عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ جَزِّ أَعْرَافِ الْخَيْلِ، وَنَتْفِ أَذْنَابِهَا وَجَزِّ نَوَاصِيهَا "، وَقَالَ: " أَمَّا أَذْنَابُهَا فَإِنَّهَا مَذَابُّهَا، وَأَمَّا أَعْرَافُهَا فَإِنَّهَا إِدْفَاؤُهَا، وَأَمَّا نَوَاصِيهَا فَإِنَّ الْخَيْرَ مَعْقُودٌ فِيهَا " (1)
17641 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَاسِحٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقِتَالِ، فَرُمِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِسَهْمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْجَبَ هَذَا " وَقَالُوا حِينَ أَمَرَهُمْ بِالْقِتَالِ: إِذَنْ يَا رَسُولَ اللهِ لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا، إِنَّا مَعَكُمَا مِنَ الْمُقَاتِلِينَ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وسلف الكلام عليه مفصلاً برقم (17638) .
(2) إسناده حسن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (306) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/349- 350 من طريق محمد بن شعيب، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (162) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن الحسن بن أيوب، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.
وسيأتي برقم (17645) و (17646) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (297) من طريقين، عن محمد بن=(29/190)
17642 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ زَيْدٍ الْبُكَالِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، وَذَكَرَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فِيهَا فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَفِيهَا شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى "، فَذَكَرَ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ؟ قَالَ: " لَيْسَتْ تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِكَ ". فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَيْتَ الشَّامَ؟ " فَقَالَ: لَا، قَالَ: " تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الْجَوْزَةُ، تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ، وَيَنْفَرِشُ أَعْلَاهَا "، قَالَ: مَا عِظَمُ أَصْلِهَا؟ قَالَ: " لَوْ ارْتَحَلَتْ جَذَعَةٌ مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ، مَا أَحَطْتَ (1) بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا "
قَالَ: فِيهَا عِنَبٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ؟ قَالَ: " مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الْأَبْقَعِ (2) ، وَلَا يَفْتُرُ "، قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ؟ قَالَ: " هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا؟ " قَالَ: نَعَمْ،
__________
= القاسم الطائي، عن يحيى بن عتبة بن عبد، عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم
بني قريظة: "من أدخل سهماً فله الجنة" قال عتبة. فأدخلت ثلاثة أسهم.
ولشطره الثاني انظر حديث ابن مسعود السالف (3698) ، وحديث أنس قوله: "أوجب هذا "، أي- الجنة لنفسه.
(1) في (م) و (ق) : أَحَاطَتْ.
(2) كذا في (م) والنسخ الخطية، ومعظم مصادر التخريح، وفي "المعرفة والتاريخ" و"البعث والنشور" و"التمهيد". لا يقع ولا يفتر.(29/191)
قَالَ: " فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ، قَالَ: اتَّخِذِي لَنَا مِنْهُ دَلْوًا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فَإِنَّ تِلْكَ الْحَبَّةَ لَتُشْبِعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِي؟ قَالَ: " نَعَمْ وَعَامَّةَ عَشِيرَتِكَ " (1)
17643 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِجَالٌٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُصُّوا (2) نَوَاصِيَ الْخَيْلِ، فَإِنَّ فِيهَا الْبَرَكَةَ، وَلَا تَجُزُّوا أَعْرَافَهَا
__________
(1) إسناده قابل للتحسين، عامر بن زيد البكالي- وقيل عمرو- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/191، وخرج له في "صحيحه".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (716) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (313) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/320-321 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد. وعندهم جميعاً عمرو بن زيد، بدل: عامر.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/341-342، وابن أبي عاصم في "السنة" (715) ، والطبري في "التفسير" 13/149، وابن حبان (6450) و (7414) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (312) ، وفي "الشاميين" (2860) ، وفي "الأوسط" (404) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (346) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (274) من طريق أبي سلام ممطور، عن عامر بن زيد، به.
ووقع عندهم جميعاً: عامر إلا عند ابن أبي عاصم: فعمر بن زيد، وهو خطأ من الناسخ، صوابه عامر، لأنه رواه عن يعقوب بن سفيان، ورواية الأخير عامر. وبعضهم يرويه مطولاً بذكر قصة الحوض، وبعضهم يختصره.
وفي باب طوبى اسم لشجرة في الجنة عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11673) .
وعن قرة عند الطبري في "تفسيره" 13/149.
(2) في (ظ 13) : لا تقصروا.(29/192)
فَإِنَّهُ أَدْفَاؤُهَا، وَلَا تَقُصُّوا أَذْنَابَهَا فَإِنَّهَا مَذَابُّهَا " (1)
17644 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شُفْعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ " (2)
17645 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَاسِحٍ الْحَضْرَمِيُّ، - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَمَنْ دُونَهُ (3) - عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " قُومُوا فَقَاتِلُوا " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: انْطَلِقْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنْ انْطَلِقْ أَنْتَ وَرَبُّكَ يَا مُحَمَّدُ فَقَاتِلَا، وَإِنَّا مَعَكُمَا نُقَاتِلُ (4)
17646 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ،
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وسبق الكلام عليه برقم (17638) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل شرحبيل بن شفعة. حريز: هو ابن عثمان الرحبي.
وأخرجه المزي في ترجمة شرحبيل من "تهذيب الكمال" 12/424-525 من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه، بهذا الأسناد. وقرن بأبي النضر إسماعيل ابن عمرو وحسن بن موسى، وقد سلف من روايتهما برقم (17639) .
(3) في (م) : دونهما.
(4) إسناده حسن. وانظر (17641) .(29/193)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَاسِحٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " قُومُوا فَقَاتِلُوا " قَالَ: فَرُمِيَ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْجَبَ هَذَا " (1)
17647 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْعَنْ أَهْلَ الْيَمَنِ، فَإِنَّهُمْ شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ، كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ، حَصِينَةٌ حُصُونُهُمْ، فَقَالَ: " لَا " ثُمَّ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَعْجَمِيِّينَ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَرُّوا بِكُمْ يَسُوقُونَ نِسَاءَهُمْ، يَحْمِلُونَ أَبْنَاءَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَإِنَّهُمْ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ " (2)
17648 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي
__________
(1) إسناده حسن وأخرجه الطبراني 17/ (305) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وقد سلف مجموعاً مع الحديث الذي قبله برقم (17641) .
(2) إسناده ضعيف، بقية- وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، فلا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2280) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (304) ، وفي "الشاميين" (1139) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وابن أبي عاصم (2280) عن هشام بن عمار، كلاهما عن بقية ابن الوليد، بهذا الإسناد. ووقع في "الشاميين" إسماعيل بن عياش بدل بقية.
ويغلب على ظننا أنه خطأ من الناسخ.(29/194)
بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا، فَقُلْتُ: يَا أَخِي، اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا، فَانْطَلَقَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ، فَأَقْبَلَ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي، فَأَخَذَانِي فَبَطَحَانِي إِلَى الْقَفَا، فَشَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي، فَشَقَّاهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: - قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ، ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ - فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ فَغَسَلَا بِهِ قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِالسَّكِينَةِ فَذرَّاهَا فِي قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حِصْهُ، فَحَاصَهُ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ - وَقَالَ حَيْوَةُ: فِي حَدِيثِهِ حِصْهُ فَحَصَّهُ وَاخْتِمْ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ -، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ، وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ، فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي، أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ: (1) " لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي، وَفَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُهُ، فَأَشْفَقَتْ عَلَيَّ أَنْ يَكُونَ أُلْبِسَ بِي، قَالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللهِ، فَرَحَلَتْ بَعِيرًا لَهَا
__________
(1) في (ظ 13) : فقالوا.(29/195)
فَجَعَلَتْنِي، - وَقَالَ يَزِيدُ: فَحَمَلَتْنِي - عَلَى الرَّحْلِ، وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي، فَقَالَتْ: أَوَأَدَّيْتُ أَمَانَتِي، وَذِمَّتِي؟ وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ، فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ (1) ، أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ " (2)
17649 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ،
__________
(1) المثبت من (س) ، وفي (م) وبقية النسخ الخطية: نوراً.
(2) إسناده ضعيف، بقية- وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، فلا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند. ابن عمرو السلمي: هو عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (323) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/7 من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد. ولم يسق الطبراني متنه.
وأخرجه الدارمي (13) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1369) و (1370) ، والطبراني في "الشاميين" (1181) ، والحاكم 2/616-617، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/7، وابن عساكر في السيرة النبوية من "تاريخه" ص376 من طرق عن بقية، به.
وفي باب شق صدره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أنس، سلف برقم (12221) ، وهو في الصحيح، وذكرنا شواهده هناك.
قوله: "بَهْم" قال السندي: بفتح باء وسكون هاء: صغار المعز والضأن.
"فذَرَّاها" من الذر بإعجام ذال وتشديد راء، بمعنى النثر.
"حصه" الحوص: الخياطة، فقوله: حصه بضم الحاء المهملة.
"إلى الألف فوقي"، أي: صرت راجحاً عليهم، فارتفعوا عني كما يرتفع المتاع الخفيف على الثقيل عند الوزن.
"أشفق" من الإشفاق بمعنى الخوف.
"فرقت" بكسر الراء، أي: خفت.(29/196)
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا يَخِرُّ (1) عَلَى وَجْهِهِ، مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ، هَرَمًا فِي مَرْضَاةِ اللهِ، لَحَقَّرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
17650 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النِّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ، إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَمًا فِي طَاعَةِ اللهِ، لَحَقَّرَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ رُدَّ إِلَى الدُّنْيَا كَيْمَا يَزْدَادَ مِنَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ " (3)
__________
(1) المثبت من (ظ 13) و (ق) ، وفي (م) وبقية النسخ: يجر.
(2) إسناده ضعيف، بقية- وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، فلا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند، ثم هو قد خولف كما سيأتي في الحديث الصحيح الآتي بعده أنه موقوف.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/15، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 1/340، والطبراني في "مسند الشاميين" (1138) من طريق حيوة ابن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب 1/340، والطبراني في "الكبير" 17/ (303) ، وفي "مسند الشاميين" (1138) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/15 و5/219، والبيهقي في "الشعب" (767) من طرق عن بقية، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث خالد- يعني ابن معدان- تفرد به بقية عن بحير.
وانظر ما بعده.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق=(29/197)
17651 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَأْتِي الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ بِالطَّاعُونِ، فَيَقُولُ أَصْحَابُ الطَّاعُونِ: نَحْنُ شُهَدَاءُ، فَيُقَالُ: انْظُرُوا، فَإِنْ كَانَتْ جِرَاحُهُمْ كَجِرَاحِ الشُّهَدَاءِ تَسِيلُ دَمًا رِيحَ الْمِسْكِ، فَهُمْ شُهَدَاءُ فَيَجِدُونَهُمْ كَذَلِكَ " (1)
__________
=- وهو السلمي مولاهم- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (34) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/15.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1124) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (562) ، وأبو نعيم في "الصحابة" (676) وبإثره من طريق الوليد ابن مسلم، والبخاري في "التاريخ" 1/15 من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ثور، به. وقال ابن أبي عاصم عقبه: أحسبه ذكره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسقطت من المطبوع كلمة "أحسبه"، واستدركت من "معجم" أبي نعيم، فقد رواه من طريقه، ومن "الإصابة" 6/29.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده حسن، إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين مقبولة، وهذا منها.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (292) من طريق الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 17/ (292) م ن طريق عبد الوهاب بن الضحاك، وفي "الشاميين" (1630) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، به.
وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17159) .
قوله: "ريح المسك" قال السندي: بدل من دماً.(29/198)
17652 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَبُو حُمَيْدٍ الرُّعَيْنِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ ذُو مِصْرَ، قَالَ: أَتَيْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ، إِنِّي خَرَجْتُ أَلْتَمِسُ الضَّحَايَا، فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا يُعْجِبُنِي غَيْرَ ثَرْمَاءَ، فَمَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَلَا جِئْتَنِي بِهَا، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ، تَجُوزُ عَنْكَ وَلَا تَجُوزُ عَنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّكَ تَشُكُّ وَلَا أَشُكُّ، إِنَّمَا " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُصْفَرَّةِ، وَالْمُسْتَأْصَلَةِ (1) ، وَالْبَخْقَاءِ، وَالْمُشَيَّعَةِ وَالْكَسْرَاءِ " وَالْمُصْفَرَّةُ: الَّتِي تُسْتَأْصَلُ أُذُنُهَا حَتَّى يَبْدُوَ صِمَاخُهَا، وَالْمُسْتَأْصَلَةُ: [الَّتِي اسْتُؤْصِلَ] (2) قَرْنُهَا مِنْ أَصْلِهِ، وَالْبَخْقَاءُ: الَّتِي تَبْخَقُّ عَيْنُهَا، وَالْمُشَيَّعَةُ: الَّتِي لَا تَتْبَعُ الْغَنَمَ عَجَفًا، وَضَعْفًا، وَعَجْزًا، وَالْكَسْرَاءُ: الَّتِي لَا تُنْقِي (3)
__________
(1) جاء في (م) والأصول الخطية بعد قوله: "والمستأصلة": قرنها من أصلها، وسيأتي تفسيرها بإثر الحديث، ولم ترد في مصادر التخريج، لذلك حذفناها.
(2) زيادة من مصادر التخريج.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو حميد الرعيني ويزيد ذو مصر مجهولان.
وأخرجه أبو داود (2803) ، والحاكم 4/225، والبيهقي 9/275 من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وفيه عندهم: الكسراء: الكسير، بدل "التي لا تنقي".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/330، وأبو داود (2803) ، =(29/199)
17653 - وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
17654 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخِلَافَةُ فِي قُرَيْشٍ،
__________
= والطبراني في "الكبير" 17/ (314) ، والبيهقي 9/275، والمزي في ترجمة يزيد من "التهذيب" 32/292-293 من طرق عن عيسى بن يونس، به.
وسيأتي برقم (17653)
وأخرجه مختصراً البخاري في "التاريخ" 8/331 من طريق إبراهيم بن حميد الرؤاسي، عن ثور، به.
وأخرجه الحاكم 1/469 من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي، عن ثور، عن أبي حميد، قال: كنا جلوساً إلى عتبة بن عبد، فأقبل يزيد ذو مصر، فقال لعتبة، فذكره بنحوه. قلنا: وإسناده ضعيف.
ويشهد له حديث علي السالف برقم (609) ، وحديثه عند البيهقي 9/275.
وحديث البراء بن عازب الآتي 4/300-301.
قوله: "ثرماء" قال السندي: بمثلثة ومد، والثرم: سقوط الثنية من الأسنان، وقيل: الثنية والرباعية، وقيل: أن تنقلع السن من أصلها مطلقاً.
"المشيعة" اسم فاعل من شيع بالتشديد، وهي التي لا تزال تتبع غيرها، أي: لا تلحقها فتمشي وراءها، وإن فتحت الياء، فالمعنى: أنها تحتاج إلى من يشيعها، أي: يمشي وراءها يسوقها لتأخُّرها عن الغنم.
"التي لا تنقي" من أنقى إذا صار ذا نُقي، أي: مُخ، والمعنى لم يبق لها مخٌ من غاية العَجْف.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر ما قبله.(29/200)
وَالْحُكْمُ فِي الْأَنْصَارِ، وَالدَّعْوَةُ فِي الْحَبَشَةِ، وَالْهِجْرَةُ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَالْمُهَاجِرِينَ بَعْدُ " (1)
17655 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَوْ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ الْجَوْخانِيُّ، (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش- وإن كان صدوقاً حسن الحديث في روايته عن الشاميين- لا يحتمل تفرُدُه بمثل هذا المتن، وضمضم بن زرعة لم يرو عنه غير اثنين، وضعفه أبو حاتم، ووثقه ابن معين وغيره. وقد سلف معظم المتن عن أبي هريرة مرفوعاً برقم (8761) وموقوفاً، وبيّنا هناك أن الموقوف أصح.
وأخرجه البخاري في "الكبير" 4/338، وابن أبي عاصم في "السنة" (1114) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (298) ، وفي "الشاميين" (1626) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. رواية ابن أبي عاصم مختصرة، وزاد الباقون مع الهجرة "الجهاد".
ويشهد لقوله: "الخلافة في قريش" حديث أبي هريرة السالف برقم (7306) ، وحديث أنس (12307) ، وحديث أبي برزة، سيأتي 4/421.
قال المناوي في "الفيض" 3/508: "الخلافة في قريش" يعني أن خليفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بعده، إنما يكون منهم، فلا يجوز نصبه من غيرهم عند وجودهم.
"الحكم في الأنصار" جعله فيهم، لأن أكثر فقهاء الصحابة منهم كمعاذ وأُبي وزيد وغيرهم.
"والدعوة في الحبشة" قال الزمخشري: يعني الأذان، وجعله في الحبشة تفضيلاً لبلال ورفقاً به.
"والجهاد والهجرة"، أي: التحول من ديار الكفر إلى ديار الإسلام.
"في المسلمين"، أي: كلهم.
(2) المثبت من (ظ 13) ، وهي كذلك في "توضيح المشتبه" 2/510،=(29/201)
قَالَ: رُحْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَنِي عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ الْمَازِنِيُّ (1) فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، إِلَى غُدُوٍّ، أَوْ رَوَاحٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، إِلَّا كَانَتْ خُطَاهُ خَطْوَةً كَفَّارَةً، وَخَطْوَةً دَرَجَةً " (2)
17656 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الْوَصَابِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: " اسْتَكْسَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَسَانِي خَيْشَتَيْنِ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَلْبِسُهُمَا، وَأَنَا مِنْ أَكْسَى أَصْحَابِي " (3)
__________
= وفي (م) وبقية النسخ: الجرجاني.
(1) كذا وقع في رواية "المسند" هنا، ولم نجد أحداً نسبه مازنياً، وفي كتب الصحابة والتراجم وقع منسوباً: السُّلَمي.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن زيد الجوخاني لم يرو عنه غير محمد بن زياد الألهاني، ولم يوثقه أحد، فهو مجهول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (321) ، وفي "الشاميين" (852) من طريق محمد بن مصفى، عن بقية، عن محمد بن زياد الألهاني، عن يزيد بن زيد، به. دون شك.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (666) ، وعند أحمد بنحوه، سلف برقم (7801) ، وذكرنا شواهده هناك.
(3) اسناده حسن. عقيل بن مدرك، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فقول الحافظ في "التقريب": مقبول، غير مقبول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (307) من طريق الهيثم بن خارجة،=(29/202)
17657 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنْ صَفْوَانَ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقَتْلُ (1) ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ (2) بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ، فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ (3) فِي خَيْمَةِ اللهِ تَحْتَ عَرْشِهِ، لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ قَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، جَاهَدَ بِنَفْسِهِ، وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ، فَمَصْمَصَةٌ مَحَتْ (4) ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ، إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءُ الْخَطَايَا، وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، وَلِجَهَنَّمَ
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4032) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/350، والطبراني في "الكبير" 17/ (307) ، وفي "الشاميين" (1610) ، والبيهقي في "الشعب" (6181/م) من طرق عن إسماعيل بن عياش، به.
قال السندي: قوله: "خيشتين" الخيش: ثياب في نسجها رقة، وخيوطها غِلاظ.
(1) في مصادر التخريج: القتلى.
(2) في (م) و (س) و (ص) : قاتل.
(3) المثبت من نسخة في هامش (ظ 13) وصحح عليها، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، وفي (م) والأصول الخطية: المفتخر.
(4) في (م) : "محيت" وسقطت كلمة "فمصمصة" منها.(29/203)
سَبْعَةَ أَبْوَابٍ، وَبَعْضُهَا أَسْفَلُ (1) مِنْ بَعْضٍ، وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يُقْتَلَ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي النَّارِ، السَّيْفُ لَا يَمْحُو النِّفَاقَ (2)
__________
(1) وقع في (م) والنسخ الخطية: وبعضها أفضل من بعض، وهي كذلك في معظم مصادر التخريج! والمثبت من كتاب "الجهاد" لابن المبارك، ووقع في "المعرفة والتاريخ": وبعضها أبغض من بعض.
(2) إسناده ضعيف، أبو المثنى- وهو ضمضم الأُملوكي الحمصي- روى عنه اثنان، وقيل: واحد، فهو مجهول الحال، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وصفوان بن عمرو: هو ابن هَرِم السكسكي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4261) ، وفي "البعث والنشور" (458) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. والرواية في "البعث والنشور" مختصرة.
وأخرجه الدارمي (2411) ، ويعقوب بن سفيان 2/342، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (131) و (132) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (310) ، وفي "الشاميين" (1023) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (257) من طرق عن صفوان بن عمرو، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب بنحوه، سلف برقم (146) ، وإسناده ضعيف.
قوله: "الشهيد الممتحن" قال ابن الأثير: هو المصفى المهذَّب.
"في خيمة الله" الخيمة معروفة، ومنه خيم بالمكان، أي: أقام فيه وسكنه، فاستعارها لظل رحمة الله ورضوانه وأمنه. =(29/204)
17658 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا الْمُثَنَّى المُلَّيْكِي (1) ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْقَتْلُ ثَلَاثَةٌ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
17659 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: كَانَ عُتْبَةُ يَقُولُ: " عِرْبَاضٌ خَيْرٌ مِنِّي "، وَعِرْبَاضٌ يَقُولُ: " عُتْبَةُ خَيْرٌ مِنِّي سَبَقَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَةٍ " (3)
__________
= "قرف على نفسه من الذنوب"، أي: كسبها، قرف الذنب واقترفه: إذا عمله.
"مصمصة"، أي: مَطْهَرة من دنس الخطايا، يقال: مصمص إناءه: إذا جعل فيه الماء وحركه ليتنظف.
(1) خطأ البخاري 4/338، وابن أبي حاتم 44/68 من قال فيه: المليكي (وهو ابن المبارك) ، ونسباه الأملوكي.
(2) إسناده ضعيف كسابقه. عبد الله: هو ابن المبارك.
وهو في "الجهاد" لابن المبارك (7) ، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (1267) ، ويعقوب بن سفيان 2/342، وابن حبان (4663) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (311) ، والبيهقي 9/164 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الأسناد. وانظر ما قبله.
(3) إسناده ضعيف لاضطراب متنه، فقد اختلف في متنه على إسماعيل بن عياش.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1633) عن عمرو بن إسحاق، عن=(29/205)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ (1)
17660 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ، وَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي "، قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: " عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ " (2)
__________
= محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، بهذا الإسناد، ولفظه: العرباض بن سارية خير مني، سبقني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: عمرو لم نجد له ترجمة، ومحمد بن إسماعيل: لم يسمع من أبيه، وبعضهم ضعفه. وأخرج الطبراني في "الكبير" 17/ (293) عن أحمد بن عبد الوهاب الحوطي وأبي زيد الحوطي، كلاهما عن أبي اليمان الحكم بن نافع، به. بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبه، حوله. ولقد أتيناه وإنا لسبعة من بني سليم، أكبرنا العرباض بن سارية، فبايعناه جميعاً معاً.
(1) عبد الرحمن بن قتادة السلمي، يُعد في الحمصيين.
(2) صحيح لغيره، وإسناده مضطرب كما قال ابن عبد البر وابن السكن، وخطأ البخاري إسناده هذا وسيأتي تفصيل ذلك.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/489 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/30 و7/417، والبخاري في "الكبير" 5/341 تعليقاً، وابن قانع 2/159، وابن حبان (338) ، والطبراني في "الشاميين"=(29/206)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (2045) ، والحاكم 1/31 من طرق عن معاوية بن صالح، به. وقال البخاري: هو خطأ.
واختلف فيه على راشد بن سعد:
فأخرجه البخاري في "الكبير" 5/341-342 و8/191-192، والبزار (2140- كشف الأستار) ، والطبري في "التفسير" 9/117، والطبراني في "الكبير" 22/ (435) من طرق عن بقية بن الوليد، والبخاري في "الكبير" 5/341، والطبري 9/117-118، والطبراني في "الشاميين" (1854) من طريق عبد الله بن سالم الأشعري، كلاهما عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، عن هشام بن حكيم بلفظ: أتى رجلٌ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، أتبدأ الأعمالُ، أم قد قضي القضاء؟ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله أخذ ذرية آدم من ظهورهم، ثم أشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم في كفيه، ثم قال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار. فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار".
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص172، والطبراني في "الشاميين" (1855) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 326 من طرق عن بقية، عن الزبيدي، والبخاري في "الكبير" 5/341 تعليقاً، والطبري 9/118، والطبراني في "الكبير" 22/434، وفي "الشاميين" (2046) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، كلاهما (الزبيدي ومعاوية) عن راشد، عن عبد الرحمن ابن قتادة، عن هشام بن حكيم، ليس فيه قتادة والد عبد الرحمن.
وفي الباب عن أبي عبد الله رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (17593) ، وذكرنا شواهده هناك.(29/207)
تَمَامُ حَدِيثِ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ
17661 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: عَنْ بَيَانٍ، وَجَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات غير جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- لكن تابعه بيان- وهو ابن بشر الأحمسي-. سفيان: هو الثوري، وعامر: هو الشعبي. وهو مكرر (17601) .(29/208)
تَمَامُ حَدِيثِ جَدِّ (1) عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ
17662 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: " إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) لفظة "جد" أثبتناها من (ظ 13) و (ق) ، وسقطت من (م) وبقية الأصول.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عكرمة بن خالد.
وهو مكرر (15435) .(29/209)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ (1)
17663 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ، قَالَ لَيْثٌ فِي حَدِيثِهِ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، فَقَالَ: " أَلَا إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِي، وَلَا لِأَهْلِ بَيْتِي "، وَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ كَاهِلِ نَاقَتِهِ فَقَالَ: " وَلَا مَا يُسَاوِي هَذِهِ، أَوْ مَا يَزِنُ هَذِهِ "
لَعَنَ اللهُ مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ. إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ " (2)
__________
(1) قال المزي في "تهذيبه" 21/599: عمرو بن خارجة بن المنتفق الأشعري، ويقال: الأنصاري، ويقال: الأسدي، حليف أبي سفيان بن حرب، وقيل: خارجة بن عمرو، والأول هو الصحيح، له صحبة، نزل الشام.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم- وشهر بن حوشب، والإسناد الثاني يرويه سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن- عن شهر: أنه سمع ... إلخ.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (16307) ، إلا أنه لم يذكر فيه حديث ابن أبي ليلى.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" 17/ (69) من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عمرو بن خارجة.
وأخرجه مختصراً أيضاً 17/ (70) ، والدارقطني 4/152، والبيهقي في=(29/210)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "السنن" 6/264 من طريق إسماعيل بن مسلم، كلاهما عن الحسن، عن عمرو. وضعفه البيهقي، بلفظ: "لا وصية لوارث إلا أن يجيز الورثة".
وأخرجه الطبراني 17/ (71) من طريق عامر بن مدرك، عن السري بن إسماعيل، عن عامر الشعبي، عن عمرو بن خارجة. قلنا: عامر بن مدرك ليِّن، والسري متروك.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (789) ، والطبراني في "الكبير" (4140) من طريق عبد الله بن نافع، عن عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن أبيه، عن عمرو بن خارجة- وعند الطبراني: خارجة بن عمرو-. وإسناده ضعيف.
وأخرج أبو داود (5115) ، وابن ماجه (2714) ، والدارقطني 4/70، والبيهقي 6/264-265 من طريق سعيد بن أبي سعيد، عن أنس بن مالك، قال: إني لتحت ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسيل عليَّ لعابُها، فسمعته يقول: "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، لا يدَّعينَ رجل إلى غير أبيه، فمن فعل ذلك، فعليه لعنة الله متتابعة".
اللفظ للدارقطني، ورواية الآخرين مختصرة.
وأخرجه الدارقطني 4/70 من طريق سعيد بن أبي سعيد شيخ بالساحل، عن رجل من أهل المدينة، فذكره. قلنا: وسعيد هذا مختلف فيه، فمنهم من جعله المقبري، ومنهم من جعله آخر، انظر "تهذيب التهذيب".
وانظر الحديث الآتي، وعنده ذكرنا طرقه الآتية في "المسند".
ويشهد لقوله: "الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي" حديث أبي هريرة السالف برقم (7758) .
ولقوله: "لعن الله من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه" حديث ابن عباس السالف برقم (3037) .
ولقوله: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر" حديث أبي هريرة (7262) .=(29/211)
17664 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلَا تَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، رَغْبَةً عَنْهُمْ. فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَقَالَ سَعيدٌ (1) : وَقَالَ مَطَرٌ: " وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: " وَلَا يُقْبَلُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ (2) أَوْ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ "
__________
= ولقوله: "لا وصية لوارث" حديث أبي أمامة الآتى 5/267.
قال السندي: قوله: "للعاهر"، أي: للزاني، "الحجر" قيل: المراد به الخيبة، كما يقال: له التراب، وقيل: الرجم، وردَّ بأنه لا يُرجم كلُّ زان، وقد يقال: يكفي وجوده للزاني في الجملة.
"لا وصية لوارث" لأنها صارت بمنزلة الزيادة على الحقوق التي قررها الله، ولا ينبغي ذلك.
قلنا: ويبقى وجوب الوصية لغير الوارثين من الأقربين لقوله تعالى (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين) فالحديث ليس نسخاً لآية الوصية- كما فهمه البعض وإنما- هو تخصيص لها.
(1) في (م) وسائر النسخ: وقال يزيد، والمثبت من الرواية الآتية برقم (17670) .
(2) من قوله: "قال يزيد" إلى هنا سقط من (م) .(29/212)
قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
لم نقف على أحد رواه من طريق محمد بن جعفر. وسيتكرر الحديث برقم (18081) . وسيأتي عن محمد وحده برقم (17671) و (18088) .
وسيأتي عن يزيد وحده برقم (17669) و (18086) ، ويأتي تخريجه من طريقه هناك.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (6469) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/299 من طريقين عن سعيد، بهذا الإسناد. ووقع في "المجتبى" 6/247 بدل "سعيد": شعبة!
وأخرجه الدارمي (2529) و (3260) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص116، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/219، والطبراني في "الكبير" 17/ (60) و (62) و (63) و (65) و (66) من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/247، و"الكبرى" (6470) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (68) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قتادة، عن عمرو.
وسيأتي من طريق سعيد بن أبي عروبة (17670) و (18087) .
وسيأتي من طريق أبي عوانة (17665) ، ومن طريق حماد بن سلمة (17666) و (18082) و (18083) ، كلاهما عن قتادة.
وسيأتي من طريق مطر الوراق عن شهر بن حوشب بإثر الأحاديث ذات الأرقام (17670) و (17671) و (18081) و (18087) و (18088) . ويأتي تخريجه عند الرقم (17670) .
وسيأتي من طريق همام عن قتادة عن شهر عن عمرو بن خارجة- دون عبد الرحمن بن غنم- بإثر (17665) و (18082) .
وانظر (17663) .
قال السندي: قوله: "وهي تقصع بجرتها" الجِرَّة بالكسر وتشديد الراء،=(29/213)
17665 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَيْسَ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ، أَجْمَعِينَ " قَالَ عَفَّانُ: وَزَادَ فِيهِ هَمَّامٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ - وَلَمْ يُذْكَرْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ - وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ رَاحِلَتِهِ، وَزَادَ فِيهِ: " لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ، وَلَا صَرْفٌ " وَفِي حَدِيثِ هَمَّامٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ، وَقَالَ: " رَغْبَةً عَنْهُمْ " (1)
__________
= اسم من اجترَّ البعير، وهي اللقمة التي يتعلل بها البعير، وقصعُها: إخراجُها.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح اليشكري، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه الترمذي (2121) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (786) و (2481) ، والنسائي 6/247، وأبو يعلى (1508) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (61) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الأسناد.
وأما رواية همام التي بإثر الحديث، فهي عن قتادة، عن شهر، عن عمرو بن خارجة، دون ذكر عبد الرحمن بن غنم، وأخرجها الطيالسي (1217) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (67) من طريق حفص بن عمر الحوضي، كلاهما (الطيالسي والحوضي) عن همام بن يحيى العوذي، به. وتحرف في "مسند الطيالسي" إلى هشام.
وسيأتي بإثر (18082) . =(29/214)
17666 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَأَنَا تَحْتَ جِرَانِهَا وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ أَعْطَى لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ " (1)
17667 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ،
__________
= وأخرجه كذلك سعيد بن منصور (428) من طريق طلحة بن أبي محمد، وابن أبي عاصم (788) من طريق محمد بن عبيد الله، كلاهما عن قتادة، به.
وأخرجه كذلك الطبراني 7/ (72) من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، به. لكن قال: خارجة بن عمرو بدل عمرو بن خارجة: وروايته مختصرة. وروي عن مطر الوراق، عن شهر، عن عمرو بن خارجة.
وسيأتي تخريجه عند الحديث (17670) .
وانظر (17664) .
قوله: "جران راحلته" قال في "القاموس": جران البعير بالكسر: مقدَّم عنقه من مذبحه إلى منحره.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (64) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (18082) و (18083) . وانظر (17664) .(29/215)
عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْهَدْيِ يَعْطَبُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْحَرْ، وَاصْبُغْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، وَاضْرِبْ بِهِ عَلَى صَفْحَتِهِ - أَوْ قَالَ: عَلَى جَنْبِهِ (1) - وَلَا تَأْكُلَنَّ مِنْهُ شَيْئًا، أَنْتَ وَلَا أَهْلُ رُفْقَتِكَ " (2)
17668 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرٍو الثُّمَالِيِّ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعِي هَدْيًا وَقَالَ: "
__________
(1) في (م) : على جنبه.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي-، وليث- وهو ابن أبي سليم-، وشهر بن حوشب ثلاثتهم ضعفاء.
وحسين بن محمد: هو المروذي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (88) من طريق محمد بن سنان، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. ولفظه: "إنْ عطب منها شيء فانحره، ثم اصبغ نعله في دمه، واضربه على صفحته، وخل بين الناس وبينه".
وسيتكرر برقم (18084) . وسيأتي عن أسود بن عامر عن شريك برقم (17668) و (18085) .
وسلف برقم (16609) من طريق ليث، عن شهر، عن الأنصاري- وهو عمرو بن خارجة-.
وفي الباب عن ذؤيب عند مسلم (1326) ، وسيأتي في "المسند" برقم (17974) ، وسنذكر شواهده هناك.
قوله: "يعطب"، أي: يقارب الهلاك.
"نعله"، أي: النعل المربوط به حين التقليد.
"ولا أهل رفقتك"، أي: أهل جماعتك، فإنه إذا جوز لهم الأكل يستعجلون إلى الذبح بأدنى سبب طمعاً في الأكل بخلاف ما إذا لم يجز لهم.(29/216)
إِذَا عَطِبَ شَيْءٌ مِنْهَا فَانْحَرْهُ ثُمَّ اضْرِبْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، ثُمَّ اضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَهُ، وَلَا تَأْكُلْ أَنْتَ وَلَا أَهْلُ رُفْقَتِكَ، وَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ " (1)
17669 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ الْخُشَنِيَّ (2) ، حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنَّ رَاحِلَتَهُ لَتَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَإِنَّ لُعَابَهَا لَيَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، وَلَا تَجُوزُ وَصِيَّةٌ لِوَارِثٍ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا، أَوْ عَدْلًا، وَلَا صَرْفًا " (3)
17670 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمِنًى
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر ما قبله.
(2) في (ظ13) : الجنبي.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي شيبة 2/189 و4/416 و8/726 و11/149، وابن ماجه (2712) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (65) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/299 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (17664) .(29/217)
عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ نَاقَتِهِ، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، وَلَا تَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، أَلَا وَإِنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " قَالَ سَعِيدٌ: وَحَدَّثَنَا مَطَرٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَزَادَ مَطَرٌ، فِي الْحَدِيثِ: " وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلَا عَدْلٌ " (1)
17671 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/218، والدارقطني 4/152، والبيهقي 6/264 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. ورواية الدارقطني والبيهقي مختصرة.
وأخرجه ابن قانع 2/219، والدارقطني 4/153 من طريق عبد الوهاب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن مطر الوراق، به. ولم يذكر الدارقطني فيه ابن غنم.
وسيتكرر برقم (18087) .
وأخرجه عبد الرزاق (16306) و (16376) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني" (787) عن معمر، والبخاري في "الكبير" 6/304 من طريق مغيرة بن مسلم وورقاء، ثلاثتهم عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن خارجة. ليس فيه عبد الرحمن بن غنم، وبعضهم يختصره.
وانظر (17664) .(29/218)
وَقَالَ: قَالَ مَطَرٌ: " وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلَا عَدْلٌ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (17664) .(29/219)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ (1)
17672 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا غِلْمَانًا (2) جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ نَكُنْ نُحْسِنُ نَسْأَلُهُ، فَقُلْتُ: أَشَيْخًا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ " (3)
17673 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ، يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ صَنَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن بسر المازني، بُسر بضم الموحدة وسكون المهملة، وهو حمصي، قيل: هو آخر من مات بالشام من الصحابة. قال المزي: له ولأبويه صحبة، زارهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأكل عندهم، ودعا لهم.
(2) لفظة "غلماناً" لم ترد في (ظ 13) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 1/434، وابن أبي شيبة 8/446، وعبد بن حميد (506) ، والبخاري (3546) ، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 2/623-624، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة، 1/258، وابن قانع 2/81، والطبراني في "الشاميين" (1045) و (1046) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/233-234 من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (17681) و (17682) و (17699) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (13263) .
وعن أبي جحيفة عند البخاري (3545) ، ومسلم (2342) و (2343) ، وسيأتي 4/308.
قوله: "في عنفقته" العنفقة هي الشعر النابت تحت الشفة السفلى.(29/220)
طَعَامًا فَدَعَاهُ فَأَجَابَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ " (1)
17674 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ رَجُلًا، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: " اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ، وَآنَيْتَ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، هشام بن يوسف- وهو السلمي الحمصي- روى عنه اثنان، وقال ابن معين: لا أعرفه، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات". هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخ دمشق" ص 443، والمزي في ترجمة هشام بن يوسف من "التهذيب" 30/269-270 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (294) ، والطبراني في "الدعاء" (921) ، وابن عساكر ص 441-442 من طريق هشيم بن بشير، به.
وسيأتي بنحوه من طريق ابن عبد الله بن بسر برقم (17675) و (17676) ، ومن طريق صفوان بن عمرو برقم (17678) ، ومن طريق يزيد ابن خمير بالأرقام (17683) و (17684) و (17695) ثلاثتهم عن عبد الله بن بسر.
وسيأتي من طريق ابن خمير، عن عبد الله بن بسر، عن بسر برقم (17696) .
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1354) ، والنسائي في "الكبرى" (6900) ، والطبراني في "الشاميين" (837) ، وابن عساكر ص442 من طريق محمد بن زياد الألهاني، عن ابن بسر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزاهرية: هو حدير بن كريب=(29/221)
17675 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ ابْنِ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ فَذَكَرُوا وَطْبَةً (2) ، وَطَعَامًا، وَشَرَابًا، فَكَانَ يَأْكُلُ التَّمْرَ، وَيَضَعُ النَّوَى عَلَى ظَهْرِ إِصْبِعَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي بِهِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكِبَ بَغْلَةً لَهُ بَيْضَاءَ، فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهَا، فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا فَقَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ " (3)
__________
= الحضرمي الحمصي.
وسيأتي الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي برقم (17697) ، ويأتي تخريجه وشواهده هناك.
قوله: "آذيت"، أي: الناس بالتخطي.
"وآنيت" بالمد، أي: أخرت المجيء وأبطأت. قاله السندي.
(1) لفظة "ابن" سقطت من (م) ، وهي ثابتة في سائر النسخ، وفي: أطراف المسند"، لكن ضبب عليها في (ظ13) .
(2) في (م) و (س) و (ص) : رطبة.
(3) صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن عبد الله بن بسر، فقد جهله الذهبي وابن حجر، وذكر المزي في ترجمة عبد الله بن بسر من الرواة عنه ابنه يحيى، ولم نجد له ترجمة أيضاً. يزيد بن خمير: هو الرحبي الحمصي.
وأخرجه مسلم (2042) عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن حماد، عن شعبة، عن ابن خمير، عن عبد الله بن بسر. لم يذكر ابن عبد الله.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (291) عن حميد بن زنجويه، عن يحيى بن حماد، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن بسر، عن=(29/222)
17676 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ جَدَّتِي تَمْرًا تُعَلِّلُهُ (1) ، وَطَبَخَتْ لَهُ، وَسَقَيْنَاهُمْ، فَنَفِدَ الْقَدَحُ فَجِئْتُ بِقَدَحٍ آخَرَ، وَكُنْتُ أَنَا الْخَادِمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْطِ الْقَدَحَ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ " (2)
17677 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ:
__________
= أبيه، فصار من مسند بسر.
وسيأتي كذلك برقم (17696) عن روح، عن شعبة، عن ابن خمير، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه.
وسيأتي من طريق ابن خمير عن عبد الله بالأرقام (17683) و (17684) و (17695) ، وهو المحفوظ.
وانظر ما سلف برقم (17673) .
قوله: "وطبة" بالواو وإسكان الطاء: حَيْسٌ من تمر وأقِط وسمن.
(1) في (م) و (ق) : تقلله.
(2) إسناد ضعيف لجهالة ابن عبد الله بن بسر، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخه" ص444 من طريق عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، أن ابن بسر قال: حدثني أبي قال. فذكره مطولاً. قلنا: ومعاوية بن صالح لم يدرك عبد الله بن بسر، فالإسناد منقطع.
قوله: "أعط القدح الذي إليه" قال السندي: على بناء الفاعل، أي: انتهى القدح الأول، أو على بناء المفعول، والمراد أن الذي خلص عنده القدح الأول، فأيِّده بالثاني.(29/223)
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ، قَالَ: " كَانَتْ أُخْتِي رُبَّمَا بَعَثَتْنِي بِالشَّيْءِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُطْرِفُهُ إِيَّاهُ فَيَقْبَلُهُ مِنِّي " (1)
17678 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو (2) ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: بَعَثَنِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْعُوهُ إِلَى طَعَامٍ فَجَاءَ مَعِي، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَنْزِلِ أَسْرَعْتُ، فَأَعْلَمْتُ أَبَوَيَّ فَخَرَجَا فَتَلَقَّيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَحَّبَا بِهِ، وَوَضَعْنَا لَهُ قَطِيفَةً كَانَتْ عِنْدَنَا زِئْبِرِيَّةً (3) فَقَعَدَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ أَبِي لِأُمِّي: هَاتِ طَعَامَكِ، فَجَاءَتْ بِقَصْعَةٍ فِيهَا دَقِيقٌ قَدْ عَصَدَتْهُ بِمَاءٍ وَمِلْحٍ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " خُذُوا بِسْمِ اللهِ مِنْ حَوَالَيْهَا، وَذَرُوا ذُرْوَتَهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِيهَا " فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكَلْنَا مَعَهُ، وَفَضَلَ مِنْهَا فَضْلَةٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ، وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ، وَوَسِّعْ عَلَيْهِمْ فِي
__________
(1) إسناده حسن من أجل الحسن بن أيوب الحضرمي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/147 وعزاه للطبراني في "الكبيبر".
وسيأتي عن هشام بن سعيد برقم (17687) ، وبنحوه عنه برقم (17688) .
قوله: "تطرفه" قال السندي: بضم التاء وكسر الراء، أي: ترسل إليه الشيء الغريب، وتخصه به. وفي "القاموس": الطريف: الغريب من الثمر وغيره.
(2) زاد في (م) بين أبي المغيرة وصفوان بن عمرو: صفوان بن أمية، وهو خطأ.
(3) في (م) و (ق) : زبيرته، وفي (س) و (ص) : زبيرية، والمثبت من (ظ 13) .(29/224)
أَرْزَاقِهِمْ " (1)
17679 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: " لَقَدْ سَمِعْتُ حَدِيثًا مُنْذُ زَمَانٍ: إِذَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صفوان بن عمرو- وهو ابن هرم السكسكي- فمن رجال مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر ص443 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الدارمي (2022) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1355) ، والنسائي في "الكبرى" (6763) ، وابن حبان (5299) ، والطبراني في "الشاميين" (923) من طريق عيسى بن يونس، والطبراني أيضاً (923) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/352، وابن أبي عاصم (1353) ، والنسائي (6764) ، والطبراني (1010) من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان، عن أزهر بن عبد الله، عن عبد الله بن بسر، به. فزاد بقيةُ بين صفوان وعبد الله بن بسر أزهرَ، وهذا مخالف لرواية الجماعة.
وأخرجه بنحوه ابن عساكر ص441 من طريق حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري، عن عبد الله بن بسر.
وانظر (17673) .
وفي باب: "خذوا بسم الله" عن سلمان الفارسي، سيأتي 5/438.
وفي باب الأكل من جوانب القصعة حديث ابن عباس، سلف برقم (2439) .
قوله: "قطيفة" نسيج من القطن. "زئبرية" بكسر الزاي والباء، وضم الباء أيضاً: ذات وَبَر.(29/225)
كُنْتَ فِي قَوْمٍ عِشْرِينَ رَجُلًا، أَوْ أَقَلَّ، أَوْ أَكْثَرَ، فَتَصَفَّحْتَ فِي وُجُوهِهِمْ، فَلَمْ تَرَ فِيهِمْ رَجُلًا يُهَابُ فِي اللهِ، فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ رَقَّ " (1)
17680 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيَّانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَنْ خَيْرُ الرِّجَالِ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ "، وَقَالَ الْآخَرُ: إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا، فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جَامِعٌ؟ قَالَ: " لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، لكنه ليس بحديث نبوي كما توضحه رواية الطبراني، ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير أزهر بن عبد الله- وهو ابن جميع الحراني-، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر ص448 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الأسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1008) من طريق عيسى بن يونس، وبرقم (1009) ، والبيهقي في "الشعب" (9078) ، والذهبي في ترجمة بقية من "الميزان" 1/335 من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به.
بلفظ: كان يقال: ... فذكره.
(2) إسناده صحيح. عمرو بن قيس: هو ابن ثور بن مازن الكندي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2289) ، وفي "الدعاء" (1855) ، وفي "الشاميين" (2544) من طريق علي بن عياش، بهذا الإسناد. والرواية الثانية=(29/226)
17681 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَيْخًا كَانَ؟ قَالَ: " كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ " (1)
17682 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ:
__________
= مختصرة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن المبارك في "الزهد" (935) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/416 تعليقاً، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1356) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3556) ، والطبراني في "الأوسط" (1464) ، وفي "الشاميين" (1883) و (2546) و (2547) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/111- 112، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1245) من طرق عن عمرو بن قيس، به.
وسيأتي برقم (17698) .
وفي باب "خير الناس من طال عمره وحسن عمله " عن أبي هريرة، سلف برقم (7212) ، وعن أبي بكرة، سيأتي 5/40.
وفي باب "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله" عن معاذ بن جبل عند ابن حبان (819) ، وانظر تتمة تخريجه فيه.
قوله: "باب" قال السندي: أي فالمطلوب منك باب، أي: عمل واحد جامع لجميع الشرائع غير الواجبات، أو بأن يكون سبباً للتوفيق لكلها، وتسهيلها على النفس.
"رطباً من ذكر الله" أي: متحركاً به، فإن الرطوبة سبب للحركة، واليبوسة تمنع عنها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، وحريز: هو ابن عثمان، وانظر (17672) .(29/227)
قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ لَا نَعْقِلُ الْعِلْمَ: أَشَيْخًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " كَانَ بِعَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ " (1)
17683 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي فَنَزَلَ عَلَيْهِ، أَوْ قَالَ لَهُ أَبِي انْزِلْ عَلَيَّ، قَالَ: فَأَتَاهُ بِطَعَامٍ وَحَيْسَةٍ وَسَوِيقٍ، فَأَكَلَهُ، وَكَانَ يَأْكُلُ التَّمْرَ وَيُلْقِي النَّوَى، - وَصَفَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى بِظَهْرِهِمَا - مِنْ فِيهِ، ثُمَّ أَتَاهُ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَامَ فَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ، فَقَالَ: ادْعُ لِي، فَقَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ " (2)
17684 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، أَوْ قَالَ أَبِي لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْزِلْ عَلَيَّ، قَالَ: فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن خمير، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1279) ، وعبد بن حميد (507) ، ومسلم (2042) ، وأبو داود (3729) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/425، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (292) ، وابن حبان (5297) ، و (5298) ، والطبراني في "الدعاء" (920) ، وابن السني في "عمل اليوم
والليلة" (476) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص205، والبيهقي 7/274، وابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخه" ص442-443 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (17673) .(29/228)
بِطَعَامٍ، أَوْ بِحَيْسٍ، قَالَ: فَأَكَلَ، ثُمَّ أَتَاهُ بِشَرَابٍ، قَالَ: فَشَرِبَ، قَالَ: ثُمَّ نَاوَلَ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا أَكَلَ أَلْقَى النَّوَاةَ - وَصَفَ (1) شُعْبَةُ: أَنَّهُ وَضَعَ النَّوَاةَ عَلَى السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، ثُمَّ رَمَى بِهَا -، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ (2) لَنَا، فَقَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ " (3)
17685 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ السَّلْمَيَيْنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِمَا فَقُلْتُ: رَحِمَكُمَا (4) اللهُ، الرَّجُلُ مِنَّا يَرْكَبُ دَابَّتَهُ فَيَضْرِبُهَا بِالسَّوْطِ، وَيَكْفَحُهَا بِاللِّجَامِ، هَلْ سَمِعْتُمَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَا: لَا، مَا سَمِعْنَا مِنْهُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ نَادَتْ مِنْ جَوْفِ الْبَيْتِ: " أَيُّهَا السَّائِلُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ، إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] " فَقَالَا: هَذِهِ أُخْتُنَا، وَهِيَ
__________
(1) في (ظ13) : يصف.
(2) في (م) : ادع لنا.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن خمير، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (293) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(4) في (م) ونسخة في (س) : يرحمكما.(29/229)
أَكْبَرُ مِنَّا، وَقَدْ أَدْرَكَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
17686 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ، يَقُولُ: تَرَوْنَ يَدِي هَذِهِ؟ فَأَنَا بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، وعبيد الله بن زياد: هو البكري الدمشقي، وابنا بسر: هما عبد الله وعطية، وأختهما: هي الصماء.
وهذا الحديث تفرد بإخراجه الإمام أحمد.
قوله: "يكفحها" قال السندي: من كفح كمنع إذا جذب.
"إلا أمم أمثالكم" أي: فلا يجوز للإنسان أن يؤذي غيره، كما لا يجوز له أن يؤذي أحداً من نوعه.
(2) هذا الحديث رجاله ثقات إلا أنه أُعِل بالاضطراب والمعارضة. يحيى ابن حسان: هو البكري الفلسطيني.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/24 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (17690) ، وابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخه" ص445 عن علي بن عياش، والنسائي في "الكبرى" (2759) ، والدولابي في "الكنى" 2/118، وابن قانع 2/81، وابن حبان (3615) ، وابن عساكر ص444-445 و445 من طريق مبشر بن إسماعيل، كلاهما عن حسان ابن نوح، عن عبد الله بن بسر. وخالفهما أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، فأخرجه من طريقه الروياني في "مسنده" عن حسان بن نوح عن أبي أمامة. =(29/230)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وتابعه عن أبي أمامة عبد الله بن دينار البهراني، لكنه ضعيف، أخرجه الطبراني في "الكبير" (7722) من طريقه.
وأخرجه عبد بن حميد (508) ، وابن ماجه (1726) ، والنسائي (2761) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/218 من طريق عيسى بن يونس، وتمام في "الفوائد" (655) من طريق عتبة بن السكن، كلاهما عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر. وعتبة بن السكن وإن كان ضعيفاً يعتبر به.
وتابع ثوراً عليه عامر بن جَشِيب عند النسائي (2766) ، والطبراني في "الشاميين" (1850) من طريق بقية، والطبراني (1850) من طريق يحيى بن حمزة الدمشقي، كلاهما عن الزبيدي، عن لقمان، عن عامر بن جشيب، به.
وكلا الطريقين فيه مقال.
وخالف جمعٌ عيسى بنَ يونس وعتبةَ بن السكن فرووه عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء، فأخرجه أحمد 6/368، والدارمي (1749) ، وأبو داود (2421) ، وابن ماجه (1726) ، والترمذي (744) ، والنسائي في "الكبرى" (2762) و (2763) و (2764) ، وابن خزيمة (2163) ، والطحاوي 2/80، والطبراني في "الكبير" 24/ (818) و (819) و (820) و (821) ، والحاكم 1/435، وتمام (653) ، والبيهقي 4/302، والبغوي (1806) من طرق ثمانية، عن ثور بن يزيد، به.
وتابع ثوراً لقمان بن عامر، فأخرجه أحمد 6/368، والطبراني في "الشاميين" (1591) من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان، عن خالد، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء.
وأخرجه النسائي (2765) من طريق بقية، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن=(29/231)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= معدان، عن عبد الله بن بسر، عن عمته الصماء. قلنا: بقية ضعيف وقد خالف جمهور الرواة عن ثور في جعلها عمة عبد الله بن بسر، وخالف أيضاً إسماعيل ابن عياش فرواه النسائي أيضاً (2769) من طريقه عن الزبيدي، عن لقمان، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن خالته
الصماء.
وخالف أيضاً جمهور الرواة عن ثور بن يزيد: عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي المقرىء، فرواه تمام في "فوائده" (654) من طريقه عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أمه. قلنا: وعبد الله بن يزيد هذا ظنه الشيخ ناصر الألباني في "الإرواء" هو عبد الله بن يزيد المقرىء المكي، وهذا الأخير كنيته أبو عبد الرحمن، والأول كنيته أبو بكر. وقال عنه أبو حاتم: شيخ، ونقل عن دحيم أنه وصفه بالصدق والستر، فمثله لا تحتمل روايته عند المخالفة.
وأخرجه النسائي (2771) من طريق داود بن عبيد الله، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء، عن عائشة. قلنا: داود مجهول.
وأخرجه النسائي (2768) تعليقاً، والطبراني في "الشاميين" (1875) ، وفي "الكبير" (1191) من طريق عبد الله بن سالم الأشعري، عن الزبيدي، عن الفُضيل بن فضالة الهوزني، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه، وقال عبد الله بن بسر: فإن شككتم فاسألوا أختي، فمشى إليها خالد بن معدان فسألها عما قال عبد الله فحدثته بذلك.
وأخرجه النسائي (2767) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (822) من طريق محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن فضيل بن فضالة، عن عبد الله بن بسر، عن خالته الصماء.
وأخرجه النسائي (2760) ، وابن خزيمة (2164) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (816) و (817) ، والبيهقي 4/302 من طريق معاوية بن صالح، عن ابن عبد الله بن بسر، عن أبيه، عن عمته الصماء. قال الحافظ في "التلخيص"=(29/232)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 2/216: وهذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يُوهِنُ راويه، ويُنبئ بقلة ضبطه، إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث، فلا يكون ذلك دالاً على قلة ضبطه، وليس الأمر هنا كذا، بل اختلف فيه أيضاً على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضاً.
وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/81: ولقد أنكر الزهري حديث الصماء في كراهة صوم يوم السبت، ولم يعده من حديث أهل العلم بعد معرفته به، ثم ساق بإسناده عن الليث بن سعد قال: سئل الزهري عن صوم يوم السبت فقال: لا بأس به، فقيل له: فقد روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كراهته، فقال: ذاك حديث حمصي، فلم يَعُدَّه الزهري حديثاً يقال به، وضعفه.
وجاء في "الفروع" 3/123-124 لابن مفلح: قال الأثرم، قال أبو عبد الله: قد جاء فيه حديث الصماء وكان يحيى بن سعيد يتقيه، وأبى أن يحدثني به. قال الأثرم: وحجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر، منها حديث أم سلمة.
قال ابن مفلح: واختار شيخنا (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية) أنه لا يُكره، وأنه قول أكثر العلماء، وأنه الذي فهمه الأثرم من روايتهم، وأنه لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى، فالحديث شاذ أو منسوخ.
قلنا: والحديث يعارضه أحاديث: الأول: حديث جويرية بنت الحارث عند البخاري (1986) ، وسيأتي 6/324 و430، ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على جويرية يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: "أصمتِ أمس؟ " قالت: لا. قال: تريدين أن تصومي غداً؟ " قالت: لا. قال: "فأفطري".
قال البيهقي 4/303: في حديث جويرية هذا ما دلَّ على جواز صوم يوم السبت، وكأنه أراد بالنهي تخصيصه بالصوم على طريق التعظيم له.
والثاني: حديث أبي هريرة عند البخاري (1985) ، ومسلم (1144) ، وسلف في مسنده برقم (10424) رفعه: "لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً=(29/233)
17687 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَتْ أُخْتِي تَبْعَثُنِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْهَدِيَّةِ فَيَقْبَلُهَا " (1)
17688 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ:
__________
= قبله أو بعده".
والثالث: حديث أم سلمة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد، وكان يقول: "إنهما عيدان للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم". صححه ابن خزيمة (2167) ، وابن حبان (3616) ، وسيأتي في "المسند" 6/323-324.
والرابع: حديث جنادة بن أبي أمية عند النسائي في "الكبرى" (2773) و (2774) أنهم دخلوا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرب إليهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعاماً يوم جمعة،
فقال: "كلوا". قالوا: صيام. قال: "صمتم أمس؟ " قالوا: لا. قال: "فصائمون غداً؟ " قالوا: لا. قال: "فأفطروا". وصححه الحَافظ في "الفتح" 4/234.
وقال الطحاوي 2/80: ففي هذه الآثار المروية في هذا، إباحة صوم يوم السبت تطوعاً، وهي أشهر وأظهر في أيدي العلماء من هذا الحديث الشاذ الذي قد خالفها. ثم قال: وقد يجوز عندنا- والله أعلم- إن كان ثابتاً أن يكون إنما نُهي عن صومه، لئلا يعظم بذلك، فيمسك عن الطعام والشراب والجماع فيه، كما يفعل اليهود. فأما من صامه لا لإرادة تعظيمه ولا لما تريد اليهود بتركها السعي فيه، فإن ذلك غير مكروه.
(1) إسناده حسن من أجل الحسن بن أيوب الحضرمي.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر ص444 من طريق عبد الله ابن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الأسناد. وانظر (17677) .(29/234)
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ " (1)
17689 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: أَرَانِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعْتُ إِصْبُعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبُعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: " لَتَبْلُغَنَّ قَرْنًا " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: " وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر ما قبله.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8714) .
وعن معاوية بن حيدة، سيأتي 5/5.
وعن سلمان الفارسي، سيأتي 5/437.
(2) إسناده حسن من أجل الحسن بن أيوب الحضرمي.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخ دمشق" ص 446 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/55 عن عمران بن بكار، عن عصام بن خالد، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1343) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، عن الحسن بن أيوب، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الحاكم 2/549 و4/500، والبيهقي في "الدلائل" 6/503، وابن عساكر ص446 من طريق محمد بن زياد الألهاني، والحاكم 4/500، وابن عساكر ص447 من طريق محمد بن القاسم الحمصي، كلاهما عن عبد الله بن بسر، به. وزادوا: فعاش مئة سنة.
وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1337) من طريق بقية، عن صفوان بن عمرو، قال: رأيت عبد الله بن بسر أكثر من خمسين مرة له جمة،=(29/235)
17690 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ نُوحٍ حِمْصِيٌّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ، يَقُولُ: تَرَوْنَ كَفِّي هَذِهِ، فَأَشْهَدُ أَنِّي وَضَعْتُهَا عَلَى كَفِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ السَّبْتِ، إِلَّا فِي فَرِيضَةٍ، وَقَالَ: " إِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِحَاءَ شَجَرَةٍ فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ " (1)
17691 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ سِتُّ سِنِينَ، وَيَخْرُجُ مَسِيحٌ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ " (2)
* 17692 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ عَبْدُ اللهِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ
__________
= لم أر عليه قلنسوة ولا عمامة في شتاء ولا صيف.
(1) رجاله ثقات، لكنه مُعَلٌّ. وسلف الكلام عليه مفصلاً برقم (17686) .
(2) إسناده ضعيف لضعف بقية- وهو ابن الوليد- ولجهالة ابن أبي بلال - واسمه عبد الله-، فقد تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ومع ذلك فقد وثقه العجلي وابن حبان! حيوة بن شريح: هو ابن يزيد الحضرمي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/431، وأبو داود (4296) ، والطبراني في "مسند الشاميين " (1179) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد، ولفظ الطبراني: "تكون الفتن ست سنين، ويخرج المسيح الدجال في السابعة".
وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (488) و (613) و (614) من طريقين، عن بقية، به.
وأخرجه ابن ماجه (4093) عن سويد بن سعيد، عن بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن أبي بلال، عن عبد الله بن بسر. قال المزي في "التحفة" 4/294: كذا عنده، وهو وهم، والصواب الأول- يعني رواية أبي داود-.(29/236)
الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عَيّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَريُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَتَى بَيْتَ قَوْمٍ، أَتَاهُ مِمَّا يَلِي جِدَارَهُ، وَلَا يَأْتِيِ (1) مُسْتَقْبِلًا بَابَهُ " (2)
17693 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ الرَّحَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَحَدٍ إِلَّا أَنَا (3) أَعْرِفُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالُوا: وَكَيْفَ تَعْرِفُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ فِي كَثْرَةِ الْخَلَائِقِ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ دَخَلْتَ صَبْرَةً فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ بُهْمٌ، وَفِيهَا فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ، أَمَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ مِنْهَا؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: " فَإِنَّ أُمَّتِي يَوْمَئِذٍ غُرٌّ مِنَ السُّجُودِ، مُحَجَّلُونَ مِنَ الْوُضُوءِ " (4)
__________
(1) في (م) و (س) و (ص) : يأتيه.
(2) إسناده حسن. محمد بن عبد الرحمن الحميري: هو ابن عرق اليحصبي. وسيأتي من طريق بقية بن الوليد عن محمد بن عبد الرحمن برقم (17694) ، ويأتي تخريجه هناك.
قوله: "ولا يأتي مستقبلاً بابه"، قال السندي: تحرزاً عن وقوع النظر على عوراتهم إذ لم يكن للأبواب ستور يومئذ.
(3) في (م) : وأنا.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.=(29/237)
* 17694 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: عَبْدُ اللهِ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصَبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ، صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا جَاءَ الْبَابَ يَسْتَأْذِنُ لَمْ يَسْتَقْبِلْهُ "، يَقُولُ: " يَمْشِي مَعَ الْحَائِطِ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ، فَيُؤْذَنَ لَهُ، أَوْ يَنْصَرِفَ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (995) عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/330، والطبراني (995) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، والترمذي في "سننه" (607) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به. رواية الترمذي مختصرة بلفظ: "أمتي يوم القيامة غرٌّ من السجود، محجلون من الوضوء". وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن بسر.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3820) ، وذكرت شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "صبرة" بضم صاد أو كسرها، وسكون موحدة: ناحية.
"دهم"، بضم فسكون، أي: سود.
"بهم" بضم فسكون، أي: خالصة السواد.
(1) إسناده حسن، وبقية- وهو ابن الوليد- قد صرح بالتحديث، ثم هو متابع.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1078) ، وأبو داود (5186) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/351، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/339 من طرق عن بقية، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8822) ، وفي "الآداب" (251) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير، وفي "الشعب" (8823) من طريق يحيى بن سعيد العطار، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن، به.
وانظر (17692) .
قال السندي: قوله: "يقول"، أي: يريد بهذا الكلام.=(29/238)
17695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، قَالَ: فَقَرَّبْنَا لَهُ طَعَامًا وَوَطْبَةً (1) ، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ، فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بِأُصْبُعَيْهِ يَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، - قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ ظَنِّي، وَهُوَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ - ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبِي - وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ -: ادْعُ اللهَ لَنَا، قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ " (2)
17696 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَهُمْ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ (3)
17697 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، قَالَ:
__________
= "مع الحائط"، أي: مقروناً معه لا يفارقه إلى الباب.
(1) المثبت من (ظ13) ، وفي (م) وباقي النسخ: ورطبة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن خمير، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (2042) ، والترمذي (3576) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الأسناد. وانظر (17675) .
(3) إسناده صحيح، لكن ذكر بسر والد عبد الله في الإسناد غير محفوظ، فقد رواه جمع من طريق شعبة، بدون ذكر بسر كما ذكرنا ذلك في الرواية (17683) . وانظر (17675) .(29/239)
كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: " اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ، وَآنَيْتَ " (1)
17698 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ " وَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ أَتَثَبَّتُ (2) بِهِ، فَقَالَ: " لَا يَزَالُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزاهرية: هو حدير بن كريب الحضرمي الحمصي.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1811) ، والحاكم 1/288 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال الأخير: صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود في "السنن" (1118) ، والنسائي 3/103، وابن الجارود في "المنتقى" (294) ، والطحاوي 1/366، وابن حبان (2790) ، والطبراني في "الشاميين" (1953) ، والبيهقي 3/231 من طرق عن معاوية بن صالح، به. وانظر (17674) .
وفي الباب عن جابر عند ابن ماجه (1115) ، دهاسناده لا بأس به في الشواهد.
وانظر الحديث السالف في "المسند" برقم (15447) .
(2) في (ص) وهامشي (ظ 13) و (س) : أتشبث.(29/240)
لِسَانُكَ رَطْبًا مِنَ ذكر (1) اللهِ" (2)
17699 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ (3) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْخًا؟ قَالَ: " كَانَ أَشَبَّ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ كَانَ فِي لِحْيَتِهِ - وَرُبَّمَا قَالَ فِي عَنْفَقَتِهِ - شَعَرَاتٌ بِيضٌ " (4)
__________
(1) المثبت من (ظ13) و (ق) ، وفي (م) وبقية النسخ: بذكر الله.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن قيس، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/51 من طريق عبد اللأ بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 10/301 و13/457، وعبد بن حميد (509) ، وابن ماجه (3793) ، والترمذي (2329) و (3375) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1357) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/81، وابن حبان (814) ، والطبراني في "الدعاء" (1854) ، وفي "الشاميين" (2008) و (2545) ، والحاكم 1/495، والبيهقي في "السنن" 3/371، وفي "الشعب" (515) من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وانظر (17680) .
(3) في (م) : قال: أكان.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (17672) .(29/241)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: جاء في ج 39 ص 587، 588 ما يلي، فأثبتناه هنا في موضعه المناسب:
[ج 39، ص 587] :
سقط من (م) والنسخ الخطية في مسند عبد الله بن بسر المازني السالف في الجزء التاسع والعشرين (17672-17699) الحديثُ الآتي، واستدركناه من أطراف المسند" 2/688 وبعض المصادر:
حدثنا أبو المغيرةِ، حدثنا صفوان بن عمرو، حدثنا يزيد بن خُمير قال. خرج عبدُ الله بن بُسْر صاحبُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الناسِ يومَ عيدِ فِطْرٍ أو أَضْحى، فأنكرَ إبطاءَ الإمام، وقال: إنْ كنَّا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد فَرَغْنا ساعتَنا هذه، وذلك حين التسبيحِ.
قلنا: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وهو في "تغليق التعليق " للحافظ ابن حجر 2/375-376 من طريق ابن الحصين، عن ابن المُذهِب، عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وصححه الحافظ.
وأخرجه الحاكم 1/295، وعنه البيهقي في "السنن" 3/282 عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به.
وأخرجه أبو داود (1135) عن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه الحافظ في "التغليق " 2/376 من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، عن أبي المغيرة، به.
وأخرجه ابن ماجه (1317) ، والطبراني في "مسند الشاميين " (997) من طريق إسماعيل بن عياش، والفريابي في "أحكام العيدين " (35) و (36) ، وابن حجر في "التغليق 2/376 من طريق أبي اليمان، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به- وليس فيه التصريح برفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[ج 39، ص 588] :
قوله: "وذلك حين التسبيح " قال الحافظ ابن حجر في "الفتح " 2/457: أي: وقت صلاة السُّبْحة، وهي النافلة، وذلك إذا مضى وقت الكراهة، وفي رواية صحيحة للطبراني (يعني في "المعجم الكبير") : وذلك حين تسبيح الضحى.(/)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ (1)
17700 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيَّ، يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَبُولُ أَحَدُكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ " وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ بِذَلِكَ (2)
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن الحارث بن جزء، بجيم مفتوحة ثم زاي معجمة ساكنة ثم همزة، له صحبة، سكن مصر، ماتَ سنة ست وثمانين بعد أن عمي، وقيل غير ذلك، وهو آخر من مات بمصر من الصحابة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/151، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص299، وابن ماجه (317) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2485) ، والطحاوي 4/232، وابن قانع 2/86، والطبراني في "الأوسط" (6496) ، وأبو نعم في "الحلية" 7/326 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد، ولفظ بعضهم: لا يبولَنَّ، وهو الجادَّة، وسيأتي بهذا اللفظ (17715) .
وأخرجه الطحاوي 4/232، والطبراني في "الأوسط" (6496) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وسيأتي بالأرقام (17701) و (17707) و (17715) .
وسيأتي من طريق سليمان بن زياد برقم (17703) ، ومن طريق عبيد الله ابن المغيرة برقم (17708) كلاهما عن عبد الله بن الحارث.
وأخرجه الطحاوي 4/332 من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن جبلة بن رافع، عن عبد الله بن الحارث، به. وابن لهيعة سيئ الحفظ=(29/242)
17701 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْهَى أَنْ يَبُولَ أَحَدٌ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ "، فَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ فَأَخْبَرْتُهُمْ (1)
17702 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: " أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِوَاءً فِي الْمَسْجِدِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَأَدْخَلْنَا أَيْدِيَنَا فِي الْحَصَى، ثُمَّ قُمْنَا نُصَلِّي، وَلَمْ نَتَوَضَّأْ " (2)
__________
= وأخرجه ابن عبد الحكم ص299، والطحاوي 4/233، وابن قانع 2/86 من طرق عن الليث، عن سهل بن ثعلبة، عن عبد الله بن الحارث. وسهل هذا جهله أبو حاتم. وعند ابن قانع وقع اسمه مقلوباً: ثعلبة بن سهل!
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7368) ، وذكرنا شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه.
وأخرجه عبد بن حميد (487) ، والطحاوي 4/232، وابن قانع 2/86 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2) صحيح، ابن لهيعة- وإن كان ضعيفاً- قد روى عنه هذا الحديث قتيبة ابن سعيد، وروايته عنه صالحة، ثم هو قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات.
حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص299-300، والترمذي في "الشمائل" (166) ، وابن ماجه (3311) ، وأبو يعلى (1541) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/66، والبغوي (2847) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا=(29/243)
17703 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ،
__________
= الإسناد. ورواية قتيبة عند الترمذي- ومن طريقه البغوي- مختصرة بلفظ: أكلنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شواء في المسجد.
وأخرجه ابن ماجه (3300) ، وابن حبان (1657) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سليمان بن زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد الخبز واللحم. وإسناده جيد.
وسيأتي برقم (17709) من طريق سليمان بن زياد، وقرن به خالد بن أبي عمران، وبنحوه برقم (17705) من طريق عقبة بن مسلم، ثلاثتهم عن عبد الله ابن الحارث.
وأخرج ابن عبد الحكم ص300، وأبو داود (193) من طريق عبيد بن ثمامة، عن عبد الله بن الحارث قال: لقد رأيتني سابع سبعة أو سادس ستة مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دار رجل، فمرَّ بلال، فناداه بالصلاة، فخرجنا، فمررنا برجل وبُرْمته على النار، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أطابت بُرْمتك؟ " قال: نعم بأبي أنت وأمي، فتناول منها بضعة فلم يزل يعلكها حتى أحرم بالصلاة وأنا أنظر إليه. وإسناده ضعيف.
وفي باب عدم الوضوء مما مست النار حديث أبي هريرة السالف برقم (9049) .
وحديث جابر السالف برقم (14262) .
قوله: "شواء" قال السندي: بكسر الشين المعجمة، أي: لحماً مشوياً.
"في الحصى" أي: نمسحها بها للتنظيف، والحديث يدل على جواز مسح اليد ونحوه بحصى المسجد.
"ولم نتوضأ" فعلم أنه لا يجب غسل اليد والفم بأكل ما مسته النار فضلاً عن الوضوء بتمامه.(29/244)
أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبُولَ أَحَدُنَا مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ " (1)
17704 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ، يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
(1) صحيح، ابن لهيعة- وإن كان ضعيفاً- قد توبع.
وأخرجه ابن عبد الحكم ص299 من طريق عبد الله بن عبد الحكم وعثمان ابن صالح، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/496، وابن حبان (1419) من طريق غوث بن سليمان بن زياد، وابن عبد الحكم ص299 من طريق عُرابي ابن معاوية، كلاهما عن سليمان بن زياد، به. مطولاً.
وانظر ما سلف برقم (17700) .
(2) المثبت من (ظ14) و"أطراف المسند" 2/700، وفي (م) وبقية النسخ: عبد الله، مكبر، وهو خطأ.
(3) حديث حسن، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن المبارك وعبد الله بن المقرئ، وروايتهما عنه صالحة، وباقي رجال الإسناد ثقات. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وعبيد الله بن المغيرة: هو ابن معيقيب.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (145) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص300، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/497، والترمذي في "السنن" (3641) ، وفي "الشمائل" (227) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص30 و85، والبيهقي في "الشعب" (8047) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا=(29/245)
* 17705 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: " كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّفَّةِ، فَوُضِعَ لَنَا طَعَامٌ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّيْنَا وَلَمْ نَتَوَضَّأْ " (1)
* 17706 - حَدَّثَنَا هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَيْوَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ، وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: عَبْدُ اللهِ: " وَلَمْ يَرْفَعْهُ "،
__________
= الإسناد. وعند أبي الشيخ من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ وهو وابن المبارك ممن تقبل روايته عن ابن لهيعة.
وأخرجه ابن عبد الحكم ص300 عن طلق بن السمح، عن نافع بن يزيد، عن عبيد الله بن المغيرة، به. قلنا: طلق بن السمح جهله أبو حاتم.
وسيأتي برقم (17713) و (17714) .
وأخرجه الترمذي في "السنن" (3642) ، وفي "الشمائل " (228) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحارث، قال: ما كان ضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا تبسماً. وهو بهذا اللفظ صحيح.
وفي الباب عن عائشة عند مسلم (899) (16) ، وسيأتي 6/66.
(1) إسناده صحيح. هارون: هو ابن معروف. وانظر ما سلف برقم (17702) .(29/246)
قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) : وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ (2)
17707 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيَّ، يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَبُولُ أَحَدُكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ " وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ بِذَلِكَ " (3)
17708 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (4) بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ (5) : رَأَيْتُ
__________
(1) هو عبد الله ابن الإمام أحمد.
(2) إسناده صحيح لكنه موقوف، وسيأتي مرفوعاً برقم (17710) ويأتي تخريجه وشواهده هناك.
تنبيه: جاء بعد هذا الحديث في (م) و (س) و (ص) الحديث الآتي برقم (17710) ، وكتب عليه في (س) : مكرر، ولم يرد في كل من (ظ 13) و (ق) في هذا الموضع، ولذلك حذفناه.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. وانظر (17700) .
(4) المثبت من (ظ13) و"أطراف المسند" 2/699، وفي (م) وبقية النسخ: عبد الله مكبر.
(5) المثبت من (ظ13) و"جامع المسانيد" 3/ورقة 33، و"مجمع الزوائد" 1/205. ووقع متن الحديث في (م) والنسخ المتأخرة بلفظ: يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يبول أحدكم مستقبل القبلة".
ورواية يحيى بن إسحاق هذه كما أثبتناها مخالفة للروايات الأخرى عن ابن=(29/247)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ "، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ بِذَلِكَ (1)
17709 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: " أَكَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِوَاءً فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَضَرَبْنَا أَيْدِيَنَا فِي الْحَصَى، ثُمَّ قُمْنَا فَصَلَّيْنَا وَلَمْ نَتَوَضَّأْ " (2)
17710 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ، وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ " (3)
__________
= لهيعة، وهذا الاختلاف من سوء حفظ ابن لهيعة.
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وعبيد الله بن المغيرة: هو ابن معيقيب المصري. وانظر ما سلف برقم (17700) .
(2) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد روى عنه هذا الحديث قتيبة بن سعيد كما سلف عند الحديث (17702) ، وروايته عنه صالحة. موسى: هو ابن داود الضبي.
(3) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفط- قد توبع، وباقي رجال الأسنإد ثقات.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 299، والطحاوي 1/38 من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2484) عن كامل بن طلحة، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقال ابن=(29/248)
* 17711 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، حَدَّثَهُ: أَنَّهُ، مَرَّ وَصَاحِبٌ لَهُ بِأَيْمَنَ وَفِتيَةٍ (1) مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ حَلُّوا أُزُرَهُمْ، فَجَعَلُوهَا مَخَارِيقَ يَجْتَلِدُونَ بِهَا، وَهُمْ عُرَاةٌ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمْ
__________
= أبي عاصم عقبه: لا نعلم بطون الأقدام إلا في هذا الحديث وحده،
وهذا يوجب غسل الرجلين، ولا نعلم أحداً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُمع منه غيره.
وأخرجه ابن عبد الحكم ص299 عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وابن عبد الحكم ص299، ويعقوب بن سفيان 2/496-497، وابن خزيمة (163) ، والطحاوي 1/38، والدارقطني 1/95، والحاكم 1/162، والبيهقي 1/70 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، ويعقوب بن سفيان
2/496-497 عن عبد الله بن صالح، والطحاوي 1/38 من طريق النضر بن عبد الجبار، أربعتهم عن الليث بن سعد، عن حيوة بن شريح، به. وليس في رواية ابن أبي مريم بطون الأقدام. وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجا ذكر بطون الأقدام.
وأخرجه ابن عبد الحكم ص299 عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد الكلاعي، عن حيوة، به. دون ذكر بطون الأقدام أيضاً.
وسلف موقوفاً برقم (17706) من طريق ابن وهب عن حيوة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6809) دون ذكر بطون الأقدام، وذكرت تتمة شواهده هناك.
قوله: "ويل للأعقاب وبطون الأقدام" أي: إذا لم يغسلهما في الوضوء أو الغسل. قاله السندي.
(1) في (م) : وفئة.(29/249)
قَالُوا: إِنَّ هَؤُلَاءِ قِسِّيسُونَ (1) فَدَعُوهُمْ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ تَبَدَّدُوا، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، حَتَّى دَخَلَ وَكُنْتُ أَنَا وَرَاءَ الْحُجْرَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " سُبْحَانَ اللهِ، لَا مِنَ اللهِ اسْتَحْيَوْا (2) ، وَلَا مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا "، وَأُمُّ أَيْمَنَ عِنْدَهُ تَقُولُ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَبِلَأْيٍ مَا اسْتَغْفَرَ لَهُمْ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ (3)
__________
(1) كذا في سائر الأصول الخطية و"مسند" أبي يعلى، وعلى هذه الرواية شرح السندي كما سيأتي، وفي (م) و"فتوح مصر" و"شُعب الإيمان": قسيسون، وهو الجادة.
(2) في (ظ13) : استحوا.
(3) إسناده صحيح. هارون: هو ابن معروف المروزي، وعمرو: هو ابن الحارث بن يعقوب المصري.
وأخرجه-أبو يعلى (1540) ، عن هارون، بهذا الإسناد. وفى آخره: قال عبد الله: فبأبي ما استغفر لهم.
وأخرجه البيهقي في "شعب الايمان" (7763) من طريق بحر بن نصر، عن ابن وهب، به. وعنده: فلا والله ما استغفر لهم.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص301، والبزار (2029- كشف الأستار) من طريق ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد، به. وقال في آخره: غفر الله له.
قال السندي: قوله: "وصاحبٌ له"، أي: مرَّ هو وصاحب له، ففيه العطف على الضمير المرفوع المتصل بلا فصل ولا توكيد.
"مخاريق" جمع مخراق، وهو ثوب يُلف ويَضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً.
"قسيسين" بكسر قاف وتشديد سين مكسورة، والقسيس: هو العالم في لغة=(29/250)
17712 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ (1) ، عَنْ دَرَّاجٍ، قَالَ مُوسَى: فِي حَدِيثِهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي النَّارِ حَيَّاتٍ كَأَمْثَالِ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ، تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حَمْوَتَهَا (2) أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، وَإِنَّ فِي النَّارِ عَقَارِبَ كَأَمْثَالِ الْبِغَالِ الْمُوكَفَةِ، تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ، فَيَجِدُ حَمْوَتَهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً " (3)
__________
= الروم، والظاهر قسيسون بالواو رفعاً، إلا أن يقال التقدير: إنهم على فعلهم، أو على حالهم، فهو على تقدير المضاف ثم إبقاء المضاف إليه بعد حذف المضاف على الجر.
"تبددوا"، أي: تفرقوا.
"فبلأيِ" بفتح اللام بعدها همزة ساكنة وبعدها ياء، والباء جارة، أي: بعد مشقة وجهد وإبطاء.
(1) زاد في (م) بين ابن لهيعة ودراج: "وحسن بن موسى قال: حدثنا ابن لهيعة" وهو خطأ.
(2) في (ق) وهامش (س) : حموها، وفي (ص) : حرتها.
(3) إسناده ضعيف، دراج بن سمعان ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال أحمد: حديثه منكر، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال في موضع آخر: متروك، وسبق أن حَسّنا حديثه هذا في ابن حبان، فليستدرك من هنا.
وأخرجة ابن حبان (7471) ، والحاكم 4/593، والبيهقي في "البعث والنشور" (561) من طريق عمرو بن الحارث المصري، عن دراج، بهذا الإسناد. واقتصر الأولان على شطر الحديث الأول.
وأخرج الحاكم 4/594 من طريق دراج، عن أبي الهيثم، عن عيسى بن=(29/251)
17713 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= هلال الصدفي، عن ابن عمرو رفعه ضمن حديث طويل: والخامسة فيها حيات جهنم إن أفواهها كالأودية، تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على عظم. والسادسة فيها عقارب جهنم إن أدنى عقربة منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة تنسيه ضربتها حَرَّ جهنم. وإسناده ضعيف.
وأخرج ابن أبي شيبة 13/158-159، والحاكم 4/593-594 وغيرهما من طريق مسروق، عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: (زدناهم عذاباً فوق العذاب) [النحل: 88] قال: زيدوا عقارب أدناها كالنخل الطوال.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وهو كما قال، ومثله لا يقال بالرأي.
وأخرج ابن أبي شيبة 13/160، وهناد في "الزهد" (259) من طريق الأعمش، عن مجاهد، قال: إن لجهنم جباباً فيها حيات كأمثال أعناق البخت، وعقارب كأمثال البغال الدُّهم، فيهرب أهل جهنم من تلك الحيات والعقارب، فتأخذ بشفاههم فتكشط ما بين الشعر إلى الظفر، فما ينجيهم منها إلا الهرب
في النار.
قال السندي: قوله: "حموتها" ضبط بفتح حاء مهملة وسكون ميم، أي: سمها.
(1) المثبت من (ظ 13) و"أطراف المسند" 2/700، وفي (م) وبقية النسخ: عبد الله مكبر، وهو خطأ.
(2) حديث حسن. ابن لهيعة- وإن كان ضعيفاً- قد روى عنه هذا الحديث ابن المبارك وأبو عبد الرحمن المقرئ كما سلف برقم (17704) ، وروايتهما عنه صالحة.(29/252)
17714 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ (1) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَأَبُو زَكَرِيَّا (2) قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ إِلَّا مُتَبَسِّمًا " (3)
17715 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ " وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ عَنْهُ بِذَلِكَ (4)
__________
(1) سقط هذا الحديث من (م) ، وأثبتناه من أصولنا الخطية.
(2) في (ق) و (ص) بدل "أبو زكريا": "ابن بكير"، والمثبت من بقية الأصول و"جامع المسانيد".
(3) حديث حسن كسابقه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو زكريا: هو يحيى بن إسحاق بن السيلحيني.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه. وانظر (17700) .(29/253)
حَدِيثُ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ (1)
17716 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالْعُرْسُ بْنُ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَدِيٍّ، قَالَ: خَاصَمَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ يُقَالُ لَهُ: امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ، رَجُلًا (2) مِنْ حَضَرَمَوْتَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْضٍ، فَقَضَى عَلَى الْحَضْرَمِيِّ بِالْبَيِّنَةِ، فَلَمْ تَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَقَضَى عَلَى امْرِئِ الْقَيْسِ بِالْيَمِينِ، فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: إِنْ (3) أَمْكَنْتَهُ مِنَ الْيَمِينِ يَا رَسُولَ اللهِ ذَهَبَتْ وَاللهِ - أَوْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ - أَرْضِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ لَقِيَ اللهَ، وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " قَالَ رَجَاءُ: وَتَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل
__________
(1) قال السندي: عدي بن عميرة الكندي، بفتح أوله: صحابي معروف، يكنى أبا زرارة، له أحاديث في "صحيح مسلم" وغيره. جاء أن سبب إسلامه أنه سمع حبراً من اليهود يقول: إن أصحاب الفردوس قوم يعبدون ربهم على وجوههم. فلما سمع بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءه فوجده هو ومن معه يسجدون على وجوههم.
قيل: مات بالجزيرة، وقيل: بالكوفة، سنة أربعين.
(2) في (س) و (ص) و (ق) : رجل، بالرفع، والمثبت من (ظ 13) و (م) .
قال السندي: هكذا في أصلنا، والأقرب نصب الأول ورفع هذا كما في بعض الأصول، فإن هذا هو المدعي فشأنه الخصام والرفع إلى الحاكم، والله أعلم.
(3) لفظة "إن" لم ترد في (ظ 13) .(29/254)
عمران: 77] فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: مَاذَا لِمَنْ تَرَكَهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَنَّةُ " قَالَ: فَاشْهَدْ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُهَا لَهُ كُلَّهَا (1)
17717 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ،
__________
(1) إسناده صحيح، وقوله في الإسناد: "عن أبيه" الضمير عائد إلى عدي ابن عدي- وهو ابن عميرة الكندي-.
وأخرجه البيهقي في "سننه الكبرى" 10/254، وفي "الشعب" (4840) من طريق أبي أسامة، والطبراني في "الكبير" 17/ (265) من طريق عارم، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2444) و (2445) ، والنسائي في "الكبرى" (5995) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4478) ، والدارقطني 4/166-167 و167 و215، والبيهقي 10/254 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي الزبير محمد بن مسلم، عن عدي بن عدي، عن أبيه. قلنا: وهذا إسناد منقطع، قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (266) و (267) ، والدارقطني 4/166-167 من طريق يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن عدي بن عدي. لم يذكر "عن أبيه" وقال: له صحبة! وتعقبه الحافظ في "الإصابة" 5/269 بقوله: بل هو تابعي معروف، ثم قال: وليست لعدي بن عدي صحبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (341) في مسند العرس بن عميرة، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، عن عدي بن عدي، عن رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة، به. لم يذكر عدي بن عميرة.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3576) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(29/255)
عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ لَنَا عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِنْهُ مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ، فَهُوَ غُلٌّ، يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَسْوَدُ - قَالَ مُجَالِدٌ: هُوَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ، فَقَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " وَأَنَا أَقُولُ ذَلِكَ الْآنَ، مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ، فَلْيَجِئْ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَهُ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. قيس: هو ابن أبي حازم البجلي.
وأخرجه أبو داود (3581) ، وابن خزيمة (2338) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الأسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6955) ، والحميدي (894) ، وابن أبي شيبة 12/494، وأبو عبيد في "الأموال" (657) ، وابن زنجويه في "الأموال" (981) ، ومسلم (1833) ، وابن خزيمة في "كتاب السياسة" كما في "الإتحاف" 11/134، وابن حبان (5078) ، وأبو عوانة 4/425 و426 و426-427، وابن قانع 2/291-292 و292، والطبراني في "الكبير" 17/ (256) و (257) و (259) و (260) و (261) ، والبيهقي في "الكبرى" 4/158 و7/16 و10/138 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وبعضهم يختصره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2428) ، وابن قانع 2/292، والطبراني في "الكبير" 17/ (262) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن قيس بن أبي حازم، به.
وسيأتي بالأرقام (17718) و (17719) و (17723) .=(29/256)
17718 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ عَمِيرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
17719 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
__________
= وفي الباب عن المستورد بن شداد، سيأتي (18015) .
وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/285.
وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/423.
وعن أبي رافع، سيأتي 6/392.
وعن بريدة عند أبي داود (2943) ، وابن خزيمة (2369) ، والحاكم 1/406.
وعن أبي مسعود البدري عند أبي داود (2947) .
قوله: "مخيطاً" قال القاضي عياض كما في "شرح الأبي" 6/522: الإبرة.
"فليجىء بقليله وكثيره" فيه تعظيم القليل من الغلول.
"فما أوتي منه أخذ" ذلك على قدر ما يراه الإمام من استحقاقه في عمله أوحاجته أو سابقته.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (657) ، وأبو عوانة 4/426 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن أبي خالد: هو إسماعيل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/494 و6/548-549، ومسلم (1833) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2427) ، وابن خزيمة في "كتاب السياسة" كما في "الإتحاف" 11/134، والطبراني في "الكبير" 17/ (258) ، والبيهقي 4/158 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17717) .(29/257)
17720 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ مُجَاهِدٍ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لَنَا، أَنَّهُ سَمِعَ جَدِّي (2) ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حَتَّى يَرَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَذَّبَ اللهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ " (3)
__________
(1) قوله: "يحدث عن مجاهد" كذا جاء في (م) والنسخ الخطية و"جامع المسانيد"3/ورقة 179، وهو خطأ قديم، صوابه: "يحدث مجاهداً" كما هي رواية ابن أبي عاصم الآتية، وسيأتي الحديث أيضاً برقم (17725) دون ذكرٍ لمجاهد في الإسناد. ورواه أيضاً دون ذكر مجاهد الدولابي في "الكنى" كما سيأتي.
(2) المثبت من (ظ13) وهامش (س) ومن "جامع المسانيد" 3/ورقة 179 ومن الرواية الآتية (17725) ، وفي (م) وبقية النسخ: عدياً، وعلى الأول يكون الحديث من مسند عميرة بن فروة جد عدي بن عدي، وعليه ترجمه كلٌّ من ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، وابن حجر في "الإصابة"، وابن الأثير في "أسد الغابة".
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن الصحابي، وباقي رجال الإسناد ثقات. ابن نمير: هو عبد الله، وسيف: هو ابن سليمان- ويقال: ابن أبي سليمان- المخزومي المكي البصري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2431) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/302-303، وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/44 كلاهما من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق ابن المبارك عن سيف برقم (17725) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1175) من طريق عمرو بن أبي رزين، عن سيف، عن عدي بن عدي، عن أبيه. قلنا: وهذا إسناد منقطع.=(29/258)
17721 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1) ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَالْعُرْسِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَدِيٍّ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) ، قَالَ جَرِيرٌ: وَأخْبَرَنِي (3) أَيُّوبُ - وَكُنَّا جَمِيعًا حِينَ سَمِعْنَا الْحَدِيثَ مِنْ عَدِيٍّ - قَالَ: قَالَ عَدِيٌّ، فِي حَدِيْثِ (4) الْعُرْسُ بْنُ عَمِيرَةَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ، وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِهَا وَلَمْ أَحْفَظْهُ أَنَا يَوْمَئِذٍ مِنْ عَدِيٍّ (5)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (343) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، عن عدي بن عدي، عن العُرْس بن عميرة. فجعله من مسند العرس.
وجابر الجعفي ضعيف، وتحرف جابر بن يزيد فيه إلى خالد بن يزيد.
ويشهد له حديث جرير الآتي 4/364، وهو حسن في الشواهد.
وفي الباب عن أبي بكر الصديق، سلف برقم (1) ، وانظر شرحه هناك.
وعن حذيفة، سيأتي 5/388.
وعن عائشة، سيأتي 6/41.
وعن أم سلمة، سيأتي 6/294-295.
قوله: "حتى يروا المنكر" قال السندي: أي: فيعذب كلاً بعمله، فالعامَّة يعذبهم بترك الإنكار على المنكر، كما يعذب الخاصَّة بفعل المنكر.
(1) قوله: "حدثنا يزيد" سقط من (م) .
(2) يعني الحديث السالف برقم (17716) .
(3) المثبت من (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: وزادني.
(4) المثبت من (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: وحدثنا العرس ... إلخ.
(5) إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5996) من طريق يزيد بن هارون، بهذا=(29/259)
17722 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا، وَالْبِكْرُ رِضَاهَا صَمْتُهَا " (1)
__________
= الإسناد. وانظر (17716) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، فإن عدي بن عدي لم يسمع من أبيه.
وأخرجه ابن ماجه (1872) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/368، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/291، والطبراني في "الكبير"17/ (264) ، والبيهقي 7/123 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وسيأتي (17724) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2430) ، والطبراني 17/ (342) من طريق سفيان بن عامر، وإبراهيم الحربي في "الغريب" 1/80-81، والبيهقي 7/123، وابن عساكر في ترجمة عدي بن عدي من "تاريخ دمشق" 11/ورقة 505 من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، كلاهما عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عدي بن عدي الكندي، عن عدي ابن عميرة، عن العرس بن عميرة. وقال الطبراني عقبه: زاد سفيان بن عامر في الإسناد: العرس، ورواه الليث بن سعد عن ابن أبي حسين فلم يجاوز عدي ابن عميرة. قلنا: وسفيان بن عامر- وهو الترمذي- ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم ينفرد به، فقد تابعه يحيى بن أيوب
الغافقي، وهو ثقة. فيكون الحديث من مسند العرس بن عميرة. وأرسله عدي ابن عميرة في حديث الليث.
تنبيه: أقحم في إسناد البيهقي بعد يحيى بن أيوب: "عن أبيه"، ولم ترد=(29/260)
17723 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا، يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَهُوَ غُلٌّ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ آدَمُ طُوَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي عَمَلِكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِمَ؟ " قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُكَ آنِفًا تَقُولُ، قَالَ: " وَأَنَا أَقُولُ الْآنَ، مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَلْيَأْتِ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَإِنْ أُتِيَ بِشَيْءٍ أَخَذَهُ، وَإِنْ نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى " (2)
17724 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، - وَهَذَا حَدِيثُ عَلِيٍّ - قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَشِيرُوا عَلَى النِّسَاءِ فِي
__________
= في إسناد الحربي ولا ابن عساكر.
ويشهد للحديث حديث أبي هريرة عند الشيخين، وسلف برقم (7404) ،
وانظر تتمة شواهده عند الحديث السالف برقم (7131) .
قال السندي في شرح الحديث: أي: لا بدَّ من إذن كلٍّ منهما في النكاح، إلا أن إذن الثيِّب بالكلام، والبكر بالسكوت.
(1) في (م) و (ف) : سعيد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وانظر (17717) .(29/261)
أَنْفُسِهِنَّ "، فَقَالُوا: إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِي (1) يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الثَّيِّبُ تُعْرِبُ بِلِسَانِهَا، عَنْ نَفْسِهَا وَالْبِكْرُ رِضَاهَا صَمْتُهَا " (2)
17725 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لَنَا أَنَّهُ سَمِعَ جَدِّي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ " (3)
17726 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَرِيزٍ (4) ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَدِيَّ (5) بْنَ عَمِيرَةَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ
__________
(1) المثبت من (ظ13) ، وفي (م) وبقية النسخ: تستحي بياء واحدة، وكلاهما جائز.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، وهو مكرر (17722) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن الصحابي.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (1352) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (344) ، والبغوي في "التفسير" 3/23، وفي "شرح السنة" (4155) .
وانظر (17736) .
(4) تحرف في (م) إلى: ابن حريز.
(5) تحرف في (م) إلى: ابن عدي.(29/262)
إِبْطِهِ، ثُمَّ إِذَا سَلَّمَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَنْ يَمِينِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَنْ يَسَارِهِ وَيُقْبِلُ (1) بِوَجْهِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ عَنْ يَسَارِهِ " (2)
• 17727 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
__________
(1) المثبت من (ظ13) ، وفي (م) وبقية النسخ: ويقبل.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي حريز، وهو عبد الله بن الحسين الأزدي. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (263) من طريق علي بن عبد الله بن المديني، بهذا الإسناد. مختصراً بشطره الأول.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2429) و (2622) عن يحيى بن حبيب، وابن خزيمة في "صحيحه" (650) من طريق يحيى بن حبيب ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن معتمر بن سليمان، به. وروايتهم جميعاً مختصرة بشطره الأول. وتحرف المعتمر في "صحيح ابن خزيمة" إلى: المغيرة.
وانظر ما بعده.
ويشهد لقوله: كان إذا سجد يرى بياض إبطه حديث جابر، سلف برقم (14138) ، وذكرنا شواهده هناك.
ويشهد لشطره الثاني حديث سعد، سلف برقم (1484) .
وحديث ابن مسعود، سلف برقم (3660) .
وحديث وائل بن حجر، سيأتي 4/316.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (263) عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. مختصراً بشطره الأول.=(29/263)
حَدِيثُ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ (1)
17728 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُقْبَضُ الصَّالِحُ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَيَبْقَى كَحُثَالَةِ التَّمْرِ " (2)
__________
= وأخرجه الطحاوي 1/269، والطبراني في "الأوسط" (8517) من طريق يحيى بن معين، به. وقال: لا يروى عن عدي إلا بهذا الإسناد، وتفرد به معتمر.
وانظر ما قبله.
(1) قال السندي: هو مرداس بن مالك الأسلمي، وقيل: ابن عبد الرحمن، شهد بيعة الرضوان.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال البخاري. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي مولاهم، وقيس: هو ابن أبي حازم البجلي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/118-119 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2369) ، وابن قانع 3/118، والطبراني في "الكبير" 20/ (708) من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وزادوا بآخره: لا يبالي الله بهم.
وسيأتي برقم (17729) موقوفاً و (17730) مرفوعاً.
وأخرجه الدارمي (2719) ، والبخاري (6434) ، وابن أبي عاصم (2368) ، وابن حبان (6852) ، والطبراني 20/ (709) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (90) ، والبيهقي 10/122، والبغوي (4197) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/142 من طريق بيان بن بشر، عن قيس، به.=(29/264)
17729 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مِرْدَاسًا الْأَسْلَمِيَّ، قَالَ: " يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، حَتَّى يَبْقَى (1) كَحُثَالَةِ التَّمْرِ، أَوِ الشَّعِيرِ لَا يُبَالِي اللهُ بِهِمْ شَيْئًا " (2)
17730 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، حَتَّى يَبْقَى (3) كَحُثَالَةِ التَّمْرِ أَوِ الشَّعِيرِ، لَا يُبَالِي بِهِمْ (4) شَيْئًا " (5)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن حبان (6851) مرفوعاً: "ستُنْتَقَوْن كما يُنقى التمر من حثالته" وإسناده حسن.
قال البغوي في "شرح السنة" 12/393: حفالة التمر- وهي رواية البخاري، ومن طريقه البغوي-: رذالته، ومثلها الحثالة، والفاء والثاء يتعاقبان، كقولهم: ثوم وفوم وجدث وجدف. والمعنى: لا يرفع الله لهم قدراً، ولا يقيم لهم وزناً.
(1) في (س) و (ص) يبقي حثالة كحثالة ... إلخ.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/514-515 عن وكيع، والبخاري (4156) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به. موقوفاً على مرداس الأسلمي.
وانظر ما قبله.
(3) في (س) و (ص) و (ق) : يبقى حثالة كحثالة ... إلخ.
(4) في (ظ13) : عنها شيئاً، وكتب في هامشها: بهم.
(5) إسناده صحيح على شرط البخاري. يعلى: هو ابن عبيد. وانظر=(29/265)
حَدِيثُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ (1)
17731 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قُدُورِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ: " إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا، فَاغْسِلْ وَاطْبُخْ "
" وَسَأَلَهُ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَعَنْ كُلِّ سَبُعٍ ذِي نَابٍ " (2)
__________
= (17728)
(1) قال السندي: أبو ثعلبة الخشني صحابي معروف بكنيته، واختلف في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً، وجاء أنه أسلم حين خروج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى خيبر، ثم خرج معه فشهدها، وقيل: كان ممن بايع تحت الشجرة.
ولم يُقاتل بصِفِّين مع أحد الفريقين، ومات سنة خمس وسبعين وهو ساجد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، قال الترمذي: أبو قلابة (وهو عبد الله بن زيد الجرمي) لم يسمع من أبي ثعلبة، وإنما رواه عن أبي أسماء (وهو عمرو بن مرثد الرحبي) عن أبي ثعلبة. قلنا: وسيأتي موصولاً بذكر أبي أسماء الرحبي برقم (17750) .
وأخرجه الترمذي (1560) و (1796) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1231) و (1232) ، والحاكم 1/143 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وبعضهم يختصره.
وسيأتي الحديث مطولاً برقم (17737) من طريق معمر، عن أيوب، ويأتي تخريجه هناك.
وسيأتي برقم (17750) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي=(29/266)
17732 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَسَاوِئُكُمْ أَخْلَاقًا، الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ " (1)
__________
= قلابة، عن أبي أسماء، عن أبي ثعلبة.
وسيأتي مطولاً ومختصراً من طريق مكحول برقم (17733) ، ومن طريق أبي إدريس الخولاني برقم (17735) ، ومن طريق جبير بن نفير برقم (17741) ، ومن طريق مسلم بن مشكم برقم (17742) أربعتهم عن أبي ثعلبة الخشني.
وفي باب جواز استعمال آنية المشركين عن جابر، سلف برقم (14501) ، وذكرنا شاهداً له آخر عنده.
ولتحريم لحم الحمر الأهلية والسباع انظر حديث جابر أيضاً السالف برقم (14463) ، وذكرنا شاهدين له هناك.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن مكحولاً - وهو الشامي- لم يسمع من أبي ثعلبة الخشني. داود: هو ابن أبي هند.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/515، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص5، وابن حبان (482) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (588) ، وفي "الشاميين" (3490) ، والبيهقي في "الشعب" (7989) من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الأسناد. وبعضهم يختصره.
وسيأتي برقم (17743) .
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6735) ، وهو في "الصحيح" مختصر.
وحديث جابر عند الترمذي (2018) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/63،=(29/267)
17733 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ (1) بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَهْلُ صَيْدٍ. فَقَالَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَأَمْسَكَ عَلَيْكَ، فَكُلْ " قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَتَلَ "
قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا أَهْلُ رَمْيٍ قَالَ: " مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ، فَكُلْ "
قَالَ: قُلْتُ إِنَّا أَهْلُ سَفَرٍ نَمُرُّ بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ، وَلَا نَجِدُ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ، قَالَ: " فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا، فَاغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ، ثُمَّ كُلُوا فِيهَا وَاشْرَبُوا " (2)
__________
= وإسناده حسن.
وحديث ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10424) .
قوله: "محاسنكم" قال السندي: جمع محسن بفتح الميم، وهذا لأن القرب بقدر المناسبة، وهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معلوم بحسن الخلق، فيكون القرب إليه بذلك، والبعد عنه بخلافه.
"الثرثارون" هم الذين يكثرون الكلام تكلفاً وخروجاً عن الحق، والثرثرة: كثرة الكلام وترديده.
"المتفيهقون" هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم، من الفهق: وهو الامتلاء والاتساع بلا احتياط، قيل: أراد به المستهزىء بالناس، يلوي شدقه بهم وعليهم، وقيل: هم من يتكلمون مِلء أفواههم تفاصحاً وتعظيماً لنطقهم.
"المتشدقون": هم المتوسعون في الكلام.
(1) في (م) : حدثنا حجاج، حدثنا يزيد بن أرطاة، مقلوب!
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حجاج بن أرطاة مدلس وقد=(29/268)
17734 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِالْفُسْطَاطِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَغْزَى النَّاسَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَقَالَ: " وَاللهِ لَا تَعْجِزُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ نِصْفِ
__________
= عنعن، ومكحول- وهو الشامي- لم يسمع من أبي ثعلبة فيما قاله غير واحد، وبينهما في هذا الحديث أبو إدريس الخولاني كما سيأتي في التخريج، ومكحول متابع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/357، والترمذي (1464) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. واقتصر ابن أبي شيبة على قسمه الأول.
وأخرج مسلم (1931) (11) من طريق العلاء بن الحارث، عن مكحول، به. بقصة الصيد الثانية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/278 و12/251، والطبراني في "الكبير" 22/568، وفي "الشاميين" (3512) من طريق حفص بن غياث، والدارقطني 4/295 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن حجاج بن أرطاة، عن مكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة. مختصراً بقصة الآنية.
قلنا: والحديث محفوظ من غير طريق مكحول عن أبي إدريس كما في "الصحيحين "، وسيأتي في "المسند" برقم (17752) .
وانظر ما سلف برقم (17731) ، وما سيأتي بالأرقام (17737) و (17748) و (17752) .
وسلف حديث أبي ثعلبة هذا من حديث عبد الله بن عمرو في مسنده برقم (6725) .
وفي الباب عن عدي بن حاتم، سيأتي 4/256.
ولشرح الحديث انظر "الفتح" 9/605-606.(29/269)
يَوْمٍ إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ " (1)
17735 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ،
__________
(1) إسناده على شرط مسلم، هاشم: هو ابن القاسم، وليث: هو ابن سعد، ومعاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي. وصورته موقوف كما قال الحافظ في "أطراف المسند" 6/114.
وأخرجه مرفوعاً أبو داود (4349) ، والطبري في "تاريخه" 1/16، والطبراني في "الكبير" 22/ (576) ، وفي "الشاميين" (2029) ، والحاكم 4/424 من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" 22/ (572) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. ورواية ابن وهب مختصرة. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال الطبراني في الرواية (572) : رفعه معاويةُ مرةً، ولم يرفعه أخرى.
وذكره ابن حجر في "فتح الباري" 11/351، وقال: رواته ثقات، ولكن رجَّح البخاريُ وقْفَه.
وللحديث شاهد عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1464) و (1465) .
قوله: "بالفسطاط"، قال السندي: بضم الفاء أشهر، وقيل: مثلث الفاء مع سكون السين: الخيمة، والمراد أنه خرج مع أهل الغزو.
"من نصف يوم"، أي: من أيام الله، قال تعالى: (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعُدُون) [الحج: 47] فنصفه خمس مئة سنة. والمراد أنهم لا بدَّ يدركون نصفه، والمقصود بقاؤهم هذا المقدار، وليس فيه نفي الزيادة على ذلك. وهم اليوم زادوا على ضعف ذلك.
"مائدة رجل واحد"، أي: من المسلمين، وذلك بأن يكون أميراً فيه، والمراد إذا كان أمير الشام من المسلمين.(29/270)
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَلَحْمَ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني.
وأخرجه أبو عوانة 5/139-140 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (562) و (564) ، والبيهقي 9/331 من طرق عن الليث بن سعد، به.
وأخرجه أيضاً 22/ (562) من طريق رشدين بن سعد، عن عقيل بن خالد، به.
وأخرجه أبو عوانة 5/140 من طريق محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2630/م) ، والنسائي 7/204، وأبو عوانة 5/141، والطحاوي 4/206، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/15، والطبراني 22/ (559) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، وأبو عوانة 5/140-141، والطبراني 22/ (560) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/10 من طريق صالح بن أبي الأخضر، والطبراني 22/ (554) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، و22/ (562) من طريق قرة بن عبد الرحمن، ستتهم عن الزهري، به. قال أبو حاتم في "العلل" 2/15: قوله: "لحوم الحمر الأهلية" لم يروه غير الزبيدي!! وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/11:
ورواه صالح بن أبي الأخضر، وليس ممن يحتج به في الزهري، وصالح بن كيسان- وإن كان ثقة- فإنه أخطأ. في هذا، لأن أصحاب الزهري الثقات: مالك وابن عيينة ومعمر ويونس وعُقيل لم يذكروا في هذا الإسناد غير النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع!
قلنا: وهذا ذهول من أبي حاتم وابن عبد البر رحمهما الله، فقد رواه غير الزبيدي وصالح بن كيسان كما عند المصنف وغيره، ورواية صالح بن كيسان=(29/271)
17736 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ زَبْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُسْلِمَ بْنَ مِشْكَمٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= ستاتي برقم (17747) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (569) ، وفي "الشاميين" (3511) من طريق أسامة بن زيد، عن مكحول، عن أبي إدريس، به. مطولاً.
وأخرجه مقتصراً على شطره الثاني الطبراني 22/ (563) ، وابن عبد البر 11/9 من طريق سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، به. قلنا: وسلامة ليس بذاك القوي.
وأخرج شطره الثاني أيضاً مالك في "الموطأ" 2/496، والدارمي (1980) ، والبخاري (5530) ، ومسلم (1932) (13) و (14) ، وأبو داود (3802) ، ويعقوب بن سفيان 2/319، والترمذي (1477) ، وأبو عوانة 5/138-139 و139 و141، وابن حبان (5279) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (549) و (550) و (552) و (553) و (555) و (556) و (565) و (566) ،
وفي "الأوسط" (9203) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/128، والبيهقي 9/314، وابن عبد البر 11/7، والبغوي (2793) من طرق عن الزهري، به. وعلقه البخاري برقم (5781) .
وأخرج الدارمي (1981) ، وأبو عوانة 5/141، والطبراني 22/ (551) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس، عن الزهري، به. أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الخطفة والمجثمة والنهبة، وعن أكل كل ذي ناب من السباع.
وسيأتي الحديث مقطعاً بالأرقام (17738) و (17739) و (17740) و (17746) من طريق الزهري، وتاماً برقم (17746) من طريق بسر بن عبد الله، كلاهما عن أبي إدريس.
وانظر ما سلف برقم (17733) .(29/272)
مَنْزِلًا فَعَسْكَرَ (1) ، تَفَرَّقُوا عَنْهُ فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ، فَقَامَ فِيهِمْ فَقَالَ: " إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ (2) ، إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ " قَالَ: فَكَانُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا نَزَلُوا، انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، حَتَّى إِنَّكَ لَتَقُولُ: لَوْ بَسَطْتُ عَلَيْهِمْ كِسَاءً لَعَمَّهُمْ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ (3)
17737 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اكْتُبْ لِي بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا - لِأَرْضٍ بِالشَّامِ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا
__________
(1) في (ظ13) و (ق) وهامش (س) : بعسكر.
(2) من قوله: فقام فيهم إلى هنا سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح، عبد الله بن زبر: هو ابن العلاء بن زبر الربعي الدمشقي.
وأخرجه أبو داود (2628) ، والنسائي في "الكبرى" (8856) ، وابن حبان (2690) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (586) ، وفي "مسند الشاميين" (784) ، والحاكم 2/115، والبيهقي 9/152 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
قوله: "فعسكر" قال السندي: بالفاء العاطفة، أي: نزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنزل بنزوله عسكر، وفي بعض النسخ: بعسكر، بالباء الجارة، أي: نزل مع المعسكر.
"فقام فيهم"، أي: خطبهم.
"من الشيطان" فإنه الذي يرضى بالتفرق بين المسلمين حتى يمكن العدو من أن ينال بعضَهم بمكروه.(29/273)
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ -، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَسْمَعُونَ (1) إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا؟ " فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرُنَّ عَلَيْهَا، قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ بِهَا
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ صَيْدٍ فَأُرْسِلُ كَلْبِيَ الْمُكَلَّبَ، وَكَلْبِيَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ؟ قَالَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ وَسَمَّيْتَ، فَكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ الْمُكَلَّبُ (2) ، وَإِنْ قَتَلَ، وَإِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ، فَكُلْ، وَكُلْ مَا رَدَّ عَلَيْكَ سَهْمُكَ، وَإِنْ قَتَلَ، وَسَمِّ اللهَ "
قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ أَهْلِ كِتَابٍ، وَإِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ، وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِآنِيَتِهِمْ وَقُدُورِهِمْ؟ قَالَ: " إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَارْحَضُوهَا وَاطْبُخُوا فِيهَا، وَاشْرَبُوا "
قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَحِلُّ لَنَا مِمَّا يُحَرَّمُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: " لَا تَأْكُلُوا لُحُومَ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ، وَلَا كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (3)
__________
(1) في (ظ13) و (س) و (ق) : تسمعوا، والمثبت من (م) وبقية النسخ، ومن "مصنف" عبد الرزاق.
(2) لفظة "المكلب" لم ترد في (ظ 13) .
(3) صحيح دون قصة الأرض، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، فأبو قلابة- وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من أبي ثعلبة، بينهما أبو أسماء الرحبي، كما سيأتي في الرواية (17750) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8503) و (10151) . والموضع الثاني=(29/274)
17738 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (1)
__________
= مختصر.
وأخرجه تاماً ومقطعاً الطيالسي (1014) و (1015) و (1016) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1233) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (604) و (605) ، والحاكم 1/143 من طرق عن أيوب، به.
وأخرج قصة الآنية الطبراني 22/ (603) ، والحاكم 1/143-144 من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به.
وأخرجه الطبراني 22/ (599) من طريق النضر. بن معبد أبي قحذم، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث شراحيل، عن أبي ثعلبة بنحوه.
وأخرجه مطولاً ومختصراً دون قصة إقطاعه الأرض أبو داود (3839) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (584) ، وفي "مسند الشاميين " (783) من طريق مسلم بن مِشْكم، وابن ماجه (2831) ، والطبراني 22/ (597) من طريق عروة ابن رويم، والطبراني 22/ (592) ، والبيهقي 10/10 من طريق عمير بن هانئ، وابن ماجه (3211) من طريق سعيد بن المسيب، والطبراني 22/ (600) من طريق أبي رجاء العطاردي، خمستهم عن أبي ثعلبة.
وانظر (17731) و (17735) .
قوله: "المكلب" قال السندي: بفتح اللام المشددة، أي: المعلم.
"فارحضوها" بفتح الحاء المهملة، وبالضاد المعجمة، أي: اغسلوها، من باب منع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ ابن عبد الله.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (8704) ، ومن طريقه أخرجه مسلم=(29/275)
17739 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ: " سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (1)
17740 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (2)
__________
= (1932) (14) ، وأبو عوانة 5/139، والطبراني في "الكبير" 22/ (548) .
وانظر (17735) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البرساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (561) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/138 عن يزيد بن سنان، عن محمد بن بكر، به.
وأخرجه أبو عوانة 5/138 من طريق أبي عاصم الضحاك، عن ابن جريج، به.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (557) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/172-173 و173، والحميدي (875) ، وابن أبي شيبة 5/398، والبخاري (5780) ، ومسلم (1932) (12) ، وابن ماجه (3232) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/319، والترمذي (1477) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2630) ، والنسائي في=(29/276)
17741 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، وَالنَّاسُ جِيَاعٌ، فَأَصَبْنَا بِهَا حُمُرًا مِنْ حُمُرِ الْإِنْسِ، فَذَبَحْنَاهَا، قَالَ: فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَنَادَى (1) فِي النَّاسِ: " أَنَّ لُحُومَ حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ (2) لَا تَحِلُّ لِمَنْ شَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ "، قَالَ: وَوَجَدْنَا فِي جَنَانِهَا بَصَلًا وَثُومًا، وَالنَّاسُ جِيَاعٌ، فَجَهِدُوا فَرَاحُوا (3) ، فَإِذَا رِيحُ الْمَسْجِدِ بَصَلٌ وَثُومٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الْخَبِيثَةِ، فَلَا يَقْرَبْنَا "
وَقَالَ: " لَا تَحِلُّ النُّهْبَى، وَلَا يَحِلُّ كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَلَا تَحِلُّ الْمُجَثَّمَةُ " (4)
__________
= "المجتبى" 7/200، وفي "الكبرى" (4837) ، وابن الجارود (889) ، وأبو عوانة 5/137 و137-138 و138، والطحاوي 4/190، والطبراني في "الكبير" 22/ (557) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/28، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/314-315، وفي "معرفة السنن والآثار" 14/ (19198) و (19201) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/9 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر (17735) .
(1) في (ظ 13) و (ص) ونسخة في (س) : فقال بدل فنادى.
(2) في (م) : حمر الإنس، وفي (س) و (ص) : الحمر الإنس.
(3) في (ظ 13) : فجهزوا أو فراحوا.
(4) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بقية- وهو ابن الوليد- مدلس وقد عنعن، لكنه قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات.=(29/277)
17742 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ مِشْكَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْخُشَنِيَّ، يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي، وَيُحَرَّمُ عَلَيَّ، قَالَ: فَصَعَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَوَّبَ فِيَّ النَّظَرَ، فَقَالَ (2) : " الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ
__________
= وأخرجه تاماً ومقطعاً النسائي 7/201 و204 و237، والطبراني في "الكبير" 22/ (577) ، وفي "الشاميين" (1154) من طرق عن بقية، بهذا الإسناد. وأقحم في إسناد "المعجم الكبير" بين خالد بن معدان وجبير: عبد الرحمن بن جبير، وهو انتقال نظر من الحديث السابق له، والتصويب من
"مسند الشاميين" فإنه بالإسناد نفسه.
وأخرجه أيضاً 22/ (574) ، وفي "الشاميين " (1613) من طريق لقمان بن عامر، عن جبير بن نفير، به. وإسناده حسن.
وأخرج الدارمي (1981) ، وأبو عوانة 5/141، والطبراني 22/ (551) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الخطفة والمجثمة والنهبة، وعن أكل كل ذي ناب من السباع، وإسناده حسن.
وانظر ما سلف برقم (17731) .
وفي باب النهي عن أكل الثوم والبصل للذاهب إلى المسجد، عن ابن عمر سلف برقم (4619) وذكرت شواهده هناك.
وفي باب النهي عن النهبة عن أبي هريرة، سلف برقم (8317) ، وذكرت شواهده هناك.
قوله: "لا تحل المجثمة" بتشديد المثلثة المفتوحة، أي: المصبورة من البهيمة، وهي المقتولة رمياً بعد الحبس. قاله السندي.
(1) في (م) : عبد العلاء.
(2) في (م) و (ق) وهامش (س) : فقال النبي.(29/278)
الْقَلْبُ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ "
وَقَالَ: " لَا تَقْرَبْ لَحْمَ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا ذَا نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (1)
17743 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَحَبُّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبُكُمْ مِنِّي، مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ، وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَسَاوِئُكُمْ أَخْلَاقًا، الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيالدمشقيح، زيد بن يحيى الدمشقي: هو ابن عبيد الخزاعي، وعبد الله بن العلاء: هو ابن زَبْر الربعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (585) ، وفي "الشاميين" (782) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد مختصراً.
وسيأتي مختصراً برقم (17745) ، وسيأتي مختصراً أيضاً من طريق أبي إدريس الخولاني برقم (17746) .
ولشطره الثاني انظر ما سلف برقم (17731) .
ولشطره الأول انظر حديث النواس بن سمعان السالف برقم (17631) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن مكحولاً - وهو الشامي- لم يسمع من أبي ثعلبة. يزيد: هو ابن هارون، وداود: هو ابن أبي هند.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/97 و5/188، والبغوي في "شرح السنة" (3395) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الأسناد. وانظر (17732) .(29/279)
17744 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَمَيْتَ بِسَهْمِكَ فَغَابَ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَأَدْرَكْتَهُ فَكُلْ مَا لَمْ يُنْتِنْ " (1)
17745 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الْعَلَاءِ (2) بْنُ زَبْرٍ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية: هو ابن صالح بن حُدير.
وأخرجه البيهقي 9/242 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1931) (9) ، وأبو داود (2861) من طريق حماد بن خالد، به.
وأخرجه مسلم (1931) (10) ، والنسائي 7/193، والطبراني في "الكبير" 22/ (575) ، وفي "الشاميين" (2030) ، والبيهقي 9/243 من طريق معن بن عيسى، ومسلم (1931) (11) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن معاوية بن صالح، به.
وأخرجه مسلم (1931) (11) من طريق أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، به.
وانظر ما سلف برقم (17733) .
قوله: "فغاب" قال السندي: أي: الصيد، وفيه أن الغيبة لا تنافي الحل ولو حال الليل.
"ما لم ينتن" من أنتن، وفيه أنه ينبغي الاحتراز عما تغير ريحُه من الأطعمة إن لم يكن ثمت حاجة.
(2) في (م) : حدثنا العلاء، وفي النسخ الخطية: أبو العلاء. وهذا الحديث لعبد الله بن العلاء عن مسلم بن مشكم كما سلف برقم (17742) ، ولم يذكر أحد ممن ترجم لعبد الله أنه يكنى أبا العلاء، وإنما يكنى أبا زبر، أو أبا عبد الرحمن.(29/280)
حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي مِمَّا يُحَرَّمُ عَلَيَّ، قَالَ: فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ (1) ، وَصَوَّبَ، ثُمَّ قَالَ: " نُوَيْبِتَةٌ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نُوَيْبِتَةُ خَيْرٍ، أَمْ نُوَيْبِتَةُ شَرٍّ؟ قَالَ: " بَلْ نُوَيْبِتَةُ خَيْرٍ، لَا تَأْكُلْ لَحْمَ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (2)
17746 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ مِثْلَ ذَلِكَ (3)
__________
(1) في (ظ 13) وهامش (س) : البصر.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير مسلم بن مشكم، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"22/ (582) ، وفي "الشاميين " (781) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (582) ، وفي "الأوسط" (67) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، عن أبيه، به. وانظر (17742) .
قوله: "نويبتة" قال ابن الأثير: تصغير نابتة، يقال: نبتت لهم نابتةٌ، أي: نشأ فيهم صِغارٌ لحقوا الكبار، وصاروا زيادة في العدد.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن العلاء- وهو ابن زبر- فمن رجال البخاري. أبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (583) ، وفي "الأوسط" بإثر (67) ، وفي "الشاميين" 2/781 من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.(29/281)
17747 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ، قَالَ: " حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ " (1)
17748 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ الْكَلَاعِيِّ ثُمَّ مِنْ تَيْمٍ (3) عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ (4) ، ثُمَّ صَوَّبَهُ فَقَالَ: " نُوَيْبِتَةٌ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نُوَيْبِتَةُ خَيْرٍ، أَوْ نُوَيْبِتَةُ شَرٍّ؟ قَالَ: " بَلْ نُوَيْبِتَةُ خَيْرٍ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا فِي أَرْضِ صَيْدٍ فَأُرْسِلُ كَلْبِي الْمُعَلَّمَ، فَمِنْهُ مَا أُدْرِكُ ذَكَاتَهُ، وَمِنْهُ مَا لَا أُدْرِكُ ذَكَاتَهُ، وَأَرْمِي بِسَهْمِي، فَمِنْهُ مَا أُدْرِكُ ذَكَاتَهُ، وَمِنْهُ مَا لَا أُدْرِكُ ذَكَاتَهُ (5) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلْ مَا رَدَّتْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم، وصالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (558) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5527) ، ومسلم (1936) ، وأبو عوانة 5/157 من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وانظر (17735) .
(2) المثبت من (ظ 13) ، وفي (م) وبقية النسخ الخطية: عبد الله.
(3) المثبت من (ظ 13) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ الخطية: ثم مريم.
(4) في (ظ13) و (ق) وهامش (س) : البصر.
(5) من قوله: "وأرمي بسهمي" إلى هنا سقط من (ظ 13) .(29/282)
عَلَيْكَ يَدُكَ، وَقَوْسُكَ، وَكَلْبُكَ الْمُعَلَّمُ ذَكِيًّا، وَغَيْرَ ذَكِيٍّ " (1)
17749 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى فِي أَصْبُعِهِ (2) خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَقْرَعُ يَدَهُ بِعُودٍ مَعَهُ، فَغَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ، فَأَخَذَ الْخَاتَمَ، فَرَمَى بِهِ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرَهُ فِي أَصْبَعِهِ، فَقَالَ: " مَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَغْرَمْنَاكَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يونس بن سيف الكلاعي، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة، وقول الحافظ فيه في "التقريب": مقبول، غير مقبول، فقد وثقه الدارقطني، وروى عنه جمع. يزيد ابن عبد ربه: هو الزبيدي الحمصي، ومحمد بن حرب: هو الخولاني الحمصي، والزبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر.
وأخرجه أبو داود (2856) عن محمد بن المصفى، عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد، مختصراً.
وأخرجه أبو داود (2856) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (570) ، وفي "الشاميين" (1869) ، والبيهقي 9/244-245 من طريق بقية بن الوليد، والطبراني في "الكبير" 22/ (570) ، وفي "الشاميين" (1868) من طريق عبد الله ابن سالم، كلاهما عن الزبيدي، به. رواية الطبراني مطولة.
وسيأتي مطولاً برقم (17752) .
وانظر ما سلف برقم (17733) .
(2) المثبت من (ظ 13) و (ق) ، وفي (م) : يدي، وفي بقية النسخ: يده.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف النعمان بن راشد، وهو مع ضعفه قد خولف كما سيأتي في التخريج. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي مولاهم. =(29/283)
17750 - حَدَّثَنَا مُهَنَّا بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَفَّانُ وَهَذَا لَفْظُ مُهَنَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضِ أَهْلِ كِتَابٍ، أَفَنَطْبُخُ فِي قُدُورِهِمْ، وَنَشْرَبُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/416، والنسائي 8/171، والطبراني في "الكبير" 22/ (578) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن وهب في "جامعه" 98-99، ومن طريقه النسائي 8/171 عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني أن رجلاً ممن أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبس خاتماً، فذكره. قال النسائي: وحديث يونس أولى بالصواب من حديث النعمان (يعني ابن رشد) .
وأخرجه النسائي 8/171 من طريق الأوزاعي، و8/171-172 من طريق إبراهيم بن سعد، كلاهما عن الزهري، عن أبي إدريس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في يد رجل.. فذكره مرسلاً: قال النسائي: والمراسيل أشبه بالصواب.
وقال الدارقطني في "العلل" 6/320: ورواه الحفاظ من أصحاب الزهري عنه، عن أبي إدريس الخولاني: أن رجلاً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبس خاتماً.
وهو الصحيح.
وسيأتي الحديث برقم (17751) من طريق النعمان بن راشد.
ويشهد له حديث الرجل الأشجعي الذي سيأتي 4/260، وإسناده صحيح.
وفي باب النهي عن خاتم الذهب عن ابن مسعود، سلف برقم (3582) ، وذكرت شواهده هناك.
قوله: "فجعل يقرع" قال السندي: فيه النهي عن المنكر بالضرب.
"إلا قد أوجعناك" بالقرع.
"وأغرمناك" بالتسبب لإلقاء الخاتم.(29/284)
إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا، فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ، وَاطْبُخُوا فِيهَا "
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا بِأَرْضِ صَيْدٍ فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُكَلَّبٍ فَذَكِّ وَكُلْ، وَإِذَا رَمَيْتَ بِسَهْمِكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَقَتَلَ، فَكُلْ " (1)
17751 - حَدَّثَنَا وَهْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: جَلَسَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ بِقَضِيبٍ كَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ غَفَلَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَمَى الرَّجُلُ بِخَاتَمِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَيْنَ خَاتَمُكَ؟ " قَالَ: أَلْقَيْتُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير مهنا بن عبد الحميد، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الترمذي (1797) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2631) ، والدولابي في "الكنى" 2/138، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1234) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (580) ، والحاكم 1/144 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره.
وقرن الترمذي والدولابي والطبراني بأيوب قتادة. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني 22/ (581) ، والحاكم 1/144 من طريق هشيم بن بشير، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به. مختصراً بقصة الآنية.
وانظر ما سلف برقم (17731) .(29/285)
أَظُنُّنَا قَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَغْرَمْنَاكَ " (1)
17752 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ (2) أَهْلِ كِتَابٍ، أَفَنَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ وَإِنَّا فِي أَرْضِ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِقَوْسِي، وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ، وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، فَأَخْبِرْنِي مَاذَا يَصْلُحُ؟ قَالَ " أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكُمْ بِأَرْضِ أَهْلِ كِتَابٍ تَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَلَا تَأْكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَاغْسِلُوهَا، ثُمَّ كُلُوا فِيهَا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكُمْ بِأَرْضِ صَيْدٍ فَإِنْ صِدْتَ بِقَوْسِكَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ فَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ فَاذْكُرْ اسْمَ اللهِ ثُمَّ كُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف النعمان بن راشد. وهب: هو ابن جرير بن حازم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/261، وابن حبان (303) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (579) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/200 من طرق عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وانظر (17749) . وقال ابن حبان: النعمان بن راشد ربما أخطأ على الزهري.
(2) لفظة "قوم" سقطت من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن=(29/286)
حَدِيثُ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17753 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ:
__________
= عبد الله.
وأخرجه البخاري (5478) ، ومسلم (1930) ، وأبو عوانة 5/133-135 و135، والطبراني في "الكبير" 22/ (571) ، والبغوي (2771) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومختصراً الدارمي (2499) ، والبخاري (5488) و (5496) ، ومسلم (1930) ، وأبو داود (2855) ، وابن ماجه (3207) ، والترمذي بإثر (1560) ، والنسائي في "المجتبى" 7/181، وفي "الكبرى" (4777) ، وابن الجارود (916) و (917) ، وأبو عوانة 5/133- 135 و135 و135-136 و136، وابن حبان (5879) ، والبيهقي في "السنن" 9/244 و247-248
و10/10، وفي "معرفة السنن والآثار" 13/ (18782) من طرق عن حيوة بن شريح، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/357، والترمذي (1464) من طريق الوليد بن أبي مالك، وأبو داود (2852) ، والبيهقي 9/237، وابن عبد البر في "الاستذكار" 15/ (21939) من طريق بسر بن عُبَيد الله، كلاهما عن أبي إدريس الخولاني، به. مختصراً.
وانظر (17748) .
(1) جزم غير واحد أن حَسَنةَ هي أُمُّه، وأبوه: هو عبد الله بن المُطاع الكِنْدي. سيَّره أبو بكر في فتوح الشام، وولاَّه عمر على رُبْع من أرباعها، مات في طاعون عَمَواس سنة 18هـ، وهو ابن سبع وستين سنة. "الإصابة" 3/328-329.(29/287)
لَمَّا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ، خَطَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْسٌ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَفِي هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ قَالَ: فَغَضِبَ فَجَاءَ وَهُوَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُعَلِّقٌ نَعْلَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: " صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَمْرٌو أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ، وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَوَفَاةُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر: وهو ابن حَوْشَب، وقد اضطرب فيه كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العَنْبري، وهمَّام: هو ابن يحيى بن دينار، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.
وأخرجه ابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" 6/184، والطبراني في "الكبير" (7209) ، والحاكم 3/276 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن همام بهذا الإسناد. وقرن بقتادة مطراً الورَّاقَ.
وأخرجه ابن خزيمة أيضاً من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
ورواه عبد الحميد بن بَهْرام، عن شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غَنْم عن حديث الحارث بن عَمِيرة في قصة طويلة، وفيه: أن شرحبيل بن حسنة قال لعمرو بن العاص: قد صحبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنت أضلُّ من بعير أهلك، وأن معاذ بن جبل قال له: ليس بالطاعون ولا الرجز، ولكنها رحمةُ ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين. أخرجه البزار (3042- كشف الأستار) .
وأخرجه مطولاً أيضاً بنحو حديث البزار: ابنُ أبي شيبة 11/15-16 من طريق داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب، عن الحارث بن عميرة، ولم يذكر عبد الرحمن بن غنم، وليس فيه كلام شرحبيل بن حسنة.
واقتصر على كلام معاذ بن جبل عبدُ بن حميد فأخرجه في "مسنده-=(29/288)
17754 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شُفْعَةَ، قَالَ: وَقَعَ الطَّاعُونُ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّهُ رِجْسٌ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ، فَقَالَ: " لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَمْرٌو أَضَلُّ مِنْ بَعِيرِ أَهْلِهِ، إِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَرَحْمَةُ
__________
= المنتخب منه" (129) من طريق داود بن أبي هند، والطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (230) من طريق عبد الحميد بن بَهْرام، و (231) من طريِق داود ابن أبي هند، كلاهما عن شهر بن حوشب، عن الحارث بن عميرة، عنه.
ورواه أبان بن صالح، عن شهر بن حوشب، عن زوج أمِّه وكان شهد طاعون عَمَواس، وفيه: أن أبا عبيدة بن الجراح ومعاذاً قالا: إن هذا الوجع رحمة ربكم ... إلخ، وفيه: أن أبا واثلة الهذلي قال لعمرو بن العاص: لقد صحبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنت شرٌّ من حماري هذا! وقد سلف عند المصنف برقم (1697) .
وسيأتي في مسند معاذ بن جبل 5/248 من طريق أبي قلابة: أن الطاعون وقع بالشام ... فذكره، وذكر فيه معاذاً مكان شرحبيل بن حسنة. ورجاله ثقات، إلا أنه مرسل، فإن أبا قلابة لم يدرك القصة.
قلنا: والقول الفصل في هذه المسألة في حديث أبي عسيب مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتاني جبريل بالحمَّى والطاعون، فأمسكت الحمَّى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادة لأمتي، ورحمة لهم، ورِجْسٌ على الكافرين"، وسيأتي في مسنده 5/81 وإسناده لا بأس به.
وأخرج البخاري (3473) ، ومسلم (2218) عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الطاعون رِجْزٌ - أو عذاب- أُرسِلَ على بني إسرائيل- أو على مَن كان قبلكم- فإذا سمعتم به بأرض فلا تَقْدَموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فِراراً منه". وسيأتي في مسنده عند المصنف 5/202.(29/289)
رَبِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، فَاجْتَمِعُوا لَهُ، وَلَا تَفَرَّقُوا عَنْهُ " فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَقَالَ: صَدَقَ (1)
17755 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ شُرَحْبِيلَ بْنَ شُفْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ الطَّاعُونَ وَقَعَ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّهُ رِجْسٌ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ: " إِنِّي قَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمْرٌو أَضَلُّ مِنْ جَمَلِ أَهْلِهِ، - وَرُبَّمَا قَالَ شُعْبَةُ: أَضَلُّ مِنْ بَعِيرِ أَهْلِهِ -، وَأَنَّهُ قَالَ: " إِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، فَاجْتَمِعُوا وَلَا تَفَرَّقُوا عَنْهُ " قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَقَالَ: صَدَقَ (2)
17756 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ،
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله يْقات رجال الصحيح غير شرحبيل ابن شفعة، فمن رجال ابن ماجه، وهو صدوق، وقد روى هذه القصة عن عمرو بن العاص كما في رواية عفان التالية وغيره.
وأخرجه ابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" 6/184، والطبراني في "الكبير" (7210) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/306 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وابن حبان (2951) من طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.(29/290)
أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، قَالَ فِي الطَّاعُونِ فِي آخِرِ خُطْبَةٍ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا رِجْسٌ مِثْلُ السَّيْلِ، مَنْ يَنْكُبْهُ أَخْطَأَهُ، وَمِثْلُ النَّارِ مَنْ يَنْكُبْهَا أَخْطَأَتْهُ، وَمَنْ أَقَامَ أَحْرَقَتْهُ وَآذَتْهُ فَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ: " إِنَّ هَذَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَقَبْضُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد قوي إن كان أبو منيب- وهو الجُرَشي الأحدب الدمشقي- سمعه من عمرو بن العاص، وأبو منيب هذا لا بأس به وثقه العجلي وابن حبان، ومَن دونه ثقات من رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبيد البصري، وثابت: هو ابن يزيد الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وسيأتي عند المصنف 5/240 بهذا الإسناد نفسه عن أبي منيب الأحدب قال: خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون، فقال: إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم. قلنا: فلعل هذه المقالة قد قالها غير واحد من أمراء الأجناد في الشام يتناقلونها عن بعضهم، وذلك من أجل تخفيف وَقع
هذه المصيبة على نفوس المسلمين، والله تعالى أعلم.(29/291)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ (1)
17757 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ (2) النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا أَرْضًا كَثِيرَةَ الضِّبَابِ، قَالَ: فَأَصَبْنَا مِنْهَا (3) وَذَبَحْنَا، قَالَ: فَبَيْنَا الْقُدُورُ تَغْلِي بِهَا، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فُقِدَتْ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ هِيَ فَأَكْفِئُوهَا فَأَكْفَأْنَاهَا " (4)
__________
(1) ترجم له الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/360 على أنه أخو شرحبيل بن حَسَنة، وقال الترمذي: يقال: إنهما أخوان، وأنكر العسكريُّ تبعاً لابن أبي خيثمة أن يكون عبدُ الرحمن أخا شرحبيل.
(2) في (م) : عند.
(3) في (ظ 13) : فيها.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّه فلم يخرِّجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهران.
وأخرجه البزار (1217- كشف الأستار) عن عمرو بن علي، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/197، وفي "شرح مشكل الآثار" (3275) و (3276) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي من طريقه أيضاً برقم (17759) .
وقد رواه عدي بن ثابت وحصين بن عبد الرحمن، فخالفا الأعمش في إسناده، فقالا: عن زيد بن وهب، عن ثابت بن يزيد الأنصاري، وسيأتي في=(29/292)
17758 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كَهَيْئَةِ الدَّرَقَةِ، قَالَ: فَوَضَعَهَا، ثُمَّ جَلَسَ، فَبَالَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: انْظُرُوا إِلَيْهِ يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ، قَالَ: فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " وَيْحَكَ أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ، قَرَضُوهُ بِالْمَقَارِيضِ، فَنَهَاهُمْ، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ " (1)
__________
= مسنده، انظر (17928) و (17931) .
ورواه الحكم بن عتيبة، عن زيد بن وهب، عن البراء بن عازب، عن ثابت الأنصاري، وسيأتي أيضاً برقم (17932) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11013) ، وانظر تتمة شواهده هناك. وانظر أيضاً الكلام على نسخ هذا الحديث وأمثاله هناك.
(1) إسناده صحيح، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/328: حديث صحيح، صححه الدارقطني وغيره.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/122، وابن ماجه (346) ، والنسائي 1/26-28، وأبو يعلى (932) ، وابن حبان (3127) ، والحاكم 1/184 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (882) ، وأبو داود (22) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/284، وابن الجارود (131) ، وابن المنذر في "الأوسط" 1/337، والحاكم 1/184، والبيهقي في "السنن" 1/104، وفي "إثبات عذاب القبر" (130) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (17760) .
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، وسيأتي 4/396.
قال السندي: قوله: "كهيئة الدَّرَقة" بفتحتين وقاف: ترس من جلود ليس=(29/293)
17759 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ الْمَعْنَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ، - قَالَ: وَكِيعٌ: الْجُهَنِيُّ - قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ، فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ كَثِيرَةِ الضِّبَابِ، فَاتَّخَذْنَا مِنْهَا، فَطَبَخْنَا فِي قُدُورِنَا، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أُمَّةٌ فُقِدَتْ، - أَوْ مُسِخَتْ، شَكَّ يَحْيَى - وَاللهُ أَعْلَمُ " فَأَمَرَنَا فَأَكْفَأْنَا الْقُدُورَ قَالَ وَكِيعٌ: " مُسِخَتْ، فَأَخْشَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ " فَأَكْفَأْنَاهَا وَإِنَّا لَجِيَاعٌ (1)
17760 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، جَالِسَيْنِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ دَرَقَةٌ أَوْ شِبْهُهَا فَاسْتَتَرَ بِهَا فَبَالَ جَالِسًا، قَالَ: فَقُلْنَا أَيَبُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: فَجَاءَنَا فَقَالَ: " أَوَمَا عَلِمْتُمْ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِذَا أَصَابَهُ الشَّيْءُ مِنَ
__________
= فيه خشب ولا عصب، والمراد: في يده شيء على هيئة الدَّرَقة.
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/266 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (931) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5266) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/436 عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن وكيع، به.(29/294)
الْبَوْلِ، قَرَضَهُ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/375-376 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17758) .(29/295)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17761 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَدْخُلَ عَلَى الْمُغِيبَاتِ " (2)
__________
(1) هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيْد بن سَهْم، القرشي السهمي، أمير مِصْر، يكنى أبا عبد الله وأبا محمد.
أسلم قبل الفتح سنة ثمانِ، وقيل بين الحُدَيْبية وخيبر.
ولما أسلم كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرِّبه ويُدْنيه لمعرفته وشجاعته، وولاَّه غزاة ذات السلاسل من مشارف الشام، ثم استعمله على عُمان، فمات وهو أميرها.
ثم كان من أمراء الأجناد بالشام في زمن عمر، وولاه عمرُ فلسطين.
أمره عمر بالمسير إلى مصر، فافتتحها ووليها له، فبقي عليها حتى استُخلف عئمان فعزله عنها بعد حينِ بعبد الله بن أبي سَرْح.
ثم لم يَزَلْ عمْرٌو بغير إمرة إلى أن كانت الفتنة بين عليٍّ ومعاوية، فلحق بمعاوية، فكان معه يُدبِّر أمره في الحرب إلى أن جرى أمرُ الحكمين، وهو أحدُهما، ثم سار في جيش جهَّزه معاويةُ إلى مصر، فوليها لمعاوية من صفر سنة ثمان وثلاثين إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين على الصحيح الذي جزم به ابن يونس وغيره من المتقنين، وقيل قبلها بسنة، وقيل بعدها، وعاش نحواً من
تسعين عاماً.
كان أكبر من عُمَر بنحو خمس سنين، وعاش بعده عشرين سنة.
انظر "السير" 3/54-77، و" الإصابة" 4/650- 654.
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الشيخين، وأبو صالح إذا أُطلق في حديث الأعمش فهو ذكوان السمان، وهو لم يصرح بسماعه =(29/296)
17762 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فَصْلَ (1) مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ " (2)
__________
= لهذا الحديث من عمرو بن العاص، ولعله رواه عنه بواسطة مولاه كما سيأتي عند المصنف برقم (17767) و (17805) . يحيى بن سعيد: هو القطان، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وسيأتي برقم (17823) من طريق الأعمش عن أبي صالح قال: استأذن عمرو بن العاص على فاطمة ... وذكر قصة، وانظر الخلاف في تعيين أبي صالح هذا هناك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/410 عن وكيع، عن مسعر، عن زياد بن فياض، عن تميم بن سلمة. قال: قال عمرو بن العاص: نُهينا أن ندخل على المغيبات إلا بإذن أزواجهن. ورجاله ثقات.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6595) ، وإسناده صحيح.
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14324) ، وإسناده ضعيف.
قوله: "أن ندخل على المُغِيبات"، قال السندي: المُغِيبة من النساء: مَن غاب عنها زوجُها، اسم فاعلى مِن: أغابت المرأةُ: إذا غاب عنها زوجُها، والمراد من الغيبة: هو أن لا يكون في البيت، لا أن يكون غائباً عن البلدة.
(1) في (ظ 13) و (س) فصلاً، والمثبت من (ق) ، ومن نسخة في هامش (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، موسى- وهو ابن عُليِّ بن رباح- وأبوه من رجال مسلم، وباقي رجال السند من رجالهما.
وأخرجه ابن خزيمة (1940) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (7602) ، وعبد بن حميد (293) ، والدارمي=(29/297)
17763 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " خُذْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ وَسِلَاحَكَ، ثُمَّ ائْتِنِي " فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ ثُمَّ طَأْطَأَهُ، فَقَالَ: " إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ فَيُسَلِّمَكَ اللهُ وَيُغْنِمَكَ، وَأَزْعبُ لَكَ مِنَ الْمَالِ رَغْبَةً صَالِحَةً ". قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ الْمَالِ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ زَعْبَةً
__________
= (1697) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص97 و250، ومسلم (1096) ، وأبو داود (2343) ، ويعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/323، والترمذي (709) ، والنسائي 4/146، وابن خزيمة (1940) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (477) ، وابن حبان (3477) ، والطبراني في "الأوسط" (3262) ، والبيهقي 4/236، والحسن بن محمد الخلال في "أماليه" (35) ، والخطيب في "تاريخه" 7/264، والبغوي (1729) من طرق عن موسى بن عُلَي، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/103 من طريق عبد الله بن إسماعيل الجوداني أبو مالك الجهضمي، عن موسى بن عُلَي،. عن أبيه عُلَي بن رباح، عن وردان قال: كان عمرو وهو أمير مصر يأمرنا أن نضع له السحور، فانما نصيب منه مثل قضمة السِّواك فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةُ السَّحر".
وسيأتي الحديث برقم (17771) و (17801) .
قال السندي: "أكلة السحر" بضم الهمزة: اللُّقمة، وبالفتح للمرَّة وإن كثُر المأكول كالغداء والعشاء، قيل: والرواية في الحديث بالضمِّ، والفتح صحيح، والسَّحَر بفتحتين: آخر الليل..، قيل: وذلك لحرمة الطعامِ والشراب والجماع عليهم إذا ناموا، كما كان علينا في بَدْءِ الإسلام، ثم نُسِخ فصار السحور فارقاً، فلا ينبغي تركه. وانظر "شرح مشكل الآثار" 1/417-421.(29/298)
فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَكُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: " يَا عَمْرُو، نِعْمًا بِالْمَالِ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ (1) " (2)
__________
(1) في (م) و (ق) : "نِعْمَ المال الصالح للمرء الصالح"، وفي (س) و (ص) : "نِعما المال الصالح للمرء الصالح"، والمثت من (ظ 13) وفي (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن هو ابن مهدي.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/93-94، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص250، وأبو عوانة في "الزكاة" كما. في "الإتحاف" 4/ورقة 101، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6056) و (6057) ، وابن حبان (3210) ، والطبراني في "الأوسط" (3213) ، والحاكم 2/236، والقضاعي في "مسنده" (1315) ، والبغوي (2495) من طرق عن موسى بن عُلَيّ، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مختصر.
وسيأتي برقم (17764) و (17802) .
قال الأصمعي- كما في "غريب الحديث"- قوله: "أزعب لك زعبة من المال" (قلنا: وتصحف في بعض النسخ إلى: أرغب رغبة) ، أي: أعطيك دفعةَ من المال، والزعْب: هو الدفْع، يقال: جاءنا السَّيل يَزعبُ زعباً، أي: يتدافع. اهـ.
وقوله: "نِعِمّا بالمال"، أصل "نِعمَّا" نِعَم ما، و"ما" هذه في موضع رفع فاعل "نعم"، والباء في قوله: "بالمال" زائدة، والمال هو المخصوص بالمدح، أي: نعم الشيء المال الحلال، وقال ابن جني: "ما" في "نعمّا" منصوبة لا غير، والتقدير: نعم شيئاً، أي: المال الصالح، والباء زائدة مثلها في: (كفى
بالله شهيداً [النساء: 79] .(29/299)
17764 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: فَذَكَرَهُ وَقَالَ: صَعَّدَ فِيَّ البَصَرَ (1)
17765 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: أُسِرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ (2) ، قَالَ: فَجَعَلَ عَمْرٌو يَسْأَلُهُ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدَّعِيَ أَمَانًا، قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ " (3)
__________
(1) في (م) والنسخ الخطية: النَّظَرَ! وهو تكرار لما قبله، وما أثبتناه من مصادر التخريج، وهو الصواب إن شاء الله تعالى، وهي كذلك في رواية وكيع أيضاً عن موسى بن عُلَيّ الآتية برقم (17802) .
والحديث إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرىء.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (299) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ورقة 101، والحاكم 2/2، والبيهقي في "شعب الأيمان" (1248) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم.
(2) في (م) زيادة: فأبى، وهي نسخة في هامش (س) ، وكانت في نسخة (ق) ثم رُمِّجت. وعلق عليها السندي فقال: أي: أبى أن يطلب الأمان.
(3) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل المصريّ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وعمرو بن دينار: هو المكي أبو محمد الأَثرم.=(29/300)
17766 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا. وحَجَّاجٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ (1) ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُحَدِّثُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَهْدَى إِلَى نَاسٍ هَدَايَا، فَفَضَّلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " (2)
__________
= وأخرج المرفوع منه دون القصة: ابنُ أبي شيبة 12/455، وعنه أبو يعلى (7344) عن شبابة بن سَوَّار، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة. انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8780) .
(1) وقع في هذا الإسناد خطأ واضطراب في (م) والنسخ المتأخرة، والمثبت من (ظ 13) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وقد روى ورقاء بن عمر هذا الحديث عن عمرو بن دينار فسمَّى الرجل المصريَّ زياداً مولى عمرو بن العاص، وزياد هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/260 ولم يذكر عنه راوياً سوى عمرو بن دينار، فهو في عداد المجهولين.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1685) عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/302، وعنه أبو يعلى (7342) عن يحيى بن آدم، عن ورقاء بن عمر اليشكري، عن عمرو بن دينار، عن زياد مولى عمرو، عن عمرو بن العاص.
وسيأتي من غير هذا الطريق برقم (17778) ، وفيه قصة، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6499) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(29/301)
17767 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَرْسَلَهُ إِلَى عَلِيٍّ يَسْتَأْذِنُهُ عَلَى امْرَأَتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَأَذِنَ لَهُ، فَتَكَلَّمَا فِي حَاجَةٍ، فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلَهُ الْمَوْلَى عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ عَمْرٌو: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَأْذِنَ عَلَى النِّسَاءِ إِلَّا بِإِذْنِ أَزْوَاجِهِنَّ " (1)
17768 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ،
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مولى عمرو بن العاص هذا فإن أبا صالح لم يُبيِّنه، إلا أن يكون هو أبا قيس مولى عمرو، وهذا ثقة من رجال الشيخين، وله مولى آخر يروي عنه اسمه زياد ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/260، وروى عنه مولى ثالث اسمه هُنَيٌّ، لكن اختلف في ولائه هل هو لعمرو بن العاص أم لعمر بن الخطاب، والراجح أنه مولى عمر بن الخطاب، وهو ثقة.
وأخرجه الترمذي (2779) من طريق عبد الله بن المبارك، والبيهقي 7/90-91 من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي برقم (17805) عن محمد بن جعفر، عن شعبة.
وأخرجه الطبراني- كما في "جامع المسانيد" لابن كثير 3/ورقة 294- من طريق أسباط بن نصر، عن منصور بن المعتمر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة بن هبيرة قال: أرسل عمرو بن العاص ... فذكره.
وانظر (17761) .(29/302)
عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا فَقَالَ: كُلْ قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ عَمْرٌو: " كُلْ، فَهَذِهِ الْأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا "، قَالَ مَالِكٌ: " وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة، وأبو مُرَّة: اسمه يزيد، قيل: هو مولى عقيل بن أبي طالب، وقيل: هو مولى أخته أم هانئ.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/69 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وهو في "الموطأ" (1369) برواية أبي مصعب الزهري عن مالك.
وأخرجه أبو داود (2418) ، والحاكم 1/435، وعنه البيهقي 4/297-298 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن خزيمة (2961) من طريق ابن وهب، والحاكم 1/435، وعنه البيهقي 4/297-298 من طريق الشافعي ثلاثتهم عن مالك، به. وقرن ابن وهب بمالكٍ عبدَ الله بنَ لهيعة.
ورواه يحيى الليثي عن مالك كما في "الموطأ" 1/376-377 بروايته، فجعله عن أبي مرة مولى أم هانئ، عن عبد الله بن عمرو أنه أخبره: أنه دخل على أبيه ... فذكره.
ورواه كرواية الجماعة عن مالك: الليثُ بن سعد، فقد أخرجه الدارمي (1767) ، وابن خزيمة (2149) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/244 من طرق عن الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، به. =(29/303)
17769 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ الْمُطَّلِبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، دَخَلَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَدَعَاهُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ كَذَلِكَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ (1) ، فَقَالَ: " لَا "، إِلَّا أَنْ تَكُونَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= وأخرجه كذلك الشافعي في "السنن المأثورة" (348) من طريق عبد العزيز ابن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، به- لكن قال فيه: عن أبي مرة مولى عمرو بن العاص، وخطَّأه الطحاوي.
وانظر ما سيأتي برقم (17769) و (17779) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4970) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) في (م) و (س) و (ص) : ثم الثالثة كذلك.
(2) إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل سعيد بن كثير - وهو ابن المطَّلب بن أبي وداعة السَّهمي- وعمُّه جعفر بن المطلب.
وأخرجه المزي في ترجمة سعيد بن كثير من "التهذيب" 11/41-42 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/244 من طريق روح بن عبادة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2900) من طريق أبي عاصم النبيل، و (2901) عن أحمد بن بكار، كلاهما عن ابن جريج، به.
وسيأتي بنحوه عن جعفر بن المطلب برقم (17779) . وانظر ما=(29/304)
17770 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَقَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الشِّعْبِ إِذْ قَالَ: " انْظُرُوا، هَلْ تَرَوْنَ شَيْئًا؟ " فَقُلْنَا: نَرَى غِرْبَانًا فِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ، وَالرِّجْلَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ، إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُنَّ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فِي الْغِرْبَانِ " (1)
__________
= قبله.
(1) إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو جعفر الخطمي: هو عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري.
وأخرجه أبو يعلى (7343) من طريق أسود بن عامر شاذان، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (17826) عن سليمان بن حرب وحسن بن موسى عن حماد، وفيه قصة.
وله شاهد من حديث أبي أذينة الصدفي عند البيهقي 7/82، ولفظه بتمامه: "خير نسائكم الودود الولود، المواتية المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم". وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف.
وأبو أذينة مختلف في صحبته.
وشاهد ثان من حديث أبي أمامة عند الطبراني (7817) بلفظ: "مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم" قيل: يا رسول الله وما الغراب=(29/305)
17771 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَقَلَّمَا كَانَ يُصِيبُ مِنَ الْعَشَاءِ أَوَّلَ اللَّيْلِ، أَكْثَرَ مَا كَانَ يُصِيبُ مِنَ السَّحَرِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فَصْلًا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ " (1)
17772 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ:
__________
= الأعصم؟ قال: "الذي إحدى رجليه بيضاء". قال الهيثمي في "المجمع" 4/273: وفيه مطرح بن يزيد، وهو مجمع على ضعفه.
وثالث من حديث عبادة بن الصامت، وفيه: "مثل المرأة المؤمنة كمثل الغراب الأبلق في غربان سود، لا ثانية لها ولا شِبْهَ لها". أورده الهيثمي 4/274، وقال: رواه الطبراني، وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات.
قال السندي: "غراب أعصم": هو الأبيض الجناحين، وقيل: الأبيض الرِّجلين، ويأباه الحديث.
"مثل هذا" أراد قلَّة من يدخلها منهن، لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وموسى: هو ابن عُلَيِّ بن رباح. وانظر (17762) .(29/306)
كُنْتُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَذَكَرُوا مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، " لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا شَبِعَ (1) أَهْلُهُ مِنَ الْخُبْزِ الْغَلِيثِ، قَالَ مُوسَى: يَعْنِي الشَّعِيرَ وَالسُّلْتَ إِذَا خُلِطَا " (2)
17773 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَخْطُبُ النَّاسَ بِمِصْرَ يَقُولُ: " مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَّا هُوَ فَكَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا (3)
__________
(1) في (ظ13) : يشبع
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرىء، وموسى: هو ابن عُلَي بن رباح.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (9611) ، وانظر شواهده هناك.
الغَليث، بغين معجمة، ويقال بالعَيْن المهملة أيضاً: هو الخبز المخبوز من الشعير والسُّلْت، والسُّلْت: ضربٌ من الشعير لا قشر له.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الحاكم 4/326، والبيهقي في "شعب الايمان" (10519) و (10699) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص250 عن عبد الله بن صالح، عن موسى بن عُلَي، به.=(29/307)
17774 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعَيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ، فَاجْتَهَدَ، فَأَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ، فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ " قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1)
__________
= وسيأتي بالأرقام (17809) و (17815) و (17817) .
وانظر ما قبله.
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، والقائل: "فحدثتُ بهذا الإسناد ... " هو يزيد بن عبد الله بن الهاد، عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح المصري.
وأخرجه البخاري (7352) ، والنسائي في "الكبرى" (5919) ، وأبو عوانة 4/12، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (51) و (753) ، والدارقطني 4/211، والبيهقي في "السنن" 10/118، والمزي في ترجمة أبي قيس من "التهذيب" 34/205 من طرق عن عبد الله بن يزيد، بالإسنادين
جميعاً.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/176-177، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (12) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص227-228، ومسلم (1716) ، وأبو داود (3574) ، وابن ماجه (2314) ، والنسائي في "الكبرى" (5918) ، وأبو عوانة 4/13 و14، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3214) ، والدارقطني 4/210- 211 و211، والبيهقي 10/119، والخطيب البغدادي في=(29/308)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "تاريخ بغداد" 4/235-236، وفي "تلخيص المتشابه بالرَّسم" 1/169، والبغوي (516) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/206.
وأخرجه الشافعي 2/176، وابن حبان (5061) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/446 من طريق أبي مصعب، كلاهما عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بإسناده عن عمرو بن العاص دون حديث أبي هريرة.
وأخرجه الترمذي (1326) ، والنساني 8/223، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (53) ، وابن الجارود (996) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5903) ، وفي "معجم شيوخه" (228) ، وأبو عوانة 4/14، وابن حبان (5060) ، والدارقطني 4/204، والبيهقي 10/119، وتمام بن محمد الرازي في "فوائده" (932) من طريق يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وأورده البخاري باثر الحديث (7352) مُعلَّقاً مرسلاً، فقال: وقال عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبي سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثله. وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الذي روى الحديث عن أبي سلمة موصولاً، والرواية الموصولة أصح، فإن عبد العزيز بن المطلب هذا حديثه من باب الحسن وليس بالحجة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (52) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وعبد الله بن صالح أبو صالح هو كاتب الليث سيئ الحفظ.
وسيأتي الحديث من طريقين عن يزيد بن عبد الله بن الهاد برقم (17816) و (17820) ، إلا أنه لم يذكر في الموضع الأول من حديث أبي هريرة.
وانظر ما سيأتي برقم (17824) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6755) ، وإسناده ضعيف.(29/309)
17775 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي، أَتَتْنِي الْمَلَائِكَةُ فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا فَالْإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله: وهو ابن حمزة بن صهيب بن سنان الحمصي. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ورقة 49 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1357) ، ومن طريقه ابن عساكر 1/ورقة 49 من طريق محمد بن المبارك الصُّوري، عن إسماعيل بن عياش، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/523 عن عبد الله بن يوسف، عن محمد بن مهاجر، عن العباس بن سالم، عن مدرك بن عبد الله - أو عن أبي مدرك- قال: غزونا مع معاوية وعمرو مصر، فنزلنا منزلاً، فقال عمرو لمعاوية: يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أقوم في الناس؟ فأذن له، فقام على فرسه، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ... ثم ذكر الحديث، ولم يذكر فيه قوله: "أتتني الملائكة"، وزاد: "فأتبعته بصري فإذا هو كالعمود من النور". ومدرك بن عبد الله جهَّله أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 8/328.
وأخرجه عن عبد الله بن يوسف، بهذا الإسناد ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 267، لكن قال فيه: عبد الله بن عمرو مكان عمرِو، وأخرجه كذلك ابن عساكر 1/ورقة 48 من طريق عمر بن عثمان، عن أبيه، عن محمد بن=(29/310)
17776 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ، وَكُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ، قَالَ: قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَأُخْبِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ (1) قَاتِلَهُ، وَسَالِبَهُ فِي النَّارِ "، فَقِيلَ لِعَمْرٍو: فَإِنَّكَ هُوَ ذَا تُقَاتِلُهُ، قَالَ: إِنَّمَا قَالَ: قَاتِلَهُ، وَسَالِبَهُ (2)
__________
= المهاجر، به.
وفي الباب عن أبي الدرداء، سيأتي 5/198-199، وإسناده صحيح، وصححه أيضاً الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/403.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/290-291 و300، والحاكم 4/509، وأبي نعيم في "الحلية" 5/252، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/448، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ورقة 46. وهو حديث حسن بطرقه.
وعن عمر بن الخطاب مختصراً عند يعقوب بن سفيان 2/311، والطبراني في "مسند الشاميين" (1566) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/448-449، وابن عساكر 1/ورقة 50، وإسناده ضعيف.
وعن أبي أمامة عند يعقوب بن سفيان 2/301، والطبراني في "الكبير" 8/199، وابن عساكر 1/ورقة 50- 51، وإسناده ضعيف.
وعن عبد الله بن حوالة عند ابن عساكر 1/ورقة 51-52، وإسناده ضعيف.
وعن عائشة ضمن حديث طويل عند ابن عساكر 1/ورقة 51، وإسناده ضعيف جداً.
قوله: "عمود الكتاب" ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح 12/403 أن العلماء بالتعبير قالوا: من رأى في منامه عموداً، فإنه يُعبر بالدِّين أو برجل يعتمد عليه فيه، وفسَّروا العمود بالدِّين والسلطان.
(1) لفظة "إن" ليست في (ظ 13) .
(2) إسناده قوي من أجل كلثوم بن جبر، وأما أبو حفص متابعه فلم=(29/311)
17777 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ (1) إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَاشِدٍ، مَوْلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ حَبِيبِ (2) بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ فِيهِ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ
__________
= نتبيَّنه. أبو غادية: يقال: اسمه يسار بن سَبُع، كان من شيعة عثمان رضي الله عنه، وله صحبة، وقد سلف له مسند في مسند المدنيين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/260-261 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد عن أبي غادية قال: سمعت عمّار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة فتوعَّدْتُه بالقتل، قلت: لئن امكنني الله منك لأفعلنَّ. فلما كان يوم صفِّين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار. فرأيت فرجة بين
الرئتين وبين الساقين قال: فحملتُ عليه فطعنتُه في ركبته فوقع فقتلتُه، فقيل: قتلت عمار بن ياسر، وأُخبِرَ عمرو بن العاص ... فذكر الحديث.
وسلف نحو هذه القصة في مقتل عمار بن ياسر في حديث أبي الغادية من مسند المدنيين برقم (16698) .
وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (803) عن العباس بن الوليد النَّرسي، عن معتمر بن سليمان، سمعت ليثاً يحدث عن مجاهد، عن عبد الله ابن عمرو، قال: أتى عمرَو بن العاص رجلان يختصمان في أمر عمار وسلبه، فقال: خلِّياه واتركاه، فإني سمعت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "اللهم أولعت قريش بعمار، قاتل عمار وسالبُه في النار". وليث هذا: هو ابن أبي سليم، وهو
ضعيف، لكن تابعه سليمان بن طرخان والد المعتمر وهو ثقة، فقد أخرجه الحاكم 3/387 من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن المعتمر، عن أبيه، عن مجاهد، به. فإن كان هذا محفوظاً فالإسناد صحيح، وعبد الرحمن بن المبارك ثقة.
(1) في (م) : أبي، وهو تحريف.
(2) في (م) : أبي حبيب، وهو خطأ.(29/312)
الْأَحْزَابِ عَنِ الْخَنْدَقِ، جَمَعْتُ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا يَرَوْنَ مَكَانِي، وَيَسْمَعُونَ مِنِّي، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَعْلَمُونَ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو الْأُمُورَ عُلُوًّا كَبِيرًا (1) ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا، فَمَا تَرَوْنَ فِيهِ؟ قَالُوا: وَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ فَنَكُونَ عِنْدَهُ، فَإِنْ ظَهَرَ مُحَمَّدٌ عَلَى قَوْمِنَا، كُنَّا عِنْدَ النَّجَاشِيِّ، فَإِنَّا أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ، وَإِنْ ظَهَرَ قَوْمُنَا فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عُرِفُوا (2) ، فَلَنْ يَأْتِيَنَا مِنْهُمْ إِلَّا خَيْرٌ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الرَّأْيُ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: فَاجْمَعُوا لَهُ مَا نُهْدِي لَهُ، وَكَانَ أَحَبَّ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الْأَدَمُ، فَجَمَعْنَا لَهُ أُدْمًا كَثِيرًا، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ، فَوَاللهِ إِنَّا لَعِنْدَهُ إِذْ جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَعَثَهُ إِلَيْهِ فِي شَأْنِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: هَذَا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ، لَوْ قَدْ دَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ فَسَأَلْتُهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَانِيهِ، فَضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي قَدْ أَجْزَأْتُ عَنْهَا حِينَ قَتَلْتُ رَسُولَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ لَهُ كَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِصَدِيقِي، أَهْدَيْتَ لِي مِنْ بِلَادِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ
__________
(1) زاد في (م) و (س) : منكراً، وكتبت هذه اللفظة في (ظ 13) فوق كلمة "كبيراً".
(2) في (م) : عرف، وهو خطأ.(29/313)
أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَدْ أَهْدَيْتُ لَكَ أُدْمًا كَثِيرًا، قَالَ: ثُمَّ قَدَّمْتُهُ إِلَيْهِ، فَأَعْجَبَهُ وَاشْتَهَاهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ، وَهُوَ رَسُولُ رَجُلٍ عَدُوٍّ لَنَا، فَأَعْطِنِيهِ لِأَقْتُلَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ أَصَابَ مِنْ أَشْرَافِنَا وَخِيَارِنَا، قَالَ: فَغَضِبَ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا (1) أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنْ قَدْ كَسَرَهُ، فَلَوِ انْشَقَّتْ لِي الْأَرْضُ لَدَخَلْتُ فِيهَا فَرَقًا مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَاللهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا مَا سَأَلْتُكَهُ، فَقَالَ: أَتَسْأَلُنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُولَ رَجُلٍ يَأْتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى لِتَقْتُلَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ أَكَذَاكَ هُوَ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عَمْرُو، أَطِعْنِي وَاتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ وَاللهِ لَعَلَى الْحَقِّ، وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ كَمَا ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَبَايِعْنِي لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: نَعَمْ، فَبَسَطَ يَدَهُ وَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَقَدْ حَالَ رَأْيِي عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَكَتَمْتُ أَصْحَابِي إِسْلَامِي، ثُمَّ خَرَجْتُ عَامِدًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُسْلِمَ، فَلَقِيتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَذَلِكَ قُبَيْلَ الْفَتْحِ، وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: أَيْنَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ؟ قَالَ: وَاللهِ لَقَدِ اسْتَقَامَ الْمَنْسِمُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ، أَذْهَبُ وَاللهِ أُسْلِمُ، فَحَتَّى مَتَى؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ مَا جِئْتُ إِلَّا لِأُسْلِمَ، قَالَ: فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ
__________
(1) في (ظ 13) : ثم مدَّ يديه فضرب بهما.(29/314)
فَأَسْلَمَ وَبَايَعَ، ثُمَّ دَنَوْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي، وَلَا أَذْكُرُ وَمَا تَأَخَّرَ (1) ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَمْرُو، بَايِعْ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ (2) قَبْلَهُ، وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا "، قَالَ: فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: " وَقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ كَانَ مَعَهُمَا أَسْلَمَ حِينَ أَسْلَمَا " (3)
__________
(1) في (م) : وما تأخر.
(2) لفظة "كان" ليست في (ظ 13) و (ق) و (ص) .
(3) إسناده حسن في المتابعات والشواهد، راشد مولى حبيب لم يرو عنه غير يزيد بن أبي حبيب، ووثقه ابن معين وابن حبان، وحبيب بن أبي أوس - ويقال: حبيب بن أوس- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات".
يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/312 عن عبد الله بن محمد الجُعفي المُسنَدي عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد- ولم يسق لفظه.
وهو في "سيرة ابن هشام" 3/289- 291 عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
ومن طريق ابن إسحاق أخرجه البخاري في "تاريخه" 2/311 و312، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص252-253، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (507) ، والحاكم 3/297-298 و454، والبيهقي في "السنن" 9/123، وفي "الدلائل" 4/346-348. وهو عند الطحاوي والحاكم والبيهقي في "السنن" مختصر.
وأخرج نحوه مطولاً الواقدي في "مغازيه" 2/741-744، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 4/343-346 عن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن=(29/315)
17778 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ (1) طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ دَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَزِعًا يُرَجِّعُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: قَدْ قُتِلَ عَمَّارٌ، فَمَاذَا؟ قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: دُحِضْتَ فِي بَوْلِكَ، أَوَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ، جَاءُوا بِهِ حَتَّى
__________
= الحكم الأنصاري، عن أبيه، عن عمرو بن العاص ... فذكره، قال عبد الحميد بن جعفر: فذكرتُ هذا الحديث ليزيد بن أبي حبيب، فقال: أخبرني راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي، عن حبيب، عن عمرو نحو ذلك.
قلنا: والواقدي تكلم بعض أهل العلم في مروياته، لكن تتقوى روايته هذه بسابقتها، فتصير القصة بهذه السياقة الطويلة محتملة للتحسين، والله تعالى أعلم.
وستأتي قصة بيعة عمرو لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (17813) و (17827) من طريقين عن عمرو. فهي صحيحة.
فَرَقاً، أي: خوفاً.
وقوله: "استقام المَنسِم"، قال السندي: أي: تبيَّن الطريق، يقال: رأيت مَنسِماً من الأمر أعرف به وجهه، أي: أثراً منه وعلامةً، وأصل المَنسِم: خُفُّ البعير يُستَبان به على الأرض أثره إذا ضلَّ.
(1) لفظة "ابن" سقطت من (م) .(29/316)
أَلْقَوْهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا، - أَوْ قَالَ: بَيْنَ سُيُوفِنَا (1) -
17779 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ رَهْطِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: دَعَا أَعْرَابِيًّا إِلَى طَعَامٍ وَذَلِكَ بَعْدَ النَّحْرِ بِيَوْمٍ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ دَعَا رَجُلًا إِلَى الطَعَامٍ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ عَمْرٌو: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صَوْمِ (2) هَذَا الْيَوْمِ " (3)
17780 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ
__________
(1) إسناده صحيح. ابن طاووس: هو عبد الله.
والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (20427) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (7175) و (7346) ، والحاكم 2/155-156، والبيهقي في "الدلائل" 2/551.
وانظر ما سلف برقم (17766) .
قال السندي: "يرجِّع" من الترجيع، أي يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
"دَحَضْتَ" أي: عَثَرَتْ، ورُوي بصاد مهملة، أي: تبحث فيه برجلك، والمراد الخطأ البيِّن في الفَهْم.
(2) في (ظ 13) : صيام.
(3) إسناده حسن من أجل جعفر بن المطلب- وهو ابن أبي وداعة السَّهمي- فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات". إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني، وعاصم بن سليمان: هو الأحول.
وانظر ما سلف برقم (17769) .(29/317)
الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ، حَدَّثَهُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ: لِمَ تَبْكِي، أَجَزَعًا عَلَى الْمَوْتِ؟ فَقَالَ: لَا وَاللهِ، وَلَكِنْ مِمَّا بَعْدُ. فَقَالَ لَهُ: قَدْ كُنْتَ عَلَى خَيْرٍ، فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُ صُحْبَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُتُوحَهُ الشَّامَ، فَقَالَ عَمْرٌو: تَرَكْتَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، إِنِّي كُنْتُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَطْبَاقٍ لَيْسَ فِيهَا طَبَقٌ إِلَّا قَدْ عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهِ: كُنْتُ أَوَّلَ شَيْءٍ كَافِرًا، وَكُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَوْ مِتُّ حِينَئِذٍ وَجَبَتْ لِي النَّارُ، فَلَمَّا " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْهُ، فَمَا مَلَأْتُ عَيْنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا رَاجَعْتُهُ فِيمَا أُرِيدُ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيَاءً مِنْهُ "، فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ قَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لِعَمْرٍو، أَسْلَمَ وَكَانَ عَلَى خَيْرٍ، فَمَاتَ فَرُجِيَ لَهُ الْجَنَّةُ، ثُمَّ تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّلْطَانِ وَأَشْيَاءَ، فَلَا أَدْرِي عَلَيَّ أَمْ لِي، فَإِذَا مِتُّ فَلَا تَبْكِيَنَّ عَلَيَّ وَلَا تُتْبِعْنِي مَادِحًا وَلَا نَارًا، وَشُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ، وَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا، فَإِنَّ جَنْبِيَ الْأَيْمَنَ لَيْسَ بِأَحَقَّ بِالتُّرَابِ مِنْ جَنْبِي الْأَيْسَرِ، وَلَا تَجْعَلَنَّ فِي قَبْرِي خَشَبَةً وَلَا حَجَرًا، فَإِذَا وَارَيْتُمُونِي فَاقْعُدُوا عِنْدِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا، أَسْتَأْنِسْ بِكُمْ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة- وإن كان سيئ =(29/318)
17781 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَ: جَزِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا هَذَا الْجَزَعُ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْنِيكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، قَدْ كَانَ ذَلِكَ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ: إِنِّي وَاللهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ
__________
= الحفظ- قد توبع، وقد روى عنه حديثه هذا عبد الله بن المبارك وروايته عنه لا بأس بها. علي بن إسحاق: هو السُّلَمي مولاهم أبو الحسن المروزي.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 533 من طريق الحسين ابن الحسن، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص251 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، به- وذكر قصة بيعة عمرو مفضَّلة.
وأخرجه ابن سعد 4/258-259، ومسلم (121) (192) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (801) ، وابن خزيمة (2515) ، وأبو عوانة 1/70، وابن منده في "الإيمان" (270) ، والبيهقي 9/98، وابن عساكر 3/ورقة 534 من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، به- وذكر ابن سعد ومسلم وأبو عوانة وابن منده قصة بيعة عمرو مفصلة، واقتصر عليها ابن خزيمة
والبيهقي.
وقوله: كنت أشد الناس حياء من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف برقم (17813) ضمن قصة بيعة عمرو بن العاص، من طريق قيس بن سمي.
قال السندي: "وسُنُّوا" بضم السين المهملة وتشديد النون، من السَن: بمعنى الصَّب في سهولة، أي: ضعوه وضعاً سهلاً، والشَّن- بالمعجمة- بمعنى التفريق، وهو أيضاً مناسب.
"واريتموني"، أي: دفنتموني.(29/319)
ذَلِكَ، أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: ابْنُ سُمَيَّةَ، وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ، فَلَمَّا حَدَّثَهُ وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الْغِلَالِ مِنْ ذَقْنِهِ وَقَالَ: اللهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، وَلَا يَسَعُنَا إِلَّا مَغْفِرَتُكَ، وَكَانَتْ تِلْكَ هِجِّيرَاهُ حَتَّى مَاتَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 536 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 13/535-536 من طريق الحجاج بن منهال، عن الأسود ابن شيبان، به.
وسيأتي مختصراً برقم (17807) من طريق الحسن عن عمرو بن العاص.
وأخرج قصة دعاء عمرو من آخره ابن سعد في "الطبقات" 4/260 من طريق أبي حرب بن أبي الأسود، عن عبد الله بن عمرو، عن أبيه.
وانظر "تاريخ دمشق" لابن عساكر 13/535.
قال السندي: "هِجِّيراه" بكسر هاء وتشديد جيم آخره ألف مقصورة، أي: دأبه وشأنه.(29/320)
حَدِيثُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ
17782 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَّ الْقَاسِمَ ابْنَ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُمْ عَنْ عَمْرِو بْنِ فُلَانٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: بَيْنَا هُوَ يَمْشِي قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ، إِذْ لَحِقَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَخَذَ بِنَاصِيَةِ نَفْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ " قَالَ عَمْرٌو: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ حَمْشُ السَّاقَيْنِ، فَقَالَ: " يَا عَمْرُو، إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، يَا عَمْرُو " وَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِ أَصَابِعَ مِنْ كَفِّهِ الْيُمْنَى تَحْتَ رُكْبَةِ عَمْرٍو، فَقَالَ: " يَا عَمْرُو، هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ " ثُمَّ رَفَعَهَا، ثُمَّ ضَرَبَ بَأَرْبَعِ أَصَابِعِ مِنْ تَحْتِ الْأَرْبَعِ الْأُوَلِ، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَمْرُو، هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ " ثُمَّ رَفَعَهَا (2) ، ثُمَّ وَضَعَهَا (3) تَحْتَ الثَّانِيَةِ فَقَالَ: " يَا عَمْرُو، هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ " (4)
__________
(1) في (ظ 13) : أبا، وكلاهما صحيح، فهو القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن.
(2) من قوله: "ثم ضرب" إلى هنا سقط من (م) .
(3) في (ظ 13) : ثم رفعهما ثم وضعهما، وكذا في الموضع الأول: ثم رفعهما.
(4) صحيح، ورجاله ثقات إلا أن القاسم بن عبد الرحمن لم يروه عن عمرو الأنصاري، وإنما رواه عن أبي أمامة الباهلي، قال: بينا نحن مع رسول=(29/321)
حَدِيثُ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ
17783 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ، رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُعْطَى الشَّهِيدُ سِتَّ خِصَالٍ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ: يُكَفَّرُ عَنْهُ كُلُّ خَطِيئَةٍ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ " (1)
__________
= الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلتين ... وذكره. والقاسم مشهور بالرواية عن أبي أمامة.
وله شاهد من حديث الشريد بن سويد، سيأتي 4/390، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن أبي سعيد مرفوعاً: "إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، ولا جُناح- أو لا حرج- عليه فيما بينه وبين الكعبين ... " وسلف برقم (11010) وإسناده صحيح.
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2955) .
حَمْش الساقين: دقيقهما.
(1) حديث حسن، وقد اختلف فيه على كثير بن مرة، انظر الحديث السالف برقم (17183) ، ابن ثوبان- وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات وقيس الجذامي اختُلف في صحبته. مكحول: هو الشامي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/426-427 عن زيد بن يحيى، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4252) ، وفي "إثبات عذاب القبر" (146) =(29/322)
حَدِيثُ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ (1)
17784 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عِنَبَةَ - قَالَ سُرَيْجٌ وَلَهُ صُحْبَةٌ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا، عَسَلَهُ "، قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: " يَفْتَحُ اللهُ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ " (2)
__________
= من ط2ريق يزيد بن خالد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2734) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (204) ، والبيهقي في "الشعب" (4353) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن ابن ثوبان، به.
(1) قال ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/233: أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، قيل: إنه صلَّى القِبلتين جميعاً، وقيل: إنه ممن أسلم قبل موت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يصحبه، وصحب معاذَ بن جبل، وسكن الشام ... وأهل الشام ينكرون أن تكون له صحبة.
وممن أنكر أيضاً صحبته أبو حاتم الرازي وعدَّه من الطبقة الاولى من تابعي أهل الشام، انظر "الجرح والتعديل" 9/418-419.
وممن عدَّه في الصحابة خليفة بن خياط وابن سعد والبغوي وغيرهم، انظر "الإصابة" 7/292 و293.
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات غير بقية- وهو ابن الوليد- فهو ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد وكان كثير التدليس، لكنه صرح بسماعه من محمد بن زياد عند ابن أبي عاصم والقضاعي، وأبو عنبة مختلف في صحبته كما سلف.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/234 بإسناده إلى عبد الله بن أحمد =(29/323)
17785 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: " رَأَيْتُ سَبْعَةَ نَفَرٍ خَمْسَةً قَدْ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاثْنَيْنِ قَدْ أَكَلَا الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا اللَّذَانِ لَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيُّ، وَأَبُو فَالِجٍ (1) الْأَنْمَارِيُّ " (2)
__________
= ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (400) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (839) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1389) من طردق عن بقية، به.
وروي عن بقية عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي، أخرجه الطبراني في "الكبير" (7522) ، وفي "مسند الشاميين" (819) .
ورواه بقية أيضاً بغير هذا الإسناد عن عمر الجمعي، سلف برقم (17217) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12036) ، وإسناده صحيح.
وعن عمرو بن الحَمِق، سيأتي 5/224، وإسناده صحيح أيضاً.
قال ابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/302: قوله: "عسله" أُراه مأخوذاً من العسل، شبَّه العمل الصالح الذي يفتح للعبد حتى يرضى الناسُ عنه، ويطيب ذكره فيهم بالعسل.
وقال الزمخشري في "الفائق" 2/429: هو من عَسَلَ الطعام يعْسِلُه: إذا جعل فيه العسل، كأنه شبَّه ما رزقه الله تعالى من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الذي يُجعل في الطعام، فيَحْلَوْلي به ويطيب.
(1) تحرف في (م) والنسخ الخطية المتأخرة إلى: فاتح، والتصويب من (ظ 13) ، و"أسد الغابة" 6/234.
(2) إسناده حسن، ابن عياش- وهو إسماعيل- وشرحبيل بن مسلم، صدوقان. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخَوْلاني.=(29/324)
17786 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ الشُّهَدَاءُ، فَذَكَرُوا الْمَبْطُونَ، وَالْمَطْعُونَ، وَالنُّفَسَاءَ، فَغَضِبَ أَبُو عِنَبَةَ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ نَبِيِّنَا عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أُمَنَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ من (1) خَلْقِهِ، قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا " (2)
17787 - حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ حِمْصِيٌّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَزَالُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ بِغَرْسٍ يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ " (3)
__________
= وأورده من طريق "المسند" ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 6/234.
وأبو فالج هذا ليست له صحبة، أدرك زمان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم حمص أول ما فُتحت، وصحب معاذ بن جبل. انظر "الإصابة" 7/323-324.
(1) في (م) : في.
(2) إسناه حسن من أجل إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.
وهذا الحديث لم يقع لنا عن أبي عنبة عند غير المصنف.
وأخرج نحوه ابن المبارك في "الجهاد" (52) عن أبي بكر بن أبي مريم، عن خالد بن معدان، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وأبو بكر ضعيف، وكان قد اختلط.
(3) إسناده حسن، الجراح بن مليح مختلف فيه، منهم من حسَّن الرأي فيه ومنهم من ضعَّفه، وبالجملة حديثه حسن إذا لم يأت بما يُنكَر، وبكر بن زُرْعة روى عنه ثلاثة كما في ترجمته في "تهذيب التهذيب"، وذكره ابن حبان=(29/325)
حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ (1)
17788 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (2) ، عَنْ سَمُرَةَ
__________
= في "الثقات". وفي القلب من تصريح أبي عنبة بالسماع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء،
ولعله ذهول من بعض الرواة، والله تعالى أعلم.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/61، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/46، وابن حبان في "صحيحه" (326) ، وفي "الثقات" 4/75 من طريق الهيثم بن خارجة، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/445، والدولابي 1/46 من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومي، وابن ماجه (8) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2497) ، والدولابي 1/46، وابن عدي في "الكامل" 2/584، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/233، والمزي في ترجمة أبي عنبة من "التهذيب" 34/152 من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن الجراح بن مليح، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 3: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. قلنا: وهذا تساهل منه رحمه الله.
(1) اختُلف في اسمه، فقيل: سَمُرة، بفتح السين وضم الميم، وقيل: سَبْرة، بفتح السين وسكون الباء الموحَّدة، واختلف في نسبته إلى القبيلة، فقيل: الأَسَدي، بفتح السين نسبة إلى بني أسد بن خزيمة، وقيل بتسكين السين، نسبة إلى الأَزْد، هكذا يقال بالسين والزاي.
وذكر الواقدي أن سمرة أسلم هو وأخوه خُرَيم بعد الفتح. انظر "أسد الغابة" 2/456، و"الإصابة" 3/30.
(2) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عبْد الله، والتصويب من (ظ 13) ، ومن مصادر ترجمته.(29/326)
بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ فَاتِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نِعْمَ الْفَتَى سَمُرَةُ، لَوْ أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ، وَشَمَّرَ مِنْ مِئْزَرِهِ " " فَفَعَلَ ذَلِكَ سَمُرَةُ أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ، وَشَمَّرَ، مِنْ مِئْزَرِهِ " (1)
__________
(1) إسناده حسن لولا عنعنة هشيم، داود بن عمرو- وهو الأوْدي الدمشقي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/456 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (109) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/177، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/305، وابن عدي في "الكامل" 3/952 من طرق عن عبد الله بن المبارك، به.
وأخرجه ابن قانع أيضاً 1/304 من طريق محمد بن أبي غالب عن هشيم ابن بشير، به.
وروي هذا الحديث في حق خُريم بن فاتك أخي سَمُرة، وهو المحفوظ، انظر حديث خريم الآتي برقم 4/321 و322 و345، وحديث سهل ابن الحنظلية السالف برقم (17622) و (17624) .
اللِّمَّة- بكسر اللام-: الشعر المتجاوز شحمة الأذن.
ومعنى شمَّر هنا: قَصَّر.(29/327)
حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ
17789 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ فَرَضَهُنَّ اللهُ فِي الْإِسْلَامِ، فَمَنْ جَاءَ بِثَلَاثٍ، لَمْ يُغْنِينَ عَنْهُ شَيْئًا، حَتَّى يَأْتِيَ بِهِنَّ جَمِيعًا الصَّلَاةُ، وَالزَّكَاةُ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة- وهو عبد الله- سيئ الحفظ، ثم إن الحديث مرسل، فإن زياد بن نعيم الحضرمي- وهو زياد بن ربيعة بن نعيم- تابعي كما جزم بذلك في "التهذيب" وفروعه، وذهل بعضهم فذكره في الصحابة، انظر "أسد الغابة" 2/274، و"الإصابة" 2/588. أبو مرزوق: هو
التُّجيبي مولاهم المصري.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/274 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأورده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/384 و541، ولم ينسبه إلا لأحمد، وقال: مرسل. وذكره في الموضع الثاني من حديث عمارة ابن حزم ونسبه إلى أحمد أيضاً.
قال الحافظ بن حجر في "أطراف المسند" 2/365 بعد أن أورده من حديث زياد بن نعيم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هكذاوقع في بعض النسخ، وعليه مشى ابنُ عساكر (يعني في "ترتيب أسماء الصحابة") ، ووقع في بعضها، عن زياد بن نعيم، عن عمارة بن حزم به. قلنا: وهذا الإسناد الأخير لم يقع لنا في شيء من نسخنا، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في ترجمة عمارة من "أطراف المسند" 5/13.=(29/328)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ
17790 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: لَا أَقُولُ الْيَوْمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا مِنْ جَهَنَّمَ " (1)
17791 - وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ أَحَدُهُمَا مِنَ اللَّيْلَ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدٌ فَيَتَوَضَّأُ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ اللهُ لِلَّذِينَ وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا
__________
= وأورده كذلك الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/47 من حديث عمارة بن حزم، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفي إسناده ابن لهيعة.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عُشَّانة- وهو حيُّ ابن يومن- فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن غير الترمذي وهو ثقة. هارون: هو ابن معروف.
وأخرجه ابن حبان (1052) و (2555) من طريق حرملة بن يحيى، والطبراني في "الكبير" 17/ (832) من طريق أحمد بن صالح، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (17457) من طريق ابن لهيعة عن أبي عشّانة.
(2) في (م) : عقدة.(29/329)
يُعَالِجُ نَفْسَهُ يَسْأَلُنِي، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي فَهُوَ لَهُ " (1)
17792 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ حُنَيْنِ (2) بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ " (3)
17793 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن حبان (1052) و (2555) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وانظر (17458) .
(2) تحرف في (م) إلى: حسين.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، حنين بن أبي حكيم، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قال الذهبي في "الميزان": ليس بعمدة، وقال ابن حجر: صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عُلي بن رباح، فمن رجال مسلم. هارون: هو ابن معروف، والليث: هو
ابن سعد.
وأخرجه أبو داود (1523) ، والنسائي 3/68 عن محمد بن سلمة المرادي عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص290، وابن خزيمة (755) ، وابن حبان (2004) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (812) ، والحاكم 1/253 من طرق عن الليث بن سعد، به.
وسلف برقم (17417) من طريق يزيد بن محمد القرشي، عن علي بن رباح.
وانظر ما سلف أيضاً برقم (17297) .(29/330)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَمْشِيَ، إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ مَشْيِهَا لِتَرْكَبْ، وَلْتُهْدِ بَدَنَةً " (1)
17794 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ هَمَّارٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ: أَتَعْجَزُ يَا ابْنَ آدَمَ أَنْ تُصَلِّيَ أَوَّلَ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ " (2)
17795 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة - وهومولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. مطرَف: هو ابن طريف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/131، وفي "شرح مشكل الآثار" (2152) من طريق عيسى بن إبراهيم البِرَكي، عن عبد العزيز بن مسلم القَسملي، عن مطر الورَّاق، عن عكرمة، به. هكذا قال فيه: مطر الورَّاق، ومطر صدوق.
وأخرجه البيهقي 10/79-80 من طريق سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، به.
ورواه قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن عقبة بن عامر سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن أخته نذرت ... فذكره. وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (2134) و (2834) .
وانظر ما سلف برقم (17291) و (17306) .
(2) إسناده صحيح. وانظر (17390) .(29/331)
حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ (1) الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: صَحِبَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فِي سَفَرٍ، فَجَعَلَ لَا يَؤُمُّنَا، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: رَحِمَكَ اللهُ، أَلَا تَؤُمُّنَا وَأَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَأَصَابَ الْوَقْتَ، وَأَتَمَّ الصَّلَاةَ فَلَهُ وَلَهُمْ، وَمَنْ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ " (2)
° 17796 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3) : وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: كَتَبَ إِلَيَّ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ، وَكَانَ فِي كِتَابَةٍ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُجْهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْمُجْهِرِ بِالصَّدَقَةِ " (4)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: أبي مكي.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. أبو علي الهَمْداني: هو ثمامة بن شُفَي. وانظر (17305) .
(3) هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، سليمان بن موسى- وهو الأشدق الدمشقي- صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (925) من طريق عبد الله بن يوسف، عن الهيثم بن حميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 3/225 من طريق محمد بن عيسى بن سميع، عن زيد ابن واقد، عن كثير بن مرة، به. فأسقط من إسناده سليمان بن موسى، والهيثم ابن حميد أوثق من ابن سميع. =(29/332)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ (1)
17797 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُصَبِّحٍ، أَوْ ابْنَ مُصَبِّحٍ، - شَكَّ أَبُو بَكْرٍ - عَنِ ابْنِ السِّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ، فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟ " قَالُوا: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَا " (2)
__________
= وانظر (17368) .
وقوله: "المجهر بقراءته" يقال جَهَرَ بكلامه ودُعائه وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهراً وجِهاراً، وأجهر بقراءته لغة، وسلف بلفظ "الجاهر بالقرآن".
(1) هذا العنوان لم يرد إلا في (س) و (م) ، وستأتي أحاديث عبادة في مسند الأنصار 5/313.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مصبِّح- وهو المَقْرَئي- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد الزهري، وابن السِّمط: هو شرحبيل.
وسيأتي هذا الحديث مكرراً بإسناده ومتنه 5/323، وانظر تخريجه هناك.
قوله: "ما تَحوَّز"، أي: ما تنحَّى.
والمرأة تموتُ بجُمْع، أي: تموت وفي بطنها ولد.(29/333)
حَدِيثُ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ
17798 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ: كَانَ رَجُلٌ قُتِلَ مِنْهُمْ بِأَوْطَاسٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا عَامِرٍ أَلَا غَيَّرْتَ؟ " فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (1) [المائدة: 105] فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " أَيْنَ ذَهَبْتُمْ إِنَّمَا هِيَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ مِنَ الْكُفَّارِ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ "
17799 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ اللهِ ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ، تَجِدُونَ الرَّجُلَيْنِ جَارَيْنِ فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي الدَّارِ، فَيَقْتَطِعُ أَحَدُهُمَا مِنْ حَظِّ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا، فَإِذَا اقْتَطَعَهُ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه أبي عامر الأشعري. وهو مكرر (17165) .
(2) إسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد: وهو ابن عقيل. والحديث مكرر (17255) .(29/334)
حَدِيثُ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17800 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلَفٍ مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، كَانَ يُعَدُّ مِنَ الْبُدَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ: أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ، وَأَنْ يَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَكَادَ أَنْ يُبْطِئَ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: إِنَّكَ قَدْ أُمِرْتَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، أَنْ تَعْمَلَ بِهِنَّ، وَأَنْ تَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تُبَلِّغَهُنَّ، وَإِمَّا أُبَلِّغَهُنَّ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي، إِنِّي أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي أَنْ أُعَذَّبَ، أَوْ يُخْسَفَ بِي، قَالَ: فَجَمَعَ يَحْيَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ، وَقُعِدَ عَلَى الشُّرَفِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ: أَوَّلُهُنَّ: أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِوَرِقٍ، أَوْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي عَمَلَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَسُرُّهُ، أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ، وَإِنَّ اللهَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ، فَاعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ اللهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا، وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةٌ مِنْ
__________(29/335)
مِسْكٍ فِي عِصَابَةٍ، كُلُّهُمْ يَجِدُ رِيحَ الْمِسْكِ، وَإِنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَأَمَرَكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ، فَشَدُّوا يَدَيْهِ إِلَى عُنُقِهِ، وَقَرَّبُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْتَدِيَ نَفْسِي مِنْكُمْ، فَجَعَلَ يَفْتَدِي نَفْسَهُ مِنْهُمْ بِالْقَلِيلِ، وَالْكَثِيرِ، حَتَّى فَكَّ نَفْسَهُ، وَأَمَرَكُمْ بِذِكْرِ اللهِ كَثِيرًا، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعًا فِي أَثَرِهِ، فَأَتَى حِصْنًا حَصِينًا، فَتَحَصَّنَ فِيهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ أَحْصَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِذَا كَانَ فِي ذِكْرِ اللهِ "، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ بِالْجَمَاعَةِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَ (1) الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ، إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟ قَالَ: " وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، فَادْعُوا الْمُسْلِمِينَ بِمَا سَمَّاهُمُ اللهُ (2) : الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللهِ " (3)
__________
(1) في (م) و (ق) : ربقة.
(2) لفظ الجلالة ليس في (م) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن خلف- وهو العَمَّي- فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح=(29/336)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَمْروِ بْنِ الْعَاصِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17801 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِكُمْ وَصِيَامِ (2) أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ " (3)
17802 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، ذَاكَ اللَّخْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَمْرُو اشْدُدْ عَلَيْكَ سِلَاحَكَ، وَثِيَابَكَ، وَأْتِنِي " فَفَعَلْتُ فَجِئْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ وَصَوَّبَهُ، وَقَالَ: " يَا عَمْرُو، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ وَجْهًا، فَيُسَلِّمَكَ اللهُ وَيُغْنِمَكَ، وَأَزعَبُ لَكَ مِنَ الْمَالِ
__________
= غير صحابيه. ممطور: هو أبو سلاَّم الحبشي.
وهو مكرر (17170) .
(1) سلف مسند عمرو بن العاص في هذا الجزء، انظر (17761) .
(2) في (م) : وبين صيام.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه المزي في ترجمة أبي قيس من "تهذيب الكمال" 34/207 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/8، ومسلم (1096) ، وأبو يعلى (7337) ، وابن خزيمة (1940) من طرق عن وكيع، به.
وانظر (17762) .(29/337)
زَعبَةً صَالِحَةً "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَمْ أُسْلِمْ رَغْبَةً فِي الْمَالِ، إِنَّمَا أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْجِهَادِ، وَالْكَيْنُونَةِ مَعَكَ، قَالَ: " يَا عَمْرُو، نَعِمَّا بِالْمَالِ الصَّالِحِ، لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ " (1) قَالَ: " كَذَا فِي النُّسْخَةِ نَعِمَّا بِنَصْبِ النُّونِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: بِكَسْرِ النُّونِ وَالْعَيْنِ " (2)
17803 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " لَا تَلْبِسُوا عَلَيْنَا سُنَّةَ نَبِيِّنَا عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ، إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1745) بإسناده ومتنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/17-18، وعنه أبو يعلى (7336) ، وعنه ابن حبان (3211) عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17763) .
(2) في "الدر المصون" 2/608-609: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (فَنَعِمَّا) بفتح النون وكسر العين وهذه على الأصل، لأن الأصل على فَعِلَ كَعَلِمَ وقرأ ابن كثير وورش وحفص بكسر النون والعين، وإنما كسر النون اتباعاً لكسرة العين وهي لغة هذيل.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، قال الدارقطني: قبيصة لم يسمع من عمرو، وقد نقل البيهقي عن الإمام أحمد أنه قال: حديث منكر، وضعَّفه ابن قدامة في "المغني" 11/263، ونقل عن ابن المنذر أنه قال: ضعَّف أحمد وأبو عبيد حديث عمرو بن العاص، وقال محمد بن موسى: سألت أبا عبد الله عن حديث عمرو بن العاص فقال لا يصحُّ، وقال الميموني: رأيت أبا عبد الله يَعجَبُ من حديث عمرو بن العاص هذا، ثم قال: أين سُنةُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا؟! =(29/338)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو يعلى (7349) من طريق إسحاق بن إبراهيم الهروي، عن يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 3/309، والبيهقي 7/447-448 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، به. وقال الدارقطني في إثره: قبيصة لم يسمع من عمرو، والصواب: لا تلبسوا علينا ديننا، موقوف. وقرن بقتادة مطراً الوراق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/162، وأبو داود (2308) ، وابن ماجه (2083) ، وابن الجارود (769) ، وأبو يعلى (7338) ، وابن حبان (4300) ، والدارقطني 3/309، والحاكم 2/209، وابن حزم في "المحلى" 10/304، والبيهقي 7/448 من طريق مطر الوراق، والدارقطني 3/310، والبيهقي
7/448 من طريق سليمان بن موسى، كلاهما عن رجاء بن حيوة، به.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!! ومطر استشهد به الشيخان ولم يحتجَّا به، وقبيصة لم يخرج له البخاري. ولفظ الدارقطني والبيهقي كلاهما في الموضع الثاني: عدة أم الولد عدة الحرة.
وأخرجه الدارقطني 3/310، والبيهقي 7/448 من طريق ابن شهاب الزهري، عن قبيصة، به. ولفظه: عدة أم الولد عدة الحرة.
وأخرجه الدارقطني 3/309 من طريق ثور بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، قال: سئل عمرو بن العاص عن عدة أم الولد، فقال: لا تلبسوا علينا ديننا، إن تكن أَمَة، فإن عدتها عدةُ حرة. وقال في إثره: ورواه سليمان بن موسى عن رجاء بن حيوة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عمرو بن العاص موقوفاً أيضاً، ورفعه قتادة ومطر الوراق، والموقوف أصح، وقبيصة لم يسمع من عمرو.
وفي الباب موقوفاً عن علي بن أبي طالب عند ابن أبي شيبة 5/164، والبيهقي 7/448، وفيه انقطاع.
وانظر الخلاف في هذه المسألة في "المغني" لابن قدامة المقدسي=(29/339)
17804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: " إِنَّ آلَ أَبِي فُلَانٍ لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللهُ، وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ " (1)
__________
= 11/262 - 264.
قال السندي: قوله: "لا تَلبِسوا" من لبس كضَرَبَ: إذا خلط.
"أربعة أشهر وعشراً" هكذا بالنصب في النسخ (لكن ضبب عليها في (ظ 13) و (س) ، وأثبتناها بحذف الألف لأنه الوجه) والظاهر الرفع، ووجه النصب تقدير: وتزيد عشراً، أي: على أربعة أشهر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه أبو عوانة 1/96 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد، وقرن بعبد الله بن أحمد هلال بن العلاء.
وأخرجه مسلم (215) (366) ، وأخرجه أبو عوانة 1/96 عن أبي إبراهيم الزهري، كلاهما (مسلم وأبو إبراهيم) عن أحمد بن حنبل، به، وقرن أبو عوانة بأحمد يحيى بنَ معين.
وأخرجه البخاري (5990) عن عمرو بن عباس، عن محمد بن جعفر، به.
وأخرجه البخاري في كتاب "البر والصلة"، والإسماعيلي في "المستخرج" - كما في "فتح الباري" 10/422-، وأبو عوانة 1/96 من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به. وزاد فيه: "ولكنَّ لهم رحماً أبلُّها بِبِلالِها". أي: أصلُهم في الدنيا ولا أغني عنهم من الله شيئاً، والبِلال جمع بَلَلَ، وقيل: هو كل ما بل الحلق من ماء أو لبن أو غيره. قاله ابن الأثير في "النهاية" 1/153.(29/340)
17805 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ أَرْسَلَهُ إِلَى عَلِيٍّ يَسْتَأْذِنُهُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فَأَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ سَأَلَ الْمَوْلَى عَمْرًا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَوْ نَهَى أَنْ نَدْخُلَ عَلَى النِّسَاءِ بِغَيْرِ إِذْنِ أَزْوَاجِهِنَّ " (1)
17806 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " عَقَلْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَ مَثَلٍ "
17807 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُ، أَلَيْسَ رَجُلًا صَالِحًا؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: قَدْ مَاتَ
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده كما سلف عند الحديث رقم (17767) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/409-410، وعنه أبو يعلى (7341) عن غُندَر محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة- وهو عبد الله- سيئ الحفظ. أبو قبيل: هو حُيي بن هانئ المعافري.
ورواه سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن شُفي الأصبحي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: عقلتُ ... فذكره. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/169.(29/341)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّكَ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَكَ. فَقَالَ: " قَدْ اسْتَعْمَلَنِي فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ لِي مِنْهُ، أَوْ اسْتِعَانَةً بِي، وَلَكِنِّي سَأُحَدِّثُكَ بِرَجُلَيْنِ مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ " (1)
17808 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَتَخَوَّلُنَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ قُرَيْشٌ، لَيَضَعَنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ فِي جُمْهُورٍ مِنْ جَمَاهِيرِ الْعَرَبِ سِوَاهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: كَذَبْتَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قُرَيْشٌ وُلَاةُ النَّاسِ فِي الْخَيْرِ، وَالشَّرِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، فالحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمرو بن العاص.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 509 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 13/ورقة 510 من طريق أبي سلمة بن إسماعيل، عن جرير ابن حازم، به.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (8274) ، والحاكم 3/392 من طريق عبد الله بن عون، عن الحسن، به- ولم يذكر فيه ابن مسعود.
وانظر ما سلف برقم (17781) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير خبيب بن الزبير=(29/342)
17809 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
__________
=- وهو ابن مُشْكان الهلالي- فقد روى له الترمذي وأبو داود في "المراسيل"، وهو ثقة.
وأخرجه المزي في ترجمة حبيب بن الزبير من "التهذيب" 5/372-373 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1111) عن محمد بن المثنى، والخطيب في "تاريخه" 10/63 من طريق أبي بكر بن أبي الأسود، كلاهما عن غُندَر محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الترمذي (2227) من طريق خالد بن الحارث، وابن أبي عاصم (1110) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" 6/ (5841) .
وعن علي بن أبي طالب، سلف برقم (790) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "يتخوَّلنا" أي: يتعهَّدنا ويراعي حالنا بالعلم وغيره.
وقوله: "لئن لم تنته قريش" كأنه يشير إلى النزاع الذي وقع بينها على الخلافة.
قال السندي: "ليضعنَّ" أي: الله.
"هذا الأمر" أي: الخلافة.
"في جمهور" أي: في جماعة.
"إلى يوم القيامة" لعل المراد: إن أقاموا الدّين كما جاء ما يدلُّ عليه، وبالجملة فعمروٌ أجراه على إطلاقه، فكذب به ذلك القائل، ولابُدَّ من التقييد، والله تعالى أعلم.(29/343)
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: " مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَّا هُوَ فَكَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَأَنْتُمْ أَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا " (1)
17810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَأَتَيْتُ عَلَى سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَهُوَ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ، فَأَخَذْتُ سَيْفًا فَاحْتَبَيْتُ بِحَمَائِلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُمْ إِلَى اللهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ؟ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا فَعَلْتُمْ كَمَا فَعَلَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ الْمُؤْمِنَانِ " (2)
17811 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (17773) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. موسى: هو ابن عُلَي بن رَبَاح.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 502-503 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8301) ، وابن حبان (7092) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن عساكر 13/ورقة 502 و503 من طريق وهب بن جرير بن حازم، كلاهما عن موسى بن عُلَيّ، به.(29/344)
أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: " عَائِشَةُ " قَالَ: قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: " أَبُوهَا إِذًا " (1) قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " عُمَرُ " قَالَ: فَعَدَّ رِجَالًا (2)
__________
(1) لفظة "إذاً" ليست في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل النهديُّ.
وأخرجه الترمذي (3885) عن إبراهيم بن يعقوب ومحمد بن بشار، والنسائي في "الكبرى" (8117) عن عبد الله بن سعيد السرخسي، كلاهما عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد- ولم يرد السؤال عن عمر بن الخطاب عند الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (3662) ، وفي "التاريخ الكبير" 6/24، والبيهقي 6/370، والبغوي (3869) من طريق معلى بن أسد، وابن حبان (6885) من طريق أبي كامل الجحدري، كلاهما عن عبد العزيز بن المختار، به.
وأخرجه البخاري (4358) ، ومسلم (2384) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1235) ، وابن حبان (6900) ، والبيهقي في "السنن" 7/299 و10/233 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والبيهقي في "الدلائل" 4/400-401، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 508 من طريق علي بن عاصم، كلاهما عن خالد الحذاء، به. زاد البخاري قوله: فسكت مخافة أن يجعلني في
آخرهم. وزاد البيهقي في "الدلائل" وابن عساكر قوله: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
على جيش ذي السلاسل وفي القوم أبو بكر وعمر، فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على أبي بكر وعمر إلا لمنزلةِ لي عنده، فأتيته حتى قعدت بين يديه ... ثم ذكر الحديث. وقال في آخره: قلتُ في نفسي: لا أعود أسأل عن هذا.
وأخرجه بنحوه المصنِّف في "فضائل الصحابة" (1637) ، والترمذي (3886) ، وابن أبي عاصم (1236) ، والنسائي في "الكبرى" (8106) ، وابن=(29/345)
17812 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، قَالَ: فَاحْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ، فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ، فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي
__________
= حبان (4540) و (7106) ، والحاكم 4/12 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عمرو بن العاص.
وأخرجه ابن سعد 3/176، والمصنف في "الفضائل" (214) و (1281) ، وابن أبي عاصم (1233) ، وأبو يعلى (7345) ، وابن حبان (6998) من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عمرو بن العاص. وذكر أحمد وابن أبي عاصم وأبو يعلى أبا عبيدة بن الجراح بدل عمر بن الخطاب، وذكرهما ابن حبان جميعاً، ولم يذكرهما ابن سعد.
وأخرجه الحاكم 4/12 من طريق مغيرة بن مقسم الضبي، عن عامر الشعبي، عن عمرو بن العاص، ولم يذكر فيه عمر بن الخطاب.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند ابن ماجه (101) ، والترمذي (3890) ، وابن حبان (7107) ، والحاكم 4/12، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/94 و132.
وعن عائشة أم المؤمنين عند أحمد في "فضائل الصحابة" (215) ، وأبي يعلى (4732) و (4800) .
قال ابن سعد في "الطبقات" 2/131: سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل، وهي وراء وادي القرى، وبينها وبين المدينة عشرة أيام، كانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من مهاجَر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذلك أنه لما بلغ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن جمعاً من قُضاعة قد تجمَّعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(29/346)
صَلَاةَ الصُّبْحِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " يَا عَمْرُو، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ، فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ، وَذَكَرْتُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] فَتَيَمَّمْتُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، واختلف فيه على عبد الرحمن بن جبير- وهو المصري المؤذن-، فروي عنه عن عمرو بن العاص كما هو هنا، وروي عنه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، وروي عنه عن
أبي فراس يزيد بن رباح عن عمرو، وسيأتي تفصيل ذلك لاحقاً.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص249 عن أبيه عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وتابع ابنَ لهيعة يحيى بنُ أيوب المصري، فقد أخرجه أبو داود (334) ، والدارقطني 1/178، والحاكم 1/177-178، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/189 من طريقه عن يزيد بن أبي حبيب، به. ويحيى بن أيوب ثقة، فإن صحَّ سماع عبد الرحمن بن جبير له من عمرو بن العاص فالإسناد صحيح، وقوَّاه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/454، فقد علقه البخاري عن عمرو بن العاص مختصراً.
ورواه زيد بن الجباب عن ابن لهيعة فزاد في إسناده بين عبد الرحمن بن جبير وبين عمرو بن العاص أبا فراس يزيد بن رباح، أخرجه كذلك ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص249-250. وأبو فراس هذا ثقة من رجال الشيخين، قيل: هو مولى لعمرو بن العاص، وقيل: بل هو مولى ابنه عبد الله،=(29/347)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهو الراجح.
ورواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو: أن عمرو بن العاص كان على سريَّة ... فذكره، وقال فيه: فغَسَل مَغابِنَه وتوضأ وضوءَه للصلاة ثم صلَى بهم، ولم يذكر التيمم. أخرجه كذلك أبو داود
(335) ، وابن المنذر في "الأوسط" 2/27، وابن حبان (1315) ، والدارقطني 1/179، والحاكم 1/177، والبيهقي 1/226، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن جبير من "التهذيب" 17/32-33، وفي ترجمة أبي قيس 34/208، وابن حجر في "التغليق" 2/188-189. وقرن ابنُ وهب بعمر بن
الحارث في بعض المصادر ابنَ لهيعة، ورواية ابن لهيعة ليس فيها "عن أبي قيس"، وكأن ابن وهب حمل حديث ابن لهيعة على حديث عمرو بن الحارث، والله أعلم.
قلنا: وأبو قيس هذا ثقة، وصورة حديثه مرسل، لكن يتعيَّن سماعه منه.
وقد جمع البيهقي بين رواية من قال: "تيمَّم"، ومن قال: "غسل مغابنه وتوضأ"، فقال في "السنن" 1/226: يحتمل أن يكون قد فعل ما نُقِل في الروايتين جميعاً، غسل ما قدر على غسله، وتيمم للباقي. قال النووي فيما نقله ابن حجر في "الفتح" 1/454: وهو متعيَّن.
وأخرج عبد الرزاق في "المصنف" (878) عن ابن جريح، أخبرني إبراهيم ابن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص: أنه أصابته جنابة وهو أمير الجيش، فترك الغسل من أجل آية. قال إن اغتسلتُ متُّ، فصلى بمن معه جنباً، فلما قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرَّفه بما فعل، وأنبأه بعذره، فسكت. ورواه من طريق عبد الرزاق الطبراني في "الكبير" كما في "التغليق" 2/191، وفيه إبراهيم بن
أبي بكر بن عبد الرحمن الأنصاري. قال ابن حجر: هذا إسناد جيد، لكني لا أعرف حال إبراهيم هذا. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/263 وقال: رواه=(29/348)
17813 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُوَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ شُفَيٍّ (1) ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا "
، قَالَ عَمْرٌو: فَوَاللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا مَلَأْتُ عَيْنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا رَاجَعْتُهُ بِمَا أُرِيدُ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيَاءً مِنْهُ (2)
__________
= الطبراني في "الكبير"، وفيه أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات.
(1) هكذا وقع في رواية "المسند"، في نسخه التي بين أيدينا وفي "أطرافه" لابن حجر 5/139: قيس بن شُفَيٍّ، وقيس هذا ذكره البخاري في "تاريخه" 7/150، وابن أبي حاتم 7/100، فلم يذكرا له رواية إلا عن ابن عباس، ولم يرو عنه سوى أبي إسحاق، ورواه ابن عبد الحكم فقال فيه: قيس بن سُمَيٍّ، وهو الصواب كما في ترجمته.
(2) الشطر الأول منه حسن، وهذا الإسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وقيس بن سُمَي- على الصواب- لم يرو عنه غير سويد بن قيس كما في ترجمته من "التعجيل" (893) ، و"الإصابة" 5/535، وقال الحسيني: ليس بمشهور.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص252 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الشطر الأول من طريق عبد الرحمن بن شماسة عن عمرو بن العاص برقم (17827) .
وسلف ضمن حديثين طويلين من طريقين عن عمرو بن العاص برقم (17777) و (17780) .(29/349)
17814 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَتَصْدِيقٌ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ " قَالَ الرَّجُلُ: أَكْثَرْتَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلِينُ الْكَلَامِ، وَبَذْلُ الطَّعَامِ، وَسَمَاحٌ وَحُسْنُ خُلُقٍ " (1) قَالَ الرَّجُلُ: أُرِيدُ كَلِمَةً وَاحِدَةً، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَلَا تَتَّهِمِ اللهَ عَلَى نَفْسِكَ " (2)
__________
(1) في (م) و (س) : وحسن خُلقٍ.
(2) حديث محتمل للتحسين لشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين: وهو ابن سعد.
وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد.
وفي الباب نحوه من حديث عبادة بن الصامت عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص60، وفيه ابن لهيعة، وهو سيىء الحفظ.
ويشهد لقوله: "إيمان بالله وتصديق وجهاد في سبيل الله وحج مبرور": حديث أبي هريرة السالف برقم (7590) ، ولفظه: سئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيّ الأعمال أفضل؟ فقال: "إيمان بالله ورسوله"، قال: ثم ماذا؟ قال: "ثم الجهاد في سبيل الله"، قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور". وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهده عند الحديث (7511) .
وفي الباب أيضاً عن جابر وعمرو بن عبسة عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص25، وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: "أكثرت"، أي: أتيت بأعمال شاقة على النفس.
"فلا تتهم" نهيٌ من الاتهام، كان المراد: فوّض أمرك إليه ثم لا ترينَّه فعل بك شيئاً من الشدة من غير استحقاق منك به، أي: فوِّض أمرك إليه ثم كن=(29/350)
17815 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هَانِئٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ لِلنَّاسِ: " مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَّا هُوَ فَأَزْهَدُ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا " (1)
17816 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ (2) بْنُ مُضَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ وَاجْتَهَدَ (3) ، ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ وَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ " (4)
17817 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ
__________
= راضياً منه بما فعل، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، وأبو هانىء: هو حميد بن هانىء الخَوْلاني.
وأخرجه ابن حبان (6379) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ، به. وانظر (17773) .
(2) في (م) : أبو بكر، وهو خطأ.
(3) في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 13) : فاجتهد.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التَّيمي.
وأخرجه أبو عوانة 4/13 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.
وانظر (17774) .(29/351)
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: " لَقَدْ أَصْبَحْتُمْ، وَأَمْسَيْتُمْ، تَرْغَبُونَ فِيمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْهَدُ فِيهِ: أَصْبَحْتُمْ تَرْغَبُونَ فِي الدُّنْيَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْهَدُ فِيهَا، وَاللهِ مَا أَتَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةٌ مِنْ دَهْرِهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا لَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْلِفُ
وقَالَ: غَيْرُ يَحْيَى " وَاللهِ مَا مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الدَّهْرِ، إِلَّا وَالَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِي لَهُ " (1)
17818 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، عَنْ مَالِكِ (2) بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن إسحاق: هو السيلَحِيني.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص250 عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً ص250 عن النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وسلف أوله برقم (17773) من طريق موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه.
وفي باب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستسلف انظر "صحيح مسلم" (1600) و (1601) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: خالد، والمثبت من (ظ 13) و"أطراف المسند" 5/142، وكان كذلك في (س) ثم رمِّج وكتب على هامشها: خالد، وصحح عليه، وأورده الحسيني في "الإكمال"، وقال: خالد ويقال: مالك بن عبد الله، فتعقبه ابن حجر في "التعجيل" (264) فقال: ما رأيت في "المسند"
إلا مالك بن عبد الله، ثم ساق حديثه هذا.(29/352)
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ اسْتَعَاذَ مِنْ سَبْعِ مَوْتَاتٍ، مَوْتِ الْفُجَاءَةِ، وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ، وَمِنَ السَّبُعِ، وَمِنَ الْغَرَقِ، وَمِنَ الْحَرْقِ، وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَى شَيْءٍ أَوْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ فِرَارِ الزَّحْفِ " (1)
17819 - حَدَّثَنَا أَبُو (2) سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ يَعْنِي الْمَخْرَمِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْقُرْآنُ نَزَلَ (3) عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، عَلَى أَيِّ حَرْفٍ قَرَأْتُمْ، فَقَدْ أَصَبْتُمْ، فَلَا
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، ومالك بن عبد الله مجهول.
أبو قبيل: هو حُيي بن هانئ المَعافري.
وقد سلف الحديث من طريق مالك بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو في مسنده برقم (6594) ، وإسناده ضعيف.
وفي الباب عن أبي اليَسَر كعب بن عمرو، سلف برقم (15523) و (15524) ، وإسناده ضعيف لاضطرابه.
وروي في التعوذ من موت الفجاءة عن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7602) و (7603) ، وهو ضعيف. وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8666) .
وروي في التعوذ من موت الغرق ولدغ الحية عن أبي هريرة، سلف برقم (8667) ، وإسناده ضعيف جداً.
(2) لفظة "أبو" سقطت من (م) و (ق) .
(3) في (م) وحدها: نزل القرآن.(29/353)
تَتَمَارَوْا فِيهِ، فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ " (1)
17820 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِنْ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ " قَالَ يَزِيدُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ فَقَالَ: هَكَذَا
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2266) من طريق ابن أبي الوزير، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن، ص337-338 عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن بسر بن سعيد، به. وزاد في أوله: أن رجلاً قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو بن العاص: إنما هي كذا وكذا بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا اقرأنيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فخرجا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن هذا القرآن ... ، وذكره. وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ، وقد زاد في إسناده محمد بن إبراهيم التيمي بين يزيد بن عبد الله وبين بسر بن سعيد، وسيأتي عند المصنف برقم (17821) من طريق أبي سلمة الخزاعي بدونها وهو ثقه.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7989) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
ويشهد لقوله: "فإن المراء فيه كفر" فقط حديث أبي هريرة أيضاً السالف برقم (7508) ، وإسناده صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.(29/354)
حَدَّثَنِي بِهِ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (1)
17821 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَهَا؟ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غَيْرِ هَذَا، فَذَهَبَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ آيَةُ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ قَرَأَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ " فَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَقَرَأَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَلَيْسَ هَكَذَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيَّ ذَلِكَ قَرَأْتُمْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ (2) ، وَلَا تَمَارَوْا فِيهِ، فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ " أَوْ " آيَةُ الْكُفْرِ " (3)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وعبد الله بن جعفر: هو ابن عبد الرحمن بن المسور بن مَخْرَمة المَخْرَمي،. ويزيد بن عبد الله: هو ابن أسامة بن الهاد، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التَّيمي. وانظر (17774) .
(2) في (م) وبعض النسخ: فقد أحسنتم. والمثبت من (ظ 13) وغيرها.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن جعفر المخرمي، فمن رجال مسلم، وصورة هذا الحديث صورة المرسل، لكن قد=(29/355)
17822 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَظْهَرُ فِيهِمُ الرِّبَا، إِلَّا أُخِذُوا بِالسَّنَةِ، وَمَا مِنْ قَوْمٍ يَظْهَرُ فِيهِمُ الرُّشَا، إِلَّا أُخِذُوا بِالرُّعْبِ " (1)
17823 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى فَاطِمَةَ، فَأَذِنَتْ لَهُ، قَالَ: ثَمَّ عَلِيٌّ؟، قَالُوا: لَا، قَالَ: فَرَجَعَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهَا مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: ثَمَّ عَلِيٌّ؟، قَالُوا: نَعَمْ فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا
__________
= ثبت في رواية أبي سعيد مولى بني هاشم وكذا في رواية الليث أنه رواه عن عمرو بن العاص، انظر الحديث (17819) .
ويشهد له بطوله حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (158) و (277) ، وهو في "الصحيحين".
(1) إسناده ضعيف جداً، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، ومحمد بن راشد المرادي مجهول غير معروف، ويبدو أنه سقط رجل بين محمد بن راشد وعمروٍ، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمدَ بنَ راشد المرادي، روى عن رجل عن عبد الله بن عمرو. انظر "تعجيل المنفعة" (933) .
ولقوله: "ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أُخِذوا بالسَّنة" شاهد من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3754) ، وهو صحيح.
وروي في الرُّشا عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6532) ، ولفظه: "لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الراشي والمرتشي".
الرُِّشا- بضم الراء وكسرها- جمع رُِشوة، بضم الراء وكسرها أيضاً، وهي معروفة.(29/356)
مَنَعَكَ أَنْ تَدْخُلَ حِينَ لَمْ تَجِدْنِي هَاهُنَا، قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَانَا أَنْ نَدْخُلَ عَلَى الْمُغِيبَاتِ " (1)
17824 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصْمَانِ يَخْتَصِمَانِ، فَقَالَ لِعَمْرٍو: " اقْضِ بَيْنَهُمَا يَا عَمْرُو "، فَقَالَ: أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَإِنْ كَانَ " قَالَ: فَإِذَا قَضَيْتُ بَيْنَهُمَا فَمَا لِي؟ قَالَ: " إِنْ أَنْتَ قَضَيْتَ بَيْنَهُمَا فَأَصَبْتَ
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الشيخين، وأبو صالح إذا أُطلق في حديثِ الأعمش فهو ذكوان السمّان، وهو لم يدرك فاطمة ولم يصرِّح بسماعه لهذا الحديث من عميرو، ولعله رواه عنه بواسطة مولاه، فقد روى عنه قصة بنحو هذه لكن في دخوله على أسماء بنت عميس فيما
سلف برقم (17767) و (17805) .
وأخرجه أبو يعلى (7348) ، وعنه ابن حبان (5584) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سليمان التيمي، قال: سمعت أبا صالح يقول: جاء عمرو ابن العاص ... فذكر نحوه. قال ابن حبان: أبو صالح هذا اسمه ميزان من أهل البصرة، ثقة، سمع ابن عباس وعمرو بن العاص، وروى عنه سليمانُ التيمي ومحمد بن جُحادة.
قلنا: كذا قال، والحديث محفوظ عن أبي صالح السَّمَّان، وأورده الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد" 3/ورقة 286 في ترجمة ذكوان أبي صالح عن عمرو، إلا أن يكلون قد اشترك الاثنان في رواية هذه القصة، والله تعالى أعلم.
وسلف المرفوع منه دون القصة برقم (17761) عن يحيى بن سعيد القطان، عن الأعمش، عن أبي صالح.(29/357)
الْقَضَاءَ، فَلَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِنْ أَنْتَ اجْتَهَدْتَ وَأَخْطَأْتَ، فَلَكَ حَسَنَةٌ " (1)
17825 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ،
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، الفَرَج- وهو ابن فضالة كما جاء منسوباً عند غير المصنف- ضعيف، ومحمد بن عبد الأعلى وأبوه لا يعرفان، ولم يترجمهما الحسينى وابنُ حجر مع أنه من شرطهما، ووقع عند الدارقطني في "سننه": محمد بن عبد الأعلى بن عدي، وليس في الرواة من اسمه عبد الأعلى بن عدي غير البهراني قاضي حمص، ترجمه البخاري في "تاريخه" 6/72، وابن أبي حاتم 6/25، وابن حبان 5/129، ولم يذكروا له رواية سوى عن ثوبان، ولم يذكروا أيضاً في الرواة عنه ابناً له يسمى محمد، والله تعالى أعلم. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/195، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه من لم أعرفه.
وأخرجه عبد بن حميد (292) عن زيد بن الحباب، عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 4/203 من طريق يزيد بن هارون، والحاكم 4/88 من طريق عامر بن إبراهيم الأنباري، كلاهما عن فرج بن فضالة، به- إلا أنهما قالا فيه: عن عبد الله بن عمرو: أن رجلين اختصما.... فجعلاه من مسند عبد الله بن عمرو وأخطأ الحاكم فصحح إسناده! وسلف نحوه في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6755) من غير هذا الطريق، وهو ضعيف أيضاً.
وروي مثله عن عقبة بن عامر كما في الحديث التالي، وإسناده ضعيف.
ويغني عنه حديث عمرو بن العاص نفسه السالف برقم (17774) ، ولفظه: "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ، فله أجر". وهو في "الصحيحين".(29/358)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " فَإِنْ اجْتَهَدْتَ فَأَصَبْتَ الْقَضَاءَ، فَلَكَ عَشَرَةُ أُجُورٍ، وَإِنْ اجْتَهَدْتَ فَأَخْطَأْتَ، فَلَكَ أَجْرٌ وَاحِدٌ " (1)
17826 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي هَوْدَجِهَا قَدْ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى هَوْدَجِهَا، قَالَ: فَمَالَ فَدَخَلَ الشِّعْبَ فَدَخَلْنَا مَعَهُ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ، فَإِذَا نَحْنُ بِغِرْبَانٍ كَثِيرَةٍ، فِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مِثْلُ هَذَا الْغُرَابِ فِي هَذِهِ الْغِرْبَانِ "
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف الفرج: وهو ابن فضالة. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص228، والدارقطني 4/203 من طرق عن الفرج بن فضالة، به- وفيه أن الذي أمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقضاء هو عقبة بن عامر.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (131) ، وفي "الأوسط " (1606) ، من طريق عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن حفص بن سليمان، عن كثير بن شِنْظير، عن أبي العالية الرياحي، عن عقبة بن عامر. وإسناده ضعيف، حفص بن سليمان متروك الحديث.
وانظر ما قبله.(29/359)
قَالَ حَسَنٌ: فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي يَدَيْهَا حَبَائِرُهَا وَخَوَاتِيمُهَا قَدْ وَضَعَتْ يَدَيْهَا، وَلَمْ يَقُلْ حَسَنٌ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ (1)
17827 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ ابْنِ شِمَاسَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، قَالَ: لَمَّا أَلْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُبَايِعَنِي، فَبَسَطَ يَدَهُ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: لَا أُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَمْرُو أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ، يَا عَمْرُو أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الذُّنُوبِ " (2)
__________
(1) رجاله ثقات، لكن تفرد به حماد بن سلمة. أبو جعفر الخَطْمي: هو عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري.
وأخرجه عبد بن حميد (294) ، والنسائي في "الكبرى" (9268) ، والحاكم 4/602، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7817) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قتيبة في "إصلاح الغلط" ص23 من طريق عبيد الله بن محمد ابن عائشة، عن حماد بن سلمة، به.
وسلف مختصراً دون قصة المرأة برقم (17770) عن عبد الصمد ابن عبد الوارث، عن حماد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحينيُّ، وابن شِماسة: هو عبد الرحمن المَهريُّ.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص251 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح واسد بن موسى، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد- وذكر=(29/360)
حَدِيثُ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ (1)
17828 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَشَجُّ بني (2) عَصَرٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ "، قُلْتُ: مَا هُمَا؟ قَالَ: " الْحِلْمُ، وَالْحَيَاءُ " قُلْتُ: أَقَدِيمًا كَانَ فِيَّ أَمْ حَدِيثًا؟ قَالَ: " بَلْ قَدِيمًا " قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ (3) يُحِبُّهُمَا (4)
__________
= فيه قصة احتضار عمرو مطولة، وقد سلفت برقم (17780) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب.
وسلفت قصة بيعة عمرو للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طريق قيس بن سمي، عن عمرو بن العاص برقم (17813) ، وضمن حديث آخر من طريق حبيب بن أبي أوس، عن عمرو بن العاص برقم (17777) .
(1) زاد في (م) : عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (ظ13) و (ق) و (ص) و (م) : بن، وما أثبتناه من (س) ونسخة على هامشي (ظ) و (ق) ، وعليهما في (ق) علامة الصحة.
(3) في (ظ13) : خلقين.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه الأشج: واسمه المنذر بن عائذ بن المنذر العَصَري، فقد روى له البخاري في "الأدب" والنسائي، وهو المعروف أيضاً بأشج عبد القيس، وكان سيد قومه، رجع معهم بعد وفادته على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإسلامه إلى البحرين، ثم نزل البصرةَ بعد ذلك، ومات بها، وأما قول الهيثمي في "المجمع" 9/388: إن عبد الرحمن بن أبي بكرة لم يدرك الأشجَّ، فغير مسلَّم له، خاصة وأن عبد الرحمن من أهل البصرة.=(29/361)
17829 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَمُوصِ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ (1) ، قَالَ:
__________
= إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم ابن عُلية، ويونس: هو ابن عبيد البصري.
وأخرجه ابن سعد 5/558، وابن أبي شيبة 8/522-523 و12/202، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (197) ، والنسائي في المناقب من "الكبرى" (8306) ، وفي النعوت كما في "تحفة الأشراف" 8/513، وابن أبي عاصم في "السنة" (190) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/103 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد- وفيه عند ابن قانع: "الحلم والأناة".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (584) ، وفي "خلق أفعال العباد" (196) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/589 من طريق عبد الوارث بن سعيد، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (198) ، وأبو يعلى (6848) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 3/19-20، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/117 من طريق هشيم بن بشير، كلاهما عن يونس بن عبيد، به. وعند أبي يعلى وأبي نعيم وابن الأثير: "الحلم والحياء" أو "الحلم والأناة".
وأخرجه ضمن حديث مطول أبو يعلى (6849) ، وعنه ابن حبان (7203) من طريق روح بن عبادة، عن الحجاج بن حسان التيمي، عن المثنى العبدي أبي منازل أحد بني غنم، عن الأشج العصري.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف ضمن حديث برقم (11175) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وعن عبد الله بن عباس عند مسلم برقم (17) (25) ، وانظر تمام تخريجه عند ابن حبان برقم (7204) .
قال السندي: قوله: "خلَّتين" بفتح خاء معجمة وتشديد لامِ، أي: خصلتين.
"أقديماً كان"، أي: ما ذكرت من الخلَّتين قديماً كان بأن جَبَلني الله تعالى عليه، أم حديثاً بأن حصل لي بالكسب، فتوحيد ضمير "كان" بتأويل ما ذكرت.
(1) تحرف في (م) إلى: عدي.(29/362)
حَدَّثَنِي أَحَدُ الْوَفْدِ الَّذِينَ، وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ: وَأَهْدَيْنَا لَهُ فِيمَا نُهْدِي نَوْطًا (1) ، أَوْ قِرْبَةً مِنْ تَعْضُوضٍ، أَوْ بَرْنِيٍّ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " قُلْنَا: هَذِهِ هَدِيَّةٌ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ نَظَرَ إِلَى تَمْرَةٍ مِنْهَا فَأَعَادَهَا مَكَانَهَا، وَقَالَ: " أَبْلِغُوهَا آلَ مُحَمَّدٍ "، قَالَ: فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ عَنْ أَشْيَاءَ، حَتَّى سَأَلُوهُ عَنِ الشَّرَابِ، فَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا فِي دُبَّاءٍ، وَلَا حَنْتَمٍ، وَلَا نَقِيرٍ، وَلَا مُزَفَّتٍ، اشْرَبُوا فِي الْحَلَالِ الْمُوكَى عَلَيْهِ "، فَقَالَ لَهُ قَائِلُنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا يُدْرِيكَ مَا الدُّبَّاءُ، وَالْحَنْتَمُ، وَالنَّقِيرُ، وَالْمُزَفَّتُ؟ قَالَ: " أَنَا لَا أَدْرِي مَا هِيَهْ، أَيُّ هَجَرٍ أَعَزُّ؟ " قُلْنَا: الْمُشَقَّرُ، قَالَ: " فَوَاللهِ، لَقَدْ دَخَلْتُهَا وَأَخَذْتُ إِقْلِيدَهَا "، - قَالَ: وَكُنْتُ قَدْ نَسِيتُ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا فَأَذْكَرَنِيهِ عُبَيْدُ اللهِ (2) بْنُ أَبِي جَرْوَةَ - قَالَ: " وَقَفْتُ عَلَى عَيْنِ الزَّارَةِ "
ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ إِذْ أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ كَارِهِينَ غَيْرَ خَزَايَا، وَلَا مَوْتُورِينَ (3) ، إِذْ بَعْضُ قَوْمِنَا لَا يُسْلِمُونَ حَتَّى يُخْزَوْا، وَيُوتَرُوا " قَالَ: وَابْتَهَلَ وَجْهُهُ هَاهُنَا مِنَ الْقِبْلَةِ (4)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: موطاً. والنَّوْط: الجُلَّة الصغيرة فيها التمر ونحوه. والتَّعضوض والبَرْني: نوعان من التمر.
(2) في بعض النسخ: عَبْد الله.
(3) في (س) و (ق) : ولا نادمين موتورين، وكانت كلمة "نادمين" في (ظ13) ثم رُمِّجَت.
(4) زاد في (م) : يعني عن يمين القِبْلة.(29/363)
حَتَّى اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ (1) ، وَقَالَ: " إِنَّ خَيْرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ " (2)
__________
(1) زاد في (م) : ثم يدعو لعبد القيس ثم قال ...
(2) إسناده صحيح. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلية، وعوف: هو ابن أبي جميلة.
وأخرجه أبو داود (3695) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/297-298، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/346، والبيهقي 8/302، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/449-450 من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، بهذا الإسناد- والحديث عندهم مختصر غير يعقوب بن سفيان فساقه كرواية المصنف، وذكر بعضهم اسم هذا الرجل الراوي على الشك: وهو قيس ابن النعمان، كما سيأتي في الحديث التالي.
وأخرجه خليفة بن خياط في "مسنده" (34) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (924) من طريق عون بن كهمس، والدولابي في "الكنى" 1/27، والطبراني 22/ (924) من طريق محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي، كلاهما عن داود بن المساور، عن مقاتل بن همام، عن أبي خيرة الصباحي
قال: كنت في الوفد الذين قدموا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عبد قيس ... ، واقتصروا على قصة دعائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لوفد عبد القيس، وذكروا أن الصحابي هو أبو خيرة الصباحي، وزادوا: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوَّدهم بأراك يستاكون به.
وانظر ما سلف برقم (15559) ، وما سيأتي برقم (17830) و (17831) .
وفي باب قوله: "اشربوا في الحلال الموكى عليه" عن ابن عباس، سلف برقم (2607) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف أيضاً برقم (11544) .
وفي باب دعائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لوفد عبد القيس عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12972) .
وعن عروة بن الزبير وجعفر بن عبد الله بن الحكم عند ابن سعد في=(29/364)
17830 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْقَمُوصِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحَدُ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - فَإِنْ لَا يَكُنْ قَالَ: قَيْسَ بْنَ النُّعْمَانِ، فَإِنِّي نَسِيتُ اسْمَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: وَابْتَهَلَ يَدْعُو لِعَبْدِ الْقَيْسِ وَوَجْهُهُ هَاهُنَا مِنَ الْقِبْلَةِ، - يَعْنِي عَنْ يَمِينِ الْقِبْلَةِ (1) حَتَّى اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ يَدْعُو لِعَبْدِ الْقَيْسِ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ خَيْرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ " (2)
17831 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَهُوَ يَقُولُ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا،
__________
= "الطبقات" 1/314.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن خير أهل المشرق عبد القيس" عن ابن عباس عند البزار (2821- كشف الأستار) ، والطبراني (12970) .
قوله: "في الحلال الموكى عليه"، أي: فيما يحلُ لكم استعماله في الانتباذ والشرب فيه، وهو المُوكى عليه الذي رُبطَ فمه بخيط أو شيء، فقوله: "الموكَى عليه" بيان وتفسير للحلال.
المُشَقَر: حصن عظيم بالبحرين لعبد القيس.
وعين الزارة: بالبحرين أيضاً، والزارة قرية كبيرة بها.
(1) من قوله: "يدعو لعبد القيس" إلى هنا سقط من (م) ، وقوله بعد "حتى استقبل القبلة" ليس في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح كسابقه.(29/365)
فَقَعَدْنَا، فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ: " مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ؟ " فَأَشَرْنَا بِأَجْمَعِنَا (1) إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ عَائِذٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهَذَا الْأَشَجُّ؟ " فَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ عَلَيْهِ هَذَا الِاسْمُ لِضَرْبَةٍ بِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ، فَقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَتَخَلَّفَ بَعْدَ الْقَوْمِ، فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ، وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ، فَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ بَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَهُ وَاتَّكَأَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ الْأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُ، وَقَالُوا: هَاهُنَا يَا أَشَجُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاسْتَوَى قَاعِدًا، وَقَبَضَ رِجْلَهُ: " هَاهُنَا يَا أَشَجُّ " فَقَعَدَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَوَى قَاعِدًا (2) ، فَرَحَّبَ بِهِ وَأَلْطَفَهُ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ بِلَادِهِ، وَسَمَّى لَهُ قَرْيَةَ قرْيَةَ (3) : الصَّفَا، وَالْمُشَقَّرِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ قُرَى هَجَرَ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَعْلَمُ بِأَسْمَاءِ قُرَانَا مِنَّا، فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ وَطِئْتُ بِلَادَكُمْ، وَفُسِحَ لِي فِيهَا " قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْأَنْصَارِ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَكْرِمُوا إِخْوَانَكُمْ، فَإِنَّهُمْ أَشْبَاهُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَشْبَهُ (4) شَيْءٍ بِكُمْ أَشعَارًا (5) وَأَبْشَارًا، أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، وَلَا مَوْتُورِينَ، إِذْ أَبَى قَوْمٌ
__________
(1) في (م) و (س) : جميعاً.
(2) لفظة "قاعداً" ليست في (ظ 13) .
(3) لم يكرر في (م) و (ق) لفظة "قرية".
(4) في (ظ13) و (س) و (ق) : أشبه. دون واو.
(5) في (م) و (ق) : شعاراً.(29/366)
أَنْ يُسْلِمُوا حَتَّى قُتِلُوا "، فَلَمَّا أَنْ أصبَحُوا (1) قَالَ: " كَيْفَ رَأَيْتُمْ كَرَامَةَ إِخْوَانِكُمْ لَكُمْ، وَضِيَافَتَهُمْ إِيَّاكُمْ؟ " قَالُوا: خَيْرَ إِخْوَانٍ، أَلَانُوا فَرْشَنَا، وَأَطَابُوا مَطْعَمَنَا، وَبَاتُوا وَأَصْبَحُوا يُعَلِّمُونَنَا كِتَابَ رَبِّنَا وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا، فَأُعْجِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَرِحَ بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَجُلًا رَجُلًا يَعْرِضُنَا عَلَى مَا تَعَلَّمْنَا وَعَلِمْنَا، فَمِنَّا مَنْ تَعَلَّمَ التَّحِيَّاتِ، وَأُمَّ الْكِتَابِ، وَالسُّورَةَ، وَالسُّورَتَيْنِ، وَالسُّنَّةَ، وَالسُّنَّتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " هَلْ مَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُمْ شَيْءٌ؟ " فَفَرِحَ الْقَوْمُ بِذَلِكَ، وَابْتَدَرُوا رِحَالَهُمْ، فَأَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مَعَهُ صُبْرَةٌ مِنْ تَمْرٍ، فَوَضَعَهَا (2) عَلَى نِطْعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَوْمَأَ بِجَرِيدَةٍ فِي يَدِهِ كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا، فَوْقَ الذِّرَاعِ وَدُونَ الذِّرَاعَيْنِ، فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا التَّعْضُوضَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى صُبْرَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ؟ "، قُلْنَا: نَعَمْ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى صُبْرَةٍ، فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ؟ " فَقُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ "، قَالَ: فَرَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ، فَأَكْثَرْنَا الْغَرْزَ مِنْهُ، وَعَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهِ حَتَّى صَارَ عُظْمَ نَخْلِنَا وَتَمْرِنَا الْبَرْنِيُّ، قَالَ: فَقَالَ الْأَشَجُّ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ ثَقِيلَةٌ وَخِمَةٌ، وَإِنَّا إِذَا لَمْ نَشْرَبْ هَذِهِ الْأَشْرِبَةَ هِيجَتْ أَلْوَانُنَا، وَعَظُمَتْ
__________
(1) لفظة "أصبحوا" سقطت من (م) .
(2) في (ظ13) ونسخة في (س) : فوضعوها.(29/367)
بُطُونُنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَلْيَشْرَبْ أَحَدُكُمْ فِي سِقَائِهِ (1) يُلَاثُ عَلَى فِيهِ " فَقَالَ لَهُ الْأَشَجُّ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، رَخِّصْ لَنَا فِي هَذِهِ، فَأَوْمَأَ بِكَفَّيْهِ وَقَالَ: " يَا أَشَجُّ إِنْ رَخَّصْتُ لَكُمْ فِي مِثْلِ هَذِهِ " وَقَالَ بِكَفَّيْهِ هَكَذَا " شَرِبْتَهُ فِي مِثْلِ هَذِهِ " وَفَرَّجَ يَدَيْهِ وَبَسَطَهَا، - يَعْنِي أَعْظَمَ مِنْهَا - " حَتَّى إِذَا ثَمِلَ أَحَدُكُمْ مِنْ شَرَابِهِ، قَامَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ، فَهَزَرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ " وَكَانَ فِي الْوَفْدِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَصَرٍ (2) يُقَالُ لَهُ: الْحَارِثُ، قَدْ هُزِرَتْ سَاقُهُ فِي شُرْبٍ لَهُمْ فِي بَيْتٍ تَمَثَّلَهُ مِنَ الشِّعْرِ فِي امْرَأَةٍ مِنْهُمْ، فَقَامَ بَعْضُ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَهَزَرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ، قَالَ: فَقَالَ الْحَارِثُ: لَمَّا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) جَعَلْتُ أُسْدِلُ ثَوْبِي، لِأُغَطِّيَ الضَّرْبَةَ بِسَاقِي، وَقَدْ أَبْدَاهَا اللهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17832 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْقَمُوصِ، عَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
__________
(1) في (ق) ونسخة في هامش (س) : سقاءٍ.
(2) وقع في الرواية السالفة برقم (15559) : من بني عَضَل، وما هو في هذا الموضع أصح، فإن بني عصر من عبد القيس، وعبد القيس بطن من ربيعة ابن نزار، بينما بنو عضل بطن من مضر بن نزار.
(3) إسناده ضعيف. وهو مكرر سنداً ومتناً برقم (15559) .(29/368)
اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُنْتَخَبِينَ (1) ، الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، الْوَفْدِ الْمُتَقَبَّلِينَ " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِبَادُ اللهِ الْمُنْتَخَبُونَ؟ قَالَ: " عِبَادُ اللهِ الصَّالِحُونَ " قَالُوا: فَمَا الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ؟ قَالَ: " الَّذِينَ يَبْيَضُّ مِنْهُمْ مَوَاضِعُ الطُّهُورِ " قَالُوا: فَمَا الْوَفْدُ الْمُتَقَبَّلُونَ؟ قَالَ: " وَفْدٌ يَفِدُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ نَبِيِّهِمْ إِلَى رَبِّهِم " (2)
__________
(1) في (ظ 13) : المنتجبين، وهما بمعنى، أي: المختارين.
(2) إسناده ضعيف. وهو مكرر (15554) .(29/369)
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17833 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، إِذْ أَقْبَلَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَلْأن (1) حِكْمَةً، وَإِيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقٍِ الْبَطْنِ، فَغُسِلَ الْقَلْبُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ، وَفَوْقَ الْحِمَارِ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى يَحْيَى، وَعِيسَى،، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا فَقَالَا: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى يُوسُفَ
__________
(1) في (م) : ملأه، وفي (س) : مملأة، وفي (ص) : مُلأ، والمثبت من (ظ 13) و (ق) .(29/370)
فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى، قِيلَ: مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي بَعَثْتَهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ وَأَفْضَلُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ، قَالَ: ثُمَّ رُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإِذَا فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهَرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهَرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالْفُرَاتُ، وَالنِّيلُ،
__________(29/371)
قَالَ: ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ، إِنِّي عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لَنْ يُطِيقُوا ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنِّي، فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَتَيْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، فَقَالَ لِي: مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي، فَجَعَلَهَا ثَلَاثِينَ، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَجَعَلَهَا عِشْرِينَ، ثُمَّ عَشْرَةً، ثُمَّ خَمْسَةً، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْتَحِي مِنْ رَبِّي مِنْ كَمْ أَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَنُودِيَ: أَنْ قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزِي بِالْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القَطَان، وهشام الدستوائي: هو ابن أبي عبد الله.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/217-221 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (164) (265) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (599) ، وابن منده في "الايمان" (715) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/377 من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه البخاري معلقاً (3207) ، والنسائي في "الكبرى" (313) ، وأبو عوانة 1/120-124، وابن منده (715) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد=(29/372)
17834 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ الْكَعْبَةِ بَيْنَ النَّائِمِ، وَالْيَقْظَانِ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَفُتِحَ لَهُ، قَالُوا: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْنَا
__________
= ابن أبي عروبة وهشام الدستوائي، به.
وأخرجه الطبراني 19/ (599) ، وابن منده (718) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، به، وقرن الطبراني بأبي عوانة الخليلَ بنَ مرة.
وانظر الطرق التالية.
وروي هذا الحديث عن أنس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر فيه مالكَ بنَ صعصعة، انظر ما سلف برقم (12505) .
وقصة سدرة المنتهى وأنهار الجنة سلفت في مسند أنس برقم (12673) من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: "مَرَاق البطن" قال في "النهاية": هي ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترقُّ جلودُها.
وقوله: "فمثل ذلك " قال السندي: أي: فجرى مثلُ ذلك، أو ففعلوا مثلَ ذلك، أو فقالوا مثلَه.
"آخر ما عليهم"، أي: ذلك الدخول آخر دخول كُتب عليهم، فهو بالرفع خبر محذوفٍ، أو لا يعودون آخر أجل كُتب عليهم، فهو بالنصب ظرفٌ.
"فإذا نبقها" بفتح أو كسر فسكون موحَدة وككَتِف، أي: ثمرها، وواحدته بهاءِ.
"قِلال" بكسر القاف، جمع قُلَّة بالضم، وهي الجَرَّة.(29/373)
عَلَى إِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفُيُولِ، وَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ يَخْرُجْنَ مِنْ أَصْلِهَا نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ: أَمَّا النَّهْرَانِ الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُمَا خَمْرٌ وَالْآخَرُ لَبَنٌ، قَالَ: فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ " (1)
17835 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ، حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ، - وَرُبَّمَا قَالَ قَتَادَةُ: فِي الْحِجْرِ - مُضْطَجِعٌ إِذْ أَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ الْأَوْسَطِ بَيْنَ الثَّلَاثَةِ، قَالَ: فَأَتَانِي فَقَدَّ - وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: - فَشَقَّ مَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه أبو عوانة 1/124، وابن منده في "الإيمان" (718) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (181) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد- واقتصر البيهقي على قصة سدرة المنتهى وأنهار الجنة.
وأخرجه أبو عوانة 1/124، وابن منده (718) من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، عن شيبان النحوي، به.(29/374)
بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ "، قَالَ قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ (1) ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي مَا يَعْنِي، قَالَ: " مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصَّهِ (2) إِلَى شِعْرَتِهِ " قَالَ: " فَاسْتُخْرِجَ قَلْبِي فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ (3) مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ، ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ " قَالَ: فَقَالَ الْجَارُودُ: هُوَ الْبُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ: " نَعَمْ يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ "، قَالَ: " فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى بِيَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ: فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا فِيهَا آدَمُ، فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ،
قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ:
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/204: لم أر مَن نسبه من الرواة، ولعله ابن أبي سبرة البصري صاحب أنس، فقد أخرج له أبو داود من روايته عن أنس حديثاً غير هذا.
(2) في (م) و (س) : قصته. والقَصُّ: رأس الصدر. والثُّغْرة: الموضع المنخفض في النحر. والشعْرة: العانة.
(3) في "اللسان": الطست من آنية الصُّفر (النحاس) أنثى وقد تُذكر.(29/375)
فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا يَحْيَى وَعِيسَى، وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ، فَقَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، قَالَ: فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّا السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ: فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا يُوسُفُ، قَالَ: هَذَا يُوسُفُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟، قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ، جَاءَ، قَالَ: فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا إِدْرِيسُ، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ: فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هَذَا هَارُونُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ
__________(29/376)
قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ، جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى، قَالَ: هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، قَالَ: فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِأَنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي، يَدْخُلُ (1) الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي، قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.
قَالَ: ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، فَقَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، قَالَ: وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهَرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهَرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ
__________
(1) في (م) : ثم يدخل.(29/377)
فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، قَالَ: ثُمَّ رُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ "
قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى (1) الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ (2) ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ: ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، قَالَ: فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، قَالَ: " هَذِهِ الْفِطْرَةُ أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ "، قَالَ: " ثُمَّ فُرِضَتِ الصَّلَاةُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ (3) أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ لِخَمْسِينَ صَلَاةً، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟، قُلْتُ: بِأَرْبَعِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَرْبَعِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا أُخْرَى، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ لِي: بِمَ
__________
(1) في (ظ 13) وهامش (ق) : أنه أُري.
(2) في (م) و (ق) : إليه.
(3) في (م) و (ق) : بماذا.(29/378)
أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِثَلَاثِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ: لَا تَسْتَطِيعُ لِثَلَاثِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا أُخَرَ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: بِعِشْرِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ لِعِشْرِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قُلْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ لِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قُلْتُ أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ لِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ، وَلَكِنْ أَرْضَى وَأُسَلِّمُ فَلَمَّا نَفَذْتُ نَادَى مُنَادٍ، قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(29/379)
17836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ الْكَعْبَةِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: أَحَدُ الثَّلَاثَةِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: " ثُمَّ رُفِعَ لَنَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ (1) سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: " فَقُلْتُ: لَقَدِ اخْتَلَفْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، لَا وَلَكِنْ أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ نُودِيتُ: أَنْ (2) قَدْ خَفَّفْتُ عَلَى عِبَادِي، وَأَمْضَيْتُ فَرَائِضِي، وَجَعَلْتُ لِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، (3)
__________
= وأخرجه ابن خزيمة (302) ، وابن منده في "الإيمان" (717) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3207) و (3393) و (3430) و (3887) ، وأبو عوانة 1/120-124، وابن حبان (48) و (7415) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (598) ، وابن منده (717) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (302) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/378، والبغوي (3752) من طرق عن همام بن يحيى، به - واقتصر فيه بعضهم على بعض قِطَعِه.
(1) في (ظ 13) : لي.
(2) في (م) و (ق) و (ص) : إني، والمثبت من (ظ 13) و (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (3346) ، وابن خزيمة (301) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد- وقرن ابنُ بشار بمحمد بن جعفر محمدَ بنَ أبي=(29/380)
17837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَذَكَرَهُ (1)
__________
= عدي، ولم يسق الترمذي متنه، وقال: حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/305، وهناد في "الزهد" (117) ، ومسلم (164) (264) ، وأبو عوانة 1/120، والطبراني في "الكبير" 19/ (599) ، وابن منده في "الإيمان" (716) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/373-377 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به- واقتصر هناد على قصة سدرة المنتهى وأنهار الجنة.
وأخرجه البخاري معلقاً (3207) ، والنسائي في "الكبرى" (313) ، وأبو عوانة 1/120-124، وابن منده (715) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد ابن أبي عروبة وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، به. وانظر (17833) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.(29/381)
حَدِيثُ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ (1)
17838 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، مَوْلَى ثَعْلَبَةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَسَدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَتَيْنِ بِبَوْلٍ أَوْ غَائِطٍ " (2)
__________
(1) هذا العنوان سقط من (م) .
قال السندي: معقل بن أبي معقل، ويقال: ابن أمِّ معقل، وهو معقل بن الهيثم، ويقال ابن أبي الهيثم الأسدي من حلفائهم، صحب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يقال: إنه مات في خلافة معاوية، وله في "السنن" حديثان.
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى بني ثعلبة، وضعَّفه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/246. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وداود العطار: هو ابن عبد الرحمن، وعمرو بن يحيى: هو ابن عُمارة الأنصاري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/233، والطبراني في "الكبير" 20/ (550) من طريق سعيد بن أبي مريم، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/78 من طريق داود بن مهران، كلاهما عن داود بن عبد الرحمن العطار، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/150، والبخاري في "تاريخه" 7/392، وابن ماجه (319) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1057) ، والطحاوي 4/233، وابن قانع 3/77-78 و78، والطبراني 20/ (549) من طرق عن عمرو بن يحيى، به.
وسيأتي برقم (17841) من طريق وهيب بن خالد، و6/406 من طريق ابن جريح، كلاهما عن عمرو بن يحيى.
قلنا: وبعض من خرَّج حديث معقل هذا رواه بلفط: "نهى أن نستقبل=(29/382)
17839 - حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ (2) ، قَالَ: أَرَادَتْ أُمِّي الْحَجَّ وَكَانَ جَمَلُهَا أَعْجَفَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ " (3)
__________
= القبلة" على الإفراد، وهو الذي ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غير حديث معقل، كما
في حديث أبي أيوب عند البخاري (394) ، ومسلم (264) ، وسيأتي في مسنده 5/414.
وحديث سلمان الفارسي عند مسلم (262) ، وسيأتي أيضاً 5/437.
وحديث أبي هريرة عند مسلم (265) ، وسلف برقم (7368) .
بَلْهَ، قد روى البخاري (145) ، ومسلم (266) عن عبد الله بن عمر قال: إن ناساً يقولون: إذا قعدتَ على حاجتِك فلا تستقبل القبلةَ ولا بيتَ المقدس!
قال عبد الله: لقد ارتقيتُ يوماً على ظهر بيتِ لنا، فرأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على
لبنتين مستقبلاً بيتَ المقدس لحاجته.
وانظر ما علَّقناه في مسألة استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة في مسند ابن عمر عند الحديث رقم (4606) .
(1) وقع قبل هذا في (م) وأُقحم إقحاماً في (ظ 13) : حديث أم معقل الأسدية. والصواب أن هذه الأحاديث هنا من حديث ابنها معقل، وستأتي في مسند النساء 6/375 و405.
(2) هكذا في (ظ13) و (ق) ، وفي (م) و (س) و (ص) : بن أبي معقل الأسدي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4226) عن عمرو بن علي الفلاس، عن=(29/383)
17840 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْقِبْلَتَانِ بِغَائِطٍ، أَوْ بَوْلٍ " (1)
17841 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ، أَنَّهُ قَالَ (2) : يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ مَعْقِلٍ فَاتَهَا الْحَجُّ مَعَكَ، قَالَ: فَخَرَجَتْ حِينَ فَاتَهَا الْحَجُّ مَعَكَ، قَالَ: " فَلْتَعْتَمِرْ فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ " (3)
__________
= يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد روي هذا الحديث عن أبي سلمة، عن معقل، عن أمه. وعن أبي سلمة، عن أم معقل، وسيأتي ذلك كله في مسند أم معقل 6/375 و406.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14795) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى بني ثعلبة. وهيب: هو ابن خالد ابن عجلان.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 7/391- 392، وأبو داود (10) ، والبيهقي 1/91 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/78 من طريق عبد الأعلى بن حماد، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.
وانظر (17838) .
(2) في (ظ13) ونسخة في (س) : أنه قيل.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي زيد: وهو مولى بني ثعلبة. وانظر (17839) .=(29/384)
حَدِيثُ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17842 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَزَقَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ، ثُمَّ قَالَ: " قَالَ اللهُ: ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ، قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ " (2)
__________
= فحَرِجَت، أي: أنها شعرت بالضيق والحَرَج من أجل ذلك.
(1) قال السندي: بُسْر بن جِحَاش، بضم موحدة وسكون مهملة، وجحاش بكسر جيم بعدها مهملة مخففة، ويقال: بفتح جيم بعدها مهملة مثقلة، قال ابن منده: أهل العراق يقولونه: بسر، بالمهملة، وأهل الشام: بشر، بالمعجمة. نزل حمص، عداده في الشاميين. قال ابن منده: مات بحمص.
(2) إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وحريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي الحمصي،. وعبد الرحمن بن ميسرة: هو الحضرمي أبو سلمة الحمصي، روى عنه ثلاثة، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. وقال ابن المديني وحده. مجهول لم يرو عنه غير حريز بن عثمان. وقوله هذا مدفوع برواية اثنين آخرين عنه مع حريز، وتابع ابن حجر في "التقريب" ابنَ المديني، فلذلك قال: مقبول. وكلامه هذا غير مقبول، خاصة وقد صحح هو نفسه في "الإصابة" 1/291 إسناد هذا الحديث، وصححه أيضاً البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 173.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1202) ، والمزي في ترجمة بُسْر=(29/385)
17843 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ،
__________
= من "التهذيب" 4/71-72 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/323 من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن أبي النضر، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/427، وابن ماجه (2707) 2، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (869) و (870) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/76، والطبراني في "الشاميين" (1080) ، والحاكم 2/502، وأبو نعيم (1200) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/215 من طرق عن حريز بن عثمان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1194) ، وفي "الشاميين" (469) ، وعنه أبو نعيم (1201) من طريق ثور بن يزيد الرَّحَبي، عن عبد الرحمن بن ميسرة، به.
وسقط من مطبوع "الشاميين" جبير بن نفير.
"أَنَّى"، أي. كيف.
"عَدَّلْتك" قال السندي: من التعديل، أو هو بالتخفيف، وبالوجهين قرئ في القرآن قوله تعالى: (فَسَوَّاك فَعَدَلَك) [الانفطار: (7) ] .
"وئيد" صوت شدة الوَطْء على الأرض، أي: مشيت متكبراً وتركت النظر في أصلك وفي أمر خالقك من ذلك الأصل.
"فجمعتَ " بالخطاب، أي: المال. "ومنعتَ" الحقَّ.
"حتى إذا بلغت" بالتأنيث، أي: الروح أو النفس. وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" 8/424 في تفسير الآية 26 من سورة القيامة: قوله تعالى: (إذا بلغت) يعني النَّفْس، وهذه كناية عن غير مذكور.
و"التراقي" العظام المكتنفة لنُقْرة النَّحْر عن يمين وشمال، وواحدة التَّراقي: تَرْقوة، ويكنى ببلوغ النفس التراقي عن الإشفاء على الموت.(29/386)
عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: بَزَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كَفِّهِ فَقَالَ: " ابْنَ آدَمَ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
17844 - حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَصَقَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ، ثُمَّ قَالَ: " قَالَ اللهُ: بَنِي آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ، وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ " (2)
17845 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ فَذَكَرَهُ، وَلَمْ يَقُلْ، قَالَ اللهُ وَقَالَ: " وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ " (3)
__________
(1) إسناده حسن.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1202) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
(2) إسناده حسن. أبو المغيرة: هو عبد القُدوس بن الحجاج الخَوْلاني.
وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1202) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1193) ، وفي "الشاميين" (1080) من طريق أبي المغيرة، به.
(3) إسناده حسن. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع.=(29/387)
حَدِيثُ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ
17846 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ وَافِدِ بَنِي الْمُنْتَفِقِ (1) ، وَقَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ: ابْنِ الْمُنْتَفِقِ، أَنَّهُ انْطَلَقَ هُوَ وَصَاحِبٌ لَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَجِدَاهُ فَأَطْعَمَتْهُمَا عَائِشَةُ تَمْرًا، وَعَصِيدَةً، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَلَّعُ يَتَكَفَّأُ، فَقَالَ: " أَطْعَمْتِهِمَا؟ (2) " قُلْنَا: نَعَمْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَسْأَلُكَ عَنِ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: " أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلِ الْأَصَابِعَ، وَإِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَأَبْلِغْ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا "
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي امْرَأَةٌ، فَذَكَرَ مِنْ بَذَائِهَا (3) ، قَالَ: " طَلِّقْهَا " قُلْتُ: إِنَّ لَهَا صُحْبَةً وَوَلَدًا، قَالَ: " مُرْهَا، أَوْ قُلْ لَهَا: " فَإِنْ يَكُنْ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَفْعَلْ، وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أُمَيَّتَكَ " فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ دَفَعَ (4) الرَّاعِي الْغَنَمَ فِي الْمُرَاحِ عَلَى يَدِهِ
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1202) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
(1) في (م) ونسخة على هامش (س) : المتفق، وهو خطأ.
(2) في (م) و (س) و (ص) : أطعمتهما.
(3) في (ق) وهامش (س) : أذاها.
(4) في (ظ 13) و (ق) : رفع، وقد سلف التعليق على هذا الحرف عند=(29/388)
سَخْلَةٌ، فَقَالَ: " أَوَلَّدْتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " مَاذَا؟ " قَالَ بَهْمَةً، قَالَ: " اذْبَحْ مَكَانَهَا شَاةً " ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَا تَحْسَبَنَّ، - وَلَمْ يَقُلْ، لَا يَحْسَبَنَّ - أَنَّمَا ذَبَحْنَاهَا مِنْ أَجْلِكَ، لَنَا غَنَمٌ مِائَةٌ، لَا نُحِبُّ أَنْ تَزِيدَ عَلَيْهَا، فَإِذَا وَلَّدَ الرَّاعِي بَهْمَةً، أَمَرْنَا فَذَبَحَ مَكَانَهَا شَاةً " (1)
__________
= الحديث رقم (16384) .
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (143) ، والحاكم 1/148، والبيهقي 1/51-52 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يسق أبو داود لفظه، ولم يذكر الحاكم والبيهقي شكوى الرجل امرأته لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا قصة السخلة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (483) من طريق علي بن حسان العطار البصري، عن يحيى بن سعيد القطان، عن قرة بن خالد، عن إسماعيل بن كثير، به.
وقد سلفت رواية عبد الرزاق التي أشار إليها المصنف برقم (16384) .
وسلف الحديث مطولاً ومقطعاً في مسند المدنيين بالأرقام (16380) و (16381) و (16382) و (16383) .(29/389)
حَدِيثُ الْأَغَرِّ (1)
17847 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَغَرَّ، رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ " (2)
__________
(1) في (م) : الأغر المزني. قال السندي: هو الأغر بن يسار المُزني، ويقال: الجهني، من المهاجرين.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه فمن رجال مسلم. عمرو بن مرة: هو ابن عبد الله بن طارق الجملي، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وهو عند المصنف في "الزهد" ص39.
وأخرجه الطيالسي (1202) ، وابن أبي شيبة 10/298 و13/461-462، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/43، وفي "الأدب" (621) ، ومسلم (2702) (42) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (446) و (447) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 1/384، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/50-51، وابن حبان (929) ، والطبراني في "الدعاء" (1826) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/399-400، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7022) ، وفي "الآداب" (1024) ، وفي "الدعوات الكبير" (138) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/125 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وجاء في رواية كل من الطيالسي، والنسائي في الموضع الثاني، والبيهقي في "الشعب" أن الأغر حدث عن ابن عمر هذا الحديث وهو خطأ، والصواب أن الأغر حدثه ابن عمر كما=(29/390)
17848 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ -: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، فَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ " (1)
__________
= هو مثبت في إسناد المصنف هذا، وكما سيأتي برقم (18320) ، وكذلك هو في مصادر التخريج، غير أن ابن قانع والطبراني وابن الأثير قالوا: عن الأغر أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر الحديث ولم يذكروا أنه حدث ابن عمر أو حدث عن ابن عمر.
وأخرجه عبد بن حميد (363) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (445) ، وأبو عوانة، وابن قانع 1/51، والطبراني في "الكبير" (883) و (884) ، وفي "الدعاء" (1827) و (1828) و (1829) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/220 من طرق عن عمرو بن مرة، به. ولم يذكر فيه ابن عمر.
وأخرجه كذلك الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/289، والطبراني في "الدعاء" (1835) من طريق زياد بن المنذر، عن أبي بردة، به.
وانظر ما بعده. وسيأتي الحديث 4/146، وفي مسند الأنصار 5/411 وقد أبهم اسم الصحابي في المواضع الثلاثة الأخيرة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4726) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1140) ، ومسلم (2702) (41) ، وأبو داود (1515) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 1/384،=(29/391)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن قابع في "معجم الصحابة" 1/51، والبيهقي في "السنن" 7/52، وفي "شعب الإيمان" (640) و (7023) ، وفي "الآداب" (1025) ، والبغوي (1287) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/125 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (443) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، والطبراني في "المعجم الكبير" (889) ، وفي "الدعاء" (1834) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/24 من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن ثابت البناني، به. والصحابي عند النسائي مبهم.
قوله: "إنه ليغان على قلبي" قال النووي في "شرح مسلم" 17/23-24: قال أهل اللغة: الغين- بالغين المعجمة- والغيم بمعنى، والمراد هنا ما يتغشى القلب. قال القاضي: قيل: المراد: الفَتْرات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عدَّ ذلك ذنباً، واستغفر منه، قال: وقيل: هو همه بسبب أمته وما أُطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم، وقيل: سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم، ومحاربة العدو ومداراته، وتأليف المؤلفة، ونحو ذلك. فيشتغل بذلك من عظيم مقامه فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال، فهي نزول عن عالي درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك، وقيل: يحتمل أن هذا الغين هو السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى: (فأنزل السكينة عليهم) [الفتح:18] ،
ويكون استغفاره إظهاراً للعبودية والافتقار وملازمة الخشوع وشكراً لما أولاه، وقد قال المحاسني: خوف الأنبياء والملائكة خوف إعظام، وإن كانوا آمنين عذابَ الله تعالى، وقيل: يحتمل أن هذا الغين حال خشية وإعظام بغشى القلب ويكون استغفاره شكراً كما سبق، وقيل: هو شيء يعتري القلوب الصافية مما تتحدث به النفس. وقال السندي: من الغين، وأصله الغيم لغة، وحقيقته بالنظر إلى قلب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ندري، فإنَّ قَدْرَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجلُّ مما يخطر في كثير من الأوهام، فالتفويض في مثله أحسن. نعم القدر المقصود بالإفهام مفهوم، وهو=(29/392)
17849 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الْأَغَرِّ، أَغَرِّ مُزَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي حَتَّى أَسْتَغْفِرَ اللهَ مِائَةَ مَرَّةٍ " (1)
17850 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَمْرٌو، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ: الْأَغَرُّ يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ
__________
= أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحصل له حالة داعية إلى الاستغفار، فيستغفر كل يوم مئة مرة، فإذا حصل الداعي إلى الاستغفار للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكيف غيره؟ ولا حاجة في فهم هذا القدر إلى معرفة حقيقة ذلك الداعي بالتعيين، فلا ينبغي البحث عنه.
وانظر تعليق ابن حبان في "صحيحه" على الحديث رقم (931) .
وفي مسالة هل وقع من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين صغائر من الذنوب أم لا؟ انظر "تفسير القرطبي" 1/308-309.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه وحماد بن سلمة فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 1/384 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (364) من طريق حسن بن موسى، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/43، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1127) ، والطبراني في "الكبير" (888) ، وفي "الدعاء" (1833) من طرق عن حماد بن سلمة، به.(29/393)
فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. عمرو: هو ابن مرة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/49 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.(29/394)
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى
17851 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَبِيبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، حَتَّى صَلَّيْتُ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ: " أَلَمْ يَقُلِ اللهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ، وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفال: 24] "
ثُمَّ قَالَ: " لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، - أَوْ مِنَ الْقُرْآنِ - قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ "، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ (1) يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ (2) قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ " (3)
__________
(1) في (ظ 13) و (ق) : فلما أن أراد أن.
(2) لفظة: "إنك" ليست في (ظ 13) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له مسلم. خبيب بن عبد الرحمن: هو ابن خبيب بن يساف الأنصاري، وحفص بن عاصم: هو ابن عمر بن الخطاب.
وأخرجه البخاري (4474) و (5006) ، والنسائي في "الكبرى" (8010) ، وأبو يعلى (6837) ، والدولابي في "الكنى" 1/34، وابن خزيمة (862) =(29/395)
17852 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا، فَقَالَ: " إِنَّ رَجُلًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَعِيشَ فِيهَا، وَيَأْكُلَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَأْكُلَ فِيهَا، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ "، قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ أَنْ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا صَالِحًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَبَيْنَ الدُّنْيَا، فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَهُمْ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ نَفْدِيكَ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَمْوَالِنَا، وَأَبْنَائِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنُّ عَلَيْنَا فِي صُحْبَتِهِ، وَذَاتِ يَدِهِ مِنْ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَكِنْ وُدٌّ، وَإِخَاءُ، إِيمَانٍ، وَلَكِنْ وُدٌّ وَإِخَاءُ، إِيمَانٍ - مَرَّتَيْنِ -، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= و (863) ، وابن حبان (777) ، والبيهقي 2/369 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث في مسند المكيين برقم (15730) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أبي المعلى.
وهومكرر برقم (15922) .
قولى: عن ابن أبي المعلى، عن أبيه، قال السندي: ظاهر كلام الإمام يقتضي أن أبا المعلى هو أبو سعيد بن المعلى، مع أنه غيره، وقد سبق كل منهما في مسند المكيين.(29/396)
حَدِيثُ أَبِي الْحَكَمِ، أَوِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ
17853 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ أَوِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَنَضَحَ عَلَى فَرْجِهِ " (1) حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ: " سَأَلْتُ أَهْلَ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ فَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
17854 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَزَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفَيَانَ أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ وَتَوَضَّأَ وَنَضَحَ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ " (3)
17855 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
__________
(1) حديث ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر في مسند المكيين برقم (15384) .
(2) سلف مكرراً برقم (15385) و (17621) .
(3) حديث ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر (17620) ولفظة "بالماء" في آخره ليست في (ظ 13) .(29/397)
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ - يَعْنِي - ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ نَضَحَ عَلَى فَرْجِهِ " (1)
__________
(1) حديث ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر (15386) .(29/398)
حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيِّ
* 17856 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: عَبْدُ اللهِ، وَسَمِعْتُهُ مِنَ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ الْكُلَفِيُّ، وَلَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا، قَالَ: قَدِمْتُ إلَى (1) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ، أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ، قَالَ: فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ، قَالَ: فَدَعَا لَنَا بِخَيْرٍ، وَأَمَرَ بِنَا، فَأُنْزِلْنَا، وَأَمَرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنْ تَمْرٍ، وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُونٌ، قَالَ: فَلَبِثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامًا، شَهِدْنَا فِيهَا الْجُمُعَةَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ، - أَوْ قَالَ عَلَى عَصًا -، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ، طَيِّبَاتٍ، مُبَارَكَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تَفْعَلُوا، وَلَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا (2)
__________
(1) في (ق) و (م) ونسخة في هامش (س) : على.
(2) إسناده قوي. شهاب بن خراش وشعيب بن رزيق صدوقان لا بأس بهما. والحكم بن موسى ثقة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ورقة 132-133، والمزي في ترجمة الحكم بن حزن الكُلفي من "تهذيب الكمال" 7/92-93 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6826) ، ومن طريقه ابن عساكر 8/ورقة 133، وابن=(29/399)
17857 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ الْكُلَفِيُّ فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
= الأثير في "أسد الغابة" 2/34، وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/354 من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، كلاهما (أبو يعلى وأحمد بن الحسن) عن الحكم بن موسى، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1452) ، وابن قانع 1/207، والطبراني في "الكبير" (3165) ، والبيهقي في "السنن" 3/206 من طرق عن شهاب بن خراش، به.
ولم يذكر ابن خزيمة قصة إنزال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد الحكم أياماً وإطعامهم، وقد وقع في المطبوع من ابن قانع: "أخبرنا شهاب بن خراش وشعيب بن رزيق" وهو خطأ.
ويشهد لقوله: "يا أيها الناس إنكم لن تفعلوا ولن تطيقوا كل ما أمرتكم به" حديث أبي هريرة السالف برقم (7367) ولفظه: "ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم فأتوا منه ما استطعتم".
ولقوله: "ولكن سددوا وأبشروا" حديث أبي هريرة السالف برقم (9763) .
(1) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/516، وأبو داود (1096) ، والطبراني في "الكبير" (3165) ، والبيهقي في "السنن الصغير" (624) من طريق سعيد ابن منصور، بهذا الإسناد.(29/400)
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ
17858 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أُقَيْشٍ، يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ، قَالَ (1) : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَشْفَعُ لِأَكْثَرَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَمُضَرَ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِهَا " (2)
__________
(1) في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 13) : يحدث أن أبا برزة قال.
بزيادة لفظة "أن" وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا، فهو الموافق لترجمة المصنف، وكافة مصادر التخريج.
(2) إسناده ضعيف، عبد الله بن قيس جهله علي ابن المديني والذهبي وابن حجر، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/42، وقال: روى عنه داود بن أبي هند وأبو حرب، وأحسبه الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي. قلنا: والصواب التفريق بين من روى عنه داود ومن روى عنه أبو حرب، ومن روى عنه أبو إسحاق، وهو صنيع البخاري في "تاريخه " 5/171، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/138 و139، فقد جعلوهم ثلاثة. وذهل الحافظ في "الإصابة" 1/562 فصحح إسناده.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/261 من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. واقتصر فيه على شطره الأول.
وأخرجه مختصراً كذلك ابن ماجه (4323) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1056) ، والطبراني في "الكبير" (3363) و (3364) و (3365) و (3366) ، والحاكم 1/71 من طرق عن داود بن أبي هند، به.
وأخرجه مجموعاً إلى الشطر الأول من الحديث التالي عبد بن حميد (443) ، وأبو يعلى (1581) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص313=(29/401)
17859 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ، قَالَ (1) : كُنَّا عِنْدَ أَبِي بَرْزَةَ، لَيْلَةً فَحَدَّثَ لَيْلَتَئِذٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةُ أَفْرَاطٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ: " وَثَلَاثَةٌ " قَالُوا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: " وَاثْنَانِ "
قَالَ: " وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا "
قَالَ: " وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ مِثْلُ مُضَرَ " (2)
__________
= و313-314، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/184، والطبراني (3360) و (3361) و (3362) ، والحاكم 1/71 و4/593، والمزي في ترجمة الحارث ابن أقيش من "تهذيب الكمال" 5/213-214 من طرق عن داود بن أبي هند، به. ولم يذكر أبو يعلى قوله: "وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون ركناً من أركانها".
ويشهد لقوله: "إن من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر" حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11148) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) القائل هو عبد الله بن قيس، وقوله: فحدث ليلَتئذٍ، يعني الحارث بن أقيش، يوضح ذلك رواية ابن أبي شيبة وابن قانع.
(2) إسناده ضعيف كسابقه. وقد اضطربت عبارة الحديث في (م) و (ق) ، وأثبتناها على الصواب من (ظ 13) و (س) و (ص) .
وأخرج الشطر الأول منه ابن أبي شيبة 3/352-353 من طريق عبد الرحيم ابن سليمان، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1055) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/377-378 من طريق عبد الوارث بن سعيد، والطبراني في "الكبير" (3359) من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وزادوا قوله: "لم يبلغوا الحنث". =(29/402)
حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ (1)
17860 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ (2) ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ دُلْجَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ الْحَكَمَ الْغِفَارِيَّ، قَالَ لِرَجُلٍ: أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: " أَتَذْكُرُ حِينَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّقِيرِ، وَالْمُقَيَّرِ، أَوْ أَحَدِهِمَا، وَعَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ " قَالَ: نَعَمْ، وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ (3)
__________
= وفي باب الشطر الأول عن عبد الله بن مسعود (3554) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "أفراط": قال في "النهاية" 3/434: يقال: فَرَط يفرُطُ، فهو فارط وفرط، إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء. قلنا: والمقصود هنا: هم الأبناء يتقدمون أهليهم إلى الجنة.
(1) قال السندي: إنما نسب إلى غفار لأنه كان أخا جده الأعلى ثعلبة (أو نُعيلة) ، وقد صحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى توفي، ثم نزل البصرة ومات بخراسان سنة خمس وأربعين، وقيل: غير ذلك، وقيل: ورد عليه كتاب زياد بالعتاب فدعا على نفسه فمات، وقيل: غير ذلك.
(2) في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 13) : "عن أبي سليمان"، وهو خطأ.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دُلجة بن قيس، فلم يرو عنه غيرُ أبي تميمة، وهو طريف بن مجالد الهُجيمي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع. سليمان: هو ابن طرخان التيمي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/185، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/210، والطبراني في "الكبير" (3153) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سليمان بن طرخان التيمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3152) من طريق عاصم بن سليمان عن سوادة بن=(29/403)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: سَمِعْتُ عَارِمًا يَقُولُ: " تَدْرُونَ لِمَ سُمِّيَ دُلْجَةَ " قُلْنَا: لَا، قَالَ: " أَدْلَجُوا بِهِ إِلَى مَكَّةَ فَوَضَعَتْهُ أُمُّهُ فِي الدُّلْجَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فَسُمِّيَ دُلْجَةَ "
17861 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، قُلْتُ لِأَبِي الشَّعْثَاءِ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ "، قَالَ: يَا عَمْرُو أَبَى ذَلِكَ الْبَحْرُ، وَقَرَأَ {قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} يَا عَمْرُو: أَبَى ذَلِكَ الْبَحْرُ، قَدْ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ (1)
__________
= عاصم، عن الحكم الغفاري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/185 من طريق شعبة، والطبراني (3154) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أبي حاجب سوادة بن عاصم، عن رجل من بني غفار من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وجمع مع متنه متن الحديث الآتي برقم (17863) . وانظر الكلام على هذه الرواية هناك.
وانظر ما سيأتي برقم (17862) و (17864) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4465) و (4629) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد الأزدي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة الحكم بن عمرو الغفاري 7/128 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (600) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/205، وفي "شرح مشكل الآثار" (3485) ، وأخرجه=(29/404)
يَعْنِي بِقَوْلِهِ (1) : أَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا الْبَحْرُ: ابْنُ عَبَّاسٍ "
17862 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ دُلْجَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِلْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ: أَوْ قَالَ الْحَكَمُ، لِرَجُلٍ: " أَتَذْكُرُ يَوْمَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّقِيرِ، وَالْمُقَيَّرِ، أَوْ أَحَدِهِمَا، وَعَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ "، فَقَالَ: نَعَمْ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ (2)
17863 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ،
__________
= الحميدي (859) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (3164) ، والحاكم 2/317، والبيهقي 9/330، وأخرجه البخاري (5529) عن علي ابن المديني، ثلاثتهم (الشافعي، والحميدي، وابن المديني) عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه أبو داود (3808) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرج البخاري (4227) ، ومسلم (1939) من طريق الشعبي، عن ابن عباس أنه قال: لا أدري أنهى عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أجل أنه كان حَمولةَ الناس، فكره أن تذهب حَمولتهم، أو حرمه في يوم خيبر: لحمَ الحمر الأهلية.
وقد صح الجزم بتحريمه عن كثير من الصحابة، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4720) وحديث أنس السالف برقم (12086) .
(1) في (م) وسائر الأصول الخطية: يقول، والمثبت من "تهذيب الكمال" 7/128 وقد أخرجه من طريق "المسند".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دُلجة بن قيس، وقد توبع.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/185 والطبراني في "الكبير" (3153) من طريق يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (17860) .(29/405)
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ الْمَرْأَةِ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب- وهو سوادة بن عاصم- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وقد أعل بالوقف.
وأخرجه البيهقي 1/191 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/24 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، والطبراني في "الكبير" (3156) من طريق الربيع بن يحيى الأشناني، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي 1/24، وابن قانع 1/209- 210، والطبراني (3155) من طريق قيس بن الربيع، عن عاصم الأحول، به.
وسيأتي الحديث في مسند البصريين 5/66 عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، بهذا الإسناد. وعن محمد بن جعفر، عن سليمان التيمي، عن أبي حاجب، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني غفار، ولم يسمه. وانظر الحديث (17865) .
قال الترمذي في "العلل" 1/134 سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح.
وقال الدارقطني في "السنن" 1/53: أبو حاجب: اسمه سوادة بن عاصم واختلف فيه عنه: فرواه عمران بن حدير، وغزوان بن حجير السدوسي، عنه، موقوفاً من قول الحكم غير مرفوع للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعمران ثقة، وغزوان لم نجد له ترجمة.
وأورد البيهقي قول الترمذي والدارقطني هذا، ثم أخرج بإسناده عن عمران ابن حدير، عن سوادة العنزي قال: اجتمع الناس على الحكم بالمربد فنهاهم عنه. وهو بهذا الطريق عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/33-34. والبخاري في "تاريخه" 4/185.
وفي الباب عن عبد الله بن سرجس، مرفوعاً عند ابن ماجه (374) ، وأبو=(29/406)
17864 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قَالَ: أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيمَةَ، عَنْ دُلَجَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ الْحَكَمَ الْغِفَارِيَّ، قَالَ لِرَجُلٍ مَرَّةً: " أَتَذْكُرُ إِذْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُقَيَّرِ، وَالنَّقِيرِ " قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُقَيَّرَ، أَوْ ذَكَرَ النَّقِيرَ أَوْ ذَكَرَهُمَا جَمِيعًا (1)
__________
= يعلى (1564) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24، والدارقطني 1/116-117، وابن حزم في "المحلى" 1/212، والبيهقي 1/192 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن سرجس، وموقوفاً عليه عند الدارقطني 1/117 ورجَّحه، والبيهقي
1/192-193 من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عنه. ولفظ المرفوع: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يغتسل الرجل بفَضْل المرأة وتغتسلَ المرأة بفَضْل الرجل، ولكن يَشرَعان معاً.
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أبي داود (81) ، والنسائي 1/130، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24، والبيهقي 1/190، ولفظه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله أو يغتسلَ الرجل بفضل المرأةِ والمرأةُ بفضل الرجل، وليغترفا جميعاً، قال ابن حجر في "بلوغ المرام" ص13: إسناده صحيح.
قلنا: وهذا الحديث يعارضه حديث ابن عباس وابن عمر وأنس وأم سلمة وأم هانئ حيث رووا جواز الوضوء أو الاغتسال بفضل المرأة. انظر حديث ابن عباس السالف برقم (3465) . وانظر الكلام في هذه المسألة "شرح معاني الآثار" للطحاوي 1/24- 26، و"الفتح" 1/300.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دلجة بن قيس. وقد توبع.
وانظر ما سلف برقم (17860) .(29/407)
17865 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ بِفَضْلِهَا، لَا يَدْرِي بِفَضْلِ وَضُوئِهَا، أَوْ فَضْلِ سُؤْرِهَا " (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب فقد روى له أصحاب لسنن وهو ثقة. وقد أعل بالوقف.
وأخرجه البيهقي 1/191، وابن عبد البر في "الاستذكار" (1697) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وانظر (17863) .(29/408)
حَدِيثُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ
17866 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ مُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ: " لَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ قُرَشِيٌّ بَعْدَ يَوْمِهِ هَذَا صَبْرًا " (1)
17867 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَقُولُ: " لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ الْيَوْمِ " وَلَمْ يُدْرِكِ الْإِسْلَامَ أَحَدٌ (2) مِنْ عُصَاةِ قُرَيْشٍ، غَيْرُ مُطِيعٍ " وَكَانَ اسْمُهُ عَاصِيًا، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطِيعًا " (3)
17868 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، ثم يسمع الشعبي هذا الحديث من مطيع بن الأسود، بينهما ابنه عبد الله بن مطيع. وهو مكرر (15406) .
(2) لفظة: "أحد" ليست في (ظ 13) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (15409) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (15407) .(29/409)
17869 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَخِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ مُطِيعٍ - وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصِ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطِيعًا - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَرَ بِقَتْلِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ بِمَكَّةَ يَقُولُ: " لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا، وَلَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَ هَذَا (1) الْعَامِ صَبْرًا أَبَدًا " (2)
__________
(1) لفظة: "هذا"ليست في (ظ 13) و (س) .
(2) حديث صحيح دون قوله: "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبداً" فهو حسن. والحديث مكرر (15408) .(29/410)
حَدِيثُ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ
17870 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ الرَّبَابَ (1) الضَّبِّيَّةِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ " قَالَ: هِشَامٌ، وَحَدَّثَنِي عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، أَنَّ حَفْصَةَ رَفَعَتْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
17871 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ فَأَهْرِقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "
قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " صَدَقَتُكَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الْقُرْبَى الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ " (3)
17872 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ
__________
(1) في (م) : رباب.
(2) إسناده ضعيف لجهالة الرباب الضبية. وهو مكرر (16225) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وقد سلف بهذا الإسناد بشطريه برقم (16234) .(29/411)
سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ (1) أُمِّ الرَّائِحِ بِنْتِ صُلَيْعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ " (2)
17873 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ عَمِّهَا (3) سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِيُفْطِرْ يَعْنِي أَحَدُكُمْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّهُ طَهُورٌ، مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتةٌ (4) فَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى أَرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الْقَرَابَةِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ، (5)
17874 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ أُمِّ الرَّائِحِ بِنْتِ صُلَيْعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ
__________
(1) قوله: "الرباب" ليس في (ظ 13) و (ص) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (16235) .
(تم) قوله: "عمها" ليس في (ظ 13) .
(4) في (س) : عقيقة.
(5) حديث صحيح دون قوله: "ليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على مماء". وهو مكرر (16226) .
(6) من قوله: "عن الرباب" في الحديث السابق إلى هنا سقط من (م) .(29/412)
فَإِنَّهُ طَهُورٌ " (1)
17875 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ (2) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ أَرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (3)
17876 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّهُ لَهُ طَهُورٌ " (4)
17877 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ بِتَمْرٍ (5) ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ بِمَاءٍ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ "
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (16228) .
(2) كلمة "الضبي" ليست في (ظ 13) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري. وهو مكرر (16230) .
(4) إسناده ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (16231) . وسيتكرر أيضاً برقم (17880) .
(5) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : على تمر.(29/413)
وَقَالَ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "
وَقَالَ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صِلَةٌ، وَصَدَقَةٌ " (1)
17878 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ - ابْنُ نُمَيْرٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) يَقُولُ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (3)
17879 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، وَحَبِيبٌ، وَيُونُسُ، وَقَتَادَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "إذا أفطر أحدكم فليفطر بتمر، فإن لم يجد فليفطر بماء، فإن الماء طهور" وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب، وهو مكرر (16232) .
(2) ما بين المعقوفين ليس في (م) ولا سائر الأصول الخطية. وزدناه من الحديث السالف برقم (16229) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حفصة ابنة سيرين لم تسمع من سلمان بن عامر، بينهما الرباب بنت صُلَيع. وهو مكرر (16229) .(29/414)
الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (1)
17880 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّهُ لَهُ طَهُورٌ " (2)
17881 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (3) ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، لَمْ يَذْكُرْ أَيُّوبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَلْمَانَ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَنِ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (4)
17882 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَقَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (5)
17883 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (16236) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (17876) .
(3) في (ظ13) : "محمد" دون قوله: "ابن سيرين".
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري. وهو مكرر (16238) .
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (16239) .(29/415)
سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ أُمِّ الرَّائِحِ بِنْتِ صُلَيْعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الْقُرْبَى اثْنَتَانِ صِلَةٌ، وَصَدَقَةٌ " (1)
17884 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرِ الضَّبِّيِّ (2) ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ (3) عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ " (4)
17885 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، وَسَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَرِيقُوا (5) عَنْهُ الدَّمَ، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (6)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (16227) .
(2) كلمة "الضبي" ليست في (ظ 13) .
(3) كلمة "الصدقة" ليست في (ظ 13) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حفصة لم تسمع من سلمان، بينهما الرباب. وهو مكرر (16233) .
(5) في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 13) : فأهريقوا.
(6) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (16240) .(29/416)
قَالَا (1) : وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: " إِنْ لَمْ يَكُنْ إِمَاطَةُ الْأَذَى حَلْقَ الرَّأْسِ فَلَا أَدْرِي مَا هُوَ "
17886 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ الدَّمَ، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (2)
17887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ وَجَدَ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ " (3)
__________
(1) في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 13) : قال.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (16241) .
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، حفصة لم تسمع من سلمان. وهو مكرر (16242) .(29/417)
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ (1) بْنِ أَبِي فَضَالَةَ
17888 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ، - وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ - أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ أَحَدًا، فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ " (2)
__________
(1) في (ظ 13) و"أطراف المسند" 6/236: أبو سعد. وقد سلف الكلام على اسمه عند الحديث رقم (15838) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل زياد بن ميناء. وهو مكرر (15838) .(29/418)
حَدِيثُ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ (1)
17889 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي رَمْلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَاهُ مِخْنَفُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ، - أَوْ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ - فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحَاةً وَعَتِيرَةً " قَالَ: " تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ؟ " - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَلَا أَدْرِي مَا رَدُّوا -، قَالَ: " هَذِهِ الَّتِي يَقُولُ النَّاسُ: الرَّجَبِيَّةُ " (2)
__________
(1) قال السندي: مخنف بن سليم: هو مخنف بكسر أوله وبنون: أزدي غامدي، صحابي نزل الكوفة، وكانت معه راية الأزد بصفين، واستشهد سنة أربع وستين.
(2) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي رملة، واسمه عامر.
وأخرجه أبو داود (2788) ، والترمذي (1518) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2318) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1059) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/91، والطبراني في "الكبير" 20/ (738) ، والبيهقي 9/312-313، والبغوي (1128) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/128 من طرق عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب ولا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه من حديث ابن عون.
وسيأتي في مسند البصريين 5/76 عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون. وعن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن حبيب بن مخنف. وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي المخارق. ومن أجل هذين الطريقين قواه الحافظ في "الفتح" 10/4. قلنا: وادعاء نسخ وجوب العتيرة على فرض=(29/419)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الدِّيلِ (1)
17890 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي الدِّيلِ قَالَ: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ فِي بَيْتِي، ثُمَّ خَرَجْتُ بِأَبَاعِرَ لِي لِأُصْدِرَهَا إِلَى الرَّاعِي، فَمَرَرْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، فَمَضَيْتُ فَلَمْ أُصَلِّ مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْدَرْتُ أَبَاعِرِي وَرَجَعْتُ، ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " مَا مَنَعَكَ يَا فُلَانُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنَا حِينَ مَرَرْتَ بِنَا؟ " قَالَ: فَقُلْتُ
__________
= صحته لا يستلزمُ نسخ وجوب الأضحية على الموسر، فقد جاء غير ما حديث يؤكد وجوبها، منها حديث أبي هريرة رفعه "من كان له سَعَة ولم يضح، فلا يقربن مصلانا" وهو في "المسند" (8273) وفي سنده ضعف خفيف ينجبر بحديث الباب.
ومنها حديث جندب البجلي عند البخاري ومسلم (1960) قال: شهدت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من ذَبَحَ قبل أن يُصلي فليعُد مكانها أخرى" وظاهر الأمر الوجوب، وهو قول ربيعة الرأي والأوزاعي وأبي حنيفة والليث بن سعد وبعض المالكية.
قلنا: وفي باب مشروعية العتيرة عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعن الحارث بن عمرو، سلفا برقم (6713) و (15972) .
وعن نبيشة الهذلي، سيأتي 5/75-76.
والرجبية: نسبة إلى شهر رجب. وهي ذبيحة كان أهل الجاهلية يذبحونها في رجب. وهناك خلاف في معنى العتيرة انظره في "شرح مشكل الآثار" 3/82- 90.
(1) هو محجن بن أبي محجن الديلي. سلف حديثه في مسند المدنيين مصرحاً باسمه.(29/420)
يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ كُنْتُ صَلَّيْتُ فِي بَيْتِي، قَالَ: " وَإِنْ " (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق وهو محمد، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح غير أن صحابيه لم يخرج له سوى النسائي. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/86 من طريق سلمة بن الفضل الرازي، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث في مسند المدنيين برقم (16393) .(29/421)
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ (1)
17891 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: " وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، فَنَحْنُ لِدَانِ (2) ، وُلِدْنَا مَوْلِدًا وَاحِدًا " (3)
__________
(1) قال السندي: قيس بن مخرمة: قرشي مطلبي، أبو محمد، ويقال: أبو السائب، قيل: حجازي، له صحبة، ذكر أنه كان في المؤلفة، وكان ممن حسن إسلامه.
(2) في (ظ13) و (ق) ونسخة في (س) ، ونسخة السندي: لِدَين. قال السندي: بكسر اللام، واللدان بكسر اللام هما اللذان ولدا معاً. ونصب لدين لعله بتقدير "نكون"، وجاء في بعض النسخ: لدان بالرفع، وهو الظاهر. قال ابن الأثير في "النهاية" 4/246: في الحديث: "أنا لِدَةُ رسول الله"، أي: تربه، يقال: ولدت المرأة ولاداً وولادةَ، ولدةَ فسُمي بالمصدر، وأصله: وِلْدَة، فعُوضَت الهاء من الواو، وجمع اللدة: لِدات.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل المطلب بن عبد الله، فلم يرو عنه غير ابن إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع.
وهو في "سيرة ابن هشام" 1/167.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/145، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/296، والترمذي (3619) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 1/478، والطحاوي في "شرح المشكل" (5968) و (5969) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/349، والطبراني في "الكبير" 18/ (872) و (873) ، والحاكم 2/603، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (85) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/76 و77 من طرق عن ابن إسحاق، به. قال الترمذي: هذا=(29/422)
حَدِيثُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ
17892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِي النَّجْمِ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ "، قَالَ الْمُطَّلِبُ: وَلَمْ أَسْجُدْ مَعَهُمْ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، قَالَ الْمُطَّلِبُّ: " فَلَا أَدَعُ السُّجُودَ فِيهَا أَبَدًا " (1)
17893 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " " قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ سُورَةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ وَسَجَدَ مَنْ عِنْدَهُ " " فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَأَبَيْتُ أَنْ أَسْجُدَ وَلَمْ يَكُنْ
__________
= حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/101 عن حكيم بن محمد- وهو ابن قيس بن مخرمة-، عن أبيه، عن قيس بن مخرمة. وإسناده حسن، حكيم بن محمد صدوق حسن الحديث، وأبوه ثقة من رجال مسلم.
وقد ثبتت ولادة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل عن غير واحد من الصحابة وغيرهم، انظر ابن سعد 1/100 -101، والبيهقي 1 /75 - 79.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عكرمة بن خالد لم يسمع من المطلب، بينهما جعفر بن المطلب. وهو مكرر (15464) .(29/423)
أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ الْمُطَّلِبُ: " " وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَسْمَعُ أَحَدًا يَقْرَأُ بِهَا إِلَّا سَجَدَ مَعَهُ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لأجل جعفر بن المطلب بن أبي وداعة. وهو مكرر (15465) .(29/424)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ الْأَزْدِيِّ (1)
17894 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ (2) أَبِي عَمِيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنَ النَّاسِ (3) نَفْسُ مُسْلِمٍ يَقْبِضُهَا اللهُ (4) تُحِبُّ أَنْ تَعُودَ إِلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، غَيْرُ الشَّهِيدِ "
وقَالَ ابْنُ أَبِي عَمِيرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي الْمَدَرُ وَالْوَبَرُ " (5)
__________
(1) في (ظ 13) : الأنصاري. قال السندي: عبد الرحمن بن أبي عَميرة، وقيل: ابن عُميرة بالتصغير، بغير أداة كنية، مزني، وقيل: أزدي أو قرشي.
عده بعضهم من الصحابة الذين نزلوا بحمص، والراجح أنه صحابي، وقيل: لا.
(2) لفظة "ابن" سقطت من (م) .
(3) كلمة "الناس" ليست في (ظ 13) .
(4) في (ق) و (ص) وهامش (س) : ربها.
(5) صحيح لغيره. وهذا إسناد ضعيف. بقية بن الوليد كان يدلس تدليس التسوية. ولا يقبل منه إلا التصريح بالسماع في جميع طبقات السند.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/287 من طريق حيوة ابن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 6/33 عن عمرو بن عثمان، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (214) عن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي، كلاهما عن بقيةَ بن الوليد، به. ولم يورد ابن أبي عاصم شطرهُ الثاني. =(29/425)
17895 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ (1) الْأَزْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ " (2)
__________
= ويشهد لشطره الأول حديث أنس السالف برقم (12003) .
ويشهد لشطره الثاني حديث أبي هريرة السالف برقم (7157) . وهما صحيحان.
(1) في (ظ 13) : ابن عميرة.
(2) رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سعيد بن عبد العزيز، الذي مدار الحديث عليه، اختلط في آخر عمره فيما قاله أبو مسهر ويحيى بن معين.
وغمز في هذا الحديث ابنُ عبد البر وابنُ حجر. انظر "الإصابة" 4/342-343، و"الفتح " 7/104.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/240، والترمذي (3842) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1129) ، والخطيب في "تاريخه" 1/207-208، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (442) من طريق أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، والبخاري أيضاً في "الكبير" 7/327 من طريق مروان الطاطري، وابن قانع 2/146 من طريق عمر بن عبد الواحد، ثلاثتهم عن سعيد ابن عبد العزيز، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الخلاّل في "السنة" (699) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/146، والطبراني في "الأوسط" (660) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/358 من طريق زيد بن أبي الزرقاء، وأبو نعيم في "الحلية" 8/358 عن علي بن سهل، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة.
وأخرجه الخلال في "السنة" (697) عن يعقوب بن سفيان، عن محمود بن خالد الأزرق، عن عمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة =(29/426)
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (1)
17896 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: نَظَرَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الْحَمِيدِ - أَوْ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ (2) ، شَكَّ أَبُو عَوَانَةَ -، وَكَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدًا وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، فَعَلَ اللهُ بِكَ، وَفَعَلَ، وَفَعَلَ، قَالَ: وَجَعَلَ يَسُبُّهُ، قَالَ: فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا ابْنَ زَيْدٍ، ادْنُ مِنِّي، قَالَ: أَلَا أَرَى مُحَمَّدًا يُسَبُّ بِكَ لَا وَاللهِ لَا تُدْعَى مُحَمَّدًا مَا دُمْتُ حَيًّا، فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي طَلْحَةَ لِيُغَيِّرَ أَهْلُهُمْ أَسْمَاءَهُمْ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةٌ وَسَيِّدُهُمْ وَأَكْبَرُهُمْ مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ
__________
= ابن يزيد أن بعثاً بأهل الشام كانوا مرابطين بآمد، وكان على حمص عمير بن سعد، فعزله عثمان وولى معاوية، فبلغ ذلك أهل حمص فشق عليهم، فقال عبد الرحمن بن أبي عميرة: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فذكره.
وأخرج هذه القصة الترمذي (3843) فجعلها من حديث عمير بن سعد.
وفي إسناده عمرو بن واقد وهو متروك الحديث.
(1) قال السندي: محمد بن طلحة- وطلحة هذا أحد العشرة- جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سماه محمداً، وكناه أبا القاسم، وجاء أنه كناه أبا سليمان، وقال: "لا أجمع له بين اسمي وكنيتي" والمشهور الأول، وكان كثير العبادة، وكان يقال له: السجّاد. وقتل يوم الجمل.
(2) صوابه أبو عبد الحميد، وهو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وابنه عبد الحميد كان والياً لعمر بن عبد العزيز على الكوفة.(29/427)
بْنُ طَلْحَةَ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَوَاللهِ إِنْ سَمَّانِي مُحَمَّدًا - يَعْنِي - إِلَّا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ: " قُومُوا، لَا سَبِيلَ لِي إِلَى شَيْءٍ سَمَّاهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات، لكنه مرسل، فإن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يثبت أنه لقي عمر بن الخطاب.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/99 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 5/53، والبخاري في "الكبير" 1/16، وفي "الأوسط" 1/110، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (670) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (544) من طرق عن أبي عوانة، به. ورواية البخاري مختصرة.
وأخرج ابن سعد 5/53، والطبراني في "الكبير" 24/ (459) ، وابن قانع 3/18 من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن أحد ابني طلحة موسى أو عيسى، قال: حدثتني ظئر محمد بن طلحة قالت: لما ولد محمد بن طلحة أتينا به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "ما سميتموه؟ " قلنا: محمداً. قال: "هذا سميي، وكنيته أبو القاسم،. لفظ ابن سعد، وعند الطبراني عيسى بن طلحة دون شك، وعند ابن قانع ذكر مكانه إبراهيم بن محمد طلحة. قلنا: وإبراهيم بن عثمان متروك.
وقد أورد الحافظ في "الإصابة" 6/18 طرقاً أخرى لقصة تسمية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محمد بن طلحة، وعزاها لابن منده، وابن السكن، وابن شاهين.(29/428)
حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17897 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ حَالَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي، وَبَيْنَ قِرَاءَتِي، قَالَ: " ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ: خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَنْتَ حَسَسْتَهُ، فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلَاثًا "، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَاكَ، فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِّي (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يرو له سوى مسلم. الجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 7/61 و10/353، ومسلم (2203) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (577) ، والطبراني في "الكبير" (8367) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/307 من طرق عن سعيد الجريري.
وأخرجه عبد بن حميد (381) ، والطبراني في "الكبير" (8368) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء يزيد بن الشخير، عن مطرف، عن عثمان بن أبي العاص. فزاد فيه مطرفاً بين أبي العلاء وبين عثمان، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وقد روي هذا الحديث بغير هذه السياقة من طريق عبد الرحمن بن جوشن عند ابن ماجه (3548) ، ومن طريق عثمان بن بشر عند الطبراني (8347) ، ومن طريق الحسن عند أبي نعيم في "الدلائل" (396) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/307-308، ومن طريق عمرو بن أويس عند البيهقي في "الدلائل" 5/308، كلهم عن عثمان بن أبي العاص. ولا يخلو أحدُها من مقال.(29/429)
17898 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ حَالَ الشَّيْطَانُ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
17899 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ (2) ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَهُ أَنْ يَؤُمَّ قَوْمَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " مَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وَالْكَبِيرَ، وَالْمَرِيضَ، وَذَا الْحَاجَةِ، فَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ " (3)
17900 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ لِنَعْرِضَ عَلَيْهِ مُصْحَفًا لَنَا عَلَى مُصْحَفِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْجُمُعَةُ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا، ثُمَّ أُتِينَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى مسلم.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" برقم (2582) و (4220) ومن طريقه أخرجه مسلم (2203) ، والطبراني في "الكبير" (8366) ، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ13) : "موسى" بدون "ابن طلحة" وهي كذلك في نسخة في (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى مسلم. وقد سلف الحديث في مسند المدنيين برقم (16276) عن وكيع، عن عمرو بن عثمان.(29/430)
بِطِيبٍ فَتَطَيَّبْنَا، ثُمَّ جِئْنَا الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ، فَحَدَّثَنَا عَنِ الدَّجَّالِ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَجَلَسْنَا، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةُ أَمْصَارٍ: مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ، وَمِصْرٌ بِالْحِيرَةِ، وَمِصْرٌ بِالشَّامِ، فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ، فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ، فَيَهْزِمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُهُ الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ، فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَقُولُ: نُشَامُّهُ، نَنْظُرُ مَا هُوَ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ، وَمَعَ الدَّجَّالِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ، وَأَكْثَرُ تَبَعِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِ (1) فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَقُولُ: نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ، وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أَفِيقٍ، فَيَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ، فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ، فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، وَجَهْدٌ شَدِيدٌ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَاكُمُ الْغَوْثُ، ثَلَاثًا، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ، وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَيَقُولُ لَهُ
__________
(1) في (م) وباقي النسخ الخطية عدا (ظ 13) : يليه.(29/431)
أَمِيرُهُمْ: يا (1) رُوحَ اللهِ، تَقَدَّمْ صَلِّ، فَيَقُولُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أُمَرَاءُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيَتَقَدَّمُ أَمِيرُهُمْ فَيُصَلِّي، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ، أَخَذَ عِيسَى حَرْبَتَهُ، فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ، ذَابَ، كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ، فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَيْنَ ثَنْدُوَتِهِ، فَيَقْتُلُهُ وَيَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ، فَلَيْسَ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ يُوَارِي مِنْهُمْ أَحَدًا، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقُولُ يَا مُؤْمِنُ، هَذَا كَافِرٌ وَيَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ " (2)
__________
(1) لفظة "يا" أثبتناها من (ظ 13) .
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطعة العبدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/136 عن أسود بن عامر، والطبراني في "الكبير" (8392) من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/478 من طريق سعيد بن هبيرة، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني وعلي بن زيد بن جدعان، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم بذكر أيوب السختياني ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي فقال: ابن هبيرة واهٍ، وهو كما قال.
ويشهد لقوله: "مع الدجال سبعون ألفاً" حديث أنس السالف برقم (13344) .
ويشهد لقصة نزول عيسى عليه السلام- لكن بغير هذه السياقة- حديث أبي هريرة عند مسلم (2897) . وانظر الحديثين السالفين برقم (7269) و (7680) .
وقصة مصرع الدجال عند عقبة أفيق يشهد لها حديث سفينة الآتي 5/221، لكن جاء ما يخالفها في حديث النواس بن سمعان الذي سلف برقم (17629) ، وهو عند مسلم (2937) . وحديث مجمع بن جارية الآتي (15469) ، وحديث عائشة الآتي 6/75.
قوله: "في أعراض الناس" قال السندي: أي: في نواحيهم، لا في خواصهم.=(29/432)
17901 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، لِنَعْرِضَ عَلَيْهِ مُصْحَفًا لَنَا عَلَى مُصْحَفِهِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَلَيْسَ شَيْءٌ يَوْمَئِذٍ يَجُنُّ مِنْهُمْ أَحَدًا، وَقَالَ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ (1)
17902 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ مُطَرِّفًا، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ دَعَا لَهُ بِلَبَنٍ لِيَسْقِيَهُ، قَالَ مُطَرِّفٌ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ، كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ " (2)
__________
= قوله: "نُشامه"، قال: بتشديد الميم وضم حرف المضارعة، أي: نختبره وننظر ما عنده، قال في "النهاية": يقال: شاممت فلاناً إذا قاربته وتعرفت ما عنده بالاختبار والكشف، وأصله الشم بالأنف.
وقوله: "عقبة أفيق": قال: كأمير، قرية بين حوران والغور.
وقو له: "سَرْحاً": قال: أي.: ماشية.
وقوله: "شبعان"، أي: ملآن من الخير، يريدون أنه كلام يعتمد عليه.
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/478 من طريق إبراهيم بن إسحاق وإسحاق بن الحسن الحربي، عن عفان، عن حماد بن زيد، عن علي بن زيد، بهذا الإسناد. قال الذهبي: هذا المحفوظ.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه لم يرو له سوى مسلم. وقد سلف في مسند المدنيين عن حجاج عن ليث برقم (16278) .(29/433)
17903 - وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صِيَامٌ حَسَنٌ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ " (1)
17904 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ سَاعَةً فِيهَا مُنَادٍ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ " (2)
17905 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَامْرَأَةٍ، مِنْ قَيْسٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَحَدُهُمَا: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي خَطَئِي وَعَمْدِي، اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي " (3)
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه. وقد سلف برقم (16279) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-، وسماع الحسن- وهو البصري- من عثمان بن أبي العاص مختلف فيه.
وقد سلف في مسند المدنيين برقم (16280) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وصحابيه فقد روى لهما مسلم. وسعيد الجريري- وهو ابن إياس- وإن كان قد اختلط إلا أن سماع حماد بن سلمة منه قبل الاختلاط.=(29/434)
17906 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي، قَالَ: " اقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ، وَاتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ (1) أَجْرًا " (2)
17907 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيَّ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَخَذَهُ وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُبْطِلُهُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " ضَعْ يَمِينَكَ عَلَى مَكَانِكَ الَّذِي تَشْتَكِي، فَامْسَحْ بِهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ، وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ فِي كُلِّ مَسْحَةٍ " (3)
__________
= وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/282 عن حسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث في مسند المدنيين برقم (16269) عن روح وعبد الصمد، عن حماد.
(1) في (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س) : الأذان.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (16270) عن حسن بن موسى، عن حماد.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان- وهو ابن داود- الهاشمي، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن، وعمرو بن عبد الله السَّلَمي، فقد روى له أصحاب السنن أيضاً، وهما ثقتان.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1000) عن علي بن حجر،=(29/435)
17908 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ يَعْنِي مُحَمَّدًا، عَنْ عُبَيِدِ اللهِ، أَوْ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ كَرِيزٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: دُعِيَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ إِلَى خِتَانٍ، فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: " إِنَّا كُنَّا لَا نَأْتِي الْخِتَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نُدْعَى لَهُ " (1)
17909 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، فَأَمَرَ لِي بِلَبَنِ لِقْحَةٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ، كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ "
" وَصِيَامٌ حَسَنٌ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " (2)
__________
= وعن محمد بن زنبور المكي، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف في "مسند المدنيين" (18268) .
(1) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وسماع الحسن البصري من عثمان مختلف فيه، سلف الكلام فيه عند الحديث رقم (16280) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8381) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8382) من طريق أبي حمزة- وهو إسحاق ابن الربيع- العطار، عن الحسن البصري، به. وإسناده ضعيف.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وصحابيه لم يرو لهما سوى مسلم، وسعيد الجريري- وهو ابن إياس- وإن كان قد اختلط، فرواية حماد عنه قبل الاختلاط. أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8364) من طريق عفان بن مسلم، بهذا=(29/436)
17910 - قَالَ: وَكَانَ آخِرُ شَيْءٍ عَهِدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَنْ قَالَ: " جَوِّزْ فِي صَلَاتِكَ وَاقْدُرِ النَّاسَ بِأَضْعَفِهِمْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الْحَاجَةِ (1)
17911 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
17912 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ ابْنَ عَامِرٍ، اسْتَعْمَلَ كِلَابَ بْنَ أُمَيَّةَ عَلَى الَأَبْلَةِ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فِي أَرْضِهِ، فَأَتَاهُ عُثْمَانُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: - يَقُولُ: " إِنَّ بِاللَّيْلِ (3) سَاعَةً تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ يُنَادِي مُنَادٍ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ " - قَالَا جَمِيعًا -
وَإِنَّ دَاوُدَ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: لَا يَسْأَلُ اللهَ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ سَاحِرًا، أَوْ عَشَّارًا " فَدَعَا كِلَابٌ بِقُرْقُورٍ، فَرَكِبَ فِيهِ، وَانْحَدَرَ إِلَى ابْنِ عَامِرٍ،
__________
= الإسناد. مقتصراً على قوله: "صيام حسن، ثلاثة أيام من كل شهر".
وانظر (17902) و (17903) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وسلف برقم (16271) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وانظر الحديثين السابقين.
(3) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : في الليل.(29/437)
فَقَالَ: دُونَكَ عَمَلَكَ، قَالَ: لِمَ قَالَ؟ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بِكَذَا وَكَذَا (1)
17913 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَهُمُ الْمَسْجِدَ لِيَكُونَ أَرَقَّ لِقُلُوبِهِمْ، فَاشْتَرَطُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يُحْشَرُوا، وَلَا يُعْشَرُوا، وَلَا يُجَبُّوا، وَلَا يُسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ غَيْرُهُمْ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ لَكُمْ أَنْ لَا تُحْشَرُوا، وَلَا تُعْشَرُوا، وَلَا يُسْتَعْمَلَ عَلَيْكُمْ غَيْرُكُمْ "
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا رُكُوعَ فِيهِ "
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وفي سماع الحسن من عثمان بن أبي العاص اختلاف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8373) من طريق هدبة بن خالد، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/321، والطبراني في "الكبير" (8373) ، وفي "الدعاء" (137) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، واقتصروا على قصة إجابة الدعاء في جوف الليل، دون ذكر قصة كلاب بن أمية.
وقد صح منه قوله: "إن في الليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء ... إلخ ". انظر الحديثين السالفين برقم (16280) و (16281) .
وقوله في أول الحديث: ابن عامر العلة يعني عبد الله بن عامر بن كريز، وفي الرواية السالفة برقم (16281) أن الذي استعمل كلاب بن أمية هو زياد ابن أبيه.
والأبُلَةُ: بلدة قرب البصرة، وهي أقدم منها.
وقوله: "بقرقور" قال السندي: بضم قافين: السفينة العظيمة.(29/438)
قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي الْقُرْآنَ، وَاجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن في سماع الحسن من عثمان اختلاف سلف الكلام فيه عند الحديث رقم (16280) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 3/197، وابن خزيمة (1328) عن الزعفراني، كلاهما عن عفان، بهذا الإسناد. مختصراً دون قصة عثمان في آخره. ورواية ابن خزيمة مقتصرة على إنزالهم في المسجد.
وأخرجه الطيالسي (939) ، وأبو داود (3026) ، وابن خزيمة (1328) من طريق أبي الوليد، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به. مختصراً دون قصة عثمان في آخره. ولقصة عثمان انظر ما سلف برقم (16270) .
وانظر قصة وفد ثقيف بالتفصيل عند ابن سعد في "الطبقات" 1/312-313، وابن القيم في "زاد المعاد" 3/600-602.
قال السندي: وقوله: أن لا يُحشروا ... إلخ على بناء المفعول، ومعنى لا يحشروا: لا يندبوا إلى الجهاد، ولا يضرب عليهم البعوث، وقيل: لا يحشروا إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالهم بل يأخذها في أماكنهم.
ومعنى لا يعشروا: لا يأخذ عشر أموالهم، وقيل: أراد به الصدقة الواجبة، وإنما فسح لهم في تركها، لأنها لم تكن واجبة يومئذ عليهم، وإنما تجب بتمام الحول.
وسئل جابر عن اشتراط ثقيف أن لا صدقة عليهم ولا جهاد، فقال: عَلِمَ منهم أنهم سيصدقون ويجاهدون إذا اسلموا فرخص فيها.
ولا يجبوا: بضم الياء وفتح الجيم وضم الباء المشددة على بناء الفاعل من التجبية، وأصل التجبية أن يقوم مقام الراكع، وقيل: أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم، وقيل: أصلها السجود، وبالجملة، فمرادهم أن لا يصلوا مجازاً، قال جابر: ولم يرخص لهم في ترك الصلاة لأن وقتها حاضر يتكرر بخلاف وقت الزكاة والجهاد.(29/439)
17914 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّ آخِرَ مَا فَارَقَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَالَ: " إِذَا صَلَّيْتَ بِقَوْمٍ فَخَفِّفْ بِهِمْ، حَتَّى وَقَّتَ لِي اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " (1)
17915 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ مُنَادٍ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ " (2)
17916 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (3) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّ آخِرَ كَلَامٍ كَلَّمَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ اسْتَعْمَلَنِي عَلَى الطَّائِفِ فَقَالَ: " خَفِّفِ الصَّلَاةَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى وَقَّتَ لِي اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ وَأَشْبَاهَهَا مِنَ
__________
(1) إسناده قوي، عبد الله بن عثمان، وهو ابن خثيم، صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. وانظر (16270) . عفان: هو ابن مسلم. ووهيب: هو ابن خالد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (17904) .
(3) في (م) : أبو معاوية.(29/440)
الْقُرْآنِ " (1)
17917 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى الطَّائِفِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، يَقُولُ: اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ، وَكَانَ آخِرُ مَا عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " خَفِّفْ عَلَى (2) النَّاسِ الصَّلَاةَ " (3)
17918 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِذْ شَخَصَ بِبَصَرِهِ ثُمَّ صَوَّبَهُ حَتَّى كَادَ أَنْ يُلْزِقَهُ بِالْأَرْضِ، قَالَ: ثُمَّ شَخَصَ بِبَصَرِهِ فَقَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَضَعَ هَذِهِ الْآيَةَ بِهَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ " {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] (4)
__________
(1) إسناده قوي. زائدة: هو ابن قدامة. وانظر (17914) .
(2) في (ظ13) و (ق) ونسخة في (س) : عن.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عبد الرحمن.
وعبد الله بن الحكم- وهو ابن سفيان الثقفي- لم نجد له ترجمة غير أنه ذكر في ترجمة عبد ربه بن الحكم من "التهذيب" أنه أخو عبد الله بن الحكم.
وكلاهما روى عنه عبد الله بن عبد الرحمن، وروى عن عثمان بن أبي العاص.
(4) إسناده ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم- وشهر بن حوشب.
هريم: هو ابن سفيان البجلي. وقد سلف مطولاً من حديث ابن عباس في=(29/441)
حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ
17919 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَالَ: " وَذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ " قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ لَبِيدٍ، إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، فَلَا يَنْتَفِعُونَ مِمَّا فِيهِمَا بِشَيْءٍ " (1)
17920 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا أَوَانُ ذَهَابِ الْعِلْمِ " - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ " هَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ الْعِلْمِ " - فَقُلْتُ: وَكَيْفَ وَفِينَا كِتَابُ اللهِ نُعَلِّمُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُعَلِّمُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ؟ قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ابْنَ لَبِيدٍ، مَا كُنْتُ أَحْسَبُكَ إِلَّا مِنْ
__________
= "مسنده" برقم (2919) من طريق شهر بن حوشب، عنه. وسلف الكلام عليه هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى ابن ماجه. وسالم بن أبي الجعد قال فيه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/344: لا أراه سمع من زياد. وهو مكرر (17473) .(29/442)
أَعْقَلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَلَيْسَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِيهِمْ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى؟ " - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: " أَلَيْسَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِيهِمُ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ -، ثُمَّ لَمْ يَنْتَفِعُوا مِنْهُ بِشَيْءٍ؟ " أَوْ قَالَ: " أَلَيْسَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، أَوْ أَهْلُ الْكِتَابِ " - شُعْبَةُ يَقُولُ: ذَلِكَ - فِيهِمْ كِتَابُ اللهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وإسناده رجاله ثقات كسابقه.
وأخرجه الحاكم 1/100 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5292) من طريق محمد بن جعفر، به.
وانظر ما قبله.(29/443)
حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ
17921 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: آخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا، وَمَاتَ الْآخَرُ بَعْدَهُ، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قُلْتُمْ؟ " قَالُوا: دَعَوْنَا لَهُ (1) : اللهُمَّ أَلْحِقْهُ بِصَاحِبِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَيْنَ صَلَاتُهُ بَعْدَ صَلَاتِهِ؟ وَأَيْنَ صَوْمُهُ بَعْدَ صَوْمِهِ؟ وَأَيْنَ عَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ؟ - شَكَّ فِي الصَّلَاةِ وَالْعَمَلِ شُعْبَةُ فِي أَحَدِهِمَا - الَّذِي بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (2)
17922 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: آخَى
__________
(1) "له" ليست في (ظ 13) و (ص) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن ربيعة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي، وهو ثقة، وغير صحابيه أيضاً فقد روى له أبو داود والنسائي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/256، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3/78 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (16074) .(29/444)
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
17923 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا، وَمَاتَ الْآخَرُ بَعْدَهُ، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قُلْتُمْ؟ " قَالُوا: دَعَوْنَا لَهُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَأَنْ يَرْحَمَهُ، وَأَنْ يُلْحِقَهُ بِصَاحِبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَيْنَ صَلَاتُهُ بَعْدَ صَلَاتِهِ، وَعَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ، أَوْ صِيَامُهُ بَعْدَ صِيَامِهِ؟ " قَالَ: " إِنَّ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (2)
17924 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، أَوْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَوْتُ الْفُجَاءَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ " وَحَدَّثَ بِهِ مَرَّةً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
17925 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ
__________
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (16074) .
(2) إسناده صحيح. وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن سلمة، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم، وهو ثقة، والشك فيه لا يضر، فتميم وسعد كلاهما ثقة. وقد سلف مكرراً من طريق تميم بدون شك برقم (15496) .
وأخرجه أبو داود (3110) ، والبيهقي 3/378 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.(29/445)
بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي مَوْتِ الْفُجَاءَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وقد روي هنا موقوفاً. وهو مكرر (15497) .(29/446)
حَدِيثُ مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17926 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَدِّهِ، مُعَاذِ الْقُرَشِيِّ (2) ، أَنَّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ مَعَ مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ بَعْدَ الْعَصْرِ، أَوْ بَعْدَ الصُّبْحِ، فَلَمْ يُصَلِّ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " (3)
__________
(1) قال السندي: هو معاذ بن الحارث بن رفاعة، أنصاري خزرجي عرف بابن عفراء وهي أمه، شهد العقبة الأولى مع الستة الذين هم أول من لقي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأوس والخزرج، وشهد بدراً، وشارك في قتل أبي جهل، وعاش بعد ذلك، وقيل: بل جرح ببدر فمات من جراحته.
(2) في (م) وسائر الأصول الخطية: عن جده معاذ بن عفراء القرشي، وهو خطأ.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نصر بن عبد الرحمن، وجدُه معاذ القرشي لا يعرف. وقد اختلف فيه على نصر كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/348، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1966) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (378) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1226) ، وأخرجه النسائي 1/258 من طريق سعيد بن عامر، والطبراني 20/ (379) من طريق ابن المبارك، ثلاثتهم (الطيالسي=(29/447)
17927 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَدِّهِ مُعَاذِ (1) ، أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ فَلَمْ يُصَلِّ بَعْدَ الْعَصْرِ، أَوْ بَعْدَ الصُّبْحِ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى، أَوْ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " (2)
__________
= وسعيد وابن المبارك) عن شعبة، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/27-28، والبيهقي 2/464 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبراني 20/ (377) ، والبيهقي 2/464 من طريق حفص بن عمر الحوضي، كلاهما عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نصر ابن عبد الرحمن، عن جده معاذ بن عفراء أنه كان يطوف بالبيت بعد صلاة العصر، فقال له معاذ رجل من قريش: ما لك لا تصلي؟ وفي رواية ابن قانع: فقيل: ما يمنعك أن تصلي.
وأخرجه الطحاوي 1/303-304 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نصر بن عبد الرحمن، عن معاذ بن عفراء أنه طاف.. فسئل عن ذلك: فقال: نهى رسول الله ... إلخ.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) في (م) ونسخة في (س) : معاذ بن عفراء، بزيادة ابن عفراء، وهو خطأ.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.(29/448)
حَدِيثُ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ وَدَاعَةَ (1)
17928 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، يُحَدِّثُ عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ بِضِبَابٍ قَدِ احْتَرَشَهَا، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى ضَبٍّ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ أُمَّةً مُسِخَتْ فَلَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا " (2)
__________
(1) وقيل: ابن وديعة، وقد اختلفت النسخ الخطية و (م) في ضبط اسمه في الأحاديث الآتية، وثبتنا ما في (ظ13) . قال السندي: ثابت بن يزيد بن وداعة، ويقال: ثابت بن وداعة، فقيل: هو من باب النسبة إلى الجد، وقيل: بل وداعة أمه، وبها عرف، هو أنصاري له صحبة، وهو أبو سعيد المدني،
خزرجي صحابي جليل.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 4/382-383 في ترجمة ثابت بن وديعة من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3281) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/198 من طريق حميد الصائغ، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف من حديث عبد الرحمن بن حسنة (17757) . انظر الاختلاف فيه على زيد بن وهب هناك.
قوله: "احترشها": قال في "النهاية" 1/367: الاحتراش والحرش: أن تهيِّج الضب من جُحره، بأن تضربه بخشبة أو غيرها من خارجه فيخرج ذنبه ويقرب من باب الجُحر، يحسب أنه أفعى، فحينئذٍ يُهدَم عليه جحره ويؤخذ،=(29/449)
17929 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، يُحَدِّثُ عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَدِيعَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضِبَابٍ قَدِ احْتَرَشَهَا، قَالَ: فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُقَلِّبُهُ، وَقَالَ: " إِنَّ أُمَّةً مُسِخَتْ فَلَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا " (1)
17930 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَدِيعَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضِبَابٍ، قَالَ: فَجَعَلَ يُقَلِّبُ ضَبًّا مِنْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: " إِنَّ أُمَّةً مُسِخَتْ " قَالَ: وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: " مَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا " قَالَ شُعْبَةُ: وَقَالَ حُصَيْنٌ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا نَحْوًا مِنْ هَذَا، قَالَ: " فَلَمْ يَأْمُرْ به (2) ، وَلَمْ يَنْهَ أَحَدًا عَنْهُ " (3)
__________
= والاحتراش في الأصل: الجمع والكسب والخداع.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6650) ، وفي "المجتبى" 7/200 من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد.
(2) في (م) وسائر الأصول الخطية عدا (ق) : فَلَمْ يَأْمُرْهُ.
(3) إسناداه صحيحان، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير صحابي الأول منهما فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي. عفان: هو=(29/450)
17931 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ وَدَاعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: اصْطَدْنَا ضِبَابًا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، قَالَ: فَطَبَخَ النَّاسُ وَشَوَوْا، قَالَ: فَأَخَذْتُ ضَبًّا فَشَوَيْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَخَذَ عُودًا، فَجَعَلَ يُقَلِّبُ بِهِ أَصَابِعَهُ، أَوْ يَعُدُّهَا، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابَّ فِي الْأَرْضِ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي أَيَّ الدَّوَابِّ هِيَ " قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَوَوْا، قَالَ: فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ، وَلَمْ يَنْهَهُمْ عَنْهُ (1)
__________
= ابن مسلم، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي..
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1365) من طريق علي بن عبد العزيز، عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1215- كشف الأستار) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شعبة، عن حُصين بن عبد الرحمن، به. وقال: هكذا رواه حصين عن زيد، وخالفه الأعمش، والحكم بن عتيبة، وعدي بن ثابت خالف كل واحد منهم صاحبه. قلنا: وقد سلف الكلام على هذا الخلاف عند الحديث رقم
(17757) ، وشعبة قد تفرد في جعل هذا الحديث عن حصين من حديث حذيفة. وخالفه جمهور أصحاب حصين فجعلوه من حديث ثابت بن يزيد بن وداعة كما سيأتي في الحديث التالي، والخلاف في صحابي الحديث لا يضر.
وسيتكرر في مسند حذيفة بن اليمان 5/390.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن عطاء، وقد توبع.
وأخرجه ابن سعد 1/395، وأبو داود (3795) من طريق خالد بن=(29/451)
17932 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ، قَالَ الْحَكَمُ: أَخْبَرَنِي عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَداعَةَ، أَنَّهُ قَالَ (1) : أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبٍّ، فَقَالَ: " أُمَّةٌ مُسِخَتْ، وَاللهُ أَعْلَمُ " قَالَ عَفَّانُ: " فَاللهُ أَعْلَمُ (2) " (3)
__________
= عبد الله، وابن أبي شيبة 8/273، وابن ماجه (3238) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3237) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/197، والطبراني في "الكبير" (1367) من طريق محمد بن فضيل، والنسائي في "المجتبى" 7/199، وفي "الكبرى" (6651) من طريق سلام بن سليم، وفي "الكبرى" (6652) من طريق أبي جعفر الرازي، والطحاوي في "شرح المشكل" (3278) من طريق أبي عوانة، والطبراني (1366) من طريق ورقاء بن عمر، ستتهم عن حصين، بهذا الإسناد.
(1) في (م) : قال: أنه.
(2) في (ظ 13) : الله أعلم.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/267 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1220) ، وابن سعد 1/395، والدارمي 2/92، والنسائي في "المجتبى" 7/200، وفي "الكبرى" (6646) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3279) و (3280) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/198، وابن قانع في "معرفة الصحابة" 1/127، والطبراني في "الكبير" (1363) و (1364) ، والبيهقي 9/325 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (1222) عن شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب، به.(29/452)
حَدِيثُ نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ (1)
17933 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (2) ، عَنْ شَيْخٍ سَمَّاهُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُؤَذِّنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ وَأَنَا فِي لِحَافِي، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ يَقُولَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فَلَمَّا بَلَغَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: " صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ " ثُمَّ سَأَلْتُ عَنْهَا، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَهُ بِذَلِكَ (3)
__________
(1) قال السندي: نعيم بن النحام: هو نعيم بن عبد الله، قرشي عدوي، عرف بالنحام، وكان إسلامه قبل إسلام عمر ولكنه لم يهاجر إلا قبيل فتح مكة، وذلك لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم، فحين أراد أن يهاجر قال له قومه أقم ودِنْ بأي دِيْن شئت. وجاء أنه لما قدم المدينة قال له
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا نعيم، إن قومك كانوا خيراً لك من قومي، قال: بل قومك خير يا رسول الله، قال: إن قومي أخرجوني وإن قومك أقروك، فقال نعيم: يا رسول الله، إن قومك أخرجوك إلى الهجرة وإن قومي منعوني عنها، استشهد بأجنادين في خلافة عمر، وقيل إنه قتل بمؤتة في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (م) عبيد بن عمير، وكانت في (س) : عبيد الله بن عمر ثم حولت إلى عبيد بن عمير، وفي (ص) : عبيد بن عمر، وفي أصل "مصنف عبد الرزاق": عبيد الله بن عمرو: والمثبت من (ظ 13) ، و"أطراف المسند" 5/418-419 وهو الصواب.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن نعيم بن النحام.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1926) .
وأخرجه عبد الرزاق (1927) ، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك"=(29/453)
17934 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ، قَالَ: " نُودِيَ بِالصُّبْحِ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ وَأَنَا فِي مِرْطِ امْرَأَتِي، فَقُلْتُ: لَيْتَ الْمُنَادِيَ قَالَ: مَنْ قَعَدَ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ أَذَانِهِ: " وَمَنْ قَعَدَ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ (1) " (2)
__________
=3/259، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، عن نعيم بن النحام. وهذا إسناد رجاله ثقات لكن فيه عنعنة ابن جريج.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/153 عن أحمد بن وهب القرشي، عن إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، عن محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم- خالد بن أبي يزيد الحراني-، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمر بن نافع وعبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن نعيم بن النحام. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبيد، فقد روى له النسائي وابن ماجه وهو ثقة، وغير شيخ ابن قانع أحمد بن وهب فلم نتبينه.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4479) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) لفظة "عليه" ليست في (ظ 13) .
(2) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وقد رواه هنا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو مدني. ثم هو قد خولف فيه على يحيى كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه ابن أبي عاصم (759) ، وابن قانع 3/152-153، والبيهقي 1/398 و423 من طريق هشام بن عمار، عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن نعيم. ومحمد بن إبراهيم بن الحارث. قال ابن عبد البر
في "الاستيعاب" ما أظنه سمع من نعيم. فالإسناد منقطع. =(29/454)
حَدِيثُ أَبِي خِرَاشٍ (1) السُّلَمِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17935 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ أَبِي أَنَسٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي خِرَاشٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً، فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم (760) ، والبيهقي 1/398 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، عن سليمان- بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن نعيم بن النحام، ومحمد بن إبراهيم لم يدرك نعيماً كما أسلفنا.
وانظر ما قبله.
(1) في (م) و (ص) في الموضعين: خداش، وهو خطأ. قيل: اسمه حدرد بن أبي حدرد.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فلم يخرجا له، وحديثه عند البخاري في "الأدب المفرد" وأبي داود.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 5/488 في ترجمة صحابيه أبي خراش من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/500، والبخاري في "الأدب المفرد" (404) ، والدولابي في "الكنى" 1/26، والطبراني 22/ (779) ، والحاكم 4/163، والبيهقي في "الآداب" (280) من طريق عبد الله بن يزيد، به.
وأخرجه أبو داود (4915) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/85، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (551) من طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي في "الشعب" (6631) من طريق إبراهيم بن منقذ، كلاهما عن حيوة ابن شريح، به. =(29/455)
حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17936 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2735) ، والطبراني 22/ (781 و782) من طريق سعيد بن أبي أيوب، و22/ (780) من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن الوليد بن أبي الوليد المدني، به.
وأخرجه الدولابي 1/26 من طريق عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، عن الوليد، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (405) من طريق يحيى بن أيوب، عن الوليد، عن عمران، عن رجل من أسلم، ولم يُسمَ.
وفي باب النهي عن هجران المسلم فوق ثلاث عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1589) ، وعن أبي هريرة، سلف برقم (8919) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فليست له روايةٌ في أيٍّ من الكتب الستة. أبو الأسود: اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وبكير بن عبد الله: هو ابن الأشج.
وأخرجه أبو يعلى (925) ، وابن حبان (3404) و (5108) ، والطبراني في "الكبير" (4124) ، والحاكم 2/62، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3551) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/102 من طريق أبي عبد الرحمن=(29/456)
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17937 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ زِيَادٍ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللهُ حِينَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ أَبْغَضَهُ اللهُ حِينَ يَلْقَاهُ " (1)
__________
= عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7921) ، وانظر تتمة شواهده هناك، ونزيد عليها حديث عائذ بن عمرو، وسيأتي 5/65.
(1) حديث قوي، وهذا إسناد محتمل للتحسين. سَعْد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي، روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن حبان (7273) ، والطبراني في "الكبير" (3358) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/229 في ترجمة الحارث بن زياد من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/158، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1777) و (1969) ، والطبراني في "الكبير" (3357) من طريقين عن محمد بن عمرو، به.
وقد تحرف في مطبوع الطبراني و"موارد الظمآن" بتحقيق عبد الرزاق حمزة "سَعْد" إلى سعيد، ولم يَتَفطْن له الشيخ ناصر الدين الألباني، فقال في "الصحيحة" 4/236: وسعيد بن المنذر لم أعرفه! =(29/457)
حَدِيثُ أَبِي لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ وَيُقَالُ لَهُ ابْنُ لَاسٍ
17938 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرِ (1) بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: حَمَلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ لِلْحَجِّ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا هَذِهِ. قَالَ: " مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلَّا (2) فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ، فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمُوهَا كَمَا أمَرَكم (3) ، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لِأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللهُ " (4)
__________
= وقد سلف نحوه مطولاً برقم (15540) .
(1) في (م) : عَمرو، وهو خطأ.
(2) في (م) ونسخة على هامش (س) : "بعير لنا".
(3) في (م) و (س) و (ص) : أَمَرْتُكُمْ، والمثبت من (ظ 13) و (ق) ، وهو إشارة إلى قوله تعالى: (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) [الزخرف: 13 و14] .
(4) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث في الرواية التالية، وعمرو بن الحكم صدوق أيضاً، وباقي رجال الإسناد ثقات. وصحابيه أبو لاس اختلف في اسمه، فقيل: عبد الله، وقيل: وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/297، وابن أبي عاصم في "الآحاد
والمثاني" (2328) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/62، وابن خزيمة في "صحيحه" (2377) و (2543) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (837) ، والحاكم=(29/458)
17939 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَكَانَ ثِقَةً، عَنِ أَبِي لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: حَمَلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ ضِعَافٍ إِلَى الْحَجِّ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذِهِ الْإِبِلَ ضِعَافٌ نَخْشَى أَنْ لَا تَحْمِلَنَا. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلَّا فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ،، فَارْكَبُوهُنَّ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِنَّ كَمَا أُمِرْتُمْ، ثُمَّ امْتَهِنُوهُنَّ لِأَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللهُ " (2)
__________
= في "المستدرك" 1/444، والبيهقي في "السنن" 5/252، وفي "الآداب" (801) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/302 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأورد البخاري بعضه في "صحيحه" تعليقاً، في كتاب الزكاة، باب رقم (49) قوله تعالى: (وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله) [التوبة: 60] وهو قوله: ويذكر عن أبي لاس: حملنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على إبل الصدقة للحج.
وفي الباب عن أبي حمزة الأسلمي، سلف برقم (16039) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: امتهنوها: قال السندي: أي: استعملوها.
(1) في (م) : عَمْرو، وهو خطأ.
(2) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (838) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.(29/459)
حَدِيثُ يَزِيدَ أَبِيِ (1) السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ (2)
17940 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ جَادًّا وَلَا لَاعِبًا، وَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ عَصَا صَاحِبِهِ فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ " (3)
__________
(1) تحرفت في (م) و (ق) إلى: ابن.
(2) قال السندي: يزيد أبي السائب، قيل: هو غير يزيد والد السائب بن يزيد المعروف بابن أخت النمر، وله صحبة، وقيل: بل هو يزيد والد السائب، هو حليف بني أمية بن عبد شمس. واستعمله عمر على السوق.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب وجده، فقد روى لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي، وعبد الله ثقة.
وأخرجه عبد بن حميد (437) أخبرنا عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (241) ، وأبو داود (5003) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2867) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/145، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/243، وفي "شرح مشكل الآثار" (1624) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (630) ، والحاكم 3/637، والبيهقي 6/100، وفي "شعب الإيمان" (5494) ، والبغوي في "شرح السنة" (2572) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/557 في ترجمة عبد الله بن السائب من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وأخرجه الطيالسي (1302) حدثنا ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب،=(29/460)
17941 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقولُ (1) : " لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ لَعِبًا جَادًّا، وَإِذَا أَخَذَ (2) أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ، فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ " (3)
17942 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ
__________
= عن جده قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... قال يونس بن حبيب راوي "مسند الطيالسي" بإثره: هكذا هو في كتابي عن أبي داود، والناس يقولون: عن ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب، عن أبيه، عن جده.
وفي الباب عن ابن عمر عند البزار (1521- كشف الأستار) .
وعن عمارة بن أبي حسين عند البزار أيضاً (1522) مرسلاً.
وعن عبد الله بن ربيعة- واختلف في صحبته- عند البزار أيضاً (1523) .
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أبي داود (5004) ، وسيأتي 5/362.
(1) في (م) : عن جده، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال.
(2) في (م) وهامش (ص) : وجد.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب وجده، فقد روى لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي، وعبد الله ثقة. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.
وأخرجه البيهقي 6/92 من طريق يزيد بن هارون، به.
وقوله: "لعباً جاداً". قال ابن الأثير في "النهاية" 4/252: أي يأخذه ولا يريد سرقته، لكن يريد إدخال الهمِّ والغيظ عليه، فهو لاعب في السرقة جادٌّ في الأذيَّة.(29/461)
صَاحِبِهِ لَعِبًا جَادًّا، وَإِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ (1) عَصَا أَخِيهِ فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ " (2)
17943 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَقَدْ خَالَفُوا قُتَيْبَةَ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَأَحْسِبُ (3) قُتَيْبَةَ وَهِمَ فِيهِ يَقُولُونَ عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ " (4)
__________
(1) لفظة "أحدكم" ليست في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب وجده، فقد روى لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي، وعبد الله ثقة.
وأخرجه أبو داود (5003) ، والترمذي (2160) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
(3) في (م) ونسخة على هامش (س) : وأبي حَسِب.
(4) إسناده ضعيف لجهالة حفص بن هاشم بن عتبة، ولسوء حفظ ابن لهيعة.
وأخرجه أبو داود (1492) ومن طريقه البيهقي في "الدعوات" (184) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن خلاد بن السائب الأنصاري، عن أبيه برقم (16563) و (16564) ومتنه مغاير لهذا المتن: كان إذا دعا جعل باطن كفيه إلى وجهه.
وفي باب مسح الوجه عقب الدعاء عن عمر بن الخطاب عند الترمذي (3386) ، والطبراني في "الدعاء" (212) ، والحاكم 1/536، وعن ابن عباس=(29/462)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ (1)
17944 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مَجْمَعُ بْنُ يَعْقُوبَ، مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ لِجَدِّهِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ، وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ مَا أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَانَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ يَوْمَئِذٍ صَلَّى فِي نَعْلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ " (2)
__________
= عند أبي داود (1485) ، وابن ماجه (1181) و (3866) ، وابن نصر في "مختصر قيام الليل" ص327، والحاكم 1/536، وإسناده ضعيف. قال أبو داود: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضاً.
قال النووي في "الأذكار" ص492: وفي إسناد كل واحد ضعف، وأما قول الحافظ عبد الحق رحمه الله تعالى: إن الترمذي قال في الحديث الأول: إنه حديث صحيح، فليس في النسخ المعتمدة من الترمذي أنه صحيح، بل قال: حديث غريب. قلنا: ويؤيده أن المزي عندما أورد هذا الحديث في "تحفة الأشراف" 8/58-59 لم يذكر لفظة صحيح في كلام الترمذي ونُسخه مقروءة مصححة.
(1) قال السندي: عبد الله بن أبي حبيبة هو أنصاري أوسي ذكروه في الصحابة، وقيل: شهد الحديبية وكان يسكن قُباء.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه. محمد بن إسماعيل- وهو ابن مجمع- لم يدرك جده. وهو مجهول الحال.
وأخرجه مختصراً البزار (598- كشف الأستار) عن محمد بن المثنى، عن=(29/463)
حَدِيثُ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ (1)
17945 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= عبد الملك بن عمرو، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن مجمع بن يعقوب، عن جده عبد الله بن أبي حبيبة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في نعلين. بزيادة إبراهيم بن إسماعيل بين عبد الملك بن عمرو ومجمع بن يعقوب، وهو من المزيد في متصل الأسانيد، وبإسقاط محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه مجمع، وإن صحت هذه الرواية ففيه إعضال.
وأخرجه ابن سعد 1/480، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/92-93 من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/262 عن إسماعيل بن أبي أويس، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/563 عن يحيى بن صالح، ثلاثتهم عن مجمع بن يعقوب، بهذا
الإسناد. وروايتهم عدا يعقوب بن سفيان مختصرة بقصة الصلاة في النعلين في مسجد قباء.
وسيأتي الحديث في مسند الكوفيين 4/334.
وفي باب صلاة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نعليه عن أنس، سلف برقم (11976) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) قال السندي: الشريد بن سويد، ثقفي له صحبة، حديثه في أهل الحجاز، سكن الطائف، يقال: كان اسمه مالك، وسمي الشريد لأنه شرد من المغيرة بن شعبة لما قتل رفقته الثقفيين، قيل: إنهم تعاقدوا معه أن لا يغدر بهم حتى يُعلمهم، فنزلوا منزلاً، فجعل يحفر بنصل سيفه، قالوا: ما هذا؟ قال:
احفروا قبوركم، فلم يفهموها، وأكلوا وشربوا وناموا، فقتلهم فلم ينج منهم أحد إلا الشريد، فلذلك سمي الشريد. وقال أبو نعيم: شهد بيعة الرضوان، ووفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماه الشريد.(29/464)
عَنِ الشَّرِيدِ: أَنَّ أُمَّهُ أَوْصَتْ أَنْ يُعْتِقَ عَنْهَا رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: عِنْدِي جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ أَوْ نُوبِيَّةٌ (1) ، فَأَعْتِقُهَا؟ فَقَالَ: " ائْتِ بِهَا " فَدَعَوْتُهَا، فَجَاءَتْ، فَقَالَ لَهَا: " مَنْ رَبُّكِ؟ " قَالَتْ: اللهُ. قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " فَقَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: " أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ " (2)
17946 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ، - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا -، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ، وَعُقُوبَتَهُ " قَالَ وَكِيعٌ: " عِرْضُهُ: شِكَايَتُهُ، وَعُقُوبَتُهُ: حَبْسُهُ " (3)
__________
(1) في (م) : سوداء أو نوبية.
(2) إسناده حسن لأجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي- فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الدارمي (2348) ، والنسائي 6/252، وابن حبان (189) ، والطبراني في "الكبير" (5257) ، والبيهقي 7/388 من طريق أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، وأبو داود (3283) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيتكرر في مسند الكوفيين 4/388.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7906) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(3) إسناده محتمل للتحسين، محمد بن ميمون- وهو محمد بن عبد الله ابن ميمون بن مسيكة الطائفي- أثنى عليه وبر بن أبي دليلة خيراً كما في سند=(29/465)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المؤلف، وقال أبو حاتم: روى عنه الطائفيون، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": عنه وبر بن أبي دليلة فقط، وقال ابن حجر في "التهذيب": قال ابن المديني: مجهول، لم يرو عنه غير وبر، وقال في "التقريب": مقبول.
وأخرجه ابن أبي شيبة (2444) ، وابن ماجه (2427) ، والنسائي 7/316-317، وابن حبان (5089) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3628) ، والنسائي 7/316، والبيهقي 6/51 من طريق عبد الله بن المبارك، والطبراني في "الكبير" (7250) ، والبيهقي 6/51 من طريق سفيان، كلاهما عن وبر بن أبي دليلة، به. ورواية سفيان عند البيهقي: عن وبر بن أبي دليلة، عن فلان بن فلان. وسماه البيهقي محمد بن عبد الله بن ميمون بن مسيكة.
وعلقه البخاري في "صحيحه" 5/62 في الاستقراض باب لصاحب الحق مقال، فقال: ويذكر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لي الواجد يُحل عقوبته وعرضه"، قال الحافظ: وصله أحمد وإسحاق في "مسنديهما"، وأبو داود، والنسائي من حديث عمرو بن الشريد بن أوس الثقفي، عن أبيه بلفظه، وإسناده حسن، وذكر الطبراني أنه لا يُروى إلا بهذا الإسناد.
وسيأتي 4/389.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9390) ، وعن عائشة سيأتي 6/268-269 في قصة الأعرابي الذي تقاضى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال: "دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً".
وعن ابن عمر، سلف برقم (5395) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7336) بلفظ: "مطل الغني ظلم".
قوله: "لي الواجد": قال السندي: بفتح اللام وتشديد الياء، والواجد: القادر على أداء ما عليه من الدين، وليه: تأخره.(29/466)
حَدِيثُ جَارٍ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ
17947 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَارٌ، لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ لِخَدِيجَةَ: " أَيْ خَدِيجَةُ، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ اللَّاتَ (1) ، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ الْعُزَّى أَبَدًا " قَالَ: فَتَقُولُ خَدِيجَةُ: خَلِّ اللَّاتَ، خَلِّ الْعُزَّى، قَالَ: كَانَتْ صَنَمَهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ ثُمَّ يَضْطَجِعُونَ (2)
__________
(1) زاد في (س) : أبداً. وجاءت العبارة في (م) : والله لا أعبد اللات والعزى، والله لا أعبد أبداً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جار خديجة فلم يرو له غير المصنف هذا الحديث الواحد، وهو صحابي، وجهالته لا تضر.
وسيتكرر 5/362.
قال السندي: يقول لخديجة: قبل النبوة أو بعدها، والأول أقرب.
خل اللات: تقريراً له على ما قال.(29/467)
حَدِيثُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ (1)
17948 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى كَانَ يَقُولُ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَيْتَنِي أَرَى النَّبِيَّ حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بِالْجِعْرَانَةِ وَعَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْهُمْ عُمَرُ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُتَضَمِّخًا بِطِيبٍ، قَالَ: فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فِي جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ بِطِيبٍ؟ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ سَكَتَ، فَجَاءَهُ الْوَحْيُ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى أَنْ تَعَالَ، فَجَاءَ يَعْلَى، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغُطُّ كَذَلِكَ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ: " أَيْنَ الَّذِي سَأَلَنِي عَنِ الْعُمْرَةِ آنِفًا؟ " فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَأُتِيَ بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ، فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا، ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ " (2)
__________
(1) قال السندي: يعلى بن أمية: هو تميمي حليف قريش، جاء أنه خرج مع عائشة في وقعة الجمل ثم شهد صفين مع علي، وجاء أنه شهد حنيناً والطائف وتبوك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه النسائي 5/130، وابن خزيمة (2670) ، والدارقطني 2/231 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. =(29/468)
__________
= وعلقه البخاري في "صحيحه" (4985) قال: وقال مسدد، حدثنا يحيى، عن ابن جريج ... فذكره. ووصله الحافظ في "التغليق" 3/382.
وأخرجه الشافعي 1/313، والحميدي (791) ، والبخاري (1536) و (4329) ، ومسلم (1180) (8) ، وابن الجارود في "المنتقى" (447) من طرق عن ابن جريج، به. ورواية الشافعي مختصرة بدون قصة الوحي.
وأخرجه البخاري (1789) و (1847) و (4985) ، ومسلم (1180) (6) و (9) و (10) ، وأبو داود (1819) و (1820) و (1821) و (1822) ، والنسائي 5/142-143، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1169) ، وابن خزيمة (2672) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/127، وابن حبان (3779) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (176) ، والبيهقي في "السنن" 5/57، وفي "الدلائل" 5/204-205، والطبراني في "الكبير" 22/ (653- 660) ، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/121، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/252، من طرق عن عطاء، بهذا الإسناد، ورواية مسلم (9) ، والنسائي، وابن خزيمة مختصرة بدون قصة الوحي.
وأخرجه مختصراً دون قصة الوحي مالك 1/328 عن حميد بن قيس، عن عطاء، مرسلاً.
وسيأتي (17964) و (17965) و (17967) .
قوله: متضمخاً، أي: متلطخاً.
يغط: قال السندي: من الغطيط: وهو صوت يخرج مع نفس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغاً.
قال الحافظ في "الفتح" 3/395: واستدل بحديث يعلى على منع استدامة الطيب بعد الإحرام للأمر بغسل أثره من الثوب والبدن، وهو قول مالك ومحمد بن الحسن، وأجاب الجمهور بأن قصة يعلى كانت بالجعرانة كما ثبت في هذا الحديث، وهي في سنة ثمان بلا خلاف، وقد ثبت عن عائشة أنها
طيبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيديها عند إحرامها [سيأتي في "المسند" 6/38 وهو في =(29/469)
17949 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَاتَلَ أَجِيرِي رَجُلًا، فَعَضَّ يَدَهُ، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ فِيهِ، فَأَنْدَرَ ثَنِيَّتَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَهْدَرَهُ، وَقَالَ: " فَيَدَعُ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضِمُهَا، كَمَا يَقْضِمُ الْفَحْلُ " (1)
__________
= الصحيحين] ، وكان ذلك في حجة الوداع سنة عشر بلا خلاف، وإنما يؤخذ الآخر فالآخر من الأمر، وبأن المأمور بغسله في قصة يعلى إنما هو الخلوق لا مطلق الطيب، فلعل علة الأمر فيه ما خالطه من الزعفران.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (4584) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (17546) ، والحميدي (788) ، وابن أبي شيبة 9/336، والبخاري (2973) و (4417) و (6893) ، ومسلم (1674) (23) ، والنسائي 8/31، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1170) ، وابن الجارود في "المنتقى" (792) ، وابن حبان (5997) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (648) ، والبيهقي 8/336، والبغوي (2566) من طرق عن ابن جريج،
به.
وأخرجه مسلم (1674) (22) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1294) ، وابن حبان (6000) ، والطبراني 22/ (651) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/204-205 من طرق عن عطاء، به.
وأخرجه النسائي 8/30-31 من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن يعلى. وابن جريج، عن عطاء، عن صفوان ابن يعلى، عن يعلى ... فذكره.
وأخرجه الحميدي (788) عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن صفوان، عن أبيه.
وأخرجه أيضاً (789) عن سفيان، عن عمرو، عن عطاء، أن أجيراً ليعلى ... =(29/470)
17950 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَتَتْكَ رُسُلِي فَأَعْطِهِمْ " أَوْ قَالَ: " فَادْفَعْ إِلَيْهِمْ ثَلَاثِينَ دِرْعًا، وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا، أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ " فَقَالَ لَهُ: الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= قال الحميدي: ولم يسنده، وكان سفيان ربما ضمهما، فأدرج فيه الإسناد، فإذا فصلهما جعل حديث ابن جريج مسنداً وجعل حديث عمرو مرسلاً.
وأخرجه مسلم (1674) (20) ، والنسائي 8/31-32 من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن بديل بن ميسرة، عن عطاء، عن صفوان: أن أجيراً ليعلى بن منية عض رجلٌ ذراعَه، فذكره هكذا بصورة المرسل: قلنا: ويعلى بن مُنْيَةَ هو يعلى بن أمية، ومنية أمُّه، وقيل: جدته.
وأخرجه النسائي 8/32 من طريق محمد بن مسلم، عن صفوان، مرسلاً.
وأخرجه أبو داود (4585) من طريق هشيم، عن حجاج وعبد الملك، عن عطاء، عن يعلى بن أمية، فذكره، ليس فيه صفوان بن أمية.
وأخرجه الطيالسي (1324) ، والنسائي 8/29- 30، والبغوي في "الجعديات" (252) من طريق مجاهد، عن يعلى بن أمية.
وأخرجه عبد الرزاق (17547) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1293) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (666) من طريق مجاهد. مرسلاً.
وسيأتي بالأرقام (17953) و (17954) و (17966) .
وسيأتي في مسند عمران بن حصين من حديثه 4/427، وفيه أن يعلى بن أمية هو الذي قاتل رجلاً فعض أحدهما صاحبه. وانظر بحث الخلاف في ذلك في "الفتح" 12/220.
قال السندي: فأندر، أي: أسقط.
ثنيته: واحدة الثنايا، وهي الأسنان المتقدمة، ثنتان من فوق وثنتان من أسفل.(29/471)
نَعَمْ " (1)
17951 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَيْهِ، عَنْ بَعْضِ بَنِي يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ، فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، قَالَ يَعْلَى: وَكُنْتُ مِمَّا يَلِي الْبَيْتَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الرُّكْنَ الْغَرْبِيَّ الَّذِي يَلِي الْأَسْوَدَ، وَحَدَرْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِأَسْتَلِمَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قُلْتُ: أَلَا تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ، قَالَ " أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " أَرَأَيْتَهُ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ؟ " - يَعْنِي الْغَرْبِيَّيْنِ - قُلْتُ: لَا، قَالَ: " أَفَلَيْسَ لَكَ فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " فَانْفُذْ عَنْكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى.
وأخرجه أبو داود (3566) ، والنسائي في "الكبرى" (5776) و (5777) ، وابن حبان (4720) ، والدارقطني 3/39 من طريق حَبان بن هلال، والدارقطني أيضاً من طريق نصر بن عطاء الواسطي، كلاهما عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وفي المطبوع من النسائي في الموضع الثاني سقط من إسناده عطاء بن أبي رباح.
وروي مثل هذا الحديث في صفوان بن أمية، انظر ما سلف برقم (15302) .
(2) حديث صحيح، وجهالة من روى عنه هنا عبد الله بن بابيه- وهو بعض بني يعلى بن أمية- لا تضر فقد روى عبد الله بن بابيه هذا الحديث عن يعلى ابن أمية دون واسطة كما سلف في مسند ابن عمر برقم (253) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8945) . وقد سلف في مسند عمر بن الخطاب (313) عن روح، عن ابن جريج. =(29/472)
17952 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَبِعًا بِرِدَاءٍ حَضْرَمِيٍّ " (1)
17953 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ عَمَّيْهِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَا: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، مَعَنَا صَاحِبٌ لَنَا فَاقْتَتَلَ هُوَ وَرَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَعَضَّ ذَلِكَ الرَّجُلُ بِذِرَاعِهِ، فَاجْتَبَذَ يَدَهُ
__________
= وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2210) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (4672) .
(1) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد صدوق لا بأس به، والرجل المبهم فيه هو عبد الحميد بن جبير- وهو ثقة من رجال الشيخين- كما سيأتي في التخريج. ابن يعلى: ذكره الحافظ المزي فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه من "التهذيب" 34/484 وقال: إن لم يكن صفوان بن يعلى فلا أدري من هو.
قلنا: وصفوان ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1843) ، والبيهقي في "السنن" 5/79 من طريق محمد ابن يوسف الفريابي، والفاكهي في "أخبار مكة" (322) من طريق عبد الرزاق، وابن أبي شيبة 4/124، والترمذي (859) ، وابن ماجه (2954) ، والبيهقي في "السنن" 50/79، وفي "المعرفة" (9855) من طريق قبيصة بن عقبة، ثلاثتهم عن سفيان، عن عبد الحميد بن جبير، عن ابن يعلى، عن أبيه.
وسيأتي (17955) و (17956) و (17969) .
وفي باب مشروعية الاضطباع عن ابن عباس، سلف برقم (2792) .
وعن عمر بن الخطاب، سلف برقم (317) .(29/473)
مِنْ فِيهِ فَطَرَحَ ثَنِيَّتَهُ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ الْعَقْلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْطَلِقُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ يَعَضُّهُ عَضِيضَ الْفَحْلِ، ثُمَّ يَأْتِي يَلْتَمِسُ الْعَقْلَ، لَا دِيَةَ لَكَ " قَالَ: فَأَطَلَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي فَأَبْطَلَهَا (1) -
17954 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عِمْرَانَ فِي الَّذِي يُعَضُّ أَحَدُهُمَا (2)
17955 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ بَعْضِ، بَنِي يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَبِعًا بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ بِبُرْدٍ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن إسحاق.
وأخرجه ابن ماجه (2656) ، والنسائي 8/30، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/337، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1174) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1295) ، والطبراني 22/ (652) ، والحاكم 3/424 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 22/ (652) من طريق يونس بن يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن خالد بن كثير، عن عطاء بن أبي رباح، به. فزاد في الإسناد خالد بن كثير، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وانظر (17949) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن يعلى: هو صفوان.
وأخرجه مسلم (1673) (18) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 8/31 من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (17949) .(29/474)
لَهُ نَجْرَانِيٍّ " (1)
17956 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِبُرْدٍ لَهُ حَضْرَمِيٍّ " (2)
17957 - حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ أَبُو نَصْرٍ الْحَضْرَمِيُّ أَوِ الْخُشَنِيُّ (3) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُنِي فِي سَرَايَا، فَبَعَثَنِي ذَاتَ يَوْمٍ فِي سَرِيَّةٍ، وَكَانَ رَجُلٌ يَرْكَبُ بَغْلًا (4) ، فَقُلْتُ لَهُ: أَرْحِلْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَعَثَنِي فِي سَرِيَّةٍ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِخَارِجٍ مَعَكَ، قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: حَتَّى تَجْعَلَ لِي ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عمر بن هارون البلخي متروك الحديث، وانظر ما بعده وما سلف برقم (17952) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، ابن جريج لم يسمعه من ابن يعلى، وقد دلََّسَه عنه، والواسطة بينهما عبد الحميد بن جبير كما سلف بيانه عند الحديث رقم (17952) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/124 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1883) ، ومن طريقه البيهقي 5/79 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (17969) .
(3) تحرف في (م) إلى: الحنشني.
(4) ما أثبتناه من (ظ 13) و"أطراف المسند" 5/462، وفي (م) وباقي النسخ: "ثقلي"، وعند البيهقي 9/29: "بغلي".(29/475)
قُلْتُ: الْآنَ حَيْثُ وَدَّعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَنَا بِرَاجِعٍ إِلَيْهِ، أَرْحِلْ وَلَكَ ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ، فَلَمَّا رَجَعْتُ مِنْ غَزَاتِي، ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَيْسَ لَهُ مِنْ غَزَاتِهِ هَذِهِ، وَمِنْ دُنْيَاهُ، وَمِنْ آخِرَتِهِ، إِلَّا ثَلَاثَةُ الدَّنَانِيرِ " (1)
17958 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى، قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي أُمَيَّةُ يَوْمَ الْفَتْحِ،
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. خالد بن دريك لم يسمع من يعلى بن أمية، وما وقع في بعض المصادر من تصريح بالسماع، فإنه لا يصح، وانظر التعليق على ترجمة خالد بن دريك في "تهذيب الكمال" 8/55.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (146) و22/ (667) ، والحاكم في "المستدرك" 2/109، والبيهقي 9/29 من طرق عن بشير بن طلحة، بهذا الإسناد.
وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخره جاء عند الحاكم والبيهقي بلفظ "أعطها إياه، فإنها حظه من غزاته".
وأخرجه بسياقة أخرى أبو داود (2527) ، والبيهقي 6/331 من طريق عبد الله بن فيروز الديلمي، عن يعلى بن منية، به. وإسناده حسن.
وقوله: ليس له من غزاته هذه، ومن دنياه، ومن آخرته إلا ثلاثة الدنانير" ظاهره أنه أبطل عمله على الإطلاق، وليس هذا هو المراد، وصواب هذه العبارة ما وقع في رواية أبي داود: "ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمَّى".
قوله: "أرحل"، أي: شد على ظهر الدابة الرحل، يقال: رَحَلْتُ البعير أَرْحَله رحلاً: إذا شددت على ظهره الرحل.(29/476)
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بَايِعْ أَبِي عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْجِهَادِ فَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن عبد الرحمن بن أمية وأبوه مجهولان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/504-505، والنسائي 7/145، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2622) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (665) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/400، والحاكم 3/423-424، والبيهقي 9/16، من طريق يحيى بن أيوب، والطبراني 22/ (665) من طريق رشدين، كلاهما عن عقيل بن خالد، بهذا الإسناد.
وقرن الطبراني بعقيل قرة بن عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني 22/ (664) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/499 ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1173) عن عبيد الله بن موسى، والطحاوي في "المشكل" (2621) عن أبي أمية، عن عبيد الله بن موسى، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن أم يحيى ابنة يعلى، عن أبيها. وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن أبي زياد ليس بالقوي، وأم يحيى مجهولة.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1172) ، عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن ابن عيينة، عن داود بن سابور، عن مجاهد، عن يعلى، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن مجاهداً لم يسمع من يعلى، كما نص على ذلك أحمد بن حنبل في "العلل" 1/133، ونقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل " ص 204،
والعلائي في "جامع التحصي" ص273.
وأورده الحافظ في "الإصابة" 1/80 من هذه الطرق جميعاً، وقال: وهذه أسانيد يقوي بعضها بعضاً. =(29/477)
17959 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُيَيِّ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ يَعْلَى يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَوْ قِيلَ لَهُ: أَنْتَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُصَلِّي قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ؟ قَالَ يَعْلَى: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " قَالَ لَهُ يَعْلَى: " فَأَنْ تَطْلُعْ (1) وَأَنْتَ فِي أَمْرِ اللهِ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَطْلُعَ وَأَنْتَ لَاهٍ " (2)
17960 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حُيَيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَحْرُ هُوَ جَهَنَّمُ " قَالُوا لِيَعْلَى، فَقَالَ: أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29] قَالَ: " لَا، وَالَّذِي نَفْسُ يَعْلَى
__________
= وسيأتي برقم (17962) و (17963) .
وفي باب انقطاع الهجرة بعد الفتح عن ابن عمرو، سلف برقم (7012) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) في (م) : تطلع الشمس.
(2) إسناده ضعيف، محمد بن حيي وأبوه مجهولان. وعبد الله بن أمية لم يرو عنه غير أبي عاصم- وهو الضحاك بن مخلد، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان" انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4612) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(29/478)
بِيَدِهِ، لَا أَدْخُلُهَا أَبَدًا حَتَّى أُعْرَضَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يُصِيبُنِي مِنْهَا قَطْرَةٌ حَتَّى أَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
17961 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقْرَأُ {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: 77] " (2)
17962 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو
__________
(1) إسناده ضعيف، محمد بن حيي مجهول، وعبد الله بن أمية لم يرو عنه غير أبي عاصم، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/414، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/308، والطبري في "التفسير" 15/239، والحاكم في "المستدرك" 4/596، والبيهقي في "السنن" 4/334، وفي "البعث والنشور" (451) و (452) من طرق عن أبي عاصم، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مرسلة.
وسقط من سند الحاكم محمد بن حيي- ولعله من أجل ذلك صححه-، وسقط من إسناد البيهقي في "السنن" وفي "البعث" (452) عبد الله ابن أمية.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3992) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدوري في "قراءات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (102) ، والحميدي (787) ، والبخاري في "الصحيح" (3230) و (3266) و (4819) ، وفي "خلق أفعال العباد" (604) و (605) ، ومسلم (871) (49) ، وأبو داود (3992) ، والترمذي (508) ، والنسائي في "الكبرى" (11479) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (671) ، والبيهقي في "الكبرى" 3/211، وفي "البعث والنشور" (644) والبغوي (1078) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، ورواية البخاري (323) ، والطبراني: (ونادَوا يا مالِ) بالترخيم.(29/479)
بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمَيَّةَ، ابْنِ أَخِي، يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ، قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْ أَبِي عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ (1) أُبَايِعُهُ عَلَى الْجِهَادِ، وَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ " (2)
17963 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمَيَّةَ (3) ، بِإِسْنَادٍ مِثْلَهُ (4)
17964 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ، وَعَلَيْهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَحْرَمْتُ
__________
(1) بل: ليست في (ظ 13) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. عمرو بن عبد الرحمن وأبوه مجهولان.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن أمية من "تهذيب الكمال" 16/538 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 7/141 من طريق أحمد بن عمرو بن السرح، وابن حبان (4864) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وانظر (17958) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى بن أمية، بزيادة ابن يعلى.
(4) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1171) ، والبيهقي 9/16 والمزي 16/539 من طريق أبي الربيع الزهراني، بهذا الإسناد.
وانظر (17958) .(29/480)
فِيمَا تَرَى، وَالنَّاسُ يَسْخَرُونَ مِنِّي وَأَطْرَقَ هُنَيْهَةً، قَالَ: ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ: " اخْلَعْ عَنْكَ هَذِهِ الْجُبَّةَ، وَاغْسِلْ عَنْكَ هَذَا الزَّعْفَرَانَ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ " (1)
17965 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ بِخَلُوقٍ، وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ، فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، قَالَ: " انْزِعْ هَذِهِ وَاغْتَسِلْ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ مَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وروي عن عطاء، عن صفوان، عن أبيه يعلى، وهو ما صححه غير واحد من أهل العلم، وقد سلف برقم (17948) . منصور: هو ابن زاذان، وعبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/127 من طريق هشيم، عن عبد الملك ومنصور وابن أبي ليلى، عن عطاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "سننه" (835) من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبد الملك، به.
وأخرجه الطيالسي (1323) ، وأبو داود (1820) ، والطحاوي 2/126-127، والبيهقي 5/57 من طرق عن عطاء، به.
وانظر (17948) .
قوله: رع من زعفران، أي: لطخ منه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه الشافعي 1/312، والحميدي (790) ، ومسلم (1180) (7) ، والترمذي (836) ، والنسائي في "المجتبى" 5/142، وفي "الكبرى" (7981) =(29/481)
17966 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، وَكَانَ مِنْ أَوْثَقِ أَعْمَالِي فِي نَفْسِي، وَكَانَ لِي أَجِيرٌ فَقَاتَلَ إِنْسَانًا فَعَضَّ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَانْتَزَعَ أُصْبُعَهُ، فَأَنْدَرَ ثَنِيَّتَهُ (1) ، وَقَالَ: " أَفَيَدَعُ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضِمُهَا؟ " قَالَ: أَحْسَبُهُ " كَمَا يَقْضِمُ الْفَحْلُ " (2)
17967 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ عُمَرَ فِي سَفَرٍ، وَأَنَّهُ طَلَبَ إِلَى عُمَرَ أَنْ يُرِيَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نُزِّلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَعَلَيْهِ سِتْرٌ، مَسْتُورٌ مِنَ الشَّمْسِ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ جُبَّةٌ،
__________
= و (7982) ، وابن الجارود في "المنتقى" (449) ، وابن خزيمة (2671) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (656) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/251-252 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وانظر (17948) .
(1) القائل هو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما في الطرق الأخرى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم، المعروف بابن علية.
وأخرجه ابن سعد 5/456، والبخاري (2265) ، ومسلم (1674) (23) ، والنسائي 8/31 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. ورواية ابن سعد مقتصرة على قول يعلى في أوله دون قصة الأجير.
وانظر (17949) .(29/482)
وَعَلَيْهَا رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَحْرَمْتُ بِعُمْرَةٍ، وَإِنَّ النَّاسَ يَسْخَرُونَ مِنِّي، فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْمَأَ إِلَيَّ عُمَرُ بِيَدِهِ، فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي مَعَهُمْ فِي السِّتْرِ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْمَرٌّ وَجْنَتَاهُ لَهُ غَطِيطٌ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَجَلَسَ، فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْعُمْرَةِ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ: " انْزِعْ جُبَّتَكَ هَذِهِ عَنْكَ، وَمَا كُنْتَ صَانِعًا فِي حَجِّكَ إِذَا أَحْرَمْتَ فَاصْنَعْهُ فِي عُمْرَتِكَ " (1)
17968 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ " (2)
17969 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِبُرْدٍ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وروي عن عطاء، عن صفوان، عن أبيه يعلى وهو ما صححه غير واحد من أهل العلم، وقد سلف برقم (17948) . ابن نمير: هو عبد الله، وعبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء لم يسمع من يعلى، وابن أبي ليلى - واسمه محمد بن عبد الرحمن- ضعيف.
وانظر ما سيأتي برقم (17970) .(29/483)
لَهُ حَضْرَمِيٍّ " (1)
17970 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَى (2) بِشَيْءٍ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع. وهو مكرر (17956) .
(2) كذا في الأصول بإثبات الألف، والجادة حذفها، لأن الفعل مجزوم باللام، وما هنا يمكن تخريجه على أنه لغة لبعض العرب إجراء لحرف العلة مجرى الحرف الصحيح، أو أن الألف للإشباع.
(3) إسناده حسن لأجل أبي بكر بن عياش، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (4013) ، والنسائي 1/200، والطبراني في "الكبير" 22/ (670) ، والبيهقي في "السنن" 1/198، وفي "الأسماء والصفات" ص91 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4012) ، والنسائي في "المجتبى" 1/200، والبيهقي 1/198 من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن يعلى. ولم يذكر فيه صفوان.
وأخرجه عبد الرزاق (1111) عن ابن جريج، عن عطاء، مرسلاً. وذكر فيه قصة.
وانظر (17968) .
قال السندي: فليتوارى، أي: فليستتر من الناس بشيء لحبه تعالى ذلك، لا فليستتر منه تعالى، فإنه غير ممكن.(29/484)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ
* 17971 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ، والْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ، قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجًّا فَرَأَيْتُهُ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَاتَّبَعْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ، أَوِ الْقَدَحِ فَجَلَسْتُ لَهُ بِالطَّرِيقِ، وَكَانَ إِذَا أَتَى حَاجَتَهُ أَبْعَدَ " (1)
__________
(1) هذا الحديث رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد القطان، ورواه عن أحمد ابنه عبد الله، ورواه عبد الله أيضاً عن محمد بن يحيى بن سعيد، وعن يحيى بن معين، كلاهما عن يحيى القطان. ورواه الإمام أحمد فيما سلف برقم (15660) عن عفان بن مسلم، عن يحيى القطان.
وأسانيده كلها صحيحة.(29/485)
حَدِيثُ رَجُلَيْنِ أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17972 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيٍّ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلَانِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَلَّبَ فِيهِمَا الْبَصَرَ، وَرَآهُمَا جَلْدَيْنِ، فَقَالَ: " إِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا، وَلَا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ، وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/99-100، وهو في "الكبرى" (2379) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/244، وفي "السنن المأثورة" (385) ، وأبو عبيد في "الأموال" (1725) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (2069) و (2070) ، وأبو داود (1633) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/15، وفي "شرح مشكل الآثار" (2507) ، والبيهقي في "السنن" 7/14، والبغوي في "شرح السنة" (1598) من طرق كثيرة، عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (7154) عن معمر، والطبراني في "الأوسط" (2743) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عُبيد الله ابن عدي بن الخيار، أن رجلين أتيا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ... فذكراه بصورة المرسل.
وسيأتي برقم (17973) و5/362.
قوله: "لا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب"، سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو عند الرواية (6530) .
قوله: "فَقَلَّبَ" ضبط من التقليب، بالتشديد للمبالغة، ويجوز التخفيف.
"جلدين" أي: قويين.=(29/486)
17973 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلَانِ، أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَ: فَصَعَّدَ فِيهِمَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= "فيها": الضمير للصدقة، على تقدير المضاف، أي: في سؤالها، أو لمصدر السؤال، أي: في المسألة.
"مكتسب"، أي: قادر على الكسب، والمراد أنه لا يحل لهما السؤال، لا أنه لو أدى أحد إليهما لم يحل لهما أخذه، أو لم يُجْزِ عنه، وإلا لم يصح له أن يؤديها إليهما بمشيئتهما، كما يدل عليه قوله: إن شئتما أعطيتكما.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.(29/487)
حَدِيثُ ذُؤَيْبٍ أَبِي قَبِيصَةَ (1)
17974 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ذُؤَيْبًا أَبَا قَبِيصَةَ، حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْعَثُ بِالْبُدْنِ فَيَقُولُ: " إِنْ عَطِبَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَخَشِيتَ عَلَيْهِ، فَانْحَرْهَا، وَاغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، وَاضْرِبْ صَفْحَتَهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ رُفْقَتِكَ " (2)
__________
(1) هو ذؤيب بن حَلْحلة بن عمرو بن كُلَيب الخُزاعي، وقيل: ذؤيب بن حبيب بن حلحلة، وقيل: ذؤيب بن قبيصة. وهو أبو قبيصة بن ذؤيب المدني الفقيه. وكان ذؤيب صاحب بُدْن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يظهر من حديثه. وقيل: إن ذؤيباً أبا قبيصة غير ذؤيب صاحب البدن، وفرّق بينهما أبو حاتم، وابن شاهين، وخطَّأَ ذلك ابنُ عبد البر في "الاستيعاب". قال ابن حجر في "الإصابة" 2/422: ولم يظهر لي كونه خطأ، وأما والد قبيصة فقد ذكر الغلابي عن ابن معين أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتي بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له بعد وفاة أبيه، فهذا يدل على أنه مات في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وهذه الرواية عن ابن معين يعارضها ما في "تاريخه" برواية الدوري حيث قال في ترجمة قبيصة: أبوه روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً، قال: حدثني ذؤيب أبو قبيصة، فذؤيب هذا أبوه.
وتوفي ذؤيب في زمن معاوية.
وقد روي مثل حديث البدن هذا عن ناجية بن جندب الأسلمي الخزاعي، وسيأتي 4/334، وناجية هذا قيل في ترجمته أيضاً: إنه كان صاحب بدن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروي مثله أيضاً عن شهر بن حوشب، قال: حدثني الأنصاري صاحب بدن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسلف (16609) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، لكن قال ابن معين: إن قتادة لم=(29/488)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يسمع من سنان بن سلمة، وقد روى مسلم هذا الحديث فهو عنده محمول على الاتصال. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه ابن خزيمة (2578) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/33-34، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/262، ومسلم (1326) ، وابن ماجه (3105) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2307) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/257، والطبراني في "الكبير" (4213) ، والبيهقي 5/243، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص93-94، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/182، والمزي في ترجمة ذؤيب من "تهذيب الكمال" 8/523 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. وزاد في بعض الطرق عند الطبراني والبيهقي في آخر الحديث: "واقسمها".
وسيأتي بعده برقم (17975) .
وأخرجه ابن خزيمة بإثر (2578) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، به، لكن قال: عن ابن عباس، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث مع ذؤيب ببدن. لم يذكر سماع ابن عباس من ذؤيب. قلنا: وقد سلف الحديث كذلك في مسند ابن عباس برقم (1869) ، لكن لم يذكر فيه ابن عباس اسم ذؤيب فقال: رجل.
وروي الحديث عن قتادة مرسلاً، وستأتي الإشارة إليه في الحديث الآتي بعده (17975) .
وروي عن سنان بن سلمة، عن أبيه سلمة بن المحبق، وسيأتي 5/6-7، وإسناده ضعيف، فيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف. ومعاذ بن سعوة (تحرف في الطبعة الميمنية إلى معاوية) لم يرو عنه غير ابن أبي المخارق، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين. وصواب هذا
الإسناد: سنان بن سلمة، عن ابن عباس، عن ذؤيب كما في حديثنا.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1869) .
وعن عمرو بن خارجة، سلف برقم (17666) .=(29/489)
17975 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ذُؤَيْبًا، أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مَعَهُ بِبَدَنَتَيْنِ، وَأَمَرَهُ " إِنْ عَرَضَ لَهُمَا شَيْءٌ، أَوْ عُطِبَتَا (1) أَنْ يَنْحَرَهُمَا، ثُمَّ يَغْمِسَ نِعَالَهُمَا فِي دِمَائِهِمَا، ثُمَّ يَضْرِبَ بِنَعْلِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَفْحَتَهَا، وَيُخْلِيَهَا (2) لِلنَّاسِ (3) ، وَلَا يَأْكُلَ مِنْهَا هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ يَقُولُهُ مُرْسَلًا (4) يَعْنِي مَعْمَرًا، عَنْ
__________
= وعن الأنصاري صاحب بدن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (16609) .
وعن ناجية الخزاعي، سيأتي 4/334.
وعن أبي قتادة عند ابن خزيمة (2580) ، والطبراني في "الأوسط" (4885) ، والبيهقي 5/244. قال ابن خزيمة: هذا الحديث مرسل، بين أبي الخليل وأبي قتادة رجل. قلنا: وفي إسناده أيضاً محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف.
قوله: "يبعث بالبدن"، قال السندي: البدن بضم فسكون، جمع بدنة بفتحتين، أي: يبعث معه بالبدن كما في مسلم.
عطب، كسمع، أي: عجز.
فخشيت عليه، أي: الهلاك.
نعلها، أي: قلادتها.
رفقتك، بضم الراء أو كسرها وسكون الفاء، منعهم عن ذلك لأنه إذا حل لهم الأكل فربما يذبحون بأدنى سبب طمعاً في الأكل.
(1) في (م) : أو عطبة.
(2) في (م) : ويخليهما.
(3) في (ظ 13) ونسخة في (س) : والناس.
(4) في (م) و (ق) : يقول مرسل.(29/490)
قَتَادَةَ، ثُمَّ كَتَبْتُهُ لَهُ مِنْ كِتَابِ سَعِيدٍ، فَأَعْطَيْتُهُ فَنَظَرَ فَقَرَأَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ وَلَكِنِّي أَهَابُ إِذَا لَمْ أَنْظُرْ فِي الْكِتَابِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4212) ، والبيهقي 5/243، والمزي في "تهذيب الكمال " 5/524 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وزاد الطبراني والبيهقي: أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذؤيباً أن يقسمها.
ورواية معمر المرسلة المذكورة في آخره أخرجها البخاري في "تاريخه" 3/262 من طريق عبد الرزاق، به.
وانظر ما قبله.(29/491)
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ
17976 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمِّهِ، - قَالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ: سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ - قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ يُرِيدُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا، - قَالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ: ُثبَيتَة (1) ابْنَةَ الضَّحَّاكِ يُرِيدُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا -، فَقُلْتُ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفْعَلُ هَذَا؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَلْقَى اللهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا " (2)
17977 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، يُطَارِدُ ثُبَيْتَةُ ابْنَةَ الضَّحَّاكِ أُخْتَ أَبِي
__________
(1) أُثبتت في (ظ 13) بدون نقط، وفي هامشها: ثُبَيتة، وفي (س) : بُثَيْنَة، وهي ثبيتة بنت الضحاك أخت أبي جَبيرة وثابت ابني الضحاك، وقيل في اسمها أيضاً: نبيتة، بالنون. وذكرها ابن حجر في "الإصابة" 7/549، في القسم الثاني من حرف الثاء من النساء، وهو القسم الخاص بمن ذكروا في الصحابة من الذين ولدوا في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دون سن التمييز.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال محمد بن سليمان، وهو ابن أبي حَثْمَة، والحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعنه، واختلف فيه عليه، وبيناه فيما سلف برقم (16028) ، وانظر ما بعده.(29/492)
جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ وَهِيَ عَلَى إِجَّارٍ لَهُمْ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
17978 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا (2) شَيْئًا؟ فَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَقَالَ: " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي لَهَا بِالسُّدُسِ "، فَقَالَ: هَلْ سَمِعَ ذَلِكَ مَعَكَ أَحَدٌ؟ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي لَهَا بِالسُّدُسِ " " فَأَعْطَاهَا أَبُو بَكْرٍ السُّدُسَ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف. وانظر ما قبله.
قوله: "إجَّار لهم" قال ابن الأثير: الإجَّار بالكسر والتشديد، السطح الذي ليس حواليه ما يرد الساقط عنه، والإنجار بالنون لغة فيه، والجمع الأجاجير والأناجير.
(2) يعني في ميراث الجدة، كما في الروايات الأخرى للحديث.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على الزهري، والصواب أن بينه وبين قبيصة عثمانُ بن إسحاق بن خرشة، وعثمان هذا وثقه ابن معين، وستأتي روايته (17980) ، وفيه أيضاً علة أخرى، هي أن قبيصة لم يشهد القصة، فلم يثبت سماعه من أبي بكر، لكنه تابعي كبير، ولد على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجل روايته عن الصحابة، فلعله سمعه من محمد بن مسلمة أو المغيرة بن شعبة أو صحابي غيرهما، وعلى الرغم من أن ظاهره الإرسال، فقد صححه الترمذي وابن حبان، وقال الحافظ في "التلخيص" 3/82: إسناده صحيح لثقة رجاله، إلا أن صورته مرسل. قلنا: وله شواهد تجبره، وتدل على صحته.
والحديث عند عبد الرزاق في "المصنف" (19083) ، ومن طريقه أخرجه=(29/493)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الطبراني في "الكبير" 19/ (510) و20/ (1067) ، وفي "مسند الشاميين" (2126) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/96. وزادوا في آخره: فلما كانت خلافة عمر جاءته الجدة التي تخالفها، فقال عمر: إنما كان القضاء في غيرك، ولكن إذا اجتمعتما فالسدس بينكما، وأيكما خلت به فهو لها.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6341) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (80) ، وابن أبي شيبة 11/320، والنسائي في "الكبرى" (6339) و (6340) و (6342) و (6343) و (6344) ، وابن ماجه (2724) ، وأبو يعلى (120) ، والحاكم في "المستدرك" 4/338 من طرق عن الزهري، به. وذكروا قصة عمر بن الخطاب في آخره إلا النسائي والحاكم، وجاء في رواية النسائي (6339) - وهي من طريق صالح بن كيسان- تصريح الزهري بسماعه من قبيصة، قال النسائي كما في "التحفة" 8/362: حديث صالح خطأ، لأنه قال: إن قبيصة أخبره، والزهري لم يسمعه من قبيصة.
تنبيه: جاء في رواية النسائي (6342) تعيين الجدة التي جاءت إلى أبي بكر أنها أُم الأُم، والصواب أن الحديث لم يعين من هي الجدة، وقد روى الزهري الحديث على الشك، أُمّ الأم أو أُمّ الأب، ونص في رواية النسائي (6339) بقوله: لا أدري أي الجدتين هي.
وأخرجه الترمذي (2100) من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا الزهري، قال مرة: قال قبيصة، وقال مرة: عن رجلِ عن قبيصة بن ذؤيب. فذكره. وزاد في آخره: ثم جاءت الجدة الأخرى التي تخالفها إلى عمر. قال سفيان: وزادني فيه معمر عن الزهري، ولم أحفظه عن الزهري، ولكن حفظته من معمر، أن عمر قال: إن اجتمعتما فهو لكما، وأيتكما انفردت به فهو لها.
وأخرجه النسائي (6345) من طريق سفيان، قال: سمعت الزهري يحدث عن رجل عن قبيصة، فذكره.=(29/494)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وروي عن الزهري بتسمية الرجل الذي بينه وبين قبيصة وهو عثمان بن إسحاق بن خرشة، وسيأتي (17980) ، وهذه الرواية هي الصواب كما قال غير واحد.
وأخرجه الدارمي (2939) من طريق الأشعث بن سوار، عن الزهري، قال: جاءت إلى أبي بكر جدة ... فذكره، وذكر معه قول عمر في آخره، وهو معضل.
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت، سيأتي 5/326-327، وراويه عن عبادة مجهول، ولم يسمع منه.
وثان من حديث بريدة الأسلمي، أخرجه أبو داود (2895) ، والنسائي (6338) ، والدارقطني 4/91، والبيهقي 6/234-235 من طريق أبي المنيب عبيد الله العتكي، عن ابن بريدة، عن أبيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل للجدة السدس إذا لم يكن دونها أم. وأبو المنيب العتكي مختلف فيه، قال الترمذي: وحديث قبيصة أحسن.
وثالث من حديث ابن عباس عند ابن ماجه (2725) ، والبيهقي 6/234، وفيه شريك بن عبد الله النخعي، وليث بن أبي سليم، وهما ضعيفان.
ورابع من حديث معقل بن يسار عند الدارقطني 4/91، والبيهقي 6/235.
قال البيهقي: والمحفوظ حديث معقل في الجد. قلنا: يعني أن حديثه في الجدة خطأ، وسيأتي حديث الجد 5/27.
وخامس من حديث ابن مسعود عند الترمذي (2102) ، ولفظه: إنها أول جدة أطعمها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سدساً مع ابنها وابنها حي. قال الترمذي: لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد وَرَّث بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجدة مع ابنها، ولم يورِّثها بعضهم.
وأخرج مالك في "الموطأ" 2/513-514، وعبد الرزاق (19084) ، وسعيد بن منصور (81) و (82) ، والدارقطني 4/90- 91، والبيهقي 6/235، من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر أنه قال: أتت الجدتان إلى أبي بكر=(29/495)
17979 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: إِنَّ عَلِيًّا بَعَثَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَجِيءَ بِهِ فَقَالَ: مَا خَلَّفَكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ ابْنُ عَمِّكَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَيْفًا، فَقَالَ: " قَاتِلْ بِهِ مَا قُوتِلَ الْعَدُوُّ،، فَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَاعْمَدْ بِهِ إِلَى صَخْرَةٍ، فَاضْرِبْهُ بِهَا، ثُمَّ الْزَمْ بَيْتَكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ "، قَالَ: خَلُّوا عَنْهُ (1)
__________
= الصديق، فأراد أن يجعل السدس للتي من قبل الأم، فقال له رجل من الأنصار: أما إنك تترك التي لو ماتت وهو حي كان إياها يرث، فجعل أبو بكر السدس بينهما. وإسناده إلى القاسم بن محمد صحيح. لكن القاسم لم يدرك جده أبا بكر.
(1) حسن بمجموع طرقه. سهل بن أبي الصلت صدوق، وزيد بن الحباب والحسن البصري ثقتان، لكن الحسن لم يشهد القصة، فإنه لم يثبت سماعه من علي ولا من محمد بن مسلمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (523) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/444، وابن أبي شيبة 15/22 من طريق هشام بن حبان، عن الحسن، عن محمد بن مسلمة. وعند ابن سعد: عن الحسن أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لمحمد. ولم يذكرا قصة علي بن أبي طالب.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1311) من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، عن محمد بن مسلمة، ورجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (524) من طريق بعض ولد محمد بن مسلمة، عن=(29/496)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= محمد بن مسلمة، وإسناده ضعيف.
وسيأتي (17982) من طريق أبي الأشعث الصنعاني، عن محمد بن مسلمة. وبمجموع هذه الطرق يحسن الحديث.
وقد سلف برقم (16029) ، وفيه قصة مطولة، فانظره.
ويشهد له حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12968) ، وإسناده حسن.
وحديث سعد بن زيد الأشهلي عند الطبراني (5424) ، والحاكم 3/117-118، وإسناده حسن في المتابعات.
وقد أخرج أبو داود (4663) من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لمحمد بن مسلمة: "لا تضرك الفتنة"، ورجاله ثقات، لكنه من رواية محمد بن سيرين عن حذيفة بن اليمان، ولم يثبت سماعه منه.
وأخرج ابن سعد 3/444-445، وأبو داود (4664) و (4665) ، والحاكم 3/433-434 عن حذيفة أنه قال: إني لأعلم رجلاً لا تضره الفتنة شيئاً، يعني محمد بن مسلمة، وذكر فيه قصة اعتزاله.
وفي باب الأمر باعتزال الفتنة، وكسر السلاح، عن أبي هريرة عند البخاري (3601) ، ومسلم (2886) (10) و (12) . وقد سلف برقم (7796) .
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (19) ، وقد سلف (11032) .
وعن حذيفة بن اليمان عند البخاري (3606) ، وسيأتي 5/386-387.
وعن أبي بكرة عند مسلم (2887) (13) ، وسيأتي 5/48.
وعن نوفل بن معاوية عند البخاري (3602) ، ومسلم (2886) (11) .
وعن سعد بن أبي وقاص، سلف (1609) .
وعن ابن مسعود، سلف (4286) .
وعن عبد الله بن عمر، سلف (5708) و (5754) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف (6508) .=(29/497)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن كرز الخزاعي، سلف (15919) .
وعن خرشة بن الحر، سلف 4/106.
وعن أبي موسى الأشعري، وخباب بن الأرت، وأبي ذر الغفاري، وخالد ابن عرفطة، وحذيفة بن اليمان، وأم مالك البهزية، وستأتي أحاديثهم على التوالي 4/408 و5/110 و149 و292 و389 و6/419.
وعن عبادة بن الصامت عند الحاكم 4/458، وصححه، ووافقه الذهبي.
وعن جندب بن عبد الله بن سفيان عند الطبراني (1724) .
وعن سهل بن سعد عند الطبراني (5868) و (5984) .
وقد عورضت هذه الأحاديث بأحاديث أخرى تأمر بالمدافعة، إذا ظلم المرء أو أريد ماله أو نفسه بسوء، مثل حديث عبد الله بن عمرو: "من قتل دون ماله فهو شهيد"، وقد سلف برقم (6522) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال الحافظ في "الفتح" 13/31: "والمراد بالفتنة: ما ينشأ عن الاختلاف في طلب الملك حيث لا يعلم المحق من المبطل.
قال الطبري: اختلف السلف: فحمل ذلك بعضهم على العموم، وهم من قعد عن الدخول في القتال بين المسلمين مطلقاً، كسعد، وابن عمر، ومحمد ابن مسلمة، وأبي بكرة في آخرين. وتمسكوا بالظواهر المذكورة وغيرها.
وقالت طائفة: بل بالتحول عن بلد الفتن أصلاً.
ثم اختلفوا فمنهم من قال: إذا هجم عليه شيء من ذلك يكف يده ولو قتل.
ومنهم من قال: بل يدافع عن نفسه، وعن ماله، وعن أهله، وهو معذور إن قتَل أو قُتِلَ.
وقال آخرون: إذا بغت طائفة على الإمام فامتنعت من الواجب عليها ونصبت الحرب وجب قتالها. وكذلك لو تحاربت طائفتان وجب على كل قادر الأخذ على يد المخطئ، ونصر المصيب. وهذا قول الجمهور.=(29/498)
* 17980 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الرَّازِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ خَرَشَةَ، وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خَرَشَةَ (1) ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، مِثْلَهُ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خَرَشَةَ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَلَمْ يُسْنِدْهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَحَدٌ إِلَّا مَالِكٌ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، قَالَ: جَاءَتِ الْجَدَّةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ لَكِ فِي كِتَابِ اللهِ شَيْئًا، وَلَا أَعْلَمُ لَكِ
__________
= وفصل آخرون، فقالوا: كل قتال وقع بين طائفتين من المسلمين حيث لا إمام للجماعة فالقتال حينئذ ممنوع، وتنزل الأحاديث التي في هذا الباب وغيره على ذلك. وهو قول الأوزاعي.
قال الطبري: والصواب أن يقال: إن الفتنة أصلها الابتلاء، وإنكار المنكر واجب على كل من قدر عليه، فمن أعان المحق أصاب، ومن أعان المخطئ أخطأ، وإن أشكل الأمر، فهي الحالة التي ورد النهي عن القتال فيها.
وذهب آخرون إلى أن الأحاديث وردت في حق ناس مخصوصين، وأن النهي مخصوص بمن خوطب بذلك.
وقيل: إن أحاديث النهي مخصوصة بآخر الزمان حيث يحصل التحقق أن المقاتلة إنما هي في طلب الملك. وقد وقع في حديث ابن مسعود الذي أشرت إليه: قلت: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال: "أيام الهرج" قلت: ومتى؟
قال: "حين لا يأمن الرجل جليسه". انتهى.
(1) في (م) : عثمان بن خرشة.(29/499)
فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَيْءٍ، حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ، فَسَأَلَ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ لَهَا السُّدُسَ "، فَقَالَ: مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ؟ أَوْ مَنْ يَعْلَمُ مَعَكَ؟ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَنْفَذَهُ لَهَا وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى: هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ؟ (1)
__________
(1) هذا الحديث من رواية مالك عن الزهري، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة، عن قبيصة بن ذؤيب. ورواه عن مالك ثلاثة شيوخ، في الإسناد الأول رواه الإمام أحمد عن إسحاق بن سليمان الرازي، عن مالك، وقال في إسناده: عثمان بن خرشة. وفي الإسناد الثاني رواه عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع عن مالك، وقال: عثمان بن إسحاق بن خرشة. والإسناد الثالث زاده عبد الله بن
أحمد، فرواه عن مصعب الزبيري، عن مالك. وقال: عثمان بن إسحاق بن خرشة من بني عامر بن لؤي.
والحديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن إسحاق بن خرشة، فلم يرو عنه غير الزهري، ووثقه ابن معين، وعلى الرغم من توثيق ابن معين قال الذهبي: لا يعرف. وقال. ابن عبد البر في "التمهيد" 11/90: لا أعرفه بأكثر من رواية الزهري عنه، لكن ذكره أهل النسب.
وقد اختلف فيه على الزهري، وذكرنا الاختلاف عليه فيما سلف برقم (17978) . والصواب رواية حديثنا هذه، قال ذلك الذهلي كما في "التمهيد" 11/95، وقال الدارقطني كما في "التلخيص الحبير" 3/82: يشبه أن يكون الصواب قول مالك ومن تابعه.
والحديث عند مالك في "الموطأ" 2/513. وفيه زيادة في آخره: ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب تسأله ميراثها، فقال لها: ما لك في كتاب الله شيء، وما كان القضاء الذي قضي به إلا لغيرك. وما أنا بزائد في=(29/500)
17981 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا قَذَفَ اللهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا " (1)
17982 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو عُمَرَ،
__________
= الفرائض شيئاً. ولكنه ذلك السدس، فإن اجتمعتما فهو بينكما، وأيتكما خلت به فهو لها.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/91 من طريق مصعب الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2894) ، والترمذي (2101) ، وابن ماجه (2724) ، والنسائي في "الكبرى" (6346) ، وابن الجارود في "المنتقى" (959) ، وأبو يعلى (119) ، وابن حبان (6031) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (511) و20/ (1068) ، وفي "مسند الشاميين " (2125) ، والبيهقي 6/234، والبغوي في "شرح السنة" (2221) ، والمزي في ترجمة إسحاق بن عثمان من "تهذيب
الكمال" 19/338-339 و339-340 من طرق عن مالك، به. وذكروا قصة عمر بن الخطاب، غير أبي يعلى والمزي 19/338-339، ورواية أبي يعلى مختصرة. قال الترمذي: وهو أصح من حديث ابن عيينة، يعني الذي رواه عنده (2100) على الشك في إدخال الرجل بين الزهري وقبيصة، وقال البغوي: هذا حديث حسن.
وقوله: لم يسنده عن الزهري أحد إلا مالك، يعني لم يذكره موصولاً بين الزهري وقبيصة إلا مالك، وقد تابع مالكاً عليه أبو أويس، وذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 11/95، وقال: ولم يجوده.
وانظر (17978) .
(1) إسناده ضعيف لأبهام الرجل من أهل البصرة. وكيع: هو ابن الجراح، وثور: هو ابن يزيد الكلاعي. وانظر (16028) .(29/501)
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: بَعَثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، دَخَلْتُ عَلَى فُلَانٍ - نَسِيَ زِيَادٌ اسْمَهُ (1) - فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَنَعُوا مَا صَنَعُوا، فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ أَدْرَكْتَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْفِتَنِ، فَاعْمَدْ إِلَى أُحُدٍ، فَاكْسِرْ بِهِ حَدَّ سَيْفِكَ، ثُمَّ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ "، قَالَ: " فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ، فَقُمْ إِلَى الْمَخْدَعِ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْكَ الْمَخْدَعَ فَاجْثُ عَلَى رُكْبَتَيْكَ، وَقُلْ بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ، فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ " فَقَدْ كَسَرْتُ حَدَّ سَيْفِي، وَقَعَدْتُ فِي بَيْتِي (2)
__________
(1) المثبت من (ظ13) و"أطراف المسند" 5/262، وفي (م) وباقي النسخ: سَمَّى زياد اسمه.
(2) إسناده حسن من أجل زياد بن مسلم، ويقال: زياد بن أبي مسلم الصفار، فقد وثقه أحمد وأبو داود، وقال أبو زرعة: لا بأس به، واختلف قول ابن معين فيه فوثقه مرة، وضعفه أخرى، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وليس بقوي في الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، فيه لين.
وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأشعث الصنعاني: هو شراحيل بن آده، من صنعاء دمشق. والصحابي الذي نسي زياد اسمه هو: عبد الله بن أبي أوفى، كما جاء مصرحاً به عند البزار، وقال الحافظ في "أطراف المسند" 5/263: وسماه جرير بن حازم في روايته عن زياد بن مسلم: محمد بن
مسلمة، أخرجه إسحاق في "مسنده" عن وهب، عن أبيه.
قلنا: لم يدرك محمد بن مسلمة أيام يزيد بن معاوية، فقد توفي في أوائل خلافة معاوية، نحو (43هـ) على أحد الأقوال.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3377) من طريق بشر بن محمد بن أبان،=(29/502)
حَدِيثُ عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ (1)
17983 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْيَدُ الْمُعْطِيَةُ خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (2)
__________
= عن ابن أبي مسلم، عن أبي الأشعث الصنعاني، قال: بعثني يزيد بن معاوية إلى عبد الله ابن أبي أوفى، فذكر الحديث. قلنا: وإسناده حسن، وعبد الله بن أبي أوفى قد أدرك زمن يزيد بن معاوية، ومات سنة سبع وثمانين.
وانظر ما سلف برقم (17979) .
(1) قال السندي: هو عطية بن عروة، وقيل: ابن عمرو، وقيل: ابن سعد، وقيل: ابن قيس السعدي، قيل: هو من بني سعد بن بكر، وقيل: من بني جشم بن سعد، صحابي معروف، له أحاديث، نزل الشام.
قلنا: ذكر في ترجمة هذا الصحابي أنه كان ممن كلم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سبي هوازن، فإن صح ذلك فهو من بني سعد بن بكر، لأنهم الحي الذي استرضع فيهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكلموه بهذه الرضاعة، والله أعلم.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. محمد بن عطية بن عروة لم يرو عنه غير ابنه عروة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، لكنه تابعي كبير، وقد روى هذا الحديث عن أبيه، فمثله يصلح حديثه للمتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات غير عروة بن محمد، فقد روى عنه جمع،
ووثقه ابن حبان، وكان والياً لعمر بن عبد العزيز، معروف بصلاحه، فهو حسن الحديث. وللحديث شواهد بأسانيد صحيحة.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/308 عن عبد الله بن=(29/503)
17984 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَشَاطَ السُّلْطَانُ، تَسَلَّطَ الشَّيْطَانُ " (1)
__________
= أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (16406) و (20055) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (485) ، والبزار (916- كشف الأستار) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1264) ، والطبراني في "المعجم الكبير" 17/ (441) ، وفي "الأوسط" (3016) . وأكثرهم قال: "اليد المُنطِية"، أي: المعطية.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/430، وابن أبي عاصم (1268) ، وابن قانع 2/307-308، والطبراني 17/ (442) ، والحاكم 4/327، والبيهقي 4/198، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/145 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والطبراني 17/ (447) من طريق عبد الله بن تميم، كلاهما عن عروة، به. وذكر قصة وفد قوم عطية، وفيها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: "إن اليد المنطية هي العليا، وإن السائلة هي السفلى".
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4474) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال محمد بن عطية، فلم يرو عنه غير ابنه عروة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد تفرد بهذا الحديث، وعروة ولده صدوق، وأمية بن شبل وإبراهيم بن خالد- وهو الصنعاني المؤذن- ثقتان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (444) عن عبد الله بن أحمد، وعن محمد بن عبد الله الحضرمي، كلاهما عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1266) و (1432) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/308، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1399) من طريق إبراهيم بن خالد، به. =(29/504)
17985 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ صَنْعَانِيٌّ مُرَادِيٌّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: إِذْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ أَغْضَبَهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ غَضِبَ قَامَ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْنَا وَقَدْ تَوَضَّأَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَطِيَّةَ - وَقَدْ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ " (1)
__________
= قال السندي: "إذا استشاط السلطان"، أي: إذا تلهب وتحرق من شدة الغضب، وصار كأنه نار تلتهب، تسلط عليه الشيطان، فأغراه بالإيقاع بمن غضب عليه، من "شاط يَشيط" إذا كان يحترق. كذا في "المجمع" قلت (القائل السندي) : والمقصود أنه لا ينبغي للسلطان أن يعتاد الغضب، بل ينبغي له الصبر وضبط النفس وقطع عادة الغضب عنه، أو أنه لا ينبغي للناس أن يغضبوا السلاطين مهما أمكن، بل ينبغي لهم مراعاتهم والمداراة معهم.
وقال المناوي في "فيض القدير" 1/275: ولهذا شرع حبس المجرم حتى ينظر في جرمه ويكرر النظر، فقد قال بعض المجتهدين: ينبغي للسلطان تأخير العقوبة حتى ينقضي سلطان غضبه، وتعجيل مكافأة المحسن، ففي تأخير العقاب إمكان العفو، وفي تعجيل المكافأة بالإحسان المسارعة للطاعة.
(1) إسناده ضعيف. أبو وائل الصنعاني المرادي هو القاص، وذكر بعضهم أنه عبد الله بن بحير بن رَيْسان، وهو كذلك في "التهذيب"، والراجح أنهما اثنان، فقد فرق بينهما ابن حبان في "المجروحين" 2/24-25، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/193، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 100/350 و353. وأبو وائل هذا قيل في اسمه: عبد الله بن بحير أيضاً، وهو غير ابن ريسان، وذكره أبو أحمد الحاكم في كتابه "الكنى" فيمن عرف بكنيته =(29/505)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ولا يوقف على اسمه. وهو ضعيف. وإبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، وهو ثقة، وعروة بن محمد صدوق، وأبوه محمد مجهول، وقد انفرد بهذا الحديث.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/307، والطبراني في "الكبير" 17/ (443) ، وابن حبان في "المجروحين" 2/25، والبغوي في "شرح السنة" (3583) ، والمزي في ترجمة عروة بن محمد من "تهذيب الكمال" 20/34-35 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/8، وأبو داود (4784) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1267) و (1431) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8291) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 20/34-35 من طريق إبراهيم بن خالد، به. ورواية ابن أبي عاصم (1267) : "الغضب جمرة من نار".
وله شاهد لا يفرح به من حديث معاوية بن أبي سفيان عند أبي نعيم في "الحلية" 2/130، وفيه ياسين بن معاذ الزيات، وهو ضعيف، وتحرف في مطبوع "الحلية" ياسين عن عبد الله، إلى: ياسين بن عبد الله، وفيه الأمر بالاغتسال بدل الوضوء.
ولقوله: "الغضب من الشيطان" شاهد من حديث سليمان بن صرد عند البخاري (3282) ، ومسلم (2610) ، وسيأتي 6/394، ولفظه: استب رجلان عبد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل أحدهما تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فقال الرجل: وهل ترى بي من جنون؟ وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/441، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (8283) ، وزاد في آخره: فتلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم".
وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري في مسنده برقم (11143) قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم". وإسناده ضعيف.(29/506)
تَمَامُ حَدِيثِ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ (1)
17986 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ (2) الْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي حَارِثَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ عَامِلًا عَلَى الْيَمَامَةِ، وَأَنَّ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَيُّمَا رَجُلٍ سُرِقَ مِنْهُ سَرِقَةٌ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا بِالثَّمَنِ حَيْثُ وَجَدَهَا، قَالَ: فَكَتَبْتُ (3) إِلَى مَرْوَانَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّهُ إِذَا
__________
(1) سيأتي حديث أسيد بن حضير في مسند الكوفيين 4/351 (ميمنية) ، ونذكر ترجمته هناك.
(2) كذا وقع في هذه الرواية: أسيد بن حضير، وهو خطأ، صوابه: أسيد ابن ظهير. والخطأ فيه من ابن جريج، قال الإمام أحمد: هو في كتابه- يعني ابن جريج-: أسيد بن ظهير، ولكن كذا حدثهم بالبصرة. ذكره عنه أبو داود قي "المراسيل" ضمن الحديث (192) .
قلنا: ويدل على خطئه هنا قوله: من بني حارثة، وبنو حارثة من الخزرج، ومنهم أُسيد بن ظهير، أما أسيد بن حضير فهو من بني عبد الأشهل من الأوس. ويدل كذلك على خطئه أن أسيد بن حضير مات زمن عمر رضي الله عنه، ولم يدرك خلافة معاوية. وقد نبه على خطأ هذه الرواية المزي في
"التحفة" 1/72، وابن حجر في "إتحاف المهرة" 1/370.
وأسيد بن ظهير: هو ابن رافع بن عدي الخزرجي الأنصاري، له صحبة، وكان من المستصغرين يوم أحد، وشهد الخندق، وكان أبوه ظهير بن رافع من أهل بيعة العقبة. "طبقات ابن سعد" 4/369.
(3) المثبت من (م) و (س) ، وفي (ظ 13) وهامش (س) : فكتب، وفي (ق) : فكتب إليه، وهو خطأ.(29/507)
كَانَ الَّذِي ابْتَاعَهَا مِنَ الَّذِي سَرَقَهَا غَيْرَ مُتَّهَمٍ، خُيِّرَ سَيِّدُهَا، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَ الَّذِي سُرِقَ مِنْهُ بِالثَّمَنِ، وَإِنْ شَاءَ اتَّبَعَ سَارِقَهُ "، قَالَ: وَقَضَى بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، لكنه من مسند أسيد بن ظهير، وجاءت هذه الرواية خطأ: ابن حضير، وقد ذكر المزي في "التحفة" 1/72 أن رواية روح بن عبادة جاءت على الصواب: أسيد بن ظهير، والذي في نسخنا: ابن حضير. وأسيد ابن ظهير قد روى له أصحاب السنن. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال
الشيخين. ابن جريح: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعكرمة: هو ابن خالد ابن العاص المخزومي.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (192) ، والنسائي 7/312-313، من طريق حماد بن مسعدة، والحاكم 2/35-36 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريح، بهذا الإسناد. وزاد أبو داود والحاكم في آخر القصة: قال: فكتب مروان إلى معاوية بكتابي، فكتب معاوية إلى مروان: إنك لست
أنت ولا أسيد تقضيان علي فيما وليت، ولكني أقضي عليكما، فانْفُذْ لما أمرتُك به، وبعث مروان بكتاب معاوية إلي، فقال أسيد: قضى بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر، والله لا أقضي بغير ذلك أبداً. ورواية النسائي مختصرة.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/41 من طريق سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، به. لكن جعله من مسند أسيد بن ظهير على الصواب، ولم يذكر القصة.
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" 2/265 من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي، عن حماد بن مسعدة، عن ابن جريج، به.
ولم ينسب أسيداً، وقال أبو نعيم: أخرج أبو مسعود هذا الحديث في "مسنده" في ترجمة أسيد بن ظهير.
وسيأتي برقم (17987) على الصواب من مسند أسيد بن ظهير، وبرقم (17988) من مسند أسيد بن حضير.=(29/508)
17987 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً فَذَكَرَ مِثْلَهُ، قَالَ: سَمِعْنَا (1) أَنَّهُ يُقَالُ خُذْ مَالَكَ حَيْثُ وَجَدْتَهُ (2) ، وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي (3) عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ ظُهَيرٍ (4)
__________
= وفي الباب عن سمرة بن جندب بلفظ: "إذا سرق من الرجل متاع، أو ضاع له متاع، فوجده بيد رجل بعينه، فهو أحق به، ويرجع المشتري على البائع بالثمن". وعنه أيضاً بلفظ: "المرء أحق بعين ماله حيث عرفه، ويتبع البيع بيعه". وسيأتيان 5/13.
قال السندي: قوله: "إذا كان الذي ابتاعها"، أي: اشتراها.
قوله: "غير متهم" بالنصب، خبر كان، أي: يكون أميناً مصدقاً في دعوى الشراء، وقد جاء خلافه أيضاً- يعني حديث سمرة-، لكن إن ثبت أن الخلفاء قضوا بهذا، فينبغي أن يكون العمل به أرجح، إلا أن العلماء أخذوا بخلافه، وهو أن المالك أحق بمتاعه، فيأخذه ممن اشترى من السارق، كما يأخذه من السارق من غير شيء. والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : سمعت.
(2) هذا الأثر عن عطاء بن أبي رباح إسناده صحيح. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (18828) ، ولفظه بتمامه: عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: سرق رجل مالي، فوجدته قد باعه، قال: فخذه حيث وجدته، قلت: وائتمنتُه عليه، فخانه فباعه، قال: خذه حيث وجدته، سبحان الله! ما هو إلا مالك، قلت: فاستعارنيه فباعه، قال: وكذلك فخذه، قال: قلت: فسرق رجل عبداً لي، فمهره
امرأة وأصابها، قال: سمعنا أنه يقال: خذ مالك حيث وجدته، فخذ عبدك منها.
(3) القائل هو: ابن جريج.
(4) المثبت من (ظ 13) ، وهو الموافق لما في "مصنف" عبد الرزاق (18829) ، وذكر الحافظ المزي في "التحفة" 1/72، وابن حجر في "الإتحاف" 1/370=(29/509)
الْأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ أَحَدَ بَنِي حَارِثَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ عَامِلًا عَلَى الْيَمَامَةِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
17988 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرِ بْنِ سِمَاكٍ، حَدَّثَهُ قَالَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ إِذَا سُرِقَ الرَّجُلُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
= أن عبد الرزاق روى الحديث على الصواب: ابن ظهير. وأما في (م) وباقي النسخ عدا (ظ 13) و"أطراف" ابن حجر فهو: ابن حضير. وهو خطأ.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه أسيد بن ظهير، فقد روى له أصحاب السنن.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (18829) ، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "أطراف المسند" 1/261 و"إتحاف المهرة" 1/370، والنسائي 7/333، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/263-264، والضياء في "المختارة" (1475) . وتحرف في مطبوع النسائي أسيد بن ظهير إلى أسيد بن حضير. وصوبناه من "التحفة"، ومن "المختارة" للضياء المقدسي، فقد أخرجه من طريقه.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده قوي، لكن صحابيه هو أسيد بن ظهير بن رافع الخزرجي، وقوله هنا: أسيد بن حضير بن سماك خطأ من ابن جريج كما أسلفنا، وباقي رجال الحديث ثقات غير هوذة بن خليفة، فهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (555) ، والحاكم 2/35-36، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/264، والضياء المقدسي في "المختارة" (1461) من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد.
وانظر (17986) .(29/510)
حَدِيثُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ
17989 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبد اللهِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ " أَوْ " إِلَى جَانِبِ لُدٍّ " (2)
__________
(1) المثبت من (ظ13) ، وهو الموافق لما في الموضع السالف برقم (15469) ، و"مصنف" عبد الرزاق، وفي (م) وباقي النسخ عدا (ظ13) : عبيد الله.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن عبد الله بن ثعلبة. وهو مكرر (15469) ، وقد جاء اسم التابعي فيه هناك: عبد الله بن يزيد، وجاء في حديثنا هنا: عبد الله بن زيد، وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20835) : عبد الله بن زيد، وكلا الاسمين خطأ، والصواب أن اسم الراوي:
عبد الرحمن بن يزيد كما حققناه في الموضع السالف.
وله شاهد من حديث النواس بن سمعان عند مسلم (2937) (110) ، وسيأتي برقم (17629) .
وشاهد ثان من حديث عائشة، سيأتي 6/75.
وجاء في حديث سفينة مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الدجال، وسيأتي 5/221: "يهلكه الله عند عقبة أَفِيق". وبنحوه جاء من حديث عثمان بن أبي العاص السالف برقم (17902) .(29/511)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ (1)
17990 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ وَيَثْنِيَ رِجْلَهُ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، وَالصُّبْحِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَتْ حِرْزًا مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَلَمْ يَحِلَّ لِذَنْبٍ يُدْرِكُهُ إِلَّا الشِّرْكَ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ عَمَلًا، إِلَّا رَجُلًا يَفْضُلُهُ، يَقُولُ: أَفْضَلَ مِمَّا قَالَ " (2)
__________
(1) عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري، قيل: له صحبة، وكان ممن وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفينة الأشعريين. ولم يثبت له سماع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحديثه عنه مرسل، وقال الذهبي في "السير" 4/45: روى له أحمد في "مسنده" أحاديث، لكنها مرسلة. وكان إماماً فقيهاً صالحاً مقدماً عند الناس. توفي سنة 78هـ.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإرساله، ولضعف شهر بن حوشب، وقد اضطرب في إسناده ومتنه كما سنبينه، وصوّب الدارقطني في "العلل" 6/248 هذه الرواية المرسلة. روح: هو ابن عبادة، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/305 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =(29/512)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف" (3192) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر، به، وقرن بابن أبي حسين ليث بن سعد.
وروي بذكر أبي ذر رضي الله عنه بعد عبد الرحمن بن غنم، أخرجه الترمذي (3474) ، والبزار في "مسنده" (4050) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (127) ، والدارقطني في "العلل" 6/248-249، والخطيب في "تاريخه" 14/34، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/304-305 من طريق زيد ابن أبي أنيسة، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر الغفاري. وليس في إسناد الترمذي ابن أبي حسين، وقال: حسن غريب صحيح، قال الحافظ في "نتائج الأفكار": وفي بعض نسخ الترمذي: حسن غريب. وصوب المزي في "التحفة" 9/178 رواية النسائي التي فيها ذِكْر ابن أبي حسين على رواية الترمذي. وزاد فيه البزار والنسائي: "وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة". وزاد الخطيب: "وكان له بكل واحدة عتق رقبة من النار".
وروي بذكر معاذ بن جبل بعد عبد الرحمن بن غنم، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (126) ، والطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (119) ، وفي "الدعاء" (706) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (140) ، والدارقطني في "العلل" 6/46، والمزي في ترجمة حصين بن منصور من "تهذيب الكمال" 6/544، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/306 من طريق حصين بن منصور، وقرن به الطبراني وابن حجر عبد الله بن زياد المدني، وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (706) من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ. وفي رواية النسائي وابن السني: "في صلاة العصر"، بدل: "صلاة المغرب". وزادوا جميعاً فيه: "وكن له عدل عشر نسمات". وحصين بن منصور مجهول، واختلف في اسمه، والمحفوظ فيه حصين بن منصور كما قال ابن حجر، ومتابعه عبد الله بن زياد=(29/513)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المدني متروك. وأما زيد بن أبي أنيسة فهو ثقة، لكن روي عنه من حديث أبي ذر كما سلف.
وروي بذكر أبي هريرة بعد عبد الرحمن بن غنم، أخرجه الطبراني في "الدعاء" (705) من طريق محمد بن جحادة، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي هريرة. وراويه عن محمد بن جحادة هو عبد العزيز بن الحصين، وهو ضعيف.
وروي عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة دون ذكر عبد الرحمن بن غنم. ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 6/45، وقال: ذكر ذلك عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن ابن أبي حسين. وعزاه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/306 إلى جعفر الفريابي في "الذكر"، لكن قال: إسماعيل بن عياش، بدل:
إسماعيل بن أبي خالد.
وقد رواه عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، لم يذكر عبد الرحمن بن غنم. وسيأتي 6/298، ولفظه: عن شهر قال: سمعت أم سلمة تحدث، زعمت أن فاطمة جاءت إلى نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تشتكي إليه الخدمة، فقالت: يا رسول الله، والله لقد مَجِلتْ يدي من الرَّحى، أطحن مرةً وأعجن مرة، فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن يرزقك الله شيئاً يأتك، وسأدلك على خير من ذلك: إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين، وكبِّري ثلاثاً وثلاثين،
واحمدي أربعاً وثلاثين، فذلك مئة، فهو خير لك من الخادم، وإذا صليت صلاة الصبح فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... وذكر نحو الحديث.
قال الدارقطني في "العلل" 6/248: ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من شهر، والله أعلم، والصحيح عن ابن أبي حسين المرسل: ابن غنم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3293) ، ومسلم (2691) ، وقد سلف برقم (8008) ، ولفظه: "من قال في يوم مئة مرة"، ولم يعين الوقت أنه دبر الصلاة.
وعن المغيرة بن شعبة عند البخاري (6330) ، ومسلم (593) ، وسيأتي=(29/514)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 4/250. وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا فرغ من الصلاة وسلَّم، قال: "لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت.. إلخ"
وعن أبي أيوب الأنصاري عند البخاري (6404) ، ومسلم (2693) ، وسيأتي 5/414-515، وفي رواية البخاري: "عشر مرات"، وفي رواية عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (112) عيَّن الوقت أنه دبر صلاة الغداة.
وعن ابن الزبير عند مسلم (594) ، وقد سلف برقم (16105) ، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول ذلك بعد صلاته، دون تعيين الوقت.
وعن ابن مسعود عند مسلم (2723) ، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول ذلك إذا أمسى، دون تعيين الوقت أنه دبر الصلاة.
وعن عبد الله بن عمرو، وقد سلف برقم (6740) ، ولفظه: "مئتي مرة في يوم".
وعن أبي عياش الزرقي، وقد سلف برقم (16583) ، ولفظه: "من قال إذا أصبح" دون تعيين دبر الصلاة، ودون ذكر العدد.
وعن البراء بن عازب، وسيأتي 4/285. ولم يعيِّن فيه الوقت.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (8075) ، و"الأوسط" (7196) .
وإسناده ضعيف، وقال: "مئة مرة".
قوله: "قبل أن ينصرف ويثني رجله" قال السندي: أي: يقول وهو على الهيئة التي عليها تشهَّد في الصلاة.
"ولم يحل لذنب يدركه" الحل كناية عن الإمكان، وقوله: "يدركه" بتأويل: أن يُدرِكَه، فاعل لم يحل، أي: لم يمكن لذنب أن يدركه- وهو أن يرتكبه- ثم لا يغفر له، أي: كل ما فعل من ذنب يغفر له إلا أن يرتكب الشرك فإنه لا يغفر له، لقوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به..) الآية [النساء: 48 و116] .
"يفضله" بأن يأتي من هذا الذكر بأكثر مما أتى به بهذا القدر، ويضم إليه=(29/515)
17991 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيدِ (1) ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعُتُلِّ الزَّنِيمِ، فَقَالَ: " هُوَ الشَّدِيدُ الْخَلْقِ الْمُصَحَّحُ، الْأَكُولُ الشَّرُوبُ، الْوَاجِدُ لِلطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، الظَّلُومُ لِلنَّاسِ، رَحِيبُ (2) الْجَوْفِ " (3)
17992 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ سِبْطًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هَلَكَ، لَا يُدْرَى أَيْنَ مَهْلِكُهُ، وَأَنَا أَخَافُ أَنْ
__________
= أذكاراً أُخرَ وأعمالاً أُخرَ من أعمال البر. والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : عبد الرحمن، وهو خطأ.
(2) في (م) : رحب.
(3) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ورواية عبد الرحمن بن غنم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلة. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الحميد: هو ابن بهرام. وهما ثقتان. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/488 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 41/299 من طريق محمد بن بكار، عن عبد الحميد بن بهرام، به.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.
وله شاهد من حديث زيد بن أسلم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/308، والطبري 29/24. وهو مرسل أو معضل.
وانظر ما سيأتي برقم (17993) و (17998) .(29/516)
تَكُونَ هَذِهِ الضِّبَابُ " (1)
17993 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْجَوَّاظُ وَالْجَعْظَرِيُّ وَالْعُتُلُّ الزَّنِيمُ " (2) " قَالَ (3) : هُوَ سَقَطَ مِنْ كِتَابِ أَبِي "
17994 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب ولإرساله.
ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11013) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. ورواية عبد الرحمن بن غنم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلة.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 8/247-248، وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.
وقد روي نحوه عن شهر بن حوشب عن ابن عباس موقوفاً عليه. أورده السيوطي في "الدر المنثور" 8/247، وعزاه لعبد بن حميد.
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6580) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "الجواظ والجعظري" سلف معناهما عند حديث عبد الله بن عمرو.
وأما "العتل": فهو الغليظ الفاجر اللئيم، وأما "الزنيم" فقيل: هو ابن الزنى، وقيل: هو المعروف بالشر والأذى، والمقصود هنا الغلظة والشدة واللؤم.
وانظر في معناهما الحديث السالف (17991) .
(3) القائل هو عبد الله بن أحمد بن حنبل، وقوله: هو، يعني هذا الحديث.(29/517)
حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ " لَوِ اجْتَمَعْتُمَا فِي مَشُورَةٍ مَا خَالَفْتُكُمَا " (1)
17995 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، أَنَّ الدَّارِيَّ، كَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ عَامٍ رَاوِيَةً مِنْ خَمْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عَامَ حُرِّمَتْ، فَجَاءَ بِرَاوِيَةٍ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ ضَحِكَ (2) قَالَ: " هَلْ شَعَرْتَ أَنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ بَعْدَكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أَبِيعُهَا فَأَنْتَفِعَ بِثَمَنِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، لَعَنَ اللهُ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وحديث عبد الرحمن بن غنم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل.
وله شاهد لا يفرح به من حديث البراء بن عازب عند الطبراني في "الأوسط" (7295) ، قال الهيثمي في "المجمع" 8/52: وفيه حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، وهو متروك.
وروي هذا الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة افتداء الأسارى يوم بدر، أخرجه
الطبراني في "الكبير" (12244) ، وفي "الأوسط" (5658) من حديث ابن عباس، وفي إسناده رباح بن أبي معروف المكي، وليس بذاك القوي، ورواية مسلم له متابعة. وقد صح حديث افتداء أسارى بدر عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (208) ، ولم يذكر فيه هذا القول عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال السندي: يدل على أن اجتماع الأخيار له تأثير في معرفة أن ما اجتمعوا عليه هو الصواب.
(2) في (م) : فلما نظر إليه نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحك.(29/518)
الْيَهُودَ (1) ، انْطَلَقُوا إِلَى مَا حُرِّمَ عَلَيْهِمْ مِنْ شُحُومِ الْبَقَرِ، وَالْغَنَمِ، فَأَذَابُوهُ، فَجَعَلُوهُ ثَمَنًا لَهُ، فَبَاعُوا بِهِ مَا يَأْكُلُونَ، وَإِنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ، وَثَمَنَهَا حَرَامٌ، وَإِنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ، وَثَمَنَهَا حَرَامٌ، وَإِنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ وَثَمَنَهَا حَرَامٌ (2) " (3)
__________
(1) قوله: "لعن الله اليهود" جاء في (م) مرة واحدة.
(2) قوله: "وأن الخمر حرام وثمنها حرام" جاء في (ظ 13) مرة واحدة.
(3) صحيح لغيره دون قوله: أن الداري كان يهدي لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راوية خمر، فهي منكرة، وهذا إسناد ضعيف، رواية عبد الرحمن بن غنم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلة، وشهر بن حوشب ضعيف، وقد تفرد بتسمية الرجل: الداري، وبذكر أنه كانت تهدى للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راوية خمر كل سنة. وانظر ما بعده.
وقد روي الحديث عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن تميم بن أوس الداري، أخرجه ابن قانع 1/110، والطبراني في "الكبير" (1275) من طريق أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن تميم
الداري: أنه كان يُهدى للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل سنة راوية خمر ... فذكره. وهذا الإسناد
ضعيف أيضاً لضعف شهر بن حوشب.
وقد روي الحديث من طريق آخر عن تميم الداري، ولا يصح، أخرجه بنحوه ابن قانع 1/110، والطبراني في "الأوسط" (4167) من طريق أشعث ابن سوار، عن إسماعيل السدي، عن أبي هبيرة يحيى بن عباد بن شيبان، عن تميم الداري. وتحرف الإسناد في مطبوع "معجم الصحابة" لابن قانع إلى: الشعبي عن أبي هريرة! بدل: السدي عن أبي هبيرة، وهذا الإسناد ضعيف لضعف أشعث بن سوار، وقد أخطأ فيه، وصوابه: عن السدي، عن أبي هبيرة، عن أنس. وقد سلف في مسنده برقم (12189) .
وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد (2041) ، ومسلم (1579) ، قال: كان لرسول الله صديق من ثقيف أو من دوس، فلقيه بمكة عام الفتح=(29/519)
17996 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرٌ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ، أَنَّ الدَّارِيَّ، كَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَأَذَابُوهُ وَجَعَلُوهُ إِهَالَةً، فَبَاعُوا بِهِ مَا يَأْكُلُونَ (1)
17997 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَحَلَّى أَوْ حُلِّيَ بِخَر بَصِيصَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، كُوِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
= براوية خمر يهديها إليه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أبا فلان أما علمت أن الله
حرمها ... إلخ.
وشاهد ثان من حديث كيسان بنحو حديث ابن عباس، سيأتي 4/335.
وقصة اليهود لها شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6997) ، وانظر تتمة شواهدها هناك.
قوله: "فباعوا به"، أي: فاشتروا به، من إطلاق البيع على الشراء.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما قبله.
(2) إسناده ضعيف، حديث عبد الرحمن بن غنم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل، وشهر بن حوشب ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وقد روي هذا الحديث عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، وسيأتي 6/459- 460 مطولاً، وفيه قصة.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8416) .
قوله: "أو حَلَّى" قال السندي: أي: أولادَه ومماليكَه.=(29/520)
17998 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ (1) ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِيَارُ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا، ذُكِرَ اللهُ، وَشِرَارُ عِبَادِ اللهِ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ (2)
__________
= "بخربصيصة"، ضبط بفتح معجمة، وسكون راء، وفتح موحدة، وكسر صاد مهملة، بعدها تحتية ساكنة: وهي ما يرى في الرمل ويظهر له لمعان كأنه ذهب، والمراد القلة.
قلنا: وقد روي عن الإمام أحمد أنه فسر الخربصيصة بأنها شيء صغير مثل الشُعَيرة. انظر "المغني" 4/227، و"تهذيب سنن أبي داود" لابن القيم 6/128.
(1) في (ظ 13) : حبيبة، وكانت كذلك في (س) ، ثم صوبت فيها: حسين، وليس في الرواة عن شهر من يسمى ابن أبي حبيبة، فهو خطأ قديم، وقد وقع هذا الخطأ في بعض نسخ "أطراف المسند"، وصوبه محقق المطبوع منه 4/276.
(2) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، حديث عبد الرحمن بن غنم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل، وشهر بن حوشب ضعيف. وباقي رجاله ثقات. ابن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.
وقد اختلف فيه على شهر. فروي عنه كما هو هنا، وروي عنه عن أسماء بنت يزيد، وسيأتي 6/459.
وروي الحديث موصولاً عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري. أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (233) ، وفي إسناده من لم نتبينه.
وروي عن ابن أبي حسين، عن عبد الله بن عمر، أخرجه البيهقي في "الشعب" (6708) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن ابن عجلان، عن ابن أبي=(29/521)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حسين، عن ابن عمر. وابن لهيعة سيئ الحفظ، ولم يثبت سماع ابن أبي حسين من ابن عمر.
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند البزار في "مسنده" (2719) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 8/93 وفاته عزوه للبزار، وعزاه للطبراني وقال: فيه يزيد بن ربيعة، وهو متروك قلنا: وهو في إسناد البزار أيضاً.
ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذُكِرَ الله" شاهد من حديث ابن عباس، لفظه: قال رجل: يا رسول الله، من أولياء الله؟ قال: "الذين إذا رؤوا ذكر الله". أخرجه البزار (3626- كشف الأستار) ، والطبري في "تفسيره" 11/131، والطبراني في "الكبير" (12325) ، وابن صاعد في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (218) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/231 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وعند الطبري وحده قرن بسعيد بن جبير مقسم مولى ابن عباس. وقد روي هذا الحديث عن سعيد بن جبير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، وإسناده أصح من إسناد الموصول. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (217) ، والطبري 11/131 و132، والدولابي في "الكنى" 1/106، وأبو نعيم في "الحلية" 1/6. وأما رواية الطبري الموصولة التي فيها مقسم وسعيد بن جبير، عن ابن عباس، ففي إسنادها محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ، وهي من رواية الحكم بن عتيبة عن مقسم، وقد تكُلم في سماعه منه.
وشاهد ثان من حديث عمرو بن الجموح، لفظه: "إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري واذكر بذكرهم"، أخرجه المصنف فيما سلف برقم (15549) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/6، وإسناده ضعيف.
ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وشرار عباد الله ... " شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن أبي الدنيا في "الصمت" (253) ، والطبراني في "الأوسط" (7693) ، و"الصغير" (835) ، وفيه صالح بن بشير المري، وهو ضعيف.=(29/522)
حَدِيثُ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيِّ نَزَلَ الرَّقَّةَ (1)
17999 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (2) السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَابِصَةَ بْنَ مَعْبَدٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ: " جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ، وَالْإِثْمِ " فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُكَ (3) أَسْأَلُكَ عَنْ غَيْرِهِ، فَقَالَ: " الْبِرُّ مَا انْشَرَحَ لَهُ صَدْرُكَ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَإِنْ أَفْتَاكَ عَنْهُ النَّاسُ " (4)
__________
= قلنا: وفي كل هذه الشواهد ضعف كما بيَّنا، وبعضها ضعفه شديد، لكن بمجموعها يصير الحديث حسناً إن شاء الله.
قوله: "إذا رُؤوا ذُكِر الله" قال السندي: أي لما في وجوههم من سيما الصلاح وأنوار الذكر.
"البرآء"، بضم الموحدة: جمع بريء، كالكرماء جمع كريم.
"العَنَت" بفتحتين، مفعول ثان للباغي، أي: يطلبون لهم الهلاك والتعب بأن يتهموهم بالفواحش.
(1) قال السندي: وابصة بن معبد، بكسر الباء الموحدة، والصاد المهملة، ومعبد بفتح الميم والباء الموحدة، أسدي، وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، نزل الجزيرة.
(2) المثبت من (ظ13) و"أطراف المسند" 5/438، وهو الصواب، وفي (م) و (س) وباقي النسخ: أبي عبد الرحمن.
(3) في (ظ 13) : ما جئتُ.
(4) إسناده ضعيف. أبو عبد الله السُّلَمي جاء عند غير المصنف: أبو عبد الله الأسدي، وسمي في بعض الروايات محمداً، وهو على شرط الحافظ في=(29/523)
18000 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يِسَافٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ وَابِصَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا صَلَّى وَحْدَهُ خَلْفَ
__________
= "التعجيل" ولم يذكره فيه، وذكره البخاري في "التاريخ" 1/144، وابن أبي حاتم 8/132، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/370 وقال: لا أدري من هو. ونقل ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" 2/94 عن ابن المديني أنه جهله، وقال عبد الغني كما في "تهذيب الكمال" 25/267-268: ولو قال قائل: إنه محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة، لما دفعت ذلك. قلنا: ومحمد هذا متهم بالوضع. لكنه لم يدرك وابصة كما قال ابن رجب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/144، والبزار (183- كشف الأستار) ، والطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (402) ، وفي "مسند الشاميين" (2000) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/292 من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (18001) و (18006) .
وقد رواه مختصراً بلفظ: "البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ والإثْمُ ما حاكَ في صدرك، وكرهت أن يطلع الناس عليه" عبدُ الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (17631) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "جئت تسأل عن البر والإثم" قال السندي: هذا من دلائل النبوة، لأنه أَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما في ضميره قبل أن يتكلم، ولعل غرضه السؤال في المشتبهات من الأمور التي لا يعلم الإنسان فيها بتعين أحد الطرفين، وإلا فالمأمور به شرعاً من البر، والمنهي عنه كذلك من الإثم، ولا حاجة فيها إلى استفتاء القلب واطمئنانه.
"حاكَ" من الحَيْك، وهو التأثير، أي: ما أثر في قلبك حتى أوقعه في الاضطراب، وأقلعه عن السكون. قلنا: وانظر "جامع العلوم والحكم" 2/102.(29/524)
الصَّفِّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ صَلَاتَهُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير عمرو بن راشد، فهو مجهول الحال، لكن جاء في أسانيد أخرى كما سيأتي بعد هذا الحديث أن هلال بن يساف لقي وابصة، وروى عنه هذا الحديث بقراءة زياد ابن أبي الجعد عليه، وقد اختلف في ترجيح إحدى روايتي هلال على الأخرى، فرجح قوم هذه الرواية، بذكر عمرو بن راشد بين هلال ووابصة، ورجح آخرون روايته عن وابصة بقراءة زياد بن أبي الجعد عليه، والصواب ما ذهب إليه ابن حبان في "صحيحه" 5/578، وهو أن الروايتين محفوظتان، وهلال بن يساف سمع الحديث على الوجهين، مرة من عمرو بن راشد، ومرة من قراءة زياد بن أبي الجعد على وابصة، لذلك تحمل رواية هلال عن وابصة على الاتصال، فتصحح الأسانيد الآتية التي فيها رواية هلال عن وابصة، بذكر قراءة زياد أو بدونها. وانظر التحقيق الذي كتبه العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الحديث (231) في "سنن الترمذي".
وقد حسن حديثنا هذا الإمام أحمد في رواية الأثرم كما نقله الحافظ في "التلخيص" 2/37، وحسنه الترمذي، وله متابعات وشواهد تقويه.
وأخرجه الترمذي (231) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1201) ، وأبو داود (682) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1050) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (113) ، والطحاوي في "معاني الآثار" 1/393، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/184، وابن حبان في "صحيحه " (2199) ، والطبراني في
"المعجم الكبير" 22/ (371) ، وابن حزم في "المحلى" 4/52، والبيهقي في "السنن" 3/104، وفي "معرفة السنن والآثار" (5823) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (824) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/187-188، وابن حبان في "صحيحه" (2198) ، والطبراني 22/ (372) من طريق زيد بن أبي أنيسة، و (373) من طريق أبي خالد الدالاني، كلاهما عن عمرو بن مرة، به.=(29/525)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (388) من طريق عبيد بن أبي الجعد، و (390) و (391) من طريق محمد بن سالم، و (391) و (398) من طريق منصور بن المعتمر، ثلاثتهم عن سالم بن أبي الجعد، عن وابصة، وفي غير رواية عبيد بن أبي الجعد: صليت خلف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صفاً وحدي، فلما انصرف قال: "أعد الصلاة". ولا يخلو واحد من أسانيد الطبراني هذه من مقال.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (395) و (396) و (397) و (398) من طريق أشعث بن سوار، عن بكير بن الأخنس، عن حنش بن المعتمر، عن وابصة. وفي (396) و (398) أن وابصة هو المصلي خلف الصف وحده، وهذا إسناد ضعيف لضعف الأشعث بن سوار، وقد رواه على وجه آخر بإسقاط حنش بن المعتمر من إسناده. انظر "العلل" لابن أبي حاتم 1/104 و166.
وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (986) ، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (250) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/364 من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن زيد بن وهب، عن وابصة ابن معبد. وزادوا فيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ألا دخلت الصف أو جذبت إليك رجلاً" وهذا إسناد ضعيف، قيس بن الربيع ضعيف فيما ينفرد به، ولم يتابع
على هذه الزيادة بإسناد يعتبر به.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1588) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (393) و (394) ، وابن الأعرابي (985) ، والبيهقي 3/105 من طريق السَّرِي بن إسماعيل، والطبراني 22/ (392) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، كلاهما عن الشعبي، عن وابصة. وفي رواية السري زيادة: "ألا تكون وصلت صفاً أو اجتررت رجلاً إليك". والسري متروك لا يصلح للمتابعة.
وسيأتي من طريق هلال، عن عمرو بن راشد، عن وابصة برقم (18005) ، ومن طريق هلال عن وابصة بذكر قراءة زياد بن أبي الجعد عليه برقم (18001) و (18007) ، ومن طريقه عن وابصة مباشرة دون واسطة برقم=(29/526)
18001 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ الزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا أَدَعَ شَيْئًا مِنَ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، وَإِذَا عِنْدَهُ جَمْعٌ، فَذَهَبْتُ (1) أَتَخَطَّى النَّاسَ، فَقَالُوا: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= (18004) ، ومن طريق آخر عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة برقم (18003) .
وله شاهد من حديث علي بن شيبان، سلف برقم (16297) ، وإسناده صحيح.
وشاهد ثان من حديث ابن عباس عند البزار (516- كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (11658) ، وفي "الأوسط" (4835) ، لكن في إسناده النضر بن عبد الرحمن، وهو متروك.
وثالث من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (5319) ، قال الهيثمي في "المجمع" 2/96: وفي إسناده عبد الله بن محمد بن القاسم، وهو ضعيف.
وقد روي الأمر بجذب رجل من الصف من حديث الحجاج بن حسان، عن مقاتل بن حيان، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أبي داود في "المراسيل" (83) ، وإسناده معضل. ووصله الطبراني في "الأوسط " (7760) من طريق الحجاج بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً. لكن راويه عن حجاج هو بشر بن إبراهيم، قال الهيثمي في "المجمع" 2/96: ضعيف جداً.
قال السندي: قوله: فأمره أن يعيد الصلاة، ظاهره أن من صلى كذلك لا تصح صلاته، وبه أخذ بعضهم، والجمهور على أنها صحيحة، والأمر بالإعادة إما للزجر أو هو منسوخ. قلنا: وانظر هامش "صحيح ابن حبان" 5/578-579.
(1) في (ق) وهامش (س) : فجعلت!(29/527)
إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ، فَقُلْتُ: أَنَا وَابِصَةُ، دَعُونِي أَدْنُو مِنْهُ (1) ، فَإِنَّهُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ، فَقَالَ لِي: " ادْنُ يَا وَابِصَةُ، ادْنُ يَا وَابِصَةُ "، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، فَقَالَ: " يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ مَا جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْهُ، أَوْ تَسْأَلُنِي؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَأَخْبِرْنِي، قَالَ: " جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهَا فِي صَدْرِي، وَيَقُولُ: " يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ نَفْسَكَ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الْقَلْبِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ (2) وَأَفْتَوْكَ " (3)
__________
(1) في نسخة في (س) : أدنو إليه.
(2) زاد هنا في (م) وباقي النسخ عدا (ظ 13) عبارة: قال سفيان. ولم ترد هذه العبارة في (ظ 13) ولا "جامع المسانيد" 4/ورقة 280، وهي في (س) مضافة من إحدى النسخ، ولم تكن في أصلها، وهي مقحمة في النص، ولا معنى لها هنا.
(3) إسناده ضعيف جداً، الزبير أبو عبد السلام ذكره الحافظ في "التعجيل"، وسماه: الزبير بن جُوَاتَشير، وهو بصري، ذكره ابن معين في "تاريخه" 2/171، والبخاري 3/413، وابن أبي حاتم 3/584، ولم يأثروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/333، وضعفه الدولابي في "الكنى" 2/1072، وقد ذكر ابن حبان في "المجروحين" 1/65 راوياً سماه: أيوب بن عبد السلام، وذكر له حديثاً شديد النكارة من رواية حماد بن سلمة، عنه، عن أبي بكرة، عن ابن مسعود. وأيوب بن عبد السلام هذا قال الدارقطني كما في "موضوعات ابن الجوزي" 1/127: هو الزبير أبو عبد السلام، فإنه يحدث عن أيوب بن عبد الله بن مكرز بالمنكرات. قلنا: لعل=(29/528)
18002 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ
__________
= لفظة: "أبي بكرة" عند ابن حبان تحريف عن ابن مكرز، وإن صح ما قاله الدارقطني، فهو كذاب.
وقد ذكر الذهبي في "الميزان" 4/548 تابعياً كنيته أبو عبد السلام، وقال: لا يعرف، ولا يبعد أن يكون هو الزبير هذا.
وعلى ما قيل في الزبير، فإنه لم يسمع من أيوب بن عبد الله بن مكرز كما تدل عليه الرواية الآتية برقم (18006) ، فهو منقطع، وأما أيوب بن عبد الله بن مكرز فهو تابعي روى عنه اثنان أو ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/26، وكان معروفاً بالخطابة، وولاه معاوية غزو الروم.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 1/144، والبيهقي في "الدلائل" 6/292، وأبو نعيم في "الحلية" 2/24 و6/255 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2533) ، وأبو يعلى (1586) و (1587) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2139) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (403) ، وابن عساكر في "تاريخه" 3/ورقة 279 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وتحرف الزبير أبو عبد السلام في مطبوع الدارمي إلى: الزهراني عبد السلام، وصوبناه من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 60.
وانظر ما سلف برقم (17999) .
قوله: إليك، قال السندي: تنَح وتَبَعَدْ.
"استفت نفسك"، أي: قلبك كما في رواية، أي: اطلب منه الفتوى في أمرك وتوجه إليه، فإن قلب المؤمن ينظر بنور الله إذا كان قوي الإيمان، وهو المأمور به بهذا البيان، وتكرارُ القلبِ والنفس والصدرِ و"إن أفتاك الناس وأفتوك" من باب التأكيد. قلنا: وانظر ما قالهَ السندي أيضاً فيما سلف برقم
(17999) .
(1) لفظة: "حدثنا" ليست في (ظ13) و (ص) ، وأثبتناها من (م) وباقي النسخ.(29/529)
بْنِ يِسَافٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ (1) : أَقَامَنِي عَلَى وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي هَذَا " أَنَّهُ صَلَّى (2) خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِيدَ صَلَاتَهُ (3) "
__________
(1) القائل هو: هلال بن يساف، والذي أقامه على وابصة هو زياد بن أبي الجعد.
(2) في (م) : أن رجلاً صلى.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات غير زياد بن أبي الجعد، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولا يضر ذكره في الإسناد، فقد حضر هلال المجلس الذي حدث فيه زياد بالحديث بين يدي وابصة، وأقره وابصة، وتحمل هلال الحديث من قراءة زياد على وابصة، وبيَّن ذلك في هذه الرواية، فيعتبر من رواية هلال عن وابصة مباشرة، ويكون الإسناد صحيحاً متصلاً.
وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/104 من طريق خلاد بن يحيى، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وليس فيه قصة وقوف هلال على وابصة، إنما هو عن هلال، عن زياد، عن وابصة. وفيه أن الذي صلى خلف الصف هو وابصة نفسه.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/107، والحميدي (884) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" 2/192-193، والدارمي (1285) ، وابن ماجه (1004) ، والترمذي (230) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1051) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/393، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/184، وابن حبان (2200) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (376) و (377) و (378) و (379)
و (380) و (381) ، والبيهقي في "السنن" 3/104-105، وفي "معرفة السنن والآثار" (5820) من طرق عن حصين، به. ولم يذكر ابن قانع والطبراني (379) قصة وقوف هلال على وابصة. وليس عند أي منهم أن المصلي خلف=(29/530)
18003 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ: " أَنَّ رَجُلًا صَلَّى خَلْفَ الصُّفُوفِ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِيدَ (1) "
__________
= الصف هو وابصة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (382) من طريق شريك بن عبد الله، عن حصين، عن هلال، عن وابصة. لم يذكر زياداً.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2482) ، ومن طريقه ابن الجارود في "المنتقى" (319) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (375) من طريق منصور بن المعتمر، عن هلال، به. ولم يذكروا قصة وقوف هلال على وابصة، ولا أن وابصة هو المصلي خلف الصف.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، زياد بن أبي الجعد تابعي روى عنه اثنان، ووثقه ابن حبان، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، وعبيد بن أبي الجعد، ويزيد بن زياد صدوقان، ووكيع- وهو ابن الجراح- ثقة إمام.
وأخرجه ابن حبان (2201) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (374) ، والدارقطني 1/363 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1286) ، والدارقطني 1/362، والبيهقي في "السنن" 3/105 من طريق عبد الله بن داود، والطبراني في "الكبير" 22/ (384) من طريق محمد بن ربيعة، كلاهما عن يزيد بن زياد، به. وعند الدارقطني أن المصلي خلف الصف هو وابصة نفسه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (385) و (386) من طريق عبد الواحد ابن زياد، عن الأعمش، عن عبيد بن أبي الجعد، به.
وانظر (18000) .(29/531)
18004 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ صَلَّى خَلْفَ الصُّفُوفِ وَحْدَهُ، فَقَالَ: " يُعِيدُ الصَّلَاةَ " (1)
18005 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ وَابِصَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي فِي الصَّفِّ (2) وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ " (3)
18006 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ أَبُو عَبْدِ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، ورواية هلال بن يساف عن وابصة متصلة. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهران.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/184، والطبراني في "الكبير" 22/ (383) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وفي الروايات الأخرى للحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلاً يصلي خلف الصف، فأمره بالإعادة.
وانظر (18000) .
(2) المثبت من (م) و (ظ 13) ونسخة في هامش (س) ، وفي متن (س) وباقي النسخ: صف.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن راشد، لكن رواه هلال بن يساف عن وابصة دون واسطته بإسناد صحيح، وقد ثبت سماعه للحديث منه. انظر (18000) .(29/532)
السَّلَامِ (1) ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِكْرَزٍ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ (2) قَالَ حَدَّثَنِي جُلَسَاؤُهُ وَقَدْ رَأَيْتُهُ عَنْ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ، - قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنِي (3) غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنِي جُلَسَاؤُهُ - قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا أَدَعَ شَيْئًا مِنَ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَسْتَفْتُونَهُ، فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّاهُمْ، فَقَالُوا: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فُقُلْتُ: دَعُونِي فَأَدْنُوَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ، قَالَ: " دَعُوا وَابِصَةَ، ادْنُ يَا وَابِصَةُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: " يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ أَمْ تَسْأَلُنِي (4) ؟ " قُلْتُ: لَا، بَلْ أَخْبِرْنِي، فَقَالَ: " جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ " فَقَالَ: نَعَمْ، فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي، وَيَقُولُ: " يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، " الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ " (5)
__________
(1) في (ظ 13) : الزبير بن عبد السلام. وهو خطأ.
(2) يعني أن الزبير لم يسمع الحديث من أيوب، والقائل: حدثني جلساؤه. . هو الزبير.
(3) في (ظ 13) : حدثنا، وفي نسخة بهامش (س) : حدثناه.
(4) المثبت من (ظ 13) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: أو تسألني.
(5) إسناده ضعيف من أجل الزبير أبي عبد السلام، وقد بيَّنا حاله فيما سلف برقم (18001) ، ثم هو منقطع بينه وبين أيوب كما صرح في الإسناد.
عفان: هو ابن مسلم الصفار.=(29/533)
18007 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، قَالَ: أَرَانِي (1) زِيَادُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ شَيْخًا بِالْجَزِيرَةِ يُقَالُ لَهُ: وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: فَأَقَامَنِي عَلَيْهِ، وَقَالَ: " هَذَا حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا صَلَّى فِي الصَّفِّ (2) وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ فَأَعَادَ الصَّلَاةَ (3) قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: " وَكَانَ أَبِي يَقُولُ بِهَذَا الْحَدِيثِ "
__________
= وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 3/ورقة 278-279 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وانظر (17999) .
(1) في (ظ 13) : رأى.
(2) المثبت من (م) و (ظ 13) ونسخة في هامش (س) . وفي باقي النسخ: صف.
(3) إسناده صحيح. وانظر (18000) و (18001) .(29/534)
حَدِيثُ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ (1)
18008 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ، أَخِي بَنِي فِهْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمِثْلِ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَا يَرْجِعُ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ " (2)
__________
(1) المستورد بن شداد بن عمرو بن حِسْل، قرشي فهري مكي، نزل الكوفة، له ولأبيه صحبة، شهد فتح مصر، واختطَ بها، له عدة أحاديث عند مسلم وفي كتب السنن، قال الحافظ: ولم يرو عنه إلا. أهل مصر فيما أعلم، إلا قيسَ بن أبي حازم، فإن له عنه رواية، وقيل: إن أبا إسحاق السبيعي روى
عنه أيضاً. توفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين من الهجرة. "الإصابة" 6/90-91.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه المستورد ابن شداد، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً.
وكيع: هو ابن الجراح، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وهو في "الزهد" لوكيع (65) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 13/218، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (834) ، وفي "الزهد" (159) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (281) .
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (496) ، والحميدي (855) ، وابن سعد في "الطبقات" 6/61، وابن أبي شيبة 13/218، وهناد في "الزهد" (517) ، والحسين بن حسن المروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك" (992) ، ومسلم (2858) ، وابن ماجه (4108) ، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (12) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (834) و (835) و (836) ، وفي "الزهد"=(29/535)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (159) ، والبزار في "مسنده" (3460) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 8/376، وأبو عوانة في "البعث " كما في "إتحاف المهرة" 4/ورقة 150، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/109، وابن حبان (4330) و (6159) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (713) و (715) و (716) ، وفي
"الأوسط" (4192) ، وفي "الصغير" (545) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (281) ، وأبو نعيم في "الحليِة" 7/229 و8/137، وفي "تاريخ أصبهان" 1/84، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1385) و (1386) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (607) و (608) ، والبغوي في "شرح السنة" (4023)
و (4024) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (837) ، وفي "الزهد" (160) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (717) ، والحاكم في "المستدرك" 4/319، والبيهقي في "الشعب " (10460) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن قيس، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وزادوا فيه غير الطبراني: عن المستورد قال: كنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتذاكروا الدنيا والآخرة، فقال بعضهم: إنما الدنيا بلاغ للآخرة، فيها العمل، وفيها الصلاة، وفيها الزكاة، وقالت طائفة منهم: الآخرة فيها الجنة، وقالوا ما شاء الله، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما الدنيا في الآخرة ... " الحديث.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/137 من طريق الفضيل بن عياض، عن بيان بن بشر وسليمان الشيباني، كلاهما عن قيس، به. وقال: غريب من حديث فضيل عن سليمان وبيان، وصحيحُهُ عن فضيل عن إسماعيل بن أبي خالد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (731) ، والحاكم في "المستدرك" 3/592 من طريق عبيد الله بن زحر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن المستورد.
وسيأتي بالأرقام (18009) و (18002) و (18014) و (18020) =(29/536)
18009 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ، أَخَا بَنِي فِهْرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ " يَعْنِي الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ (1)
18010 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِىِّ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ
__________
= و (18021) .
وأخرجه الطبراني 20/ (733) من طريق أشعث بن سوار، عن عامر الشعبي، عن المستورد، بلفظ: "ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما أخذ مخيط غرس في البحر من مائِهِ".
قوله: "ما الدنيا في الآخرة" قال السندي: أي: في جنب الآخرة، أو: بملاحظتها. أو: في يوم القيامة، أي: يظهر يوم القيامة أن الدنيا كانت على هذه الصفة.
"في اليم" بفتح فتشديد ميم، أي: في البحر.
"بِمَ"، أي: بأي شيء ترجع، فذاك الشيء مثل الدنيا، وما بقي من البحر مثل الآخرة، وذكر هذا إنما ولتقريب الأمر إلى أفهامهم، وإلا فلا نسبة بين الفاني والباقي أصلاً، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/61، ومسلم (2858) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وانظر (18008) .(29/537)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ بِخِنْصَرِهِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات من رجال مسلم غير يزيد بن عمرو- وهو المعافري- فهو صدوق حسن الحديث، وغير عبد الله بن لهيعة، فقد ساء حفظه بعد احتراق كتبه، لكن رواه عنه غير واحد ممن حدث عنه قديماً، ورواية هؤلاء عنه صالحة عند أهل العلم، وقد روي الحديث بمتابعة الليث بن سعد وعمرو بن الحارث له، لكن شكك الحافظ ابن حجر في صحة هذه الرواية كما سنبينه. وللأمر بالتخليل شواهد يصحُّ بها هذا الحديث. أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه أبو داود (148) ، والترمذي (40) ، وأبو الحسن القطان في زوائد "سنن ابن ماجه" (446) ، والبغوي (214) من طريق قتيبة بن سعيد، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص261 عن عبد الله بن عبد الحكم وسعيد بن عفير والنضر بن عبد الجبار، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/36، والبيهقي 1/76 من طريق عبد الله بن وهب، وابن قانع
3/109، والطبراني في "الكبير" 20/728 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، والبزار في "مسنده" (3464) من طريق بشر بن عمر، والطبراني 20/728 من طريق أسد بن موسى، كلهم عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. وعند بعضهم: "يدلك" بدل "يخلل". وقال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة. قلنا: قتيبة بن سعيد، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقرئ ممن تقبل روايتهم عن ابن لهيعة.
وأخرجه ابن أبي حاتم في مقدمة "الجرح والتعديل" 1/31-32، والبيهقي 1/76-77 من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه عبد الله بن وهب، عن الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن عمرو، به. وفيه قصة لابن وهب مع الإمام مالك، وأورد هذه الرواية الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/94، وزاد نسبتها إلى أبي بشر الدولابي والدارقطني
في "غرائب مالك". وصحح هذه الرواية ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام" 5/264. قلنا: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب فيه كلام، وقد قال=(29/538)
18011 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ، أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً، - وَقَالَ مَرَّةً: أُكْلَةً -، فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا، فَإِنَّ اللهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ، فَإِنَّ اللهَ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
= الحافظ ابن حجر عن حديثه هذا في "إتحاف المهرة" 4/ورقة 150: أظنه غلطاً من أحمد بن عبد الرحمن، فقد حدث به عن محمد بن الربيع الجيزي في كتاب "الصحابة الذين نزلوا مصر" فلم يذكر غير ابن لهيعة، وأخرجه من طرق عن ابن لهيعة، وعن يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن الحكم، كلاهما عن ابن وهب، عن ابن لهيعة وحده. نعم رواية ابن وهب له مما يقويه، لأنه سمع من ابن لهيعة قديماً.
وسيأتي الحديث برقم (18016) .
وللأمر بالتخليل شاهد من حديث ابن عباس، ومن حديث لقيط بن صَبِرةَ، سلفا برقم (2604) و (16381) . وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عباس.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات غير وقاص بن ربيعة، فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وغير سليمان- وهو ابن موسى الأشدق- ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. وفي الإسناد أيضاً تدليس ابن جريج، لكن سليمان قد توبع كما سيأتي، وللحديث شواهد تقويه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4485) ، والبيهقي في "الشعب" (6718) من طريق روح، بهذا الإسناد. وقد تحرف سليمان عن وقاص بن ربيعة في "الشعب" إلى: سليمان بن وقاص بن ربيعة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2807) ، وأبو يعلى=(29/539)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (6858) ، وابن قانع 3/110، والطبراني في "الكبير" 20/ (734) ، وفي "الأوسط" (2662) ، والحاكم 4/127-128، والمزي في ترجمة وقاص من "تهذيب الكمال" 30/459 من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريح، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وهو عند ابن قانع مختصر دون قوله: "ومن اكتسى.. "، وعند الطبراني دون قوله: "ومن اكتسى.."، و"من قام..".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (240) ، وأبو داود (4881) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/356، والطبراني في "الكبير" 20/ (735) ، وفي "الأوسط" (701) و (3596) ، وفي "مسند الشاميين" (206) و (3589) ، والبيهقي في "الشعب" (6717) ، والمزي 30/458-459 من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن وقاص، به.
وله شاهد من مرسل الحسن البصري عند ابن المبارك في "الزهد" (707) ، وعبد الرزاق (21000) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت " (272) . وهو مرسل صحيح.
وشاهد آخر من حديث أنس عند هناد في "الزهد" (1217) ، وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: "من أكل" على بناء الفاعل.
"برجل"، أي: تسبب باغتيابه والوقيعة فيه بأن سَبَّه واغتابه عند عدوه لينال منه بسبب ذلك السبِّ والاغتياب.
"أكلةً" بالضم، أي: لقمة، وبالفتح، أي: مرة من الأكل سواء كان المأكول قليلاً أو كثيراً.
"ومن اكتسى" على بناء الفاعل.
"برجل" الباء فيه للسببية، والمعنى على طبق ما تقدم.
"ومن قام برجل" يحتمل أن الباء للتعدية، أي: وصفه بالصلاح والتقوى=(29/540)
18012 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ، أَخَا بَنِي فِهْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ إِلَيْهِ " (1)
18013 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي رَكْبٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= والكرامات وشهره بها، وجعله وسيلة إلى تحصيل أغراض نفسه، فإن الله تعالى يقوم لتعذيبه وتشهيره بالكذب، أو يأمر ملائكته لتشهيره. ويحتمل أنها للسببية، أي: يقوم بسبب رجل من أهل مال وجاه مقاماً يظهر فيه صلاحه وتقواه، أقامه الله مقام الفضيحة.
والسمعة، بضم السين ما يتعلق بحاسة السمع من الأخبار والحكايات، كما أن الرياء ما يتعلق بحاسة البصر من الأوضاع والعبادات.
قلنا: وانظر أيضاً شرح الحديث (4485) في "مشكل الآثار" والتعليق عليه، و"شرح مسلم" للنووي 18/116، والحديث السالف برقم (6509) في مسند عبد الله بن عمرو.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه أبو عوانة في "البعث" كما في "إتحاف المهرة" 4/ورقة 150، والبيهقي في "الشعب" (10459) ، وفى "البعث والنشور" (907) من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد.
وانظر (18008) .(29/541)
إِذْ مَرَّ بِسَخْلَةٍ مَيْتَةٍ مَنْبُوذَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا، قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمِّدٍ بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " (1)
18014 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ، أَخَا بَنِي فِهْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ إِلَيْهِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن ماجه (4111) ، وابنُ أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (2) ، والبزار في "مسنده" (3461) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (723) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (21) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن المستورد إلا من حديث مجالد عن قيس، عنه.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (508) ، ومن طريقه الترمذي (2321) ، والبغوي في "شرح السنة" (4025) عن مجالد، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وسيأتي برقم (18020) و (18021) .
وله شاهد من حديث ابن عباس وجابر بن عبد الله، سلفا برقم (3047) و (14930) ، وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عباس.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فصت رجال=(29/542)
18015 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، والْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ بْنَ شَدَّادٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ لَنَا (1) عَمَلًا وَلَيْسَ لَهُ مَنْزِلٌ، فَلْيَتَّخِذْ مَنْزِلًا، أَوْ لَيْسَتْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ، أَوْ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، أَوْ لَيْسَتْ لَهُ دَابَّةٌ فَلْيَتَّخِذْ دَابَّةً، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ غَالٌّ " (2)
__________
= مسلم.
وأخرجه مسلم (2858) ، والترمذي (2323) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة " 4/150، والطبراني في "الكبير" 20/ (714) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (21) ، والمزي في ترجمة المستورد من "تهذيب الكمال" 27/440 من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (18008) .
(1) لفظة "لنا" ليست في (ظ 13) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد تابعه الأوزاعي كما سيأتي، لكن لم تذكر الجملة الأخيرة عنده متصلة، وهي: ومن أصاب شيئا.. إلخ. موسى بن داود: هو الضبي، وابن هبيرة: هو عبد الله بن هبيرة السبئي الحضرمي، والحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري،
وعبد الرحمن بن جبير: هو المصري المؤذن. وهم ثقات من رجال مسلم.
وقد وقع في بعض الروايات اسم عبد الرحمن: عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وهو خطأ، فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير شامي، والحارث بن يزيد وعبد الله بن هبيرة مصريان، وروايتهما عن عبد الله بن جبير المصري.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (655) ، وابن زنجويه في "الأموال" (978) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (726) من طرق عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة وحده، بهذا الإسناد. وفي رواية الطبراني وقع اسم عبد=(29/543)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرحمن: عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وهو خطأ كما أسلفنا.
وأخرجه أبو عبيد (654) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص261، والطبراني 20/ (725) من طرق عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد وحده، به. وفي رواية الطبراني أن أبا بكر رضي الله عنه قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أكثرت يا رسول الله! فردَ عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أصاب بعد ذلك فهو غالٌّ".
وأخرجه ابن خزيمة (2370) ، والطبراني 20/ (727) ، والحاكم 1/406، وعنه البيهقي 6/355 من طريق المعافى بن عمران، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن الحارث بن يزيد، به. وهذا إسناد على شرط الصحيح، لكن لم يذكر فيه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر الحديث: "من أصاب ... " وجاء بإثره عند ابن خزيمة: قال أبو بكر- يعني المعافى-: وأخبرت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من اتَّخذ غير ذلك فهو غالٌ أو سارق". ولم يذكر أحد ممن ترجم للمعافى أنه يكنى أبا بكر، ولم نتبين من هو أبو بكر هذا. وجاء هذا القول عند الحاكم والبيهقي بإثر الحديث، ولم يذكرا قائله.
وأخرجه أبو داود (2945) ، ومن طريقه البيهقي 6/355 عن موسى بن مروان الرقي، حدثنا المعافى، حدثنا الأوزاعي، عن الحارث بن يزيد، عن جبير بن نفير، عن المستورد. كذا قال: جبير بن نفير. وقد جاء في آخر حديثه: قال أبو بكر: أخبرت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق". ولم نتبين أبا بكر هذا كما أسلفنا. وأما قوله: جبير بن نفير فقد عقب عليه المزي في "التحفة" 8/377-378 بقوله: رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن موسى بن مروان فقال: عن عبد الرحمن بن جبير بدل: جبير بن نفير، وهو أشبه بالصواب. قلنا: رواية جعفر بن محمد وقعت في "المعجم الكبير" للطبراني 20/ (727) ، لكن في مطبوعته: موسى بن مرزوق بدل موسى ابن مروان، وفي إسناده: عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وقوله: "ابن نفير" خطأ كما أسلفنا. وقد جزم الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" أن عبد الرحمن ابن جبير هذا هو المصري، لكنه ذكر أن في رواية "المسند" عبد الرحمن=(29/544)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن جبير بن نفير. ولم نَرَ زيادة ابن نفير فيما بين أيدينا من النسخ.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (653) ، وابن زنجويه (979) ، كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد. قال ابنْ أبي حاتم في "العلل" 1/219: سألت أبي عن حديث رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة ... فذكر حديثنا، ثم قال: قال أبي: هذا خطأ، إنما هو على ما رواه الليث، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد. كذا قال، لم يذكر عياش بن عباس. قلنا: لم يتفرد ابن لهيعة بالتصريح أن هذا الرجل هو عبد الرحمن بن نفير، وتابعه على ذلك الأوزاعي، فالأَولى حمل الرواية التي أُبهم فيها هذا الراوي على الرواية التي صرح فيها باسمه.
وسيأتي برقم (18017) من طريق الحارث بن يزيد وحده، وبرقم (18018) من طريق الحارث وعبد الله بن هبيرة، وبرقم (18019) من طريق ابن هبيرة وحده.
وقوله: "ومن أصاب شيئا.. إلخ" يشهد له حديث عدي بن عمير السالف برقم (17717) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب جواز ما يأخذه الحكام والعمال على أعمالهم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند البخاري (2070) موقوفاً.
وعن عمر بن الخطاب عند البخاري (7163) ، ومسلم (1045) ، وأبي داود (2944) ، وسلف برقم (100) .
وعن عدي بن عميرة، وعمرو بن العاص، سلفا برقم (17717) و (17763) .
وقد روي من حديث علي رضي الله عنه، وسلف برقم (578) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس". وهو من رواية ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الله بن زرير، عن علي. وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.=(29/545)
18016 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَابْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِىِّ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ يُخَلِّلُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ بِخِنْصَرِهِ " (1)
18017 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ وَعَمْرُو بْنُ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ فَسَمِعَ الْمُسْتَوْرِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ عَمَلًا (2) فَلَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةً فَلْيَتَزَوَّجْ، أَوْ خَادِمًا (3) فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، أَوْ مَسْكَنًا (4) ، أَوْ دَابَّةً، فَلْيَتَّخِذْ، دَابَّةً، فَمَنْ
__________
= وانظر "سنن البيهقي" 6/353-356.
قوله: "فليتخذ منزلاً" قال السندي: يريد أن له أن يأخذ بقدر الحاجة الضرورية، ولا يزيد على ذلك.
(1) صحيح لغيره، ابن داود: هو موسى بن داود الضبي، ويحيى بن إسحاق: هو السيلحيني. وانظر (18010) .
(2) المثبت من (ظ 13) و (س) و (ص) ، وفي (م) و (ق) ونسخة في هامش (س) : من ولي لنا عملاً.
(3) كذا هي بالنصب في جميع الأصول، وفي "جامع المسانيد" 4/ورقة 107، وضبب عليها في (س) . ويمكن اعتبارها مفعولاً به لفعل مقدر محذوف، بتقدير: "أو لم يتخذ خادماً"، وبذلك توافق ما بعدها.
(4) وقع في (م) ونسخة في هامش (س) والنسخ المتأخرة هنا زيادة جملة:=(29/546)
أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ، فَهُوَ غَالٌّ، أَوْ سَارِقٌ (1) " (2)
18018 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (3)
18019 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ، وَعَمْرُو بْنُ غَيْلَانَ فَسَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلًا " فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ الْحَارِثِ (4)
18020 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي
__________
= "فليتخذ مسكناً"، ولم ترد هذه الزيادة في (ظ 13) و (س) و"جامع المسانيد".
(1) المثبت من (ظ 13) و"جامع المسانيد"، وفي (م) وبقية النسخ: غالٌّ أو سارق.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع.
وانظر (18015) .
عمرو بن غيلان بن سلمة: ثَقَفِيٌّ، مختلف في صحبته، من أهل الشام، روى عن ابن مسعود وكعب الأحبار، وولاه معاوية بن أبي سفيان البصرة، وكان من رجاله في حروبه. "الإصابة" 4/669.
(3) حديث صحيح. انظر (18015) .
(4) حديث صحيح. انظر (18015) .(29/547)
نَفْسِي بِيَدِهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَرَجُلٍ وَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ ثُمَّ رَجَعَهَا "
قَالَ: وَإِنِّي لَفِي الرَّكْبِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ عَلَى كُنَاسَةٍ (1) ، فَقَالَ: " أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا؟ " فَقَالُوا: مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا هَاهُنَا، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا عَلَى اللهِ أَهْوَنُ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " (2)
18021 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ يَعْنِي الْمُهَلَّبِيَّ، حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَرَجُلٍ وَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيْهِ، فَمَا أَخَذَ مِنْهُ؟ "
قَالَ: وَقَالَ الْمُسْتَوْرِدُ: أَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ الرَّكْبِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مَرَّ بِمَنْزِلِ قَوْمٍ قَدِ ارْتَحَلُوا عَنْهُ، فَإِذَا
__________
= (1) الموضع الذي تلقى فيه القُمامة، وفي أصولنا الخطية: كناس، بغير تاء، وهو خطأ، لأن الكِناس هو الموضع الذي تستكن فيه الظباء من الحر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير مجالد بن سعيد، فهو ضعيف، لكنه توبع على القطعة الأولى فيما سلف برقم (18008) ، وعلى القطعة الثانية فيما سلف برقم (18013) .
وأخرج القطعة الأولى منه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (63) عن خالد بن خداش، والطبراني في "الكبير" 20/ (722) من طريق مسدد بن مسرهد، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وانظر (18008) و (18013) .(29/548)
سَخْلَةٌ مَطْرُوحَةٌ، فَقَالَ: " أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا حِينَ أَلْقَوْهَا " قَالُوا: مِنْ هَوَانِهَا (1) عَلَيْهِمْ أَلْقَوْهَا، قَالَ: " فَوَاللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " (2)
18022 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ الْفِهْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: " تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ "، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ، قَالَ: أَقُولُ لَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: " لئِنْ قُلْتَ (3) ذَاكَ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ لَأَسْرَعُ النَّاسِ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ، وَإِنَّهُمْ لَخَيْرُ النَّاسِ لِمِسْكِينٍ وَفَقِيرٍ وَضَعِيفٍ، وَإِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَالرَّابِعَةُ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَإِنَّهُمْ لَأَمْنَعُ النَّاسِ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ " (4)
__________
(1) في (ظ 13) ونسخة في هامش (س) : على أهلها.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وانظر (18008) و (18013) .
(3) المثبت من (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س) . وفي (م) : إن تكن قلت، وفي باقي النسخ: إن يكن قلت.
(4) إسناده صحيح على شرط الصحيح، علي بن عياش ثقة من رجال البخاري، وليث بن سعد من رجال الشيخين، وباقي رجاله من رجال مسلم.=(29/549)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= موسى بن عُلَي: هو ابن رباح بن قَصير اللخمي المصري.
وأخرجه أبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" 4/ورقة 150 من طريق علي بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/16، ومسلم (2898) ، وأبو عوانة، والطبراني في "الكبير" 20/ (737) ، وفي "الأوسط" (8663) ، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (601) من طرق عن الليث بن سعد، به. وعند مسلم وأبي عمرو الداني زيادة خصلة: وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (737) من طريق حجين بن المثنى، عن الليث، به. وعنده أن المستورد قال لعمرو بن العاص: لا أقول إلا ما سمعتُ من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يذهب الصالحون أسلافاً، وتبقى حثالة، كحثالة التمر والشعير، لا يبالي الله بهم". ولم تذكر عنده الخصال. والجمع بين متن حديثنا وهذا الحديث تفرد به حجين بن المثنى. وروي الحديث الثاني مفرداً عند الطبراني في "الكبير" 20/ (718) و (719) ، و"الأوسط" (2698) ، و"الصغير" (1698) . قال الهيثمي في "المجمع" 7/321: ورجاله ثقات.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3463) من طريق زيد بن الحباب، عن موسى ابن عُلي، به. وليس فيه كلام عمرو.
وأخرجه مسلم (2898) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (736) من طريق ابن وهب، عن أبي شريح، عن عبد الكريم بن الحارث بن يزيد، عن المستورد، به. وذكر في هذه الرواية ثلاث خصال: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأجبر الناس عند مصيبة، وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم. وهذا الحديث مما تتبع به الدارقطني مسلماً، فقال في "الإلزامات والتتبع " ص 308: عبد الكريم لم
يدرك المستورد، ولا أدركه أبوه الحارث بن يزيد، والحديث مرسل. وتعقبه النووي في "شرح مسلم " 18/23 فقال: لا استدراك على مسلم في هذا، لأنه ذكر الحديث بحروفه في الطريق الأول من رواية عُلي بن رباح، عن أبيه، عن المستورد متصلاً، وإنما ذكر الثاني متابعة. وقد سبق أنه يحتمل في المتابعة=(29/550)
18023 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَشَدُّ النَّاسِ (1) عَلَيْكُمُ الرُّومُ، وَإِنَّمَا هَلَكَتُهُمْ مَعَ السَّاعَةِ " فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَلَمْ أَزْجُرْكَ عَنْ مِثْلِ هَذَا (2)
__________
= ما لا يحتمل في الأصول، وسبق أيضاً أن مذهب الشافعي والمحققين أن الحديث المرسل إذا روي من جهة أخرى متصلاً، احتج به، وكان صحيحاً، وتبينَّا برواية الاتصال صحة رواية الإرسال.
وانظر ما بعده.
قول عمرو بن العاص: إن فيهم لخصالاً، قال السندي: أي: تدل على أن الأمر كما قُلتَ.
(1) لفظة "الناس" لم ترد في النسخ الخطية، وأثبتناها من (م) و"جامع المسانيد" 4/ورقة 107، وجاء في هامش (ظ 13) : صوابه: أشد الناس.
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم غير الحسن بن موسى، فمن رجال الشيخين. الحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري، وعبد الرحمن بن جبير: هو المؤذن المصري.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص261 من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقال فيه: "إن أشد الناس عليكم بنو أختكم بسمة بنت إسماعيل الروم.. ". وبسمة بنت إسماعيل عليه السلام تزوجها عيص بن إسحاق عليه السلام، وكان منهما الروم فيما روي عند الطبري في "تاريخه" 1/317، والله أعلم.
وانظر ما قبله، وانظر أيضاً حديثي ابن مسعود وذي مخمر السالفين برقم (4146) و (16826) .(29/551)
حَدِيثُ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ (1)
18024 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ (2) فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَالِ هَذَا، عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ " " وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا، عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ " (3)
__________
(1) هو أبو كبشة الأنماري المذحِجي، مختلف في اسمه. انظر "الإصابة" 7/341.
(2) في (م) و (ق) : فينفقه.
(3) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه أبي كبشة، وسالم لم يسمع من أبي كبشة فيما قاله الحافظ في "النكت الظراف" 9/274، ويعضده ما وقع في إسناد الحديث عند أبي عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 111 أن سالماً قال: حُدِّثتُ عن أبي كبشة، وسيأتي الحديث برقم (18027) وفيه تصريح سالم بالسماع، لكنه غير محفوظ فيما قاله الحافظ.=(29/552)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وروي الحديث بذكر الواسطة بين سالم وأبي كبشة، وهو ابن أبي كبشة، وفي سندها ضعف كما سنبينه لكن له طريق آخر عند الترمذي (2325) وقال: حسن صحيح، وسيأتي عند المصنف برقم (18031) .
وهو عند وكيع في "الزهد" (240) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (4228) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (106) ، والطبراني في "الكبير" 22/867.
وأخرجه هناد في "الزهد" (586) ، والحسين المروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك" (999) ، والفريابي (105) و (106) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (263) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (662) ، والبيهقي 4/189 من طرق عن الأعمش، به.
وقد رواه عن سالم منصور بن المعتمر، واختلف عليه فيه، فروي عن منصور، عن سالم، عن أبي كبشة. وسيأتي (18026) .
وروي عن منصور بذكر الواسطة بين سالم وأبي كبشة، أخرجه ابن ماجه بإثر (4228) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (865) ، والبيهقي 4/189 من طريق معمر بن راشد، وابن ماجه بإثر (4228) ، والخطيب في "تاريخه" 6/79-80 من طريق مفضل بن مهلهل، كلاهما عن منصور، عن سالم، عن ابن أبي كبشة، عن أبي كبشة. وروى البيهقي بإثره عن علي ابن المديني أنه قال: ابن أبي كبشة هذا معروف، وهو محمد بن أبي كبشة. قلنا: ومحمد هذا ذكره البخاري في "التاريخ" 1/176 باسم: محمد بن عمر بن سعد، وذكر راوياً آخر عنه غير سالم، هو إسماعيل بن أوسط، ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/372-373، وقال: قدم الكوفة، فكتب عنه ختناه إسماعيل بن أوسط وسالم بن أبي الجعد. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي: حيث يتابع، وإلا فهو لين الحديث.
قلنا: ولأبي كبشة ابن آخر اسمه: عبد الله، ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/36، ولم يذكر في الرواة عنه غير ابنه، فهو مجهول.=(29/553)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وروي عن منصور، عن مجاهد، عن أبي كبشة. أخرجه ابن قانع 2/222 من طريق أبي حفص عبد الرحمن بن عمر الأبار، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي كبشة الأنماري أنه قال لابنه: احفظ عنى حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر الحديث. ورجاله ثقات، لكن لا تعرف لمجاهد رواية عن أبي كبشة، ويبعد أن يكون أدركه.
ورواه عن سالم أيضاً قتادة بن دعامة، واختلف عليه فيه أيضاً، فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (860) و (869) ، وفي "الأوسط" (4364) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي كبشة. وسعيد بن بشير ضعيف.
وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (63) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (866) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان أو عن أبي كبشة، فزاد فيه ذكر معدان بن أبي طلحة، والشك في صحابيه. وهاتان الزيادتان تفرد بهما إبراهيم بن طهمان، وهو ثقة جليل، وباقي رجاله ثقات، لكن المحفوظ أنه من حديث أبي كبشة.
وأخرجه الطبراني 22/ (870) من طريق سعيد بن بشير، عن أبي كنانة، عن أبي كبشة. وسعيد بن بشير ضعيف كما أسلفنا، وأبو كنانة لم نتبينه، ولعله تحريف.
وسيأتي بالأرقام (18025) و (18026) و (18027) من طريق سالم بن أبي الجعد، وبرقم (18031) من طريق أبي البختري سعيد الطائي بنحوه مطولاً.
قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/320-321 في شرح الحديث السابع والثلاثين: ومتى اقترن بالنية قولٌ أو سعيٌ تأكد الجزاء، والتحق صاحبُه بالعامل. واستدل بحديث أبي كبشة هذا، ثم قال: وقد حُمِل قوله:=(29/554)
18025 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ (1) يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، مِنْ غَطَفَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ، لَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمًا، وَلَا يُعْطِي فِيهِ حَقًّا (2)
__________
= "فهما في الأجر سواء" على استوائهما في أصل أجر العمل دون مضاعفته، فالمضاعفة يختص بها من عمل العمل دون من نواه فلم يعمله، فإنهُما لو استويا من كل وجه لكُتب لمن همَّ بحسنةٍ ولم يعملها عشر حسنات وهو خلاف النصوص كلها، ويدل على ذلك قوله تعالى: (فضَّلَ الله المجاهدين
بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاًّ وَعَدَ الله الحُسنى وفضَّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً، درجات منه) [النساء: 95-96] . قال ابن عباس وغيره: القاعدون المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجةً هم القاعدون من أهل الأعذار، والقاعدون المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجاتٍ هم القاعدون من غير أهل الأعذار. وانظر تمام كلامه فيه؛ فإنه غايةٌ في النَّفاسة.
قلنا: وإيراد الحافظ ابن رجب هذا الحديث وسكوته عنه وشرحه له دليل على صحته عنده، وكذلك الحافظ ابن حجر أورده في شرحه العظيم: "فتح الباري" 1/167 في كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، في شرح حديث عبد الله بن مسعود، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "لا حسد إلا في
اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسُلِّط على هَلَكتِه في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها"، ونقل عن الترمذي قوله في حديث أبي كبشة هذا: حديث حسن صحيح، ولم يتعقبه بشيء، فدل على أنه صحيح عنده أيضاً.
(1) القائل سمعته منه: هو سليمان بن مهران الأعمش، وسمعه من سالم.
(2) إسناده كسابقه رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه أبي كبشة=(29/555)
18026 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= وسلف في الحديث السابق قول الحافظ: إن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من أبي كبشة.
وأخرجه أبو عوانة في فضائل القرآن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 111 من طريق زيد الهروي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
قوله: "من غطفان"، لم نَرَه في مصادر ترجمة أبي كبشة، والذي فيها أنه من مذحج.
(1) عبد الله بن الوليد العدني، صدوق حسن الحديث ومن فوقه من رجال الشيخين غير أبي كبشة. وانظر (18024) .
سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (861) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/79-80 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والطبراني (862) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في فضائل القرآن من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني 22/ (863) من طريق مسعر بن كدام، و (864) من طريق مفضل بن مهلهل، ثلاثتهم عن منصور، به. ووقع عند أبي عوانة قول سالم: حدثت عن أبي كبشة.
وقد اختلف في الإسناد على منصور، وبيناه فيما سلف برقم (18024) ، فانظره.(29/556)
18027 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ أَرْبَعَةٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَرَازِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ فَدَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ وَقَدِ اغْتَسَلَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ كَانَ شَيْءٌ قَالَ: " أَجَلْ، مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي (2) شَهْوَةُ النِّسَاءِ، فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي فَأَصَبْتُهَا، فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا، فَإِنَّهُ مِنْ
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد ذكر هذه الرواية الحافظ المزي في "التحفة" 9/274، وتعقبه الحافظ ابن حجر في "النكت" بقوله: المحفوظ عن شعبة ما رواه غندر وأبو زيد الهروي عنه عن الأعمش ... ولم يسمع سالم من أبي كبشة، وقد أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" من طريق جرير، عن منصور، عن سالم قال: حُدِّثْت عن أبي كبشة.
قلنا: رواية غندر سلفت برقم (18025) ، ورواية أبي زيد الهروي أخرجها أبو عوانة في فضائل القرآن كما في "إتحاف المهرة " 5/ورقة 111. وفيه أيضاً رواية أبي عوانة التي فيها: حدثت عن أبى كبشة.
وانظر (18024) .
(2) في (ظ 13) ونسخة في (س) : في نفسي!.(29/557)
أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ " (1)
18029 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، تَسَارَعَ النَّاسُ إِلَى أَهْلِ الْحِجْرِ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَادَى فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُمْسِكٌ بَعِيرَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: " مَا تَدْخُلُونَ عَلَى قَوْمٍ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ؟ "
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أزهر بن سعيد الحرازي، روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ابن سعد: كان قليل الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
معاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 6/139، والطبراني في "الكبير" 22/ (848) ، وفي "الأوسط" (3275) ، وفي "مسند الشاميين" (2047) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 2/20 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث جابر، سلف برقم (14537) ، وأخرجه مسلم (1403) (9) .
وآخر من حديث عبد الله بن مسعود عند الدارمي (2215) ، والبخاري في "التاريخ" 5/69، والبيهقي في "الشعب" (5436) . وروي مرفوعاً وموقوفاً.
وقوله: "إن من أماثل أعمالكم إتيان الحلال" يشهد له حديث أبي ذر عند البخاري في "الأدب المفرد" (227) ، ومسلم (1006) ، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "وفي بضع أحدكم صدقة". وسيأتي 5/167.(29/558)
فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: نَعْجَبُ مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ (1) بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ؟ رَجُلٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ يُنْبِئُكُمْ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، فَاسْتَقِيمُوا وَسَدِّدُوا، فَإِنَّ اللهَ لَا يَعْبَأُ بِعَذَابِكُمْ شَيْئًا، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لَا يَدْفَعُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِشَيْءٍ " (2)
__________
(1) في (م) و (ص) : أفلا أنذركم.
(2) إسناده ضعيف، محمد بن أبي كبشة سلفت ترجمته عند الحديث (18024) ، وهو لين الحديث إذا تفرد، ولم يتابع على هذا الحديث، وإسماعيل بن أوسط- وهو البجلي- وثقه ابن معين في رواية، وقال في أخرى: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: سُئل أبي عنه فقال: يُروى عنه، فكرر عليه فلم يزد على قوله: يروى عنه، وضعّفه الساجي، وقال الأزدي: أمير الكوفة، كان من أعوان الحجاج، وهو الذي قدم سعيد بن جبير للقتل، لا ينبغي أن يروى عنه، ونقل قول الأزدي هذا الذهبي في "الميزان" وأقره.
والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة الكوفي، وقد اختلط بأخرة، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه، ولا يضر ذلك، فقد رواه عن المسعودي غير واحد ممن روى عنه قبل اختلاطه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/546-547، ومن طريقه الطبراني 22/ (852) عن جعفر بن عون، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/50، والطحاوي في " شرح المشكل" (3741) من طريق أبي داود الطيالسي، والطبراني 22/ (851) من طريق عبد الله بن رجاء وعمرو بن مرزوق، و (852) من طريق إسماعيل بن عياش، خمستهم عن المسعودي، بهذا الإسناد. وجعفر بن عون وعبد الله بن رجاء وعمرو بن مرزوق رووا عن المسعودي قبل اختلاطه.
وانظر ما بعده.=(29/559)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وللنهي عن دخول ديار ثمود وعامةِ ديار المغضوب عليهم شاهد من حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (4561) و (5984) . وهو متفق عليه.
وشاهد ثان من حديث سبرة بن معبد، علقه البخاري بإثر (3378) ، ووصله الطحاوي في "شرح المشكل، (3750) و (3751) و (3752) ، والطبراني في "الكبير" (6550) و (6551) و (6552) ، والحاكم 4/124- 125، وابن حجر في "التغليق" 4/19 و20. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله: ولا على شرط واحد منهما.
وثالث من حديث أبي الشموس البلوي، علقه البخاري بإثر (3378) ، ووصله الحافظ في "التغليق" 4/20 و20-21.
ورابع من حديث أبي ذر الغفاري، علقه البخاري، ووصله البزار (1843 - كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3746) و (3747) ، والحافظ في "التغليق" 4/21-22.
وخامس من حديث أبي أمامة عند الطبراني (8068) و (8069) .
وسادس من حديث سمرة بن جندب عند البزار (1846- كشف الأستار) ، والطبراني (7091) .
ولآخر الحديث شاهد من حديث عبد الله بن بسر، ولفظه: "سددوا وأبشروا، فإن الله تعالى ليس إلى عذابكم بسريع، وسيأتي قوم لا حجة لهم " ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/63، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه بقية بن الوليد، ولكنه صرح بالتحديث. قلنا: لا يكفي هذا فإنه يدلس تدليس التسوية.
وهذا الجزء من الحديث جاء في حديث أبي ذر، ولفظه: "يا أيها الناس، إنه ليس اليوم نفس منفوسة يأتي عليها مئة سنة فيعبأ الله بها".
قوله: "إلى أهل الحِجرِ": بكسر مهملة، وسكون جيم، وادي ثمود قوم صالح عليه السلام.
الصلاة جامعة: المشهور نصبهما، أي: ائتوا الصلاة حال كونها جامعة، ويمكن رفعهما. قاله السندي.(29/560)
18030 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، تَسَارَعَ قَوْمٌ إِلَى أَهْلِ (2) الْحِجْرِ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
18031 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ (4) ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ (5) ، عَنْ سَعِيدٍ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ (6) ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ "، قَالَ: " فَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ: فَإِنَّهُ مَا نَقَّصَ مَالَ عَبْدٍ صَدَقَةٌ (7) ،ولا
__________
(1) في (م) زيادة: الأنماري.
(2) لفظة: "أهل" ليست في (ظ 13) ولا (ق) .
(3) إسناده ضعيف.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 5/235 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(4) في (م) و (ق) : عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُمَيْرٍ، ولفظة: "بن محمد" مقحمة.
(5) في (م) والنسخ الخطية: حباب، بالحاء المهملة، وجود ضبطه في (س) بضم الحاء، وصوابه: خَبَّاب كما هو في مصادر ترجمته وكتب المشتبه.
(6) المثبت من (م) و (ق) ، وفي باقي النسخ: النميري، وفي هامش (س) : النمري، وكلاهما خطأ. وما أثبتناه هو الصواب.
(7) في (ق) : من صدقةٍ. وعلى هذه الرواية تكون لفظة "مال" مرفوعة، لأنها فاعل "نقص".(29/561)
وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ بِمَظْلَمَةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا، وَلَا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ، وَأَمَّا الَّذِي أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ "، فَإِنَّهُ قَالَ: " إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ (1) : عَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ "، قَالَ: " فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ " قَالَ: " وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا؟ " قَالَ: " فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مَالٌ عَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ " قَالَ: " فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ "، قَالَ: " وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ " قَالَ: " وَعَبْدٌ لَمْ يَرْزُقْهُ اللهُ مَالًا، وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَعَمِلْتُ (2) بِعَمَلِ فُلَانٍ، قَالَ: هِيَ نِيَّتُهُ، فَوِزْرُهُمَا فِيهِ سَوَاءٌ " (3)
__________
(1) لفظة: "نفر" ليست في (ظ 13) .
(2) في (ظ 13) : لفعلتُ.
(3) حديث حسن، يونس بن خباب- وهو الأسيدي- مختلف فيه، فقد ضعفه البخاري وأبو حاتم والنسائي وابن حبان وابن معين في أكثر رواياته، وقال ابن شاهين في "الثقات " قال عثمان بن أبي شيبة: يونس بن خباب ثقة صدوق، وقال الساجي: صدوق في الحديث تكلموا فيه من جهة رأيه السوء، وقال ابن معين في رواية عنه: كان ثقة وكان يشتم عثمان، وقال أبو داود: قد رأيت أحاديث شعبة عنه مستقيمة، وليست الرافضة كذلك، وقال ابن عدي: وأحاديثه مع غلوه تكتب. وصحح الترمذي حديثه هذا.
وباقي رجال الحديث ثقات.=(29/562)
18032 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ: أَنَّهُ أَتَاهُ فَقَالَ: أَطْرِقْنِي مِنْ فَرَسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَطْرَقَ مسلماً (1) فَعَقَّتْ لَهُ الْفَرَسُ، كَانَ لَهُ (2) كَأَجْرِ سَبْعِينَ فَرَسًا حُمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ
__________
= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 3/191، والترمذي (2325) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (855) و (868) ، والبغوي (4097) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/193-194 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبادة بن مسلم. وقال الترمذي: حسن صحيح. ولم يسق يعقوب بن سفيان متنه، واقتصر الطبراني في الموضع الأول على القطعة الأولى، وفي الموضع
الثاني على القطعة الثانية.
وقد سلفت القطعة الثانية من طريق سالم بن أبي الجعد برقم (18024) .
وللقطعة الأولى شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1674) .
وشاهد ثان من حديث أبي هريرة، ستلف برقم (7206) و (9421) و (9625) ، وهو صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: وأما الذي أحدثكم حديثاً، قال السندي: العائد على الذي محذوف، أي: أما الذي أحدثكموه، وقوله: حديثاً، بدل من ذلك المحذوف!
(1) لفظة: "مسلماً" أثبتناها من (ظ 13) ، ولم ترد في باقي النسخ.
(2) لفظة: "له "ليست في (ظ 13) .(29/563)
اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، أبو عامر الهوزني اسمه عبد الله بن لُحي، وهو ثقة مخضرم، وراشد بن سعد- وهو المَقْرئي الحمصي- ثقة علق له البخاري في "صحيحه"، وروى له في "الأدب"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن عبد ربه فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1861) من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: "فإن لم يعقب كان له كأجر فرسين حمل عليهما في سبيل الله".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1282) و (2518) ، وابن حبان (4679) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (853) ، وفي "الشاميين" (1861) ، والخطابي في "غريب الحديث " 1/724 من طرق عن محمد بن حرب، به. وزادوا في آخره: "وإن لم تعقب كان له كأجر فرس حمل عليه في سبيل الله"، لكن جاء عند الطبراني في "الشاميين": "كأجر فرسين"، وعند ابن أبي عاصم، والطبراني في "الكبير"، والخطابي: "فَعقَّتْ" بدل "فعقب" وهو بمعناه.
وفي الباب عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عدي ابن حاتم الطائي عند الترمذي (1626) ، وروي عن القاسم، عن أبي أمامة الباهلي عنده (1627) ، وقال عن، حديث أبي أمامة: حسن صحيح غريب، ولفظه: "أفضل الصدقات ظِلُّ فسطاطِِ في سبيل الله، ومنيحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحلِ في سبيل الله".
قوله: "أطرقني من فرسك"، قال السندي: إطراق الفرس إعارته للضراب، ومن للتبعيض.(29/564)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ (1)
18033 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَسَنٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ إِمَامٍ أَوْ وَالٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ (2) وَالْخَلَّةِ، وَالْمَسْكَنَةِ، إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، دُونَ حَاجَتِهِ، وَخَلَّتِهِ، وَمَسْكَنَتِهِ " قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ (3)
__________
(1) هو عمرو بن مرة بن عبس الجهني، كان في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيخاً كبيراً، أسلم قديماً وشهد كثيراً من المشاهد، وقيل: هو أبو مريم الأزدي، وفرق بينهما غير واحد. "الإصابة" 4/680-682. قلنا: وقد سلف حديثه الذي هنا من حديث أبي مريم برقم (15651) .
(2) في (ظ13) : ذي الحاجة.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي حسن، وهو الجزري.
إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليّة.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/270، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عمرو بن مرة 22/239-240 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1332) ، وأبو يعلى (1566) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث عمرو بن مرة حديث غريب.
وأخرجه عبد بن حميد (286) ، ومحمد بن خلف بن حيان في "أخبار القضاة" 1/75 من طريق سعيد بن زيد عن علي بن الحكم، به. وقد تحرف سعيد بن زيد إلى سعد بن زيد في المطبوع من "أخبار القضاة".=(29/565)
حَدِيثُ الدَّيْلَمِيِّ الْحِمْيَرِيِّ (1)
__________
= وأخرجه الحاكم 4/94، وأبو يعلى (1565) ، وابن قانع 2/198 من طرق عن حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. قلنا: وقد ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 5/154 لهذا الحديث إسناداً آخر هو: يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم،
به. ولم نجد هذا الإسناد فيما بين أيدينا من النسخ في هذا الموضع، وقد ذكر الحافظ في "الأطراف" أن لعمرو بن مرة أحاديث في مسند الأنصار، فلعله سيأتي هناك من طريق حماد بن سلمة.
وقد سلف برقم (15651) من حديث رجل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعضهم صرح بأن هذا الرجل هو أبو مريم، وانظر تعليقنا عليه هناك. ويضاف إلى تخريج حديث أبي مريم أنه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2317) ، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/53-54، وابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 115، والطبراني في "الكبير" (832) ، وفي "مسند الشاميين" (1404) من طريق يزيد بن أبي مريم، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي مريم الأزدي.
وأخرجه الدولابي 1/53-54 من طريق أبي المعطل مولى بني كلاب، عن أبي مريم الأزدي مطولاً. وأبو المعطل قال الذهبي في "الميزان" 4/575: لا يعرف.
الخَلَّة: هي الحاجة والفقر.
(1) وقع اسم هذا الصحابي هنا فيما بين أيدينا من النسخ: الديلمي الحميري، وصوابه: ديلم الحميري كما سيأتي في أحاديثه، وهو كذلك في مصادر ترجمته: ديلم الحميري. لكن قال أبو موسى المديني كما في "أسد الغابة" 2/164: قد يقع في الأحاديث: الديلمي الحميري.
وهو ديلم بن أبي ديلم، وقيل: ديلم بن فيروز، وقيل: ديلم بن هَوشَع.=(29/566)
18034 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّيْلَمُ (1) أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ، وَإِنَّا لَنَسْتَعِينُ بِشَرَابٍ يُصْنَعُ لَنَا مِنَ الْقَمْحِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَلَا تَشْرَبُوهُ " فَأَعَادَ عَلَيْهِ (2) ،
__________
= كان أول وافد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عند معاذ بن جبل من اليمن، وشهد فتح مصر.
وقال بعض أهل العلم: هو فيروز الديلمي الآتية ترجمته بعد قليل، وخلطه بعضهم بأبي وهب الجيشاني التابعي.
وقد حرر القول في ذلك الحافظ في "الإصابة" 2/392 فقال: وكان سبب الوهم فيه أن كلاًّ من فيروز الديلمي وديلم الحميري سأل عن الأشربة، ثم ميز بين حديثيهما، وقال: فالحديثان وإن اشتركا في كونهما فيما يتعلق بالأشربة، فهما سؤالان مختلفان عن نوعين مختلفين، وإنما أتى الوهم على من اختصر فقال: له حديث في الأشربة، فلم يُعلَم مرادُه بذلك. قلنا: وسيأتي حديث كل منهما في مسنده بعد قليل.
وقال الحافظ في آخر ترجمته: فالحاصل أن الذي سأل عن الأشربة التي تتخذ من القمح هو ديلم بن هوشَع، وحديثه في المصريين، وانفرد أبو الخير مرثد المصري بالرواية عنه، وهو حميري جيشاني، وأما الديلمي الذي روى عنه ولده عبد الله فحديثه في الشاميين، واسمه فيروز، وهو
الذي قتل الأسود العنسي، وأما أبو وهب الجيشاني فتابعي آخر. والله أعلم.
(1) المثبت من (ظ 13) وهامش (س) ، وفي (م) وباقي النسخ: الديلمي.
(2) في (م) : فأعاد عليه الثانية.(29/567)
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَلَا تَشْرَبُوهُ " فَأَعَادَ عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " فَلَا تَشْرَبُوهُ " قَالَ: " فَإِنَّهُمْ لَا يَصْبِرُونَ عَنْهُ " قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَصْبِرُوا عَنْهُ فَاقْتُلْهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود، وغير عبد الحميد بن جعفر، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً.
وهو عند الإمام أحمد في "الأشربة" (210) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/533-534، والبخاري في "التاريخ" 7/136- ومن طريقه ابن عساكر في "التاريخ" 14/ورقة 295- عن الضحاك ابن مخلد، بهذا الإسناد. إلا أن البخاري قال: عن ابن الديلمي، ولفظه عنده: أنه سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا منك بعيد وأشرب شراباً من قمح؟ فقال: "أيسكر؟ " قلت: نعم. قال: "لا تشربوا مسكراً" فأعاد ثلاثاً، قال: "كل مسكر حرام".
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص303 من طريق عبد الله بن عبد الحكم وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار وهانئ بن المتوكل، ثلاثتهم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وأخرجه الطبراني (4206) في "الكبير" من طريق قتيبة بن سعيد، والبيهقي 8/292 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وقرنا بيزيد عياش بن عباس. وليس فيه عندهما الأمر بقتل من لم يصبر عنها.
وأخرجه بنحوه الطبراني في ترجمة فيروز الديلمي من "معجمه الكبير" 18/ (850) من طريق الهيثم بن خارجة، عن يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد الله، عن رُزَيق بن حُكَيم، عن كثير بن مرة، عن الديلمي. وزاد في آخره: قلت: يا نبي الله، إن تحتي أختين. قال: "طلق أيهما شئت". وفي إسناده=(29/568)
18035 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ،
__________
= إسحاق بن عبد الله الفروي، وهو متروك، وقد أخطأ فيه، فجمع قصة الأشربة مع قصة السؤال عن الأختين، والصواب أن قصة الأشربة من حديث ديلم، وقصة نكاح الأختين من حديث فيروز الديلمي.
وقد أخرج مسلم (2002) من حديث جابر أن رجلاً قدم من جيشان - وجيشان من اليمن- فسأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له: المزر، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أوَمسكر هو؟ " قال: نعم، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كل مسكر حرام "، وقد سلف برقم (14880) ، وليس فيه الأمر بقتل من لم يصبر عن الخمر.
وأخرج البيهقي 8/292 من طريق طاووس بن كيسان مرسلاً، قال تلا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على المنبر- يعني آية- ذكر فيها الخمر، قال: فقام أبو وهب الجيشاني فسأله عن المزر، قال: "وما المزر؟ "، قال: شئ يصنع من الحب.
قال: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كل مسكر حرام". قلنا: وقوله: أبو وهب الجيشاني وهم كما ذكرنا في ترجمة ديلم الحميري، فإن أبا وهب الجيشاني تابعي.
والأرجح أنه ديلم الحميري، وهو من جيشان.
وفي باب تحريم ما يصنع من الحبوب عن أبي موسى الأشعري، وعن عائشة، وعن أم حبيبة، ستأتي أحاديثهم على التوالي 4/402 و6/96-97 و427.
وفي باب تحريم كل مسكر عن ابن عمر، سلف برقم (4464) ، وعن ابن عمرو، سلف برقم (6478) ، وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
وفي الأمر بقتل من أقام على شرب الخمر عن ابن عمرو، سلف برقم (6553) ، وقد بينا فيه أن الأمر بقتل شارب الخمر فيما إذا عاد إلى شربه في المرة الرابعة منسوخ بالإجماع، ويرى ابن القيم أن قتله إذا تكرر منه إنما هو من باب التعزير يفوض الأمر فيه إلى الإمام بحسب المصلحة.
قال السندي: قوله: لنستعين به، أي: في دفع آثار البرودة.(29/569)
عَنْ دَيْلَمٍ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ نُعَالِجُ بِهَا عَمَلًا شَدِيدًا، وَإِنَّا نَتَّخِذُ شَرَابًا مِنْ هَذَا الْقَمْحِ، نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى أَعْمَالِنَا وَعَلَى بَرْدِ بِلَادِنَا، قَالَ: " هَلْ يُسْكِرُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاجْتَنِبُوهُ " قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: " هَلْ يُسْكِرُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاجْتَنِبُوهُ " قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ غَيْرُ تَارِكِيهِ، قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَتْرُكُوهُ فَاقْتُلُوهُمْ " (1)
18036 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، أَنَّ دَيْلَمًا أَخْبَرَهُمْ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ، وَإِنَّا نَشْرَبُ شَرَابًا نَتَقَوَّى (2) بِهِ، فَقَالَ لَهُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن إسحاق، فهو حسن الحديث، لكنه مدلس، وقد عنعنه، وقد تابعه عبد الحميد بن جعفر في الحديث الذي قبله.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ديلم الحميري 8/504 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 5/534، وابن أبي شيبة 7/459-460، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2683) ، والطبراني في "الكبير" (4205) ، والبيهقي 8/292 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3683) ، والطبراني في "الكبير" (4205) ، والمزي 8/505 من طرق عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، به.
وانظر ما قبله.
(2) في (ظ 13) : نقوى.(29/570)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ يُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ، قَالَ: " هَلْ يُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَلَا تَقْرَبُوهُ " قَالَ: فَإِنَّهُمْ لَنْ يَصْبِرُوا عَنْهُ (1) ، قَالَ: " فَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَنْهُ فَاقْتُلُوهُ " (2)
__________
(1) لفظة: "عنه" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.
وهو عند الإمام أحمد في "الأشربة" (209) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2684) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.
وانظر (18034) .(29/571)
حَدِيثُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ (1)
18037 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُمْ أَسْلَمُوا وَكَانَ فِيمَنْ أَسْلَمَ، فَبَعَثُوا وَفْدَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَيْعَتِهِمْ وَإِسْلَامِهِمْ، فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفْتَ، وَجِئْنَا مِنْ حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ، وَأَسْلَمْنَا، فَمَنْ وَلِيُّنَا؟ قَالَ: " " اللهُ وَرَسُولُهُ " " قَالُوا: حَسْبُنَا رَضِينَا (2)
__________
(1) هو صحابي من أبناء الفرس الذين غلبوا على اليمن وسكنوها، يكنى أبا الضحاك، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله، وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه أحاديث، ثم رجع لليمن، وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب الذي ادّعى النبوة، وروي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشر المسلمين بقتله في المدينة. وأما ما روي من أن فيروز حمل رأس الأسود للمدينة، فهو من رواية ضمرة بن ربيعة، وعنده أوهام ومناكير، وقال ابن كثير عن هذا الحديث: غريب وفيه نظر. وقال ابن حجر: لم يتابع ضمرة عليه.
توفي فيروز في خلافة عثمان، وقيل: في خلافة معاوية، وكانت وفاته باليمن، وقيل: ببيت المقدس.
ووهم من خلطه بديلم الحميري الذي ذكر مسنده قبله. "جامع المسانيد" 4/ورقة 16، و" الإصابة " 5/379- 381.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع بين الأوزاعي وعبد الله بن فيروز الديلمي، والواسطة بينهما هو يحيى بن أبي عمرو السَّيباني كما في الروايات الأخرى، وهو ثقة.=(29/572)
18038 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ (1) ، عَنِ ابْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، - قَالَ هَيْثَمٌ مَرَّةً: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَيْرُوزَ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، وَجِئْنَا مِنْ حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ فَمَنْ وَلِيُّنَا؟ قَالَ: " اللهُ وَرَسُولُهُ " (2)
18039 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيُنْقَضَنَّ الْإِسْلَامُ عُرْوَةً،
__________
= وأخرجه الدارمي (2108) ، والطبراني 18/851 من طريق محمد بن كثير، وأبو يعلى (6825) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/371 من طريق هقل بن زياد، والطبراني في "الكبير" 18/ (851) ، وفي "مسند الشاميين" (869) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، وفي "الكبير" أيضاً 18/ (847) من طريق بقية بن الوليد، أربعتهم عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز، بهذا الإسناد. وهو إسناد صحيح. ورواية الدارمي والطبراني في "الكبير" 18/ (847) مطولة بمثل سياقة الحديث الآتي برقم (18024) .
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (18024) .
(1) في (م) و (س) : الشيباني، وهو تحريف.
(2) إسناده صحيح. ضمرة: هو ابن ربيعة الفلسطيني.
وأخرجه أبو داود (3710) عن عيسى بن محمد، عن ضمرة، بهذا الإسناد. مطولاً بسياقة الحديث الآتي برقم (18024) .
وانظر ما قبله.(29/573)
عُرْوَةً كَمَا يُنْقَضُ الْحَبْلُ قُوَّةً، قُوَّةً " (1)
18040 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ، أَنَّ أَبَاهُ فَيْرُوزَ أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ وَتَحْتَهُ أُخْتَانِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَلِّقْ أَيَّتُهُمَا شِئْتَ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن قال الساجي في ضمرة ابن ربيعة: صدوق يهم عنده مناكير، وقد اضطرب في هذا الحديث، فرواه هنا مرفوعاً، ورواه بنحوه عن عبد الله بن فيروز الديلمي قولَه، أخرجه ابن وضاح في "البدع" ص66.
وقد تابعه الأوزاعي على الرواية الثانية الموقوفة على عبد الله بن فيروز، أخرجه الدارمي (97) ، ويعقوب بن سفيان في كتابه الملحق بآخر كتاب "المعرفة والتاريخ" 3/386، ومن طريقه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (127) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز الديلمي قولَه. ورواية الدارمي عن عبد الله بن الديلمي قال: بلغني أن أول ذهاب الدين ترك السنة، يذهب الدين سنة سنة، كما يذهب الحبل قوة قوة.
ويشهد له مرفوعاً حديث أبي أمامة الآتي 5/251، وإسناده لا بأس به، وصححه ابن حبان (6715) .
وحديث حذيفة بن اليمان عند الآجري في "الشريعة" ص20، والحاكم 4/469، وأبي عمرو الداني في "الفتن" (225) موقوفاً.
قوله: "عروة عروة"، أي: أن الناس ما يتركون الإسلام دفعة واحدة، ولكن يتركونه بالتدريج، بأن يتركوا بعض أعماله، ثم بعضاً آخر إلى أن لا يبقى منه شيء، كما ينقض الحبل، و"القوة": الطاقة من طاقات الحَبْل.
(2) إسناده محتمل للتحسين. الضحاك بن فيروز روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/387، وذكره البخاري في "التاريخ" 4/333، وذكر=(29/574)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عنده هذا الإسناد، وقال: لا يعرف سماع بعضهم من بعض. وقال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 3/495: حاله مجهولة.
وأبو وهب الجيشاني سماه ابن معين في "تاريخه" 2/731 ديلم بن الهوشع، وتابعه البخاري وأبو حاتم وغير واحد. وديلم بن الهوشع صحابي سلفت ترجمته قبل ترجمة فيروز، وأبو وهب الجيشاني تابعي غيره. قال ابن يونس- وهو المعتمد في أهل مصر-: يقول أهل العلم من أهل العراق في أبي وهب: إن اسمه ديلم بن هوشع، وهو عندي خطأ، واسم أبي وهب الجيشاني عبيد بن شرحبيل. قلنا: وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/291.
وقال البخاري في "تاريخه" 3/249: في إسناده نظر. وجهل حاله ابن القطان.
وابن لهيعة سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، قلنا: وإسناد حديثنا صورته صورة المرسل، فالضحاك بن فيروز تابعي، لكنه رواه عن أبيه كما سيأتي بعده، وكما هو عند عامة من خرجه.
وقد حسَّن هذا الحديث الترمذي، وصححه ابن حبان، والدارقطني كما في "تهذيب التهذيب " 2/224، والبيهقي في "المعرفة".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 8/ورقة 407 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1129) ، وابن ماجه (1951) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/227، والطبراني في "الكبير" 18/ (843) ، والدارقطني 2/274، والبيهقي 7/184، وابن عساكر 8/ورقة 407 و408، والمزي في ترجمة الضحاك من "تهذيب الكمال" 13/278 من طرق عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه ابن عساكر 8/ورقة 408 من طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، به.
فزاد بين ابن لهيعة وأبي وهب يزيد بن أبي حبيب. قال ابن عساكر: هذا الحديث عندي وهم من أبي سعيد بن يونس، أو من أبيه، فقد رواه ابن ماجه=(29/575)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (1951) عن جده يونس بن عبد الأعلى كما رواه الجماعة عن ابن لهيعة ... ويحتمل أن يكون ابن لهيعة سمعه من يزيد بن أبي حبيب عن أبي وهب، ثم سمعه من أبي وهب بعد ذلك، أو دلّسه عنه فرواه كما قالت الجماعة. قلنا: وانظر "النكت الظراف" 8/272.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 3/248-249، وأبو داود (2243) ، والترمذي (1130) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2748) ، والطحاوي 3/255، وابن قانع 2/327، وابن حبان (4155) ، والطبراني 18/ (845) ، والدارقطني 2/273، والبيهقي في "السنن" 7/184، وفي
"المعرفة" (4196) ، وابن عساكر 8/ورقة 406 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب، به. وهذا إسناد صحيح إلى أبي وهب الجيشاني.
وأخرجه الشافعي 2/16، وعبد الرزاق (12627) ، وابن أبي شيبة 4/317، وابن ماجه (1950) ، والطبراني 18/ (844) ، والدارقطني 2/273، والبيهقي 10/138، والمزي في ترجمة فيروز من "تهذيب الكمال" 23/325-326 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن أبي وهب
الجيشاني، عن أبي خراش الرعيني، عن الديلمي، وذِكْر أبي خراش الرعيني فيه خطأ، فقد تفرد به إسحاق بن عبد الله الفروي، وهو متروك.
وقد رواه إسحاق الفروي، فجعله من مسند أبي خراش نفسه، ذكره ابن حجر في "النكت" 8/272، وعزاه لابن منده في "المعرفة".
ورواه إسحاق أيضاً بإسناد آخر، أخرجه الطبراني 18/ (850) من طريقه، عن رُزَيق بن حُكَيم، عن كثير بن مرة، عن الديلمي. فذكره مطولاً، وقرن به قصة الأمر بقتل من لم يصبر عن شرب الخمر، وهذا خطأ من إسحاق أيضاً، فإن قصة الأشربة هذه محفوظة من حديث ديلم الحميري الذي سلفت ترجمته قريباً.
وانظر ما بعده.
قلنا: وتحريم الجمع بين الأختين ثابت في القرآن في قوله تعالى: (وأن=(29/576)
وقَالَ يَحْيَى: مَرَّةً حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ (1)
18041 - حَدَّثَنَا مَوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَسْلَمْتُ وَعِنْدِي امْرَأَتَانِ أُخْتَانِ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُطَلِّقَ إِحْدَاهُمَا " (2)
18042 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ (3) يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ فَيْرُوزَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَصْحَابُ أَعْنَابٍ وَكَرْمٍ، وَقَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ،
__________
= تجْمَعُوا بين الأختَينِ إِلاَّ ما قَد سَلَفَ) [النساء: 23] .
(1) في (م) : أدرك الإسلام.
وقد وقع في هذا الإسناد مكان أبي وهب الجيشاني وهب بن عبد الله المعافري، ووهب هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/489 وقال: يشتبه أن يكون واهب ابن عبد الله، فاسقط منه الألف. قلنا: وواهب بن عبد الله ثقة من رجال "التهذيب"، لكن يخشى أن تكون هذه الرواية خطأ من سوء حفظ ابن لهيعة.
(2) إسناده محتمل للتحسين.
وأخرجه ابن عساكر 8/ورقة 407 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 3/273 من طريق موسى بن داود، به.
وانظر ما قبله.
(3) في (م) : حدثنا عياش بن عياش، وهو خطأ. وفي (ق) ونسخة في (س) : سألت ابن عياش.(29/577)
فَمَا نَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: " تَتَّخِذُونَهُ زَبِيبًا " قَالَ: فَنَصْنَعُ بِالزَّبِيبِ مَاذَا؟ قَالَ: " تَنْقَعُونَهُ عَلَى غَدَائِكُمْ، وَتَشْرَبُونَهُ عَلَى عَشَائِكُمْ، وَتَنْقَعُونَهُ عَلَى عَشَائِكُمْ، وَتَشْرَبُونَهُ عَلَى غَدَائِكُمْ "
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، وَنَحْنُ نُزُولٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ، مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، فَمَنْ وَلِيُّنَا؟ قَالَ: " اللهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: قُلْتُ: حَسْبِي يَا رَسُولَ اللهِ (1)
__________
(1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش- وهو الحمصي- صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا الحديث منها، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2679) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/227، وابن قانع 2/327-328، والطبراني 18/ (846) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وزادوا فيه بعد السؤال عن الأشربة: قالوا: يا رسول الله أفلا ندعه حتى يشتد؟ قال: "فلا تجعلوه في القلال ولا في الدباء، واجعلوه في الشنان، فإنه إن تأخر عن عصره صار خلًّا". واقتصر الطحاوي وابن قانع على القطعة الأولى منه.
وأخرجه الدارمي (2108) ، وابن أبي عاصم (2680) ، والنسائي 8/332، والطبراني في "الكبير" 18/ (847) ، وفي "مسند الشاميين" (870) من طريق الأوزاعي، وأبو داود (3710) ، وابن أبي عاصم (2681) ، والنسائي 8/332، والمزي في ترجمة فيروز من "تهذيب الكمال" 23/324 من طريق ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، كلاهما عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، به. وعندهم زيادة
النهي عن انتباذه في القلال. وبعضهم اقتصر على القطعة الأولى منه. وعند ابن أبي عاصم في أوله: أتينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برأس العنسي الكذاب. وهذه الزيادة تفرد بها ضمرة بن ربيعة، وعنده أوهام ومناكير، وقد غمزها الحافظان ابن كثير وابن حجر كما ذكرنا في ترجمة فيروز.
وأخرجه الطبراني 18/ (849) من طريق عمران بن أبي الفضل، عن ابن=(29/578)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18043 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ ظِلَّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ " (1)
__________
= الديلمي، عن أبيه.
وقد سلفت القطعة الثانية منه برقم (18037) و (18038) .
وفي باب قصة النبيذ عن ابن عباس، سلف برقم (1963) .
وعن عائشة عند مسلم (2005) ، وسيأتي 6/46.
قوله: "تُنْقِعُونَه"، قال ابن الأثير في "النهاية" 5/109: أي تخلطونه بالماء ليصير شراباً، وكل ما أُلقي في ماء فقد انقعَ، يقال: أنقعت الدواء وغيره في الماء، فهو مُنقَع، والنَّقوع بالفتح: ما يُنْقَعُ في الماء من الليل ليشرب نهاراً، وبالعكس. والنَّقيع: شراب يتخذ من زبيب أو غيره، ينقع في الماء من غير
طبخ.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق- وإن كان مدلساً- صرح بالسماع في رواية ابن خزيمة، فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وصحابي الحديث: هو عقبة بن عامر كما جاء مصرحاً باسمه فيما سلف برقم (17333) .
وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (1321) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3837) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد- وفيه قصة.
وأخرجه ابن خزيمة- بذكر القصة- (2432) من طريق يزيد بن زُريع، عن محمد بن إسحاق، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، به.
وسيأتي 5/411 عن ابن عُلية، عن ابن إسحاق.(29/579)
حَدِيثُ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ
18044 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ فَاتِكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِاللهِ " ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ، وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (1) [الحج: 30]
__________
(1) إسناده ضعيف، أيمن بن خريم مختلف في صحبته، وفاتك بن فضالة مجهول. مروان: هو ابن معاوية الفزاري، وسفيان بن زياد: هو العصفري.
وهو مكرر (17603) .(29/580)
حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ (1)
18045 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبٍ (2) ، - وَقَالَ يَزِيدُ: عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ - عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى يَهُودَ، فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ " (3)
__________
(1) أبو عبد الرحمن الجهني: صحابي، سماه الأزدي يزيد، وقيل: هو عقبة بن عامر الجهني، والصحيح أنه غيره، سكن مصر. وروي عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين. "الإصابة" 7/261، و"جامع المسانيد" 5/ورقة 455.
(2) في (ظ 13) : يزيد بن أبي حبيب.
(3) حديث صحيح لكن من حديث أبي بصرة الغفاري، وهذا الإسناد قد أخطأ فيه ابن إسحاق، وسلف بيانه عند مكرره السالف برقم (17295) .(29/581)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ جَدِّ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ (1)
18046 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ حُمَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ بَايِعْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ صَغِيرٌ " فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ (2)
__________
(1) هو عبد الله بن هشام بن زُهرة بن عثمان القرشي التيمي، له ولأبيه صحبة، كان مولده سنة أربع، سكن المدينة، وذكر البلاذري أنه عاش إلى خلافة معاوية. وسيأتي في حديثه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا له. وعند البخاري (2501) أن ابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهما كانا يلقيانه في السوق فيقولان له: أشرِكنا فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا لك بالبركة.
وسيأتي في "المسند" 5/293 أنه احتلم في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونكح النساء، وفي إسناده ابن لهيعة. قال الحافظ في "الفتح" 5/136: وحديث الباب (الآتي بعد قليل) يدل على خطأ روايته هذه، فإن ذهاب أمه به كان في الفتح، ووصف بالصغر إذ ذاك، فإن كان ابن لهيعة ضبطه فيحتمل أنه بلغ في أوائل سن الاحتلام.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن زُهْرة بن معبد وجده صحابيَّ الحديث روى لهما البخاري وحده، ولم يرو لهما مسلم.
وأخرجه البخاري (7210) ، وأبو داود (2942) ، والحاكم 3/456
و4/229، والبيهقي 6/79 و18/48 و9/268، وابن الأثير في "أسد الغابة"=(29/582)
18047 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ (1) إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ " فَقَالَ عُمَرُ: فَلَأَنْتَ الْآنَ وَاللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآنَ يَا عُمَرُ " (2)
__________
= 3/410 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد، ولم تذكر عند أبي داود قصة الأضحية، وجاءت في رواية الحاكم 4/229 مرفوعة من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصواب وقفها.
وأخرجه البخاري (2501) ، والبيهقي في "السنن" 6/79، وفي "الدلائل" 6/223 من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به. ولم تذكر عندهما قصة الأضحية، وذكرت بإثر الحديث زيادة: عن زهرة بن معبد أنه كان يخرج به جده عبد الله بن هشام إلى السوق فيشتري الطعام، فيلقاه ابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم، فيقولان له: أشرِكنا، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد دعا لك بالبركة، فيشركهم، فربما أصاب الراحلة كما هي فيبعث بها إلى المنزل.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/245 من طريق ابن لهيعة، عن زهرة بن معبد، به.
وزينب بنت حميد: هي بنت حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى. وقد ثبتت صحبتها بهذا الحديث.
قوله: "هو صغير"، قال السندي: أي: والبيعة عهد والتزام، فلا تكون إلا من أهل الالتزام، وليس الصغير من أهل الالتزام.
(1) في (م) و (س) : أكون عنده أحب ... إلخ.
(2) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي=(29/583)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رجاله ثقات رجال الصحيح. صحابي الحديث اسمه عبد الله بن هشام.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/245، والحاكم 3/456 من طريقين عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه البخاري (3694) و (6264) و (6632) من طريق حيوة بن شُريح، عن أبي عقيل زهرة بن معبد، به. والرواية في الموضعين الأولين مختصرة.
وأخرجه الحاكم 3/456 من طريق يحيى بن بكير، عن رشدين بن سعد، عن زهرة، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" (528) من طريق يحيى بن عثمان، عن رشدين، عن زهرة بن معبد، عن أبيه، عن جده عبد الله بن هشام. فزاد فيه راوياً. وعنده أن القائل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي هو عبد الله بن هشام نفسه، وإسناد هذه الرواية ضعيف، ومتنها خطأ، وروايتنا هي الصواب.
وسيتكرر 4/336، وسيأتي 5/293.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12814) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (14) .
وانظر حديث أنس السالف (12765) .
قال الخطابي في "أعلام الحديث" 4/2282: حب الإنسان نفسه طبع، وحبه غيرَه اختيارٌ بتوسط الأسباب، وإنما أراد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله لعمر حبَّ الاختيار، إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه. يقول: لا تصدُقُ في حبي حتى تَفْدي في طاعتي نفسك، وتُؤثِرَ رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكُك.
وقال الحافظ في "الفتح" 11/528: فعلى هذا فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع، ثم تأمل فعَرَفَ بالاستدلال أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحبّ إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى، فأخبر بما اقتضاه الاختيار، ولذلك حصل الجواب بقوله: "الآن يا عمر"، أي: الآن عرفت=(29/584)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ أَبِي حَرَامٍ (1) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
18048 - أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ رُدَيْحُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُبَيٍّ الْأَنْصَارِيَّ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَرَامٍ الْأَنْصَارِيُّ فَأَخْبَرَنِي: " أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا، وَعَلَيْهِ كِسَاءُ خَزٍّ أَغْبَرُ " (2)
__________
= فنطقت بما يجب.
(1) وقع هذا العنوان في النسخ كلها بعد الحديث الآتي (18048) ، وحقه أن يثبت هنا، فإن الحديث (18048) من مسند عبد الله بن عمرو بن أبي حرام.
وعبد الله بن عمرو هذا أبوه هو عمرو بن قيس بن زيد الخزرجي الأنصاري، وقيل في اسم أبيه غير ذلك، وأمه أم حرام بنت ملحان الخزرجية رضي الله عنها، خالة أنس بن مالك، وأخت أم سليم، وزوجة عبادة بن الصامت.
شهد عبد الله بن عمرو القبلتين كما سيأتي في حديثه، وسكن بيت المقدس، قال ابن منده: وهو آخر من مات بفلسطين من الصحابة. "طبقات ابن سعد" 7/402، و"الإصابة" 4/195 و7/5.
(2) إسناده حسن من أجل مهدي بن جعفر الرملي، فقد وثقه ابن معين، وقال صالح جزرة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وروى ابن عساكر في "تاريخه" 17/ورقة 441 عن ابن عدي أنه قال فيه: يروي عن الثقات أشياء لا يتابعه عليها أحد. وقد ذكر الذهبي في
"الميزان" والحافظ في "تهذيبه" أن البخاري قال: حديثه منكر. ولم نقف على=(29/585)
18049 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُمِّ حَرَامٍ (1) الْأَنْصَارِيَّ وَقَدْ " صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبُ خَزٍّ أَغْبَرُ " وَأَشَارَ إِبْرَاهِيمُ بِيَدِهِ إِلَى مَنْكِبَيْهِ، فَظَنَّ كَثِيرٌ أَنَّهُ رِدَاءٌ " (2)
__________
= قول البخاري وابن عدي في كتبهما. وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 3/335 عن هشام بن عمار، والطبراني في "مسند الشاميين" (13) من طريق إدريس بن أبي الرباب، كلاهما عن رديح بن عطية، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري على أوله: أنه صلى مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القبلتين.
وأخرجه ابن قانع 2/107 من طريق أبي العباس عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي، والطبراني في "مسند الشاميين" (12) من طريق محمد بن كثير بن مروان الفهري، كلاهما عن إبراهيم بن أبي عبلة، به. ورواية ابن قانع فيها أن الذي كان يلبس الكساء هو الصحابي عبد الله بن عمرو بن أبي حرام.
وزاد عنده مرفوعاً: "أكرموا الخبز، فإن الله سخر له السماوات والأرض".
قلنا: وعبد الملك بن عبد الرحمن ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث.
ومحمد بن كثير متروك.
قوله: "وعليه"، أي: على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كساء خزٍّ: هو من الصوف مع الحرير، وأما الخز الذي جاء النهي عنه، فهو من الحرير الخالص. قاله السندي. قلنا: وانظر لزاماً "فتح الباري" 10/294 - 295.
وقوله: "أغبر"، أي: لونه لون الغبار.
(1) في (ق) ونسخة في (س) : ابن أبي حرام.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف جداً من أجل كثير بن مروان: وهو السلمي أو الفهري، وهو من رجال "التعجيل"، ولم يرو عنه الإمام أحمد في=(29/586)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18050 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا كَعْبٌ يَقُصُّ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: كَعْبٌ يَقُصُّ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُخْتَالٌ " قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ كَعْبًا: " فَمَا رُئِيَ يَقُصُّ بَعْدُ " (1)
__________
= "المسند" غير هذا الحديث.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/352 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (12) من طريق محمد بن كثير بن مروان، عن إبراهيم بن أبي عبلة، به. ومحمد بن كثير متروك. انظر الحديث السالف قبله.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. عبد الجبار الخولاني من رجال "التعجيل"، وقد تفرد بالرواية عنه العوام- وهو ابن حوشب-، ولم يؤثَر توثيقه عن غير ابن حبان، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكُرا فيه جرحا ولا تعديلاً، فهو مجهول الحال.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/8 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأورده الحافظ في "تعجيل المنفعة" وعزاه لسعيد بن منصور في "السنن".
وسيأتي الحديث من مسند عوف بن مالك الأشجعي 6/29، وفيه قصة كعب نفسها، وإسناده حسن. =(29/587)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18051 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ، حَدَّثَهُ أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللهَ، وَيَدَعُ النَّاسَ
__________
= والقسم المرفوع منه له شواهد يتقوى بها، انظرها عند حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6661) .
وكعب المذكور في حديثنا هو كعب بن ماتع الحميري المعروف بكعب الأحبار، الذي كان يهودياً وأسلم بعد وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان من علماء اليهود، قدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه، فجالس أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويحفظ عجائب. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 3/489-494.
وقال الخطابي في شرح الحديث في "معالم السنن" 4/188: بلغني عن ابن سريج أنه كان يقول: هذا في الخطبة. وكان الأمراء يتلون الخطب فيعظون الناس ويذكرونهم فيها، فأما المأمور فهو من يقيمه الإمام خطيباً فيعظ الناس ويقص عليهم، وأما المختال، فهو الذي نصب لذلك نفسه من غير أن يؤَمر له، ويقص على الناس طلباً للرياسة، فهو يرائي بذلك ويختال.
وفيه قول آخر وهو أن المراد به الفتوى في الأحكام، ذكره الخطابي في "غريب الحديث" 1/615 واستشهد له بقول حذيفة: إنما يفتي أحد ثلاثة: من عرف الناسخ والمنسوخ أو رجل ولي سلطاناً فلا نجد من ذلك بداً، أو متكلف.(29/588)
مِنْ شَرِّهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، صالح بن أبي الأخضر ضعيف، لكنه متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وصحابيُّ الحديث هو أبو سعيد الخدري - كما سماه غير واحد عن الزهري- وقد سلف في مسنده برقم (11125) .
روح: هو ابن عبادة.
وعلقه البخاري بإثر حديث أبي سعيد الخدري برقم (6494) ، وقال: وقال يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد: عن ابن شهاب، عن عطاء، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الحافظ في "تغليق التعليق" 5/176-177: وأما حديث يونس، فقال ابن وهب في "جامعه": حدثنا يونس، به.
وأما حديث ابن مسافر، فقال الذهلي في "الزهريات " حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث بن سعد، عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، به.
وأما حديث يحيى بن سعيد، فقال الذهلي: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثنا أبو بكر بن أبي أويس، حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، به.
قوله: "ويدع الناس من شره" قال السندي: فيه أن المعتزل ينبغي أن ينوي اتقاء الناس من شره، لا اتقاءه من شر الناس.(29/589)
حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ
18052 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً، وَايْتَدِعُوهَا (1) سَالِمَةً، وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ " (2)
__________
(1) في (م) وحاشية السندي: وابتدعوها، وهو تصحيف. انظر التعليق على هذا الموضع عند الحديث السالف برقم (15639) .
(2) إسناده حسن من أجل سهل بن معاذ بن أنس. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (40) من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث، بهذا الإسناد. وفي روايته تصريح الليث بسماعه من سهل ابن معاذ. وقد سلف برقم (15639) من رواية الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سهل، وبرقم (15640) من رواية الليث، عن زبان بن فائد، عن سهل.
وهاتان الروايتان من المزيد في متصل الأسانيد.(29/590)
حَدِيثُ شُرَحْبِيلَ بْنِ أَوْسٍ (1)
18053 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي نِمْرَانُ بْنُ مِخْمَرٍ (2) ، وَقَالَ: عِصَامُ ابْنُ مُحْبِرٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ أَوْسٍ، - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ " (3)
__________
(1) قال السندي: شرحبيل بن أوس، كندي، له صحبة، سكن الشام.
قلنا: وقد قيل في اسمه: أوس بن شرحبيل، وقيل: هما اثنان. انظر "الإصابة" 3/327-328.
(2) وقع اسمه في النسخ الخطية و (م) : "عمران"، وهو خطأ، والصواب أن اسمه "نِمْران" كما أثبتنا، ووقع على الصواب في "أطراف المسند" 2/575، و"إتحاف المهرة" 6/182، وقد ذكره الحسيني في "الإكمال" في ترجمة عمران، وقال: مجهول، لكن قال الحافظ في "التعجيل": كذا رأيته
بخط الحسيني ثم ضرب عليه، وأما أبو زرعة ابن شيخنا فذكره وقال: لا يُعرف، كذا قال، وهو معروف لكنه تصحف، وإنما هو نِمران، أوله نون لا عين، وكنيتُه أبو الحسن. ثم أعاد الحافظُ ترجمتَه على الصواب في "نِمران".
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل نمران بن مخمر، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/545 في طبقة أتباع التابعين، ونقل البخاري في "تاريخه" 8/120 تصريحه بالسماع من الرواية التي سمي الصحابي فيها: أوس بن شرحبيل. وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، ونمران من شيوخه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال البخاري، غير أن صحابيَّ الحديث=(29/591)
حَدِيثُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ (1)
18054 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ الْكِنَانِيِّ، أَنَّ مُسْلِمُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ، فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ: اللهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ يَوْمِكَ ذَلِكَ، كَتَبَ اللهُ لَكَ جِوَارًا (2) مِنَ
__________
= ليست له رواية في الكتب الستة. حَريز: هو ابن عثمان الحجبي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/511 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (620) و (7212) من طريق علي بن عياش، به.
وأخرجه ابن سعد 7/431، وعبد بن حميد (408) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2434) ، وابن قانع في "معجمه" 1/331، والطبراني في "الكبير" (620) و (7212) ، وفي "مسند الشاميين" (1082) ، والحاكم 4/373 من طرق عن حريز بن عثمان، به.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص عند الحديث (6553) . وانظر ما سيأتي 5/369.
(1) قال السندي: الحارث التميمي، ويقال: مسلم بن الحارث. وصحح البخاري والترمذي وغير واحد أن اسم الصحابي: مسلم، واسم التابعي ولَدِه: الحارث. سكن الشام، ومات في خلافة عثمان.
(2) في (ظ 13) : جواز، وضبب عليها، ولم يرد فيها قوله: من النار.(29/592)
النَّارِ، وَإِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ، فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ (1) : اللهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ تِلْكَ، كَتَبَ اللهُ لَكَ جِوَارًا مِنَ النَّارِ " (2)
__________
(1) قوله: "من الناس" ليس في (ظ 13) ، وزاد بعدها في (م) و (ق) و (ص) : اللهم إني أسألك الجنة.
(2) إسناده ضعيف، مسلم بن الحارث جهله الدارقطني، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وقد اختلف في اسمه واسم أبيه، فقيل كما هو هنا: مسلم ابن الحارث، عن أبيه، وقيل: الحارث بن مسلم، عن أبيه، كما سيأتي في الحديث التالي. قال الحافظ في "تهذيبه": صحح البخاري (التاريخ الكبير
7/253) وأبو حاتم وأبو زُرعة الرازيان (الجرح والتعديل 3/87-88) والترمذي وابن قانع وغير واحد أن صحابيَّ هذا الحديث اسمه مسلم بن الحارث.
وقد وقع هذا الاختلاف في حديث الوليد بن مسلم، فروي عنه على الوجهين، وروي عنه على وجه ثالث وهو: الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه، عن جده. كما ذكره المزي في "التحفة" 3/8-9. وتابعه على الوجه الثاني: الحارث بن مسلم عن أبيه، صدقةُ بن خالد ومحمدُ بن شعيب بن شابور كما سنبينه، وهما ثقتان، وقد استدل الحافظ بهذه المتابعة على صواب تلك الرواية.
وذكره ابن حبان في قسم الصحابة من "ثقاته" 3/381 باسم مسلم بن الحارث، وقال: حديثه عند ابنه الحارث، وتناقض فذكر ابنه في قسم التابعين 5/391 باسم مسلم بن الحارث أيضاً، وقال: يروي عن أبيه! وروى الحديث في صحيحه (2022) من رواية مسلم بن الحارث، عن أبيه. قال الحافظ:
وتصحيح مثل هذا في غاية البعد، لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم=(29/593)
18055 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ الْكِنَانِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ،
__________
= يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما يُنكَر. قلنا: ومع ذلك فقد حسنه الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/310!
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/253، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1212) عن هشام بن عمار، وأبو داود (5080) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (111) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (139) من طريق عمرو بن عثمان، وأبو داود (5080) من طريق مؤمل بن الفضل الحراني وعلي بن سهل الرملي، وابن حبان (2022) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/310-311 من طريق داود بن رُشَيد، خمستهم عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، وبعضهم ذكره مطولاً.
وأخرجه البخاري 7/253 عن محمد بن الصلت، وأبو داود (5080) عن محمد بن المصفى، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه. فسمى الصحابي مسلم بن الحارث. ورواية أبي داود مطولة.
وأخرجه البخاري 7/253، وابن قانع 3/82، والطبراني في "الكبير" 19/ (1052) من طريق صدقة بن خالد، وأبو داود (5079) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (1051) ، وفي "الدعاء" (665) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/309-310 من طريق محمد بن شعيب بن شابور، كلاهما عن عبد الرحمن ابن حسان، عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه، وهو عند بعضهم
مطول.
وانظر ما بعده.
ويغني عنه حديث أنس السالف برقم (13173) ، وفيه: "من استعاذ بالله من النار ثلاثاً، قالت النار: اللهم أعذه من النار". وإسناده صحيح.(29/594)
عَنْ أَبِيهِ، " " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا بِالْوَصَاةِ لَهُ إِلَى مَنْ بَعْدِهِ مِنْ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة التابعي. وانظر الحكم على إسناد الحديث الذي قبله.
وأخرجه الطبراني 19/ (1053) من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 7/253 عن إبراهيم بن موسى التميمي، وأبو داود (5080) عن محمد بن المصفى، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1212) عن هشام بن عمار، ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهو عند أبي داود وابن أبي عاصم مطول.
وأخرجه أبو داود (5080) عن علي بن سهل الرملي، وابن حبان (2022) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/310-311 من طريق داود بن رُشيد، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن مسلم بن الحارث، عن أبيه. فسمي الصحابي عندهم: الحارث. وذكروه مطولاً.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1211) عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه، عن جده.
وانظر ما قبله.(29/595)
حَدِيثُ رَجُلٍ
18056 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَا تُخْزِنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: " يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، وصحابي الحديث قيل: هو أبو قرصافة كما سيأتي.
ابن مبارك: هو عبد الله، ويحيى بنُ حسان: هو الفِلسطيني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2524) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وزاد: "ولا تخزني يوم البأس".
وقد جزم ابن عساكر في "ترتيب أسماء الصحابة" ص142 أن اسم الصحابي أبو قِرْصافة.
قلنا: أبو قرصافة اسمه جَنْدَرَةُ بنُ خَيْشَنَة، وقد أخرجه من حديثه ابن قانع في "معجمه" 1/151، والطبراني في "الكبير" (2522) ، وفي "الدعاء" (1437) من طريق يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، عن عياش بن يزيد، عن عطية بن سعيد الكناني، عن أبي قرصافة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وزاد ابن قانع: "ولا تخزني يوم اللقاء"، وزاد الطبراني: "لا تخزني يوم البأس". قلنا: يونس بن عبد الرحيم وقع عند ابن قانع: ابن عبد الرحمن. قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وعياش بن يزيد، وعطية بن سعيد لم نتبينهما.
(2) "العلل" لأحمد 2/326.(29/596)
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ عَتَاهِيَةَ (1)
18057 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ (2) ، عَنْ مُخَيِّسِ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ جُذَامٍ (3) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَتَاهِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا لَقِيتُمْ عَاشِرًا فَاقْتُلُوهُ " (4)
__________
(1) قال السندي: مالك بن عتاهية: كندي سكن مصر، وشهد فتحها.
(2) في (م) : ابن أبي حسان.
(3) في (م) و (ق) وهامش (س) : من بني جذام.
(4) إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة فهو سيئ الحفظ، ولجهالة مُخَيِّس ابن ظبيان، ولإبهام شيخه الرجل من جذام، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/35 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1630) و (1631) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/462، والطبراني في "الكبير" 19/ (671) من طرق عن ابن لهيعة، به. وتحرف اسم مخيس في مطبوع "المعرفة والتاريخ" إلى يحنس، وفي مطبوع الطبراني إلى محسن.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/49 من طريق يحيى بن كثير الناجي، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد اليزني، عن مالك ابن عتاهية، به. وفي إسناده من لم نتبينه.
وانظر ما بعده.
قوله: "إذا لقيتم عاشراً فاقتلوه" قال ابن الأثير في: "النهاية" أي: إن وجدتم من يأخُذُ العُشرَ على ما كان يأخذه أهل الجاهلية مقيماً على دينه فاقتلُوه، لكفره أو لاستحلاله لذلك إن كان مسلماً وأخذه مستحلاً وتاركاً فرضَ اللهِ وهو=(29/597)
18058 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَصَّرَ عَنْ بَعْضِ الْإِسْنَادِ، وَقَالَ - يَعْنِي بِذَلِكَ الصَّدَقَةَ - يَأْخُذُهَا عَلَى غَيْرِ حَقِّهَا (1)
__________
= ربع العشر، أما من يعشرهم على ما فرضَ اللهُ تعالى فحسنٌ جميل، قد عَشَرَ جماعة من الصحابة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وللخلفاء بعده، فيجوز أن يسمى آخذ ذلك عاشراً، لإضافة ما يِأخذه إلى العُشر، كرُبع العُشر ونصف العشر، كيف وهو يأخذ العُشر جميعَه وهو زكاة ما سقته السماء وعُشر أموال أهل الذمة في التجارات.
(1) هو ضعيف كسابقه.(29/598)
حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ السُّلَمِيِّ أَوْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ (1)
18059 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، أَوْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ السُّلَمِيِّ، - قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ قَدْ حَدَّثَنِي بِهِ مَنْصُورٌ وَذَكَرَ ثَلَاثَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ مُرَّةَ أَوْ، عَنْ كَعْبٍ - قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ " ثُمَّ قَالَ: " الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَتَكُونَ قِيدَ رُمْحٍ، أَوْ رُمْحَيْنِ ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ، وَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ ذِرَاعَيْهِ، وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ رِجْلَيْهِ "، قَالَ شُعْبَةُ: " وَلَمْ يَذْكُرْ مَسْحَ الرَّأْسِ " " وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا كَانَ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى
__________
(1) كعب بن مرة، وقيل: مرة بن كعب السلمي البهزي، سكن البصرة، ثم الأردن.(29/599)
بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ، كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عُضْوَيْنِ مِنْ أَعْضَائِهِمَا، عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً، كَانَتْ فِكَاكَهَا مِنَ النَّارِ، تُجْزَى بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهَا، عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهَا " (1)
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "أيما رجل مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزى بكل عضوين من أعضائهما عضواً من أعضائه"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سالم بن أبي الجعد لم يسمعه من كعب بن مرة، وقد روي عنه على غير هذا الوجه كما سنبينه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3/90 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن منصور، به، مختصراً: "لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس قيد رمح أو رمحين".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4881) من طريق مفضل بن مهلهل، و (4882) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن منصور، به، مختصراً: بقصة العتق.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/378 من طريق ورقاء، عن منصور، به مختصراً: سئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي الليل أسمع؟ قال: "جوف الليل الأخير، والصلاة مقبولة".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4880) من طريق زائدة، عن سالم، قال: حُدِّثتُ عن كعب بن مرة، مختصراً في فضل قيام الليل، والعتق.
وقد روي الحديث عن سالم بن أبي الجعد، عن رجل، عن كعب بن مرة، وسيأتي 4/321، ورويت قصة العتق عن سالم، عن شرحبيل بن السِّمط، عن كعب، وستأتي برقم (18061) و (18064) . وقال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 8 عن الإسناد الأول بذكر الرجل المبهم: هو أصح. =(29/600)
18060 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، قَامَ خُطَبَاءُ بِإِيلِيَاءَ، فَقَامَ مِنْ آخِرِهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ: لَوْلَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قُمْتُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ فِتْنَةً - وَأَحْسَبُهُ قَالَ: فَقَرَّبَهَا، شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - فَمَرَّ رَجُلٌ
__________
= قال شعبة في أول حديثنا: قد حدثني منصور، وذكر ثلاثة بينه وبين مرة ابن كعب، ثم قال بعدُ: عن منصور، عن سالم، عن مرة أو عن كعب. قلنا: والإسنادان المذكوران فيهما ذكر رجلين بين منصور وكعب، في الإسناد الأول ذكر سالم ورجل مبهم، وهو ضعيف لإبهام الرجل، وفي الإسناد الثاني ذكر سالم وشرحبيل من السمط، وهو ضعيف أيضاً لانقطاعه، فإن سالماً لم يسمع أيضاً من شرحبيل كما قال أبو داود في "سننه" بإثر الحديث (3967) ، ولم نقع على الرواية التي أشار إليها شعبة بذكر ثلاثة بين منصور وكعب.
وقد سلف هذا الحديث من مسند عمرو بن عبسة برقم (17016) دون قصة العتق، وسلف برقم (17020) أن عمراً حدث شرحبيل بن السمط بقصة العتق. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/278: لكعب بن مرة أحاديث مخرجها عن أهل الكوفة، يروونها عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرة السلمي البهزي، وأهل الشام يروون هذه الأحاديث بأعيانها عن شرحبيل بن السمط عن عمرو بن عبسة، والله أعلم. كذا قال ابن عبد البر ولم يرجح أحد الوجهين. وشرحبيل بن السمط قد توبع في حديث عمرو بن عبسة، ولم يتابع في حديث كعب بن مرة، وقد روى مسلم هذا الحديث في "صحيحه" (832) من حديث عمرو بن عبسة.
وانظر شواهد الحديث عند أحاديث عمرو السالفة بالأرقام (17014) و (17018) و (17019) و (17020) .(29/601)
مُتَقَنِّعٌ (1) فَقَالَ: " هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ " فَانْطَلَقْتُ فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبِهِ، وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ (2)
18061 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ أَوْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا
__________
(1) في (ظ 13) وهامش (ق) : مقنع.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة- وهو عبد الله ابن زيد الجرمي- لم يسمع من مرة بن كعب، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سيأتي في الرواية (18068) بإسناد صحيح. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابي الحديث لم يخرج له سوى أصحاب السنن.
إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه الخلال في "السنة" (425) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/41-42 و14/593-594 عن إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/57 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وأخرجه ابن قانع أيضاً 3/58 من طريق أبي صالح الخولاني، عن مرة بن كعب، به.
وسيأتي بنحوه في مسند البصريين 5/33.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5953) .
وعن عبد الله بن حوالة، سلف برقم (17004) .
وعن كعب بن عجرة، سيأتي 4/242.(29/602)
سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلَّهِ أَبُوكَ - وَاحْذَرْ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا، كَانَ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمٍ (1) مِنْ عِظَامِهِ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ، كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمَيْنِ مِنْ عِظَامِهِمَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فِكَاكَهَا مِنَ النَّارِ تُجْزَى بِكُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِهَا " (2)
18062 - قَالَ: وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُضَرَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ نَصَرَكَ وَأَعْطَاكَ، وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللهَ لَهُمْ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ نَصَرَكَ وَأَعْطَاكَ وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللهَ لَهُمْ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيعًا طَبَقًا غَدَقًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ " فَمَا كَانَتْ
__________
(1) في (ظ 13) : يجزى لكل عضو.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السِّمط.
وأخرجه الطيالسي (1198) ، وعبد بن حميد (372) ، وأبو داود (3967) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1408) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/379، والطبراني في "الكبير" 20/ (755) و (756) ، والبيهقي 10/272 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وزاد فيه عبد بن حميد
والطبراني، قصة الاستسقاء التالية.
وانظر (18058) .(29/603)
إِلَّا جُمُعَةً أَوْ نَحْوَهَا حَتَّى مُطِرُوا قَالَ شُعْبَةُ: " فِي الدُّعَاءِ كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَالِمٍ، فِي الِاسْتِسْقَاءِ، وَفِي حَدِيثِ حَبِيبٍ، أَوْ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ مَا يَخْطِرُ لَهُمْ فَحْلٌ، وَلَا يُتَزَوَّدُ لَهُمْ رَاعٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السمط.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1408) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وزاد فيه قصة العتق الواردة في الحديث السابق.
وأخرجه الطيالسي (1199) ، وعبد بن حميد (372) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/323، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/380، والطبراني في "الكبير" 20/ (755) و (756) ، وفي "الدعاء" (2191) و (2192) ، والحاكم 1/328، والبيهقي في "السنن" 3/355، وفي "الدعوات" (480) ، وفي "الدلائل" 6/146 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وجمع الطبراني في "الكبير" (756) مع عمرو بن مرة منصور بن المعتمر وقتادة. وزاد فيه هو وعبد ابن حميد قصة العتق، وفي رواية البيهقي في "الدلائل" أن السائل هو أبو سفيان.
وأخرجه الطيالسي (1200) عن شعبة، به مختصراً: أن كعب بن مرة قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جئتك من عند قوم ما يخطر لهم بعير ولا يتزود لهم راع.
وانظر ما سيأتي برقم (18066) .
وقد ثبت الدعاء على مضر من حديث أبي هريرة، انظر الحديث السالف برقم (7465) .
وأما قصة الدعاء في الاستسقاء فقد ثبتت من حديث أنس، انظر الحديث السالف برقم (13016) .=(29/604)
18063 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ: قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ارْمُوا أَهْلَ صُنْعٍ، مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ، رَفَعَهُ اللهُ بِهِ دَرَجَةً "، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي النَّحَّامِ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الدَّرَجَةُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ، وَلَكِنَّهَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ " (1)
__________
= قال السندي: طبقاً: بفتحتين، عامّاً، واسعاً، مالئاً للأرض، مغطياً لها كالطبق.
غدقاً: بفتحتين، المطر الكبير القطر.
غير رائث، أي: غير متأخر ولا بطئ.
ما يخطر لهم فحل، ضبط بكسر الطاء، أي: لا يرفع ذنبه هُزالاً.
وقوله: مريعاً: قال ابن الأثير في "النهاية" 4/320: المريع: المُخصب الناجع. يقال: أمرع الوادي، ومَرُع مَراعةً.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين سالم وشرحبيل، وقد فاتنا التنبيه على علة الانقطاع هذه في "صحيح ابن حبان"، فليستدرك من هنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/309، والنسائي 6/27، وابن حبان (4616) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3967) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، به. ولم يسق لفظه.
وانظر ما سيأتي برقم (18065) .
وقد سلف من حديث عمرو بن عبسة برقم (17022) وإسناده صحيح على=(29/605)
18064 - قَالَ: يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمٍ مِنْهُ عَظْمًا مِنْهُ، وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمَيْنِ مِنْهُمَا عَظْمًا مِنْهُ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
18065 - قَالَ: يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي
__________
= شرط مسلم.
قوله: "ارموا أهل صِنع"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/56: الصِّنع بالكسر: الموضع الذي يُتَّخذ للماء، وجمعه أصناع. ويقال لها: مصنع ومصانع. وقيل: أراد بالصِّنع هاهنا الحصن والمصانع: المباني العالية.
(1) صحيح لغيره، دون قوله: "ومن أعتق امرأتين مسلمتين ... " وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. سالم لم يسمع من شرحبيل.
وأخرجه ابن ماجه (2522) ، والنسائي في "الكبرى" (4883) ، وفي "المجتبى" 6/27، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/490 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه والنسائي في "الكبرى" مختصرة بدون قصة الشيب، ورواية النسائي في "المجتبى" وابن الأثير مختصرة بدون قصة العتق.
وأخرجه البيهقي 9/162 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. مختصراً بقصة الشيب، وزاد فيه فضل الرمي في سبيل الله.
وفضل الشيب سلف من حديث عمرو بن عبسة (17020) .
وانظر (18059) .(29/606)
سَبِيلِ اللهِ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً " (1)
18066 - وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: اسْتَسْقِ اللهَ لِمُضَرَ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، أَلِمُضَرَ؟ (2) "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَنْصَرْتَ اللهَ فَنَصَرَكَ، وَدَعَوْتَ اللهَ، فَأَجَابَكَ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، يَقُولُ: " اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيعًا، مَرِيئًا، طَبَقًا غَدَقًا (3) ، عَاجِلًا، غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ " قَالَ: فَأُحْيُوا (4) ، قَالَ: فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَتَوْهُ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ كَثْرَةَ الْمَطَرِ، فَقَالُوا: قَدْ تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا " قَالَ: فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالًا (5)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. سالم لم يسمع من شرحبيل، وقد فاتنا التنبيه على علة الانقطاع هذه في ابن حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/310، وابن حبان (4614) عن أبي معاوية، به.
وأخرجه البيهقي 9/162 عن جرير، عن الأعمش، به، وزاد فيه فضل الشيب في الإسلام.
وأخرجه أبو داود (3967) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، به بمعناه مختصراً، وشك في الصحابي كعب بن مرة أو مرة بن كعب.
وقد سلف برقم (18063) .
(2) في (ظ13) : لمضر.
(3) سقطت من (ظ13) .
(4) في (ظ 13) و (ق) : أُجيبوا.
(5) إسناده ضعيف، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السمط. =(29/607)
18067 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا مُعَسْكِرِينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ، فَقَامَ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ الْبَهْزِيُّ فَقَالَ: لَوْلَا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ، فَلَمَّا سَمِعَ بِذِكْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَجْلَسَ النَّاسَ، فَقَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ (1) مُرَجِّلًا قَالَ:، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتَخْرُجَنَّ فِتْنَةٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ، أَوْ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْ، هَذَا (2) ، يَوْمَئِذٍ وَمَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الْهُدَى " قَالَ: فَقَامَ ابْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ مِنْ عِنْدِ الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَصَاحِبُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَحَاضِرٌ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي فِي الْجَيْشِ مُصَدِّقًا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ (3)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/219، وابن ماجه (1269) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (18062) .
قوله: فأحيوا، قال السندي في حاشيته على ابن ماجه: أحيوا، على بناء المفعول، من الإحياء، أي: الحياة، ويمكن أن يكون على بناء الفاعل. من أحيا القوم، أي: صاروا في الحياة، وهو الخصب.
(1) زاد في (م) والنسخ المتأخرة: عليه.
(2) تكررت لفظة "هذا" في (م) و (س) مرتين.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات. معاوية: هو ابن صالح بن حُدير الحضرمي، وسُلَيم بن عامر: هو الكلاعي، ويقال: الخبائري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1381) ، وفي "السنة"=(29/608)
18068 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ يَعْنِي البُرْسَانِيَّ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، قَالَ: قَامَتْ خُطَبَاءُ بِإِيلِيَاءَ فِي إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ، فَتَكَلَّمُوا وَكَانَ آخِرَ مَنْ تَكَلَّمَ مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: لَوْلَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا قُمْتُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَذْكُرُ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُتقَنَّعٌ (1) ، فَقَالَ: " هَذَا يَوْمَئِذٍ وَأَصْحَابُهُ عَلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى "، فَقُلْتُ: هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟، وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " هَذَا "، فَإِذَا هُوَ (2) عُثْمَانُ (3)
__________
= (1295) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (753) ، وفي "مسند الشاميين" (1973) من طريق عبد الله بن صالح، والطبراني 20/ (753) ، وفي "الشاميين" (1973) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وانظر (18060) .
وابن حوالة: هو عبد الله بن حوالة، صحابي نزل الشام، ومات بها. وقد سلفت روايته للحديث برقم (17004) .
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: مُقَنِّعٌ.
(2) لفظة: "هو" ليست في (ظ 13) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الأشعث - واسمه شراحيل بن آده- فمن رجال مسلم. وصحابيُّ الحديث لم يخرج له سوى أصحاب السنن.
وأخرجه الحاكم 3/102 من طريق عفان، عن وهيب، به، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الترمذي (3704) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، عن أيوب، به.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (18060) .=(29/609)
حَدِيثُ أَبِي سَيَّارَةَ الْمُتْعِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18069 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَيَّارَةَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: الْمُتْعِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي نَخْلًا (2) ، قَالَ: " أَدِّ الْعُشُورَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، احْمِهَا لِي، قَالَ: فَحَمَاهَا لِي، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: احْمِ لِي جَبَلَهَا، قَالَ: فَحَمَى لِي جَبَلَهَا (3)
__________
= وانظر سابقه.
(1) قال السندي: أبو سيارة المتعي بضم ميم وفتح مثناة فوقانية، سكن الشام، اسمه عمرو، وقيل: عمير.
(2) في (ق) و (م) : نخلاً، بالخاء المعجمة، وهو تصحيف.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/313: سألت محمد بن إسماعيل عن حديث سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن أبي سيارة، قلت: يا رسول الله، إن لي نحلاً فقال: "أدِّ منه العشر" فقال: هو حديث مرسل، سليمان لم يدرك أحداً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورجال الإسناد كلهم ثقات رجال الصحيح، غير أن أبا سيارة لم يخرج له سوى ابن ماجه، وسليمان بن موسى: هو الأشدق الدمشقي، قد روى له مسلم في "مقدمته " وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/141، وابن ماجه (1823) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الطيالسي (169) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (6973) ، وأبو عبيد في "الأموال" (1488) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (2016) ، والدولابي في "الكنى" 1/37، والطبراني في "الكبير" 22/ (880) و (881) ، وفي "مسند=(29/610)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18070 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ " مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَفْعَلُ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا، إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ " (1)
__________
= الشاميين" (317) و (318) ، والبيهقي في "السنن" 4/126، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/161 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به.
قلنا: وقد روي عدة أحاديث في إخراج زكاة العسل:
منها حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده في قصة هلال أحد بني متعان الذي جاء إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعشور نحل له، وفي رواية أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من كل عشر قرب قربة" وهو عند أبي داود (1600) و (1601) و (1602) .
وحديث آخر عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ من العسل العشر، وهو عند ابن ماجه (1824) .
وحديث أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى أهل اليمن أن يؤخذ من العسل العشر.
ولا يخلو إسناد أحدها من مقال، وقد أوردها ابن القيم في "زاد المعاد" 2/12-17، وذكر إعلالها عن بعض أهل العلم، ثم قال: وذهب أحمد وأبو حنيفة وجماعة إلى أن في العسل زكاة، ورأوا أن هذه الآثار يقوي بعضها بعضاً، وقد تعددت مخارجها، واختلفت طرقها، ومُرسلُها يُعضد بمسندها.
وذهب مالك والشافعي إلى أنه لا زكاة في العسل.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن أبي=(29/611)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عائشة فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وخالد الحذاء: هو ابن مهران.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (2766) .
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/166 من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وفي "معرفة السنن والآثار" (3790) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (156) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، كلاهما عن سفيان، به. وقال البيهقي في "السنن": هذا إسناد جيد، وقد قيل عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، وليس بمحفوظ. قلنا: وسيأتي تخريجها بعد قليل.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (67) ، والبيهقي في "المعرفة" (3788) من طريق يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، به.
ورواه أيوب السختياني فخالف في إسناده، واختلف الرواة عليه: فأخرجه عبد الرزاق (2765) عن معمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/207، والبيهقي في "السنن" 2/166، وفي "القراءة" (149) و (150) من طريق حماد بن سلمة، و (148) من طريق حماد بن زيد، و (151) من طريق عبد الوارث بن سعيد، أربعتهم عن أيوب، عن أبي قلابة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/207، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/166، وفي "القراءة" (158) عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل ابن علية، عن أبي قلابة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وقال إسماعيل عن خالد الحذاء: قلت لأبي قلابة: من حدثك هذا؟ قال: محمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية كان خرج مع بني مروان حيث خرجوا من المدينة.
وأخرجه البيهقي في "القراءة" (147) من طريق سليمان بن عمر الأقطع، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه أبو يعلى (2805) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/218، وابن حبان (1844) و (1852) ، والطبراني في "الأوسط" (2701) ، والدارقطني 1/340، والبيهقي في "السنن" 2/166، وفي "المعرفة" (139-146) ،=(29/612)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ
18071 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، حَاجِبِ سُلَيْمَانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ سَلَامَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ،: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ، قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَطْعَمْتَ وَسَقَيْتَ، وَأَشْبَعْتَ وَأَرْوَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ غَيْرَ مَكْفُورٍ، وَلَا مُوَدَّعٍ، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْكَ " (1)
__________
= والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/175-176 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/207 بعد أن أورده من طريق عبيد الله ابن عمرو: ولا يصح أنس. وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/175: وهم فيه عبيد الله بن عمرو، والحديث ما رواه خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الدارقطني 1/340، والبيهقي في "القراءة" (152) و (153) و (154) من طريق عليلة- واسمه الربيع بن بدر-، عن أيوب، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والربيع بن بدر متروك.
وسيأتي الحديث 5/60 و81 و410.
وفي الباب عن عبادة بن الصامت، وسيأتي 5/313.
وفي باب وجوب قراءة فاتحة الكتاب انظر حديث عبد الله عن عمرو السالف (6903) . وفي باب النهي عن القراءة خلف الإمام انظر حديث أبي هريرة السالف (7270) .
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي، وباقي رجاله ثقات=(29/613)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18072 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا " (1)
__________
= رجال الصحيح، غير نعيم بن سلامة، فهو من رجال "التعجيل"، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6039) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/30، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف.
وفي الباب من حديث أبي أمامة عند البخاري (5458) ، وهو بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا رفع مائدته قال: "الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه، غير مَكفِيٍّ ولا مُوَدعٍ ولا مُستغنيَ عنه ربّنا". وسيأتي 5/252.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل والد وكيع- واسمه الجراح ابن مَليح الرؤاسي- وقد اختُلف فيه، فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. منصور: هو ابن المعتمر.
وسيأتي 5/369.
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6745) وإسناده صحيح.
وانظر تتمة شواهده هناك.(29/614)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18073 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، وابن مُحَيريز: هو عبد الله.
وأخرجه الطيالسي (586) ، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/312 من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (17055) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 8/112 عن علي بن مسهر، كلاهما عن أبي إسحاق الشيباني- واسمه سليمان بن أبي سليمان- عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/205 من طريق محمد بن عبد الواهب أبي شهاب، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأبو شهاب لم نتبينه.
وأخرجه عبد الرزاق (17052) من طريق إبراهيم بن أبي بكر، عن عبد الله ابن محيريز، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
ورواه بلال بن يحيى العبسي، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن ثابت بن السِّمط، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيأتي 5/318.=(29/615)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18074 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى: " النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ، ثُمَّ تَلَا شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ، وَقَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: آيًا مِنَ القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ مَاءً " (1)
__________
= قلنا: ورواية المصنف هنا: عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أصح إسناداً.
وهي الصواب إن شاء الله.
وله شاهد من حديث أبي مالك الأشعري: سير 5/342.
وآخر من حديث أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه (3384) .
وثالث من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11228) . قال الهيثمي في "المجمع " 5/57: رجاله ثقات.
ورابع من حديث عائشة عند الحاكم 4/147، والبيهقي 8/294-295، وصححه الحاكم على شرطهما، وفي إسناده محمد بن عبد الله بن مسلم. قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": هو مجهول، وإن كان ابن أخي الزهري فالسند منقطع.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، من أجل داود بن عمرو- وهو الأودي الدمشقي- فهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
هشيم: هو ابن بَشير السُّلمي، وأبو سلاَّم: هو ممطور الحبشي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/276، وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، وقد سلف برقم (639) .(29/616)
زِيَادَةُ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ
18075 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ، قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجًّا " قَالَ: " فَرَأَيْتُهُ خَرَجَ مِنَ الخَلَاءِ "، فَاتَّبَعْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ أَوِ الْقَدَحِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَرَادَ حَاجَةً أَبْعَدَ، فَجَلَسْتُ لَهُ بِالطَّرِيقِ حَتَّى انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْوَضُوءَ، قَالَ: " فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَيَّ فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ فَغَسَلَهَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ، فَكَفَّهَا (1) ، فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ (2) وَاحِدَة، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَبَضَ الْمَاءَ قَبْضًا (3) بِيَدِهِ، فَضَرَبَ بِهِ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ، فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى قَدَمِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى لَنَا الظُّهْرَ " (4)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : بكفها.
(2) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : يدٍ، والمثبت من (ظ 13) والموضع السالف برقم (15661) .
(3) في (ظ13) و (ق) ونسخة في (س) : قبضها.
(4) إسناده صحيح، وهو مكرر (15661) .(29/617)
حَدِيثُ مَوْلًى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18076 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ مَوْلًى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: " بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ، مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ " وَقَالَ: " بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَنْ لَقِيَ اللهَ مُسْتَيْقِنًا بِهِنَّ، دَخَلَ الْجَنَّةَ: يُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْحِسَابِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15662) .(29/618)
حَدِيثُ هُبَيْبِ بْنِ مُغْفِلٍ
* 18077 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ هُبَيْبِ بْنِ مُغْفِلٍ الْغِفَارِيِّ، أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدًا الْقُرَشِيَّ، قَامَ يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ هُبَيْبٌ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَطِئَهُ خُيَلَاءَ، وَطِئَهُ فِي النَّارِ " (1)
18078 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَسْلَمُ أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ هُبَيْبٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَطِئَ عَلَى إِزَارِهِ خُيَلَاءَ، وَطِئَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " (2)
18079 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ هُبَيْبَ بْنَ مُغْفِلٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ خَلْفَهُ، وَيَطَؤُهُ خُيَلَاءَ (3) ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، سَمِعْتُ
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (15605) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (15606) .
(3) جاءت العبارة في (ظ 13) : "يجر إزاره ويطؤه خلفه" - وليس فيها كلمة "خيلاء".(29/619)
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ وَطِئَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، وَطِئَهُ فِي النَّارِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15607) .(29/620)
حَدِيثُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ أَخِي أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ
18080 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنَا كُرَيْبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَخِي أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ، بِالطَّعْنِ، وَالطَّاعُونِ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (15608) .(29/621)
تَمَامُ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ
18081 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلَا تَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَقَالَ سَعِيدٌ (1) : قَالَ مَطَرٌ: " لَا يَقْبَلُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا ". قَالَ يَزِيدُ وَفِي حَدِيثِهِ: " لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلَا عَدْلٌ " أَوْ " عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ " قَالَ أَبِي: قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ (2)
__________
(1) المثبت من هامش (س) ، وجاء على الصواب "سعيد" بإثر الأحاديث ذات الأرقام (17670) و (17671) و (18087) و (18088) ، وجاء في (م) وسائر النسخ الخطية: "شعبة! ".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (17664) . وطريق مطر سلف تخريجها هناك.(29/622)
18082 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَيْسَ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " قَالَ عَفَّانُ: وَزَادَ فِيهِ هَمَّامٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غَنْمٍ،: وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ رَاحِلَتِهِ، وَزَادَ فِيهِ: " لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ "، وَفِي حَدِيثِ هَمَّامٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ، وَقَالَ: " رَغْبَةً عَنْهُمْ " (1)
18083 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَأَنَا تَحْتَ جِرَانِهَا، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (17666) . وطريق همام سلفت بإثر الحديث (17665) وسلف تخريجها هناك.(29/623)
أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلَا عَدْلٌ " (1)
18084 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْهَدْيِ يَعْطَبُ. قَالَ: " انْحَرْهُ، وَاصْبُغْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، وَاضْرِبْ بِهِ عَلَى صَفْحَتِهِ، أَوْ قَالَ عَلَى جَنْبِهِ، وَلَا تَأْكُلَنَّ مِنْهُ شَيْئًا، أَنْتَ وَلَا أَهْلُ رُفْقَتِكَ " (2)
18085 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرٍو الثُّمَالِيِّ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي هَدْيًا، قَالَ: " إِذَا عَطِبَ شَيْءٌ مِنْهَا، فَانْحَرْهُ، ثُمَّ اضْرِبْ خُفَّهُ فِي دَمِهِ، ثُمَّ اضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَهُ، وَلَا تَأْكُلْهُ (3) أَنْتَ وَلَا أَهْلُ رُفْقَتِكَ، وَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ " (4)
18086 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ الْخُشَنِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطَبَهُمْ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله.
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (17667) .
(3) في (م) وباقي النسخ الخطية: تأكل.
(4) صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (17668) .(29/624)
عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنَّ رَاحِلَتَهُ لَتَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَإِنَّ لُعَابَهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلَا تَجُوزُ وَصِيَّةٌ لِوَارِثٍ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا " أَوْ " عَدْلًا وَلَا صَرْفًا (1) " (2)
18087 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِمِنًى عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ نَاقَتِهِ وَهِيَ، تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، وَلَا يَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، أَلَا وَإِنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " قَالَ سَعِيدٌ: وحَدَّثَنَا مَطَرٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ، عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَزَادَ مَطَرٌ فِي الْحَدِيثِ: " وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ " (3) .
__________
(1) في (ظ 13) : أو عدل وصرف.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو مكرر (17669) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو=(29/625)
18088 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: قَالَ: مَطَرٌ: " وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ (1) " (2) هَذَا آخِرُ مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ
__________
= مكرر (17670) .
(1) زاد في (م) : أو عدل ولا صرف.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر. وهو مكرر (17664) .(29/626)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق - محمد رضوان العرقسوسي
الجزء الثلاثون
مؤسسة الرسالة(30/1)
اعتمدنا في تحقيق مسند الكوفيين النسخ الخطية التالية:
1- نسخة المكتبة الظاهرية، ورمزها (ظ 13) .
2- نسخة دار الكتب المصرية، ورمزها (س) .
3- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل، ورمزها (ص) .
4- نسخة المكتبة القادرية ببغداد، ورمزها (ق) .
وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهمِّ فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م) .
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره:
• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
ستأتي إحصائية الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة في الجزء الأخير من مسند الكوفيين إن شاء الله.(30/7)
أَوَّلُ مُسْنَدِ الْكُوفِيِّينَ
حَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ (1)
18089 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ أَسْأَلُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، قَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ وَرَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
(1) صفوانُ بنُ عَسّال المُرادي: عسَّال بمهملتين وتشديد السين، مُرادي من بني زاهر، له صحبة، سكن الكوفة. وقال ابنُ أبي حاتم: كوفي له صحبة، مشهور، قال ابنُ السَّكَن: حديثُه في المسحِ على الخفين وفضلِ طلب العلم والتوبةِ مشهورٌ من رواية عاصم عن زِرٍّ عنه، رواه أكثرُ من ثلاثين من الأئمة عن عاصم، ورواه عن زر أيضاً عدةُ أنفس. قاله السندي. قلنا: وروايتُه عند أصحاب السنن سوى أبي داود.
(2) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، فقد روى له البخاري ومسلم مقرونا بغيره، وهو صدوق حسن الحديث ينحط على رتبة الصحيح لأوهام يسيرة وقعت له، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له الترمذي والنسائي وابن ماجه. عفان: هو ابن مسلم الصّفّار.
وقد روى الإمام أحمد وغيره هذا الحديث مطولاً ومفرقاً.
وسيرد بتمامه من طريق سفيان، عن عاصم، به، برقم (18095) ، ومن طرق أخرى مُفَرَّقاً بالأرقام (18091) و (18093) و (18098) و (18100) .
وأخرجه ابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص35 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن بحمّادِ بنِ سلمة حمادَ بنَ زيد.=(30/9)
18090 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، حَدَّثَنِي زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ قَالَ: وَفَدْتُ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى الْوِفَادَةِ لُقِيُّ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً " (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي (1165) و (1166) و (1167) و (1168) ، والدارمي (363) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/400، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/82، والطبراني في "الكبير" (7359) مطولاً، وابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص36 من طرق، عن حماد بن سلمة، به. وجاء عند الطيالسي في الرواية (1166) ذكر حديث المسح على الخُفَّين، وفي الرواية (1167) ذكر حديث: "المرء مع من أَحَب". وقد قَرَنَ الطيالسي بحمادِ ابنِ سلمة حمادَ بنَ زيد، وهَماماً، وشُعبة.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/400، وابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص36 من طريق أبي جعفر الرازي، عن عاصم، بنحوه.
وسيرد حديث المسح ضمن الأرقام (18094) و (18097) و (18099) .
قال السندي: قوله: لتَضَعُ أجنحتها: يحتمل أن يكون على حقيقته، وإن لم يشاهد، أي: تَضَعُها لتكون وطاءً له إذا مشى، أو تكف أجنحتها عن الطيران وتنزلُ لسماع العلم، وأن يكون مَجَازاً عن التواضع تعظيماً لحقه، وتوقيراً للعلم.
(1) إسناده حسن كسابقه من أجل عاصم بن بهدلة، فهو صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له سوى الترمذي والنسائي وابن ماجه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري،(30/10)
18091 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: " كُنَّا نَكُونُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَأْمُرُنَا أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا، ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ، وَبَوْلٍ، وَنَوْمٍ "، وَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ، وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (1)
__________
= وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (7361) من طريق عبد الله بن رجاء، عن همّام، بهذا الإسناد. زاد فيه ذكر المسح على الخفين، والتوبة، وقصة الأعرابي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/363، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عاصم بن بهدلة، وحديثه حسن.
وانظر الحديث السالف برقم (18089) .
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. عاصم- وهو ابن أبي النَّجُود- حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه كما سلف. سفيان: هو الثوري.
والقسم الأول منه أخرجه النسائي في "المجتبى" 1/83، وفي "الكبرى" (145) ، وابن خزيمة (196) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وقرن النسائي بسفيان الثوري: مالكَ بنَ مِغْوَل، وزهيراً، وأبا بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7351) من طريق سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطيالسي (1166) ، والدولابي في "الكنى" 1/179، والدارقطني=(30/11)
18092 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، قَالَ يَزِيدُ الْمُرَادِيِّ: قَالَ: قَالَ يَهُودِيٌّ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى النَّبِيِّ، وَقَالَ: يَزِيدُ: إِلَى هَذَا النَّبِيِّ،
__________
= في "السنن" 1/133، وأبو نُعيم في "تاريخ أصبهان" 1/326 مختصراً، والبيهقي في "السنن" 1/114 و115 من طرق عن عاصم، به.
وأخرجه الطبراني (7394) من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زر، به.
والقسم الثاني منه أخرجه الترمذي (2387) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1167) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7348) بتمامه، وأبو نعيم في "الحلية" 5/37 بقسمه الثاني من طريق عبد الرحمن بن زُبيد، عن أبيه، عن زر، به.
قال أبو نُعيم: غريب من حديث زبيد، تفرد به ابنه عبد الرحمن.
وقد سلف برقم (18089) .
وسيرد ذكر المسح منه بالأرقام (18094) و (18097) و (18099) .
وتوقيت المسح على الخفين له شاهد من حديث علي سلف برقم (906) .
وإسناده صحيح.
وقوله: "المرء مع من أحب" سلف بإسناد صحيح من حديث ابن مسعود، برقم (3718) فانظر شواهده والتعليق عليه هناك.
قال السندي: لمحوله: نكونُ مع رسول الله صلي الله عليه وسلم، أي: في السفر.
ولكن من غائط. . . استدراك متعلق بمقدّر، أي: ننزع من جنابة، ولكن لا ننزع من غائط.
ولما يلحق: "لما" حرف نفي جازم، والفعل مجزوم، وهو غير لاحق بهم بالأعمال، بل هو في الأعمال قاصر عن درجتهم.(30/12)
حَتَّى نَسْأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ} [الإسراء: 101] ، فَقَالَ: لَا تَقُلْ لَهُ: نَبِيٌّ، فَإِنَّهُ إِنْ سَمِعَكَ صَارَتْ (1) لَهُ أَرْبَعُ أَعْيُنٍ، فَسَأَلَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَسْحَرُوا، وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ، وَلَا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً، أَوْ قَالَ: تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ شُعْبَةُ الشَّاكُّ، وَأَنْتُمْ يَا يَهُودُ عَلَيْكُمْ خَاصَّةً أَنْ (2) لَا تَعْتَدُوا "، قَالَ يَزِيدُ: تَعْدُوا فِي السَّبْتِ، فَقَبَّلَا يَدَهُ وَرِجْلَهُ، قَالَ يَزِيدُ: فَقَبَّلَا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَقَالَا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ. قَالَ: " فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْ تَتَّبِعَانِي " قَالَا: إِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَعَا أَنْ لَا يَزَالَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ، وَإِنَّا نَخْشَى، قَالَ يَزِيدُ: إِنْ أَسْلَمْنَا، أَنْ تَقْتُلَنَا يَهُودُ (3)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : لصارت، والمثبت من (ظ 13) .
(2) لفظة "أن" ليست في (ظ 13) ولا (ص) ، وأشير إليها بنسخة في هامش (س) .
(3) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن سَلِمَة- وهو المرادي الكوفي- فلم يرو عنه سوى عمرو بن مرة وأبي الزبير المكي، ولم يوثقه سوى العجلي ويعقوب بن شيبة، وقال البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم، وقال عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة
يحدثنا، فتعرف وتنكر. قلنا: كذا قال أبو حاتم، ولم يتابع عليه، وليس هو عبد الله بن سلمة الهمداني أبا العالية، الذي لا يعرف له راو غيرُ أبي إسحاق السبيعي، كما بين ذلك الحافظ في "التهذيب". وجعلهما واحداً الإمام أحمد،=(30/13)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد رد عليه غير واحد من الأئمة. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه من رجال أصحاب السنن سوى أبي داود. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/9 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: صحيح لا نعرف له علة بوجه من الوجوه، ولم يخرجاه.
ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن أبي شيبة- ومن طريقه ابن ماجه (3705) بذكر تقبيل يد النبي صلي الله عليه وسلم ورجله، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2466) - والطبري في "التفسير" 15/172 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ أبي شيبة بابن جعفر عبدَ الله بنَ إدريس وأبا أسامة.
وأخرجه الترمذي (3144) ، والطبري في "التفسير" 15/173 من طريقين، عن يزيد، به. وقرن الترمذي بيزيد: أبا داود وأبا الوليد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح!
وأخرجه الطيالسي (1164) ، والترمذي (2733) ، والنسائي في "المجتبى" 7/111، وفي "الكبرى" (3541) و (8656) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2465) ، وفي "الجهاد" (275) بذكر التولي يوم الزحف، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/215، وفي "شرح مشكل الآثار" (64)
و (65) ، والطبراني في "الكبير" (7396) ، والحاكم في "المستدرك" 1/9، وأبو نعيم في "الحلية" 5/97-98، والبيهقي في "السنن" 8/166، والبغوي في "التفسير" 4/187، من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 15/173 من طريق سعيد- وهو ابن سنان الشيباني- عن عمرو بن مرة، به.
وقول محمد بن جعفر ويزيد: "شعبة الشاك" يعني من قوله: "لا تقذفوا محصنة"، وقوله: "لا تفروا من الزحف".
وسيرد من رواية يحيى بن سعيد، عن شعبة برقم (18096) أنه قال: "ولا تفروا يوم الزحف" دون شك.=(30/14)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/57: إن شعبة قد كان شك فيه بأخرة، فلم يدر هل من الآيات التي فيه التولي يوم الزحف، أو قذف المحصنة؟ وكان يحدث كذلك إلى أن مات، وكان سماع يحيى إياه منه بلا شك، كان قبل ذلك.
وقد جاء في بعض الروايات: "ولا تقذفوا المحصنة، ولا تولَّوا يوم الزحف" بالجمع بينهما، فصارت الآيات عشراً، وهو وهم من الرواة، لأن الآيات تسع، كما في الآية.
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ... ) بعد أن أورد هذا الحديث عن المسند: فهذا الحديث رواه هكذا الترمذي والنسائي وابنُ ماجه وابنُ جرير في تفسيره، من طرق، عن شعبة بن الحجاج، به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وهو حديث مشكل، وعبد الله بن
سَلِمَة في حفظه شيء، وقد تكلموا فيه، ولعله اشتبه عليه التسع الآيات بالعشر الكلمات، فإنها وصايا في التوراة، لا تعلق لها بقيام الحجة على فرعون، والله أعلم.
وانظر ما قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/64.
وفي باب تقبيل يد النبي صلي الله عليه وسلم عن ابن عمر، سلف برقم (4750) .
قال السندي: قوله: صارت له أربع أعين: كناية عن ازدياد الفرح، وفرط السرور، إذ الفرح يوجب قوة الأعضاء، وتضاعفُ القوى يشبه تضاعفَ الأعضاء الحاملة لها، أي: يفرح غاية الفرح باعتقاد اليهود إياه نبياً. والآيات: جمع آية، وهي العلامة الظاهرة، يطلق على المعجزة، وعلى الجملةِ الدالة على حكم من أحكام الله، وعلى كلام منفصل عن آخرَ بفصل لفظي، والمراد في الآية إما الأحكام، فلا إشكال في الحديث، أو المعجزات، فالجواب غير مذكور في هذا الحديث، تركه الراوي لأمر، والمذكور زائد على الجواب ذكره لهما نصحا.
"ولا تمشوا ببريء" من البراءة، والباء للتعدية أو المصاحبة، أي: من كان=(30/15)
18093 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتٍ (1) فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ "
قَالَ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْمَسْحِ بِالْخُفَّيْنِ، قَالَ: نَعَمْ، (2) لَقَدْ كُنْتُ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَمَرَنَا أَنْ نَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ إِذَا نَحْنُ أَدْخَلْنَاهُمَا عَلَى طُهْرٍ ثَلَاثًا إِذَا سَافَرْنَا، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً إِذَا أَقَمْنَا، وَلَا نَخْلَعَهُمَا مِنْ غَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ وَلَا نَوْمٍ، (3) وَلَا نَخْلَعَهُمَا إِلَّا مِنْ
__________
= بريئاً عن المعصية، فليس لكم أن تتهموه بها كذباً، ثم تأخذوه، وتجرُّوه إلى الحاكم حتى يقتله بتلك المعصية.
"وأنتم يا يهود"، أي: الأحكام السابقة عامة لكم ولغيركم، وعليكم خاصة هذا الحكم لا يعمكم وغيرَكم.
قوله: أن لا يزال من ذريته نبي، أي: فنحن ننتظر ذلك النبي، وهذا كذب منهم، فإنه لا يمكن أن داود يدعو بمثل هذا الدعاء، مع علمه بأن الله تعالى يختم دائرة النبوة بمحمد صلي الله عليه وسلم.
وإنا نخشى: علة أخرى لتركهم الاتباع، وهذا أيضا كذب، فقد آمن عبد الله بن سلام وغيره، وما قتلهم اليهود.
(1) في (ظ13) و (ق) : بيته.
(2) كلمة "نعم" ليست في (ظ 13) . وقد أشير إلى لفظة "لقد" التي بعدها في (س) بنسخة.
(3) قوله: "ولا نخلعهما من غائط ولا بول ولا نوم" سقط من (م) .(30/16)
جَنَابَةٍ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ بِالْمَغْرِبِ بَابًا مَفْتُوحًا لِلتَّوْبَةِ، مَسِيرَتُهُ سَبْعُونَ سَنَةً، لَا يُغْلَقُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ " (1)
18094 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ الْهَمْدَانِيِّ، أَنَّ أَبَا الْغَرِيفِ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ قَالَ: " سِيرُوا بِاسْمِ اللهِ، فِي سَبِيلِ اللهِ، تُقَاتِلُونَ أَعْدَاءَ اللهِ، لَا تَغُلُّوا، وَلَا تَقْتُلُوا
__________
(1) حديث المسح على الخفين منه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، ومعمر- وهو ابن راشد، وإن كان في حديثه عن عاصم اضطراب- قد توبع كما سلف، وهو وبقية رجال الإسناد ثقات.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (793) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (193) ، والطبراني في "الكبير" (7352) ، والدارقطني 1/197، والبيهقي في "السنن" 1/282.
ومن طريقه أيضا: ابن حبان (1319) و (1325) ، دون ذكر التوبة، وابن ماجه (226) ، وابن حبان (85) دون ذكر العلم والمسح على الخفين.
وأخرج منه حديث المسح على الخفين الطيالسي (1166) من طريق حماد ابن سلمة، عن عاصم، به.
وحديث التوبة منه أخرجه الطيالسي (1168) ، وابن ماجه (4070) ، والطبراني في "الكبير" (7383) من طرق عن عاصم، به.
وقد سلف برقمي (1808) و (18091) .(30/17)
وَلِيدًا، وَلِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ، إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَيْهِ عَلَى طُهُورٍ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ " (1)
18095 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، سَمِعَ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقُلْتُ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي الغَرِيف، وهو عُبيد الله ابن خليفة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي رَوْق الهَمْداني - وهو عطيةُ بن الحارث- فمن رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وهو صدوق. زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه ابن ماجه (2857) ، والنسائي في "الكبرى" (8837) . وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2467) ، والبيهقي في "السنن، 1/276، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/33، من طرق، عن أبي أسامة- وهو حماد بن أسامة-، عن أبي روق، بهذا الإسناد. ولم يذكر ابن ماجه والنسائي المسح على الخفين.
وقد تحرف "روق" في مطبوع ابن ماجه إلى "رؤوف".
وقوله: "سيروا باسم الله ... " إلى قوله: "ولا تقتلوا وليداً" له شاهد من حديث بريدة عند مسلم (1731) ، سيرد 5/352. وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (2728) ، وذكرنا هناك تتمة شواهده.
وحديث المسح على الخفين ذكرنا شاهده في الرواية (18091) .
وسيأتي مطولاً برقم (18095) .
وسيكرر الحديث بالرقمين (18097) و (18099) .
قوله: "لا تَغلوا": بتشديد اللام، من الغلول، وهو الخيانة في الغنيمة.
"وليداً"، أي: صغيراً، فإنه لقربه من الولادة يسمى وليداً. قاله السندي.(30/18)
ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، قَالَ: " فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَضَعُ (1) أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ "
قُلْتُ حَكَّ فِي نَفْسِي مَسْحٌ (2) عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَوْ فِي صَدْرِي، بَعْدَ الْغَائِطِ، وَالْبَوْلِ، وَكُنْتَ امْرَأً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، قَالَ: نَعَمْ، " كَانَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَرًا أَوْ مُسَافِرِينَ أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ "
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: هَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ الْهَوَى؟ قَالَ: نَعَمْ، بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَهُ فِي مَسِيرَةٍ إِذْ نَادَاهُ أَعْرَابِيٌّ بِصَوْتٍ جَهْوَرِيٍّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْنَا: وَيْحَكَ، اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ، فَإِنَّكَ (3) قَدْ نُهِيتَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: وَاللهِ لَا أَغْضُضُ مِنْ صَوْتِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَاءَ " (4) وَأَجَابَهُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ مَسْأَلَتِهِ، (5) وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: وَأَجَابَهُ نَحْوًا مِمَّا تَكَلَّمَ بِهِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا أَحَبَّ قَوْمًا، وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ: " هُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "
قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُحَدِّثُنَا حَتَّى قَالَ: " إِنَّ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ لَبَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ سَبْعُونَ، أَوْ أَرْبَعُونَ، عَامًا، فَتَحَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلتَّوْبَةِ يَوْمَ
__________
(1) في (ظ 13) : لتضع.
(2) في (ق) : المسح.
(3) لفظ "فإنك" ليس في (ظ 13) .
(4) في (ق) : علي به، وفي هامشها: هاء. (نسخة) .
(5) في (ق) : فأجابه عن مسألته، وفي هامشها: نحواً من.(30/19)
خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَلَا يُغْلِقُهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ " (1)
__________
(1) بعضه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقيةُ رجاله ثقات.
وأخرجه بتمامه عبد الرزاق في "المصنف" (795) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (7353) - والحميدي (881) ، والمروزي في زوائده على ابن المبارك في "الزهد" (1096) ، والترمذي (3535) ، وابن حبان (1321) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/308 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7365) و (7388) بتمامه، و (7366) و (7367) دون حديث التوبة، من طرق، عن عاصم، به.
وحديث المعلم والمسح على الخفين منه: أخرجه الشافعي في "المسند" 1/41-42 (بترتيب السندي) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1999) ، والبغوي في "شرح السنة" (161) -، وابن أبي شيبة 1/177-178، وابن خزيمة (17) ، وابن حبان (1100) ، والبيهقي في "السنن" 1/276، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص36 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه أيضا النسائي في "المجتبى" 1/98، وفي "الكبرى" (132) و (146) ، والطبراني في "الكبير" (7368) و (7379) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/222 من طرق عن عاصم، به.
وأخرجه أيضا الطبراني في "الكبير" (7349) و (7350) من طريقين عن زر، به.
وحديث المسح على الخفين منه: أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (4) ، وابن ماجه (478) ، والنسائي في "المجتبى" 1/83، وفي "الكبرى" (144) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/82، والبيهقي في "السنن" 1/188 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (96) ، والنسائي في "المجتبى" 1/98، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2598) - ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح=(30/20)
18096 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ لِآخَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ، قَالَ: لَا تَقُلْ هَذَا، فَإِنَّهُ لَوْ سَمِعَهَا،
__________
= السنة" (162) -، وابن حبان (1320) ، والطبراني في "الكبير" (7354-7357) و (7370) و (7372) و (7374-7378) و (7380-7382) و (7384-7387) ، وفي يد "الصغير" (251) من طرق، عن عاصم، به.
وحديث المسح، وحديث "المرء مع من أحب" منه: أخرجه الطبراني في "الكبير" (7358) من طريق زهير بن معاوية، عن عاصم، به.
وحديث التوبة منه: أخرجه البيهقي في "الشعب" (7076) من طريق سفيان ابن عيينة، به، وفيه التصريح برفعه.
وحديث: "المرء مع من أحب" منه: أخرجه ابن حبان (562) من طريق زهير بن معاوية، والطبراني في "الصغير" (250) مختصراً من طريق مبارك بن فضالة، كلاهما عن عاصم، به.
وحديث العلم و"المرء مع من أحب" منه: أخرجه الطبراني في "الكبير" (7371) من طريق مبارك بن فضالة، عن عاصم، به.
وقد سلف مفرقاً (18089) و (18091) و (18093) .
وسيأتي (18098) و (18100) .
قوله: "حك": بتشديد الكاف، أي: وسوس.
قوله: "كان يأمرنا"، أي: يرخص لنا، فالمراد بالأمر الرخصةُ، والله تعالى أعلم.
"يذكر الهوى"، أي: المحبة.
"هاءُ،: ضبط بمد وضم همزة، وهو صوت، والمراد به: أنا حاضر. قاله السندي.(30/21)
كَانَ (1) لَهُ أَرْبَعُ أَعْيُنٍ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَسَأَلَاهُ (2) عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الإسراء: 101] ، قَالَ: " لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ وَلَا تَسْحَرُوا، وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلَا تُدْلُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً يَهُودُ أَنْ لَا تَعْتَدُوا (3) فِي السَّبْتِ " فَقَالَا: نَشْهَدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
18097 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْغَرِيفِ، قَالَ عَفَّانُ: أَبُو الْغَرِيفِ عُبَيْدُ اللهِ (5) بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، فَقَالَ: " اغْزُوا بِسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا
__________
(1) في (ق) : لكان.
(2) في (م) : فانطلقنا إليه فسألناه.
(3) في (ق) : تعدو، وهي نسخة في (س) .
(4) إسناده ضعيف، علته عبد الله بن سَلِمَة، وهو المرادي، الكوفي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (18092) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (63) من طريق مسدد بن مسرهد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقال: هذا الحرف: "نشهد أنك رسول الله" لم يقله أحد في هذا الحديث من أصحاب شعبة إلا يحيى بن سعيد.
(5) في (م) و (س) و (ص) : عبد الله ويدعى كذلك أيضا فيما نقل الحافظ في "التهذيب" عن ابن حبان.(30/22)
تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا. لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثٌ مَسْحٌ (1) عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ " قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
18098 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا طَلَبَ " (3)
18099 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ عَطِيَّةَ (4) بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (5) بْنُ خَلِيفَةَ
__________
(1) في هامش (س) : ثلاثاً مسحا. (نسخة) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف أبي الغَرِيف. عُبيدِ الله بنِ خليفة، وباقي رجال الإسناد ثقات، غير عطية بن الحارث، فصدوق. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/80 من طريق يونس، بهذا الإسناد.
وأخرج حديثَ المسح منه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/82 من طريق عفان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7397) من طريق محمد بن عبد الله الرَقَاشي، عن عبد الواحد بن زياد، به.
وهو مكرر (18094) ، وسيأتي (18099) .
(3) إسناده حسن، وهو مكرر (18089) .
(4) في (م) : عن أبي روق، عن عطية، وهو خطأ.
(5) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : عبد الله، وهو قول آخر في اسمه، فيما ذكر ابن حبان.(30/23)
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ يُونُسَ (1)
18100 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقُلْتُ: ابْتِغَاءُ الْعِلْمِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَنِي " أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَفْعَلُ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "
قَالَ: فَمَا بَرِحَ يُحَدِّثُنِي حَتَّى حَدَّثَنِي: " أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ بِالْمَغْرِبِ بَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ سَبْعُونَ عَامًا لِلتَّوْبَةِ، لَا يُغْلَقُ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ مِنْ قِبَلِهِ "، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} (2) [الأنعام: 158]
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وحديث يونس سلف برقم (18097) . سريج: هو ابن النعمان الجوهري.
(2) حديث: "المرء مع من أحب" منه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه بتمامه الترمذي (3536) ، والطبراني في "الكبير" (7360) ، ودون ذكر العلم: النسائي في "الكبرى" (11178) - وهو في "التفسير" (198) - ودون قصة الأعرابي: ابنُ خزيمة (17) ، وحديث الأعرابي منه: الترمذي (2387) ، وحديث المسح منه: الطحاوي في "شرح معاني الآثار، 1/82، من طرق، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/285 من طريقين، عن عاصم، به. وقد سلف مطولاً برقم (18095) وانظر (18089) .(30/24)
حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ (1)
18101 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ، وَقَدْ حَصَرَنَا (2) الْمُشْرِكُونَ، وَكَانَتْ لِي وَفْرَةٌ، فَجَعَلَتِ الْهَوَامُّ تَسَّاقَطُ عَلَى وَجْهِي، فَمَرَّ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَحْلِقَ، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا، أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ، فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ، أَوْ صَدَقَةٍ، أَوْ نُسُكٍ} (3) [البقرة: 196]
__________
(1) كعب بن عجرة، قيل: كان حليفاً للأنصار، وقيل: بل كان منهم، كنيته أبو إسحاق، وقيل: أبو عبد الله، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: (فَمَنْ كانَ منكم مريضاً أو به أذى من رأسه فَفِدْيَةٌ من صيامٍ أو صدقةٍ أو نُسكٍ) [البقرة: 196] . سكن الكوفة، وقيل: مات بالمدينة سنة إحدى وخمسين وقيل
غير ذلك. قاله السندي.
(2) في (ظ 13) : حصره، وجاء فوق الهاء لفظة: "نا" نسخة، أي: حَصَرنا.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. غير أبي بشر- وهو جعفر بن أبي وحشية- ضعف شعبة حديثه عن مجاهد- كما في "التهذيب"- وقال: لم يسمع منه شيئاً، وقال الحافظ في "مقدمة الفتح" ص395: احتج به الجماعة، لكن لم يخرج له الشيخان من حديثه عن مجاهد، ولا عن حبيب بن سالم. قلنا: قد أخرج له البخاري عن مجاهد متابعة كما سيرد، وهو متابع.=(30/25)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (219) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1065) ، والبخاري (4191) ، والترمذي (2973) ، والطبري في "التفسير" (3348) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (219) من طرق، عن هُشيم، به، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/218، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 2/235 من طريقين، عن شعبة، عن أبي بشر، به.
وأخرجه مالك 1/417، والبخاري (1814) و (6708) ، ومسلم (1201) (81) (82) (83) ، والترمذي (953) ، والنسائي في "الكبرى" (4111) ، (11030) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2063) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2860) ، والطبري في "التفسير" (3342) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (215) إلى (224) و (226) إلى (240) ، وفي " الأوسط " (1833)
و (6941) ، والدارقطني 2/298، والبيهقي في "السنن" 5/55 و169، و4/170، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 2/237 و20/63 من طرق عن مجاهد، بنحوه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/195، والطبري في "التفسير" (3356) من طريق الزبير بن عدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن كعب، بنحوه.
وأورده الحافظ في "الفتح " 4/14 لكن تحرف فيه لفظ "أبي بشر" إلى: "ابن بشر".
ولحديث كعب هذا طرق كثيرة وأوجه مختلفة، أورد منها الإمام أحمد تسع عشرة طريقاً، وستأتي بالأرقام (18102) و (18106) و (18107) و (18108) و (18109) و (18110) و (18111) و (18113) و (18116) و (18117) و (18119) و (18120) و (18121) و (18122) و (18123) و (18124) و (18125) و (18128) و (18131) .=(30/26)
18102 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: قَمِلْتُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ كُلَّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِي فِيهَا الْقَمْلُ مِنْ أَصْلِهَا إِلَى فَرْعِهَا، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَى ذَلِكَ، قَالَ: " احْلِقْ " وَنَزَلَتِ الْآيَةُ، قَالَ: " أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ ثَلَاثَةَ آصُعٍ مِنْ تَمْرٍ " (1)
__________
=قال السندي: قوله: وقد حصرنا المشركون، أي: مُنِعْنا عن المضي في النسك الذي أحرمنا له، وكانت عمرة.
وَفْرة، بفتح، فسكون: الشعر المجتمع على الرأس، أو ما سال على الأذنين، أو ما جاوز شحمة الأذن.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع. أبو قِلاَبة- وهو عبد الله بن زيد ابن عمرو الجَرْمي- لم يدرك كعباً، بينهما ابنُ أبي ليلى.
قال الحافظ في "الفتح" 4/13: وجاء عن أبي قلابة والشعبي عن كعب، وروايتُهما عند أحمد، لكن الصواب أن بينهما واسطة، وهو ابنُ أبي ليلى على الصحيح.
قلنا: قد ذُكِر في الرواية (18117) ، وقد أثبته الحافظ في هذا الموضع أيضاً في "أطراف المسند" 5/220 فكأنه أراد ذكره على الصواب، وأثبته أيضاً الطبراني كما سيرد. هشيم: هو ابن بشير، وخالد: هو الحذاء.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 14/85 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (254) من طريق الإمام أحمد، به، متصلاً، بذكر ابن أبي ليلى!
قال السندي: قوله: قَمِلْتُ، ضبط بفتح فكسر، على صيغة المتكلم.
قال أطعم: بيان للفدية المذكورة في الآية.
وانظر الحديث السالف قبله، وانظر طرقه هناك.=(30/27)
18103 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ فُلَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، أَنَّ أَبَا ثُمَامَةَ الْحَنَّاطَ، حَدَّثَهُ أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَا يُشَبِّكْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي الصَّلَاةِ " (1)
__________
= وسيأتي بإسناد متصل وسياق أتم برقم (18117) .
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف للاختلاف فيه كما سيأتي،- وأشار إلى هذا الاختلاف الحافظ في "الفتح" 1/566- ولجهالةِ حال أبى ثُمامة الحناط، فلم يرو عنه سوى سعد بن إسحاق، وسعيد المقبري- وقيل: أبو سعيد المقبري- ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الدارقطني: لا يعرف، متروك.
وقال الذهبي: خبره منكر عن كعب بن عجرة. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال مسلم، غير سعد بن إسحاق بن فلان بن كعب بن عجرة فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة، لكن لم ترد زيادة: "بن فلان" في نسبه إلا في رواية أحمد هذه، ورواها المزي كذلك من طريق الإمام أحمد، ووقع في
"أطراف المسند" 5/218: "بن مالك" بدل "بن فلان"! وهو خطأ.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 33/176 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (369) ، والدارمي (1376) ، وأبو داود (562) ، وابنُ خزيمة (441) ، وابن حبان (2036) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (332) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 33/77 -، والبيهقي في "السنن" 3/230، والبغوي في "شرح السنة" (475) من طرق، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد. وفيه قصة.
وخالف أنسُ بن عياض داودَ بنَ قيس في إسناده، فرواه عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبي سعيد المقبري، عن أبي ثُمامة، به، بزيادة أبي سعيد المقبري، كما في "صحيح ابن خزيمة" (442) ، و"شرح=(30/28)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مشكل الآثار" (5564) ، والطبراني في "الكبير" 19/333، وتابعه عبد العزيز ابن محمد في "شرح مشكل الآثار" (5565) .
قال ابن خزيمة: يُشبه أن يكون الصحيح ما رواه أنس بن عياض، لأن داود ابن قيس أسقط من الإسناد أبا سعيد المقبري، فقال: عن سعد بن إسحاق، عن أبي ثمامة. انتهى قوله. قلنا: وتابع أنسَ بنَ عياض عيسى بنُ يونس، فرواه عن سعد بن إسحاق كذلك غير أنه قال: سعيد المقبري، بدل أبي سعيد المقبري كما ذكر البيهقي في "السنن" 3/230.
واختلف فيه على سعيد المقبري كذلك:
فرواه ابن أبي ذئب، عنه، عن رجل من بني سالم، عن أبيه، عن جده، عن كعب، كما سيأتي برقم (18112) .
ورواه الضحاك بن عثمان، عنه، عن أبي ثمامة، عن كعب، به، كما عند البيهقي في "السنن" 3/230.
ورواه ابن عجلان، عنه، عن بعض بني كعب بن عجرة، عن كعب، كما سيأتي برقم (18114) .
ورواه ابن عجلان أيضاً عنه، عن كعب دون واسطة، كما سيأتي بالرقمين (18115) و (18130) .
ورواه ابن عجلان كذلك عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة كما عند ابن خزيمة (440) ، وتابعه إسماعيل بن أمية عند ابن خزيمة (439) ، والحاكم 1/206. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
قال المنذري: وفيما قاله نظر.
قال ابن خزيمة: وأما ابن عجلان، فقد وهم في الإسناد وخلط فيه، فمرة يقول: عن أبي هريرة، ومرة يرسله، ومرة يقول: عن سعيد، عن كعب. قال البيهقي في "السنن" 3/230: والصواب عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، على الوجوه الثلاثة.
قلنا: وقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5570) ، وابن حبان=(30/29)
18104 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا السَّلَامَ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " قُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى
__________
= (2150) من طريق سليمان بن عبيد الله الرقي، والبيهقي في "السنن" 3/230-231 من طريق عمرو بن قسيط، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم (وهو ابن عتيبة) ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. به. وهذا إسناد حسن.
وقال الطحاوي: لا نعلم في هذا الباب عن كعب أحسن من هذا الحديث.
قلنا: وسيأتي بالأرقام (18112) و (18114) و (18115) و (18130) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11385) ، وذكرنا هناك حديث كعب هذا، ولم نُشر إلى حسنه، وقد وردت أحاديث صحيحة دالة على جواز التشبيك مطلقاَ، ذكرناها عقب رواية أبي سعيد المذكورة آنفاً، ولا تعارض بين أحاديث الجواز وأحاديث النهي، فحيث كان التشبيك على وجه
العبث، فهو منهي عنه، وإلا فهو جائز.
وقد نقل البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (6610) عن الشافعي قوله: أُحِب له في العمد لها- أي للصلاة- من الوقار مثل ما أُحِب له فيها.
قلنا: وانظر "فتح الباري" 1/566.
قال السندي: قوله: فأحسن وضوءه. ذكره لبيان أن شأن المؤمن ذلك، لا لأن إلى دخلاً في النهي عن التشبيك.
فلا يُشبكْ: من التشبيك، وهو إدخال الأصابع بعضِها في بعض.
فإنه، أي: من حين خرج للصلاة في الصلاة أجرا، أي: وليس هذا الفعل من شأن المصلي في الصلاة، فلا ينبغي أن يفعله من بعد ما خرج لها، والله تعالى أعلم.(30/30)
إِبْرَاهِيمَ، (1) إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (2)
__________
(1) في (ظ 13) و (ص) : آل إبراهيم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، والحكم: هو ابن عُتيبة.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3105) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (266) .
وأخرجه أبو عوانة 2/212، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2231) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/356 من طريق قَبِيصة بن عُقبة، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (406) (68) ، والنسائي في "المجتبى" 3/47، وفي "الكبرى" (1211) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2233) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (267) و (268) من طرق، عن الأعمش، به.
وقرن مسلم بالأعمش مسعراً ومالك بن مِغْول.
ووقع عند النسائي زيادة: قال عبد الرحمن: ونحن نَقُول: وعلينا معهم.
قلنا: وهذه الزيادة سترد في رواية يزيد بن أبي زياد برقم (18133) على الشك من قول عبد الرحمن، أو شيء رواه كعب.
وأخرجه عبد الرزاق (3105) ، وعبد بن حميد (368) ، والطبري في "التفسير" 22/43، وأبو عوانة 2/213، والطبراني في "الكبير" 19/ (270) ... (273) و (275) إلى (279) ، وفي "الأوسط" (34 68) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/356 من طرق عن الحكم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (3106) بنحوه، والحميدي (712) ، والبخاري (3370) ، والنسائي في "الكبرى" (10191) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (359) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2232) و (2235) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (283) و (284) و (285) و (292) ، وفي "الأوسط" (4478) ،=(30/31)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبيهقي في "السنن" 2/148، والبغوي في "شرح السنة" (681) ، وفي "التفسير" 5/274 من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.
وقد وقع في بعض الطرق: "آل إبراهيم" بزيادة: "آل"، وسترد في الرواية (18105) و (18127) ، وسيأتي في الرواية (18133) : "على إبراهيم وعلى آل إبراهيم". قال الحافظ في "الفتح" 11/156: والحق أن ذكر محمد وإبراهيم، وذكر آل محمد وآل إبراهيم ثابت في أصل الخبر، وإنما حفظ بعض الرواة ما لم يحفظ الآخر.
وسيأتي (18105) و (18127) و (18133) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11433) ، وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: قد علمنا السلام عليك، أي: إن الله تعالى أمرنا بالصلاة والسلام جميعاً، فأما السلام، فإنه قد علمناه، إما بما علمنا من سلام بعضنا على بعض، أو بما في التشهد، فبيِّنْ لنا الصلاة.
"كما صليت على إبراهيم": للناس في هذا التشبيه كلام كثير، والأقرب عندي أن التشبيه بالنظر إلى ما تفيده واو العطف من الجمع والمشاركة وعموم الصلاة المطلوبة له ولأهل بيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: شارك أهل بيته معه في الصلاة، واجعل الصلاة عليه عامةَ له ولأهل بيته، كما صليت على إبراهيم كذلك، فكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رأى أن الصلاة عليه من الله تعالى ثابتة على الدوام، كما هو مفاد صيغة المضارع المفيد للاستمرار التجددي في قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي) ودعاء المؤمنين بمجرد الصلاة عليه قليل الجدوى: بين لهم أن يدعوا له بعموم صلاته له ولأهل بيته ليكون دعاؤهم مستجلباً لفائدة جديدة، وهذا هو الموافق لما ذكره علماء المعاني في القيود أن محط الفائدة في الكلام هو القيد الزائد، وكأنه هذا خص إبراهيم، لأنه كان معلوماً بعموم الصلاة له ولأهل بيته على لسان الملائكة، وهذا ختم بقوله: إنك حميد مجيد، كما ختمت الملائكة صلاتهم على أهل بيت إبراهيم بذلك،=(30/32)
18105 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا، أَوْ عَرَفْنَا، كَيْفَ السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: " قُولُوا اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ (1) عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (2)
__________
= ويؤيده ضم البركة إلى الصلاة أيضاً. وقال بعضُ المحققين: وجه الشبه هو كون كل من الصلاتين أفضل وأولى وأتم من صلاة من قبله، أي: كما صليت على إبراهيم صلاة هي أتم وأفضل من صلاة من قبله، كذلك صلِّ على محمد صلاه هي أفضل وأتم من صلاة من قبله. ولك أن تجعل وجه الشبه مجموع الأمرين من العموم والأفضلية. وقال الطيبي: ليس التشبيه من باب إلحاق الناقص بالكامل، بل لبيان حال ما لا يعرف بما يعرف.
قلت (القائل السندي) : قد يقال: كيف يصح ذلك مع كون المخاطب بقوله: "صل" هو الله تعالى؟ فليتأمل. ثم لعل وجه إظهار محمد في قوله: "وآل محمد" مع تقدم ذكره هو أن استحقاق الآل بالاتباع لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالتنصيص على اسمه آكد في الدلالة على استحقاقهم. والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 13) : "وبارك"، بدل: "اللهم بارك". وفي (ق) : "اللهم وبارك".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، والحكم: هو ابن عتيبة، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.=(30/33)
18106 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذَاهُ الْقَمْلُ فِي رَأْسِهِ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، مُدَّيْنِ مُدَّيْنِ لِكُلِّ إِنْسَانٍ، أَوْ انْسُكْ بِشَاةٍ، أَيَّ ذَلِكَ فَعَلْتَ أَجْزَأَكَ (1) " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (406) (66) ، وابن ماجه (904) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد قرن ابن ماجه بابن جعفر عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه ابنُ الجارود في "المنتقى" (206) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1061) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" (3718) -، والدارمي (1316) ، والبخاري (6357) ، ومسلم (406) (67) ، وأبو داود (976) و (977) ، وابن ماجه (904) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (56) ، والنسائي في "الكبرى" (1212) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (54) -، وأبو عوانة 2/212، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (141) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2234) ، وابن حبان (912) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (270) ، والبيهقي في "السنن" 2/147 من طرق، عن شعبة، به. وقرن مسلم بشعبة مسعراً.
وقد سلف برقم (18104) ، وسيأتي (18127) و (18133) .
(1) في هامش (س) : أجزأ عنك. (نسخة) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين،
عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو في "الموطأ" (504) برواية محمد بن الحسن.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/194-195 من طريق ابن القاسم، وابن=(30/34)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الجارود في "المنتقى" (450) ، والطبري في "التفسير" (3351) ، والبيهقي في "السنن" 5/169 من طريق ابن وهب، والبيهقي في "السنن" أيضا 5/55 من طريق الحسين بن الوليد، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 20/64 من طريق مكي ابن إبراهيم، كلهم عن مالك، بهذا الإسناد.
وقد وقع في "الموطأ" 1/417 برواية يحيى، و (1258) برواية أبي مصعب الزهري بإسقاط مجاهد.
ونقل البيهقي في "السنن" 5/170 عن الشافعي قوله: غلط مالك في هذا الحديث، الحفاظ حفظوه عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. قال البيهقي: وإنما غلط في هذا في بعض العرضات، وقد رواه في بعضها على الصحة.
قلنا: وأخرجه- بإسقاط مجاهد- أبو داود في "السنن" (1861) من طريق القعنبي، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (10360) من طريق الشافعي، وفي "السنن، 5/169-170 من طريق القعنبي وعبد الله بن يوسف وابن بكير، أربعتهم عن مالك، عن عبد الكريم الجزري، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. لم يذكروا مجاهداً.
وذكر الطحاوي- فيما نقله عنه ابن عبد البر في "التمهيد" 20/62- أن للقعنبي رواية عن مالك بذكر مجاهد.
قلنا: قد أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (221) من طريق القعنبي ومطرف وعبد الله بن يوسف ويحيى بن بكير ومصعب الزبيري، عن مالك، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، به.
ورواه كذلك سفيان بن عيينة، وعبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم الجزري، فذكرا مجاهداً.
فأخرجه مسلم (1201) (83) ، والترمذي (953) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2860) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (236) ، والبيهقي في "السنن" 5/55 و4/170، وفي "معرفة السنن" (10363) و (10364) من طريق سفيان=(30/35)
18107 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي، أَوْ قَالَ: حَاجِبَيَّ، (1) فَقَالَ: " أَيُؤْذِيكَ (2) هَوَامُّ رَأْسِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاحْلِقْهُ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، أَوْ انْسُكْ نَسِيكَةً " قَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي بِأَيَّتِهِنَّ بَدَأَ. (3)
__________
= ابن عيينة، والطبراني في "الكبير" 19/ (222) من طريق عبيد الله بن عمرو، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، به.
وأنظر "الفتح" 4/13، و"الجوهر النقي" 5/169.
وقد سلف برقمي (18101) و (18102) . وانظر الأحاديث التالية.
قوله: "أو انسك بشاة"، أي: اذبحها. قاله السندي. قلنا: والمدان: نصف صاع.
(1) في (م) : على حاجبي.
(2) في (ظ 13) وهامش (ق) : يؤذيك.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية. وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (234) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1201) (80) ، والترمذي (2974) ، والنسائي في "الكبرى" (4110) ، والطبري في "التفسير" (3341) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (234) من طرق عن إسماعيل، به، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الحميدي (709) ، والبخاري (4190) و (5665) و (5703) ،=(30/36)
18108 - حَدَّثَنَا، عَفَّانُ، حَدَّثَنَا، شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ لَقِيَنِي (1) كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
18109 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: قَعَدْتُ إِلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196] ، قَالَ: فَقَالَ كَعْبٌ: نَزَلَتْ فِيَّ كَانَ بِي أَذًى مِنْ
__________
= ومسلم (1201) (80) (83) ، والترمذي (953) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2058) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2860) ، والطبري في "التفسير" (3340) و (3346) ، وابن حبان (3978) و (3980) و (3983) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (232) و (233) و (236) و (237) ، والدارقطني 2/298، والبيهقي في "السنن" 5/242 من طرق، عن أيوب،
به.
وقد سلف برقم (18101) .
(1) في (ق) : لقيت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
والحَكَم: هو ابن عُتيبة للكندي.
وأخرجه أبو داود (1860) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (257) و (258) والبيهقي في "السنن" 5/55، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 2/234 من طريقين، عن الحكم بن عتيبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18101) .
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (18121) .(30/37)
رَأْسِي، فَحُمِلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي، فَقَالَ: " مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ الْجَهْدَ بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى، أَتَجِدُ شَاةً؟ " فَقُلْتُ: لَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196] ، قَالَ: " صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، أَوْ إِطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، نِصْفَ صَاعِ نِصْفَ صَاعِ (1) طَعَامٍ (2) لِكُلِّ مِسْكِينٍ " قَالَ: فَنَزَلَتْ فِيَّ خَاصَّةً، وَهِيَ لَكُمْ عَامَّةً (3)
__________
(1) قوله: "نصف صاع" لم يكرر في (ظ 13) .
(2) في مسلم: "طعاماً"، وهو الوجه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن ابن الأصبهاني: هو هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني.
وأخرجه مسلم (1201) (85) ، والنسائي في "الكبرى" (4113) (11031) ، وابن ماجه (3079) ، والطبري في "التفسير" (3338) ، وابن حبان (9853) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/21 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1816) (4517) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (610) ، وابن حبان (7398) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (299) ، والبيهقي في "السنن" 5/55، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/5، والبغوي في "شرح السنة" (1195) من طرق عن شعبة، وأخرجه مسلم (1201) (86) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2062) ، والطبري في "التفسير" (3339) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (300) و (302) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/6، من طرق، عن عبد الرحمن ابن الأصبهاني، به.
وقد سلف برقم (18101) فانظر طرقه ثمَّ.(30/38)
18110 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَعْقِلٍ يَقُولُ: قَعَدْتُ إِلَى كَعْبٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
18111 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَعْقِلٍ، قَالَ قَعَدْتُ إِلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: " أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ كُلَّ مِسْكِينٍ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ طَعَامٍ " (2)
18112 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَطَهَّرُ رَجُلٌ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، إِلَّا كَانَ فِي صَلَاةٍ، حَتَّى يَقْضِيَ صَلَاتَهُ، وَلَا يُخَالِفْ أَحَدُكُمْ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ (3) " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر سابقه إلا إن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.
وقد سلف برقم (18101) فانظر طرقه هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18109) إلا أن شيخ أحمد هنا هو بهز بن أسد العمي.
وقد سلف برقم (18101) .
(3) في (ظ13) : بين أصابعه في الصلاة.
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، ولإبهام بعض رجاله.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وابن=(30/39)
18113 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
__________
= أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن مغيرة، وسعيد المقبري: هو ابن أبي سعيد كيسان.
وقد سلف ذكر الاختلاف في الإسناد في الرواية (18103) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5566) من طريق الحسين بن محمد المروذي، وابنُ خزيمة (443) من طريق ابن أبي فُديك، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3331) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 19/ (337) - عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، به.
وقد وقع في مطبوع الطبراني: "عن أبي سعيد"، بدل: "سعيد".
وقال ابن خزيمة: وابن أبي ذئب قد بين أن المقبريَّ سعيدَ بنَ أبي سعيد إنما رواه عن رجل من بني سالم، وهو عندي سعد بن إسحاق، إلا أنه غلط على سعد بن إسحاق، فقال: عن أبيه، عن جده، عن
كعب.
قلنا: وقد سقط من مطبوع ابن خزيمة لفظ: "عن" قبل كلمة كعب، فصار: عن جده كعب. والإسناد الذي فيه سعد بن إسحاق سلف برقم (18103) .
وأخرجه الطيالسي (1063) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/230- عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن مولىً لبني سالم، عن أبيه، عن كعب بن عجرة، به.
وقال البيهقي: وقال شبابة: عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن رجل من بني سليم، أنه أخبره، عن أبيه، عن كعب، بنحوه.
قلنا: وهذا اختلاف آخر في الإسناد.
وقد سلف برقم (18103) وذكرنا في تخريجه الإسناد الذي به يُحَسّن، وسيأتي بالأرقام (18114) و (18115) و (18130) .(30/40)
عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَمْلِي يَتَسَاقَطُ عَلَى وَجْهِي، فَقَالَ: " أَتُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلِقَ وَهُمْ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ أَنَّهُمْ يَحْلِقُونَ بِهَا، وَهُمْ عَلَى طَمَعٍ أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ، فَأَنْزَلَ اللهُ الْفِدْيَةَ، فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُطْعِمَ فِرْقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، أَوْ أَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَذْبَحَ شَاةً (1)
18114 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ بَعْضِ بَنِي كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ، فَأَحْسَنْتَ وُضُوءَكَ، ثُمَّ عَمَدْتَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَأَنْتَ فِي صَلَاةٍ، فَلَا تُشَبِّكْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن أبي راشد، وابن أبي نجيح: هو عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/229 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2677) ، وابن حبان (3979) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه البخاري (1817) و (1818) و (4159) ، والطبري في "التفسير" (3347) ، وابن خزيمة (2678) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (224) و (226) و (227) و (228) ، والدارقطني 2/298، والبيهقي في "السنن" 5/187 و214، من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
وقد وقع في بعض المصادر: "يحلون"، بدل: "يحلقون".
"و"الفَرَق" بالتحريك: مكيال يسع ستة عشر رطلاً، وهي اثنا عشر مداً، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. قاله ابن الأثير في "النهاية".(30/41)
بَيْنَ أَصَابِعِكَ " (1)
18115 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ أَبُو تَمَّامٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ، فَأَحْسَنْتَ وُضُوءَكَ، ثُمَّ خَرَجْتَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلَا تُشَبِّكَنَّ (2) بَيْنَ أَصَابِعِكَ " قَالَ: قُرَّانُ أُرَاهُ قَالَ: " فَإِنَّكَ فِي صَلَاةٍ " (3)
__________
(1) حديث حسن، وقد سلف ذكر روايات ابن عجلان للحديث، واختلاف قولي ابن خزيمة والبيهقي فيها برقم (18103) . وباقي رجال الإسناد- يعني عدا المبهم- ثقات رجال الشيخين، وسمى الحافظ في "التهذيب" هذا الرجل المبهم أبا ثُمامة الحَنّاط.
وأخرجه الترمذي (386) من طريق الليث، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5568) من طريق ابن إسحاق، والطبراني في "الكبير" 19/ (335) من طريق ابن عيينة، ثلاثتهم عن ابن عجلان، به.
وأخرجه مرسلا عبد الرزاق (3333) عن ابن جريج، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن بعض بني كعب بن عجرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا توضأ ... ".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (335) من طريق يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، عن سعيد المقبري، به.
وقد سلف برقمي (18103) و (18112) وانظر الحديث التالي.
(2) في (ق) و (ص) : فلا تشبك.
(3) حديث حسن، وقد سلف بسط الكلام في روايات ابن عجلان لهذا الحديث، واختلاف قولي ابن خزيمة والبيهقي فيها برقم (18103) . وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (3334) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 19/ (334) -. والدارمي (1377) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"=(30/42)
18116 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ كَعْبًا أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ مِنَ الْقَمْلِ. قَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ مُدَّيْنِ مُدَّيْنِ، أَوْ اذْبَحْ " (1)
18117 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَنَا كَثِيرُ الشَّعْرِ، فَقَالَ: " كَأَنَّ هَوَامَّ رَأْسِكَ تُؤْذِيكَ؟ "
__________
= (5567) من طريق سفيان الثوري، وابن ماجه (967) بنحوه من طريق أبي بكر ابن عياش، وابن خزيمة (444) بنحوه من طريق أبي خالد الأحمر، والطبراني في "الكبير" 19/ (336) من طريق خالد بن الحارث، أربعتهم عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18103) ، وسيكرر برقم (18130) .
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن جَعْدة، فقد روى له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه والترمذي في "الشمائل"، وهو ثقة. ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (347) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" أيضا 19/ (348) من طريق إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، به.
وقد سلف برقم (18101) .(30/43)
فَقُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ " فَاحْلِقْهُ، وَاذْبَحْ شَاةً، أَوْ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ تَصَدَّقْ بِثَلَاثَةِ آصُعٍ مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ " (1)
18118 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنِي مُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، وَعَظَّمَهَا، قَالَ: ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ مُتَقَنِّعٌ (2) فِي مِلْحَفَةٍ، فَقَالَ: " هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ " فَانْطَلَقْتُ مُسْرِعًا، أَوْ قَالَ: (3) مُحْضِرًا، فَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هَذَا " فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصَفَار، ووُهيب: هو ابن خالد الباهلي، وخالد: هو ابن مهران الحذّاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد بن عمرو الجَرْمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (251) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد تحرف فيه وهيب بن خالد إلى: وهيب عن خالد.
وأخرجه مسلم (1201) (84) ، وأبو داود (1856) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2061) ، وابن خزيمة (2676) ، وابن حبان (4983) و (3986) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (250) إلى (253) ، والبيهقي في "السنن" 5/55 من طرق، عن خالد الحذاء، به.
وقد سلف برقم (18101) .
(2) في (ظ13) : مقنع.
(3) كلمة "قال" ليست في (ظ 13) ، وقد ورد في هامش (س) أنها نسخة.
(4) صحيح، غير أن هذا الحديث أورده ابن أبي حاتم في "العلل" 2/380، ثم قال: قال أبي: يقال: هذا الحديث عن كعب بن مرة البهزي.=(30/44)
18119 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ يُطْعِمَ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، أَوْ يَذْبَحَ شَاةً " (1)
__________
= وقد سلف من حديث كعب بن مرة بإسناد صحيح برقم (18068) ، وأما إسناد هذه الرواية فضعيف بعلة الانقطاع، قال أبو حاتم- كما في "المراسيل" ص187-: ابن سيرين عن كعب بن عجرة مرسل. قلنا: ومطر الوراق. ضعفه يحيى القطان، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وغيرهم. وهو وإن تابعه قتادة فيما رواه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص187 تبقى فيه علة الانقطاع، وقد
رواه من حديث كعبِ بنِ عجرة الطبراني في "الكبير" 19/ (362) ، لكن من طريق يحيى بن السكن، عن أبي قحذم، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن كعب بن عجرة. ويحيى بن السكن وأبو قحذم ضعيفان، وقد وهما فيه، لأنه جاء من طريق أبي قلابة، عن أبي الأشعث بالإسناد الصحيح من حديث كعب ابن مرة، في الحديث الذي أشرنا إليه آنفاً برقم (18068) .
وأخرجه مقطوعاً عبد الرزاق (20759) عن معمر، عمن سمع ابن سيرين يقول: ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتنة، فقرَبها، فمر رجل مُقَنعٌ رأسه، وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هذا يومئذ على الحق" قال: فقام إليه كعبُ بنُ عجرة، فأخذ بعضده، ثم أقبل بوجهه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: هوَ ذا يا رسول الله؟ قال: "نعم"، قال: وكشف عن رأسه، فإذا هو عثمان.
قال الشافعي- فيما أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/114 من طريق محمد ابن عبد الله بن عبد الرحمن عنه-: ما صح في الفتنة حديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا حديث عثمان بن عفان، أنه مر بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "هذا يومئذ على الحق".
وسيأتي برقم (18129) .
وانظر أحاديث الباب في الحديث السالف برقم (18068) .
(1) حديث صحيح. مَؤَمَّل بن إسماعيل- وإن كان سيئ الحفظ- ثقة في=(30/45)
18120 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ قَرْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ يَقُولُ: فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْكُوفَةِ، فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُهِلِّينَ بِعُمْرَةٍ، (1) فَوَقَعَ الْقَمْلُ فِي رَأْسِي، وَلِحْيَتِي، وَحَاجِبَيَّ، وَشَارِبِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ، فَدَعَانِي، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: " لَقَدْ أَصَابَكَ بَلَاءٌ، وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ ادْعُوا لِي الْحَجَّامَ " (2) فَلَمَّا جَاءَهُ أَمَرَهُ، فَحَلَقَنِي، قَالَ: " أَتَقْدِرُ عَلَى نُسُكٍ؟ " قُلْتُ: لَا، قَالَ: " فَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ " (3)
__________
= سفيان، وهو الثوري، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد تحرف سفيان في "أطراف المسند" 5/219 إلى شيبان.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (3337) من طريق مؤمَل بن إسماعيل، بهذا الإسناد. دون قوله: أو يذبح شاة.
وقد سلف برقم (18101) .
(1) وقع في (م) : وهلينا بعمرة.
(2) في (م) : ادع الحجام.
(3) حديث صحيح دون قوله: "لقد أصابك بلاء ... ونحن لا نشعر"، والصحيح فيه قوله: "ما كنت أُرى أن الجهد بلغ بك ما أرى"، وقد سلف في الرواية رقم (18109) .
وهذا إسناد ضعيف لضعف سليمان بن قرم وسوء حفظه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي.
وللحديث طرق كثيرة سلف أولها برقم (18101) .(30/46)
18121 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: نَزَلَتْ فِيَّ (1)
18122 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، هَذَا الْحَدِيثَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، والحكم: هو ابن عتيبة.
وهو مكرر الحديث (18108) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد- وهو ابن سلمة، لأن عفان إذا لم ينسب حماداً، فهو ابن سلمة، وجاء مصرحاً به عند البيهقي- وداودُ - وهو ابنُ أبي هند- استشهد بهما البخاري، وروى لهما أصحاب السنن، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1857) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" 19/ (244) ، والبيهقي في "السنن" 5/185 من طريق عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" أيضاً 19/ (243) من طريق يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند، به.
وقد اختُلف فيه على الشعبي اختلافاً لا يضر، فرواه داود عنه، عن ابن أبي ليلى، عن كعب، كما سلف، ورواه أشعث، عنه، عن عبد الله بن معقل، كما سيأتي برقم (18123) ، ورواه إسماعيل وابن أبي عدي عن داود، عنه، عن كعب، كما سيأتي برقم (18124) . وهذا إسناد منقطع، لأن الشعبي لم يسمع من كعب بن عجرة، بينهما ابن أبي ليلى.
فيؤوَّلُ بأن الشعبي قد سمعه من شيخين.
ووهم الحافظ في "أطراف المسند" 5/220، فأسقط من إسناد هذا الحديث ابنَ أبي ليلى، وقال: ولم يذكر ابن معقل. وابن معقل لم يرد أصلاً=(30/47)
18123 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ بِنَحْوٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " أَطْعِمِ (1) الْمَسَاكِينَ ثَلَاثَةَ آصُعٍ مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ " (2)
18124 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، (3) عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: إِنَّ كَعْبًا أَحْرَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَاهُ وَقَالَا: " ثَلَاثَةُ آصُعٍ مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ " (4)
__________
= في إسناده، بل في إسناد الحديث الآتي.
وللحديث طرق كثيرة، سلف أولها برقم (18101) ، وانظر أرقام تلك الطرق هناك.
(1) في (ظ 13) وهامش (ق) : إطعام.
(2) حديث صحيح، أشعث- وهو ابن سوار- حديثه حسن في الشواهد، وهذا منها. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (2973) من طريق هشيم، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (3336) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (303) من طرق عن أشعث، به.
وقد سلف مطولاً برقم (18101) .
(3) وقع في (م) : إسماعيل بن أبي عدي، وهو خطأ.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، الشعبي لم يسمع من كعب بن عجرة، بينهما ابنُ أبي ليلى كما في الرواية رقم (18122) . وقال الحافظ في "الفتح" 4/13: وجاء عن أبي قلابة والشعبي عن كعب، وروايتهما عند أحمد،=(30/48)
18125 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَمَرَ كَعْبًا حِينَ حَلَقَ رَأْسَهُ، أَنْ يَذْبَحَ شَاةً، أَوْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ يُطْعِمَ فِرْقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ " (1)
__________
= لكن الصواب أن بينهما واسطة، وهو ابن أبي ليلى على الصحيح. قلنا: وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. إسماعيل هو ابنُ علية، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم.
وأخرجه أبو داود (1858) ، والطبري في "التفسير" (3334) و (3335) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (245) و (246) و (247) و (248) و (249) ، والدارقطني 2/299 من طرق، عن داود، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق داود موصولاً برقم (18122) .
وسلف برقم (18101) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد- وإن كان ظاهره الإرسال- سلف متصلاً بالأرقام (18106) و (18107) و (18113) ، وكذلك فإن جميع من رواه من طريق سفيان - وهو ابن عيينة- قد أخرجوه متصلاً كما سيأتي في التخريج.
ابن أبي نجيح: هو عبد الله، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه الحميدي (710) ، ومسلم (1201) (83) ، والترمذي (953) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2860) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2059) ، والطبري في "التفسير" (3346) ، وابن حبان (3981) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (223) و (236) ، والبيهقي في "السنن" 5/55 و4/170 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد متصلاً، وبعضهم قرن بابن أبي نجيح آخرين.
وأخرجه البخاري (5665) من طريق سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، به، متصلاً، وقرن بابن أبي نجيح أيوبَ السختياني.
وقد سلف من طريق ابن أبي نجيح، به، برقم (18113) ، وسلف برقم (18101) فانظر أرقام طرقه هناك، وسيأتي برقمي (18128) و (18131) .(30/49)
18126 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَصِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ دَخَلَ، وَنَحْنُ تِسْعَةٌ وَبَيْنَنَا وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ، فَصَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَيُعِنْهُمْ (1) عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ " (2)
__________
(1) في (ق) : ولم يُعنهم.
(2) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عاصم العدوي، فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وأبو حَصين - بفتح الحاء المهملة- هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/304، والمِزي في "تهذيب الكمال" 13/550-551 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/160، وفي "الكبرى" (7828) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 11/453، وعبد بن حميد في "المنتخب" (370) ، والترمذي (2259) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (755) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2065) ، والنسائي في " الكبرى" (7832) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1344) ، وابن حبان (282) و (283) و (285) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (294) ، والحاكم 1/79، والبيهقي في "السنن" 8/165 من طرق، عن سفيان، به، وقرن الحاكم بسفيان مسعر بنَ كدام.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب.
وسقط اسم "عامر الشعبي" من كتاب "السنة" لابن أبي عاصم، وقد رواه=(30/50)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق ابن أبي شيبة، وجاء على الصواب في "الآحاد والمثاني".
وأخرجه الترمذي (2259) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (756) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2066) ، النسائي في "المجتبي" 7/160-161، وفي "الكبرى" (7831) ، وابن حبان (279) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (296) و (297) من طريق مسعر، وأخرجه الطبراني في "الكبير" أيضاً 19/ (295) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن أبي حَصِين، به.
وأخرجه الحاكم 1/78-79 من طريق مالك بن مِغْول، عن أبي حَصِين، عن الشعبي، عن كعب، به، قال الذهبي: أسقط منه عاصماً.
وأخرجه الترمذي (2259) ، والنسائي في "الكبرى" (7833) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (306) من طريقين عن سفيان، عن زُبَيْد، عن رجل يقال له: إبراهيم وليس بالنخعي، عن كعب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/362 من طريق سفيان الثوري، عن التيمي، عن عاصم العدوي، عن كعب، به.
وقال: المحفوظ عن سفيان، عن أبي حَصِين، عن الشعبي، عن عاصم.
وأخرجه الطيالسي (1064) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2064) من طريق سليمان بن المغيرة، عن موسى الهلالي، عن أبيه، عن كعب قال: دخل علينا رسولُ الله، فذكر نحوه، ولم يذكر الحوض.
وأخرج الترمذي (614) ، والطبراني في "الكبير" 19/212 من طريق عبد الله بن أبي زياد، عن عُبيد الله بن موسى، عن غالب أبي بشر، عن أيوب بن عائذ، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن كعب قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُعيذك بالله يا كعبُ من أمراء يكونون من بعدي ... "، فذكر نحوه، وفيه زيادة، وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وقد سلف من حديث جابر برقم (14441) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ّ قال: "يا كعب، أُعيذك بالله من إمارة السفهاء، إنها ستكون أمراء ... ".
وفي الباب أيضاً عن ابن عمر، سلف برقم (5702) وذكرنا بقية أحاديث=(30/51)
18127 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، (1) عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَدْ عَلِمْنَا السَّلَامَ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: فَعَلَّمَهُ أَنْ يَقُولَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى (2) آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (3)
18128 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَفَ عَلَيْهِ بِالْحُدَيْبِيَةِ، قَالَ: وَرَأْسُهُ يَتَهَافَتُ قَمْلًا، قَالَ: " أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ "؟ قَالَ:
__________
= الباب هناك.
قال السندي: قوله: "إنها ستكون بعدي أمراء": ضمير "إنها" للقصة.
(1) تحرف في (م) إلى: مصعب.
(2) جاء في هامش (ظ13) : "إبراهيم وعلى". (نسخة) يعني فتكون العبارة في هذه النسخة: كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة بن سليمان: هو الكلابي أبو محمد الكوفي، ومِسْعَر: هو ابن كِدَام، والحكم: هو ابن عُتيبة.
وأخرجه ابن أبي شيبه 2/507، والبخاري (4797) ، ومسلم (406) (68) ، وأبو داود (978) ، والترمذي (483) ، وأبو عوانة 2/212، والطبراني في "الكبير" 19/ (276) و (277) ، من طرق، عن مسعر، به.
وقد سلف برقمي (18104) و (18105) ، وسيأتي برقم (18133) .(30/52)
قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاحْلِقْ رَأْسَكَ " قَالَ: فِيَّ نَزَلَتْ {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا، أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ، فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ، أَوْ صَدَقَةٍ، أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196] قَالَ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ تَصَدَّقْ بِفِرْقٍ بَيْنَ سِتَّةٍ، أَوْ بِنُسُكٍ مَا تَيَسَّرَ " (1)
18129 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُتَقَنِّعٌ فَقَالَ: " هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى " قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى أَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ، فَحَوَّلْتُ وَجْهَهُ إِلَيْهِ، وَكَشَفْتُ عَنْ رَأْسِهِ، فَقُلْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسيف: هو ابن سليمان، أو ابن أبي سليمان المخزومي مولاهم، أبو سليمان المكي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "لآحاد والمثاني" (2060) عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1815) ، ومسلم (1201) (82) ، والنسائي في "الكبرى" (4112) ، والطبري في "التفسير" (3345) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (239) و (240) من طرق عن سيف، به.
وقد سلف برقم (18101) وانظر طرقه هناك.
والفرق بالتحريك: مكيال يسع ستة عشر رطلاَ، وهي اثنا عشر مداً، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. "النهاية".
(2) صحيح لغيره، غير أن هذا الحديث إنما هو من مسند كعب بن مرة، كما سلف الكلام عليه مفصلاَ برقم (18118) . يزيد: هو ابن هارون، وهشام:=(30/53)
18130 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَقَدْ شَبَّكْتُ بَيْنَ أَصَابِعِي، فَقَالَ لِي: " يَا كَعْبُ إِذَا كُنْتَ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَا تُشَبِّكْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ، فَأَنْتَ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتَ الصَّلَاةَ " (1)
18131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ، وَيَنْسُكَ (2) نُسُكًا، أَوْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ يُطْعِمَ فِرْقًا بَيْنَ سِتَّةِ
__________
= هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه أبنُ أبي شيبة 12/41- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 19/ (360) - وابن ماجه (111) ، والطبراني في" الكبير" 19/ (359) من طرق، عن هشام، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18118) .
(1) حديث حسن، وهو مكرر (18115) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد - وهو ابن هارون- وشيخُه هو شريك بن عبد الله، وهو النخعي. وقد سلف بسط الكلام في روايات ابن عجلان للحديث، واختلاف قولي ابن خزيمة والبيهقي فيها برقم (18103) .
وقد سلف أيضاً برقمي (18112) و (18114) .
قال السندي: قوله: "إذا كنت في المسجد"، أي: منتظراً للصلاة، كما يدل عليه آخر الحديث، وإلا فالتشبيك في المسجد قد جاء، والله تعالى أعلم.
(2) في (م) : أو ينسك، وهو خطأ.(30/54)
مَسَاكِينَ " (1)
18132 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ الْبَجَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُسْنِدِي ظُهُورِنَا إِلَى قِبْلَةِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبْعَةُ رَهْطٍ أَرْبَعَةٌ مِنْ مَوَالِينَا، (2) وَثَلَاثَةٌ مِنْ عَرَبِنَا، إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَاةَ الظُّهْرِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ: " مَا يُجْلِسُكُمْ هَاهُنَا " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، قَالَ: فَأَرَمَّ قَلِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَحَافَظَ عَلَيْهَا، وَلَمْ يُضَيِّعْهَا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهَا فَلَهُ عَلَيَّ عَهْدٌ أَنْ (3) أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُصَلِّهَا (4) لِوَقْتِهَا، وَلَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا، وَضَيَّعَهَا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهَا، فَلَا عَهْدَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (235) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق أيوب برقم (18107) .
وسلف برقم (18101) ، وانظر طرقه هناك.
(2) في (م) و (ق) و (ص) : أربعة موالينا، وقد ضرب على لفظ "من" في (س) ، لكن استدركت في هامش (ظ 13) ، وعليها علامة الصحة.
(3) في (ظ 13) : بأن.
(4) المثبت من (ظ 13) ، وفي بقية النسخ: يُصَل.(30/55)
لَهُ، إِنْ شِئْتُ عَذَّبْتُهُ، وَإِنْ شِئْتُ غَفَرْتُ لَهُ " (1)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي لم يسمع من كعب فيما قاله ابن معين، نقله من تاريخه محقق "تهذيب الكمال" 14/30، وقد سلف قول الحافظ في تخريج الحديث (18102) أن بينهما عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولضعف عيسى بن المسيب، وهو من رجال "التعجيل"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (311) ، وفي "الأوسط " (4761) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. لكن فيه تصريح الشعبي بالسماع من كعب بن عجرة، غير أن شيخ الطبراني- وهو عبد الرحمن بن الحسين التستري- لم نجد له ترجمة.
وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" 296-297 من طريق صفوان بن هبيرة، عن عيسى بن المسيب، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3174) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (312) و (313) من طرق، عن الشعبي، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/387، وعبد بن حميد في "المنتخب" (371) ، والدارمي (1226) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3173) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري، عن إسحاق بن سعد بن كعب بن عجرة الأنصاري، عن أبيه، عن كعب، به. قال البخاري: فالله أعلم به- يعني بإسحاق- أنه محفوظ أم لا، لأن إسحاق ليس يُعرف إلا بهذا، لا أدري حفظه أم لا، أهابُ أنه أراد سعد بن إسحاق.
وقال الذهبي في "الميزان" 1/191-192: إسحاق بن سعد لا يُدرى من هو، أو لا وجود له، بل أرى أنه انقلب اسمه على عبد الرحمن بن النعمان، ولهذا لم يذكره عامة من جمع في الضعفاء، والله أعلم. ونقل الحافظ في "اللسان" 1/363 عن أبي زرعة قوله: كذا قال أبو نعيم، ونُراه أراد سعد بن إسحاق، فغلط.
ثم قال الحافظ: ووجدتُ له حديثاً آخر ذكره الإسماعيلي من طريق يزيد=(30/56)
18133 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
__________
= ابن هارون، أخبرني يحيى بن سعيد أن إسحاق بن سعد بن كعب بن عجرة، أخبره أن عمته زينب بنت كعب أخبرته، فذكر حديث العِدة، قال الإسماعيلي: إنما هو سعد بن إسحاق، وهو كما قال. انتهى كلام الحافظ.
قلنا: وقد راج على ابن حبان اسم إسحاق بن سعد، فذكره في "ثقاته" 6/45، وذكر أباه سعداً 4/295 وقال: يروي عنه ابنه (وقع فيه: أبو) إسحاق، ولم نظفر براو اسمه سعد بن كعب عند غير ابن حبان.
ملاحظة: قد وقع اسم إسحاق بن سعد بن كعب في مطبوع الطبراني "الكبير" 19/ (314) من طريق أبي نعيم، بالإسناد المذكور: سعد بن إسحاق ابن كعب بن عجرة، فلا ندري أهو تغيير من الناسخ، أم من المحقق، أم من الطبراني نفسه، وإلا فرواية أبي نعيم: إسحاق بن سعد، كما سلف ذكره.
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت، سيرد 5/317 أخرجه أحمد عن حسين بن محمد، عن محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، عنه. وهذا إسناد صحيح، وعبد الله الصنابحي؛ صوابه: أبو عبد الله الصنابحي، وهو عبد الرحمن بن عسيلة.
وآخر من حديث أبي قتادة بن ربعي عند أبي داود (430) ، وابن ماجه (1403) وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: بينما أنا جالس، أي: مع أصحابي، ولا بد من تقديره ليظهر قوله: مسندي ظهورنا. وأما قوله: سبعة رهط، فهو بيان هذا المقدار، بتقدير: وهم سبعة رهط.
صلاة الظهر: بالنصب، أي: وقت صلاة الظهر.
فأرمَّ: براء مهمة وتشديد ميم، أي: سكت، أو بزاي معجمة وتخفيف ميم، بمعناه، والأول أشهر.(30/57)
عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56] قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " قُولُوا اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " قَالَ: وَنَحْنُ نَقُولُ وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ، قَالَ يَزِيدُ: فَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ زَادَهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ أَوْ شَيْءٌ رَوَاهُ كَعْبٌ (1)
__________
(1) حديث صحيح. يزيد بن أبي زياد- وهو الهاشمي الكوفي، وإن يكن ضعيفاً- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (287) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/507- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 19/ (287) - وأبو عوانة 2/213 من طريق محمد بن فضيل، به.
وأخرجه الحميدي (711) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (57) و (58) ، وأبو عوانة 2/212، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2232) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (287) إلى (290) من طرق، عن يزيد ابن أبي زياد، به.
وقد سلف بالأرقام (18104) و (18105) و (18127) .
وزيادة: "وعلينا معهم" التي حصل فيها الشك من يزيد. قد جاء مصرحاً عند الترمذي (483) أنها من قول عبد الرحمن بن أبي ليلى، وغالب الظن أنه كان يزيدها خارج الصلاة، أما في الصلاة. فينبغي الاقتصار على ما ورد في النص. وانظر تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.(30/58)
حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ (1)
18134 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ:
__________
(1) المغيرة بن شعبة ثقفي، يقال له: أبو عيسى، أو أبو محمد، أو أبو عبد الله، وكان من دهاة العرب، يُقال له: مغيرة الرأي. وقال قَبِيصة بن جابر: صحبتُ المغيرة، فلو أنَّ مدينةً لها ثمانية أبواب، لا يُخرج من باب منها إلا بالمكر، لخرج المغيرةُ من أبوابها كُلِّها. وقال الطبري: كان لا يقعُ في أمرٍ إلا وَجَدَ له مخرجاً، ولا يلتبسُ عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما، وولاه عمر البصرة، ففتح عدة بلاد، وكان أولَ من وضع ديوان البصرة، ثم ولاه عمرُ الكوفة، وأقره عثمان، ثم عزلَه، فلما قُتل عثمان، اعتزل القتال إلى أن حضر مع الحكمين، ثم بايع معاوية حين اجتمع الناسُ عليه، ثم ولاهُ بعد ذلك الكوفة، فاستمر بها حتى مات سنة خمسين عند الأكثر، وأُصيبت عينُه باليرموك، وكان يقول: أنا أولُ راشٍ رشا في الإسلام، جئتُ إلى يَرْفَأ حاجبِ عُمر، وكنتُ أُجالسه، فقلت: خذ هذه العمامة فالبسها، فإنَّ عندي أختَها، فكان يأنَسُ لي، ويأذَنُ لي أن أجلس من داخل الباب، فكنتُ آتي، فأجلِسُ في القائلة، فيمرُ المار، فيقول: إنَّ للمغيرة عند عمر منزلةً، إنه ليدخلُ عليه في ساعةٍ لا يدخلُ فيها أحد. واستعمله عُمر على البحرين، فكرهوه، وشَكَوا منه، فعَزَله، فخافُوا أن يُعيده عليهم، فجمعوا مئة ألف، فأحضرها دهقانٌ إلى عمر، فقال: إن المغيرة خانَ هذه فأودَعَها عندي، فدعاه، فسأله، فقال: كَذَبَ، إنما كانت مئتي ألف، فقال: وما حملك على ذلك؟ قال: كثرةُ العيال، فسُقط في يد
الدهقان، فحلف وأكد الأيمان أنه لم يُودع عنده قليلاً ولا كثيراً، فقال عُمر للمغيرة: ما حملك على هذا؟ قال: إنه افترى علي، فأردت أن أُخْزِيه. قاله السندي.(30/59)
كُنَّا مَعَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَسُئِلَ: هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ، ضَرَبَ عُنُقَ رَاحِلَتِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً، فَعَدَلْتُ مَعَهُ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى بَرَزْنَا عَنِ النَّاسِ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَتَغَيَّبَ عَنِّي حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: " حَاجَتَكَ يَا مُغِيرَةُ؟ " قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، فَقَالَ: " هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ، أَوْ إِلَى سَطِيحَةٍ، مُعَلَّقَةٍ فِي آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، فَأَحْسَنَ غَسْلَهُمَا، قَالَ: وَأَشُكُّ أَقَالَ: دَلَّكَهُمَا بِتُرَابٍ أَمْ لَا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ يَدَيْهِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَضَاقَتْ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِهَا إِخْرَاجًا، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ،، قَالَ: فَيَجِيءُ فِي الْحَدِيثِ غَسْلُ الْوَجْهِ مَرَّتَيْنِ؟، قَالَ: لَا أَدْرِي أَهَكَذَا كَانَ أَمْ لَا؟، ثُمَّ مَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَرَكِبْنَا فَأَدْرَكْنَا النَّاسَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَتَقَدَّمَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَهُمْ فِي الثَّانِيَةِ، فَذَهَبْتُ أُوذِنُهُ، فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي أَدْرَكْنَا، وَقَضَيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي سُبِقْنَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمرو بن وهب الثقفي، فقد روى له البخاريُّ في "القراءة خلف الإمام"، والنسائي هذا الحديث فقط، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. =(30/60)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبنُ عبد البر في "التمهيد" 11/159، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/292 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الشافعي في "المسند" 1/32 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/22- ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (232) - وابنُ أبي شيبة 1/24 و179، والنسائي في "الكبرى" (168) ، وابنُ عبد البر في "الاستذكار" (1258) من طريق إسماعيل ابن علية، به، وقرن الشافعي بابن علية حمادَ بنَ ابن زيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1039) من طريق عارم أبي النعمان، والبيهقي في "السنن" 1/58 من طريق أبي الربيع الزهراني، كلاهما عن حماد ابن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن رجل- كناه الطبراني أبا عبد الله- عن عمرو بن وهب، عن المغيرة، به.
وتابع حمادَ بنَ زيد في ذكر الرجل المبهم بين ابن سيرين وعمرو بن وهب جريرُ بنُ حازم كما سيرد (18165) .
وقد ذكر الحافظ في "التهذيب"- في ترجمة ابن سيرين- عن ابن معين أن بين ابن سيرين وعمرو رجلاً.
قلنا: قد ورد التصريح باللقاء بينهما في الرواية الآتية برقم (18164) .
وأثبت سماعه منه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/3779، فلعل ابن سيرين سمع الحديث من رجل، عن عمرو، ثم لقيه، فسمع منه، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 7/109 أن القول قول من لم يذكر الرجل المبهم، كأيوب وقتادة، ومن تابعهما:
فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1035) ، وفي "الأوسط " (3472) ، وفي "الصغير" (369) من طريق حماد بن سلمة، عن هشام وأيوب وحبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة، به، مختصراً.
وأخرجه مختصراً أيضا: الطيالسي (699) - ومن طريقه الطبراني في=(30/61)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الكبير" 20/ (1037) - عن سعيد بن عبد الرحمن، والبخاري في "تاريخه" 6/377، وابن حبان (1342) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1036) من طريق عوف وهشام، والنسائي في "المجتبى" 1/77، وفي "الكبرى" (112) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1031) و (1032) من طريق يونس بن عبيد، والطبراني في "الكبير" أيضاً 20/ (1030) من طريق قتادة، و (1033) من طريق
أشعث، ستتهم عن محمد بن سيرين، به.
وقوله: فيجيء في الحديث غسل الوجه مرتين؛ قد جاء في الرواية الآتية برقم (18172) ، ورقم (18175) ذكر غسل الوجه مرة واحدة.
وسيرد بالأرقام (18164) و (18165) و (18182) .
وسيرد بطرق أخرى مطولاً ومختصراً بالأرقام: (18141) و (18145) و (18150) و (18156) و (18157) و (18159) و (18160) و (18161) و (18170) و (18171) و (18172) و (18175) و (18190) و (18193) و (18194) و (18195) و (18196) و (18197) و (18206) و (18220) و (18225) و (18226) و (18228) و (18229) و (18234) و (18235) و (18239) و (18242) .
وقد سلف المسح على الخفين في مسند عمر (87) و (88) ، ومن حديث علي (737) ، ومن حديث ابن عباس (2975) ، ومن حديث أبي هريرة (8695) ، ومن حديث صفوان بن عسال (18091) وسيرد من حديث جرير ابن عبد الله 4/358.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/127: روي هذا الحديث عن المغيرة من نحو ستين طريقاً، وقال أيضا 11/137: رَوى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَسْحَ على الخفين نحوُ أربعين من الصحابة، واستفاض وتواتر ... إلا أن بعضهم زعم أنه كان قبل نزول المائدة، وهذه دعوى لا وجه لها، ولا معنى.
قلنا: سيرد من حديث جرير بن عبد الله 4/358، وفيه أنه أسلم بعد نزول المائدة. =(30/62)
18135 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو يُوسُفَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: فسئل: على بناء المفعول.
أمَّ، من الإمامة. النبيَّ: بالنصب.
فعَدَلْتُ، بالتخفيف، أي: صرفت راحلتي مصاحبا معه.
برزنا، أي: خرجنا.
فقال: حاجتك، ضُبط بالنصب، بتقدير: اذكر حاجتك، ويمكن الرفع، بتقدير: ما حاجتك؟
ثم ذهب، أي: أراد، أو: أخذ، فهو من أفعال المقاربة، كطفق، وجعل، وأخذ.
يحسر: من حَسَرَ، كنصر، وضرب: إذا كشف.
فيجيء: قيل: هو بتقدير الاستفهام، أي: بقرينة الجواب، بقوله: لا أدري ... الخ.
ومسح على العمامة، أي: للتعميم، فإن عادته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان مسح الرأس كله، فتمم بالعمامة حين مسح الناصية فقط. ولذا قال الشافعي: يجوز مسح العمامة لتحصيل السنة بعد مسح بعض الرأس للفرض. ومنهم من جوَّز مسح العمامة للضرورة، ومنهم من جوز بلا ضرورة في الفرض أيضاً، وعلماؤنا الحنفية منعوه مطلقاً، وقالوا بأنه مخالف لظاهر القرآن، فيجب الأخذ به، وتركُ ما يخالفه من حديث الآحاد، والله تعالى أعلم.
أُوذنه: من الإيذان، بمعنى الإعلام.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(30/63)
18136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي هِشَامٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، (1) عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ اسْتَشَارَهُمْ فِي إِمْلَاصِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: " قَضَى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغُرَّةِ " فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، فَأْتِ بِأَحَدٍ يَعْلَمُ ذَلِكَ. فَشَهِدَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِهِ (2)
__________
= وأخرجه أبو عوانة 5/108-109 من طريق يعلى بن عبيد، به.
وأخرجه البخاري (7311) و (7459) ، وفي. "خلق أفعال العباد" ص42، ومسلم (1921) ، والدارمي (2342) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1154) و (1156) ، والطبراني في " الكبير" 20/ (960) و (961) من طرق عن إسماعيل، به.
وقد سلف من حديث أبي هريرة (8274) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وسيكرر بالرقمين (18166) و (18203) .
قال السندي: قوله: لا يزال من أمتي، أي: أمة الإجابة، وهم المسلمون.
ظاهرين: غالبين.
على الناس: الكفرة، أو هم الفسقة.
أمر الله: الريح التي يموت عندها كل نفس، مؤمن أو مؤمنة.
(1) في هامش (ظ 13) : ابن المغيرة بن شعبة. (نسخة) . وانظر التعليق التالي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث. وهشام: هو ابن عروة.
وقد أورد الحافظ هذه الرواية في "أطراف المسند" 5/381، وفي "النكت الظراف" 8/482، بزيادة: "ابن المغيرة" بين عروة والمغيرة. وقد أشير إلى هذه الزيادة في هامش (ظ 13) كما سلف، فالذي يظهر أن هذا خطأ قديم في=(30/64)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بعض نسخ المسند، ذلك أن لفظة: "ابن" قد وردت في النسخة (س) ، لكن ضُرب عليها، ولم ترد في "ص"، ولا (ق) ، ولا (م) . ولم ترد كذلك في رواية عبد الرزاق وقد أخرجها الإمام أحمد عنه، ولا وردت في رواية الإسماعيلي- كما ذكر الحافظ في "الفتح" 12/250- التي أخرجها من طريق
ابن جريج، بهذا الإسناد، والله أعلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18353) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (506) و20/1069.
وأخرجه البخاري (6908) من طريق زائدة، و (7317) من طريق أبي معاوية، و (6907) ، والبيهقي في "السنن" 8/114 من طريق عُبيد الله بن موسى، والبخاري أيضاَ (6905) ، وأبو داود (4571) ، والبيهقي في "السنن" 8/114 من طريق وهيب، والطبراني في "الكبير" 19/ (507) من طريق أنس بن عياض، و19/ (508) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، و20/ (1070)
من طريق الليث، و20/ (1071) من طريق عبد العزيز بن مسلم، ثمانيتهم، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
قال البخاري: تابعه ابنُ أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن المغيرة.
قلنا: أخرجه من الطريق المذكورة الطبراني في "الكبير" 20/ (883) ، والمحاملي فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 13/299.
وخالف وكيع، فرواه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة قال: استشار عمر بن الخطاب الناس في ملاص المرأة، فقال المغيرة بن شعبة ... فذكره، وستأتي هذه الرواية برقم (18213) .
وانظر (18138) ومكرراته.
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو (7026) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله في إملاص المرأة، أي: إلقائها جنينَها، أي: إذا ضربها أحدٌ حتى ألقت جنينها، فماذا على الضارب؟ =(30/65)
18137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ لَهُ امْرَأَةً أَخْطُبُهَا (1) ، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا " قَالَ: فَأَتَيْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَخَطَبْتُهَا إِلَى أَبَوَيْهَا، وَأَخْبَرْتُهُمَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَأَنَّهُمَا كَرِهَا ذَلِكَ، قَالَ: فَسَمِعَتْ ذَلِكَ الْمَرْأَةُ وَهِيَ فِي خِدْرِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ، فَانْظُرْ، وَإِلَّا فَإِنِّي أَنْشُدُكَ، كَأَنَّهَا عْظَّمَتْ ذَلِكَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا: فَتَزَوَّجْتُهَا، فَذَكَرَ (2) مِنْ مُوَافَقَتِهَا (3)
__________
= بالغرّة، بضم غين معجمة، وتشديد راء مهملة، أي: بالمملوك، أي: دية الجنين هي المملوك.
(1) في نسخة في (س) : خطبتها.
(2) في (ظ 13) : قال فذكر.
(3) حديث صحيح إن صح سماع بكر بن عبد الله المزني من المغيرة، فقد نفى سماعه منه ابن معين، وأثبته الدارقطني في "العلل" 7/139، وقال: ومدارُ الحديث على بكر بن عبد الله المزني. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10335) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1052) .
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننها" (518) ، والدارمي (2094) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/14 من طريق سفيان الثوري، بهذا =(30/66)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد.
ووقع عند سعيد بن منصور: عن بكر بن عبد الله المزني أو أبي قلابة (على الشك) . ولم يذكر هذا أحد غيره.
وقد تحرف في مطبوع "معاني الآثار" سفيان عن عاصم إلى: سفيان بن عاصم.
وأخرجه سعيد بن منصور (516) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1055) ، والدارقطني في "السنن" 3/252، والبيهقي في "السنن" 7/84-85، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/344 من طريق أبي شهاب، والترمذي (1087) من طريق ابن أبي زائدة، والنسائي في "المجتبى" 6/69-70 من طريق حفص بن غياث، والطبراني في "الكبير" 20/ (1054) من طريق السكن الأصم، و (1056) من
طريق عبد الواحد بن زياد، خمستهم، عن عاصم الأحول، به، قال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه عبد الرزاق (10335) أيضاً- ومن طريقه ابن ماجه (1866) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1052) ، والدارقطني في "السنن" 3/253- عن معمر، عن ثابت البناني، عن بكر، به.
وأخرجه ابن ماجه (1865) ، وابن الجارود (676) ، وابن حبان (4043) ، والدارقطني 3/253، والحاكم 2/165، وصححه، والبيهقي 7/84، من طرق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس بن مالك، أن المغيرة ابن شعبة أراد أن يتزوج ...
قال الدارقطني: وهذا وهم، وإنما رواه ثابت عن بكر مرسلاً.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7842) بإسناد صحيح، وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.
وسيأتي برقم (18154) .
قال السندي: فإنه، أي: النظر، أجدر، أي: أحق، أن يؤدم، أي: بأن يؤدم، وهو على بناء المفعول، من أَدَم، كضَرَب، أو آدمَ، بالمد، كآمن،=(30/67)
18138 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ ضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِعَمُودِ فُسْطَاطٍ، فَقَتَلَتْهَا، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالدِّيَةِ عَلَى عَصَبَةِ الْقَاتِلَةِ، وَفِيمَا فِي بَطْنِهَا غُرَّةٌ، قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: أَتُغَرِّمُنِي مَنْ لَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ وَلَا صَاحَ، فَاسْتَهَلَّ مِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ (1) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسَجْعٌ كَسَجْعِ الْأَعْرَابِ وَبِمَا فِي بَطْنِهَا غُرَّةٌ " (2)
__________
= ونائب الفاعل قوله: بينكما، أي: أحق بأن تقع الأُلفة والمحبة والاتفاق بينكما.
في خدرها: بكسر خاء معجمة، أي: في سترها، والمراد أنها بكر.
(1) المثبت من (ظ 13) ، وفي بقية النسخ: بطل، بالموحدة، وكلاهما صحيح كما ذكر السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد بن نُضَيلة، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مسلم (1682) (38) ، والنسائي في "الكبرى" (7027) ، وفي "المجتبى" 8/50، والدارقطني3/198 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (18351) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (978) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/188 من طريق الفريابي، والطبراني في "الكبير" 20/ (978) من طريق أبي حذيفة، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 9/255 و10/157-158 - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (981) - ومسلم (1682) (37) - ومن طريقه ابن=(30/68)
18139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وحَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، أَنَّ وَرَّادًا مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَخْبَرَهُ
__________
= حزم في "المحلى" 11/44، وأبو داود (4569) ، والنسائي في "الكبرى" (7026) و (7028) ، وفي "المجتبى" 8/50، وابن ماجه (2633) مختصراً، والطبراني في "الكبير" 20/ (982) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 19/241، والدارقطني في "السنن" 3/197، والبيهقي في "السنن"
8/105-106 و8/114، من طرق، عن منصور، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/176-177 عن يحيى بن يعلى التيمي، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيد بن نُضَيلة، عن المغيرة بن شعبة قال: شهدت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى فيه بغُرَّة: عبدٍ أو أمة، فقال علي: لتجيء بمن يشهد معك، فشهد له محمد بن مسلمة.
قلنا: قد سلف برقم (18136) أن عمر هو الذي طلب من المغيرة من يشهد له.
وسيرد (18148) و (18149) و (18177) ، وانظر (18144) .
وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (3439) ، ومن حديث ابن عمرو برقم (7026) ، وانظر أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: على عصبة القاتلة، أي: لكون القتل شبهَ الخطأ.
وفيما في بطنها، أي: قضى في الجنين الذي في بطن المقتول.
وقوله: غُرة، بالنصب، أي: بغرة.
أتغرّمني: من التغريم.
فاستهل، أي: فيعد مستهلاً، وهو من يصيح إذا خرج من بطن أمه.
بطل: بالموحدة، وجاء بمثناة تحتية، مع تشديد اللام، أي: مثل ذلك هدر، لا عبرة به.(30/69)
أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ كَتَبَ الْكِتَابَ لَهُ (1) وَرَّادٌ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ حِينَ يُسَلِّمُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " قَالَ وَرَّادٌ: " ثُمَّ وَفَدْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَمِعْتُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَأْمُرُ النَّاسَ بِذَلِكَ الْقَوْلِ، وَيُعَلِّمُهُمُوهُ (2)
__________
(1) في (ظ 13) : كتب ذلك له، وأشير إلى لفظة: "ذلك" في (س) على أنها نسخة، وجاء في (م) و (ق) و (ص) : كتب ذلك الكتاب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وروح: هو ابن عبادة، وابن بكر: هو محمد البرساني، وابن جريح: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/79-80 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3224) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير" 20/ (924) ، وفي "الدعاء" (694) .
وأخرجه مسلم (593) من طريق محمد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة: 2/244 من طريق روح، به.
وأخرجه البخاري (66015) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (931) ، وفي "مسند الشاميين" (1269) ، وفي "الدعاء" (703) من طريقين، عن عبدة بن أبي لبابة، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1559) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (929) و (932) و (933) و (937) و (938) ، وفي "مسند الشاميين" (1407) و (2119) و (2120) و (3592) ، وفي "الدعاء" (697) و (700) و (701) و (702) و (704) من طرق عن وراد، به.=(30/70)
18140 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ (1) ، فَنِيحَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ النَّوْحِ فِي الْإِسْلَامِ؟ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ أَلَا، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "
أَلَا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نِيحَ (2) عَلَيْهِ، عُذِّبَ (3) بِمَا يُنَاحُ بِهِ عَلَيْهِ " (4)
__________
= وسيرد بالأرقام (18158) و (18183) و (18199) و (18233) ، وبأتم منه برقمي (18192) و (18232) .
وفي الباب عن عبد الله بن الزبير، سلف برقم (16105) .
وعن معاوية، سلف برقم (16839) .
(1) قَرَظَة بنُ كعب أنصاري خزرجي كان أَحَدَ من وجهه عمر إلى الكوفة ليُفَقِّه الناس، وكان على يده فتح الري، واستخلفه علي على الكوفة، وجزم ابنُ سعد وغيره بأنه مات في خلافته، وهو قول مرجوح لما ثبت في هذا الحديث أن وفاته حين كان المغيرةُ أميراً على الكوفة، وكانت إمارة المغيرة
على الكوفة من قِبَل معاوية من سنة إحدى وأربعين إلى أن مات وهو عليها سنة خمسين. من "فتح الباري" 3/162 بنحوه.
(2) في (م) : ينح.
(3) في (ظ13) و (ق) و (م) : يعذب، وهي نسخة في (س) ، والمثبت من هامش كل من (ظ 13) و (س) ، وعليها في (س) علامة الصحة.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير قُرَّان بن تمام، فمن رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. علي بن ربيعة الأسدي: هو=(30/71)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الوالبي.
وأخرجه بتمامه البخاري (1291) ، والطبراني في "الكبير" 20/975- ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 20/433- والبيهقي في "السنن " 4/72 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (415) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/295 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن سعيد ابن عبيد، بهذا الإسناد.
وقوله: "إن كذباً علي ... "
أخرجه ابن أبي شيبة 8/764 عن أبي نعيم، ومسلم (4) من طريق عبد الله ابن نمير، كلاهما عن سعيد بن عبيد، به.
وقوله: "من قال عليَّ ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار": سلف من حديث ابن عمرو برقم (6478) وذكرنا شواهده هناك.
وقوله: "من نيح عليه ... ":
أخرجه الترمذي (1000) من طريق قُرَّان بن تمَّام، به، وقال الترمذي: حديث غريب حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (933) ، والترمذي (1000) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/278 من طرق، عن سعيد بن عبيد، به.
وقد سلف من حديث عمر برقم (180) .
وسلف من حديث ابن عمر برقم (5262) ، ونحوه برقم (4865) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وسيرد برقم (18202) ، ومختصراً برقم (18237) .
قوله: فَنيح عليه، على بناء المفعول، من النياحة، وهى البكاء بصوت.
ليس ككذب علي، أي: بل هو أعظم من الكذب على غيري. ذكره تمهيداً لما بعده، وأن ذلك الحديث ليس من تصنُّعه، إذ ليس له أن يتصنع بعد هذا الحديث.
بما يُناح عليه: "ما" مصدرية، والباء للسببية، أي: يعذب بسبب النياحة =(30/72)
18141 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: وَضَّأْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ (1) ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا أَنْزِعُ خُفَّيْكَ؟ قَالَ: " لَا، إِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ، ثُمَّ لَمْ أَمْشِ حَافِيًا بَعْدُ " ثُمَّ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ (2)
__________
= عليه، ومَحْمَلُه ما إذا كان راضياً بذلك في حياته، بأن أوصى بذلك، أو علم منهم ذلك ولم يمنعهم، فكأنه رضي به. وفي بعض النسخ: بما يناح به عليه، بزيادة: "به "، فـ "ما" موصولة، والباء للاستعانة، مثل باء: كتبت بالقلم، أي: يعذب بالكلام الذي تقوله النائحة، بأن يقال له تهديداً: هل كنت كذلك؟! والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) في (ق) : رأسه.
(2) حديث صحيح. مجالد- وهو ابن سعيد- وإن يكن ضعيفاً - تابعه الثقتان: الهيثم بن خالد الصيرفي، وأبو إسحاق الشيباني فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/99، لكن لم يسق لفظه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني 20/ (871) من طريق عبيدة بن القاسم، عن مجالد والقاسم بن الوليد، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة، بنحوه.
زاد فيه عروة بن المغيرة، بين الشعبي والمغيرة، ولم يذكر قوله: "ثم لم أمش حافياً بعد".
وسيرد مطولاً بنحوه بأسانيد صحيحة وحسنة، دون قوله: "ثم لم أمش حافياً بعد" من طرق عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة بالأرقام: (18193) و (18196) و (18235) و (18242) .
وقوله: "ثم لم امش حافياً بعد" له شاهد عند مسلم (276) من حديث علي بن أبي طالب وقد سئل عن المسح على الخفين، فقال: جعل رسول الله=(30/73)
° 18142 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ ضَحْوَةً، حَتَّى اشْتَدَّتْ ظُلْمَتُهَا، فَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَقَامَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ سُورَةً مِنَ الْمَثَانِي، ثُمَّ رَكَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ (1) فَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ رَكَعَ الثَّانِيَةَ
__________
= صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم.
وآخر من حديث صفوان بن عسال، سلف برقم (18093) ، وفيه: فأمرنا أن نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثاً إذا سافرنا، ويوماً وليلة إذا أقمنا، ولا نخلعهما من غائط ولا بول ولا نوم، ولا نخلعهما إلا من جنابة. وإسناده حسن.
وثالث من حديث أنس بن مالك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا توضأ أحدكم ولبس خفه، فليصل فيهما، وليمسح عليهما، ثم لا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة" رواه البيهقي، وهو حديث ضعيف.
وأيضاً من حديث خزيمة بن ثابت، سيرد 5/214-215، ومن حديث عوف بن مالك، سيرد 6/27.
ولحديث المسح على الخفين طرق كثيرة، وسياقات مختلفة سلف أولها برقم (18157) .
قال السندي: قوله: وهما طاهرتان: يدل على أن الشرط طهارة الرجلين لإتمام الوضوء. نعم من يشترط الترتيب، فلا بد عنده من تمام الوضوء لطهارة الرجلين.
ثم لم أمش حافياً بعد: يدل على أن مِن شرط المسح أن لا ينزع الخفين، ولا يمشي حافياً.
(1) قوله: "ثم ركع مثل ذلك، ثم رفع رأسه" جاء مكرراً في (س) و (م) و (ص) و (ق) ، وجاء على الصواب في (ظ 13) ، وهو المثبت.(30/74)
مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّ الشَّمْسَ تَجَلَّتْ (1) ، فَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ سُورَةً، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ كَسَفَتْ يَوْمَ تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَإِنَّمَا هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا انْكَسَفَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ "، ثُمَّ نَزَلَ، فَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الصَّلَاةِ، فَجَعَلَ يَنْفُخُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ إِنَّهُ مَدَّ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: " إِنَّ النَّارَ أُدْنِيَتْ مِنِّي حَتَّى نَفَخْتُ حَرَّهَا عَنْ وَجْهِي، فَرَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ، وَالَّذِي بَحَرَ الْبَحِيرَةَ، وَصَاحِبَةَ حِمْيَرَ صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ " (2)
__________
(1) في (ق) : انجلت.
(2) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد، وعبدُ المتعال بن عبد الوهاب روى عنه جمع، ولم يذكر بجرح ولا تعديل، وهو من رجال "التعجيل" وذكره الحافظ في "التهذيب" تمييزاً، وقد توبع كما في الرواية الآتية، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو الشعبي.
وسيرد مرفوعه بإسناد صحيح برقم (18178) و (18218) ، وانظر الحديث التالي.
وانظر حديث النعمان بن بشير الآتي برقم (18351) وذكرنا فيه روايات كيفية صلاة الكسوف.
وقوله: "إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته" سلف من حديث عبد الله بن عُمر برقم (5883) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وسلف في مسند أبي هريرة برقم (8787) قوله عليه الصلاة والسلام:=(30/75)
• 18143 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ، عَنْ عَامِرٍ مِثْلَهُ (2)
° 18144 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَدَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي
__________
= "رأيت عمرو بن عامر يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السائبة، وبَحَر البحيرة"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال السندي: قوله: "من المثاني"، أي: من السور الطوال التي هي في أول القرآن كسورة البقرة، وما بعدها، ثم ظاهر هذا الحديث أنه صلى الركعة الأولى بركوعين، والثانية بركوع واحد، وكأنه رأى أنَ التكرار إلى أن تنجلي، وبعد الانجلاء لا حاجةَ إليه.
فجعل ينفخ بين يديه: على أن هذا العمل لا يبطل الصلاة، مع أنه لا يخلو عن صوت مشتمل على بعض الحروف.
أُدْنِيَتْ: على بناء المفعول، من الإدناء، أي: قُرِّبَتْ إلي.
صاحب المِحْجَن: بكسر الميم: عصا يكون في رأسه اعوجاج، كان يسرقُ الحُجاج به.
بَحَر: بالتشديد: أي الذي وضع البحيرة والسائبة من بدع الجاهلية.
(1) وقع في (س) و (ص) و (م) : حدثنا عبد الله حدثني أبي، وهو سهو من الناسخ، فالحديثُ من زوائد عبد الله، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأموي شيخ له، وليس من شيوخ أحمد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مجالد، فهو ضعيف، وهو مكرر سابقه.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الدعاء" (2214) من طريق سعيد بن يحيي بهذا الإسناد.(30/76)
الْهُذَلِيَّتَيْنِ أَنَّ الْعَقْلَ عَلَى الْعَصَبَةِ، وَأَنَّ الْمِيرَاثَ لِلْوَرَثَةِ، وَأَنَّ فِي الْجَنِينِ غُرَّةً " (1)
18145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا بُكَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، أَنَّهُ سَافَرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَادِيًا، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَتَاهُ، فَتَوَضَّأَ، فَخَلَعَ خُفَّيْهِ، فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا فَرَغَ، وَجَدَ رِيحًا بَعْدَ ذَلِكَ، فَعَادَ فَخَرَجَ، فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ: نَسِيتَ، لَمْ تَخْلَعِ الْخُفَّيْنِ، قَالَ: " كَلَّا بَلْ أَنْتَ نَسِيتَ، بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي النضر الحارث بن النعمان، فقد ذكره المزي تمييزاً، وهو صدوق. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (18138) دون قوله: وأن الميراث. للورثة.
وقوله: وأن الميراث للورثة له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (1681) (35) ، ولفظه: فقضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن ميراثها لبنيها وزوجها.
وسيرد بالأرقام (18148) و (18149) و (18177) .
(2) ضعيف بهذه السياقة، تفرد بها بكير- وهو ابن عامر البجلي- وهو ضعيف، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/141-142 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. ووقع فيه: بكير بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وهو خطأ. =(30/77)
18146 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ حَفِظْتُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ عُلَمَائِنَا بِالْمَدِينَةِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كَانَ يَرْوِي عَنِ الْمُغِيرَةِ أَحَادِيثَ مِنْهَا، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، فَلْيَغْتَسِلْ " (1)
__________
= وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/271-272 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (156) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1001) ، والحاكم في "المستدرك" 1/170، وأبو نعيم في "الحلية" 7/335 من طريق الحسن بن صالح بن حي، الطبراني في "الكبير" 20/ (1000) من طريق أبي نعيم الفضل ابن دكين، و (1002) من طريق مندل بن علي وعبد الحميد الحماني، أربعتهم عن بكير به.
وقال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج طرق حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في المسح، ولم يخرجا قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بهذا أمرني ربي" وإسناده صحيح. ووافقه الذهبي!
قلنا: ذكرنا آنفاً أن بكيراً ضعيف.
وسيكرر الحديث برقم (18220) .
وقد سلف لفظه الصحيح برقم (18134) مطولاً وانظر أرقام مكرراته هناك.
(1) ابنُ إسحاق صرح بحفظه للحديث عن كثير من علماء المدينة، وجهالتهم لا تضر لامتناع تواطؤهم على الكذب في العادة، كما ذكر الحافظ في "الفتح" 6/635، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عدا محمد بن عمرو بن حزم، فقد روى له أبو داود في "المراسيل"، والنسائي، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وذكر الترمذي هذا الحديث في "العلل" 1/402، وقال: قال محمد- يعني =(30/78)
18147 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَرَّادٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ. وَحَرَّمَ عَلَيْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأْدَ الْبَنَاتِ، وَعُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ " (1)
__________
= البخاري: إن أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله قالا: لا يصح من هذا الباب شيء.
وقال الخطابي في "السنن" 1/307: لا أعلم أحداً من الفقهاء يوجب الاغتسال من غسل الميت ولا الوضوء من حمله، ويشبه أن يكون الأمر في ذلك على الاستحباب.
وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (7680) ، وانظر أحاديث الباب هناك.
وانظر"تلخيص الحبير" 1/136-137.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن بهرام المَرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وورَّاد: هو كاتب المغيرة ومولاه.
وأخرجه مسلم 3/ (1341) (593) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3197) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (903) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2408) ، ومسلم 3/1341 (593) ، والنسائي في "الكبرى" في كتاب الرقائق كما في "تحفة الأشراف" 8/497، وابنُ حبان (5555) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (901) ، والبيهقي في "السنن" 6/63،=(30/79)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبغوي في "شرح السنة" (3426) من طريق جرير، عن منصور، به.
وأخرجه ابن حبان (5556) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (904) من طريقين، عن الشعبي، به.
وأخرجه البخاري (5975) من طريق المسيب بن رافع، وعبد الرزاق (19638) - ومن طريقه عبد بن حميد (391) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (909) مطولاً بذكر الحديث رقم (18162) - والدارمي (2649) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (16) و (298) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (249) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (913) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1088) من طريق عبد الملك بن عمير، والطبراني في "الكبير" 20/ (943) ، [ومسلم (3/1341) ] ، وفي "الأوسط" (7480) من طريق محمد بن عُبيد الله الثقفي، ثلاثتهم عن وراد، به.
وسيرد بالأرقام (18179) و (18191) و (18230) ، ومطولاً برقمي (18192) و (18232) .
وقوله: كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال، سلف من حديث أبي هريرة برقم (8334) .
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (1957) ، وحديث المقدام السالف برقم (17187) .
قال السندي: قوله: "قيل وقال": المشهور عند أهل اللغة أنهما اسمان معربان حين يدخلهما الألف واللام، لكن الرواية المشهورة في الحديث بفتح اللام على أنهما فعلان، والتقدير: قول: قيل وقال، ويُحتمل أن المراد لفظُهما، فلا تقدير، والفتح على الحكاية، وقد جاء بالتنوين على الأصل.
وبالجملة، فالمرادُ نقلُ الأقوال والتبسُّط في الكلام بأن يقال: قيل كذا، وقال فلان كذا.
"وكثرة السؤال"، أي: الإكثار في سؤال الأموال، أو في السؤال عن أحوال الناس، أو السؤال عن المسائل التي لا تدعو إلى السؤال عنها حاجة.=(30/80)
18148 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، (1) عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ امْرَأَةً ضَرَبَتْهَا امْرَأَةٌ (2) بِعَمُودِ فُسْطَاطٍ، فَقَتَلَتْهَا وَهِيَ حُبْلَى، فَأُتِيَ بِهَا (3) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى عَصَبَةِ الْقَاتِلَةِ بِالدِّيَةِ، وَفِي الْجَنِينِ غُرَّةٌ، فَقَالَ عَصَبَتُهَا: أَنْدِي مَنْ لَا طَعِمَ، وَلَا شَرِبَ، وَلَا صَاحَ، فَاسْتَهَلَّ مِثْلُ ذَلِكَ بَطَلَ، (4) فَقَالَ: " سَجْعٌ مِثْلُ سَجْعِ
__________
= "وإضاعة المال": بإنفاقه في غير محله.
"وأد البنات": بفتح فسكون، أي: دفنهن حيّات.
"وعقوق الأمهات": العقوق: ترك مراعاة الحقوق، وتخصيص الأمهات لأن في عقوقهن زيادة قبح لمزيد حقوقهن، أو لعجزهن غالباً.
"ومَنْع": بفتح، فسكون، على لفظ المصدر، والمشهور أنه بلا تنوين، فلعل وجه سقوط التنوين أنه بتقدير الإضافة، أي: مَنْع ما عليكم إعطاؤه، وجاء في بعض الروايات بالتنوين على الأصل.
"وهاتِ": بالكسر، فعل أمر من الإيتاء، والأصل: آتِ، فقُلبت الهمزةُ هاء، والمرادُ أن تقول هاتِ في ما ليس لك. والله تعالى أعلم.
(1) في (م) و"أطراف المسند" 5/369: نضلة، وكذا قيده الحافظ في "التقريب" بفتح النون وسكون المعجمة. إلا أنه قيَّده في "تبصير المنتبه": نُضَيلة، مصغراً، وكذلك قيده ابنُ نقطة في "الاستدراك" وابنُ ناصر الدين في "التوضيح"، وكذا ورد فِي "تهذيب الكمال " للمِزي.
(2) في (ظ 13) : ضرتُها.
(3) في (ظ 13) : فيها.
(4) في (ظ 13) : يطل، بمثناة تحتية، وكلاهما صحيح كما سلف ذكره في=(30/81)
الْأَعْرَابِ " (1) وقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُ عُبَيْدًا
18149 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: مَنْصُورٌ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، (2) عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا تَحْتَ رَجُلٍ، فَغَارَتَا فَضَرَبَتْهَا بِعَمُودِ فُسْطَاطٍ، فَقَتَلَتْهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نَدِي مَنْ لَا أَكَلَ، وَلَا شَرِبَ، (3) وَلَا صَاحَ، فَاسْتَهَلَّ؟، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسَجْعٌ كَسَجْعِ الْأَعْرَابِ؟ " قَالَ: فَقَضَى فِيهِ غُرَّةً، قَالَ: وَجَعَلَهُ عَلَى عَاقِلَةِ
__________
= الرواية رقم (18138) .
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي سعيد، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُبيد البصري مولى بني هاشم، فقد أخرج له البخاري متابعة، وأبو داود في فضائل الأنصار، والنسائي وابن ماجه، وغير عُبيد بن نُضَيلة، فمن رجال مسلم. زائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7025) ، وفي "المجتبى" 8/49، من طريق خلف بن تميم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/188 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18138) .
وسيرد برقمي (18149) و (18177) .
(2) في (م) : نضلة، وانظر التعليق على هذا في الحديث السابق.
(3) قوله: "ولا شرب" ليس في (ص) ، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.(30/82)
الْمَرْأَةِ (1)
18150 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَحَمَّادٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَى عَلَى سُبَاطَةِ بَنِي فُلَانٍ، فَبَالَ قَائِمًا " قَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: " فَفَحَّجَ رِجْلَيْهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبيد بن نُضَيْلة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه الطيالسي (696) - ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7030) ، وفي "المجتبى" 8/51، والبيهقي في "السنن" 8/109، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/241- والدارمي (2291) ، ومسلم (1682) (38) ، وأبو داود (4568) - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" 12/ (16275) - والترمذي (1411) ، والنسائي في "الكبرى" (7029) ، وفي "المجتبى" 8/51، وابن الجارود في
"المنتقى" (778) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/205-206، وابن حبان (6016) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (979) و (980) ، والدارقطني في "السنن" 3/198، من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقمي (18138) و (18148) .
وسيرد برقم (18177) .
(2) حديث صحيح من حديث حذيفة، كما سنبين. عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن أبي سليمان. وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (396) ، وابن خزيمة (63) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (966) ، من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (399) بنحوه، وابن ماجه (306) ،=(30/83)
18151 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَذَ بِحُجْزَةِ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي سَهْلٍ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا سُفْيَانُ بْنَ أَبِي سَهْلٍ، لَا تُسْبِلْ إِزَارَكَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ " (1)
__________
= والطبراني في "الكبير" 20/ (966) ، والبيهقي 1/101 من طرق، عن عاصم وحده، به.
وذكره الترمذي في "جامعه" 1/20 وقال: وحديث أبي وائل عن حذيفة أصح.
وذكر الدارقطني في "العلل" 7/95 أن عاصماً وحماداً وهما فيه على أبي وائل، وقال: ورواه الأعمش ومنصور عن أبي وائل عن حذيفة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصواب.
وقال الحافظ في "الفتح" 1/329: قال الترمذي: حديث أبي وائل عن حذيفة أصح- يعني من حديثه عن المغيرة- وهو كما قال، وإن جنح ابنُ خزيمة إلى تصحيح الروايتين، لكون حماد بن أبي سليمان وافق عاصماً على قوله: عن المغيرة، فجاز أن يكون أبو وائل سمعه منهما، فيصح القولان معاً،
لكن من حيث الترجيحُ. رواية الأعمش ومنصور لاتفاقهما أصح من رواية عاصم وحماد، لكونهما في حفظهما مقال.
وانظر "الجوهر النقي" 1/100-101.
وسيرد في مسند حذيفة 5/382.
السُّباطة، بضم السين: الموضع الذي ترمى فيه الكناسة والتراب.
قال السندي: قوله: ففحَّج رجليه، بتقديم الحاء المهملة على الجيم، وأوله فاء، جاء مخففا ومشدداً، أي: فرّج بين رجليه.
(1) إسناده ضعيف. شَرِيك- وهو ابن عبد الله النخعي- صدوق يخطئ كثيراً، قال الدارقطني: ليس بالقوي فيما يتفرد به. وقد استشهد به البخاري،=(30/84)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وروى له مسلم في المتابعات، وروى له أصحاب السنن. وحُصين: بعضُهم سماه ابنَ عُقبة، وبعضهم سماه ابنَ قَبيصة، وكلٍّ منهما روى عنه ثلاثة، وذكرهما ابنُ حبان في "الثقات" ووثق الثاني منهما العجلي أيضاً، وجاء في بعض الروايات: قبيصة بن جابر، وهذا اختلاف على شريك فيه. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن عبد الملك بن عُمير إنما احتج به الشيخان في رواية القدماء عنه، فقد تغير حفظه لكبر سنه. وسفيان بن أبي سهل الوارد في سياق القصة يقال له: سفيان بن سهل أيضاً.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2255) عن علي بن الجعد، وابنُ حبان (5442) من طريق محمد بن أبي الوزير، والطبراني في "الكبير" 20/ (1023) من طريق أبي الوليد الطيالسي، ومن طريق يحيى الحِماني، أربعتهم عن شريك، بهذا الإسناد، وجاء اسم حصين عند ابن حبان: ابن عقبة، وعند الطبراني: ابن قَبيصة، وفيه أيضاً: وقال مرة: عن قَبِيصة بن جابر.
ولفظ ابن حبان: لا ينظر، بدل: لا يحب.
وذكر الدارقطني في "العلل" 7/132 أن هاشم بن القاسم ويزيد بن هارون وعلي بن الجعد قالوا: حُصين بن قَبيصة.
قلنا: رواية هاشم بن القاسم في هذه الرواية كما هو ظاهر، وفي "الجعديات": حصين، دون نسبة، ورواية يزيد بن هارون الآتية برقم (18187) و (18215) : حصين بن عقبة.
وسترد تسميته قبيصة بن جابر في الرواية الآتية برقم (18188) ، ولم يرد ذكره في إسناد الرواية الآتية برقم (18186) .
قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة سفيان بن سهل، بعد أن أورد هذا الحديث: ومداره عندهم على شريك، عن عبد الملك [عن حصين بن عقبة] ، وقيل: عن شريك، عن عبد الملك، عن قبيصة بن جابر، بدل حصين بن عقبة، وقيل: عن عبد الملك، عن المغيرة بغير واسطة، والأول أصح.
قلنا: يعني الذي فيه حصين بن عقبة. =(30/85)
18152 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُثْلَةِ " (1)
__________
= وسيرد بالأرقام (18186) و (18187) و (18188) و (18189) و (18215) .
والنهي عن الإسبال ثبت من حديث أبي أمامة عند الطبراني (7909) ، وفيه: بينما نحن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ لحقنا عمرو بن زرارة في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأخذ بناحية ثوبه ... إلى أن قال: "إن الله لا يحب المسبلين". وسيرد من حديث عمرو نفسه في "المسند" 4/200، لكن لم ترد فيه هذه الجملة الأخيرة. وإسناد حديث المسند صحيح.
ومن حديث ابن عمر السالف برقم (4489) بإسناد صحيح، بلفظ: "إن الذي يجرُّ ثوبه من الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة".
قال النووي- فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 10/263: الإسبال تحت الكعبين للخيلاء، فإن كان لغيرها فهو مكروه، وهكذا نص الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء، قال: والمستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، وما نزل عن الكعبين ممنوعٌ مَنع تحريم إن كان للخيلاء، وإلا فمَنع تنزيه، لأن الأحاديث الواردة في الزجر
عن الإسبال مطلقة، فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء. انتهى.
وقال السندي: قوله. بحجزة سفيان، بضم حاء مهملة، وسكون جيم، وإعجام زاي: موضع شَد الإزار.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من ولد المغيرة، وللاختلاف فيه. مسلمة بن نوفل: هو ابن عروة بن المغيرة بن شعبة كما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 7/388، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/266، وذكر ابنُ أبي حاتم أنه وثقه ابنُ مَعِين، ونقل عن أبيه أنه قال:
صالح الحديث، وهو من رجال "التعجيل". وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/316، والطبراني في "الكبير"=(30/86)
18153 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ صَحِبَ قَوْمًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَوَجَدَ مِنْهُمْ غَفْلَةً، فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَأَبَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْبَلَهَا " (1)
__________
=20/ (894) من طريق أبي نعيم، عن مسلمة بن نوفل، عن المغيرة ابن بنت المغيرة بن شعبة، بنحوه، وفيه قصة.
وأخرجه البخاري أيضاَ 7/317 عن فروة- وهو ابن أبي المغراء- عن القاسم بن مالك، عن مسلمة بن نوفل، عن المغيرة. وهذا منقطع.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/183 من طريق القاسم بن مالك، عن مسلمة بن نوفل، عن المغيرة بن صفية، عن المغيرة بن شعبة، به.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 9/421 عن وكيع، عن مسلمة بن نوفل، عن صفية بنت المغيرة بن شعبة، قالت: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المثلة.
مرسلاً.
وصفية هي عمة مسلمة بن نوفل، كما في "التعجيل".
وأورده الزيلعي في "نصب الراية" 3/119 رواية ابن أبي شيبة هذه، فوصلها، وزاد فيه المغيرة!
وانظر"مجمع الزوائد" 6/248.
وفي الباب عن عبد الله بن يزيد الأنصاري، سيأتي 4/307.
وعن عمران بن حصين وسمرة بن جنداب، سيأتي 4/428.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4622) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8733) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1076) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسيرد خبر المغيرة هذا ضمن حديث قصة الحديبية الطويل من طريق عروة=(30/87)
18154 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: خَطَبْتُ امْرَأَةً، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا؟ " قُلْتُ: لَا قَالَ: " فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا " (1)
18155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِمَّا
__________
= ابن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم 4/328-331، وفيها: وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية، فقتلهم؛ وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما الإسلام فأقبلُ، وأما المال فلستُ منه في شيء" ولفظ الطبري في "تاريخه" 2/627: "وأما المالُ فإنه مالُ غدر لا حاجة لنا فيه".
وأخرج طرفاً من هذه القصة ابن حبان (4583) من طريق قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة.
(1) حديث صحيح، إن صح سماع بكر بن عبد الله المزني من المغيرة بن شعبة كما بسطنا ذلك في الرواية (18137) . أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وأخرجه سعيد بن منصور (517) ، وابنُ أبي شيبة 4/355، وابنُ الجارود في "المنتقى" (675) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/14، والدارقطني في "السنن" 3/252، والبيهقي في "السنن" 7/84، والبغوي في "شرح السنة" (2247) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق سفيان الثوري، عن عاصم، به برقم (18137) ، وأشرنا هناك إلى أحاديث الباب.(30/88)
سَأَلْتُ أَنَا عَنْهُ، فَقَالَ: " إِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ " قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَعَهُ نَهَرٌ وَكَذَا وَكَذَا، قَالَ: " هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَاكَ " (1)
18156 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عُرْوَةَ، (2) قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقبس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (951) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4260) من طريق نصر بن حماد، عن شعبة، به، وقرن بشعبة هُشَيماً.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 15/129-130، ومسلم (2152) و (2939) ، وابن ماجه (4073) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5693) ، وابنُ حبان (6782) و (00 68) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (952) و (954) و (955) و (956) و (957) وإ958) من طرق عن إسماعيل، به.
وسيرد برقم (18167) و (18204) .
وفي الباب عن النواس بن سمعان، سلف برقم (17629) مطولاً.
وعن رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/434-435.
وفي صفة الدجال: عن ابن عمر، سلف برقم (4743) وانظر أحاديث بقية الباب هناك.
قال السندي: قوله: مما سألت أنا عنه، أي: عن الدجال.
"من ذاك"، أي: من أن يضِل من أراد اللهْ تعالى ثباتَه بذلك الذي معه من النهر، ولكن الله تعالى يُضِلُّ من يشاء ويهدي من يشاء، بأي سبب شاء، فجعل الدجالَ وما أعطاه أيضا سببا من ذلك الأسباب.
(2) كذا في النسخ الخطية، غير منسوب، وجاء في (م) : عروة بن الزبير، وانظر التخريج.(30/89)
قَالَ الْمُغِيرَةُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى ظُهُورِ الْخُفَّيْنِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي حَدَّثَنَاهُ سُرَيْجٌ، والْهَاشِمِيُّ أَيْضًا (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، فإن عبد الرحمن بن أبي الزناد حسن في المتابعات، وباقي رجاله ثقات. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، والهاشمي: هو سليمان بن داود، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، وعروة: هو ابن الزبير- كما هو عند الأكثر- وسماه الطيالسي وغيره: عروة بن المغيرة، كما سيأتي، وهذا اختلاف لا يضر، فكلاهما ثقة.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 11/150 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (85) ، والدارقطني "السنن" 1/195، والطبراني في "الكبير" 20/ (882) من طريق سليمان بن داود الهاشمي شيخ أحمد، به.
وأخرجه أبو داود (161) ، والطبراني في "الكبير"20/ (882) من طريق محمد بن الصباح الدولابي، والترمذي (98) عن علي بن حجر، والطبراني في "الكبير" 20/ (882) من طريق يحيى الحماني، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، به.
ووقع عند أبي داوود والترمذي والدارقطني: عروة بن الزبير، ووقع عند ابن الجارود والطبراني: عروة، غير منسوب، فجعله الطبراني عروة بن المغيرة.
واللفظ كان عند أبي داود: "كان يمسح على الخفين " ثم قال: وقال غير محمد- يعني ابن الصباح الدولابي-: على ظهر الخفين.
وأخرجه الطيالسي (692) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ (291) - عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة، به.
قال البيهقي: كذا رواه أبو داود الطيالسي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، وكذالك رواه إسماعيل بن موسى، عن ابن أبي الزناد، ورواه سليمان بن داود=(30/90)
18157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " خَصْلَتَانِ لَا أَسْأَلُ عَنْهُمَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُمَا: صَلَاةُ الْإِمَامِ خَلْفَ الرَّجُلِ مِنْ رَعِيَّتِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ. وَمَسْحُ الرَّجُلِ عَلَى خُفَّيْهِ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (1)
__________
= الهاشمي ومحمد بن الصباح وعلي بن حجر، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن المغيرة، والله أعلم.
وفي الباب عن علي سلف برقم (737) لفظه كنت أرى أن باطن القدمين (أي الخفين) أحق بالمسح من ظاهرهما حتى رأيتُ رسولَ الله يمسحُ على ظاهرِهما.
وسيكرر الحديث سنداً ومتناً برقم (18228) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه ضعف وانقطاع. محمد بن جعفر روى عن سعيد- وهو ابن أبي عروبة- بعد الاختلاط، وبكر بن عبد الله لم يسمع هذا الحديث من المغيرة، إنما سمعه من حمزة بن المغيرة عنه، كما سيرد برقم (18172) ، وسمعه من الحسن البصري، عن حمزة بن المغيرة، عنه، كما سيرد برقم (18234) ، وإسنادهما صحيحان، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 7/104 أن بكرا عن المغيرة مرسل، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي في "المسند" (691) من طريق عاصم الأحول، عن بكر، بهذا الإسناد.
وحديث المغيرة في المسح على الخفين له طرق كثيرة، سلف أولها برقم (18134) ، وفيه أيضاً ذكر صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلف عبد الرحمن بن عوف.(30/91)
18158 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، (1) قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: أَنْبَأَنِي وَرَّادٌ كَاتِبُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ (2) مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَ إِذَا صَلَّى، فَفَرَغَ (3) قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " قَالَ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: " وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " (4)
18159 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى،
__________
(1) في (م) : ابن عوانة، وهو خطأ.
(2) في هامش كل من (ظ 13) و (س) : حفظته.
(3) في (ق) : ففرغ من صلاته.
(4) حديث صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي سعيد- وهو الشامي- فهو مجهول، انفرد عنه ابن عون، فيما قاله الذهبي، قيل: اسمه كثير، وهو رضيع عائشة، وقيل عمرو بن سعيد الثقفي، وقيل: عبد ربه، وقيل: لا يعرف اسمه، وروى له مسلم متابعة. روح: هو ابن عبادة، وابن عون: هو عبد الله.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 23/80 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/244 من طريق روح، به.
وأخرجه مسلم (593) ، وأبو عوانة 2/244-245، والطبراني في "الكبير" 20/ (934) ، وفي "الدعاء" (698) من طرق، عن ابن عون، به.
وقد سلف بتمامه بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (18139) وانظر مكرراته هناك.(30/92)
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ جِئْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ، قَالَ: فَلَمْ يَقْدِرْ على (1) أَنْ يُخْرِجَ يَدَيْهِ مِنْ كُمَّيْهَا، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ أَسْفَلِهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ " (2)
18160 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ، مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ (3) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ فِي غَزْوَةِ
__________
(1) كلمة "على" ليست في (ظ 13) ولا (م) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الظاهر أن بين أبي الضحى والمغيرة مسروقاً كما ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 5/380، وسيرد الحديث بذكر مسروق في الرواية (18190) . سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (750) .
وقد سلف الحديث مطولاً برقم (18134) .
(3) في النسخ: عن المغيرة، بزيادة لفظة "عن " وهو خطأ.، الظاهر أنه من النساخ، فلم ترد هذه اللفظة في "أطراف المسند" 5/368، ولا في "الموطأ" رواية أبي مصعب الزهري، ولا عند ابن عبد البر في "التمهيد" 11/122، وقد رواه من طريق الإمام أحمد، ولا عند الشافعي في "مسنده" (125) (بترتيب السندي) وقد رواه من طريق مالك، ولا ذكرها أحد ممن ذكر الحديث من طريق مالك كالبخاري في "التاريخ الكبير" 6/32، والدارقطني "العلل" 7/106، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عباد بن زياد، إلا ما وقع وهماً أيضاً في طبعة "الموطأ" رواية يحيي الليثي، لكن حذفها السيوطي في شرحه "تنوير الحوالك". ونص على رواية يحيي: الحافظُ في "تهذيب التهذيب" وليس فيها هذه اللفظة، ثم إنه لو أبقينا لفظ "عن" قبل المغيرة، لكان=(30/93)
تَبُوكَ. قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ بِمَاءٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَكَبْتُ عَلَيْهِ مَاءً، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْ كُمِّ جُبَّتِهِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ مِنْ ضِيقِ كُمِّ الْجُبَّةِ، فَأَخْرَجَهَا مِنْ تَحْتِ جُبَّتِهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَؤُمُّهُمْ، وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَعَهُمُ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَحْسَنْتُمْ " (1)
__________
= الحديث من رواية عباد بن زياد، عن أبيه زياد، ولا تُعرف لزياد أصلاً روايةٌ على الإطلاق. وانظر التخريج الآتي.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه مالك رحمه الله في موضعين، قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/120: هكذا قال مالك في هذا الحديث عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، لم يختلف رواة الموطأ عنه في ذلك.
وهو وهمٌ وغلطٌ منه، لم يُتابعه أحد من رواة ابن شهاب، ولا غيرُهم عليه، وليس هو من ولد المغيرة بن شعبة عند جميعهم. ثم ذكر ابنُ عبد البر أنه قد انفرد يحيى بن يحيى وعبدُ الرحمن بن مهدي بوهم ثان، فقالا: عن أبيه المغيرة، ولم يقله من. رواة الموطأ غيرهما، لأن ما يقولون: عن المغيرة بن شعبة، لا يقولون: عن أبيه المغيرة، ثم قال: وذكر الدارقطني أن سعد بن عبد الحميد بن جعفر قال فيه: "عن أبيه" كما قال يحيى، قال: وهو وهم. قلنا: وقد نص على وهم مالك في ذلك الدارقطني في "العلل" 7/106، وأبو حاتم في "الجرح والتعديل" 6/80، فقال أبو حاتم: وهم مالك في نسب عباد، وليس من ولد المغيرة، ويقال: إنه من ولد زياد بن أبي سفيان. قلنا: قد جزم الدارقطني بأنه ابن أبي سفيان، وقال الشافعي فيما نقله عنه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 2/102: إنما هو مولى المغيرة.
ووهمُ مالك الآخر: إسقاطُه عروة وحمزة من الإسناد، قال ابنُ عبد البر=(30/94)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في هذا الحديث: إنما يرويه الزهري عن عباد بن زياد، عن عروة وحمزة ابني المغيرة بن شعبة، عن أبيه المغيرة، وربما حدث به الزهري عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه، ولا يذكر حمزة بن المغيرة. ثم قال: ورواية مالك لهذا الحديث عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد، عن المغيرة، مقطوعة، عباد بن زياد لم ير المغيرة، ولم يسمع منه شيئاً.
قلنا: وعباد بن زياد هذا المعروف أبوه بزياد بن أبي سفيان، روى عنه اثنان، ولم يرد توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن المديني: مجهول، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/122 من طريق الأمام أحمد بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ" مالك 1/35-36 رواية يحيى الليثي، و (87) رواية أبي مصعب الزهري، و1/43 رواية محمد بن الحسن، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/42 (بترتيب السندي) لكن سقط من مطبوع موطأ محمد بن الحسن اسم المغيرة بن شعبة، ونبه عليه صاحب "التعليق الممجد".
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/122 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن المغيرة، به.
وأخرجه ابن عبد البر أيضاً في "التمهيد" 11/123 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن عروة وحمزة ابني المغيرة بن شعبة، أنهما سمعا المغيرة بن شعبة يخبر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ على الخفين، ثم صلى فيهما.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/62 من طريق مالك ويونس بن يزيد وعمرو بن الحارث أن ابن شهاب أخبرهم عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، أنه سمع أباه يقول: سكبت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين توضأ في غزوة تبوك فمسح على الخفين. قال أبو عبد الرحمن: لم يذكر مالك عروة بن=(30/95)
• 18161 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ، مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ مُصْعَبٌ: " وَأَخْطَأَ فِيهِ مَالِكٌ خَطَأً قَبِيحًا " (2)
18162 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّاكِبُ
__________
= المغيرة.
وأخرجه ابن عبد البر 11/124 من طريق أحمد، عن سعد ويعقوب ابني إبراهيم بن سعد، عن أبيهما إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد- قال سعد: ابن أبي سفيان - عن عروة بن المغيرة، عن أبيه المغيرة، به.
وأخرجه أيضاً 11/125 من طريق عبد الرزاق ومحمد بن بكر، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد، أن عروة بن المغيرة بن شعبة، أخبره عن المغيرة، به.
والرواية التي فيها ذكر حمزة في الإسناد ستأتي برقم (18172) .
(1) في (م) و (س) و (ص) و (ق) : حدثنا عبد الله حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.
(2) وتتمة قول مصعب حيث قال: عن عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، والصواب: عن عباد بن زياد، عن رجل من ولد المغيرة بن شعبة.
ذكره المزي في ترجمة عباد بن زياد في "تهذيب الكمال" وقد بسطنا القول في وهمي مالك في الرواية التي قبل هذه.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/121 من طريق عبد الله بن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(30/96)
خَلْفَ الْجِنَازَةِ، وَالْمَاشِي حَيْثُ شَاءَ مِنْهَا، وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري، غير زياد بن جبير، فمن رجال الشيخين، أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل، وسعيد بن عبيد الله الثقفي: هو ابن جبير بن حَيّه، وهو ابنُ أخي زياد بن جبير. وجُبير والد زياد. هو ابن حيه.
وقد اختلف في رفعه ووقفه، فرواه مرفوعاً سعيد بن عبيد الله الثقفي كما في هذه الرواية، وأخوه المغيرة بن عبيد الله عند النسائي في "المجتبى" 4/55-56، لكنه مجهول وروايته غير محفوظة كما سيرد، ومبارك بن فضالة في الرواية (18174) .
ورواه يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، واختلف عنه، قال الدارقطني في "العلل" 7/135: فرفعه عبد الله بن بكر المزني عن يونس (كما عند الطبراني في "الكبير" 20/ (1044)) ، ورواه قَبيصة عن الثوري، عن يونس، فشك في رفعه (كما عند البيهقي في "السنن" 4/24-25) .
ووقفه الباقون على يونس إلا أن ابن علية وعنبسة بن عبد الواحد قالا: عن يونس وأهل زياد يرفعونه، قال يونس: وأما أنا فلا أحفظ رفعه.
قلنا: قد وقفه سفيان الثوري عن يونس دون شك من طريق أبي نعيم عنه، وهو أوثق من قبيصة الذي شك في رفعه.
ووقفه أيضا خالد بن عبد الله الواسطي عن يونس عند أبي داود (3180) وجاء عنده قوله أيضاً: وأحسب أن أهل زياد أخبروني أنه رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويظهر بذلك أن من وقفَه عن يونس بن عبيد أكثر وأثبت، ويونس بن عبيد أثبت من سعيد بن عبيد الله ومبارك بن فضالة، فالأول ثقة غير أن للدارقطني قال- فيما نقله عنه الحافظ في "التهذيب": ليس بالقوي، يحدث بأحاديث يسندها، وغيره يوقفها، ومبارك صدوق يدلَِّس ويسوي، فيظهر أن الراجح وقفه والله أعلم، على أنه في حكم المرفوع، لأنه مما لا يعلم بالرأي. =(30/97)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الترمذي (1031) ، الطبراني في "الكبير" 20/ (1046) من طريق إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله، والنسائي في "المجتبى" 4/56، وفي "الكبرى " (2070) من طريق بشر بن السّرّي، والنسائي أيضاً في "المجتبى" 4/58، وفي "الكبرى" (2075) من طريق خالد بن الحارث، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/482، والحاكم في "المستدرك " 1/355 من طريق عثمان بن عمر بن فارس، أربعتهم عن سعيد بن عبيد الله الثقفي، بهذا الإسناد، مرفوعاً.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وذكر الطحاوي أن شيخه عبد العزيز بن معاوية ذكر والد زياد بن جبير على الشك، فقال: عن زياد بن جبير، عن أبيه فيما يحسب عبد العزيز، يشك في أبيه خاصة.
وبإسقاط جبير والد زياد أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/55-56، وفي "الكبرى" (2069) عن زياد بن أيوب، عن أبي عبيدة الحداد شيخ أحمد به، وقرن بسعيد بن عبيد الله أخاه المغيرة وهو مجهول.
(قد وقع في المطبوع من "المجتبى" زيادة: "عن أبيه" في الإسناد وهو خطأ، فقد نص المِزي في "تحفة الأشراف" 8/471 على أن رواية النسائي بإسقاطها كما مر) .
وأخرجه دون ذكر والد زياد كذلك ابن ماجه (1481) عن محمد بن بشار، عن روح بن عبادة، عن سعيد بن عبيد الله، به. غير أنه أعاد الحديث بالإسناد نفسه برقم (1507) وذكره فيه! وقد ذكر المزي في "تهذيبه" أن المحفوظ: زياد بن جبير، عن أبيه، عن المغيرة.
وسيرد من طريق روح المذكورة آنفاً برقم (18207) ، وفيها ذكر: "عن أبيه".
وسيرد من طريق هاشم بن القاسم، عن مبارك بن فضالة، به، مرفوعاً برقم (18174) .=(30/98)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومن طريق إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، به موقوفاً برقم (18205) .
وفي باب اتباع الجنائز عن ابن عمر، سلف برقم (4539) .
وعن أنس علَّقه البخاري عنه في الجنائز: باب السرعة بالجنازة، قال: وامش بين يديها وخلفَها وعن يمينها وعن شمالها.
قال الحافظ في "الفتح" 3/183 نقلاً عن الزين بن المنير: مطابقة هذا الأثر للترجمة أن الأثر يتضمن التوسعة على المشيعين وعدم التزامهم جهة معينة، وذلك لما عُلم من تفاوت أحوالهم في المشي، وقضية الإسراع بالجنازة أن لا يلزموا بمكان واحد يمشون فيه لئلا يشق على بعضهم ممن يضعف في المشي عمن يقوى عليه، ومُحصِّلُه أن السرعة لا تتفق غالباً إلا مع عدم التزام المشي في جهة معينة متناسباً.
ونقل الحافظ أيضاً عن سعيد بن منصور قوله: حدثنا مسكين بن ميمون، حدثني عروة بن رُويم قال: شهد عبد الرحمن بن قرط (هو صحابي) جنازة، فرأى ناساً تقدموا وآخرين استأجروا، فأمر بالجنازة فوضعت، ثم رماهم بالحجارة حتى اجتمعوا إليه، ثم أمر بها فحملت، ثم قال: بين يديها وخلفها وعن يمينها وعن شمالها.
وفي باب الصلاة على الطفل عن البراء بن عازب، سيرد 4/283 وفي إسناده جابر الجعفي.
وعن جابر عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 3/319، 11/382، والدارمي (3126) موقوفاً: "إذا استهلَّ الصبي صُلِّي عليه وورث، وإذا لم يستهلَّ لم يُورَث ولم يُصَل عليه.
قال السندي: قوله: "الراكب خلف الجنازة، أي: يمشي خلفها، أي: لا ينبغي له التقدم عليها، لأنه تابع، والأصل فيه التأخر.
"حيث شاء"، أي: من اليمين واليسار، والقُدَّام والخلف، فإن حاجة الحمل قد تدعو إلى جميع ذلك. =(30/99)
18163 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَلَمَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَامَ وَلَمْ يَجْلِسْ، فَسَبَّحَ بِهِ مَنْ خَلْفَهُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ قُومُوا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ "، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا صَنَعَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= "والطفل" بعمومه يشمل من استهلَّ، ومن لا، وبه أخذ أحمد وغيره، لكن الجمهور أخذوا بحديث جابر: "الطفل لا يصلى عليه حتى يستهل" ترجيحاً للنهي على الحِل عند التعارض، أو تقييداً للإطلاق لورودهما في محل واحد، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح بطرقه. يزيد- وهو ابن هارون- وإن روى عن المسعودي (وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة) بعد الاختلاط- توبع، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي فمن رجال أصحاب السنن.
وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد".
وأخرجه الدارمي (1501) ، وأبو داود (1037) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/338- والترمذي (365) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/439 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (695) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/439، والطبراني في "الكبير" 20/ (1019) - عن المسعودي، به.
والطيالسي ممن سمع منه بعد الاختلاط.
وأخرج نحوه ابن أبي شيبهَ 2/35-36 عن محمد بن بشر، عن مسعر بن كدام، والطبراني في "الكبير" 20/ (998) من طريق أبي سعد البقال، كلاهما عن ثابت بن عُبيد، عن المغيرة، به، وإسناد ابن أبي شيبة صحيح، وأبو سعد البقّال- وهو سعيد بن المرزبان - متابع. =(30/100)
18164 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْجَامِعِ، فَإِذَا عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ قَدْ دَخَلَ مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى، فَالْتَقَيْنَا قَرِيبًا مِنْ وَسَطِ الْمَسْجِدِ، فَابْتَدَأَنِي (1) بِالْحَدِيثِ، وَكَانَ يُحِبُّ مَا سَاقَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ، فَابْتَدَأَنِي بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَزَادَهُ فِي نَفْسِي تَصْدِيقًا الَّذِي قَرَّبَ بِهِ الْحَدِيثَ، قَالَ: قُلْنَا: هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا فِي سَفَرِ كَذَا
__________
= وسيرد من رواية جابر بن يزيد الجعفي، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس ابن أبي حازم، عن المغيرة، بالأرقام (18222) و (18223) و (18231) ، وجابر الجعفي- وإن كان ضعيفاً- تابعه إبراهيم بن طهمان - وهو ثقة- عند الطحاوي كما سيرد هناك.
وسيرد أيضاً من طريق ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن المغيرة، برقم (18173) . فصح الحديث بمجموع طرقه.
وحديث يزيد بن هارون هذا سيكرر برقم (18216) ، قال البيهقي: وحديثُ ابن بُحينة أصح من هذا، ومعه رواية معاوية، وفي حديثهما أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجدهما قبل السلام، والله أعلم.
قلنا. رواية ابن بُحينة- وهو عبد الله بن مالك- سترد 5/345، وانظر حديث معاوية السالف برقم (16917) .
قال السندي: قوله: فسبَّح به مَنْ خَلفَه: ليتنبه فيقعد.
فأشار: فيه أن الإشارة المفهومة لا تبطل الصلاة، وأن من ترك القعود الأول حتى قام، لا ينبغي له العود إلى القعود، وإنما ينبغي له المضي في الصلاة وسجود السهو.
(1) في (ظ 13) : فبدأني.(30/101)
وَكَذَا، فَلَمَّا كَانَ من السَّحَرِ (1) ، ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُنُقَ رَاحِلَتِهِ، وَانْطَلَقَ فَتَبِعْتُهُ، فَتَغَيَّبَ عَنِّي سَاعَةً، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: " حَاجَتَكَ؟ " فَقُلْتُ: لَيْسَتْ لِي حَاجَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " هَلْ مِنْ مَاءٍ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ شَامِيَّةٌ فَضَاقَتْ، فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ، وَعَلَى الْخُفَّيْنِ، ثُمَّ لَحِقْنَا النَّاسَ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَؤُمُّهُمْ، وَقَدْ صَلَّى رَكْعَةً، فَذَهَبْتُ لِأُوذِنَهُ، فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الَّتِي أَدْرَكْنَا، وَقَضَيْنَا الَّتِي سُبِقْنَا بِهَا. (2)
18165 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
__________
(1) في (م) : في السحر.
(2) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن وهب الثقفي، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام" والنسائي، وهو ثقة.
يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القردوسي.
وأخرجه مختصر البخاري في "تاريخه" 6/377، وابنُ حبان (1342) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1036) من طريق عوف وهشام، والطبراني في "الكبير" 20/ (1035) ، وفي "الأوسط" (3472) ، وفي "الصغير" (369) من طريق حماد بن سلمة، عن هشام وأيوب وحبيب بن الشهيد، أربعتهم عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق أيوب، عن محمد، به برقم (18134) وانظر مكرراته هناك.(30/102)
سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ يَعْنِي فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
18166 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) حديث صحيح. وقد سلف الكلام عن الرجل المبهم بين ابن سيرين وعمرو بن وهب في الرواية السالفة برقم (18134) ، ونقلنا هناك صحة سماع ابن سيرين من عمرو بن وهب، وقول الدارقطني إن القول قول من لم يذكر هذا الرجل المبهم في الإسناد، ولعله لذلك أورد الحافظ هذه الرواية في
"أطراف المسند" 5/372 دون ذكر الرجل المبهم.
وقد اختلف فيه على جرير بن حازم.
فرواه أسود بن عامر، عنه، عن محمد بن سيرين، عن رجل، عن عمرو، عن المغيرة، كما في هذه الرواية، وقد أشار إليها البيهقي في "السنن" 1/58.
ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين، عند عبد بن حميد في "المنتخب" (395) ، والدارمي (661) ، عنه، عن ابن سيرين، عن عمرو، عن المغيرة، دون ذكر الرجل، والقول قول أبي نعيم، ومن تابعه، كما سلف بسطه برقم (18134) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1155) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (18135) .
وسيرد من طريق يحيى القطان، عن إسماعيل، به، برقم (18203) .(30/103)
18167 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: مَا سَأَلَ أَحَدٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ لِي: " أَيْ بُنَيَّ، وَمَا يُنْصِبُكَ (1) مِنْهُ؟ إِنَّهُ لَنْ يَضُرَّكَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ (2) أَنَّ مَعَهُ جِبَالَ الْخُبْزِ وَأَنْهَارَ الْمَاءِ فَقَالَ: " هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَاكَ " (3)
18168 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، فَوَاللهِ (4) لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ (5) أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا
__________
(1) في (ق) : يصيبك.
(2) في (ظ13) : زعموا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/82 مختصرا، ومسلم (2153) (32) ، و (2939) ، والطبراني في"الكبير" 30/ (950) ، وابن منده في "الإيمان" (1030) من طريق يزيد بن هارون بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18155) ، وسيرد برقم (18204) .
(4) في (م) - والله.
(5) في (ظ13) ولَلَّهُ.(30/104)
بَطَنَ، وَلَا (1) شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ اللهُ الْمُرْسَلِينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِدْحَةٌ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللهُ الْجَنَّةَ " (2)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : فلا، وهي نسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري، وعبد الملك: هو ابن عُمير.
وأخرجه عبد بن حميد (392) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (921) من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6846) و (7416) ، ومسلم (1499) (17) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (522) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (921) ، والبغوي في "التفسير" 1/625 من طرق، عن أبي عوانة، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 4/419، و9/405-406، ومسلم (1499) ، والدارمي (2227) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (523) ، من طريقين، عن عبد الملك، به.
والطبراني في "الكبير" 20/ (922) من طريقين، عن عبد الملك، به.
وانظر الحديث التالي.
وقد سلف مختصراً في ذكر الغيرة والمدح من حديث ابن مسعود برقم (3616) .
قال السندي: قوله: لو رأيتُ رجلاً مع امرأتي، أي: على الفاحشة.
غير مُصْفِح: من أصفحَ: إذا ضرب بعَرْض السيف، ثم هو بكسر الفاء: حال من فاعل ضربت، أو بالفتح: حاله من السيف.
واللهُ أغيرُ مني: أي ومع ذلك، فما شَرَعَ إلا الحدَّ بعد ثبوت الزنى عليه بأربعة شهداء، فما بال سعد تحملُه الغيرة على أزيد من ذلك.
حرَّم الفواحش: فكما أن الغَيُور لا يحب الفواحش في أهله، كذلك هو=(30/105)
• 18169 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ سَوَاءً (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ: " لَيْسَ حَدِيثٌ أَشَدَّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَوْلِهِ: لَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِدْحَةٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "
18170 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إيَادًا، يُحَدِّثُ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ بُرْمَةَ،
__________
= تعالى لا يحبُّ وجودها في عباده، إذ هم كالعيال له تعالى. وقيل: لولا التحريم، لكان للعباد أن يفعلوا ما شاؤوا، وهذا المعنى مخصوص به تعالى، فلأجل الغَيرة حرم عليهم، حتى لا يُشاركوه في هذا المعنى، بل يبقى هذا المعنى على الاختصاص به تعالى، ويصير العبادُ مُقيدين بقيود العبودية،
فسبحان من له الإطلاق.
أحب إليه العذر، أي: أحب إليه أن يكون معذوراً فيما يفعلُ، لا يَجْري عليه لأحد اعتراض، ولا يقومُ عليه لشخص حجة، قال تعالى: (رُسُلاً مبشرين ومُنْذِرين لئلا يكونَ للناسِ على الله حجة بعد الرسل) [النساء: 165] وليس المراد عذر العباد إليه، فإنه لا يناسبه قوله: "ومن أجل ذلك بعث الله النبيين"
إلا أن يقال: المرادُ بالعذر الاعترافُ بالذنب بين يديه، والاستغفارُ منه، ولولا بعثةُ الرسل لما تحقَّق العذر، بهذا الوجه.
مِدْحَة: ضبط بكسر فسكون.
وَعَدَ الله الجنة: حتى يحمدوه رغبة فيها. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه مختصراً، غير أنه من زوائد عبد الله ابن أحمد.
وأخرجه مسلم (1499) عن عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.(30/106)
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَا كَانَ يُسَافِرُ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي وَجْهِ السَّحَرِ، انْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَضَرَبَ الْخَلَاءَ، ثُمَّ جَاءَ فَدَعَا بِطَهُورٍ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ مِنْ أَسْفَلِ (1) الْجُبَّةِ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (2)
18171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ أَبْعَدَ فِي الْمَذْهَبِ، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ وَقَالَ: " يَا مُغِيرَةُ اتْبَعْنِي (3) بِمَاءٍ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : في أسفل.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. قبيصة بن بُرمة: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. عبيد الله بن إياد: هو ابن لقيط، وهشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1007) من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1007) أيضاً من طريقين عن عبيد الله ابن إياد، به.
وقد سلف مطولاً برقم (18134) .
(3) في (ظ13) : الحقني، وفي هامشها: اتبعني (نسخة) .
(4) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة ابن وقاص الليثي- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري مقروناً، ومسلم في المتابعات، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة:=(30/107)
18172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَخَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، فَقَالَ: " هَلْ مَعَكَ طَهُورٌ؟ " قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ بِمِيضَأَةٍ فِيهَا مَاءٌ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، وَكَانَ فِي يَدَيِ الْجُبَّةِ ضِيقٌ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ، وَرَكِبَ وَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ، وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَكْعَةً، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ يُتِمَّ الصَّلَاةَ وَقَالَ: " قَدْ
__________
= هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الدارمي 1/169 مختصرا، والطبراني في "الكبير" 20/ (1064) من طريق الإمام أحمد، كلاهما عن يعلى بن عبيد أخي محمد، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (1) ، وابنُ ماجه. (331) ، والترمذي (20) ، والنسائي في "المجتبى" 1/18، وفي "الكبرى" (16) ، وابنُ خزيمة (50) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1062) و (1063) و (1065) ، والحاكم في "المستدرك" 1/140، والبغوي في "شرح السنة" (184) من طرق، عن محمد ابن عمرو، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقد سلف مطولاً برقم (18134) ، وذكرنا هناك أرقام رواياته في المسند.
وانظر الحديث السابق.(30/108)
أَحْسَنْتَ، كَذَلِكَ فَافْعَلْ " (1)
18173 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حمزة بن المغيرة، فمن رجال مسلم. حميد: هو الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المزني.
وأخرجه ابن ماجه (1236) دون ذكر قصة المسح، والنسائي في "الكبرى" (167) دون ذكر صلاة ابن عوف بالناس، من طريق ابن أبي عدى، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/76، وفي "الكبرى" (108) عن عمرو ابن علي وحميد بن مسعدة، عن يزيد بن زُريع، دون ذكر صلاة ابن عوف بالناس وأبو عوانة: 1/259، والبيهقي في "السنن" 1/58، من طريق مسدد، عن يزيد بن زريع، وابن حبان (1347) من طريق معتمر بن سليمان، دون قوله: "قد أحسنت، كذلك فافعل" كلاهما عن حميد، به.
وأخرجه مسلم (374) (81) عن محمد بن عبد الله بن بَزيع، عن يزيد بن زُريع، عن حُميد، عن بكر، عن عروة بن المُغيرة، عن أبيه، به، دون قوله: "قد أحسنت، كذلك فافعل". فذكر "عروة بدل "حمزة". قاله أبو مسعود الدمشقي- كما في "تحفة الأشراف" 8/474-: كذا يقول مسلم في حديث ابن بَزيع، عن ابن زُريع: "عروة بن المغيرة"، وخالفه الناس، فقالوا: "حمزة بن المغيرة" بدل: "عروة بن المغيرة". وقد نقل النووي في "شرح مسلم" 3/171 عن الدارقطني والقاضي عياض أن الصحيح هو حمزة.
وقد سلف الحديث برقم (18134) وانظر أرقام مكرراته هناك.
وسيرد من طريق بكر، عن الحسن، عن ابن المغيرة، عن المغيرة، برقم (18234) .(30/109)
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، " أَنَّهُ قَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، فَسَبَّحُوا بِهِ (1) فَلَمْ يَجْلِسْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ التَّسْلِيمِ "، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
18174 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرَّاكِبُ خَلْفَ الْجِنَازَةِ، وَالْمَاشِي أَمَامَهَا قَرِيبًا عَنْ يَمِينِهَا، أَوْ عَنْ يَسَارِهَا، وَالسِّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ " (3)
__________
(1) في (ق) : له.
(2) حديث صحيح بطرقه. ابن أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن، وإن يكن سيئ الحفظ- توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (987) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/34 عن علي بن هاشم، والترمذي (364) من طريق هشيم، والبيهقي في "الكبرى" 2/344 من طريق أبي أسامة، ثلاثتهم عن ابن أبي ليلى، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/439-440 من طريق علي ابن مالك، عن الشعبي، به.
وقد سلف برقم (18163) ، وذكرنا طرقه التي يصح بها هناك، وسيرد بالأرقام (18222) و (18223) و (18231) .
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير المبارك- وهو ابن فَضالة- فلم يرو له إلا البخاري تعليقاً، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه،=(30/110)
18175 - حَدَّثَنَا سَعْدٌ، وَيَعْقُوبُ، قَالَا حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ سَعْدُ: أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ قَالَ: تَخَلَّفْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ وَمَعِي الْإِدَاوَةُ، قَالَ: فَصَبَبْتُ عَلَى يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اسْتَنْثَرَ، قَالَ يَعْقُوبُ: ثُمَّ تَمَضْمَضَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَغْسِلَ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُخْرِجَهُمَا مِنْ كُمَّيْ جُبَّتِهِ، فَضَاقَ عَنْهُ كُمَّاهَا، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنَ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَيَدَهُ الْيُسْرَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَمَسَحَ بِخُفَّيْهِ وَلَمْ يَنْزِعْهُمَا، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى النَّاسِ، فَوَجَدَهُمْ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يُصَلِّي بِهِمْ، فَأَدْرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ، فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ بِصَلَاةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُتِمُّ صَلَاتَهُ فَأَفْزَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ،
__________
= وهو صدوق، يدلس ويسوي، وقد توبع، وغيرَ والد زياد- وهو جبير بن حية- فمن رجال البخاري، وهو ثقة.
وقد سلف ذكر الاختلاف في رفع الحديث ووقفه في الرواية السالفة برقم (18162) .
وأخرجه الطيالسي (701) ، (702) عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.
وزاد فيه قوله: ولا أعلمه إلا مرفوعاً.
وسيرد موقوفاً برقم (18181) ، ومرفوعاً برقم (18207) .(30/111)
فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ (1) ، أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " قَدْ أَحْسَنْتُمْ، وَأَصَبْتُمْ " يَغْبِطُهُمْ أَنْ صَلَّوْا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا (2)
18176 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
__________
(1) لفظ: "صلاته" من (ظ 13) .
(2) حديث صحيح، عباد بن زياد بن أبي سفيان - وإن لم يرو عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان - قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعد ويعقوب: هما ابنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف، وصالح: هو ابن كيسان، وابنُ شهاب: هو الزهري.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 11/124 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقد تحرف فيه "قال سعد: ابن أبي سفيان" إلى: "قال: حدثنا سعد ابن أبي سفيان".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (165) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.
دون ذكر صلاة ابن عوف بالناس.
وأخرجه أبو داود (149) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/398، وابن حبان (2224) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (881) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/123 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وابن خزيمة (203) من طريق عمرو بن الحارث، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/122 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، ثلاثتهم،. عن ابن شهاب، به.
وقرن يونس- في رواية يعقوب بن سفيان وابن عبد البر- بعروة أخاه حمزة، وجاء في رواية الطبراني"حمزة" بدل "عروة".
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (18134) ، وذكرنا هناك أرقام مكرراته. وسيرد من طريق ابن جريج، عن ابن شهاب، برقم (18194) .
وانظر الرواية التي سلفت برقم (18160) .(30/112)
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَوَجَدَ مِنِّي رِيحَ الثُّومِ، فَقَالَ: " مَنْ أَكَلَ الثُّومَ؟ " قَالَ: فَأَخَذْتُ يَدَهُ، فَأَدْخَلْتُهَا، فَوَجَدَ صَدْرِي مَعْصُوبًا، قَالَ: " إِنَّ لَكَ عُذْرًا " (1)
18177 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ. وحَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الْمَعْنَى، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي هلال- وهو محمد بن سُلَيم الراسبي- وقد اختُلف في وصله وإرساله، ورجح الدارقطني إرساله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه أبوداود (3826) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/238، والطبراني في "الكبير" 20/ (1003) ، والبيهقي في "السنن" 3/77 من طرق عن أبي هلال الراسبي، بهذا الإسناد. وقرن البيهقي بأبي هلال الراسبي سليمان ابن المغيرة وغيره.
وسيرد من طريق سليمان بن المغيرة عن حميد، به متصلا برقم (18205) .
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/302 عن إسماعيل ابن عُلَية، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد من المغيرة ريح ثوم ... فذكره مرسلاً.
وذكر الدارقطني في "العلل" 7/140 أن يونس بن عبيد رواه عن حميد بن هلال مرسلاً أيضاً ثم قال: وكأن المرسل هو الأقوى. وقد صحَّ النهيُ عن مجيء المسجد لمن أكل الثوم، منها ما سلف من حديث ابن عمر برقم (4619) مرفوعاً بلفظ: "من أكل من هذه الشجرة فلا يأتينَّ المسجد"، وقد
ذكرنا باقي أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: معصوباً، أي: مربوطاَ مشدودا لمرض، كأن أكل الثومَ دواءً له، أو لجوع، كأن أكلَ الثومَ لدفعه في الجملة.
(2) في (م) : نضلة، وأنظر (18138) .(30/113)
قَالَ زَيْدٌ: الْخُزَاعِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ ضُرَّتَيْنِ ضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِعَمُودِ فُسْطَاطٍ، فَقَتَلَتْهَا، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالدِّيَةِ عَلَى عَصَبَةِ الْقَاتِلَةِ، وَفِيمَا فِي بَطْنِهَا غُرَّةٌ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: أَتُغَرِّمُنِي مَنْ لَا أَكَلَ، وَلَا شَرِبَ، وَلَا صَاحَ، فَاسْتَهَلَّ فَمِثْلُ ذَلِكَ بَطَلَ (1) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسَجْعٌ كَسَجْعِ الْأَعْرَابِ، وَلِمَا فِي بَطْنِهَا غُرَّةٌ " (2)
18178 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى تَنْكَشِفَ " (3)
__________
(1) في (ظ 13) : يُطل. وقد سلف الكلام علي ذلك برقم (18138) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. زيد بن الحباب وعُبيد بن نُضيلة من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه الترمذي (1411) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وهو مكرر (18138) . وسلف برقمي (18148) و (18149) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي،=(30/114)
18179 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَشْوَعَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَاتِبُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ، إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنْ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " (1)
__________
= وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/471، والبخاري (1060) ، ومختصراً (6199) ، ومسلم (915) ، والنسائي في "الكبرى" (1843) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/330، وابن حبان (2827) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1014) ، وفي "الدعاء" (2213) ، والبيهقي في "السنن" 3/341، من طرق، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1015) و (1016) ، وفي "الدعاء" (2213) من طرق، عن زياد، به.
وقد سلف مطولاً برقم (18142) .
وسيرد برقم (18218) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، وابن أَشْوَع: هو سعيد بن عمرو، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وكاتب المغيرة: هو ورَّاد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (900) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1477) - ومن طريقه القضاعي في "مسنده" (1089) - ومسلم 3/1341 (593) ، وابن حبان (5719) ، الطبراني في "الكبير" 20/ (900) من طرق، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، زاد ابن حبان: قال ابنُ عُلَيَّة: إضاعةُ المال إنفاقُه في غير حقه.
وقد سلف برقم (18147) ، وسيرد بالأرقام (18191) و (18230) ، وبأتم=(30/115)
18180 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْعَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اكْتَوَى، أَوْ اسْتَرْقَى (1) ، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ التَّوَكُّلِ " (2)
__________
= منه (18192) و (18232) .
(1) في (ق) : واسترقى.
(2) حديث حسن، ليث- وهو ابن أبي سُلَيم، وأن يكن ضعيفاً- متابع.
وبقّية رجاله ثقات رجال الشيخين غير العَقَار بن المغيرة، فقد روى له الترمذي وابن ماجه والنسائي هذا الحديث فقط، وهو صدوق. وسيرد في الرواية (18217) أن مجاهداً بعد أن سمعه من العقَّار بن المغيرة، استثبته من حسان ابن أبي وجزة عنه. إسماعيل: هو ابن عُلَيّه.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/70- ومن طريقه ابنُ ماجه (3489) - عن إسماعيل ابن عُلَية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 7/116 من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، عن ليث، به. وسيرد من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، به، برقم (18221) . ومن طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بهذا الإسناد، برقم (18200) .
وفي الباب في الرقية عن عبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس وجابر وسهل بن حنيف، سلف بالأرقام على التوالي: (3605) و (9757) و (10985) و (12173) و (14231) و (14573) .
وعن خارجة بن الصلت عن عمه، وعن عبادة بن الصامت وعائشة، سيرد على التوالي 5/210- 211، 323، 6/50، 63، 72، 160.
وفي الباب في الكي عن ابن عباس، السالف برقم (2208) ، وسيرد من حديث عمران بن حصين 4/427، وهو نهي تنزيه، فقد ورد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أمر به، كما في حديث جابر السالف برقم (14252) وفيه أن أبي بن كعب=(30/116)
18181 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= رمي يوم أحد بسهم، فأصاب أكحله، فأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكوي على أكحله، وسلف من حديث أنس بن مالك برقم (12416) أن أبا طلحة كواه، ولم ينهه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غير أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كره الكي كما ورد من حديث جابر مرفوعا: " ... وما أحب أن أكتوي" ومن حديث ابن مسعود (4054) وفيه: "ارضِفُوه إن شئتم" كأنه غضبان.
قال الإمام أحمد فيما نقله عنه البيهقي في" شعب الإيمان" (1166) في شرح هذا الحديث: وذلك لأنه رَكِبَ ما يُستحب من التنزيه عنه من الاكتواء لما فيه من الخطر، ومن الاسترقاء بما لا يُعرف من كتاب الله عز وجل أو ذِكره، لجواز أن يكون ذلك شركاً، أو استعملها معتمدا عليها، لا على الله تعالى، فيما وضع فيهما من الشفاء، فصار بهذا أو بارتكابه المكروه بريئاً من التوكل، فإن لم يوجد واحد من هذين وغيرِهما من الأسباب المباحة، لم يكن صاحبها بريئاً من التوكل، والله تعالى أعلم.
وقال السندي: قوله: "فقد بريء من التوكل"، أي: ليس من كمال التوكل التعلقُ بالأسباب البعيدة، كالرقية والكي، فالمتعلقُ بمثل هذه الأسباب ليس من أهل الكمال في التوكل.
قلنا: قد سلف من حديث ابن عبّاس برقم (2448) ذكرُ الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، و"هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون".
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/65: الكي باب من أبواب التداوي والمعالجة، ومعلوم أن طلب العافية بالعلاج والدعاء مباح.... وقال: وقد عارض النهي عن الكي من الإباحة ما هو أقوى، وعليه جمهور العلماء، ما أعلم بينهم خلافاً أنهم لا يرون بأساً بالكي عند الحاجة إليه.... وقال: فمن ترك الكي ثقة بالله وتوكلاً عليه كان أفضل، لأن هذه منزلة يقين صحيح، وتلك منزلة رخصة وإباحة.(30/117)
أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قَالَ: " الرَّاكِبُ يَسِيرُ خَلْفَ الْجِنَازَةِ. وَالْمَاشِي يَمْشِي خَلْفَهَا، وَأَمَامَهَا، وَيَمِينَهَا، وَشِمَالَهَا قَرِيبًا. وَالسِّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ، يُدْعَى (1) لِوَالِدَيْهِ بِالْعَافِيَةِ وَالرَّحْمَةِ " قَالَ يُونُسُ: " وَأَهْلُ زِيَادٍ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا أَنَا فَلَا أَحْفَظُهُ " (2)
__________
(1) في (ق) وهامش (س) : ويدعى.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير والد زياد- وهو جُبير ابن حيَّة- فمن رجال البخاري وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، ويونس: هو ابن عبيد.
وقد صرح يونس هنا بأنه لا يحفظ رفعه، وأن أهلَ زياد- وهما سعيد بن عبيد الله بن جُبير بن حية الثقفي وأخوه المغيرة، ابنا أخيه- يرفعونه. وقد سلفت رواية سعيد برقم (18162) وذكرنا الاختلافَ في رفعه ووقفه هناك.
وظهر لنا أن الراجح وقفه، وقد اختلف فيه على يونس كما ذكرنا في الرواية المشار إليها.
وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 3/317 و10/431، عن إسماعيل ابن عُلَية، بهذا الإسناد، موقوفاً.
ورواه موقوفاً كذلك عنبسةُ بن عبد الواحد فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/135-136.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6602) عن سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير" 20/ (1043) مختصراً من طريق أبي نعيم، عن سفيان الثوري، وأبو داود (3180) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/8- والطبراني في "الكبير" 20/ (1042) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والحاكم في "المستدرك" 1/363- ومن طريقه البيهقي في "السنن"- من طريق محمد بن
الزبرقان، ثلاثتهم عن يونس بن عبيد، به. موقوفاً. زاد الطبراني: ولم يرفعه=(30/118)
18182 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَسُئِلَ: هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَزَادَهُ عِنْدِي تَصْدِيقًا الَّذِي قَرَّبَ بِهِ الْحَدِيثَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ، ضَرَبَ عُنُقَ (1) رَاحِلَتِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً، فَعَدَلْتُ مَعَهُ، فَانْطَلَقْنَا، حَتَّى بَرَزْنَا عَنِ النَّاسِ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَتَغَيَّبَ عَنِّي حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: " حَاجَتَكَ يَا مُغِيرَةُ؟ " قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، فَقَالَ: " هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ، أَوْ قَالَ سَطِيحَةٍ، مُعَلَّقَةٍ فِي آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَأَتَيْتُهُ (2) بِهَا، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، فَأَحْسَنَ غَسْلَهُمَا، قَالَ: وَأَشُكُّ أَقَالَ دَلَّكَهُمَا بِتُرَابٍ أَمْ لَا، ثُمَّ
__________
= سفيان.
قلنا: وقد وقع في مطبوعه زيادة: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وهو خطأ.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/24-25 من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، عن يونس بن عبيد، به. وقال: أُراه قد رفعه، شك قبيصة.
وأخرجه الطبراني 20/ (1044) من طريق عبد الله بن بكر المزني، عن يونس، به، مرفوعاً.
وقد سلف مرفوعا برقمي (18162) و (18174) ، وسيرد برقم (18207) ، وبسطنا القول في ذلك في الرواية (18162) .
(1) في (ظ13) و (م) و (ق) و (س) : عقب، والمثبت من (ص) وهامش (س) . وعليها علامة الصحة، وانظر (18134) و (18164) .
(2) في (ص) و (ق) : فأتيت.(30/119)
غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ يَدِهِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمِّ، فَضَاقَتْ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِهَا إِخْرَاجًا، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، قَالَ: فَيَجِيءُ فِي الْحَدِيثِ غَسْلُ الْوَجْهِ مَرَّتَيْنِ، فَلَا أَدْرِي أَهَكَذَا كَانَ أَمْ لَا، ثُمَّ مَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، ثُمَّ رَكِبْنَا، فَأَدْرَكْنَا النَّاسَ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَتَقَدَّمَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، وَهُمْ فِي الثَّانِيَةِ، فَذَهَبْتُ أُوذِنُهُ، فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي أَدْرَكْنَا، وَقَضَيْنَا الَّتِي سُبِقْنَا (1)
18183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ بْنَ رَافِعٍ، يُحَدِّثُ عَنْ وَرَّادٍ، كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ، كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا سَلَّمَ، قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (18134) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 23/81 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (906) و (928) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة، به. وقد سقط من مطبوع الطبراني (906) لفظ: "حدثنا أبي"، المراد به معاذ هذا.=(30/120)
18184 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ أَبِي شَبِيبٍ، يُحَدِّثُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ رَوَى
__________
=وعلقه البخاري في "الدعوات"عن شعبة بصيغة الجزم في باب الدعاء بعد الصلاة (6330) فقال: وقال شعبة، عن منصور، قال: سمعت المسيب.
وأخرجه عبدُ بنُ حميد (390) ، والبخاري (6330) ، ومسلم (593) ، والنسائي في "المجتبى" 3/71، وفي "الكبرى" (1265) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (926) بنحوه، و (927) ، وفي "الدعاء" (696) ، والبيهقي في "السنن" 2/185، وفي "شعب الإيمان" "7872" بأتم منه، من طرق، عن منصور، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/303 و10/231- ومن طريقّه مسلم (593) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1560) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (925) ، وفي "الدعاء" (965) - وأبو داود (1505) ، وأبو عوانة 2/243، 244، وابنُ حِبان (2005) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (920) ، وفي "الدعاء" (691) ، والبيهقي 3/185، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/271-272 من طريق الأعمش، عن المسيب بن رافع، به،
وقُرن المسيب بن رافع في بعض هذه الطرق بعبد الملك بن عُمير.
وأخرجه ابنُ حبان عقب الحديث (2007) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (907) ، وفي "الدعاء" (699) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة، عن الحكم بن عُتيبة، عن القاسم بن مخيمرة، عن ورَّاد، به.
وقد سلف برقمي (18139) و (18158) .
وسيرد برقمي (18199) و (18233) .
وبأتم منه برقمي (18192) و (18232) .
وانظر الأرقام (18147) و (18179) و (18191) و (18230) .(30/121)
عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ " (1)
18185 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَاةَ
__________
(1) حديث صحيح، ميمون بن أبي شبيب، قال أبو داود: لم يدرك عائشة. قلنا: فيكون إدراكه للمغيرة أبعد، على أنه صدوق كثير الإرسال. وقد نقل المزي في "التهذيب" عن عمرو بن علي الفلاس قوله: لم أُخبر أن أحداً يزعم أنه سمع من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد.
وأخرجه الطيالسي (690) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت وحفظ اللسان" (533) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (543) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (423) و (424) و (425) ، وابن حبان في "المجروحين" 1/7، والطبراني في "الكبير" 20/1020، وابن عدي في "الكامل" 1/29 و2/814، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/378، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي" 2/ 134 (1322) ، وابن عبد البر في مقدمة "التمهيد" 1/41، والبغوي في "شرح السنة" (123) ، من طرق، عن شعبة، به.
وقرن علي بن الجعد- ومن أخرج الحديث من طريقه- بشعبة قيس بن الربيع.
وسيأتي بالأرقام (18211) و (18240) و (18241) .
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سلف برقم (903) بإسناد صحيح.
وآخر من حديث سمرة، سيرد 5/14 و20.
قال السندي: قوله: أحد الكذَّابِين، بالتثنية، أي: الراوي والواضع، كل منهما كذاب، واحدهما الراوي. أو بالجمع، أي: واحد من جملة المعلومين بأنهم الكذَّابون.(30/122)
الظُّهْرِ بِالْهَاجِرَةِ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك- وهو ابن عبد الله النَّخَعي- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو حاتم في "العلل" 1/136، وابن حبان (1505) و (1508) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (949) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1334، والبيهقي في "السنن" 1/439 من طريق الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
قال ابن حبان: تفرد به إسحاق الأزرق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/133 عن صدقة، وابن ماجه (680) من طريق تميم بن المنتصر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/187 من طريق يحيى بن معين وتميم بن المنتصر، والبيهقي في "السنن" 1/439 من طريق يحي بن معين، ثلاثتهم عن إسحاق بن يوسف، به.
قال ابن عدي في "الكامل" 4/1335: وقد سرق هذا الحديث من هؤلاء الثقات قوم ضعفاء، فحدثوا به عن إسحاق الأزرق ... ثم أورد أحاديثهم، وذكر نحوه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/171.
وقد أورد ابن أبي حاتم هذا الحديث في "العلل" 1/136 برقم (376) ، وقال عقبه: ورواه أبو عوانة، عن طارق، عن قيس قال: سمعت عمر بن الخطاب قوله: "أبردوا بالصلاة" ثم قال: قال أبي: أخاف أن يكون هذا الحديث يدفع ذاك الحديث، قلت: فأيهما أشبه؟ قال: كأنه هذا، يعني حديث عمر. قال أبي في موضع آخر: لو كان عند قيس عن المغيرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يحتج أن يفتقر إلى أن يحدث عن عمر، موقوف.
قلنا: نقل البيهقي في "السنن" 1/439 عن الترمذي قوله: سألت محمدا
ً - يعني البخاري- عن هذا الحديث (يعني حديث المغيرة) فعده محفوظاً، وقال: رواه غير شريك، عن بيان، عن قيس، عن المغيرة قال: كنا نصلي الظهر بالهاجرة، فقيل لنا: أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم. =(30/123)
18186 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا (1) بِحُجْزَةِ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي سَهْلٍ، فَقَالَ: " يَا سُفْيَانُ بْنَ أَبِي سَهْلٍ، لَا تُسْبِلْ (2) ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ " (3)
18187 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، (4)
__________
= وقال الترمذي في "السنن" 1/296: وروي عن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا، ولا يصح.
وقال: ومعنى من ذهب إلى تأخير الظهر في شدة الحر هو أولى وأشبه بالاتباع.
وقد سلف بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه برقم (7130) .
وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1) في (م) و (ق) : آخذاً.
(2) في (م) : لا تسبل إزارك.
(3) إسناده ضعيف، علته شريك، والانقطاع بين عبد الملك بن عمير والمغيرة، فبينهما حصين كما في الرواية (18151) ، ولم يُذكر سماع لعبد الملك من المغيرة، فقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/427: رأى المغيرة حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وقد سلف برقم (18151) ، وذكرنا هناك أحاديث النهي عن الإسبال، وانظر ما بعده.
(4) هو مكرر ما قبله، ومكرر الرواية (18151) غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون، وسمى شيخ عبد الملك ابن عمير حصين بن عقبة، حيث اختلف فيه على شريك كما ذكرنا في الرواية (18151) .
وسيرد من طريق يزيد أيضاً برقم (18215) ونذكر تخريجه هناك.=(30/124)
18188 - حَدَّثَنَا (1) مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، (2)
18189 - حَدَّثَنَاهُ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: عَنْ حُصَيْنٍ (3) عَنِ الْمُغِيرَةِ (4)
__________
= وانظر ما بعده.
ملاحظة: وقع الحديث السالف برقم (18186) في آخر الجزء الأول من مسند الكوفيين من نسخة الظاهرية (ظ13) والتي هي بقراءة عبد الغني المقدسي علي حنبل الرصافي، ووقعت أسانيده الثلاث الأخرى (18187) و (18188) و (18189) في بداية الجزء الثاني منها، والحافظ كانت نسخته بتقسيم نسخة الظاهرية ذلك أنه سمع المسند من المقادسة في الصالحية، فأدرج هذه الطرق مع إسناد الحديث الأتي برقم (98190) وهو حديث المغيرة: كنت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر ... إلى آخر حديث المسح على الخفين، غير أنه شك في أن تكون هذه الأسانيد الثلاثة للحديث المشار إليه، ولم يتحرر له أمرها، فعقب عليها بقوله: فليحرر. وقد ظهر لك أنها طرق أخرى للحديث (18186) .
(1) في "أطراف المسند" 5/375: وحدثناه.
(2) إسناده ضعيف، وسلف للكلام عليه في الرواية (18151) .
وقوله: حدثنا موسى بن داود عن قبيصة بن جابر، يريد أن موسى. بن داود قال: قبيصة بن جابر بدل حُصَين بن عقبة، فبين موسى وقبيصة شريك وعبد الملك بن عمير، وقد بسطنا ذلك في الرواية (18151) .
وأخرجه ابن منده، ويحيى بن عبد الحميد الحماني فيما ذكره الحافظ في "النكت الظراف" 8/473.
(3) في (ق) : قال حصين، وقد ضبب فوق لفظة: "عن" في (ظ13) .
(4) هو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو النضر, وقوله: حدثناه أبو النضر قال: عن حصين، يعني: أن أبا النضر قاله: حُصَيناً، غير منسوب، وقد بسطنا ذلك في الرواية (18151) . أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.(30/125)
18190 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لِي: " يَا مُغِيرَةُ، خُذِ الْإِدَاوَةَ " قَالَ: فَأَخَذْتُهَا، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَانْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ جَاءَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، قَالَ: فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ (1) مِنْهَا، فَضَاقَتَا (2) ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (3) ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ صَلَّى (4)
18191 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ سَوْقَةَ، عَنْ وَرَّادٍ، مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ:
__________
(1) في (ظ13) : يده، وكتب فوقها: يديه (خ) .
(2) في (م) و (ق) : ضاقت.
(3) في (ظ13) : فتوضأ للصلاة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صبيح، أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف" 1/106-107- ومن طريقه مسلم (274) (77) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (944) ، وأبو عوانة 1/257 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (388) و (2918) و (5798) ، ومسلم (274) (78) ، والنسائي في "المجتبى" 1/82، وأبو عوانة 1/257، والطبراني 20/ (945) من طرق عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (18134) .(30/126)
كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنْ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَحَدٌ، قَالَ: فَأَمْلَى عَلَيَّ، وَكَتَبْتُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ ثَلَاثًا، وَنَهَى عَنْ ثَلَاثٍ، فَأَمَّا الثَّلَاثُ اللَّاتِي نَهَى الله عَنْهُنَّ: فَقِيلَ وَقَالَ، وَإِلْحَافُ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةُ الْمَالِ " (1)
18192 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ، مِنْهُمْ مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةُ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع. ابن سوقة- وهو محمد- لا يروي عن ورَّاد، بينهما محمد بن عبيد الله الثقفي كما في مصادر التخريج، وهو ورجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. حسين بن علي: هو الجُعْفيُّ.
وأخرجه بأتم منه مسلم 3/ (1341) (593) (14) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3196) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (248) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (942) ، والبيهقي في "السنن" 6/63، وفي "شعب الإيمان" (6545) و (7871) ، وفي "الآداب" (94) من طرق عن محمد بن سوقة، عن محمد بن عبيد الله الثقفي، عن وراد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18147) .
وانظر (18139) والحديث التالي.
قال السندي: قوله: ليس بينك وبينه أحد، أي: سمعته بلا واسطة، وهذا تأكيد للسماع، وإلا فعند ثبوت الواسطة في البين، فات حقيقة السماع.(30/127)
وَكَانَ " يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ، وَعُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث، ومغيرة: هو ابن مِقْسم الضبّي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (41498) ، وفي "التمهيد"21/291 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6473) ، والنسائي في "المجتبى" 3/71، وفي "الكبرى" (1266) مختصراً- وهو في "عمل اليوم والليلة" (129) - وابنُ خزيمة (742) ، وابن حبان (2006) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (897) و (898) ، وفي "الدعاء" (683) و (684) ، وفي "الأوسط" (3721) من طرق، عن هشيم، به. ورواية ابن حبان من طريق هشيم، عن داود بن أبي هند وغيره، ورواية الطبراني في "الكبير" (898) ، وفي "الدعاء" (684) من طريق هشيم، عن داود ومجالد، بنحوه, ورواية الطبراني الأخرى من طريق الحسن ابن علي بن راشد الواسطى، عن هشيم، عن مغيرة وزكريا بن أبي زائدة ومجالد وإسماعيل بن أبى خالد، عن الشعبي، وفيها زيادة: "اللهم لا مانع لما
أعطيت ... "، وقال في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا هشيم، تفرد به الحسن بن علي.
وتابع هشيماً عليّ بن عاصم، كما سيرد برقم (18232) ، فرواه عن مغيرة، عن الشعبي، عن ورَّاد.
وخالفهما أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري- فيما ذكر النسائي في "عمل اليوم والليلة" (130) ، والدارقطني في "العلل" 7/122- فرواه عن مغيرة، عن شباك، عن الشعبي، عن المغيرة. فزاد شباكاً- وهو الضبي الكوفي الأعمى- ولم يذكر ورَّاداً. لكنه عند الطبراني في "الكبير" 20/ (896) - وهو من طريق أبي عوانة- لم يسقط وراداً، ويظهر أنه من الاختلاف على أبي
عوانة.=(30/128)
18193 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ، رَفَعَهُ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَمَزَ ظَهْرِي، أَوْ كَتِفِي، بِشَيْءٍ كَانَ مَعَهُ، قَالَ: (1) وَتَبِعْتُهُ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: " أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَعِي سَطِيحَةٌ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ، فَرَفَعَ الْجُبَّةَ عَلَى عَاتِقِهِ، وَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ قَالَ: وَذَكَرَ النَّاصِيَةَ بِشَيْءٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا فَأَدْرَكْنَا الْقَوْمَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَؤُمُّهُمْ، وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً، فَذَهَبْتُ لِأُوذِنَهُ فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا مَعَهُ رَكْعَةً، وَقَضَيْنَا الَّتِي سُبِقْنَا بِهَا (2)
__________
=وأخرج القسم الأول منه مطولاً: الطبراني في "الكبير" 20/ (899) ، وفي "الدعاء" (685) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن شيبان، عن عاصم ابن أبي النجود، عن الشعبي، به.
وقد سلف القسم الأول منه برقم (18139) .
وسلف القسم الثاني منه برقم (18147) .
وسيرد بتمامه برقم (18232) .
(1) في هامش (ظ13) : فمال. (نسخة) .
(2) إسناداه صحيحان، الأول منهما على شرط الشيخين، والثاني- وإن كان ظاهره يوهم الانقطاع- موصول في الرواية (18134) بذكر عمرو بن وهب الثقفي بين ابن سيرين والمغيرة، والظاهر أن ابن عون لم يضبط إسناده عن ابن=(30/129)
18194 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَزْوَةَ تَبُوكَ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِبَلَ الْغَائِطِ، فَحَمَلْتُ مَعَهُ إِدَاوَةً قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ، أَخَذْتُ أُهَرِيقُ (1) عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ، وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ،
__________
= سيرين، كما سيرد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5653) من طريق يزيد بن هارون، بهذين الإسنادين، وقد سقط من إسناد المطبوع اسم عامر الشعبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/63، وفي "الكبرى" (111) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (870) من طريقين، عن عبد الله بن عون، بهذين الإسنادين، إلا أن الثاني عند النسائي قال فيه: وعن محمد بن سيرين، عن رجل، حتى رده إلى المغيرة. قال ابن عون: ولا أحفظ حديث ذا من ذا.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5654) من طريق أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، بالإسناد الأول.
وأخرجه مختصراً الشافعي في "المسند" 1/42 (بترتيب السندي) ، والحميدي (758) ، ومسلم (274) (80) ، وابن خزيمة (190) و (191) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/83، والطبراني في "الكبير" 20/ (866) إلى (869) ، وفي "الأوسط" (5283) ، والبيهقي في "السنن" 1/281 من
طرق، عن الشعبي، به.
وسيرد من طرق عن الشعبي، بهذا الإسناد بالأرقام: (18196) و (18235) و (18239) و (18242) .
(1) في (ظ 13) و (ق) : أهريق الماء.(30/130)
ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُخْرِجُ جُبَّتَهُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي الْجُبَّةِ، حَتَّى أَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ. قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَأَقْبَلْتُ مَعَهُ حَتَّى نَجِدَ النَّاسَ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يُصَلِّي بِهِمْ، فَأَدْرَكَ إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ.، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ: فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ، فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُتِمُّ صَلَاتَهُ فَأَفْزَعَ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، أَوْ: قَدْ أَصَبْتُمْ " يَغْبِطُهُمْ أَنْ صَلَّوْا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا (1)
__________
(1) حديث صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عباد بن زياد- وهو المعروف أبوه بزياد بن أبي سفيان - لم نعلم في الرواة عنه سوى الزهري ومكحول الشامي، وقال ابن المديني: مجهول، لم يرو عنه سوى الزهري.
قلنا: ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وروى له مسلم متابعة، وأبو داود، والنسائي هذا الحديث الواحد، وهو متابع في الرواية الآتية، وقد سلف الكلام عليه في الحديث رقم (18160) . محمد بن بكر: هو البرساني.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/125، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/121 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (748) - ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (397) ، ومسلم 1/ (317) (274) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (880) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 11/126، وقرن عبد الرزاق- في رواية عبد بن حميد- بابن جريج معمراً.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/42 (بترتيب السندي) - ومن طريقه=(30/131)
18195 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ نَحْوَ حَدِيثِ عَبَّادٍ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: وَأَرَدْتُ تَأْخِيرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُ " (1)
__________
= البغوي في "شرح السنة" (236) - والنسائي في "الكبرى" (166) من طرق، عن ابن جريج، به.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (18134) و (18164) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حمزة بن المغيرة بن شعبة، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وإسماعيل ابن محمد بن سعد: هو ابن أبي وقاص.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/127 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم 1/318 (274) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/42-43 (بترتيب السندي) من طريقين، عن ابن جريج، به.
وأخرجه مختصراً يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/369 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، به.
وأخرجه عبد الرزاق (749) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (889) - وابن أبي شيبة مختصراً 1/178، والنسائي في "المجتبى" 1/83، وفي "الكبرى" (110) من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، به.
ولحديث المغيرة بن شعبة هذا في المسند حوالي ثلاثين طريقاً، سلف أولها برقم (18134) .(30/132)
18196 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي مَسِيرٍ، فَقَالَ: " أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ مَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ، فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْهَا، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ: " دَعْهُمَا فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ "، فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قال الحافظ في "الفتح" 1/309: وزكريا مدلس، ولم أره من حديثه إلا بالعنعنة، لكن أخرجه أحمد، عن يحيي القطان، عن زكريا، والقطان لا يحمل من حديث شيوخه المدلسين إلا ما كان مسموعا لهم. صرح بذلك الإسماعيلي. قلنا: رواية أحمد عن يحيي القطان سترد برقم (18235) .
وأخرجه مطولًا ومختصراً الدارمي (713) ، والبخاري (206) و (5799) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (235) ، وفي "التفسير" 2/20 وأبو عوانة 1/255، والطبراني في " الكبير" 20/ (864) ، والبيهقي في "السنن" 1/281 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين. وأخرجه مسلم (274) (79) من طريق عبد الله بن نمير. وأخرجه الشافعي 1/42- ومن طريقه أبو عوانة 3/256- والحميدي (758) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (867) ، والدارقطني1/197- وابنُ حبان (1326) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 12/427 من طريق سفيان بن عيينة. ثلاثتهم عن زكريا بن أبي زائدة،=(30/133)
18197 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ أَسْفَلَ الْخُفِّ وَأَعْلَاهُ " (1)
__________
= بهذا الإسناد.
وقرن سفيان بزكريا حصينَ بن عبد الرحمن، ويونس بن أبي إسحاق.
وسيكرر برقم (18235) .
وقد سلف برقم (18134) من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة، وانظر طرقه هناك.
(1) إسناده ضعيف، الوليد بن مسلم يدلس ويسوّي، وهو شر أنواع التدليس، وقد عنعن هنا، ثم إن بين ثور بن يزيد ورجاء بن حيوة انقطاعاً كما سيرد، والصواب إرساله كما سنبين. ثور: هو ابن يزيد، وكاتب المغيرة: هو ورَّاد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/176، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/147، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/135 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: غريب من حديث رجاء، لم يروه عنه إلا ثور.
وأخرجه أبو داود (165) عن موسى بن مروان الرقي ومحمود بن خالد الدمشقي، والترمذي (97) عن أبي الوليد أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي، وابن ماجه (550) عن هشام بن عمار، وابن الجارود (84) عن عبد الله بن يوسف، والطبراني في "الكبير" 20/ (939) من طريق عبد الله بن يوسف والهيثم بن خارجة، والبيهقي في "السنن" 1/290، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/147-148 من طريق الحكم بن موسى، سبعتهم عن الوليد بن مسلم، قال أبو داود: بلغني أنه لم يسمع ثور هذا الحديث من رجاء.
وقال الترمذي: هذا حديث معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد=(30/134)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن مسلم.
قلنا: علته التدليس والانقطاع والإرسال، وقد بيَّنها ابنُ المبارك وعبدُ الرحمن بنُ مهدي ونُعَيم بن حماد، ونقلها عنهم أحمدُ والبخاريُّ وأبو زرعة، فيما ذكر الترمذي والدارقطني "عللهما"، وابن عبد البر في "التمهيد"، والحافظ في "التلخيص" 1/159، فقد قال الحافظ: قال الأثرم عن أحمد: إنه
كان يُضعفه ويقول: ذكرتُه لعبد الرحمن بن مهدي، فقال: عن ابن المبارك، عن ثور، حُدّثْتُ عن رجاء، عن كاتب المغيرة، ولم يذكر المغيرة. قال أحمد: وقد كان نُعيم بن حماد حدثني عن ابن المبارك كما حدثني الوليدُ بنُ مسلم به عن ثور، فقلت له: إنما يقول هذا الوليد، فأما ابنُ المبارك فيقول: حدثت عن رجاء، ولا يذكر المغيرة، فقال لي نُعيم: هذا حديثي الذي أسأل عنه، فأخرج إلي كتابه القديم بخط عتيق، فإذا فيه ملحقٌ بين السطرين بخط ليس بالقديم: "عن المغيرة"، فأوقفتُه عليه، وأخبرته أن هذا زيادةٌ في الإسناد لا أصل لها، فجعل يقول للناس بعد وأنا أسمع: اضربوا على هذا
الحديث.
وقال الترمذي في "العلل" 1/180: سألتُ محمدا عن هذا الحديث، فقال: لا يصح هذا، روي عن ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، قال: حُدّثْتُ عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاَ، وضَعف هذا.
وسألتُ أبا زرعة، فقال نحواً مما قال محمدُ بنُ إسماعيل، وقال مثلَه الدارقطني في "العلل" 1/110، وقال أيضا: وحديثُ رجاء بن حيوة الذي فيه ذِكْرُ أعلى الخُفِّ وأسفلِه لا يثبت، لأن ابن المبارك رواه عن ثور بن يزيد، مرسلاً.
قال الحافظ في "التلخيص" 1/160: ووقع في "سنن" الدارقطني ما يُوهم رفع العلة، وهي حدثنا عبدُ الله بنُ محمد بن عبد العزيز، حدثنا داود بن رُشَيد، عن الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، حدثنا رجاء بن حيوة، فذكره.
فهذا ظاهره أن ثوراً سمعه من رجاء، فتزول العلة، ولكن رواه أحمدُ بنُ عُبيد=(30/135)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الصفّار في "مسنده" عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن داود بن رُشَيد، فقال: عن رجاء، ولم يقل: حدثنا رجاء، فهذا اختلافٌ على داود يمنع من القول بصحة وصلة، مع ما تقدم في كلام الأئمة.
قلنا: ونزيد على ما ذكره الحافظ من الاختلاف على داود بما يمنع القول بصحة الوصل: أن الذين رووه عن الوليد بن مسلم، فقالوا: عن رجاء بالعنعنة، ثمانيةٌ ثقات، فهم أكثر عدداً، واضبط حفظاً من واحد اختُلف عليه فيه.
وفي هذا نقض لكلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله- الذي تابع فيه العيني في "شرح الهداية" 1/577 ولم يصرح باسمه- وحاول فيه رَدَّ هذه العلة بتصريح داود بن رُشَيد بسماع ثور من رجاء، ولا يدفع هذه العلةَ أيضاً- كما زعم- روايةُ الشافعي للحديث عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيي، عن ثور، مثل رواية الوليد عن ثور، فإبراهيم هذا أطبق أئمة الجرح والتعديل على أنه متروك، وقولُه في أن زيادةَ الوليد بن مسلم لوصله مقبولة، لأنها زيادةُ ثقة، مما يُتعجب منه، لأن فيه ذهولاً عن تدليس الوليد الذي لا يشده متابعةُ إبراهيم بن أبي يحيى كما ذكرنا، مع مخالفته لابن المبارك، وهو الأضبط والأحفظ، وقد قال ابن حزم في "المحلى" 2/114: أخطأ فيه الوليد في موضعين، فذكرهما كما تقّدم.
وقال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/54 عن أبيه: حديث الوليد ليس بمحفوظ، وسائر الأحاديث عن المغيرة أصح.
وقال البخاري في "التاريخ الأوسط"- المطبوع خطأ باسم "التاريخ الصغير"- فيما نقله الحافظ في "التلخيص" 1/159: حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا ابنُ أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن المغيرة، رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح على خفيه على ظاهرهما. قال: وهذا أصحُّ من حديث رجاء، عن كاتب المغيرة. =(30/136)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: وروايةُ ابن أبي الزناد، عن أبيه ... سلفت برقم (18156) .
وقال ابنُ القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 1/125-126: وبعد، فهذا حديث قد ضعفه الأئمة الكبار: البخاري، وأبو زرعة، والترمذي، وأبو داود، والشافعي، ومن المتأخرين: ابن حزم، وهو الصواب لأن الأحاديث الصحيحة كلها تخالفه، ... وقد تفرد الوليد بن مسلم بإسناده ووصله، وخالفه من هو
أحفظ منه وأجل، وهو الإمام الثبت عبد الله بن المبارك ... وإذا اختلف عبد الله بن المبارك والوليد بن مسلم فالقول ما قال عبد الله.
تنبيه: وقع في "سنن" الترمذي 1/163 فيما حكاه عن أبي زرعة والبخاري عن ابن المبارك أن الانقطاع في الإسناد واقع بين رجاء بن حيوة وكاتب المغيرة، ففيه: روى هذا عن ثور، عن رجاء، قال: حدثت عن كاتب المغيرة.
وهو خلاف ما ذكر الترمذي نفسه في "العلل"، وما نقله عنه البيهقي في "السنن" وخلافُ ما ذكره أحمد- ونقله عنه الحافظ في "التلخيص"- والدارقطني وغيره كما سلف، وحقه أن يكون قوله: "حُدِّثت عن" قبل: رجاء ابن حيوة، لا قبل: كاتب المغيرة، وقد اغتر بهذا الوهم الحافظ في "تهذيب
التهذيب " في ترجمة رجاء، فقال: قال أحمد بن حنبل: لم يلق رجاء ورّاداً كاتبَ المغيرة، وكذا حكى الترمذي عن البخاري وأبي زرعة. قلنا: فليُحرر من هنا.
وقد سلف المسحُ على ظاهر الخفين برقم (18156) ، وسلف مطولاً برقم (18134) وانظر مكرراته هناك.
قال السندي: قوله: فمَسَحَ أسفل الخف وأعلاه، قيل: ولذلك قال الشافعي وغيره: إن مسح أسفل الخفين مستحب، وقال العيني في "شرح الهداية" [1/577 و578] : وعن هذا قال صاحب "البدائع": المستحب عندنا الجمع بين ظاهره وباطنه، وهو مقتضى القياس، لأنه بدلٌ عن الغسل، والمشرعُ
قد ورد بالظاهر والباطن جميعاً.(30/137)
18198 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، سَمِعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، فَقَالَ: " أَوَلَا (1) أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا " (2)
__________
(1) وفي نسخة في (س) : أفلا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه عبدُ الرزاق (4746) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (1010) ، والحميدي (759) ، والبخاري (4836) ، ومسلم (2819) (80) ، وابن ماجه (1419) ، والنسائي في "المجتبى" 3/219، وفي "الكبرى" (1325) ، وابن خزيمة (1183) ، وابن حبان (311) ، والبيهقي في "السنن" 3/16، وفي "الشعب" (4523) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (693) عن شريك وأبي عوانة وقيس وشيبان، ومسلم (2819) (79) ، والترمذي في "السنن" (412) وهو في "الشمائل" (259) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (931) - والنسائي في "الكبرى" (11501) ، وهو في "التفسير" (521) ، وابنُ خزيمة (1182) من طريق أبي عوانة، والطبراني في "الكبير" 20/1011 من طريق شريك، أربعتهم عن زياد،
به.
وسيرد بالرقمين: (18238) و (18243) .
وفي الباب عن عائشة، سيرد 6/115.
وعن أبي هريرة عند الترمذي في "الشمائل" (260) و (261) ، وابن ماجه (1420) ، وابن خزيمة (1184) .
قال السندي: قوله: قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: في صلاة الليل.
قد غفر الله لك، أي: فما بالك تُتعِبُ نفسك، وما بقي بعد المغفرة إلا الراحة؟! وهذا منهم مبني على أن الاجتهادَ في العبادة يكونُ للمغفرة، فمن حصلتْ له، فلا يَحتاجُ إليه، فأشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجواب أن العبادة قد تكونُ لشكرِ=(30/138)
18199 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدَةَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعْنَا وَرَّادًا، كَتَبَ إِلَيْهِ يَعْنِي الْمُغِيرَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَعْنِي الْمُغِيرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (1)
__________
= نعمة المولى، وحينئذ، فالمغفرةُ لكونها من أجل النعم تقتضي زيادةً في العبادة، والمبالغة في الاجتهاد، لا تركَه، كما زعموا.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبدة: هو ابن أبي لبابة، وعبد الملك: هو ابن عمير.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (762) ، ومسلم (593) (138) ، والنسائي في "المجتبى" 3/70، وفي "الكبرى" (1264) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (914) ، وفي "الدعاء" (689) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (113) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد تحرف عبد الملك بن عمير في مطبوع "المجتبى" إلى: عبد الملك بن أعين.
وأخرجه الدارمي (1349) ، والبخاري (844) ، وابن خزيمة (742) ، وأبو عوانة 2/243، والطبراني في "الكبير" 20/ (918) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1561) ، وابن خزيمة (742) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، به.
وجاء في هذه المصادر زيادة: "اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
وأخرجه عبد الرزاق (19638) - ومن طريقه عبدُ بنُ حميد (391) -=(30/139)
18200 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْعَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمْ يَتَوَكَّلْ مَنِ اسْتَرْقَى وَاكْتَوَى " وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّتَيْنِ: " أَوْ اكْتَوَى " (1)
__________
= والبخاري (6473) و (7292) ، وفي "الأدب المفرد" (460) بأتم منه، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1556) ، وابنُ خزيمة (742) ، وابنُ حبان (2007) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (908) و (911) و (912) و (915) و (916) و (917) و (919) ، وفي "الدعاء" (683) و (686) و (687) و (690) و (692) و (693) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/244، والبغوي في "شرح السنة" (715) ، من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. بزيادة: "اللهم لا مانع لما أعطيت ... ".
وأخرجه البخاري (6473) أيضاً من طرق، عن الشعبي، عن ورَّاد، به، مطولاً.
وقد سلف برقم (18139) ، وانظر مكرراته هناك.
(1) إسناده حسن من أجل العَقار بن المغيرة، فقد روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له الترمذي وابن ماجه والنسائي هذا الحديث فقط، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وابنُ أبي نجيح: هو عبد الله.
وأخرجه المزي في "التهذيب" 20/187 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (763) - ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" 4/415- والطبراني في "الكبير" 20/ (890) من طريق سفيان بن عيينة، به. قال الحكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وعلقه البخاري في "تاريخه" 7/95 عن ابن عيينة، به، بلفظ: "ليس منا من اكتوى أو استرقي". =(30/140)
18201 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَذْكُرُهُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَجْرَانَ، قَالَ: فَقَالُوا: أَرَأَيْتَ مَا تَقْرَءُونَ يَا أُخْتَ هَارُونَ وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ (1) لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَلَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (891) ، والدارقطني "العلل" 7/116 من طريق عبد الله بن محمد بن أبي مريم، عن الفريابي- وهو محمد ابن يوسف- عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، به. وعبد الله بن محمد ابن أبي مريم ضعيف.
وقد سلف برقم (18180) .
وسيرد بالرقمين (18217) و (18221) .
(1) لفظة "ذلك" ليست في (م) .
(2) إسناده حسن على شرط مسلم، سماك- وهو ابن حرب- وعلقمة بن وائل، من رجاله، وهذا مما انتقاه مسلم لسماك، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/551-552- ومن طريقه مسلم (2135) - والترمذي (3155) ، والنسائي في "الكبرى" (11315) ، وهو في "التفسير" (335) ، والطبري في "التفسير" 16/77-78، وابن حبان (6250) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (986) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/392-393، والبغوي في "التفسير" 4/244 من طرق، عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. قال
الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن إدريس.
قال السندي: قوله: "إنهم كانوا يسمون بالأنبياء ... " إلخ، أي: فكان=(30/141)
18202 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ قَالَ: شَهِدْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ خَرَجَ يَوْمًا، فَرَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ هَذَا النَّوْحِ فِي الْإِسْلَامِ. وَكَانَ مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَنِيحَ عَلَيْهِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّهُ مَنْ نِيحَ (1) عَلَيْهِ، يُعَذَّبْ (2) بِمَا نِيحَ (1) عَلَيْهِ " (3)
18203 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يَزَالَ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ
__________
= بعضُ قرابة مريم يُسَمى باسم نبي الله هارون، فنُسبت إليه بأنها أخته، ويحتمل أن يُراد بالتسمية النسبة، أي: كانوا ينسبون اللاحقين إلى السابقين، فنُسِبت هي إلى نبي الله هارون صلوات الله تعالى وسلامه على نبينا وعليه.
(1) في (ق) : ينح، في الموضعين.
(2) في (ص) : عذب.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي بن سعيد: هو القطان، وسعيد بن عُبيد: هو الطائي أبو الهذيل الكوفي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4827) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18140) ، وسيرد قسمه الثاني وهو قوله: "إنه من نيح عليه ... " برقم (18237) .(30/142)
ظَاهِرُونَ " (1)
18204 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: قَالَ لِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: مَا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الدَّجَّالِ أَحَدٌ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ، وَإِنَّهُ قَالَ لِي: " مَا يَضُرُّكَ مِنْهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ جَبَلَ خُبْزٍ وَنَهْرَ مَاءٍ قَالَ: " هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَاكَ " (2)
18205 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: أَكَلْتُ ثُومًا، ثُمَّ أَتَيْتُ مُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِرَكْعَةٍ، فَلَمَّا صَلَّى، قُمْتُ أَقْضِي، فَوَجَدَ رِيحَ الثُّومِ، فَقَالَ: " مَنْ أَكَلَ هَذِهِ (3) الْبَقْلَةَ، فَلَا يَقْرَبَنَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البخاري (3640) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (959) من طريق يحيي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقمي (18135) و (18166) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البخاري (7122) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (954) من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالرقمين (18155) و (18167) .
(3) في (ق) : من هذه.(30/143)
مَسْجِدَنَا حَتَّى يَذْهَبَ رِيحُهَا "، قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ الصَّلَاةَ، أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي عُذْرًا، نَاوِلْنِي يَدَكَ، قَالَ: فَوَجَدْتُهُ وَاللهِ سَهْلًا، فَنَاوَلَنِي يَدَهُ، فَأَدْخَلْتُهَا فِي كُمِّي إِلَى صَدْرِي، فَوَجَدَهُ مَعْصُوبًا، فَقَالَ: " إِنَّ لَكَ عُذْرًا " (1)
18206 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُذَيْلِ (2) بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ " (3)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن الدارقطني قد رجح إرساله كما ذكرنا في الرواية (18176) . أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/510، 8/303- ومن طريقه ابن حبان (2095) - وابن خزيمة (1672) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/77 من طريق يزيد بن هارون، عن سليمان بن المغيرة، به.
وقوله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أكل من هذه البقلة، فلا يقربنَّ مسجدنا حتى يذهب ريحها" له شاهد صحيح من حديث ابن عمر، ستلف ذكره في الرواية (18176) وأشرنا هناك إلى بقية أحاديث الباب.
(2) في (م) : هُذيل، وهو خطأ.
(3) هذا حديث ضَعَفه الأئمةُ، عِلَّتُه عندهم تفردُ أبي قيس- وهو عبد الرحمن بن ثَرْوان - به، فمع أنه وثقه ابنُ مَعِين والدارقطني وابن نُمير والنسائي والعجلي- وزاد: ثبت- قال الدارقطني في "العلل" 7/112 في هذا الحديث: لم يروه غير أبي قيس، وهو مما يُغْمَزُ عليه به، لأنَ المحفوظ عن المغيرة المسحُ على الخفين. وقال عبدُ الله بنُ أحمد- فيما نقله العُقَيلي-:=(30/144)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سألتُ أبي عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان، فقال: هو كذا وكذا- وحرَّك يده- وهو يُخالف في أحاديث. وقال أبو داود: كان عبدُ الرحمن بن مهدي لا يُحدث بهذا الحديث، لأن المعروف عن المغيرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح على الخفين. وقال النسائي: ما نعلم أحداً تابع أبا قبس على هذه الرواية، والصحيح عن المغيرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح على الخفين. ونقل البيهقي عن علي ابن المديني قال: حديث المغيرة في المسح رواه عن المغيرة أهلُ المدينة، وأهل الكوفة، وأهل البصرة، ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة، إلا أنه قال: ومسح على الجوربين، وخالف الناس ونقل البيهقي أيضاً عن مسلم بن الحجاج تضعيفه هذا الخبر، وأنه قال: أبو قيس الأودي، وهُزيل بن شرحبيل لا يحتملان هذا مع مخالفتهما لأجِلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة،
فقالوا: مسح على الخفين. ونقل عن عبد الرحمن بن مهدي قوله لسفيان الثوري: لو حدثتني بحديثِ أبي قيس عن هُزيل، ما قبلتُه منك، فقال سفيان: الحديثُ ضعيف، أو واهِ، أو كلمة نحوها. ونقل عن ابن معين قولَه: الناسُ كلهم يروونه على الخفين، غيرَ أبي قبس.
وقد ذهب إلى تصحيح الحديث الترمذيُّ، فقال بإثر روايته للحديث: هذا حديث حسن صحيح، فتعقبه النووي في "المجموع" 1/541، فقال بعد أن ذكر من ضعفه: هؤلاء مُقَدَّمون عليه، بل كلُّ واحدِ من هؤلاء لو أنفرد، قُدم على الترمذي باتفاق أهل المعرفة. وقد تابع الترمذي في تصحيحه من القدماء
ابنُ حبان، ومن المتأخرين ابنُ التركماني، فقال في أبي قيس وهُزيل: لم يخالفا الناس مخالفة معارضة، بل رويا أمراً زائداً على ما رووه بطريق مستقل غير معارض، فيُحمل على أنهما حديثان، وهذا صحح الحديثَ- يعني الترمذي- كما مر. قلنا: وتابع الثلاثة في تصحيحه من المعاصرين الشيخُ أحمد شاكر، فقال في تعليقه على "سنن الترمذي" 1/168: وليس الأمرُ كما قال هؤلاء الأئمة، والصوابُ صنيع الترمذي في تصحيح هذا الحديث، وهو حديث آخر، غير حديث المسح على الخفين، وقد روى الناسُ عن المغيرة أحاديثَ=(30/145)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المسح في الوضوء، فمنهم من روى المسح على الخفين، ومنهم من روى المسح على العمامة، ومنهم من روى المسح على الجوربين، وليس شيء منها بمخالف للآخر، إذ هي أحاديث متعددة، وروايات على حوادث مختلفة، والمغيرةُ صحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو خمس سنين، فمن المعقول أن يشهد من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقائع متعددة في وضوئه ويحكيها، فيسمع بعضُ الرواة منه شيئاً ويسمع غيره شيئاً آخر، وهذا واضح بديهىِ.
قلنا: وباستعراض أقوال الفريقين نجد من الإنصاف القول: إنَّ من صحح المسح على الجوربين بتصحيح هذا الحديث فحسب، قد وهم، لأن أكثر الأئمة على تضعيفه، كما سلف، لكن من ذهب إلى عدم جواز المسح على الجوربين مطلقاً بسبب تضعيفه هذا الحديث، قد قصَّر، وفاتَه أنَّ المسح على الجوربين إنما ثبت من أحاديث أُخر، أصحها حديثُ ثوبان، كما سنذكر قريباً، ونذكر من أخذ بها من الصحابة والتابعين، والله الموفق.
وبقية رجال الإسناد ثقات، رجال الصحيح.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/188، وأبو داود (159) ، والترمذي (99) ، وابن ماجه (559) ، والنسائي في "الكبرى" (130) ، وابن خزيمة و (198) ، والطبراني في "الكبير" 20/996 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (398) من طريق الضحاك بن مخلد، وابنُ خزيمة (198) من طريق أبي عاصم ووكيع وزيد بن الحباب، وابنُ حبان (1338) عن ابن خزيمة من طريق زيد بن الحباب، والعُقَيلي في "الضعفاء" 1/327، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/97، والطبراني في "الكبير"
20/ (995) ، وفي "الأوسط" (2666) ، والبيهقي في "السنن" 1/283-284 من طريق أبي عاصم، والطبراني في "الكبير" أيضاً 20/ (996) من طريق عبد الحميد الحماني وابن المبارك وزيد بن الحباب، ستتهم عن سفيان، به.
قال ابن خزيمة: ليس في خبر أبي عاصم: "والنعلين"، إنما قال: مسح على الجوربين. قلنا: قد ورد لفظ "النعلين" عند البيهقي، وهو من رواية أبي=(30/146)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عاصم، ووقع في رواية الطبراني في "الكبير"- من طريق أبي عاصم أيضا-: "الخفين" بدل: "الجوربين"!.
قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن أبي قيس إلا سفيان.
وللحديث بتمامه شاهد من حديث أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه (560) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/97. قال أبو داود: ليس بالمتصل ولا بالقوي. قلنا: في إسناده أبو سنان، وهو عيسى بن سنان الحنفي القسملي الفلسطيني، لين الحديث.
وللمسح على الجوربين شاهدٌ كذلك من حديث ثوبان أخرجه أحمد فيما سيرد 5/277- ومن طريقه أبو داود (146) - عن يحيى بن سعيد القطان، عن ثور بن يزيد الكلاعي، عن راشد بن سعد، عن ثوبان، قال: بعث رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية، فأصابهم البرد، فلما قدموا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين. وإسناده صحيح، رجاله ثقات، وراشد بن سعد- وهو الحمصي المقرائي- سمع من ثوبان فيما جزم به البخاري في "التاريخ الكبير" 3/292، وقد عاصره قرابة ثمانية عشر عاماً، وليس موصوفاً بالتدليس. والعصائب: هي العمائم، والتساخينُ: كل ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحوهما، ولا واحد لها من لفظها.
وروى الدولابي في "الأسماء والكنى" 1/181 من طريق أحمد بن شعيب، عن عمرو بن علي، أخبرني سهل بن زياد أبو زياد الطحان، حدثنا الأزرق بن قيس قال: رأيت أنس بن مالك أحدث، فغسل وجهه ويديه ومسح على جوربين من صوف، فقلت: أتمسح عليهما؟ فقال: إنهما خُفان، ولكن من صوف.
ومن ذهب إلى أنه يلزم أن يكون الجوربان منعلين، لا أنه جورب منفرد، ونعل منفرد، أخذا مما رواه البيهقي في "السنن" 1/285 عن أنس أنه دخل الخلاء وعليه جوربان، أسفلهما جلود، وأعلاهما خز، فمسح عليهما، رده ابن التركماني بقوله: وكونُ أنس مَسَحَ على جوربين مُنَعَّلين، لا يلزم منه أن يكون=(30/147)
18207 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ رَوْحُ: ابْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي زِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَقَالَ وَكِيعٌ: عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّاكِبُ خَلْفَ الْجِنَازَةِ، وَالْمَاشِي حَيْثُ شَاءَ مِنْهَا، وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ " (1)
__________
=النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل ذلك، فلا يدل فعلُ أنس على تأويل الحديث بما لا يحتمله لفظه.
قال ابن المنذر- فيما حكاه عنه ابن قدامة في "المغني" 1/374-: ويروى إباحةُ المسح على الجوربين عن تسعة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عليٍّ، وعمار، وابن مسعود، وأنس، وابن عمر، والبراء، وبلال، وابن أبي أوفى، وسهل بن سعد، وبه قال عطاء، والحسن، وسعيد بن المسيب، والنخعي، وسعيد بن جبير، والأعمش، والثوري، والحسن بن صالح، وابن المبارك، وإسحاق، ويعقوب، ومحمد.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سعيد بن عبيد الله، وجُبير بن حية- والد زياد- فمن رجال البخاري، وهما ثقتان. وهو مكرر (18162) وقد ذكرنا في الاختلاف في رفعه ووقفه هناك. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وروح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1045) من طريق الإمام أحمد، عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 3/280- ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" (11178) - وابنُ حبان (3049) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1045) من طريق وكيع، به.
وقد سقط "وكيع" من مطبوع ابن أبي شيبة.
وأخرجه ابن ماجه برقمي (1481) و (1507) ، والحاكم في "المستدرك"=(30/148)
18208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ " (1)
18209 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا
__________
=1/363- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/8- من طريق روح بن عبادة، به، إلا أن ابن ماجه لم يقل في إسناد (1481) : "عن أبيه"، المراد به جبير ابن حية والد زياد، ونبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" 8/472.
وقد سلف من طريق إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، به، موقوفاً برقم (18181) .
وسلف من طريق هاشم بن القاسم، عن مبارك بن فضالة، عن زياد بن جبير، به، مرفوعاً برقم (18174) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
ووهم الحافظ ابن حجر رحمه الله في "النكت الظراف" 8/477، و"أطراف المسند" 5/365، فأسقط وكيعاً، وجعل شيخ أحمد فيه سفيانَ بنَ عيينة!
وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف" 3/366 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسيكرر بالحديثين التاليين.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2734) وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.
وانظر حديث زيد بن أرقم الآتي 4/369 وفيه قصة.(30/149)
الْأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ " (1)
18210 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ " (2)
18211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري، وزياد: هو ابن علاقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1013) ، وابن حبان (3022) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1982) ، وابنُ حبان (3022) من طريق أبي داود الحَفَري، عن سفيان، به.
وهو مكرر سابقه، وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: فتؤذوا الأحياء: فإن من سُبَّ ميتهُ يتأذى عادة، وإن كان الميتُ مات كافراً فيستحق ذاك.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن زياد بن علاقة، سمعه في هذه الرواية عن رجل عند المغيرة، وسمعه في الروايتين السالفتين من المغيرة نفسه.
ولعل هذا الرجل المبهم هو زيد بن أرقم، كما سيرد 4/369.
(3) حديث صحيح. وقد سلف الكلام على إسناده برقم (18184) .
وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.=(30/150)
18212 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: ضِفْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأَمَرَ بِجَنْبٍ، فَشُوِيَ، قَالَ: فَأَخَذَ الشَّفْرَةَ، فَجَعَلَ يَحُزُّ لِي بِهَا مِنْهُ، قَالَ: فَجَاءَهُ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَأَلْقَى الشَّفْرَةَ، وَقَالَ: " مَا لَهُ تَرِبَتْ يَدَاهُ؟ "، قَالَ مُغِيرَةُ: وَكَانَ شَارِبِي وَفَى فَقَصَّهُ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سِوَاكٍ، أَوْ قَالَ: " أَقُصُّهُ لَكَ عَلَى سِوَاكٍ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/595- ومن طريقه مسلم في مقدمة "صحيحه" 1/9، وابن ماجه (41) - عن وكيع، عن سفيان، بهذا الإسناد، ولم يقرن شعبة بسفيان سوى مسلم.
وأخرجه هنَّاد في "الزهد" (1382) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (426) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (166) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1021) ، وابنُ عبد البر في مقدمة "التمهيد" 1/41 من طرق، عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (18184) ، وذكرنا شواهده هناك.
(1) إسناده حسن، مغيرة بن عبد الله- وهو ابن أبي عقيل اليشكري- روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير العجلي وابن حبان - وتابعهما الحافظ في "التقريب"، ولم يرو له مسلم سوى حديث واحد في القدر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 28/380 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (188) ، والترمذي في "الشمائل" (168) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (1550) مختصراً، والطبراني في "الكبير" 20/ (1059) من طرق، عن وكيع، به. زاد أبو داود بعد قوله: "ما له تَرِبَت=(30/151)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يداه": وقام يصلي.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (6655) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/230، والطبراني في "الكبير" 20/ (1058) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 24/144 من طريقين، عن مسعر، به.
وأخرج نحوه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1551) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1060) ، والبيهقي في "شعب الأيمان" (6447) من طريق غالب ابن نجيح، عن جامع بن شداد، به.
وأخرج الطيالسي (698) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 1/150-151- والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/229 من طريق عبد الرحمن بن زياد وعبد الله بن رجاء، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن المغيرة بن شعبة أن
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلاً طويل الشارب، فدعا بسواك وشفرة، فقص شارب الرجل على عود السواك.
والمسعودي ثقة اختلط، لكن سماع عبد الله بن رجاء منه قبل اختلاطه.
وسيكرر برقم (18236) ، وانظر (18219) .
وفي الباب في ترك الوضوء مما مست النار عن ابن عباس، سلف بالأرقام (1988) و (2002) و (2461) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9049) ، وانظر التعليق على حديث أبي هريرة مرفوعاً: توضؤوا مما مست النار" السالف برقم (7605) .
وعن عمرو بن أمية، سلف بالأرقام (17248) و (17249) و (17250) .
وقوله: فألقى الشفرة، وقال: "ما له تربت يداه" إنما هو من أجل تأخير الصلاة حتى يفرغ من الطعام، وقد سلف من حديث ابن عمر برقم (4709) الرُّخصة في ذلك، ولفظه عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1986) : "إذا كان أحدكم على الطعام، فلا يعجل عنه حتى يقضي حاجته، وإن أقيمت الصلاة".=(30/152)
18213 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: اسْتَشَارَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّاسَ فِي مِلَاصِ (1) الْمَرْأَةِ، قَالَ: فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَضَى فِيهِ بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ، أَوْ أَمَّةٍ "، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: ائْتِنِي بِمَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ، قَالَ فَشَهِدَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ (2)
__________
= وفي الباب في قص الشارب عن أبى هريرة، سلف بالرقمين (7132) و (7139) وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: ضِفْتُ، بكسر ضاد، أي: نزلت ضيفاً له.
فجعل يَحُزُ، أي: يقطع، أي: فتولى للخدمة بنفسه، كما هو دأب الكرام للضيف، إكراما له.
وقال: "ماله ترِبَت يداه"، أي: حيث لم يُؤَخر الصلاةَ ليلةَ الضيف حتى يُتِمَّ أمره.
وَفَى، أي: كَثُر، فطال.
(1) كذا في النسخ الخطية، وجاء في هامش (س) : إملاص. (نسخة) .
قلنا: قال النووي في "شرح مسلم" 11/181: في جميع نسخ مسلم: مِلاص، بكسر الميم وتخفيف اللام، وبصاد مهملة، وهو جنين المرأة ... قال القاضي: قد جاء: مَلِصَ الشيءُ: إذا أفلتَ، فإن أريد به الجنين، صحَّ مِلاص، مثل.
لزم لِزاماً. والله أعلم.
(2) حديث صحيح على وهم في إسناده كما سيرد، رجاله ثقات رجال الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/251- ومن طريقه مسلم (1683) ، وابن ماجه (2640) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (509) و20/ (860) ، والبيهقي في "السنن" 8/114- وأبو داود (4570) ، والطبراني أيضاً 19/ (509) من طريق=(30/153)
18214 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا طَعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ بَيَانٍ التَّغْلِبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ الْخَمْرَ، فَلْيُشَقِّصِ الْخَنَازِيرَ (2) ، يَعْنِي يُقَصِّبُهَا، "
__________
= وكيع، بهذا الإسناد.
وقد تابع وكيعاً على ذكر المسور بن مخرمة في الإسناد: يزيد بن سنان الرهاوي، وقيس بن الربيع، ويحيى بنُ زكريا بن أبي زائدة، ومحمد بن سليمان - كما ذكر الحافظ في "النكت الظراف" 8/482- وعبدة بن سليمان عند الطبراني19/ (509) .
ونقل الحافظ في "النكت الظراف" 8/482 عن علي ابن المديني، قوله: لا أرى وكيعاً إلا واهما في قوله: عن المسور بن مخرمة.
وذكر الدارقطني في "الإلزامات والتتبع" ص219 إسناد هذا الحديث الذي فيه ذكر المسور، ثم قال: وهذا وهم، وخالفه أصحاب هشام: وهيب، وزائدة، وأبو معاوية، وعبيد الله بن موسى وأبو أسامة، فلم يذكروا المسور، وهو الصواب.
قلنا: قد سلف من طريق هشام، عن أبيه، عن المغيرة، دون ذكر المسور برقم (18136) .
(1) في (ظ 13) و (م) : عمرو، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال عمر بن بيان التغلبي، فقد روى عنه اثنان فقط، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقول أبي حاتم فيه: معروف، يعني معروفَ العين، وقال أحمد في "العلل" 1/20: لا أعرفه. وليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث عند أبي داود، وبقية رجاله ثقات رجال
الشيخين، غير طُعْمة بن عمرو الجَعْفري، فمن رجال أبي داود والترمذي، وهو ثقة، روى له أبو داود وهذا الحديث الواحد، وقد روى له الترمذي أيضا حديثا آخر غيره، أخرجهما المزي في ترجمته في "تهذيب الكمال". وكيع: هو ابن=(30/154)
18215 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ،
__________
= الجراح الرؤاسي.
وأخرجه الحميدي (760) ، وابن أبي شيبة 6/445، وأبو داود (3489) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/445، والدارميِ (2102) ، وأبو داود (3489) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (884) ، وفي "الأوسط" (8527) ، والبيهقي في "السنن" 6/12، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/385 من طرق عن طعمة ابن عمرو، به.
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن المغيرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به طعمة بن عمرو.
وفي الباب في تحريم الخمر: عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5390) .
قال السندي: قوله: "فَلْيُشَقِّص" من التشقيص، إما بمعنى الذبح بالمِشْقَص وهو نصلٌ عريض، أو بمعنى التجزئة والتبعيض، كما يفصل أجزاء الشاة بعد الذبح، قال الخطَابي: هو كناية عن استحلال أكلها، والمقصودُ توكيدُ التحريم والتغليظ فيه، يقول: من استحل بيع الخمر، فليستحلّ أكل الخنزير،
فإنهما في الحرمة والإثم سواء، أي: إذا كنت لا تستحل أكل الخنزير، فلا تَسْتَحِل بيع الخمر، وقيل: هو أمر معناه النهي، تقديره: من باع الخمر، فليكُن للخَنَازير قَصاباً.
ونقل الحافظ في "الفتح" 4/117 عن ابن بطال قوله في الحديث: لم يأمره بذبحها، ولكنه على التحذير والتعظيم لإثم بائع الخمر.
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 6/191: ليس هذا على أباحة شقص الخنازير لمن باع الخمر، ولكنه تقريع وتوبيخ، يقول: منِ استحل بيع الخمر وقد نهاه الله عن بيعها على لسان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليس يمتنع عن شقص الخنازير.(30/155)
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَذَ بِحُجْزَةِ سُفْيَانَ بْنِ سَهْلٍ الثَّقَفِيِّ، فَقَالَ: " يَا سُفْيَانُ، لَا تُسْبِلْ إِزَارَكَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ " (1)
18216 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ،
__________
(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه في الحديث رقم (18151) ، وذكرنا هناك الاختلاف في تسمية حصين. يزيد: هو ابن هارون، من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/395- ومن طريقه ابن ماجه (3574) ، والطبراني في "الكبير" 20/1024- والنسائي في "الكبرى" (9704) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
ووقع اسم حصين عند ابن أبي شيبة وابن ماجه والنسائي: حصين بن قَبيصة، مع أن الحافظ ذكر في "التهذيب" أنه عندهم: حصين بن عقبة، فلعل هَذا من اختلاف النسخ، ووقع عند الطبراني - وروايته من طريق ابن أبي شيبة-: حصين بن عقبة. قال الطبراني: هكذا رواه يزيد بن هارون، عن شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن حصين بن عقبة، وقال: سفيان بن سهل.
قال الحافظ: وأما احتجاج المزي في "الأطراف" بأن أحمد بن الوليد الفحام رواه عن يزيد بن هارون، عن شريك، عن عبد الملك، عن حصين بن قبيصة، فليس بمجد في المقصود، لأنه يحتمل أن يكون الفحام وهم، لأن كلاًّ من أحمد بن حنبل، وأبي بكر بن أبي شيبة، والعباس العنبري، أحفظ من مئة مثل الفحام، فلا تُعارضُ روايته روايتهم، ولا سيما وقد وافقهم علي بن الجعد، وأبو النضر، وغير واحد عن شريك.
قلنا: الذي في "الأطراف" للمزي 8/473 في رواية الفحام: حصين بن عقبة، وفي مطبوع النسائي: حصين بن قبيصة، فلعل هذا من اختلاف النسخ كما ذكرنا.(30/156)
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَضَ (1) فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَسَبَّحْنَا بِهِ، (2) فَمَضَى، فَلَمَّا أَتَمَّ الصَّلَاةَ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ " وَقَالَ مَرَّةً: " فَسَبَّحَ بِهِ مَنْ خَلْفَهُ، فَأَشَارَ أَنْ قُومُوا " (3)
18217 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَقَّارُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حَدِيثًا، فَلَمَّا خَرَجْتُ (4) مِنْ عِنْدِهِ لَمْ أُمْعِنْ حِفْظَهُ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَلَقِيتُ حَسَّانَ بْنَ أَبِي وَجْزَةَ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقُلْتُ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ حَسَّانُ: حَدَّثَنَاهُ عَقَّارٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَمْ يَتَوَكَّلْ مَنِ اكْتَوَى وَاسْتَرْقَى (5) " (6)
__________
(1) في (ظ13) : فسها فنهض.
(2) في (ق) : له.
(3) حديث صحيح بطرقه، وهو مكرر رقم (18163) .
(4) في (ظ 13) وهامش (ق) : خرجنا.
(5) في هامش (س) : أو استرقي. (نسخة) .
(6) حديث حسن من أجل عقار بن المغيرة، وسلف الكلام عليه في الرواية (18200) ، ومجاهد قد سمعه من عقار دون واسطة، كما صرح به في هذا الإسناد، ثم استثبته من حسان بن أبي وجزة عنه، وحسان هذا - وإن يكن مجهول الحال- تابعه مجاهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ومنصورة هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/69- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (892) - والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/95، وابن عبد البر في=(30/157)
18218 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: كَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَا يَنْكَسِفَانِ (1) لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَصَلُّوا وَادْعُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
18219 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَرْحَانَ،
__________
= "التمهيد" 24/65 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7605) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/65 من طريق جرير، عن منصور، به.
وأخرجه الطيالسي (697) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1166) من طريق شعبة، عن منصور، عن مجاهد، عن عقار، به، ولم يذكر حسان.
وقد سلف بالرقمين (18180) و (18200) ، وسيرد (18221) .
(1) المثبت من (م) و (ق) ، وهو الموافق لرواية البخاري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
ولم يذكر الحافظ ابن حجر هذا الطريق في "أطراف المسند".
وأخرجه البخاري (1043) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (694) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (1016) - عن شيبان بن عبد الرحمن به، وقرن الطبراني بشيبان أبا عوانة وقيساً- وهو ابن الربيع.
وقد سلف برقم (18178) ، ومطولاً برقم (18142) .(30/158)
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَلَ طَعَامًا، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ، وَقَدْ كَانَ تَوَضَّأَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ لِيَتَوَضَّأَ مِنْهُ، فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: " وَرَاءَكَ "، فَسَاءَنِي وَاللهِ ذَلِكَ، ثُمَّ صَلَّى، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِ انْتِهَارُكَ إِيَّاهُ، وَخَشِيَ أَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِكَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَيْهِ فِي نَفْسِي شَيْءٌ (1) إِلَّا خَيْرٌ، وَلَكِنْ أَتَانِي بِمَاءٍ لِأَتَوَضَّأَ، وَإِنَّمَا أَكَلْتُ طَعَامًا وَلَوْ فَعَلْتُ فَعَلَ ذَلِكَ النَّاسُ بَعْدِي " (2)
18220 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرٍ
__________
(1) كلمة "شيء" ليست في (ظ 13) .
(2) إسناده حسن، سويد بن سرحان، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/324، وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبيد الله بن إياد وأبيه إياد- وهو ابن لقيط السَّدُوسي- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو الوليد: هو الطيالسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/48 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1008) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وعاصم بن علي، وأبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبيد الله بن إياد، به. وقد سقط من إسناده: "إياد بن لقيط" والد عبيد الله.
وانظر الحديث السالف برقم (18212) .
قال السندي: قوله: "وراءك" بالنصب، أي: كن وراءك، أي: تأخر، وهو اسم فعل بمعنى تأخر.(30/159)
فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: نَسِيتَ، قَالَ: " بَلْ أَنْتَ نَسِيتَ، بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " (1)
18221 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنِ اكْتَوَى، أَوْ اسْتَرْقَى (2) ، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ التَّوَكُّلِ " (3)
__________
(1) ضعيف بهذه السياقة، وقد سلف الكلام عليه برقم (18145) .
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/141 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. ووقع فيه: بكير بن عامر بن أبي نعم، وهو خطأ.
وقد سلف مطولاً برقم (18134) .
(2) في (ق) و (ص) : واسترقى.
(3) إسناده حسن، من أجل عقار بن المغيرة، وسلف الكلام عليه في الرواية (18200) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه المزي في "التهذيب" 20/187 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذى (2055) ، وابن حبان (6087) ، والدارقطني "العلل" 7/116 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
قال الترمذي، حديث حسن صحيح، وقد تحرف في مطبوعه "عقار" إلى "عفان".
وأخرجه عبد بن حميد (393) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (891) ، والبيهقي في "السنن" 9/341 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 7/116 من طريق قبيصة، عن سفيان=(30/160)
18222 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ (1) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: أَمَّنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الظُّهْرِ، أَوِ الْعَصْرِ، فَقَامَ، فَقُلْنَا: سُبْحَانَ اللهِ، فَقَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ "، وَأَشَارَ بِيَدِهِ، يَعْنِي، قُومُوا، فَقُمْنَا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: " إِذَا ذَكَرَ أَحَدُكُمْ قَبْلَ أَنْ يَسْتَتِمَّ قَائِمًا، فَلْيَجْلِسْ، وَإِذَا اسْتَتَمَّ قَائِمًا، فَلَا يَجْلِسْ " (2)
__________
= الثوري، عن منصور وليث، عن مجاهد، به.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 7/116، والبغوي في "شرح السنة" (3241) من طريق عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن حماد- وهو ابن أبي سليمان - عن مجاهد، به. قال الدارقطني: تفرد به الأشجعي، عن سفيان، عن حماد. وقال البغوي: حديث حسن.
وسلف برقم (18200) من طريق ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وقد سلف بالرقمين (18180) و (18217) .
(1) في (ظ 13) و (ق) و (ص) : شبيل. قلنا: وهو صحيح كذلك.
(2) حديث صحيح بطرقه. جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف، روى له أبو داود هذا الحديث فقط، والترمذي وابن ماجه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير المغيرة بن شبل- ويقال: ابن شبيل كما سلف- فقد روى له الأربعة، وهو ثقة. إسرائيل: هو ابن يونس.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/440، والدارقطني في "السنن" 1/378 من طريق قيس بن الربيع، عن جابر، بهذا الإسناد. وقد سقط من مطبوع الطحاوي: اسم "جابر".
وأخرجه الطحاوي أيضاً في "شرح معاني الآثار" 1/440 عن إبراهيم بن=(30/161)
18223 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ (1) ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ، فَلَمْ يَسْتَتِمَّ قَائِمًا، فَلْيَجْلِسْ، وَإِذَا اسْتَتَمَّ قَائِمًا، فَلَا يَجْلِسْ وَيَسْجُدُ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ " (2)
18224 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ هَاشِمٍ، عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا، فَأَخْبَرَنَا بِمَا يَكُونُ فِي أُمَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، وَعَاهُ مَنْ وَعَاهُ،
__________
= مرزوق، عن أبي عامر العقدي، عن إبراهيم بن طهمان، عن المغيرة بن شبيل، به. وهذا إسناد صحيح.
وقد سلف برقم (18163) .
(1) في (م) : جابر بن عبد الله، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح بطرقه، وقد سلف الكلام عليه بالحديث قبله. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق (3483) ، وأبو داود (1036) ، وابن ماجه (1208) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (947) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 4/471- والدارقطني1/378، والبيهقي في "الكبرى" 2/343 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالحديث قبله، وسيرد برقم (18231) .
وسلف من وجهين آخرين بالأرقام (18163) و (18173) و (18216) .
(3) في (م) : عمرو، وهو خطأ.(30/162)
وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ (1)
18225 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَأَتَيْتُ خِبَاءً، فَإِذَا فِيهِ امْرَأَةٌ أَعْرَابِيَّةٌ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُرِيدُ مَاءً يَتَوَضَّأُ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ مَاءٍ؟ قَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَاللهِ مَا تُظِلُّ السَّمَاءُ، وَلَا تُقِلُّ الْأَرْضُ رُوحًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رُوحِهِ، وَلَا أَعَزَّ، وَلَكِنَّ هَذِهِ الْقِرْبَةَ مَسْكُ مَيْتَةٍ، وَلَا أُحِبُّ أُنَجِّسُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمر بن إبراهيم بن محمد، لم يُعرف بالرواية عنه غير هاشم بن هاشم- وهو ابن عتبة بن أبي وقاص- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال العقيلي: لا يتابع في حديثه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/141، والعقيلي في "الضعفاء" 3/145-146، الطبراني في "الكبير" 20/ (1077) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد. قال العقيلي: أما المتن؛ فقد روي بأسانيد جياد. قلنا: سنذكر شواهده قريباً.
وأورده الحافظ في المجلس الرابع والعشرين بعد المئة من "أماليه"، وقال: حسن غريب!
وقد سلف مطولاً من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11143) .
وسيرد من حديث حذيفة بن اليمان 5/385، وهو عند البخاري (6604) ، ومسلم (2891) .
ومن حديث أبي زيد عمرو بن أخطب 5/341، وهو عند مسلم (2892) .(30/163)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: " ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَإِنْ كَانَتْ دَبَغَتْهَا، فَهِيَ طَهُورُهَا " قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: أَيْ (1) وَاللهِ، لَقَدْ دَبَغْتُهَا، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ مِنْهَا وَعَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ، وَعَلَيْهِ خُفَّانِ، وَخِمَارٌ، قَالَ: فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ (2) مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، قَالَ: مِنْ ضِيقِ كُمَّيْهَا، قَالَ: فَتَوَضَّأَ، فَمَسَحَ عَلَى الْخِمَارِ، وَالْخُفَّيْنِ (3)
__________
(1) في (ص) : إني.
(2) في، (ظ13) : يده.
(3) إسناده ضعيف، معان بن رِفاعة لَين الحديث، كثير الإرسال، وعلي ابن يزيد- وهو ابن أبي هلال الألهاني- ضعيف، فقد نقل الحافظ في "التهذيب" عن الساجى قوله: اتفق أهلُ العلم على ضعفه، والقاسم أبو عبد الرحمن- وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- صدوق في رواية الثقات عنه، وأما من تكلم فيه، ففي روايتهم عنه مناكير واضطراب، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وأبو أمامة الباهلي الصحابي اسمه صدي بن عجلان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (859) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في جلد الميتة: "دباغه طهوره".
وأخرجه الطبراني أيضا في "الكبير" 20/ (858) من طريق عُبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، به، دون ذكر قصة الأعرابية والدباغة، وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/217 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ببعضه، وفيه علي بن يزيد، عن القاسم، وفيهما كلام، وقد وثقا!
وقد سلف حديث المسح على الخفين منه مطولاً برقم (18134) وإسناده صحيح، وحديث المسح على الخمار والخفين سيأتي برقم (18334) بإسناد صحيح، بلفظ العمامة بدل الخمار، وهما واحد.
قال السندي: قوله: بأبي وأمي رسول الله؛ بالرفع، أي: هو مفديٌ بأبي=(30/164)
18226 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: " ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ عَنْهُمَا كُمُّ الْجُبَّةِ (1) ، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ " (2)
18227 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ الطَّائِفِيُّ،
__________
= وأمي.
قلنا: ويجوز النصب على المفعولية أو النداء.
(1) في هامش (س) : كُمَّا. قلنا: وهي رواية البخاري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن أبي سلمة: هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وفات الحافظ أن يذكره في "أطراف المسند".
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/129 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4421) ، وأبو عوانة 1/258، والطبراني في "الكبير" 20/ (878) من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به.
وأخرجه البخاري (182) و (203) ، ومسلم (274) (75) ، والنسائي في "المجتبى" 1/82، وفي "الكبرى" (122) ، وابن ماجه (545) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1554) و (1555) ، وأبو عوانة 1/258، والطبراني في "الكبير" 20/ (875) و (877) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعد بن إبراهيم، به.
وقد سلف برقم (18134) ، وانظر أرقام طرقه هناك.(30/165)
عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، أَوْ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ، عَلَى فَرْوَةٍ مَدْبُوغَةٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف يونس بن الحارث الطائفي، وقد اضطرب فيه كما سيرد، ولجهالة والد أبي عون- وهو عبيد الله بن سعيد الثقفي- فقد انفرد عنه ولده أبو عون فيما ذكر الذهبي في "الميزان"، ولاحتمال انقطاعه، فقد قال ابنُ حبان في "الثقات" 7/146: يروي المقاطيع، وبقية رجاله ثقات. محمد ابن ربيعة: هو أبو عبد الله الكلابي الرؤاسي ابن عم وكيع بن الجراح، وأبو
عون: هو محمد بن عبيد الله الثقفي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 32/503 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (659) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (5041) ، والبغوي في "شرح السنة" (531) - وابنُ خزيمة (1006) ، والحاكم 1/259، والبيهقي في "السنن" 2/420 من طريق أبي أحمد الزبيري، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (999) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 19/54- ومن طريق أبي نعيم، كلاهما عن يونس بن الحارث، به.
واللفظ عندهم -عدا الطبراني-: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي على الحصير والفروة المدبوغة. ولفظ الطبراني: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستحب أن يصلي على فروة مدبوغة أو حصير. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين!
ولم يخرجاه بذكر الفروة، إنما خرجه مسلم من حديث أبي سعيد في الصلاة
على الحصير. وقال الذهبي: على شرط مسلم!
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/420 من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن يونس بن الحارث، عن أبي عون، عن المغيرة، لم يقل: عن أبيه.
وذكر الدارقطني أيضاً في "العلل" 7/134 أن أبا نُعيم، ومعاوية بن هشام، وعبد العزيز بن أبان رووه كذلك عن يونس، عن أبي عون، عن المغيرة، لم=(30/166)
18228 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى ظُهُورِ الْخُفَّيْنِ " حَدَّثَنَاهُ سُرَيْجٌ، والْهَاشِمِيُّ أَيْضًا (1)
18229 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: " خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَتَبَرَّزَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَبِعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ،
__________
= يذكروا أباه. ثم قال الدارقطني: ولعل هذا من يونس، مرة يرسله، ومرة يُسنده، وليس بالقوي.
قلنا: وقد سلف حديث أبي سعيد الخدري في الصلاة على الحصير بإسناد صحيح برقم (11071) .
وذكرنا أحاديث الباب هناك.
والصلاة في الفراء سترد من حديث أبي ليلى بن عبد الرحمن 4/348، وفيه أن رجلاً قال: يا رسول الله، أصلي في الفراء؟ قال: "فأين الدباغ"؟ وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف، غير أنه يعتبر به في الشواهد والمتابعات، فيحسن به لفظ: كان يصلي على فروة مدبوغة.
قال السندي: قوله: على فروة، أي: جلد، المقصودُ بيانُ أنه لا كراهة فيه من حيث كونُها من غير جنس الأرض، أو المرادُ بيانُ أنها كانت من أحسن ما يُفرش للصلاة وغيرها عندهم، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (18156) سنداً ومتناً.(30/167)
فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (1)
18230 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ وَرَّادٍ، مَوْلَى الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَقِيلَ وَقَالَ، وَمَنْعَ وَهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَعُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " (2)
18231 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنِ
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه أبو عوانة 1/257، والطبراني في "الكبير" 20/ (1079) و (1080) من طرق، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/257، والطبراني في "الكبير" 120/ (1078) من طريقين عن شريك، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1081) من طريق عبيد الله بن عمر، عن أبي السائب، به.
وقد سلف مطولاً برقم (18134) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عطاء بن السائب، وحماد - وهو ابن سلمة، لأن عفان إذا لم ينسب حماداً، فهو ابن سلمة، وجاء مصرحاً به كذلك في رواية الطبراني - روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (930) من طريق طالوت بن عباد، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن ورَّاد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إياكم ... " دون ذكر المغيرة، وهو خطأ.
وقد سلف بالأرقام (18147) و (18179) و (18191) .
وسلف بأتم منه برقم (18192) ، وسيرد برقم (18232) .(30/168)
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ، (1) قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: " أَنَّهُ قَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَسَبَّحَ الْقَوْمُ، قَالَ: فَأُرَاهُ فَسَبَّحَ وَمَضَى، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ "، فَقَالَ: " هَكَذَا فَعَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّمَا شَكَّ فِي سَبَّحَ (2)
18232 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، أَخْبَرَنَا عَامِرٌ (3) ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَانِي الْمُغِيرَةُ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا (4) انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ "، وَسَمِعْتُهُ " يَنْهَى عَنْ: قِيلَ وَقَالَ، وَعَنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَعَنْ وَأْدِ الْبَنَاتِ، وَعُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ " (5)
__________
(1) في (م) : شبل. قلنا: ويقال له كذلك أيضاً.
(2) حديث صحيح بطرقه، وقد سلف بالأرقام (18163) و (18173) و (18216) و (18222) و (18223) و (18231) .
(3) في (م) : حدثنا المغيرة بن شبل بن عامر، وهو خطأ.
(4) في (م) : يقول إذا.
(5) حديث صحيح. علي بن عاصم- وهو الواسطي، وإن كان ضعيفاً- توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.=(30/169)
18233 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدَةَ، عَنْ وَرَّادٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، (1) اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ " مِثْلَ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ وَأْدَ الْبَنَاتِ (2)
__________
= وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/80-81 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو مكرر الحديث رقم (18192) .
وانظر الحديث التالي.
(1) وقع في (م) زيادة: "له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
ولم ترد هذه الزيادة في الأصول الخطية للمسند، وهي صحيحة من طرق أخرى، انظرها في الحديث السالف برقم (18139) .
(2) حديث صحيح. علي- وهو ابن عاصم وإن كان ضعيفا وسمع من الجُريري (وهو سعيد بن إياس) بعد الاختلاط- توبع، وعبد ربه: هكذا ورد غير منسوب، والظاهر أنه أبو سعيد الشامي الذي سلف ذكره في الرواية (18158) كما يفهم من كلام الدارقطني في "العلل" 7/124، وأحد الأقوال
في اسمه: عبد ربه، وتحرف في "أطراف المسند" 5 / 378 إلى عبدة، وقد توبع كذلك.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1557) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (936) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن الجريري، بهذا الإسناد. وتحرف "وهب" في مطبوع ابن أبي عاصم إلى "وهبان"، و"عبد ربه" إلى "عبد الله".
وذكر الدارقطني في "العلل" 7/124 أن حماد بن سلمة رواه عن داود بن
أبي هند وابن عون والجُريري، عن أبي سعيد (يعني الشامي) ، عن وراد. =(30/170)
18234 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ ابْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ " (1) قَالَ بَكْرٌ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ ابْنِ الْمُغِيرَةِ (2)
__________
= قلنا: قد أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1558) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (935) من طريق حماد بن سلمة، عن الجريري وابن عون، عن وراد، دون ذكر أبي سعيد.
والحديث قد روي من طرق أخرى صحيحة، سلف أولها برقم (18139) .
وانظر الحديث السالف.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن المغيرة- وهو حمزة كما جاء مصرحاً به في الرواية (18172) - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان. والتيمي: هو سليمان بن طرخان، وبكر: هو ابن عبد الله المُزَني، والحسن: هو البصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (886) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، دون ذكر المسح على الخفين والعمامة.
وأخرجه مسلم (274) (83) ، وأبو داود (150) ، والترمذي (100) ، والنسائي في "المجتبى" 1/76، وفي "الكبرى" (107) ، وابن الجارود في "المنتقى" (83) ، وأبو عوانة 1/259-260، وابن حبان (1346) من طرق، عن يحيى القطان، به.
(2) إسناده كسابقه، وذاك من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه مسلم (274) (82) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (888) من طريق معتمر بن سليمان التيمي، وابن أبي شيبة 1/23- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (887) - والبيهقي في "السنن " 1/58، من طريق يزيد بن=(30/171)
18235 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي مَسِيرٍ، فَقَالَ لِي: " مَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ عَنِّي حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ. قَالَ: وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ يَدَيْهِ مِنْهَا، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْزِعُ خُفَّيْهِ، قَالَ: " دَعْهُمَا فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ " فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا (1)
18236 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: بِتُّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأَمَرَ بِجَنْبٍ فَشُوِيَ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ، فَجَعَلَ يَحُزُّ لِي بِهَا مِنْهُ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَأَلْقَى الشَّفْرَةَ، وَقَالَ: " مَا لَهُ تَرِبَتْ
__________
= هارون، كلاهما عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (18134) ، وانظر أرقام مكرراته هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط. الشيخين. زكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي. وزكريا- وإن دلَّسه عن الشعبي- إنما رواه يحيى القطان عنه، وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 1/206 عن الإسماعيلي أن القطان لا يحمل من حديث شيوخه المدلَّسين إلا ما كان مسموعاً لهم. قلنا: ولذا أخرج حديثه هذا البخاري فيما ذكرنا في تخريج الرواية السالفة برقم (18196) .
وانظر طرق الحديث في الرواية السالفة برقم (18134) .(30/172)
يَدَاهُ؟ " قَالَ: وَكَانَ شَارِبِي وَفَى فَقَصَّهُ لِي عَلَى سِوَاكٍ أَوْ قَالَ: " أَقُصُّهُ لَكَ عَلَى سِوَاكٍ " (1)
18237 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مِنْ نِيحَ عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ (2) عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (18212) .
(2) في (ق) : ينح، في الموضعين.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن قيس الأسدي المقرون بسعيد بن عبيد الطائي، فقد روى له البخاري في "الأدب" ومسلم وأبو داود والنسائي، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 3/389- ومن طريقه مسلم (933) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 26/321- عن وكيع، بهذا الإسناد.
ولفظ الحديث عند ابن أبي شيبة: "من نيح عليه، فإنه يعذب في قبره بما نيح عليه".
وأخرجه مسلم (933) من طريق علي بن مسهر، والطبراني في "الكبير" 20/ (974) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2255، والبيهقي في "السنن" 4/72 من طريق أبي نعيم، كلاهما عن محمد بن قيس الأسدي، به.
زاد أبو نعيم في روايته: "من كذب عليَّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار".
وقد سلف برقمي (18140) و (18202) .(30/173)
18238 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَسُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: " أَوَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا " (1)
18239 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِسَ جُبَّةً رُومِيَّةً، ضَيِّقَةَ الْكُمَّيْنِ " (2)
18240 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ " وَقَالَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، ومِسْعَر: هو ابن كِدام، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/475 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1130) و (6471) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1009) ، والبيهقي في "السنن" 7/39 من طريقين، عن مسعر، به.
وقد سلف برقم (18198) ، وسيرد (18243) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (1768) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وسيكرر مطولاً برقم (18242) .
وقد سلف مطولاً برقم (18134) بإسناد صحيح.(30/174)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ "، (1)
18241 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ قَالَ: " فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ " (2)
18242 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَهُ (3) مِنَ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: شَهِدَ لِي عُرْوَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَلَى أَبِيهِ، أَنَّهُ شَهِدَ لَهُ أَبُوهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَأَنَاخَ، وَأَنَاخَ أَصْحَابُهُ، قَالَ: فَبَرَزَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ، فَأَتَيْتُهُ بِإِدَاوَةٍ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ رُومِيَّةٌ، ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ، فَضَاقَتَا، (4) فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، قَالَ: ثُمَّ صَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا بَلَغَ الْخُفَّيْنِ، أَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَهُمَا، فَقَالَ: " لَا، إِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ " قَالَ: فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا قَالَ
__________
(1) حديث صحيح، وسلف الكلام على إسناده في الرواية (18184) ، وهذا مكرر (18211) غير أن فيه شيخاً آخر لأحمد هو عبد الرحمن وهو ابنُ مهدي، ولم يذكر فيه شعبة. حبيب: هو ابن أبي ثابت.
وأخرجه الترمذي (2662) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
ووقع في "أطراف المسند" 5/377: عبد الرحمن، عن شعبة. ولم يرد هذا الطريق في النسخ الخطية للمسند، والظاهر أن ذكر شعبة سبق قلم.
وقد سلف برقم (18184) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (18184) غير أنه لم يرد فيه محمد بن جعفر.
(3) في (م) : سمعته.
(4) في (ص) و (ق) : فضاقت.(30/175)
الشَّعْبِيُّ: فَشَهِدَ لِي عُرْوَةُ، عَلَى أَبِيهِ شَهِدَ لَهُ أَبُوهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
18243 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: " أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وهو مطول الرواية رقم (18239) .
وأخرجه أبو داود (151) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/128- عن مسدد، والطبراني في "الكبير" 20/ (865) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن يونس، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق زكريا بن أبي زائدة برقم (18196) بإسناد صحيح، وذكر في بعض الروايات مقروناً بيونس كما في التخريج.
وللحديث طرق كثيرة، سلف أولها برقم (18134) ، بإسناد صحيح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وهو مكرر (18198) و (18238) .(30/176)
حَدِيثُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ (1)
18244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيرَهَا (2) خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ بِالَّذِي (3) هُوَ خَيْرٌ " (4)
__________
(1) هو ولد الجواد المشهور، أسلم سنة تسع، وقيل: سنة عشر، وكان نصرانياً قبل ذلك، وثبت على إسلامه في الردة، وشهد صِفّين مع علي، ومات بعد الستين وقد أسنَّ، قيل: بلغ عشرين ومئة سنة، وقيل: مئة وثمانين، وجاء أنه قال: ما أُقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء، وجاء أيضاً أنه قال: ما دخل وقت الصلاة قط إلا وأنا أشتاق إليها، وكان جواداً، وسأله رجل مئة درهم، فقال: تسألني مئة درهم وأنا ابن حاتم؟! والله ما أعطيك. قاله السندي.
قلنا: لكن سيرد أن عدياً قال: والله لا أعطيك. لولا أني سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "مَنْ حلفَ على يمين، ثم رأى غيرَها خيراً منها، فَلْيَأتِ الذي هو خيرٌ ". برقم (18265) .
(2) لفظ "غيرها" لم يرد في (م) ولا (ص) .
(3) في (ظ 13) و (ق) و (ص) : الذي.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك- وهو ابن حرب- وتميم، فمن رجال مسلم، وهذا الحديث مما انتقاه لسماك، كما سيرد.
يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وسيرد من طريق غندر، عن شعبة، بهذا الإسناد برقم (18265) ونذكر تخريجه هناك.
وسيرد بالأرقام (18251) و (18257) و (18273) و4/378.=(30/177)
18245 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَوَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، قَالَ وَكِيعٌ: عَنْ عَامِرٍ، وَقَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ: " مَا أَصَبْتَ بِحَدِّهِ فَكُلْهُ، (1) وَمَا أَصَبْتَ بِعَرْضِهِ، فَهُوَ وَقِيذٌ "
وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَيْدِ الْكَلْبِ، قَالَ وَكِيعٌ،: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَكُلْ " فَقَالَ: " وَمَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ وَلَمْ يَأْكُلْ فَكُلْهُ، فَإِنَّ أَخْذَهُ ذَكَاتُهُ. وَإِنْ وَجَدْتَ مَعَ كَلْبِكَ كَلْبًا آخَرَ، فَخَشِيتَ أَنْ يَكُونَ أَخَذَهُ (2) مَعَهُ وَقَدْ قَتَلَهُ، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّكَ إِنَّمَا ذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تَذْكُرْهُ عَلَى غَيْرِهِ " (3)
__________
= وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6907) ، وانظر شواهده هناك، وانظر أيضا التعليق على الحديث رقم (6736) .
قال السندي: قوله: "من حلف على يمين" أريد بها المحلوف عليه، لا الحَلِفَ.
"فليأت بالذي هو": لا يمتنع عن فعل الخير بحلف على خلافه، بل يأتي به ولو حلف على خلافه، فإن تكفير الحلف ممكن، وفعلُ الخير لا بَدَلَ له.
(1) في (ق) : فكل.
(2) لفظ "أخذه" لم يرد في (ظ 13) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، ويحيي ابن سعيد: هو القطان، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي.
وأخرجه بتمامه البخاري (5475) ، ومسلم (1929) (4) ، والنسائي في "المجتبى" 7/180، وفي "الكبرى" (4775) ، وابن الجارود في "المنتقى" (914) ، وأبو عوانة 5/128، والطبراني في "الكبير" 17/ (144) و (145) ،=(30/178)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبيهقي في "السنن" 9/236 من طرق، عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد.
والقسم الأول منه في صيد المعراض:
أخرجه ابن أبي شيبة 5/375، والترمذي (1471) ، وابن ماجه (3214) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الدارمي (2003) ، والحميدي (913) ، والترمذي (1471) ، والنسائي في "المجتبى" 7/195، وفي "الكبرى" (4820) ، وابن ماجه (3214) ، وأبو عوانة 5/123-124، وابن عبد البر في "الاستذكار" (21855) من طرق، عن زكريا، به، قال الترمذي هذا حديث صحيح، والعمل عليه
عند أهل العلم.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/195، وفي "الكبرى" (4819) ، وابن الجارود في "المنتقى" (918) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (160) و (163) و (164) من طرق، عن الشعبي، به.
والقسم الثاني منه في صيد الكلب:
أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/182، وفي "الكبرى" (4780) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه الدارمي (2002) ، وأبو عوانة 5/124، والطبراني في "الكبير"17/ (143) ، والبيهقي في "السنن" 9/235 من طرق عن زكريا، به.
وسيرد بالأرقام: (18249) و (18255) و (18256) و (18258) و (18259) و (18266) و (18270) و4/377 و378 و379 و380.
وفي الباب عن ابن عباس، وابن عمرو، وأبي ثعلبة، سلف بالأرقام: (2049) و (6725) و (17733) .
قال السندي: قوله: عن صيد المعراض، بكسر ميم، وسكون عين، آخره=(30/179)
18246 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ عَمَّنْ (1) أَيْمَنَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، وَيَنْظُرُ عَمَّنْ (2) أَشْأَمَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، وَيَنْظُرُ أَمَامَهُ، فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ " (3)
__________
= ضاد معجمة: خشبة ثقيلة، أو عصاً، في طرفها حديدة، أو سهم لا ريش له.
"بحده ": بأن نفذ في اللحم، وقطع شيئاً من الجلد.
"بعرضه"، أي: بغير المحدد منه.
"وقيذ": بالذال المعجمة، فعيل بمعنى مفعول، أي: حرام، لعدة تعالى الموقوذة من المحرمات، والوقيذ والموقوذة: المقتول بغير محدد من عصا، أو حجر، أو غيرهما.
"ما أمسك عليك"، أي: أخذه لأجلك، بأن لم يأكل منه، وهذا مفعول لقوله: "فكل". ومفهومه أن ما أكل منه الكلب، فلا تأكله، وقد جاء صريحاً، وبه أخذ الجمهور، خلافاً لمالك.
"فلا تأكل": هذا الحديث وأمثاله ظاهره في أن متروك التسمية في الصيد حرام، وبالتعليل المذكور في الحديث يتبين أن الحرمة إذا كان الكلب الآخر أرسل بلا تسمية، وأما إذا أرسل بتسمية، فيحلّ، والله تعالى أعلم.
(1) في (ص) : على من.
(2) في (ص) : عن.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن الجعفي. =(30/180)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه ابن أحمد في "السنة" (247) عن أبيه أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص149-150 من طريق وكيع، وأبي معاوية، به.
وأخرجه الترمذي (2415) ، وابن ماجه (185) و (1843) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (606) مختصراً، والآجري في "التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة" (56) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (2195) و (2196) من طوق، عن وكيع، به.
وأخرجه أبو عبيد القاصم بن سلام في "الأموال" (905) بنحوه مختصراً - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (189) - والترمذي (2415) ، وعثمان ابن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 80 مختصراً، وابن حبان (7373) من طريق أبي معاوية، به، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1038) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، موقوفاً. قال يونس بن حبيب راوي المسند: لم يرفعه أبو داود، وهذا الحديث قد رفعه أصحاب الأعمش وأبو أسامة وأظن أبا معاوية أيضاً.
قلنا: قد رفعه أبو معاوية في رواية أحمد هذه، وفي المصادر المذكورة آنفاً.
وأخرجه مطولاً ومختصراً حميد بن زنجويه في "الأموال" (1356) ، والبخاري (6539) و (7512) و (7443) ، ومسلم (1016) (67) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (606) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (248) و (249) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص150، والآجري في "التصديق بالنظر" (55) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (184) ... (190) ، وفي "الأوسط" (8587) ، وفي "الصغير" (917) ، وابن منده في "الإيمان" (787) - (789) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (553) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/124، وفي "تاريخ أصبهان" 1/318 و2/257، والبيهقي في "السنن" 4/176، وفي "الأسماء=(30/181)
18247 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا، فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (1)
__________
= والصفات" ص218، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/469، والبغوي في "شرح السنة" (1638) و (4331) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 9/279 و13/34 من طرق، عن الأعمش، به.
وقوله: "فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل" سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3679) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وسيرد بالأرقام (18248) و (18252) و (18253) و (18254) و (18271) و (18272) و (18274) و4/377 و379, ومطولاً 4/378-379.
قال السندي: قوله: "فينظر عمن أيمن من": هكذا في النسخ، بإثبات "عن" و"من" والظاهر أن "من" زائدة، يدل عليه سقوطه في رواية البخاري (1413) ذكرها في كتاب الزكاة، وعلى تقدير إثباتها، فالظاهر تقديم "من" على "عن" على أن "عن" اسم بمعنى الجانب، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. تميم بن طرفة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/347 - ومن طريقه مسلم (870) - وابن حبان (2798) ، والبيهقي في "السنن" 1/86 و3/216، وفي "معرفة السنن والآثار" (6497) من طرق عن وكيع، بهذا الإسناد.=(30/182)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (1099) و (4981) ، والطبراني 17/ (234) ، والحاكم 1/289، والبيهقي في "السنن" 1/86 من طرق، عن سفيان، به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
قلنا: بل هو على شرط مسلم كما سلف.
وأخرجه الطيالسي (1026) ، والطبراني 17/ (235) من طريق قيس بن الربيع، والشافعي في "المسند" 1/147 (بترتيب السندي) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" (6496) ، والبغوي في "شرح السنة" 12/360 (3391) - من طريق إبراهيم بن محمد، كلاهما عن عبد العزيز بن رُفَيع، به.
وسيرد برقم 4/379.
قال السندي:قوله: فقد رَشَد، بفتح الشين هو المشهور، وجُوز كسرها، وقد قرأ الشهاب الموصلي في مجلس الحافظ المزي: رشد، بالكسر، فرد عليه الحافظ بالفتح، وقرأ عليه قوله تعالى: (لعلهم يرشُدون) أي: والمضارع بالضم. لا يكون الماضي بالكسر، فقرأ عليه الشهاب قوله تعالى: (فأولئك
تَحَرَّوا رَشَدا، أي: والمصدر بفتحتين يكون غالباً لما كان ماضيه بالكسر، ثم انتصر له ابن هشام بأن سيبويه ذكر الكسر في ماضيه، ورده ابن السبكي بأنه سماع غريب، والحديثُ إنما يقرأ على اللغة المشهورة، ذكره تاج الدين السبكىِ في "طبقاته الكبرى".
غوى: بفتح الواو وكسرها، وصوب عياض الفتح.
بئس الخطيب ... إلخ، قالوا: أنكر عليه التشربك في الضمير المقتضي لتوهم التسوية، ورُدَّ بأنه ورد مثلُه في كلامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أبو داود (1097) ] ، فالوجه أن التشريك في الضمير يخل بالتعظيم الواجب، ويُوهم التشريك بالنظر إلى بعض المتكلمين وبعض السامعين، فيختلف حكمه بالنظر إلى المتكلمين والسامعين، والله تعالى أعلم.
قلنا: وانظر"شرح مسلم" 6/159، و"حاشية السيوطي" على النسائي 6/90- 92.(30/183)
18248 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ، عَنِ ابْنِ خَلِيفَةَ الطَّائِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعدان - وهو ابن بشر- الجهني لا يروي عن ابن خليفة الطائي،- واسمه مُحِلٍّ - بينهما أبو مجاهد سعد الطائي كما سيأتي في التخريج، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سعدان الجهني وابن خليفة الطائي، فمن رجال البخاري، وروى للأول منهما متابعة.
وأخرجه مطولاً البخاري (1413) و (3595) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (252) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (224) ، والبيهقي في "السنن" 5/225، وفي "دلائل النبوة" 6/322-323، وفي "الأسماء والصفات" ص218 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابنُ حبان (7374) من
طريق ابن أبي زائدة، كلاهما عن سعدان بن بشر، عن أبي مجاهد سعد الطائي، عن مُحِلٍّ بن خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً أيضاً البخاري (3595) ، وفي "خلق أفعال العباد"ص 81، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 151-152، والطبراني في "الكبير" 17/ (223) ، والبيهقي في "السنن" 5/225-226، وفي "دلائل النبوة" 5/343-344 من طريق إسرائيل، عن أبي مجاهد سعد الطائي، عن مُحِلّ، به.
وأخرجه بنحوه مختصراً أبو بكر الإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/518 من طريق سفيان الثوري، عن مُحِلّ، به.
وقد سلف بأطول منه من طريق الأعمش، عن خيثمة، عن عدي، برقم (18246) .
قال السندي: قوله: "من استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد ... " الجزاء مقدر، أي: فليفعل، فمن لم يجد فليتق بكلمةٍ.(30/184)
18249 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ: " لَا تَأْكُلْ، إِلَّا أَنْ يَخْزِقَ " (1)
18250 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُرَيِّ بْنِ قَطَرِيٍّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَصِيدُ الصَّيْدَ، فَلَا نَجِدُ سِكِّينًا إِلَّا الظِّرَارَ، وَشِقَّةَ (2) الْعَصَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَّ (3) الدَّمَ بِمَا شِئْتَ، وَاذْكُرْ اسْمَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل والد وكيع، وهو الجراح ابن مليح الرُؤاسي، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث.
وأخرجه ابن ماجه (3215) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً بإسناد صحيح برقم (18245) ، وسيرد من طريق منصور أيضاً بإسناد صحيح برقم (18266) .
قال السندي: قوله: إلا أن يَخْزِق، بخاء وزاي معجمتين، ضُبِطَ كيَضْرِب، أي: يخرج وينفذ، ويقتل بحده، ويقطع شيئاً من الجلد.
(2) في هامش (س) : أو شقة. (نسخة) .
(3) كذا ضبطت في (س) ، وجاء في هامشها: "امرر" (نسخة) ، وضُبطت في (ظ 13) : "امر". قال السندي: أَمِرَّ من الإمرار، وقال ابن الأثير في "النهاية": "امرِ الدمَ بما شئت" أي: استَخْرِجْه وأجره بما شئت، يريد الذبح، وهو من مَرى الضرعَ يَمريه، ويُروى: "أمِرِ الدم" من مار يمور: إذا جرى، وأماره غيرُه، قال الخطابي: أصحاب الحديث يرونه مشدد الراء، وهو غلط،=(30/185)
اللهِ " (1)
18251 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، يُحَدِّثُ
__________
= وقد جاء في "سنن أبي داود" والنسائي: أمرر، براءين مُظْهَرَتين، ومعناه: اجعلِ الدمَ يمرُّ، أي: يذهب، فعلى هذا من رواه مشدد الراء يكون قد أدغم وليس بغلط.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُرَيّ بن قطري، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه سماك بن حرب، ولم يرد توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك- وهو ابن حرب المذكور- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن ماجه (3177) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/183 من طريق أبي حذيفة، والحاكم في "المستدرك" 4/240 من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/281 من طريق أبي بكر بن عبد الله، عن أبي الزناد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عدي، به.
وسيرد بالأرقام (18262) و (18264) و (18267) و4/377.
وانظر حديث عدي في الصيد السالف برقم (18245) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4597) ، وعن رافع بن خِديج سلف برقم (15806) وإسناده صحيح، وانظر بقية أحاديث الباب فيهما.
قال السندي: قوله: إلا الظَّرار، ضُبِط بكسر الظاء المعجمة، وهي جمع ظرر، كصُرد، وهو حجر صلب محدد.
وشِقَّة العصا: بكسر وتشديد، أي: قطعة تُشَقُّ من العصا.(30/186)
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ " (1)
18252 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ،
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله ابن عمرو- وهو الهاشمي- مولى الحسن بن علي، فقد تفرد عنه عمرو بن مرة ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وروى له النسائي هذا الحديث الواحد.
فأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/10-11، وفي "الكبرى" (4727) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1029) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/32- والدارمي (2345) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (518) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/376 من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18244) من طريق شعبة، عن سماك، عن تميم بن طرفة، عن عدي، بإسناد صحيح على شرط مسلم، دون قوله: "وليكفر عن يمينه". وسيرد من طرق أخرى بالأرقام (18257) و (18265) ، وسيتكرر 4/378.
وقوله: "فليكفِّر عن يمينه" سلف من حديث أبي هريرة برقم (8734) .
وسترد في الرواية (18257) من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، عن عدي، قوله: "وليترك يمينه"، وهي عند مسلم (1651) (16) ، لكن مسلماً رواها من وجه آخر عن عبد العزيز بن رفيع أيضا برقم (1651) (17) وفيها: " فليكفِّرها".
وانظر التفصيل في هذه الزيادة، وأحاديثَ الباب في حديثي عبد الله بن عمرو السالفين بالرقمين: (6736) و (6907) .(30/187)
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَلْيَفْعَلْ " (1)
18253 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّارَ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ:، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، وَأَشَاحَ (2) بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وبسفيان: هو الثورى، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (461) ، وابن حبان (3311) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (207) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2635- 2636، من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرج نحوه ابن أبي شيبة 3/110- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (212) - ومسلم (1016) (66) ، الطبراني في "الكبير" 17/ (209-214) ، والقضاعي في "الشهاب" (684) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/293 من طرق، عن أبي إسحاق، به.
وأخرج نحتوه أيضا الطبراني في "الكبير" 17/ (215) من طريق عبد العزيز ابن رُفَيع، عن عبد الله بن معقل، به وقد سلف برقم (18246) .
(2) في (ق) : ولوى.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وابن جعفر: هو محمد، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن الجعفي.
وأخرجه مسلم (1016) (68) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبدُ الله بنُ المبارك في "الزهد" (644) ، وفي "البر والصلة"=(30/188)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (340) - ومن طريقه ابن خزيمة (2428) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/169، والخطيب في "التّاريخ" 7/420- والطيالسي (1035) - ومن طريقه أبو نعيم أيضا في "الحلية" 7/169، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8422) - والدارمي (1675) , والبخاري (60231) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1640) - والبخاري أيضاً (6563) ، والنسائي في "المجتبى" 5/75، وفي "الكبرى" (2334) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (194) ، (ووقع فيه موقوفاً، وهو خطأ) ،
وأبو نعيم أيضا في "الحلية" 7/169، والقضاعي في "مسند الشهاب" (680) ، والبيهقي 4/176، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/639، والذهبي في "السير" 7/227-228 من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/110، وهناد بن السري في "الزهد" (1074) ، والبخاري (6540) و (7512) ، ومسلم، (1016) (67) و (68) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (314) ، وابن حبان (666) و (2804) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (191) و (192) و (193) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/129، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص218، من طرق، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، به.
وقد سلف من طريق الأعمش، عن خيثمة برقم (18246) ، دون ذكر عمرو بينهما.
قال ابن حبان: الطريقان جميعاً صحيحان.
قلنا: وقد أخرجه الشيخان من هذين الطريقين، كما سلف في التخريج.
وقد سلف أيضا برقمي (18246) و (18248) .
قال السندي: قوله وأشاح بوجهه، أي: أعرض بوجهه، كأنه يراها، مبالغة في التحذير، وقيل: المُشيح: الحذر، والجاد في الأمر، أو المقبل إليك، فالمعنى: حَذِرَ النار [كأنه ينظر إليها] ، أو جد في الإيصاء باتقائها، أو أقبل إليك في خطابه.(30/189)
18254 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ " وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " فَبِكَلِمَةٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محل بن خليفة، فمن رجال البخاري. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وابن جعفر: هو محمد.
وأخرجه الطيالسي (1039) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 7/170- وأبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال" (904) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (1037) ، والنسائي في "المجتبى" 5/74-75، وفي "الكبرى" (2333) ، وابن حبان (473) ، والطبراني في "الكبير" 17/220، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (320) ، وأبو نعيم أيضاً في "الحلية" 7/170، والقضاعي في "مسند الشهاب" (680) ، والخطيب في "التاريخ" 7/289، والذهبي في "السير" 7/227-228، و22/399 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/174، وأبو نعيم في "الحلية" 7/164 من طريق أحمد بن أوفى، عن شعبة، عن محل بن خليفة، ومحمد بن خليفة، عن عدي بن حاتم، به.
قال ابن عدي: أحمد بن أوفى ... يخالف الثقات في روايته عن شعبة ... وقال: ولم يرو هذا الحديثَ عن شعبة أحدٌ فقال: عن محمد بن خليفة غيرُ أحمد بن أوفى هذا، والحديث عن محل بن خليفة مشهور، ومحمد بن خليفة لا يعرف، وقد جمع أحمد بن أوفى بينهما.
وقد سلف برقم (18246) .(30/190)
18255 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَكَانَ لَنَا جَارًا أَوْ دَخِيلًا (1) وَرَبِيطًا بِالنَّهْرَيْنِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أُرْسِلُ كَلْبِي، فَأَجِدُ مَعَ كَلْبِي كَلْبًا قَدْ أَخَذَ، لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَ؟ قَالَ: " فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى غَيْرِهِ " (2)
18256 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ (3)
__________
(1) في هامش (س) : ودخيلاً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 5/129 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1929) (5) ، والنسائي في "المجتبى" 7/182، وفي "الكبرى" (4781) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/183، وفي "الكبرى" (4784) ، وأبو عوانة 5/128 و129، والطبراني في "الكبير" 17/151 من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18245) ، وانظر أرقام مكرراته هناك.
وانظر الحديث التالي.
والدَّخيل: الضيف والنزيل.
والرَّبيط: الزاهد والحكيم، الذي ربط نفسه عن الدنيا، أي: شَدها ومنعها.
قاله ابن الأثير في "النهاية".
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة.=(30/191)
18257 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ تَمِيمَ بْنَ طَرَفَةَ الطَّائِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيَتْرُكْ يَمِينَهُ " (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة 5/127 و5/130 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1929) (5) ، والنسائي في "المجتبى" 7/182-183، وفي "الكبرى" (4782) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1030) - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 7/183، وفي "الكبرى" (4784) ، وأبو عوانة 5/127 و5/129-130، والبيهقي 9/244- عن شعبة، به.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير تميم بن طَرَفَة، فمن رجال مسلم. بَهْز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/11، وفي "الكبرى" (4729) من طريق بهذا بن أسد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1027) - ومن طريقه البيهقي 10/32- ومسلم (1651) (16) ، وابن حبان (4345) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (229) ، من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (16046) من طريق إسرائيل وفيه قصة، ومسلم (1651) (15) ، وابن حبان (4346) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (233) ، والبيهقي في "السنن" 10/32 من طريق جرير بن عبد الحميد وفيه قصة أيضاً، ومسلم (1651) (17) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (230) من طريق الأعمش، والنسائي في "المجتبى، 7/11، وفي "الكبرى" (4728) ، وابن ماجه=(30/192)
18258 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَّمَنِي الْإِسْلَامَ، وَنَعَتَ لِي الصَّلَاةَ، وَكَيْفَ أُصَلِّي كُلَّ صَلَاةٍ لِوَقْتِهَا، ثُمَّ قَالَ لِي: " كَيْفَ أَنْتَ يَا ابْنَ حَاتِمٍ إِذَا رَكِبْتَ مِنْ قُصُورِ الْيَمَنِ، لَا تَخَافُ إِلَّا اللهَ حَتَّى تَنْزِلَ قُصُورَ الْحِيرَةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيْنَ مَقَانِبُ طَيِّئٍ وَرِجَالُهَا؟ قَالَ: " يَكْفِيكَ اللهُ طَيِّئًا، وَمَنْ سِوَاهَا "
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَوْمٌ نَتَصَيَّدُ بِهَذِهِ الْكِلَابِ وَالْبَزَاةِ، فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: " يَحِلُّ لَكُمْ مَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ، فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، فَمَا عَلَّمْتَ مِنْ كَلْبٍ أَوْ بَازٍ، ثُمَّ أَرْسَلْتَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكَ عَلَيْكَ "، قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَتَلَ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ شَيْئًا، فَإِنَّمَا أَمْسَكَهُ عَلَيْكَ " قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ خَالَطَ كِلَابَنَا كِلَابٌ أُخْرَى حِينَ نُرْسِلُهَا؟ قَالَ: " لَا تَأْكُلْ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ كَلْبَكَ هُوَ الَّذِي أَمْسَكَ عَلَيْكَ "
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا قَوْمٌ نَرْمِي، فَمَا
__________
= (2108) ، والطبراني في "الكبير" 17/232 من طريق أبي بكر بن عياش، أربعتهم عن عبد العزيز بن رفيع، به.
ووقع في رواية الأعمش: "فليكفرها، وليأت الذي هو خير". ووقع في رواية ابن عياش: "فليدع يمينه، وليأت الذي هو خير، وليكفرها".
وقد سلف برقم (18244) .(30/193)
يَحِلُّ لَنَا؟ قَالَ: يحل لكم ما ذكرتم اسم الله عليه وخزقتم، فكلوا منه. قال: (1) قلت: يا رسول الله إنا قوم نرمي بِالْمِعْرَاضِ، فَمَا يَحِلُّ لَنَا؟ قَالَ: " لَا تَأْكُلْ مَا أَصَبْتَ بِالْمِعْرَاضِ، إِلَّا مَا ذَكَّيْتَ " (2)
__________
(1) من قوله قلت: يا رسول الله، إنا قوم نرمي إلى هنا، سقط من (س) و (ص) و (م) ، وثبت في (ظ 13) ، واستدرك في هامش (ق) وعليه علامة الصحة.
(2) حديث صحيح بغير هذه السياقة في بعض ألفاظه، وهذا إسناد ضعيف من أجل مجالد- وهو ابن سعيد- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
والقسم الأول منه في سير الظعينة أخرجه الحميدي (915) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (169) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/344 من طريق سفيان بن عيينة، عن مجالد، بهذا الإسناد، وسيأتي لفظه الصحيح في الرواية (18260) .
وأخرجه بتمامه دون القسم الأول منه: الطبراني في "الكبير" 17/ (148) من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن مجالد، به.
وأخرج منه قسم الصيد بالكلاب والبُزاة: أبو داود (2851) - ومن طريقه البيهقي في "السنن " 9/238- من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرج منه قسم الصيد بالكلاب الحميدي (917) ، وابن أبي شيبة 5/358، والترمذي (1470) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (146) و (147) و (149) و (152) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/145-146، والبيهقي 9/235 من طرق، عن مجالد، به.
زاد الترمذي قول سفيان: أكره له أكله
وأخرج منه قسم الصيد بالبزاة: ابن أبي شيبة 5/366، والترمذي (1467) ، والطبري في "تفسيره" (11156) ، والطبراني في "الكبير" 17/168، وابن عبد البر في "الاستذكار" 15/290 من طريق عيسى بن يونس، عن مجالد، به.=(30/194)
18259 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَرْضِي أَرْضُ صَيْدٍ، قَالَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، وَسَمَّيْتَ، فَكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ، وَإِنْ قَتَلَ، فَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، فَخَالَطَتْهُ أَكْلُبٌ، لَمْ تُسَمِّ عَلَيْهَا، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّهَا قَتَلَهُ " (1)
__________
= قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مجالد عن الشعبي، والعمل على هذا عند أهل العلم، لا يرون بصيد البزاة والصقور بأساً.
وقال أبو داود: البازي إذا أكل فلا بأس به، والكلب إذا أكل، كره، وإن شرب الدم، فلا بأس به.
وذكر البيهقي أن ذكر البازي إنما أتى به مجالد.
وأخرج منه قسم الصيد بالمعراض: ابن أبي شيبة 5/375 من طريق عبد الله ابن نمير، به.
وأخرجه عبد الرزاق (8531) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (162) - عن سفيان بن عيينة، عن مجالد، به.
وقد سلف بإسناد صحيح دون ذكر البزاة برقم (18245) ، وانظر أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: فأين مقانب طيىء، جمع مقنب، بكسر الميم، وهي جماعة الخيل والفرسان. والبزاة؛ ضبط بضم الباء، جمع البازي، وهو طير معروف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وعاصم بن سليمان: هو الأحول.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (8502) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في=(30/195)
18260 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ، قَالَ: نَعَمْ، لَمَّا بَلَغَنِي خُرُوجُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَرِهْتُ خُرُوجَهُ كَرَاهَةً شَدِيدَةً، خَرَجْتُ حَتَّى وَقَعْتُ نَاحِيَةَ الرُّومِ، وَقَالَ يَعْنِي يَزِيدَ بِبَغْدَادَ، حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى قَيْصَرَ، قَالَ: فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ أَشَدَّ مِنْ كَرَاهِيَتِي لِخُرُوجِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ، لَوْلَا أَتَيْتُ (1) هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَضُرَّنِي، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا عَلِمْتُ، قَالَ: فَقَدِمْتُ فَأَتَيْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ قَالَ النَّاسُ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ " ثَلَاثًا، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي عَلَى دِينٍ، قَالَ: " أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ " فَقُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَلَسْتَ مِنَ الرَّكُوسِيَّةِ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ مِرْبَاعَ قَوْمِكَ؟ " قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ لَكَ فِي
__________
= "الكبير" 17/157. وزاد فيه: "قلت: يا رسول الله، أرمي الصيد، فيغيب عني ليلة؟ قال: "إذا وجدتَ فيه سهمك ولم تجد فيه شيئا غيره فكله". وسترد هذه الزيادة 4 /377.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/182 و184، وفي "الكبرى" (4779) و (4786) ، وأبو عوانة 5/131-132 و5/132 من طرق عن معمر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18245) .
(1) في (م) . لولا أتيت،(30/196)
دِينِكَ "، قَالَ: فَلَمْ يَعْدُ أَنْ قَالَهَا، فَتَوَاضَعْتُ لَهَا، فَقَالَ: " أَمَا إِنِّي أَعْلَمُ مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنَ الْإِسْلَامِ، تَقُولُ: إِنَّمَا اتَّبَعَهُ ضَعَفَةُ النَّاسِ، وَمَنْ لَا قُوَّةَ لَهُ، وَقَدْ رَمَتْهُمْ الْعَرَبُ. أَتَعْرِفُ الْحِيرَةَ؟ " قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ بِهَا. قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ، حَتَّى تَخْرُجَ الظَّعِينَةُ مِنَ الْحِيرَةِ، حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارِ أَحَدٍ، وَلَيَفْتَحَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ " قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، وَلَيُبْذَلَنَّ الْمَالُ (1) حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ " قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: " فَهَذِهِ الظَّعِينَةُ تَخْرُجُ مِنَ الْحِيرَةِ، فَتَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارٍ، وَلَقَدْ كُنْتُ فِيمَنْ فَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ، لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَهَا " (2)
__________
(1) في (ظ13) : وليبذلن الله المال.
(2) بعضه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي عبيدة- وهو ابن حذيفة ابن اليمان - فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي ولا نعلم فيه جرحاً، وهو من رجال النسائي وابن ماجه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وقوله: "عن رجل" الصحيح أنه ليس في طريق هشام بن حسان، كما صرح بذلك حماد بن زيد، فيما سيأتي 4/379 ولم يرد من طريقه عند الحكم والبيهقي، كما سيرد في التخريج، وإنما هو في إسناد يونس بن محمد المؤدب، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، الآتي برقم (18268) . والحديث موصول
بين أبي عبيدة بن حذيفة وعدي بن حاتم كما هو ظاهر.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/518-519 من طريق عبد الله بن بكر=(30/197)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البيهقي، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/343 من طريق مخلد بن الحسين، كلاهما عن هشام بن حسان، به. لم يذكر الرجل المبهم في الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: أبو عبيدة بن حذيفة ليس من رجال الشيخين، كما سلف.
وقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (3595) من طريق سعد الطائي، عن محل بن خليفة، عن عدي بن حاتم مرفوعاً بلفظ: بينا أنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر، فشكا إليه قطع السبيل، فقال: "يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ " قلت: لم أرها، وقد أُنبئت عنها. قال: "فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحداً
إلا الله" قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعَار طييء الذين قد سعَروا البلاد؟! "ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوزُ كسرى" قلت: كسرى بن هرمز؟! قال: "كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترينَّ الرجلَ يُخرجُ مِلْءَ كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله منه، فلا يجد أحداً يقبله منه..". وجاء في آخره نحو قول عدي في هذه الرواية.
وأخرج ابن ماجه (87) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (135) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (182) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/68-69 من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، عن الشعبي، قال: "قدم عدي بنُ حاتم الكوفة أتيناه في نفر من فقهاء أهل الكوفة، فقلنا له: حدثنا ما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم" قلت: وما الإسلام؟ قال: "تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وتؤمن بالأقدار كلها، خيرها وشرها، حلوها ومرها"- وهذا لفظ ابن ماجه- وعبد الأعلى بن أبى المساور متروك.
وسيرد بالأرقام (18268) و (18269) و4/378 و379.
وفي الباب في قوله: "وليبذلن المال ... " عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض، حتى يُهمَّ رب المال من يتقبل منه=(30/198)
* 18261 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُسَيَّرِ الطَّائِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحِلٌّ الطَّائِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: " مَنْ أَمَّنَا، فَلْيُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَإِنَّ فِينَا الضَّعِيفَ، وَالْكَبِيرَ، وَالْمَرِيضَ، وَالْعَابِرَ سَبِيلٍ، وَذَا الْحَاجَةِ، هَكَذَا كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= صدقته" سلف برقم (8135) .
وعن حارثة بن وهب، سيرد 4/306.
قال السندي: قوله: من الرَّكوسية، ضبط بفتح الراء، وهم النصارى.
مِرْباع القوم: كان الرئيس في الجاهلية يأخذ ربع مال الرعية، ويسمي ذلك الربع: المِرْباع.
فلم يَعْدُ، من عدا يعدو، أي: فما تجاوز قولَ هذه المقالة أن تواضعتُ لهذه المقالة.
وقال الحافظ في "الفتح" 6/613 في شرح حديث البخاري السالف: قوله: "فلا يجد أحداً يقبله منه"، أي: لعدم الفقراء في ذلك الزمان، تقدم في الزكاة قول من قال: إن ذلك عند نزول عيسى بن مريم عليه السلام، ويحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى ما وقع في زمن عمر بن عبد العزيز، وبذلك جزم
البيهقي في "الدلائل" من طريق يعقوب بن سفيان بسنده إلى عمر بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: إنما ولي عمر بن عبد العزيز: ثلاثين شهراً ألا والله ما مات حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم، فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله، يتذكر من يضعه فيه، فلا يجده، وقد أغنى عمر الناس. قال البيهقي: فيه تصديق ما روينا في حديث
عدي بن حاتم. انتهى. ولا شك في رجحان هذا الاحتمال على الأول لقوله في الحديث: "ولئن طالت بك حياة".
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد،=(30/199)
18262 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُرَيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِىَّ بْنَ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْرًا فَأَدْرَكَهُ، يَعْنِي الذِّكْرَ، " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ طَعَامٍ لَا أَدَعُهُ إِلَّا تَحَرُّجًا، قَالَ: " لَا تَدَعْ شَيْئًا ضَارَعْتَ فِيهِ نَصْرَانِيَّةً "،
__________
= فمن رجال النسائي، وزيد بن الحباب فمن رجال مسلم، ويحيى بن الوليد بن المُسَيَّر فمن رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وكلهم. ثقة.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 2/55، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2488) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (222) .
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/182 عن الحسن بن علي بن عفان، والطبراني في "الكبير" 17/ (222) من طريق عثمان بن أبي شيبة كلاهما عن زيد ابن الحباب، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2489) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (222) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن يحيى بن الوليد بن المُسَيَّر، بنحوه، وفيه قصة، وزاد فيه: فلما حضرت الصلاة تقدم عديٌ، وأتم الركوع والسجود، وتجوز في صلاته، فلما أنصرف قال: هكذا كنا نصلي خلف النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: فهذه الرواية تبين أن المراد من قوله: فليتم الركوع والسجود، الإيجازُ مع الإكمال. قال السندي: أي من غير تطويل القيام.
وفي الباب عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أتم الناس صلاةً وأوجزه، سلف برقم (11967) .
وعن ابن عمر وأبي هريرة، سلف بالرقمين: (4796) و (7474) وانظر بقية أحاديث الباب هناك.(30/200)
قُلْتُ: أُرْسِلُ كَلْبِي، فَيَأْخُذُ الصَّيْدَ وَلَيْسَ مَعِي مَا أُذَكِّيهِ بِهِ، فَأَذْبَحَهُ بِالْمَرْوَةِ، وَالْعَصَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَّ (1) الدَّمَ بِمَا شِئْتَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (2) "
__________
(1) في (ظ13) و (ص) : أمرر، وهي نسخة في (س) ، وانظر الكلام عليها في الحديث السالف برقم (18250) .
(2) قوله: "إن أباك أراد أمراً فأدركه" حسن، وقوله: "أمرِ الدم. بما شئت ... " صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُرَي بن قَطَري، وسلف الكلام عليه برقم (18250) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.
وأخرجه بتمامه أبو داود الطيالسي (1033-1034) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (562-563-564) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 27/414-415- وابن حبان (332) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (247-250-251) ، والبيهقي في "السنن" 7/279 من طرق، عن شعبة، به.
وقوله: "إن أباك أراد أمراً فأدركه":
أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4360) من طريق علي بن الجعد، عن شعبة، به، وأخرجه أيضاً (4361) من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به. وسيرد 4/379.
وله شاهد من حديث عائشة 6 /93 قالت: قلت: يا رسول الله، ابنُ جُدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المساكن، فهل ذاك نافعه؟ قال: "لا يا عائشة، إنه لم يقل يوماً ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين". وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وقوله: "لا تدع شيئاً ضارعتَ فيه نصرانيةً" اختلف فيه على سماك، فرواه جمع عنه، عن قبيصةَ بن هُلْب، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: سألته عن طعام النصارى، فقال: "لا يختلجن- أو لا يحيكنَّ- في صدرك طعام ضارعتَ فيه النصرانية". وقبيصة مجهول، ومع ذلك حسنه الترمذي عقب الرواية (1565) ،=(30/201)
18263 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ مُرَيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ الطَّائِيَّ، وَقَالَ: " إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْرًا فَأَدْرَكَهُ "، قَالَ سِمَاكٌ (1) : يَعْنِي الذِّكْرَ (2)
18264 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ فَذَكَرَهُ مِنْ مَوْضِعِ الصَّيْدِ
__________
= وسيرد 5/266.
وقوله: "أمرَّ الدم بما شئت":
أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/194 و225، وفي "الكبرى" (4816) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/183، والطبراني في "الكبير" 17/ (246) .
وقد سلف برقم (18250) ، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: "لا تدع شيئاً"، أي: من طعام.
ضارعتَ، أي: شابهتَ، بالخطاب.
فيه نصرانية، أي: ملة النصارى، يريد أن المشابهة في الطعام لا يضر، لقول الله تعالى: (اليوم أُحِل لكم الطيبات) الآية [المائدة: 5] .
وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 11/157: وإذا كانت الأعمال في الإسلام لا تنفع عامليها إلا بنيتهم بها اللهَ عز وجل، فيكونون بها مريدين له، وقاصدين إليه، فيُثيبهم عليها ما يثيبهم عليها، وإذا عملوها لما سوى ذلك من أمور دنياهم، لم يكونوا كذلك، ولم يكن لهم من ذلك من شيء، كان ما
عملوه في الجاهلية من الخير الذي ليس معهم من الإسلام ولا النيات التي يريدون بأعمالهم فيها الله عز وجل، أحرى أن لا يثابوا عليها، وأن لا يُؤتوا بها إلا ما قصدوا بها إليه في دنياهم من أسباب دنياهم.
قلنا: وجملة "يعني الذكر" في الحديث، من قول سماك، كما في الحديث التالي.
(1) قوله: "قال سماك" سقط من (ظ13) .
(2) إسناده ضعيف، وانظر ما قبله. حسين- وهو ابن محمد بن بهرام المرُّوذي- ثقة من رجال الشيخين؟(30/202)
وَقَالَ: " أَمْرِرِ الدَّمَ " (1)
18265 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: تَسْأَلُنِي مِائَةَ دِرْهَمٍ، وَأَنَا ابْنُ حَاتِمٍ، وَاللهِ لَا أُعْطِيكَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، ثُمَّ رَأَى غَيْرَهَا (2) خَيْرًا مِنْهَا، فَلَيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُرَي بن قَطَري. وبقية رجاله ثقات، غير سماك بن حرب، فمختلف فيه، وهو حسن الحديث. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 5/389 بنحوه، وأبو داود (2824) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (245) ، والبيهقي في "السنن" 9/281، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/152 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18250) .
(2) في (ظ 13) : فرأى، وهي نسخة في (س) ، ولفظ "غيرها" لم يرد في (ظ 13) .
(3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك- وهو ابن حرب- وغير تميم بن طرفة، فكلاهما من رجال مسلم، وهذا الحديث مما انتقاه مسلم لسماك.
وأخرجه مسلم (1651) (18) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (228) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1028) عن حماد بن سلمة، والطبراني في "الكبير" 17/ (226) من طريق إسرائيل بنحوه، و17/ (227) من طريق أسباط بن نصر، ثلاثتهم عن سماك، به. زاد الطيالسي: "وليكفر يمينه".=(30/203)
18266 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نُرْسِلُ كِلَابَنَا مُعَلَّمَاتٍ، قَالَ: " كُلْ " قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَتَلَ، مَا لَمْ يَشْرَكْهَا كِلَابٌ غَيْرُهَا "
قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّا نَرْمِي بِالمِعْرَاضِ (1) ، قَالَ: " إِنْ خَزَقَ فَكُلْ، وَإِنْ أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَلَا تَأْكُلْ " (2)
__________
=وقد سلف الكلام على هذه الزيادة برقم (18251) .
وسلف برقم (18244) .
قال السندي: قوله: ثم قال: لولا أني سمعت ... إلخ، أي: لما أعطيتك.
(1) في (م) : بمعراض.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي.
وأخرجه بتمامه البخاري (5477) و (7397) ، ومسلم (1929) (1) ، وأبو داود (2847) ، والنسائي في "المجتبى" 7/181 و194، وفي "الكبرى" (4778) و (4817) ، وأبو عوانة 5/121، وابن حبان (5881) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (203) و (204) و (205) ، والبيهقي في "السنن" 9/235، والبغوي في "شرح السنة" (2772) ، من طرق، عن منصور، بهذا الإسناد.
والقسم الأول منه في صيد. الكلاب: أخرجه الطيالسي (1032) - ومن طريقه أبو عوانة 5/121- والطبراني في "الكبير" 17/ (202) من طريقين، عن منصور، به.
والقسم الثاني منه في صيد المعراض: أخرجه الطيالسي أيضاً (1031) - ومن طريقه أبو عوانة 5/122-123- عن ورقاء، عن منصور، به.
وقد سلف برقم (18245) .(30/204)
18267 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُرَيِّ بْنِ قَطَرِيٍّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الصَّيْدِ أَصِيدُهُ، قَالَ: " أَنْهِرُوا الدَّمَ بِمَا شِئْتُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَكُلُوا " (1)
18268 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: يَعْنِي كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي لَا أَسْأَلُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: نَعَمْ، بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ (2) بُعِثَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُرَي بن قَطَري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.
عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وإسرائيل: هو ابن يونس.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (8621) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (248) .
وقد سلف برقمي (18250) و (18264) ، وانظر ما قبله.
(2) في (ظ 13) : من حيث.
(3) بعضه صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (18260) غير أنه هناك عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، به. دون ذكر الرجل المبهم، وسلف الكلام عليه هناك. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وذكر الرجل المبهم لا يضر، فقد سمعه أبو عبيدة بن حذيفة من عدي بن حاتم دون واسطة كما هو ظاهر.
وأخرجه ابنُ حبان (6679) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/8-9 من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، والدارقطني "السنن" 2/221 مختصراً،=(30/205)
18269 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ أُحَدِّثُ حَدِيثًا عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ فِي نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ، فَلَوْ أَتَيْتُهُ وَكُنْتُ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْهُ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ أُحَدَّثُ عَنْكَ حَدِيثًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْكَ، قَالَ: لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَرْتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَقْصَى الرُّومِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
18270 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّا قَوْمٌ نَتَصَيَّدُ بِهَذِهِ الْكِلَابِ، قَالَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ وَإِنْ قَتَلَتْ (2) ، إِلَّا أَنْ يَأْكُلَ الْكَلْبُ، فَإِنْ أَكَلَ، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِنْ خَالَطَهَا كِلَابٌ مِنْ غَيْرِهَا فَلَا
__________
= والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/342 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيد، به، دون ذكر الرجل في رواية إسحاق بن إبراهيم.
(1) بعضه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن حذيفة، وهو أبو عبيدة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن عون: هو عبد الله، أبو عون البصري، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه الدارقطني 2/222 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون، به. مختصراً.
وهو مكرر ما قبله، وسيكرر سندا ومتناً 4/378، وسلف برقم (18260) .
(2) في (ظ13) : قتلن.(30/206)
تَأْكُلْ " (1)
18271 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا النَّارَ " قَالَ: فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: " اتَّقُوا النَّارَ " وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ قَالَ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا،: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بيان: هو ابن بشر البجلي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (153) من طريق الإمام أحمد، الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/354- ومن طريقه مسلم (1929) (2) ، والبيهقي في "السنن" 9/236- والبخاري (5483) و (5487) ، وأبو داود (2848) ، وابن ماجه (3208) ، والطبري في "التفسير" (11210) ، وأبو عوانة 5/125، الطبراني في "الأوسط" (3291) من طرق، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن بيان إلا محمد بن فضيل.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (915) من طريق عبيدة بن حميد، عن بيان بن بشر، بنحوه.
وقد سلف برقم (18245) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد أخطأ فيه شريك- وهو ابن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ- فجعله من رواية خيثمة، عن ابن معقل، عن عدي. وإنما رواه خيثمة وابن معقل كلاهما عن عدي، كما سلف برقم (18246) و (18252) . وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. الأعمش:
هو سليمان بن مهران.(30/207)
18272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (1)
18273 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ رُفَيْعٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: سَمِعْتُ تَمِيمَ بْنَ طَرَفَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، ثُمَّ رَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (1036) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 7/169- والبخاري (1417) - ومن طريقه القضاعي في "الشهاب" (682) - وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (457) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (208) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2635-2636، وأبو نعيم أيضاً في "الحلية" 7/169، والقضاعي أيضاً في "الشهاب" (680) و (681) ، والذهبي في "السير" 7/227-228 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي أيضا في "الجعديات" (456) عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عدي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يذكر فيه ابن مَعْقِل، وقال: هكذا حدَث بهذا الحديث عن عبد الله بن معقل، لا أدري الوهم من علي، أو هكذا قال لهم شعبة.
وقال أيضاً: وقال لي عبد الله بن أحمد: إن يونس بن أبي إسحاق رواه عن أبيه قال: سمعت عدي بن حاتم. وأوهم فيه أيضاً.
قلنا: رواية يونس المذكورة أوردها أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (460) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2635-2636.
وقد سلف برقم (18246) .(30/208)
خَيْرٌ، وَلْيَتْرُكْ يَمِينَهُ " (1)
18274 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ، وَاعْمَلُوا خَيْرًا، وَافْعَلُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَعْقِلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث رقم (18257) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 4/176، وفي "شعب الإيمان" (733) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18246) .(30/209)
حَدِيثُ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ السُّلَمِيِّ (1)
18275 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ السُّلَمِيِّ، سَمِعْتُهُ (2) يَقُولُ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ، فَأَفْلَجَنِي، وَخَطَبَ عَلَيَّ، فَأَنْكَحَنِي " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة معن بن يزيد قبل الحديث (15860) .
(2) في (ظ 13) و (ق) : قال: سمعته.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (15863/2) سنداً ومتناً.
وقوله: فأفلجني بالجيم يعني حكم لي، أي: أظفرني بمرادي، يقال: فلج الرجل على خصمه: إذا ظفر به.(30/210)
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ (1)
18276 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: تَنَاوَلْتُ قِدْرًا لِأُمِّي، فَاحْتَرَقَتْ يَدِي، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ يَدِي، وَلَا أَدْرِي مَا يَقُولُ، أَنَا أَصْغَرُ مِنْ ذَاكَ، فَسَأَلْتُ أُمِّي، فَقَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ " (2)
18277 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ،
__________
(1) سلفت ترجمة محمد بن حاطب قبل الحديث (15451) .
(2) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك: وهو ابن حرب- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له إلا أصحاب السنن عدا أبي داود. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 10/315، والنسائي في "الكبرى" (10864) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1025) - والطبراني في "الكبير" 19/ (540) و24/ (903) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10865) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1026) - والطبراني في "الكبير" 19/ (539) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/174 من طريق مسعر، كلاهما عن
سماك، بهذا الإسناد.
وانظر (15452) و (15454) .(30/211)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: " دَنَوْتُ (1) إِلَى قِدْرٍ لَنَا، فَاحْتَرَقَتْ يَدِي، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَوْ قَالَ: فَوَرِمَتْ، قَالَ: " فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَجُلٍ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَجَعَلَ يَنْفُثُ، فَسَأَلْتُ أُمِّي فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ مَنِ الرَّجُلُ، فَقَالَتْ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
18278 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَرْضًا ذَاتَ نَخْلٍ، فَاخْرُجُوا " فَخَرَجَ حَاطِبٌ، وَجَعْفَرٌ فِي الْبَحْرِ، قِبَلَ النَّجَاشِيِّ، قَالَ: فَوُلِدْتُ أَنَا فِي تِلْكَ السَّفِينَةِ (3)
__________
(1) في (ظ13) وهامش (ق) : دُنيت.
(2) إسناده ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي.
وقد سلف برقم (15454) .
وسياقه الصحيح سلف فيما قبله.
(3) رجاله ثقات، معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب أبو عمرو البغدادي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد الفزاري، وأبو مالك الأشجعي: هو سعد ابن طارق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/17، والطبراني في "الكبير" 19/ (541) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
ولم يهتد محقق السيرة لأبي إسحاق الفزاري إلى موضع هذا الحديث عند أحمد في "ملحقه" ص313.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/27 ونسبه لأحمد والطبراني، وقال:=(30/212)
18279 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، الصَّوْتُ وَضَرْبُ الدُّفِّ " (1)
18280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، قَالَ:
__________
=رجاله رجال الصحيح.
قلنا: الذي في الصحيح من حديث عائشة عند البخاري (3905) أن قوله عليه الصلاة والسلام: "أريت دار هجرتكم ذات نخل"، إنما كان للهجرة إلى المدينة، قالت عائشة: فهاجر من هاجر قِبَل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة. أما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الهجرة إلى الحبشة فهو ما رواه ابن إسحاق- فيما نقله ابن هشام في السيرة 1/321 أن رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهي
أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه".
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/203 عن الزهري قال: لما كثر المسلمون، وظهر الإيمان وتُحدث به، ثار ناس كثير من المشركين من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم، فعذبوهم وسجنوهم، وأرادوا فتنتهم عن دينهم، فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تفرقوا في الأرض" فقالوا: أين نذهب يا رسول الله؟ قال: "ها هنا" وأشار إلى الحبشة، وكانت أحب الأرض إليه أن يُهاجر قِبَلَها.
(1) إسناده حسن من أجل أبي بَلْج، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15451) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له غير أصحاب السنن سوى أبي داود. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (629) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (542) من طريقين عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15451) .(30/213)
قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ: إِنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُ امْرَأَتَيْنِ، لَمْ يُضْرَبْ عَلَيَّ بِدُفٍّ، قَالَ بِئْسَمَا صَنَعْتَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فَصْلَ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الصَّوْتُ يَعْنِي الضَّرْبَ بِالدُّفِّ " (1)
18281 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: وَقَعَتِ الْقِدْرُ عَلَى يَدِي، فَاحْتَرَقَتْ يَدِي (2) ، فَانْطَلَقَ بِي (3) أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يَتْفُلُ فِيهَا، وَيَقُولُ (4) : " أَذْهِبِ الْبَأَسَ (5) رَبَّ النَّاسِ " وَأَحْسِبُهُ قَالَ: " وَاشْفِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّافِي " (6)
__________
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/127، والحاكم 2/184 من طريقين عن شعبة، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/192-193 عن شبابة عن شعبة، موقوفاً.
وقد سلف برقم (15451) .
(2) لفظ "يدي" ليس في (ظ 13) ، وضرب عليه في (ق) .
(3) في (ص) و (م) : فانطلق بي أبي، وقد استدرك لفظ "أبي" في هامش (س) والمثبت من (ظ 13) ، وهو الموافق لرواية الطبراني وهي من طريق أحمد، والموافق أيضاً لطرق الحديث الأخرى، وقد وقعت العبارة في (ق) : فانطلقت بي أمي، وهو الموافق لرواية (18276) .
(4) في (ظ 13) : يتفل عليها، ولم يرد فيها لفظ "ويقول".
(5) في هامش (ظ13) : بالبأس.
(6) صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف الكلام عليه برقم (18276) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (537) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/113، وقال: رواه أحمد، ورجاله=(30/214)
حَدِيثُ رَجُلٍ
18282 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " دَعُوا النَّاسَ، فَلْيُصِبْ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا اسْتَنْصَحَ رَجُلٌ أَخَاهُ فَلْيَنْصَحْ لَهُ " (1)
__________
= رجال الصحيح!
وقد سلف برقم (18276) .
وانظر (15452) .
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15455) ، وذكرنا هناك شواهده.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/15 عن مسدد، عن أبي عوانة، به، ولم يسق لفظه.
قال السندي: قوله: دعوا الناس، أي: اتركوهم، ولا تقولوا لهم: بع بكذا، ولا تبع بكذا، أو اشتر بكذا، أو لا تشتر بكذا إلا إذا جاء أحد إلى آخر طالباً للنصيحة، فلا بد منها.(30/215)
حَدِيثُ رَجُلٍ آخَرَ
18283 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، رَأَيْتُ شَيْخًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ عَلَى حِمَارٍ، وَهُوَ يَتْبَعُ جِنَازَةً، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ. وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " قَالَ: فَأَكَبَّ الْقَوْمُ يَبْكُونَ، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكُمْ؟ " فَقَالُوا: إِنَّا نَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ إِذَا حَضَرَ: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [سورة: الواقعة، آية رقم: 89] فَإِذَا بُشِّرَ بِذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، وَاللهُ لِلِقَائِهِ أَحَبُّ {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ، فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ} [سورة: الواقعة، آية رقم: 92] " قَالَ عَطَاءٌ وَفِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: " ثُمَّ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ، فَإِذَا، بُشِّرَ بِذَلِكَ يَكْرَهُ لِقَاءَ اللهِ، وَاللهُ لِلِقَائِهِ أَكْرَهُ " (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب روى له البخاري حديثاً واحدا متابعة، وأصحابُ السنن، ورواية همام عنه قبل الاختلاط فيما ذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/149. وإبهامُ صحابيه لا يضر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى.
وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 2/321، وثم يعزه إلى غير أحمد.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف (8133) وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: فأكبَّ القوم، بتشديد الباء، أي: سقطوا.
إذا حُضر. على بناء المفعول، أي: حضره الموت، أو ملائكة الموت.(30/216)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ (1)
18284 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ " (2)
__________
(1) سَلَمَة بن نُعيم، ضبط بالتصغير، أجشعي، نزل الكوفة، له ولأبيه صحبة، وحديثه المذكور في المسند واضح، وله حديث رواه أبو داود في قصة رسولي مسيلمة. قال البغوي: لا أعلم له غيره.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيَّه لم يرو له سوى أبي داود. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/434 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3999) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن شيبان، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/275 من طريق ورقاء، والطبراني في "الكبير" (6347) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/46 من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن منصور، به.
وسيرد برقم 5/285.
وفي الباب عن عبد الله بن عَمرو سلف برقم (6586) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.(30/217)
حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ (1)
18285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ شَهْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " خُذُوا مِنْ قَوْلِ قُرَيْشٍ، وَدَعُوا فِعْلَهُمْ " (2)
18286 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " خُذُوا بِقَوْلِ قُرَيْشٍ، وَدَعُوا فِعْلَهُمْ " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة عامر بن شهر قبل الحديث رقم (15536) .
(2) حديث صحيح، مجالد: وهو ابن سعيد وإن كان ضعيفاً قد توبع بالرواية المطولة رقم (15536) .
(3) حديث صحيح كسابقه. وقوله: "عن عطاء" كذلك هو في الأصول الخطية للمسند، و (م) ، وكذلك هو في "أطراف المسند" 2/635، و"إتحاف المهرة" 6/398، والأشبه أنه خطأ، صوابه: "عن عامر" يعني الشعبي، فقد سلف بالرواية رقم (15536) من طريق إسماعيل ومجالد، عن الشعبي، وبالرواية السابقة من طريق مجالد، عن الشعبي. وقال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عامر بن شهر: روى عنه عامر الشعبي، ولم يرو عنه غيره.
قال أبو جعفر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 8/157: معنى الحديث عندنا- والله أعلم- أن المرادين من قريش المأمور باستماع من قولهم هم ذووا القول الذي يجب أن يستمع، لا من سواهم ممن ليس من ذوي القول الذي يجب أن يستمع، وكذلك قولهم "ودعوا فعلهم" هو أيضاً على من كان منهم من ذوي الفعل المذموم لا من سواهم من ذوي الفعل المحمود.(30/218)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ
18287 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ جُرَيٍّ النَّهْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: عَقَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي يَدِهِ أَوْ فِي يَدِي فَقَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَاللهُ أَكْبَرُ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ " (1)
__________
(1) بعضه صحيح وهذا إسناد فيه جُري النهدي- وهو ابن كليب- روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وابنه يونس، وعاصم بن أبي النجود، وروى له الترمذي، ولم يذكره أحد بجرح ولا تعديل، وثمة راوٍ آخر اسمه جُري بن كليب، سدوسي بصري، روى عن علي وبشير بن الخصاصية، وروى عنه قتادة، روى له أصحاب السنن وصحح الترمذي حديثه، وذكره البخاري في "تاريخه" 2/244، وابن حبان في "ثقاته" 4/117، وجعلاه النهديَّ، فيشير صنيعهما إلى أنهما واحد عندهما، وجعلهما واحدا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وفرق بينهما أبو داود وتابعه المزي والحافظ، فإن كانا واحداً فالإسناد حسن، وإلا فحسن بالشواهد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فقد أبهم ولا يضر إبهامه. أبو إسحاق الهمْداني: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الدرامي (654) ، والطبراني في "الدعاء" (1734) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3575) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (20582) ، والترمذي (3519) ، والطبراني في "الدعاء" (1734) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (631) من طرق، عن أبي إسحاق، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقد تحرف في مطبوعه "جري" إلى "جرير".=(30/219)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسيرد بالأرقام 5/363 و365 و370 و372.
وقوله: "سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله تملأ الميزان" له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "التسبيح نصف الميزان، والحمد لله يملؤه، ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه" قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
ومن حديث أبي مالك الأشعري، مرفوعاً سيرد 5/342 بلفظ: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله والله اكبر تملأ ما بين السماء والأرض ... ". وهو عند مسلم (223) .
ومن حديث رجل سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان..". ذكر منها التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد، وسيرد 5/366.
وانظر حديث أم هانئ الآتي 6/344.
وقوله: "الصوم نصف الصبر" له شاهد بلفظه من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (1745) وإسناده ضعيف.
وانظر حديث سلمان الفارسي عند ابن خزيمة (1887) وفيه في وصف رمضان: وهو شهر الصبر. وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: "نصف الميزان" أي: يملأ نصف الميزان، فاعتبر كأنه النصف مجازاً، وظاهره أن الأعمال تتجسد عند الوزن، ولعلها تصير أجساماً لطيفة نورانية لا تزاحم بعضها ولا غيرها كما هو المشاهد في الأنوار، إذ يمكن أن يسرج ألف سراج في بيت واحد، مع أنه يمتلئ نوراً من واحد من تلك السُّرُج، لكن لا يزاحم، يجتمع معه نور الثاني والثالث، ثم لا يمنع امتلاء البيت من النور جلوس القاعدين فيه لعدم المزاحمة، فلا يَرِد أنه كيف يتصور ذلك مع كثرة التكبيرات وغيرها من الأذكار، مع أن التكبير الواحد إذا ملأ ما بين السماء والأرض لا يبقى مكان لشيء، فلينظر.
"نصف الإيمان": ترغيب في الطهارة؟ والمراد بالنصف الجزء، وبالإيمان: الأعمال المتعلقة به أي عمل من أعمال الأيمان.=(30/220)
حَدِيثُ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ (1)
18288 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَبِيرَةَ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ: فِينَا نَزَلَتْ فِي بَنِي سَلِمَةَ {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11] قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَلَيْسَ مِنَّا رَجُلٌ إِلَّا وَلَهُ اسْمَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، فَكَانَ إِذَا دَعَا أَحَدًا (2) مِنْهُمْ بِاسْمٍ مِنْ تِلْكَ الْأَسْمَاءِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَغْضَبُ مِنْ هَذَا: قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} (3)
__________
= نصف الصبر: الذي وعد الله تعالى عليه الأجر الجزيل بقوله: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) [الزمر: 10] .
(1) سلفت ترجمة أبي جبيرة بن الضحاك قبل الحديث رقم (16642) .
(2) المثبت من (ظ 13) وكذلك هي في رواية المزي وهي من طريق الإمام أحمد، وفي بقية النسخ: دُعي أحد.
(3) إسناده صحيح إن صحت صحبة أبي جبيرة بن الضحاك كما فصلنا في الرواية (16642) السالفة، وإلا فمرسل. رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي هند، فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وأبو جبيرة بن الضحاك روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن. وقد نقل الحافظ في "تهذيبه"في ترجمة أبي جَبِيرة أن العسكري قال: حديث قيس والشعبي عنه مرسل.
قلنا: قد صرح الشعبي بالسماع منه في هذه الرواية وغيرها. إسماعيل: هو ابن عُلية، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 26/132، والحاكم 4/281-282 من طريق إسماعيل ابن علية، به، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (330) ، وأبو داود (4962) من طريق=(30/221)
حَدِيثُ رَجُلٍ
18289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ " (1)
__________
=وهيب بن خالد، وأخرجه الترمذي (3268) ، والبيهقي في "الشعب" (6747) من طريق شعبة، وأخرجه الترمذي أيضاً (3268) ، والنسائي في "الكبرى" (11516) - وهو عنده في "التفسير" (536) - والطبري 26/132، والطبراني في "الكبير" 22/ (968) من طريق بشر بن المفضل، وأخرجه ابن ماجه (3741) ، والطبراني 22/ (969) ، والمزي 33/183 من طريق عبد الله بن
إدريس، والطبري 26/132 من طريق عبد الوهاب وعبد الأعلى، والبيهقي في "شعب الأيمان" (6745) من طريق ربعي بن علية، سبعتهم عن داود بن أبي هند، به، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو يعلى (6853) - وعنه ابن حبان (5709) - وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (397) عن هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بن أبي جبيرة- فقلب اسم الصحابي.
وأخرجه الحاكم 2/463، والبيهقي في "الشعب" (6746) من طريق روح ابن عبادة، عن حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، به. على الجادة.
وقد سلف من طريق حفص بن غياث، عن داود، عن الشعبي، عن أبي جبيرة، عن عمومةِ له برقم (16642) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، وإبهامه لا يضر. أبو البختري الطائي: هو سعيد بن فيروز.=(30/222)