحديث في (ظ 13) ، وأشير إليه في هامش كل من (س) و (ص) إلى أنه مكرر وسيأتي. يعني برقم (18836) .
(2) إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله (18822) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق الصنعاني.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7535) .
وسيكرر (18836) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/248 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.=(31/120)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (7335) و (7337) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (662) ، والبيهقي في "السنن" 4/248 من طرق، عن سفيان، به.
وأخرجه أبو داود (2339) ، والدارقطني 2/169، والبيهقي 2/248 من طريق أبي عوانة، والدارقطني أيضاً 2/168 من طريق عَبِيْدَة بن حميد، كلاهما عن منصور، به.
قال الدارقطني 2/169: هذا إسناد حسن ثابت، وفي الموضع الثاني قال: هذا صحيح.
وأخرجه مرسلاً الحارثُ بنُ أبي أسامة في "مسنده" (315) (زوائد) من طريق شعبة، عن ربعي بن حراش: أن أعرابيين شهدا عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهما رأيا الهلال بالأمس، لفطرٍ أو أضحى، فأجاز شهادتهما.
وأخرجه الطبراني 17/ (663) ، والحاكم 1/297، والبيهقي 4/248 من طريق إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود ... فذكر الحديث.
قال الطبراني: لم يقل أحد في هذا الحديث عن ابن عيينة ولا عن غيره: عن أبي مسعود، إلا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني. لكن قال البيهقي: وكذلك رواه إبراهيم بن بشار، عن سفيان بن عيينة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/147 وقال: رواه الطبراني في "لكبير" وقال: لم يقل في هذا الحديث عن أبي مسعود إلا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني. قلت- القائل هو الهيثمي-: وهو ثقة.
وسيرد 5/362- 363، وانظر (18895) .
وفي باب الشهادة على رؤية الهلال.
عن أمير مكة الحارث بن حاطب عند أبي داود (2338) ، والدارقطني 2/167، والبيهقي 4/247. قال الدارقطني: هذا إسناد متصل صحيح.
وعن شقيق بن سلمة عن كتاب عمر بن الخطاب عند الدارقطني=(31/121)
18825 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقَدَّمُوا الشَّهْرَ حَتَّى تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ، أَوْ تَرَوْا الْهِلَالَ، وَصُومُوا (1) وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ، أَوْ تَرَوْا الْهِلَالَ " (2)
__________
= 2/169، والبيهقي 4/248 وقال البيهقي: هذا أثر صحيح عن عمر رضي الله قال السندي: قوله: "فجاء أعرابيان" فيه قبول شهادة اثنين في الفطر، ومن شَرَط الجَم الغفير بلا غيم، يحمل هذا على الغيم.
(1) في (ق) : ثم صوموا، وجاء في هامش (س) : ثم، نسخة.
(2) إسناده صحيح كسابقه، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/135-136، وفي "الكبرى" (2437) ، والبزار في "البحر الزخار" (2856) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (7337) ، والدارقطني 2/161 من طريق إسحاق الأزرق، و2/162 من طريق ابن عُلية ثلاثتهم عن سفيان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/20-21 من طريق أبي الأحوص، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/438 من طريق زهير- وهو ابن معاوية- والدارقطني 2/161 من طريق عبيدة بن حميد، ثلاثتهم عن منصور، به.
وأخرجه أبو داود (2326) ، والنسائي في "المجتبى" 4/135، وفي "الكبرى" (2436) ، والبزار في "البحر الزخار" (2855) ، وابن خزيمة (1911) ، وابن حبان (3458) ، والبيهقي 4/208 من طريق جرير، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة.
قال النسائي- كما في "التحفة" 3/28-: لا أعلم أحداً من أصحاب=(31/122)
18826 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْبَلَحِ وَالتَّمْرِ وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ " (1)
__________
= منصور قال في هذا الحديث: "عن حذيفة" غير جرير. وبمثل قوله قال البزار.
وقال البيهقي: وصله جرير عن منصور بذكر حذيفة فيه، وهو ثقة حجة.
قال الزيلعي في "نصب الراية" 2/439: قال ابن الجوزي: وحديث حذيفة هذا ضعَّفه أحمد ... قال في "التنقيح": وهذا وهم منه، فإن أحمد إنما أراد أن الصحيح قول من قال: عن رجل من أصحاب النبي عليه السلام، وإن تسمية حذيفة وهم من جرير، فظن ابن الجوزي أن هذا تضعيف من أحمد للحديث، وأنه مرسل، وليس هو بمرسل، بل متصل، إما عن حذيفة، وإما عن رجل من أصحاب النبي عليه السلام، وجهالة الصحابة غير قادحة في صحة الحديث، قال: وبالجملة، فالحديث صحيح، ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح. انتهى.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/136، وفي "الكبرى" (2438) ، والدارقطني في "السنن" 2/160-161 من طريق حجاج بن أرطاة، عن منصور، عن ربعي بن حراش عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، وزاد: "فإن غَمَّ عليكم فأتموا شعبان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك، ثم صوموا رمضان ثلاثين، إلا أن تروا الهلال قبل ذلك". قال النسائي- كما في "التحفة" 3/28: وحجاج
ضعيف لا تقوم به حُجة.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9654) .
وعن ابن عباس عند أبي داود (2327) ، والنسائي 4/136.
قال السندي: قوله: "لا تقدموا" أصله تتقدموا بتائين، والمقصود أن كلاً من الفطر والصوم لا يثبت إلا بأحد الأمرين.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (18820) غير أن شيخ أحمد هنا هو=(31/123)
حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ (1)
18827 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ طَارِقٍ، أَنَّ الْمِقْدَادَ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: " يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا، إِنَّا مَعَكُمْ مُقَاتِلُونَ " (2)
18828 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ،
__________
= محمد بن جعفر.
(1) قال السندي: طارق بن شهاب، بَجلي أحمسي، يُكنى أبا عبد الله رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو رجل، ويقال: لكنه ما سمع منه شيئاً، فحديثه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح، نزل الكوفة، مات سنة ثلاتٍ وثمانين.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخارق بن عبد الله الأحمسي - ويقال: مخارق بن خليفة، ويقال: مخارق بن عبد الرحمن- فمن رجال البخاري، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الرواية (4609) عن وكيع، به.
ووصله الحافظ في "تغليق التعليق" 4/204 من طريق إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه- عن وكيع، بهذا الإسناد. وقال: وكذا رواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" عن سعيد بن داود، عن وكيع، به.
وقد سلف في مسند عبد الله بن مسعود برقم (3698) من طريق إسرائيل، عن مخارق، عن طارق، قال: قال عبد الله: لقد شهدت من المقداد مشهداً، فذكر الحديث.(31/124)
عَنْ طَارِقٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ " (1)
18829 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ بِضْعًا وَأَرْبَعِينَ، أَوْ بِضْعًا وَثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ غَزْوَةٍ وَسَرِيَّةٍ " وقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثًا وَأَرْبَعِينَ مِنْ غَزْوَةٍ إِلَى سَرِيَّةٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وطارق بن شهاب رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه، فروايته عنه مرسل صحابي. وكيع: هو ابنُ الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعلقمة: هو ابن مرثد الحضرمي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7582) من طريق أبي داود الحفري، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (18830) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11143) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "كلمة حق إلخ.." فإنه جهاد قلّ من ينجو فيه، وقلّ من يصوّب صاحبه، بل الكل يخطؤونه أولاً، ثم يؤدي إلى الموت بأشد طريق عندهم، بلا قتالٍ، بل صبراً، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وابن جعفر: هو محمد، وقيس بن مسلم: هو الجَدَلي.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" 5/214-215 من طريق الإمام=(31/125)
18830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ " (1)
__________
= أحمد، عن محمد بن جعفر بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن عبد البر في "الاستيعاب" 5/213-214 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/50- ومن طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/234، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2536) ، والطبراني في "الكبير" (8205) - عن محمد بن جعفر، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1280) - ومن طريقه ابن سعد في "الطبقات" 6/66، وابن أبي حاتم في "المراسيل" ص98، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/70- والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/353، والطبراني في "الكبير" (8204) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 5/214 من طريق عمرو بن مرزوق، وابن سعد 6/66 من طريق روح بن عبادة، والحاكم 3/80 من طريق آدم بن أبي إياس، أربعتهم عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/407-408 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (18835) .
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (18828) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/161، وفي "الكبرى" (7834) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/78 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =(31/126)
18831 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: وقد وضع: أي والحال أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضع رِجْلَه، أو الرَّجُلُ وَضَعَ رِجْلَه.
في الغَرْزِ، بفتح معجمة، فسكون مهملة، آخره معجمة: وهو ركاب كُور الجمل إذا كان من جلد أو خشب، وقيل مطلقاً.
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على قيس بن مسلم، فرواه يزيد أبو خالد: وهو الدالاني- كما في هذه الرواية- عنه، عن طارق بن شهاب- مرسلاً- فإن طارقاً رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه- ورواه جمع من طرق لا يخلو واحد منها من مقال- كما في تخريج الرواية السالفة برقم (3578) - عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود،
مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل" 6/28: ورفعه صحيح. وأبو خالد الدالاني هو يزيد بن عبد الرحمن، وقد اختلف في اسم جده فقيل: أبو سلامة، ويقال: عاصم، ويقال: هند، ويقال: واسط، يقال: سابط، وهو مختلف فيه حسن الحديث، فقد وثقه ابن معين والنسائي وأبو حاتم الرازي، وقال البخاري: صدوق، وضعفه يعقوب بن سفيان، وابن حبان، وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في بعض حديثه، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وفي حديثه لين إلا أنه مع لينه يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6864) و (7567) ، والدارقطني في "العلل" 6/28-29 من طريق عبد الرحمن بن مهدي بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (560) عن زيد بن حباب، عن سفيان عن قيس بن مسلم، عن طارق، به. قال الدارقطني 6/28: وقيل: إن=(31/127)
18832 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَجْنَبَ رَجُلَانِ فَتَيَمَّمَ أَحَدُهُمَا فَصَلَّى وَلَمْ يُصَلِّ الْآخَرُ، فَأَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَلَمْ يَعِبْ عَلَيْهِمَا (1) "
__________
= الثوري لم يسمعه من قيس، وإنما أخذه عن يزيد أبي خالد، عن قيس، وهو عنده مرسل.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7566) من طريق أيوب الطائي، والبغوي في "الجعديات" (2091) من طريق قيس- وهو ابن الربيع-، كلاهما عن قيس ابن مسلم، به.
وقد سلف شرحه والكلام عليه في حديث ابن مسعود السالف برقم (3587) .
قال السندي: قوله: "لم يضع"، أي: لم يخلق.
"فإنها تَرُمُّ" بضم راءٍ وتشديد ميم، أي: تأكل، فربما تأكل من شجر يكون دواء ويبقى أثرها في اللبن. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن مخارقاً- وهو ابن خليفة- من رجال البخاري. وطارق بن شهاب إنما رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رؤية ولم يسمع منه، فحديثه مرسل صحابي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/172 من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد 0 ووقع في "تحفة الأشراف" 4/207 أمية بن خالد!
وفي الباب من حديث عمار بن ياسر، سلف برقم (18328) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فلم يعب عليهما، وفي النسائي: قال لكل منهما: "أصبت" ولا شك أن كلاً منهما يصيب من حيث العمل بالاجتهاد، وإن كان تارك الصلاة مخطئاً حيث ترك الصلاة بالتيمم.(31/128)
18833 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ بَجِيلَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْسُوا الْبَجَلِيِّينَ، وَابْدَءُوا بِالْأَحْمَسِيِّينَ " قَالَ: فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ قَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: فَدَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ مَرَّاتٍ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ، أَوِ اللهُمَّ بَارِكْ فِيهِمْ (1) " مُخَارِقٌ الَّذِي يَشُكُّ
18834 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ أَحْمَسَ وَوَفْدُ قَيْسٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْدَءُوا بِالْأَحْمَسِيِّينَ قَبْلَ الْقَيْسِيِّينَ "، وَدَعَا لِأَحْمَسَ فَقَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ فِي أَحْمَسَ، وَخَيْلِهَا وَرِجَالِهَا "
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخارق: وهو ابن خليفة فمن رجال البخاري، وطارق بن شهاب إنما رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رؤية ولم يسمع منه، فحديثه مرسل صحابي.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (1281) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وشَك مخارق في هذه الرواية انتفى في الرواية الآتية (18834) فقال: "اللهم بارك في أحمس وخيلها ورجالها".
وسيرد برقم (18834) .
وله شاهد من حديث جرير بن عبد الله البجلي عند البخاري (3020) ومسلم (2476) (136) ، وسيرد (19188) ، ولفظه عند البخاري: فبارَكَ في خيل أحمس ورجالها خمس مرات.(31/129)
سَبْعَ مَرَّاتٍ (1)
18835 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثًا وَأَرْبَعِينَ مِنْ غَزْوَةٍ إِلَى سَرِيَّةٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله (18833) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد محمد بن عبد الله- وهو الزبيري-، وشيخه: هو سفيان الثوري.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 12/206 والطبراني في "الكبير" (8211) من طريقين عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/48-49 وقال: رواه كله أحمد، والطبراني بعضه، ورجاله رجال الصحيح.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (18829) .(31/130)
حَدِيثُ رَجُلٍ
18836 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ، وَالْمُوَاصَلَةِ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، قَالَ: " إِنْ (1) أُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ فَرَبِّي (2) عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي " (3)
__________
(1) في (ظ13) وهامش (س) : إني. قلنا: وهو الموافق للرواية (18823) .
(2) في (ظ13) و (ص) وهامش (س) : وربي.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (18823) سنداً ومتناً.
وانظر (18822) .(31/131)
حَدِيثُ مُصَدِّقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18837 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّ فِي عَهْدِي أَنْ لَا آخُذَ (1) مِنْ رَاضِعِ لَبَنٍ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ "، وَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ كَوْمَاءَ فَقَالَ: خُذْهَا، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا (2)
__________
(1) في هامش (س) : أن لا نأخذ.
(2) إسناد حسن من أجل ميسرة أبي صالح، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن خباب، فقد روى له أصحاب السنن. هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1052) ، وابن أبي شيبة 3/126 و13/ 50، وابن زنجويه في "الأموال" (1518) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/227، وبحشل في "تاريخ واسط" 118- 119، والنسائي في "المجتبى" 5/29- 30، وفي "الكبرى" (2237) ، والدولابي في "الكنى" 2/ 10-11، والدارقطني 2/104، والبيهقي 4/101 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 2/104 من طريق عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، به.
وخالفهما أبو عوانة، فرواه على الشك فيما أخرجه أبو داود (1579) ، والطبراني (6473) ، والبيهقي 4/101 من طريق أبي عوانة، عن هلال بن=(31/132)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= خبَّاب، عن ميسرة أبي صالح، عن سويد بن غَفَلَة، قال: سرت أو قال: أخبرني مَنْ سار مع مصدق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.... ثم ذكر الحديث. قلنا: ولا يضر هذا الشك فقد انتفى برواية هشيم وعباد بن العوام.
وكذلك أخرجه دون شك مطولاً ومختصراً ابن سعد 6/68، وابن زنجويه في "الأموال" (1556) ، والدارمي (1630) ، وأبو داود (1580) ، وابن ماجه (1801) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/226-227، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2163) ، والطبراني (6434) ، والدارقطني 2/105، والبيهقي 4/101 و106 من طريق شريك، عن عثمان بن أبي زرعة،
عن أبي ليلى الكندي، عن سويد بن غفلة، قال: أتانا مصدق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذت
بيده ... ثم ذكر الحديث. وزادوا فيه: "خشية الصدقة"، قال أبو داود: ولم يذكر: "راضع لبن".
وقوله "ولا يجمع بين متفرق ... " له شاهد من حديث أبي بكر الصديق، سلف برقم (72) ، وإسناده صحيح.
وفي الباب في النهي عن أخذ كرائم الأموال: عن ابن عباس، سلف برقم (2071) .
وعن مصدقي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (15426) .
وعن قرة بن دعموص النميري، سيرد 5/72.
وعن أبي بن كعب، سيرد 5/142.
قال السندي: قوله: "من راضع لبن"، أي: صغير يرضع اللبن، أو المراد: ذات لبن، بتقدير المضاف، أو ذات راضع لبن، والنهي على الأخير، لأنها من خيار المال، وعلى الأول لأن حق الفقراء في الأوساط، وفي الصَّغار إخلال بحقهم، و"من" على الوجهين زائدة، وقيل: المعنى أن ما أعدت للدّر لا يؤخذ منها شيء.
"بين متفرق" لا تجب فيه الزكاة إذا كان متفرقاَ، ويجب فيه إذا كان مجتمعاً.
"كوماء": عالية السنام.(31/133)
حَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ (1)
18838 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَهْلِي، عَنْ أَبِي قَالَ: " أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ صَبَّ فِي الْبِئْرِ أَوْ شَرِبَ مِنَ الدَّلْوِ، ثُمَّ مَجَّ فِي الْبِئْرِ، فَفَاحَ مِنْهَا مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ " (3)
__________
(1) قال السندي: وائل بن حُجْر- بضم المهملة وسكون الجيم- حضرمي، وكان أبوه من الأقيال- وهم ملوك حمير دون الملك الأعظم-، ثم نزل الكوفة، مات في خلافة معاوية، وكان بقية أولاد الملوك بحضرموت، وبشَّر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل مجيئه، وأصعده إليه على المنبر، وأقطعه أرضاً، وكتب له عهداً، وقال: "هذا وائل سيد الأقيال" وبعث معه معاوية لإقطاع الأرض، فقال له معاوية: أردفني، فقال: لست مرادف الملوك، فلما استخلف معاوية قصده، فتلقاه وأكرمه، قال وائل: فوددت لو كنت حملته بين يدي.
(2) في (ظ 13) و (ق) زيادة: ابن حجر.
(3) حديث حسن، ولا تضر جهالة الرواة الذين حدث عنهم عبد الجبار لأنهم جمع- وقد فصلنا القول في ذلك في حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11737) - وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/182، والطبراني في "الكبير" 22/ (119) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/257 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم: (18851) و (18874) .
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (3527) .=(31/134)
18839 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ وَضَعَ أَنْفَهُ عَلَى الْأَرْضِ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: "ففاح منها"، أي: من البئر، ففيه معجزة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج: وهو ابن أرطاة، ثم إنه لم يسمع من عبد الجبار فيما ذكر البخاري، ونقله عنه الترمذي في "العلل" 2/619، وعبد الجبار لم يسمع كذلك من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/262، والطبراني في "الكبير" 22/ (66) من طرق عن حجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 22/ (67) من طريق قيس بن الربيع، عن حجاج، به، ولفظه: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى فرأيت أثر أنفه مع جبهته في الكثيب. وقيس بن الربيع ضعيف.
وأخرجه الطبراني 22/ (65) عن مقدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن محمد بن خازم، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الجبار بن وائل قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعاً أنفه على الأرض مع جبهته إذا سجد. ومقدام بن داود وحجاج ضعيفان.
وسيأتي بالأرقام: (18850) (18856) (18864) .
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (812) ، ومسلم (490) (230) ، وقد سلف برقم (2658) ، ولفظه: "أُُمرت أن أسجد على سبعة أعظم: الجبهة، ثم أشار بيده إلى أنفه، واليدين والركبتين وأطراف القدمين، ولا يكف الثياب ولا الشعر".
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11704) .
قال السندي: قوله "وضع أنفه" أي: كأنه لا يقتصر على الجبهة.(31/135)
18840 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ عَلَى أَنْفِهِ مَعَ جَبْهَتِهِ " (1)
18841 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " " آمِينَ " " (2)
18842 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فَقَالَ: " آمِينَ " يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ، (3)
_________
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله (18839) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد القدوس بن بكر بن خُنَيس، قال عنه أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر محمود بن غيلان، عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة أنهم ضربوا على حديثه. قلنا: ولم يضرب أحمد على حديثه في "المسند" كما ترى.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وسيرد بالأرقام (18842) (18843) (18854) (18868) (18869) (18873) (18875) .
(3) "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حُجْر بن عنبس، فقد أخرج له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأبو داود والترمذي وهو ثقة، وغير صحابيه فقد أخرج له مسلم، والبخاري في "القراءة" وفي "رفع اليدين".
وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/425 و10/525 و14/244-245،=(31/136)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والدارقطني في "السنن" 1/333-334 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقرن الدارقطني المحاربي بوكيع، وقال: هذا صحيح.
وأخرجه الدارمي (1247) ، وأبو داود (932) ، والترمذي (248) في "سننه"، وفي "العلل" 1/217- ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (586) - والطبراني في "الكبير" 22/ (111) ، والدارقطني 1/334، والبيهقي في "السنن" 2/57 وفي "المعرفة" (3160) من طرق عن سفيان، به.
قال الترمذي: حديث وائل بن حُجْر حديث حسن، وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومَنْ بعدهم، يَرَوْن أن الرجل يرفع صوته بالتأمين ولا يخفيها، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/299- ومن طريقه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة العلاء بن صالح) - وأبو داود (933) ، والترمذي (249) ، والطبراني 22/ (114) من طريق العلاء بن صالح، عن سلمة بن كهيل، به، ووهم أبو داود في تسمية العلاء بن صالح فقال: علي بن صالح، نبَّه على ذلك المزي.
ولفظه: "فجهر بآمين، وسلم عن يمينه وعن شماله حتى رأيت بياض خده".
وأخرجه الطبراني 22/ (107) ، والبيهقي 2/58 من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن أبيه، عن أبي بكر النَّهْشلي، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله اليحصبي، عن وائل أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قال: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال: "رب اغفر لي آمين" وإسناده ضعيف، أبو بكر النهشلي لم يحرر لنا أمره أَسَمعَ مِن أبي إسحاق قبل الاختلاط أم بعده، وأبو عبد الله اليحصبي، إن كان عبد الرحمن، فهو من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان وإن كان غيره فلم نعرفه.
وقد سلف برقم (18841) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجه (853) ، وأبي داود (934) ، وابن حبان (1797) . وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7187) .
وعن علي عند ابن ماجه (854) ، وأورده ابن أبي حاتم في "العلل" 1/93=(31/137)
18843 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَقَالَ شُعْبَةُ: وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ (1)
18844 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ،
__________
= ونقل عن أبيه أنه خطأ، وقال: إنما هو سلمة عن حجر أبي العَنْبَس، عن وائل ابن حجر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال السندي: قوله: "أنه سمع" ظاهر السماع يقتضي الجهر، ويؤيده رواية "يمد بها صوته". وأما قول شعبة: "وخفض بها" فأهل الحديث على أنه خطأ منه، وإن كان بعض الفقهاء أخذ به، وعلله بجلالة شعبة، وإن نسبة الخطأ إليه بعيدة، والله تعالى أعلم.
(1) اختلف سفيان وشعبة في هذا الحديث، فرواه سفيان- كما سلف برقم (18842) - عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ (ولا الضالين) فقال: "آمين" يمدُّ بها صوته.
ورواه شعبة- كما في هذا الإسناد- عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، به، إلا أنه قال: "وخفض بها صوته".
وإذا اختلف شعبة وسفيان، فالقول قول سفيان، وهو ما رجحه الأئمة، وقد نبه على خطأ شعبة هذا البخاريُ في "تاريخه" 3/73، وفيما نقله عنه الترمذي في "جامعه" 2/28، وفي "العلل الكبير" 1/217-218، وقد تابع سفيانَ العلاءُ بن صالح كما سلف في تخريج الرواية (18842) .
وقد رواه شعبة بمثل رواية سفيان فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 2/58 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، به.
قلنا: فإن صحت هذه الرواية فيكون شعبة قد رجع عن خطئه، أو أن أحد الرواة وهم في هذه الرواية، والله أعلم.
وسيأتي من طريق شعبة بإسنادٍ آخر برقم (18854) . فانظره لزاماً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (110) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (18841) .(31/138)
حَدَّثَنِي أَهْلُ بَيْتِي، عَنْ أَبِي، أَنَّهُ " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ بَيْنَ كَفَّيْهِ " (1)
18845 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، (2) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَجَدَ، وَيَدَاهُ قَرِيبَتَانِ مِنْ أُذُنَيْهِ (3)
__________
(1) إسناده صحيح، المسعودي: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - وإن كان قد اختلط- قد سمع منه وكيع قبل اختلاطه، والرواة المبهمون الذين روى عنهم عبد الجبار قد جاء التصريح ببعضهم في الرواية المطولة (18866) منهم أخوه علقمة بن وائل، وهو ثقة.
وسيأتي نحوه برقم (18845) و (18867) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (75) من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه أن رسول الله....، دون ذكر: حدثني أهل بيتي، وسماع يزيد بن هارون من المسعودي بعد اختلاطه.
وفي الباب عن أبي حميد الساعدي عند أبي داود (734) ، وابن خزيمة (640) وقد ترجم له في باب وضع اليدين حذو المنكبين في السجود، وذكر أن وضع اليدين في السجود حذاء الأذنين من الاختلاف المباح.
(2) لم يرد هذا الحديث في (س) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/260، والبيهقي في "السنن" 2/112 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/112 من طريق الحسين بن حفص، عن سفيان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (93) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن=(31/139)
18846 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ " (1)
18847 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، (2) حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّتَاءِ قَالَ: فَرَأَيْتُ أَصْحَابَهُ
__________
= قيس بن الربيع، عن عاصم، به، وفيه: وضع جبهته بين كفيه. ويحيى الحماني وقيس بن الربيع كلاهما ضعيف.
وقد سلف نحوه برقم (18844) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/390 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (1) - ومن طريقه المزي في "تهذيبه" (ترجمة موسى بن عمير) - والبيهقي في "السنن" 2/28 من طريق أبي نعيم، عن موسى بن عمير، به. وزاد الطبراني: ورأيت علقمة يفعله.
وأخرجه النسائي 2/125-126 من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى ابن عمير العنبري وقيس بن سليم العنبري، قالا: حدثنا علقمة بن وائل، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا كان قائماَ في الصلاة قبض بيمينه على شماله.
وسيرد بالأرقام: (18852) (18853) (18854) (18866) (18870) (18871) (18873) (18875) (18876) (18878) .
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (15090) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) قوله: حدثنا وكيع سقط من (م) .(31/140)
يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ " (1)
18848 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْيَحْصُبِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ التَّكْبِيرِ " (2)
18849 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ،
__________
(1) حديث صحيح، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه أبو داود (729) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (565) - من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام: (18866) و (18870) و (18876) .
قال السندي: قوله: يرفعون أيديهم في ثيابهم: ولا يتركون الرفع بثقل الثياب، أي: فهو أمر مؤكد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الرحمن بن اليحصبي، فهو من رجال "التعجيل"، ولم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "القراءة" و"رفع
اليدين". وكيع: هو ابن الجراح، وأبو البختري: هو سعيد بن فيروز الطائي.
وسيرد بالأرقام: (18849) و (18850) و (18853) و (18855) و (18858) و (18861) و (18870) و (18871) و (18876) و (18877) و (18878) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4540) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.(31/141)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، حَتَّى حَاذَتْ إِبْهَامُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ " (1)
18850 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ كَيْفَ يُصَلِّي، قَالَ: " فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَكَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ "، قَالَ: " ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ "، قَالَ: " فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، فَلَمَّا رَكَعَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، فَلَمَّا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ مِنْ وَجْهِهِ، بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح، وفطر: هو ابن خليفة.
وأخرجه أبو داود (737) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (566) - والنسائي 2/123، وابن قانع في "معجمه" 3/181-182، والطبراني في "الكبير" 22/ (72) من طرق عن فطر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (724) - ومن طريقه البيهقي 2/24-25، والبغوي في "شرح السنة" (562) - والطبراني 22/ (63) من طريق الحسن بن عبيد الله النخعي، عن عبد الجبار، به.
ولفظ أبي داود: رفع يديه حتى كانتا بحيال منكبيه، وحاذى بإبهاميه أذنيه.
وعند الطبراني: رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه.
وسيرد بالأرقام: (18866) و (18870) و (18871) و (18876) .
وفي الباب عن مالك بن الحويرث، سيرد 5/53.(31/142)
فَلَمَّا قَعَدَ افْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ حَدَّ مِرْفَقِهِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَعَقَدَ ثَلَاثِينَ وَحَلَّقَ وَاحِدَةً، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأخرجه البيهقي 2/72 من طريق مسدد، و2/111 من طريق صالح بن عبد الله الترمذي، كلاهما عن عبد الواحد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/73 (بترتيب السندي) - ومن طريقه البيهقي 2/24- والحميدي (885) - ومن طريقه الطبراني 22/ (85) - والنسائي 2/236 و3/34-35، والدارقطني 1/290 من طريق سفيان بن عيينة، عن عاصم، به. إلا أن الحميدي والنسائي في الموضع الثاني لم يذكرا مكان وضع اليدين في التكبير.
وأخرجه مقطعاً ابنُ أبي شيبة 1/244 و284 و390 و2/485-486، والبخاري في "رفع اليدين" (72) ، والترمذي (292) ، وابن ماجه (810) و (912) ، وابن خزيمة (690) و (713) ، والطبراني 22/ (79) و (89) و (92) و (94) من طرق عن عاصم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (18855) و (18858) و (18870) و (18871) و (18876) و (18877) و (18878) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4540) .
وفي باب قوله: فلما ركع وضع يديه على ركبتيه، عن ابن أبزى، سلف برقم (15371) .
وفي باب صفة الافتراش عن عبد الله بن الزبير، سلف (16100) .
وعن عائشة، سيرد 6/31.
وقوله: أشار بأصبعه السبابة، سترد أحاديث الباب في تخريج الرواية (18870) .=(31/143)
18851 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ وَائِلٍ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّ " (1)
18852 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، حَدَّثَنِي أَهْلُ بَيْتِي، عَنْ أَبِي، " أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ التَّكْبِيرَةِ، وَيَضَعُ يَمِينَهُ عَلَى يَسَارِهِ فِي الصَّلَاةِ " (2)
__________
= قال السندي: قوله: "وضع يديه من وجهه بذلك الموضع" الذي رفع إليه حين رفع.
"حدَّ مرفقه" أي: منتهاه، والمراد المرفق اليمنى، والمقصود بيان أنه لم يرفع المرفق عن الفخذ، بل وضعها عليها، وعقد ثلاثين على قواعد أهل الحساب.
(1) حديث حسن، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، بينهما أهله كما سلف في الرواية (18838) ولا تضر جهالتهم، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (70) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18838) ، وسيرد برقم (18874) .
(2) إسناده صحيح، المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة وإن كان اختلط- قد سمع منه وكيع قبل الاختلاط، والرواة المبهمون الذين روى عنهم عبد الجبار قد جاء التصريح ببعضهم في الرواية المطولة (18866) منهم أخوه علقمة بن وائل، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (725) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (76) و (77) ،=(31/144)
18853 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْيَحْصُبِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، " أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا خَفَضَ، وَإِذَا رَفَعَ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ التَّكْبِيرِ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ "، (1)
__________
= والبيهقي في "السنن" 2/26 من طرق عن المسعودي، بهذا الإسناد. زاد البيهقي: ويسجد بين كفيه.
وأخرجه الطبراني 22/ (74) عن مقدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، به دون ذكر: أهل بيته.
ومقدام ضعيف.
وأخرجه الطبراني 22/ (118) (من حديث طويل) ، والبيهقي 2/30 من طريق محمد بن حجر الحضرمي، عن سعيد بن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن أمه، عن وائل بن حجر، وفيه: ثم وضع يمينه على يسراه على صدره.
وسعيد بن عبد الجبار، قال النسائي: ليس بالقوي. وأم عبد الجبار، وهي أم يحيى قيل: لم يسمع منها، ولم نقف لها على ترجمة.
وقد سلف (18846) و (18848) .
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (18848) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/298 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1021) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (104) - والدارمي (1252) ، والطبراني 22/ (103) و (105) والبيهقي 2/26 من طرق عن شعبة، به.
وعند الطبراني (105) : حتى يرى بياض خديه.
وأخرجه الطبراني 22/ (106) من طريق عبد الأعلى، قال: صليت خلف عبد الرحمن اليحصبي، فسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره=(31/145)
قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ لِي أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ تَغْلِبَ، فِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَبْدُوَ وَضَحُ وَجْهِهِ، فَقُلْتُ لِعَمْرٍو أَفِي الْحَدِيثِ حَتَّى يَبْدُوَ وَضَحُ وَجْهِهِ، فَقَالَ عَمْرٌو: أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ
18854 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ، أَوْ سَمِعَهُ حُجْرٌ، مِنْ وَائِلٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قَالَ: " آمِينَ " وَأَخْفَى بِهَا صَوْتَهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ " (1)
__________
= مثل ذلك، قال: قلت له: من أين أخذت هذا؟ قال: صليت خلف وائل بن حجر، قال: صليت خلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففعل مثل ذلك حتى رأيت بياض خديه.
وأخرجه مختصراً البخاري في "رفع اليدين" (10) ، والنسائي 2/194، والطبراني في "الكبير" 22/ (27) من طريق قيس بن سُلَيْم العَنْبري، عن علقمة، عن أبيه.
وقوله: ويسلم عن يمينه وعن يساره، سيرد (18857) و (18861) .
وفي الباب: باب قوله يكبر إذا خفض وإذا رفع عن أبي مريرة سلف برقم (10519) .
وعن أبي موسى الأشعري، سيرد (19494) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وقوله: حتى يبدو وضح وجهه، له شاهد صحيح من حديث ابن مسعود سلف (3660) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "حتى يبدو وضح وجهه" الوضح بفتحتين: البياض من كل شيء.
(1) حديث صحيح دون قوله: وأخفى بها صوته، فقد أخطأ فيها شعبة كما=(31/146)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سلف بيان ذلك في الرواية السالفة برقم (18843) وقال البخاري- فيما نقله عنه الترمذي في "جامعه" عقب الرواية (248) - وفي "العلل الكبير" 1/217 -218 تعقيباً على هذا الحديث: أخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث، فقال: عن حجر أبي العنبس، وإنما هو حجر بن عنبس، ويكنى أبا السكن، وزاد فيه: عن علقمة بن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو: عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حُجْر، وقال: وخفض بها صوته، وإنما هو: ومدَّ بها صوته. وكذا قال أبو زرعة فيما نقله عنه الترمذي كذلك.
قلنا: ولئن سلَّم الحفاظ في التعارض الواقع بين الرفع والخفض في آمين، ورجحوا رواية سفيان، وجزموا بأن روايته أصح، إلا أنهم لم يسلِّموا في التعارض بين الروايتين فيما دون ذلك، فقد قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/237 في قول شعبة: حجر أبي العنبس، وقول الثوري: حجر بن عنبس، ونقل تصويب البخاري وأبي زرعة لقول سفيان: وما أدري لِمَ لَمْ يصوبا القولين حتى يكون حجر بن عنبس هو أبو العنبس، وبهذا جزم ابن حبان في "الثقات" أن كنيته كاسم أبيه، ولكن قال البخاري: إن كنيته أبو السكن، ولا مانع أن يكون له كنيتان.
قال الحافظ: واختلفا أيضاً في شيء آخر، فالثوري يقول: حجر عن وائل، وشعبة يقول: حجر عن علقمة بن وائل عن أبيه. فذكر أن الطيالسي رواه هكذا في مسنده عن شعبة بزيادة: علقمة بن وائل، وقال: وسمعته- أي حجر- من وائل- وسيرد هذا الطريق في تخريج هذه الرواية- قال الحافظ: فبهذا تنتفي وجوه الاضطراب عن هذا الحديث، وما بقي إلا التعارض الواقع بين شعبة وسفيان فيه في الرفع والخفض، وقد رجحت رواية سفيان بمتابعة اثنين له بخلاف شعبة، فلذلك جزم النقاد بأن روايته أصح، والله أعلم.
وأخرجه الطيالسي (1024) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/57 و178- والدارقطني في "السنن" 1/334 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما (الطيالسي ويزيد) عن شعبة، بهذا الإسناد، إلا أن الطيالسي قال: سمعت=(31/147)
18855 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَبَّرَ حِينَ دَخَلَ، وَرَفَعَ يَدَهُ، وَحِينَ أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، رَفَعَ يَدَيْهِ، وَحِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، رَفَعَ يَدَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ، وَجَافَى وَفَرَشَ فَخِذَهُ الْيُسْرَى مِنَ الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ
__________
= علقمة بن وائل يحدث عن وائل، وقد سمعت من وائل. قال الدارقطني: كذا قال شعبة: "وأخفى بها صوته". ويقال: إنه وهم فيه، لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كُهَيْل وغيرهما رووه عن سلمة، فقالوا: "ورفع صوته بآمين". وهو الصواب.
وأخرجه مختصراً وبتمامه ابنُ حبان (1805) والطبراني في "الكبير" 22/ (2) و (3) و (109) و (112) ، والحاكم 2/232 من طرق عن شعبة، عن سلمة ابن كهيل، عن حجر، عن علقمة، عن وائل، به. إلا أن ابن حبان لم يذكر الإخفاء بها أو الجهر.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" 22/ (115) من طريق موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة، عن علقمة، عن أبيه، قال: صليت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلَم عن يمينه: "السلام عليكم ورحمه الله وبركاته" وعن يساره: "السلام عليكم ورحمة الله". وقال: هكذا رواه موسى بن قيس، عن سلمة، قال: عن علقمة بن وائل، وزاد في السلام: وبركاته.
وقوله: وسلم عن يمينه وعن يساره، سلف برقم (18853) وسيرد برقم (18857) و (18861) .
وقوله: وضع يده اليمنى على يده اليسرى، سلف برقم (18846) . وانظر (18841) .(31/148)
السَّبَّابَةِ " (1)
18856 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، وَيَزِيدُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ يَزِيدُ: " " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَضَعُ أَنْفَهُ عَلَى الْأَرْضِ إِذَا سَجَدَ مَعَ جَبْهَتِهِ " " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه ابن خزيمة (697) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقال: قوله: وفرش فخذه اليسرى: يريد لليمنى، أي: فرش فخذه اليسرى ليضع فخذه اليمنى على اليسرى، كخبر آدم ابن أبي إياس: وضع فخذه اليمنى على اليسرى.
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (27) (مختصراً) ، وابن خزيمة (698) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (83) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18850) .
وفي باب أن يجافي يديه عن جنبيه في الركوع عن أبي حميد الساعدي عند الترمذي (260) ، وابن حبان (1865) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو الذي اختاره أهل العلم أن يجافي الرجل يديه عن جنبيه في الركوع والسجود.
قال السندي: قوله: "وجافى"، أي: عن جنبيه.
"من اليمنى"، أي: جعل اليسرى مفروشة من اليمنى، أي: إذا نظر إلى اليمنى، ظهر أن اليسرى مفروشة دون اليمنى.
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله (18839) غير أن شيخي أحمد هنا: هما: أبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير، ويزيد: وهو ابن هارون.(31/149)
18857 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " (1)
18858 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ كَبَّرَ، يَعْنِي اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ كَبَّرَ، (2) وَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ رَكَعَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَسَجَدَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ ذِرَاعَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَشَارَ بِسَبَّابَتِهِ، وَوَضَعَ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حُجر فقد أخرج له البخاري في "القراءة" وأبو داود والترمذي، وغير صحابيه فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "القراءة" و"رفع اليدين". محمد بن عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الزبيري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (113) من طريق محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18853) و (18854) .
(2) كذا كررت في النسخ الخطية ما عدا (ق) ، والذي في "مصنف" عبد الرزاق- وقد رواه الطبراني كذلك من طريقه-: ثم حين كبر رفع يديه.
قلنا: يعني عند الركوع.(31/150)
الْإِبْهَامَ عَلَى الْوُسْطَى، وَقَبَضَ سَائِرَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ سَجَدَ، فَكَانَتْ يَدَاهُ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ " (1)
18859 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ عَنْهَا، فَقَالَ: إِنِّي أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا دَاءٌ وَلَيْسَتْ بِدَوَاءٍ " (2)
18860 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2522) و (2948) و (3038) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (81) بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18872) .
وسيرد بالأرقام: (18870) و (18871) و (18876) و (18877) و (18878) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (18788) غير شيخ أحمد فهو هنا: عبد الرزاق، وشيخه: هو إسرائيل، وهو ابن يونس بن أبي إسحاق.
وهو في مصنف عبد الرزاق (17101) .
وقد سلف كذلك برقم (18787) من مسند طارق بن سويد.(31/151)
الْقَائِلُ؟ " قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ، فَقَالَ: " لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَلَمْ يُنَهْنْهَا دُونَ الْعَرْشِ " (1)
18861 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ لِي مِنْ وَجْهِهِ مَا لَا
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، وسماع إسرائيل من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه ابن ماجه (3802) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (54) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، به.
وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 2/145-146، والطبراني 22/ (59) من طريق يونس، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطيالسي (1023) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (55) و (56) و (57) و (58) من طرق عن أبي إسحاق، به. إلا أن عندهما أن الرجل قال: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكْرةً وأصيلاً.
وله شاهد صحيح من حديث: أنس بن مالك، سلف برقم (12034) ، بلفظ: "لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها، أيهم يرفعها". وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4627) .
قال السندي: قوله: "طيباً": طاهراً من الرياء والسمعة.
"مباركاً فيه": مبالغة في الكثرة، أو هو لإفادة الدوام.
"فلم يُنَهْنهَّا" بتشديد الهاء الأخيرة، بإدغام هاء الكلمة في هاء الضمير، فإنه نهنه. وفي بعض النسخ: "فلم ينهنهها" بلا إدغام، والمعنى: فلم يكفها ولم يمنعها شيء دون الوصول إلى العرش، أي: إنها وصلت إلى العرش من غير عُروض مانع.(31/152)
أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ مِنْ وَجْهِ رَجُلٍ مِنْ بَادِيَةِ الْعَرَبِ، " صَلَّيْتُ خَلْفَهُ وَكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ كُلَّمَا كَبَّرَ، وَرَفَعَ وَوَضَعَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح دون رفع اليدين عند السجود، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار لم يسمع من أبيه، ولضعف أشعث بن سوار، وهو الكندي. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (71) من طريق هانئ بن سعيد النخعي، عن الأشعث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1022) عن المسعودي، عن عبد الجبار، عن أهله، عن أبيه، أنه صلى مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلم عن يمينه وعن شماله.
وقد سلف برقم (18853) .
وقوله: وكان يرفع يديه كلما كبر ورفع ووضع بين السجدتين.
أخرج نحوه أبو داود (723) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2619) ، وابن حبان (1862) وابن عبد البر في "التمهيد" 9/227، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جُحادة، عن عبد الجبار بن وائل قال: كنت غلاماً صغيراً لا أعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة، عن أبي وائل ابن حجر، به، وفيه: وإذا رفع رأسه من السجود أيضاً رفع يديه.
قلنا: وقوله في الإسناد: وائل بن علقمة، وهم، صوابه علقمة بن وائل، نبَّه عليه المزي في "التحفة" 9/92، وهذا إسناد صحيح، غير أن هذه الزيادة قد عارضها حديث ابن عمر السالف برقم (4540) ، ولفظه: وكان لا يرفع بين السجدتين، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. قال ابن عبد البر في
"التمهيد" 9/227: والسنن لا تثبت إذا تعارضت وتدافعت. ووائل بن حجر إنما رآه أياماً قليلة في قدومه عليه، وابن عمر صحبه إلى أن توفي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحديث ابن عمر أصح عندهم وأولى أن يعمل به من حديث وائل بن حجر. =(31/153)
18862 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعْفِيَّ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ أَوْ كَرِهَ لَهُ أَنْ يَصْنَعَهَا، فَقَالَ: إِنَّمَا نَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ " (1)
18863 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي أَرْضٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِنَّ هَذَا انْتَزَى عَلَى أَرْضِي يَا رَسُولَ اللهِ، فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ وَخَصْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدَانَ، فَقَالَ لَهُ: " بَيِّنَتُكَ " قَالَ: لَيْسَ لِي بَيِّنَةٌ، قَالَ: " يَمِينُهُ " قَالَ: إِذًا يَذْهَبُ بِهَا (2) ، قَالَ: " لَيْسَ لَكَ إِلَّا ذَلِكَ ". قَالَ: فَلَمَّا قَامَ لِيَحْلِفَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ اقْتَطَعَ أَرْضًا ظَالِمًا لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ
__________
= وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (6164) .
قال السندي: قوله: "فكان لي من وجهه ما لا أحب إلخ.." أي فكان كثير الالتفات إلي والإقبال علي بحيث لا أتوقع ذلك الالتفات والإقبال من أصاغر الناس، فكيف من الأكابر لا سيما من مثله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (18788) غير شيخ أحمد، فهو هنا: روح، وهو ابن عبادة.
وقد سلف كذلك برقم (18787) من حديث طارق بن سويد.
(2) لفظ "بها" ليس في (م) .(31/154)
غَضْبَانُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، علقمة بن وائل وأبوه من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعبد الملك: هو ابن عمير.
وأخرجه مسلم (139) (224) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/147-148، وفي "شرح مشكل الآثار" (3223) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/137 و261 وفي "السنن الصغير" (4333) من طريق هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1025) ، والنسائي في "الكبرى" (5990) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (25) (مختصراً) من طرق عن أبي عوانة، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً 22/ (24) من طريق إبراهيم بن عثمان، عن عبد الملك بن عمير، به، إلا أنه سمى الرجل الكندي: الأشعث بن قيس.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 7/4، ومسلم (139) ، وأبو داود (3245) و (3623) ، والترمذي في "جامعه" (1340) ، وفي "العلل الكبير" 1/541، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2620) ، والنسائي في "الكبرى" (5989) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/148، وابن حبان (5074) ، والطبراني 22/ (17) ، والدارقطني 4/211، والبيهقي 10/143 -144 و179 و254 من طريق أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، عن علقمة ابن وائل، عن أبيه، قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا قد غلبني على أرض لي كانت لأبي. فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها، ليس له فيها حق. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للحضرمي: "ألك بينة؟ " قال: لا. قال: "فلك يمينه". قال: يا رسول الله: إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء. فقال: ليس لك منه إلا ذلك" فانطلق ليحلف، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما=(31/155)
18864 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ فِي سُجُودِهِ " " (1)
18865 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكَعَ، فَوَضَعَ
__________
= أدبر: "أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلماً، ليلقين الله وهو عنه معرض ". قال الترمذي: حديث وائل بن حجر حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف (3576) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "انتزى"، أي: وثب.
"بينتك" بالنصب، أي: أحضر بينتك، أو بالرفع، أي: المطلوب بينتك.
"يمينه"، أي: خذ أو اقبل يمينه، أو لك يمينه.
"من اقتطع"، أي: بيمينه.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار لم يسمع من أبيه. والأعمش: وهو سليمان بن مهران مدلس وقد عنعن، وإنما احتملوا تدليسه عن شيوخه الذين أكثر عنهم فيما ذكر الذهبي في "الميزان" في ترجمته، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (62) من طريق الإمام أحمد، عن عبد الصمد، عن حفص بن غياث، عن الأعمش، بهذا الإسناد!
وقد سلف برقم (18839) .(31/156)
يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ " (1)
18866 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، وَمَوْلًى لَهُمْ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ، (2) وَصَفَ هَمَّامٌ حِيَالَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنَ الثَّوْبِ ثُمَّ (3) رَفَعَهُمَا، فَكَبَّرَ فَرَكَعَ، فَلَمَّا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ بَيْنَ كَفَّيْهِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْمَلي.
وقد سلف برقم (18850) .
(2) لفظ "كبر" ليس في (ظ 13) و (ق) و (ص) .
(3) لفظ "ثم" ليس في (ظ13) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الجبار وعلقمة وأبوهما وائل بن حجر من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه مسلم (401) ، وابن خزيمة (906) ، وأبو عوانة 2/97، والبيهقي في "السنن" 2/28 و71، وفي "معرفة السنن والآثار" (2972) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (736) ، والبيهقي 2/98-99 من طريق حجاج بن منهال، والطبراني في "الكبير" 22/ (60) من طريق أبي عمر الحوضي،=(31/157)
18867 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ
__________
= كلاهما عن همام، عن محمد بن جحادة، به، دون ذكر علقمة في الإسناد، وزادا فيه ذكر صفة الركوع.
وأخرجه أبو داود (723) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2619) ، وابن حبان (1862) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/227 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، قال: كنت غلاماً صغيراً لا أعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة، عن أبي وائل
ابن علقمة. فقلب اسم علقمة، وزاد فيه: وإذا رفع رأسه من السجود أيضاً رفع يديه، وهذه الزيادة سلف نحوها والكلام عليها في الرواية (18861) ، فانظرها لزاماً.
وأخرجه ابن خزيمة (905) من طريق عمران بن موسى القزاز، عن عبد الوارث، عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبار قال: كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة أو علقمة بن وائل، عن أبي وائل بن حجر. وقال ابن خزيمة: هذا علقمة بن وائل لا شك فيه، لعل عبد الوارث.
أو من دونه شَك في اسمه.
قلنا: وقد جاء اسمه على الصواب من طريق عبد الوارث فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (61) عن طريق محمد بن عبيد بن حساب وأبي عمر المقعد، عنه، عن محمد بن جحادة، به.
وقد سلف برقم (18858) ، وانظر (18846) .
قال السندي: قوله: "ثم التحف"، أي: تستر، يعني أخرج يديه من الثوب حين كبر للإحرام، فإذا فرغ من التكبير أدخل يديه في الثوب.(31/158)
جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ " (1)
18868 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ " آمِينَ " (2)
18869 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْهَرُ " بِآمِينَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (18845) إلا أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بن آدم، وأبو نعيم. وهو الفضل بن دكين.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (102) من طريق يحيى بن أبي بكيْر، عن شريك، بهذا الإسناد. وفيه: جهر بآمين.
وقد سلف برقم (18842) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن علقمة بن وائل وأباه أخرج لهما مسلم، والبخاري في "القراءة" و"رفع اليدين".
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/58 من طريق الأسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (11) من طريق محمد بن الحسن الأسدي، عن شريك، به.
وقد سلف برقم (18841) و (18842) .(31/159)
18870 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيَّ، أخْبَرَهُ قَالَ: قُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَيْفَ يُصَلِّي؟ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ قَامَ فَكَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا أُذُنَيْهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ الْيُسْرَى، وَالرُّسْغِ وَالسَّاعِدِ، ثُمَّ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، رَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا، ثُمَّ سَجَدَ، فَجَعَلَ كَفَّيْهِ بِحِذَاءِ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَعَدَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، فَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ وَرُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَجَعَلَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الْأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ قَبَضَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَحَلَّقَ حَلْقَةً، ثُمَّ رَفَعَ إِصْبَعَهُ، فَرَأَيْتُهُ يُحَرِّكُهَا يَدْعُو بِهَا "، ثُمَّ جِئْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي زَمَانٍ فِيهِ بَرْدٌ فَرَأَيْتُ النَّاسَ عَلَيْهِمُ الثِّيَابُ تُحَرَّكُ أَيْدِيهِمْ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ مِنَ الْبَرْدِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "فرأيته يحركها يدعو بها" فهو شاذ انفرد به زائدة- وهو ابن قدامة- من بين أصحاب عاصم بن كليب كما سيأتي مفصلاً، ورجال الإسناد ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.
وأخرجه الدارمي (1357) ، والبخاري في "رفع اليدين" (31) ، وأبو داود (727) ، وابن الجارود (208) ، والنسائي في "المجتبى" 2/126-127 و3/37، وفي "الكبرى" (1191) ، وابن خزيمة (480) و (714) ، وابن حبان (1860) ، والطبراني 22/ (82) ، والبيهقي 2/27-28 و28 و132 من طرق عن زائدة، بهذا الإسناد. قال ابن خزيمة: ليس في شيء من الأخبار "يحركها" إلا في هذا الخبر، زائدة ذكره. وقال البيهقي 2/132: فيحتمل أن يكون=(31/160)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المراد بالتحريك الإشارة بها، لا تكرير تحريكها ...
وقوله: "فرأيته يحركها يدعو بها" انفرد بها زائدة من بين أصحاب عاصم ابن كليب، وهم: عبد الواحد بن زياد، وشعبة، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وسفيان بن عيينة، وسلام بن سليم أبو الأحوص، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن إدريس، وقيس بن الربيع، وأبو عوانة، وخالد بن عبد الله
الواسطي.
فحديث عبد الواحد بن زياد العبدي، سلف (18850) ، ولفظه: وأشار بأصبعه السبابة.
وحديث شعبة، سلف (18855) وسيرد (18877) ، ولفظه: وأشار بأصبعه السبابة.
وحديث سفيان الثوري، سلف (18858) وسيرد (18871) ، ولفظه: ثم أشار بسبابته.
وحديث زهير بن معاوية، سيرد (18876) ولفظه: وقبض ثلاثين وحلق حلقة، ثم رأيته يقول هكذا، وأشار زهير بسبابته الأولى، وقبض أصبعين، وحلق الإبهام على السبابة الثانية.
وحديث سفيان بن عيينة عند الحميدي (885) ، والنسائي 3/34- 35، والطبراني 22/ (78) و (85) ولفظه: وأشار بالسبابة.
وحديث أبي الأحوص سلام بن سليم عند الطيالسي (1020) بلفظ: جعل يدعو هكذا، يعني بالسبابة يشير بها.
وحديث بشر بن المفضل عند النسائي 3/35-36، ولفظه: وقبض ثنتين وحلق. ورأيته يقول هكذا، وأشار بالسبابة من اليمنى، وحقَّق الإبهام والوسطى.
وحديث عبد الله بن إدريس الأودي عند ابن ماجه (912) ، ولفظه: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد حلَّق الإبهام والوسطى، ورفع التي تليهما يدعو بها في التشهد.
وحديث قيس بن الربيع عند الطبراني 22/ (79) ولفظه: وأشار بالسبابة.=(31/161)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وحديث أبي عوانة عند الطبراني 22/ (90) ولفظه: ودعا بالسبابة.
وحديث خالد بن عبد الله الواسطي عند البيهقي 2/131، ولفظه: وأشار بالسبابة.
قلنا: فهؤلاء الثقات الأثبات من أصحاب عاصم لم يذكروا التحريك الذي خالف به زائدة، وهذا من أبين الأدلة على وهم زائدة فيه، وليس هو من باب زيادة الثقة كما توهَم بعضهم، لا سيما أن روايتهم تتأيد بأحاديث صحيحة ثابتة عن غير وائل بن حجر، ولم يرد فيها التحريك، وجاء في بعضها إثبات
الإشارة ونفي التحريك، كما ستقف عليه.
فقد سلف من حديث عبد الله بن عمر (5331) من طريق مالك، عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المُعَاوي، أنه قال: رآني عبد الله ابن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة، فلما انصرف نهاني، وقال: اصنع كما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع. قلت: وكيف كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع؟ قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جلس في الصلاة وضع كفَّه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلَّها، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفَه اليسرى على فخذه اليسرى.
وسلف أيضاً (6153) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا قعد يتشهد، وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثاً وخمسين، ودعا.
وعند مسلم (580) (115) : وأشار بالسبابة.
وسلف من حديث عبد الله بن الزبير (16100) قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جلس في التشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بالسبابة، ولم يجاوز بصره إشارته.
وأخرجه أبو داود (989) ، والنسائي 3/37، وأبو عوانة 2/226، والبيهقي 2/131 من طرق عن حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريح، عن زياد بن=(31/162)
18871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= سعد، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يشير بإصبعه إذا دعا، ولا يحركها، وهذا إسناد حسن، وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند أبي عوانة والنسائي والبيهقي، وقد أدرج أبو عوانة في مسنده هذا الحديث تحت قوله: بيان الإشارة بالسبابة إلى القبلة وَرَمْي البَصَرِ إليها وتَرْكِ تحريكها في الإشارة.
وجاء من حديث أبي حميد الساعدي عند الترمذي (293) ، قال: حدثنا بندار محمد بن بشار، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا فليح بن سليمان المدني، حدثنا عباس بن سهل الساعدي، قال: اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلس- يعني للتشهد- فافترش رجله اليسرى، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته، ووضع كفه
اليمنى على ركبته اليمنى، وكفه اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بأصبعه، يعني السبابة. وهذا صحيح لغيره.
وسلف من حديث نمير الخزاعي (15866) من طريق مالك بن نمير الخزاعي، عن أبيه، قال: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قاعد في الصلاة قد وضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعاً بأصبعه السبابة قد حناها شيئاً، وهو يدعو. وهذا حديث صحيح لغيره دون قوله: قد حناها شيئاً.
وسلف من حديث ابن أبزى (15368) : أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يشير بأصبعه السبَّاحة في الصلاة. وهو حديث صحيح. وسلف من حديثه أيضاً (15370) قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جلس في الصلاة، فدعا، وضع يده اليمنى على فخذه ثم كان يشير بأصبعه إذا دعا.
وقوله: "تحرك أيديهم من تحت الثياب" أخرجه ابن خزيمة (457) ، والطبراني 22/ (98) من طريق شريك، عن عاصم، به. وقد سلف برقم (18847) .(31/163)
عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ (1) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَبَّرَ، رَفَعَ (2) يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ حِينَ رَكَعَ، ثُمَّ حِينَ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ مُمْسِكًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا جَلَسَ حَلَّقَ بِالْوُسْطَى وَالْإِبْهَامِ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى " (3)
__________
(1) في (ظ13) : فرأيت.
(2) في النسخ الخطية: ورفع.
(3) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد- وهو ابن ميمون العدني- وثقه العقيلي والدارقطني، وقال البخاري: مقارب، وقال أبو زرعة: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مستقيم الحديث، وصحح أحمد سماعه من سفيان، وقال: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح، وكان ربما
أخطأ في الأسماء، وقد كتبت عنه أنا كثيراً. وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 3/35، وفي "الكبرى" (1187) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (78) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/196 من طريق مؤمل، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد. مختصراً عند النسائي في وضع ذراعيه على فخذيه.
وعند الطحاوي في رفع يديه حيال أُذنيه.
وأخرجه ابن خزيمة (479) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، به مختصراً في وضع يده اليمنى على شماله على صدره، ومؤمَّل فيعه ضَعْف.
وأخرجه النسائي 3/35-36، وابن حبان (1945) ، والطبراني 22/ (80) ، والبيهقي 2/131 من طرق عن عاصم، به.
وأخرجه مقطعاً الطيالسي (1020) ، وابن أبي شيبة 1/233 و2/260،=(31/164)
18872 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتُكْرِهَتْ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " " فَدَرَأَ عَنْهَا الْحَدَّ، وَأَقَامَهُ عَلَى الَّذِي أَصَابَهَا " "، وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ جَعَلَ لَهَا مَهْرًا (1)
__________
= وأبو داود (957) و (728) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (563) و (564) - والنسائي 2/211، وابن ماجه (867) ، وابن خزيمة (477) و (478) و (641) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/196-197 و223، والطبراني 22/ (86) و (87) و (88) و (90) و (96) ، والدارقطني 1/292 و295 من طرق عن عاصم، به. وقد ذكروا فيه جميعاَ: رفع يديه حذو أذنيه.
وقد سلف برقم. (18850) و (18858) .
(1) إسناده ضعيف، لضعف حجاج- وهو ابن أرطاة-، ثم إنه لم يسمع من عبد الجبار- وهو ابن وائل- فيما قاله البخاري، ونقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 2/619، وعبد الجبار لم يسمع كذلك من أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (64) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 9/549-550- ومن طريقه الطبراني 22/ (64) ، والبيهقي 8/235- والترمذي في "جامعه" (1453) ، وفي "العلل" 2/618، وابن ماجه (2598) ، والطبراني 22/ (64) من طريق مُعَمَر ابن سليمان، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالمتصل، ثم قال: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، أن ليس على المستكرهة حدٌ. وقال البيهقي: في هذا الإسناد ضعف من وجهين: أحدهما: أن الحجاج لم يسمع من عبد الجبار، والآخر: أن عبد الجبار لم=(31/165)
18873 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، (1) حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ وَائِلٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ، قَرِيبًا مِنَ الرُّسْغِ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ (2) حِينَ يُوجِبُ حَتَّى تَبْلُغَا أُذُنَيْهِ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ فَقَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فَقَالَ: " آمِينَ " يَجْهَرُ (3)
__________
= يسمع من أبيه، قاله البخاري وغيره.
وسيرد بنحوه في الرواية 6/399.
وانظر حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (1328) .
(1) في (م) : بكر. وهو خطأ.
(2) في الأصول: ويضع وفي (م) : ووضع، والمثبت من الطبراني 22/ (42) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار لم يسمع من أبيه، وزهير وهو ابن معاوية الجعفي -وإن كان سمع من أبي إسحاق، وهو عمرو بن عبد الله السَبيعي بعد الاختلاط- قد توبع، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه مقطعاً الدارمي (1241) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (31) و (42) و (49) ، والبيهقي في "السنن" 2/58 من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (2633) ، والطبراني 22/ (30) من طريق معمر، وابن أبي شيبة 2/425 و14/44، والطبراني 22/ (34) من طريق أبي بكر بن عياش، والنسائي 2/122 و145، والطبراني 22/ (36) من طريق يونس بن أبي إسحاق، والطبراني 22/ (32) و (33) و (35) و (38) و (39) و (40) من طريق إسرائيل، وخديج بن معاوية، وأبي الأحوص، والأعمش، وعبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، وزائدة (على الترتيب) ، والطبراني 22/ (37) ، والدارقطني 1/334-335 من طريق زيد بن أبي أنيسة، عشرتهم عن أبي إسحاق، به.=(31/166)
18874 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَتَمَضْمَضَ، فَمَجَّ فِيهِ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ.، أَوْ قَالَ: مِسْكٌ، وَاسْتَنْثَرَ خَارِجًا مِنَ الدَّلْوِ "، (1)
__________
= مختصراً في ذكر الجهر بالتأمين. قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح! قلنا:
يبقى الإسناد منقطعاً.
وأخرجه مقطعاً الطبراني 22/ (44) و (45) و (46) و (47) و (48) و (50) و (51) و (52) من طريق أبي الأحوص وخديج بن معاوية، ويونس ابن أبي إسحاق، وزائدة، والأعمش (على الترتيب) كلهم عن أبي إسحاق، به.
وقوله: يضع اليمنى على اليسرى قريباً، سلف برقم (18870) .
وقوله: حتى يبلغا أذنيه، سلف برقم (18849) .
وقوله: فقال: "آمين" يجهر، سلف برقم (18841) .
قال السندي: قوله: حين يوجب، من الإيجاب، أي: حين الشروع والإحرام.
(1) حديث حسن، وهو مكرر (18851) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد: وهو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وأخرجه الحميدي (886) ، وابن ماجه (659) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1136) من طريق سفيان بن عيينة، وابن ماجه (659) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/69 من طريق أبي أسامة، كلاهما عن مسعر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (120) عن مقدام بن داود، عن أسد ابن موسى، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عبد الجبار بن وائل، عن بعض أهله، عن أبيه. به. قلنا: ومقدام بن داود ضعيف.
وقد سلف (18838) .(31/167)
18875 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْيُسْرَى " فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي بَكَيْرٍ (1)
18876 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: قُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي، " فَقَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا أُذُنَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: حِينَ أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بِأُذُنَيْهِ، (2) ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ (3) عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَجَدَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَعَدَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، فَخِذِهِ فِي صِفَةِ عَاصِمٍ، ثُمَّ وَضَعَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الْأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَقَبَضَ ثَلَاثِينَ (4) ، وَحَلَّقَ حَلْقَةً. ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَقُولُ هَكَذَا، وَأَشَارَ زُهَيْرٌ بِسَبَّابَتِهِ الْأُولَى، وَقَبَضَ إِصْبَعَيْنِ، وَحَلَّقَ الْإِبْهَامَ عَلَى السَّبَّابَةِ الثَّانِيَةِ "، (5)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (18873) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو حسن بن موسى، وهو الأشيب.
(2) في (ص) و (م) : أذنيه.
(3) في (ظ13) : يده.
(4) في (ق) و (م) : ثلاثاَ.
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (84) من طريق مالك بن إسماعيل،=(31/168)
قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ عَاصِمٌ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، أَنَّ وَائِلًا قَالَ: أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى وَعَلَى النَّاسِ ثِيَابٌ فِيهَا الْبَرَانِسُ وَفِيهَا الْأَكْسِيَةُ، فَرَأَيْتُهُمْ يَقُولُونَ: هَكَذَا تَحْتَ الثِّيَابِ
18877 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، " أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى، فَكَبَّرَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، رَفَعَ يَدَيْهِ وَخَوَّى فِي رُكُوعِهِ، وَخَوَّى فِي سُجُودِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ يَتَشَهَّدُ وَضَعَ فَخِذَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، وَحَلَّقَ بِالْوُسْطَى "، (1)
__________
= عن زهير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18866) .
وقوله: قال زهير: قال عاصم: وحدثني عبد الجبار عن بعض أهله أن وائلاً قال: أتيته مرة أخرى ...
سلف بإسناد صحيح برقم (18870) ، وانظر (18847) .
قال السندي: قوله: ثم قال: حين أراد أن يركع رفع، أي: ثم قال قائل هذا الكلام وهو حين أراد أن يركع رفع، فقوله: "حين" ظرف لقوله "رفع" ويحتمل أن المراد بالقول الفعل، وقوله: "رفع يديه" بدل منه.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وقد سلف برقم (18855) .
قال السندي: قوله: "وخوّى" بالتشديد، أي: باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.(31/169)
18878 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ فِيهِ: وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى قَالَ: وَزَادَ فِيهِ شُعْبَةُ مَرَّةً أُخْرَى: فَلَمَّا كَانَ فِي الرُّكُوعِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَجَافَى فِي الرُّكُوعِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هو أسود بن عامر، وهو ثقة.(31/170)
حَدِيثُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ
18879 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَمَّارًا، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، لَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ خَفَّفْتَهُمَا، قَالَ: هَلْ نَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ خَفَّفْتَهُمَا قَالَ: إِنِّي بَادَرْتُ بِهِمَا السَّهْوَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي، وَلَعَلَّهُ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا عُشْرُهَا، وَتُسْعُهَا، أَوْ ثُمُنُهَا، أَوْ سُبُعُهَا " حَتَّى انْتَهَى إِلَى آخِرِ الْعَدَدِ (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي عبد الرحمن بن الحارث، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له النسائي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعُبيد الله: هو ابن عمر العمري، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقْبُري.
وأخرجه البزار في "مسنده" ((1420) ، والنسائي في "الكبرى" (611) مختصراً، وأبو يعلى في "مسنده" (1615) ، وابن حبان (1889) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/340 عن أبي أسامة، عن عبيد الله العمري، به، مختصراً.
وأخرج نحوه ابنُ المبارك في "البر والصلة" (76) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1649) من طريق عبد الوهَاب الثقفي، كلاهما عن عبيد الله العمري، عن=(31/171)
18880 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّينَ: ائْتُونِي بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ "، فَأُتِيَ بِشَرْبَةِ لَبَنٍ فَشَرِبَهَا ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ (1)
__________
= سعيد المقبري، عن عمر بن أبي بكر، أن عمار بن ياسر ... لم يذكر في الإسناد أبا بكر بن عبد الرحمن، وهذا إسناد منقطع.
وقد سلف بإسناد حسن برقم (18323) و (18324) و (18325) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو البختري: وهو سعيد بن فيروز لم يدرك عمار بن ياسر، قال ابن سعد: يروي عن الصحابة، ولم يسمع من كبير أحد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن سعد 3/257، وابن أبي شيبة 15/302، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (272) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/421 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد كذلك 3/257، والحاكم 3/389، والبيهقي في "الدلائل" 2/552 و6/421 من طرق عن سفيان الثوري، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! وفاتهما أن يعلاه بالانقطاع.
وأخرجه أبو يعلى (1626) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/141 من طريق خالد بن عبد الله- وهو الواسطي- عن عطاء بن السائب، عن ميسرة- وهو ابن يعقوب بن أبي جميلة- وأبو البختري، أن عماراً يوم صفين جعل يقاتل فلا يقتل، فيجيء إلى علي، فيقول: يا أمير المؤمنين، أليس هذا يوم كذا وكذا هو؟ فيقول: أذهب عنك. فقال ذلك مراراً، ثم أُتي بلبنٍ فَشرِبَهُ. فقال عمار: إن هذه لآخر شربة أشربها من الدنيا، ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
قلنا: ميسرة أدرك عماراً، فقد كان صاحب راية علي، روى عنه جمع،=(31/172)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وذكره ابن حبان في "الثقات"، إلا أن في طريقه خالد بن عبد الله الواسطي، وقد سمع من عطاء بعد الاختلاط.
وأخرجه بنحوه مطولاَ ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (271) ، وأبو يعلى (1614) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/421 من طريق الماجشون يعقوب ابن أبي سلمة، وابن سعد 3/258، والحاكم 3/385 من طريق عبد الله بن أبي عبيدة، كلاهما عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مولاة لعمار، هي- عند الحاكم وابن سعد- لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر، ولم نقع لها على ترجمة. وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وثقه ابن معين وعبد الله بن أحمد، واختلف قول أبي حاتم فيه، قال مرة: منكر الحديث، وقال أخرى: صحيح الحديث.
وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (1432) وهو في "كشف الأستار" (2691) (زوائد) من طريق عيسى بن مسلم: وهو أبو داود الأعمى، عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن عبد الله بن شريك العامري، عن مسلم بن مخراق، عن مخراق مولى حذيفة، عن عمار نحوه.
قلنا: مخراق مولى حذيفة لم نجد له ترجمة، ومسلم بن مخراق ذكره المِزِّي تمييزاً، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعيسى بن مسلم وعبد الأعلى بن عامر ضعيفان.
وأخرجه الحاكم 3/389- ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 2/552- من طريق حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده: وهو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعتُ عمار بن ياسر بصفين في اليوم الذي قتل فيه وهو ينادي: أزلفت الجنة، وزوجت الحور العين، اليوم نلقى حبيبنا محمداَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عهد إليَّ أن آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن.
قلنا: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فقد أخرج له مسلم، وهو ثقة وقد أكثر الرواية عن ابن وهب، وانفرد=(31/173)
18881 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ " (1)
__________
= عنه بأحاديث، ولا يضره ذلك، فقد قال ابن عدي: وقد تبحرت حديث حرملة وفتشته الكثير، فلم أجد فيه ما يجب أن يضعف من أجله، ورجل يكون حديث ابن وهب كله عنده، فليس ببعيد إن يغرب على غيره كتباً ونسخاً.
قلنا: وبهذا الإسناد يصح الحديث، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي إلا أنهما قالا: على شرط الشيخين! وفاتهما أن حرملة لم يرو له سوى مسلم.
(1) حديث قوي بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمار بن ياسر. وقد رُوي عن الحسن مرسلاً، وهو الصحيح عنه كما سلف بيان ذلك في الرواية السالفة برقم (12462) .
وزياد أبو عمر- وهو ابن أبي مسلم، ويقال ابن مسلم، الفَرَّاء- مختلف فيه، حسن الحديث، وثقه أحمد وأبو داود وأبو زرعة، واختلف قول ابن معين فيه فضعفه في موضع، ووثقه في موضع آخر، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وليس بقوي في الحديث، وضعفه يحيى بن سعيد القطان، وقال ابن
عدي: إنما أشار يحيى إلى أنه كان يروي حديثين أو ثلاثة، ثم جاء بَعْدُ بأشياء، فإنما يعني- والله أعلم- بأحاديث مقاطيع، فأما المسند، فإني لم أر عنه شيئاً. عبد الرحمن هو ابن مهدي.
وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (1412) - وهو في "كشف الأستار" (2843) (زوائد) ، وابن حبان (7226) ، والرامهرمزي في "الأمثال" ص164 من طريق فضيل بن سليمان- وهو النميري- عن موسى بن عقبة، عن عبيد بن سَلْمان بن الأغر، عن أبيه، عن عمار بن ياسر. قال البزار: وهذا الإسناد أحسن من الأسانيد الأخر التي تروى عن غيره. قلنا: يعني أن هذا الإسناد أحسن ما
يروى عن عمار، وفيه فضيل بن سليمان وعبيد بن سلمان ضعيفان، وقد ذكر عبيد في رجال التهذيب.=(31/174)
18882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، (1) وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا نَمْكُثُ الشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ لَا نَجِدُ الْمَاءَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَكُنْ لِأُصَلِّيَ حَتَّى أَجِدَ الْمَاءَ، فَقَالَ عَمَّارٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَذْكُرُ حَيْثُ كُنَّا بِمَكَانِ كَذَا (2) وَنَحْنُ نَرْعَى الْإِبِلَ، فَتَعْلَمُ أَنَّا أَجْنَبْنَا قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي تَمَرَّغْتُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ وَقَالَ: "
__________
= وأخرجه الطيالسي (647) عن عمران وهو القطان، عن قتادة، حدثنا صاحبٌ لنا، عن عمار، فذكره.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/68، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني. ورجال البزار رجال الصحيح غير الحسن بن قزعة وعبيد بن سَلْمان الأغر، وهما ثقتان، وفي عبيد خلاف لا يضر.
وقد سلف من حديث أنس برقم (12327) ، وسردنا ثمت طرقه وشواهده، فأغنى عن الإعادة هنا.
قال السندي: قوله: "مثل المطر"، أي: المطر كله خير، أوله ينبت وآخره يربي، كذلك هذه الأمة المرحومة المباركة كلها خير، ولم يرد الشك، وإنما أراد أنهم في كثرة الخير تشابه أمرهم وكاد لا يتميز أولهم من آخرهم، وهذا لا ينافي أن أولهم خير في الواقع كما جاء: "خير القرون قرني" الحديث. قيل: الأولون أقاموا الدين والآخرون مهدوا قواعده. وقيل: بل الآخرون أهل زمان عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فإنهم يعودون في الصلاح والخير إلى حال الأولين، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : أبي ثابت، وهو خطأ.
(2) في (ظ 13) و (ق) : كذا وكذا.(31/175)
كَانَ الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ (1) كَافِيَكَ "، وَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ (2) وَجْهَهُ، وَبَعْضَ ذِرَاعَيْهِ. قَالَ: اتَّقِ اللهَ يَا عَمَّارُ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ شِئْتَ لَمْ أَذْكُرْهُ مَا عِشْتُ أَوْ مَا حَيِيتُ قَالَ: كَلَّا وَاللهِ وَلَكِنْ نُوَلِّيكَ مِنْ ذَلِكَ مَا تَوَلَّيْتَ (3)
__________
(1) كلمة "الطيب" لم ترد في (ظ 13) ولا (ص) ، وقد وردت في هامش (س) ، نسخة.
(2) في (م) : ثم مسح بهما.
(3) حديث صحيح دون قوله: وبعض ذراعيه، فقد شك فيها سلمة بن كهيل، كما سلف برقم (18339) ، وأشار إلى ضعفها الحافظ في "الفتح" 1/445، وقد جاء في الرواية الصحيحة (18338) : ومَسَحَ بها وجهه وكفيه، ورجال هذا الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أبي مالك- وهو غزوان الغفاري الكوفي- فمن رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة، وغير عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، فقد روى له البخاري تعليقاً، وأبو داود والنسائي وهو صدوق. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/168، وفي "الكبرى" (302) ، وأبو يعلى (1606) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (915) - ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (514) -، وأبو داود (322) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 19/273- والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/113، والبيهقي في "السنن" 1/210 من طريق محمد بن كثير، والطحاوي أيضاً 1/113 من طريق مؤمل، كلاهما عن سفيان، عن سلمة، عن أبي مالك، عن عبد الرحمن بن أبزى، به. ولفظ=(31/176)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي داود: ثم مسح بهما وجهه ويديه إلى نصف الذراع، ونحوه عند الطحاوي.
وأخرجه أبو داود (323) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن ابن أبزى، عن عمار. ولم يذكر أبا مالك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/159، عن ابن إدريس، وابن المُنذر في "الأوسط" (546) من طريق أبي الأحوص، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/112، والدارقطني في "السنن" 1/184 من طريق شعبة وزائدة، ثلاثتهم عن حصين، عن أبي مالك، عن عمار موقوفاً. ولفظ ابن أبي شيبة: أن عماراً تيمم، فمسح بيديه، ثم مسح بهما وجهه ويديه، ولم يمسح ذراعيه.
وأخرجه الدارقطني 1/183 أيضاَ من طريق إبراهيم بن طهمان، عن حصين، عن أبي مالك، عن عمار، مرفوعاً.
قال الدارقطني: لم يروه عن حصين مرفوعاً غير إبراهيم بن طهمان، ووقفه شعبة وزائدة، وغيرهما، وأبو مالك في سماعه من عمار نظر، فإن سلمة ابن كهيل قال فيه: عن أبي مالك، عن ابن أبزى، عن عمار، قاله الثوري عنه.
وانظر "علل الرازي" 1/11 و23، و"سنن البيهقي" 1/210.
وقد سلف بالرقمين: (18338) و (18339) ، وانظر (18319) ، وسيرد بالرقم (18887) .
قال السندي: قوله: نمكثُ الشهرَ والشهرين، أي: في مكان، فتصيبُنا الجنابة لطول المكث، ولا ماء ثمت، أفنتيمَّم؟
فلم أكن لأصلي، أي: إذا كنتُ جُنُباً. فبيَّن أن اجتهاده يقتضي تأخير الصلاة، لا جواز التيمم للجنابة.
تمرغت: تقلبت في التراب، بظن أن إيصال التراب إلى جميع=(31/177)
18883 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْبُخْتُرِيِّ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أُتِيَ بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، فَضَحِكَ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ آخِرَ شَرَابٍ أَشْرَبُهُ لَبَنٌ حَتَّى أَمُوتَ " (1)
18884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ
__________
= الأعضاء واجبٌ في الجنابة، كإيصال الماء، وبه يظهر أن المجتهد يخطئ ويصيب.
"كان الصعيد"، أي: استعماله على الوجه المعروف.
ثم نفخ فيهما، تقليلاً للتراب، ودفعاً لما ظن أنه لا بد من الإكثار في استعمال التراب.
ثم مسح ... إلخ، ظاهره الاكتفاء بضربة واحدة، وعدم وجوب التيمم إلى المرافق.
اتق الله، أي: في أحكامه، فلا تذكر إلا عن تحفظ.
إن شئتَ. كأنه رأى أن أصلَ التبليغ قد حصلَ منه، وزيادةُ التبليغ غيرُ واجبة عليه، فيجوزُ له تركُه إن رأى عُمرُ فيه مصلحة.
ولكن نُولَّيك، من التوْلية، أي: جعلناك والياً على ما تَصديتَ عليه من التبليغ والفتوى بما تعلم، كأنه أراد أنه ما تذكر، فليس له أن يُفتي به، لكن لعمارِ ذلك، فإنه تذكَّر، وكأنه ما قطع بخطئه، وإنما
لم يذكره، فجوَّز عليه الوَهَم، وعلى نفسه النسيان، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (18880) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.(31/178)
يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمَّارًا يَوْمَ صِفِّينَ، شَيْخًا كَبِيرًا آدَمَ، طُوَالًا آخِذًا الْحَرْبَةَ بِيَدِهِ، وَيَدُهُ تَرْعَدُ فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ، لَعَرَفْتُ أَنَّ مُصْلِحِينَا عَلَى الْحَقِّ، وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلَالَةِ " (1)
__________
(1) هذا الأثر إسناده ضعيف، عبد الله بن سلمة: هو المرادي الكوفي، قد اختلط، وسماع عمرو بن مرة منه بعد اختلاطه، فقد روى شعبة عن عمرو أنه قال: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا فنعرف وننكر، كان قد كَبِرَ، ومن ثََم قال البخاري: لا يتابع في حديثه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/289، 299، وأبو يعلى (1610) ، وابن حبان (7080) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقد وقع في مطبوع ابن أبي شيبة 15/289 سقطٌ وتحريف.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (643) ، وابن سعد 3/256-257، وابن أبي شيبة 15/297، والحاكم 3/384، 392 من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، به.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 15/289 من طريق الأعمش، عن عمرو ابن مرة، عن عبد الله بن سلمة أو عن أبي البختري، عن عمار، به. قلنا: وأبو البختري لم يسمع من عمار، وله طرق أخرى لا يفرح بها.
فقد أخرج ابنُ سعد 3/258 عن الواقدي، عمن سمع من سلمة بن كهيل، وأخرجه البزار في " البحر الزخار" (1410) من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل كلاهما عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن عمار، به. وقال البزار: ولا نعلم رُوي عن ربيعة بن ناجذ، عن عمار إلا هذا الحديث.
قلنا: في إسناد ابنِ سعدٍ الواقدي، وهو متروك، ورجل مبهم. وفي إسناد=(31/179)
18885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتَ قِتَالَكُمْ رَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ. قَالَ حَجَّاجٌ: أَرَأَيْتَ هَذَا الْأَمْرَ، يَعْنِي قِتَالَهُمْ، رَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ؟ فَإِنَّ الرَّأْيَ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، أَوْ عَهْدًا عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ مَا عَهِدَ
__________
= البزار يحيى بن سلمة بن كهيل، وهو متروك كذلك.
وأخرجه الحاكم 3/386 بنحوه من طريق الواقدي، عن عبد الله بن جعفر: وهو المخرمي، عن ابن أبي عون: وهو عبد الواحد، قال: أقبل عمار، وهذا إسناد معضل، والواقدي متروك.
وأورده الطبري في "تاريخه" 5/38 قال: قال أبو مخنف: حدثني الصَقْعب ابن زهير، قال: سمعت عماراً يقول، فذكره، وأبو مخنف: وهو لوط بن يحيى تالف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/242-243 و9/292، وقال في الموضع الأول: رواه الطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن سلمة وهو ثقة! ...
وقال في الموضع الثاني: رواه الطبراني، وإسناده حسن!
قال السندي: قوله: طُوالاً، ضبط بضم الطاء.
تُرعد، ضبط على بناء المفعول.
أن مصلحينا: فيه أن المفسد ولو كان مع أهل الحق فلا يوصف بأنه على الحق.
سَعَفَاتِ هَجَرَ: وقال ابن الأثير في "النهاية": وفي حديث عمار: "لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعَفاتِ" جمع سَعَفَة بالتحريك، وهي أغصانُ النخيل، وقيل: إذا يَبِسَتْ سُميت سَعَفَة، وإذا كانت رطبة فهي شَطْبة، وإنما خصى هجر للمباعدة في المسافة، ولأنها موصوفة بكثرة النخيل.(31/180)
إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي (1) أُمَّتِي " قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ: " إِنَّ فِي أُمَّتِي اثْنَيْ عَشَرَ مُنَافِقًا ". فَقَالَ: " لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ، ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ، سِرَاجٌ مِنْ نَارٍ يَظْهَرُ فِي أَكْتَافِهِمْ حَتَّى يَنْجُمَ فِي (2) صُدُورِهِمْ " (3)
18886 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ،
__________
(1) في هامش (س) : من (نسخة) .
(2) كلمة (في) لم ترد في (ظ13) ولا في (ص) ، وهي نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي نضرة- وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم. حجَّاج: هو ابن محمد المِصيصيّ، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.
وأخرجه مسلم (2779) (10) ، والبزار في مسنده (2788) ، وأبو يعلى (1616) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/262، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن حذيفة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا الإسناد، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل" 2/409-410: هذا يقوله قيس بن عباد عن حذيفة، وليس كل إنسان يقوله.
وقد سلف مختصراً برقم (18313) وسيرد 5/390. وانظر حديث حذيفة الآتي 5/390.
قال السندي: قوله: الدُّبَيْلة، ضبط بضم دال وفتح موحدة. وقوله: سراج، بيان لها. حتى ينجم، أي: ينفذ، ويخرج من صدورهم.(31/181)
أَنَّ عَمَّارًا قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى أَهْلِي لَيْلًا وَقَدْ تَشَقَّقَتْ يَدَايَ، فَضَمَّخُونِي بِالزَّعْفَرَانِ، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، وَلَمْ يُرَحِّبْ بِي، فَقَالَ: " اغْسِلْ هَذَا "، قَالَ: فَذَهَبْتُ فَغَسَلْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ، وَقَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، وَلَمْ يُرَحِّبْ بِي وَقَالَ: " اغْسِلْ هَذَا عَنْكَ "، فَذَهَبْتُ، فَغَسَلْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ، وَرَحَّبَ بِي وَقَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَحْضُرُ جَنَازَةَ الْكَافِرِ، وَلَا الْمُتَضَمِّخَ بِزَعْفَرَانٍ، وَلَا الْجُنُبَ ". وَرَخَّصَ لِلْجُنُبِ إِذَا نَامَ أَوْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ أَنْ يَتَوَضَّأَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، يحيى بن يعمر لم يلق عمار بن ياسر فيما ذكر الدارقطني، بينهما رجل كما سيرد في الرواية (18890) ، وقد نبه على ذلك أبو داود، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم غير بهز بن أسد العَمِّي، فقد روى له الشيخان.
وأخرجه الطيالسي (646) ، وابن أبي شيبة 1/62 و4/414، وأبو داود (225) و (4176) و (4601) - ومن طريقه البيهقي 5/36-، والترمذي (613) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (267) - والبزار في "البحر الزخار" (1402) ، وأبو يعلى (1635) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
قال أبو داود: بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود (4180) ، والبيهقي 5/36 من طريق الحسن بن أبي الحسن- وهو البصري- عن عمار رضي الله عنه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "ثلاث لا تقربُهم الملائكةُ بخير: جيفة الكافر، والمتضمخ بخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ". قلنا: الحسن لم يسمع من عمار.=(31/182)
18887 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ التَّيَمُّمِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَمَا تَذْكُرُ حَيْثُ كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْتُ فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّمَا يَكْفِيكَ هَكَذَا ". وَضَرَبَ شُعْبَةُ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَنَفَخَ فِي يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً (1)
__________
= وقد صحَّ نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتزعفر الرجل من حديث أنس، وقد سلف (11978) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر حديث ابن عمر (5717) .
وفي باب إباحة النوم للجنب عن ابن عمر سلف (4662) وإسناده صحيح على شرط الشيخين وذكر هناك بقية أحاديث الباب.
وفي إباحة الأكل للجنب: عن عائشة عند ابن حبان (1218) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال السندي: قوله: "فضمخوني" بالتشديد، أي: لطخوني.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، والحكم: هو ابن عتيبة، وذر: هو ابن عبد الله المُرهبي، وابن عبد الرحمن بن أبزى: هو سعيد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/169، وقي "الكبرى" (304) من طريق بهز، بهذا الإسناد.
وهو مكرر الحديث رقم (18332) ، وانظر الحديث رقم (18319) .
قال السندي: قوله: على ركبتيه: موضع الضرب على الأرض لظهور الأمر.(31/183)
18888 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَبِي الْيَقْظَانِ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَلَكَ (1) عِقْدٌ لِعَائِشَةَ، فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَضَاءَ الْفَجْرُ، فَتَغَيَّظَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ الرُّخْصَةُ فِي الْمَسْحِ بِالصُّعُدَاتِ "، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ، لَقَدْ نَزَلَ عَلَيْنَا فِيكِ رُخْصَةٌ، فَضَرَبْنَا بِأَيْدِينَا لِوُجُوهِنَا، (2) وَضَرَبْنَا بِأَيْدِينَا ضَرْبَةً إِلَى الْمَنَاكِبِ وَالْآبَاطِ (3)
18889 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَاشِدٍ قَالَ:
__________
(1) في (س) و (م) و (ص) : هلك.
(2) في (م) : إلى وجوهها. وهو تحريف.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عماراً فيما ذكر المزي في "تحفة الأشراف" 7/481، و"تهذيب الكمال". وقد سلف متصلاً برقم (18322) بذكر ابن عباس بينهما. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وابن أبي
ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه الطيالسي (637) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/208- وأبو يعلى (1633) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/111، والشاشي في "مسنده" (1040) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما (الطيالسي ويزيد) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. ولم يذكر يزيد في روايته: ضربتين.
وأخرجه ابن ماجه (565) من طريق ليث بن سعد، عن الزهري، به.
وسيرد بالرقمين (18891) و (18893) .(31/184)
خَطَبَنَا عَمَّارٌ، فَتَجَوَّزَ فِي خُطْبَتِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: لَقَدْ قُلْتَ قَوْلًا شِفَاءً، فَلَوْ أَنَّكَ أَطَلْتَ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ نُطِيلَ الْخُطْبَةَ " (1)
18890 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخَوَّارِ، أَنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ يَعْمَرَ، يُخْبِرُ عَنْ رَجُلٍ، أخْبَرَهُ،
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي راشد صاحب عمار، فقد تفرد بالرواية عنه عديُّ بن ثابت، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/578، وقال الذهبي في "الميزان" 4/523: لا يعرف. وللاختلاف فيه على عدي بن ثابت كما سيرد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير العلاء بن صالح، فمن رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو صدوق. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/114، وأبو داود (1106) ، وأبو يعلى (1621) ، والحاكم 1/289، والبيهقي في "السنن" 3/208، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 10/19 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد، قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه أبو يعلى (1618) ، والبزار (1430) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن العلاء بن صالح، به. قال البزار: ولا نعلم روى أبو راشد عن عمار إلا هذا الحديث.
وخالف العلاء عن عدي مسعرٌ، فرواه عن عدي بن ثابت، عن عمار مرسلاً، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/224.
وقد سلف بإسناد صحيح من طريق واصل بن حَيَّان، عن أبي وائل، عن عمار برقم (18317) بلفظ: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئنَّةٌ مِن فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة، فإن من البيان لسحراً".(31/185)
عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، زَعَمَ عُمَرُ أَنَّ يَحْيَى قَدْ سَمَّى ذَلِكَ الرَّجُلَ، وَنَسِيَهُ عُمَرُ:، أَنَّ عَمَّارًا قَالَ: تَخَلَّقْتُ خَلُوقًا، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: " اذْهَبْ يَا ابْنَ أُمِّ عَمَّارٍ فَاغْسِلْ عَنْكَ "، فَرَجَعْتُ فَغَسَلْتُ عَنِّي، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَانْتَهَرَنِي أَيْضًا قَالَ: " ارْجِعْ فَاغْسِلْ عَنْكَ " فَذَكَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1)
18891 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ مَعَهُ عَائِشَةُ، فَهَلَكَ عِقْدُهَا، فَحُبِسَ (2) النَّاسُ فِي ابْتِغَائِهِ حَتَّى أَصْبَحُوا، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَنَزَلَ التَّيَمُّمُ، قَالَ عَمَّارٌ: " فَقَامُوا فَمَسَحُوا (3) ، فَضَرَبُوا أَيْدِيَهُمْ، فَمَسَحُوا بِهَا (4) وُجُوهَهُمْ، ثُمَّ عَادُوا
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عمار، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن عطاء بن أبي الخوار فمن رجال مسلم. وابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وروح: هو ابن عُبادة.
وهو عند عبد الرزاق (6145) .
وأخرجه أبو داود (4177) -ومن طريقه البيهقي 5/36- من طريق محمد ابن بكر، عن ابن جريج، به. وزاد: قال: قلت لعمر: وهم حرم؟ قال: لا، القوم مقيمون.
وقد سلف برقم (18886) .
(2) في (م) : فحبس.
(3) في (م) : فمسحوا بها.
(4) سقطت لفظة "بها"من (م) .(31/186)
فَضَرَبُوا بِأَيْدِيهِمْ ثَانِيَةً، ثُمَّ مَسَحُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى الْإِبِطَيْنِ "، أَوْ قَالَ: " إِلَى الْمَنَاكِبِ " (1)
18892 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشِ بْنِ أَنَسٍ، سَمِعَهُ مِنْ عَلِيٍّ، يَعْنِي عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ، كُنْتُ أَجِدُ الْمَذْيَ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ أَنَّ (2) ابْنَتَهُ عِنْدِي، فَقُلْتُ لِعَمَّارٍ: سَلْهُ، فَسَأَلَهُ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عماراً، وقد سلف الكلام عليه في الحديث (18888) . ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 19/285 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (827) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (1632) ، وابن المنذر في "الأوسط" (535) .
وأخرجه الشافعي في "مسنده" (بترتيب السندي) (128) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1566) ، والحازمي في "الاعتبار" ص58 - عن الثقة، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، عن عمار. قال الحازمي: هكذا رواه الشافعي، عن الثقة، عن معمر. قال ابن عبد البر: ثم قد رُوي عن عمار خلافُ ذلك في التيمم، رواه عنه عبد الرحمن ابن أبزى، فاختلف عليه فيه، فقال عنه قوم: ومسح ذراعيه إلى نصف الساعد، وقال آخرون: إلى المرفقين، وقال أكثرهم عنه فيه: وجهه وكفيه.
قلنا: رواية عبد الرحمن بن أبزى سلفت برقم (18319) ، ورواية المرفقين سلفت برقم (18333) ، ورواية الساعد سلفت برقم (18882) .
وقد سلف برقم (18888) .
(2) في هامش (س) إذ، نسخة، وفي (ق) : لكون أن.(31/187)
فَقَالَ: " يَكْفِي مِنْهُ الْوُضُوءُ (1)
18893 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ الرُّخْصَةَ الَّتِي أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الصَّعِيدِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ، قَالَ: " إِنَّهُمْ ضَرَبُوا أَكُفَّهُمْ فِي الصَّعِيدِ، فَمَسَحُوا بِهِ وُجُوهَهُمْ مَسْحَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عائش بن أنس وهو البكري، فلم يرو عنه غير عطاء -وهو ابن أبي رباح- وجهله الذهبي في "الميزان"، وذكره ابنُ حبان في "الثقات " على عادته في توثيق المجاهيل. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (39) والنسائي في "المجتبى" 1/97، وفي "الكبرى" (150) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/47، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/203، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء" 2/514-515 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وخالف سعيد بن منصور الرواة عن سفيان، فرواه -فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 21/203 من طريقه- عنه، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، عن علي، به.
وقال ابن عبد البر: هكذا قال عطاء، عن ابن عباس، عن علي.
وأخرجه عبد للرزاق (601) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (562) - عن معمر، عن عمرو، عن عطاء، عن عائش، قال: قال علي للمقداد ...
فجعله من مسند المقداد، وقد سلف من حديث المقداد برقم (16725) .
وانظر حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (606) .
قال السندي: قوله: "فقلت لعمار" ولا ينافيه ما جاء أنه قال لمقداد لجواز أنه قال لهما جميعاً.(31/188)
عَادُوا فَضَرَبُوا فَمَسَحُوا أَيْدِيَهُمْ (1) إِلَى الْمَنَاكِبِ وَالْآبَاطِ " (2)
18894 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَنَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، فَأَخَفَّ الصَّلَاةَ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ قُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ خَفَّفْتَ قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتَنِي انْتَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَإِنِّي بَادَرْتُ بِهَا سَهْوَةَ الشَّيْطَانِ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا نِصْفُهَا " (3)
__________
(1) في (م) : أيديهم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عماراَ، وقد سلف الكلام عليه في الحديث رقم (18888) .
ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه أبو داود (318) (319) ، وابن ماجه (571) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد.
ووقع في رواية ابن ماجه: "فأمر المسلمين فضربوا بأكفهم التراب، ولم يقبضوا من التراب شيئاً، فمسحوا بوجوههم مسحة واحدة، ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى، فمسحوا بأيديهم". وليس فيها ذكر المناكب والآباط.
(3) حديث صحيح، عبد الله بن عَنَمة- وقيل: عبد الرحمن- نسبه ابن يونس مزنياً، وذكر أنه شهد فتح الإسكندرية، وذكر ابنُ منده أن الذي له صحبة لا تعرف له رواية، وذكر ابن المديني أنه لعله أبو لاس الوارد ذكره في الرواية (18323) ، فذكر الحافظ أن الصواب أنه غيره، وأن أبا لاس لا يُعرف اسمه،=(31/189)
حَدِيثُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18895 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ الْجَدَلِيِّ، قَالَ: خَطَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ، فَقَالَ: أَلَا إِنِّي قَدْ جَالَسْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَأَلْتُهُمْ، أَلَا وَإِنَّهُمْ حَدَّثُونِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَنْسِكُوا (1) لَهَا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ
__________
= قلنا: فإن لم يكن عبد الله بن عنمة صحابياً، فهو مجهول الحال، فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وبقية رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو داود (796) ، والنسائي في "الكبرى" (612) من طريق بكر ابن مضر مختصراً، وأخرجه البزار في "مسنده" ((1421) ، والبيهقي في "السنن" 2/281، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن عَنَمة) من طريق أبي عاصم، كلاهما عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد، وقد اختُلف على ابن عجلان فيه:
فأخرجه الحميدي (145) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن رجل من بني سليم، عن عبد الله بن عنمة الجهني (كذا) أن رجلاً رأى عمار بن ياسر يصلي صلاةً أخفَّها ...
وأخرجه أبو يعلى (1628) من طريق سفيان الثوري، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، أن عماراً صلى، فقال له رجل: لقد خففت الصلاة.... وهذا إسناد منقطع، فإن سعيداً المقبري لا يروي عن عمار.
وقد سلف بإسناد حسن برقمي (18323) و (18879) .
(1) في (م) : وأن تشكوا، وهو تحريف. قال السندي: وانسكوا من النسك، والمراد به الحج، أي: حجوا للرؤية أيضاً.(31/190)
فَأَتِمُّوا ثَلَاثِينَ، وَإِنْ شَهِدَ شَاهِدَانِ مُسْلِمَانِ، فَصُومُوا وَأَفْطِرُوا " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج: وهو ابن أرطاة، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/167- 168 من طريق يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أرطاة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/132-133، وفي "الكبرى" (2426) ، من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن حسين بن الحارث الجدلي، به، لم يذكر الحجاج في إسناده. قال المزي: والصواب ذكره.
وقوله: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين" له شاهد من حديث أبي هريرة، وقد سلف (7516) ، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك تتمة شواهده.
وقوله: "وإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا".
له شاهد من حديث بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سلف برقم (18824) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث أنس بن مالك السالف برقم (13974) .
وقوله: "وانسكوا لها" له شاهد من حديث الحارث بن حاطب عند أبي داود (2338) والدارقطني 2/167، والبيهقي 4/274 ولفظه: عهد إلينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ننسك، فإن لم نره وشهد شاهدا عدل، نسكنا بشهادتهما. قال الدارقطني: إسناده متصل صحيح.
قال السندي: "وإن شهد شاهدان مسلمان" بإطلاقه، يشمل الغيم وعدمه فهو حجة على من لا يقبل بلا غيم إلا شهادة جم غفير.(31/191)
حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ
18896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيُّ اللَّيْلِ أَجْوَبُ؟ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَسْمَعُ، قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ، وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ " (1)
18897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يُصَلَّى الْفَجْرُ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَكُونَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَكُونَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " قَالَ: " إِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ وَجْهِكَ، وَإِذَا
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن كعب بن مرة البهزي. سفيان: هو الثوري: ومنصور: هو ابن المعتمر.
وقد سلف الحديث بأطول مما هنا برقم (18059) عن محمد بن جعفر عن شعبة عن منصور، عن سألم عن كعب بن مرة. دون ذكر الرجل المبهم بين سألم وكعب. وانظر ما بعده.(31/192)
غَسَلْتَ يَدَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ يَدَيْكَ، وَإِذَا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ رِجْلَيْكَ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3949) مختصراً.
وانظر ما قبله.(31/193)
حَدِيثُ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ (1)
18898 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَسَدِيِّ أَحَدُ بَنِي عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَامَ قَائِمًا فَقَالَ: " عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ الْإِشْرَاكَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} [الحج: 31] " (2)
__________
(1) هو أزديٌّ، كنيته أبو أيمن، ويقال: أبو يحيى. اختلف في وقت إسلامه، فقيل: شهد بدراَ، وقيل: أسلم أيام الفتح، وهو قول الواقدي وبه جزم ابن سعد. مات في عهد معاوية بن أبي سفيان. انظر "الإصابة" 2/275.
(2) إسناده ضعيف لجهالة والد سفيان العصفري- واسمه زياد- وحبيب بن النعمان الأسدي. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه المزي في ترجمة أيمن بن خريم من "تهذيب الكمال" 3/446 -447 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/257-258، وأبو داود (3599) ، وابن ماجه (2372) ، والطبراني في "الكبير" (4162) من طريق محمد بن عبيد، به.
وورد في المطبوع من "سنن" الترمذي (2300) من طريق محمد بن عبيد، به.
وقال: وهذا عندي أصح، وخريمُ بن فاتك له صحبة. أي: من حديث مروان بن معاوية، عن سفيان العصفري، عن فاتك بن فضالة، عن أيمن بن خريم، السالف برقم (17603) . قلنا: وهذا الحديث غير موجود في الأصول الخطية من "سنن الترمذي" ولم يعزه المزي في "تحفة الأشراف" 3/122=(31/194)
18899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ خُرَيْمٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ فِيكَ اثْنَتَيْنِ كُنْتَ أَنْتَ " قَالَ: إِنْ وَاحِدَةً تَكْفِينِي (1) قَالَ: " تُسْبِلُ إِزَارَكَ، وَتُوَفِّرُ شَعْرَكَ " قَالَ: لَا جَرَمَ وَاللهِ لَا أَفْعَلُ (2)
__________
= للترمذي. وزاده فيه المحقق معتمداً على المطبوع!
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 17/154 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن سفيان العصفري، به. وسقط من مطبوعه "حبيبُ بن النعمان".
وأخرجه العقيلي 3/433-434 من طريق غالب بن غالب، عن أبيه، عن جده، عن جندب، عن خريم بن فاتك. وهذا إسناد ضعيف.
وانظر أحاديث الباب في تحريم شهادة الزور عند حديث أيمن بن خريم السالف برقم (17603) .
(1) في هامش (س) : لتكفيني.
(2) حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، شمر: وهو ابن عطية الأسدي لم يدرك خريم بن فاتك. ومعمر- وهو ابن راشد الأزدي- وإن لم يتحرر لنا أمره، أسمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط أم بعده؟ متابع.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" برقم (19986) لكن تحرف في مطبوعه قوله: عن خريم رجل من بني أسد إلى: عن جرير عن رجل من بني أسد.
وأخرجه ابن سعد 6/38، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1044) ، والطبراني في "الكبير" (4156) من طريق إسرائيل- وهو ابن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي- والطبراني أيضاً (4158) من طريق قيس بن الربيع، والحاكم 4/195، والبيهقي في "الآداب" (701) من طريق عمار بن رُزَيق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق.، بهذا الإسناد. ورواه قيس بن الربيع عن أبي إسحاق مقروناَ بأبي حَصين، واسمه عثمان بن عاصم الأسدي.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وتحرف في مطبوعه=(31/195)
18900 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَعْمَالُ
__________
=- أي الحاكم- اسم شِمْر إلى سمرة.
وأخرجه ابنُ سعد 6/38 من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن شِمْر، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4160) من طريق الحسين بن منصور الرقي، عن أبي الجواب، عن عمار بن رُزيق، وأخرجه أيضاً (4159) ، والحاكم 3/622 من طريق يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، كلاهما عن الأعمش، عن شِمْر بن عطية، به. والحسين بن منصور الرقي لم يرو عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وإبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة المسعودي لم نقف له على ترجمة، والأعمش لم يسمع من شمر بن عطية، وشمر لم يدرك خريم بن فاتك، وقد سكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: إسناده مظلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4161) ، وفي "الأوسط " (3530) ، وفي "الصغير" (415) من طريق يونس بن بكير، عن المسعودي، عن عبد الملك ابن عمير، عن أيمن بن خُريم، عن أبيه، به.
وقال: تفرد به يونس بن بكير.
قلنا: لم يتحرر لنا سماع يونس بن بكير من المسعودي أقبل الاختلاط أم بعده؟.
وسيأتي برقم (18901) و (19037) .
قال السندي: قوله: "كنت أنت"، أي: كنت من الخير بحيث يقال لك: أنت الرجل.
"تكفيني"، أي: في الحط عن الكمال.
"تسبل" من الإسبال.
"توفر" من التوفير، والمراد التطويل.(31/196)
سِتَّةٌ، وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ، فَمُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَحَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَحَسَنَةٌ بِسَبْعِ مِائَةٍ، فَأَمَّا الْمُوجِبَتَانِ: فَمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ، وَأَمَّا مِثْلٌ بِمِثْلٍ: فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى يَشْعُرَهَا قَلْبُهُ، وَيَعْلَمَهَا اللهُ مِنْهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً، كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَبِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ فَحَسَنَةٌ بِسَبْعِ مِائَةٍ، وَأَمَّا النَّاسُ، فَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد اختلف فيه على الركين بن الربيع: وهو ابن عُميلة الفزاري، فرواه عنه المسعودي- كما في هذه الرواية والرواية الآتية برقم (19039) - عنه، عن أبيه، عن خريم بن فاتك، ولكن في طريقه يزيد بن هارون، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وهما ممن سمع منه بعد الاختلاط، وتابع المسعوديَّ عمرو بن قيس الملائي- كما عند الطبراني في "الكبير" (4152) ، وفي "الأوسط" (4071) - ولكن في طريقه شيخ الطبراني وهو علي ابن سعيد الرازي، قال الدارقطني: ليس بذاك.
ورواه مسلمة بن جعفر كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 8/423، والطبراني في "الكبير" (4151) ، والحاكم 2/87، والبيهقي في "الشعب" (4269) و (4270) عن الركين، عن عمه، عن أبيه، عن خريم، به. ومسلمة ابن جعفر مجهول الحال، فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهله الذهبي في "الميزان".
ورواه عبيدة بن عبد الرحمن- كما عند البيهقي في "الشعب" (4269) - عن الركين، عن عمه، به. ولم يذكر أباه في الإسناد، وعبيدة، قال ابن حبان في=(31/197)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "المجروحين" 2/199: يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل الاحتجاج به بحال.
ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي- كما في الرواية (19035) - وزائدة ابن قدامة- كما في الروايتين (19036) (19038) - كلاهما عن الركين، عن أبيه، عن عمه يُسير بن عُميلة، عن خريم بن فاتك، به. وهو الصحيح فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 8/423.
ويُسيَر بن عميلة- ويقال أيضاً أُسير- وإن كانوا لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، فإنما هما أخوه وابن أخيه، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فمثله ترتفع جهالة الحال عنه، ويحسّن حديثه، وقد حسنه الترمذي عقب الرواية (1625) فقال: وهذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث الركين ابن الربيع.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (19035) و (19036) و (19038) و (19039) .
وقوله: "الموجبتان، فمن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار".
له شاهد من حديث جابر عند مسلم (93) (151) ، وقد سلف برقم (14488) .
وذكرنا أحاديث الباب في تخريج رواية عبد الله بن عمرو بن العاص السالفة برقم (6586) .
وفي الباب في قوله: "فمن هَم بحسنة حتى يشعرها قلبه ويعلمها الله منه كتبت له حسنة، ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة، ومن عمل حسنة فبعشر أمثالها".
من حديث أبي هريرة، سلف (7196) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فموجبتان"، أي: فخصلتان من الستة موجبتان، وعملان من الستة كل منهما مثل في مقابلة مثل، وحسنتان من الستة حسنة بعشرة، وحسنة بسبع مئة. =(31/198)
18901 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا خُرَيْمُ، لَوْلَا خَلَّتَانِ (1) فِيكَ " قُلْتُ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِسْبَالُكَ إِزَارَكَ، وَإِرْخَاؤُكَ شَعْرَكَ " (2)
18902 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ فَاتِكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ " ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: {اجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (3)
__________
= "حتى يشعرها قلبه" من الإشعار، و"قلبه" بالنصب على أنه مفعول ثانٍ.
(1) في (ظ 13) و (س) و (ص) : لولا خلتين، وضبب فوقها في (س) وعند السندي: لولا خصلتين، قال: أي: وجود خلتين، فحذف المضاف وترك المضاف إليه على الجر على لغة قليلة، وفي بعض النسخ: خصلتان، وهو الأظهر.
(2) حديث حسن بطرقه، شمر بن عطية لم يدرك خريم بن فاتك، وأبو بكر: وهو ابن عياش- وإن كان سماعه من أبي إسحاق ليس بذاك القوي- توبع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4157) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18899) ، وسيكرر برقم (19037) سنداً ومتناً.
(3) إسناده ضعيف، فاتك بن فضالة- وهو ابن شريك- مجهول، وأيمن ابن خريم- وهو ابن فاتك الأسدي- مختلف في صحبته. سفيان بن زياد: هو أبو الورقاء العصفري.=(31/199)
حَدِيثُ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ (1)
18903 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمِّهِ (2) قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ: وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ " (3)
__________
= وهو مكرر (17603) سنداً ومتناً.
(1) قال السندي: قطبة بن مالك الثعلبي- بمثلثة ومهملة- من بني ثعلبة، وقيل: هو ثُعَلِي- بضم مثلثة وفتح عين- نسبة إلى ثُعَل، قبيلة من طيِّىء مشهورة، له صحبة، عداده في الكوفيين.
(2) لفظ: عمه ليس في (ظ 13) ولا (ص) ، وهي نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد". يعلى: هو ابن عُبيد الطنافسي، ومِسْعَر: هو ابن كِدام.
وأخرجه أبو عوانة 2/160 من طريق يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (306) ، وأبو عوانة 2/160، وابن قانع في "معجمه" 2/362-363، والطبراني في "الكبير" 19/ (25) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/408 من طرق عن مسعر، به.
وقال الترمذي: حديث قطبة بن مالك حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1256) ، والشافعي في "مسنده" 1/85 (ترتيب السندي) وعبد الرزاق في "مصنفه" (2719) ، والحميدي (825) ، وابن أبي شيبة 1/353، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص56، ومسلم (457) ، والترمذي (306) ، والنسائي في "المجتبى" 2/157، وفي "الكبرى" (1022) و (11521) ،- وهو في "التفسير" (541) - وابن ماجه (816) ، والدارمي (1297) و (1298) ، وأبو يعلى (6841) ، وابن خزيمة (527) و (1591) =(31/200)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ
18904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ خَالِهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُعْشِرُ قَوْمِي؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلَيْسَ عَلَى الْإِسْلَامِ عُشُورٌ " (1)
__________
= وأبو عوانة 2/159 و160، وابن قانع 2/363، وابن حبان (1814) ، والطبراني 19/ (26-35) ، والحاكم 2/464 والبيهقي في "السنن" 2/388 و389، وفي "معرفة السنن والآثار" (4803) ، والبغوي في "شرح السنة" (602) من طرق عن زياد بن علاقة، به.
وفي الباب عن رجل من أهل المدينة، سلف برقم (16396) .
وعن جابر بن سمرة عند مسلم (458) ، وسيرد 5/90.
وعن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، سيرد 6/435 و463.
قال السندي: قوله: "يقرأ في الفجر (والنخل باسقاتٍ) " أي: سورة ق.
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وهو مكرر (15895) سنداً ومتناً.
قال السندي: "على الإسلام" أي: على أهله.(31/201)
حَدِيثُ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ
18905 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلِي بِلَقُوحٍ، وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: بِلَقْحَةٍ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلُبَهَا، ثُمَّ قَالَ: " دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ " قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: " لَا تُجْهِدَنَّهَا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال يعقوب بن بحير، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16702) ، ولأحمد في هذا الإسناد شيخان: وكيع:
وهو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير.
وقد سلف من طريق وكيع برقم (16704) ، وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً برقم (18980) .
وأخرجه هنَّاد في "الزهد" (795) ، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/339 عن ابن المثنى، كلاهما عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/339 عن أبي الوليد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن ابن سنان، عن يعقوب، به. زاد في الإسناد: ابن سنان بين الأعمش ويعقوب.(31/202)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ
18906 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُعِزَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: دَعَا بِلَالٌ لِلصَّلَاةِ، فَقَالَ: " مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ "، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقَالَ: قُمْ يَا عُمَرُ فَصَلِّ بِالنَّاسِ. قَالَ: فَقَامَ، فَلَمَّا كَبَّرَ عُمَرُ سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ، وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا مُجْهِرًا قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: " فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ، يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ " قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ تِلْكَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَمْعَةَ: قَالَ لِي عُمَرُ: وَيْحَكَ، مَاذَا صَنَعْتَ بِي يَا ابْنَ زَمْعَةَ، وَاللهِ مَا ظَنَنْتُ حِينَ أَمَرْتَنِي إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ. قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ حِينَ لَمْ أَرَ أَبَا بَكْرٍ رَأَيْتُكَ أَحَقَّ مَنْ حَضَرَ بِالصَّلَاةِ (1)
__________
(1) ابن إسحاق- وهو محمد- مدلس، ولم يصرح هنا بالتحديث، قال الإمام=(31/203)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أحمد: كان ابن إسحاق يدلس، إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماعٌ قال: حدثني، وإذا لم يَكُنْ قال: قال.
قلنا: وابن إسحاق- وإن صرح بالتحديث في رواية أبي دواد (4660) - قد اختلف عليه في إسناده، ثم إن في متنه ما يمنع القول بصحته
وأخرجه أبو داود (4660) عن عبد الله بن محمد النفيلي، عن محمد ابن سلمة، عن ابن إسحاق، به. وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث!
وقد روي الحديث من طريق النفيلي شيخ أبي داود دون ذكر تصريح ابن إسحاق بسماعه من الزهري، فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 13/ (446) من طريق ابن أبي شعيب الحراني، وفي "الأوسط" (1069) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن زيد الحراني، كلاهما عن النفيلي، عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، به. ولم يرد من طريقهما تصريح ابن إسحاق بالسماع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1161) عن سليمان بن عمر بن خالد الرقي، عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، به. ولم يرد به تصريح ابن إسحاق بالسماع كذلك.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/243 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4253) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، كلاهما عن ابن إسحاق، به. ولم يصرح ابن إسحاق عندهما بالتحديث.
نَعَمْ، قد ورد التصريح بسماعه عند الحاكم 3/640-641 من طريق أحمد ابن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، عنه، ويونس بن بكير، قال أبو داود: ليس هو عندي حجة، يأخذ كلام ابن إسحاق، فيوصله بالأحاديث. ثم إنه قد اضطرب فيه، فقد رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4254) من طريق أحمد بن عبد الجبار كذلك، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فزاد
راوياً بين ابن إسحاق والزهري هو يعقوب بن عتبة بن المغيرة، وأحمد بن=(31/204)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الجبار فيه ضعف أيضاً، وقال ابن عدي: نسبوه إلى أنه لم يسمع من كثير ممن حدَّث عنهم.
وأخرجه ابن سعد 2/220-221 من طريق الواقدي، وابن أبي عاصم في "السنة" (1162) ، وفي "الآحاد والمثاني" (1606) ، والطبراني في "الكبير" 13/ (448) من طريق عبد الله بن موسى التيمي، كلاهما عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، به. والواقدي متروك، وعبد الله بن موسى ضعيف، قال فيه ابن حبان: يرفع الموقوف، ويسند المرسل، لا يجوز الاحتجاج به.
وأخرجه ابن قانع 2/134، والطبراني في "الكبير" 13/ (447) من طريق رشدين بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، به. ورشدين ضعيف، عنده مناكير.
وأخرجه أبو داود (4461) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/454، وابن أبي عاصم في "السنة" (1160) من طريق محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن زمعة، به.
وموسى بن يعقوب ضعيف، قال علي ابن المديني: منكر الحديث، وقال الدارقطني: لا يحتج بحديثه. وعبد الرحمن بن إسحاق، قال البخاري: ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه.
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9754) [5/432] عن معمر، قال الزهري: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصحيح، فالحديث من بلاغات الزهري، وهي واهية، وسيرد عن عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري من بلاغاته ضمن حديث عائشة 6/34.
والذي في الصحيح -كما عند مسلم (418) (90) - أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسل إلى أبي بكر أن يُصلي بالناس، فأتاه الرسول، فقال: إن رسول الله يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر، وكان رجلاً رقيقاً: يا عمر، صَلِّ بالناس. فقال عمر: أنت أحقُ بذلك. فصلى بهم أبو بكر. =(31/205)
حَدِيثُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ، وَمَرَوَانَ بْنِ الْحَكَمِ (1)
__________
= وقد روى صلاة أبي بكر بالناس العباس فيما سلف (1784) ، وابن عباس فيما سلف (2055) ، وأبو موسى الأشعري فيما سيرد (19700) ، وعائشة عند البخاري (713) ، ومسلم (418) (90) .
قال السندي: قوله: "لما استعز" على بناء المفعول، آخره زاي معجمة، يقال: استعزّ بفلان على بناء المفعول، أي غلب في كل شيء من مرض أو غيره، واستعزَّ بالعليل، أي اشتد وجعه وغلب على عقله.
فقال: قم يا عمر، أي: قال عبد الله بن زمعة.
رجلاً مجهراً: في "الصحاح": إجهار الكلام إعلانه، ورجل مِجْهَر بكسر الميم وفتح الهاء إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه. قلت: والوجه أن يجعل ها هنا بكسر الميم، وقد ضبطه بعضهم على اسم الفاعل من الإجهار، وهو ممكن عن بُعْد.
"يأبى الله ذلك"، أي: تقدم غير أبي بكر.
(1) قال السندي: المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، أما الأول فهو قرشي زمري يكنى أبا عبد الرحمن، وهو ابن أُخت عبد الرحمن بن عوف، وكان مولده بعد الهجرة بسنتين، وقُدم به المدينة بعد الفتح سنة ثمان وهو غلام، وكان يلزم عمر بن الخطاب، وكان من أهل الفَضْل والدين، وكان مع
خاله عبد الرحمن بن عوف ليالي الشورى، ثم كان مع ابن الزبير، فلما كان الحصار الأول أصابه حَجَرٌ من حجارة المنجنيق، فمات، وجاء أنه أصابه الحجر وهو يصلي، فأقام خمسة أيام ومات.
وأما الثاني فهو قُرَشي أُموي، أبو عبد الملك، وهو ابن عم عثمان، وكاتبه في خلافته، يقال: ولد بعد الهجرة بسنتين، وقيل بأربع، وقد كان في الفتح مميزاً، وكذا في حجة الوداع على مقتضى ذلك، ولكن ما ثبت سماعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل ولا جَزَمَ بصحبته أحد، فكأنه لم يكن حينئذٍ مميزاً، ومن بعد=(31/206)
18907 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ، أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ: فَلْيَلْقَنِي فِي الْعَتَمَةِ، قَالَ: فَلَقِيَهُ، فَحَمِدَ الْمِسْوَرُ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، وَاللهِ (1) مَا مِنْ نَسَبٍ، وَلَا سَبَبٍ، وَلَا صِهْرٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَبَبِكُمْ (2) وَصِهْرِكُمْ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَاطِمَةُ مُضْغَةٌ مِنِّي، يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا، (3) وَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا، (4) وَإِنَّ الْأَنْسَابَ (5) يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَنْقَطِعُ غَيْرَ نَسَبِي، وَسَبَبِي، وَصِهْرِي "، وَعِنْدَكَ ابْنَتُهَا وَلَوْ زَوَّجْتُكَ لَقَبَضَهَا ذَلِكَ قَالَ: فَانْطَلَقَ
__________
= الفتح أُخرج أبوه إلى الطائف وهو معه، فلم يثبت له أزيد من الرؤية، وكان سبباً لقتل عثمان، ثم شهد الجمل مع عائشة، ثم صفِّين مع معاوية، ثم ولي إمرة المدينة لمعاوية، ولم يزل بها إلى أن أخرجهم ابنُ الزبير في أوائل إمرة يزيد، فكان ذلك من أسباب وقعة الحَرَّة، وبقي في الشام إلى أن مات معاوية ابن يزيد، فبايعه بعض أهل الشام، ثم غلب على الضَحَّاك بن قيس وكان أميراً لابن الزبير فقلته، واستولى على ملك الشام، ثم توجه إلى مصر فاستولى عليها، ثم بَغَتَه الموت، فعهد إلى ولده عبد الملك، فكانت مدة خلافته قدر نصف سنة، ومات في شهر رمضان سنة خمس وستين، وهو أول من ضرب الدنانير الشَّامية التي يباع الدينار منها بخمسين، وكتب عليها: (قل هو الله أحد) .
(1) في هامش (س) : أما والله، نسخة.
(2) في (ص) و (ق) : نسبكم.
(3) في (ق) ، ونسخة في هامش (س) : يقبضها.
(4) في (ق) ونسخة في هامش (س) : يبسطها.
(5) في (ظ 13) الأسباب.(31/207)
عَاذِرًا لَهُ (1)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري" فهو حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أم بكر بنت المسور لم يرو عنها إلا ابن ابن أخيها عبد الله بن جعفر المخرمي، ولم يوثقها أحد، وذكرها الذهبي في المجهولات من "الميزان "، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة.
ثم إنه قد اختلف فيه على عبد الله بن جعفر: وهو المَخْرَمي. فرواه أبو سعيد مولى بني هاشم -كما في هذه الرواية- عنه، عن أم بكر بنت المسور، عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور.
ومن طريق أحمد هذا أخرجه الحاكم 3/58، والبيهقي في "السنن" 7/64. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
ورواه عبد الله بن أحمد- كما سيأتي في الرواية (18930) - عن محمد بن عباد، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، إلا أنه قرن بأمِّ بكر جعفرَ بن محمد، وهو الصادق.
وقد اختلف فيه على محمد بن عباد، فرواه الطبراني في "الكبير" 20/ (30) ، عن موسى بن هارون، عن محمد بن عباد، المكي، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد الله بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن جعفر ابن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع، به، فجعل أم بكر ترويه عن جعفر بن محمد الصادق.
ورواه مختصراً عبد العزيز بن يحيى بن عبد الله العامري كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2956) وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي كما عند الطبراني في "الكبير" 22/ (1014) ، وإسحاق بن محمد الفروي كما عند الخلال في "السنة" (655) والبيهقي في "السنن" 7/64، ثلاثتهم عن عبد الله ابن جعفر، عن أم بكر بنت المسور عن أبيها دون ذكر عبيد الله بن أبي رافع في الإسناد، والأويسي ثقة، وأما عبد العزيز بن يحيى فلم نعرفه، وأما إسحاق ابن محمد الفروي فضعيف، وقد اختلف عليه فيه.
فأخرجه الحاكم 3/154 من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبو نعيم=(31/208)
18908 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ قَالَ: مَرَّ بِي يَهُودِيٌّ وَأَنَا قَائِمٌ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= في "الحلية" 3/206 من طريق محمد بن أيوب السختياني، كلاهما عن إسحاق بن محمد الفروي، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن جعفر بن محمد -وهو الصادق- عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور.
ورواه إبراهيم بن زكريا العبدسي فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (33) ، عن عبد الله بن جعفر، عن عمته أم بكر بنت المسور مرسلاً، وفيه: أن الحسن بن علي خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوَّجه، وقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". وإبراهيم بن زكريا منكر الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/203، وقال: رواه الطبراني، وفيه أم بكر بنت المسور، ولم يجرحها أحد، ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.
وسيرد برقم (18930) .
وقوله: "فاطمة مضغة مني يقبضني ما قَبَضها ويبسطني ما بسطها".
سيرد نحوه بأسانيد صحيحة برقم (18912) و (18913) و (18926) وانظر حديث عبد الله بن الزبير السالف برقم (16123) .
وقوله: "إن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري".
يشهد له حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11138) ولفظه: "إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة".
وإسناده ضعيف إلا أن له شواهد يتقوى بها حشدناها هناك، فلتراجع لزاماً.
قال السندي: قوله "مضغة"، أي: قطعة لحم.
"تنقطع"، أي: لا يزداد أحد رتبة بكونه ابن فلان.
"فانطلق"، أي: حسن بن حسن رضي الله تعالى عنهما.(31/209)
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) يَتَوَضَّأُ، قَالَ: فَقَالَ: ارْفَعْ أَوْ اكْشِفْ ثَوْبَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، قَالَ: فَذَهَبْتُ (2) بِهِ أَرْفَعُهُ، قَالَ: " فَنَضَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي وَجْهِي مِنَ (3) الْمَاءِ " (4)
18909 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ، وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْيَ، وَأَشْعَرَ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَار (5) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا. . . . . . " (6)
__________
(1) قوله: والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس في (ظ 13) .
(2) في (م) : فذهبت به. بزيادة: به، وهو خطأ.
(3) لفظ "من": ليس في (ظ 13) .
(4) إسناده ضعيف، لجهالة حال أم بكر، وهي ابنة المسور، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (18907) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/266-267 من طريق أبي عامر بهذا الإسناد. وقال: وإنما كانوا يبحثون عن ذلك لأنه كان مكتوباً عندهم بصفته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (32) من طريقين عن عبد الله بن جعفر، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/234، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات. قال السندي: قوله: "عن ظهره"، أي: حتى يظهر خاتم النبوة.
فنضح، أي: بطريق المزاح، أو منعاً له عما قصد لعلمه بعدم انتفاع اليهود بذلك، والله تعالى أعلم.
(5) في (ق) و (م) : فسأل، وهذا خطأ.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهذه الرواية من طريق مروان=(31/210)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مرسلة، لأنه لم يصحَّ له سماع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا صحبة، ومن طريق المسور
ابن مخرمة، مرسل صحابي، لأنه قدم صغيراً على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه بعد الفتح، ولم يشهد القصة، وقد صرح المسور ومروان أنهما سمعاها من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك في رواية البخاري (2711) (2712) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/155 و440، والبخاري (4157) و (4158) ، وأبو داود (1754) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/722 -723، وابن خزيمة (2907) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/93، وفي "الشعب" (7318) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، دون قوله: وبعث عيناً له بين يديه، فسار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى إذا..
وقد اختلف قول سفيان في مقدار ما سمعه من الزهري، فقال في رواية يعقوب بن سفيان: فهذا الذي حفظت منه، وأتقنتُه، وثبتني من ها هنا معمر.
قلنا: يعني إلى قوله: وأحرم منها.
وقال في رواية علي ابن المديني عنه كما جاء عند البخاري (4157) و (4158) : لا أحفظ من الزهري الإشعار والتقليد، فلا أدري، وعقب علي ابن المديني على قوله: فلا أدري: يعني موضع الإشعار والتقليد، أو الحديث كله.
قال الحافظ في "الفتح" 7/454: بيَّن أبو نعيم في "مستخرجه" القدر الذي حفظه سفيان عن الزهري، والقدر الذي ثبته فيه معمر، فساقه من طريق حامد ابن يحيى، عن سفيان إلى قوله: "فأحرم منها بعمرة"، ومن قوله: "وبعث عيناً له من خزاعة إلخ ... " مما ثبته فيه معمر.
وقلنا: ورواية سفيان عن معمر أخرجها البخاري (4178) و (4179) ، والنسائي في "الكبرى" (8581) .
وسيرد بالأرقام (18910) و (18920) و (18928) و (18929) ، وسيكرر (18924) سنداً ومتناً.
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14181) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.(31/211)
18910 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَا: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ، لَا يُرِيدُ قِتَالًا، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ سَبْعِينَ بَدَنَةً، وَكَانَ النَّاسُ سَبْعَ مِائَةِ رَجُلٍ، فَكَانَتْ كُلُّ بَدَنَةٍ عَنْ عَشَرَةٍ، قَالَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِعُسْفَانَ لَقِيَهُ بِشْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْكَعْبِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعَتْ بِمَسِيرِكَ، فَخَرَجَتْ مَعَهَا الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ، يُعَاهِدُونَ اللهَ أَنْ لَا تَدْخُلَهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً أَبَدًا، وَهَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِمْ قَدِمُوا إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ أَكَلَتْهُمُ الْحَرْبُ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ، فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللهُ عَلَيْهِمْ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ وَهُمْ وَافِرُونَ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ، فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ، وَاللهِ إِنِّي (1) لَا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللهُ لَهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ لَهُ أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ "، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ، فَسَلَكُوا ذَاتَ الْيَمِينِ بَيْنَ ظَهْرَيْ الْحَمْضِ عَلَى طَرِيقٍ تُخْرِجُهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمِرَارِ وَالْحُدَيْبِيَةِ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ، قَالَ: فَسَلَكَ بِالْجَيْشِ تِلْكَ الطَّرِيقَ، فَلَمَّا رَأَتْ خَيْلُ قُرَيْشٍ قَتَرَةَ الْجَيْشِ قَدْ خَالَفُوا عَنْ
__________
(1) لفظ: "إني" ليس في (ص) ، وقد ضرب عليه في (س) .(31/212)
طَرِيقِهِمْ، نَكَصُوا رَاجِعِينَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا سَلَكَ ثَنِيَّةَ الْمِرَارِ بَرَكَتْ نَاقَتُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: خَلَأَتْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا خَلَأَتْ، وَمَا هُوَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ عَنْ مَكَّةَ، وَاللهِ لَا تَدْعُونِي قُرَيْشٌ الْيَوْمَ إِلَى خُطَّةٍ يَسْأَلُونِي فِيهَا صِلَةَ الرَّحِمِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا " ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: " انْزِلُوا " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بِالْوَادِي مِنْ مَاءٍ يَنْزِلُ عَلَيْهِ النَّاسُ. فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، فَأَعْطَاهُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنَزَلَ فِي قَلِيبٍ مِنْ تِلْكَ الْقُلُبِ، فَغَرَزَهُ فِيهِ، فَجَاشَ الْمَاءُ (1) بِالرَّوَاءِ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ عَنْهُ بِعَطَنٍ، فَلَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ فِي رِجَالٍ مِنْ خُزَاعَةَ، فَقَالَ لَهُمْ كَقَوْلِهِ لِبُشَيْرِ (2) بْنِ سُفْيَانَ، فَرَجَعُوا إِلَى قُرَيْشٍ فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ (3) مُحَمَّدًا لَمْ يَأْتِ لِقِتَالٍ إِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ، مُعَظِّمًا لَحَقِّهِ. فَاتَّهَمُوهُمْ. قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ خُزَاعَةُ فِي غَيْبَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْلِمُهَا وَمُشْرِكُهَا، لَا يُخْفُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا كَانَ بِمَكَّةَ، قَالُوا: وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا جَاءَ لِذَلِكَ، فَلَا وَاللهِ لَا يَدْخُلُهَا أَبَدًا عَلَيْنَا عَنْوَةً، وَلَا تَتَحَدَّثُ بِذَلِكَ الْعَرَبُ. ثُمَّ
__________
(1) لفظ "الماء" ليس في (ظ 13) .
(2) في (ق) و (م) : لبشير، وهو خطأ.
(3) في (ظ13) : إن، وقد ضرب على الواو في (س) .(31/213)
بَعَثُوا إِلَيْهِ مِكْرَزَ بْنَ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ، أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " هَذَا رَجُلٌ غَادِرٌ ". فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الْحِلْسَ (1) بْنَ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيَّ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الْأَحَابِشِ، (2) فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذَا مِنْ قَوْمٍ يَتَأَلَّهُونَ، فَابْعَثُوا الْهَدْيَ فِي وَجْهِهِ ". فَبَعَثُوا الْهَدْيَ، فَلَمَّا رَأَى الْهَدْيَ يَسِيلُ عَلَيْهِ مِنْ عَرْضِ الْوَادِي فِي قَلَائِدِهِ، قَدْ أَكَلَ أَوْتَارَهُ (3) مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ، رَجَعَ، وَلَمْ يَصِلْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِعْظَامًا لِمَا رَأَى، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ (4) قُرَيْشٍ، قَدْ رَأَيْتُ مَا لَا يَحِلُّ صَدُّهُ: الْهَدْيَ فِي قَلَائِدِهِ قَدْ أَكَلَ أَوْتَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ. فَقَالُوا: اجْلِسْ، إِنَّمَا أَنْتَ أَعْرَابِيٌّ لَا عِلْمَ لَكَ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَا يَلْقَى مِنْكُمْ، مَنْ تَبْعَثُونَ إِلَى مُحَمَّدٍ إِذَا جَاءَكُمْ، مِنَ التَّعْنِيفِ وَسُوءِ اللَّفْظِ، وَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّكُمْ وَالِدٌ وَأَنِّي وَلَدٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ بِالَّذِي نَابَكُمْ، فَجَمَعْتُ مَنْ أَطَاعَنِي مِنْ قَوْمِي، ثُمَّ جِئْتُ
__________
(1) هكذا جاء في النسخ، وضبطه السندي: بكسر فسكون، وجاء في هامش (س) : الحليس، مصغراً. قلنا: وكذلك ضبطه الحافظ في "الفتح" 5/342.
(2) في (ق) : الأحابيش.
(3) في (س) و (ص) و (م) : أو ناره، وهو تصحيف، والمثبت من (ظ13) و (ق) .
(4) في (ظ13) و (ق) وهامش (ص) : معاشر.(31/214)
حَتَّى آسَيْتُكُمْ بِنَفْسِي. قَالُوا: صَدَقْتَ، مَا أَنْتَ عِنْدَنَا بِمُتَّهَمٍ. فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، جَمَعْتَ أَوْبَاشَ النَّاسِ، ثُمَّ جِئْتَ بِهِمْ لِبَيْضَتِكَ لِتَفُضَّهَا، إِنَّهَا قُرَيْشٌ قَدْ خَرَجَتْ مَعَهَا الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ، يُعَاهِدُونَ اللهَ أَنْ لَا تَدْخُلَهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً أَبَدًا، وَأَيْمُ اللهِ، لَكَأَنِّي بِهَؤُلَاءِ قَدْ انْكَشَفُوا عَنْكَ غَدًا. قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ، أَنَحْنُ نَنْكَشِفُ عَنْهُ؟ قَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: " هَذَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ " قَالَ: وَاللهِ لَوْلَا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي، لَكَافَأْتُكَ بِهَا، وَلَكِنَّ هَذِهِ بِهَا. ثُمَّ تَنَاوَلَ لِحْيَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيدِ، قَالَ: يَقْرَعُ (1) يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمْسِكْ يَدَكَ عِنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَاللهِ لَا تَصِلُ إِلَيْكَ. قَالَ: وَيْحَكَ، مَا أَفَظَّكَ وَأَغْلَظَكَ. قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: " هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ " قَالَ: أَغُدَرُ، هَلْ غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ. قَالَ: فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ مَا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ يُرِيدُ حَرْبًا. قَالَ: فَقَامَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَأَى مَا يَصْنَعُ بِهِ أَصْحَابُهُ، لَا يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا إِلَّا ابْتَدَرُوهُ، وَلَا يَبْسُقُ بُسَاقًا إِلَّا ابْتَدَرُوهُ، وَلَا يَسْقُطُ مِنْ شَعَرِهِ
__________
(1) في (م) : يقرع.(31/215)
شَيْءٌ إِلَّا أَخَذُوهُ، فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ (1) قُرَيْشٍ، إِنِّي جِئْتُ كِسْرَى فِي مُلْكِهِ، وَجِئْتُ قَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيَّ فِي مُلْكِهِمَا، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ مِثْلَ مُحَمَّدٍ فِي أَصْحَابِهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ قَوْمًا لَا يُسْلِمُونَهُ لِشَيْءٍ أَبَدًا، فَرُوا رَأْيَكُمْ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ بَعَثَ خِرَاشَ بْنَ أُمَيَّةَ الْخُزَاعِيَّ إِلَى مَكَّةَ، وَحَمَلَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الثَّعْلَبُ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ عَقَرَتْ بِهِ قُرَيْشٌ، وَأَرَادُوا قَتْلَ خِرَاشٍ، فَمَنَعَهُمُ الْأَحَابِشُ (2) حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا عُمَرَ لِيَبْعَثَهُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَخَافُ قُرَيْشًا عَلَى نَفْسِي، وَلَيْسَ بِهَا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ أَحَدٌ يَمْنَعُنِي، وَقَدْ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ عَدَاوَتِي إِيَّاهَا، وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا، وَلَكِنْ أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ هُوَ أَعَزُّ مِنِّي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَهُ إِلَى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِحَرْبٍ، وَأَنَّهُ جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ، مُعَظِّمًا لِحُرْمَتِهِ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، وَلَقِيَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَرَدِفَ خَلْفَهُ، وَأَجَارَهُ حَتَّى بَلَّغَ رِسَالَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَانَ وَعُظَمَاءَ قُرَيْشٍ، فَبَلَّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَرْسَلَهُ بِهِ، فَقَالُوا لِعُثْمَانَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَطُفْ بِهِ. فَقَالَ: مَا كُنْتُ
__________
(1) في (ظ 13) : معاشر.
(2) في (ق) وهامش (س) : الأحابيش.(31/216)
لِأَفْعَلَ حَتَّى يَطُوفَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَاحْتَبَسَتْهُ قُرَيْشٌ عِنْدَهَا، فَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ: أَنَّ قُرَيْشًا بَعَثُوا سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو، أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَقَالُوا: ائْتِ مُحَمَّدًا فَصَالِحْهُ، وَلَا يَكُونُ فِي صُلْحِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ عَنَّا عَامَهُ هَذَا، فَوَاللهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّهُ دَخَلَهَا عَلَيْنَا عَنْوَةً أَبَدًا، فَأَتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَدْ أَرَادَ الْقَوْمُ الصُّلْحَ حِينَ بَعَثُوا هَذَا الرَّجُلَ "، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكَلَّمَا، وَأَطَالَا الْكَلَامَ، وَتَرَاجَعَا حَتَّى جَرَى بَيْنَهُمَا الصُّلْحُ، فَلَمَّا الْتَأَمَ الْأَمْرُ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْكِتَابُ وَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوَلَيْسَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ؟ أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا عُمَرُ الْزَمْ غَرْزَهُ حَيْثُ كَانَ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ. قَالَ عُمَرُ: وَأَنَا أَشْهَدُ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ؟ أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: " بَلَى "، قَالَ: فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا؟ فَقَالَ: " أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، لَنْ أُخَالِفَ أَمْرَهُ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي " ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: مَا زِلْتُ أَصُومُ وَأَتَصَدَّقُ وَأُصَلِّي وَأَعْتِقُ مِنَ الَّذِي صَنَعْتُ مَخَافَةَ كَلَامِي الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ يَوْمَئِذٍ حَتَّى رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا.
__________(31/217)
قَالَ: وَدَعَا (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: لَا أَعْرِفُ هَذَا، وَلَكِنْ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ، هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو " فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو (2) : لَوْ شَهِدْتُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ أُقَاتِلْكَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ: هَذَا مَا اصْطَلَحَ (3) عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَشْرَ سِنِينَ، يَأْمَنُ فِيهَا (4) النَّاسُ، وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، عَلَى أَنَّهُ مَنْ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ، وَمَنْ أَتَى قُرَيْشًا مِمَّنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرُدُّوهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ بَيْنَنَا عَيْبَةً مَكْفُوفَةً، وَإِنَّهُ لَا إِسْلَالَ وَلَا إِغْلَالَ. وَكَانَ فِي شَرْطِهِمْ حِينَ كَتَبُوا الْكِتَابَ أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ دَخَلَ فِيهِ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ دَخَلَ فِيهِ، فَتَوَاثَبَتْ خُزَاعَةُ فَقَالُوا: نَحْنُ مَعَ عَقْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَهْدِهِ، وَتَوَاثَبَتْ بَنُو بَكْرٍ، فَقَالُوا: نَحْنُ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ. وَأَنَّكَ تَرْجِعُ عَنَّا عَامَنَا هَذَا، فَلَا تَدْخُلْ عَلَيْنَا مَكَّةَ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ عَامُ قَابِلٍ، خَرَجْنَا عَنْكَ، فَتَدْخُلُهَا بِأَصْحَابِكَ، وَأَقَمْتَ فِيهِمْ
__________
(1) في (ق) : ثم دعا، وجاء في هامش (س) : ثم، نسخة.
(2) في (م) : فقال سهيل بن عمرو.
(3) في (ق) : ما صَالَح.
(4) في (ق) و (م) وهامش (س) : فيها.(31/218)
ثَلَاثًا (1) مَعَكَ سِلَاحُ الرَّاكِبِ لَا تَدْخُلْهَا بِغَيْرِ السُّيُوفِ فِي الْقُرُبِ. فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ إِذْ جَاءَهُ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فِي الْحَدِيدِ قَدِ انْفَلَتَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجُوا (2) وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِي الْفَتْحِ لِرُؤْيَا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا رَأَوْا (3) مِنَ الصُّلْحِ وَالرُّجُوعِ، وَمَا تَحَمَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفْسِهِ، دَخَلَ النَّاسَ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلَكُوا، فَلَمَّا رَأَى سُهَيْلٌ أَبَا جَنْدَلٍ، قَامَ إِلَيْهِ، فَضَرَبَ وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ لُجَّتِ الْقَضِيَّةُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكَ هَذَا. قَالَ: " صَدَقْتَ ". فَقَامَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ، قَالَ: وَصَرَخَ أَبُو جَنْدَلٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، أَتَرُدُّونَنِي إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ، فَيَفْتِنُونِي (4) فِي دِينِي. قَالَ: فَزَادَ النَّاسُ شَرًّا إِلَى مَا بِهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا جَنْدَلٍ اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا، إِنَّا قَدْ عَقَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ صُلْحًا، فَأَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَأَعْطَوْنَا عَلَيْهِ عَهْدًا، وَإِنَّا لَنْ نَغْدِرَ بِهِمْ ".
__________
(1) في (ظ 13) : وأقمت بها ثلاثاً، وفي (ق) : وأقمت بها فيهم ثلاثاً.
(2) في (ظ 13) و (ق) : قد خرجوا.
(3) في (س) و (ص) و (ق) : رأى ما رأوا، والمثبت من (ظ 13) و (ق) .
(4) في (ق) : فيفتنونني، وهي نسخة في (س) .(31/219)
قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ أَبِي جَنْدَلٍ، (1) فَجَعَلَ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اصْبِرْ أَبَا جَنْدَلٍ، فَإِنَّمَا هُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَإِنَّمَا دَمُ أَحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ. قَالَ: وَيُدْنِي قَائِمَ السَّيْفِ مِنْهُ. قَالَ: يَقُولُ: رَجَوْتُ أَنْ يَأْخُذَ السَّيْفَ، فَيَضْرِبَ بِهِ أَبَاهُ (2) . قَالَ: فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأَبِيهِ، وَنَفَذَتِ الْقَضِيَّةُ، فَلَمَّا فَرَغَا مِنَ الْكِتَابِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الْحَرَمِ وَهُوَ مُضْطَرِبٌ فِي الْحِلِّ. قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، انْحَرُوا وَاحْلِقُوا " قَالَ: فَمَا قَامَ أَحَدٌ، قَالَ: ثُمَّ (3) عَادَ بِمِثْلِهَا، فَمَا قَامَ رَجُلٌ، حَتَّى عَادَ بِمِثْلِهَا، فَمَا قَامَ رَجُلٌ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ دَخَلَهُمْ مَا قَدْ رَأَيْتَ، فَلَا تُكَلِّمَنَّ مِنْهُمْ إِنْسَانًا، وَاعْمِدْ إِلَى هَدْيِكَ حَيْثُ كَانَ فَانْحَرْهُ وَاحْلِقْ، فَلَوْ قَدْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا حَتَّى أَتَى هَدْيَهُ فَنَحَرَهُ، ثُمَّ جَلَسَ، فَحَلَقَ، فَقَامَ النَّاسُ يَنْحَرُونَ وَيَحْلِقُونَ. قَالَ: حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ، فَنَزَلَتْ (4) سُورَةُ الْفَتْحِ (5)
__________
(1) لفظ "مع أبي جندل" ضبب فوقها في (ظ13) .
(2) في (م) : إياه، وهو تحريف.
(3) في (م) : حتى.
(4) في (ظ13) : نزلت.
(5) إسناده حسن، محمد بن إسحاق، وإن كان مدلساً وقد عنعن إلا أنه قد=(31/220)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= صرح بالتحديث في بعض فقرات هذا الحديث، فانتفت شبهة تدليسه، ثم إنه قد توبع كما سيأتي برقم (18928) (18929) . وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مختصراً ومطولاً أبو داود (2766) ، والطبري في "تفسيره" 26/101، وفي "تاريخه" 2/620، وابن خزيمة (2906) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (14) و (16) ، والحاكم 2/459، والبيهقي في "السنن" 5/215، 9/221 - 222 و223 و227 و228، 233، وفي "الدلائل" 4/112 و145، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/105 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأورده ابن هشام في "سيرته" 2/308.
وسيرد بالأرقام (18920) و (18928) و (18929) .
وفي باب كتاب الصلح، سلف من حديث ابن عباس برقم (3187) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: يريد زيارة البيت، أي: الاعتمار.
وكان الناس سبع مئة رجل، أي: كأنهم أولاً كانوا كذلك، ثم ازدادوا بالتلاحق، أو كان أهل المدينة كذلك، والبقية كانوا من أهل البادية، وإلا فقد سبق أنهم كانوا أكثر من هذا العدد.
عن عشرة: قد جاء ما يؤيد هذا أيضاً، لكن جاء أن البدنة عن سبعة، وهو أحوط، فأخذ به غالب أهل العلم.
بعُسفان: بضم العين: موضع بين مكة والمدينة.
العوذ، جمع عائذ: وهي الناقة القريبة الولادة.
المطافيل، أي: ذوات الأطفال، والمراد النوق التي فيها اللبن، أي: فذاك اللبن طعامهم وشرابهم، فلا يحتاجون معه إلى شيء حتى ينكسروا له، وقيل: المراد أنهم ساقوا معهم أموالهم فلا يمكن أن يفروا، وقيل: المراد ها هنا النساء والصبيان، والمطافيل جمع مُطفل، بضم ميم، يقال: أطفلت الناقة فهي
مطفلة ومطفل، والجمع مطافل والمطافيل.=(31/221)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عنوة، أي: قهراً، وأصله الذل، واستعمل في القهر لأن ذل أحد الطرفين يستلزم قهر الآخر.
كراع الغميم، بضم الكاف: اسم موضع.
"أكلتهم": وهنتهم.
"وإن لم يفعلوا"، أي: ما دَخَلُوا في الإسلام عند غلبتي على سائر العرب، بل اختاروا القتال على دخول الإسلام.
"أو تنفرد هذه السالفة"، أي: أو أموت، والسالفة: صفحة العنق، وليس المراد القتل لقوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) .
بين ظهري الحمض، ضبط بفتح حاءٍ مهملة وسكون ميم وإعجام صاد، وهو لغة: نوع من النبات.
المرار، ضبط بضم ميم وتخفيف.
قترة الجيش، بفتحتين أوله قاف، أي: غبارهم.
قد خالفوا، أي: والحال أن الجيش قد خالفوا.
نكصوا، أي: انصرفوا.
بركت، أي: قعدت.
خَلأت: بخاءٍِ معجمة وهمزة، أي: تصعبت، وساء خلقها.
"وما هو"، أي: سوء الخلق "بخلق"، أي: بعادة.
"ولكن حبسها حابس الفيل"، أي: منعها من السير إلى مكة من منع الفيل من مكة، وهو الله تعالى.
"خُطة" بضم خاء معجمة وتشديد طاء، أي: خصلة، والمراد أنهم إن طلبوا منه الصلح يقبله.
في قليب، أي: بئر.
فجاش، أي: فار. "بالرّوَّاء" ضبط بالتشديد كعلاّم، أي: بالماء الكثير المروي بكثرة، وفي "القاموس": ماء رواء كسماء، أي: كثير، ومقتضاه التخفيف. "حتى ضرب الناسُ" بالرفع، أي: أقاموا.=(31/222)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يعطن، بفتحتين: مبرك الإبل. أي: رويت إبلهم حتى بركت، فأقامت مكانها.
في عَيْبة، بفتح مهملة وسكون ياء ثم موحدة، أي: معدودين في أصحاب سره والعيبة: موضع السر والأمانة، وأصله ما يكون مُعدَا لحفظ أحسن الثياب.
"غادر": قاله تنبيهاً لأصحابه على حقيقة الحال خوفاً من أن سيجيء من جهته ضرر.
الأحابش، بحاء مهملة: جماعات من قبائل شتى، وقيل: هم أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في محاربتهم قريشاً قبل الإسلام. وقال ابن دريد: حلفاء قريش تحالفوا تحت جبل يسمى حبشياً، فسفوا بذلك.
"يتألهون"، من التأله، وهو التعبد، أي: أنهم يراعون حق الله تعالى وحرمته.
من عُرْض الوادي، بضم عينٍ مهملة وسكون راءٍ.
قد أُكل، على بناء المفعول.
الهديَ، بالنصب: بدل من قوله "ما لا يحل صده".
ما يلقى من التعنيف: بيان لما يلقى.
إنكم والد: فأراعيكم كما يراعي الولد أباه، ولا أخونكم.
بالذي نابكم: عرضكم، أي: قبل هذا الأمر.
آسيتكم، بالمد، أي: واسيتكم وأعنتكم.
أوباش الناس، أي: الجماعات المتفرقة الذين لا يثبتون في الحرب.
لبيضتك، أي: لأصلك وقومك، فإن البيضة أصل للفرخ.
لتفضها، بضم الفاء وتشديد الضاد: من الفض، وهو الكسر.
إنها، أي: أن القصة، أو إن البيضة، وعلى الأول فقريش مبتدأ، خبره "قد خرجت".
وايم الله إلخ ... قاله تخويفاً له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يميل إلى الصلح.
بظر، بفتح موحدة، وسكون معجمة: وهي الجلدة تقطعها الخاتنة في فرج المرأة عند الختان. =(31/223)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= واللات: اسم صنم لهم، وهذا شتم له غليظ.
لولا يد، أي: إحسان.
لكافأتك بها، أي: بهذه الشتيمة، أي: لشتمتك بمثلها.
ثم تناول لحية: هذا على عادة العرب في التكلم لا سيّما عند الملاطفة.
فقرع، أي: ضرب يده إجلالاً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن هذا إنما يصنع النظيرُ بالنظير، وكان عروة عَمَّ المغيرة.
قبل، الظاهر أن المضاف إليه مقدر، أي: قبل أن تصل إليك العقوبة ونحوه. وقوله: "واللهِ لا يصل إليك"، أي: العقوبة، كالبيان له، فيكون "قبل" مبنياً على الضم، ويمكن الإعراب باعتبار المقدر كالملفوظ.
أغُدَر، بضم ففتح: معدول عن غادر، كعُمر عن عامر، والهمزة للنداء.
غسلت سوأتك، أي: دفعت خيانتك وضررها ببذل المال.
إلا بالأمس، أي: إلا عن قريب، أي: فكيف لك الغلطة عليَّ! والمغيرة قد قتل ناساً قبل الإسلام، وقد سبق له ذكر أيضاً.
إلا ابتدروه، أي: استبقوا إلى أخذ الغسالة، والتبرك بها.
لا يسلمونه: من أسلمه إلى عدوه إذا خُلَّيَ بينهما، أي: لا يتركونه لكم ويشردون عنه.
فَرَوْا: بفتح الراء وسكون الواو، أمر من الرأي، أي: انظروا في الرأي، ومراده إمالتهم إلى الصُّلْح.
عقرت به قريش، أي: عقروا جَمَلَه.
تكلما، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسهيل.
فلما التأم الأمر، أي: صلح، واتفق.
الذلة: خلاف العِزة، أي: حيث شرطوا علينا ما ظاهره ذلة وإن ظهر بعد ذلك أنه ما كان إلا عِزَّة، وإنما كان ذلة على المشركين.
غرزه: الغَرزُ للإبل بمنزلة الركاب للسرج، أي: كن تابعاَ له، متمسكاً برأيه، ولا تخالفه، فإن من أراد أن يكون تابعاً لراكب الجمل بأحسن وجه=(31/224)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يلازم الغرز.
وأنا أشهد: فبين أن هذا ليس بشكَّ منه، وإنما هو غيرة للدين.
"ولن يضيعني": من التضييع أو الإضاعة.
مخافة كلامي: إذ اللازم الرضا بما قضاه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا ينبغي المقابلة في رَدَّه، فلذلك تندَّم على ذلك الكلام وخاف، وإن كان ما صدر منه إلا غيرة للدين.
أن يكون: أمري وعاقبتي.
مكفوفة: مشدودة ممنوعة عما لا يوافق الصُلح، والمعنى: على أن بيننا قلوباً صافية كفَت عما لا يوافق الصلح.
لا إسلال: الغارة الظاهرة.
ولا إغلال، أي: الخيانة، أي على ألا يأخذ بعضنا مال بعض لا في السر ولا في العلانية.
فتواثبت، أي: قامُوا بسرعة.
سلاح الراكب، أي: لا سلاح المحارب.
في القُرُب، بضمتين: جمع قراب.
في الحديد، أي: مقيداً فيه، منعه الكَفَرَة به عن الهجرة.
قد انفلت، أي: مع القيود.
دخل الناس، بالنصب، أي: دخل في قلوبهم.
قد لجت، من اللجاج، أي: تمت، فإن اللجاج يؤدي إلى التمام حتى قيل: من قرع باباً ولجَّ وَلَج.
القضية، أي: المصالحة، وفي "النهاية" لجَّت، أي: وجبت، هكذا رأيته مشروحاً، ولا أعرف أصله انتهى. وتبعه صاحب "المجمع" على ذلك.
فقام، أي: سهيل.
إليه: إلى أبي جندل.
فأخذ بتلبيبه: يقال: أخذتَ بتلبيب فلان: إذا جمعتَ عليه ثوبه الذي لبسه=(31/225)
18911 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، فَوَعَدَ بِالنِّكَاحِ. فَأَتَتْ فَاطِمَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَأَنَّ عَلِيًّا قَدْ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: " إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَفْتِنُوهَا ". وَذَكَرَ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَأَكْثَرَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ، وَقَالَ: لَا يُجْمَعُ بَيْنَ ابْنَةِ نَبِيِّ اللهِ، وَبِنْتِ عَدُوِّ اللهِ "، فَرَفَضَ عَلِىٌّ ذَلِكَ (1)
__________
= وقبضت عليه تجزة، والتلبيب: مجمع ما في موضع اللب من ثياب الرجل.
فزاد الناس: المسلمون.
شراً: تعباً.
لن نغدر، بكسر الدال، أي: لا تتوقع أنا نغدر لأجلك بهم، فليس من عادتنا وشأننا.
دم كلب، أي: فلا يبالي المرء بإهراقه إن قدر عليه.
ويدني، من الإدناء، أي: يقرب.
فضنَّ، أي: بخل.
وهو مضطرب، أي: ضارب خيمته.
(1) حديث صحيح، النعمان: وهو ابن راشد الجزري، ضعيف، سيئ الحفظ، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وهذه منها، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم، وعلي بن الحسين: هو ابن علي بن أبي طالب.=(31/226)
18912 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخَبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ ابْنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ الْمِسْوَرُ: فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ
__________
= وأخرجه مسلم (2449) (96) - ولم يسق متنه-، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4986) ، وابن حبان (7060) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (21) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7181) ، وابن حبان (6957) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (18) من طريق عبيد الله بن أبي زياد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4989) ، والطبراني في "الشاميين" (1707) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، كلاهما عن الزُّهْري.
وسيرد بالأرقام: (18912) و (18913) و (18926) .
وانظر (18907) .
قال السندي: إن قومك ... أي: لا تغضب لانتصارهن حتى اشتهر ذلك بين قومك.
"بضعة" بفتح الباء، أي: قطعة لحم، قيل: وقد تكسر الباء.
فأكثر عليه الثناء، أي: تعريضاً لعلي.
"لا يجمع"، على بناء المفعول، أي: لا يتحقق هذا الجمع.
فرفض، أي: ترك.(31/227)
بَضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَفْتِنُوهَا، وَإِنَّهَا وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا " قَالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ (1)
18913 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيُّ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَقْتَلَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَقَالَ: هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَا، قَالَ لَهُ: هَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّ سَيْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللهِ، لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِ أَبَدًا حَتَّى تَبْلُغَ نَفْسِي، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (926) و (3729) ، ومسلم (2449) (96) ، وابن ماجه (1999) ، ويعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/358، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (553) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (19) ، وفي "مسند الشاميين" (3006) ، والبيهقي 7/308 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وتحرف اسم شعيب في مطبوعِ "المعرفة والتاريخ "إلى: شعبة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4987) ، والبيهقي 7/308 من طريقين عن شعيب، به.
وقد سلف (18911) .
قال السندي: قوله: "فصدقني" بالتخفيف، أي تكلم بحديث صادق.(31/228)
عَلَى فَاطِمَةَ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ، فَقَالَ: " إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا ". قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ، فَأَحْسَنَ قَالَ: " حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا، وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، والوليد بن كثير: هو المخزومي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.
وأخرجه مسلم (2449) (95) ، وأبو داود (2069) ، والنسائي في "الكبرى" (8372) مختصراً، والطبراني في "الكبير" 20/ (20) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/176 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3110) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (554) (618) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4988) ، وابن حبان (6956) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وفيه عند الطحاوي: كالمحتلم.
وقد سلف برقم (18911) .
ذكر الحافظ في الفتح: 6/214 في مناسبة ذكر خطبة بنت أبي جهل عند طلبه السيف نقلاً عن الكرماني، قال: كما أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحب رفاهية خاطِر فاطمة عليها السلام، فأنا أيضاً أُحِبُّ رفاهية خاطرك لكونك ابن ابنها، فأعطني السيفَ حتى أحفظه لك. وذكر الحافظ أن هذا القول هو المعتمد في توجيهه.
وانظر تعليق الحافظ على موقف المسور من هذا في "الفتح" 9/327.
قال السندي: قوله: قال له، أي: قال المسور لي، إلا أنه ذكر نفسه بطريق الغيبة. =(31/229)
18914 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: وَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ مَرْوَانَ، وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوا أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيُ وَإِمَّا الْمَالُ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ " وَكَانَ أَنْظَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُسْلِمِينَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ جَاءُوا تَائِبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ، فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ (1) مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا، فَلْيَفْعَلْ " فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= معطيّ: بتشديد الياء، أي تعطيني لأحفظ لك.
أن يغلبك إلخ..: أي: يأخذونه منك بالغلبة لصغرك، والمراد بالقوم يزيد ومَن معه.
حتى تبلغ: على بناء المفعول، أو على بناء الفاعل، أي: مبلغها أو أجلها، والمرادُ حتى أُقتل.
(1) لفظ "إياه" ليس في (ظ13) .(31/230)
إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ، مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ " فَجَمَعَ (1) النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْ سَبْيِ هَوَازِنَ (2)
__________
(1) في (م) : فجمع، وهو تحريف.
(2) حديث صحيح، ابن أخي ابن شهاب: وهو محمد بن عبد الله بن مسلم حديثه فوق الحسن، وقد احتج به مسلم، وأخرج له البخاري في المتابعات، وهذه منها، وهذا الحديث من مراسيل الصحابة كما بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (18909) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (4318) (4319) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2715) - من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (2307) و (2308) و (2539) و (2540) و (2583) و (2584) و (2607) و (2608) و (3131) و (3132) و (4318) (4319) ، وأبو داود (2693) ، والبيهقي في "السنن" 6/360، وفي "الدلائل" 5/190-191 من طريق عُقيل بن خالد، والبخاري (7176) (7177) ، والنسائي في "الكبرى" (8876) ، والبيهقي 6/360 وفي "الدلائل" 5/192 من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن الزهري، به.
والقائل: هذا الذي بلغني عن سبي هوازن، هو الزهري كما بين ذلك البخاري في روايته برقم (2607) (2608) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6729) .
قال السندي: قوله: جاءه وفد هوازن: طائفة من هوازن، وهم الذين حاربوا يوم حُنين ثم هزمهم الله تعالى، فصارت أموالهم وأولادهم غنيمة للمسلمين، فحين جاؤوا مُسْلمين طلبوا ذلك.
"معي من ترون"، أي: والغنيمة حقهم.=(31/231)
18915 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، أخْبَرَهُ، أَنَّ عَمْرَو ابْنَ عَوْفٍ الْأنْصَارِيَّ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ (1)
__________
="استأنيت"، أي: تأخرت في القسمة.
"فإن إخوانكم" قاله ترقيقاً لقلوبهم.
"أن يطيب" بتشديد الياء. "ذلك"، أي: بهذا السبي.
"على حظه"، أي: نصيبه بأن يأخذ مني عوض ذلك.
"إنا لا ندري"، أي: لكثرة الزحام.
"عرفاؤكم"، أي: من يقوم بأموركم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال" (82) مختصراً، وابن زنجويه في "الأموال" (128) مختصراً، والبخاري (3158) ، ومسلم (2961) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/324، والطبراني في "الشاميين" (3112) ، والبيهقي في "الشعب" (10292) ، والبغوي في "شرح السنة" (4025) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وقوله: مثل حديث معمر. قلنا: سيأتي من طريقه في الرواية رقم (18916) .
وقد سلف برقم (17234) .
وذكر الحافظ في "الفتح" 6/262 في عمرو بن عوف الأنصاري، قال:=(31/232)
18916 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: سَمِعَتِ الْأَنْصَارُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِمَالٍ مِنْ قِبَلِ الْبَحْرَيْنِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ فَوَافَقَ (1) مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَرَّضُوا، (2) فَلَمَّا رَآهُمْ تَبَسَّمَ وَقَالَ: " لَعَلَّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ قَدِمَ وَقَدِمَ بِمَالٍ؟ " قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: قَالَ: " أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا خَيْرًا، فَوَاللهِ مَا الْفَقْرُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ إِذَا صُبَّتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، فَتَنَافَسْتُمُوهَا كَمَا تَنَافَسَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " (3)
__________
= ظهر لي أن لفظة الأنصاري وهم، وقد تفرد بها شعيب عن الزهري، ورواه أصحاب الزهري كلهم عنه بدونها في "الصحيحين" وغيرهما، وهو معدود في أهل بدر باتفاقهم.
(1) ضبب فوقها في (ظ13) ، لكن السندي شرح عليها فقال: فوافق، أي: أبو عبيدة، وفي الكلام تقدير، أي: فحضرت الأنصار لذلك صلاة الصبح أيضاً. وفي (ق) و (م) وهامش (س) : فوافوا. قلنا: وهو الموافق لرواية مسلم (2961) (6) . ورواية البخاري (3158) فوافقت صلاة الصبح.
(2) في (ق) : تعرضوا له، وجاء في هامش (س) لفظ "له" نسخة. قلنا: وهو الموافق للرواية السالفة برقم (17234) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، وهو مرسل صحابي، وقد صرح المسور في الرواية السالفة (18915) أنه سمعه من عمرو بن عوف الأنصاري.
وأخرجه بنحوه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (502) ، ومن=(31/233)
18917 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، أخْبَرَهُ قَالَ: وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي " (1)
__________
= طريقه أخرجه البخاري (4015) ، والترمذي (2462) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (321) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (42) عن معمر، بهذا الإسناد.
وعندهم- إلا في "الزهد"- قرن يونس بن يزيد الأيلي بمعمر.
وانظر ما قبله.
قال السندي: "أمِّلوا" من التأميل.
"فتنافستموها"، أي: رغبتم فيها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق- وهو ابن عيسى بن الطَّبَّاع- فمن رجال مسلم وقد توبع. روح: هو ابن عبادة، وعروة: هو ابن الزبير.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/590، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" (ترتيب السندي) 2/52-53، وفي "الأم" 5/206، والبخاري (5320) ، والنسائي في "المجتبى" 6/190، وفي "الكبرى" (5699) ، والبيهقي في "السنن" 7/428، والبغوي في "شرح السنة" (2387) بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (11734) - ومن طريقه الطبراني 20/ (5) - من طريق ابن جريج، وابن أبي شيبة 4/297 من طريق عبدة، والنسائي في "المجتبى" 6/190، وفي "الكبرى" (5700) ، وابن ماجه (2029) من طريق عبد الله بن داود، وابن قانع في "معجمه" 3/110-111 من طريق زائدة، والطبراني في "الكبير" 20/ (6) (7) (8) من طريق حماد بن سلمة وابن أبي أويس وعبد الله بن مسلمة بن القعنبي، والبيهقي في "السنن" 7/428 من طريق جعفر=(31/234)
18918 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حَامِلٌ، فَلَمْ تَمْكُثْ إِلَّا لَيَالِيَ حَتَّى وَضَعَتْ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا خُطِبَتْ، فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النِّكَاحِ، " فَأَذِنَ لَهَا أَنْ تَنْكِحَ " فَنَكَحَتْ، (1)
18919 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ فَذَكَرَ
__________
= ابن عون، ثمانيتهم عن هشام، به.
ولم يقم إسناده أبو معاوية، فزاد في الإسناد عاصماً كما سيرد (18919) ، ولم يذكره في طريقين عنه كما سنبينه ثمت.
وأخرجه الطبراني 20/ (11) من طريق أبي الزناد، عن عروة، به. نحوه.
وسيرد بالأرقام: (18918) و (18919) .
وقصة سُبَيْعة سلفت من حديث ابن مسعود برقم (4273) .
ومن حديث أبي السنابل برقم (18713) ، وسترد عن أم سلمة 1/316 -312، وعن سبيعة 6/432.
قال السندي: نفست، على بناء المفعول، أي: ولدت، كذا ذكره السيوطي في حاشية النسائي. وقلت: أو على الفاعل بكسر الفاء، فإن الذي بمعنى الولادة جاء فيه وجهان، والذي بمعنى الحيض الأشهَر فيه بناء الفاعل.
"فانكحي"، أي: إن شئت.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا: هو حماد بن أسامة.
قال السندي: قوله: فلما تعلَّت، بتشديد اللام: من تعلَّى إذا ارتفع أو بريء، أي: إذا ارتفعت وطهرت، أو خرجت من نفاسها وسلمت.(31/235)
الْحَدِيثَ (1)
18920 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ، قَالَا: " قَلَّدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِالْعُمْرَةِ، وَحَلَقَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي عُمْرَتِهِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ، وَنَحَرَ بِالْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد لم يقمه أبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير، فمرة زاد في الإسناد عاصم بن عمر بن الخطاب. كما في هذه الرواية، مخالفاً في ذلك الرواة عن هشام، ومرة لم يذكره كما سيأتي في التخريج. وأبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظه حفظاً جيداً
فيما ذكر الإمام أحمد.
فرواه بزيادة عاصم عثمانُ بن أبي شيبة عند أبي يعلى (7180) ، وابن حبان (4298) ، وعلي بن الحسين عند الطبراني في "الكبير" 20/ (10) ، كلاهما عن أبي معاوية، به.
وخالفهما معلى بن منصور عند ابن قانع في "معجمه" 3/110، وأسد بن موسى عند الطبراني 20/ (9) كلاهما عن أبي معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن المسور، به. دون زيادة عاصم في الإسناد، وهو الموافق لرواية الجماعة عنه، والتي سلفت برقم (18917) (18918) ، وهو الصواب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري مختصراً (1811) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18910) .
وسيرد مطولاً (18928) .(31/236)
18921 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ: وَاللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوَ لَأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَوَقَالَ: هَذَا قَالُوا: نَعَمْ، قَالَتْ: هُوَ لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ، أَنْ لَا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَلِمَةً أَبَدًا، فَاسْتَشْفَعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) ، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِ عَائِشَةَ، إِلَّا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْهُ، وَيَقُولَانِ لَهَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ (2) مِنَ الْهَجْرِ، " إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ " (3)
__________
(1) لفظ: فذكر الحديث، ليس في (ظ 13) .
(2) في (م) عملت، وهو تحريف.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، عوف بن الحارث: هو ابن الطفيل، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات، وانتقى له البخاري هذا الحديث، وقد اختلف في اسمه فجاء في الرواية الآتية برقم (18922) الطفيل ابن الحارث، وفي الرواية (18923) عوف بن مالك بن طفيل. وقد نقل
الحافظ في "الفتح" 10/493 عن علي ابن المديني قوله: هكذا اختلفوا، والصواب عندي وهو المعروف عوف بن الحارث بن الطفيل، وقد صوبها البخاري في رواية أبي ذر عنه فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 10/493، وانظر كذلك ما قاله الحافظ في "التعجيل" 1/687-688، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن الأسود، فمن رجال البخاري، وهو تابعي كبير، فحديثه مرسل، لكنه توبع.=(31/237)