16997 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، مَوْلَى تُجِيبَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَرْيَةً مِنْ قُرَى الْمَغْرِبِ يُقَالُ لَهَا: جَرَبَّةُ، فَقَامَ فِينَا خَطِيبًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَا أَقُولُ فِيكُمْ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ - يَعْنِي إِتْيَانَ الْحَبَالَى مِنَ السَّبَايَا - وَأَنْ يُصِيبَ امْرَأَةً ثَيِّبًا مِنَ السَّبْيِ حَتَّى يَسْتَبْرِئَهَا - يَعْنِي إِذَا اشْتَرَاهَا -، وَأَنْ يَبِيعَ مَغْنَمًا حَتَّى يُقْسَمَ، وَأَنْ يَرْكَبَ دَابَّةً مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَعْجَفَهَا رَدَّهَا فِيهِ، وَأَنْ يَلْبَسَ ثَوْبًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَخْلَقَهُ رَدَّهُ فِيهِ " (1)
__________
(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق- وهو محمد- وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مرزوق مولى تجيب، فمن رجال أبي داود وابن ماجه، وهو ثقة. وصحابيه روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، ما خلا ابن ماجه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4485) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد مختصراً.
وأخرجه مطولاً ومختصراً سعيد بن منصور (2722) ، وأبو داود (2159) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2194) ، والبيهقي 7/449 من طريق أبي معاوية، وأبو داود (2158) ، والبيهقي 7/449 من طريق محمد بن سلمة، والدارمي (2488) ، والطبراني في "الكبير" (4482) ، وابن أبي عاصم في=(28/207)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الآحاد والمثاني" (2193) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، والطبراني (4486) من طريق زهير بن معاوية، والبيهقي 7/449 و9/124، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/240 من طريق يونس بن بكير، ستتهم عن ابن إسحاق، به. وجاء في رواية أبي معاوية: "حتى يستبرئها بحيضة"، قال أبو داود: "الحيضة" ليست محفوظة. قلنا: يعني من حديث رويفع، وقال ابن التركماني: وهو صحيح من حديث أبي سعيد الخدري. قلنا: الذي سلف برقم (11228) . وجاء في رواية يونس بن بكير: "خيبر"، بدل: "حنين"، وهو وهم نبه عليه البيهقي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن الجارود (731) ، والطبراني (4484) و (4489) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/251 من طرق عن جعفر بن ربيعة، عن أبي مرزوق التجيبي، به.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2195) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/251، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 1/217، وابن حبان (4850) ، والطبراني (4483) ، والبيهقي في "السنن" 9/62، من طريقين، عن ربيعة بن سُلَيم، عن حنش الصنعاني، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/162، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (2198) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/129-130، والطبراني (4487) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1332) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/269 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، وأبو نعيم (1331) من طريق سوار بن مصعب، كلاهما عن زياد المصفر، عن الحسن
البصري، قال: حدثني ثابت بن رفيع، به، مختصراً.
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/451: ثابت بن رفيع له صحبة، روى عنه الحسن البصري، سمعت أبي يقول: هذا الرجل عندي شامي، وهو عندي رويفع بن ثابت، والحديث حديث شامي.
قلنا: وذكر نحو هذا مطولاً ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/268-269. =(28/208)
16998 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ حَنَشَاً الصَّنْعَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رُوَيْفِعَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَبْتَاعَنَّ ذَهَبًا بِذَهَبٍ إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ، وَلَا يَنْكِحُ ثَيِّبًا مِنَ السَّبْيِ حَتَّى تَحِيضَ " (1)
16999 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ (2) الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَنَشٌ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ غَزْوَةَ جَرَبَّةَ، فَقَسَمَهَا عَلَيْنَا، وَقَالَ لَنَا رُوَيْفِعٌ: مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذَا السَّبْيِ، فَلَا يَطَؤُهَا حَتَّى تَحِيضَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ وَلَدَ
__________
= وقد سلف برقم (16990) ، وذكرنا هناك الشواهد التي يصح بها.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن حنش الصنعاني.
وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
والنهيُ عن بيع الذهب بالذهب إلا وزناً بوزن أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/69، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/216-217، والطبراني في "الكبير" (4479) من طريق ربيعة بن أبي سليم، عن حنش الصنعاني، به.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11006) بإسناد صحيح على شرط الشيخين. وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
والنهيُ عن نكاح الثيب من السبي حتى تحيض، سلف برقم (16990) ، وذكرنا هناك شواهده التي يصح بها.
(2) في (س) : حدثنا.(28/209)
غَيْرِهِ " (1)
17000 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ شِيَيْمَ بْنَ بَيْتَانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ شَيْبَانَ الْقِتْبَانِيَّ، يَقُولُ: اسْتَخْلَفَ مَسْلَمَةُ بْنُ مُخَلَّدٍ رُوَيْفِعَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ، عَلَى أَسْفَلِ الْأَرْضِ قَالَ: فَسِرْنَا مَعَهُ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا رُوَيْفِعُ، لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي، فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوْ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ، أَوْ بِعَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيءٌ مِنْهُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (16992) إلا أن شيخ أحمد هنا هو حسن بن موسى: وهو الأشيب، وهو ثقة.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال شيبان القتباني، وقد بسطنا الكلام فيه في الرواية (16994) ، وباقي رجال الإسناد ثقات. المفضل: هو ابن فَضَالة.
وأخرجه أبو داود (36) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/110، والبغوي في "شرح السنة" (2680) -، عن يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (2196) من طريق معلى بن منصور، والبزار في "البحر الزخار" (2317) - (242) "كشف الأستار"-، والمزي في "تهذيبه" 12/591-592 من طريق عبد الأعلى بن حماد، والطبراني في "الكبير" (4491) من طريق سعيد بن أبي مريم، أربعتهم عن المفضل بن فضالة، بهذا الإسناد.
قال البزار في "البحر الزخار": وهذا الحديث قد روى نحو كلامه غيرُ واحد، وأما هذا اللفظ فلا يُحفظ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا عن أحدٍ غيرُ رويفع، وقد أُدخل في المسند لأنه قال: فقد برىء مما أنزل على محمد، وإسناده حسن غير شيبان، فإنه لا نعلم روى عنه غير شِيَيْم بن بيتان، وعياش بن عباس=(28/210)
17001 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: عَرَضَ مَسْلَمَةُ بْنُ مُخَلَّدٍ - وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرَ - عَلَى رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنْ يُوَلِّيَهُ الْعُشُورَ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ صَاحِبَ الْمَكْسِ (1) فِي النَّارِ " (2)
__________
= مشهور.
وأخرجه أبو داود (37) عن يزيد بن خالد، عن مفضل، عن عيَّاش، أن شييم بن بيتان أخبره بهذا الحديث أيضاً عن أبي سالم الجيشاني، عن عبد الله ابن عمرو يذكر فلك وهو معه مرابط بحصن باب أليون، وقال: حصن أليون بالفسطاط على جبل.
وقد سلف برقم (16994) ، وانظر (16995) .
(1) في (ظ 13) و (ص) وهامش (س) : إن صاحب الماكس، وعليها علامة الصحة في (س) . والمثبت من (ق) و (م) و (س) ، و"أطراف المسند" 2/349 ونسخة السندي. قال السندي: قوله: "إن صاحب المكس"- بفتحِ فسكون-: ما يأخذه العشَّار، والماكس: العشار، وفي بعض النسخ: "إن صاحب الماكس" فكأنَّ المراد أن صاحبه في النار، فكيف هو؟! والله تعالى أعلم.
(2) حديث حسن لغيره، أبو الخير- وهو مرثد بن عبد الله اليزني- وإن كان يحتمل السماع من رويفع- لم يرو هذا الحديث بصيغة تحتمل الاتصال، ابنُ لهيعة- وإن كان قد اختلط- قد صححوا سماع قتيبة بن سعيد منه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4493) من طريق عبد الله بن صالح، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، إلا أنه زاد: يعني العاشر.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/88 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" بنحوه، إلا أنه قال: "صاحب المكس في النار" يعني العاشر، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، سيرد (17294) بلفظ: "لا يدخل=(28/211)
حَدِيثُ حَابِسٍ (1)
17002 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ غَابِرٍ الْأَلْهَانِيَّ، قَالَ: دَخَلَ الْمَسْجِدَ حَابِسُ بْنُ سَعْدٍ الطَّائِيُّ، مِنَ السَّحَرِ - وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مُرَاءُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، أَرْعِبُوهُمْ، فَمَنْ أَرْعَبَهُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: فَأَتَاهُمُ النَّاسُ، فَأَخْرَجُوهُمْ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي مِنَ السَّحَرِ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ " (2)
__________
= صاحب مكس الجنة" وفي إسناده ضعف.
وانظر حديث عثمان بن أبي العاص السالف برقم (16281) ، وحديث بريدة الأسلمي في قصة الغامدية الآتي 5/348.
(1) في الأصول الخطية و (م) زيادة: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو خطأ، فهذا الأثر إنما هو موقوف على حابس. ولم ترد هذه الزيادة فيما سلف برقم (16972) .
(2) في الأصول الخطية عدا (ظ 13) : عامر، وهو خطأ، وقد جاء على الصواب في (ظ 13) ، وانظر تعليقنا عليه في مكرره رقم (16972) .
(3) أثر صحيح الإسناد إلى حابس، وهو مكرر (16972) سنداً ومتناً.(28/212)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17003 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ، فَقَدْ نَجَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -: مَوْتِي، وَالدَّجَّالِ، وَقَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ مُعْطِيهِ " (1)
17004 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ وَعِنْدَهُ كَاتِبٌ لَهُ يُمْلِي عَلَيْهِ، فَقَالَ: " أَلَا أَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ " قُلْتُ: لَا أَدْرِي، مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ، فَأَعْرَضَ عَنِّي - وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ، مَرَّةً فِي الْأُولَى: " نَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ " قُلْتُ: لَا أَدْرِي (2) ، فِيمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَأَعْرَضَ عَنِّي -، فَأَكَبَّ (3) عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ " قُلْتُ: لَا أَدْرِي، مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِي الْكِتَابِ عُمَرُ، فَقُلْتُ: (4)
__________
(1) حديث حسن، وهو مكرر (16973) سنداً ومتناً.
(2) قوله: لا أدري، ليس في (ظ13) و (ق) .
(3) في (ظ 13) : وأكبَّ.
(4) في (س) و (ص) : فعرفت.(28/213)
إِنَّ عُمَرَ لَا يُكْتَبُ إِلَّا فِي خَيْرٍ، ثُمَّ قَالَ: " أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: " يَا ابْنَ حَوَالَةَ كَيْفَ تَفْعَلُ فِي فِتْنَةٍ تَخْرُجُ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي بَقَرٍ؟ "، قُلْتُ: لَا أَدْرِي، مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: " وَكَيْفَ تَفْعَلُ فِي أُخْرَى تَخْرُجُ بَعْدَهَا كَأَنَّ الْأُولَى فِيهَا انْتِفَاجَةُ أَرْنَبٍ؟ " قُلْتُ: لَا أَدْرِي، مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: " اتَّبِعُوا (1) هَذَا "، قَالَ: وَرَجُلٌ مُقَفّي حِينَئِذٍ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَسَعَيْتُ، وَأَخَذْتُ بِمَنْكِبَيْهِ، فَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: وَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ (2)
__________
(1) في (ص) : اتبع.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق - وهو العقيلي البصري-، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وسماعُه من الجُرَيري - وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط. وابنُ حَوَالة هكذا- جاء في هذه الرواية غير مسمّىً، وسماه بعضُ الرواة- كما سيرد في التخريج- عبدَ الله، وهو ما يُشير إليه صنيعُ الإمام أحمد بإيراده في هذه الترجمة، وقد جاء التصريحُ باسمه في الرواية الآتية في مسند البصريين 5/33 عن يزيد بن هارون، عن كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق، قال: حدثني رجلٌ من عَنَزَة يُقال له: زائدة أو مزيدة بن حَوَالة، فذكر الحديث. قال الحافظ في "الإصابة": وهو الصواب، وذكر الحافظ أن عبد الله بن حوالة صحابي مشهور، وأنه أشهر من زائدة راوي الخبر، ثم قال: فلعل بعض رواته سماه عبد الله ظناً منه أنه ابن حوالة المشهور. ثم ذكر أن عبد الله ليس أخا زائدة، والفرق بينهما أن عبد الله أزدي الأصل، وقيل: عامري، وزائدة عَنَزي، وأن عبد الله سكن الشام وروى=(28/214)
17005 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي قُتَيْلَةَ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَصِيرُ الْأَمْرُ
__________
= عنه أهلها وأهلُ مصر، وأنَّ زائدة بصري، روى عنه من أهل البصرة عبدُ الله ابنُ شقيق. بسط الحافظُ ذلك في ترجمة زائدة بن حَوالة في "التعجيل" و"الإصابة".
وأخرجه الطيالسي (1249) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (1294) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2296) ، من طريق حماد بن سلمة، عن الجريري، به.
واسم صحابيه عندهما عبد الله بن حوالة. وقرن الطيالسي بحماد بن سلمة حمادَ بن زيد، وجاء عندهما: فنظرتُ فإذا اسمُ أبي بكر وعمر. زاد الطيالسي: "يا ابن حَوالة، كيف أنت إذا نشأتْ فتنةٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ خير من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي".
وسيأتي في مسند البصريين 5/33.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5953) .
وعن كعب بن مرة، سيرد (18068) .
وانظر حديث كعب بن عجرة الآتي 4/242.
قال السندي: قوله: في ظل دَوْمَة: بفتح الدال، واحدة الدوم وهي ضخام الشجر، أو شجر المقل.
كأنها صياصي بقر، أي: قرونها، جمع صِيصِية، بالتخفيف، شَبَّه الفتنةَ بها لشِدَّتها وصعوبةِ الأمر فيها، وكُل شيء امتُنعَ بها وتُحُصِّن به فهو صِيصِيَة، ومنه قيل للحصون: الصياصي.
انتفاجة أرنب، بالجيم: كوثبته من موضعه، يريد تقليل مدة الأولى بالنظر إلى الثانية أو تحقيرها.
مُقَفِّي: اسم فاعل من قَفى، بالتشديد، أي: مُدْبر.(28/215)
إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً (1) ، جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ "، قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَاكَ، قَالَ: " عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهُ خِيرَةُ اللهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهِ خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ " (2)
__________
(1) في (س) و (ص) و (م) : تكون جنودٌ مجندة. والمثبت من (ظ 13) و (ق) وهامش (س) .
(2) حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، بقية- وهو ابن الوليد- يدلِّس ويسوي، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات. أبو قُتَيلة- وهو مرثد بن عبد الله الشرعبي- مختلف في صحبته، فإن يكن تابعياً، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو داود (2483) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1172) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/33، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/ 288، والطبراني في "مسند الشاميين" (1975) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح الحضرمي، عن أبي يحيى سُلَيم بن عامر الخبائري، عن جبير بن نُفير، عن عبد الله بن حوالة، به.
وعبد الله بن صالح ضعيف يعتبر به.
وأخرجه بنحوه يعقوب بن سفيان 2/288-289، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2295) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1114) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2540) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/3-4، وفي "الدلائل" (478) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/327، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (500) من طرق عن يحيى بن حمزة الحضرمي، عن نصر بن علقمة الحضرمي، يرده إلى جُبير بن نفير، عن عبد الله بن حوالة، به. وهذا الإسناد=(28/216)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وإن كان ظاهره الانقطاع بين نصر بن علقمة وبين جبير بن نفير، إلا أن نصراً صرح بسماعه من الواسطة بينهما، وهو عبد الرحمن بن جبير بن نُفير في آخر الحديث، فاتصل الإسناد، ورجاله ثقات رجال الصحيح غير نصر بن علقمة، وهو ثقة فقد روى عنه جمع، ووثقه دحيم، وذكره ابن حبان في "الثقات "، ولا يُعلم فيه جرح، وقد توبع.
وأخرجه بنحوه الدولابي في "الكنى" 2/72، والطبراني في "مسند الشاميين" (601) ، وابنُ عساكر في "تاريخه" 1/54 من طريق صالح بن رستم، عن عبد الله بن حوالة. وصالح بن رستم- وهو الهاشمي أبو عبد السلام الدمشقي- مجهول الحال، ومن هذه الطريق أورده الهيثمي في "المجمع" 10/58، ونسبه إلى الطبراني، وقال: رجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم، وهو ثقة!
وسيأتي أيضاً 5/33 و288.
وفي الباب عن أبي الدرداء عند البزار (2851) "زوائد"، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/58، ونسبه إلى البزار والطبراني، وقال: وفيهما سليمان بن عقبة، وقد وثقه جماعة، وفيه خلاف لا يضر، وبقية رجاله ثقات.
وعن ابن عمر، وواثلة، وأبي أمامة، أورد أحاديثهم الهيثمي في "المجمع" 10/59، وفي كل منها مقال.
قال السندي: قوله: "مُجَنَّدة": بضم الميم وتشديد نون، والمراد: مختلفة، وقيل: مجتمعة.
"خِرْ لي": أمرٌ من: خَارَ، أصله الخير ضد الشر، أي: اختر لي خيرَ تلك الأماكن.
"خِيرة الله" بكسر خاءٍ معجمة وفتح ياءٍ وقد تسكن، أي: مختارته.
"يجتبي" وفيه ضميرٌ فاعله، و"خيرتَهُ" بالنصب مفعوله، أي: يجمع الله تعالى إليه المختارين من عباده.
"أَبيتُم"، أي: امتنعتم الشامَ أيها العرب. =(28/217)
17006 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -: مَوْتِي، وَالدَّجَّالِ، وَقَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ مُعْطِيهِ " (1)
__________
= "يمنكم" أضيف إليهم اليمن، لأن الكلام مع العرب، واليمن من بلادهم.
"غُدُركم"- بضمتين-: جمع غدير، وهو الحوض، والمراد فاختاروا بلادكم على البادية.
"توكل"، أي: تكفَل وضمن، تعليل لتقدم الشام على اليمن، والله تعالى أعلم.
(1) حديث حسن، وهو مكرر (16973) سنداً ومتناً.(28/218)
حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ (1)
17007 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَشْرُ (2) بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَ مِنْ رَهْطِهِ -، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَسَلَّحْتُ رَجُلًا سَيْفًا. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا لَامَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَعَجَزْتُمْ إِذْ (3) بَعَثْتُ رَجُلًا، فَلَمْ يَمْضِ لِأَمْرِي أَنْ تَجْعَلُوا مَكَانَهُ مَنْ يَمْضِي لِأَمْرِي؟ " (4)
__________
(1) قال السندي: عقبة بن مالك. لَيثي سكن البصرة.
(2) تحرف في (م) إلى: بشير.
(3) في (ص) وهامش (ظ13) :إن.
(4) إسناده صحيح إن كان بشر بن عاصم الليثي هو الذي وثقه النسائي، فقد قال الحافظ في "التهذيب": لم ينسبه النسائي إذ وثقه، وزعم أن ابن القطان أن مراده بذلك الثقفي وأن الليثي مجهول الحال. قلنا: قد أطلق الذهبي في "الميزان" توثيقه عن النسائي، ومشى على توثيقه الحافظ في "التقريب"، فقال: صدوق يخطئ، وإن لم يكنه، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" 20/220 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2627) ، والحاكم 2/114-115 من طريق يحيى بن معين، عن عبد الصمد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: بشر بن عاصم لم يخرج له سوى أبي داود=(28/219)
17008 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْطُبُ إِذْ قَالَ الْقَائِلُ: يَا رَسُولَ اللهِ (1) ، وَاللهِ مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ - فَذَكَرَ قِصَّتَهُ (2) - فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُعْرَفُ الْمَسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَى عَلَيَّ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا "، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (3)
__________
= والنسائي.
قال السندي: قوله: "فسلحتُ رجلاً" على صيغة المتكلم، في "المجمع"، أي: جعلته سلاحَه، وهو ما أعددته للحرب من آلة الحديد، والسيف وحده يسمَّى سلاحاً، يقال: سَلَحته إذا أعطيته سلاحاً، وإن شدَّدته فللتكثير. انتهى، والتكثيرُ هاهنا غير مناسب، وينبغي أن يكون بالتخفيف.
"مثل ما لاَمنا" من اللوم، "قال" بيانٌ للَوْمِه، "إذ بعث رجلاً"، أي: أميراً، وحاصله: أن الأمير إذا خالف ينبغي للناس أن يعزلوه ويقيموا آخر مكانه، قالوا: هذا إذا لم يكن الأمر مُفضياً إلى الفتنة.
قلنا: وهذا الحديثُ يغلب على الظن أنه مع الذي بعده في قصة واحدة، كما ذكر غير واحد فيما أشار إليه الحافظ في "الإصابة"، وتفرد الحافظُ فعدَّه حديثاً آخر لعقبة، مع أن المراد منه لا يستقيم إلا بالذي بعده. والله أعلم.
(1) قوله: يا رسول الله، ليس في (ظ 13) .
(2) في (ظ13) وهامش (س) : قصة.
(3) إسناده صحيح إن كان بشر بن عاصم الليثي هو الذي وثقه النسائي، وإلا فهو حسن الحديث، كما بسطنا ذلك في الرواية السابقة، ويبقى الحديث صحيحاً بشواهده. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه يعقوبُ بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/345، وابنُ قانع في=(28/220)
17009 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: جَمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، رَجُلٌ فَحَدَّثَنِي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ سَرِيَّةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَشُوا أَهْلَ مَاءٍ صُبْحًا، فَبَرَزَ (1) رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ فَقَتَلَهُ، فَلَمَّا قَدِمُوا أَخْبَرُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ الْمُسْلِمِ يَقْتُلُ الرَّجُلَ وَهُوَ يَقُولُ: إِنِّي مُسْلِمٌ "، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا قَالَهَا مُتَعَوِّذًا، فَصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ، وَمَدَّ يَدَهُ الْيُمْنَى، فَقَالَ: " أَبَى الله عَلَيَّ مَنْ قَتَلَ مُسْلِمًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (2)
__________
= "معجم الصحابة" 2/274، والبيهقي في "السنن" 8/22، من طريقين عن سليمان بن المغيرة، به. وبشر بن عاصم تحرف في مطبوع "المعرفة والتاريخ" إلى: نصر بن عاصم.
وسيأتي بعده برقم (17009) ، ومطولاً 5/288-289.
وفي الباب عن أسامة بن زيد عند البخاري (4269) ، وسيرد 5/200.
وعن المقداد بن الأسود عند البخاري (4019) ، وسيرد 6/4.
قال السندي: قوله: ما قال الذي قال: فيه اختصار تبينه الرواية الثانية.
قوله: أبى عليّ: بالتشديد، أي: استغفرت للقاتل، فأبى عليَّ مغفرته، وما استجاب لي فيه.
(1) في هامش (س) : فندر. نسخة. قلنا: وهما بمعنى.
(2) إسناده صحيح، بشر بن عاصم بسطنا القول فيه في الروايتين السالفتين، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مطول ما قبله. يونس: هو=(28/221)
حَدِيثُ خَرَشَةَ
17010 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَثِيرٍ الْمُحَارِبِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَرَشَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَتَكُونُ مِنْ بَعْدِي فِتْنَةٌ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْيَقْظَانِ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، فَمَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ فَلْيَمْشِ بِسَيْفِهِ إِلَى صَفَاةٍ (1) فَلْيَضْرِبْهُ بِهَا حَتَّى يَنْكَسِرَ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعْ لَهَا حَتَّى تَنْجَلِيَ عَمَّا انْجَلَتْ " (2)
__________
= ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي، ويونس بن عبيد: هو ابن دينار العبدي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/275، والطبراني في "الكبير" 17/ (981) ، والحاكم في "المستدرك" 1/19 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وتحرف بشر بن عاصم في مطبوع "المستدرك" إلى: نصر بن عاصم.
وقد سلف فيما قبله (17008) ، وسيأتي مطولاً 5/ 288-289.
(1) في (ظ13) : إلى صفا فيضربه.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16974) سنداً ومتناً.(28/222)
حَدِيثُ رَجُلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17011 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحِبَهُ مِثْلَ مَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَمَا زَادَنِي عَلَى ثَلَاثِ كَلِمَاتٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَغْتَسِلُ الرَّجُلُ مِنْ فَضْلِ امْرَأَتِهِ، وَلَا تَغْتَسِلُ بِفَضْلِهِ، وَلَا يَبُولُ فِي مُغْتَسَلِهِ، وَلَا يَمْتَشِطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن عبد الله الأودي، فمن رجال أصحاب السنن، حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي: هو حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وزهير: هو ابن معاوية، وحُمَيد الحميري: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه أبو داود (28) و (81) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/98 و190، ويعقوب بن سفيان مختصراً في "المعرفة والتاريخ" 2/739 عن أحمد ابن يونس، عن زهير بن معاوية، به.
قال البيهقي: وهذا الحديث رواته ثقات، إلا أن حميداً لم يُسَمِّ الصحابي الذي حدثه، فهو بمعنى المرسل، إلا أنه مرسل جيد، لولا مخالفتُه الأحاديثَ الثابتةَ الموصولةَ قبله.
فقال الحافظ في "الفتح" 1/300: ولم أقف لمن أعلَّه على حجة قوية، ودعوى البيهقي أنه في معنى المرسل مردودة، لأنَّ إبهام الصحابي لا يضر، وقد صرح التابعي بأنه لقيه.
ونقل الحافظُ، عن الميموني، عن أحمد أن الأحاديث الواردة في منع التطهر بفضل المرأة وفي جواز ذلك مضطربة، فذكر الحافظ أن القول=(28/223)
17012 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا، قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ سِنِينَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ سِنِينَ، قَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَمْتَشِطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ، وَأَنْ يَبُولَ فِي مُغْتَسَلِهِ، وَأَنْ تَغْتَسِلَ الْمَرْأَةُ بِفَضْلِ
__________
= باضطرابها إنما يُصار إليه عند تعذر الجمع، وهو ممكن بأن تحمل أحاديث النهي على ما تساقط من الأعضاء، والجواز على ما بقي من الماء، وبذلك جمع الخطّابي، أو يُحمل النهي على التنزيه، جمعاً بين الأدلة. والله أعلم.
وسيأتي برقم (17012) و5/369.
وفي باب النهي عن اغتسال الرجل من فضل وضوء امرأته عن الحكم بن عمرو الغفاري، سيرد (17863) .
وعن عبد الله بن سرجس عند ابن ماجه (374) ، والطحاوي في لأشرح معاني الآثار" 1/24.
وفي باب الجواز سلف من حديث عبد الله بن عمر، سلف برقم (4481) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وفي باب النهي عن البول في المغتسل عن عبد الله بن مُغَفّل، سيرد 5/56.
وفي باب النهي عن الامتشاط كل يوم عن عبد الله بن مغفل، سلف برقم (16793) .
قال السندي: قوله: مثل ما صحبه أبو هريرة، أي: قدر ذلك، ربين في الرواية الثانية، بأربع سنين.
لا يغتسل الرجل ... إلخ، أي: لا يغتسل كل من الرجل والمرأة بفضل الآخر، والجمهور قد جوزوا ذلك لأحاديث أُخَر تدل على الجواز.(28/224)
الرَّجُلِ، وَأَنْ يَغْتَسِلَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ الْمَرْأَةِ، وَلْيَغْتَرِفُوا (1) جَمِيعًا " (2)
__________
(1) في هامش (س) : وليغترفا.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن عبد الله الأودي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدِّب البغدادي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه أبو داود (81) ، والنسائي في "المجتبى" 1/130، وفي "الكبرى" (240) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/739، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد، ولم يسق يعقوب بن سفيان متنه.
وانظر ما قبله، وسيأتي 5/369.(28/225)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17013 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِي حَاجَةٌ، فَرَأَى عَلَيَّ خَلُوقًا، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ " فَغَسَلْتُهُ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ "، فَذَهَبْتُ فَوَقَعْتُ فِي بِئْرٍ، فَأَخَذْتُ مُسْتَقَةً (1) فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " حَاجَتُكَ " (2)
__________
(1) وقع في (س) و (ص) و (م) : مشقة، والمثبت من (ظ 13) و (ق) وحاشية السندي. قال السندي: مُسْتقة: بضم ميم، فسكون سين مهملة، فمثناة فوقية مضمومة أو مفتوحة: فروة طويلة الأكمام.
(2) إسناده حسن، أبو حبيبة هو مولى الزبير بن العوام، روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل" وليس هو بالطائي، فذاك لا يُعرف له راو غيرُ أبي إسحاق السبيعي، وحديثه في الكوفيين. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن سويد، وهو
ابن هبيرة العدوي التميمي، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/128-129 من طريق سعيد ابن عامر، عن شعبة، بهذا الإسناد، لكن وقع عنده: أم حبيبة بدل أبي حبيبة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/155، وقال: رواه أحمد، وأبو حبيبة هذا إن كان هو الطائي فهو ثقة، وإن كان غيره، فلم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: لو كان أبو حبيبة هو الطائي فهو مجهول، فقد ذكرنا أنه تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي.=(28/226)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ (1)
__________
= وفي الباب عن أنس عند البخاري (5846) بلفظ: نهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتزعفر
الرجل.
وعن يعلى بن مرة، سيرد (17552) .
قال السندي: فرأى عليَّ خَلُوقاً: بفتح خاء آخره قاف: طيبٌ مركب من الزعفران وغيره، تغلب عليه الحمرة والصفرة [وإنما نهى عنه لأنه] من طيب النساء، [وكُنَّ أكثر استعمالاً له منهم] ورد إباحته للرجال تارة، والنهيُ عنه أخرى، والظاهرُ أنَّ أحاديث النهي ناسخة، كذا في "النهاية".
أتتبعه: من التتبيع.
"حاجتك" بالنصب، أي: اذكرها أو خذها.
(1) قال السندي: عمرو بن عَبَسَة: أبو نَجِيح، من بني سُلَيم، يقال: إنه أخو أبي ذرٍّ لأُمه، نزل حمص، أسلم قديماً بمكة ثم رجع إلى بلاده، فأقام بها إلى أن هاجر بعد خيبر، وقبل فتح مكة، فشهده.
وجاء أنه اعتزل عبادةَ الأوثان قبل أن يُسْلِمَ، وقال: رأيتُ أنها لا تضر ولا تنفع، فلقيتُ رجلاً من أهل الكتاب، فسألتُه عن أفضل الدِّين، فقال: يخرج رجلٌ من مكة يَرْغَبُ عن آلهةِ قومه، ويدعُو إلى غيرها، وهو يأتي بأفضل الدين، فإذا سمعتَه فاتبعه، فلم يكن لي همةٌ إلا مكة، إلى أن لقيتُ راكباً
فأخبرَ بخروج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن مولى لكعب قال: خرج عمرو بن عَبَسة يوماً للرِّعية، فانطلقت نصفَ النَّهار، يعني لأراه، فإذا سحابةٌ قد أظلَّته، ما فيها عنه فضلٌ، فأيقظته، فقال: إن هذا شيء إن علمتُ أنَّك أخبرتَ به أحداً لا يكونُ بيني وبينك خيرٌ، قال: فوالله ما أخبرتُ به حتى مات بحمص. قال الحافظ في "الإصابة": أظنه مات في أواخر خلافة عثمان، فإنني لم أر له ذكراً في الفتنة، ولا في خلافة معاوية.(28/227)
17014 - حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ، فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ، فَلَا تُصَلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ، فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى - يَعْنِي - يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَفَاءَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، فَحِينَئِذٍ (1) يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ " (2)
__________
(1) في هامش (س) : فإنها حينئذٍ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير غندر - وهو محمد بن جعفر- وأبي أمامة رضي الله عنه، فقد أخرج لهما الشيخان.
شداد بن عبد الله: هو أبو عمار.
وسيرد مطولاً بذكر قصة إسلام عمرو بن عبسة برقم (17019) فانظر تخريجه هناك.
وسيأتي بالأرقام (17016) و (17018) و (17028) و4/385.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: "فأَقْصِر من الصلاة"- بفتح الهمزة-: من الإقصار، وهو=(28/228)
17015 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ يَسِيرُ بِأَرْضِ الرُّومِ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ أَمَدٌ، فَأَرَادَ أَنْ يَدْنُوَ مِنْهُمْ، فَإِذَا انْقَضَى الْأَمَدُ غَزَاهُمْ، فَإِذَا شَيْخٌ عَلَى دَابَّةٍ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَفَاءٌ لَا غَدْرٌ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= الكف عن الشيء مع القدرة عليه، فإن عَجَزَ عنه، يقول: قصرْتُ عنه، بلا ألف.
"وحينئذٍ يسجد لها الكفَّار"، أي: فلا ينبغي للمؤمن التشبه بالكفرة في عبادته تعالى.
"قِيْدَ رُمح": بكسر فسكون، أي: قَدْر رمح في رأي العين.
"مشهودة"، أي: تشهدها الملائكة، وقوله: "محضورة" كالبيان له.
"حتى يستقلَّ الرمحُ بالظل" المشهور: روايةُ بناء الفاعل في يستقلُّ ورفع الرمح على أنه فاعل، فالمعنى: حتى يصيرَ الرمحُ قليلاٌ في المرأى بقياس الظلِّ، أي: إذا نظرتَ إلى ظلِّه ظَلِّهَ كأنه شيء صغير، لقلة ظِلِّه، والأوفقُ باللغة: إما بناء الفاعل مع نصب الرمح، والفاعل ضمير الخطاب، أو بناء
المفعول، والمعنى: حتى تَعُدَّ وترى أنت الرمح قليلاً بقّياس ظله، أو يُعد ويُرى، والحاصل واحد، وهو أن يصير الظلُّ قليلاً، وإنما يكون ذاك حين ينتصفُ النهار، واستقلَّ على المعنيين من القلة، وإنما الفرقُ بينهما أنه على الأول يكون "يستقلُّ" لازماً، وعلى الثاني متعدياً، وظاهر ما نقلوا من اللغة
يساعد التعدية، والله تعالى أعلم.
"فإذا فاء"، أي، رَجَعَ "الفيءُ": الظلُ إلى الزيادة.
"تُسْجَر"، أي: توقد. قال الخطابي [1/276-277] : ذكره تسجير النَّار وكون الشمس بين قرني الشيطان وما أشبه ذلك من الأشياء التي تُذكُر على سبيل التعليل لتحريم شيء ونهيه عن شيء من أمور لا تدركُ معانيها من طريق الحسِّ والعيان، وإنُما يجب علينا الإيمان بها والتصديق والانتهاء عن أحكامٍ عُلِّقت بها.(28/229)
قَالَ: " مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ، فَلَا يَحِلَّنَّ عُقْدَةً وَلَا يَشُدَّهَا حَتَّى يَنْقَضِيَ أَمَدُهَا، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ "، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَرَجَعَ، وَإِذَا الشَّيْخُ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ (1)
__________
(1) حديث صحيح بشاهده، وهذا إسناد منقطع بين سُلَيم بن عامر- وهو الخَبَائرِي- وبين عمرو بن عَبَسَة، فقد ذكر أبو حاتم أنه لم يدركه، وإن كان سمعه من معاوية، فهو محتمل السماع منه، فقد تُوفي سنة 102- على ما ذكره الذهبي في "السير" 5/186- ويكون بين وفاته ووفاة معاوية نحو أربعين عاماً. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الفيض- وهو موسى بن أيوب الحمصي- فمن رجال أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه الطيالسي (1155) ، وأبو عبيد في "الأموال" (448) ، وابن زنجويه في "الأموال" (660) و (661) ، وأبو داود (2759) ، والترمذي (1580) ، والنسائي في "الكبرى" (8732) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/196، والبيهقي في "السنن" 9/231، وفي "الشعب" (4358) و (4359) ، وصححه ابن حبان (4871) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (17025) ، وسيكرر 4/385-386.
ويشهد له حديثُ أبي هريرة عند الجاري (369) في الصلاة و (3177) في الجزية: باب كيف يُنْبَذُ إلى أهل العهد، وفيه قال أبو هريرة: بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يُؤَذِّنُ يوم النحر بمنى: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان ... فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشرك. وسلف في مسند أبي هريرة برقم
(7977) ، زيادة لفظ: "ومن كان بينه وبين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد، فإن أجله- أو
أمده- إلى أربعة أشهر".
وقد نقل الحافظ في "الفتح" 6/279 عن الأزهري قوله: المعنى: إذا عاهدت قوماً، فخشيت منهم النقض، فلا توقع بهم بمجرد ذلك، حتى تعلمهم.=(28/230)
17016 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، (1) عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُمَا: سَمِعَا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ -، قَالَ:
__________
= قلنا: وقال أبو عبيد في "الأموال": قال يزيد (يعني ابن هارون راوي الخبر عن شعبة) : لم يرد معاوية أن يغير عليهم قبل انقضاء المدة، ولكنه أراد أن تنقضي وهو في بلادهم، فيغير عليهم وهم غارُّون، فأنكر ذلك عمرو بن عَبَسَة إلا أن لا يدخل بلادهم حتى يُعلمهم ويُخبرهم أنه يريد غزوهم.
قال أبو عبيدة وكذلك فعل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكل من كان بينه وبينه عهدٌ إلى مدة ثم انقضت، وزادهم في الوقت أيضاً، وبذلك نزل الكتاب. قلنا: هو قوله تعالى في سورة الأنفال [58] : (وإما تخافَنَّ من قومِ خِيانةً فانبذْ إليهم على سَوَاء إنَّ الله لا يُحِبُّ الخائنين) .
قال السندي: "يسير"، أي: أيامَ العهد.
"فإذا انقضى الأمَدُ غَزَاهم " قبل أن يتهيؤوا للقتال.
"وفاءٌ"، أي: يَجِبُ عليك وفاءٌ، أو ليكن منك وفاءٌ لا غَدْرٌ، وهذا الوفاءُ يتضمن نوعَ غَدْرِ لأنهم لا يتوقَّعون خروجه إلا بعد أيام مدة الصلح.
"فلا يَحُلَّنَّ" بضم الحاء من الحَلِّ بمعنى نقض العهد، والشدُّ ضده، والظاهِرُ إن المجموع كناية عن حفظ العهد وعدم التعرض له.
"أو يَنْبِذ" بكسر الباء، أي يَطْرح العهد إليهم طَرْحاً واقعاً على سواء من حيث العلم يعلمه الكُلُّ على السَّوِيَّةِ، أي: أو ينقُضُه ويُعلِمُهم بالنقض بحيث يظهر الأمرُ على الكلِّ.
(1) في (ق) و (ص) و (م) : الشيباني، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 13) و (س) و"أطراف المسند" 5/150.(28/231)
فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا بِشَأْنِهِ (1) ، فَتَلَطَّفْتُ لَهُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ فَقَالَ: " نَبِيٌّ "، فَقُلْتُ: وَمَا النَّبِيُّ؟ فَقَالَ: " رَسُولُ اللهِ "، فَقُلْتُ: وَمَنْ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: " اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "، قُلْتُ: بِمَاذَا أَرْسَلَكَ؟ فَقَالَ: " بِأَنْ تُوصَلَ الْأَرْحَامُ، وَتُحْقَنَ الدِّمَاءُ، وَتُؤَمَّنَ السُّبُلُ، وَتُكَسَّرَ الْأَوْثَانُ، وَيُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ " (2) ، قُلْتُ: نِعْمَ مَا أَرْسَلَكَ بِهِ، وَأُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُكَ، أَفَأَمْكُثُ مَعَكَ أَمْ مَا تَرَى؟ فَقَالَ: " قَدْ تَرَى كَرَاهَةَ النَّاسِ لِمَا جِئْتُ بِهِ، فَامْكُثْ فِي أَهْلِكَ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِي قَدْ (3) خَرَجْتُ مَخْرَجِي فَأْتِنِي - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - " (4)
__________
(1) في هامش (س) : لشأنه. نسخة.
(2) في النسخ الخطية "شيئاً" بالنصب، وخرَّجها السندي على أنَّ فعل "يُشْرِكُ" على بناء الفاعل، وفاعلُه محذوفٌ تقديره "العابدُ"، والمُثبت من (م) ،
وهو الموافق لرواية مسلم وابن عبد البر.
(3) لفظة: (قد) ليست في (ظ 13) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش، فهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها. وعمرو بن عبد الله - وهو السيباني الحضرمي- دان كان مجهول الحال- متابع. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير يحيى بن أبي عمرو السيباني، فقد روى له البخاري
في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن عدا الترمذي، وهو ثقة. أبو سلاّم الدمشقي: هو ممطور الأسود الحبشي، وأبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1330) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (863) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (198) ، وابن عبد البر=(28/232)
17017 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَسَةَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ فِي رَمَضَانَ " (1)
__________
= في "التمهيد" 4/51- 52 وفي "الاستيعاب" 8/341 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطبراني في "مسند الشاميين" (1410) ، والحاكم 1/163- 165 و3/65 و617 و4/148، والبيهقي في "الدلائل " 2/168 من طريق العباس بن سالم، عن أبي سلام الدمشقي، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1329) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (806) من طريق الوليد بن مسلم، أخبرنا عبد الله بن العلاء ابن زبر، حدثني أبو سلاّم الحبشي، أنه سمع عمرو بن عَبَسة رضي الله عنه يقول ... وهذا الإسناد- ولو كان فيه تصريح الوليد بن مسلم السماع- فيه خطأ، لأنَّ رواية أبي سلام الحبشي عن عمرو بن عبسة مرسلة، فيما ذكر أبو حاتم، بينهما أبو أمامة كما عند أبي داود (1277) وغيره.
وسيأتي برقم (17019) مطولاً.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، كثير بن زياد لم يدرك عمرو بن عبسة.
وباقي رجال الإسناد ثقات. عتاب بن زياد: هو الخراساني، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/165، وقال: رواه أحمد، وكثير بن زياد لم يُدْرك ابن عَبَسَة.
وقد صحَّ من حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (138) ، قال: "هششت يوماً، فقبلتُ وأنا صائم، فأتيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلتُ: صنعتُ اليوم أمراً عظيماً، قَبَّلتُ وأنا صائم، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أرأيتَ لو تمضمضتَ بماء وأنتَ صائم؟ " قلتُ لا بأس بذلك، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ففيم؟ " وإسناده=(28/233)
17018 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَسْلَمَ مَعَكَ؟ (1) فَقَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ " يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَبِلَالًا
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي مِمَّا تَعْلَمُ وَأَجْهَلُ (2) ، هَلْ مِنَ السَّاعَاتِ سَاعَةٌ أَفْضَلُ مِنَ الْأُخْرَى؟ قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ أَفْضَلُ (3) ، فَإِنَّهَا مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ، ثُمَّ انْهَهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مَا دَامَتْ كَالْحَجَفَةِ حَتَّى تَنْتَشِرَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَيَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ تُصَلِّي، فَإِنَّهَا مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى يَسْتَوِيَ الْعَمُودُ عَلَى ظِلِّهِ، ثُمَّ انْهَهُ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُسْجَرُ فِيهَا الْجَحِيمُ، فَإِذَا زَالَتْ فَصَلِّ، فَإِنَّهَا مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ انْهَهُ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَيَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ " وَكَانَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ، يَقُولُ: " أَنَا رُبُعُ الْإِسْلَامِ " " (4)
__________
= صحيح على شرط مسلم.
وصح أيضاً من حديث لَقِيط بن صَبِرة مرفوعاً: "إذا استنشقت فبالغ إلا أن تكون صائماً"، وسلف برقم (16380) .
(1) في (م) وهامش (س) : يعني معك.
(2) في هامش (س) : وأجمل.
(3) في (ظ 13) وهامش (س) : فصل. قلنا: وهو الموافق لرواية أبي داود وابن عبد البر.
(4) حديث ضعيف بهذه السياقة، وهذا إسناد مضطرب، وسنذكر اضطرابه في =(28/234)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرواية 4/386 يزيد بن طلق مجهول، وعبد الرحمن ابن البيلماني ضعيف. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. بَهْز: هو ابن أسد العَمِّي، ويعلى بن عطاء: هو العامري.
وضعفُ سياقته، إنما هي بذكر سؤال عمرٍو النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الصلاة وأفضل ساعاتها
وقتَ إسلامه، وإنما كان ذلك بعد لحاق عمرٍو بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الهجرة، كما جاء في
الرواية الصحيحة الآتية عقب هذه الرواية برقم (17019) .
وأخرجه ابنُ سعد 4/215، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/24 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1277) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/455، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/55-56- عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلاّم، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة السلمي أنه قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الليل أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر.. إلى آخر الحديث. وإسناده صحيح، وليس فيه ذكر مجيء عمرو وقت إسلامه.
وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1326) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (803) من طريق الوليد بن مسلم، أخبرنا عبد الله بن العلاء، حدثنا أبو سلام الدمشقي، أنه سمع عمرو بن عبسة يقول ... وهذا الإسناد- ولو كان فيه تصريحُ الوليد بن مسلم بالسماع- فيه خطأ، لأن رواية أبي سلام الدمشقي، عن عمرو بن عبسة مرسلة، فيما ذكر أبو حاتم. بينهما أبو أمامة كما في رواية أبي داود المذكورة آنفاً.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1590) من طريق فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عَبَسة، قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الليل أسمع؟ قال: "جوفُ الليل الآخر" وفرج بن فضالة ضعيف، لكنه متابع في رواية أبي داود المذكورة آنفاً.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (108) ، والترمذي (3499) من طريق حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي=(28/235)
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ "
__________
= أمامة، به. ولم يذكر عمرو بن عبسة، وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه الطبراني كذلك (1590) من طريق صدقة بن خالد، عن
عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عمرو بن عبسة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أقربُ ما يكون الربُّ من العبد جوفُ الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فافعل".
وأخرجه الطيالسي (1153) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 2/15-16 عن الربيع بن صبيح، عن قيس بن سعد، عن رجل من فقهاء أهل الشام، عن عمرو بن عبسة قال: لقد رأيتُني وأنا ربع الإسلام ...
وسيأتي برقم (17019) ، وقد سلف برقم (17014) .
وفي الباب في فضيلة جوف الليل الآخر عن أبي هريرة، سلف برقم (8026) ، وأخرجه مسلم (1163) .
وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/213، وأخرجه البخاري (1154) .
وعن أبي ذر، سيأتي 5/173.
وفي هذا الباب أيضاً أحاديث نزول الله تعالى في جوف الليل. انظرها عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3673) .
قال السندي: "جوف الليل الآخر" بكسر الخاء، صفة لجَوْف، أي: نصفه الآخر، وقيل: ثلثه الآخر، فإنها، أي: الصلاة في الجوف الآخر.
"ثم انهه" أمر من النهي، والهاء للسكت، أي: ثم انه نفسك عن الصلاة.
كالحجفة: بتقديم الحاء المهملة على الجيم المفتوحتين، أي: كالترس في إمكان النظر إليها، لقلة ضوئها وحرها.
ثم تُصَلِّي: ثم صَل بصيغة الأمر، وكأنه مضارع حذف منه حرف العلة تخفيفاً، وهو خبر بمعنى الأمر.
حتى يستوي العمود على ظِلِّه: العمود: خشبةٌ يقوم عليها البيت، والمراد: حتى يبلغ الظلُّ في القلة غايته، بحيث لا يظهر إلا تحت العمود ومحل قيامه، فيصير كأنَّ العمودَ قائم عليه، والمراد وقت الاستواء.(28/236)
17019 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ يَعْنِي ابْنَ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ - صَاحِبَ الْعَقْلِ عَقْلِ الصَّدَقَةِ -، رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ رُبُعُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَلَا أَرَى الْأَوْثَانَ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُ عَنْ رَجُلٍ يُخْبِرُ أَخْبَارَ مَكَّةَ وَيُحَدِّثُ أَحَادِيثَ، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفٍ، وَإِذَا قَوْمُهُ عَلَيْهِ جُرَآءُ، فَتَلَطَّفْتُ لَهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: " أَنَا نَبِيُّ اللهِ "، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيُّ اللهِ؟ قَالَ: " رَسُولُ اللهِ "، قَالَ: قُلْتُ: آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: " بِأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ وَلَا يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ " (1) ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ، أَوْ عَبْدٌ وَحُرٌّ " وَإِذَا مَعَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَبِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، قُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ، قَالَ: " إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، وَلَكِنْ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَالْحَقْ بِي "، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي وَقَدْ أَسْلَمْتُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ حَتَّى جَاءَ رَكَبَةٌ (2) مِنْ يَثْرِبَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الْمَكِّيُّ الَّذِي أَتَاكُمْ؟
__________
(1) في هامش (س) : الأرحام. نسخة.
(2) في (ق) : ركب، وهي نسخة في (س) .(28/237)
قَالُوا: أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَتَرَكْنَا النَّاسَ سِرَاعًا، قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَلَسْتَ أَنْتَ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ وَأَجْهَلُ، قَالَ: " إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ، فَلَا تُصَلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ حِينَ تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ "
قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ (1) أَحَدٍ يَقْرَبُ وَضُوءَهُ ثُمَّ يَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ وَيَنْتَثِرُ (2) إِلَّا خَرَّتْ (3) خَطَايَاهُ مِنْ فَمِهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ حِينَ يَنْتَثِرُ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَّا خَرَّتْ (4)
__________
(1) لفظة: "من" ليست في (ص) ، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ق) وهامش (س) : يستنثر.
(3) في (س) و (ص) و (م) : خرجت، والمثبت من (ظ 13) و (ق) وهامش (س) .
(4) في (ص) و (م) : خرجت.(28/238)
خَطَايَا وَجْهِهِ (1) مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مع (2) الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلَّا خَرَّتْ (3) خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلَّا خَرَّتْ (3) خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعَرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا خَرَّتْ (3) خَطَايَا قَدَمَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِالَّذِي (4) هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ (5) كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ، انْظُرْ مَا تَقُولُ، أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَيُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ كُلَّهُ فِي مَقَامِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: " يَا أَبَا أُمَامَةَ، لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَمَا بِي مِنْ حَاجَةٍ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى رَسُولِهِ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، لَقَدْ سَمِعْتُهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ " (6)
__________
(1) في (ظ 13) و (ق) : خطاياه من وجهه.
(2) في (م) : من.
(3) في (م) خرجت.
(4) في (ظ 13) : الذي.
(5) في (م) : ذنبه.
(6) إسناد صحيح على شرط مسلم، عكرمة بن عمار، وشداد بن عبد الله الدمشقي من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فلم يخرج له سوى مسلم.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 22/122 من طريق الإمام أحمد،=(28/239)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (832) ، وأبو عوانة 1/386-387، والبيهقي في "السنن" 1/81 و2/454-455 و6/369، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/53-54 من طريق النضر بن محمد عن عكرمة بن عمار، عن شداد بن عبد الله ويحيى بن أبي كثير، عن أبي أمامة، به.
وأخرجه ابن سعد 4/215-217، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1327) (مختصراً) ، وأبو عوانة 1/5-6 و386، والدارقطني في "السنن" 1/107-108، والحاكم 3/66، والبيهقي في "السنن" 1/81، والبغوي في "شرح السنة" (777) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والدارقطني 1/108 من طريق يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون بن مهران أبي محمد، كلاهما عن عكرمة بن عمار، به. قال الدارقطني في إسناد يزيد: هذا إسناد ثابت صحيح.
وأخرجه ابنُ سعد 4/217-218 من طريق الحجاج بن صفوان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة، بنحوه. وشهر بن حوشب لم يسمع من عمرو بن عبسة، وهو ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق (154) - ومن طريقه عبد بن حميد (302) -، والحاكم 1/131-132 من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة، به مطولاً، وفيه ذكر فضل الوضوء دون ذكر أوقات الصلاة. وأبو قلابة لم يسمع من عمرو بن عبسة.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1320) ، والحاكم 1/131 من طريق أيوب بن موسى، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عمرو ابن عبسة مختصراً في ذكر فضل الوضوء فحسب. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرطهما، ولم يخرجاه، وأبو عبيد تابعي قديم لا يُنكر سماعه من عمرو ابن عبسة. ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1847) من طريق لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن عمرو بن عَبَسَة، به مطولاً.=(28/240)
17020 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ سُلَيْمٍ يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ، أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ، قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ: حَدِّثْنَا، حَدِيثًا لَيْسَ فِيهِ تَزَيُّدٌ (1) وَلَا نِسْيَانٌ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، كَانَتْ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ عُضْوًا بِعُضْوٍ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فَبَلَغَ
__________
= وقد سلف برقم (17014) و (17018) .
وفي باب فضل الوضوء عن أبي هريرة، سلف برقم (8020) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وباب أوقات الصلاة أشرنا إلى أحاديثه في الرواية (17014) .
قال السندي: قوله: "صاحبُ العَقْل عَقْلِ الصَّدقة" العقل معلوم، ويُطلق بمعنى الدية، وبمعنى ربط الإبل بعقالها، وتعيينُ المراد هاهنا يحتاج إلى أن يعرف وجه تسميته بهذا الاسم.
"رجلٌ" بالرفع، أي أنتَ رجلٌ من بني سُليم، أي: لستَ من قريش حتى يمكنَ أن تكونَ رابعاً في الإسلام، وإنما أنتَ رجلٌ من بني سُليم، فكيف تكونُ رابعاً في الإسلام؟ فبيَّن أنه أسلم وهو رابع أربعة: أحدهم: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والثاني: الصِّدِّيق رضي الله عنه، والثالث: بلال، والرابع: هو، وبيَّن أن ذلك بسبب أنه ترك الدين الباطل في الجاهلية، وبقي طالباً للدين الحق.
"جُرَءَاء" قال النووي في "شرح مسلم" 6/115: بالجيم المضمومة جمع جريء- بالهمز- من الجُرَأة، وهي الإقدام والتسلط.
ثم قال السندي: "ما هذا المكي"، أي: ما خبره.
"وتركنا الناسَ سِراعاً"، أي: إلى قوله وقبولِ دينه.
(1) في (م) و (س) : ترديد، وفي (ق) : تردد، والمثبت من (ظ 13) و (ص) وهامش (س) وعليها علامة الصحة.(28/241)
فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ (1) رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " (2)
__________
(1) جاء في (س) و (ص) : كان كعتق رقبة.
(2) حديث صحيح دون قوله: "من ولد إسماعيل" وهذا إسناد منقطع، سُلَيم بن عامر- وهو الخَبَائري- لم يُدرك عمرو بن عَبَسَة، ولفظُ "أنَّ" هنا لا يفيد الاتصال، ودلَّ على الانقطاع كذلك رواية عبد بنِ حُميد (299) ، فقد رواه عن يزيد بن هارون، عن حَرِيز- وهو ابن عثمان- كذلك، فقال: حدثنا سُلَيم بن عامر، أن عمرو بن عَبَسَة كان عند شُرحبيل بن السِّمط، فقال: يا عمرو.
واختُلف فيه على سُلَيم بن عامر، فرواه عنه حَرِيزُ بنُ عثمان هكذا كما سبق، ورواه عنه صفوانُ بنُ عمرو السكسكي، فقال: عن سُلَيم بن عامر، عن شُرحبيل بن السِّمْط، عن عمرو بن عبسة، وهذه العنعنة عن شرحبيل لا تفيد الاتصال أيضاً، لأن الذي عنعنها بقيةُ بنُ الوليد، وهو يُدَلِّس ويُسَوِّي، ومثلُه ينبغي أن يُصَرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وقد رواه عن بقية جمعٌ من الحفاظ كما سيرد. وقد يُعَكر عليه متابعةُ عبد القدوس بن الحجاج لبقية، كما عند الطبراني في "الشاميين" (957) ، إلا أنه لم يروه عن عبد القدوس سوى أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ولا نظنه محفوظاً، ويبقى حريزُ بنُ عثمان أوثق وأثبت من صفوان.
وأخرجه الطبراني مختصراً في "مسند الشاميين" (1068) من طريق الوليد ابن مسلم، عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3966) ، وابنُ أبي عاصم في "الجهاد" (163) ، عن عبد الوهاب بن نجدة، والنسائي في "المجتبى" 6/26-27، وفي "الكبرى" (4350) من طريق عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، والطبراني في "مسند الشاميين " (958) من طريق محمد بن مُصَفى، ثلاثتهم عن بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، عن سُلَيم بن عامر، عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن
عبسة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/27-28، وفي "الكبرى" (4353) ، من طريق المعتمر، عن خالد بن زيد أبي عبد الرحمن الشامي، عن شرحبيل بن=(28/242)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= السمط. وخالد بن زيد لم يدرك شرحبيل. نص عليه المزي.
ورواه عبد الله بن صالح، واختلف عليه فيه، فرواه عنه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم عند الدولابي 1/90، والفضل بن محمد الشعراني عند البيهقي 10/272، عن معاوية بن صالح، عن أسد بن وداعة، عن شرحبيل بن السمط، به، ورواه بكر بن سهل عنه، عند الطبراني في "مسند الشاميين" (1980) بالإسناد نفسه، فلم يذكر شرحبيل بن السمط. وأسد بن وداعة لم يدرك عمرو بن عبسة، فقد ذكر الذهبي في "الميزان" أنه من صغار التابعين.
وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2812) ، والحاكم 2/96، والبيهقي 9/162 من طريق عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن عبد الرحمن أبي عبد الرحمن، عن عمرو بن عبسة. وهذا إسناد منقطع.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الأوسط " (3189) من طريق ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن عبد الرحمن أبي عبد الرحمن، عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسة، وهذا إسناد منقطع أيضاً. القاسم ابن عبد الرحمن قال الحافظ في "تهذيبه": قيل: لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من أبي أمامة. قلنا: ولا من شرحبيل فقد مات شرحبيل سنة 40 بصفين، ومات عمرو بن عبسة قبل فتنة عثمان كما ذكر الحافظ في "الإصابة"، ومات القاسم بن عبد الرحمن سنة 112، فلا يحتمل إدراكهما.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (154) و (9544) عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة عن عمرو بن عبسة، به، وأبو قلابة عن عمرو مرسل.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (166) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3910) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن جنادة بن أبي خالد، عن أبي شيبة، قال: قلنا لعمرو بن عبسة ... وهذا إسناد فيه مجهولان: جنادة بن أبي خالد ترجم له البخاري في "تاريخه" 2/234، وابنُ أبي حاتم 2/515، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 6/150، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف ذا، وأبو شيبة- وهو=(28/243)
17021 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَتَيْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يَتَفَلَّى فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْمُسْلِمُ ذَهَبَ الْإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ "
قَالَ: فَجَاءَ أَبُو ظَبْيَةَ، وَهُوَ يُحَدِّثُنَا، فَقَالَ: مَا
__________
= المهري- روى عنه اثنان، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/589، وقال الذهبي: لا يُدرى من ذا.
وأخرجه الطيالسي (1152) عن عبد الجليل بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة، به مختصراً في الشيبة. وشهر بن حوشب ضعيف، ولم يدرك عمرو بن عبسة.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الجهاد" (164) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/50 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة، به. وشهر ضعيف، وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، فعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين مكي.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1258) من طريق النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن عمرو بن عبسة، به. ومكحول عن عمرو بن عَبَسَة مرسل.
وسيأتي بالأرقام: (17022) وإسناده صحيح على شرط مسلم، و (17023) و (17024) و4/384 و386.
وفي باب إعتاق الرقاب عن أبي هريرة، سلف برقم (9441) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، لكن فاتنا أن نذكر هناك حديث عمرو بن عبسة هذا.
وفي باب الشَّيْبَة في سبيل الله (أو في الإسلام) عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6672) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.(28/244)
حَدَّثَكُمْ؟ فَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي حَدَّثَنَا، قَالَ: فَقَالَ: أَجَلْ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ - ذَكَرَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَزَادَ فِيهِ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَبِيتُ عَلَى طُهْرٍ ثُمَّ يَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَذْكُرُ وَيَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا آتَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ " (1)
__________
(1) هذان حديثان بإسناد واحد، وهو إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، والحديثان صحيحان لغيرهما، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم وهو ابن أبي النجود، فقد أخرجا له مقروناً ومتابعة، وهو حسنُ الحديث. أسود بن عامر: هو الملقَّب شاذان.
وأخرجهما النَّسائي في "الكبرى" (10643) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (807) - من طريق زيد، وهو ابن أبي أنيسة، عن عاصم، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، بهذا الإسناد، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجهما الطبراني في "الكبير" (7564) من طريق فطر بن خليفة، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، به.
والحديث الثاني أخرجه النسائي أيضاً في "الكبرى" (10644) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (808) - من طريق أبي الأحوص، عن الأعمش، عن شمر ابن عطية، عن شهر، قال: حدثنا أبو ظبية قال: سمعت عمرو بن عبسة.
وأخرجه كذلك النسائي أيضاً في "الكبرى" (10645) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (809) من طريق فطر، وهو ابن خليفة، عن شمر بن عطية، عن شهر قال: حدثنا أبو ظَبْيَة، سمعتُ عمرو بن عَبَسَة، نحوه.
وأورده بتمامه الهيثمي في "المجمع" 1/223، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه، وقال فيه: "من بات طاهراً على ذكر الله"، وإسناده حسن.
وللحديث الثاني إسناد صحيح عن معاذ أخرجه النسائي في "الكبرى"=(28/245)
17022 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِصْنَ
__________
= (10642) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (806) - من طريق عفّان قال: حدثنا حماد قال: كنتُ أنا وعاصم وثابتٌ، فحدث عاصم، عن شهر، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ما من مسلم يبيت ... " فقال ثابت: فقدم علينا، فحدثنا بهذا الحديث، ولا أعلمه إلا يعني أبا ظبية، فقلتُ لحماد: عن معاذ؟ قال: عن معاذ. وإسناده من طريق حماد، عن ثابت، عن
أبي ظبية، عن معاذ صحيح.
وسيرد في مسند معاذ 5/234.
قال ابنُ علاَّن في "الفتوحات الربانية" 3/165: قال الحافظ: هو حديث حسن، قال: ولعل أبا ظبية حمله عن مُعَاذ وعن عمرو بن عَبَسَة، فإنه تابعي كبير شهد خطبة عمر بالجابية، وسكن حمص ولا يُعرف اسمه، وانعقد على توثيقه.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا توضأ المسلم ذهب الإثم ... " عن أبي هريرة، سلف بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (8020) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وسيرد في مسند أبي أمامة 5/252.
وفي باب إجابة الدعاء في الليل عن عقبة بن عامر سلف برقم (17458) .
وعن عبادة الصامت عند البخاري (1154) ، وسيأتي 5/313.
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3673) ، وحديث ابن عمر عند ابن حِبّان (1051) .
قال السندي: قوله: "ثم يتعارّ" بتشديد الراء، أي: يستيقظ من الليل على فراشه.
"فيذكر ويسأل الله" تنازعا في الجلالة.(28/246)
الطَّائِفِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ " قَالَ: " فَبَلَغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا "
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ عِدْلُ مُحَرَّرٍ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَاعِلٌ وَفَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ (1) عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرَّرِهِ مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَاعِلٌ وَفَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرَّرِهَا مِنَ النَّارِ " (2)
__________
(10) جاء في (ظ 13) : عظامها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، معدان بن أبي طلحة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى مسلم.
روح: هو ابن عبادة، وهشام بن أبي عبد الله هو الدستوائي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1154) - ومن طريقه البيهقي 10/272، وفى "الشعب" (4341) -، وأبو داود (3965) ، والترمذي (1638) ، والحاكم 2/95 و121 و3/49- 50، والنسائي في "المجتبى" 6/26، وفي "الكبرى" (4351) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1960) ، وابن
حبان (4615) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/159 من طرق عن هشام بن أبى عبد الله، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وأبو نجيح: هو عمرو بن عبسة.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه، ووافقه الذهبي.
وقال أيضاً في الموضع الثاني: صحيح على شرط الشيخين، فإن أبا نجيح هو عمرو بن عبسة، وقال أيضاً في الموضع الثالث: صحيح عالِ ولم يخرجاه.=(28/247)
17023 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ظَبْيَةَ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ (1) رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَبَلَغَ مُخْطِئًا أَوْ مُصِيبًا فَلَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَرَقَبَةٍ أَعْتَقَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " (2)
17024 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ حُوَىٍّ، مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رَجُلٍ - أَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: كَيْفَ الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنِ الصُّنَابِحِيِّ؟ -، قَالَ: أَخْبَرَنِي الصُّنَابِحِيّ، أَنَّهُ لَقِيَ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ، فَقَالَ:
__________
= وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/161 من طريق شيبان، عن قتادة، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4340) من طريق حصين بن عبد الصمد، عن سالم بن أبي الجعد، عن عمرو بن عبسة مرفوعاً بلفظ: "أيما امرىء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما فكاكه من النار، كل عضو فيهما عضو منه، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها، يجزي كل عضو منها عضواً من النار"، قال البيهقي: سقط من إسناده معدان بن أبي طلحة.
وقد سلف برقم (17020) ، وسيأتي برقم (17023) و4/385.
قال السندي: قوله: "من بلغ بسهم": ينبغي أن يكون بالتخفيف على أن الباء للتعدية. وأما قوله: "فبلَّغتُ" فبالتشديد.
(1) كلمة (مسلم) ليست في (ظ 13) .
(2) حديث صحيح دون قوله: "من ولد إسماعيل"، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات. أبو ظبية: هو السُّلفي الكلاعي.
وقد سلف (17020) ، وبرقم (17022) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم.(28/248)
هَلْ مِنْ حَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا زِيَادَةَ فِيهِ وَلَا نُقْصَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ بَلَغَ أَوْ قَصَّرَ كَانَ عِدْلَ رَقَبَةٍ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
17025 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: كَانَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ الرُّومِ عَهْدٌ، وَكَانَ يَسِيرُ نَحْوَ بِلَادِهِمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْعَهْدُ فَيَغْزُوَهُمْ، فَجَعَلَ رَجُلٌ عَلَى دَابَّةٍ يَقُولُ: وَفَاءٌ لَا غَدْرٌ، وَفَاءٌ لَا غَدْرٌ، فَإِذَا هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ، فَسَأَلَهُ (2) عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ، فَلَا يَحِلَّ عُقْدَةً، وَلَا يَشُدَّهَا حَتَّى يَمْضِيَ أَمَدُهَا أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن الصنابحي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن بكر: هو البُرْساني. والصنابحي: هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة.
وقد سلف برقم (17020) ، وبرقم (17022) وإسناده صحيح على شرط مسلم.
قال السندي: قوله: "بلَّغ أو قصَّر" ضبط كل منهما بالتشديد.
(2) في (س) و (ص) و (م) : فسألته، والمثبت من (ظ 13) و (ق) وهو الصواب، فقد جاء عند الترمذي وغيره: فسأله معاوية عن ذلك فقال ...(28/249)
سَوَاءٍ ". فَرَجَعَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ (1)
17026 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَسْلَمَ (2) ؟ قَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ "، قَالَ: فَقُلْتُ: وَهَلْ مِنْ سَاعَةٍ أَقْرَبُ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ أُخْرَى؟ قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، صَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ، ثُمَّ انْهَهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَمَا دَامَتْ كَأَنَّهَا حَجَفَةٌ حَتَّى تَنْتَشِرَ، ثُمَّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ، حَتَّى يَقُومَ الْعَمُودُ عَلَى ظِلِّهِ، ثُمَّ انْهَهُ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، فَإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ لِنِصْفِ (3) النَّهَارِ، ثُمَّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ انْهَهُ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَتَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ بَيْنِ (4) يَدَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ بَيْنِ ذِرَاعَيْهِ وَرَأْسِهِ،
__________
(1) حديث صحيح بشاهده، وهو مكرر (17015) سنداً ومتناً، لكن قرن بابن جعفر عبدَ الرحمن بن مهدي.
وقد سلف تخريجه هناك.
وسيأتي في الكوفيين 4/385.
(2) في (ق) : من أسلم معك.
(3) في (ظ13) و (ق) وهامش (س) : نصف.
(4) كلمة (بين) ليست في (ظ 13) .(28/250)
وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ، خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ رِجْلَيْهِ، فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَكَانَ هُوَ وَقَلْبُهُ وَوَجْهُهُ - أَوْ كُلُّهُ نَحْوَ الْوَجْهِ - إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، انْصَرَفَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: أَأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ عَشْرًا أَوْ عِشْرِينَ مَا حَدَّثْتُ بِهِ " (1)
17027 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ "، قَالَ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ "، قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " تُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
__________
(1) ضعيف بهذه السياقة، وقد سلف مختصراً برقم (17018) ، وبيَّنا هناك موضع ضعف سياقته، وتكلمنا على رجال إسناده.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" 17/10-11 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/6 و2/ 351، وابن ماجه (283) و (1251) و (1364) ، وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 4/24 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/283 من طريق حجاج بن محمد، عن شعبة، به. إلى قوله: "وتطلع بين قرني شيطان".
وقد سلف برقم (17019) بإسناد صحيح.
وسيأتي برقم (17028) .(28/251)
وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ "، قَالَ: فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْهِجْرَةُ "، قَالَ: فَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: " تَهْجُرُ السُّوءَ "، قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ "، قَالَ: وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: " أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ "، قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثُمَّ عَمَلَانِ هُمَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا: حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ (1) عُمْرَةٌ " (2)
__________
(1) في (س) : وعمرة.
(2) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم إلا أن أبا قلاَبة- وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي- لم يدرك عمرو بن عبسة. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأيوب: هو السختياني.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (20107) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (301) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/59 و3/207، وقال: رواه أحمد والطبراني فى "الكبير" بنحوه، ورجاله ثقات.
وسيأتي في الكوفيين 4/385.
ويشهد لقوله: "أن يُسْلم قلبك لله عز وجل" حديث معاوية بن حيدة، سيأتي 5/3 بإسناد صحيح.
ويشهد لقوله: "أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك" حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، متلف برقم (6515) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، بلقط: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
وقوله: أي الإسلام أفضل؟ قال: "الإيمان"، سيرد 4/385 بإسناد ضعيف، أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في أفضل الإسلام: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" =(28/252)
17028 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ " وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: " ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ حَتَّى يُمَكِّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ " قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ، يَقُولُ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي
__________
= ويشهد لقوله: "تؤمن بالله وملائكته ... " إلخ حديث عمر السالف برقم (191) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وحديث ابن عباس، السالف برقم (2924) . وحديث أبي هريرة السالف برقم (9501) .
وقوله: أي الإيمان أفضل؟ قال: "الهجرة"، سيرد 4/385 أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في أفضل
الإيمان: "خلق حسن" وهو صحيح لغيره.
وقوله: فما الهجرة؟ قال: "تهجر السوء" سيرد بنحوه 4/385، وإسنادها ضعيف، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، السالف برقم (6515) بلفظ: "والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه" وإسناده صحيح كما مر.
وقوله: فأيُّ الهجرة أفضل؟ قال: "الجهاد"؟ سيرد 4/385 أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في أفضل
الهجرة: "أن تهجر ما كره ربك عز وجل".
وقوله: أي الجهاد أفضل؟ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من عُقر جواده ... " له شاهد من حديث جابر
سلف برقم (14210) وإسناده قوي، وسلف بغير هذا السياق من حديث عبد الله بن حبشي برقم (15401) بإسناد قوي، ولفظه: قيل: فأيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "من جاهد المشركين بماله ونفسه" قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: "من أُهريق دمُه وعُقِر جواده".
وقوله: "ثم عملان هما أفضلُ الأعمال إلا من عمل بمثلهما حجة مبرورة أو عمرة" جاء بغير هذا السياق دون لفظ: "أو عمرة" من حديث أبي هريرة عند البخاري (26) ، وفيه سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ العمل أفضل؟ فقال: "إيمان بالله ورسوله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور". وسلف نحوه في مسند أبي هريرة برقم (7511) .(28/253)
لَرُبُعُ الْإِسْلَامِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه اضطراب، سنذكره في الرواية 4/386.
يزيد بن طلق: مجهول، وعبد الرحمن بن البيلماني ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعلى ين عطاء: هو العامري.
وقد سلف بإسناد صحيح مطولاً برقم (17019) .(28/254)
بَقِيَّةُ (1) حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ (2)
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17029 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ عُثْمَانُ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ
قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، وَنَنْصَرِفُ إِلَى السُّوقِ، وَلَوْ رَمَى أَحَدُنَا بِالنَّبْلِ - قَالَ عُثْمَانُ: رَمَى بِنَبْلٍ - لَأَبْصَرَ مَوَاقِعَهَا " (3)
__________
(1) كذا في الأصول الخطية عدا (ق) : بقية، مع أنه لم يتقدم ذكره، لكن ستأتي بقيته عند الرواية 5/193.
(2) قال السندي: زيد بن خالد الجهني صاحب راية جهينة يوم الفتح، قيل: كنيته أبو زرعة، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو طلحة، مات سنة ثمان وسبعين بالمدينة وله خمس وثمانون سنة، وقيل: غير ذلك.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل صالح مولى التوأمة - واسمه صالح بن نبهان المدني- وهو صدوق اختلط، لكن رواية ابن أبي ذئب عنه قبل اختلاطه. قال ابن عدي: لا بأس به إذا روى عنه القدماء مثل ابن أبي ذئب، وابن جُريج، وزياد بن سعد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
حجاج: هو ابن محمد المِِصِّيصي الأعور، وعثمان بن عمر: هو ابن فارس العبْدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبى ذئب القرشي.
وأخرجه الطيالسي (954) و (1335) ، والشافعي في "مسنده" 1/53 - بترتيب السندي-، وابن أبي شيبة 1/329، وعبد بن حميد في "المنتخب" (281) ، والطبراني في "الكبير" (5259) ، والبغوي في "شرح السنة" (373) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. =(28/255)
17030 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) وَيَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، صَلُّوا فِيهَا (2) " (3)
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/310، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه صالح مولى التوأمة، وقد اختلط في آخر عمره. قال ابن معين: سمع منه ابن أبي ذئب قبل الاختلاط. وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه.
وسيأتي برقمي (17040) و (17053) .
وقد سلفت شواهده في مسند أبي طريف برقم (15437) ، فيصح بها.
قال السندي: قوله: لأَبْصَر مواقعها: يُؤخذ منه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي أول الوقت، وكان يقرأ فيها السور القصار.
(1) سقط من (م) الواو العاطفة قبل يعلى بن عبيد الشيخ الثاني لأحمد في هذا الإسناد.
(2) هذا الحديث مكرر في (ظ 13) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عطاء- وهو ابن أبي رباح- لم يسمح زيد بن خالد الجهني، فيما نقل ابنُ أبي حاتم الرازي في "مراسيله " ص 129 عن علي ابن المديني- وهو عنده في "العلل" ص 71-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العَرْزَمي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. ابنُ نمير: هو عبد الله، ويعلى: هو ابن عُبيد الطنافسي، ويزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (275) عن يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5278) و (5279) و (5280) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.=(28/256)
17031 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، وَيَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ (1) ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ، قَالَ يَزِيدُ: أَنَّ أَبَا عَمْرَةَ، مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ، يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُوُفِّيَ بِخَيْبَرَ، وَأَنَّهُ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " قَالَ: فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ الْقَوْمِ لِذَلِكَ، فَلَمَّا رَأَى الَّذِي بِهِمْ، قَالَ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ "، فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ، فَوَجَدْنَا فِيهِ خَرَزًا مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ مَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ (2)
__________
= وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (1533) و (4012) عن ابن جريح، عن عطاء، عن زيد بن خالد، قوله.
وسيأتي برقم (17044) مطولاً.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر عند البخاري (1187) ، ومسلم (777) ، سلف برقم (4511) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: "لا تتخذوا بيوتكم قبوراً": بترك الصلاة فيها.
(1) وقع في (س) و (ص) و (م) : عن ابن أبي عمرة، عن أبي عمرة، بزيادة ابن أبي عمرة في الإسناد، وهو خطأ.
(2) إسناده محتمل للتحسين، قال فيه ابن نمير عند أحمد: ابن أبي عمرة - وهو عبد الرحمن الثقة، وقال فيه يزيدُ بنُ هارون: أبو عمرة مولى زيد بن خالد الجهني، وهو مجهول الحال، لم يرو عنه غير محمد بن يحيى بن حَبّان الأنصاري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحاكم: رجل معروف بالصدق، وأقره الذهبي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، والصحيح أن الحديث حديثُه، نصَّ عليه الترمذي عقب الحديث رقم (2296) ، وأبو حاتم كما في "العلل" 1/366، والحافظ في "أطراف المسند" 2/413، وقد رواه=(28/257)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= غير الإمام أحمد من طريق ابن نُمير، فقال: أبو عمرة، على الصواب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/491-492 ومن طريقه الطبراني (5180) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد، إلا أنه قال: عن أبي عمرة. وهو الجادة كما أسلفنا.
وأخرجه عبد بن حميد (272) ، وابن الجارود (1081) ، والطبراني (5174) و (5181) ، والبيهقي في "السنن" 9/101 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (636) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (78) -، وعبد الرزاق (9502) ، والحميدي (815) ، وابن أبي شيبة 12/492، والطبراني في "الكبير" (5177) ، والحاكم 1/364 من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، به، إلا أنه وقع في مطبوع الطبراني: عن ابن أبي عمرة! قال الحاكم: رواه الناس عن يحيى بن سعيد. أبو عمرة هذا
رجل معروف بالصدق ولم يخرجاه. وقال الذهبي: أبو عمرة جهني صدوق.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (637) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (79) - عن عبد الوهَاب بن عبد المجيد الثقفي، عن يحيى بن سعيد، به. وجاء في مطبوع الشافعي: ابن أبي عمرة!
وأخرجه ابن ماجه (2848) ، والبيهقي في "السنن" 9/101 من طريق الليث عن يحيى، به. ووقع في مطبوع ابن ماجه: ابن أبي عمرة، وهو خطأ، فقد ذكره المزي على الصواب في "تحفة الأشراف" 3/244، فقال: عن أبي عمرة.
وأخرجه عبد الرزاق (9501) - ومن طريقه الطبراني (5175) - عن ابن جريج، وابن الجارود (1081) من طريق أبي خالد الأحمر، والحاكم 2/127 من طريق بشر بن المفضل، وأبو نعيم في "الحلية" 8/262 من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلهم عن يحيى بن سعيد، به. =(28/258)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني (5178) و (5179) من طريق أنس بن عياض والدراوردي، عن يحيى بن سعيد، به. وفيه: عن ابن أبي عمرة!
وأخرجه أبو مصعب الزهري في "الموطأ" (924) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2729) ، وفي "التفسير" 1/441-، والطبراني (5176) من طريق القعنبي وعبد الله بن الحكم، وعبد الله بن يوسف، والبيهقي 9/101 من طريق عبد الله بن وهب، خمستهم عن مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن أبي عمرة، به.
وأخرجه يحيى بن يحيى في "الموطأ" 2/458 عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبّان أن زيد بن خالد الجهني، به.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 14/193: هكذا رواه يحيى بن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان أن زيد بن خالد، لم يقل عن أبي عمرة، ولا عن ابن أبي عمرة، وهو غلط منه، وسقط من كتابه ذكر أبي عمرة، أو ابن أبي عمرة.
ثم قال: وعند أكثر شيوخنا في هذا الحديث في "الموطأ": توفي رجلٌ يوم حنين، وهو وهم، وإنما هو يوم خيبر، وعلى ذلك جماعة الرواة، وهو الصحيح، والدليل على ذلك قوله في الحديث: "فوجدنا خرزات من خرز يهود" ولم يكن بحنين يهود.
وسُئل أبو حاتم- كما في "العلل" للرازي 1/366- عن حديث رواه حماد ابن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن زيد بن خالد أن رجلاً مات ... فقال: كذا رواه حماد بن زيد، ورواه جماعة عن يحيى، عن محمد بن يحيى، عن أبي عمرة، عن زيد بن خالد، عن النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. القصة، وهو الصحيح.
وسيأتي برقم 5/192.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (203) وإسناده حسن.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6493) . =(28/259)
17032 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ - وَقَالَ مُحَمَّدٌ: لَوْلَا أَنْ يُشَقَّ - عَلَى أُمَّتِي لَأَخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَلَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " (1)
__________
= وعن أبي هريرة عند البخاري (6707) ، ومسلم (115) .
وهذه الأحاديث تقوي معنى حديثنا هذا، وتُعَضِّده.
قال السندي: قوله: "صلوا على صاحبكم"، أي: ما أصلي عليه.
"غلَّ"، أي: خان في الغنيمة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو التيمي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/168- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5224) -، والبغوي في "شرح السنة" (198) من طريق يعلى، بهذا الإسناد، وفيه زيادة سترد في الرواية (17045) ، وهي قول أبي سلمة: فكان زيدُ بنُ خالد سواكُه على أذُنه موضع القلم من أذن الكاتب، فلا يقوم لصلاةٍ إلا استنَّ، ثم ردَّه في موضعه. وهي زيادة ضعيفة تفرد بها محمد بن إسحاق.
وأخرجه أبو داود (47) ، والترمذي (23) ، والنسائي في "الكبرى" (3041) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/43، والطبراني في "الكبير" (5223) ، والبيهقي في "السنن" 1/37 من طرق عن ابن إسحاق، به. مطولاً ومختصراً، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (17048) و5/193.
وله شاهد بإسناد صحيح على شرط الشيخين من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7339) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(28/260)
17033 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْءٌ " (1) وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصُ " (2)
__________
(1) قوله: ويزيد قال ... إلى آخر الحديث ليس في (ق) .
(2) صحيح لغيره، دون قوله: "من فطّر صائماً " فحسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عطاء- وهو ابن أبي رباح- لم يسمع من زيد بن خالد، فيما ذكر ابن المديني في "العلل" ص71، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (807) و (1630) ، والنسائي في "الكبرى" (3331) ، وابن ماجه (2759) ، والطبراني في "الكبير" (5273) و (5274) ، والبيهقي في "لسنن" 4/240، وفي "الشعب " (3952) ، والبغوي في "شرح السنة" (1818) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد، وصححه ابن حبان (4630) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (7905) ، والحميدي (818) ، وابن أبي شيبة 5/351، والترمذي (1629) ، والنسائي في "الكبرى" (3330) ، والطبراني في "الكبير" (5267) و (5268) و (5270) و (5271) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/98، والبيهقي في "السنن" 4/240، وفي "الشعب" (4121) و (4122) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن منصور (2328) من طريق حجاج بن أرطاة، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/224، والطبراني=(28/261)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "الكبير" (5276) من طريق عمر بن قيس، والطبراني أيضاً (5269) من طريق ابن أبي ذئب، والطبراني (5275) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (382) ، والبيهقي في "السنن" 4/240 من طريق معقل بن عبيد الله، والطبراني في "الكبير" (5277) ، وفي "الأوسط" (7696) ، وفي "الصغير" (836) ، والخطيب في "تاريخه" 1/243 من طريق يعقوب بن عطاء، ستتهم عن عطاء،
به، وصححه ابن خزيمة (2064) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وفي بعض طرقه زيادة: أو حاجاً، وفي رواية حجاج بن أرطاة زيادة: حاجاً أو معتمراً.
وخالفهم حسين المعلم، فرواه عن عطاء، عن عائشة موقوفاً عند النسائي في "الكبرى" (3333) . وحسين المعلم ثقة ربما وهم. وقد وهم في هذا الإسناد.
وقوله: "من فطر صائماً" سيأتي برقم (17044) مطولاً.
وفي الباب: عن أبي هريرة موقوفاً أخرجه عبد الرزاق (7906) عن ابن جريج، عن صالح بن نبهان مولى التوأمة، سمعت أبا هريرة يقول: من فطّر صائماً أطعمه وسقاه كان له مثل أجره. وابن جريج لم يصرح بالتحديث عن مولى التوأمة، على أنه من قدماء أصحابه، وهو في حكم المرفوع فمثله لا يعرف بالرأي.
وعن سلمان الفارسي عند ابن خزيمة (1887) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3955) ، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. فيحسَّن الحديث بهما، لا سيما وهو في باب الفضائل.
وقوله: "من جهَّز غازياً ... " سيأتي بأسانيد صحيحة على شرط الشيخين بالأرقام (17039) و (17045) و (17056) ، وسيأتي أيضاً (17044) و5/92.
وفي الباب: عن عمر بن الخطاب، سلف (126) .
وعن معاذ بن جبل، سيرد 5/234.
قال السندي: "أو خَلَفَه" بالتخفيف، أي: صار خليفةً له ونائباً عنه في =(28/262)
17034 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: لَعَنَ رَجُلٌ دِيكًا صَاحَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلْعَنْهُ، فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ " (1)
__________
= خدمة أهله والإحسان إليهم والإنفاقِ عليهم.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختُلف في وصله وإرساله، فصحح أبو حاتم والبزار وأبو نعيم وصله، وقال الدارقطني: والمرسل أشبه بالصواب.
عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20498) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (5208) ، والبيهقي في "الشعب" (5171) ، والبغوي في "شرح السنة" (3269) .
وتابع معمراً في وصله مالك عند الطبراني (5212) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/346، لكنه من طريق بكر بن سهل الدمياطي، عن عبد الله بن يوسف التنيسي، عن مالك، عن صالح بن كيسان، به. وبكر بن سهل ضعفه النسائي.
وتابعه في وصله كذلك عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون فيما سيأتي 5/192-193.
والدراوردي على اختلافٍ فيه:
فرواه عنه موصولاً قتيبةُ بنُ سعيد عند أبي داود (5101) ، وعمرو بن عون عند الطبراني في "الكبير" (5210) ، وحسين بن حريث عند البيهقي في "الشعب" (5174) ، ثلاثتهم، عنه، عن صالح بن كيسان، به.
وخالفهم ابنُ وهب، فرواه عن الدراوردي، عند البيهقي في "الشعب" (5169) ، عن صالح بن كيسان، أن الديك صرخ مرة ... فذكره هكذا معضلاً. وقد قرن بالدراوردي مسلم بن خالد الزنجي وسليمان بن بلال.
وخالفهم (يعني معمراً ومالكاً والماجشون والدراوردي في بعض الطرق عنه) زهيرُ بن محمد التميمي، فرواه عن صالح بن كيسان مرسلاً عند النسائي=(28/263)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "الكبرى" (10782) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (946) -، عن عبيد الله ابن عبد الله، أن الديك صوّت ...
وسفيانُ بن عيينة عند الحميدي (814) فرواه عنه مرسلاً لكن على الشك، فقال: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، لا أدري زيد بن خالد أم لا، قال: سبَّ رجلٌ ديكاً ...
ورواه مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن كيسان، واضطرب فيه، فرواه عنه ابن وهب عند البيهقي في "الشعب" (5169) - كما سلف- معضلاً.
ورواه عنه أحمد بن محمد الأزدي، عند البزار (2040) "زوائد"، عن صالح بن كيسان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عبد الله أن ديكاً صرخ عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسبَّه رجل، فنهى عن سب الديك. قال البزار: أخطأ فيه مسلم ابن خالد، والصواب: عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله، عن زيد بن خالد.
ورواه عنه سويد بن سليمان وصالح بن محمد عنه، عن صالح بن كيسان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن أبيه مسعود، أن ديكاً صرخ.
ورواه إسماعيل بن عياش، عن صالح بن كيسان، عند أبي نعيم في "الحلية" 4/268، فقال: عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود، أن الديك صرخ ... وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها.
قال أبو نعيم: الصحيح رواية صالح عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهني، وهذا مما اضطرب فيه إسماعيل بن عياش من حديث الحجازيين، واختلط فيه.
وتابع صالح بن كيسان في وصله عبد العزيز بن رُفيع عند الطبراني (5211) ، وفي طريقه حفص بن سليمان وهو الأسدي، متروك.
وفي الباب عن ابن عباس عند البزار (2041) "زوائد" من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس أن ديكاً صرخ قريباً من رسول الله=(28/264)
17035 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَثَرِ سَمَاءٍ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) (2)
17036 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْأَعْمَى، يُخْبِرُ عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: السَّائِبُ، مَوْلَى الْفَارِسِيِّينَ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: مَوْلًى لِفَارِسَ، وَقَالَ حَجَّاجٌ: مَوْلَى الْفَارِسِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّهُ رَآهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ رَكَعَ بَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، فَمَشَى إِلَيْهِ، فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ وَهُوَ يُصَلِّي كَمَا هُوَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ زَيْدٌ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللهِ لَا أَدَعُهُمَا أَبَدًا بَعْدَ أَنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّيهِمَا " قَالَ: فَجَلَسَ إِلَيْهِ
__________
= صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وعباد
روى عن عكرمة أحاديث، ولا نعلمه سمع منه.
قال السندي: قوله: "فإنه يدعو إلى الصلاة"، أي: يوقظ الناس لها.
(1) أي ذكر لفظه في الرواية الآتية برقم (17061) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (21003) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" (5213) .
وأخرجه البخاري (4147) ، والطبراني في "الكبير " (5214) و (5216) ، وابن منده في "الإيمان" (504) و (505) و (506) من طرق عن صالح بن كيسان، به.
وسيأتي برقمي (17049) و (17061) .
وقد سلف مختصراً من حديث أبي هريرة برقم (8739) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(28/265)
عُمَرُ، وَقَالَ: " يَا زَيْدُ بْنَ خَالِدٍ، لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُلَّمًا إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى اللَّيْلِ لَمْ أَضْرِبْ فِيهِمَا " (1)
17037 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ بْنِ خَالِدٍ (2) الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَالَّةِ رَاعِي الْغَنَمِ؟ قَالَ: " هِيَ لَكَ أَوْ لِلذِّئْبِ "،
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي سعيد الأعمى- ويقال: أبو سعد- فقد روى عنه عطاء وابن جُريج، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وهو من رجال "التعجيل"، ولجهالة السائب مولى الفارسيين، فقد انفرد بالرواية عنه أبو سعيد الأعمى، ولم يُؤثر توثيقه عن غير العجلي وابن حِبَّان، وقد ترجم له الحسيني في "الإكمال" ص 158، وفات الحافظَ ابنَ حجر أن يذكره في "التعجيل"، وهو على شرطه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرساني، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (3972) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (5167) ، وابن حزم في "المحلى" 2/274- 275.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/301، والطبراني (5166) ، من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/223، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن!
وقد ثبت أن عمر رضي الله عنه قد نهى عن الصلاة بعد العصر بأسانيد صحاح، أوردناها في تخريج رواية تميم الداري السالفة برقم (16943) ، وذكرنا هناك أن النهي عن الصلاة بعد العصر إنما ثبت من حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكرنا شواهد ذلك.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4612) .
(2) سقط من (م) لفظ: "ابن خالد".(28/266)
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَقُولُ فِي ضَالَّةِ رَاعِي الْإِبِلِ؟ قَالَ: " وَمَا لَكَ وَلَهَا، مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا وَتَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَقُولُ فِي الْوَرِقِ إِذَا وَجَدْتُهَا؟ قَالَ: " اعْلَمْ وِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا وَعَدَدَهَا، ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَهِيَ لَكَ، أَوْ اسْتَمْتِعْ (1) بِهَا "، أَوْ نَحْوَ هَذَا (2)
__________
(1) في (ظ13) : واستمتع.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة خالد بن زيد بن خالد الجهني، فلم يرو عنه سوى عبد الله بن محمد بن عَقِيل، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد ذكره الحافظ في "التقريب" تمييزاً، وقال: مقبول. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين سوى عبد الله بن محمد بن عَقِيل، فمن رجال البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن عدا النسائي، وهو حسن الحديث في الشواهد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18601) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (5263) ، والخطيب في "الموضح" 1/113-114 بهذا الإسناد. وقع قلب في اسم ابن عقيل عند عبد الرزاق، فجاء: محمد بن عبد الله بن عقيل، بدل: عبد الله بن محمد بن عقيل.
وسيأتي بأسانيد صحيحة بالأرقام (17046) و (17050) و (17055) و (17060) ، وسيأتي أيضاً في مسند الأنصار 5/193.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6683) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "هي لك"، أي: إن أخذتها ولم تجد الراعي.
"أو للذئب"، أي: إن لم تأخذها أنت ولا وجدها الراعي، أي: فينبغي لك أن لا تتركها للذئب.
"سقاؤها" بكسر السين، أريد به الجوف، أي: حيث وَرَدَت الماء شربت ما-=(28/267)
17038 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا، فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِوَلِيدَةٍ وَبِمِائَةِ شَاةٍ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ، وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ، حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ، أَمَّا الْغَنَمُ وَالْوَلِيدَةُ فَرَدٌّ عَلَيْكَ، وَأَمَّا ابْنُكَ، فَعَلَيْهِ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ " ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُ أُنَيْسٌ: " قُمْ يَا أُنَيْسُ فَاسْأَلْ امْرَأَةَ هَذَا، فَإِنْ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا " (1)
__________
= يكفيها حتى ترد ماءً آخر.
"وحذاؤها" بكسر حاء وبذال معجمة، أي: خفافها، فتقوى بها على السير وقطع البلاد البعيدة، أي: فهي محفوظةٌ لا حاجة لك إلى حفظها لصاحبها.
"وِكاؤها" بكسر واوٍ، هو الخيطُ الذي يُشَدُ به الوعاء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة ابن مسعود.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (13309) ، وأخرجه من طريقه مسلم (1697- 1698) ، والطبراني في "الكبير" (5189) .
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/822، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/78-79 (بترتيب السندي) ، وفي "الرسالة" (691) ، وفي "السنن" (537) و (538) ، والبخاري (6633، 6634) و (6842) و (6843) ، وأبو داود (4445) ، والترمذي عقب الحديث (1433) ، والنسائي في "المجتبى"=(28/268)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 8/240-241، وفي "الكبرى" (7191) ، ويعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/432، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (95) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/135، والطبراني (5190) و (5191) و (5195) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/219، وفي "السنن الصغير" (3200) و (3201) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 9/72-73، والبغوي في "شرح السنة" (2579) عن
الزهري، به.
وأخرجه الطيالسي (1333) ، وعبد الرزاق (13310) ، والبخاري (2314) و (2315) و (2695) و (2696) و (2724) و (2725) و (6835) و (6836) و (7193) و (7194) و (7258) و (7259) ، ومسلم (1697- 1698) ، والترمذي عقب الحديث (1433) ، والنسائي في "الكبرى" (7192) و (11356) ، وهو في "التفسير" (376) ، ويعقوب بن سفيان 1/432، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/135، وابن حبان (4437) ، والطبراني (5188) و (5191) و (5193) و (5195) و (5196) و (5199) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/285 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه الطيالسي (953) ، والطبراني (5200) من طريقين عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن خالد، به.
وأخرجه البخاري (2649) و (6831) ، والنسائي في "الكبرى" (7234) و (7235) و (7236) ، والطبراني (5194) و (5197) و (5198) ، والبيهقي 8/222، والبغوي في "شرح السنة" (2581) من طرق عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن خالد، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أمر فيمن زنى ولم يُحْصَن بجلد مئة وتغريب عام.
وأخرجه البخاري (7260) ، والبيهقي 8/224-225 من طريق شعيب، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة، به.
وسيأتي برقم (17042) .
وسلف من حديث أبي هريرة برقم (9846) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.=(28/269)
17039 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَهُ فَقَدْ غَزَا " (1)
__________
= قال السندي: قوله: عَسِيفاً، أي: أجيراً.
بوليدة، أي: بجاريةٍ أُعطيها لصاحب الزوجة ظناً أن الحق له.
"فردٌّ عليك" أي: مردودة عليك. قلنا: قال النووي: ومعناه يجب ردُّها إليك، وفي هذا أن الصلح الفاسد يُرَدُّ، وأنَّ أخذ المال فيه باطل يجب ردُّه، وأن الحدود لا تقبل الفداء.
وقوله: "قُم يا أنيس ... إلخ"، قال النووي: أعلم أن بعث أُنيس محمولٌ عند العلماء من أصحابنا وغيرهم على إعلام المرأة بأن هذا الرجل قَذَفها بابنه، فَيُعَرِّفها بأن لها عنده حَدَّ القذف، فتُطالب به، أو تعفو عنه، إلا أن تعترف بالزنى، فلا يجب عليه حدُ القذف، بل يجب عليها حَدُ الزنى، وهو الرجم، لأنها كانت محصنة، فذهب إليها أُنيس، فاعترفت بالزنى، فأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
برجمها، فرُجِمت، ولا بد من هذا التأويل، لأن ظاهره أنه بُعث لإقامة حدِّ الزنى، وهذا غير مراد، لأن حَدَّ الزنى لا يُحتاط له بالتجسس والتفتيش عنه، بل لو أقرَّ به الزاني، استُحِبَّ أن يُلَقَّن الرجوع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهلَّب بن عمرو الأزدي المعروف بابن الكرماني، وابنُ وهب: هو عبد الله.
وأخرجه سعيد بن منصور (2325) ، ومسلم (1895) ، والنسائي في "المجتبى" 6/46، وفي "الكبرى" (4389) ، وأبو عوانة 5/67، وابنُ حبان (4631) ، والطبراني في "الكبير" (5231) ، والبيهقي في "السنن" 9/47 و172 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/135، وابنُ أبي عاصم في=(28/270)
17040 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ،
__________
= "الجهاد" (91) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2554) ، والطبراني في "الكبير" (5232) من طريق أُسامة بن زيد- وهو الليثي- عن بكير بن عبد الله بن الأشج، به.
وأخرجه البخاري في "الكبير" 6/230، ويعقوبُ بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/422، وأبو يعلى في "معجمها" (315) ، والطبراني في "الكبير" (5233) ، وفي "الأوسط" (8034) ، والخطيب في "تاريخه" 7/206 من طريق ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شهاب، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن بسر بن سعيد، به. قال ابن شهاب: ثم أخبرنيه بسر بن سعيد.
قال الطبراني في "الأوسط": لم يروِ هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الرحمن بن إسحاق ولا عن. عبد الرحمن إلا موسى بن يعقوب، تفرد به ابن أبي فُديك.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (89) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2553) ، والطبراني (5234) من طريق خالد الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد بن المهاجر، عن بُسر بن سعيد، به. وفيه زيادة: "وأنفق عليه".
وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/309-310 أنه سأل أباه وأبا زرعة عن حديث ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب الزمعي المذكور آنفاً، فقالا: هذا خطأ، رواه خالد الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد ابن المهاجر بن قنفذ، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهذا الصحيح، قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة: ممن الخطأ؟ قال: من موسى بن يعقوب. قلنا: موسى بن يعقوب، سيئ الحفظ.
وقد سلف برقم (17033) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(28/271)
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَهُ (1) إِسْحَاقُ -، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ؟ الَّذِي يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا " (2)
__________
(1) يعني قال: عن أبي عمرة، وجاء في "أطراف المسند" 2/408: كذا قال.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى - وهو ابن الطباع-، وعبد الله بن عمرو بن عثمان- وهو ابن عفان- فمن رجال مسلم، وهذا إسناد اختُلف فيه على مالك، ورواه بعضُ الرواة عنه- كما سيرد- فقالوا: عن أبي عمرة الأنصاري، ورواه آخرون عنه، فقالوا: عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة الأنصاري، وهو الصحيح، كما نبَّه عليه الترمذي عقب الحديث
(2296) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" 22/25.
فرواه إسحاقُ بنُ عيسى في هذه الرواية، ويحيى بن يحيى الليثي في "الموطأ" 2/720، وأبو مصعب الزهري في "الموطأ" كذلك (2931) - ومن طريقه ابن حبان (5079) ، والبغوي في "شرح السنة" (2513) -، ومعنُ بنُ عيسى عند الترمذي (2295) ، وابنُ القاسم عند النسائي في "الكبرى"
(6029) ، وابنُ وهب عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/152، ويحيى ابنُ عبد الله بن بكير عند البيهقي في "السنن الصغير" (4195) ، سبعتهم عن مالك به، فقالوا: عن أبي عمرة.
ورواه يحيى الليثي أيضاً عنه عند مسلم (1719) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/159، فقال: عن ابن أبي عمرة.
ورواه محمد بنُ الحسن الشيباني في "الموطأ" (849) ، والشافعي في "السنن" (530) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (19904) -، وعبدُ الرزاق (15557) -، ومن طريقه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 17/294 - وعبد الله بنُ يوسف التنيسي عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/187، والطبراني في "الكبير" (5182) ، وابنُ وهب عند أبي داود (3596) - ومن=(28/272)
17041 - حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ حَدَّثَنَا (1) أَبِي: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ:
__________
= طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/294- وعبد الله بن مسلمة القعنبي عند الترمذي (2296) - ومن طريقه أبو عوانة 4/19، والطبراني في "الكبير" (5182) - ستتهم، عن مالك، به، فقالوا: عن عبد الرحمن بن أبي عمرة.
ومن غير طريق مالك أخرجه البخاري في "تاريخه" 1/188، من طريق يحيى بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبي بكر بن حزم، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن زيد بن خالد، به.
وسيأتي بالأرقام (17047) و (17062) و5/192 و193.
وهذا الحديث يُعارضه حديثُ عمران بن حصين الذي أخرجه البخاري (2651) ، ومسلم (2535) (215) ، وسيرد 4/427، ولفظه عند البخاري: "خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ... إن بعدكم قوماً يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يُسْتَشْهدون ... " وسلف بنحوه من حديث ابن
مسعود برقم (3594) .
قال الحافظ في "الفتح" 5/259-260: اختلف العلماء في ترجيحهما (يعني بين حديث زيد بن خالد وحديث عمران بن حصين) ... فأجابوا بأجوبة أحدها أن المراد بحديث زيد مَنْ عنده شهادةٌ لإنسانٍ بحق لا يعلم بها صاحبُها، فيأتي إليه، فيُخْبِرُه بها، أو يموتُ صاحبُها العالمُ بها، ويُخَلِّف ورثةً،
فيأتي الشاهدُ إليهم، أو إلى من يتحدث عنهم، فيُعلمهم بذلك، وهذا أحسنُ الأجوبة. قلنا: ثم سرد الحافظ الأجوبة الأخرى فانظرها.
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 22/27: حديث عمران ليس بمعارض لحديث مالك في هذا الباب، وقد فسَّر إبراهيمُ النخعي حديثَ عمران، فقال فيه كلاماً، معناه: أن الشهادة ها هنا اليمين، أي: يحلف أحدُهما قبل أن يُسْتَحلف، ويحلف حيث لا تُراد منه يمين، واليمين قد تُسمَّى شهادة، قال الله تعالى ذكره: (أربع شهاداتٍ بالله) ، أي: أربع أيمان.
(1) كلمة "حدثنا" أثبتناها من (ظ 13) ، وهي ليست في باقي النسخ و (م) .(28/273)
سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: " كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ، فَلَوْ أَرْمِي لَأَبْصَرْتُ مَوَاقِعَ نَبْلِي " (1)
17042 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَزَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ، وَشَبْلًا - قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: ابْنَ مَعْبَدٍ، وَالَّذِي حَفِظْتُ شِبْلًا -، قَالُوا: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ إِلَّا قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللهِ، فَقَامَ خَصْمُهُ وَكَانَ أَفْقَهَ مِنْهُ، فَقَالَ: صَدَقَ، اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأْذَنْ لِي فَأَتَكَلَّمَ، قَالَ: " قُلْ ". قَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا، عَلَى هَذَا، وَإِنَّهُ زَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَخَادِمٍ، ثُمَّ سَأَلْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ، وَعَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ، فَقَالَ
__________
(1) حديث صحيح، صالح مولى التوأمة: هو صالح بن نبهان المدني، وهو صدوق اختلط، وروايةُ سفيان- وهو الثوري- عنه بعد اختلاطه، لكنه متابع بابن أبي ذئب في الرواية (17029) وهو روى عنه قبل الاختلاط. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير ابن الأشجعي- شيخ أحمد- وهو أبو عُبيدة بن عُبيد الله بن عُبيد الرحمن الأشجعي، فمن رجال أبي داود، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع أيضاً في الرواية المذكورة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5260) من طريق الإمامَ أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (17029) .(28/274)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، الْمِائَةُ شَاةٍ وَالْخَادِمُ رَدٌّ (1) عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ، وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ - رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ - عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنْ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا " فَغَدَا عَلَيْهَا، فَاعْتَرَفَتْ، فَرَجَمَهَا (2)
__________
(1) في (ق) : ترد، وهي نسخة في هامش (س) .
(2) حديث صحيح، على وهمٍ في إسناده، فقد خالف فيه سفيان بن عيينة جميع الرواة عن الزهري، فزاد شبلاً في الإسناد. قال الترمذي بإثر الحديث (1433) : حديث أبي هريرة وزيد بن خالد حديث حسن صحيح، وهكذا روى مالك بن أنس ومعمر وغيرُ واحد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة وزيد بن خالد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورووا بهذا الإسناد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "إذا زنت الأمة فاجلدوها، فإن زَنَت في الرابعة فبيعوها ولو بضفير"، وروى سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل، قالوا: كنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هكذا روى ابن عيينة الحديثين جميعاً عن أبي هريرة وزيد ابن خالد وشبل، وحديثُ ابنِ عيينة وهم فيه سفيانُ بنُ عيينة، أدخل حديثاً في حديث، والصحيح ما روى محمدُ بنُ الوليد الزبَيدي، ويونسُ بنُ عُبيد، وابنُ أخي الزهري، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة وزيد ابن خالد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذا زَنَت الأمةُ فاجلدوها"، والزهري، عن عبيد الله، عن شبل بن خالد، عن عبد الله بن مالك الأوسي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذا زنت الأمة"، وهذا الصحيح عند أهل الحديث، وشِبْلُ بنُ خالد لم
يُدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما روى شِبلٌ، عن عبد الله بن مالك الأوسي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الصحيح، وحديثُ ابن عيينة غير محفوظ، ورُوي عنه أنه قال: شبل بن حامد، وهو خطأ، إنما هو شِبل بن خالد، ويقال أيضاً: شِبْل بن خُلَيد.
قلنا: وقال ابن أبي حاتم: سُئِل أبي عن شبل هذا، فقال: ليس لشبلٍ معنى =(28/275)
17043 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَشَبْلٍ، قَالُوا: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْأَمَةِ تَزْنِي قَبْلَ أَنْ تُحْصَنَ، قَالَ: " اجْلِدُوهَا فَإِنْ عَادَتْ فَاجْلِدُوهَا،
__________
= في حديث الزهري.
وأخرجه الشافعي في "المسند" (بترتيب السندي) 2/79، وفي "السنن" (531-533) ، وأخرجه الحميدي (811) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/219، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/79-80 و159 و170-171، ومن طريقه ابن ماجه (2549) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1113) ، والطبراني في "الكبير" (5192) ، وأخرجه الترمذي (1433) عن نصر بن علي وغير
واحد، والنسائي في "المجتبى" 8/241، وفي "الكبرى" (7190) عن قتيبة، وابن ماجه (2549) عن هشام بن عمار ومحمد بن الصباح، والدارمي 2/177 عن محمد بن يوسف، وابن الجارود في "المنتقى" (811) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (94) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/134-135 عن يونس- وهو ابن عبد الأعلى-، وعيسى ابن إبراهيم الغافقي، والطبراني في "الكبير" (5191) من طريق عبد الله بن عبد الحكم، والبيهقي 8/222 من طريق أحمد بن شيبان، جميعهم عن سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6827) و (6828) عن علي بن عبد الله- ابن المديني- و (6859) و (6860) عن محمد بن يوسف الفريابي، و (7278) و (7279) عن مسدد، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، به، إلا أنه سقط ذكر شبل من الإسناد.
ورواية مسدد مختصرة.
وسلف برقم (17038) .(28/276)
فَإِنْ عَادَتْ فَاجْلِدُوهَا، فَإِنْ عَادَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ (1) " (2)
__________
(1) في (ق) : بظفر.
(2) حديث صحيح على وَهمٍ في إسناده، وقد بيَّنا في تعليقنا على الرواية السابقة وهم سفيان بن عيينة في هذه الرواية، وأن شبلاً ليست له صحبة، والصَّحيح فيه رواية من رواه عن: الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن شِبْل، عن عبد الله بن مالك الأوسي، وسيرد 4/343 أو رواية من رواه
بإسقاط شبل كما سيرد في التخريج. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (540-542) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/244، وأخرجه الحميدي (812) ، ومن طريقه ابن قانع في "معجمه" 1/345، والطبراني في "الكبير" (5203) ، والبيهقي في "السنن" 8/244، وأخرجه ابن أبي شيبة 9/513، ومن طريقه ابن ماجه (2565) ، والطبراني (5203) ، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7260) عن الحارث بن مسكين، وابن ماجه (2565) عن محمد بن الصباح، والبيهقي 8/244 من طريق عبد الرحيم بن منيب، ستتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2555) و (2556) عن مالك بن إسماعيل، عن سفيان ابن عيينة، به. إلا أنه سقط ذكر شبل من الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (952) و (1334) و (2513) ، والبخاري (2232) و (2233) ، ومسلم (1704) ، والنسائي في "الكبرى" (7256) و (7257) و (7258) ، والطبراني في "الكبير" (5204) و (5205) من طرق عن الزهري، به. ولم يذكروا شبلاً في الإسناد.
وأخرجه الطبراني (5206) من طريق صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، به، ولم يذكر شبلاً في الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/136، والطبراني (5207) من طريق صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، به. لكن جعله من حديث زيد بن خالد وحده.
وسيأتي في الأرقام (17057) و (17058) و (17059) .=(28/277)
17044 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا صَلُّوا فِيهَا "
" وَمَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ لَا يَنْقُصُ (1) مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ "
" وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الْغَازِي فِي أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْءٌ " (2)
17045 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَهَّزَ
__________
= وسلف من حديث أبي هريرة برقم (7395) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في (ظ13) و (ق) : في أنه لا ينقص، وهي نسخة في هامش (س) .
(2) صحيح لغيره دون قوله: "من فطر صائماً" فحسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مطول (17037) غير أن شيخ أحمد هنا هو إسحاق بن يوسف- وهو الأزرق- وهو ثقة من رجال الشيخين.
وقوله: "لا تتخذوا بيوتكم ... "، سلف برقم (17030) ، وذكرنا هناك شواهده.
وقوله: "من فطَّر صائماً ... "، سلف برقم (17033) ، وذكرنا هناك شواهده.
وقوله: "من جهَّز غازياً ... "، سلف بإسناد صحيح برقم (17039) .(28/278)
غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ (1) فَقَدْ غَزَا " (2)
17046 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللُّقَطَةِ؟ فَقَالَ: " عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ اعْتُرِفَتْ فَأَدِّهَا، وَإِلَّا فَاعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا وَعَدَدَهَا، وَإِلَّا فَكُلْهَا (3) ، فَإِنْ اعْتُرِفَتْ فَأَدِّهَا " (4)
__________
(1) لفظ: "بخير"، ليس في (ظ 13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه أبو عوانة 5/66 من طريق روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2843) ، ومسلم (1895) (136) ، وأبو داود (2509) ، وأبو عوانة 5/66، والطبراني في "الكبير" (5230) ، والبيهقي في "السنن" 9/28، والبغوي في "شرح السنة" (2624) ، من طريقين عن حسين المعلم، به.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (277) ، والترمذي (1628) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (90) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1037) ، والطبراني في "الكبير" (5225) و (5227) و (5228) ، وابن الجوزي في "مشيخته" ص137- 138 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. قال
الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي من غير هذا الوجه.
وقد سلف برقم (17033) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(3) في (ص) : ثم كلها، وهي نسخة في (س) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، الضحاك بن عثمان من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن=(28/279)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد المجيد البصري، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية مولى عمرو بن عبيد الله التيمي المدني.
وأخرجه مسلم (1722) (8) ، والترمذي (1373) ، وابنُ ماجه (2507) ، وأبو عوانة 4/32، والطبراني في "الكبير" (5238) ، والبيهقي في "السنن" 6/192- 193 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث زيد بن خالد حديث حسن غريب من هذا الوجه، قال أحمد: أصحُ
شيء في هذا الباب هذا الحديث، وقد رُوي عنه من غير وجه. قلنا: سيرد من وجه آخر برقم (17050) .
وأخرجه مسلم (1722) (7) ، والنسائي في "الكبرى" (5811) ، وابن الجارود (669) ، وأبو عوانة 4/31 و32، وابن حبان (4895) ، والبيهقي 6/186 من طريقين عن الضحاك، به.
قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، ورخصوا في اللقطة إذا عرَّفها سنة، فلم يجد من يَعْرِفها أن ينتفع بها، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم: يُعَرِّفها سنة، فإن جاء صاحبها، وإلا تصدق بها.
وهو قول سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك، وهو قول أهل الكوفة لم يروا لصاحب اللقطة أن ينتفع بها إذا كان غنياً.
وقال الشافعي: ينتفع بها وإن كان غنياً، لأن أُبي بن كعب أصاب على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُرَّة فيها مئة دينار، فأمره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُعَرِّفَها، ثم ينتفع بها، وكان أبي كثيرَ المالِ من مياسير أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يأكُلَها، فلو كانت اللقطةُ لم تحل إلا لمن تحل له الصدقة لم تحل لعلي بن أبي طالب، لأن عليَّ بن أبي طالب أصاب ديناراً على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرَّفه، فلم يجد من يعرفه، فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأكله، وكان لا يحلُّ له الصدقة.
وقد رخَّص بعضُ أهل العلم: إذ كانت اللقطة يسيرة أن ينتفع بها ولا=(28/280)
17047 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشَّهَادَةِ؟ الَّذِينَ يَبْدَءُونَ بِشَهَادَتِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْأَلُوا عَنْهَا " (1)
__________
= يعَرِّفها.
وقال بعضُهم: إذا كان دون دينار يُعَرِّفها قدر جمعة، وهو قول إسحاق بن إبراهيم.
وقد سلف برقم (17037) وسيأتي 5/193.
قال السندي: "وإلا فاعرف عِفَاصها" بكسر-: الوعاء، وهذه المعرفة حتى لا ينساها، لأنه يأكلها، فربما ينسى حقيقة الأمر إذا جاء طالبها، وبالجملة: فهما معرفتان، معرفة قبل التعريف، ومعرفة عند الأكل، والأول قد تقدمت، والثانية هي المذكورة في هذا الحديث.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فبين عبد الله بن عمرو- وهو ابن عثمان بن عفان- وزيد بن خالد عبدُ الرحمن بن أبي عمرة كما سلف في الرواية (17040) ، ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عمارة، وهو ابن عمرو بن حزم، فمن رجال أصحاب السنن، وقد وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح ليس بذاك القوي، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطىء. قلنا: ومن خطئه إسقاط الواسطة المذكورة آنفاً. أبو بكر بن محمد: هو ابن عمرو بن حزم.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/187، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2552) ، والطبراني في "الكبير" (5185) من طريقين عن محمد بن عمارة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (17040) .(28/281)
17048 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " قَالَ: " فَكَانَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ، يَضَعُ السِّوَاكَ مِنْهُ مَوْضِعَ الْقَلَمِ مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ، كُلَّمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اسْتَاكَ " (1)
17049 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ (2) قَالَ: " أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي نِعْمَةً إِلَّا أَصْبَحَ بِهَا قَوْمٌ
__________
(1) هذا الحديث له إسنادان: أحدهما وهو طريق عبد الصمد- وهو ابن عبد الوارث العنبري-، عن حرب، عن يحيى- وهو ابن أبي كثير- عن أبي سلمة. وهو إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وثانيهما وهو طريق محمد بن فضيل، عن محمد بن إسحاق.. وهو مكرر (17032) غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن فضيل. وفيه زيادة قول أبي سلمة: فكان زيد بن خالد ... وهي زيادة ضعيفة، تفرد بها محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5224) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وسيأتي 5/193.
(2) في (ق) وهامش (س) و (م) : أصبحوا.(28/282)
كَافِرِينَ بِالَّذِي آمَنَ بِي " (1)
17050 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ، مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ، أَنَّهُ قَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، فَسَأَلْتُ رَبِيعَةَ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَالَّةِ الْإِبِلِ، فَغَضِبَ، وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، وَقَالَ: " مَا لَكَ وَلَهَا، مَعَهَا الْحِذَاءُ وَالسِّقَاءُ، تَرِدُ الْمَاءَ، وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ، حَتَّى يَجِيءَ رَبُّهَا "
وَسُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الْغَنَمِ، فَقَالَ: " خُذْهَا فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ "
وَسُئِلَ عَنِ اللُّقَطَةِ، فَقَالَ: " اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ اعْتُرِفَتْ، وَإِلَّا فَاخْلِطْهَا بِمَالِكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الحميدي (813) ، والبخاري (7503) ، والنسائي في "المجتبى" 3/164-165، وفي "الكبرى" (10760) وهو في "عمل اليوم والليلة" (924) ، وأبو عوانة 1/26-27، والطبراني في "الكبير" (5215) ، وابن منده في "الإيمان" (505) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
قال الحميدي: قال سفيان: وكان معمر حدثنا أولاً عن صالح ثم سمعناه من صالح.
وقد سلف برقم (17035) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طريق سفيان بن عيينة، عن ربيعة- وهو ابنُ عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي- عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد. وهو من طريق ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد- وهو=(28/283)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الأنصاري- عن يزيد مولى المنبعث، مرسل. وقد بسط الحافظُ صورةَ ذلك في "الفتح " كما سيرد في التخريج.
وأخرجه أبو عوانة 4/38 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (816) - ومن طريقة أبو عوانة 4/39-، والبخاري (5292) ، وأبو عوانة 4/38 من طريق علي بن المديني، والدارقطني في "السنن" 4/236 من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، ثلاثتهم (الحميدي، وابن المديني، وإسحاق) عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد مولى المنبعث، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل ... قال سفيان: فبلغني أن ربيعة بن أبي عبد
الرحمن يُسنده عن زيد بن خالد، فأتيتُه، فقلتُ له: الحديثُ الذي تحدثه عن يزيد مولى المنبعث في اللُّقطة وضالَّة الإبل والغنم، هو عن زيد بن خالد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: نعم، وكنتُ أكرهه للرأي، فلذلك لم أسأله عنه، ولولا أنه أسنده ما سألته عن إسناده. وهذا لفظ الحميدي.
قال الحافظُ في "الفتح" 9/431: وحاصلُ ذلك أن يحيى بن سعيد حدَّث به عن يزيد مولى المنبعث مرسلاً، ثم ذكر لسفيان أن ربيعة يحدث به عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد، فيوصله، فحمل ذلك سفيانَ على أن لقي ربيعةَ، فسألَه عن ذلك، فاعترف له به. وقد أخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد مرسلاً، وعن ربيعة موصولاً، وساقه بسياقة واحدة. ثم قال: واقتضى قولُ سفيان بن عيينة هذا أنَّ يحيى بن سعيد ما سمعه من شيخه يزيد مولى المنبعث موصولاً، وإنما وصله له ربيعة، لكن تقدم الحديث [عند البخاري] في اللقطة [برقم (2428) ] من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد، عن زيد موصولاً، فلعل يحيى بن سعيد لما حدَّث به ابنَ عيينةَ ما كان يتذكر وصلَه، أو دلََّسه لسليمان ابن بلال حين حدثه به موصولاً، وإنما سمع وصلَه من ربيعة، فأسقط ربيعة، وقد أخرجه مسلم [ (1722) (5) ] من رواية سليمان بن بلال موصولاً أيضاً، و [ (1722) (6) ] من رواية حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد وربيعة جميعاً،=(28/284)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن يزيد، عن زيد موصولاً، وهذا يقتضي أنه حمل إحدى الروايتين على الأخرى.
قلنا: ومن طريق حماد بن سلمة أيضاً أخرجه أبو داود (1708) ، والنسائي في "الكبرى" (5802) و (5812) ، وأبو عوانة 4/39- 40، وابن حبان (4893) ، والطبراني في "الأوسط" (2517) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/116، والبيهقي في "السنن" 6/197، ومن طريق سليمان بن بلال أيضاً أخرجه أبو عوانة 4/40، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/134- 135، والدارقطني في "السنن" 4/235، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/115، والبيهقي في "السنن " 6/185-186 و190 كلاهما عن يحيى بن سعيد، بالإسناد المذكور آنفاً.
وعند مسلم من طريق سليمان بن بلال زيادة: "فإن لم تُعَرَّف، فاستنفقها، ولتكن وديعةً عندك، فإن جاء طالبُها يوماً من الدهر، فأدِّها إليه".
وأخرجه مطولاً ومختصراً مالك في "الموطأ" 2/757 وفي رواية أبي مصعب (2975) - ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/137 (بترتيب السندي) ، وعبد بن حُميد في "المنتخب " (279) ، والبخاري (2372) و (2429) ، ومسلم (1722) (1) و (3) ، وأبو داود (1705) ، والنسائي في "الكبرى" (5814) ، وأبو عوانة 4/33-34، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/134، وابنُ حبان (4889) و (4898) ، وابن الجارود (666) ، والطبراني في "الكبير" (5205) ، والبيهقي في "السنن" 6/185-192، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 3/106- 107، والبغوي في "شرح السنة" (2207) - وأخرجه البخاري (2436) و (6112) ، ومسلم (1722) (2) ، وأبو داود (1704) ، والترمذي (1372) ، والنسائي في "الكبرى" (5804) و (5815) ، وأبو عوانة 4/33، والطبراني في "الكبير" (5255) ، والبيهقي 6/189، والبغوي في "شرح السنة" (2208) من طريق إسماعيل بن جعفر، والبخاري (91) ، ومسلم (1722) (4) ، وأبو عوانة 4/39، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/135=(28/285)
17051 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبُو جُهَيْمٍ ابْنُ أُخْتِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، أَسْأَلُهُ مَا سَمِعَ فِي الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَأَنْ يَقُومَ أَرْبَعِينَ - لَا أَدْرِي مِنْ يَوْمٍ أَوْ شَهْرٍ أَوْ سَنَةٍ - خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ " (1)
__________
= من طريق سليمان بن بلال، والطبراني في "الكبير" (5252) (5253) (5254) (5257) من طريق أيوب بن موسى وعمار بن غزية وعمرو بن الحارث وعبد العزيز بن محمد (على الترتيب) ، وفي "الأوسط" (2517) من طريق حماد بن سلمة، ومسلم (1722) (3) ، وابن الجارود (666) ، وأبو عوانة 4/33- 34، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/134 والبيهقي 6/189 من طريق عمرو بن الحارث، ومسلم (1722) (3) من طريق سفيان الثوري، تسعتهم عن ربيعة بن عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد، به.
وأخرجه أبو داود (1707) ، والنسائي في "الكبرى" (5817) والطبراني في "الكبير" (5258) ، والبيهقي 6/186 من طريق عبد الله بن يزيد، عن أبيه يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد، به.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (5816) من طريق إسماعيل بن أمية، عن ربيعة، عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وقد سلف برقم (17037) .
(1) حديث صحيح على قلب في إسناده، قال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/147: روى ابنُ عيينة هذا الحديث مقلوباً عن أبي النضر، عن بُسْر بن سعيد، جعل في موضع زيد بن خالد أبا جهيم، وفي موضع أبي جهيم زيد بن خالد. وقال أيضاً 21/148: فال أحمد بن زهير: سئل يحيى بن معين عن=(28/286)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هذا الحديث، فقال: خطأ، إنما هو زيد إلى أبي جهيم، كما روى مالك.
وقال المزي في "تحفة الأشراف" 3/231: ومن جعل الحديث من مسند زيد ابن خالد فقد وهم. قلنا: ورجال الإسناد كلهم ثقات رجال الشيخين. أبو جُهيم: هو ابن الحارث ابن الصِّمَّة الأنصاري، قيل: اسمه عبد الله، وقد ينسب لجده، وقيل: هو عبد الله بن جُهيم بن الحارث بن الصِّمَّة، وقيل: هو
آخر غيره.
وأخرجه الحميدي (817) ، وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (282) ، والطبراني في "الكبير" (5236) من طريق ابن أبي شيبة، والدارمي 1/329 عن يحيى بن حسان، وأبو عوانة 2/44-45، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (84) عن يونس بن عبد الأعلى، والطبراني (5236) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/148 من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، ستتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وفي رواية الحميدي وعبد بن حميد وابن عبد البر بزيادة: "أو ساعة"، إلا أنَّ رواية ابن عبد البر ليس فيها: "أو شهراً".
وأخرجه ابن ماجه (944) عن هشام بن عمار، عن سفيان بن عيينة، به. وفيه: عن بسر بن سعيد، قال: أرسلوني إلى زيد بن خالد ... الحديث. قال سفيان: فلا أدري أربعين سنة أو شهراً أو صباحاً أو ساعةً.
وأخرجه ابن خزيمة (813) من طريق علي بن خشرم، عن سفيان بن عيينة، عن سالم أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، قال: أرسلني زيد بن خالد إلى أبي جهيم: أسأله عن المار بين يدي المصلي، ماذا عليه؟ قال: لو كان أن يقوم أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه.
وسيأتي برقم (17540) من طريق مالك، عن أبي النضر، عن بسر بن سعيد، أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم، ... فذكره من حديث أبي جهيم، وهو الجادة.(28/287)
17052 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لِجُهَيْنَةِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى (1) عَنِ النُّهْبَةِ وَالْخُلْسَةِ " (2)
17053 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ نَنْصَرِفُ إِلَى السُّوقِ، وَلَوْ رُمِيَ بِنَبْلٍ لَأَبْصَرْتُ
__________
(1) في (ق) : "ينهى"، وهي نسخة في (س) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن زيد بن خالد، ولإبهام الراوي عنه. قال الحسيني في "الإكمال" في ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن خالد: ليس بمشهور. وقال الحافظ في "التعجيل": لا يُعرف حاله ولا اسم الراوي عنه. وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/49، والطبراني في "الكبير" (5264) من طريقين عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. لكن إسناد الطبراني ليس فيه ذكر مولى لجهينة.
وسيأتي 5/193.
والنهيُ عن النُّهْبة له شاهدٌ من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8317) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
والنهي عن الخُلسة له شاهد من حديث جابر، سلف برقم (14463) ، وسنده حسن.
وآخر من حديث العرباض بن سارية، سيأتي برقم (17153) ، وإسناده ضعيف.(28/288)
مَوَاقِعَهَا " (1)
17054 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَسْهُو فِيهِمَا، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر الحديث (17029) إلا أن شيخ أحمد في هذه الرواية هو أبو النضر: وهو هاشم بن القاسم.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف هشام بن سعد - المدني- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك ابن عَمرو العَقَدي.
وأخرجه أبو داود (905) ، والبغوي في "شرح السنة" (1013) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (280) عن أبي عامر، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5242) و (5243) ، والحاكم 1/131 من طرق عن هشام بن سعد، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولا أحفظ له علة توهنه. ووافقه الذهبي.
قلنا: هشامُ بنُ سعد إنما أخرج له مسلم في الشواهد.
وأخرجه الطبراني (5244) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن محمد بن أبان، عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه الحاكم 1/131 عن ابن صالح- واسمه محمد-، عن محمد بن أبان، عن زيد بن أسلم، به، ولكنه سمى الصحابي عقبة بن عامر. قال الحاكم: هذا وهم من محمد بن أبان، وهو واهي الحديث غير محتج به، وقد=(28/289)
17055 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ هُوَ ابْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ آوَى ضَالَّةً فَهُوَ ضَالٌّ مَا لَمْ يُعَرِّفْهَا " (1)
17056 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُبَارَكٍ
__________
= احتج مسلم بهشام بن سعد. قلنا: إنما أخرج له متابعة، كما سلف.
وله شاهد من حديث عثمان بن عفان عند البخاري (1934) ، ومسلم (226) ، وقد سلف برقم (421) ، ولفظه: "من توضأ وضوئي هذا ثم صلى ركعتين، لا يحدِّث فيهما نفسه، غُفر له ما تقدم من ذنبه".
وآخر من حديث عقبة بن عامر، سيرد برقم (17448) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن لهيعة، فهو صدوق سيئ الحفظ وقد توبع. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وأبو سالم الجيشاني: هو سفيان بن هانئ.
وأخرجه مسلم (1725) ، والنسائي في "الكبرى" (5806) ، وأبو عوانة 4/34-35، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/134، وابن حبان (4897) ، والطبراني في "الكبير" (5282) ، والبيهقي في "السنن " 6/191 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/134، والطبراني في "الكبير" (5281) ، والحاكم 2/64 من طريق يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وانظر (17037) .
قال السندي: قوله: "مَنْ آوى": من الإيواء، أي: أخذها إلى بيته.(28/290)
الْهُنَائِيُّ، بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ، فَقَدْ غَزَا " (1)
17057 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْأَمَةِ تَزْنِي وَلَمْ تُحْصَنْ، قَالَ: " اجْلِدْهَا فَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدْهَا (2) - فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ - فَإِنْ زَنَتْ فَبِعْهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (17045) غير شيخ أحمد إسماعيل بن إبراهيم، وهو المعروف بابن عُلَيَّة، وشيخه الهُنَائي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5226) ، وابن الجوزي في "مشيخته" ص137-138 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (17033) مطولاً، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2) في (ص) : اجلدوها في الموضعين. وهي نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/826، ومن طريقه أخرجه البخاري (2153) و (2154) و (6837) و (6838) ، ومسلم (1704) (33) ، وأبو داود (4469) ، والنسائي في "الكبرى" (7259) ، والدارمي 2/181، وابن الجارود في "المنتقى" (821) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/135، وابن حبان (4444) ، والطبراني في "الكبير" (5202) ، والبيهقي في "السنن الكبرى"
8/242، وفي "معرفة السنن والآثار" (16921) .
وأخرجه مسلم أيضاً (1703) (32) من طريق مالك، لكن جعله من=(28/291)
وَالضَّفِيرُ: الْحَبْلُ
17058 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ الْمَعْنَى، (1)
17059 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأَمَةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، الزُّهْرِيُّ شَكَّ (2)
17060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ، مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُقَطَةٍ، فَقَالَ: " عَرِّفْهَا سَنَةً، ثُمَّ اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِهَا، وَإِلَّا فَاسْتَنْفِقْهَا "قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَضَالَّةُ (3) الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ "قَالَ: يَا
__________
= حديث أبي هريرة وحده، ولم يذكر زيد بن خالد.
وسلف برقم (17043) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر سابقه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد في هذه الرواية هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (13598) ، وأخرجه من طريقه مسلم (1704) ، والطبراني في "الكبير" (5201) .
(3) في (ظ13) : ضالة.(28/292)
رَسُولَ اللهِ، ضَالَّةُ (1) الْإِبِلِ؟ قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ، وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ " (2)
17061 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَثَرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي - قَالَ إِسْحَاقُ - كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ كَافِرٌ بِي، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ،
__________
(1) كلمة: "ضالة". ليست في (ظ13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (2427) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (18602) - ومن طريقه ابنُ الجارود (667) ، والطبراني في "الكبير" (5249) -، والبخاري (2438) ، وابنُ الجارود (667) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، ومسلم (1722) (3) ، وابنُ الجارود (666) ، وأبو عوانة 4/33-34، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/134، والبيهقي 6/189 من طريق ابن وهب، ثلاثتهم (عبد الرزاق، والفريابي، وابن
وهب) عن الثوري، به.
وقد سلف برقم (17037) و (17050) .(28/293)
وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ " (1)
17062 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الشَّهَادَةِ مَنْ شَهِدَ بِهَا صَاحِبُهَا قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق- وهو ابن عيسى الطباع- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/192، وأخرجه من طريقه الشافعي في "المسند" 1/15 (بترتيب السندي) ، والبخاري (846) و (1038) ، وفي "الأدب المفرد" (910) ، ومسلم (71) ، وأبو داود (3906) ، والنسائي في "الكبرى" (10761) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (925) -، وأبو عوانة 1/26، وابن حبان (188) و (6132) ، وابن منده في "الإيمان" (503) ، والبيهقي في "السنن" 3/357-358، والبغوي في "شرح السنة" (1169) .
وسلف برقم (17035) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه على وهم فيه، عبد الرحمن بن إسحاق- وهو المدني- قال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/258: ربما وهم. وقال- فيما نقله عنه الحافظ في "التهذيب"-: ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه. قلنا: وقد وهم في هذا الإسناد، فغير اسم عبد الله بن أبي بكر بن حزم- كما جاء في رواية مالك السالفة برقم (17037) ، فجعله محمد بن أبي بكر بن حزم، وغيَّر اسم عبد الله بن عمرو ابن عثمان- كما في الروايتين (17040) و (17047) إلى: عبد الرحمن،=(28/294)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ
17063 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَوْسَ بْنَ ضَمْعَجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ الْبَدْرِيَّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ وَأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَةً، فَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَتُهُمْ سَوَاءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُمْ سَوَاءً، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلَا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ وَلَا فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَكَ، أَوْ إِلَّا بِإِذْنِهِ " (1)
__________
= وأسقط الواسطة بين عبد الله بن عمرو وزيد بن خالد، وهو عبد الرحمن بن أبي عمرة، كما سلف في الرواية (17040) ، ونبه على ذلك الحافظ في "تعجيل المنفعة" 1/807-808.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/187- 188 من طريق بشر بن المفضل، والطبراني في "الكبير" (5184) من طريق خالد- وهو ابن عبد الله الواسطي، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي 5/192 وفيه وهم آخر نُبيّنه هناك. قال السندي: قوله: "من شهد بها صاحبَها"، بالنصب، أي: لصاحبها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن رجاء- وهو ابن ربيعة الزبيدي- وأوس بن ضَمْعَج من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (618) ، وأبو داود (582) و (583) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/449، وابن خزيمة (1507) و (1516) ، وأبو عوانة 2/36، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3958) ، وابن حبان=(28/295)
17064 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: " أَنَّ رَجُلًا أَتَى بِهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: مَاذَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: مَا عَمِلْتُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَرْجُوكَ بِهَا، فَقَالَهَا لَهُ ثَلَاثًا، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: أَيْ رَبِّ، كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي فَضْلًا مِنْ مَالٍ فِي الدُّنْيَا، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكَانَ مِنْ خُلُقِي أَتَجَاوَزُ عَنْهُ، وَكُنْتُ أُيَسِّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي، فَغُفِرَ لَهُ " فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" وَرَجُلٌ آخَرُ أَمَرَ أَهْلَهُ إِذَا مَاتَ أَنْ يُحَرِّقُوهُ، ثُمَّ
__________
= (2144) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (613) ، والبيهقي في "السنن " 3/125 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان 1/450، والطحاوي (3956) و (3957) و (3959) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (614) و (615) و (617) و (618) و (621) ، والدارقطني 1/279- 280، والحاكم 1/243، والبيهقي 3/125، والبغوي في "شرح السنة" (833) من طرق عن إسماعيل بن رجاء، به، بألفاظ متقاربة.
وأخرجه الطبراني 17/ (620) ، والخطيب في "تاريخه" 7/451، من طريق الحسن بن يزيد بن الأصم، عن إسماعيل بن رجاء، عن السدي، عن أوس بن ضمعج، به. أدخل السدي بين إسماعيل وبين أوس.
وسيأتي بالأرقام (17092) و (17097) و (17099) و5/272.
وقوله: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"، سلف ذكر أحاديث الباب في مسند أبي سعيد الخدري عند الرواية (11190) .(28/296)
يَطْحَنُوهُ، ثُمَّ يُذَرُّوهُ فِي يَوْمِ رِيحٍ عَاصِفٍ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، فَجُمِعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: يَا رَبِّ لَمْ يَكُنْ عَبْدٌ أَعْصَى لَكَ مِنِّي، فَرَجَوْتُ أَنْ أَنْجُوَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي. فَغُفِرَ لَهُ " قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
17065 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي مالك- وهو الأشجعي، واسمه سعد بن طارق- فهو من رجال مسلم.
والحديث بطرفه الأول: أخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (649) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 17/ (650) من طريق مروان بن معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، به. ولكن من حديث حذيفة وحده.
وسيرد من حديثهما في مسند حذيفة مطولاً ومختصراً: 5/383 و395 و399 و407.
وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (7579) .
والحديث بطرفه الثاني: أخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (647) و (648) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه أيضاً 17/ (647) من طريق علي بن مسهر، عن أبي مالك الأشجعي، به.
وسيأتي من حديث أبي مسعود البدري وحده برقم (17083) .
وسيرد في مسند حذيفة مطولاً ومختصراً 5/383 و395 و407.
وقد سلفت شواهده في مسند عبد الله بن مسعود عند الرواية (3785) .(28/297)
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَخَافَةَ فُلَانٍ - يَعْنِي إِمَامَهُمْ -. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ " (1)
17066 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: " الْإِيمَانُ هَاهُنَا " قَالَ: " أَلَا وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَصْحَابِ الْإِبِلِ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ " قَالَ مُحَمَّدٌ: " عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الشافعي في "بدائع المنن" 1/131-132، وعبد الرزاق في "مصنفه" (3726) ، والحميدي (453) ، وابن أبي شيبة 2/54-55، والبخاري (90) و (702) و (704) و (7159) ، ومسلم (466) ، وابن ماجه (984) ، والدارمي 1/288، وابن خزيمة (1605) ، وابن حبان (2137) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (555) و (557) و (558) و (559) و (560) و (562) و (563) ،
والبيهقي في "السنن" 3/115، والبغوي في "شرح السنة" (844) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (17077) و5/273.
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في مسند أبي هريرة عند الرواية (7474) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ويزيد: هو ابن هارون. =(28/298)
17067 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: " قُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " وَقَرَأْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة 1/58-59، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (803) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (458) ، وابن أبي شيبة 12/182، والبخاري (4387) ، ومسلم (51) ، وأبو عوانة 1/59، والطبراني في "الكبير" 17/ (564-569) ، وابن منده في "الإيمان " (426) و (427) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وبعضهم رواه بزيادة محمد بن عبيد.
وأخرجه البخاري (3498) من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل ابن أبي خالد، به. بلفظ: "من هاهنا جاءت الفتن نحو المشرق، والجفاء وغلظ القلوب في الفدّادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر في ربيعة ومضر".
وسيأتي في الرواية 5/273. وانظر حديث أبي هريرة (7202) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبد الله: وهو ابن زيد بن عبد ربه الأنصاري، فإنه من رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد"، وهو ثقة. عثمان بن عمر: هو ابن=(28/299)
17068 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " (1)
__________
= فارس العبدي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، ونعيم المجمر: هو ابن عبد الله المدني.
وقد رواه مالك مطولاً- كما سيأتي في الرواية 5/273- فانظر تخريجه هناك.
وسيرد كذلك في الرواية (17072) من طريق آخر عن محمد بن عبد الله ابن زيد، به، مطولاً.
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري (11433) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) حديث صحيح، شريك- وهو ابن عبد الله النَّخعي، وإن كان سيئ الحفظ- توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عاصم- وهو ابن بهدلة- فقد رَوَيا له مقروناً ومتابعة، علقمة: هو ابن قيس النَّخعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (541) ، وفي "الأوسط" (5711) من طريق علي بن حكيم الأودي، عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 17/ (542) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، به.
بلفظ: "من قرأ خاتمة سورة البقرة أجزأت عنه قراءة ليلة". وقال أبو مسعود: أعطي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خواتم سورة البقرة من كنز تحت العرش.
وأخرجه أيضاً 17/ (544) من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن المسيب بن رافع، به.
وأخرجه أيضاً 17/ (599) من طريق أبي معمر، عن أبي مسعود، به.
وسيأتي بأسانيد صحيحة بالأرقام (17091) و (17095) و (17096) و (17100) .(28/300)
17069 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ أَوْ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَة، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِيكُمْ، وَإِنَّكُمْ وُلَاتُهُ، وَلَنْ يَزَالَ فِيكُمْ حَتَّى تُحْدِثُوا أَعْمَالًا، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ شَرَّ خَلْقِهِ فَيَلْتَحِيكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف على وهم واختلاف فيه، فقولُ شعبة: عن عبيد الله بن القاسم، أو القاسم بن عبيد الله وهمٌ منه، والصوابُ فيه: عن القاسم، عن عبيد الله بن عبد الله- وهو ابن عُتْبة- فعُبيد الله شيخُه لا أبوه، ونبَّه عليه الحافظُ في "التعجيل"، وقد جاء على الصواب من رواية سفيان الآتية
5/274.
وقال الحافظُ بعد أن أورد روايتي شعبة وسفيان: وسفيانُ أحفظ من شعبة، ولا سيَّما في الأسماء. قلنا: والقاسم- وهو ابن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الحارث المخزومي- مجهول، فلم يرو عنه غيرُ حبيب بن أبي ثابت، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين: غير أن في سماع عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة من أبي مسعود نظراً مبنياً على الاختلاف في سنة وفاته، كما ذكر الحافظ في "الفتح" 13/116، ثم إنه قد اختُلف على عبيد الله فيه، فرواه حبيبُ بن أبي ثابت في هذه الرواية عن القاسم، عنه، عن أبي مسعود، وخالفه صالح بن كيسان، فرواه عن الزهري، عنه، عن ابن مسعود، كما في الرواية السالفة برقم (4380) ، وقد صححها الشيخ ناصر مع أن إسنادها منقطع.
وأخرجه الطيالسي (619) عن شعبة، بهذا الإسناد غير أنه قد وقع في المطبوع اسم القاسم فيه على الصواب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/193، وقال: رواه أحمد=(28/301)
17070 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ " (1)
__________
= والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث، وهو ثقة. قلنا: بل هو مجهول كما ذكرنا آنفاً.
وسيأتي في مسند الأنصار 5/274.
وقد ذكرنا أحاديث الباب عقب تخريج رواية ابن مسعود (4380) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1567) ، والترمذي (1133) و (1276) و (2071) ، والنسائي 7/189 و309، والدولابي في "الكنى" 1/54-55، وابن حبان (5157) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (727) و (731) من طرق عن ليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/656، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/139، والبخاري (2237) و (2282) ، ومسلم (1567) (39) ، والدولابي 1/54-55، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4648) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/52، والطبراني 17/ (731) ، والبيهقي في "السنن" 1/251 و5/6-6، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/398، والبغوي في "شرح السنة" (2037) عن الزهري، به.
وأخرجه الحميدي (450) ، وابن أبي شيبة 6/243 و8/33، والبخاري (5346) و (5761) ، ومسلم (1567) ، وأبو داود (3428) و (3481) ، وابن ماجه (2159) ، والدارمي 2/255، والدولابي في "الكنى" 1/54- 55، وابن الجارود في "المنتقى" (581) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4647) و (4649) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/51، والطبراني 17/ (726) و (728) =(28/302)
17071 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ " (1)
__________
= و (729) و (731) و (732) من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي في الرقمين (17074) و (17089) .
وقد ذكرنا أحاديث الباب في تخريج حديث أبي هريرة برقم (7976) .
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، إبراهيم- وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع أبا عبد الله الجدلي، فيما نقله ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص17 عن شعبة، وقال شعبة- كما في سؤالات عبد الله بن أحمد، عن أبيه- ما لقي إبراهيمُ الجدليَّ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن أبي سليمان- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم مقروناً وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه الطيالسي (606) ، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (679) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (680) ووفي "الأوسط" (6985) و (6986) ، وفي "الصغير" (686) من طرق عن حماد بن أبي سليمان، به.
وزاد في "الأوسط": فأيُّ ذلك عُمِلَ به كان صواباً إن شاء الله.
وأخرجه أيضاً في "الكبير" 17/ (681) من طريق أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، عن أبي مسعود الأنصاري وأبي موسى الأشعري قالا: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوتر أحياناً أول الليل ووسطه ليكون سعة للمسلمين.
وأخرجه أيضاً 17/ (682) من طريق شعبة، عن إبراهيم، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/244، وقال: رواه أحمد والطبراني=(28/303)
17072 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي - فِي الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ صَلَّى عَلَيْهِ فِي صَلَاتِهِ - مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْأَنْصَارِيِّ، أَخِي بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ إِذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا فِي صَلَاتِنَا صَلَّى الله عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْبَبْنَا أَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يَسْأَلْهُ. فَقَالَ: " إِذَا أَنْتُمْ صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَقُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (1)
__________
= في "الكبير"، و"الأوسط" ورجاله ثقات، زاد الطبراني: فأي ذلك فعل كان صواباً.
وسيأتي 5/272، وسيكرر بإسناده ومتنه 5/215.
وقد ثبت من فعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ثبت له الوتر بعد ذلك في آخره، كما سلف من حديث علي برقم (580) ، ومن حديث عائشة: عند البخاري (996) ، ومسلم (745) - وسيرد 6/46- ولفظه: كل الليل أوتر رسول الله في، وانتهى وتره إلى السحر.
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق- وإن كان مدلساً- صرح بالتحديث هنا فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري فإنه من رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "أفعال العباد" وهو ثقة. يعقوب: هو ابن=(28/304)
17073 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ التَّيْمِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُجْزِئُ صَلَاة الرجل (1) أَوْ أَحَدٍ لَا يُقِيمُ ظَهْرَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ " (2)
__________
= إبراهيم ابن سعد الزهري.
وأخرجه ابن خزيمة (711) ، وابن حبان (1959) ، والدارقطني 1/354 -355، والحاكم 1/268، والبيهقي في "السنن" 2/146-147 و147 و378 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وقال الدارقطني: هذا إسناد حسن متصل.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/507-508، وعبد بن حميد في "المنتخب" (234) ، وأبو داود (981) ، والنسائي في "الكبرى" (9877) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (49) - والطبراني في "الكبير" 17/698 من طريقين عن محمد ابن إسحاق، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/47، وفي "الكبرى" (1209) و (9878) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (50) - والطبراني 17/ (696) من طريق عبد الرحمن بن بشر، عن أبي مسعود، به.
وسلف برقم (17067) .
(1) في (ظ 13) : لرجل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُوذي، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي، وسليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وأبو معمر: هو عبد الله بن سَخْبَرة الأزدي.
وأخرجه الطيالسي (613) ، وأبو داود (855) ، وابن خزيمة (592) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (205) و (896) ، وابن حبان (1893) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (579) ، والبيهقي في "السنن" 2/117، وابن عبد البر في "الاستذكار" (7301) و (10103) ، والبغوي في "شرح السنة" (617) =(28/305)
17074 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ (1) ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ، إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ - صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُوَ جَدُّ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو أُمِّهِ -، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَاهُمْ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ،
__________
= من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2856) ، والحميدي (454) ، وابن أبي شيبة 1/287 و14/218-219، والترمذي (265) ، والنسائي 2/183 و214، والدارمي 1/304، وابن الجارود في "المنتقى" (195) ، وابن خزيمة (591) و (666) ، وأبو عوانة 2/104 و105، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (206) و (3899) ، وابن حبان (1892) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (578) و (580) و (581) و (582) و (583) و (585) ، والدارقطني 1/348، وأبو نعيم في "الحلية" 8/116، والبيهقي في "السنن" 2/88، والبغوي في "شرح السنة" (617) من طرق عن الأعمش، به، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني 17/ (584) من طريق عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن عمارة بن عمير، به.
وسيأتي بالأرقام (17103) و (17104) .
وفي الباب عن علي بن شيبان، سلف برقم (16297) ، وعن أبي سعيد سلف برقم (11532) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) وقع في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 13) : أبو يونس، والمثبت من ظ (13) وانظر "التهذيب".(28/306)
وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ " (1)
17075 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ وَهُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قِيلَ لَهُ مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي زَعَمُوا؟ قَالَ: " بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ " (2)
17076 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْبَرَّادُ - قَالَ: وَكَانَ عِنْدِي أَوْثَقَ مِنْ نَفْسِي -، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ: أَلَا أُصَلِّي لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " فَكَبَّرَ، فَرَكَعَ، فَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَفُصِلَتْ أَصَابِعُهُ عَلَى سَاقَيْهِ، وَجَافَى عَنْ إِبْطَيْهِ حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ،
__________
(1) حديث صحيح، أبو أُويس- وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس المدني وإن كان ضعيفاَ- توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن أبي العباس- شيخ أحمد- فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
وسلف برقم (17070) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة: وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي، ثم يدرك أبا مسعود البدري، ونبه على انقطاعه الحافظ في "الفتح" 10/551، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق وهو المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وقد اختلف الرواة عليه فيه، فيما سيرد في مسند حذيفة 5/401.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (377) ، وأخرجه من طريقه القضاعي في "مسنده" (1336) ، والبغوي في "شرح السنة" (3392) .(28/307)
ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَاسْتَوَى قَائِمًا حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ كَبَّرَ، وَسَجَدَ، وَجَافَى عَنْ إِبْطَيْهِ حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَاسْتَوَى جَالِسًا حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ سَجَدَ الثَّانِيَةَ ". فَصَلَّى بِنَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ هَكَذَا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَوْ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى (1)
17077 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
(1) إسناده حسن، من أجل عطاء بن السائب، ورواية همام- وهو ابن يحيى العَوْذي- عنه قبل اختلاطه كما رجح ذلك الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (161) ، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سالم البراد- وهو أبو عبد الله الكوفي- فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الدارمي 1/299، والطبراني في "الكبير" 17/ (668) من طريقين عن همام، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 1/257، وأبو داود (863) ، والنسائي في "المجتبى" 2/186 و187، وفي "الكبرى" (624) و (626) ، وابن خزيمة (598) ، والطبراني 17/ (669) و (671) و (672) و (673) ، والبيهقي في "السنن" 2/127 من طرق عن عطاء بن السائب، به.
وسيأتي برقم (17081) و5/274، وقد سلفت صفة صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث عبد الرحمن بن أبزى برقم (15371) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.(28/308)
إِنَّ فُلَانًا يُطِيلُ بِنَا الصَّلَاةَ حَتَّى إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضَبًا مَا رَأَيْتُهُ غَضِبَ فِي مَوْعِظَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِيكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَمَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ بِهِمُ الصَّلَاةَ، فَإِنَّ وَرَاءَهُ الْكَبِيرَ وَالْمَرِيضَ وَذَا الْحَاجَةِ " (1)
17078 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ إِلَى السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ: " لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُمْ، وَلَا يُطِيلُ الْخُطْبَةَ، فَإِنَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَيْنًا، وَإِنْ يَعْلَمُوا بِكُمْ يَفْضَحُوكُمْ ". فَقَالَ قَائِلُهُمْ وَهُوَ أَبُو أُمَامَةَ: سَلْ يَا مُحَمَّدُ لِرَبِّكَ مَا شِئْتَ، ثُمَّ سَلْ لِنَفْسِكَ وَلِأَصْحَابِكَ مَا شِئْتَ، ثُمَّ أَخْبِرْنَا مَا لَنَا مِنَ الثَّوَابِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَيْكُمْ إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: " أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَسْأَلُكُمْ لِنَفْسِي وَلِأَصْحَابِي أَنْ تُؤْوُونَا وَتَنْصُرُونَا وَتَمْنَعُونَا مِمَّا مَنَعْتُمْ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ " قَالُوا: فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ؟ قَالَ: " لَكُمُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (706) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (556) عن شعبة بهذا الإسناد.
وقد سلف في الرواية (17065) .(28/309)
الْجَنَّةُ " قَالُوا: فَلَكَ ذَلِكَ (1)
17079 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، نَحْوَ هَذَا، قَالَ: " وَكَانَ أَبُو مَسْعُودٍ، أَصْغَرَهُمْ سِنًّا " (2)
__________
(1) مرسل صحيح، عامر الشعبي لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال العجلي: مرسل الشعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحاً. وزكريا ابن أبي زائدة- وإن يكن مدلساً عن الشعبي خاصة، وقد رواه بالعنعنة- تابعه إسماعيل بن أبي خالد في الرواية (17080) ، ورجال الإسناد كلهم ثقات رجال الشيخين. وقد جاء متصلاً في الرواية (17079) ، إلا أن في طريقها مجالد بن سعيد الهمداني، وهو ضعيف.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/450-451 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد مرسلا.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/47-48، وقال: رواه أحمد هكذا مرسلاً، ورجاله رجال الصحيح.
وانظر الحديثين بعده.
(2) إسناده ضعيف، لضعف مجالد- وهو ابن سعيد الهمْداني-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف فيما قبله مرسلاً صحيحاً.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/451 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (238) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (710) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/47 برواية الطبراني، وقال: رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد، وحديثه حسن، وفيه ضعف، ورواه أحمد بنحو=(28/310)
17080 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: " مَا سَمِعَ الشِّيبُ وَلَا الشُّبَّانُ خُطْبَةً مِثْلَهَا " (1)
17081 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: أَلَا أُرِيكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " فَقَامَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَافَى (2) يَدَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ مِنْ وَرَاءِ رُكْبَتَيْهِ، حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ، حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ سَجَدَ فَجَافَى حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ ". قَالَ: فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي أَوْ هَكَذَا كَانَ يُصَلِّي بِنَا رَسُولُ
__________
= حديث مرسل، وفيه مجالد أيضاً ولم يسق لفظه.
وقد سلف نحوه برقم (17078) .
(1) مرسل صحيح، عامر الشعبي لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/451 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 6/48، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
(2) في (م) ونسخة في (س) : وجافى.(28/311)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
17082 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قُلْتُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً " (2)
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكرر الحديث (17076) ، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، وروايته عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه. حسين بن علي: هو الجعفي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/186، وفي "الكبرى" (625) من طريق أحمد بن سليمان الرُّهاوي، عن حسين بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (670) ، والبيهقي في "السنن" 2/121 من طريقين عن زائدة، به.
وقد سلف نحوه في الرواية (17076) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد- وهو الخطمي- صحابي جليل، وهو جدُ عدي لأمه، والحديث رواية صحابي عن صحابي.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"- زوائد نعيم بن حماد- (117) ، والطيالسي (615) ، وابن أبي شيبة 9/107، والبخاري في "صحيحه" (55) و (4006) و (5351) ، وفي "الأدب المفرد" (749) ، ومسلم (1002) ، والترمذي (1965) ، والنسائي في "الكبرى" (9205) ، وفي "عشرة النساء" (323) ، والدارمي 2/284-285، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1986) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (522) ، والبيهقي في "السنن" 4/178 و7/467، وفي "الشعب" (8714) ، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد تحرف اسم عدي بن ثابت في مطبوع "الزهد" لابن المبارك إلى علي=(28/312)
17083 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مُوسِرًا، وَكَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُولُ (1) لِغِلْمَانِهِ، تَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ ". قَالَ: " فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ " (2)
17084 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَيْ عُبَيْدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ:
__________
= وعبد الله بن يزيد إلى ابن أبي يزيد.
وأخرجه الطبراني 17/ (523) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن شعبة، به.
إلا أنه سمى الصحابيَّ عبد الله بن مسعود. وقال: هكذا رواه إبراهيم بن طهمان.
وسيأتي برقم (17110) و5/273.
(1) في (ظ13) : فيقول، بدل فكان يقول، وأشير إليها في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/11-12 و249-250، وهنّاد في "الزهد" (1076) ، ومسلم (1561) ، والترمذي (1307) ، وابن حبان (5047) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (537) ، والبيهقي في "السنن" 5/356، وفي "الشعب" (11243) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/29 من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، به.
وأخرجه الحاكم 2/29، والبيهقي في "الشعب" (11243) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به. موقوفاً.
وقد سلف من حديث أبي مسعود وحذيفة برقم (17064) .(28/313)
إِنِّي أُبْدِعَ بِي، فَاحْمِلْنِي. قَالَ: مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكَ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ ائْتِ فُلَانًا. فَأَتَاهُ، فَحَمَلَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ " قَالَ مُحَمَّدٌ: فَإِنَّهُ قَدْ بُدِعَ بِي (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وأخرجه الترمذي عقب الحديث (2671) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (630) من طريقين عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1547) من طريق هارون بن عبد الله الحمال، عن يعلى ومحمد ابني عُبيد، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/28، والبغوي في "شرح السنة" (3608) من طريقين عن يعلى بن عبيد، به.
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص13 من طريق محمد بن عبيد المناوي، عن محمد بن عبيد، به.
وأخرجه مسلم (1893) ، والطحاوي (1546) ، والطبراني 17/ (625) و (627) و (628) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص13 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني 17/ (622) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (175) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/266 من طريق أبي النعمان عارم، والخطيب في "تاريخه" 7/383 من طريق مسدد، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش، به.
وأخرجه الخرائطي فى "مكارم الأخلاق" ص16 من طريق الحسن بن عمرو الباهلي، عن حماد بن زيد، بالإسناد السابق، لكن قال: عن ابن مسعود بدلاً من أبي مسعود. قال الخطيب: هذا حديث يرويه عارم، عن حماد بن زيد هكذا، وقد سرقه العدوي فرواه عن مسدد، وليس الحديث عند مسدد، وإنما=(28/314)
17085 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ يُكَنَّى أَبَا شُعَيْبٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْجُوعَ، فَأَتَيْتُ غُلَامًا لِي قَصَّابًا، فَأَمَرْتُهُ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا طَعَامًا لِخَمْسَةِ رِجَالٍ (1) قَالَ: ثُمَّ دَعَوْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَامِسَ خَمْسَةٍ، وَتَبِعَهُمْ (2) رَجُلٌ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَابَ، قَالَ: " هَذَا قَدْ تَبِعَنَا، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ وَإِلَّا رَجَعَ " فَأَذِنَ لَهُ (3)
17086 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
__________
= عارم يتفرد به، وقد رواه الحسن بن عمرو العبدي- أي الباهلي- عن حماد، فقال: عن ابن مسعود، وأخطأ في ذلك، لأنه عن أبي مسعود.
وسيأتي برقم (17086) و5/272 و274.
وفي الباب عن بريدة، سيرد 5/357-358.
وعن أنس، عند الترمذي (2670) ، وقال: حديث غريب، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص13.
وعن سهل بن سعد، عند الطحاوي (1548) ، والطبراني (5945) ، وأبي الشيخ في "الأمثال" (176) .
وعن أبي هريرة، عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/333-334.
(1) كلمة "رجال" ليست في (ظ13) .
(2) في (ص) وهامش (س) : وتبعه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث رقم (15268) الذي مرَّ ذكره في مسند جابر. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (532) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.(28/315)
عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أُبْدِعَ بِي - أَيْ انْقَطَعَ بِي - فَاحْمِلْنِي. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
17087 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَضْرِبُ غُلَامًا لِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ وَرَائِي: " اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ " ثَلَاثًا. فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " وَاللهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا " قَالَ: فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَضْرِبَ مَمْلُوكًا أَبَدًا (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الحديث (17084) ، سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (1893) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (242) ، وأبو داود (5129) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (623) ، والقضاعي في "مسنده" (86) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20054) ، ومن طريقه الطبراني 17/ (624) عن معمر، عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (17083) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (17959) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1659) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (683) .
وأخرجه مسلم (1659) ، والترمذي (1948) من طريقين عن سفيان، به.=(28/316)
17088 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَعَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ، وَعَنْ حُلْوَانِ الْكَاهِنِ " (1)
17089 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَخَّرَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مَرَّةً، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ مَرَّةً - يَعْنِي الْعَصْرَ -، فَقَالَ لَهُ أَبُو مَسْعُودٍ: " أَمَا وَاللهِ يَا مُغِيرَةُ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَزَلَ فَصَلَّى، وَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ، (3) حَتَّى عَدَّ خَمْسَ صَلَوَاتٍ " فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: انْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ، أَوَ إِنَّ
__________
= وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (1659) (34) ، وأبو داود (5160) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (684) و (685) و (686) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي 5/274.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (730) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (17070) .
(2) قوله: "فصلى"، من (ظ 13) .
(3) قوله: "وصلى الناس معه"، ليس في (ظ 13) .(28/317)
جِبْرِيلَ هُوَ سَنَّ الصَّلَاةَ؟ قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ، " فَمَازَالَ عُمَرُ، يَتَعَلَّمُ وَقْتَ الصَّلَاةِ بِعَلَامَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا " (1)
17090 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ، يُحَدِّثُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (2044) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/343، والطبراني في "الكبير" 17/ (711) .
وأخرجه عبد الرزاق (2045) ، وأبو عوانة 1/343، والطبراني 17/ (712) من طريق ابن جريج، عن الزهري، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/49- 50، والحميدي (451) ، وابن أبي شيبة 1/319، وأبو عوانة 1/341-342، والطبراني في "الكبير" 17/ (714) ، والبيهقي في "السنن" 1/363 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري (3221) ، ومسلم (610) (166) ، والنسائي في "المجتبى" 1/245-246، وفي "الكبرى" (1483) ، وابن ماجه (668) ، وأبو عوانة 1/342-343، وابن حبان (1448) ، والطبراني 17/ (715) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري (4007) ، والبيهقي 1/441 من طريق شعيب ابن أبي حمزة، عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه مطولاً أبو داود (394) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1987) ، وابن خزيمة (352) ، وابن حبان (1449) ، والطبراني 17/ (716) ، والدارقطني 1/250 و251، والحاكم 1/192-193، والبيهقي 1/363 و441 من طريق أسامة بن زيد، عن الزهري، به، ورواية الحاكم مختصرة جداً.
وسيأتي 5/274.(28/318)
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " (1)
17091 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطيالسي (621) ، والبخاري في "صحيحه" (3484) ، وفي "الأدب المفرد" (1316) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (83) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (819) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1534) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (651) ، والقضاعي في "مسنده" (1154) و (1156) ، والبيهقي في "السنن" 10/192، وفي "الآداب" (178) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3483) و (6120) ، وفي "الأدب المفرد" (597) ، وابن ماجه (4183) ، والطحاوي (1535) ، والطبراني 17/ (653- 661) ، وأبو نعيم في "الحلية " 8/124، والقضاعي (1156) ، والبغوي في "شرح السنة" (3597) من طرق عن منصور، به.
وأخرجه الطحاوي (1537) من طريق شريك، عن منصور، عن شقيق، عن أبي مسعود، به بنحوه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20149) ، ومن طريقه الطحاوي (1538) ، والطبراني 17/ (640) عن معمر، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن أبي مسعود، به.
وسيأتي (17098) و (17107) و5/273. وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (17108) .
وسيرد في مسند حذيفة 5/383 و405 من طريق أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحافظ في "الفتح" 6/605: ليس ببعيد أن يكون ربعي سمعه من أبي مسعود وحذيفة.(28/319)
كُنْتُ أُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، حَدِيثًا، فَلَقِيتُهُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ الْآخِرَتَيْنِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " (1)
17092 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَوْسَ بْنَ ضَمْعَجٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَةً، فَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَتُهُمْ سَوَاءً، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلَا يُؤَمَّنَّ الرَّجُلُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصَيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النَّخعي.
وأخرجه مسلم (807) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (614) ، وأبو داود (1397) ، والنسائي في "الكبرى" (8003) و (10555) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (719) -، والدارمي 1/349 و2/450، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (161) ، وابن حبان (2575) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (550) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الحميدي (452) ، والبخاري (5009) ، ومسلم (807) (255) ، والنسائي (8020) ، وابن حبان (781) ، والطبراني 17/ (551) و (553) ، والبغوي في "شرح السنة" (1199) من طرق عن منصور، به.
وأخرجه الحميدي (452) ، والبخاري (5051) ، والنسائي (8021) ، وابن خزيمة (1141) من طريق سفيان بن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة بن قيس، عن أبي مسعود، به.
وسلف برقم (17068) .(28/320)
فِي أَهْلِهِ وَلَا فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَوْ بِإِذْنِهِ " (1)
17093 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ صَنَعَ طَعَامًا، فَأَرْسَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتِنِي أَنْتَ وَخَمْسَةٌ مَعَكَ " قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَنْ: " ائْذَنْ لِي فِي السَّادِسِ " (2)
17094 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا تَصَدَّقَ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ فِي سَبِيلِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (17063) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
وأخرجه مسلم (673) (291) ، وابن ماجه (980) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الطيالسي (608) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (236) ، ومسلم (2036) ، والنسائي في "الكبرى" (6614) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (525) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (6615) من طريق عثمان بن عمر، عن شعبة، عن الحكم، عن أبي وائل، به. وقال: هذا خطأ، والصواب الذي قبله. قلنا: يعني رواية الأعمش، عن أبي وائل.
وقد سلف برقم (17085) ، وفي مسند جابر برقم (14807) .(28/321)
اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتَأْتِيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسَبْعِمِائَةِ نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ " (1)
17095 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنَ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ، فَحَدَّثَنِي بِهِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو عمرو الشيباني: اسمه سعد بن إياس.
وأخرجه مسلم (1892) ، والنسائي 6/49، وابن حبان (4650) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (610) ، ومن طريقه أبو عوانة 5/63-64، والبيهقي في "الشعب" (4267) ، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (636) من طريق عمرو ابن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/348، ومسلم (1892) ، والدارمي 2/203-204، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (79) و (80) ، وأبو عوانة 5/63- 64، وابن حبان (4649) ، والطبراني 17/ (633-635) ، والحاكم 2/90، وأبو نعيم في "الحلية" 8/116، والبيهقي في "السنن" 9/172، والبغوي في "شرح السنة" (2625) ، وفي "التفسير" 3/166 من طرق عن الأعمش، به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجه البخاري، ووافقه الذهبي. وقد تحرف اسم أبي مسعود في مطبوع "الحلية" إلى ابن مسعود.
وسيأتي 5/274.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سليمان: هو ابن مهران الأعمش.=(28/322)
17096 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " (1)
17097 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8004) و (10556) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (720) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (614) ، والبخاري (5008) ، وابن حبان (2575) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (4008) ، ومسلم (808) (256) ، وابن ماجه (1368) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (162) و (163) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (543) و (545) و (546) و (547) و (548) و (549) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري (504) ، ومسلم (808) ، والنسائي (8005) و (10557) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (721) من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد وعلقمة بن قيس، عن أبي مسعود، به.
وسلف برقم (17068) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (17091) .
جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.
وأخرجه مسلم (807) ، والترمذي (2881) ، والنسائي في "الكبرى" (8018) ، وابن ماجه (1369) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (554) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (17068) .(28/323)
رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَؤُمَّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلَا يُؤَمَّنَّ رَجُلٌ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يُجْلَسْ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: اسمه سليمان بن مهران.
وأخرجه مسلم (673) ، والترمذي (235) و (2772) ، وابن خزيمة (1507) ، وابن حبان (2127) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (609) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (3808) و (3809) ، والحميدي (457) ، وابن أبي شيبة 1/343، ومسلم (673) (290) ، وأبو داود (584) ، والترمذي (235) ، والنسائي في "المجتبى" 2/76، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/449، وابن الجارود في "المنتقى" (308) ، وابن خزيمة (1807) ، وأبو عوانة 2/35 و36، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3954) و (3955) ، وابن حبان (2133) ، والطبراني 17/ (600) و (601) و (602) و (603) و (604) و (605) و (606) و (607) و (608) و (610) و (611) و (612) ، والبيهقي 3/90 و119 و125، والبغوي في "شرح السنة" (832) من طرق عن الأعمش، به. وفي رواية لمسلم: "أقدمهم سلماً" بدل "سناً".
وأخرجه مسلم (673) ولم يسق لفظه، والطبراني 17/ (606) ، والدارقطني 1/280، والحاكم 1/243، والبيهقي 3/119 من طريق جرير بن حازم، عن=(28/324)
17098 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنَ عَمْرٍو الْبَدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " (1)
17099 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَإِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (2) شُعْبَةُ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ وَأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي
__________
= الأعمش، به. بلفظ: "يؤم القوم أكثرهم قرآناً، فإن كانوا في القرآن واحداً فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة واحداً، فأفقههم فقهاً، فإن كانوا في الفقه واحداً، فأكبرهم سناً"، قال الحاكم: قد أخرج مسلم حديث إسماعيل بن رجاء هذا ولم يذكر فيه: "أفقههم فقهاً"، وهذه لفظة غريبة عزيزة بهذا الإسناد
الصحيح. ووافقه الذهبي.
وسلف برقم (17063) .
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/272.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1533) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/370 من طرق عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (652) من طريقين، عن سفيان الثوري، به.
وسلف برقم (17090) .
(2) ليست في النسخ الخطية و (م) خلا (ظ 13) .(28/325)
الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلَا يُؤَمَّنَّ الرَّجُلُ فِي سُلْطَانِهِ " قَالَ إِسْمَاعِيلُ: " وَلَا فِي أَهْلِهِ وَلَا يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ " قَالَ إِسْمَاعِيلُ: " فِي بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ أَوْ يَأْذَنَ لَكَ " (1)
17100 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (17063) ، إلا أن شيخا أحمد هنا هما يحيى- وهو ابن سعيد القطان- وإسماعيل ابن علية.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 2/77 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1507) و (1516) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (17091) .
يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8019) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (10554) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (718) من طريق وكيع، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (6020) ، وعبد بن حميد في "المنتخب"=(28/326)
17101 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ - قَالَ يَزِيدُ - وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ تَعَالَى، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا " (1)
17102 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَخْبَرَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ - قَالَ وَكِيعٌ -، وَيَقُولُ: " اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: " فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ أَشَدُّ
__________
= (233) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (552) من طريقين عن سفيان الثوري، عن منصور، به.
وسلف برقم (17068) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل شيخ أحمد: هو ابن عُلية، ويزيد: هو ابن هارون. وإسماعيل الراوي عن قيس: هو ابن أبي خالد الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه الحميدي (455) ، وابن أبي شيبة 2/466-477، والبخاري (1041) و (1057) و (3204) ، ومسلم (911) ، والنسائي 3/126، وابن ماجه (1261) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (570-575) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (5883) .(28/327)
اخْتِلَافًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: اسمه سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/351، ومن طريقه مسلم (432) (122) ، وأخرجه أبو عوانة 2/41-42 من طريق علي بن حرب، كلاهما عن وكيع وأبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1542) ، وابن حبان (2172) من طريقين عن وكيع، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/87-88، وفي "الكبرى" (881) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (590) و (596) من طريقين عن أبي معاوية، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2430) ، والحميدي (456) ، ومسلم (432) ، وأبو داود (674) ، وابن ماجه (976) ، والدارمي 1/290، وابن الجارود في "المنتقى" (315) ، وابن خزيمة (1542) ، وأبو عوانة 2/41-42، وابن حبان (2178) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (586) و (588) و (589) و (590) و (591) و (593) و (594) و (595) و (596) ، والبيهقي في "السنن" 3/97 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني 17/ (597) ، والحاكم 1/219 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عمارة، به. بلفظ: "ليلني منكم الذين يأخذون عني" يعني في الصلاة. وصححه الحاكم.
وأخرجه الطبراني مختصراً 17/ (598) من طريق عمرو بن مرة، عن أبي معمر، به.
وسيأتي برقمي (17104) و (17105) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4373) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.(28/328)
17103 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ - قَالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ: الْأَنْصَارِيِّ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لِأَحَدٍ لَا يُقِيمُ فِيهَا ظَهْرَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ " (1)
17104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، مِثْلَهُ (2) . (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الحديث (17073) .
وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن نمير: هو عبد الله، وابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/287 و14/218-219، وابن ماجه (870) ، وابن خزيمة (591) و (666) ، وأبو عوانة 2/104، وابن حبان (1892) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (583) ، والدارقطني 1/348، والبغوي في "شرح السنة" (617) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف (17073) .
(2) أي مثل متن الحديث (17102) ، وكذا ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 7/79.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/90، وفي "الكبرى" (886) ، وابن خزيمة (1542) من طريق بشر بن خالد، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (612) ، وابن خزيمة (1542) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5834) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (587) و (592) ، من طرق عن شعبة، به. =(28/329)
17105 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، نَحْوَهُ (1)
17106 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " (2)
__________
= وقد سلف برقم (17102) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسلمة بن كهيل روايته عن أبي معمر الأزدي، كما ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 7/79- 80.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس- وهو عبد الرحمن بن ثروان- فمن رجال البخاري، وثقه ابن معين والعجلي والدارقطني، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابنُ حبان في "الثقات "، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وهو قليل الحديث، وليس بحافظ، قيل له: كيف حديثه؟ قال: صالح، هو لين الحديث، وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان، فقال: هو كذا وكذا وحرك يده، ونقل عبد الله كذلك عن أبيه قوله: يُخالِفُ في أحاديثه. قلنا: وقد خالَف في هذا الإسناد أبا إسحاق السبيعي فيما رواه شعبة عنه- وهو قديم السماع منه- عن عمرو بن ميمون مقطوعاً عند النسائي في "الكبرى" (10528) ، وابن الضريس (261) ، وما رواه كذلك سفيانُ الثوري، عنه (يعني عن أبي إسحاق) ، عن عمرو بن ميمون، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً، عند أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص143، والنسائي في "الكبرى" (10527) ، وسفيان الثوري كذلك قديم السماع من أبي إسحاق. وذكر النسائي في "الكبرى" عقب الرواية (10528) أنه لم يتابع أحدٌ أبا قيس في روايته الحديث عن عمرو بن ميمون، عن أبي مسعود- فيما
علمه-.=(28/330)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن ماجه (3789) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن " (257) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 17/ (706) من طريقين عن سفيان، به.
وأخرجه ابن الضُّريس (255) ، والنسائي في "الكبرى" (10529) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (693) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1214) ، والطبراني 17/ (707) ، من طريق شعبة، والطحاوي كذلك (1215) ، والطبراني 17/ (708) من طريق مسعر بن كدام، والطحاوي (1216) من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، ثلاثتهم عن أبي قيس، به.
ورواه أبو إسحاق السَّبِيعي، عن عمرو بن ميمون، واختُلف عليه، فيه: فرواه عنه شعبة وسفيان، كما سلف مقطوعاً ومرسلاً.
ورواه عنه زكريا- وهو ابنُ أبي زائدة- عن عمرو بن ميمون، عن بعض الصحابة، مرفوعاً، عند النسائي في "الكبرى" (10525) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (689) - وزكريا ممن سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه.
ورواه عنه زائدة بن قدامة، عن عمرو بن ميمون، مرسلاً عند النسائي في "الكبرى" (10526) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (690) ، وزائدة ممن سمع من أبي إسحاق السبيعي بعد اختلاطه.
ورواه عنه عطاء بن السائب عن أبي مسعود موقوفاً ولم يذكر عمرو بن ميمون في الإسناد عند النسائي- كما في "تحفة الأشراف" 7/337-، فقد أخرجه عن يوسف بن سعيد، عن حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء. ورواه عطاء بالإسناد نفسه عند أبي القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" ص143 من طريق حجاج، به، لكن جاء فيه عن أبي مسعود أو ابن مسعود على الشك مرفوعاً.
وسيأتي بنحوه برقم (17109) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6613) ، وذكرنا=(28/331)
17107 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ " (1)
17108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
17109 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ: اللهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ " (3)
__________
= هناك بقية أحاديث الباب التي يصح بها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وقد سلف برقم (17090) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (17090) سنداً ومتناً.
(3) حديث صحيح، وقد سلف نحوه برقم (17106) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي. وذكرنا هناك مخالفة أبي قيس- وهو عبد الرحمن بن ثروان- لأبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص143 عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =(28/332)
17110 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ - قَالَ بَهْزٌ: الْبَدْرِيِّ -، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً " (1)
__________
= وانظر (17106) وقد أشرنا هناك إلى أحاديث الباب. قال السندي: قوله: الله الواحد الصمد، بدل من ثلث القرآن، أي: السورة المشتملة على هذا المعنى.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (17082) ، إلا أن شيخي أحمد هنا: هما محمد بن جعفر وبهز: وهو ابن أسد العمي.
وأخرجه مسلم (1002) ، والنسائي 5/69 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف (17082) .(28/333)
حَدِيثُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ (1)
17111 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعْمَةِ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ". قَالَ: " إِنْ قَالَهَا بَعْدَمَا يُصْبِحُ مُوقِنًا بِهَا ثُمَّ مَاتَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَالَهَا بَعْدَمَا يُمْسِي مُوقِنًا بِهَا ثُمَّ مَاتَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (2)
__________
(1) شداد بن أوس بن ثابت، كنيته أبو يعلى، ويقال: أبو عبد الرحمن.
خزرجي، ابن أخي حسان بن ثابت، شهد أبوه بدراً واستشهد بأحد.
وعن عبادة بن الصَّامت قال: شداد بن أوس من الذين أوتوا العلمَ والحلم، ومن الناس من أوتي أحدهما.
وكانت له عبادة واجتهاد في العمل. قيل: مات سنة ثمان وخمسين، وقيل: غير ذلك.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير بُشير بن كعب، فإنه من رجال البخاري. يحيى بن سعيد: هو القطان، وحسين المعلم: هو ابن ذكوان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10298) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (464) و (580) - من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/296، والبخاري في "صحيحه" (6323) ، وفي=(28/334)
17112 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّهُ مَرَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْفَتْحِ عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ بِالْبَقِيعِ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَهُوَ آخِذٌ
__________
= "الأدب المفرد" (617) ، والنسائي في "الكبرى " (9847) و (10298) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (19) و (464) ، وابن حبان (932) ، والطبراني في "الكبير" (7172) و (7173) و (7174) ، وفي "الأوسط" (1018) ، وفي "الدعاء" (312) و (313) ، والحاكم 2/458، والبيهقي في "الشعب" (667) من طرق عن حسين المعلم، به.
ورواه ثابت بن أسلم البناني، وأبو العوام عن عبد الله بن بريدة فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (10299) و (10415) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (465) و (581) - لكنهما قالا: عن نفر صحبوا شداد بن أوس، عن شداد بن أوس، به. قلنا: وبشير بن كعب هو من النفر الذين صحبوا شداد بن أوس.
وخالفهم الوليد بن ثعلبة، فقال: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيرد 5/356.
قال النسائي في "عمل اليوم والليلة" بإثر الحديث (580) : حسين المعلم أثبت من الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريدة، وحديثه أولى بالصواب.
قال الحافظ في "الفتح" 11/69 بعد أن أورد قول النسائي: كأن الوليد سلك الجادة، لأن جل رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه، وكان من صححه جوّز أن يكون عن عبد الله بن بريدة على الوجهين. والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/296، والترمذي (3393) ، والطبراني في "الكبير" (7185) و (7189) ، وفي "الدعاء" (314) و (315) و (316) من طرف عن شداد بن أوس، به.
وسيأتي في الرقمين (17130) و (17131) .(28/335)
بِيَدِي، فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
17113 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأشعث- الصنعاني- وهو شراحيل بن آده، فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُليَّة، وخالد: هو ابن مِهران الحذاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7127) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/255 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (7521) ، والنسائي في "الكبرى" (3138) و (3150) و (3151) و (3152) و (3153) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/99، وابن حبان (3534) ، والطبراني (7124) و (7128) و (7129) و (7130) ، والبغوي في "شرح السنة" (1759) من طرق عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه النسائي (3154) من طريق إسماعيل بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء وهو الرحبي، عن شداد بن أوس، به.
فذكر أبا أسماء الرحبي بدلاً من أبي الأشعث.
قال النسائي: إسماعيل رجل مجهول لا نعرفه، والصحيح من حديث خالد ما تقدم ذكرنا له.
وأخرجه النسائي (3138) ، والطحاوي 2/99، والطبراني (7129) و (7132) من طريقين عن أبي قلابة، به.
وسيأتي بالأرقام (17117) و (17119) و (17124) و (17125) و (17126) و (17127) و (17129) و (17138) و5/283.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8768) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وذكرنا هناك الأحاديث التي ترخص في الحجامة للصائم والتي يثبت بها نسخ هذا الحديث، فراجعه.(28/336)
الْأَشْعَثِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/421، ومسلم (1955) (57) ، والنسائي في "المجتبى" 7/227، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2069) ، والطبراني في "الكبير" (7120) ، والبيهقي في "السنن " 9/68 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (8604) ، وابن أبي شيبة 9/421، ومسلم (1955) ، والنسائي 7/229 و230، وابن ماجه (3170) ، والدارمي 2/82، وابن الجارود في "المنتقى" (839) و (899) ، وأبو عوانة 5/189 و190 و191 و192، وابن حبان (5883) و (5884) ، والطبراني في "الكبير" (7114) و (7116) و (7117) و (7119) و (7119) ، وفي " الصغير " (1062) ، والبيهقي في "السنن" 9/280، وفي "الشعب " (11071) ، والخطيب في "تاريخه" 5/278 من طرق عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه أبو عوانة 5/190 من طريق الأعمش، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث أو أبي أسماء الرحبي، به.
وأخرجه النسائي 7/229، وأبو عوانة 5/191، والبيهقي في "الشعب" (11072) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن أبي الأشعث، به. قال أبو عوانة: هو خطأ.
وسيأتي بالأرقام (17116) و (17128) و (17139) .
وانظر حديث ابن عمر (5864) .(28/337)
17114 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: كَانَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ لِغُلَامِهِ: ائْتِنَا بِالسُّفْرَةِ (1) نَعْبَثْ بِهَا، فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا وَأَنَا أَخْطِمُهَا وَأَزُمُّهَا غَيْرَ (2) كَلِمَتِي هَذِهِ، فَلَا تَحْفَظُوهَا عَلَيَّ، وَاحْفَظُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا (3) صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ " (4)
__________
(1) وقع في (ص) و (ق) و (م) : بالشفرة، بالشين المعجمة، وهو تصحيف.
(2) في (ق) و (م) : إلا، وهي نسخة في (س) .
(3) في (ظ 13) و (ق) : ولساناً، بدل: وأسألك لساناً.
(4) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حسان بن عطية لم يدرك شداد بن أوس. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/271، والخرائطي في "فضيلة الشكر لله" (5) من طريق عيسى بن يونس، وأبو نعيم في "الحلية" 1/266 و6/77-78 من طريق يحيى بن عبد الله، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (935) ، والطبراني (7157) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/266 من طريق سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية،=(28/338)
17115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ مَعْمَرٌ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَى لِي الْأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي
__________
= عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، عن شداد بن أوس، به. وسويد بن عبد العزيز ضعيف، وقد أدخل مسلم بن مشكم بين حسان وبين عطية بن شداد.
وأخرجه الطبراني (7135) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/266-267 قالا: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي وسليمان بن أيوب بن حذلم الدمشقي، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن يزيد الرحبي، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس، به. وهذا إسناد حسن. محمد بن يزيد الرحبي الدمشقي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات، ورواية إسماعيل بن عياش هي عن أهل بلده.
وأخرجه بنحوه أبو نعيم في "الحلية" 1/267 من طريق أبي معشر، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن شداد، به. وأبو معشر- وهو عبد الرحمن بن أبي نجيح المدني- ضعيف.
وأخرجه الحاكم 1/508 من طريق محمد بن سنان القزاز، عن عمر بن يونس بن القاسم اليماني، عن عكرمة بن عمار، عن شداد أبي عمار، عن شداد بن أوس، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
قلنا: محمد بن سنان القزاز ضعيف، وليس من رجال مسلم.
وأخرجه أبو نعيم 1/265-266 من طريق سليمان بن موسى، عن شداد، به، موقوفاً.
وسيأتي برقم (17133) .
قلنا: والكلمة التي ندَّت من لسان شداد رضي الله عنه هي قوله: نعبث بها.(28/339)
سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي (1) مِنْهَا، وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَبْيَضَ وَالْأَحْمَرَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَا يُهْلِكُ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا فَيُهْلِكَهُمْ بِعَامَّةٍ (2) ، وَأَنْ لَا (3) يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا، وَلَا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، وَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً، فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكَ (4) لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِمَّنْ سِوَاهُمْ فَيُهْلِكُوهُمْ بِعَامَّةٍ، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا "
قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَإِنِّي لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، فَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (5)
__________
(1) لفظ "لي" ليس في (ص) ، وهو في (س) نسخة.
(2) في (ق) : عامة. وهو الموافق لرواية مسلم.
(3) في (ص) : ولا. وأشير إليها في نسخة (س) .
(4) في نسخة في (س) : أعطيتُ.
(5) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ خالف فيه معمرٌ حمادَ بنَ زيد، فجعله من حديث شداد بن أوس، وقد رواه حمادُ بنُ زيد عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي من حديث ثوبان، وهو الصواب، فقد ذكر يحيى بنُ معين- فيما نقله عنه المزي في "التهذيب"- أنه إذا خالف الناسُ حمادَ
ابنَ زيد في أيوب، فالقولُ قولُه. وسيرد من حديث ثوبان في "المسند" 5/278.
وأخرجه البزار (3291) "زوائد"، والطبري في "التفسير" (13369) من=(28/340)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري (13368) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/221، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
قال القرطبي في "المفهم" 7/216: قوله: "إن الله زوى لي الأرض حتى رأيتُ مشارقها ومغاربها"، أي: جمعها لي حتى أبصرتُ ما تملكه أمتي من أقصى المشارق والمغارب منها، وظاهرُ هذا اللفظ يقتضي أنَ الله تعالى قوّى إدراكَ بصرِه، ورفع عنه الموانع المعتادة، فأدرك البعيدَ من موضعه، كما أدرك بيتَ المقدس من مكة وأخذ يُخْبِرهم عن آياته، وهو ينظرُ إليه، وكما قال: "إني لأُبصِر قَصْر المدائن الأبيض"، ويُحتمل أن يكون مثَّلها اللهُ له، فرآها، والأولُ أولى.
وقوله: "أُعطيت الكنزين الأبيض والأحمر"، يعني: كنز كسرى وهو ملكُ الفرس، وملك قيصر، وهو ملك الروم، وقصورهما وبلادهما، وقد دلَّ على ذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الآخر حين أخبر عن هلاكهما: "لتُنْفَقَنَّ كنوزهما في سبيل الله" (هو في المسند برقم 7268) ، وعبَّر بالأحمر عن كنز قيصر، لأن الغالب عندهم كان الذهب، وبالأبيض عن كنز كسرى، لأن الغالب كان عندهم الفضة والجوهر، وقد ظهر ذلك، ووُجد كذلك في زمن الفتوح في خلافة عمر رضي الله عنه، فإنه سيق إليه تاجُ كسرى وحليتُه وما كان في بيوت أمواله وجميعُ ما حوته مملكته على سعتها وعظمتها، وكذلك فعل اللهُ بقيصر لما فتحت بلاده.
قال السندي: قوله: "بسنة": بقحط.
"بعامة" أي: بقحط يعم الكل، وهو بدل.
"فيهلكهم بعامة" أي: بعقوبة تعم الكل.
"وأن لا يَلْبِسَهُم" من لَبَسَ، كضرب: إذا خلط، أي: أن لا يخلِطهم فرقاً يقاتِلُ بعضهم بعضاً. =(28/341)
17116 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْنَتَيْنِ: أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ، فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ، فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ (1) ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ثُمَّ لِيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " (2)
17117 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَفْطَرَ
__________
= قوله: "الأئمة المضلين": الداعين الخلقَ إلى البِدَعِ.
"فإذا وُضِعَ" أي: إذا ظهر الحربُ فيهم تبقى إلى القيامة، وقد وُضع السيف بقتل عثمان، فلم يزل إلى الآن.
(1) في (ق) وهامش (س) : الذِّبحَة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الأشعث- وهو شَرَاحيل بن آده- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (8603) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/229، والطبراني فى "الكبير" (7121) .
وأخرجه أبو عوانة 5/190-191 و191، والطبراني (7122) من طرق عن أيوب، به.
وأخرجه أبو عوانة 5/191 من طريق حماد، عن أيوب، عن أبي قِِلابَة، عن شداد، به. لم يذكر أبا الأشعث في الإسناد، وقد ذكر في أسانيد أخرى.
وسلف برقم (17113) .(28/342)
الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
17118 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، أَنَّهُ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَهَجَّرَ بِالرَّوَاحِ، فَلَقِيَ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَالصُّنَابِحِيُّ مَعَهُ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدَانِ يَرْحَمُكُمَا اللهُ؟ قَالَا: نُرِيدُ هَاهُنَا إِلَى أَخٍ لَنَا مَرِيضٍ نَعُودُهُ. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلَا عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ، فَقَالَا لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِنِعْمَةٍ. فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ: أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ وَحَطِّ الْخَطَايَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أيوب: هو السختياني، وأبو أسماء هو الرَّحبي عمرو بن مرثد.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (7519) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (7147) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3146) ، والطبراني (7149) من طريق أبي غفار المثنى بن سعد أو سعيد الطائي، عن أبي قلابة، به.
وأخرجه النسائي (3139) من طريق عاصم بن هلال، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، به. لم يذكر أبا الأشعث في الإسناد.
وأخرجه أيضاً (3144) من طريق سفيان، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن شداد، به، منقطعاً، لم يذكر أبا الأشعث ولا أبا أسماء في الإسناد.
وأخرجه أيضاً (3142) من طريق وهب بن جرير، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن شداد وثوبان، به منقطعاً كذلك.
وسلف برقم (17112) ، دون ذكر أبي أسماء الرحبي في الإسناد، وهذه الرواية من المزيد في متصل الأسانيد.(28/343)
يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا، فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا (1) قَيَّدْتُ عَبْدِي، وَابْتَلَيْتُهُ، فَأَجْرُوا (2) لَهُ كَمَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ " (3)
__________
(1) في (ص) : إني.
(2) في النسخ عدا (ق) : وأجروا، والمثبت من (ق) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف راشد بن داود الصنعاني - وهو الدمشقي- وهو- وإن وثقه ابنُ مَعين ودُحَيم وذكره ابن حبان في الثقات- قد قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: ضعيف لا يعتبر به، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح غير إسماعيل بن عياش، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في جزء "رفع اليدين" وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. أبو الأشعث الصنعاني هو شَرَاحيل بن آده، وهو من صنعاء دمشق. والصُنابِحي المذكور في الحديث: هو عبد الرحمن بن عُسَيلة المرادي، من كبار التابعين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7136) من طريق الهيثم بن خارجة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني كذلك في "الكبير" (7136) ، وفي "الاوسط" (4706) ، وفي "مسند الشاميين" (1097) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/309-310 من طرق عن إسماعيل بن عياش، به.
قال الطبراني في "الأوسط": لا يُروى هذا الحديثُ عن شداد إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيلُ بن عياش.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/303، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، كلهم من رواية إسماعيل بن عياش، عن=(28/344)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= راشد الصنعاني، وهو ضعيف في غير الشاميين. قلنا: روايتُه هنا عن الشاميين، فراشد الصنعاني إنما هو من صنعاء دمشق كما سلف.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ الله عز وجل يقول: إني إذا ابتليتُ عبدي ... " إلى قوله: "يقومُ من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمُّه من الخطايا" له شاهدٌ من حديث ابنِ مسعود، سلف برقم (3618) بلفظ: "ما على الأرض مسلم يُصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط اللهُ عنه به خطاياه كما تَحُطُّ الشجرةُ وَرَقَها" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وآخر من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481) بلفظ: "ما يزال البلاءُ بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة"، وإسناده حسن.
وثالث من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7859) بلفظ: "لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة"، وإسناده حسن.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ويقول الربُّ عز وجل: أنا قيدتُ عبدي وابتليتُه فأجروا له كما كنتُم تُجرون له وهو صحيح" له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6482) بلفظ: "ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءِ في جسده إلا أمر اللهُ عز وجل الملائكة الذين يحفظونه، فقال: اكتُبُوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعملُ من خير ما كان في وثاقي"، وإسنادُه صحيح على شرط مسلم، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وهَجَّر، بالتشديد، أي: بكَّر.
"على ما ابتليتُه": حيث صرف عنه ما هو فوق ذلك، أو حيث جعل له كفارة.
"وأجروا له": من الإجراء، وهو خطابٌ لكاتبِ الحسنات بكتابتها وافياتِ إذا منع منها المرض.(28/345)
17119 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، فَأَبْصَرَ رَجُلًا يَحْتَجِمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
17120 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا (2) عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّهُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ، فَذَكَرْتُهُ، فَأَبْكَانِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الشِّرْكَ، وَالشَّهْوَةَ الْخَفِيَّةَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتُشْرِكُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ؟ " قَالَ: " نَعَمْ. قال (3) : أَمَا إِنَّهُمْ لَا يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا وَلَا حَجَرًا وَلَا وَثَنًا، وَلَكِنْ يُرَاءُونَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ: أَنْ يُصْبِحَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/49، والدارمي 2/14، والنسائي في "الكبرى" (3147) ، والبيهقي فى "السنن" 4/265 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (3148) ، والطبراني في "الكبير" (7151) و (7152) من طرق عن عاصم الأحول، به.
وسلف برقم (17112) و (17117) .
(2) في (ق) وهامش (س) : عن.
(3) لفظ "قال" ليس في (ص) ولا (م) ، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.(28/346)
أَحَدُهُمْ صَائِمًا، فَتَعْرِضُ لَهُ شَهْوَةٌ مِنْ شَهَوَاتِهِ، فَيَتْرُكُ صَوْمَهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، عبد الواحد بن زيد- وهو أبو عبيدة البصري القاص- قال البخاري: تركوه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الفلاس: كان قاصاً متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابنُ عبد البر: اجمعوا على ضعفه، قلنا: وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجال الإسناد
ثقات. وقد رُوي موقوفاً وهو الصحيح، كما سيرد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6830) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7144) و (7145) ، وفي "مسند الشاميين" (2236) ، والحاكم 4/330، وأبو نعيم في "الحلية" 1/268، من طرق عن عبد الواحد بن زيد، به، وصحح إسناده الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: عبد الواحد متروك.
وأخرجه ابنُ ماجه (4205) من طريق روّاد بن الجراح، عن عامر بن عبد الله، عن الحسن بن ذكوان، عن عبادة بن نسي، به. وروّاد بن الجراح قال الحافظ في "التقريب": صدوق اختلط بأخرة فتُرك، وعامر بن عبد الله شيخه مجهول.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/268 من طريق عطاء بن. عجلان، عن خالد بن محمود بن الربيع، عن شداد، به. وعطاء بن عجلان متروك الحديث.
وأخرجه موقوفاً أبو نعيم في "الحلية" 1/268 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن شداد بن أوس قوله. ولفظه: إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية، وإسناده صحيح.
وأخرجه موقوفاً كذلك في "الحلية" 1/269-270 من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن رجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع، عن شداد ابن أوس ... قال: أخاف عليكم الشرك والشهوة الخفية. وإسناده حسن من أجل ابن عجلان، وهو محمد.
وأخرجه موقوفاً أيضاً يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/356 عن=(28/347)
17121 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، حَاضِرٌ يُصَدِّقُهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟ " يَعْنِي أَهْلَ الْكِتَابِ. فَقُلْنَا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَأَمَرَ بِغَلْقِ (1) الْبَابِ، وَقَالَ: " ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، وَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " فَرَفَعْنَا أَيْدِيَنَا سَاعَةً، ثُمَّ وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ، اللهُمَّ بَعَثْتَنِي بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَأَمَرْتَنِي بِهَا، وَوَعَدْتَنِي عَلَيْهَا الْجَنَّةَ، وَإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ " ثُمَّ قَالَ: " أَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ " (2)
__________
= أبي صالح- وهو عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث-، عن عبد العزيز بن أبي سلمة- وهو الماجشون-، عن الزهري، عن محمود بن لبيد، عن شداد، قوله. وعبد الله بن صالح في حفظه شيء، وقد أخطأ في اسم محمود بن الربيع، فقال: محمود بن لبيد.
وسيأتي مطولاً بنحوه برقم (17140) .
وفي أن الرياء شرك، سلف من حديث أبي هريرة برقم (7999) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) في (ظ13) : فغلق.
(2) إسناده ضعيف، لضعف راشد بن داود- وهو الصنعاني الدمشقي- وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه البزار (10) "زوائد"، والدولابي في "الكنى" 1/93، والحاكم 1/501، من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7163) ، وفي "مسند الشاميين" (1104) ،=(28/348)
17122 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يُمِيتُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ سُبْحَةً " (1)
__________
= من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن راشد بن داود، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" في موضعين 1/18-19، و10/81، وقال في الموضع الثاني: رواه أحمد، وفيه راشد بن داود، وقد وثقه غير واحد، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. قلنا: ولم يشر في الموضع الأول إلى ضعف راشد بن داود، ونسبه إلى أحمد والطبراني والبزار.
قال السندي: قوله: "هل فيكم غريب"؟ فيه تجريد مجالس الذكر عما لا يليق إهلالُه، وحفظُها عن طروقه، ورفعُ اليد عند الذكر، لأن الذكر في معنى السؤال.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف راشد بن داود- وهو الصنعاني الدمشقي- وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير إسماعيل بن عياش فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في جزء "رفع اليدين"، وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. أبو أسماء الرَّحَبي: هو عمرو بن مرثد.
وأخرجه البزار (393) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (7155) ، وفي "الأوسط" (4904) ، وفي "مسند الشاميين" (1093) و (1094) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي ذر عند مسلم (648) ، سيرد 5/149.
وآخر من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3601) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.(28/349)
17123 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم، وباقي رجال الإسناد ثقات. علي بن إسحاق: هو المروزي، وضمرة بن حبيب: هو ابن صُهيب الزُّبَيدي أبو عتبة الحمصي.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (171) ، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (1112) ، والترمذي (2459) ، والطبراني في "الكبير" (7143) ، وفي "مسند الشاميين" (1485) ، والحاكم 1/57 و4/251، وأبو نعيم في "الحلية" 1/267 و8/174، والقضاعي في "مسند الشهاب" (185) ، والبيهقي في "السنن" 3/369، وفي "الشعب" (10546) ، والخطيب في "التاريخ" 12/50، والبغوي في "شرح السنة" (4116) ، وفي "التفسير" 2/305. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم في الموضعين، فتعقبه الذهبي في الموضع الأول بقوله: لا والله، أبو بكر واه، ولم يتعقبه في الموضع الثاني.
وأخرجه الترمذي (2459) ، وابن ماجه (4260) ، والبيهقي في "الآداب" (991) ، والبغوي في "شرح السنة" (4117) من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7141) ، وفي "الصغير" (863) ، وفي "مسند الشاميين" (463) من طريق عمرو بن بكر السكسكي، عن ثور بن يزيد وغالب بن عبد الله، عن مكحول، عن ابن غَنْم، عن شداد، به. وعمرو بن بكر السكسكي متروك.
قال السندي-: قوله: "من دان نفسه" أي: أذلّها واستعبدها، وقيل: حاسبها.=(28/350)
17124 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ لِثَمَانِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، فَمَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
__________
="أَتْبَعَ نَفْسَه هواها" أي: جعل نفسه تابعة لهواها يعطيها كل ما تهوى وتشتهي.
"وتمنّى على الله": بأنه كريم غفور رحيم غنيُّ عنه وعن عمله، فلا يعاقبه، بل يدخله الجنة، ويعطيه ما يشتهي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7148) من طريق محمد بن عبيد بن حساب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (7151) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء الرحبي، عن شداد ابن أوس، به. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3143) عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن شداد بن أوس، به منقطعاً. لم يذكر أبا الأشعث في الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2369) ، والحاكم 1/428، والبيهقي في "السنن" 4/265 من طريق وهيب، النسائي (3141) من طريق عباد بن منصور، كلاهما عن أيوب، به.
وسلف برقم (17112) .(28/351)
17125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ يَعْنِي القَصَّابَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: وَذَاكَ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَأَبْصَرَ رَجُلًا يَحْتَجِمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
17126 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ يَحْتَجِمُ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، قتادة لم يسمع من أبي قلابة، فيما ذكر ابن معين وأحمد والنسائي ويعقوب بن سفيان، ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير محمد بن يزيد شيخ أحمد- وهو الكلاعي الواسطي- وأبي العلاء القصاب - وهو أيوب بن مسكين- فمن رجال أصحاب السنن عدا ابن ماجه، والأول منهما ثقة ثبت، والقصاب صدوق حسن الحديث.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3155) ، والطبراني في "الكبير" (7154) من طريقين عن أبي العلاء القصاب، بهذا الإسناد. قال النسائي: قتادة لا نعلم سمع من أبي قلابة شيئاً.
وأخرجه الطبراني (7153) من طريق همام، عن قتادة، به.
وأخرجه أيضاً (7131) من طريق سويد بن أبي حاتم، عن قتادة، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس، به. وهذا سند منقطع.
وسلف بإسناد صحيح على شرط مسلم بالأرقام (17112) و (17117) و (17119) و (17124) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. =(28/352)
17127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
17128 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ (2) ، وَلْيُحِدَّ (3) أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " (4)
__________
= وأخرجه الطيالسي (1118) ، والنسائي في "الكبرى" (3150) ، والحاكم 1/429 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (7520) ، والنسائي (3149) و (3151) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/99، والطبراني في "الكبير" (7124) و (7125) و (7126) ، والحاكم 1/428-429 من طرق عن عاصم الأحول، به.
وسلف برقم (17112) .
(1) حديث صحيح، محمد بن جعفر سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد اختلاطه، وقد توبعا. وقد سلف بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (17112) و (17117) و (17119) .
(2) في (ظ13) وهامش (س) : الذبيحة.
(3) في (م) : وَلْيُحِدَّنَّ. وأشير إليها في (س) على أنها نسخة.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (17113) ، إلا=(28/353)
17129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَأَنَا أَحْتَجِمُ فِي ثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
17130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
__________
= أنَّ شيخ أحمد هنا هو هشيم: وهو ابن بشير السلمي.
وأخرجه مسلم (1955) ، والترمذي (1409) ، وأبو عوانة 5/191، والطبراني في "الكبير" (7119) ، والبيهقي في "السنن" 9/280 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه النسائي في " الكبرى" (3145) ، والطبراني في "الكبير" (7150) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وقوله: مرَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليَّ، يخالف ما جاء في الروايات السابقة من أنّه مرَّ على رجل غيره.
انظر الروايات السالفة بالأرقام: (17112) و (17119) و (17124) و (17125) و (17126) .(28/354)
إِلَّا أَنْتَ ". قَالَ: " مَنْ قَالَهَا بَعْدَمَا يُصْبِحُ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا بَعْدَمَا يُمْسِي مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (1)
17131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ، أَنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
17132 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنِ الْحَنْظَلِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ، فَيَقْرَأُ سُورَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مَلَكًا يَحْفَظُهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيهِ حَتَّى يَهُبَّ مَتَى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر الحديث (17111) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن أبي عدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10298) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (464) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
(2) هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد: هو عبد الصمد، وهو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6306) ، وفي "الأدب المفرد" (620) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1308) عن أبى معمر، عن عبد الوارث العنبري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (17111) .(28/355)
هَبَّ " (1)
17133 - قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ نَدْعُو بِهِنَّ فِي صَلَاتِنَا، أَوْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاتِنَا: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَأَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ " (2)
17134 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَشْيَبُ،
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن شداد بن أوس، وأبو مسعود الجريري- واسمه سعيد بن إياس- قد اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو العلاء بن الشخير: هو يزيد بن عبد الله.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (3407) ، والنسائي في "الكبرى" (10648) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (812) ، والطبراني في "الكبير" (7175-7179) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (751) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/267 من طرق عن الجريري، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/54، وابن حبان (1974) ، والطبراني (7180) من طريق حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن شداد بن أوس، به. وهذا إسناد منقطع لم يذكر الحنظلي في الإسناد.
(2) حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، وهو إسناد سابقه.
وسلف ذكر طرقه في الرواية (17114) .(28/356)
فَقَالَ: عَنْ أَبِي عَاصِمٍ (1) الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَضَ بَيْتَ شِعْرٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ " (2)
__________
(1) في النسخ عدا (ظ 13) زيادة "الأحول"، وهي زيادة مقحمة خطأ، ولم ترد كذلك في "أطراف المسند" 2/572، ولا في "إتحاف المهرة" 6/178، ولا في "التعجيل" 1/703 في ترجمة عاصم بن مخلد.
(2) إسناده ضعيف جداً، قَزَعَةُ بن سويد، قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال أيضاً: هو شبه المتروك، وضعفه أبو داود والنسائي وأبو زرعة الرازي والدارقطني والحافظ في "التقريب"، وقال البخاري: ليس بذاك القوي، وكذلك قال أبو حاتم، وزاد: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن حبان في "المجروحين": كان كثير الخطأ، فاحش الوهم، فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بأخباره. واختلف قولُ ابن معين فيه، فقال في رواية عباس الدوري وأحمد بن أبي يحيى: ضعيف، وقال في رواية عثمان الدارمي: ثقة. لكن قال جعفر بن أبان: سألت يحيى بن معين عن قَزَعَة بن سويد، فقال: ليس بشيء.
وعاصمُ بنُ مَخْلَد من رجال "التعجيل"، قال أبو حاتم: شيخ مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، تفرد عنه قَزَعَة بن سويد. قلنا: ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وقد خالف فيه الأشيب- وهو حسن بن موسى- يزيدَ بنَ هارون، فقال: عن أبي عاصم، بدل عاصم بن مخلد، وبقية رجاله
ثقات رجال الصحيح. أبو الأشعث الصنعاني: هو شراحيل بن آده، وهو من صنعاء دمشق.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/339، والبيهقي في "الشعب" (5089) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال العقيلي: عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به.
وأخرجه البزار (2094) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (7133) من طريقين عن قَزَعَة بن سويد، به.=(28/357)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد تابع عبدُ القدوس بنُ حبيب الكَلاَعيُّ عاصمَ بنَ مَخْلَد عند البغوي في "الجعديات" (3492) ، لكنها متابعة لا يُفرح بها، لأن عبد القدوس هذا مُجْمَعٌ على ترك حديثه كما ذكر الفَلاّس، وكذبه ابنُ المبارك.
وأورده ابنُ الجوزي في "الموضوعات"، وأعلَه بقَزَعة بن سويد وعاصم بن مَخْلَد، فتعقَّبه الحافظُ ابنُ حجر في "القول المسدد" ص 75-76، بقوله: ليس في شيء من هذا ما يقضي على هذا الحديث بالوضع، إلا أن يكون استنكر عدم القبول من أجل فِعْل المباح، لأن قَرْضَ الشعرِ مُبَاح، فكيف يُعاقَبُ فاعلُه بأن. لا تُقْبَل له صلاة؟! فلو علَّل بهذا لكان ألْيَقَ به من تعليله بعاصم وقَزَعة، لأن عاصماً ما هو من المجهولين كما قال، بل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وأما كونه تفرد برواية هذا عن أبي الأشعث، فليس كذلك، فقد تابعه عليه عبد القدوس بن حبيب عن أبي الأشعث، ولكن عبد القدوس ضعيف جداً، كذبه ابنُ المبارك، فكأن العقيلي لم يعتد بمتابعته.
قلنا: وكيف يعتد الحافظ بمتابعة عبد القدوس، وقد ذكر أنه ضعيف جداً كذبه ابن المبارك وذكر في "التعجيل" أن عبد القدوس كأنه سرقه من عاصم!
ثم هل يرفع الجهالة عن الرواي ذكرُ ابنِ حبان له في "الثقات" ومعروف أنَّ من عادته توثيق المجاهيل.
ثم نقل الحافظ أقوال أئمة الجرح والتعديل في قَزَعَة بن سويد، وقال: فالحاصل من كلام هؤلاء الأئمة فيه أن حديثه في مرتبة الحسن والله أعلم.
قلنا: قد أطلق هو القول بتضعيفه في "التقريب".
ثم قال الحافظ: وقد وجدتُ هذا الحديث من طريق أخرى عن أبي الأشعث، وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" [2/263] ، فقال: سألت أبي عن حديث رواه موسى بن أيوب، عن الوليد بن مسلم، عن الوليد بن سليمان، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبد الله بن عمرو يرفعه، قال: "من قَرَضَ بيت
شِعرٍ بعد العشاء لم تقبل له صلاةٌ حتى يصبح" فقال: هذا خطأ، الناس يروون هذا الحديث لا يرفعونه، يقولون: عن عبد الله بن عمرو فقط، يعني موقوفاً، =(28/358)
17135 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرٌ يَعْنِي ابْنَ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ غَنْمٍ، أَنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ، حَدَّثَهُ عَنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَحْمِلَنَّ شِرَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى سَنَنِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ " (1)
17136 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَزَعَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
__________
= قلت: الغلط ممن؟ قال: من موسى.
قلنا: كلامُ الحافظ إن أخرج الحديث من الوضع، فإنه لا يخرجه من الضعف الشديد، لما سبق ذكره، والله أعلم.
(1) إسناده ضعيف، لضعف شهر بن حوشب، وباقي رجاله ثقات. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وابن غنم: هو عبد الرحمن.
وأخرجه البغوي في "الجعديات" (3459) ، والطبراني في "الكبير" (7140) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1357 من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/261، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله مختلف فيهم!.
وله أصل في الصحيح سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11800) بلفظ: "لتتبعن سنَن الذين من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم " قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: "فمن" وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: "حذو القُذَّة": بضم قاف وتشديد ذال معجمة: ريش السهم.
والمعنى: فيساوونهم مساواة القذة بالقذة. أي: كما يقدر كل واحد منهما على قدر صاحبها ويقطع، وهو مثل يضرب للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. وفسر في القاموس القذة: بأذن الإنسان والفرس أيضاً. والله تعالى أعلم.(28/359)
حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ، فَأَغْمِضُوا الْبَصَرَ، فَإِنَّ الْبَصَرَ يَتْبَعُ الرُّوحَ، وَقُولُوا خَيْرًا: فَإِنَّهُ يُؤَمَّنُ عَلَى مَا قَالَ أَهْلُ الْمَيِّتِ (1) " (2)
17137 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ الْأَشْيَبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ: " كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) في (ق) : أهل البيت.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف قزعة- وهو ابن سويد بن حُجير الباهلي- وقد بينا حاله في الرواية (11734) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمود بن لبيد، فإنه من رجال مسلم. وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد". حميد الأعرج: هو ابن قيس.
وأخرجه ابن ماجه (1455) ، وابن حبان في "المجروحين" 2/216، والطبراني في " الكبير" (7168) ، وفي "الأوسط" (1019) و (5972) ، وفي "الدعاء" (1153) ، وابن عدي في "الكامل" 2/687، والحاكم 1/352 من طرق عن قزعة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وجاء في جميع المصادر عدا رواية ابن عدي والطبراني في "الأوسط": "أهل البيت"، وهي رواية نسخة (ق) .
ويشهد له حديث أم سلمة عند مسلم (920) قالت: دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر" فضجّ ناس من أهله، فقال: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون".(28/360)
فِيهِ الشِّدَّةُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى قَوْمِهِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ (1) ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِيهِ بَعْدُ، فَلَمْ يَسْمَعْهُ أَبُو ذَرٍّ، فَيَتَعَلَّقَ أَبُو ذَرٍّ بِالْأَمْرِ الشَّدِيدِ " (2)
17138 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ، حَدَّثَهُ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ فِي الْبَقِيعِ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (3)
17139 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ،
__________
(1) وقعت العبارةُ في (م) : يسلم لعله يشدد عليهم. بإقحام عبارة "لعله يشدد"، ولم ترد في أيٍّ من النسخ الخطية، ولا في مصادر التخريج، ويظهر أنه قد كتبها ناسخ يضبط كلمة "يسلم"، فأُدرجت في المتن، والله أعلم.
(2) حديث حسن، حسن الأشيب- وهو ابن موسى، وإن روى عنه ابن لهيعة بعد الاختلاط- متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبيد الله بن المغيرة:
هو ابن معيقيب السبئي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7166) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/154، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، وهو ضعيف، رواه الطبراني في "الكبير".
(3) حديث صحيح. والرجل المبهم الذي حدَّث أبا قلابة هو أبو الأشعث الصنعاني، كما سلف في الحديث (17112) ومكرراته. إسماعيل: هو ابن عُليَّة، وأيوب: هو السختياني.(28/361)
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا مِنْ (1) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبِيْحَةَ (2) ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " (3)
17140 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ، قَالَ: قَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: قَالَ ابْنُ غَنْمٍ: لَمَّا دَخَلْنَا مَسْجِدَ الْجَابِيَةِ أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ لَقِينَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَأَخَذَ يَمِينِي بِشِمَالِهِ وَشِمَالَ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِيَمِينِهِ، فَخَرَجَ
__________
(1) في (ظ13) : عن.
(2) في (ق) و (م) : الذبحة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (17113) غير أن شيخ أحمد هنا محمد بن جعفر وشيخه شعبة.
وأخرجه مسلم (1955) ، والنسائي في "المجتبى" 7/230 من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1119) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1270) ، وأبو داود (2815) ، وأبو عوانة 5/189-190 و190، والطبراني في "الكبير" (7115) ، والبيهقي في "السنن" 8/60-61، والبغوي في "شرح السنة" (2783) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني (7123) من طريق شبابة بن سوار، عن شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، به.
وسلف برقم (17113) .
(4) في (ص) وهامش (س) : دخلت.(28/362)
يَمْشِي بَيْنَنَا وَنَحْنُ نَنْتَجِي (1) وَاللهُ أَعْلَمُ بمَا (2) نَتَنَاجَى (3) وَذَاكَ (4) قَوْلُهُ، فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: لَئِنْ طَالَ بِكُمَا عُمْرُ أَحَدِكُمَا أَوْ كِلَاكُمَا لَتُوشِكَانِ أَنْ تَرَيَا الرَّجُلَ مِنْ ثَبَجِ الْمُسْلِمِينَ - يَعْنِي مِنْ وَسَطٍ - قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَعَادَهُ وَأَبْدَاهُ، وَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَنَزَلَ عِنْدَ (5) مَنَازِلِهِ، أَوْ قَرَأَهُ عَلَى لِسَانِ أَخِيهِ قِرَاءَةً عَلَى (6) لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعَادَهُ وَأَبْدَاهُ، وَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَنَزَلَ عِنْدَ مَنَازِلِهِ، لَا يَحُورُ فِيكُمْ إِلَّا كَمَا يَحُورُ رَأْسُ الْحِمَارِ الْمَيِّتِ. قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، فَجَلَسَا إِلَيْنَا، فَقَالَ شَدَّادٌ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ لَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مِنَ الشَّهْوَةِ الْخَفِيَّةِ وَالشِّرْكِ " فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ: اللهُمَّ غَفْرًا، أَوَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ حَدَّثَنَا: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ "؟ فَأَمَّا الشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا، هِيَ شَهَوَاتُ الدُّنْيَا مِنْ نِسَائِهَا وَشَهَوَاتِهَا، فَمَا هَذَا الشِّرْكُ الَّذِي تُخَوِّفُنَا بِهِ
__________
(1) في (ق) : نتناجى.
(2) في (ظ13) و (م) : فِيمَا. وهي نسخة في (س) .
(3) في (ق) : نتناجاه.
(4) في (ظ13) : ذاك. يعني دون واو.
(5) لفظ "عند" ليس في (ظ 13) .
(6) في (ظ13) و (ق) : أو قرأه عن لسان آخر قرأه عن.(28/363)
يَا شَدَّادُ؟ فَقَالَ شَدَّادٌ: أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ رَأَيْتُمْ رَجُلًا يُصَلِّي لِرَجُلٍ، أَوْ يَصُومُ لَهُ، أَوْ يَتَصَدَّقُ لَهُ، أَتَرَوْنَ أَنَّهُ قَدْ أَشْرَكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ وَاللهِ، إِنَّهُ مَنْ صَلَّى لِرَجُلٍ، أَوْ صَامَ لَهُ، أَوْ تَصَدَّقَ لَهُ، لَقَدْ (1) أَشْرَكَ. فَقَالَ شَدَّادٌ: فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ ". فَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ عِنْدَ ذَلِكَ: أَفَلَا يَعْمِدُ إِلَى مَا ابْتُغِيَ فِيهِ وَجْهُهُ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ كُلِّهِ، فَيَقْبَلَ مَا خَلَصَ لَهُ، وَيَدَعَ مَا يُشْرَكُ (2) بِهِ؟ فَقَالَ شَدَّادٌ عِنْدَ ذَلِكَ: فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ لِمَنْ أَشْرَكَ بِي، مَنْ أَشْرَكَ بِي شَيْئًا فَإِنَّ حَشْدَهُ عَمَلَهُ قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ لِشَرِيكِهِ الَّذِي أَشْرَكَهُ (3) بِهِ، وَأَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ " (4)
__________
(1) في (ق) : فقد.
(2) في (ق) وهامش (س) : أُشْرِكَ.
(3) في (ق) و (م) : أشرك.
(4) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، قال صالح بن محمد البغدادي: روى عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث طوالاً عجائب. قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات غير أن عبد الحميد بن بهرام- وهو الفزاري- وإن كان ثقة، عابوا عليه كثرة روايته عن شهر. ابن غَنْم: هو عبد الرحمن.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطبراني في "الكبير" (7139) ، والحاكم 4/329، وأبو نعيم في "الحلية" 1/268-269، والبيهقي في "الشعب" (6844) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1120) عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن شداد بن أوس، به، لم يذكر ابن غنم في الإسناد. قال أبو بشر=(28/364)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عقيبه: وجدت هذا الحديث في كتاب لأبي داود عن عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن شداد، وهو الصحيح، والحديث مختصر.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/220- 221، وقال: رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وثقه أحمد وغير واحد، وبقية رجاله ثقات.
وسلف مختصراً بنحوه برقم (17120) .
وقوله: "أنا خير قسيم لمن أشرك بي" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف بإسناد صحيح برقم (7999) ، فيصحُّ به.
قال السندي: قوله: ننتجي، أي: نتكلم فيما بيننا سِراً.
فأعاده، أي: أعاد القرآن وكرره.
لا يَحُور: لا يرجع فيكم بخبر ولا ينتفع بما حفظه من القرآن.
غَفْراً، بالنصب، أي: اغفر غفراً.
أفلا يعمد، أي: الله تعالى، أي: أفلا يقسِمُ الله تعالى العمل فيقبل حصته.
"خير قسيم لمن أُشْرِكَ بي" على بناء المفعول، وأما: "من أشرك" فعلى بناء الفاعل.
فإن حشده، أي: فإن جَمْعَ ذلك الرجلَ عملَه، أي: عملُه مجموعاً لشريكه.(28/365)
حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17141 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِلصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثًا، وَلِلثَّانِي مَرَّةً " (2)
__________
(1) العِرْباض بن سارية قال السندي: السُّلَمي أبو نُجيح، صحابي مشهور، من أهل الصُُّفَة، وهو ممن نزل فيه قوله تعالى: (ولا على الذين إذا ما أتوك لِتَحْمِلَهم) [التوبة: 92] . ثم نزل حمص، وكان قديم الإسلام جداً، قيل: مات في فتنة ابنِ الزُّبير، وقيل بعد ذلك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خالد بن معدان إنما يرويه عن جبير بن نُفَير، عن العرباض، كما سيأتي مصرحاً به في الرواية (17156) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن. يحيى بن سعيد: هو القطان، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وهشام: هو ابن عبد الله الدَّسْتوائي، ومحمد بن إبراهيم: هو التيمي.
وأخرجه ابن خزيمة (1558) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1163) ، والدارمي 1/290، وابن ماجه (996) ، وابن خزيمة (1558) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (639) ، والحاكم 1/214 من طرق عن هشام، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال: على شرطهما!
وقد وهم الحافظ المزي في "تحفة الأشراف " 7/287، حيث جعل رواية ابن ماجه- وهي من طريق هشام- من طريق خالد بن معدان، عن جبير بن نُفَير، عن العرباض بن سارية.
وقد قال الطبراني بإثر روايته: لم يذكر هشامٌ في الإسناد جبير بنَ نُفَير.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (2452) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني=(28/366)
17142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ، فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَإِنْ (1) عَبْدًا حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ (2) حَيْثُمَا انْقِيدَ انْقَادَ " (3)
__________
= 18/ (638) عن معمر وعكرمة بن عمار، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به.
والحديث سيأتي بالأرقام: (17148) و (17156) و (17157) و (17162) .
وأخرجه البزار (509) "زوائد" من طريق أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استغفر للصف الأول ثلاثاً وللثاني مرتين وللثالث مرة، وأيوب بن عتبة ضعيف، وقد قال البزار: حديث العرباض أصح.
قال السندي: قوله: يستغفر للصف المقدم ثلاثاً ترغيباً للناس في التقدم، وتخصيصاً له بمزيد الاستحقاق للمغفرة.
(1) في هامش (س) : ولو.
(2) في (س) : الآنف، وكلاهما بمعنى.
(3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عمرو السلمي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي=(28/367)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "الكاشف": صدوق، وقد صحّح حديثه الترمذي، والحاكم، والذهبي، وأبو نعيم فيما نقله ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/109، والبزار فيما نقله ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص483، وابن عبد البر، وقد تابع عبد الرحمن بن عمرو السُّلَمي هذا حُجر بن حجر الكلاعي فيما سيرد برقم (17145) ، وعبدُ الله بن أبي بلال الخزاعي فيما سيرد (17146) ، وثمة طرق أخرى للحديث تأتي في موضعها في التخريج، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الحاكم 1/96 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (43) ، وابن عبد البر في "جامع بين العلم" ص482 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (33) و (48) و (56) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (619) ، وفي "مسند الشاميين" (2017) ، والآجري في "الشريعة" ص 47، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص482 من طريقين عن معاوية بن صالح، به.
وله طريق ثانية عند ابن أبي عاصم (28) و (29) و (59) ، والطبراني 18/ (623) ، أخرجاه من طريقين عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن إسماعيل ابن عياش، عن أرطاة بن المنذر، عن المهاصر بن حبيب، عن العرباض بن سارية، وهذا إسناد حسن إن ثبت سماع المهاصر من العرباض، فقد ذكره ابن حبان في "أتباع التابعين"، غير أن ابن أبي حاتم ذكر في "الجرح والتعديل"
8/439-440 أن له رواية عن أبي ثعلبة الخشني، وهذا يعني أنه من التابعين، فيكون متصل الإسناد، ونقل عن أبيه قوله فيه: لا بأس به. وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها.
وله طريقٌ ثالثة عند ابن ماجه (420) ، وابن أبي عاصم (26) و (55) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (622) ، والحاكم 1/97 أخرجوه من طريق يحيى ابن أبي مطاع، عن العرباض بن سارية، به. ويحيى بن أبي مطاع، وإن صرح بالسماع من العرباض بن سارية، واعتمده البخاري في "تاريخه"، أنكر حفاظ =(28/368)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أهل الشام سماعه منه، فيما ذكر المزي في "التهذيب"، وابنُ رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/110، فالإسناد منقطع. قال ابن رجب: وقد رُوي عن العرباض من وجوه أخر.
قلنا: سيرد من طريق خالد بن معدان عن عبد الرحمن السُّلمي وحجر بن حجر برقم (17144) و (17145) .
ومن طريق خالد أيضاً عن أبي بلال برقم (17146) و (17147) . وحجر بن حجر وابن أبي بلال- وإن كانا مجهولي الحال- تشدُّ بقيةُ الطرق روايتهما.
قال أبو نعيم- فيما نقله ابن رجب-: هو حديث جيد من صحيح حديث الشاميين، ولم يتركه البخاري ومسلم من جهة إنكارِ منهما له.
ونقل ابن عبد البر عن البزار قوله: حديث العرباض بن سارية في الخلفاء الراشدين حديث ثابت صحيح، وهو أصح إسناداً من حديث حذيفة: "واقتدوا باللذين من بعدي"، لأنه مختلفٌ في إسناده، ومتكلم فيه من أجل مولى ربعي، وهو مجهول عندهم. ثم قال ابن عبد البر: هو كما قال البزار، حديث عرباض حديث ثابت، وحديث حذيفة حسن. وقال الهروي: وهذا من أجود حديث في أهل الشام، وصححه الضياء المقدسي في جزء "اتباع السنن واجتناب البدع".
وسيرد تصحيح الترمذي والحاكم له في الرواية الآتية برقم (17144) .
وفي الباب في قوله: "قد تركتكم على البيضاء".... إلى قوله: "لا يزيغ بعدي عنها إلا هالك" عن جابر بن عبد الله عند مسلم (1218) (147) بلفظ: "وقد تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله".
وفي الباب في قوله: "ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً" عن معاوية سلف برقم (16937) بلفظ: "وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاثٍ وسبعين ملّة، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة"، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وفي الباب في وصيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اتباع سنة الخلفاء الراشدين عن أبي قتادة عند مسلم (681) ، وابن حبان (6901) ولفظه عنده: "إن يطع الناس أبا بكر=(28/369)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعمر فقد أرشدوا"، وسيرد عند أحمد 5/ 298.
وعن حذيفة عند الترمذي (3663) ، وسيرد 5/382، وصححه ابن حبان (6902) ، ولفظه عنده: "إني لا أرى بقائي فيكم إلا قليلاً، فاقتدوا باللذين من بعدي- وأشار إلى أبي بكر وعمر- واهتدوا بهدي عمار، وما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه".
وفي الباب في وصية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالطاعة وإن عبداً حبشياً، عن أنس عند
البخاري (7142) بلفظ: "اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشيٌّ كأن رأسه زبيبة".
وآخر من حديث أبي ذر عند مسلم (648) (240) بلفظ: إن خليلي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً مجدّع الأطراف.
وثالث من حديث أم الحصين الأحمسية عند أحمد 6/402، ومسلم (1218) (311) ، والترمذي (1706) ، ولفظه عند مسلم: "إن أمر عليكم عبد مجدع- حسبتها قالت: أسود يقودكم بكتاب الله تعالى، فاسمعوا له وأطيعوا".
وعن عددٍ من الصحابة.
وفي الباب في قوله: "فإنما المؤمن كالجمل الأَنِف" عن مكحول مرسلاً عند البيهقي في "الشعب" (8128) بلفظ: "المؤمنون هينون لينون، كالجمل الأَنِف، إن قيد انقاد، وإن أنيخ استناخ على صخرة".
وعن ابن عمر مرفوعاً عند العقيلي في "الضعفاء" (842) ، والبيهقي في "الشعب" (8129) ، باللفظ السابق، وفي إسناده عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد، قال العقيلي: أحاديثه مناكير غير محفوظة، ليس ممن يقيم الحديث.
وقال البيهقي: الأول مع إرساله أصح.
قلنا: في إسناد المرسل سعيدُ بنُ عبد العزيز التنوخي الدمشقي، اختلط في آخر عمره، غير أنه ثم يذكر الأئمةُ من سمع منه قبل الاختلاط أو بعده،=(28/370)
17143 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّحُورِ
__________
= فالظاهرُ أنه لم يُحَدِّث حال اختلاطه، وهو من أخصّ أصحاب مكحول.
قال السندي: قوله: ذَرَفَت: ذَرَفَ، كضرب: إذا سال، والمراد: سال منها دموع العيون، إلا أنه نسب الفعل إلى العين مبالغة.
ووَجِلَت من وَجِلَ كعَلِم: إذا خاف.
لموعظة مُوَدِّعَ: اسم فاعل من التوديع، أي المبالغةُ فيها دليل على أنك تودعنا، فزد في المبالغة.
تعهد: توصي
"على البيضاء": صفة المِلَّة.
والمراد بقوله: "ليلها كنهارها" دوام البياض "إلا هالك": أي من قدَّر الله تعالى له الهلاك.
"الخلفاء الراشدين": قيل: هم الأربعة رضي الله تعالى عنهم، وقيل: بل هم ومن سار سيرتهم من أئمة الإسلام المجتهدين في الأحكام، فإنهم خلفاء رسول الله عليه الصلاة والسلام في إعلاء الحق وإحياء الدين وإرشاد الخلق إلى الصراط المستقيم.
"بالطاعة": للأمير.
"عضُّوا عليها بالنواجذ": أي على سنتي وسنة الخلفاء الراشدين، أو على الطاعة، وهو الأوفق لما بعده. والنواجذ، بالذال المعجمة: هي الأضراس، والمراد الحتم في لزوم السنة، كفعل من أمسك الشيء بين أضراسه، وعضَّ عليه منعاً له من أن ينتزع منه. "الأنفِ"، بالمد أو القصر، وهو مجروح الأنف، وهو لا يمتنع على قائده للوجع الذي به، وهذا الكلام أنسبُ بالطاعة، ويناسب السنة أيضاً نظراً إلى أن من السُّنَّة ما هو ثقيل على النفس، فقيل: المؤمن من شأنه الطاعة في كل شيء. والله تعالى أعلم.(28/371)
فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: " هَلُمَّ إِلَى هَذَا الْغِذَاءِ الْمُبَارَكِ " (1)
__________
(1) حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الحارث بن زياد - وهو الشامي- فقد تفرد يونس بن سيف بالرواية عنه، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول، وقال ابن عبد البر: مجهول منكر الحديث، وباقي رجاله ثقات. معاوية بن صالح: هو ابن حُدَيْر الحضرمي، وأبو رُهم: هو أخراب بن أَسيد السَّمَعي، وهو مخضرم.
وأخرجه أبو داود (2344) من طريق حماد بن خالد الخياط، بهذا الإسناد.
وسيأتي مطولاً برقم (17152) .
وله شاهد من حديث المقدام بن معد يكرب، سيأتي برقم (17192) ، وإسناده ضعيف لتدليس بقية بن الوليد فيه.
وآخر من حديث عائشة عند أبي يعلى برقم (4679) ، وفي إسناده معاوية ابن يحيى الصدفي، وهو ضعيف.
وثالث من حديث أبي الدرداء عند ابن حبان (3464) أخرجه عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، عن محمد بن إبراهيم أخي أبي معمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس قال: أرسل لي عمر بن الخطاب، يدعوني إلى السحور، وقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمّاه الغداء المبارك. وإسناده حسن، محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر، قال موسى بن هارون الحمال- فيما نقله الهيثمي في "المجمع" 3/151- صدوق لا بأس به، ونقل عن ابن معين أنه سئل عن أبي معمر، فقال: مثل أبي معمر لا يُسأل عنه، هو وأخوه من أهل الحديث. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري شيخ الطبراني، وهو ثقة.
ورابع من حديث عمر بن الخطاب عند الطبراني في "الأوسط" (505) أخرجه من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم- عن الزبيدي- وهو محمد بن الوليد- عن=(28/372)
17144 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ لَهَا الْأَعْيُنُ (1) ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا. قَالَ: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِي اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " (2)
__________
= راشد بن سعد، عنه.
وإسحاق بن إبراهيم الزبيدي- وإن أثنى عليه ابن معين خيراً، وقال أبو حاتم: شيخ لا بأس به- قال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وروايته هنا عنه، وعمرو بن الحارث- وهو ابن الضحاك الزبيدي- مجهول، فلم يروِ عنه غير عبد الله بن سالم، ولم يوثقه غير ابن حبان.
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (322) من حديث أبي الدرداء كذلك، وقرنه بُعتبة بن عبد، وفي إسناده جبارة بن مغلس، وهو ضعيف.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11086) بلفظ: "السحور أكله بركة" وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "المبارك" إما لكونه في وقت مبارك، فإذا أكله باسم الله تعالى يبارك له فيه، وإما لأن الأكل معه لا تخفى بركاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) في (ص) : العيون. وهي نسخة في (س) .
(2) حديث صحيح، سلف الكلام عليه برقم (17142) ، ورجاله ثقات.=(28/373)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ثور: هو ابن يزيد الحمصي.
وأخرجه الدارمي 1/44-45، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/344، والترمذي عقب الحديث (2676) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1186) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (617) ، والآجري في "الشريعة" ص47، والحاكم 1/95-96، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص482 -483، والبغوي في "شرح السنة" (102) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح ليس له علة، وقد احتج البخاري بعبد الرحمن بن عمرو وثور بن يزيد، وروى هذا الحديث في أول كتاب الاعتصام بالسنة، والذي عندي أنهما رحمهما الله توهّما أنه ليس له راوٍ عن خالد بن معدان غير ثور بن يزيد، وقد رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث المخرّج حديثه في "الصحيحين" عن خالد بن معدان، ووافقه الذهبي.
قلنا: إنما ذكره البخاري في أول كتاب الاعتصام الذي هو كتاب مفرد، ككتابه "الأدب المفرد"، لكنه لم يورد منه في صحيحه إلا ما يليق بشرطه فيه، ذكر ذلك الحافظ في شرح قول البخاري عقب الحديث (7271) : ينظر في أصل كتاب الاعتصام. والبخاري لم يخرج في صحيحه لعبد الرحمن السلمي،
بله أن يكون قد احتج به.
وأخرجه ابن ماجه (44) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (31) و (54) من طريقين عن ثور بن يزيد، به.
وأخرجه بنحوه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (34) و (49) ، والطبراني 18/ (642) من طريق شعوذ الأزدي، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن العرباض بن سارية، به.
وسلف برقم (17142) ، وذكرنا أحاديث الباب لفقراته هناك غير قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثةٍ بدعة"، ففي الباب عن جابر بن عبد الله عند مسلم (867) (43) بلفظ: "وشرّ الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة".(28/374)
17145 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا: أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ. فَقَالَ عِرْبَاضٌ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ (1) عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ (2) بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " (3)
__________
(1) لفظ "كان" ليس في (ظ 13) ولا (ص) .
(2) في هامش (س) : محدث. خ.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو الوليد ابن مسلم- وهو مدلس يدلس تدليس التسوية- وقد صرّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، فانتفت شبهة تدليسه، وقد قرن بعبد الرحمن السلمي حُجْر بن حُجْر، وهو مجهول، تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وأخرجه أبو داود (4607) ، والآجري في "الشريعة" ص47، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص484، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/473=(28/375)
17146 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَظَهُمْ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَذَكَرَهُ (1) ،
__________
= من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (32) و (57) ، وابن حبان (5) ، والآجري ص46، والحاكم 1/97 من طريق الوليد بن مسلم، به.
وسلف برقم (17142) .
قال السندي: قوله: بليغة: من المبالغة، أي: بالغ فيها، وقيل: من المبالغة، بمعنى إيجاز الكلام مع إكثار المعنى.
"وإن كان": أي: الأمير.
"فإنه":.... تعليل للوصية بذلك، أي: وترك طاعتهم يزيد في الفتن والاختلاف، فلا ينبغي لكم ذلك.
"ومحدثات الأمور": أريد بها ما ليس له أصل في الدين، وهو المراد بقوله: "كل محدثة ... " وأما الأمور الموافقة لأصول الدين فغير داخلة فيها، وإن أُحدث بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا هو الموافق لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وسنة الخلفاء". فليتأمل.
(1) صحيح، وهو مكرر سابقه، لكن في إسناده بقية- وهو ابن الوليد- وإن كان يدلس تدليس التسوية- وهو شر أنواع التدليس- ومثله يحتاج إلى التصريح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد- متابع- وابن أبي بلال: اسمه عبد الله، ووهم ابن ماجه فسماه خالداً، نبه عليه المزي، وهو مجهول، تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (624) عن أحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة الدمشقي، عن حيوة بن شريح، به. وتحرف فيه اسم عبد الله بن أبي بلال إلى عبد الرحمن. =(28/376)
17147 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ابْنِ (1) أَبِي بِلَالٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَظَهُمْ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَذَكَرَهُ (2)
__________
= وأخرجه أيضاً 18/ (618) عن موسى بن المنذر الحمصي، عن حيوة بن شريح، عن بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن ابن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية، به.
وأخرجه الترمذي (2676) عن علي بن حجر، وابن أبي عاصم في "السنة" (27) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (618) من طريق عمرو بن عثمان، والبيهقي في "الدلائل" 6/541 من طريق أبي عتبة، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/20 من طريق أحمد بن الفرج الحمصي، أربعتهم عن بقية بن الوليد، بإسناد سابقه - أي بذكر عبد الرحمن بن عمرو السلمي بدلاً من ابن أبي بلال- وقال
الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه الطبراني 18/ (620) من طريقي إبراهيم بن العلاء ومحمد ابن إبراهيم، عن بقية، وابن أبي عاصم (30) مختصراً من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن ابن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية، به.
وسلف برقم (17142) ، وذكرنا هناك طرقه وأحاديث الباب.
(1) كلمة [ابن] سقطت من النسخ الخطية، استدركناها من "أطراف المسند".
(2) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1185) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (621) ، والحاكم 1/96 من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو- وهو السلمي- عن=(28/377)
17148 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِلصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثَ مِرَارٍ (1) ، وَلِلثَّانِي مَرَّةً " (2)
17149 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، قَالَ: بِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكْرًا، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْضِنِي ثَمَنَ بَكْرِي. فَقَالَ: " أَجَلْ لَا أَقْضِيكَهَا (3) إِلَّا لُجَيْنِيَّةً " (4) قَالَ: فَقَضَانِي، فَأَحْسَنَ قَضَائِي. قَالَ: وَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْضِنِي بَكْرِي، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ جَمَلًا قَدْ أَسَنَّ، فَقَالَ: يَا
__________
= العرباض بن سارية، به.
وفي رواية الطبراني: عن عمه بدلاً من عبد الرحمن بن عمرو.
قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرطهما جميعاً، ولا أعرف له علة، ووافقه الذهبي!
قلنا: سلف كلام الحاكم بأبسط مما هنا في الرواية (17144) ، وتعقبناه هناك.
(1) في (ق) وهامش (س) : مرات.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (17141) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو إسماعيل: وهو ابن عُلَيّة.
(3) في (ظ13) و (ق) : لا قضيتُكها.
(4) رواية النسائي: "إلا نَجِيبة"، ورواية البيهقي: "إلا بُخْتِية" ورواية الحاكم: "إلا لِحِينه".(28/378)
رَسُولَ اللهِ، هَذَا خَيْرٌ مِنْ بَكْرِي، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ خَيْرَ الْقَوْمِ خَيْرُهُمْ قَضَاءً " (1)
17150 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمُنْجَدِلٌ (2) فِي طِينَتِهِ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى
__________
(1) إسناده صحيح، ورجاله ثقات. سعيد بن هانىء: هو الخولاني.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سعيد بن هانىء الخولاني، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/291، وفي "الكبرى" (6212) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ ماجه (2286) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/346، والطبراني في "الكبير" 8/ (636) ، والحاكم 2/30، والبيهقي في "السنن" 5/351، من طرق عن معاوية بن. صالح، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في مسند أبي هريرة عند الرواية (8897) .
قال السندي: قوله: بكراً، بفتح فسكون: إبلاً شابّاً.
لا أقضيكها: الضمير للدراهم. إلا لُجَيْنيَّهْ: اللُّجَين: بضم اللام: الفضة، والياء للنسبة، وهو منصوب على الحال.
فأحسن قضائي، أي: بالزيادة على حقي، أو بعدم التأخير والمَطْل.
(2) في (ظ13) و (ق) : لمُجَدَّل. وكلاهما بمعنى.(28/379)
بِي، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ تَرَيْنَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره دون قوله: "وكذلك أمهات النبيين ترين"، سعيد ابن سويد الكلبي روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: لم يصح حديثه، فذكر الحافظ في ترجمته في "التعجيل" أنه يريد هذا الحديث، وقال: وخالفه ابن حبان والحاكم فصححاه، وقال البزار في
"كشف الأستار" 3/113: شامي لا بأس به. وعبد الله بن هلال السلمي لم يسمه عبدَ الله إلا عبدُ الرحمن بن مهدي، وهو خطأ، والصواب: عبد الأعلى، نبَّه على ذلك عبد الله بن أحمد بإثر الرواية (17154) ، وقد ترجمه الحسيني في "الإكمال " ص 251، وقال: مجهول، ولم يترجم له الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطه، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" باسم عبد الأعلى بن هلال، ولم يذكرا في الرواة عنه سوى اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو مجهول الحال.
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (10) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، مختصراً.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/68-69، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/345، والطبري في "تفسيره" (2072) و (2073) و28/87، وابن حبان (6404) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (629) ، والآجري في "الشريعة" (421) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (9) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/130 من طرق عن معاوية بن صالح، به.
وسيأتي برقم (17151) و (17163) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم عليه السلام لمنجدل في طينته" له شاهد من حديث ميسرة الفجر السالف برقم (16623) ، بلفظ قال: قلت: يا رسول الله متى جُعلت نبياً؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد" وإسناده صحيح، وذكرنا هناك بقية شواهده.
وقوله: "وسأنبئكم بأول ذلك" إلى قوله: "ورؤيا أمي التي رأت" له شاهد من حديث أبي أمامة الباهلي قال: قلت يا نبي الله، ما كان أول بدء أمرك؟ =(28/380)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال: "دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام"، وسيأتي 5/262، وفي إسناده الفرج بن فضالة، وهو ضعيف.
وآخر من حديث خالد بن معدان عن نفر من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ابن إسحاق في "السيرة" 1/175- ومن طريقه أخرجه الطبري (2070) ، والحاكم 2/600، والبيهقي في "الدلائل" 1/83- عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، به، بلفظ: "أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء له قصور الشام " وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وزيادة رؤية النور الذي أضاء له قصور الشام، ستأتي في الرواية التالية.
ويشهد لها كذلك حديث عتبة بن عبد السلمي، سيرد برقم (17648) ، وفي إسناده بقية بن الوليد، مدلس ويسوي، وقد عنعن.
وحديث حليمة السعدية عند ابن إسحاق في "السيرة"- ونقله عنه الذهبي في "السيرة النبوية" 1/51، وقال: هذا حديث جيد الإسناد.
قال السندي: قوله: لَمُنْجَدِلٌ، أي: ملقى على الجدالة، وهي الأرض، أي: كان بعدُ تراباً لم يُصَوَّر ولم يخلق. وقيل، أي: مطروح على الأرض كائن في أثناء خلقته، أي: والحال أن آدم، أي: صورته من الطين مطروح على الأرض لم يُنْفخ فيه الروح بعد.
بأول ذلك، أي: بأول ما ظهر من أمر نبوتي.
دعوة إبراهيم: بقوله: (ربنا وابعث فيهم رسولاً ... ) [البقرة: 129] .
وبشارة عيسى: بقّوله: (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) [الصف:6] .
قوله: ورأت: الظاهر أنها رؤيا بصر لا منام، فتسميتُّه رؤيا كما في قوله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة) [الإسراء: 60] ، ويحتمل أن تكون رؤيا منام. والله تعالى أعلم. =(28/381)
17151 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي عَبْدُ اللهِ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ " (1) فَذَكَرَ مِثْلَهُ. وَزَادَ فِيهِ: إِنَّ (2) أُمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ (3) قُصُورُ الشَّامِ (4)
17152 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= قلنا: لفظ الحديث بالإسناد الصحيح في "السيرة" يشير إلى أنه رؤيا منام، ففيه: ورأت أمي حين حملت بي.
(1) في (س) و (ص) و (م) : إني عبد الله وخاتم النبيين.
(2) في (ظ 13) : وإنَّ. وأشير إلى الواو في هامش (س) على أنها نسخة.
(3) في نسخة في (س) : له.
(4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد مكرر إسناد سابقه غير أن شيخ أحمد وشيخ شيخه هما الحسن بن سوار، وليث وهو ابن سعد، وهما ثقتان، وبينا حال بقية رجاله هناك.
وأخرجه ابنُ سعد في "الطبقات" 1/148 عن الحسن بن سوار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (2072) ، والطبراني في "الكبير" 8/630 من طريقين عن الليث بن سعد، به.
وذكرنا شواهده في الرواية السالفة.(28/382)
وَهُوَ يَدْعُو (1) إِلَى السَّحُورِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: " هَلُمَّ (2) إِلَى الْغِدَاءِ الْمُبَارَكِ "
ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ " (3)
__________
(1) في (ق) و (م) وهامش (س) : يدعونا.
(2) في (ق) و (م) وهامش (س) : هلموا.
(3) حديث السحور منه حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحارث بن زياد كما بينا في الرواية (17143) .
وأخرجه بتمامه ابنُ خزيمة (1938) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه كذلك يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/345، والطبراني في "الكبير" 18/ (628) من طريق معاوية بن صالح، به. وسقط اسم يونس بن سيف من مطبوع "المعرفة والتاريخ".
وحديث السحور منه أخرجه البيهقي في "السنن" 4/236 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/145، وفي "الكبرى" (2473) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5503) ، وابن حبان (3465) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/9، والبزار (977) "زوائد" من طريق معاوية بن صالح، به. وتحرف اسم يونس بن سيف في مطبوع ابن أبي شيبة إلى: يوسف.
وحديث الدعاء لمعاوية أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/356، وقال: رواه البزار وأحمد في حديث طويل، والطبراني، وفيه الحارث بن زياد، ولم أجد من وثقه، ولم يرو عنه إلا يونس بن سيف، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم اختلاف.
وسلف حديث السحور منه برقم (17143) .
قال السندي: قوله: الكتاب والحساب: لحاجة الأمراء إلى ذلك. =(28/383)
17153 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعِرْبَاضِ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ كُلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَلُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَالْخَلِيسَةَ، وَالْمُجَثَّمَةَ، وَأَنْ تُوطَأَ السَّبَايَا حَتَّى يَضَعْنَ مَا فِي بُطُونِهِنَّ " (1)
__________
= وقه العذاب: بمغفرة ما يفرط في الإمارة، إذ مي عادة لا تخلو عن شيء.
(1) حديث صحيح لغيره دون قوله: والخليسة، فحسن لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أم حبيبة بنت العرباض، تفرد بالرواية عنها وهبُ بنُ خالد الحمصي، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، لكن الذهبي- وقد ذكرها في "الميزان" 4/611 في فصل النسوة المجهولات- قال في ترجمة الفصل: وما علمتُ في النساء من اتُّهمت ولا من تركوها، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو عاصم: هو الضَّحَّاك بن مَخْلَد.
وأخرجه الترمذي (1474) و (1564) مقطعاً، والطبراني في "الكبير" 18/ (648) و (650) و (651) ، وفي "الأوسط" (2443) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث عرباض حديث غريب.
وتحريم كل ذي مخلب من الطير له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2192) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم، ومن حديث خالد بن الوليد، سلف برقم (16816) .
وتحريم لحوم الحمر الأهلية له شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (4720) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وتحريم الخليسة له شاهد من حديث جابر، سلف (14463) ، وإسناده ضعيف، ومن حديث زيد بن خالد الجهني، سلف (17052) ، وإسناده ضعيف.=(28/384)
17154 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ، قَالَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعِرْبَاضِ، عَنْ أَبِيهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْخُذُ الْوَبَرَةَ مِنْ (1) فَيْءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ: " مَا لِي مِنْ هَذَا إِلَّا مِثْلَ مَا لِأَحَدِكُمْ إِلَّا الْخُمُسَ، وَهُوَ مَرْدُودٌ فِيكُمْ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ فَمَا فَوْقَهُمَا، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ، فَإِنَّهُ عَارٌ وَشَنَارٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
= وتحريم المُجثَّمة له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (1989) ، وإسناده صحيح على شرط البخاري، وذكرنا بقية أحاديث الباب في حديث أبي هريرة (8789) .
وتحريم وطء السبايا حتى يضعن ما في بطونهن له بشاهد من حديث أبي الدرداء عند مسلم (1441) ، ومن حديث ابن عباس، سلف برقم (2318) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: والخَلِيسة: هي ما يُستَخلَصُ من السَّبُع، فيموت قبل أن يُذَكَّى، فعيلة بمعنى مفعولة، من خَلَسه إذا سَلَبَه.
والمُجَثَّمة بتشديد المثلثة المفتوحة، وهي التي تُصْبَرُ (أي تحبس حية) ، وتُرمى إلى أن تموت.
(1) وقع في (م) : الوبرة من قصة من فيء الله، بزيادة (من قصة) ، ولم ترد في النسخ، ولا في "أطراف المسند" 4/339، ولا في مصادر التخريج.
(2) حديث حسن لغيره، وإسناده إسناد سابقه.
وأخرجه البزار (1734) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" 18/ (649) ، وفي "الأوسط" (2443) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/337، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه أم حبيبة بنت العرباض، ولم أجد من وثقها ولا جرحها، وبقية رجاله ثقات. =(28/385)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَرَوَى سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ وَهْبٍ، هَذَا (1) . قَالَ عَبْدُ اللهِ: " عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ هِلَالٍ، هُوَ الصَّوَابُ "
17155 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَقَى امْرَأَتَهُ مِنَ الْمَاءِ أُجِرَ " قَالَ: " فَأَتَيْتُهَا،
__________
= وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6729) ، وهو حديث حسن.
وآخر من حديث عبادة بن الصامت، سيرد 5/318 و319.
وثالث مختصر من حديث عمرو بن عبسة عند أبي داود برقم (2755) .
ورابع من حديث ثوبان عند ابن زنجويه في "الأموال" (1235) ، وفي إسناده ليث بن أبي سُلَيم، وهو ضعيف.
وخامس من حديث المستورد الفهري عند الطبراني في "الكبير" 20/ (721) ، وإسناده ضعيف.
وسادس من حديث عمرو بن خارجة عند الطبراني في "الكبير" 17/ (72) ، وفى إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف.
قال السندي: قولُه: الوَبَرة، بفتحتين، أي: الشعرة.
من فيء الله عز وجل، أي: من المغانم.
مردودٌ فيكم، أي: مصروفٌ في مصارف المسلمين.
فأدُّوا: أمر من الأداء.
والمِخْيَط، كمنبر: الإبرة.
وشَنَار، بفتح وتخفيف نون: أقبح العيب والعار.
(1) سفيان: هو الثوري، وأبو سنان: هو الشيباني الأصغر سعيد بن سنان.(28/386)
فَسَقَيْتُهَا، وَحَدَّثْتُهَا بِمَا (1) سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) : ما. والمثبت من (ظ 13) و (م) ونسخة في (س) .
(2) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين خالد والعرباض بن سارية، ورجاله ثقات غير محمد بن جعفر المدائني فمختلف فيه، وقد احتج به مسلم، وخالد بن سعد، كذا ورد اسم أبيه في هذه الرواية في جميع النسخ، وضُبِّبَ فوقه في (س) ، وغيَّره الحافظ في "أطراف المسند" 4/336 إلى خالد ابن يزيد، مع أنه سماه في "التهذيب" خالد بن زيد، وقال: وقيل: ابن يزيد، وهو وهم، متابعاً في ذلك المزي، وقد سمى أباه زيداً ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/331-332- ونقل عن أبيه قوله: ما به بأس. وسمى أباه يزيدَ البخاريُ في "التاريخ الكبير" 3/178-179. وهو عند العقيلي خالد بن شريك، وتابعه الذهبيُّ في "الميزان"، وقال: لا يُدرى من هو، وحكاه عنه الحافظ في "اللسان"، ولم يُعَقِّب عليه، مع أنه ذكر في "التهذيب " أنه سماه في "لسان الميزان" خالد بن يزيد، ورفع في نسبه، فقال: ابن معاوية بن أبي سفيان. وهذا اضطرابٌ في اسم والد خالد، والظاهرُ أنَّ الصواب فيه خالد بن زيد- كما ذكر المزي والحافظ- أبو عبد الرحمن الشامي، وهو من رجال
"التهذيب"، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، وقال أبو حاتم: ما به بأس، وذكره ابنُ حبان في "الثقات".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/178، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (646) ، وفي "الأوسط" (858) عن أحمد بن يحيى الحلواني، كلاهما عن سعيد بن سليمان- وهو الواسطي- عن عباد، بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيلي فى "الضعفاء" 2/6 عن الحسن بن علي بن النعمان، عن سعيد بن سليمان، عن عباد، به، لكنه قال: خالد بن شريك.
وله طريق أخرى عند الطبراني في "مسند الشاميين " (1646) أخرجه عن عمرو بن إسحاق- وهو ابن إبراهيم بن العلاء المعروف بابن زبريق الحمصي- عن محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبى، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن العرباض بن سارية، به، وهذا إسناد ضعيف أيضاً، محمد =(28/387)
17156 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ (1) خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَهُ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ الْعِرْبَاضَ، حَدَّثَهُ - وَكَانَ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ - قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثًا، وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً " (2)
__________
= ابن إسماعيل بن عياش، قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً، حملوه على أن يحدث فحدث.
وقال أبو داود: لم يكن بذاك، قد رأيته، وسألتُ عمرو بن عثمان عنه فذَمَّه.
وقال الحافظ في "التقريب": عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع، قلنا: فلا يعتد بتصريحه بسماعه من أبيه لا سيما أنه من طريق عمرو بن إسحاق شيخ الطبراني، ولم نقف له على ترجمة.
ويقويه حديثُ سعد بن أبي وقاص عند البخاري (56) ، ومسلم (1628) (5) ، وسلف برقم (1524) ، ولفظه: "يا سعد لن تُنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ عليها، حتى اللقمة تجعلُها في في امرأتك"، ولفظه عند البخاري: "حتى ما تجعل في في امرأتك صدقة".
وفي الباب كذلك عن المقدام بن معدي كرب، سيرد (17179) ، ولفظه: "وما أطعمتَ زوجتَكَ فهو لك صدقة".
وعن عمرو بن أمية الضمري، سيأتي (17618) ، ولفظه: "ما أعطى الرجل امرأته فهو صدقة".
قال السندي: قوله: "إذا سقى امرأته من الماء": يحتمل أن المراد أنه مأجور في كل ما ينفق على أهله حتى الماء، ويحتمل أن المراد الجماع، أي: إنه مأجور في الجماع إذا نوى به إحصان نفسه وأهله، والله تعالى أعلم.
(1) في هامش (س) : أخبرنا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، جُبَير بن نفير من رجاله، وباقي رجاله من رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال أصحاب السنن. حسن بن=(28/388)
17157 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ ثَلَاثًا، وَعَلَى الَّذِي يَلِيهِ وَاحِدَةً " (1)
17158 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ (2) صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي (3) فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ
__________
= موسى هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، ومحمد بن إبراهيم: هو التيمي.
وأخرجه الدارمي 1/290، وأبو نعيم في "الحلية" 2/13 من طريق حسن ابن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/379، وابن حبان (2158) و (2159) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (637) من طرق عن شيبان، به.
وقد سلف برقم (17141) .
(1) حديث صحيح، بقية بن الوليد- وإن كان مدلساً ويسوي- متابع، كما سيرد في الرواية (17162) ، وباقي رجال الإسناد ثقات. حيوة بن شريح: هو ابن يزيد الحضرمي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/92-93، وفي "الكبرى" (891) ، والبيهقي في "السنن" 3/102 من طريقين عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (17141) .
(2) في (ق) وهامش (س) : حدثنا.
(3) في (ق) : في جلالي، وهو الموافق لرواية الطبراني.(28/389)
لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَأَحْسَبُنِي قَدْ سَمِعْتُهُ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، من أجل إسماعيل بن عياش فهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها، وبقيةُ رجاله ثقات.
عبد الرحمن بن ميسرة: هو أبو سلمة الحمصي، روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو من شيوخ حريز، وكلهم ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (644) عن عبد الله بن أحمد، وإدريس ابن عبد الكريم الحداد، كلاهما عن هيثم بن خارجة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 18/ (644) من طريق داود بن عمرو الضبي، عن إسماعيل ابن عياش، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/279، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما جيد.
وفي الباب: عن أبي هريرة عند مسلم (2566) ، وابن حبان (573) ، والبزار (3593) .
وعن عمرو بن عبسة، سيرد 4/386، والحاكم 4/169.
وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/239.
وعن أبي مالك الأشعري، سيرد 5/343، والطبراني في "الكبير" (3433) .
وعن رجل من الأشعريين، يقال له: مالك أو ابن مالك عند أبي يعلى (6842) .
وعن وعن وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الأوسط" (1350) .
وعن أبي أيوب عند الطبراني في "الكبير" (3973) .
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7527) .
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12686) .
وعن ابن عمر عند الحاكم في "المستدرك" 4/170-171.
وعن عمر عند أبي نعيم في "الحلية" 1/5.
قال السندي: قوله: بجلالي، أي: لأجلي ولوجهي، لا للهوى. =(28/390)
مِنْهُ " (1)
17159 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيَّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنَ الطَّاعُونِ، فَيَقُولُ الشُّهَدَاءُ: إِخْوَانُنَا قُتِلُوا كَمَا قُتِلْنَا، وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ: إِخْوَانُنَا مَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَمَا مِتْنَا عَلَى فُرُشِنَا (2) ، فَيَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا إِلَى جِرَاحِهِمْ، فَإِنْ أَشْبَهَتْ جِرَاحُهُمْ جِرَاحَ الْمَقْتُولِينَ، فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ، فَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ " (3)
__________
= إلا ظلي، أي: الظل الذي لا يمكن لأحد إلا بإذني، فالإضافة لأدنى ملابسة، ويحتمل أن يكون بتقدير المضاف ليوافق السابق، أي: إلا ظل عرشي.
(1) قد سلف أن الطبراني رواه عن عبد الله بن أحمد، عن الهيثم بن خارجة، فهو قد سمعه منه.
(2) قوله: "على فرشنا" ليس في (ظ13) و (ص) ، وهو نسخة في هامش (س) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابنُ أبي بلال، انفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول، ومع ذلك فقد حسنه الحافظ في "الفتح" 10/194. بقية- وهو ابن الوليد، وإن كان يدلس ويسوي وقد عنعن- متابع في الرواية (17164) ، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/346، والطبراني في=(28/391)
17160 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ الْمُسَبِّحَاتِ قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَ، وَقَالَ: " إِنَّ فِيهِنَّ آيَةً أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ " (1)
__________
= "الكبير" 18/ (626) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان 2/346 كذلك، والنسائي في "المجتبى" 6/37-38 من طرق عن بقية، به.
وسيرد برقم (17164) .
وله شاهد من حديث عُتْبة بن عبد السُّلَمي، سيرد برقم (17651) .
وقد ثبت أن الطاعون شهادة من حديث أبي هريرة السالف برقم (8092) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فإن أشبهت جِراحهم، بكسر الجيم، ولعلها تشبه في أنها تسيل دماً لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، ثم لعل مقصود الأموات على الفرش أن يعطيهم الله تعالى درجة الشهداء كما أعطى المطعونين مع أنهم ليسوا بشهداء لا أن لا يعطي المطعونين، فلينظر، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف، لجهالة ابن أبي بلال- وهو عبد الله- فلم يرو عنه غير خالد بن معدان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ولعنعنة بقية بن الوليد، فهو يدلس ويسوي، ومثله يحتاج إلى التصريح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد. وباقي رجال الإسناد ثقات، والصحيح إرساله كما سيرد.
وأخرجه أبو داود (5057) ، والترمذي (2921) و (3406) ، والنسائي في "الكبرى" (10549) و (10550) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (713) و (714) - ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/347، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (1335) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (625) ، وابن=(28/392)
17161 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا (1) فِي الصُّفَّةِ وَعَلَيْنَا (2) الْحَوْتَكِيَّةُ، فَيَقُولُ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا ذُخِرَ (3) لَكُمْ مَا حَزِنْتُمْ عَلَى مَا زُوِيَ عَنْكُمْ، وَلَيُفْتَحَنَّ (4) لَكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ " (5)
__________
= السني في "عمل اليوم والليلة" (682) ، والبيهقي في "الشعب" (2503) و (2504) من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (3424) ، والنسائي في "الكبرى" (10551) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (715) - من طريق معاوية بن صالح، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. وهذا إسناد صحيح. وجاء عند النسائي عقب الحديث: قال معاوية: إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المُسَبَّحات ستاً: سورة الحديد والحشر والحواريين (يعني الصف) وسورة
الجمعة والتغابن وسبح اسم ربك الأعلى.
قال السندي: قوله: يقرأ المُسَبَّحات، أي: السور المُصَدَّرة بالتسبيح، مثل: سبَّح لله، أو يُسَبِّح لله، أو سَبِّح اسم ربك، أو سبحان الذي أسرى بعبده.
آية: لعلها: (هو الله الذي لا إله إلا هو....) [الحشر: 22-24] إلى آخر السورة، والمراد بالآية القطعة، وكان يُبهمها ترغيباً لهم في قراءة الكل.
(1) في (م) : علينا.
(2) في هامش (س) : وعليه. نسخة.
(3) في (ق) : ادخر.
(4) في (ظ 13) : لتفتحن.
(5) إسناده ضعيف لانقطاعه، شُريح بن عبيد لم يدرك العرباض بن سارية،=(28/393)
17162 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثًا، وَعَلَى الَّذِي يَلِيهِ وَاحِدَةً " (1)
__________
= قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص90: سمعت أبي يقول: شُريح بن عبيد الحضرمي لم يدرك أبا أمامة، ولا الحارث بن الحارث ولا المقدام، وسمعته يقول: شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل. قلنا: والمقدامُ بن معديكرب أحدث وفاةً من العرباض بن سارية، فألا يدرك العرباض من باب أولى. وإسماعيلُ بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها.
وضمضم بن زُرعة- وهو ابن ثُوَب الحمصي- انفرد أبو حاتم بتضعيفه، ووثقه غيره، فهو حسنُ الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/14 من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/260، وقال: رواه أحمد، ورجاله وُثِّقوا.
قال السندي: قوله: الحوتكية: في "القاموس " الحوتكيةُ: عِمَّةٌ تعتمُّها العرب ومنه هذا الحديث.
ذخر، أي: في الآخرة، أو في الدنيا، أو فيهما، وآخر الحديث يريد الثاني.
(1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده وهذه منها، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (640) ، والبغوي في "شرح السنة" (816) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (17141) ، وسلف بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم=(28/394)
17163 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي عِنْدَ اللهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ (1) فِي طِينَتِهِ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ (2) بِتَأْوِيلِ ذَلِكَ، دَعْوَةِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةِ عِيسَى قَوْمَهُ، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ، وَكَذَلِكَ تَرَى أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ " (3)
__________
= (17156) .
(1) في (ظ 13) : منجدل.
(2) في (ظ 13) و (ق) : وسوف أنبئكم.
(3) صحيح لغيره دون قوله: "وكذلك ترى أمهاتُ النبيين صلوات الله عليهم" وهذا إسناد ضعيف، بين سعيد بن سويد- وهو الكلبي- والعرباض بن سارية عبد الأعلى بن هلال السلمي كما في الرواية (17150) و (17151) ، وأبو بكر- وهو ابن عبد الله بن أبي مريم- ضعيف، وقد قال البيهقي في
"الدلائل " 1/83: وقد قصر أبو بكر بن أبي مريم بإسناده، فلم يذكر عبد الأعلى بن هلال، وقصَّر بمتنه فجعل الرؤيا بخروج النور منها وحده. قلنا: لم يقصر في متنه كما هو ظاهر في هذه الرواية، إنما قصَّر من روى عنه البيهقي.
وبسطنا حال بقية رجاله في الرواية (17150) .
وأخرجه الطبري في "التفسير" (2071) ، والحاكم 2/600، والبيهقي في "الدلائل" 1/83 من طريق الحكم بن نافع، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: أبو بكر ضعيف. ووقع تحريف في مطبوع الطبري يصحح=(28/395)
17164 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الَّذِينَ مَاتُوا مِنَ الطَّاعُونِ، فَيَقُولُ الشُّهَدَاءُ: إِخْوَانُنَا قُتِلُوا، وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ: إِخْوَانُنَا مَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَمَا مِتْنَا، فَيَقْضِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَهُمْ: أَنْ انْظُرُوا إِلَى جِرَاحَاتِ الْمَطْعُونِينَ (1) ، فَإِنْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَاتِ الشُّهَدَاءِ، فَهُمْ مِنْهُمْ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى جِرَاحِ (2) الْمَطْعُونِينَ، فَإِذَا هِيَ (3) قَدْ أَشْبَهَتْ (4) ، فَيُلْحَقُونَ مَعَهُمْ " (5)
__________
= من هنا.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (409) ، والبزار (2365) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" 18/ (631) من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم، به.
وذكرنا شواهده في الرواية السالفة برقم (17150) .
(1) وقع في النسخ "المطعنين" في الموضعين، وضُبِّب فوقها في (س) ، وجاء في هامشها "المطعونين" نسخة. فأثبتنا هذه النسخة لأنها الوجه.
(2) في (ق) وهامش (س) : جراحات.
(3) في النسخ: هم، والمثبت من هامش (ظ 13) ، وهو الموافق لرواية الطبراني، وللزيادة الواردة بعد فعل "أشبهت" في بعض النسخ كما في التعليق الذي بعده.
(4) في (ص) و (ق) ونسخة في هامش (س) : أشبهت جراحات الشهداء.
(5) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أبي بلال، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (17159) ، وبقية رجاله ثقات غير إسماعيل بن عياش،=(28/396)
حَدِيثُ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ (1)
17165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ،
__________
= فهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (626) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك من طريقين عن إسماعيل بن عياش، به.
وقد سلف برقم (17159) ، وذكرنا هناك شاهده الذي يحسن به، وأشرنا إلى أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: قد أشبهت، أي: جراحَهم، فالعائد هو الضمير المفهوم، ومثلُه قوله تعالى: (والذين يُتَوَفَّون منكم) ، إلى قوله: (يتربصن) [البقرة: 234] ،أي: أزواجهن.
(1) قال الحافظ في "أطراف المسند" 7/25: واسمه عبيد- وقيل: عبد الله- بن وهب، وقيل: ابن هانىء، وليس بعم أبي موسى الأشعري. قلنا: وقد وهم السندي، فظنه أخا أبي موسى الأشعري، وإنما أخوه رجلٌ آخر، وفي الصحابة خمسةٌ يُدعى كُلٌّ منهم أبا عامر الأشعري، ذكرهم جميعاً الحافظُ في "الإصابة" في الكنى، وذكر في ترجمة أبي عامر هذا- صاحب هذا المسند- أنه أخرج حديثَه الترمذيُّ من طريق عبد الله بن ملاذ (تحرف فيه إلى معاذ) ، عن نُمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه، وهو الحديث الوارد هنا برقم (17166) ، وقد فات الحافظَ أن يعزوه إلى الإمام أحمد.(28/397)
عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ قُتِلَ مِنْهُمْ بِأَوْطَاسٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا عَامِرٍ أَلَا غَيَّرْتَ؟ " فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " أَيْنَ ذَهَبْتُمْ؟ إِنَّمَا هِيَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ مِنَ الْكُفَّارِ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، عليُّ بنُ مُدْرِك ذكره كلُّ من ترجمه في أتباع التابعين، فلم يذكروا له روايةً عن أحد من الصحابة، وانفرد ابنُ حبان بذكره في التابعين، وذكرَ له سماعاً من أبي مسعود البدري، ولم يتابعه على ذلك أحد، والذي يترجَّح من ترجمته أن حديثه عن الصحابة منقطع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي عامر الأشعري، فلم يرو له إلا البخاري تعليقاً والترمذي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/799 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن مالك بن مغول، بهذا الإسناد ولفظه عن أبي عامر أنه كان فيهم شيء، فاحتبس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما حبسك؟ " قال: قرأت هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلَّ إذا اهتديتم) ، قال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يضركم من ضلَّ من الكفار إذا اهتديتم"، ويظهر من سياق لفظه أن في روايته سقطاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/19، وقال: رجالهما ثقات، إلا أني لم أجد لعليِّ بن مُدْرِك سماعاً من أحد من الصحابة.
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (17798) .
وفي الباب عن أبي بكر، سلف برقم (1) ولفظه: قام أبو بكر رضي الله عنه، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفُسكُم لا يضرُكم من ضَلَّ إذا اهتديتم) ، وإنا=(28/398)
17166 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَلَاذٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ نُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَسْرُوحٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نِعْمَ الْحَيُّ الْأُسْدُ، وَالْأَشْعَرِيُّونَ لَا يَفِرُّونَ فِي الْقِتَالِ، وَلَا يَغُلُّونَ، هُمْ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ " (1) قَالَ
__________
= سمعنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن الناسَ إذا رأوا المنكر فلم يُغيروه أوشك أن
يَعُمَّهم اللهُ بعقابه". وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال السندي: قوله: قَتَلَ: على بناء الفاعل، أي إن رجلاً من المؤمنين قَتَلَ رجلاً بلا وجه.
ألا غيَّرَت: من التغيير، أي: إلا غيَّرتَ المنكر، ونهيت عنه.
(1) إسناده ضعيف فيه مجهولان، عبدُ الله بنُ مَلاذ لم يرو عنه سوى جرير ابن حازم، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وقد جهَّلَه ابنُ المديني والذهبي وابنُ حجر، ومالكُ بنُ مسروح تفرد بالرواية عنه نُمير بنُ أوس، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حِبّان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف. وباقي رجال الإسناد ثقات، بعضُهم رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم الأزدي.
وأخرجه الترمذي (3947) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1701) و (2291) و (2509) ، وأبو يعلى (7386) ، والدولابي في "الكنى" 1/41، والحاكم 2/138 من طرق عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث وهب بن جرير، ويقال: الأَسْدُ هم الأَزْدُ. وقال الحاكم: حديثٌ صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!. وتحرف اسم عبد الله بن مَلاذ في مطبوع الدولابي إلى عبيد الله.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" 19/ (709) من طريقين عن جرير ابن حازم، به.
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (17501) .(28/399)
عَامِرٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: لَيْسَ هَكَذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّهُ قَالَ (1) : " هُمْ مِنِّي وَإِلَيَّ " فَقَالَ: لَيْسَ هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: " هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ " قَالَ: فَأَنْتَ إِذًا أَعْلَمُ بِحَدِيثِ أَبِيكَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: " هَذَا مِنْ أَجْوَدِ الْحَدِيثِ مَا رَوَاهُ إِلَّا جَرِيرٌ "
17167 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَامِرٍ أَوْ أَبِي عَامِرٍ أَوْ أَبِي مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُهُ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي غَيْرِ صُورَتِهِ يَحْسِبُهُ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، ثُمَّ وَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ فَقَالَ: " أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ، وَأَنْ تَشْهَدَ (2) أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟
__________
(1) في (ق) : إنما قال. وأشير إليها في هامش (س) .
قال السندي: قوله: الأَسْد، بفتح فسكون: الأزد، وهو أبو حَيٍّ من اليمن، وبالسين أفصح منه بالزاي.
لا يَغُلُّون: بضم الغين المعجمة، وتشديد لام، من الغُل، وهو الخيانة في الغنيمة.
هم مني: بيان لكمال القرب من حيث العادات، لأن هذا اللفظ يفيد الجزئية من الطرفين، فيحمل على لازمه.
(2) في (ظ13) و (ص) : وتشهد.(28/400)
قَالَ: " نَعَمْ ". ثُمَّ قَالَ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ". قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". ثُمَّ قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ يَا رَسُولَ اللهِ (1) ؟ قَالَ: " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ (2) كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ (3) يَرَاكَ ". قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". وَنَسْمَعُ رَجْعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ (4) ، وَلَا يُرَى (5) الَّذِي يُكَلِّمُهُ وَلَا يُسْمَعُ كَلَامُهُ. قَالَ: فَمَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ، خَمْسٌ مِنَ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] " فَقَالَ السَّائِلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِعَلَامَتَيْنِ تَكُونَانِ قَبْلَهَا؟ فَقَالَ: حَدِّثْنِي. فَقَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ تَلِدُ رَبَّهَا وَيَطُولُ أَهْلُ الْبُنْيَانِ
__________
(1) لفظ "يا رسول الله" ليس في (ظ13) .
(2) في (ص) : فإن. بدل فإنك إن.
(3) في (س) و (م) : فهو.
(4) لفظ "إليه" ليس في (ص) وهو نسخة في (س) .
(5) في (ق) وهامش (س) : نرى.(28/401)
بِالْبُنْيَانِ (1) ، وَعَادَ الْعَالَةُ الْحُفَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ " قَالَ: وَمَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الْعَرِيبُ ". قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، فَلَمَّا لَمْ نَرَ طَرِيقَهُ بَعْدُ، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ - ثَلَاثًا (2) - هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا جَاءَنِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ (3) هَذِهِ الْمَرَّةُ " (4)
__________
(1) في (ق) : في البنيان.
(2) لفظ "ثلاثاً" ليس في (ص) ، وأُشير إليه في (س) على أنه نسخة.
(3) في (ص) و (ق) و (م) : تكون.
(4) إسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه، وقد اختُلف فيه على شهر، فرواه عبدُ الله بن أبي حسين- كما في هذه الرواية- عنه، عن عامر أو أبي عامر أو أبي مالك الأشعريين، ورواه عبد الحميد بن بهرام الفزاري، عنه، عن ابن عباس، كما في الرواية الآتية برقم (17168) ، وهو أصح، لأنَ عبدَ الحميد بن بهرام كان يحفظُ حديث شَهْر بن حوشب، قال يحيى القطان: من أراد حديث شَهْر فعليه بعبد الحميد بن بهرام، وقال أحمد بن حنبل: حديثُه عن شهر مقارب، كان يحفظُها كأنه يقرأ سورة من القرآن.
قلنا: وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (2924) ، دون نكارة في ألفاظه، وخرجناه هناك.
وهذه الرواية أوردها الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/39، وقال: رواه أحمد، وفي إسناده شهر بن حوشب.
وسيكرر بإسناده ومتنه (17502) .
وانظر حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (184) ، وحديث ابن عمر السالف برقم (4766) .
قال السندي: قوله: يحسبه، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أن تُسلم: من الإسلام، أي: تخلص مقصدك ونيتك، وذلك بحيث لا=(28/402)
17168 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْنَافِ النِّسَاءِ ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. (1)
17169 - وَذَكَرَ مُلْصِقًا بِهِ. قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: " إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَعَالِمَ لَهَا دُونَ ذَلِكَ؟ " قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
= تقصد غيره أصلاً.
فإنه يراك، أي: وهو يكفي في كمال الإخلاص والخشوع، على وجهِ كأنك تراه، إذ كمالُ الخشوع لا يكون لرؤية الخاشِع، وإنما يكون لرؤية من له الخشوع.
رَجْعَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: جوابَه وردَّه.
ولا يُرى الذي يكلمه، أي: جبريل، وحديث عمر في الباب يدلُّ على أنهم رأوه، فيحتمل أن يراه بعض دون بعض، أو رأوه حين الدخول، ثم غاب عن رؤيتهم. والله تعالى أعلم.
خمس من الغيب، أي: والساعةُ منها.
ويُطَوِّل: من التطويل.
عاد العالة، أي: صار.
العُريب، بالتصغير، أي: الضعاف من العرب.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (2922) سنداً ومتناً.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وهو مكرر (2924) سنداً ومتناً.(28/403)
حَدِيثُ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17170 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلَفٍ مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، كَانَ يُعَدُّ فِي (2) الْبُدَلَاءِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ، وَأَنْ يَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، وَكَادَ أَنْ يُبْطِئَ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: إِنَّكَ قَدْ أُمِرْتَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ تَعْمَلَ بِهِنَّ، وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تُبَلِّغَهُنَّ، وَإِمَّا أَنْ أُبَلِّغَهُنَّ. فَقَالَ: يَا أَخِي، إِنِّي أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي أَنْ أُعَذَّبَ أَوْ يُخْسَفَ بِي ". قَالَ: " فَجَمَعَ يَحْيَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ، فَقُعِدَ عَلَى الشُّرَفِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ، وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ. أَوَّلُهُنَّ: أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ
__________
(1) قال السندي: الحارث الأشعري: هو الحارث بن الحارث الأشعري الشامي، صحابي، يكنى أبا مالك.
(2) في (س) و (ص) : من.(28/404)
رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِوَرِقٍ أَوْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ، وَيُؤَدِّي غَلَّتَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ سَرَّهُ (1) أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ، فَاعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. وَآمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا. وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةٌ مِنْ مِسْكٍ فِي عِصَابَةٍ كُلُّهُمْ يَجِدُ رِيحَ الْمِسْكِ، وَإِنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ. وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ، فَشَدُّوا يَدَيْهِ (2) إِلَى عُنُقِهِ، وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْتَدِيَ نَفْسِي مِنْكُمْ؟ فَجَعَلَ يَفْتَدِي نَفْسَهُ مِنْهُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ حَتَّى فَكَّ نَفْسَهُ. وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَثِيرًا، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعًا فِي أَثَرِهِ، فَأَتَى حِصْنًا حَصِينًا، فَتَحَصَّنَ فِيهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ أَحْصَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِذَا كَانَ فِي ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "
__________
(1) في (ظ13) : يسره.
(2) في (ظ13) : يده.(28/405)
قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: بِالْجَمَاعَةِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ (1) الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ (2) ، وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ، فَهُوَ مِنْ جُثَاءِ جَهَنَّمَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ صَامَ، وَإِنْ صَلَّى (3) ؟ قَالَ: " وَإِنْ صَامَ، وَإِنْ صَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، فَادْعُوا الْمُسْلِمِينَ بِأَسْمَائِهِمْ (4) بِمَا سَمَّاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (5)
__________
(1) في (ظ13) وهامش (س) : رِبَق. قال السندي: بكسر ففتح، جمع رِبْقة: عُروة من حبل.
(2) في هامش (س) : يراجع. نسخة.
(3) في (ص) : وإن صام وصلى.
(4) لفظ "بأسمائهم" ليس في (ص) .
(5) حديث صحيح، أبو خَلَف موسى بن خَلَف- وإن اختلف فيه- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار. ممطور: هو الأسود الحبشي أبو سَلام.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3427) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/383 من طريقين عن موسى بن خلف، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1161) و (1162) ، وابن سعد 4/359، والترمذي (2863) و (2864) ، وأبو يعلى (1571) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1895) ، وفي "التوحيد" ص 15، وابن حبان (6233) ، والآجري في "الشريعة" ص8، والطبراني في "الكبير" (3428) ، وابن منده في "الإيمان"=(28/406)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (212) ، والحاكم 1/421 من طريق أبانَ بن يزيد، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3431) ، والحاكم 11/17 من طريق علي بن المبارك، وأخرجه الحاكم 1/118 من طريق معاوية بن سلاّم، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! قلنا: زيد بن سلام وجدُّه ممطور إنما أخرج لهما البخاري في "الأدب المفرد".
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2510) ، وفي "السنة" (1036) ، والنسائي في "الكبرى" (11349) - وهو في "التفسير" (369) -، وابن خزيمة في "صحيحه" (483) و (930) ، والطبراني في "الكبير" (3430) ، وفي "مسند الشاميين" (2870) ، والحاكم 1/118 و236، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص304 من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، به.
وسيكرر برقم (17800) سنداً ومتناً، وسيأتي بنحوه مختصراً 5/344.
قال السندي: أن يعمل بهن: بدل من خمس كلمات.
أن يبطىء: من أبطأه إذا أخّره.
على الشُّرَف: ضبط بضم ففتح، أي: الأمكنة العالية، والمراد: على بعضها.
يَنْصِبُ، أي: يتوجه إلى عبده.
في عصابة: في جماعة، أي: فكما أن ذاك ذو جاه وقدر عندهم، كذلك الصائم عند الله.
خُلُوف: بضم الخاء وجوَّز بعضٌ فتحها، وخطَّأه بعض- تغيُّر ريح الفم، وكونه أطيب: معناه أن صاحبه عند الله تعالى ذو قدر فوق قدر صاحب المسك عندكم.
جُثَا جهنم: ضبط بضم جيم وقصر، جمع جُثوة، بضم جيم، وقيل مثلثة الجيم: ما جمع من نحو تراب، استعير للجماعة.(28/407)
حَدِيثُ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ أَبِي كَرِيمَةَ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17171 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرٌ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُعْلِمْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ " (2)
__________
(1) قال السندي: المقدام بن مَعْدِي كَرِبَ نزل حمص، مات سنة سبع وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/59، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (542) ، وأبو داود (5124) ، والترمذي بإثر الحديث (2391) ، والنسائي في "الكبرى" (10034) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (206) - وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2440) ، وابنُ حبان (570) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (661) ، وفي "مسند الشاميين" (491) ، وابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (197) ، والحاكم 4/171، وأبو
نعيم في "الحلية" 6/99 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. قال الترمذي: حديث المقدام حديث حسن صحيحٌ غريب.
تنبيه: قد سقط الحديث دون قول الترمذي فيه من مطبوع "سنن الترمذي" (بتحقيق إبراهيم عطوة عوض) ، واستدركناه من "تحفة الأحوذي" برقم (2502) ، و"تحفة الأشراف" 8/506.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12430) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. =(28/408)
17172 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ أَبِي كَرِيمَةَ، سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْلَةُ الضَّيْفِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ مَحْرُومًا، كَانَ دَيْنًا لَهُ عَلَيْهِ، إِنْ شَاءَ اقْتَضَاهُ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: فليُعلمه: من الإعلام، فإنه يزيد محبة من الطرفين، وهذا إذا كانت المحبة في الله تعالى.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين سوى صحابيه، فلم يخرج له سوى البخاري وأصحاب السنن. يحيى بن سعيد: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الطيالسي (1151) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1839) و (2812) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/242، والطبراني في "الكبير" 20/ (622) ، والبيهقي في "السنن" 9/197 عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3750) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2813) ، وفي "شرح المعاني" 4/242، والطبراني 20/ (623) و (624) من طرق عن منصور، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (667) و (668) من طريق عبد الرحمن ابن أبي عوف الجرشي، عن المقدام، به. ولفظ (667) : "أيما رجل ضاف قوماً، فلم يُقروه، فإن له أن يطلبهم بمثل ما قراه".
وسيأتي بالأرقام (17173) و (17195) و (17196) و (17202) .
قال السندي: قوله: ليلة الضيف واجبة، أي: إطعام ليلة الضيف والقيام بأمره فيها.
على كل مسلم: قيل: مخصوص بأهل البادية، والمشهور أنَّ أمثال هذا الحديث كان في أول الإسلام حين كانت الضيافة واجبة، وقد نُسخ وجُوبها.
فإن أصبح، أي: الضيف.=(28/409)
17173 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ (1) عَامِرٍ، عَنْ أَبِي كَرِيمَةَ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْلَةُ الضَّيْفِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ مَحْرُومًا، كَانَ دَيْنًا لَهُ عَلَيْهِ، إِنْ شَاءَ اقْتَضَاهُ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ " (2)
17174 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ، عَنْ (3) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا (4) عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ
__________
= بفنائه، أي: فناء المسلم.
كان: يعني قدر الضيافة عليه.
إن شاء الضيفُ اقتضاه: طلب منه كما يطلب الديون.
(1) في (س) و (ص) : حدثنا.
(2) حديث صحيح، زياد بن عبد الله البكائي- وإن اختلف فيه- متابع.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال البخاري وأصحاب السنن. منصور: هو ابن المعتمر، وعامر: هو الشعبي.
وهو مكرر سابقه.
(3) تحرف في (م) إلى: بن.
(4) في عامة النسخ بالتنوين غير (ق) ففيها شبعان بغير تنوين، وشبعان جاء تأنيثه شبعى وشبعانة، وقد قالوا في الصفة على وزن فعلان يشترط في منعها من الصرف أن لا تؤنث بالتاء، فإن أنثت بها تمنع من الصرف.(28/410)
حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ (1) ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ، فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ " (2)
__________
(1) ضبب فوق الضمير في (س) ، ولم يرد الضمير في نسخة السندي، ففيها: أن يَقْرُوه.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عبد الرحمن بن أبي عوف الجُرَشي، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة. حريز: هو ابن عثمان الرحبي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن زنجويه في "الأموال" (620) ، وأبو داود في "السنن" (4604) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (668) و (670) ، وفي "الشاميين" (1061) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/549، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/89، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 1/149-150، من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/209، وابن حبان (12) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (667) ، والدارقطني 4/287، والبيهقي في "السنن" 9/332، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/89 من طريق مروان بن رؤبة، عن عبد الرحمن الجرشي، به.
وأخرجه الطبراني 20/ (669) من طريق عمرو بن رؤبة، عن عبد الرحمن الجرشي، به.
وأخرجه بنحوه ابن زنجويه (619) من طريق خالد بن معدان، عن المقدام، به.
والحديث سيأتي مختصراً في الروايتين (17193) و (17194) .
وفي الباب في قوله: "ألا يوشك رجل ينثني ... " عن أبي رافع، سيرد 6/8.=(28/411)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي الباب في قوله: "ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي" عن ابن عمر، سلف برقم (4720) ، وذكرنا بقيةَ أحاديث الباب هناك.
وفي الباب في قوله: "ولا كل ذي ناب من السباع" عن أبي هريرة، سلف برقم (7224) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وفي الباب في قوله: "ألا ولا لُقَطَةٌ من مال معاهد.. إلخ " عن خالد بن الوليد، سلف 4/89- 90.
وقوله: "ومن نزل بقوم فعليهم أن يقرُوهم ... " سلف بنحوه برقم (17172) .
قال السندي: قوله: "ألا": حرف تنبيه. "الكتاب": القرآن. "ومثلَه" بالنصب، عطف على الكتاب. "معه": حال عن المثل، ويجوز أن يكون (مثله) بالرفع مبتدأ، و (معه) خبره، والجملة حال، والمماثلة إما في القَدْر، أو في وجوب الطاعة، والأول أظهر، فإن وجوب الطاعة يفهم من المعية. قال البيهقي: يحتمل أن يكون معناه أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثل ما أوتي من الظاهر، أو أوتي الكتاب وحياً يتلى، وأوتي مثله من البيان، أي: أُذن له أن يُبينَ ما في الكتاب فيعم ويخص، وأن يزيد عليه، فيشرع ما ليس له ذكر في الكتاب، فيكون ذلك في وجوب الحكم ولزوم العمل به، كالظاهر المتلوِّ من القرآن.
"شبعاناً": هكذا وقع في النسخ منوناً، وقد جاء في مؤنثه شبعى وشبعانة.
قيل: وصفه بذلك لأن الحامل له على هذا القول إما البلادة وسوء الفهم، ومن أسبابه كثرة الأكل، وإما البطر والحماقة، ومن موجباته التنعم والغرور بالمال والجاه، والشبع يكنى به عن ذلك.
"على أريكته"، أي: جالساً على سريره المزين. قال الخطابي: أراد به أصحاب الترفُّه والدعة الذين لزموا البيوت، ولم يطلبوا العلم بالأسفار من أهله.
"يقول: عليكم ... إلخ": قال الخطابي: يحذر بذلك مخالفة السنن التي=(28/412)
17175 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ كَلًّا، فَإِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ - وَرُبَّمَا قَالَ: فَإِلَيْنَا - وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَارِثِهِ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، وَأَنَا وَارِثُ مَنْ لَا
__________
= سنَّها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما ليس له في القرآن ذكر على ما ذهب إليه الخوارج
والروافض، فإنهم تعلقوا بظاهر القرآن، وتركوا السنن التي قد ضمنت بيان الكتاب، فضلوا. قال: وفي الحديث دليل على أنه لا حاجة بالحديث إلى أن يعرض على الكتاب، وأنه مهما ثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان حجة بنفسه.
قلت: كأنه أراد به العرض لقصد رد الحديث بمجرد أنه ذُكر فيه ما ليس في الكتاب، وإلا فالعرض لقصد الفهم والجمع والتثبت لازم، ثم قال: وحديث: "إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله، فإن وافقه فخذوه" حديث باطل لا أصل له، روي عن يحيى بن معين إنه قال: هذا حديث وضعته الزنادقة.
"ألا لا يحل ... ": بيان ما حرمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زائداً على ما في القرآن، لكن على سبيل التمثيل لا التحديد، ومنه يفهم أن قوله تعالى: (والخيل والبغال والحمير) [النحل: 8] ليس لإفادة تحريم الخيل وغيره في الكتاب كما قيل، فتأمَّل.
"معاهَد": ذِمِّي، أو مستأمن، وتخصيصه لزيادة الاهتمام، لأنه لكفره يتوهم حِلُّ لقطته، والمراد غير الحربي، فيشمل المسلم أيضاً.
"إلا أن يستغني عنها" أي: إلا أن يكون حقيراً لا يُلتفت إليه عادة. وقال الخطابي: إلا أن يتركها صاحبها لمن أخذها استغناء عنها. قلت: وهذا يقتضي أنه لا يحل القليل إلا بعد علم صاحبه وتركه، إلا أن يقال: يستدل بحقارته على تركه عادة.
"أن يُعقبوهم": من أعقب أو عقَّب بالتشديد، أي: يُجازوهم. والله تعالى أعلم.(28/413)
وَارِثَ لَهُ، أَرِثُهُ وَأَعْقِلُ عَنْهُ " (1)
17176 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: عَنِ الْمِقْدَامِ، مِنْ كِنْدَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (2)
__________
(1) إسناده جيد، علي بن أبي طلحة صدوق من رجال مسلم، وباقي رجال الإسناد ثقات. بُدَيل: هو ابن ميسرة العُقيلي، وأبو عامر الهوزني: هو عبد الله بن لُحي.
وأخرجه ابنُ ماجه (2738) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (172) ، وابن أبي شيبة 11/264، وأبو داود (2899) ، والنسائي في "الكبرى" (6356) ، وابن ماجه (2738) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/397- 398، وفي "شرح مشكل الآثار" (2749) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (625) ، والبيهقي في "السنن" 6/214 من طرق عن شعبة، به، وحسنه أبو زرعة فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل"
2/50، وصححه ابن حبان (6035) ، وانظر الكلام عليه هناك.
وأخرجه بنحوه أبو داود (2901) ، والبيهقي 6/214 من طريق يزيد بن حجر، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن جده المقدام، به. وهذا إسناد مسلسل بالمجاهيل.
وأخرجه بنحوه أيضاً النسائي (6357) من طريق ثور بن يزيد، عن راشد ابن سعد، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً.
وسيأتي بالأرقام (17176) و (17199) و (17200) و (17203) و (17204) .
قال السندي: قوله: "والخال وارثُ من لا وارث له" من أصحاب الفرائض والعصبات، واستدل به من يقول بتوريث ذوي الأرحام، ومن لا يقول به تمحل بما لا يتم.
"وأنا وارث" أي: آخذ مالَه وأضعُه في بيت المال.
(2) حديث جيد، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو حجاج: وهو ابن محمد المصيصي الأعور.(28/414)
17177 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ (1) " (2)
__________
(1) لفظ "فيه" ليس في (ظ 13) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ثور- وهو ابن يزيد الحمصي- فمن رجال البخاري. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه البيهقي 6/31 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك 6/32 من طريق أبي الربيع الزهراني، عن ابن المبارك، به.
وأخرجه البخاري (2128) ، وابن حبان (4918) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (643) ، وفي "مسند الشاميين" (433) ، والقضاعي (698) ، والبيهقي 6/32، والبغوي في "شرح السنة" (3000) من طريق الوليد بن مسلم، وأبو نعيم في "الحلية" 5/217، والبيهقي 6/32 من طريق يحيى بن حمزة، كلاهما عن ثور بن يزيد، به.
وسيأتي من حديث المقدام، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 5/414.
وفي الباب عن عبد الله بن بسر عند ابن ماجه (2231) .
قال السندي: كيلو، أي: خذوا ما تأكلونه بالكيل، وهذا محملُ هذا الحديث، والذي يقتضي أن عدم الكيل من أسباب البركة محمولٌ على أن الإنسان يضعه في البيت بلا كيل. والله تعالى أعلم.
وقال الحافظ في "الفتح" 4/346: قال المهلب: ليس بين هذا الحديث وحديث عائشة: كان عندي شطر شعير آكلُ منه حتى طال علي فكِلْتُه ففني - يعني الحديث [6451] الآتي ذكره في الرقاق- معارضة، لأن معنى حديث عائشة أنها كانت تخرج قوتها- وهو شيء يسير بغير كيل، فبورك لها فيه مع بركة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما كالته علمت المدة التي يبلغ إليها عند انقضائها. اهـ. ثم=(28/415)
17178 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْجُودِيِّ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا مُسْلِمٍ أَضَافَ قَوْمًا فَأَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا كَانَ حَقًا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ نَصْرَهُ حَتَّى يَأْخُذَ بِقِرَى لَيْلَتِهِ مِنْ زَرْعِهِ وَمَالِهِ " (1)
17179 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
__________
= قال الحافظ: والذي يظهر لي أن حديث المقدام محمول على الطعام الذي يُشترى، فالبركة تحصل فيه بالكيل لامتثال أمر الشارع، وإذا لم يمتثل الأمر فيه بالاكتيال نُزعت منه لشؤم العصيان، وحديثُ عائشة محمولٌ على أنها كالته للاختبار، فلذلك دخله النقص ... والحاصل أن الكيل بمجرده لا تحصل به البركة ما لم ينضم إليه أمر آخر، وهو امتثال الأمر فيما يُشرع فيه الكيل، ولا تنزع البركة من المكيل بمجرد الكيل ما لم ينضم إليه أمر آخر كالمعارضة والاختبار. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن المهاجر- واسمه سعيد- فإنه لم يرو عنه غير أبي الجودي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهله ابن القطان والحافظ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير أبي الجودي- وهو الحارث بن عمير- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة.
وأخرجه الطيالسي (1149) ، والدارمي 2/98، وأبو داود (3751) ، والحاكم 4/132، والمزي في "تهذيب الكمال" 11/82-83 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (665) من طريق أبي يحيى الكلاعي، عن المقدام، به.
وسيأتي برقمي (17197) و (17198) .
وانظر الرواية (17172) .(28/416)
بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَتَكَ (1) ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ " (2)
17180 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِ الْجُنْدِ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ لَطْمِ خُدُودِ الدَّوَابِّ، وَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَعَلَ لَكُمْ
__________
(1) في (م) وهامش (س) : زوجك.
(2) حديث حسن، بقية- وهو ابن الوليد- وإن دلس في هذا الإسناد- متابع في الرواية (17191) ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (82) و (195) ، والنسائي في "الكبرى" (9185) و (9204) ، وهو في "عشرة النساء" (303) و (323) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (634) ، وفي "مسند الشاميين" (1124) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/309، وفي "تاريخ أصبهان" 2/76، والبيهقي في "السنن" 4/179 من طرق عن بقية، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/119، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وسيأتي برقم (17191) .
قال السندي: قوله: ما أطعمت نفسك، أي: إذا نويت الخير، فإن نفس الإنسان أيضاً مخلوقة لله كسائر المخلوقات، فالإحسان إليها وإلى غيرها سواء.(28/417)
عِصِيًّا وَسِيَاطًا " (1)
17181 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أَكَلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ طَعَامًا أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، لتدليس بقية وهو ابن الوليد، ولإبهام الرجل الذي روى عنه أرطاة بن المنذر، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال البخاري، غير أرطاة بن المنذر، فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/106، وقال: رواه أحمد، وفيه راو لم يسمَّ، وبقية مدلس.
قال السندي: قوله: قد جعل لكم عِصِياً وسياطاً، أي: فما تكتفون بذلك حتى تستعملوا أيديكم في ضربها في وجوهها.
(2) حديث صحيح، بقية: وهو ابن الوليد- وإن دلس هنا- متابع كما سيرد، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1123) من طريقين عن بقية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2072) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/216-217، والبيهقي في "السنن" 6/127 من طريق عيسى بن يونس، والطبراني في "الكبير" 20/ (633) ، وفي "مسند الشاميين" (432) من طريق الوليد بن محمد الموقري، كلاهما عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، به، بلفظ: "ما أكل أحدٌ طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده".
وسيأتي بنحوه برقم (17190) .(28/418)
17182 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَالْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ الْحَكَمُ: سِتَّ خِصَالٍ - أَنْ يُغْفَرَ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيَرَى - قَالَ الْحَكَمُ: وَيُرَى - مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ، وَيُزَوَّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ - قَالَ الْحَكَمُ: يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ - وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعَ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات، غير إسماعيل بن عياش، فقد اضطرب فيه: فرواه بهذا الإسناد عند عبد الرزاق في "مصنفه" (9559) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2562) ، وابن ماجه (2799) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (204) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (629) ، وفي "مسند الشاميين" (1120) ، والبيهقي في "الشعب" (4254) . ورواه عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما سيأتي في الرواية التالية.
ورواه عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عقبة بن عامر، موقوفاً، عند الطبراني في "مسند الشاميين" (1163) .
ورواه عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم ابن همّار، مرفوعاً، فيما أورده ابن أبي حاتم في "العلل" 1/328.
ورواه عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلاَّم، عن أبي مُعانِق الأشعري، عن أبي مالك، مرفوعاً، عند ابن أبي عاصم في "الجهاد"=(28/419)
17183 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ (1)
__________
= (205) .
وقد تابع إسماعيلَ بن عياش بقيةُ بن الوليد، بهذا الإسناد، عند الترمذي (1663) ، لكنه عنعنه، وتدليسه تدليس التسوية وهو شر أنواع التدليس، ومع ذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/328: سألت أبي عن حديث رواه إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همار، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "للشهيد عند الله ست خصال؟ " قال أبي: رواه بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن المقدام، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت لأبي: أيهما الصحيح؟ فقال: كان ابن المبارك يقول: إذا اختلف بقيةُ وإسماعيل، فبقيةُ أحبُّ إلي، قلتُ: فأيهما أشبهُ عندك؟ قال: بقية أحب إلينا من إسماعيل، فأما الحديث فلا يضبط أيهما الصحيح.
قلنا: وقد رُوي الحديث من طريق كثير بن مرة كذلك، عن قيس الجذامي، فيما سيرد برقم (17783) . أخرجه الإمام أحمد عن زيد بن يحيى الشامي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عنه، به. وقد قال صالح بنُ محمد البغدادي في عبدِ الرحمن بنِ ثابت: أنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه، عن مكحول، مسندة. قلنا: فمثله لا يحتمل تفرده، ولم نجد له متابعاً سوى إسماعيل بن عياش الذي اضطرب فيه، وبقية الذي عنعن في إسناده.
قال السندي: قوله: ويرى مقعده: الظاهر أن المراد أنه يرى قبل الموت.
ويُحَلَّى: من التحلية، والله تعالى يعلم حقيقة حُلَّة الإيمان.
ويزوج من الحور العين، أي: العدد الذي في آخر الحديث.
(1) رجاله ثقات، وقد بسطنا في الرواية السابقة اضطراب إسماعيل بن عياش فيه. =(28/420)
17184 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ " (1)
17185 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ،
__________
= وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2563) ، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (207) من طريق إسحاق بن إدريس، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1709) "زوائد" من طريق إسماعيل بن يحيى ابن أخي عبادة بن الصامت، عن عبادة بن الصامت، به.
(1) حديث حسن، بقية: هو ابن الوليد -وإن كان يدلس تدليس التسوية- توبع في الرواية (17187) ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (60) ، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (637) من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، كلاهما عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد، بلفظ: "إن الله يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب". وفي رواية الطبراني تقديم الآباء على الأمهات.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2441) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (637) ، وفي "مسند الشاميين" (1128) من طريق عبد الوهاب ابن نجدة الحوطي، والطبراني في "الكبير" 20/ (637) من طريق نعيم بن حماد، كلاهما عن بقية، به. بمثل الرواية السالفة، إلا أن ابن أبي عاصم لم يذكر الآباء.
وسيأتي مطولاً برقم (17187) .(28/421)
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ وَعَنْ مَيَاثِرِ النُّمُورِ " (1)
17186 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْكِنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مَلَأَ ابْنُ آدَمَ (2) وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ، فَثُلُثُ طَعَامٍ، وَثُلُثُ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فيه بقية- وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، ومثله يحتاج إلى التصريح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، وقد عنعن، وباقي رجال الإسناد ثقات. أحمد بن عبد الملك: هو ابن واقد الحرَّاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (630) من طريق أبي زرعة الدمشقي، عن حيوة، بهذا الإسناد. بلفظ: نهى عن الركوب على جلود السباع.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/176، وفي "الكبرى" (4580) عن عمرو بن عثمان، عن بقية، به. بلفظ أحمد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4131) ، ومن طريقه البيهقي 1/21، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/176، وفي "الكبرى" (4581) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3251) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1127) من طرق عن بقية، به.
وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند معاوية عند الرواية (16833) .
قال السندي: قوله: وعن مياثر النمور: سبق في مسند معاوية قريباً.
(2) في (ظ 13) : ما ملأ آدمي.(28/422)
شَرَابٍ، وَثُلُثٌ لِنَفْسِهِ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات، غير أن يحيى بن جابر الطائي تكلموا في سماعه من المقدام، فقال أبو حاتم: يحيى عن المقدام مرسل، وتابعه عليه المزي والحافظ، ولم يُثبت سماعَه البخاريُ في "تاريخه" 8/265، فقال: يحيى بن جابر الطائي القاضي الشامي، عن المقدام بن معدي كرب، واختلف قول الحاكم فيه، فصحح ما ورد فيه التصريح بالسماع، وسكت عما رواه عنه بالعنعنة، ولم يلتفت الترمذي إلى إرساله فصححه، هو والذهبي وابن حبان، وحسَّنه الحافظ في "الفتح" 9/528 مع أنه نص على إرساله، ويحيى بن جابر الطائي ممكن السماع من المقدام فبين وفاتيهما نحو 39 سنة، فإن صح سماعه منه فالحديث صحيح، وإلا فمنقطع، والله أعلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (644) ، وفي "مسند الشاميين" (1375) ، والحاكم 4/331 من طرق عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (603) ، والترمذي (2380) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (646) ، والقضاعي في "مسنده" (1340) و (1341) ، والبيهقي في "الشعب" (5648) و (5650) ، والبغوي في "شرح السنة" (4048) من طريق إسماعيل بن عياش، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6769) ، والبغوي (4048) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن أبي سلمة سليمان بن سليم الكناني، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد رواه محمد بن حرب الأبرش، واختلف عليه فيه: فأخرجه ابن حبان (5236) ، والبيهقي في "الشعب" (5649) ، وفي "الآداب" (564) من طريق محمد بن المتوكل بن أبي السري، وفي "الشعب" كذلك من طريق حاجب بن الوليد، كلاهما عن محمد بن حرب، عن سليمان بن سليم،
عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن جده المقدام، به. وقرن =(28/423)
17187 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، إِنَّ اللهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ (1) ، إِنَّ اللهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، إِنَّ اللهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ " (2)
__________
= البيهقيُّ من طريق حاجب بن الوليد مع صالحِ بنِ يحيى بن المقدام: يحيى بنَ جابر. وصالح بن يحيى بن المقدام وأبوه مجهولان كما في "التهذيب".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6768) عن عمرو بن عثمان، عن محمد ابن حرب، عن سليمان بن سليم، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن جده المقدام، به.
وأخرجه ابن ماجه (3349) عن هشام بن عبد الملك الحمصي، عن محمد ابن حرب قال: حدثتني أمي، عن أمها أنها سمعت المقدام، به.
وأخرجه ابن المبارك (603) ، والترمذي (2380) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (646) ، والقضاعي (1340) و (1341) ، والبغوي (4048) من طريق حبيب بن صالح، والنسائي في "الكبرى" (6770) ، وابن حبان (674) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (645) ، وفي "مسند الشاميين" (1946) ، والحاكم 4/121 من طريق معاوية بن صالح، كلاهما عن يحيى بن جابر، به. وقد سكت عنه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: صحيح.
قال السندي: قوله: أُكُلات بالضم، جمع أُكلة، كلقمة، لفظاً ومعنى.
(1) وردت هذه الجملة في (م) مرة واحدة.
(2) إسناده حسن، ابن عياش- وهو إسماعيل- صدوق في روايته عن أهل بلده وهذه منها، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن ماجه (3661) عن هشام بن عمار، والطبراني في "الكبير" 20/ (637) ، وفي "مسند الشاميين" (1128) من طريق سعيد بن سليمان، والحاكم 4/151 من طريق أسد بن موسى، ثلاثتهم عن إسماعيل بن عياش،=(28/424)
17188 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيَّ، قَالَ: " أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا (1) ، وَغَسَلَ (2) وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا (1) ، وَمَسَحَ (3) بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (4) " (5)
__________
= بهذا الإسناد. وفي رواية الطبراني تقديم الآباء على الأمهات.
وقال الحاكم: إسماعيل بن عياش أحد أئمة أهل الشام، إنما نقم عليه سوء الحفظ فقط. قلنا: يعني في روايته عن غير أهل بلده.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (640) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عياش، عن أم عبد الله بنت خالد بن معدان، عن أبيها خالد بن معدان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (638) و (639) ، وفي "الشاميين" (177) و (431) من طريقين عن خالد بن معدان، به.
وسلف مختصراً برقم (17184) .
(1) في (ص) : ثلاثاً ثلاثاً. وأُضيفت كلمة "ثلاثاً" في هامش (س) كذلك وعليها علامة الصحة.
(2) في (س) و (ق) و (م) : ثم غسل، والمثبت من (ظ 13) و (ص) ، ونسخة في (س) ، وهو الموافق لرواية أبي داود، وهي من طريق الإمام أحمد.
(3) في (ص) و (ق) : ثم مسح.
(4) في (ظ13) و (ق) : ثلاثاً. غير مكررة.
(5) حديث ضعيف لنكارة فيه، فالصحيح أن المضمضة والاستنشاق إنما=(28/425)
17189 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: وَفَدَ الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ وَعَمْرُو بْنُ الْأَسْوَدِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْمِقْدَامِ: أَعَلِمْتَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ تُوُفِّيَ؟ فَرَجَّعَ الْمِقْدَامُ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: أَتُرَاهَا مُصِيبَةً؟ فَقَالَ: وَلِمَ لَا أَرَاهَا مُصِيبَةً وَقَدْ وَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ، وَقَالَ: " هَذَا مِنِّي وَحُسَيْنٌ مِنْ عَلِيٍّ " (1)
__________
= تكونان عقب غسل اليدين، كما صح من حديث عبد الله بن زيد السالف برقم (16431) ، وهو أصحُ شيء في الباب وأحسَنُ فيما ذكر الترمذي في "جامعه" عقب الحديث (32) . ومن حديث علي السالف برقم (625) . عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي- وهو أبو سلمة الحمصي- روى عنه جمع، وقال أبو داود: شيوخ حريز ثقات كلهم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي، وباقي
رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه أبو داود (121) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (122) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (656) من طريق الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، به، بلفظ: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ، فلما بلغ مَسْحَ رأسِه وضع كفيه على مقدم رأسه، فأمرَّهما حتى بلغ القفا، ثم ردهما إلى المكان الذي منه بدأ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (654) ، وفي "مسند الشامييِن " (1076) من طريقين عن أبي المغيرة، به.
وانظر حديث عبد الله بن زيد المازني، السالف برقم (16431) ، وحديث علي، السالف برقم (625) .
(1) إسناده ضعيف، بقية- وهو ابن الوليد- مدلس ويسوي، وقد عنعن،=(28/426)
17190 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاسِطًا يَدَيْهِ يَقُولُ: " مَا أَكَلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ طَعَامًا فِي الدُّنْيَا خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ " (1)
17191 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ،
__________
= وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "التاريخ الصغير" 1/111، وأبو داود (4131) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (636) ، وفي "مسند الشاميين" (1126) من طرق عن بقية، بهذا الإسناد.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده وهذه منها، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1122) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2138) من طريق هشام بن عمار، والطبراني في "الكبير" 20/ (632) ، وفي "مسند الشاميين " (1122) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، به. ولفظ ابن ماجه: "ما كسب الرجل كسباً أطيب من عمل يده".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/429، والطبراني في "الكبير" 20/ (631) ، وفي "مسند الشاميين" (1121) و (1992) ، والبغوي في "شرح السنة" (2026) من طريق معاوية بن صالح، عن بَحير بن سعد، به. وزادوا: "وكان داودُ لا يأكلُ إلا من عمل يده".
وسلف نحوه برقم (17181) ، وذكرنا في تخريجه إسناد البخاري.(28/427)
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَوَلَدَكَ وَزَوْجَتَكَ وَخَادِمَكَ " (1)
17192 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِغَدَاءِ السَّحَرِ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغِدَاءُ الْمُبَارَكُ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، وهو بإسناد سابقه.
وأخرجه ابن ماجه (2138) من طريق هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. ولفظه: "ما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه، فهو صدقة".
وقد سلف برقم (17179) .
(2) حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، فيه بقية بن الوليد، يدلس تدليس التسوية وقد عنعن، وباقي رجال الإسناد ثقات. عتاب: هو ابن زياد الخراساني.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/146، وفي "الكبرى" (2474) من طريق سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (641) ، وفي "مسند الشاميين" (1130) من طريق نعيم بن حماد، عن بقية،. به.
وأخرجه النسائي 4/146، وفي "الكبرى" (2475) من طريق ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هلم إلى الغداء المبارك" يعني السحور. هكذا مرسلاً.
وله شاهد من حديث العرباض بن سارية، سلف برقم (17143) ، وذكرتا هناك بقية شواهده.(28/428)
17193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (1)
17194 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَزَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ زَيْدٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ، يَقُولُ: حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ أَشْيَاءَ، ثُمَّ قَالَ: " يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثِي، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللهُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، أبو عبد الرحمن الكندي: واسمه الحسن بن جابر اللخمي- وإن لم يرو عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن. غير ابن حبان- متابع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وانظر ما بعده. وقد سلف مطولاً برقم (17174) .
(2) حديث صحيح، وهو بإسناد الذي قبله، غير أن الإمام أحمد قرن هنا بعبد الرحمن- وهو ابن مهدي- زيدَ بنَ الحباب.
وأخرجه الحاكم 1/109 من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وصححه ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/261-262، ومن طريقه ابن ماجه (12) و (3193) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة جداً.=(28/429)
17195 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: الْمِقْدَامُ أَبُو كَرِيمَةَ الشَّامِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلَيْلَةُ (1) الضَّيْفِ - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَقٌّ - وَاجِبَةٌ، فَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ، فَهُوَ دَيْنٌ عَلَيْهِ، فَإِنْ شَاءَ اقْتَضَى، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ " (2)
17196 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، يُحَدِّثُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
__________
= وأخرجه الترمذي (2664) ، والدارقطني 4/286-287 من طريق محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه الدارمي 1/144، والطبراني في "الكبير" 20/ (649) ، والحاكم 1/109، والبيهقي في "السنن" 7/76 و9/331، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/88-89، والمزي في "تهذيب الكمال " 6/72، من طريقين، عن معاوية بن صالح، به.
وقد سلف مطولاً برقم (17174) .
(1) في (ق) : ليلة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرّاح، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (744) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (621) من طريق أبي نُعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3677) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الطبراني 20/ (621) من طريق خلاد بن يحيى، عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (17172) من طريق شعبة، عن منصور، به.(28/430)
عَنِ الْمِقْدَامِ أَبِي كَرِيمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ لَلَيْلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ وَاجِبَةٌ، فَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ، فَهُوَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ إِنْ شَاءَ اقْتَضَى وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ " (1)
17197 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْجُودِيِّ، يُحَدِّثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْمِقْدَامِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أَيُّمَا مُسْلِمٍ أَضَافَ قَوْمًا، فَأَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا، فَإِنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ نَصْرَهُ حَتَّى يَأْخُذَ بِقِرَى لَيْلَتِهِ مِنْ زَرْعِهِ وَمَالِهِ " (2)
17198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو الْجُودِيِّ، أَخْبَرَنِي، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُهَاجِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْمِقْدَامَ، أَنَّهُ سَمِعَ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (4)
17199 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (17172) غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده ضعيف. وهو مكرر الحديث (17178) غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
(3) المثبت من (ظ13) و (ق) وهامش (س) ، وفي باقي النسخ: أن رسول الله.
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (17178) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الصمد: وهو ابن عبد الوارث العنبري.(28/431)
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَإِلَيَّ، وَأَنَا وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ، أَفُكُّ عَنْهُ، وَأَرِثُ مَالَهُ، وَالْخَالُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ، يَفُكُّ عَنْهُ، وَيَرِثُ مَالَهُ " (1)
17200 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ
__________
(1) حديث جيد رجاله ثقات، غير أن معاوية بن صالح- وهو ابن حُدير الحمصي- خالف شعبةَ وحمادَ بن زيد فلم يذكر أبا عامر الهوزني بين راشد بن سعد وبين المقدام، وذكره شعبةُ وحمادُ بن زيد في الروايتين (17175) و (17203) ، وهو الأشبه بالصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل" (5/ورقة 15) ، وراشد بن سعد قد صرح بسماعه من المقدام عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (2750) وأشار إليه أبو داود عقب حديثه (2900) ، فيكون راشد رواه مرة بواسطة أبي عامر الهوزني، ومرة بلا واسطة فيما ذكر ابن التركماني. حماد ابن خالد: هو الخياط.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6419) و (64354) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2750) و (2751) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/398 من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه برقم (17175) .
قال السندي: قوله: أفك عنه: هكذا هامنا، وسيجيء: وأفك عانه.
قلنا: سيجيء في الرقم (17203) ، قال ابن الأثير في "النهاية"، أي: عانيه، فحذف الياء. وفي رواية: عُنُوَه- وهي الآتية- ومعنى الأسر في هذا الحديث: ما يلزمه ويتعلَّق به بسبب الجنايات التي سبيلها أن تتحمَّلها العاقلة.(28/432)
مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " أَفُكُّ عَنْوَةً " (1)
17201 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: كَانَتْ لِمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، جَارِيَةٌ تَبِيعُ اللَّبَنَ، وَيَقْبِضُ الْمِقْدَامُ الثَّمَنَ، فَقِيلَ لَهُ: سُبْحَانَ اللهِ أَتَبِيعُ اللَّبَنَ وَتَقْبِضُ الثَّمَنَ (2) فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَنْفَعُ فِيهِ إِلَّا الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ " (3)
__________
(1) هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عبد الرحمن: وهو ابن مهدي.
(2) في (ص) وهامش (س) : ثمنه.
(3) إسناده ضعيف، لضعف أبي بكر بن أبي مريم، ولانقطاعه- كما نص عليه الحافظُ ابن حجر في "أطراف المسند" 5/392- أبو بكر بن أبي مريم لم يدرك المقدام بن مَعْدِي كَرِبَ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (659) ، وفي "الأوسط" (2290) ، وفي "الصغير" (7) ، وفي "مسند الشاميين" (1461) ، وأبو نعيم في "الحلية" من طريق بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن المقدام بن معديكرب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يأتي على الناس زمان من لم يكن معه أصفر ولا أبيض لم يتهنَّ بالعيش".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (660) من طريق بقية، عن عبد الجبار الزبيدي، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، قال: رأيت المقدام ... فذكر نحو القصة وقال- أي المقدام-: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إذا كان في آخر الزمان لا بد للناس فيها من الدراهم والدنانير يقيم الرجل بها دينه ودنياه".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/64-65، فقال: وعن حبيب بن=(28/433)
17202 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلَيْلَةُ (1) الضَّيْفِ وَاجِبَةٌ، فَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ، فَهُوَ دَيْنٌ لَهُ، فَإِنْ شَاءَ اقْتَضَى، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ " (2)
17203 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَإِلَيَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَارِثِهِ (3) ، وَأَنَا مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، أَرِثُ مَالَهُ، وَأَفُكُّ عَانَهُ (4) ، وَالْخَالُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، يَرِثُ مَالَهُ وَيَفُكُّ عَانَهُ " (5)
__________
= عبيد قال: كانت للمقدام ... فذكره، ثم قال: رواه أحمد هكذا، والصواب أنه ليس في إسناد أحمد حبيب بن عبيد، وإنما هو في إسناد الطبراني، ثم أورده من الطرق الأخرى، وقال: ومدار طرقه كلها على أبي بكر بن أبي مريم، وقد اختلط.
(1) في (ق) : ليلة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (17195) . دون ذكر أبي نعيم.
وسلف برقم (17172) .
(3) في (ق) وهامش (س) : فلورثته.
(4) في (ق) في الموضعين: عنه. قلنا: وهو الموافق للفظ الرواية (17199) .
(5) إسناده جيد، وقد سلف برقم (17175) . أبو كامل: هو المظفر بن =(28/434)
17204 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: بُدَيْلٌ الْعُقَيْلِيُّ، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ كَلًّا فَإِلَيَّ - قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ - وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَأَنَا وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، أَعْقِلُ عَنْهُ وَأَرِثُهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، يَعْقِلُ عَنْهُ وَيَرِثُهُ " (1)
17205 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْأَبْرَشُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ جَدِّهِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= مدرك.
وأخرجه أبو داود (2900) ، والنسائي في "الكبرى" (6355) ، وابن ماجه (2634) ، وابن الجارود في "المنتقى" (965) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2748) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (626) ، والدارقطني 4/85- 86 و86، والحاكم 4/344، والبيهقي في "السنن " 6/214، والبغوي في "شرح السنة" (2229) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: علي، قال أحمد: له أشياء منكرات، ولم يخرج له البخاري.
قلنا: وكذلك بديل لم يخرج له سوى مسلم، وراشد ابن سعد إنما أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وأبو عامر الهوزني لم يخرجا له، إنما أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه.
(1) إسناده جيد، وهو مكرر الحديث (17176) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو عفان: وهو ابن مسلم الصفار.(28/435)
أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ إِنْ مِتَّ وَلَمْ (1) تَكُنْ أَمِيرًا وَلَا جَابِيًا وَلَاعَرِيفًا " (2)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : أفلحت يا قديم إن لم تكن، والمثبت من (ظ 13) ، و"أطراف المسند" 5/391، وهو الموافق لرواية أبي داود.
(2) إسناده ضعيف، لضعف صالح بن يحيى بن المقدام، وقد بسطنا القول فيه في الرواية (16816) ، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أبو داود (2933) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1377) ، والبيهقي في "السنن" 6/361 من طريق عمرو بن عثمان، عن محمد بن حرب، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن صالح بن يحيى بن المقدام، بهذا الإسناد. وهو من المزيد في متصل الأسانيد، وفيه: "كاتباً" بدلاً
من "جابياً". وقد أورد المزي في "تحفة الأشراف" 8/509 رواية أبي داود هكذا، ثم ذكر أنه في بعض نسخ أبي داود: عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن جده. يعني بزيادة عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1382) من طريق محمد بن أبي السري، والبيهقي 6/631 من طريق حاجب بن الوليد، كلاهما عن محمد بن حرب، عن سليمان بن سليم، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن جده، به. وفي رواية الطبراني: "شرطياً" بدلاً من "أميراً"، وفي رواية البيهقي:
"عرافاً" بدلاً من "عريفاً".
قال السندي: قوله: يا قديم، تصغير المقدام، بحذف الزوائد.
ولا جابياً: من الجباية، وهو استخراج الإموال من مظانِّها، وهو كالسعاة للسلاطين.
ولا عَرِيفاً، بفتح عين وتخفيف: هو القَيِّم بأمر القبيلة والمحلة، يلي أمرهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم، لمعرفته بها، والعِرافة، بالكسر: عمله، وبالفتح: كونه عريفاً، وهو فعيل بمعنى فاعل، وفي الحديث تحذير من التعرض للرياسة والتأمُّر على الناس، لما فيه من الفتنة، ولأنه إذا لم يقم بحقه، ولم يؤد أمانة فيه، أثِمَ، واستحق من الله العقوبة، ولذلك قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "العُرَفاء في النار".(28/436)
حَدِيثُ أَبِي رَيْحَانَةَ (1)
17206 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَرْثَدٍ الرَّحَبِيَّ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَوْشَبٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ ثَوْبَانَ بْنِ شَهْرٍ، قَالَ: - سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَيْرِ الْمُرَّانِ وَذَكَرُوا الْكِبْرَ - فَقَالَ كُرَيْبٌ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ الْجَنَّةَ " قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
(1) قال السندي: أبو ريحانة: اسمه شمغون بمعجمتين، ويقال: بمهملتين، ويقال: بمعجمة وعين مهملة، مشهور بكنيته. أزدي، ويقال: أنصاري، ويقال: قرشي، قال ابن عساكر: الأول أصح. قال الحافظ: الأنصار كلهم من الأزد، ويجوز أن يكون حالف بعض قريش فتجتمع الأقوال. قلت: ظاهر ما سيجيء في حديثه الآتي أنه ليس بأنصاري. نزل الشام.
وجاء عنه أنه قال: أتيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشكوتُ إليه تفلُت القرآن ومشقَّتَه عليَّ، فقال: "لا تحمل عليك ما لا تُطيق، وعليك بالسجود". فكان يكثر السجود.
وجاء أنه قَفَل من غزوة له، فتعشَّى، ثم توضَّأ، ثم قام إلى مسجده، فقرأ سورة، فلم يزل مكانه حتى أذَّن المؤذن. فقالت له امرأته: يا أبا ريحانة، غزوتَ فتغيبتَ، ثم قدمتَ، أفما كان لنا فيكَ نصيب؟ قال: بلى والله، ولكن لو ذكرتكِ لكان لكِ عليَّ حق. قالت: فما الذي شَغَلَكَ؟ قال: التفكر فيما وصف اللهُ في جنَّته ولذَّاتها، حتى سمعتُ المؤذن.
وجاء أنه ركب البحر، وكانت له صحف، وكان يخيط، فسقطت إبرته في البحر فقال: عزمت عليك يا رب إلا رددت علي إبرتي، فظهرت حتى أخذها.
اهـ. وانظر "الإصابة" 3/358- 361.(28/437)
إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَجَمَّلَ بِسَيرِ (1) سَوْطِي، وَشِسْعِ نَعْلِي؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِالْكِبْرِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، إِنَّمَا الْكِبْرُ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ، وَغَمَصَ النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ " (2)
__________
(1) وقع في النسخ عدا (ظ 13) : بسبق، وعليها شرح السندي، وهو تصحيف، والمثبت موافق لرواية الطبراني في "مسند الشاميين"، ولما أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"، وجاء في "طبقات" ابن سعد: بعلاق سوطي، وهما بمعنى.
(2) صحيح لغيره دون قوله: "بعينيه"، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة عبد الرحمن بن حوشب، تفرد بالرواية عنه سعيد بن مرثد الرحبي، وجهالة ثوبان ابن شهر، تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن حوشب، ولم يؤثر توثيقهما عن غير ابن حبان، ووثق العجلي الثاني منهما، وهما من رجال "التعجيل"، وسعيد ابن مرثد الرحبي ويقال: سعد، كما في الرواية الآتية،- وإن لم يرو عنه غير حريز وهو ابن عثمان- ثقة، بتوثيق أبي داود لشيوخ حريز كلهم، وهو من رجال "التعجيل" كذلك، وكريب بن أبرهة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير صحابيه فمن رجال أصحاب السنن سوى الترمذي. أبو
المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1071) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/425، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/317-318، والطبراني في "الشاميين" (1071) من طريقين، عن حريز بن عثمان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/133، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط".
قلنا: لم نجده في مطبوعي معجمي الطبراني.=(28/438)
17207 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْثَدٍ الرَّحَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَوْشَبٍ، يحَدِّثُ، عَنْ ثَوْبَانَ بْنِ شَهْرٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: - سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى سَرِيرِهِ بِدَيْرِ الْمُرَّانِ وَذَكَرَ الْكِبْرَ - فَقَالَ كُرَيْبٌ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ الْجَنَّةَ " فَقَالَ قَائِلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَجَمَّلَ بِحَبْلَانِ (1) سَوْطِي، وَشِسْعِ نَعْلِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِالْكِبْرِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، إِنَّمَا
__________
= وسيأتي في الحديث الذي يليه.
وله شاهد من حديث ابن مسعود عند مسلم في "صحيحه" (91) (147) ، وقد سلف بغير إسناد مسلم برقم (3789) .
وقوله: "إنه لا يدخل شيء من الكبر الجنة" له شاهد من حديث عبد الله ابن عمرو، سلف برقم (6526) ، وذكرنا هناك بقية شواهده.
وقوله: "الكبر مَنْ سفه الحقَّ وغَمَص الناس" له شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6583) ، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال الشيخ العلامة أحمد دهمان في مقدمة تحقيقه لكتاب "القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية" لابن طولون ص7: دير مُران [في دمشق] : هي محلة كانت عامرةً آهلةً بالسكان، ومحلُّها اليوم في السفح الواقع أسفل قبة السّيّار، وأعلى بستان الدوَّاسة، يُطل منها الإنسان على الربوة، وحدائقها ذات البهجة التي كان يُزرع فيها قديماً الزعفران، ولا تزال تلك الجهة تدعى حتى اليوم بدير مُرّان. ثم بسط الشيخ دهمان القولَ فيه.
(1) وقع في (ص) و (م) : بحبلان، وسيرد تفسيرها في آخر الحديث.(28/439)
الْكِبْرُ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ، وَغَمَصَ النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ (1) " (2) يَعْنِي بِالْحَبْلَانِ (3) : سَيْرَ السَّوْطِ وَشِسْعَ النَّعْلِ
17208 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، قَالَ: بَلَغَنَا " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوَشْرِ، وَالْوَشْمِ، وَالنَّتْفِ (4) ، وَالْمُشَاغَرَةِ، وَالْمُكَامَعَةِ، وَالْوِصَالِ، وَالْمُلَامَسَةِ " (5)
__________
(1) في (ق) : بعينه.
(2) هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عصام بن خالد - الحضرمي- وهو ثقة من رجال البخاري أيضاً.
(3) تحرف في (م) إلى: الحبلان. والمراد بالجلاَن هنا غلظ سير السوط، فقد جاء في "النهاية" بأنَ جُلَّةَ السوط غلظُه.
(4) في (ظ13) : والنبذة، وهي رواية الطحاوي.
(5) صحيح لغيره، وهذا الإسناد فيه انقطاع، أبو الحُصَين الحِمْيَري- وهو الهيثم بن شَفِي الحَجْري؛ وحَجْر: بطن من حِمْيَر- إنما سمعه من صاحبه أبي عامر الحَجْري، كما تُوضحه الرواية الآتية، وأبو عامر هذا مجهول الحال كما سيرد، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي الحصين الحَجْري، فمن رجال أصحاب السنن عدا الترمذي، وهو ثقة، وصحابيُه روى له أصحاب السنن عدا الترمذي كذلك.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/149 مختصراً، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3259) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (17209) و (17210) و (17211) و (17214) .
ويشهد للنهي عن الوشم والوشر والنتف والوصال حديث ابن مسعود السالف برقم (3945) ، ولفظه: نهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة=(28/440)
17209 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ شُفَيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي يُسَمَّى أَبَا عَامِرٍ - رَجُلٌ مِنَ الْمَعَافِرِ -، لِيُصَلِّيَ بِإِيلِيَاءَ وَكَانَ قَاصُّهُمْ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو رَيْحَانَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ. قَالَ أَبُو الْحُصَيْنِ: فَسَبَقَنِي صَاحِبِي إِلَى
__________
= إلا من داء. وذكرنا هناك أحاديث الباب.
ويشهد للنهي عن المشاغرة حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (7012) بلفظ: "لا شغار في الإسلام". وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وشواهد النهي عن الملامسة ذكرناها في حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11022) .
قال السندي:
الوشر، بفتح فسكون، وهو معالجة الأسنان بما يُحَدِّدُها ويُرَقِّق أطرافها، تفعله المرأة المسنة، تتشبَّه بذلك بالشوابّ.
والوشم: هو إن يُغْرَز الجلدُ بإبرة، ثم يُحشى كحلاً أو غيره من خضرة أو سواد.
والنتف، أي: نتف البياض عن اللحية والرأس، أو نتفُ الشعر عن الحاجب.
والمُشاغرة، أي: الشغار، وهو أن تُجعل الحرةُ مهراً لمثلها.
والمكامعة: المضاجعة.
والوصال: معروف في وصل الصوم، والأقرب بالمقام أن المراد وصلُ الشعر.
والملامسة: الوصول باليد ونحوه إلى عضو من لا يحل له الوصول إليه، والله تعالى أعلم. قلنا: قد مر شرح الملامسة بغير هذا المعنى في الحديث (11904) ، فانظره.(28/441)
الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ (1) ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَسَأَلَنِي: هَلْ أَدْرَكْتَ قَصَصَ أَبِي رَيْحَانَةَ؟ فَقُلْتُ: لَا. فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَشْرَةٍ: عَنِ الْوَشْرِ، وَالْوَشْمِ، وَالنَّتْفِ، وَعَنْ مُكَامَعَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ بِغَيْرِ شِعَارٍ، وَمُكَامَعَةِ (2) الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ بِغَيْرِ شِعَارٍ، وَأَنْ يَجْعَلَ الرَّجُلُ فِي أَسْفَلِ ثِيَابِهِ حَرِيرًا مِثْلَ الْأَعْلَامِ، وَأَنْ يَجْعَلَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ مِثْلَ الْأَعَاجِمِ، وَعَنِ النُّهْبَى، وَرُكُوبِ النُّمُورِ، وَلَبُوسِ الْخَاتَمِ إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ " (3)
__________
(1) في (ص) : فأدركته.
(2) في (ق) و (م) وهامش (س) : وعن.
(3) صحيح لغيره دون النهي عن اتخاذ الأعلام من الحرير أسفل الثياب، والنهي عن لبوس الخاتم إلا لذي سلطان، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة حال أبي عامر المعافري- وهو عبد الله بن جابر، وقيل اسمه عامر كما في الرواية (17210) ، والصحيح أبو عامر- فقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير أبي الحصين، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (4049) ، والنسائي في "المجتبى" 8/143-144، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3255) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/265 من طرق عن المفضل بن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3253) و (3254) من طريقين عن عياش بن عباس، به.
وسيأتي برقم (17210) و (17214) ، ومختصراً برقم (17211) .
وقد سلف في الحديث قبله (17208) .
وأشرنا إلى شواهد الوشر والوشم والنتف والمكامعة في الحديث السابق.
وذكرنا أحاديث الباب في النهي عن النهبى في مسند أبي هريرة عند الرواية=(28/442)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (8317) .
وأحاديث الباب في النهي عن ركب النمور في مسند معاوية عند الرواية (16833) .
ونهيه أن يَجْعَلَ على منكبيه مثل الأعاجم فسَّره السندي بأن يلقي ثوب الحرير على الكتفين، وهذا داخل في عموم النهي عن لبس الحرير للرجال، فيصح به.
أما ما يكون أسفل الثياب حريراً مثل الأعلام فقد صحَّ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص فيه. وذلك فيما رواه البخاري (5828) ، ومسلم (2069) (14) من حديث عمر رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الحرير إلا هكذا وأشار بأصبعيه اللتين تليان الإبهام. قال أبو عثمان النهدي: فما عتمنا إنه يعني الأعلام. قوله: فما عتمنا، معناه ما أبطأنا في معرفة أنه أراد الأعلام. وقد سلف برقم (92) .
ونهيه عن لبوس الخاتم إلا لذي سلطان، قال الحافظ في "الفتح" 10/325: قال الطحاوي بعد أن أخرج الحديث: ذهب قوم إلى كراهة لبس الخاتم إلا لذي سلطان، وخالفهم آخرون فأباحوه، ومن حجتهم حديث أنس المتقدم (عند البخاري برقم 5868) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما ألقى خاتمه ألقى الناس خواتيمهم، فإنه يدلُ على أنه كان يلبس الخاتمَ في العهد النبوي من ليس ذا سلطان، فإن قيل: هو منسوخ، قلنا: الذي نُسخ منه لبس خاتم الذهب. قلت (يعني الحافظ) : أو لبس خاتم المنقوش عليه نقش خاتم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما تقدم تقريره. ثم أورد عن جماعة من الصحابة والتابعين أنهم كانوا يلبسون الخواتم ممن ليس له سلطان. انتهى. ولم يجب عن حديث أبي ريحانة، والذي يظهر أن لبسه لغير ذي سلطان خلاف الأولى ...
وقد سُئل مالك عن حديث أبي ريحانة فضعفه، وقال: سأل صدقة بن يسار سعيدَ بنَ المسيب، فقال: البس الخاتم، وأخبر الناس أني قد أفتيتك. والله أعلم.
قال السندي: قوله: من المَعَافر، بفتح الميم: أرض باليمن.
بغير شِعار، بكلسر الشين: ما يلي الجسد من الثوب.(28/443)
17210 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ الْحَجْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْحَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَرِهَ عَشْرَ خِصَالٍ: الْوَشْرَ، وَالنَّتْفَ، وَالْوَشْمَ، وَمُكَامَعَةَ الرَّجُلِ الرَّجُلَ، وَالْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ لَيْسَ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ، وَالنُّهْبَةَ، وَرُكُوبَ النُّمُورِ، وَاتِّخَاذَ الدِّيبَاجِ هَاهُنَا وَهَاهُنَا أَسْفَلَ فِي الثِّيَابِ وَفِي الْمَنَاكِبِ، وَالْخَاتَمَ إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ " (1)
17211 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْخَاتَمِ إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ " (2)
17212 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَىٍّ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ انْتَسَبَ إِلَى
__________
(1) هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو زيد بن الحباب، وشيخه هو يحيى بن أيوب وهو المصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/397-398 و7/58-59 و48/93-494 مقطعاً، والدارمي 2/280، وابن ماجه (3655) مختصراً، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3256) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة- وهو عبد الله- سيئ الحفظ، وأبو الحصين إنما روى الحديث عن أبي عامر المعافري، عن أبي ريحانة، كما سلف في الروايتين (17209) و (17210) ، وسيرد كذلك في الرواية (17214) . وباقي رجال الإسناد ثقات.(28/444)
تِسْعَةِ آبَاءٍ كُفَّارٍ يُرِيدُ بِهِمْ عِزًّا وَكَرَمًا، فَهُوَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ " (1)
17213 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُمَيْرٍ الرُّعَيْنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَامِرٍ التُّجِيبِيَّ، قَالَ أَبِي: " وَقَالَ غَيْرُهُ يَعْنِي (2) غَيْرَ زَيْدٍ: أَبُو عَلِيٍّ الْجَنَبِيُّ " يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/356 بعد أن أخرج هذا الحديث: ما أراه إلا مرسلاً، قلنا: يعني أن عبادة بن نُسَي لم يدرك أبا ريحانة، فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 7/162، وقال: مات سنة ثمان عشرة ومئة وهو شاب، وأبو ريحانة ذكره البخاري في "التاريخ الصغير" 1/116 فيمن كان بين سنة خمسين إلى ستين. ورجال الإسناد كلهم ثقات. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وحميد الكندي: هو ابن مهران أبي حميد الخياط.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/355-356، وأبو يعلى (1439) ، والطبراني في "الأوسط" (446) ، والبيهقي في "الشعب" (5132) من طرق عن أبي بكر بن عياش، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/85، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وأبو يعلى، ورجال أحمد ثقات.
قلنا: لم نجده في مطبوع "المعجم الكبير".
وفي الباب عن أبي بن كعب، سيرد 5/128، و5/241 من حديث معاذ ابن جبل.
وعن ابن عباس، سلف برقم (2739) .
(2) في النسخ عدا (س) زيادة (الجنبي) بعد لفظ غيره. وأشير في (س) أنها نسخة، ولم ترد في "أطراف المسند" 6/231 ولا في هذه الجملة المكررة بإثر الحديث، فحذفناها.(28/445)
فَأَتَيْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى شَرَفٍ، فَبِتْنَا عَلَيْهِ، فَأَصَابَنَا بَرْدٌ شَدِيدٌ حَتَّى رَأَيْتُ مَنْ يَحْفِرُ فِي الْأَرْضِ حُفْرَةً يَدْخُلُ فِيهَا، وَيُلْقِي عَلَيْهِ الْحَجَفَةَ - يَعْنِي التُّرْسَ - فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّاسِ نَادَى: " مَنْ يَحْرُسُنَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَأَدْعُو لَهُ بِدُعَاءٍ يَكُونُ فِيهِ فَضْلٌ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " ادْنُهْ "، فَدَنَا، فَقَالَ: " مَنْ أَنْتَ؟ " فَتَسَمَّى لَهُ الْأَنْصَارِيُّ، فَفَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالدُّعَاءِ، فَأَكْثَرَ مِنْهُ. قَالَ أَبُو رَيْحَانَةَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ مَا دَعَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ (1) : أَنَا رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: " ادْنُهْ " فَدَنَوْتُ، فَقَالَ: " مَنْ أَنْتَ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: أَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ، فَدَعَا بِدُعَاءٍ هُوَ دُونَ مَا دَعَا لِلْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ قَالَ: " حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ دَمَعَتْ أَوْ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ " وَقَالَ (2) : حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ أُخْرَى ثَالِثَةٍ، لَمْ يَسْمَعْهَا مُحَمَّدُ بْنُ سُمَيْرٍ (3)
__________
(1) كذا في النسخ، وفي بعض مصادر التخريج: قلت، وفي بعضها، الآخر: قمت فقلت.
(2) في (س) و (ق) و (م) : أو، والمثبت من (ظ 13) و (عن) .
(3) مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن سُمَير الرعيني- ويقال: محمد بن شمِر، ويقال: ابن شمر- فقد تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن شُريح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو علي الجَنْبي: هو الصواب في كنية عمرو بن مالك الهمداني ونسبته، ووهم زيد بن الحباب في ذلك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/350، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الجهاد"=(28/446)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (145) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2325) ، وأخرجه النسائي مختصراً في "المجتبى" 6/15 عن عصمة بن الفضل، كلاهما عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وجاءت كنية عمرو بن مالك في مطبوع ابن أبي شيبة على الصواب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/264، والطبراني في "الأوسط" (8736) ، وفي "لحلية" 2/28 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، وأخرجه الدارمي 2/203 عن القاسم بن كثير، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8869) ، والحاكم 2/63، والبيهقي في "السنن" 9/149 من طريق ابن وهب، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (144) ، وفي "الآحاد والمثاني" من طريق ابن أبي فديك، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/1254 و1323 من طريق هانىء بن المتوكل، خمستهم عن أبي شريح عبد الرحمن بن شريح، به. قال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن أبي ريحانة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو شريح.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!
وزاد بعضُهم: وسمعت بعدُ أنه قال: "وحُرِّمت النارُ على عين غضَّت عن محارم الله". وزاد بعضهم: "أو عين فُقئت في سبيل الله".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/287، وقال: روى النسائي طرفاً منه، ثم قال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد ثقات.
وله شاهد من حديث ابن عباس بلفظ: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". عند الترمذي (1639) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (146) ، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وآخر من حديث أنس بن مالك عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (147) ، وأبي يعلى (4346) ، والطبراني في "الأوسط" (5775) - وعنده: عينان لا تريان النار- وفي إسناده شبيب بن بشر، وهو ضعيف.=(28/447)
قَالَ عَبْدُ اللهِ قَالَ أَبِي " وَقَالَ غَيْرُهُ يَعْنِي غَيْرَ زَيْدٍ: أَبُو عَلِيٍّ الْجَنَبِيُّ "
17214 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْحَجْرِيِّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ وَصَاحِبًا لَهُ يَلْزَمَانِ أَبَا رَيْحَانَةَ يَتَعَلَّمَانِ مِنْهُ خَيْرًا. قَالَ: فَحَضَرَ صَاحِبِي يَوْمًا وَلَمْ أَحْضُرْ، فَأَخْبَرَنِي صَاحِبِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رَيْحَانَةَ، يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وثالث من حديث العباس بن عبد المطلب عند الطبراني- فيما ذكر المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/230- وقال: من رواية عثمان بن عطاء الخراساني، وقد وثق. وليس هذا الحديث في المطبوع من "المعجم الكبير".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/288، وقال: وفيه عثمان بن عطاء الخراساني، وهو متروك، ووثقه دحيم.
ورابع من حديث معاوية بن حيدة عند الطبراني في "الكبير" 19/ (1003) بلفظ: "ثلاثة لا ترى أعينهم النار، عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله". وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/288، وقال: رواه الطبراني وفيه أبو حبيب العنقزي- ويقال: القنوي- ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وخامس من حديث أبي هريرة عند الحاكم 2/82 بلفظ: "ثلاثة أعين لا تمسها النار، عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله". وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: عمر (يعني ابن راشد اليمامي) ضعفوه. ورواه الحاكم بإسنادٍ آخر إلى أبي هريرة بلفظ:
"حرم على عينين أن تنالهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر". وسكت عنه الحاكم، فأعله الذهبي بالانقطاع.(28/448)
حَرَّمَ عَشْرَةً: الْوَشْرَ، وَالْوَشْمَ، وَالنَّتْفَ، وَمُكَامَعَةَ الرَّجُلِ الرَّجُلَ لَيْسَ بَيْنَهُمَا (1) ثَوْبٌ، وَمُكَامَعَةَ الْمَرْأَةِ بِالْمَرْأَةِ (2) لَيْسَ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ، وَخَطَّيْ حَرِيرٍ عَلَى أَسْفَلِ الثَّوْبِ، وَخَطَّيْ حَرِيرٍ عَلَى (3) الْعَاتِقَيْنِ، وَالنَّمِرَ - يَعْنِي جِلْدَةَ النَّمِرِ -، وَالنُّهْبَةَ، وَالْخَاتَمَ إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ " (4)
__________
(1) في (ظ13) : ليس معه بينهما.
(2) في (ظ13) و (ق) : المرأة.
(3) ضرب على لفظ "على" في (س) .
(4) هو مكرر الحديث (17209) . عتاب: هو ابن زياد الخراساني، وقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة، وصاحب أبي الحصين هو أبو عامر الحَجْري - كما ورد التصريح باسمه هناك- وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/149 عن حبان، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. بلفظ: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرم الوشر والوشم والنتف.
وسلف برقم (17208) .(28/449)
حَدِيثُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ (1)
17215 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جَابِرٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، صَاحَبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ، سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُصَلُّوا إِلَى الْقُبُورِ، وَلَا تَجْلِسُوا عَلَيْهَا " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو مرثد الغنوي: اختلف في اسمه، سكن الشام، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدراً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث أبي مرثد، فلم يخرج له سوى مسلم. وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، فانتفت شبهة تدليسه. ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وأخرجه مسلم (972) (97) ، والترمذي (1051) ، والنسائي في "المجتبى" 2/67، وفي "الكبرى" (836) ، وابن خزيمة (793) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (433) ، وفي "مسند الشاميين" (581) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3229) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (316) ، والطبراني 19/ (433) ، وفي "مسند الشاميين" (580) ، والحاكم 3/221 من طريقين عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
وأخرجه الحاكم 3/221 من طريق بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن بسر بن عبيد الله، عن واثلة، موقوفاً.
وسيأتي في الحديث بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (971) (96) ، وأبي داود (3228) .=(28/450)
17216 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ، يَقُولُ سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ، وَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهَا " (2)
__________
= وعن جابر عند مسلم (970) (94) ، وأبي داود (3225) .
قال السندي: قوله: إلى القبور: بأن تُجعل قبلة.
ولا تجلسوا عليها: حمله الجمهور على ظاهره، وأوَّله بعضهم بقضاء الحاجة.
(1) قوله: قال علي: حدثني بسر بن عبيد الله، ليس في (ظ 13) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن ابن المبارك وهم فيه، فزاد أبا إدريس الخولاني بين بسر بن عبيد الله وواثلة بن الأسقع. عتاب ابن زياد: هو الخراساني، وعلي بن إسحاق: هو المروزي.
وأخرجه مسلم (972) ، والترمذي (1050) ، وأبو يعلى (1514) ، وابن خزيمة (794) ، وابن حبان (2320) و (2324) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (434) ، والحاكم 3/220-221 من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
قال الترمذي عقب الرواية (1050) : قال محمد- أي البخاري-: وحديث ابن المبارك خطأ، أخطأ فيه ابن المبارك، وزاد فيه: عن أبي إدريس الخولاني، وإنما هو بسر بن عبيد الله، عن واثلة، هكذا روى غيرُ واحد عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، وليس فيه عن أبي إدريس، وبسرُ بن عبيد الله قد سمع من واثلة بن الأسقع.
قلنا: وقال مثله ابن أبي حاتم في "العلل" 1/80. =(28/451)
حَدِيثُ عُمَرَ الْجُمَعِيِّ
17217 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، أَنَّ عُمَرَ الْجُمَعِيَّ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ " فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مَا اسْتَعْمَلَهُ (1) ؟ قَالَ: " يَهْدِيهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَى ذَلِكَ " (2)
__________
= وقد سلف فيما قبله، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: ولا تصلوا عليها، أي: إليها. وكلمة "على" للازدواج بالسابق، فتوافقت الروايتان، ويمكن أن يكون على ظاهره، فيكون كل من الصلاة إليها وعليها ممنوعاً.
(1) في (ظ13) وهامش (س) : ما استعماله؟
(2) حديث صحيح لغيره، وهنا إسناد ضعيف لتدليس بقية بن الوليد، فمثله يحتاج إلى التصريح بالتحديث فى جميع طبقات الإسناد، وقد عنعن في بعضها، وباقي رجال الإسناد ثقات رجّال الصحيح، غير بَحِير بن سعد فمن رجال السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وصحابي الحديث- وهو من رجال "التعجيل"- قد أختلف في تسميته، فقال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة عمر الجُمعي 7/80 - 81: قال ابن السكن: يقال: اسمه عمرو بن الحمق، وقال البغوي: يقال: أنه وهم من بقية، وبذلك جزم أبو زرعة الدمشقي، وقد رواه ابن حبان من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه فقال: عن عمرو الحمق، وكذلك رواه الطبراني من طريق زيد بن واقد، عن جبير بن نفير، وإنما لم أجزم بأنه غلط لمقام الاحتمال. انتهى. قلنا. قد=(28/452)
حَدِيثُ بَعْضِ مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17218 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ: " إِنَّ هَذَا لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ "، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ، قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ، فَأَتَاهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ
__________
= جزم البخاري في "التاريخ الكبير" 6/314 أنه لا يصح فيه اسم عمر الجمعي، وكذا جزم الذهبي، فقال في "المشتبه" بعد أن ذكر اسم عمر الجمعي: كذا صحفه بعضهم، وإنما ذا عمرو بن الحمق، ووافقه على ذلك ابن ناصر الدين في "التوضيح" 2/426، وقال: ذكره أبو نعيم وقال: صوابه عمرو بن الحمق.
وجزم المصنف في "التجريد" فقال: وهم فيه بقية. قلنا: وسيرد هذا الحديث تحت الاسم الصحيح لهذا الصحابي في مسنده 5/224، بإسناد صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2342) عن عمرو بن عثمان، عن بقية، بهذا الإسناد، إلا أنه جاء فيه: عن عمرو بن الحمق، وهو تغيير من المحقق.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12036) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعن أبي عنبة الخولاني، سيرد (17784) ، وفي إسناده بقية بن الوليد، واختلف عليه فيه، كما سنبينه هناك.
قال السندي: قوله: استعمله، أي: في خير قبل موته.(28/453)
الرَّجُلَ الَّذِي ذَكَرْتَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَدْ وَاللهِ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَكَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ". وَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ (1) أَنْ (2) يَرْتَابَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ وَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ الرَّجُلُ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَانْتَزَعَ مِنْهَا سَهْمًا، فَانْتَحَرَ بِهِ، فَاشْتَدَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، قَدْ صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، قَدِ انْتَحَرَ فُلَانٌ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ (3)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : القوم، وهي نسخة في (س) .
(2) لفظ "أن" ليس في (ظ13) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم الزهري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/214، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وقد وردت هذه القصة من حديث أبي هريرة عند البخاري (3062) ، ومسلم (111) وفيه زيادة، وقد سلف برقم (8090) .(28/454)
حَدِيثُ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ (1)
17219 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ رَافِعًا يَدَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَا يَقُولُ إِلَّا هَكَذَا " وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ (2)
__________
(1) عمارة بن رويبة، بضم العين والتخفيف، ورويبة براء مهملة بالتصغير: ثقفي، أبو زهير، سكن الكوفة، وله حديثان، روى له مسلم وغيره. قاله السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، غير أن صحابيه لم يخرج له البخاري. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5279) .
وأخرجه الدارمي 1/366 عن محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/116 و147-148- ومن طريقه مسلم (874) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1581) ، وابن حبان (882) ، والبيهقي في "السنن" 3/210- والدارمي 1/366، وأبو داود (1104) ، والترمذي (515) ، والنسائي في "الكبرى" (1714) ، وابن خزيمة (1793) و (1794) ، والبيهقي في "السنن" أيضاً 3/210، والبغوي في "شرح السنة " (1079) من طرق، عن حصين بن عبد الرحمن، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (17221) و (17224) و4/261.
قال السندي: قوله: وما يقول إلا هكذا، أي: وما يفعل إلا هكذا، أي:=(28/455)
17220 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " قِيلَ لِسُفْيَانَ: مِمَّنْ سَمِعَهُ؟ قَالَ: مِنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ (1)
__________
= كان يشير عند التوحيد مثلاً بالسبابة، لا باليدين، كما فعله بِشر.
قلنا: وقد صحَّ رفع اليدين في الدعاء في غير خطبة الجمعة، انظر "فتح الباري" 11/142- 143.
(1) حديث صحيح رجاله ثقات، غير أن سفيان بن عيينة قد خالف الرواة عن عبد الملك بن عمير، فقد رواه سفيان الثوري وأبو عوانة وشيبان، عن عبد المللث بن عمير، عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة، عن أبيه عمارة، كما سيرد بالرقمين (17222) و (17223) ، فالظاهر أن عبد الملك بن عمير روى الحديث تارة عن عمارة دون واسطة، وتارة رواه عنه بواسطة.
وأخرجه الحميدي (861) ، وابن خزيمة (319) و (320) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تحرف "سفيان" في مطبوع "ابن خزيمة" (320) إلى "شيبان".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11523) - وهو في "التفسير" (543) - وأبو عوانة 1/376-377 و377 من طريق أبى إسحاق السَّبِيعي، عن عمارة بن رويبة، يه.
وسيرد بالأرقام (17222) و (17223) و4/261.
وفي الباب عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، سلف برقم (16730) ، وعن جرير بن عبد الله، سيرد 4/360.
قال السندي: قوله: صلى قبل طلوع الشمس، أي: صلى الفجر، وقبل غروبها، أي: صلى العصر. لعل المعنى: من داوم على هاتين الصلاتين،=(28/456)
17221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُصَيْنٍ، أَنَّ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ رَفَعَ يَدَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ. فَقَالَ عُمَارَةُ بْنُ رُوَيْبَةَ: " مَا زَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا " وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ (1)
17222 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عِمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا (2) يَلِجُ النَّارَ مَنْ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " وَعِنْدَهُ رَجُلٌ - قَالَ عَفَّانُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ. قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ، لَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْهُ. قَالَ عَفَّانُ: فِيهِ. (3)
__________
= ولعله لا يُوفَّق للدوام إلا من أريد له النجاة من النار.
وانظر "فتح الباري" 2/53.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/108، وفي "الكبرى" (1715) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1582) ، وابن خزيمة (1794) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (17219) ، وسيرد برقم (17224) و4/261.
(2) في هامش (س) : "لن". (نسخة) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير=(28/457)
17223 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَلِجُ النَّارَ ". فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
17224 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ عِمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ وَبِشْرٌ يَخْطُبُنَا، فَلَمَّا دَعَا، رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ عِمَارَةُ - يَعْنِي -: قَبَّحَ اللهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ أَوْهَاتَيْنِ
__________
= ابنِ عُمارة بن رُوَيْبة- وهو أبو بكر، وأبيه عمارة، فمن رجال مسلم، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عَوَانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعبد الملك: هو ابن عُمير.
وأخرجه ابنُ حبان (1740) ، والبغوي في "شرح السنة" (383) من طريق رَقَبَة بن مَصْقَلَة، عن أبي بكر بن عمارة، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالرقم (17220) ، وسيرد بالحديث بعده، و4/261 في مسند الكوفيين.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابنِ عمارة وأبيه فمن رجال مسلم.
حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وعبد الملك: هو ابن عمير.
وأخرجه مسلم (634) (214) ، والبيهقي في "السنن" 1/466 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وقد سلف. بالحديث قبله، وبالرقم (17220) ، وسيرد 4/261 في مسند الكوفيين.(28/458)
الْيُدِيَّتَيْنِ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ (1) ، إِذَا دَعَا يَقُولُ هَكَذَا، وَرَفَعَ السَّبَّابَةَ وَحْدَهَا " (2)
__________
(1) في (ق) : وهو على المنبر يخطب، وأشير إليها في هامش (س) بنسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. موسى بن داود: هو الضبي، وزهير: هو ابن معاوية.
وهو مكرر الحديثين (17219) و (17221) ، وسيرد 4/261.(28/459)
حَدِيثُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيِّ (1)
17225 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَمْلَةَ، أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُ أَعْلَمُ ". قَالَ الْيَهُودِيُّ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ " (2)
__________
(1) اسمه عمار بن معاذ بن زرارة الأنصاري الظفري، شهد بدراً مع أبيه، وشهد أحداً وما بعدها، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان. انظر "الإصابة" 7/416.
(2) إسناده حسن، ابن أبي نملة- وذكر في بعض الروايات أن اسمه نملة-: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/485 في إحدى النسخ، ولم يطلع المزي ولا الحافظ على هذه النسخة، فلم يشيرا إلى وروده في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أبي نملة فلم يخرج له سوى أبي داود. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وعقيل - بضم العين- هو ابن خالد الأيلي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5198) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي (5197) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (879) من طريق سلامة بن روح، عن عُقيل، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (10160) و (19214) و (20059) ، وأبو=(28/460)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= داود (3644) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/380، والدولابي في "الكنى" 1/58، والطبراني في "الكبير" 22/ (874) و (875) و (876) و (877) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5206) ، والبغوي في "شرح السنة" (124) ، وفي "التفسير" 5/196، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/315، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/354 من طرق عن الزهري، به.
وسيرد في الحديث بعده.
وللقسم الأول- يعني كلام الجنازة- شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11372) بلفظ: "إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها، يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان
لصعق". وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وللقسم الثاني شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (4485) ولفظه: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تُصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: (آمنَّا بالله وما أنزل ... ) الآية [البقرة: 136] ".
قال السندي: قوله: فلا تصدقوهم، أي: لا عبرة بأخبارهم لفسقهم بل كفرهم، نبقي ما أخبروا به على الشك والاحتمال، فلا يستحق التصديق ولا التكذيب.
قلنا: إن أخبار أهل الكتاب هي على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحتَه مما بأيدينا مما يَشْهدُ له بالصدقِ، فذاك صحيح.
والثاني: ما علما كذبه بما عندنا مما يُخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل، ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به، ولا نكذبه، وتجوز حكايته، لما أخرج البخاري في "صحيحه" برقم (3461) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "بلغوا عني ولو آيةً، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدَه مِن النار".
قال الحافظ ابن كثير: وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني،=(28/461)
17226 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَكِتَابِهِ وَرُسُلِهِ (1) " (2)
__________
= ولهذا يختلف علماءُ أهل الكتاب في مثل هذا كثيراً، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل أسماء أهل الكهف، ولَوْنِ كلبهم، وعدتهم، وعصا موسى من أي شجر كانت، وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيلَ مِن البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله موسى عندها ... إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدةَ في تعيينه، تعود على المكلفين في دنياهُم ولا دينهم، لكن نَقْلُ الخلاف عنهم في ذلك جائز، كما قال تعالى: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم) [الكهف: 22] إلى آخر الآية.
وقد علق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على كلمة ابن كثير هذه، فقال: إن إباحةَ التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه، ولا كذبه شيءٌ وذِكْرُ ذلك في تفسير القرآن وجعلُه قولاً أو روايةً في معنى الآيات، أو في تعيين ما لم يُعين فيها أو في تفصيل ما أُجمل فيها، شيء آخر لأن في إثبات مثلِ ذلك بجوارِ كلام الله، ما يُوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مُبَيِّنٌ لمعنى قولِ الله سبحانه، ومُفَصَّل لما أجمل فيه، وحاشا لله ولكتابه من ذلك، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ أَذِنَ بالتحدث عنهم أمرنا أن لا نُصدقهم ولا نكذبهم، فأي تصديق لرواياتهم وأقاويلِهم أقوى من أن نَقْرِنَها بكتاب الله، ونضعَها منه موضع التفسير أو البيان؟ ! اللهم غفراً.
(1) في (ق) : ورسوله.
(2) إسناده حسن، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عثمان ابن عمر، وهو ابن فارس العبدي، وشيخه هو يونس وهو ابن يزيد الأيلي، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين. =(28/462)
حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ (1)
17227 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبِي جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ، قَالَ: مَاتَ أَخِي وَتَرَكَ ثَلَاثَ مِائَةِ دِينَارٍ، وَتَرَكَ وَلَدًا (3) صِغَارًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ، فَاذْهَبْ (4) ، فَاقْضِ عَنْهُ ". قَالَ: فَذَهَبْتُ، فَقَضَيْتُ عَنْهُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ قَضَيْتُ عَنْهُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا امْرَأَةً تَدَّعِي (5) دِينَارَيْنِ، وَلَيْسَتْ لَهَا بَيِّنَةٌ. قَالَ: " أَعْطِهَا، فَإِنَّهَا صَادِقَةٌ " (6)
__________
= وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/10 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6257) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (878) من طريقين عن يونس، به.
وانظر ما قبله.
(1) هو سعدُ بنُ الأطول بن عبيد الله بن خالد الجهنيُّ مِن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمعَ حديثين، نزَلَ البصرة، وفي خبر ذكره ابن سعد في "الطبقات" 7/57 يفهم منه أنه بقي إلى ما بعد موت يزيد معاوية، ومات يزيد سنة 64هـ.
(2) في (ق) و (م) : بن جعفر، وهو خطأ.
(3) في (ق) : أولاداً.
(4) قوله: فاذهب، لبس في (ظ 13) .
(5) في (ق) : تدعي لها.
(6) حديث صحيح، عبد الملك أبو جعفر- وإن يكن مجهولاً- تابعه سعيد ابن إياس الجريري في الرواية الآتية 5/7، وحماد بن سلمة قد سمع منه قبل الاختلاط، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، لكن صحابي=(28/463)
حَدِيثُ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ (1)
17228 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، مَرَّتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ، وَصَوَّبَ، وَقَالَ: " أَرَبُّ إِبِلٍ أَنْتَ أَوْ رَبُّ غَنَمٍ؟ " قَالَ: مِنْ كُلٍّ قَدْ آتَانِي اللهُ، فَأَكْثَرَ وَأَطْيَبَ، قَالَ: " فَتُنْتِجُهَا وَافِيَةً أَعْيُنُهَا وَآذَانُهَا، فَتَجْدَعُ هَذِهِ، فَتَقُولُ صَرْمَا (2) - ثُمَّ تَكَلَّمَ سُفْيَانُ بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا - وَتَقُولُ: بَحِيرَةَ اللهِ (3) ؟ فَسَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ، وَمُوسَاهُ أَحَدُّ، وَلَوْ شَاءَ
__________
= الحديث لم يخرج له سوى ابن ماجه. أبو نضرة: اسمه المنذر بن مالك بن قُطَعة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/45، والدولابي في "الكنى" 1/135، والطبراني في "الكبير" (5466) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (305) ، وأبو يعلى (1510) ، والطبراني في "الكبير" (5466) ، والبيهقي في "السنن" 10/142، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/337 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي 5/7.
وفي الباب عن سمرة بن جندب، سيرد 5/11.
قال السندي: قوله: محبوس، أي: عن دخول الجنة.
قوله: أعطها: فيه القضاء بباطن الأمر، وكان له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، إلا أنه غالباً كان يقضي بالظاهر.
(1) هو مالك بن نضلة الجشمي، له صحبة، عداده في أهل الكوفة، روى له البخاري في "أفعال العباد" وأصحاب السنن.
(2) في (م) : صرماء.
(3) في نسخة في (س) : بحيرة، دون ذكر لفظ الجلالة.(28/464)
أَنْ يَأْتِيَكَ بِهَا صَرْمَا أَتَاكَ ". قُلْتُ: إِلَى مَا تَدْعُو؟ قَالَ: " إِلَى اللهِ وَإِلَى الرَّحِمِ ". قُلْتُ: يَأْتِينِي الرَّجُلُ مِنْ بَنِي عَمِّي، فَأَحْلِفُ أَنْ لَا أُعْطِيَهُ ثُمَّ أُعْطِيهِ؟ قَالَ: " فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ عَبْدَانِ أَحَدُهُمَا يُطِيعُكَ وَلَا يَخُونُكَ وَلَا يَكْذِبُكَ، وَالْآخَرُ يَخُونُكَ وَيَكْذِبُكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، بَلِ الَّذِي لَا يَخُونُنِي، وَلَا يَكْذِبُنِي، وَيَصْدُقُنِي الْحَدِيثَ أَحَبُّ إِلَيَّ. قَالَ: " كَذَاكُمْ أَنْتُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الأحوص عوف ابن مالك بن نَضْلة، فمن رجال مسلم، وأبي الزعراء عمرو بن عمرو، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (622) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (883) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص59، والنسائي في "المجتبى" 7/11، وفي "الكبرى" (11158) ، وابن ماجه (2109) من طريق سفيان بن عُيينة، به.
وسلف نحوه برقم (15887) .
قال السندي: فصَعَّد، بالتشديد، فيَّ بالتشديد، وصوَّب بالتشديد: فيُنتجها من الإنتاج. صُرُماً بضمتين، أي: تسميها صُرُماً، فصُرُماً مفعول القول بمعنى التسمية، أو المعنى: فتقول: جعلتها صُرُماً، وهو جمع صريم، وهو مقطوع الأذن.
وإلى الرحم، أي: إلى صلته.
لو كان لك عبدان إلخ، أي: هل هما سواء، والنفي في قوله: لا، يرجع إلى هذا.(28/465)
17229 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ أَوْ شَمْلَتَانِ، فَقَالَ لِي: " هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَدْ آتَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ مَالِهِ مِنْ خَيْلِهِ وَإِبِلِهِ وَغَنَمِهِ وَرَقِيقِهِ، فَقَالَ: " فَإِذَا آتَاكَ اللهُ مَالًا، فَلْيَرَ عَلَيْكَ نِعْمَتَهُ " فَرُحْتُ إِلَيْهِ فِي حُلَّةٍ (1)
17230 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ. قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ (2)
17231 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ أَمُرُّ بِهِ، فَلَا يُضَيِّفُنِي وَلَا يَقْرِينِي، فَيَمُرُّ بِي فَأَجْزِيهِ؟ قَالَ: " لَا بَلْ اقْرِهِ ". قَالَ: فَرَآنِي رَثَّ الثِّيَابِ (3) . فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ؟ " فَقُلْتُ: قَدْ
__________
(1) حديث صحيح، شَرِيك بن عبد الله: هو النَّخعي- وهو وإن كان سيئ الحفظ- توبع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخبن، غير أبي الأحوص عوف بن مالك بن نَضْلة الجُشَمي، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (611) من طريق إسماعيل بن موسى السدي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (15887) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو أسود بن عامر.
(3) في (م) و (ظ13) : الهيئة، وهي نسخة في (س) ، وجاء فوقها في=(28/466)
أَعْطَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ الْمَالِ مِنَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ، قَالَ: " فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ " (1)
17232 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزَّعْرَاءِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ (2) ، فَيَدُ اللهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى، فَأَعْطِيَنَّ الْفَضْلَ، وَلَا تَعْجَزْ عَنْ نَفْسِكَ " (3)
__________
= (ظ13) : الثياب.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي (2006) ، والبيهقي في "الشعب" (6197) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد، قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن حبان (3410) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (606) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن سفيان الثوري، به مختصراً.
وقد سلف برقم (17229) .
(2) في (ق) : ثلاث.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (15890) سنداً ومتناً.(28/467)
حَدِيثُ ابْنِ مِرْبَعٍ الْأَنْصَارِيِّ (1)
17233 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: أَتَانَا ابْنُ مِرْبَعٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَنَحْنُ فِي مَكَانٍ مِنَ الْمَوْقِفِ بَعِيدٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ إِلَيْكُمْ يَقُولُ: " كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ " لِمَكَانٍ تَبَاعَدَهُ عَمْرٌو (2)
__________
(1) هو زيد بن مربع بن قيظي من بني حارثة الأنصاري، وقيل: اسمه يزيد وقيل: عبد الله فأكثر ما يجيء في الحديث غير مسمى.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة. ويزيد بن شيبان صحابي جليل، وهو خال عمرو بن عبد الله بن صفوان وهو ابن أمية بن خلف.
وأخرجه الحميدي (577) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/445-446، وأبو داود (1919) ، والترمذي (883) ، والنسائي في "المجتبى" 5/255، وفي "الكبرى" (4010) ، وابن ماجه (3011) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/210، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2149) ، وابن خزيمة (2818) و (2819) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1204) ، والحاكم 1/462، والبيهقي في "السنن" 5/115 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مربع حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (488) ، ومن طريقه الطحاوي (1205) عن سفيان بن عيينة، به. إلا أنه قال: عن عبد الله بن صفوان بدلاً من عمرو بن عبد الله بن صفوان.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (562) .
وعن جبير بن مطعم، سلف برقم (16751) . =(28/468)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17234 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ (2) : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ، وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِهِ، فَوَافَتْ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْفَجْرِ انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ، فَقَالَ: " أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ وَجَاءَ بِشَيْءٍ؟ " قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، (3)
__________
= قال السندي: قوله: في مكان من الموقف، أي: موقف الإمام، وكان هذا بعرفات.
على مشاعركم، أي: لا يضر البعد من الإمام.
لمكانِ، أي: قال ذلك لمكان، أي: في شأن مكان تباعده عمرو، أي: عدَّه بعيداً.
(1) هو عمرو بن مالك الأنصاري حليف بن عامر بن لؤي يُكنى أبا عمرو وهو من مولدي أهل مكة، شهد بدراً وما بعدها، ومات في خلافة عمر، وصلى عليه.
(2) في (ص) : عن ابن شهاب.
(3) في (ظ 13) : ما سركم.(28/469)
فَوَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِن (1) أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ (2) قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ " (3)
17235 - حَدَّثَنَا سَعْدٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ، وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا
__________
(1) في (م) : وَلَكِنِّي.
(2) لفظ "كان" ليس في (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم الزهري.
وأخرجه مسلم (2961) ، والنسائي في "الكبرى" (8767) ، والبيهقي في "السنن" 9/191 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه القاسم بن سلام في "الأموال" (83) وابن زنجويه (129) ، والبخاري (6425) ، ومسلم (2961) (6) ، والنسائي في "الكبرى" (8766) ، وابن ماجه (3997) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1767) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2027) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (38- 41) ، والبيهقي في "السنن" 9/190- 191، وفي "الدلائل" 6/319، من طرق عن الزهري، به.
وفي إحدى روايتي البخاري ومسلم وغيرهما: "فتهلككم كما أهلكتهم".
وانظر ما بعده، وسيأتي 4/327.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11865) .
وعن عقبة بن عامر، سيرد (17397) .(28/470)
عُبَيْدَةَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
__________
(1) هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد في هذه الرواية هو سعد بن إبراهيم، وهو أخو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.(28/471)
حَدِيثُ إِيَاسِ بْنِ عَبْدٍ الْمُزَنِيِّ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17236 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْمِنْهَالِ، سَمِعَ إِيَاسَ بْنَ عَبْدٍ الْمُزَنِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَبِيعُوا الْمَاءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ (2) " لَا يَدْرِي عَمْرٌو أَيَّ مَاءٍ هُوَ
__________
(1) في "تهذيب الكمال": إياسُ بن عبدٍ المزنيُ له صحبة، كنيته أبو عوف، ويقال: كنيته أبو الفرات يُعد في الحجازيين، وقال البخاري: يُعَدُ في الكوفيين، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل مكة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن صحابيه لم يرو له إلا أصحاب السنن. سفيان: هو ابن عُيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مُطْعِم البُناني.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (14495) ، والحميدي (912) ، وابن أبي شيبة 6/256، والنسائي في "المجتبى" 7/307، وفي "الكبرى" (6257) ، وابن ماجه (2476) ، والدارمي 2/269، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1107) ، والطبراني في "الكبير" (782) ، والحاكم 2/44، والبيهقي في "السنن" 6/15 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وزاد الحميدي والدارمي قول عمرو بن دينار: ولا أدري أيُ ماء هو؟ جارياً، أو الماء المستسقى، وقال سفيان: هو عندنا أن يباع في موضعه الذي أخرجه إليه منه.
وقد سلف برقم (15444) .(28/472)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ
17237 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ مُزَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: أَلَا تَنْطَلِقُ فَتَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يَسْأَلُهُ (1) النَّاسُ، فَانْطَلَقْتُ أَسْأَلُهُ، فَوَجَدْتُهُ قَائِمًا يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ، وَمَنْ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ وَلَهُ عِدْلُ خَمْسِ أَوَاقٍ فَقَدْ سَأَلَ إِلْحَافًا ". فَقُلْتُ (2) بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي لَنَاقَةٌ لَهُ: هِيَ خَيْرٌ مِنْ خَمْسِ أَوَاقٍ، وَلِغُلَامِهِ نَاقَةٌ أُخْرَى هِيَ خَيْرٌ مِنْ خَمْسِ أَوَاقٍ، فَرَجَعْتُ، وَلَمْ أَسْأَلْهُ (3)
__________
(1) في (ق) : سأله.
(2) في هامش (س) : قال: فقلت، نسخة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو بكر الحنفي- وهو عبد الكبير بن عبد المجيد- من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد عدا صحابيه من رجال مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (490) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/372 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/95، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب في قوله: "من استعفَّ أعفَّه الله، ومن استغنى أغناه الله" عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10989) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقّية أحاديث الباب. =(28/473)
حَدِيثُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ (1)
__________
= وفي الباب في قوله: "ومن سأل الناس وله عِدل خمس أواقِ، فقد سأل إلحافاً" عن أبي سعيد الخدري أيضاً، سلف بإسناد صحيح برقم (11044) بلفظ: "من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف". وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وانظر ما جمع به الطحاوي بين ذكر خمس أواقِ في حديث المزني، وأوقية في حديث أبي سعيد في "شرح مشكل الآثار" 1/429-430.
(1) قال الحسيني في "الإكمال": أسعد بن زُرارة بن عُدُس بن عبيد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، أحدُ النقباء ليلة العقبة، وأولُ من بايع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلتئذ، وقد شهد العقبة الأولى والثانية والثالثة، وكان نقيبَ بني النجار، وهو أولُ من صلى الجمعة بالمدينة، مات قبل بدر سنة إحدى من الهجرة، وهو أولُ من دُفن بالبقيع.
قال الحافظُ بعد أن نقل كلام الحسيني هذا في "التعجيل": ومما ينبغي أن يُنَبَّه عليه أن أسعد بن زُرارة لا رواية له في "المسند"، وإنْ كان فيه حديثٌ يوهم سياقُه أن له رواية، وبيانُ ذلك أن أحمد قال: حدثنا روح ... فذكر الحافظ هذا الحديث، ثم قال: وهذا الحديثُ اختُلف فيه على الزهري، ولكنَّ
قوله: عن أبي أمامة أسعد بن زرارة، يريد: عن قصته، وليس المرادُ الروايةَ عنه نفسه، وقد رواه معمر عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل قال: دخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أسعد بن زرارة، فذكر الحديث مرسلاً، وكأنَّ أبا أمامة حملها عن والده أو غيره من أهله، لأن أسعد بن زرارة جدُّه لأمه، وبه سُمّي وكنِّي، ومعمر أثبتُ من زمعة بكثير، أخرجه عبد الرزاق، عن معمر، وتابعه يونس عن الزهري عند الحاكم، وأخرجه الحاكم أيضاً من طريق عبد الأعلى عن معمر،
عن الزهري، عن أنس، وهي شاذة، ومعمر حدث بالبصرة بأحاديث وهم فيها.
والمحفوظُ روايةُ عبد الرزاق، وأبو أمامة بن سهل له رؤية، ولا يصح له=(28/474)
17238 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ - وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ يَوْمَ الْعَقَبَةِ - أَنَّهُ أَخَذَتْهُ الشَّوْكَةُ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَالَ: " بِئْسَ الْمَيِّتُ لَيَهُودُ - مَرَّتَيْنِ - سَيَقُولُونَ: لَوْلَا دَفَعَ عَنْ صَاحِبِهِ؟ وَلَا أَمْلِكُ لَهُ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَأَ تَمَحَّلَنَّ لَهُ ". فَأَمَرَ بِهِ، وَكُوِيَ بِخَطَّيْنِ (1) فَوْقَ رَأْسِهِ، فَمَاتَ (2)
__________
= سماع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) كذا في (م) ، ووقعت في النسخ بهذا الرسم: بخطر، ولم يتجه لنا قراءتها، ولم يرد هذا اللفظ عند ابن سعد ولا الحاكم ولا ابن عبد البر، وجاء عند عبد الرزاق: فكواه حوران، وجاء في بعض روايات ابن سعد: فكواه مرتين.
(2) إسناده ضعيف، أبو أمامة بن سهل بن حنيف- وإن كانت له رؤية- لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد قال الحافظ فيما تقدم: يحتمل أن يكون حمله عن والده أو غيره من أهله، وزمعة بن صالح- وإن يكن ضعيفاً - تُوبع كما سيرد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (5583) من طريق أبي قُرَة- وهو موسى بن طارق الزَّبِيدي قال: ذكر زمعةُ بن صالح، عن يعقوب بن عطاء- وهو ابن أبي رباح المكي- عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: دخل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أسعد بن زرارة يعوده ... وهذا الإسناد=(28/475)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وإن كان متصلاً- ضعيفٌ لضعف زمعة كما ذكرنا وضعفِ يعقوب بن عطاء، ولم يتابع على وصله.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/611، وعبد الرزاق في "المصنف" (19515) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5584) من طريق معمر، وابن سعد 3/610 من طريق صالح بن كيسان، والحاكم 4/214، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/61 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وابن عبد البر كذلك من طريقي ابن جريج وابن سمعان، خمستهم عن الزهري، به، مرسلاً. لحال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا كان أبو أمامة عندهما من الصحابة، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي على تصحيحه وقال: لأن أبا أمامة بن سهل عندهما من الصحابة. قلنا: قد نقلنا عن الحافظ أن أبا أمامة بن سهل له رؤية، ولا يصح له سماع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر (16618) .
قال السندي: قوله: أخذته الشوكة: هي حمرة تعلو الوجه والجسد.
قلنا: المراد بالشوكة هنا مرضُ الذِّبحة، وبذلك عرفها ابن عبد البر، والحمرة تحدث من الألم الناتج عنها، فقد روى مالك في "الموطأ" 2/944 عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن أسعد بن زُرارة اكتوى في زمن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الذِّبحة، فمات. والذِّبحة- كما يُعرِّفها الأطباء المعاصرون: نقصُ ترويةِ شرايين القلب.
قال السندي: قوله: بئس الميت: هو إظهارٌ لكراهة موته وثقله عليه.
وقوله: ليهود، أي: قال ذلك لأجل شماتة اليهود والاستدلال به على نفي النبوة، لا كراهة نفس الموت. والله أعلم.(28/476)
حَدِيثُ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ
17239 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ وَمَعَنَا فَرَسٌ فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ مِنَّا سَهْمًا، وَأَعْطَى الْفَرَسَ سَهْمَيْنِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، لجهالة أبي عمرة، فقد تفرد المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- بالرواية عنه، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ولاختلاط المسعودي واضطرابه فيه، قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة أبي عمرة: روى أبو عبد الله بن منده في "معرفة الصحابة" من حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه، عن جده، أنه جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه
أخٌ له يوم بدر أو يوم أحد فأعطى الرجل سهماً سهماً، وأعطى الفرس سهمين، والاختلاف فيه على المسعودي، وكان قد اختلط، ورواية ابن منده هي من طريق يونس بن بكير عنه، ورواية أبي داود من طريق أمية بن خالد عنه، والثالثة من رواية أبي عبد الرحمن المقرىء عنه، والظاهر من مجموع ذلك أن الحديث لأبي عمرة الأنصاري لا لغيره، والله تعالى أعلم. ومن الجائز أن يكون
عبد الله بن عبد الرحمن يكنى أبا عمرة فتلتئم رواية أمية بن خالد مع رواية يونس بن بكير، إلا أن يونس يزيد عليه قوله: عن جده، وهو أصوب، والله تعالى أعلم. انتهى. وباقي رجال الإسناد ثقات أبو عبد الرحمن المقرىء: اسمه عبد الله بن يزيد.
وأخرجه أبو داود (2734) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقد أقحم في إسناد المطبوع اسم أبي معاوية بين الإمام أحمد وأبي عبد الرحمن المقرىء، وهو خطأ، وانظر "تحفة الأشراف" 9/235.
وأخرجه أيضاً (2735) من طريق أمية بن خالد، عن المسعودي، عن رجل=(28/477)
حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ (1)
17240 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَنِي، قَالَ: " إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَاكَ (2) ، فَهُوَ خَيْرٌ " (3) . فَقَالَ: " ادْعُهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ، فَتَقْضِي لِي، اللهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ " (4)
__________
= من آل أبي عمرة، عن أبي عمرة، بمعناه، لم يقل: عن أبيه، إلا أنه قال: ثلاثة نفر، زاد: فكان للفارس ثلاثة أسهم.
وقد صح من حديث ابن عمر السالف برقم (4448) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل يوم خيبر للفرس سهمين، وللرجل سهماً. وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) قال السندي: عثمان بن حُنَيف أنصاري. قال الترمذي: شهد بدرًا.
والجمهور على أن أول مشاهده أحد. وهو الذي بعثه عمر على مساحة الأرض حين فتحت الكوفة، وهو أخو سهل بن حنيف. سكن الكوفة في خلافة معاوية.
(2) في (ق) : ذلك.
(3) في (ص) : فهو خير لك.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات، أبو جعفر: هو عمير بن يزيد بن عمير=(28/478)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الأنصاري الخطمي، وهو وعمارة بن خزيمة- وهو ابن ثابت- من رجال أصحاب السنن، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن عثمان بن حنيف- وهو عم أبي أمامة بن سهل بن حنيف- إنما أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن سوى أبي داود. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (379) ، والترمذي (3578) ، والنسائي في "الكبرى" (10495) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (659) ، وابن ماجه (1385) ، وابن خزيمة (1219) ، والحاكم 1/313 و519 من طرق عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر، وهو الخطمي. وقال الحاكم: إسناده صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
قلنا: بل في إسناده من لم يخرج له الشيخان، كما سلف.
وأخرجه الحاكم كذلك 1/519 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8311/2) من طريق إدريس بن جعفر العطار، عن عثمان بن عمر، عن شعبة، عن أبي جعفر، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف، به. قال الدارقطني: إدريس بن جعفر العطار متروك.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (10496) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (660) من طريق هشام الدستوائي، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8311/1) ، وفي " الصغير" (508) مطولاً بذكر قصة، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (633) ، والحاكم 1/526-527 من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
وسيأتي بعده برقمي (17241) و (17242) .(28/479)
17241 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَنِي، فَقَالَ: " إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ، فَهُوَ أَفْضَلُ لِآخِرَتِكَ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ (1) ". قَالَ: لَا بَلْ ادْعُ اللهَ لِي (2) . " فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، وَأَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَأَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ فَتَقْضِي، وَتُشَفِّعُنِي فِيهِ، وَتُشَفِّعُهُ فِيَّ " قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ هَذَا مِرَارًا. ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: أَحْسِبُ أَنَّ فِيهَا: أَنْ تُشَفِّعَنِي فِيهِ. قَالَ: فَفَعَلَ الرَّجُلُ، فَبَرَأَ (3)
17242 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) لفظ "لك" ليس في (ظ 13) ولا (ص) .
(2) لفظ "لي" ليس في (ص) .
(3) هو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذه الرواية هو روح: وهو ابن عبادة.
(4) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل البصري، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (10494) ، وهو في "عمل اليوم=(28/480)
17243 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ هَانِئِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الصَّدَفِيِّ، حَدَّثَهُ قَالَ: حَجَجْتُ زَمَانَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَجَلَسْتُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى فِي هَذَا الْعَمُودِ، فَعَجَّلَ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّ صَلَاتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا لَوْ مَاتَ لَمَاتَ وَلَيْسَ مِنَ الدِّينِ عَلَى شَيْءٍ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخَفِّفُ صَلَاتَهُ وَيُتِمُّهَا ". قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ مَنْ هُوَ؟ فَقِيلَ: عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ (1)
__________
= والليلة. (658) من طريق حبان، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر سابقه وما قبله.
(1) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة فقد روى عنه حسن بن موسى بعد الاختلاط، ولجهالة حال البراء بن عثمان- وهو ابن حنيف- وقد تفرد بالرواية عنه الحارثُ بن يزيد- وهو الحضرمي- ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وهو من رجال "التعجيل"، ولجهالة حال هانىء بن معاوية الصََّدَفي، روى عنه
اثنان، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو من رجال "التعجيل" كذلك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. حسن بن موسى: هو الأشيب.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/273، والطبراني في "الكبير" (8310) من طريقين عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 20/121، وقال: رواه أحمد والطبراني=(28/481)
تَمَامُ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ (1)
__________
= في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وفيه البراء بن عثمان، ولم يُعرف.
وفي الباب عن أمراء الأجناد: خالد بن الوليد، وشُرَحبيل بن حَسَنة، وعمرو بن العاص عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/247-248، وأبي يعلى (7184) ، وابن خزيمة (665) ، والطبراني في "الكبير" (3840) أخرجوه مطولاً من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا شيبة بن الأحنف الأوزاعي، سمعتُ أبا سلاَّم الأسود، حدثني أبو صالح الأشعري، أنه سمع أبا عبد الله الأشعري، عنهم مرفوعاً بلفظ: "ترون هذا، لو مات على ما هو عليه مات على غير ملة الإسلام ... " إلى آخر الحديث. وهذا الإسناد- وإن يكن ظاهره الحسن- قد تفرد رواتُه بهذا اللفظ، ولا يُحتمل تفرد بعضهم كشيبة بن الأحنف، فهو- وإن روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"- قد جهّله دُحَيم- وهو من علماء الشام- وقال: لم أسمع من الوليد بن مسلم من حديث شيبة بن الأحنف شيئاً، وقال أيضاً في رواية عثمان بن سعيد الدارمي عنه: كان الوليد يروي عنه، ما سمعتُ أحداً يعرفه.
وأصلُه في الصحيح من حديث حذيفة عند البخاري (791) بلفظ: رأى حذيفةُ رجلاً لا يُتِمُ الركوع والسجود، قال: ما صليتَ، ولو متَّ متَّ على غير الفطرة التي فَطَرَ اللهُ محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيرد 5/384. ونذكر ما جاء في تعريف الفطرة هناك.
(1) قال السندي: عمرو بن أمية الضَّمري هو أبو أمية، صحابي مشهور، أسلم حين انصرف المشركون من أحد، وكان شجاعاً. وكان أول مشاهده بئر معونة، فأسره عامر بن الطفيل، وجزَّ ناصيته، وأطلقه. وبعثه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى النجاشي في زواج أم حبيبة وإلى مكة، فحمل خبيباً من خشبته، وله ذكر في عدة مواطن. وكان من رجال العرب جرأة ونجدة، وعاش إلى خلافة معاوية، فمات بالمدينة قيل: مات قبل الستين.(28/482)
17244 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرَ بْنِ عَمْرِو (1) بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، عَنْ أَبِي (2) سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (3)
__________
(1) قوله: ابن جعفر بن عمرو، سقط من النسخ عدا (ظ 13) ، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 5/125.
(2) وقع في (م) : وعن، بزيادة واو، وهو خطأ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة جعفر بن عمرو بن جعفر ابن عمرو بن أمية الضمري، روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/194، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/484، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما. قال الحافظ في "التهذيب": وروى إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه، عن جده حديثاً، فقال ابنُ المديني في "العلل": جعفر بن عمرو هذا ليس هو جعفر بن عمرو بن أمية لصلبه، بل هو جعفر بن عمرو بن فلان بن عمرو بن أمية، وإنما الحديث عن جعفر، عن أبيه، عن جده عمرو بن أمية.
ثم قال الحافظ: وهذا غاية في التحقيق، وظهر أن جعفر بن عمرو اثنان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق- وهو محمد- فقد أخرج له مسلم متابعة، والبخاري تعليقاً، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/194 من طريق محمد بن سلمة - وهو الحراني- عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (17245) و (17246) و (17247) و (17615) و (17616) و (17619) و5/288.
وحديث المسح على الخفين حديث متواتر، انظر كتب الأحاديث المتواترة.(28/483)
17245 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن مصعب- وهو القَرْقَساني- بسطنا الكلام عليه في الرواية (3047) ، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. لكن تفرد الأوزاعي فيه بذكر المسح على الخمار- والمراد به العمامة- وخالفه في ذلك جمع. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/23 و178-179، ومن طريقه ابن ماجه (562) عن محمد بن مصعب، بهذا الإسناد، ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح على الخفين والعمامة.
وأخرجه البخاري (205) ، وابن ماجه (562) ، وابن خزيمة (181) ، والبيهقي في "السنن" 1/270 من طرق عن الأوزاعي، به. بلفظ: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح على عمامته وخفيه. وقال البخاري: وتابعه معمر، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عمرو قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحديث معمر سيأتي برقم (17615) .
وانظر سابقه.
وسيأتي من طريق أبي المغيرة عن الأوزاعي برقم (17616) .
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/288.
وفي الباب عن بلال عند مسلم برقم (275) ، سيرد 6/12.
وعن المغيرة بن شعبة، سيأتي 4/243-244.
قال السندي: والخمار، بكسر الخاء المعجمة، أريد به العمامة، والمسح عليها جائز عند بعضٍ مطلقاً، وعند بعض مقيداً بالضرورة، أو بكونه زائداً على قدر الفرض، وعند بعضهم لا يجوز لأن القرآن يدل على مسح الرأس، فلا يؤخذ في خلافه بحديث الآحاد. قلنا: وانظر "فتح الباري" 1/308-309.(28/484)
17246 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (1)
17247 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (2)
17248 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وحسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/178، والبخاري (204) من طريقين عن شيبان، بهذا الإسناد. قال البخاري: وتابعه حرب بن شداد وأبان، عن يحيى.
وأخرجه الطيالسي (1254) ، والنسائي في "المجتبى" 1/81، وفي "الكبرى" (126) من طريق حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسقط من مطبوع الطيالسي اسم أبي سلمة.
وسيأتي من طريق أبان عن يحيى برقم (17619) .
وقد سلف برقم (17244) .
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/288.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر سابقه. أبو عامر: هو العَقَدي البصري، واسمه عبد الملك بن عمرو.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/288.(28/485)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عُضْوًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
17249 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ (2) : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَطَرَحَ السِّكِّينَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، فُلَيح- وهو ابن سليمان الخزاعي- اختُلف فيه، وقد احتج به الشيخان، إلا أن الحافظ قال في مقدمة "الفتح" ص435: لم يعتمد عليه البخاري اعتماده على مالك وابن عيينة وأضرابهما، وإنما أخرج له أحاديث أكثرها في المناقب وبعضها في الرقاق. قلنا: وهو متابع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو العَقَدي، واسمه عبد الملك بن عمرو.
وسيأتي بنحوه بالأرقام (17249) و (17250) و (17613) و (17614) و (17618) و5/288.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/287.
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في مسند أبي هريرة عند تخريج الرواية (7605) .
قال السندي: قوله: أكل عضواً، أي: عضو شاة مثلاً.
ولم يتوضأ، أي: فلا يجب الوضوء مما مسته النار.
(2) في (ص) و (م) : فال ابن شهاب.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن كيسان المدني.
وأخرجه البخاري (675) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/66 من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (1150) من طريق موسى بن عقبة، عن صالح=(28/486)
17250 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ (1) ، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
__________
= ابن كيسان، عن الفضل بن عمرو بن أمية، عن أبيه، به.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/36 "بترتيب السندي"، والحميدي (898) ، وابن أبي شيبة 1/48، والبخاري (208) و (2923) و (5408) و (5462) ، ومسلم (355) (93) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 8/136، والدارمي 1/185، وابن حبان (1141) ، والبيهقي في
"السنن" 1/153 و154 و3/74 من طرق عن الزهري، به.
وعلقه البخاري (5462) بصيغة الجزم، فقال: قال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، به.
وأخرجه ابن ماجه (490) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به. بلفظ: أن عمرو بن أمية شهد على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أكل طعاماً مما غيرت النار، ثم صلى ولم يتوضأ.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (969) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أخيه، عن أبيه عمرو بن أمية، به.
وانظر سابقه.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/288.
(1) لفظ "شاة" لم يرد في (ظ 13) .
(2) هو مكرر سابقه، غير أنه لم يذكر في إسناده صالح بن كيسان، وذاك من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه الطيالسي (1255) ، والبخاري (2923) ، ومسلم (355) (92) ، وأبو يعلى (6878) من طرق عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، بهذا الإسناد.=(28/487)
17251 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ كُلَيْبَ بْنَ صُبْحٍ (1) ، حَدَّثَهُ، أَنَّ الزِّبْرِقَانَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَامَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ لَمْ (2) يَسْتَيْقِظُوا، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ بِالرَّكْعَتَيْنِ فَرَكَعَهُمَا، ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى " (3)
__________
= وسيكرر بإسناده ومتنه برقم 5/ 288.
(1) وقع في (ق) و (م) : صبيح، وهو خطأ.
(2) في (ق) : ولم.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف فيه علتان: جهالة الزبرقان- وهو ابن عبد الله الضمري- فلم يرو عنه سوى كليب بن صبح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، والانقطاع بين زبرقان وعمه عمرو بن أمية الضمري، والمراد بقوله: عمه: هنا عم أبيه، كما ذكر المزي والحافظ، وعمه: هو جعفر بن عمرو ابن أمية، وقد روى عنه أيضاً كما ذكر المزي، ونقل المزي عن أحمد بن صالح قوله: الصواب فيه: الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية، عن عمه جعفر بن عمرو، عن عمرو بن أمية. قلنا: لكن هذا الإسناد لم يرد فيه ذكر عمه جعفر بن عمرو، فهو منقطع كذلك. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عياش بن عباس فمن رجال مسلم، وكليب بن صبح، فمن رجال
أبي داود، وهما ثقتان. أبو عبد الرحمن المقرىء: هو عبد الله بن يزيد، وحيوة: هو ابن شُرَيح.
وأخرجه أبو داود (444) من طريقين عن أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد.
وسيكرر 5/287 سنداً ومتناً.
وله شواهد كثيرة يصح بها ذكرناها في تخريج حديث ابن مسعود السالف=(28/488)
* 17252 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَحْدَهُ عَيْنًا إِلَى قُرَيْشٍ "، قَالَ: جِئْتُ إِلَى خَشَبَةِ خُبَيْبٍ وَأَنَا أَتَخَوَّفُ الْعُيُونَ، فَرَقِيتُ فِيهَا، فَحَلَلْتُ خُبَيْبًا، فَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ، فَانْتَبَذْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ الْتَفَتُّ، فَلَمْ أَرَ خُبَيْبًا، وَلَكَأَنَّمَا ابْتَلَعَتْهُ الْأَرْضُ، فَلَمْ يُرَ لِخُبَيْبٍ أَثَرٌ حَتَّى السَّاعَةِ وقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " وَقَالَ لَنَا (1) فِيهِ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَأَمَّا أَبِي فَحَدَّثَنَا عَنْهُ لَمْ يَذْكُرِ الزُّهْرِيَّ. وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِالْكُوفَةِ، فَجَعَلَهُ لَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ " (2)
__________
= برقم (3657) .
قال السندي: قوله: بدأ بالركعتين، أي: بسنة الفجر.
(1) في هامش (س) : أي ابن أبي شيبة.
(2) إسناده ضعيف- على وهم في إسناده- فيه عدة علل: إبراهيم بن إسماعيل- وهو ابن مجمع الأنصاري- ضعيف، وقد اضطرب فيه كما سيرد، وجعفر بن عمرو بن أمية: صوابه جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية، كما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 2/194، والمزي في "التهذيب"، وقد ورد في إسناد الرواية (17244) وبسطنا القول فيه هناك وذكرنا أنه مجهول، ونقلنا قول ابن المديني في "العلل" أن جعفر بن عمرو هذا ليس هو جعفر بن عمرو بن أمية لصلبه، بل هو جعفر بن عمرو بن فلان بن عمرو بن أمية، وعلى هذا فالإسناد منقطع كذلك، لأن جعفر بن عمر بن جعفر هذا لم يدرك عمرو بن أمية، وقد جاء في مصادر التخريج أنه يرويه عن أبيه، عن جده، كما=(28/489)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سيرد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4193) عن عبيد بن غنام وعبد الله بن أحمد، عن ابن أبي شيبة، عن جعفر بن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن الزهري، عن جعفر بن عمرو بن أمية، بهذا الإسناد. وقال: قال أبو بكر بن أبي شيبة: وقد كان جعفر بن عون قال: عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده.
وأخرجه كذلك (856) من طريق محمد بن معمر البحراني، عن جعفر بن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن الزهري، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه ...
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/332 من طريق محمد بن عبد الوهَّاب، عن جعفر بن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده ...
وأخرجه أيضاً 3/331 من طريق يونس، عن إبراهيم بن إسماعيل، بمثل سابقه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/321، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وهو ضعيف.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/287.(28/490)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ (1)
17253 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ (2) ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن جحش هو أسدي، أحد السابقين، شهد بدراً.
وعن سعد بن أبي وقاص، قال: بعثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية، وقال: لأبعثنَّ عليكم رجلاً أصبركم على الجوع والعطش، فبعث علينا عبد الله بن جحش، فكان أولَ أمير في الإسلام.
وجاء أن أول راية عقدت في الإسلام لعبد الله بن جحش.
وجاء أنه قال لسعد بن أبي وقاص يوم أحد: ألا تأتي فندعوَ، فخَلَوا في ناحية، فدعا سعد، فقال: يا رب إذا لقينا القوم غداً فلقِّني رجلاً شديداً أقاتله فيك، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه، فأمَّنَ عبد الله. ثم قال عبد الله: اللهم ارزقني رجلاً شديداً، أقاتله فيك حتى يأخذني فَيُجدِّع أذني وأنفي، فإذا لقيتك قلتُ: هذا فيك وفي رسولك، فتقول: صدقتَ. قال سعد: فكانت دعوة عبد الله خيراً من دعوتي، فلقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنيه لمعلَّق في خيط.
وكان يقال له: المجدَّع في الله. وانقطع سيفه يوم أحد فأعطاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرجوناً فصار في يده سيفاً، فكان يسمى عرجوناً، وقد بقي هذا السيف حتى بيع بمئتي دينار.
دفن هو وحمزة في قبر واحد، وكان له يوم قتل نيف وأربعون سنة.
(2) وقع في (ص) و (ق) و (م) زيادة: "عن أبيه"، بعد محمد بن عبد الله ابن جحش، ولم ترد هذه الزيادة في (س) و (ظ 13) ، وأقحمت خطأ في هامشيهما، وصرح الحافظ في "أطراف المسند" 2/692 أن محمد بن بشر لم=(28/491)
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا لِي إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَنَّةُ " فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: " إِلَّا الدَّيْنُ، سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ آنِفًا " (1)
__________
= يقل: عن أبيه، ولم ترد هذه الزيادة عند ابن أبي شيبة- ولا عند من أخرج الحديث من طريقه- وقد رواه عن محمد بن بشر، وسيرد الحديث مكرراً بإسناده ومتنه برقم 4/350، وليس فيه هذه الزيادة.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي كثير مولى الليثيين- ويقال: مولى الهذليين كما في الرواية الآتية، ويقال: مولى الأشجعيين، وقيل غير ذلك- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد فات المزي أن يذكر توثيق ابن حبان له (لوقوع نسخة عنده فيها سقط كما يتبين من المطبوع) وما تنبه لذلك محقق "تهذيب الكمال"، ومحمد ابن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- مختلف فيه، حسن الحديث، وقد احتج به مسلم، محمد بن بشر: هو ابن فرافصة العبدي، ثقة من رجال الشيخين، وصحابي الحديث محمد بن عبد الله بن جحش روى له البخاري
تعليقاً والنسائي وابن ماجه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/372، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (238) ، وفى "الآحاد والمثاني" (930) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (557) عن محمد بن بشر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (239) ، وفي "الآحاد والمثاني" (931) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (558) من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أبي كثير، به.
وسيأتي بنحوه مطولاً 5/289 من طريق العلاء، عن أبي كثير، به.
وانظر الحديث الذي يليه.
وله شاهد من حديث أبي قتادة عند مسلم (1885) (117) ، سيرد 5/297. =(28/492)
17254 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، مَوْلَى الْهِلَالِيِّينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا لِي إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ؟ قَالَ: " الْجَنَّةُ " قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الدَّيْنُ سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ آنِفًا " (1)
__________
=وآخر من حديث أبي هريرة عند النسائي 6/33-34، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (12) .
وثالث من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7051) .
(1) هو مكرر سابقه، غير أنه من مسند عبد الله بن جحش والد محمد بن عبد الله بن جحش، وهذا الاختلاف لا يضر، وشيخ أحمد في هذه الرواية هو خلف بن الوليد، وهو ثقة من رجال "التعجيل"، وشيخه هو عباد بن عباد وهو المهلبي، ثقة من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد سلف الكلام عليهم في الرواية السابقة.
وسيكرر بإسناده ومتنه 4/350.(28/493)
حَدِيثُ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17255 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ، تَجِدُونَ الرَّجُلَيْنِ جَارَيْنِ فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي الدَّارِ، فَيَقْتَطِعُ أَحَدُهُمَا مِنْ حَظِّ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا، فَإِذَا اقْتَطَعَهُ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى (2) يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) قال الحافظ في "الإصابة": أبو مالك الأشجعي لا يُعرف اسمه. قال الحاكم أبو أحمد: حديثُه في الحجاز، وليس هو الكوفي، يعني سعد بن طارق التابعي. وقال أبو عمر: جمال: اسمُه عمرو بن الحارث بن هانئ، ورُدَ عليه بأن هذا قيل في أبي مالك الأشعري.
قدنا: قال ابنُ الأثير في "أُسد الغابة": كذا قاله عبدُ الملك عن زهير (يعني نَسَبَهُ الأشجعي) . ورواه شريكٌ وقيسُ بنُ الربيع وعُبيد الله بن عمرو [بن أبي الوليد الأسدي] عن عبد الله (يعني ابن محمد بن عقيل) ، عن عطاء، فقالوا: عن أبي مالك الأشعري، وهو الصحيح.
قلنا: سيورد الإمام أحمد هذا الحديث كذلك بهذا الإسناد نفسه في مسند أبي مالك الأشعري.
(2) لفظ "إلى" ليس في (ق) .
(3) إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وزهير بن محمد: هو التميمي.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"- مسند علي بن أبي طالب - (293) =(28/494)
حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
17256 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ بَلَغَهُ أَنَّ رَافِعًا، يُحَدِّثُ فِي ذَاكَ (1) بِنَهْيٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ وَأَنَا مَعَهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ "، فَتَرَكَهَا ابْنُ عُمَرَ، فَكَانَ لَا يُكْرِيهَا، فَكَانَ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: زَعَمَ ابْنُ خَدِيجٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ " (2)
__________
= من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (294) ، والطبراني في "الكبير" (3463) من طريق أبي حذيفة، عن زهير، به. لكن جاء عند الطبراني: عن أبي مالك الأشعري.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/175 من حديث أبي مالك الأشعري وأبي مالك الأشجعي، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وإسناده حسن!
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (17799) و5/341 غير أنه وقع في الرواية الثانية في مسند أبي مالك الأشعري.
وسيأتي من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به. من حديث أبي مالك الأشعري 5/344.
وله أصل في الصحيح وغيره من حديث سعيد بن زيد، عند البخاري (2452) ، سلف برقم (1642) و (1643) ، ولفظه: "من ظلم من الأرض شيئاً طوّقه من سبع أرضين".
وذكرنا أحاديث الباب في مسند ابن مسعود في تخريج الرواية (3767) .
(1) في (س) و (م) : ذَلِكَ. وأشير في هامش (س) إلى الرواية المثبتة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4504) سنداً وأخصر=(28/495)
17257 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ (1) : " أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِأُجُورِكُمْ أَوْ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ " (2)
17258 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ " قَالَ: قُلْتُ: بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؟ قَالَ: لَا. إِنَّمَا " نَهَى عَنْهُ بِبَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا "، فَأَمَّا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَلَا بَأْسَ بِهِ (3)
__________
= منه متناً.
وقد سلف برقم (15803) ، وفي مسند ابن عمر برقم (5319) من طريق أيوب السختياني، به.
(1) في (س) و (ص) و (م) : أنه قال.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (15819) غير أن شيخ أحمد هنا هو سفيان بن عيينة.
وأخرجه الشافعي 1/51-52، وعبد الرزاق (2159) ، والحميدي (409) ، وأبو داود (424) ، وابنُ ماجه (672) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2092) ، وابنُ حبان (1491) ، والطبراني في "الكبير" (4284) ، والحازمي في "الاعتبار" ص101 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الحازمي: هذا حديث حسن على شرط أبي داود.
وسلف ذكرُ بقية الطرق عن ابن عَجْلان في تخريج الحديث (15819) .
وسيأتي برقم (17279) و (17286) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان،=(28/496)
17259 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، بْنِ أُخْتِ النِّمْرِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " شَرُّ الْكَسْبِ ثَمَنُ الْكَلْبِ، وَكَسْبُ الْحَجَّامِ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ " (1)
17260 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى،
__________
= وربيعة: هو ابن أبي عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي، وحنظلة بن قيس: هو الزُرَقي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/43، وفى "الكبرى" (4629) من طريق القطان، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/711، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/136، ومسلم (1547) (115) ، وأبو داود (3393) ، والنسائي في "الكبرى" (4628) ، والطبراني في "الكبير " (4329) ، والدارقطني 3/36، والبيهقي في "السنن" 6/131.
وقد سلف برقم (15809) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، ومحمد بن يوسف: هو الأعرج ابن أخت النَّمِر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4262) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1568) (40) ، والنسائي في "المجتبى" 7/190، وفي "الكبرى" (4805) ، والطبراني في "الكبير" (4262) من طريق يحيى القطان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4261) ، والبيهقي في "السنن" 9/337 من طريق محمد بن يوسف، به.
وقد سلف برقم (15812) .(28/497)
عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ " (1)
17261 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ غَدًا وَلَيْسَتْ مَعَنَا مُدًى؟ قَالَ: " أَعْجِلْ أَوْ أَرِنْ (2) ، مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشِ " (3) . قَالَ: وَأَصْبَنَا (4) نَهْبَ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لَهَذِهِ الْإِبِلِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَإِذَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا شَيْءٌ، فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا " (5)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15804) سنداً ومتناً.
(2) في (ق) : أو أرني، ومثله في صحيح مسلم.
(3) في (ق) و (م) : الحبشة، ومثله في "صحيحي" البخاري ومسلم، وهو الوارد في الرواية السالفة برقم (15806) .
(4) وقع في (س) و (ص) و (ق) و (م) : وأصابنا، وهو خطأ، وقد ضبب فوقها في (س) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (5509) ، ومسلم (1968) (20) ، والترمذي (1491) ، والنسائي في "المجتبى" 7/228، وفي "الكبرى" (4499) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: عَبَاية قد سمع من رافع، والعملُ على هذا عند=(28/498)
17262 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ، وَسَهْلَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ، حَدَّثَاهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ إِلَّا أَصْحَابَ الْعَرَايَا، فَإِنَّهُ قَدْ أَذِنَ لَهُمْ " (1)
__________
= أهل العلم، لا يرون أن يُذَكى بسِنٍّ ولا بعظم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبدُ الرزّاق (8481) ، والبخاري (5506) ، والدارمي 2/84، وابنُ الجارود (895) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/183، والطبراني في "الكبير" (4380) و (4381) ، والبيهقي في "السنن" 9/246 من طرق عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (15806) ، وسيأتي برقم (17263) و (17283) .
قال السندي: قوله: أو أرِنْ، بفتح همزة، وكسر راء، وسكون نون، أي: أزهق نفسها واذبحها بما تيسَّر.
قلنا: قد بسط الحافظُ الأقوال في هذه الكلمة بإسهاب في "الفتح" 9/639-670 فراجعه. وسلف شرحُ تتمته في الرواية (15806) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة القرشي الكوفي، والوليد بن كثير: هو المخزومي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5635) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/129-130- ومن طريقه مسلم (1540) (70) ، والطبراني في "الكبير" (5635) - والبيهقي في "السنن" 9/305، وابن عبد البر 2/327- والبخاري (2384) ، والنسائي في "المجتبى" 7/268، وفي "الكبرى" (6134) ، والترمذي (1303) من طريق أبي أسامة، به.
وقد سلف من حديث سهل وحده برقم (16092) ، وسيأتي من حديث رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 5/364.(28/499)
17263 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ مِنْ تِهَامَةَ، فَأَصَبْنَا غَنَمًا وَإِبِلًا. قَالَ: فَعَجَّلَ الْقَوْمُ، فَأَغْلَوْا بِهَا الْقُدُورَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِهَا، فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَالَ (1) : " عَدْلُ عَشْرَةٍ مِنَ الْغَنَمِ بِجَزُورٍ ". قَالَ: ثُمَّ إِنَّ بَعِيرًا نَدَّ وَلَيْسَ فِي الْقَوْمِ إِلَّا خَيْلٌ يَسِيرَةٌ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا ". قَالَ: فَقَالَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: إِنَّا لَنَرْجُو أوْ إِنَّا (2) لَنَخَافُ أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ؟ قَالَ: " أَعْجِلْ أَوْ أَرِنْ (3) ، مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ، فَمُدَى الْحَبَشَةِ " (4)
__________
(1) لفظ "قال" ليس في رواية البخاري ولا مسلم ولا النسائي وهي من طريق وكيع، وجاء عند الترمذي: ثم قسم بينهم، فعَدَل عشرة ...
(2) المثبت من (ظ13) و (ق) وهو الموافق لرواية البخاري، ووقع في بقية النسخ: وإنا، وهو خطأ.
(3) في (ق) : أو أرْني، وهو الموافق لرواية البخاري.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (17261) غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع، وهو ابن الجراح.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (2507) ، ومسلم (1968) (21) ، والترمذي (1492) و (1600) ، والنسائي في "الكبرى" (4124) من طريق=(28/500)
17264 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسْتَأْجَرَ الْأَرْضُ بِالدَّرَاهِمِ الْمَنْقُودَةِ، أَوْ بِالثُّلُثِ أوِ الرُّبُعِ (1) " (2)
__________
= وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (17261) ، وأول مرة برقم (15806) .
قال السندي: قوله: ثم قال: عدل. ضمير قال لرافع بن خديج، وعَدَل فعلٌ ضميره للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) في (س) و (ص) و (م) : والربع. والمثبت من (ظ 13) و (ق) وهامش (س) .
(2) بعضه صحيح، وبعضه منكر، وهذا إسناد ضعيف، وفيه انقطاع.
مجاهد لم يسمع من رافع بن خديج، وشريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو حَصين: هو علي بن عاصم الأَسَدي.
وأخرجه مطولاً ابنُ أبي شيبة 6/344، والترمذي (1384) ، والطبراني في "الكبير" (4356) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصِين، بهذا الإسناد.
ولم يذكر ابن أبي شيبة: بالدراهم.
وقال الترمذي: حديث رافع فيه اضطراب يُروى هذا الحديثُ عن رافع بن خَدِيج، عن عمومته، ويُروى عنه عن ظُهير بن رافع وهو أحد عمومته، وقد رُوِيَ هذا الحديث عنه على روايات مختلفة.
وقال الحافظ في "الفتح" 5/25: وأما ما رواه الترمذي من طريق مجاهد عن رافع بن خَدِيج في النهي عن كراء الأرض ببعض خَرَاجها أو بدراهم، فقد أعلَّه النسائي بأن مجاهداً لم يسمعه من رافع، ثم قال: وراويه أبو بكر بن عياش في حفظه مقال، وقد رواه أبو عوانة وهو أحفظ منه عن شيخه فيه، فلم يذكر الدراهم، وقد روى مسلم من طريق سليمان بن يسار، عن رافع بن =(28/501)
17265 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ وَائِلٍ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: " عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ " (1)
__________
= خدِيج في حديثه "ولم يكن يومئذ ذهب ولا فضة".
قلنا: ورواية أبي عوانة أخرجها النسائي في "المجتبى" 7/35، وفي "الكبرى" (4595) من طريقه عن أبي حَصِين، به، بلفظ: نهانا أن نتقبل الأرض ببعض خَرْجها. ثم قال النسائي: تابعه (يعني أبا عوانة) إبراهيمُ بنُ مهاجر، ثم أورد روايته.
وأخرجه بمعناه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/105 من طريق أبي عوانة، عن سليمان، عن مجاهد، عن رافع بن خديج، قال: نهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أمر كان لنا نافعاً، وأمرُ نبي الله أنفعُ لنا، قال: "من كانت له أرضٌ فليَزرَعها، أو ليُزْرِعها".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4353) من طريق محمد بن عيسى الطباع، عن أبي عوانة، عن أبي حَصِين، عن مجاهد، عن ابن رافع، عن رافع، وزاد فيه ذكر النهي عن كسب الحَجّام.
وأخرجه مطولاً الطبراني أيضاً (4355) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن قيس بن رفاعة، عن جده رافع، به.
وقوله: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تستأجر الأرض بالدراهم المنقودة، منكر، فقد صح من حديث رافع نفسه عند البخاري (2346) أن حنظلة بن قيس الزُّرَقي سأله: فكيف هي بالدينار والدرهم؟ فقال رافع: ليس بها بأس بالدينار والدرهم، وقد سلف مثله أيضاً من طريق مالك برقم (17258) ، وسيرد من طريق الليث برقم (17278) .
وانظر (15808) و (15811) و (15822) و (15829) .
(1) حسن لغيره، على خطأ في إسناده- كما بينا ذلك في الرواية=(28/502)
17266 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْحُمَّى مِنْ فَوْرِ (1) جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ " (2)
17267 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنْ أَبِي النَّجَاشِيِّ، مَوْلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَافِعًا عَنْ كِرَاءِ الْأَرْضِ، قُلْتُ: إِنَّ لِي أَرْضًا أُكْرِيهَا؟
__________
= (15836) - يزيد: هو ابن هارون، والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة، ووائل أبو بكر: هو ابن داود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4411) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/10 من طريق معاوية بن عمرو، عن المسعودي، به، ووقع فيه: عن أبيه، والمراد به أبوه الأعلى وهو جده.
وذكرنا شاهده الذي يحسن به في الرواية (15836) .
(1) في هامش (س) : فيح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (15810) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن، وهو ابن مهدي، وشيخه سفيان: هو الثوري، ووالد سفيان: هو سعيد بن مسروق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/81، والبخاري (3262) ، ومسلم (2212) (84) ، والطبراني في "الكبير" (4398) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/316، والطبراني في "الكبير" (4397) من طريق يوسف الفريابي، عن سفيان، به.
وانظر أحاديث الباب في مسند ابن عمر برقم (4719) .(28/503)
فَقَالَ رَافِعٌ: لَا تُكْرِهَا بِشَيْءٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، فَإِنْ لَمْ يَزْرَعْهَا فَلْيُزْرِعْهَا أَخَاهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلْيَدَعْهَا " قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ تَرَكْتُهُ وَأَرْضِي، فَإِنْ زَرَعَهَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ مِنَ التِّبْنِ؟ قَالَ: " لَا تَأْخُذْ مِنْه (1) شَيْئًا وَلَا تِبْنًا " قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أُشَارِطْهُ، إِنَّمَا أَهْدَى إِلَيَّ شَيْئًا؟ قَالَ: " لَا تَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا " (2)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : مِنْهَا. والمثبت من (ظ 13) ، وهو نسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة- وهو ابن عمار العجلي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر، وأبو النجاشي: هو عطاء بن صهيب مولى رافع بن خديج.
وأخرجه مسلم (1548) (114) ، وأبو داود (3394) تعليقاً، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/106، والبيهقي في "السنن" 6/130 من طريق عكرمة ابن عمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/49، وفي "الكبرى" (4653) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي النجاشي، به. وقال: خالفه الأوزاعي. قلنا: يعني جعله من رواية رافع عن عمه ظُهير بن رافع.
ومن طريق الأوزاعي، عن أبي النجاشي، عن رافع، عن عمه ظهير أخرجه البخاري (2339) ، ومسلم (1548) (114) ، وأبو داود (3394) - تعليقاً-، والنسائي في "المجتبى" 7/49، وفي "الكبرى" (4654) ، وابن ماجه (2459) ، وابن حبان (5191) ، والطبراني في "الكبير" (4423) و (8266) و (8267) ، والبيهقي في "السنن" 6/131.
وسيرد في مسند ظهير بن رافع برقم (17547) من طريق يعلى بن حكيم،=(28/504)
17268 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَايَةَ بْنَ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، يُحَدِّثُ: أَنَّ جَدَّهُ، حِينَ مَاتَ تَرَكَ جَارِيَةً، وَنَاضِحًا، وَغُلَامًا حَجَّامًا، وَأَرْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَارِيَةِ، فَنَهَى عَنْ كَسْبِهَا - قَالَ شُعْبَةُ: مَخَافَةَ أَنْ تَبْغِيَ - وَقَالَ: " مَا أَصَابَ الْحَجَّامُ فَاعْلِفُوهُ (1) النَّاضِحَ ". وَقَالَ فِي الْأَرْضِ: " ازْرَعْهَا أَوْ ذَرْهَا (2) " (3)
__________
= عن سليمان بن يسار، عن رافع.
وسلف برقم (15823) ، وسيأتي برقم (17290) ، وانظر (15803) .
(1) في (ظ13) و (م) : فاعلفه.
(2) في (ظ13) و (ق) : أودعها، وهي نسخة في (س) .
(3) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإرساله واضطرابه،. ويحيى بن أبي سُليم- ويقال: ابن سُليم- وهو أبو بَلْج الفزاري، قال ابن حبان في "المجروحين" 2/113: كان يخطىء، ثم قال: فأرى ألا يُحتج بما انفرد من الرواية. قلنا: وقد اختُلف فيه على عَبَاية بن رِفَاعة، كما سيرد. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4405) من طريق عاصم بن علي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (969) ، عن شعبة، عن أبي بَلْج، قال: سمعتُ عباية بن رِفَاعة بن خديج يحدث أن جده هلك وترك ... فهذه الرواية- يعني أنَّ جده- ظهر بها أن مراده في قوله في الرواية الأولى: عن جده، أي: عن قصة جده، ويعني جدَّه الأعلى، وهو خَدِيج، ولم يقصد الرواية عنه، أما جد عباية
الحقيقي، فهو رافع بن خديج، ولم يمت في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل عاش بعده دهراً. قال ذلك الحافظ في "الإصابة" في ترجمة خَدِيج بن رافع.
وأخرجه بلفظ "أن جده" كذلك الطبراني في "الكبير" (4408) من طريق=(28/505)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هشيم، عن أبي بَلْج، عن عباية بن رفاعة، أن جده مات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4406) من طريق أبي عوانة، عن أبي بَلْج، عن عباية، قال: مات رفاعة في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وترك عبداً ... الحديث.
وهذا اختلاف آخر على عباية.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4407) من طريق حصين بن نُمير، عن أبي بَلْج، عن عَبَاية بن رِفَاعة، عن أبيه، قال: مات أبي، وترك أرضاً، قال الحافظ في "الإصابة": فهذا اختلاف رابع، ووالد رفاعة هو رافع بن خديج، ولم يمت في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما تقدم، فلعله أراد بقوله: أبي، جده المذكور، فإن الجدَّ أبٌ.
وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص174 من طريق سويد بن عبد العزيز، عن أبي بَلْج، عن عَبَاية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن أبيه، عن جده، أن رجلاً مات ... وهذا اختلاف خامس. قال الحازمي: رواه هشيم، عن أبي بلج، وخالف سويداً في الإسناد فأرسله، ورواية هشيم أقرب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/93 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح!
قلنا: لم يرد مسند لرافع بن خديج في مطبوع أبي يعلى.
وفي باب قوله: "ما أصاب الحجام فاعلفه الناضح": عن محيصة عند أبي داود (3422) ، والترمذي (1277) بلفظ: "اعلفه ناضحك، وأطعمه رقيقك". حديث حسن صحيح. وسيرد 5/435. قال ابن
عبد البر في "التمهيد" 2/225: فهذا يدل على أنه نزههم عن أكله، ولو كان حراماً لم يأمرهم أن يطعموه رقيقهم، لأنهم متعبدون فيهم كما تعبدوا في أنفسهم.
وعن جابر عند أبي يعلى (2114) بلفظ: "اعلفه ناضحك". وسلف 3/307
وقوله: " ازرعها أو ذرها"، سلف برقم (17267) بإسناد صحيح.=(28/506)
17269 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْخُزَاعِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الزَّرْعِ شَيْءٌ، وَتُرَدُّ عَلَيْهِ نَفَقَتُهُ - قَالَ الْخُزَاعِيُّ: مَا أَنْفَقَهُ (1) - وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الزَّرْعِ شَيْءٌ " (2)
17270 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ (3) عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ خَبِيثٌ، وَكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ " (4)
17271 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ مَكَّةَ قَالَ: "
__________
= وقد سلف برقم (15812) .
قال السندي: قوله: مخافة أن تبغي، أي: تزني، وهذا يدل على أن كسبها المجهول مطلقاً غير محمود، نعم إذا علم أنها كسبت بالطحن ونحوه فلا بأس.
(1) في (ظ13) و (ق) : فله نفقته.
(2) هو مكرر (15821) ، غير أن شيخي أحمد هنا هما أسودُ بنُ عامر، والخُزاعي، وهو منصورُ بن سَلَمة أبو سَلَمة، وهما من رجال الشيخين.
(3) تحرف في (م) إلى: عن.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15827) سنداً ومتناً.(28/507)
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا " (1)
17272 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: خَطَبَ مَرْوَانُ النَّاسَ، فَذَكَرَ مَكَّةَ وَحُرْمَتَهَا، فَنَادَاهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، فَقَالَ: " إِنَّ مَكَّةَ إِنْ تَكُنْ حَرَمًا، فَإِنَّ الْمَدِينَةَ حَرَمٌ حَرَّمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَنَا فِي أَدِيمٍ خَوْلَانِيٍّ، إِنْ شِئْتَ أَنْ نُقْرِئَكَهُ فَعَلْنَا " فَنَادَاهُ مَرْوَانُ: أَجَلْ قَدْ بَلَغَنَا ذَلِكَ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف رشدين: وهو ابن سعد.
وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن غيلان وعبد الله ابن عمرو- وهو ابن عثمان الأموي- فمن رجال مسلم. يزيد بن عبد الله: هو ابن الهاد.
وانظر تمام تخريجه في الحديثين بعده.
(2) حديث صحيح، فُلَيح: وهو ابن سليمان الخُزاعي- حديثه صحيح في المتابعات والشواهد، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سُريج- وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري.
وأخرجه مسلم (1361) (457) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/192، والطبراني في "الكبير" (4324) ، والبيهقي في "السنن" 5/ 198 من طريق سليمان بن بلال، عن عتبة بن مسلم، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع الطحاوي: عن عتبة بن جبير، وهو خطأ، والصواب. عن عتبة، عن ابن جبير.
وأخرجه الطحاوي 4/192، والطبراني (4323) من طريق محمد بن جعفر، عن عتبة بن مسلم، به. بلفظ: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرَّم ما بين لابتي المدينة.
وأخرجه عبد الرزاق (17146) من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن رافع، =(28/508)
17273 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا " يُرِيدُ الْمَدِينَةَ (1)
17274 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى الْحُمْرَةَ قَدْ ظَهَرَتْ فَكَرِهَهَا " " فَلَمَّا مَاتَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، جَعَلُوا عَلَى سَرِيرِهِ
__________
= به. مختصراً باللفظ السابق.
وانظر ما قبله وما بعده.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن عمرو بن عثمان، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1361) (456) ، والبيهقي في "السنن" 5/197- 198 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4326) من طريقين عن بكر بن مضر، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/193، والطبراني (4325) و (4327) و (4328) من طرق عن يزيد بن الهاد، به.
وانظر الحديثين قبله.
وفي الباب عن عبد الله بن زيد، سلف برقم (16446) .
وعن جابر عند مسلم (1362) .
وذكرنا أحاديث الباب في تحريم لابتي المدينة في مسند أبي هريرة برقم (7218) ، وفي مسند أبي سعيد الخدري برقم (11177) .(28/509)
قَطِيفَةً حَمْرَاءَ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ " (1)
17275 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّجَاشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَنْحَرُ الْجَزُورَ، فَتُقْسَمُ عَشَرَ قَسْمٍ، ثُمَّ تُطْبَخُ، فَنَأْكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ "
قَالَ: " وَكُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى مَوَاقِعِ نَبْلِهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، فيه انقطاع بين عثمان بن محمد- وهو ابن المغيرة بن الأخنس الثقفي الأخنسي- ورافع بن خَدِيج. وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله، وعبدُ الله بن جعفر: هو المَخْرَمي.
وقد سلف مطولاً مع قصة برقم (15807) وذكرنا هناك أحاديث النهي عن الحمرة في اللباس والرواحل.
قال السندي: قوله: رأى الحمرة، أي: اللباس الأحمر.
فعجب الناس: بناء على أنهم فهموا عموم النهي للُّبس والفرش، وهذا يدل على أن الفرش كان عندهم في معنى اللُّبس، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، والأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو، وأبو النجاشي: هو عطاءُ بنُ صهيب الأنصاري مولى رافع بن خديج.
وأخرجه بتمامه ابن حبان (1515) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وقسمه الأول أخرجه أبو عوانة 1/352، والبيهقي في "السنن" 1/442 من=(28/510)
17276 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ أَتَيَا خَيْبَرَ فِي حَاجَةٍ لَهُمَا، فَتَفَرَّقَا، فَقُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ، وَوَجَدُوهُ قَتِيلًا قَالَ: فَجَاءَ مُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ وَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ أَخُو الْقَتِيلِ، وَكَانَ أَحْدَثَهُمَا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَكَلَّمَ، فَبَدَأَ الَّذِي أَوْلَى بِالدَّمِ، وَكَانَا (1) هَذَيْنِ (2) أَسَنُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَبِّرِ الْكِبَرَ " قَالَ:
__________
= طريق أبي المغيرة، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2485) ، وفي "التاريخ الكبير" 5/89- 90، ومسلم (625) ، وأبو عوانة 1/352، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/194، والطبراني في "الكبير" (4421) ، والحاكم 1/192، والبيهقي 1/442، والبغوي في "شرح السنة" (367) من طرق عن الأوزاعي، به.
وسيأتي في الرواية (17289) .
وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم (624) .
وقسمه الثاني أخرجه البيهقي 1/446-447 من طريق أبي المغيرة، به.
وأخرجه البخاري (559) ، ومسلم (637) ، وابن ماجه (687) ، والطبراني (4422) ، والبيهقي 1/370 و447 من طرق عن الأوزاعي، به.
وذكرنا أحاديث الباب في مسند أبي طريف عند الرواية رقم (15437) .
(1) في (ظ 13) و (س) و (ق) : وكان، وضبب فوقها في (س) ، وجاء في هامشها: وكانا، وعليها علامة الصحة.
(2) ضُبِّب فوقها في (س) . وقال السندي: الظاهر: هذان، والله تعالى أعلم.(28/511)
فَتَكَلَّمَا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَحِقُّوا صَاحِبَكُمْ أَوْ قَتِيلَكُمْ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمْرٌ لَمْ نَشْهَدْهُ (1) ، فَكَيْفَ نَحْلِفُ؟ قَالَ: " فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ أَيْمَانًا مِنْهُمْ " فَقَالُوا: قَوْمٌ كُفَّارٌ. قَالَ: فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِهِ قَالَ: " فَدَخَلْتُ مِرْبَدًا لَهُمْ، فَرَكَضَتْنِي نَاقَةٌ مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ الَّتِي وَدَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِجْلِهَا رَكْضَةً " (2)
__________
(1) المثبت من (ق) ، وهو الموافق لرواية مسلم، وفي سائر النسخ: لم نشهد. دون هاء الضمير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6142) و (6643) ، وفي "الأدب المفرد" (359) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2546) - ومسلم (1669) (2) ، وأبو داود (4520) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/118-119- والنسائي في "المجتبى" 8/8-9، وفي "الكبرى" (6916) ، وابن الجارود (800) ، والطبراني في "الكبير" (4427) و (5627) ، والدارقطني 3/109،
وابن عبد البر 23/199 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1669) (1) ، والترمذي (1422) ، والنسائي في "المجتبى" 7/8-8، وفي "الكبرى" (6915) ، والبيهقي في "السنن" 8/118، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/201 من طريق الليث، والطبراني في "الكبير" (4428) من طريق معاوية بن صالح، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به. وفي رواية الليث: قال يحيى: وحسبت أنه قال: وعن رافع بن خديج.
وأخرجه الدارقطني 3/109، والبيهقي 8/119 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، أن بُشَيْر بن يسار. فذكر نحوه وقرن مع رافع وسهل سويد بن النعمان. =(28/512)
• 17277 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (2)
17278 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، أَنَّهُمْ " كَانُوا يُكْرُونَ الْأَرْضَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُنْبِتُ عَلَى الْأَرْبِعَاءِ وَشَيْءٍ (3) مِنَ الزَّرْعِ يَسْتَثْنِيهِ صَاحِبُ الزَّرْعِ فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ " فَقُلْتُ لِرَافِعٍ: كَيْفَ كِرَاؤُهَا بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ؟ فَقَالَ رَافِعٌ: " لَيْسَ بِهَا بَأْسٌ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ " (4)
__________
= وقد سلف من حديث سهل برقم (16091) ، وانظر الحديث التالي- (1) في النسخ الخطية و (م) خلا (ظ 13) حدثني أبي، وهو خطأ، فهذا الحديث من زوائد ابنه عبد الله، وقد نص على ذلك كذلك ابن حجر في "أطراف المسند" 2/330.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن هشام، وهو ابن ثعلب المقرىء فمن رجال مسلم، وعبد الله بن أحمد من رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن حبان (6009) من طريق خلف بن هشام، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (17276) .
(3) في البخاري: أو شيء. ووقع في (م) : وشيئاً.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المُؤدِّب، وليث: هو ابن سعد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن: هو المعروف بربيعة الرأي. =(28/513)
17279 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْفِرُوا
__________
= وأخرجه البخاري (2346) ، والبيهقي في "السنن " 6/132، والبغوي في "شرح السنة" (2179) من طريق عمرو بن خالد، وأبو داود (3392) من طريق قتيبة بن سعيد، والنَّسَائي في "المجتبى" 7/42-43، وفي "الكبرى" (4626) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2688) من طريق حُجَين بن المثنى، والطبراني في "الكبير" (4330) مختصراً من طريق عبد الله بن صالح، أربعتهم عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وقال عمرو بن خالد: عماي بدل عمي.
وذكر الحافظُ في "الفتح" 5/26 أن الأول ظُهير بن رافع، والآخر مُهير بوزن أخيه، على الأرجح، وقيل: مُظَهِّر.
وقد سلف برقم (15809) .
قال الحافظ في "الفتح" الأربعاء جمع ربيع، وهو النهر الصغير، والمعنى أنهم كانوا يكرون الأرض، ويشترطون لأنفسهم ما ينبت على الأنهار. قوله: يستثنيه، من الاستثناء، كأنه يشير إلى استثناء الثلث أو الربع ثم قال: اختلف الجمهور في جواز كرائها بجزء مما يخرج منها، فمن قال بالجواز حمل
أحاديث النهي على التنزيه، وعليه يدل قول ابن عباس الماضي في الباب الذي قبله، حيث قال: ولكن أراد أن يرفُق بعضُهم ببعض. ومن لم يجز إجارتها بجزء مما يخرج منها قال: النهيُ عن كرائها محمولٌ على ما إذا اشترط صاحبُ الأرض ناحيةً منها، أو شَرَطَ ما ينبُتُ على النهر لصاحب الأرض لما في كل ذلك من الغرر والجهالة. وقال مالك: النهي محمول على ما إذا وقع كراؤها
بالطعام أو التمر، لئلا يصير من بيع الطعام بالطعام. قال ابنُ المنذر: ينبغي أن يُحمل ما قاله مالك على ما إذا كان المكرى به من الطعام جزءاً مما يخرج منها، فأما إذا اكتراها بطعام معلوم في ذِمَّة المكتري أو بطعام حاضر يقبضه المالك، فلا مانع من الجواز. والله أعلم.(28/514)
بِالْفَجْرِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ أَوْ لِأَجْرِهَا " (1)
17280 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا، قَالَ: سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نُخَابِرُ وَلَا نَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، حَتَّى زَعَمَ رَافِعٌ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ، فَتَرَكْنَاهُ " (2)
17281 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَىِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ " (3)
17282 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ نَافِعٍ الْكَلَابِيِّ (4) ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ:
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (15819) و (17257) غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو خالد وهو سليمان بن حيان الأحمر وثقة غير واحد، وقال ابن معين في إحدى الروايات عنه: صدوق وليس بحجة، وهو من رجال الجماعة غير أن البخاري أخرج له متابعة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/321 عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد.
وسلف ذكر بقية الطرق عن ابن عجلان برقم (15819) .
وسيأتي برقم (17286) و5/429.
قال السندي: قوله: أسفروا، قد سبق بلفظ "أصبحوا"، فلم يبق دليل على الإسفار، إذ لا يُدرى على أي اللفظين الاعتماد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15803) سنداً ومتناً.
(3) حديث صحيح. وهو مكرر (15804) سنداً ومتناً.
(4) كذا نسبه الضحاك بن مخلد أبو عاصم، ووقع فى (س) و (ص) و (م) :=(28/515)
مَرَرْتُ بِمَسْجِدٍ بِالْمَدِينَةِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَإِذَا شَيْخٌ، فَلَامَ الْمُؤَذِّنَ، وَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَبِي، أَخْبَرَنِي " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ بِتَأْخِيرِ هَذِهِ الصَّلَاةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ؟ قَالُوا: هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ (1)
17283 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (2) سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ غَدًا وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى؟ قَالَ: " مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكَ (3) : أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ، فَمُدَى الْحَبَشَةِ "
قَالَ: وَأَصَابَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهْبًا، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ، فَسَعَوْا لَهُ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوهُ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِهَذِهِ الْإِبِلِ - أَوْ قَالَ: النَّعَمِ - أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا
__________
= الكلاعي، وهي نسبته عند غيره كما ذكرنا في تعليقنا على الرواية (15805) .
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (15805) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: بتأخير هذه الصلاة، أي العصر، وقد سبق من حديث رافع ما يدلُّ على خلاف هذا.
(2) في (ظ13) و (ق) وهامش (س) : حدثنا شعبة، عن سعيد بن مسروق.
(3) في هامش (س) : وسأحدثكم.(28/516)
غَلَبَكُمْ فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا " (1)
17284 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَنْظَلَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، " أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يُكْرُونَ الْمَزَارِعَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَاذِيَانَاتِ وَمَا سَقَى الرَّبِيعُ وَشَيْءٍ مِنَ التِّبْنِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِرَاءَ الْمَزَارِعِ بِهَذَا، وَنَهَى عَنْهَا " قَالَ رَافِعٌ: " وَلَا بَأْسَ بِكِرَائِهَا بِالدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ " (2)
17285 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ (3) ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْعَامِلُ بِالْحَقِّ عَلَى الصَّدَقَةِ، كَالْغَازِي فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " (4)
__________
(1) هو مكرر (15806) سنداً ومتناً.
(2) هو مكرر (15809) سنداً ومتناً.
(3) في هامش (س) : حدثنا.
(4) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن محمود بن لبيد- وهو من صغار الصحابة- لم يخرج له سوى مسلم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/216، وأبو داود (2936) ، والترمذي (645) ، وابن ماجه (1809) ، وابن خزيمة (2334) ، والطبراني في "الكبير" (4298) و (4299) و (4300) ، والحاكم 1/406، والبيهقي في "السنن" 7/16،=(28/517)
17286 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ " (1)
__________
= والبغوي في "شرح السنة" (1565) من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي (645) ، والطبراني في "الكبير" (4289) ، والبغوي في "شرح السنة" (1565) من طريق يزيد بن عياض، عن عاصم بن عمر بن قتادة، به.
قال الترمذي: حديثُ رافع بن خَدِيج حديثٌ حسن صحيح، ويزيد بن عياض ضعيفٌ عند أهل الحديث، وحديث محمد بن إسحاق أصح.
وقد سلف برقم (15826) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف: زيد بن أسلم لم يسمع من محمود بن لبيد. وهشامُ بنُ سعد- وهو المدني- ضعفوه ولم يحتجوا بحديثه، وإنما روى له مسلم متابعة والبخاري تعليقاً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن محمود بن لَبِيد- وهو صحابي صغير، وجُلُّ روايته عن
الصحابة- قد روى له مسلم، والبخاري في "الأدب المفرد".
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/321 عن وكيع عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم مرسلاً.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/179 من طريق الليث، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر، عن رجال من قومه من الأنصار من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ونقل الزيلعي في نصب الراية 1/236 عن الدارقطني في "علله" قوله: والصحيح عن زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج. =(28/518)
17287 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عِنْدَ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَمَّيْهِ
__________
= وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2090) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/179، والطبراني في "الكبير" (4292) (4293) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/338-339 من طريق شعبة عن أبي داود، عن زيد بن أسلم، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج. وذكر البزار
1/194: أن أبا داود هذا هو الجزري، وأنه لم يسند عنه شعبة إلا هذا.
قلنا: لكن وقع عند ابن أبي عاصم والطبراني (4293) وابن عبد البر: داود البصري.
قال ابن عبد البر: هذا إسناد ضعيف ... زيد بن أسلم لم يسمع من محمود بن لبيد.
وقال الدارقطني في "العلل" فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 1/236: اختُلف عن زيد بن أسلم فيه بسندين: أحدهما: عن حواء الأنصارية، والأخر عن أنس.
أما حديث حواء، فرواه إسحاق بن إبراهيم الحنيني [عند الطبراني في "الكبير" 24/563] عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن بجيد الأنصاري عن جدته حواء وكانت من المبايعات، ووهم فيه.
وأما حديث أنس فرواه يزيد بن عبد الملك النوفلي [عند البزار (382) وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/95] عن زيد بن أسلم، عن أنس، ووهم فيه أيضاً. والصحيح: عن زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج. انتهى.
وسلف مع شرحه برقم (15819) .
(1) تحرفت في (ص) و (ق) و (م) إلى عن.(28/519)
وَكَانَا قَدْ شَهِدَا بَدْرًا - أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ (1)
17288 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ الْغَافِقِيِّ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: نَادَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِي، فَقُمْتُ وَلَمْ أُنْزِلْ، فَاغْتَسَلْتُ، وَخَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكَ دَعَوْتَنِي، وَأَنَا عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِي فَقُمْتُ وَلَمْ أُنْزِلْ فَاغْتَسَلْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَلَيْكَ الْمَاءُ (2) مِنَ الْمَاءِ " قَالَ رَافِعٌ: ثُمَّ أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْغُسْلِ (3)
__________
(1) حديث صحيح، أبو أويس- وإن يكن ضعيفاً- تابعه عُقيل بن خالد في الرواية (15825) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4265) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه: عميه.
وقد سلف برقم (15803) .
(2) في (ق) : إنما الماء.
(3) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف رشدين بن سعد، ولجهالة بعض ولد رافع- واسمه سهل في رواية الطبراني- ولم نقع له على ترجمة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير موسى بن أيوب الغافقي، فمن رجال أبي داود وابن ماجه والنسائي في مسند علي، وهو ثقة.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (4374) ، وفي "الأوسط" (6509) من طريق أبي طاهر بن السرح، عن رشدين بن سعد، بهذا الإسناد. وسمى=(28/520)
17289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي النَّجَاشِيِّ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَنْحَرُ الْجَزُورَ فَنُقَسِّمُهُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ نَطْبُخُ، فَنَأْكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ " (1)
17290 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ أَبُو النَّجَاشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ قَالَ: لَقِيَنِي عَمِّي ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ، فَقَالَ:
__________
= بعض ولد رافع سهلاً، كما سلف. وقال في "الأوسط ": لم يرو هذا الحديث عن سهل بن رافع إلا موسى بن أيوب، تفرد به رشدين.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/264-265، وعزاه إلى أحمد والطبراني في "الكبير"، وقال: فيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف. ثم أورده 1/266، وعزاه إلى أحمد والطبراني في "الأوسط"، وقال: فيه رشدين بن سعد، وهو سيئ الحفظ.
وقوله: "الماء من الماء" سلفت شواهده التي يصح بها في مسند أبي سعيد الخدري عند الرواية (11243) .
وذكرنا أحاديث نسخ هذا الحكم وأن الغسل فرض إذا التقى الختانان وغابت الحشفة أنزل أو لم ينزل في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص عند الرواية (6670) .
(1) حديث صحيح، وهو مختصر الحديث (17275) ، وبإسناده، غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن مصعب- وهو القَرْقَساني- وإن كان فيه كلام توبع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/327 عن محمد بن مصعب، بهذا الإسناد.(28/521)
يَا ابْنَ أَخِي، قَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَمْرٍ كَانَ بِنَا رَافِقًا. قَالَ: فَقُلْتُ: مَا هُوَ يَا عَمُّ؟ قَالَ: نَهَانَا أَنْ نُكْرِيَ مَحَاقِلَنَا - يَعْنِي أَرْضَنَا الَّتِي بِصِرَارٍ -، قَالَ: قُلْتُ: أَيْ عَمُّ، طَاعَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَ (1) تُكْرُوهَا؟ " قَالَ: بِالْجَدْوَلِ (2) الرُّبِّ وَبِالْأَصَوَاعِ مِنَ الشَّعِيرِ؟ قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا، ازْرَعُوهَا، أَوْ أَزْرِعُوهَا " قَالَ: فَبِعْنَا أَمْوَالَنَا بِصِرَارٍ (3) قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَحَادِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، مَرَّةً يَقُولُ: نَهَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَرَّةً يَقُولُ: عَنْ عَمَّيْهِ " فَقَالَ: " كُلُّهَا صِحَاحٌ، وَأَحَبُّهَا إِلَيَّ حَدِيثُ أَيُّوبَ "
__________
(1) تحرف في (م) إلى: ثم.
(2) وقع في (م) : بالجداول.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة اليمامي، لكن تابعه الأوزاعي- كما سلف في تخريج الرواية (17267) . وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو مكرر الرواية المشار إليها.
قال السندي: قوله: "بالجدول الرب" لعله للرب أي لرب الأرض.
قلنا: وقد ضُبِّب فوق كلمة الرب في (ظ 13) .
وصِرار: موضع بالمدينة، ذكره ياقوت في "معجم البلدان".(28/522)
حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17291 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أُخْتَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ مَاشِيَةً، فَسَأَلَ عُقْبَةُ عَنْ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مُرْهَا فَلْتَرْكَبْ ". فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يَفْهَمْ عَنْهُ، فَلَمَّا خَلَا مَنْ كَانَ عِنْدَهُ عَادَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " مُرْهَا فَلْتَرْكَبْ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ تَعْذِيبِ أُخْتِكَ نَفْسَهَا لَغَنِيٌّ " (2)
__________
(1) صحابي مشهور، قال أبو سعيد بن يونس: كان قارئاً عالماً بالفرائض والفقه، فصيح اللسان، شاعراً كاتباً، وهو أحد من جمع القرآن، قال: ورأيت مصحفه بمصر على غير مألوف مصحف عثمان، وفي آخره: كتبه عقبة بن عامر بيده. وجاء أنه قال: قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وأنا في غنم لي أرعاها، فتركتها ثم ذهبتُ إليه فقلت: بايعني على الهجرة. وشهد الفتوح، وكان هو البريدَ إلى عمر بفتح دمشق، وشهد صِفِّين مع معاوية وأمَّره بعد ذلك على مصر، ومات في خلافة معاوية على الصحيح. "حاشية" السندي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سيأتي الكلام عليه عند الحديث (17306) . هشيم: هو ابن بشير السلمي، ثقة من رجال الشيخين، إلا أنه رواه هنا بصورة المرسل. ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وأبو سعيد: هو الرُّعيني جُعْثُل بن هاعان، وعبد الله بن مالك: هو اليَحْصبي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/130 من طريق الهيثم بن جميل، عن هشيم، بهذا الإسناد، مرسلاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (894) من طريق مسدد، عن هشيم، به. موصولاً، وبلفظ الرواية (17348) .=(28/523)
17292 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عُهْدَةَ بَعْدَ أَرْبَعٍ " (1)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (15872) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، أن عقبة بن عامر سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ِ ... فذكر نحوه. وهذا إسناد منقطع، يحيى لم يدرك عقبة.
وسيأتي بنحوه بالأرقام (17306) و (17330) و (17348) و (17375) من طريق عبد الله بن مالك، عن عقبة بن عامر.
وانظر ما سيأتي بالأرقام (17386) و (17387) و (17793) .
ويشهد له حديث ابن عباس السالف برقم (2134) ، وإسناده صحيح، لكن قال فيه هناك: "فلتركب ولتهد بدنة".
قال السندي: قوله: "مُرْها فَلْتَركَبْ " قيل: النذر بالمشي صحيح، فلعله أمرها بالركوب للعجز عن المشي، واللازم حينئذٍ الهدي، فلعله تركه الراوي اختصاراً، وقد جاء الأمر بالصوم (انظر: 17306) ، فقيل: عجزت عن الهدي، فأمرها بالصوم لذلك، والله أعلم.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن- وهو البصري- لم يسمع عقبة بن عامر، قال أبو حاتم، فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/355: ليس هذا الحديث بصحيح، وهو عندنا مرسل. يعني أنه منقطع، وذكر أيضاً علة الإرسال الحاكمُ في "المستدرك" 2/22. والبيهقي في "السنن" 5/323، ونقل الخطابي في "معالم السنن" 3/147 عن الإمام أحمد أنه ضعف هذا الحديث، وقال: لا يثبت في العهدة حديث.
ثم هو مضطرب، وقد اختلف فيه على الحسن فمرة يقال فيه: عن الحسن، عن عقبة بن عامر، ومرة: عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيأتي بيان هذا الاختلاف عند الروايتين (17358) و (17384) ، ورجال الإسناد كلهم ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن عُبيد البصري.=(28/524)
17293 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ وَعَلَيْهِ فَرُّوجُ مِنْ حَرِيرٍ - وَهُوَ الْقَبَاءُ - فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ نَزَعَهُ نَزْعًا عَنِيفًا، وَقَالَ: " إِنَّ هَذَا لَا يَنْبَغِي لِلْمُتَّقِينَ " (1)
__________
= وأخرجه ابن ماجه (2245) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6089) ، والحاكم 2/21، والبيهقي في "السنن" 5/323، والخطيب في "تاريخه" 5/84 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وسيأتي بنحوه بالأرقام (17358) و (17384) و (17385) .
قال السندي: قوله: "لا عهدة بعد أربع"، أي: بعد أربع ليالٍ في بيع الرقيق، ولفظ الحديث في أبي داود (وأيضاً عند المصنف فيما سيأتي) : "عهدة الرقيق ثلاثة أيام"، وفسَّره قتادة بأنه إن وجد داءً في ثلاث ليالٍ يردُّ العبد على البائع بلا بيّنة، وإن وجد بعد ثلاث كُلِّف البيّنة، أنّه اشتراه وبه هذا الداء. ولا يخفى أن لفظ "المسند" يقتضي بالمفهوم وجود العهدة في اليوم الرابع، ثم حديث العهدة أخذ به أهل المدينة كابن المسيب والزهري ومالك.
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن سلمة- وهو الحرّاني- فهو من رجال مسلم. مرثد بن عبد الله اليزني: كنيته أبو الخير.
وأخرجه ابن أبي شيبهً 8/348، والطبراني فى "الكبير" 17/ (760) من طريق محمد بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/247-248 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وابن لهيعة سيئ الحفظ.
وسيأتي برقم (17353) عن يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق، وبرقم (17343) من طريق الليث بن سعد، و (17353) من طريق عبد الحميد بن جعفر، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب.=(28/525)
17294 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ " يَعْنِي الْعَشَّارَ (1)
17295 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي
__________
= قال السندي: قوله: "عنيفاً": شديداً، وكان هذا قبل تحريم الحرير [على الذكور] ، والله تعالى أعلم.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، وقد رواه بالعنعنة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (2937) من طريق محمد بن سَلَمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1666) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص293، وابن خزيمة (2333) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/31، والطبراني في "الكبير" 17/ (879) و (880) من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وسيأتي برقم (17354) .
وفي الباب عن رويفع بن ثابت، بلفظ: "صاحب المكس في النار"، وقد سلف برقم (17001) ، وفي إسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ، لكن رواه عنه هناك قتيبة بن سعيد، وقد مشَّى روايته عنه بعض أهل العلم ورآها صالحة.
قال السندي: قوله: "يعني: العشَّار"، أي: الذي يأخذ من المسلمين عشر أموالهم في الزكاة، ولعل المعنى لا يستحق الدخول ابتداءً. اهـ.
وقال البيهقي في "السنن" 7/16: المكس: هو النقصان، فإذا كان العامل في الصدقات ينتقص من حقوق المساكين ولا يعطيهم إياها بالتمام، فهو حينئذٍ صاحب مكس يُخاف عليه الإثم والعقوبة، والله أعلم.(28/526)
رَاكِبٌ غَدًا إِلَى يَهُودَ، فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، لكن من حديث أبي بصرة الغفاري، وهذا الإسناد قد أخطأ فيه ابن إسحاق، فرواه عنه جماعةٌ من أصحابه هكذا، وخالفهم آخرون عنه، فجعلوه من حديث أبي بصرة، بمثل إسنادي ابن لهيعة وعبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد عن أبي بصرة، وسيأتيان في "المسند" 6/398. وهو المحفوظ كما ذكر الحافظ في "الفتح" 11/44.
وأما أبو عبد الرحمن الجهني، فهو صحابي نزل مصر، وهو غير عقبة بن عامر، وسيأتي حديثه هذا في أواخر الشاميين برقم (18045) عن يزيد بن هارون وابن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق.
وأخرجه المزي في ترجمة أبي عبد الرحمن الجهني من "التهذيب" 34/40 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/351، وابن أبي شيبة 8/630، وابن ماجه (3699) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2577) ، وأبو يعلى (936) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (743) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/197، والمزي 34/40- 41 من طريق عبد الله بن نمير، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/341 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والطحاوي أيضاً 4/341، والطبراني 22/ (743) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والطبراني أيضاً من طريق علي بن مسهر، ويونس بن بكير، وشريك بن عبد الله، ستتهم عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1102) عن أحمد بن خالد ويحيى ابن واضح، والطحاوي 4/341 من طريق عبيد الله بن عمرو، والطبراني في "الكبير" (2164) من طريق محمد بن سلمة، أربعتهم عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، عن أبي بصرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني 22/ (744) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة،=(28/527)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي " خَالَفَهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: عَنْ أَبِي بَصْرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ أَبُو بَصْرَةَ - يَعْنِي فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ - عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ " (1)
17296 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَقُودُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَقَبٍ مِنْ تِلْكَ النِّقَابِ، إِذْ قَالَ لِي: " يَا عُقْبَ، أَلَا تَرْكَبُ؟ " قَالَ: فَأَجْلَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَرْكَبَ مَرْكَبَهُ، ثُمَّ قَالَ: " يَا عُقْبُ، أَلَا تَرْكَبُ؟ " قَالَ: فَأَشْفَقْتُ أَنْ تَكُونَ مَعْصِيَةً، قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبْتُ هُنَيَّةً، ثُمَّ رَكِبَ، ثُمَّ قَالَ: " يَا عُقْبُ، أَلَا أُعَلِّمُكَ سُورَتَيْنِ مِنْ خَيْرِ سُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا النَّاسُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَأَقْرَأَنِي: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ
__________
= عن يزيد بن أبي حبيب، به. من حديث أبي عبد الرحمن الجهني. قلنا: وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك.
وقوله: "لا تبدؤهم بالسلام" يشهد له حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7567) .
وقوله: "وإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم" يشهد له حديث ابن عمر، وقد سلف برقم (4563) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) قوله: "يعني في حديث ... " الخ، لا ندري ما وجهه هاهنا، فابن أبي عدي لم يقُل في حديثه عن ابن إسحاق إلا أبا عبد الرحمن الجهني.(28/528)
بِهِمَا، ثُمَّ مَرَّ بِي، قَالَ: " كَيْفَ رَأَيْتَ يَا عُقْبُ؟ اقْرَأْ بِهِمَا كُلَّمَا نِمْتَ وَكُلَّمَا قُمْتَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم أبي عبد الرحمن- وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن، ووثقه غير واحد من أهل العلم كالبخاري وابن معين وغيرهما، وقد صرح القاسم بسماعه من عقبة بن عامر في رواية ابن المبارك
وبشر بن بكر عن ابن جابر. وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/253، وأبو يعلى (1736) ، وابن خزيمة (534) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (124) من طريق الوليد ابن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (889) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (289) من طريق ابن المبارك، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (125) من طريق بشر بن بكر، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. ورواية ابن المبارك مختصرة.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 10/539 منْ طريق سليمان بن موسى، وابن الضريس (288) من طريق رجل من آل معاوية، كلاهما عن عقبة، وهذا الرجل من آل معاوية هو القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، فقد كان مولىً لمعاوية، وقيل: لابنه يزيد، والله تعالى أعلم.
ورواه سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عقبة بن عامر، فاختلف الرواة عليه:
فأخرجه مختصراً الحميدي (851) ، والنسائي 8/253، والدارمي 2/462، والطبراني في "الكبير" 17/ (949) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عقبة بن عامر. وزاد الحميدي في إسناده فقال: عن سعيد المقبري عمن حدثه، عن عقبة.
وأخرجه مختصراً أيضاً أبو داود (1463) ، والطحاوي في "شرح مشكل=(28/529)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) : " هُوَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَابِسٍ، وَيُقَالَ ابْنُ عَبْسٍ الْجُهَنِيُّ "
17297 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَابِسٍ الْجُهَنِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا ابْنَ عَابِسٍ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ " (2)
__________
= الآثار" (127) ، والطبراني 17/ (950) ، والبيهقي فى "السنن" 2/394- 395، وفي "الشعب" (2563) من طريق ابن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عقبة.
وانظر ما سيأتي بالأرقام (17297) و (17299) و (17303) و (17322) و (17334) و (17341) و (17342) و (17350) و (17355) و (17366) و (17370) و (17378) و (17389) و (17392) و (17417) و (17418) و (17452) و (17455) و (17792) .
وانظر الحديث السالف برقم (15448) .
وروي هذا الحديث من طريق أبي العلاء يزيد بن الشخير عن رجل، ولم يسمِّه وسيأتي في مسند البصريين 5/24 و78-79، ورجاله ثقات، وهذا الرجل هو عقبة بن عامر نفسه، والله تعالى أعلم.
قال السندي: قوله: "فأجللتُ" بالجيم، أي: عظَّمتُ: "كيف رأيت"، أي: حيث تجزئان عن الطويلتين مع وَجَازَتها، قال له ذلك ليعظمهما عنده.
(1) هو عبد الله بن الإمام أحمد.
(2) إسناده صحيح كسابقه. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومحمد=(28/530)
17298 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَثْكَلَ ثَلَاثَةً مِنْ صُلْبِهِ، فَاحْتَسَبَهُمْ عَلَى اللهِ - فَقَالَ أَبُو عُشَّانَةَ مَرَّةً: فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَمْ يَقُلْهَا مَرَّةً أُخْرَى -، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (1)
17299 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَتَانِ (2) ، فَتَعَوَّذُوا بِهِنَّ، فَإِنَّهُ لَمْ يُتَعَوَّذْ بِمِثْلِهِنَّ " يَعْنِي
__________
= ابن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي، وأبو عبد الرحمن: هو القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وابن عابس: هو عقبة بن عامر بن عابس، ويقال: عبس، الجهني.
وسيأتي مكرراً بسنده ومتنه برقم (17389) .
وقد سلف برقم (15448) عن هاشم بن القاسم عن شيبان النحوي، لكن لم يذكر فيه هناك أبا عبد الرحمن الدمشقي، فهو منقطع.
(1) حديث صحيح، وابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد رجال الشيخين غير أبي عُشَّانة- واسمه حيّ بن يُومِن- فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة.
حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (829) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي عُشَّانة، به. وإسناده صحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7265) ، وهو متفق عليه. وانظر تتمة شواهده مناك.
أُثكِلَ: من الثُّكل، وهو فِقْدان الحبيب أو الولد.
(2) كلمة "سورتان" ليست في (ظ13) و (س) و (ص) ، وأثبتناها من (م) =(28/531)
الْمُعَوِّذَتَيْنِ (1)
17300 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ الثَّلَاثَةَ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالْمُمِدَّ بِهِ، وَالرَّامِيَ بِهِ "
وَقَالَ: " ارْمُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا "
__________
= و (ق) ونسخة على هامش (س) ، وفي بعض مصادر الحديث: آيات.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه الطيالسي (1003) ، وعبد الرزاق في "التفسير" 2/411، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص145، والدارمي (3441) ، ومسلم (1814) (265) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (287) ، والنسائي في "الكبرى" (8030) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (123) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (963) و (965) و (967) ، والبيهقي في "السنن " 2/394، وفي "الشعب" (2560) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/276 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف" (6039) ، وفي "التفسير"2/411 عن سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن رجل من جهينة، عن عقبة بن عامر. ووقع بياض في جزء من الإسناد في
"التفسير".
وسيأتي بالأرقام (17303) و (17355) و (17370) و (17378) .
وانظر ما سلف برقم (17296) .(28/532)
" كُلُّ (1) شَيْءٍ يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ بَاطِلٌ، إِلَّا رَمْيَةَ (2) الرَّجُلِ بِقَوْسِهِ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ. وَمَنْ نَسِيَ الرَّمْيَ بَعْدَمَا عُلِّمَهُ، فَقَدْ كَفَرَ الَّذِي عُلِّمَهُ " (3)
__________
(1) في (م) : وإن كل.
(2) في (س) : إلا رمي الرجل، وجاء في هامشها: رميه، وأشير إلى كلمة الرجل بنسخة. وفي (م) و (ق) : إلا رمية الرجل.
(3) حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله الأزرق- وهو ابن زيد- فقد تفرد بالرواية عنه أبو سلاَّم- وهو ممطور الأسود الحبشي-، وقيل في عبد الله بن زيد هذا: إنه قاصُّ مسلمة بالقسطنطينية، وفرَّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم، وصوَّبه المزي في ترجمة خالد بن زيد من "التهذيب" 8/74. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وقد اضطُرِبَ في إسناده، فرواه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي هنا وفيما يأتي برقم (17338) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلاَّم ممطور الحبشي عن عبد الله بن زيد الأزرق، وخالفه معمرُ بن راشد فرواه عن يحيى، عن زيد ابن سلاَّم فيما سيأتي برقم (17337) و (17400) ، وزيد هذا حفيد أبي سلاَّم الحبشي، وهو ثقة.
وخالف يحيى بنَ أبي كثير فيه أيضاً عبدُ الرحمن بن يزيد بن جابر، فرواه عن أبي سلاَّم الحبشي، عن خالد بن زيد، عن عقبة بن عامر، وذلك فيما سيأتي برقم (17321) و (17335) و (17336) . وخالد بن زيد، وقيل: ابن يزيد، مجهول.
وحديث هشام بن أبي عبد الله الدستوائي أخرجه الطيالسي (1006) و (1007) ، والدارمي (2405) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/502، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (295) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (940) و (941) ، والبيهقي 10/13-14 و218 من طرق عنه، بهذا الإسناد.=(28/533)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج القطعة الأخيرة بنحوه مسلم (1919) ، والبيهقي 10/13 من طريق عبد الرحمن بن شماسة، عن عقبة بن عامر رَفَعه: "من عَلِمَ الرميَ ثم تركه، فليس منَّا، أو قد عصى".
وأخرجها ابن ماجه (2814) من طريق عثمان بن نعيم الرعيني، عن المغيرة بن نهيك، عن عقبة رفعه: "من تعلم الرمي ثم تركه فقد عصاني".
وإسناده ضعيف لجهالة عثمان والمغيرة.
ويشهد له دون هذه القطعة الأخيرة حديث أبي هريرة عند الحاكم 2/95 من طريق سويد بن عبد العزيز، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد، وخالفه الليث وحاتم بن إسماعيل وجماعة فرووه عن ابن عجلان، عن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي حسين، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، هكذا قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان كما في "العلل" 1/302 لابن أبي حاتم، وقالا: وهو الصحيح مرسلٌ. قلنا: ورجال المرسل ثقات لا بأس بهم، وتابع ابنَ عجلان على إرساله محمدُ بن إسحاق عند الترمذي (1637) .
ويشهد للقطعة الأولى منه حديث أبي هريرة عند الخطيب في "تاريخه" 3/128 و6/367، وهو ضعيف.
ويشهد لقوله في القطعة الثانية: "كل شيء يلهو به الرجل ... " إلخ، حديث جابر بن عمير أو جابر بن عبد الله عند النسائي في "الكبرى" (8938) و (8939) و (8940) ، والبزار (1704- كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (1785) وجوَّد إسناده المنذري في "الترغيب" 2/170، وصححه ابن حجر في ترجمة جابر بن عمير من "الإصابة".
ويشهد للقطعة الأخيرة منه حديث أبي هريرة عند الطبراني فى "الصغير" (543) ، وفي "الأوسط " (4189) . وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
ونقل ابن أبي حاتم في "العلل" 1/40 عن أبيه أنه قال فيه: حديث منكر!
قال السندي: قوله: "يحتسب": ينوي. "في صَنْعته" بفتحٍ فسكون، أي:=(28/534)
17301 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ " (1)
__________
= عمله. "والممد به": اسم فاعل من الإمداد، أي: الذي يعطي النبل من ماله للغازي إمداداً له. "باطل": ليس له نتيجة. "فإنهنّ من الحق": فإنه إن نوى بها فهو خير، وإلا فلا شك أن لهذه الأعمال نتائج حسنة. "فقد كفر الذي علّمه" من التعليم، أي: جحد نعمته وضيّعها، فإنه لو بقي رامياً واستعمله في سبيل الله، أو علّم غيره لبقي أجر مُعلّمه؟
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد مولى المغيرة ابن شعبة- واسمه محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي- قال أبو حاتم والدارقطني والذهبي في "الميزان" وابن حجر في "التقريب": مجهول، وقال الذهبي في "الكاشف": ليس بحجة، وأورده العقيلي وابن عدي وابن الجوزي في جملة الضعفاء، ومحمد هذا قد توبع، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (749) ، والمزي في ترجمة محمد بن يزيد من "تهذيب الكمال" 19/27 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3323) ، والترمذي (1528) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2156) و (2157) من طرق عن أبي بكر بن عياش، به. ولفظ الترمذي: "كفارة النذر إذا لم يُسَم كفارة اليمين". وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب!
وأخرجه ابن ماجه (2127) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/130، والبيهقي 10/45 من طريق إسماعيل بن رافع، عن خالد بن يزيد، عن عقبة=(28/535)
17302 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ يُوَفَّى بِهِ، مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ " (1)
__________
= ابن عامر. ولفظه: "من نذر نذراً لم يسمّه، فكفارته كفارة اليمين". وإسماعيل ابن رافع ضعيف سيئ الحفظ.
وسيأتي الحديث بالأرقام (17319) و (17340) و (17423) من طريق عبد الله بن لهيعة، وبرقم (17325) من طريق يحيى بن أيوب المصري، كلاهما عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي الخير، به.
وقي الباب عن عائشة، وسيأتي 6/247.
وعن ابن عباس عند أبي داود (3322) ، وابن ماجه (2128) ، وحسَّنه ابن حجر في "التلخيص" 4/176.
وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/433 و439 و440. وسنده ضعيف.
قال النووي في "شرح مسلم" 11/104: اختلف العلماء في المراد به فحمله جمهور أصحابنا على نذر اللجاج، وهو أن يقول إنسان يريد الامتناع من كلام زيد مثلاً: إن كلَّمتُ زيداً- مثلاً- فلله عليَّ حجة أو غيرها، فيكلمه، فهو بالخيار بين كفارة يمين وبين ما التزمه، هذا هو الصحيح في مذهبنا،
وحمله مالك وكثيرون أو الأكثرون على النذر المطلق، كقوله: عليَّ نذرٌ، وحمله أحمد وبعض أصحابنا على نذر المعصية، كمن نذر أن يشرب الخمر، وحمله جماعة من فقهاء أصحاب الحديث على جميع أنواع النذر، وقالوا: هو مخيّر في جميع النذورات بين الوفاء بما التزم، وبين كفارة يمين، والله أعلم.
وانظر "مختصر سنن أبي داود" 4/373-378، و"فتح الباري" 11/587-589.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر- الأنصاري- فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو=(28/536)
17303 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ " (1)
__________
= القطان، ومرثد بن عبد الله اليَزَني: كنيته أبو الخير.
وأخرجه مسلم (1418) ، والترمذي بإثر الحديث (1127) ، والنسائي في الشروط من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 7/317 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (10613) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (658) ، والدارمي (2203) ، ومسلم (1418) ، وابن ماجه (1954) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2584) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (753) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/5، والبيهقي 7/248، والبغوي (2270) من طرى عن عبد الحميد بن جعفر، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/93، وفي "الكبرى" (5533) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4863) و (4864) ، والطبراني 17/ (754) و (756) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وأخرجه الطبراني 17/ (757) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن مرثد بن عبد الله، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (10614) من طريق ابن جريج، قال: حدِّثت عن عقبة بن عامر.
وسيأتي برقم (17362) و (17376) .
قوله: "ما استحللتم به الفروج" يريد: شروط النكاح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه الترمذي (2902) ، والنسائي 8/254، وابن الضريس في "فضائل =(28/537)
17304 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ ضَحَايَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَأَصَابَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ جَذَعَةً، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا، فَقَالَ: " ضَحِّ بِهَا " (1)
__________
= القرآن" (287) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (964) من طريق يحيى بن سعيد، به، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وانظر (17299) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي.
وأخرجه الطيالسي (1002) ، والدارمي (1953) ، والبخاري (5547) ، ومسلم (1965) (16) ، والترمذي بإثر الحديث (1500) ، والنسائي في "المجتبى" 7/218، وفي "الكبرى، (4471) ، وأبو يعلى (1758) ، وابن خزيمة (2916) ، وأبو عوانة 5/211-212، والطحاوي في "شرح مشكل
الآثار" (5724) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (946) و (947) ، والبيهقي في "السنن" 9/269 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1965) (16) ، والنسائي في "المجتبى" 7/218، وفي "الكبرى" (4470) ، وأبو عوانة 5/211-212، والطبراني 17/ (945) ، وفي "مسند الشاميين" (2817) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسيأتي برقم (17424) عن عبد الوهاب بن عطاء، عن هشام، به.
وسيأتي برقم (17346) عن حجاج، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاه غنماً، فقسمها على أصحابه ضحايا، فبقي عتودٌ منها، فذكره لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "ضحِّ به". قال الحافظ في "الفتح" 10/11-12: العتود: هو من أولاد المعز ما قوي ورعى وأَتى عليه حولٌ، وقال ابن بطال: العتود: الجذع من المعز ابن=(28/538)
17305 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي سَفَرٍ، وَمَعَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّكَ يَرْحَمُكَ اللهُ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُمَّنَا. فَقَالَ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَأَصَابَ الْوَقْتَ، وَأَتَمَّ الصَّلَاةَ، فَلَهُ وَلَهُمْ، وَمَنْ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ " (1)
__________
= خمسة أشهر، وهذا يبيِّن المراد بقوله في الرواية الأخرى عن عقبة: "جَذَعة"، وأنها كانت من المعز.
وسيأتي الحديث برقم (17380) من طريق سعيد بن المسيب عن عقبة، وقال فيه: جذعة.
وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قسم في أصحابه غنماً للضحايا، فأعطاني عتوداً جذعاً من المعز، قال: فجئته به فقلت: يا رسول الله إنه جَذَعٌ، قال: "ضحِّ به" فضحيتُ به. وسيأتي في مسنده 5/194، وإسناده حسن، وصححه ابن حبان (5899) .
وانظر حديث أنس السالف برقم (12120) .
(1) حديث حسن، ابن عياش: هو إسماعيل، وهو- وإن كان قد خلَط في روايته عن غير أهل بلده- قد توبع، وعبد الرحمن بن حرملة، روى له مسلم متابعة، وفيه كلامٌ ينزله عن رتبة الصحة. أبو علي الهمداني: هو ثُمامة بن شُفَي.
وأخرجه ابن خزيمة (1513) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/160 من طريق محمد بن مخلد، وأبو داود (580) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/501، وابن=(28/539)
17306 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرُّعَيْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْيَحْصَبِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ حَافِيَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَصْنَعُ بِشَقَاءِ أُخْتِكَ شَيْئًا، مُرْهَا فَلْتَخْتَمِرْ، وَلْتَرْكَبْ، وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " (2)
__________
= خزيمة (1513) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2196) ، وابن حبان (2221) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (910) ، والحاكم 1/210 و213، والبيهقي 3/127 من طريق يحيى بن أيوب، وابن ماجه (983) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وأبو يعلى (1761) من طريق زهير بن محمد التميمي، والطبراني 17/ (909) من طريق سليمان بن بلال، و (910) من طريق
وهب بن خالد، ستتهم عن عبد الرحمن بن حرملة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2197) من طريق يحيى بن أيوب، عن حرملة بن عمران، عن أبي علي الهمداني، به.
وسيأتي بالأرقام (17323) و (17401) و (17425) و (17795) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8663) ، ولفظه: "يصلُّون بكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم".
(1) تحرف في (س) و (م) إلى: عبد الله بن زجر، وسقطت لفظة (بن) من (م) .
(2) حديث صحيح دون قوله: "ولتصم ثلاثة أيام"، وهذا إسناد فيه ضعف. عبيد الله بن زحر مختلف فيه، فقد وثقه البخاري، وقال أبو زرعهّ: لا بأس به، صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس، واختلف فيه قول أحمد، فوثقه مرة، وضعفه أخرى، والأكثر على تضعيفه، فقد ضعفه ابن معين وابن المديني وأبو حاتم والعجلي ويعقوب بن سفيان والعقيلي وأبو مسهر وابن حبان والدارقطني والخطيب، وغيرهم. وأبو سعيد الرُّعَيني: اسمه جُعْثُل بن هاعان، روى عنه جمع، وقال ابن يونس فيما نقله عنه الحافظ في "تهذيبه": كان عمر=(28/540)
__________
= ابن عبد العزيز بعثه إلى المغرب ليقرئهم القرآن، وكان أحد الفقهاء. وكان قاضي الجند بإفريقية لهشام، وتوفي في أول خلافته قريباً من سنة (15) .
وعبد الله بن مالك اليَحْصَبي، تفرد بالرواية عنه أبو سعيد الرُّعَيني، وذكره في جملة الثقات يعقوبُ بن سفيان وابنُ حبان وابنُ خلفون. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه الترمذي (1544) من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (15871) عن سفيان الثوري، به. دون قوله: "إن الله لا يصنع بشقاء أختك شيئاً"، وقد وقع في المطبوع: عن عبد الله ابن مالك، عن أبي سعيد اليَحْصَبي. والصواب: عن أبي سعيد، عن عبد الله ابن مالك اليحصبي.
وأخرجه كذلك الدارمي (2334) ، وأبو داود (3294) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/505-506، والبيهقي في "السنن" 10/80 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه كذلك الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2148) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/130 عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن حُييّ بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبُلي، عن عقبة بن عامر. وهذا إسناد ضعيف من أجل حيي بن عبد الله المعافري، فقد قال الإمام أحمد: أحاديثه مناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال مرة: ليس ممن يعتمد عليه، وحسَّن الرأي فيه ابنُ معين فقال: ليس به بأس، وكذا قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة، وذكره ابن حبان في "ثقاته". قلنا: وقد حُكم على هذا الإسناد في "شرح المشكل" بأنه حسن، فيستدرك من هنا.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/129 عن ابن أبي داود، عن عيسى بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن مسلم، عن يزيد بن أبي منصور، عن=(28/541)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= دُخين الحَجْري، عن عقبة- دون قوله: "ولتصم ثلاثة أيام". وإسناده حسن.
وانظر (17291) . وسيأتي برقم (17793) من طريق عكرمة عن عقبة بن عامر، وفيه: "لتركب ولتُهْدِ بدنَةً".
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2828) ، وفي آخره: "لتخرج راكبةً، ولتكفِّر عن يمينها". لكن فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ.
قلنا: وقد مال الإمام الطحاوي إلى الجمع بين الروايتين: رواية الهدْي، ورواية الكفَّارة، فقال في "شرح مشكل الآثار" 5/400: سأل سائل عما وقع في هذه الآثار من أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعضها بالكفارة كما يكفِّر الحالف بالله عز وجل، وفي بعضها بالهدي، كما يُهدي من قصَّر في شيء من حجِّه عن ما قصَّر عنه فيه، هل في كل شيء من ذلك تضادٌ أو اختلاف؟
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنه لا تضاد في شيء من ذلك ولا اختلاف فيه، لأن أخت عقبة بن عامر كان في نَذْرها المشيُ إلى بيت الله لحجها، وكان ذلك من الطاعات لا من المعاصي، فوجب عليها، فلما قصَّرت عنه أمرها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثل ما يُؤمَرُ به من قَصَّر في حجه عن شيء منه من طوافٍ محمولاً مع قدرته على المشي وهو الهدي، وكانت في نذرها بمعنى الحالفة لكَشْفِها شعرها في مشيها، فلم يكن منها ما حلفت عليه لمنع الشريعة إياها عنه، فأُمِرَت بالكفارة عنه كما يُؤْمَر الحالفُ بالكفارة عن يمينه إذا حَنَثَ فيها. ومثل ذلك ما روي عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كفَّارةُ النَّذْر كفَّارةُ اليمين" (وسلف برقم: 17301) .
فجميع ما رويناه في هذا الباب، ذَكَرَ ما كان وَجَبَ على أخت عقبة لتقصيرها عن مشيها في حجها، ولتقصيرها عن الوفاءِ بنَذْرها لمنع الشريعة إياها عن الوفاء به، وبالله التوفيق.
وانظر "فتح الباري" 11/588-589.(28/542)
17307 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ، ثُمَّ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ عَلَيْهِ دِرْعٌ ضَيِّقَةٌ قَدْ خَنَقَتْهُ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً، فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً أُخْرَى، فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ أُخْرَى، حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الْأَرْضِ " (1)
17308 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُلَيْلٍ السَّلِيحِيُّ، وَهُمْ إِلَى قُضَاعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:
__________
(1) إسناده حسن، لأنه من رواية عبد الله بن المبارك، وسماعه من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق- وهو المروزي السُّلمي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. أبو الخير: هو مَرثد بن عبد الله اليَزَني.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (170) - زوائد نعيم بن حماد- وأخرجه من طريقه البغوي في "شرح السنَّة" (4149) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (783) من طريق سعيد بن عُفير، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه أيضاً 17/ (784) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
قال السندي: قوله: "كمثل رجل ... إلخ"، أي: كأنه الذي خرج من ضيق شديد إلى فضاءٍ واسع بالحسنات.(28/543)
كُنْتُ مَعَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ جَالِسًا قَرِيبًا مِنَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَاسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ، فَخَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ - قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَقْرَإِ النَّاسِ - قَالَ: فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ رِجَالٌ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " (1)
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك بن مُلَيْل، وهو من رجال "التعجيل"، لم يرو عنه غير ابنه عبد العزيز، ولم يُؤْثَر توثيقه عن غير ابن حبان، وأما ابنه عبد العزيز، فهو من رجال "التعجيل" أيضاً، لكن روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/507-508، والبيهقي في "السنن" 3/225، من طريق عبد الله بن عثمان، والطبراني في "الكبير" 17/ (898) من طريق نعيم بن حماد الخزاعي، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. واقتصر الطبراني على المرفوع ولم يذكر فيه القصة.
ويشهد للمرفوع منه حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3831) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
التراقي: جمع تَرْقُوَة، وهو العظم بين ثُغرة النحر والعاتق.
والرَّمِيَّة: هي الطَّريدة.
ومحمد بن أَبي حذيفة هذا: كان أبوه- وهو أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة- من السابقين الأولين البدريين، وكان جدُّه عُتبة بن ربيعة سيد المشركين وكبيرهم، فقتل يوم بدر، واستُشهد أبو حذيفة يوم اليمامة، فنشأ محمد في حجر عثمان رضي الله عنه، ثم كان ممن قام عليه فى الفتنة، واستولى على=(28/544)
17309 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، عَمَّنْ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا، فَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ نَأْكُلَ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَأَذِنَ لَنَا " (1)
17310 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَمْنَعُ أَهْلَ الْحِلْيَةِ وَالْحَرِيرِ، وَيَقُولُ: " إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ حِلْيَةَ الْجَنَّةِ وَحَرِيرَهَا، فَلَا تَلْبَسُوهَا فِي الدُّنْيَا " (2)
__________
= امرأة مصر. قُتِلَ محمد بفلسطين سنة ست وثلاثين، وكان ممن أخرجه معاويةُ من مصر. انظر "سير أعلام النبلاء" 3/479-481.
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي الذي سمع عقبة بن عامر، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم في "الأموال" (1955) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 294 عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، وحميد بن زنجويه في "لأموال" (2059) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (17441) .
(2) حديث صحيح، رشدين بن سعد- وإن كان ضعيفاً- فقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن غيلان، فهو من رجال مسلم، وأبي عُشَّانة- واسمه حيُّ بن يُوْمِن- فإنه لم يخرج له الشيخان في "صحيحيهما"، وإنما أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/156، والطحاوي في "شرح مشكل=(28/545)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الآثار" (4837) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/252، وابن حبان (5486) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (835) ، والحاكم 4/191 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص290 من طريق ابن لهيعة، عن أبي عُشَّانة، به.
قلنا: وحديث عقبة عامٌ في الذكور والإناث، وهو معارَض بحديث عقبة نفسه عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4821) ، والطبراني 17/ (905) ، والبيهقي 3/275-276، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "الحرير والذهب حرامٌ على ذكور أمتي، حِل لإناثهم". وإسناده حسن.
ويشهد له بهذا اللفظ الأخير حديث علي بن أبي طالب، وقد سلف في مسنده برقم (750) . وهو حسن بالشواهد.
وحديث أبي موسى الأشعري، وسيأتي في "مسنده" 4/394 و407، ورواه الترمذي (1720) ، وقال: حسن صحيح.
ويشهد لهذا اللفظ أيضاً حديث ابن عمر عند مسلم (2068) (7) ، فقد ذكر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى علياً وأسامة حلتين من حرير، وأمرهما بتشقيقهما، بين النساء. وقد سلف في مسنده برقم (6339) .
وذكر الطحاوي في "شرح المشكل" (4838) حديث أنس الذي أخرجه البخاري في "صحيحه" (5842) : أنه رأى على أم كلثوم بنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بردَ حرير سيراءَ (أي: موشّىّ بالحرير) . ثم قال: ففي هذا ما قد دلَّ أن من أهل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قد كان لبس الحرير، فإن كان ذلك في زمنه، ففيه ما قد عارَضَ حديث عقبة، وإن كان بعدَه، كان دليلاً على نسخه، والله نسأله التوفيق.
قلنا: ويحتمل أن يكون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك على سبيل التزهيد لأهله في التوسع في الملبس والترفه به، كما كان يرشدهم أيضاً إلى عدم التبسُّط في العيش، ويختار لهم الأفضل، فقد جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لابنته فاطمة رضي الله عنها=(28/546)
17311 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمَهْرِيُّ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ اللهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ، فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ " ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 44] (1)
17312 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ،
__________
= حين أتته تسأله خادماً: "ألا أدلُّك على ما هو خير لك من ذلك؟ تسبِّحين ثلاثاً وثلاثين ... إلخ" متفق عليه، وسلف في مسند علي برقم (604) .
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وهو عند الإمام أحمد في "الزهد" ص12، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 7/195 من طريق أبي الصلت الشامي، والدولابي في "الكنى" 1/111 من طريق حجاج بن سليمان الرعيني، والطبراني في "الأوسط" (9268) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 488، وفي "الشعب" (4540) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح المصري، ثلاثتهم عن حرملة بن عمران، به.
وأخرجه بنحوه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص293، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (33) ، والطبري 7/ (195) من طريق ابن لهيعة، عن عقبة بن مسلم، به.(28/547)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي شَظِيَّةٍ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُقِيمُ " (1)
17313 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَنْسَابَكُمْ هَذِهِ لَيْسَتْ بِسِبَابٍ عَلَى أَحَدٍ، وَإِنَّمَا أَنْتُمْ وَلَدُ آدَمَ، طَفُّ الصَّاعِ لَمْ تَمْلَئُوهُ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ (2) فَضْلٌ إِلَّا بِالدِّينِ أَوْ عَمَلٍ صَالِحٍ، حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ فَاحِشًا بَذِيًّا، بَخِيلًا جَبَانًا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة صالحة، وابن لهيعة قد تابعه عمرو بن الحارث فيما سيأتي برقم (17443) .
أبو عُشَّانة: اسمه حَيُّ بن يُومِن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (855) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (17442) و (17443) .
قال السندي: قوله: "في شَظيَّةٍ" هي قطعةٌ مرتفعةٌ في رأس الجبل.
(2) قوله: "على أحد" أثبتناه من (ظ 13) ، وليس في (م) وسائر النسخ.
(3) إسناده حسن، لأنه من رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة، وروايته عنه صالحة، وكذلك رواه عن ابن لهيعة عبدُ الله بن وهب كما سيأتي، وروايته عنه أيضاً صالحة. الحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 26/140، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3459) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" 17/ (814) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. =(28/548)
17314 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ، عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سُلَيْمٍ الْجُهَنِيِّ، كُلُّهُمْ يُحَدِّثُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ: كُنَّا نَخْدُمُ أَنْفُسَنَا، وَكُنَّا نَتَدَاوَلُ رَعِيَّةَ الْإِبِلِ بَيْنَنَا، فَأَصَابَنِي رَعِيَّةُ الْإِبِلِ فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ حَدِيثِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ (1) الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَغُفِرَ لَهُ " قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَجْوَدَ هَذَا قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ بَيْنَ يَدِي: الَّتِي كَانَ قَبْلَهَا: يَا عُقْبَةُ أَجْوَدُ مِنْهَا. فَنَظَرْتُ. فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا هِيَ يَا أَبَا حَفْصٍ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
__________
= وسيأتي برقم (17446) .
قال السندي: قوله: "طفّ الصاع" هو ما قَرُب من ملئِه ... أي: قريبٌ بعضكم من بعض، وكلكم في الانتساب إلى أبٍ واحد بمنزلةٍ واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام، وشبَّههم في نقصانهم بالمَكِيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، وهو بالرفع خبرٌ بعد خبر، وقيل: بدلٌ أو خبرُ محذوف، أو بالنصب حال مؤكدة.
(1) في (ظ13) في هذا الموضع والموضع التالي: فيُبلغ، وهي نسخة في هامش (ق) .(28/549)
وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وإسناداه الأول والثاني قويان، من أجل الحسن بن سوّار، وهو صدوقٌ لا بأس به، وباقي رجالهما ثقات رجال الشيخين، غير معاوية- وهو ابن صالح بن حُدَير- وجُبَير بن نُفير، فإنهم من رجال مسلم، وأما أبو عثمان هذا، قال ابن منجويه في "رجال صحيح مسلم" (2089) :
يشبه أن يكون سعيد بن هانئ الخولاني المصري، وقال ابن حبان في "صحيحه" بعدما خرجه: أبو عثمان هذا يشبه أن يكون حريزَ بنَ عثمان الرَّحَبي. قلنا: وسعيد بن هانىء وحريز كلاهما ثقة، لكن لم يخرِّج مسلم لواحد منهما، والحديث في "صحيحه"! ولذلك قال الذهبي في "الميزان" 4/250: أبو عثمان عن جبير بن نفير لا يدرى من هو، وخرَّج له مسلم متابعة، روى عنه معاوية بن صالح. ليث الراوي عن معاوية: هو ابن سعد.
وأما الإسناد الثالث، ففيه ليث بن سُلَيم الجهني، وهو مجهول، قاله الحسيني في "الإكمال"، وباقي رجاله هم رجال الإسنادين السابقين، غير عبد الوهاب بن بُخْت، وقد روى له أصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة، والراوي عنه وعن ربيعة بن يزيد: هو معاوية بن صالح.
وأخرجه أبو داود (169) ، وابن خزيمة (222) ، وأبو عوانة 1/225، وابن حبان (1050) من طريق عبد الله بن وهب، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/426، والطبراني في "الكبير" 19/ (917) ، والبيهقي في "السنن" 1/78 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، وابن خزيمة (223) ، وأبو عوانة 1/225-226 من طريق أسد بن موسى ثلاثتهم عن معاوية بن صالح،
بالأسانيد الثلاثة أو بأحدها أو باثنين منها. وبعضهم ذكره بتمامه، وبعضهم اقتصر فيه على حديث عمر، وبعضهم ذكره دون حديث عمر.
وسيأتي بتمامه برقم (17393) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، بالإسنادين الأول والثاني.
ورواه زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح، فاختلف الرواة عنه اختلافاً شديداً: فأخرجه بتمامه ابن أبي شيبة 1/3-4، وأخرجه عنه مسلم (234) عن=(28/550)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، بالإسناد الأول والثاني.
وأخرجه أبو عوانة 1/224 عن العباس بن محمد وعن أبي بكر الجعفي، كلاهما عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح بالإسناد الأول والثاني.
واقتصر فيه على حديث عمر.
وأخرجه دون حديث عمر: النسائي في "المجتبى" 1/95، وفي "الكبرى" (178) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي، عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، بهذين الإسنادين.
وأخرجه البيهقي 1/78 من طريق الحسن بن سفيان، عن ابن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي عثمان، عن عقبة بن عامر أنه سمع عمر بن الخطاب، فذكر حديث عمر.
وأخرجه أيضاً 1/78 من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، عن العباس ابن محمد الدوري، عن زيد بن الحباب، بإسناد سابقه.
وأخرج حديث عمر: النسائي في "المجتبى" 1/92-93، وفي " الكبرى" (141) عن محمد بن علي بن حرب المروزي، عن زيد بن الحباب، بمثل رواية مسلم، إلا أنه قال: عن أبي عثمان عن عقبة بن عامر، به، لم يذكر بينهما جُبير بن نُفير.
وأخرجه أبو داود- دون حديث عمر- (906) عن عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن جُبير بن نُفير، عن عقبة بن عامر.
وأخرج حديث عمر: الترمذيُّ (55) عن جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي، عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن عمر بن الخطاب. ولم يذكر عقبة بن عامر في الإسناد. وزاد "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين" وقال: وروى عبد الله بن صالح وغيره عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر، عن عمر، وعن ربيعة،=(28/551)
17315 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثًا إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ: فَفِي شَرْطَةِ (1) مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ تُصِيبُ أَلَمًا، وَأَنَا أَكْرَهُ الْكَيَّ وَلَا (2)
__________
= عن أبي عثمان، عن جُبير بن نُفير، عن عمر. ثم قال: وهذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الباب كبير شيء.
وتعقّب الحافظ ابن حجر كلام الترمذي هذا، فقال في "التلخيص الحبير" 1/101: لكن رواية مسلم سالمة من هذا الاعتراض.
وقد ذكر النووي في "شرح صحيح مسلم" 3/119-121 كلاماً يطول في بيان ما أشكل في هذا الحديث، فانظره.
قلنا: والحق أن في كلام الترمذي نظراً، إذ إن جميع الرواة عن معاوية بن صالح متفقون على إسناد الحديث- كما مرَّ تخريجه- وإن الاختلاف الذي عدّه الترمذي اضطراباً في الحديث قائمٌ في رواية زيد بن الحباب وحدها لا في باقي الروايات، ثم إنه قد ترجحت بعضُ الروايات عن زيد بن الحباب، ومنها رواية مسلم، لموافقتها روايات الثقات الأثبات، والله أعلم.
وأخرجه عبد الرزاق (142) بغير هذا السياق، وابن ماجه- من حديث عمر- (470) من طريق عبد الله بن عطاء الطائفي عن عقبة، به. وعبد الله بن عطاء متكلم فيه، وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة.
وأخرجه أبو يعلى (72) بغير هذا السياق من طريق عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم، عن مالك بن قيس، عن عقبة، به. وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم ضعيف سيئ الحفظ.
وانظر ما سيأتي برقم (17363) .
قال السندي: قوله: "فروَّحتها"، أي: رددتها إلى المراح، وهو مأواها ليلاً.
(1) في (ظ13) وهامش (ق) : فشرطه.(28/552)
أُحِبُّهُ " (1)
17316 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله بن الوليد- وهو ابن قيس التُجيبي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال ابن حجر في "التقريب": ليِّن الحديث. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق- وهو السلمي المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه أبو يعلى (1765) ، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" ص505، والطبراني في "الأوسط" (9335) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (796) من طريق حيوة بن شريح، عن عبد الله بن الوليد، به.
ويشهد له حديث ابن عباس عند البخاري (5680) و (5681) ، وقد سلف برقم (2208) .
وحديث جابر بن عبد الله عند البخاري (5683) ، ومسلم (2205) ، وسلف برقم (14701) .
وحديث معاوية بن حديج، سيأتي 6/401.
قال السندي: قوله: "إن كان في شيء شفاء" التعليق بهذا الشرط ليس للشك، بل للتحقيق والتأكيد، إذ وجود الشفاء في شيء من الأدوية من المحقق الذي لا يمكن فيه الشك، فالتعليق به يوجب تحقق المعلق به بلا ريب، كأن يقال: إن كان في أحدٍ في العالم خير ففيك، ونحو ذلك.(28/553)
مِنْ عَمَلِ يَوْمٍ إِلَّا وَهُوَ يُخْتَمُ عَلَيْهِ، فَإِذَا مَرِضَ الْمُؤْمِنُ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبَّنَا، عَبْدُكَ فُلَانٌ قَدْ حَبَسْتَهُ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: اخْتِمُوا لَهُ عَلَى مِثْلِ عَمَلِهِ حَتَّى يَبْرَأَ أَوْ يَمُوتَ " (1)
17317 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَلَّمُوا
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، لأنه من رواية عبد الله- وهو ابن المبارك- عن ابن لهيعة، وسماعه منه قبل احتراق كتبه، وقد توبع ابن لهيعة كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق - وهو المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. يزيد: هو ابن أبي حبيب، وأبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3257) ، وفي "الكبير" 17/ (782) ، والبغوي في "شرح السنة" (1428) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/260 من طريق عبد الله بن وهب، و4/308-309 من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، به. ورشدين بن سعد ضعيف، لكن تابعه عبد الله بن وهب وهو ثقة، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6482) ، وإسناده صحيح.
وانظر تتمة شواهده هناك.
وانظر الحديث الآتي برقم (17359) .
قال السندي: قوله: "وهو يختم عليه"، أي: يصلح أن يختم على مثله إذا مرض وهو عليه، ومعنى الختم على مثله أن يقرر ذلك عملاً له فيكتب له ذلك وإن لم يعمل، والمقصود الحثُّ على تحسين عمل كل يوم، حيث يحتمل أن يكون مختوماً عليه.(28/554)
كِتَابَ اللهِ، وَتَعَاهَدُوهُ وَتَغَنُّوا بِهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْمَخَاضِ فِي الْعُقُلِ " (1)
17318 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْكِتَابَ وَاللَّبَنَ " قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَالُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق المَرْوَزي، فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. موسى بن عُلَيّ: هو ابن رباح اللَّخْمي.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلاّم في "فضائل القرآن" ص29، وابن أبي شيبة 2/500 و10/477، والدارمي (3348) و (3349) ، والنسائي في "الكبرى" (8034) ، وابن حبان (119) ، الطبراني في "الكبير" 17/ (801) ، وفي "الأوسط" (3211) من طرق عن موسى بن عُلَيّ، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (17361) و (17394) .
والحديث دون قوله: "وتغنَّوا به" سلف ما يشهد له في مسند عبد الله بن مسعود عند الحديث رقم (3620) . وأما قوله: "وتغنَّوا به" فيشهد له حديث أبي هريرة، بلفظ: "ما أذِن الله لشيء ما أذِن لنبيٍّ أن يتغنَّى بالقرآن"، وقد سلف برقم (7670) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وحديث سعد بن أبي وقاص، وقد سلف برقم (1476) ، بلفظ: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن".
قال السندي: قوله: "وتعاهدوه"، أي: حافظوا عليه بالتكرار والمداومة على تلاوته. "وتغنَّوا به"، أي: اقرؤوه بأحسن صوت. "تفلُّتاً": تخلُّصاً وفراراً من الصدور. "في العُقُل": جمع عقال. اهـ.
والمخاض: الحوامل من النُّوق.(28/555)
الْكِتَابِ؟ قَالَ: " يَتَعَلَّمُهُ الْمُنَافِقُونَ ثُمَّ يُجَادِلُونَ بِهِ الَّذِينَ آمَنُوا " فَقِيلَ: وَمَا بَالُ اللَّبَنِ؟ قَالَ: " أُنَاسٌ يُحِبُّونَ اللَّبَنَ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ الْجَمَاعَاتِ وَيَتْرُكُونَ الْجُمُعَاتِ " (1)
17319 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ
__________
(1) حديث حسن، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن يزيد المقرىء كما سيأتي، وروايته عنه صالحة، وهو متابع أيضاً. أبو قَبيل: هو حي بن هانئ المَعَافري.
وأخرجه بنحوه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص293 عن النضر بن عبد الجبار، والطبراني في "الكبير" 17/ (816) من طريق سعيد بن أبي مريم، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وقرن ابن عبد الحكم بالنضر عبدَ الله بن يزيد المقرئ، وسيأتي الحديث عن هذا الأخير برقم (17415) .
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/507، والطبراني 17/ (815) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 2/193 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن الليث، والطبراني 17/ (817) ، والحاكم 2/374، والبيهقي في "الشعب" (2964) من طريق مالك بن الخير الزبادي، كلاهما عن أبي قبيل، به. وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ، ومالك بن الخير الزبادي قال الذهبي في "الميزان" 3/426: محله الصدق. وصحح الحاكم إسناده.
وسيأتي برقم (17421) من طريق درّاج أبي السمح، عن أبي قبيل.
وسلف مختصراً من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6640) ، ولفظه: "لا أخاف على أمتي إلا اللبن، فإن الشيطان بين الرغوة والصَّريح". وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: "فيخرجون من الجماعات"، أي: لا يتيسر الإكثار منه إلا في البادية، فيخرجون إليها، فيؤدي ذلك إلى ترك الجمع والجماعات.(28/556)
عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ " (1)
17320 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ (2) شُعَيْبُ بْنُ زُرْعَةَ الْمَعَافِرِيُّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا " قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟
__________
(1) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وروى عنه هذا الحديث أيضاً إسحاق بن عيسى فيما سيأتي برقم (17423) وروايته عنه قديمة قبل احتراق كتبه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص289، والطبراني في "الكبير" 17/ (746) من طريق عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقرن ابن عبد الحكم بأبيه النضر بن عبد الجبار.
وأخرجه مسلم (1645) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2155) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/130، والطبراني 17/ (747) ، والبيهقي 10/67 من طريق عمرو بن الحارث، عن كعب بن علقمة، به.
وأخرجه النسائي 7/26، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2154) من طريق عمرو بن الحارث، عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن عقبة بن عامر. فأسقط أبا الخير من إسناده.
وأخرجه الطبراني 17/ (748) من طريق عبد الله بن بشر، عن عبد الرحمن ابن شماسة، به.
وانظر (17301) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : حدثنا.(28/557)
قَالَ: " الدَّيْنُ " (1)
17321 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ، حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ عُقْبَةُ، يَأْتِينِي، فَيَقُولُ: اخْرُجْ بِنَا نَرْمِي، فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، أَوْ تَثَاقَلْتُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةً الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ الْمُحْتَسِبَ فِيهِ الْخَيْرَ (2) ، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَمُنْبِلَهُ "
" فَارْمُوا وَارْكَبُوا، وَلَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ تَرْكَبُوا "
" وَلَيْسَ مِنَ اللهْوِ إِلَّا ثَلَاثٌ: مُلَاعَبَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَتَأْدِيبُهُ فَرَسَهُ، وَرَمْيُهُ بِقَوْسِهِ، وَمَنْ عَلَّمَهُ اللهُ الرَّمْيَ فَتَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ،
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين: وهو ابن سعد، لكنه قد توبع، وشعيب بن زرعة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/356 فحديثه من باب الحسن، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص292-293، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/509، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4284) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (906) ، والبيهقي في "السنن" 5/355 من طريق نافع بن يزيد، وأخرجه الطحاوي (4283) من طريق عبد الله بن لهيعة، كلاهما عن بكر بن عَمرو المَعافري، بهذا الإسناد. ونافع بن يزيد ثقة من رجال مسلم، وأما ابن لهيعة، فسيئ الحفظ لكنه يصلح للمتابعات.
وسيأتي برقم (17407) من طريق حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو.
(2) كلمة "الخير" ليست في (ظ13) .(28/558)
فَنِعْمَةً كَفَرَهَا " (1)
__________
(1) حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة خالد بن زيد- ويقال: ابن يزيد- فقد تفرد بالرواية عنه أبو سلام- وهو ممطور الحبشي- وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد ذهب الخطيب بغير حجة إلى أنه وخالد ابن الصحابي زيد بن خالد الجهني واحدٌ، وفرّق بينهما البخاري وأبو حاتم وغيرهما، وهو الذي صوَّبه المزي في "تهذيب الكمال"، وجعله أيضاً ابن عساكر في "تاريخه" هو وعبد الله بن زيد الأزرق واحداً، وردَّه المزي في "تهذيبه"، وحاصله أن خالد بن زيد هذا مجهول، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2450) ، وابن أبي شيبة 5/320- 321، وأبو داود (2513) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/501- 502، والنسائي في "المجتبى" 6/28 و222-223، وفي "الكبرى" (4354) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1062) ، وأبو عوانة 5/103 و104، والطبراني في "الكبير" 17/ (942) ، والحاكم 2/95، والبيهقي في "السنن" 10/13 و218، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/113-114، والمزي في ترجمة خالد بن زيد من "التهذيب" 8/75-76 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً، ووقع في إحدى روايتي النسائي: خالد بن يزيد الجهني، وفي الثانية: خالد بن يزيد، دون نسبة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (297) من طريق أبي رجاء، عن أبي سلاَّم، به.
وسيأتي برقم (17335) و (17336) ، وانظر ما سلف برقم (17300) .
قال السندي: قوله: "ومُنَبِّلَه" اسم فاعل، من نبَّلَهُ بالتشديد، أو أنبلَه إذا ناوله النبل ليرميَ به، والمراد من يقوم بجنب الرامي أو خلفه يناوله النبل واحداً بعد واحد، ويردّ عليه النبل المرمي به، أو المراد من يعطي الغازي نبلاً من ماله إمداداً له.
"وليس من اللهو"، أي: اللهو المشروع أو المباح أو المندوب، فهو على=(28/559)
17322 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ، فَإِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ بِمِثْلِهِمَا " (1)
17323 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ جُهَيْنَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ مِنْ بَعْدِي، فَإِنْ صَلَّوْا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَأَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَهِيَ لَكُمْ وَلَهُمْ، وَإِنْ لَمْ يُصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَلَمْ يُتِمُّوا رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا، فَهِيَ لَكُمْ وَعَلَيْهِمْ " (2)
__________
= حذف الصفة، مثل: (وكان وراءَهم مَلِكٌ يأخُذُ كلَ سفينةٍ) [الكهف: 79] ، أي: صالحة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة: وهو عبد الله، ومشرح بن هاعان مختلف فيه. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحيني.
وسيأتي برقم (17366) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن ابن لهيعة.
وانظر ما سلف برقم (17296) و (17297) .
(2) إسناده حسن. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطبَّاع، وعَطَّاف: هو ابن خالد المخزومي، والرجل من جهينة: هو أبو علي الهمْداني كما سلفت تسميته في الرواية (17305) ، واسمه ثُمامة بن شُفي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/955 من طريق أبي مصعب، عن عطاف ابن خالد، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن عقبة بن عامر.(28/560)
17324 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَإِنِّي أُعْطِيتُهُمَا (1) مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ " (2)
__________
(1) في (ظ13) : أُعطيتها.
(2) صحيح لغيره، محمد بن إسحاق مدلس، لكنه توبع، وإسحاق بن إبراهيم الرازي: هو ختن سلمة بن الفضل الأبرش، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/208: سمعت يحيى بن معين يثني عليه خيراً. وقد توبع، وأما سلمةُ بن الفضل فمختلف فيه، وقد توبع أيضاً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (1735) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (780) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (17445) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب.
وأخرج الطبراني أيضاً 17/ (781) من طريق عمرو بن الحارث بن سويد الحاسب المهري، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر موقوفاً: ترددوا في الآيتين من آخر سورة البقرة: (آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه) إلى خاتمتها، فان الله اصطفى بهما محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الهيثمي في "المجمع" 6/312: فيه عمرو بن الحارث بن سويد الحاسب المهري ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/151 و180.
وعن حذيفة بن اليمان، سيأتي أيضاً 5/383، وصححه ابن حبان برقم (1697) . والحديث صحيح بهما.
وعن ابن مسعود موقوفاً عليه عند النسائي في "الكبرى" (8023) . وإسناده=(28/561)
17325 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ " (1)
17326 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخِفَافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذَكَرَ أَنَّ قَيْسًا الْجُذَامِيَّ حَدَّثَ (2) ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
__________
= صحيح. وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3665) .
قال السندي: قوله: "من تحت العرش"، أي: مقرّهما كُنِزَ هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب- وهو الغافقي المصري- فقد روى له البخاري مقروناً بغيره، واحتج به مسلم، واختلف فيه، وهو صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير عتّاب بن زياد- وهو الخراساني- فإنه لم يروِ له سوى ابن ماجه،
وهو ثقة. أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (865) من طريقي سويد بن نصر وحبان بن موسى، كلاهما عن ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن كعب ابن علقمة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن عقبة بن عامر. وأسقط أبا الخير من الإسناد، ولعبد الرحمن بن شماسة رواية عن عقبة بن عامر عند مسلم وغيره.
وأخرجه أبو داود (3324) من طريق سعيد بن الحكم، عن يحيى بن أيوب، به. وذكر فيه أبا الخير.
وانظر (17301) .
(2) في (م) وحدها: حدثه.(28/562)
مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَهِيَ فِكَاكُهُ مِنَ النَّارِ " (1)
17327 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ التُّجِيبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِ مِصْرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يَبِيعُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ حَتَّى يَذَرَهُ " (2)
17328 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قيس الجذامي صحابيٌّ جليل، وقتادة- وهو ابن دِعامة السدوسي- لم يَلْقَهُ، قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص168: أخبرنا حرب بن إسماعيل قال: قال أحمد بن حنبل: ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا عن أنس رضي الله عنه، وقال ابن أبي حاتم أيضاً ص175: سمعت أبي يقول: لم يَلْقَ قتادة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أنساً وعبد الله بن سرجس. عبد الوهاب الخفاف: هو ابن عطاء، وسعيد: هو ابن أبي عَروبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (918) من طريق شعيب بن إسحاق، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 17/ (919) من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، به.
وسيأتي برقم (17357) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9441) ، وهو متفق عليه. وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبر الرحمن بن شماسة، فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وانظر ما بعده.(28/563)
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَتْرُكَ، وَلَا يَبِيعُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ حَتَّى يَتْرُكَ " (1)
17329 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ - وَيَزَنُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن شماسة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (1762) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2550) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (875) من طريق يزيد بن زريع، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص292، ومسلم (1414) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/500-501، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/3، والطبراني 17/ (873) و (874) ، والبيهقي 7/180 من طريق الليث بن سعد، والطحاوي 3/3 من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، به. والليث بن سعد ثقة حجة، وأما ابن لهيعة فسيئ الحفظ، لكن الذي روى عنه هذا الحديث هو عبد الله بن وهب، وروايته عنه قوية.
وقوله: "لا يحل لامرئ مسلم يخطب ... " يشهد له حديث ابن عمر، وقد سلف برقم (4722) .
وحديث أبي هريرة، سلف برقم (7248) .
وحديث سمرة بن جندب، سيأتي 5/11.
وقوله: "لا يحل لامرىء يبيع على بيع ... " يشهد له حديث ابن عمر أيضاً، وقد سلف برقم (4531) . وانظر تتمة شواهده هناك.(28/564)
بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ -، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِصْرَ غَازِيًا - وَكَانَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْسٍ الْجُهَنِيُّ أَمَّرَهُ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ - قَالَ: فَحَبَسَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ بِالْمَغْرِبِ، فَلَمَّا صَلَّى قَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ لَهُ: يَا عُقْبَةُ، أَهَكَذَا رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، أَمَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ أَوْعَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ "؟ قَالَ: فَقَالَ: بَلَى. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: شُغِلْتُ قَالَ: فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَمَا وَاللهِ مَا بِي إِلَّا أَنْ يَظُنَّ النَّاسُ أَنَّكَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ هَذَا " (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/15، والطبراني في "الكبير" (4083) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. ورواية الطبراني مختصرة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (418) ، وابن خزيمة (339) ، والحاكم 1/190، والبيهقي في "السنن" 1/370 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وسيأتي من طريق ابن إسحاق في مسند أبي أيوب الأنصاري 5/417 و422.
وقد ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/177 أن أبا زرعة سُئل عن حديث رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، ... فذكره بإسناده، ورواه حيوة وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران التُّجيبي، عن أبي أيوب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "بادروا بصلاة المغرب طلوع النجوم" قال أبو زرعة: حديث حيوة أصح.=(28/565)
17330 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ جُعْثُلٍ الْقِتْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ أُخْتَ عُقْبَةَ نَذَرَتْ فِي ابْنٍ لَهَا، لَتَحُجَّنَّ حَافِيَةً بِغَيْرِ خِمَارٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " تَحُجُّ رَاكِبَةً مُخْتَمِرَةً، وَلْتَصُمْ " (1)
17331 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أبِي كَثِيرٍ، مَوْلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَتَرَ مُؤْمِنًا، كَانَ كَمَنْ أَحْيَا مَوْءُودَةً مِنْ قَبْرِهَا " (2)
__________
= قلنا: وسيأتي من طريق ابن لهيعة- الآنف الذكر- 5/415، وسيأتي في "المسند" أيضاً بنحو لفظ ابن لهيعة 5/421 لكن من طريق ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب، به.
وفي الباب عن السائب بن يزيد، سلف برقم (15717) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "فحبس"، أي: فأخر المغرب كما في الروايات الأخرى.
وقوله: "حتى تشتبك النجوم"، أي: تظهر جميعها، وتختلط بعضُها ببعض لكثرة ما ظَهرَ منها. قاله ابن الأثير في "النهاية".
(1) حديث صحيح دون قوله: "في ابن لها" ودون قوله: "ولتصم": وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، فهو سيئ الحفظ، وانظر (17308) .
حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو تميم الجَيْشاني: هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم، وقد فرق البخاري وغيره بينه وبين عبد الله بن مالك اليَحْصَبي الذي روى هذا الحديث عن عقبة كما سلف برقم (17291) ، وهو به أشهر.
(2) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، ولجهالة مولى عقبة بن عامر،=(28/566)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد انقلب اسمه على ابن لهيعة فسمّاه أبا كثير، ونبّه الحافظ على ذلك في "التعجيل" في ترجمة أبي كثير، فقال: انقلب اسمه على بعض الرواة، وإنما هو كثير أبو الهيثم.
قنا: وكثير أبو الهيثم: هو المِصري، وهو من رجال "التهذيب"، لكن تفرد بالرواية عنه كعب بن علقمة، ولذلك قال الذهبي في "الميزان" 4/583: لا يُعرف. وقد روى حديثَه هذا أبو داود والنسائي وغيرهما، فاختلفوا في إسناده اختلافاً كثيراً كما سيأتي برقم (17395) ، ونقل ابن حجر في ترجمة أبي الهيثم من "تهذيبه" عن أبي سعيد بن يونس قال: حديثه معلول. يعني هذا الحديث.
حسن: هو ابن موسى الأشيب، وهو ثقة من رجال الشيخين، وكعب بن علقمة من رجال مسلم، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق.
وسيأتي بالأرقام (17332) و (17395) و (17447) وفيه قصة.
وله شاهد من حديث جابر عند الطبراني في "الأوسط" (6148) ، وأبي نعيم في "الحلية" 5/233-234، وفي إسناده طلحة بن زيد الرقي، وقد اتهم بالوضع.
وله طريق آخر عند الطبراني في "الأوسط" (4989) و (8081) ، والبيهقي في "الشعب" (9654) ، وفي إسناده أبو معشر نجح بن عبد الرحمن، وهو ضعيف.
وآخر من حديث شهاب رجل من الصحابة، عند الطبراني في "الكبير" (7231) .
وفي سنده أبو سنان المدني راويه عن جابر بن عبد الله لا يعرف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير شيخ الطبراني محمد بن معاذ الحلبي، وهو ثقة.
وثالث من حديث مسلمة بن مخلد عند الطبراني في "الأوسط" (8129) .
وإسناده ضعيف أيضاً.
وروي عن مسلمة بغير هذا اللفظ، فقد سلف عنه وعن عقبة برقم (16960) بلفظ: "من علم من أخيه سيئة فسترها، ستره الله بها يوم القيامة"، وسيأتي برقم (17391) عن عقبة.
وهذا اللفظ صحيح يشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (5646) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7427) ، وإسناداهما صحيحان، وهما مخرّجان في "الصحيح".(28/567)
17332 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ مَوْلًى لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يُقَالُ لَهُ: أبِيْ كَثِيرٌ، قَالَ: أَتَيْتُ (1) عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ لَنَا جِيرَانًا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، قَالَ: دَعْهُمْ. ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَلَا أَدْعُو عَلَيْهِمُ الشُّرَطُ؟ فَقَالَ عُقْبَةُ: وَيْحَكَ دَعْهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مِنْ رَأَى عَوْرَةً فَسَتَرَهَا، كَانَ كَمَنْ أَحْيَا مَوْءُودَةً مِنْ قَبْرِهَا " (2)
17333 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ - أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ - " قَالَ يَزِيدُ: " وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لَا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إِلَّا تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَيْءٍ وَلَوْ كَعْكَةً أَوْ بَصَلَةً أَوْ كَذَا " (3)
__________
(1) في (م) وهامش (س) : لقيتُ.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حَرملة بن عمران، فإنه من رجال مسلم، وغير علي بن إسحاق- وهو المرْوَزي- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (645) ، وأخرجه من طريقه أبو يعلى (1766) ، وابن خزيمة (2431) ، وابن حبان (3310) ، والحاكم 1/416،=(28/568)
17334 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ (1) بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَابْتَدَأْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجَاةُ الْمُؤْمِنِ؟ قَالَ: " يَا عُقْبَةُ، احْرُسْ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ "
قَالَ: ثُمَّ لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَابْتَدَأَنِي فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: " يَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، أَلَا أُعَلِّمُكَ خَيْرَ ثَلَاثِ سُوَرٍ أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، جَعَلَنِي
__________
= وأبو نعيم في "الحلية" 8/181، والقضاعي في "مسند الشهاب" (103) و (137) ، والبيهقي في "السنن" 4/177، وفي "الشعب" (3348) ، والبغوي في "شرح السنة" (1637) . وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3836) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (771) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/181 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن حرملة بن عمران، به.
وأخرجه الطبراني 17/ (788) ، والبيهقي في "الشعب" (3347) من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة والحسن بن ثوبان، ثلاثتهم عن يزيد بن أبي حبيب، به. بلفظ: "إن الصدقة لتطفئ حرّ القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته". وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد، ووقع في الإسناد عند البيهقي تحريف يصحح من الطبراني.
وسيأتي برقم (18043) من طريق ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب.
ولم يسمِّ فيه الصحابيَّ.
(1) تحرف في (م) و (ق) و (ص) إلى: معاذ.(28/569)
اللهُ فِدَاكَ. قَالَ: فَأَقْرَأَنِي قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ قَالَ: " يَا عُقْبَةُ، لَا تَنْسَاهُنَّ (1) ، وَلَا تَبِتِ (2) لَيْلَةً حَتَّى تَقْرَأَهُنَّ " قَالَ: " فَمَا نَسِيتُهُنَّ (3) قَطُّ مُنْذُ قَالَ: لَا تَنْسَاهُنَّ (1) ، وَمَا بِتُّ لَيْلَةً قَطُّ حَتَّى أَقْرَأَهُنَّ "
قَالَ عُقْبَةُ: ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَابْتَدَأْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِفَوَاضِلِ الْأَعْمَالِ. فَقَالَ: " يَا عُقْبَةُ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَكَ " (4)
__________
(1) كذا في الأصول بإثبات الألف في الموضعين، والجادة حذفها لأن الفعل مجزوم بلا الناهية ويخرج ما هنا على أن الألف للإشباع، قال صاحب "الدر المصون" 10/761 في قوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى) قيل: هو نفي أخبر تعالى أن نبيه عليه السلام لا ينسى وقيل: نهي والألف للإشباع.
(2) في (م) و (س) و (ص) : ولا تبيت.
(3) لفظة "قط" ليست في (ظ13) و (ص) وأثبتناها من (ق) وهامش (س) ، ووقع بدلاً منها في (م) و (س) كلمة "بن"، وهو تحريف.
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن يزيد: وهو ابن زياد الألهاني، ومُعَانُ بن رفاعة حسن الحديث إلا عند المخالفة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخَوْلاني، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة، وأبو أمامة الباهلي: هو الصحابي
الجليل صُدي بن عجلان، فهذا الحديث من رواية صحابي عن صحابي.
وأخرج القطعتين الأولى والثالثة منه ابن عدي في "الكامل" 5/1813 من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد الألهاني، بهذا الإسناد.
وأخرج القطعة الأولى فقط الخطيب البغدادي في "تاريخه" 8/270- 271=(28/570)
17335 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، وَكَانَ رَجُلًا يُحِبُّ الرَّمْيَ، إِذَا خَرَجَ خَرَجَ بِي مَعَهُ، فَدَعَانِي يَوْمًا، فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: تَعَالَ أَقُولُ لَكَ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا حَدَّثَنِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ الْمُحْتَسِبَ فِي صَنَعْتِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَمُنْبِلَهُ "
وَقَالَ: " ارْمُوا وَارْكَبُوا، وَلَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا "
" وَلَيْسَ مِنَ اللهْوِ إِلَّا ثَلَاثٌ: تَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتُهُ
__________
= من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني، عن أبي عبد الملك علي بن يزيد، به. وستأتي هذه القطعة في مسند أبي أمامة 5/259 من طريق عبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد، وانظر تمام تخريجها هناك.
وسيأتي الحديث بطوله برقم (17452) من طريق فروة بن مجاهد، عن عقبة بن عامر. وإسناده حسن.
قال السندي: قوله: "احرُس" ضبط بضمّ الراء، أي: أحفظ عن اللغو فضلاً عن الكلام المكروه. "ولْيَسَعْكَ" من السَّعَة، أي: الزم بيتك واجعله واسعاً لك ولا تجعله ضيقاً عليك حتى تحتاج إلى الخروج منه إلى محل آخر، فإن غالب الآفات منه. "صِلْ"، أي: من الوصل. "مَن حَرمك" بالتخفيف. "وأَعرِض" من الإعراض، أي: لا تعاقبه بما يستحقه.(28/571)
امْرَأَتَهُ، وَرَمْيُهُ بِقَوْسِهِ، وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَمَا عُلِّمَهُ رَغْبَةً عَنْهُ، فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ تَرَكَهَا (1) " (2)
17336 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عُلِّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ بَعْدَمَا عُلِّمَهُ، فَهِيَ نِعْمَةٌ كَفَرَهَا " (3)
17337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَزْرَقِ، قَالَ:
__________
(1) في (ص) وهامش (س) : كفرها.
(2) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة خالد بن زيد كما سلف عند الحديث رقم (17321) ، وقوله هنا في نسبته: الأنصاري، من تخاليط إسماعيل بن عياش، ولم يتابعه عليه أحد.
وقال المزي في ترجمة خالد بن زيد الجهني من "التهذيب" 8/76: ورواه هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، عن ابن جابر، عن أبي سلاَّم، عن أبي أيوب الأنصاري قال: كنت أرامي عقبة بن عامر، فذكر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثلَه، رواه أبو بكر بن أبي عاصم عن هشام بن عمار عقيب حديث عيسى بن يونس. وهذا قولٌ شاذٌ لم يُتابع إسماعيلَ بن عياش عليه أحدٌ، ولعله كناه من قبل نفسه، فوهم في ذلك، والله أعلم.
قلنا: أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع، وأبو سلاَّم: هو ممطور الأسود الحبشي.
(3) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/501-502 من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، والطبراني في "الكبير" 17/ (942) من طريق علي بن بحر، كلاهما عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. مطولاً كالحديث السابق.(28/572)
كَانَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، يَخْرُجُ فَيَرْمِي كُلَّ يَوْمٍ، وَكَانَ يَسْتَتْبِعُهُ، فَكَأَنَّهُ كَادَ أَنْ يَمَلَّ، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَاحِبَهُ (1) الَّذِي يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالَّذِي يُجَهِّزُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالَّذِي يَرْمِي بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ "
وَقَالَ: " ارْمُوا وَارْكَبُوا، وَإِنْ تَرْمُوا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا "
وَقَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ يَلْهُو بِهِ ابْنُ آدَمَ فَهُوَ بَاطِلٌ، إِلَّا ثَلَاثًا: رَمْيَهُ عَنْ قَوْسِهِ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتَهُ أَهْلَهُ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ " قَالَ: " فَتُوُفِّيَ عُقْبَةُ وَلَهُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ قَوْسًا، مَعَ كُلِّ قَوْسٍ قَرْنٌ وَنَبْلٌ، وَأَوْصَى بِهِنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ " (2)
17338- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَزْرَقِ،
__________
(1) في (ق) ونسخة في هامش (س) : صانعه.
(2) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن زيد الأزرق، وقد وهم فيه معمر، فقال: عن زيد بن سلام بن أبي سلاَّم، والصواب: عن أبي سلاَّم، كما قال غيره، انظر (17300) .
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (21010) ، وأخرجه من طريقه البيهقي في "الشعب" (4301) .
وقد وقع في المطبوع من "الشعب" تحريف، وهو: عن زيد يعني أبا سلاَّم، والصواب: عن زيد بن سلاَّم.(28/573)
أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَيُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةً الْجَنَّةَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
17339 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: انْطَلَقَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، لِيُصَلِّيَ فِيهِ، فَاتَّبَعَهُ نَاسٌ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: صُحْبَتُكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَسِيرَ مَعَكَ وَنُسَلِّمَ عَلَيْكَ. قَالَ: انْزِلُوا فَصَلُّوا. فَنَزَلُوا فَصَلَّى وَصَلَّوْا مَعَهُ، فَقَالَ حِينَ سَلَّمَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَلْقَى اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، لَمْ يَتَنَدَّ بِدَمٍ حَرَامٍ، إِلَّا دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ " (2)
__________
(1) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (1637) ، وابن ماجه (2811) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.
(2) إسناده صحيح إن كان عبد الرحمن بن عائذ سمعه من عقبة بن عامر، وسماعه منه محتمل، وقد روى عبد الرحمن بن عائذ عن جماعة من الصحابة، إلا أن البخاري وأبا حاتم ذكرا أنه يروي عن رجل عن عقبة، والله تعالى أعلم. ورجال إسناد المصنف بما فيهم ابن عائذ ثقات.
وسيأتي مختصراً دون ذكر القصة برقم (17381) ، وقال فيه: "دخل الجنة"، ولم يقل: "من أيِّ أبواب الجنة شاء".
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني (11192) مرفوعاً بلفظ: "من لقي الله لا يشرك به شيئاً ولا يقتل نفساً، لقي الله وهو خفيف الظَّهر". وفي سنده عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، لكنه يصلح للشواهد والمتابعات.
وثبت عن غير واحد من الصحابة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من لقي الله لا=(28/574)
17340 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ، يَقُولُ: أَتَيْنَا أَبَا الْخَيْرِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا النَّذْرُ يَمِينٌ، كَفَّارَتُهَا كَفَّارَةُ الْيَمِينِ " (1)
17341 - حَدَّثَنَا هَاشْمٌ (2) ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ أَسْلَمَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: اتَّبَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى قَدَمَيْهِ، فَقُلْتُ: أَقْرِئْنِي مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ. فَقَالَ: " لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللهِ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " (3)
__________
= يشرك به شيئاً دخل الجنة"، انظرها عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6586) .
(1) حديث صحيح، لكن بلفظ: "كفارة النذر كفارة اليمين" كما سلف برقم (17319) ، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (866) من طريق أبي صالح الحراني، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وانظر (17301) .
(2) قوله: "حدثنا هاشم" وقع في (م) و (ق) بعد يزيد بن أبي حبيب، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي عمران أسلم - وهو ابن يزيد التُّجيبي- فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة.=(28/575)
17342 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَتْ لَهُ بَغْلَةٌ شَهْبَاءُ، فَرَكِبَهَا، فَأَخَذَ عُقْبَةُ يَقُودُهَا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُقْبَةَ: " اقْرَأْ " فَقَالَ: وَمَا أَقْرَأُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ حَتَّى قَرَأَهَا، فَعَرَفَ أَنِّي لَمْ أَفْرَحْ بِهَا جِدًّا، فَقَالَ: " لَعَلَّكَ تَهَاوَنْتَ بِهَا فَمَا قُمْتَ تُصَلِّي بِشَيْءٍ مِثْلِهَا " (1)
__________
= هاشم: هو ابن القاسم، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص145؛ والنسائي 8/254، وابن الضُّريس في "فضائل القرآن" (282) ، وابن حبان (795) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (789) و (860) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (696) ، والبيهقي في "الشعب" (2566) ، والبغوي (1213) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي أيضاً 2/158 عن قتيبة بن سعيد، عن ليث، به، وزاد: و (قل أعوذ برب الناس) .
وأخرجه ابن حبان (1842) ، والطبراني 17/ (861) من طريق عمرو بن الحارث، والحاكم 2/540، والبيهقي في "الشعب" (2566) من طريق يحيى ابن أيوب، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني 17/ (951) من طريق عبد العزيز بن مروان، عن عقبة. وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
وسيأتي من طريق يزيد بن أبي حبيب برقم (17418) و (17455) .
وانظر ما سلف برقم (17297) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل=(28/576)
17343 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُّوجُ حَرِيرٍ، فَلَبِسَهُ، ثُمَّ صَلَّى فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَنَزَعَهُ نَزْعًا عَنِيفًا شَدِيدًا كَالْكَارِهِ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتَّقِينَ " (1)
__________
= بقية: وهو ابن الوليد، وقد كان يدلس تدليس التسوية- وهو شر أنواع التدليس- ولم يصرّح بالتحديث إلا عن شيخه فقط، لكن روي أصل هذا الحديث من غير طريقه من حديث جبير بن نفير كما سيأتي عند الحديث رقم (17350) . وباقي رجال الإسناد ثقات. وللحديث طرق أخرى عن عقبة بن عامر، انظر ما سلف برقم (17296) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (126) من طريق أحمد بن صالح، والطبراني في "الكبير" 17/930 عن أبي زرعة الدمشقي، كلاهما عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/252 عن عمرو بن عثمان، والطبراني 17/930 من طريق علي بن بحر، كلاهما عن بقية بن الوليد، به.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصِّيصِي الأعور، وهاشم: هو ابن القاسم، وليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مَرْثَد ابن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه البخاري (375) و (5801) ، ومسلم (2075) (23) ، والنسائي في "المجتبى" 2/72، وفي "الكبرى" (846) ، وأبو عوانة 2/67 و5/452-453 و453، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/247-248 و248، وابن حبان (5433) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (759) ، والبيهقي في "السنن" 2/422-423، والبغوي في "شرح السنة" (525) من طرق عن ليث بن سعد،
بهذا الإسناد.
وانظر (17293) .(28/577)
17344 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا، فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ (1) عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَإِنِّي (2) شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللهِ لَأَنْظُرُ إِلَى الْحَوْضِ، أَلَا وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، أَوْ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا (3) " (4)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : كصلاته، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ظ13) وهامش (س) : وأنا.
(3) في (ظ13) و (ق) : تنافسوها.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1344) و (3596) و (4085) و (6426) و (6590) ، ومسلم (2296) (30) ، وأبو داود (3223) ، والنسائي 4/61-62، وابن أبي عاصم في "السنة" (735) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/504، وفي "شرح مشكل الآثار" (4908) ، وابن حبان (3198) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (767) ، والبيهقي في "السنن" 4/14، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/302، والبغوي في "شرح السنة" (3823) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مسلم (2296) (31) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2583) ، وأبو يعلى (1748) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/504، وفي "شرح مشكل الآثار" (4907) ، وابن حبان (3199) ، والطبراني 17/ (768) و (769) و (770) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (167) من طرق=(28/578)
17345 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكَ تَبْعَثُنَا، فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ لَا يَقْرُونَا، فَمَا تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ، فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ، فَاقْبَلُوا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ " (1)
17346 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ غَنَمًا، فَقَسَمَهَا
__________
= عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وسيأتي برقم (17397) و (17402) .
قوله: "إني فرطٌ لكم"، أي: سابقكم، يقال: فَرَطَ القومَ، أي: سبقهم إلى الماء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصِّيصِي الأعور، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2461) و (6137) ، وفي "الأدب المفرد" (745) ، ومسلم (1727) ، وأبو داود (3752) ، وابن ماجه (3676) ، وأبو عوانة 4/59 و60، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2814) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/242، وابن حبان (5288) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (766) ، والبيهقي في "السنن" 9/197 و10/270، والبغوي في "شرح السنة" (3003) من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1589) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وفي الباب عن المقدام بن معدي كرب، وقد سلف برقم (17172) .(28/579)
عَلَى أَصْحَابِهِ ضَحَايَا، فَبَقِيَ عَتُودٌ مِنْهَا، فَذَكَرَهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ضَحِّ بِهِ " (1)
17347 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو بإسناد سابقه.
وأخرجه الدارمي (1954) ، والبخاري (2300) و (2500) و (5555) ، ومسلم (1965) (15) ، وابن ماجه (3138) ، والترمذي (1500) ، والنسائي في "المجتبى" 7/218، وأبو عوانة 5/212-213، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5719) ، وابن حبان (5898) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (761) ، والبيهقي في "السنن" 9/269-270. والبغوي في "شرح السنة" (1116) من طرف عن ليث بن سعد. بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 9/270 من طريق أبي عبد الله البوشجي، عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن ليث، به. وزاد في آخره: "ولا أُرَخِّصُه لأحدٍ فيها بعد"، وقال: فهذه الزيادة إذا كانت محفوظة كانت رخصةً له كما رخَّص لأبي بردة بن نيار (انظر ما سلف برقم: 12120 و15830) . قلنا: وهذه الزيادة شاذَّة، تفرد بها أبو عبد الله البوشنجي- وهو أحد الأئمة في الحفظ والفقه-، عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث بن سعد، وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/14: رأيت الحديث في "المتفق" للجوزقي من طريق عبيد بن عبد الواحد، ومن طريق أحمد بن إبراهيم بن ملحان، كلاهما عن يحيى بن بكير، وليست الزيادة فيه. وأيضاً فقد روى الحديث عن الليث جماعة من الثقات في "الصحيحين" وغيرهما فلم يذكروا هذه الزيادة، والله أعلم.
وسلف برقم (17304) من طريق بعجة بن عبد الله عن عقبة، وقال فيه: جذعة.
قال السندي: قوله: "فبقي عَتود" بفتح عين وضم تاء آخره دال مهملة، في "القاموس،: هو الحَوْليُّ من أولاد المعز.(28/580)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ (1) : يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: " الْحَمْوُ الْمَوْتُ " (2)
17348 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ الضَّمْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الرُّعَيْنِيَّ، يُحَدِّثُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ، أَخْبَرَهُ
__________
(1) قوله: "من الأنصار" ليس في (ظ 13) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/409، والدارمي (2642) ، والبخاري (5232) ، ومسلم (2172) ، والترمذي (1171) ، والنسائي في "الكبرى" (9216) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (762) ، والبيهقي في "السنن" 7/90، وفي "الشعب" (5437) ، والبغوي في "شرح السنة" (2252) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2172) ، والطبراني 17/ (763) و (765) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وسيأتي برقم (17396) .
قوله: "الحَمْو الموت" قال النووي في "شرح مسلم" 14/154: معناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن يُنكرَ عليه، بخلاف الأجنبي، والمراد بالحَمْو هنا هو: أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته، تجوز لهم الخلوة بها، ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد الأخ وابن الأخ، والعم وابنه، ونحوهم ممن ليس بمَحْرَم، وعادة الناس المساهلة فيه ... وأما ما ذكره المازري وحكاه أن المراد بالحمو أبو الزوج، وقال: إذا نهى عن أبي الزوج وهو مَحْرَم، فكيف بالغريب، فهذا كلام فاسد مردود، ولا يجوز حمل الحديث عليه.(28/581)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ حَافِيَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُقْبَةُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مُرْ أُخْتَكَ فَلْتَرْكَبْ وَلْتَخْتَمِرْ، وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " (1)
17349 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَنْكَحَ الْوَلِيَّانِ، فَهُوَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا، وَإِذَا بَاعَ مِنْ رَجُلَيْنِ، فَهُوَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا " وَقَالَ يُونُسُ: " وَإِذَا بَاعَ الرَّجُلُ بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "ولتصم ثلاثة أيام"، وانظر (17306) . ابن نمير: اسمه عبد الله.
وأخرجه ابن ماجه (2134) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
(2) إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري وقد قال ابن المديني: لم يسمع الحسن من عقبة بن عامر شيئاً. وقد روي هذا الحديث عن الحسن عن عقبة أو سمرة بن جندب، ومرة عن الحسن عن سمرة وحده، وسيأتيان في مسند سمرة 5/8، ولم يصرح هناك أيضاً بسماعه، ومع ذلك فقد حسَّنه الترمذي (1110) ، وصححه الحاكم 2/174-175، وأبو زرعة وأبو حاتم كما في "التلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر 3/165، والعمل عليه عند أهل العلم كما قال الترمذي.
يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وأبان: هو ابن يزيد العطَّار.
وأخرجه البيهقي 7/139 من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان العطار؛ بهذا الإسناد.
وسيأتي 5/8 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عقبة أو سمرة، وانظر تمام تخريجه هناك.=(28/582)
17350 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَتَهُ، قَالَ: فَقَالَ لِي: " أَلَا أُعَلِّمُكَ سُورَتَيْنِ لَمْ يُقْرَأْ بِمِثْلِهِمَا؟ " قُلْتُ: بَلَى. فَعَلَّمَنِي قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، فَلَمْ يَرَنِي أُعْجِبْتُ بِهِمَا، فَلَمَّا نَزَلَ الصُّبْحَ فَقَرَأَ بِهِمَا، ثُمَّ قَالَ لِي: " كَيْفَ رَأَيْتَ يَا عُقْبَةُ؟ " (1)
__________
= قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، لا نعلمُ بينهم في ذلك اختلافاً إذا زَوَّج أحدُ الوليَّين قبل الآخر، فنكاح الأول جائز، ونكاح الآخر مفسوخ، وإذا زوَّجا جميعاً، فنكاحهما جميعاً مفسوخ، وهو قول الثوري وأحمد وإسحاق. وانظر "المغني" لابن قدامة 9/428-429.
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن خزيمة (535) ، والبيهقي في "السنن" 2/394 من طريق زيد ابن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1462) ، والنسائي 8/252-253، والبيهقي 2/394 من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" 17/ (926) من طريق أسد ابن موسى، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/500، والطبراني في "الكبير" 17/ (926) ، وفي "مسند الشاميين" (1987) من طريق عبد الله بن صالح، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح، به.
وسيأتي برقم (17392) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، به.
وخالفهم سفيان الثوري عن معاوية بن صالح، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 10/539، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/500، والنسائي 2/158 و8/252، وأبو يعلى (1734) ، وابن خزيمة (536) ، والبيهقي 2/294 من=(28/583)
17351 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ أَوْ مَبَارِكِ الْإِبِلِ " (1)
__________
= طريق سفيان الثوري، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نفير، عن أبيه، عن عقبة بن عامر: أنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المُعوِّذتين، قال عقبة: فأمَّنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهما في صلاة الفجر- وبعضهم ساقه بغير هذا اللفظ.
قال ابن خزيمة: أصحابنا يقولون: الثوري أخطأ في هذا الحديث، وأنا أقول: غير مستنكرٍ لسفيان أن يروي هذا عن معاوية وعن غيره. وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت له (يعني لأحمد بن صالح) : فإن سفيان الثوري يحدث عن معاوية بن صالح.. فذكره. قال: ليس هذا من حديث معاوية عن عبد الرحمن ابن جبير، إنما روى هذا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن القاسم، عن عقبة. قال أبو زرعة: وهاتان الروايتان عندي صحيحتان، لهما جميعاً أصل بالشام عن جبير بن نفير عن عقبة، وعن القاسم عن عقبة.
قلنا: وعبد الرحمن بن جبير وأبوه ثقتان من رجال مسلم، وقد سلف الحديث بنحوه برقم (17342) من طريق خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عقبة.
وانظر (17296) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله، وأيوب السختياني: هو ابن أبي تميمة.
وهذا الحديث هنا موقوف على أبي هريرة، وقد سلف مرفوعاً عنه في مسنده برقم (9825) من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين. وانظر أحاديث الباب هناك.(28/584)
17352 - وقَالَ (1) : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِذَلِكَ (2)
17353 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وحَدَّثَنَا الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُّوجُ حَرِيرٍ، فَلَبِسَهُ، فَصَلَّى فِيهِ بِالنَّاسِ الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ نَزَعَهُ نَزْعًا عَنِيفًا، ثُمَّ أَلْقَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ لَبِسْتَهُ وَصَلَّيْتَ فِيهِ قَالَ: " إِنَّ هَذَا لَا يَنْبَغِي لِلْمُتَّقِينَ " (3)
__________
(1) القائل: هو هارون بن معروف المروزي، وقد رواه عن عبد الله بن وهب بإسنادين.
(2) إسناده قوي من أجل عاصم بن حكيم وأبي عمرو السَّيْباني، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (938) ، وفي "لأوسط" (8070) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً في "الكبير" 17/ (938) ، وفي "الأوسط" (6533) من طريق عمرو بن سواد السرحي، عن عبد الله بن وهب، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/510 من طريق حرملة ابن محمد، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، به.
(3) إسناده من جهة الضحاك بن مخلد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر- وهو ابن عبد الله بن الحكم الأنصاري- فهو من رجال مسلم. والإسناد الثاني فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس وقد عنعن، لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.=(28/585)
17354 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ صَاحِبُ مَكْسٍ الْجَنَّةَ " يَعْنِي الْعَشَّارَ (1)
17355 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُنْزِلَ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ: الْمُعَوِّذَتَيْنِ " ثُمَّ قَرَأَهُمَا (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/348، والطبراني في "الكبير" 17/ (760) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2075) ، وابن خزيمة (773) ، وأبو عوانة 2/67 و5/453، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/248 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، به.
وانظر (17293) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وسلف عن محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق برقم (17295) .
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (339) ، وأبو يعلى (1756) ، وابن خزيمة (2333) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (878) ، والحاكم 1/404، والبيهقي في "السنن" 7/16 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، فوهم، فإن ابن إسحاق ليس على شرطه، وإنما روى له متابعة، ثم هو مدلِّس وقد عنعن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص145، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (122) من طريق يزيد بن هارون، به.=(28/586)
17356 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا. قَالَ: " أَمَرَتْكَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلْ " (1)
__________
= وانظر (17299) .
(1) إسناده ضعيف، فيه ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
وسيأتي من طريق ابن لهيعة برقم (17437) ، ومن طريق رشدين بن سعد برقم (17438) ، ورشدين ضعيف سيئ الحفظ وكان يخلط في الحديث، وله مناكير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (772) من طريقين عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 17/ (773) من طريق جرير بن حازم، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به. ويحيى بن أيوب هذا: هو الغافقي المصري، وهو مختلف فيه، وتكلم بعضُ أهل العلم في حفظه، وقال ابن يونس صاحب "تاريخ المصريين": أحاديث جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب ليس عند المصريين منها حديث، وهي تشبه عندي أن تكون من حديث ابن لهيعة.
قلنا: وهذا الحديث منكر، فقد خالفه الحديث الصحيح الذي خرَّجه الشيخان: البخاري (1388) و (2760) ، ومسلم (1004) ، من حديث عائشة أم المؤمنين: أن رجلاً قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أمِّي افتُلِتَت نفسها (أي: ماتت فجأة) ، وأظنُّها لو تكلَّمت تصدَّقت، أفأتصدَّق عنها؟ قال: "نعم، تصدَّق عنها". وفي رواية: فهل لها أجر إن تصدَّقتُ عنها؟ وسيأتي الحديث في "المسند" 6/51.
ويخالفه أيضاً حديث ابن عباس عند البخاري (2756) و (2762) : أن سعد ابن عبادة توفِّيت أمُه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله، إن أمي توفِّيت=(28/587)
17357 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ " (1)
17358 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هشامٌ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عُهْدَةُ الرَّقِيقِ أَرْبَعُ لَيَالٍ "
__________
= وأنا غائبٌ عنها، أينفعُها شيءٌ إن تصدَّقتُ به عنها؟ قال: "نعم" قال: فإني أُشهِدك أن حائطي المِخراف صدقةٌ عليها.
وقد سلف في مسنده برقم (3080) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام عليه برقم (17326) . عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنْبري، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي.
وأخرجه أبو يعلى (1760) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1009) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (920) عن هشام، به.
وقد وصله الحاكم 2/211 فأخرجه من طريق الطيالسي، عن هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس الجذامي، به. والحسن- وهو البصري- لم يصرح بسماعه من قيس.
(2) هكذا في جميع النسخ الخطية و (م) ، لكن في نسخة "أطراف المسند" 4/351: هَمَّامٌ، وهو الموافق لرواية أبي داود (3507) من طريق عبد الصمد أيضاً، وسواء كان هذا أو ذاك، فكلاهما ثقة من أصحاب قتادة.(28/588)
قَالَ قَتَادَةُ: " وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: ثَلَاثُ لَيَالٍ " (1)
17359 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ، إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ يُجْرَى لَهُ أَجْرُ (2) عَمَلِهِ حَتَّى يُبْعَثَ " حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ فِيهِ: " وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه عند الرواية (17292) . عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العَنْبري، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي.
وأخرجه بنحوه أبو داود (3507) عن هارون بن عبد الله، عن عبد الصمد، عن همام، عن قتادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الدارمي (2552) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6091) من طريقين عن همام، عن قتادة، به.
وأخرجه الحاكم 2/21-22، والبيهقي في "السنن" 5/323 من طرق عن هشام، عن قتادة، به.
وأخرجه الطيالسي (908) ، ومن طريقه البيهقي 5/323 عن هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة أو عقبة، به. على الشك.
وانظر (17292) .
(2) كلمة "أجر" ليست في (ظ13) و (ق) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، فإن سماع عبد الله بن يزيد- وهو أبو عبد الرحمن المقرئ- وسماع قتيبة من عبد الله بن لهيعة صالحٌ. ومِشْرَح - وهو ابن هاعان المعافِري- مختلفٌ فيه، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وهذا منها.
وأخرجه الدارمي (2425) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص289 عن=(28/589)
17360 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ: أَظُنُّهُ عَنْ مِشْرَحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ وَعَبْدُ اللهِ " (2)
__________
= عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وقرن به ابنُ عبد الحكم أباه عبدَ الله ابن عبد الحكم وأبا الأسود النضر بن عبد الجبار، ورواية أبي الأسود كرواية قتيبة سواء.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (848) من طريقي سعيد بن عفير، وسعيد بن يحيى، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وسيأتي من طريق ابن لهيعة برقم (17435) و (17436) .
ويشهد له حديث سلمان الفارسي عند مسلم (1913) ، وسيرد 5/440 و441.
وحديث فضالة بن عبيد، وسيرد 6/20. وإسناده صحيح.
وحديث أبي هريرة سلف برقم (9244) . وإسناده ضعيف.
وحديث العرباض بن سارية عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (296) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/348، والطبراني في "الكبير" 18/ (641) . وإسناده حسن.
وحديث واثلة بن الأسقع عند ابن أبي عاصم (298) ، والطبراني 22/ (184) . وإسناده ضعيف.
قوله: "فُتَّان القبر" الأكثرون ضبطوه بضم الفاء جمع فاتن، ويحمل على أنواع من الفتن بعد الإقبار من ضغطة القبر، والسؤال والتعذيب في القبر، وضبطه بعضهم بفتح الفاء، وهو الذي يفتن المقبور بالسؤال فيعذِّبه. انظر "مرقاة المفاتيح" 4/170.
(1) هو عبد الله بن الإمام أحمد.
(2) إسناده ضعيف، فيه ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وقد روي عنه=(28/590)
17361 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَبَاثُ بْنُ رَزِينٍ اللَّخْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ اللَّخْمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: " تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللهِ وَاقْتَنُوهُ - قَالَ قُبَاثٌ: وَحَسِبْتُهُ قَالَ - وَتَغَنُّوا بِهِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْمَخَاضِ مِنَ الْعُقُلِ " (1)
__________
= أيضاً مرسلاً كما سيأتي، وهذا الحديث قد شك عبد الله بن يزيد المقرئ بوصله، فقال: أظنه عن مشرح، عن عقبة، ومشرح- وهو ابن هاعان- يقبل حديثه عن عقبة إذا توبع عليه أو روي ما يشهد له، فقد قال ابن حبان في "المجروحين " 3/28: يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يُتابعُ عليها.
وهذا الحديث رواه يحيى بن إسحاق السيلحيني وحسن بن موسى عند المصنف في "فضائل الصحابة" (1746) عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هلال، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلاً.
وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله، سلف برقم (1381) . وإسناده ضعيف لانقطاعه.
وعبد الله: المراد به عبد الله بن عمرو بن العاص.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل قَبَاث بن رَزِين، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص291، والنسائي في "الكبرى" (8035) ، وأبو يعلى (1740) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (800) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" ص29، والطبراني=(28/591)
17362 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وهَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوَفُّوا (1) بِهِ، مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ " (2)
17363 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ ابْنِ عَمٍّ، لَهُ أَخِي أَبِيهِ،
__________
=17/ (800) و (802) من طريق عبد الله بن صالح، عن قَباث بن رزين، به.
وسيأتي من طريق ليث بن سعد عن قباث بن رزين برقم (17394) .
وسلف برقم (17317) من طريق موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه.
قوله: "واقتنوه" من الاقتناء، وهو الاكتساب.
(1) في (ظ13) و (ق) و (ص) : يُوفَى، وهي نسخة في (س) .
(2) الحديث بإسناده الثاني صحيح على شرط الشيخين، وأما بالإسناد
الأول فهو حسن، لأنه من رواية عبد الله بن يزيد- وهو أبو عبد الرحمن المقرئ- عن ابن لهيعة، وهو ممن سمع منه قبل احتراق كتبه، فروايته عنه صالحة. هاشم: هو ابن القاسم، وليث: هو ابن سعد.
وقد أخرجه بالإسناد الأول الطبراني في "الكبير" 17/ (755) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بالإسناد الثاني عبد الرزاق في "مصنفه" (10613) ، والبخاري (2721) و (5151) ، وأبو داود (2139) ، والنسائي في "المجتبى" 6/92، وفي "الكبرى" (5531) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4862) ، وابن حبان (4092) ، والطبراني 17/ (752) ، والبيهقي في "السنن" 7/248 من طرق عن ليث بن سعد، به.
وانظر (17302) .(28/592)
أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ ْوُضُوءَهُ، ثُمَّ رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ " (1)
17364 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ أَبُو مُصْعَبٍ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ عَلَى سَائِرِ الْقُرْآنِ بِسَجْدَتَيْنِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا، فَلَا يَقْرَأْهُمَا " (2)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "ثم رفع نظره إلى السماء"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن عم زُهْرة بن معبد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير زُهْرة بن معبد، فهو من رجال البخاري. وهذا الحديث لم يسمعه عقبة بن عامر من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما سمعه من عمر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مجلسه كما سلف في الحديث رقم (17314) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4 و10/451 عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" برواية ابن الأعرابي كما في "تحفة الأشراف" 7/324 عن هارون بن عبد الله، عن عبد الله بن يزيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (916) من طريق ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن سعيد بن أبي أيوب، به.
وسلف الحديث مطولاً في مسند عمر برقم (121) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن أبي عقيل زهرة بن معبد، به.
(2) حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما"،=(28/593)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسيأتي التعليق عليه آخر الحديث، وهذا الإسناد ضعيف، ومدار الحديث على ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، لكن روى عنه هذا الحديث عبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقرئ، وقد مشَّى حديثَهما عنه بعضُ أهل العلم وقَبِلوه، وفي إسناده أيضاً مشرح بن هاعان، وهو مختلف فيه، وفي حديثه عن عقبة خاصة مقال، فقد قال ابن حبان في "المجروحين" 3/28: يروي عنه أحاديث مناكير لا يُتابَع عليها. قلنا: وقد روى هذا الحديث عن عقبة أيضاً أبو عُشَّانة حي بن يومن المعافري، وهو ثقة مشهور، لكن الراوي عنه ابن لهيعة أيضاً.
والحديث أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص249 عن ابن أبي مريم، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص289 عن أبيه وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار وأسد بن موسى، وأبو داود (1402) ، والحاكم 2/390، والبيهقي 2/317 من طريق عبد الله بن وهب، والترمذي (578) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (765) عن قتيبة بن سعيد، والطبراني في
"الكبير" 17/ (847) ، والدارقطني 1/408 من طريق عمرو بن الحارث، والحاكم 1/221، من طريق يحيى بن إسحاق السيلحيني، و2/390 من طريق إسحاق ابن عيسى جميعهم عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة. قال الترمذي: ليس إسناده بذاك القوي.
وسيأتي برقم (17412) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص249 عن أبي الأسود، والطبراني 17/ (846) من طريق يحيى بن إسحاق السيلحيني، وسعيد بن عفير ثلاثتهم عن ابن لهيعة، عن أبي عُشَّانة المعافري، عن عقبة بن عامر.
وأخرج أبو داود في "المراسيل" (78) من طريق عامر بن جشيب، عن خالد بن معدان، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "فُضِّلت سورة الحج على القرآن بسجدتين". وهو مرسل رجاله ثقات.
وروى مثله ابن أبي شيبة في "المصنف" 2/11 من طريق ابن عمر، عن=(28/594)
17365 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ " (1)
__________
=أبيه عمر: أنه سجد في الحج سجدتين، ثم قال: إن هذه السورة فضلت على سائر السور بسجدتين. ورجاله ثقات.
ورويَ أيضاً عن غير واحد من الصحابة أن في سورة الحج سجدتين، انظر "مصنف ابن أبي شيبة" 2/11، و"مستدرك الحاكم" 2/390 و391.
وروى أبو داود (1401) ، وابن ماجه (1057) ، والحاكم 1/223 من حديث عمرو بن العاص: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المفصَّل، وفي سورة الحج سجدتين. وإسناده ضعيف.
وإلى السجدتين ذهب ابنُ المبارك والشافعيُّ وأحمدُ وإسحاق، وذهب قوم إلى أن فيها سجدة واحدة، وهي الأولى، وبه قال سفيانُ الثوري وأصحاب الرأي. قاله البغوي في "شرح السنة" 3/305.
وقوله فى حديث عقبة: "فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما" يفيد وجوب السجود عند تلاوة السجدة، وهذا يخالفه حديث زيد بن ثابت: أنه قرأ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "والنَّجم" فلم يسجد فيها. أخرجه البخاري (1072) و (1073) ، ومسلم (577) .
وأخرج البخاري (1077) من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن عبد الله أنه حضر عمر بن الخطاب قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النَّحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناسُ، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدةَ قال: يا أيها الناس، إنا نمرُّ بالسجود، فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه. ولم يسجد عمرُ. قال ابن جريح: وزاد نافع عن ابن عمر: إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاءَ.
(1) إسناده ضعيف، مشرح بن هاعان ليس بذاك القوي، وفي أحاديثه عن =(28/595)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عقبة خاصة مقال كما أشرنا إليه في الحديث السابق، وابن لهيعة سيئ الحفظ، وكان قد اختلط في آخر عمره، وهذا الحديث كان لا يرفعه في أول عمره فيما أسنده العقيلي في "الضعفاء" 2/295 عن عبد الله بن وهب، وهو من أعلم الناس وأثبتهم في حديث ابن لهيعة.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم في "فضائل القرآن" ص22-23، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص289، والفريابي في "فضائل القرآن" (1) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (850) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2460، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (740) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/323، والبغوي في "شرح السنة" (1180) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (17409) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، وبرقم (17420) عن حجاج، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
ولهذا الحديث شاهدان لا يُفرَحُ بهما، الأول: عن عصمة بن مالك عند الطبراني في "الكبير" 17/ (497) ، وإسناده ضعيف جداً، فيه شيخ المصنف أحمد ابن رشدين المصري، وليس بالقوي، والفضل بن المختار قال الذهبي في "الميزان" 3/358: قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة يحدِّث بالأباطيل. وقال الأزدي: منكر الحديث جداً. وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة، عامَّتها لا يتابع عليها.
والثاني: عن سهل بن سعد عند ابن حبان في "المجروحين" 2/148، والطبراني في "الكبير" (5901) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1933. وإسناده تالف، فيه عبد الوهاب بن الضحاك، وقد اتهم بالوضع.
قلنا: وعلى قول من يُمشِّي مثل حديث عقبة هذا، فإنه لا يحمل الحديث على ظاهره، بل يؤوِّله، فقد قال البغوي في "شرح السنة" 4/437: حُكي عن أحمد بن حنبل قال: معناه: لو كان القرآن في إهاب، يعني: في جلدٍ، في قلب رجل، يُرجى لمن القرآنُ محفوظ في قلبه أن لا تمسَّه النار.
وقال أبو عبد الله البوشنجي: معناه: أنَّ من حَملَ القرآنَ وقرأه لم تمسَّه النار يوم القيامة.(28/596)
17366 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَإِنَّكَ لَا تَقْرَأُ بِمِثْلِهِمَا " (1)
17367 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحٌ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة. وانظر (17322) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله بن لهيعة قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن المبارك وغيره ممن مشَّى بعضُ أهل العلم أحاديثهم عن ابن لهيعة وقبلوها من أجل أنهم سمعوا منه قبل احتراق كتبه واختلاطه، ومشرح- وهو ابن هاعان المعافري- اختُلف فيه، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد لا سيما في روايته عن عقبة.
وأخرجه الفريابي في "صفة المنافق" (33) من طريق عبد الله بن المبارك، والفريابي أيضا (32) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1466، والخطيب في "تاريخه" 1/357 من طريق قتيبة بن سعيد، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" ص88 من طريق أسد بن موسى، والطبراني في "الكبير" 17/ (841) من طريق سعيد بن أبي مريم وأسد بن موسى ويحيى بن إسحاق السَّيلحيني، خمستهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (17410) و (17411) .
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو، وقد سلف بالأرقام (6633) و (6634) و (6637) . وانظر الكلام على معناه هناك.(28/597)
17368 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ " (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) : قَالَ أَبِي: " كَانَ حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ حَافِظًا، وَكَانَ
__________
(1) إسناده صحيح. وسيأتي مكرراً برقم (17444) .
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (567) ، والنسائي في "المجتبى" 5/80، وأبو يعلى (1737) ، وابن حبان (734) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (923) من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وتحرف في مطبوع "المجتبى" اسم بحير بن سعد إلى: يحيى بن سعيد.
وأخرجه أبو داود (1333) ، والترمذي (2919) ، والطبراني 17/ (924) ، والبيهقي في "السنن" 3/13 من طريق إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، به. وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه الحاكم 1/554-555 من طريق يحيى بن أيوب، عن بحير بن سعد، به. إلا أنه جعله من حديث معاذ بن جبل بدلاً من عقبة بن عامر، ورواية يحيى هذه خطأ، والمحفوظ حديث عقبة بن عامر.
وسيأتي برقم (17796) .
وفي الباب عن أبي أمامة عند الطبراني (7742) و (7933) ، وإسناداهما ضعيفان.
قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث: أن الذي يُسِرُّ بقراءة القرآن أفضلُ من الذي يجهر بقراءة القرآن، لأن صدقة السِّرِّ أفضل عند أهل العلم من صدقة العَلانِيَة، وإنما معنى هذا عند أهل العلم لكي يأمن الرجل من العُجْب، لأن الذي يُسِرُ العمل لا يخاف عليه العُجْب ما يُخاف عليه في العلانية.
(2) هو عبد الله بن الإمام أحمد.(28/598)
يُحَدِّثُنَا، وَكَانَ يَخيطُ (1) ، كَتَبْتُ عَنْهُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ "
17369 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، يُحَدِّثُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، تَحِلُّ لَهُ الْجَنَّةُ أَنْ يَرِيحَ رِيحَهَا وَلَا يَرَاهَا ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو رَيْحَانَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّ الْجَمَالَ وَأَشْتَهِيهِ، حَتَّى إِنِّي لَأُحِبُّهُ فِي عَلَاقَةِ سَوْطِي، وَفِي شِرَاكِ نَعْلِي. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ ذَاكَ الْكِبْرُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ (2) يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ، وَغَمَصَ (3) النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ " (4)
__________
(1) تحرفت في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 13) : يحفظ، والتصويب من (ظ13) و"تاريخ بغداد" 8/150، و"تهذيب الكمال" 7/235، وكان حمَّاد بن خالد خياطاً.
(2) كلمة "جميل" ليست في (ظ13) و (ق) . وهي ثابتة في حديث ابن مسعود عند مسلم (91) (147)
(3) في (ظ13) و (ق) : "وغمط"، وضُبِّبَ فوقها في (ظ13) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ولإبهام الرجل الذي يحدث عن عقبه. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعبد الحميد: هو ابن بَهرام الفَزاري.
وسلف هذا الحديث عن أبي ريحانة نفسه برقم (17206) ، من غير هذا الطريق، وذكر هناك شاهداه.(28/599)
17370 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلْنَ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ - أَوْ لَا يُرَى - مِثْلَهُنَّ: الْمُعَوِّذَتَيْنِ " (1)
17371 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَيَعْجَبُ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشكُري، وبيان: هو ابن بِشر الأحمسي.
وأخرجه الطيالسي (1003) ، ومسلم (814) (264) ، والنسائي 2/158، والطبراني في "الكبير" 17/ (968) من طريق جرير بن عبد الحميد الضبّي، عن بيان بن بشر، بهذا الإسناد. وانظر (17299) .
(2) حسن لغيره، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، لكن الراوي عنه هنا هو قتيبة بن سعيد، وقد مشَّى بعض أهل العلم حديثه عن ابن لهيعة، وذلك لأنه كتب أحاديثه من كتاب ابن وهب ثم سمعها من ابن لهيعة، وكان ابن وهب ممن سمع منه قديماً قبل اختلاطه واحتراق كتبه. وحسَّن هذا الإسناد الهيثمي
في "المجمع" 1/270، وله شاهد عن أبي هريرة كما سيأتي. أبو عُشَّانة: هو حيُّ بن يُومِن المعافري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (853) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (571) ، وأبو يعلى (1749) ، والطبراني 17/ (853) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1465 و1466، والقضاعي في "مسند الشهاب" (576) من طرق عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (349) عن رشدين بن سعد، عن عمرو ابن الحارث، عن أبي عشانة، عن عقبة، موقوفاً. ورشدين بن سعد ضعيف.=(28/600)
17372 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ " (1)
17373 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي (2) عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَكْرَهُوا الْبَنَاتِ، فَإِنَّهُنَّ الْمُؤْنِسَاتُ الْغَالِيَاتُ " (3)
__________
= وقد رجَّح الموقوف على المرفوع أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/116.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/69.
ولا بأس به في الشواهد.
قوله: "ليست له صبوة" قال المناوي في "فيض القدير" 2/263: أي مَيْل إلى الهوى بحُسْن اعتياده للخبر، وقوة عزيمته في البُعْد عن الشر.
(1) حديث حسن، فابن لهيعة قد توبع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (852) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 17/ (836) من طريق يحيى بن سليمان الجعفي، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي عُشَّانة، به. وهذا إسناد جيد، يحيى ابن سليمان صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات.
قال السندي: قوله: "جاران" لكثرة ما بينهما من الحقوق مع الغفلة عن أدائها.
(2) في (س) و (م) : ابن، وهو تحريف.
(3) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد تفرد به.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1049) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.=(28/601)
17374 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَمَّنْ، حَدَّثَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ عَظْمٍ مِنَ الْإِنْسَانِ يَتَكَلَّمُ يَوْمَ يُخْتَمُ عَلَى الْأَفْوَاهِ، فَخْذُهُ مِنَ الرِّجْلِ الشِّمَالِ " (1)
17375 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَيَزِيدُ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (856) من طريق قتيبة بن سعيد، به.
وله شاهد لا يُفرَح به من حديث عائشة عند ابن عدي في "الكامل" 6/2281، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1048) . وفي سنده محمد بن معاوية النيسابوري متروك الحديث، واتهمه أحمد ويحيى بالكذب.
(1) حسن لغيره دون قوله: "من الرِّجل الشمال"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الذي روى عن عقبة بن عامر، وقد رُوي عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شُريح بن عُبيد، عن عقبة بن عامر، فأسقط الواسطة المبهمة، وقد نقل ابن أبي حاتم في "العلل" 2/87 أن أبا زُرعة سئل عن هذا الحديث، فقال عن الرواية التي فيها ذكر الرجل بين شريح وعقبة: هذا أصحُ. قلنا: وإسماعيل بن عياش وضمضم بن زرعة مختلف فيهما، وشريح بن عبيد ثقة لكنه كثير الإرسال.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (53) ، والطبري في "تفسيره" 23/24 و24/107، والطبراني في "الكبير" 17/ (921) من طرق عن إسماعيل ابن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عقبة بن عامر - فلم يذكر الرجل بين شريح وعقبة.
وله شاهد من حديث معاوية بن حَيْدة، سيأتي 5/4 و5. وإسناده حسن.
ويشهد لمعنى الحديث قوله تعالى: (اليومَ نَختِمُ على أفواههم وتكلِّمُنا أيديهم وتشهدُ أرجلُهم بما كانوا يكسبون) [يس: 65] .(28/602)
بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي (1) عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ - قَالَ يَزِيدُ: الرُّعَيْنِيَّ -، أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ أُخْتٍ لَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ حَافِيَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلْتَخْتَمِرْ، وَلْتَرْكَبْ، وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " (2)
17376 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ يُوَفَّى بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ " (3)
__________
(1) في (م) : عن.
(2) حديث صحيح دون قوله: "ولتصم ثلاثة أيام"، وانظر (17306) .
يحيى بن سعيد شيخ يحيى القطانِ، ويزيدَ: هو الأنصاريُ، وأبو سعيد الرعيني: هو خعْثل بن هاعان.
وأخرجه أبو داود (3293) ، والنسائي في "المجتبى" 7/20، وفي "الكبرى" (4757) ، وأبو يعلى (1753) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. إلا أنه سقط من رواية "المجتبى" ذِكْرُ أبي سعيد. قال المزي في "تحفة الأشراف" 7/309: قال أبو القاسم: سقط من كتابي "عن أبي سعيد"
وهو في رواية ابن حيويه. يعني في "السنن الكبرى".
وأخرجه الطحاوي فى "شرح مشكل الآثار" (2149) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/130، والطبراني 17/ (893) ، والمزي في ترجمة جعثل من "تهذيب الكمال" 4/559 من طريق يزيد بن هارون، به. وسقط عبد الله بن مالك من مطبوع "شرح معاني الآثار".
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(28/603)
17377 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: " ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ يَنْهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ أَوْ أَنْ (1) نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ " (2)
17378 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ،
__________
= عبد الحميد بن جعفر، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/200، ومسلم (1418) ، والترمذي (1127) ، وأبو يعلى (1754) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17302) .
(1) في (ظ13) و (ق) : وأن.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عُليّ: هو ابن رباح اللّخمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/353، وأبو داود (3192) ، وابن ماجه (1519) ، والترمذي (1030) ، وأبو يعلى (1755) ، وأبو عوانة 1/386 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1001) ، والدارمي (1432) ، ومسلم (831) ، وابن ماجه (1519) ، والنسائي 1/275-276 و277، وأبو عوانة 1/386، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/151، وفي "شرح مشكل الآثار" (3972) ، وابن حبان (1546) و (1551) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (797) و (798) ، وفي "الأوسط " (3208) " والبيهقي في "السنن" 2/454 و4/32، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/26-27 و27 من طرق عن موسى بن عُلَيّ، به.
وسيأتي برقم (17382) .
وقد سلفت أحاديث الباب في النهي عن الصلاة في هذه الأوقات في مسند عبد الله بن عمر عند تخريج الحديث (4612) .
قوله: "حين تَضَيَّف للغروب"، أي: حين تميل الشمس للمغيب.(28/604)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ، أَوْ لَمْ نَرَ مِثْلَهُنَّ " يَعْنِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ (1)
17379 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ (2) التَّشْرِيقِ، عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهُنَّ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي خالد: هو إسماعيل، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه مسلم (814) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (966) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17299) .
(2) في (م) : ويوم.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. موسى بن عُلَيٍّ: هو ابن رباح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/104 و4/21، وأبو داود (2419) ، والترمذي (773) ، والطبري في "تهذيب الآثار" في مسند عمر (562) ، وابن خزيمة (2100) ، والبغوي في "شرح السنة" (1796) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الدارمي (1764) ، وأبو داود (2419) ، والنسائي في "المجتبى" 5/252، وفي "الكبرى" (2829) و (4181) ، والطبري (562) ، وابن خزيمة عقب الحديث (2100) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/71، وابن حبان (3603) ، والطبراني في "الكبير" 17/803، وفي "الأوسط" (3209) ، والحاكم 1/434، والبيهقي في "السنن" 4/298 من طرق عن موسى بن عُلَيّ، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (17383) عن عبد الرحمن بن مهدي عن موسى بن عُلَي.
قوله: "يوم عرفة" أي: لمن كان بعرفة، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لم=(28/605)
17380 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَذَعِ،
__________
= يصمه وهو في عرفة، روي ذلك من حديث ابن عباس، ومن حديث أمِّه أم الفضل، ومن حديث خالته ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انظر "صحيح ابن حبان" (3605) و (3606) و (3607) . وروي أيضاً عن ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخلفاءه من بعد لم يصوموه في عرفة، وإسناده صحيح، وانظر "صحيح ابن حبان" (3604) .
وأما صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها فمندوب إليه، فقد روى مسلم في (1162) من حديث أبي قتادة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "صيام يوم عرفة أَحتسبُ على الله أن يكفرَ السنة التي قبلَه، والسنة التي بعده". وسيأتي في "المسند" 5/295، ويُذكَر هناك ما في الباب من أحاديث أخرى.
قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/113: اختلفوا في صوم يوم عرفة بعرفة، فقال ابن عمر: لم يصمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، وأنا لا أصومه. وكان مالك والثوري يختاران الفطر، وكان ابن الزبير وعائشة يصومان يوم عرفة، وروي ذلك عن عثمان بن أبي العاصي، وكان إسحاق يميل إلى الصوم، وكان عطاء يقول: أصوم في الشتاء، ولا
أصوم في الصيف. وقال قتادة: لا بأس به إذا لم يُضعِف عن الدعاء. وقال الشافعي: يستحب صوم يوم عرفة لغير الحاج، فأما الحاج فأحب إليّ أن يفطر لتقويته على الدعاء. وقال أحمد بن حنبل: إن قَدَرَ على أن يصوم صام، وإن أفطر فذلك يوم يحتاج فيه إلى القوة.
قلنا: وقوله: "ويوم النحر" ثبت النهي عن صيامه من حديث غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4449) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (10634) . وانظر تتمة أحاديث الباب في مسند ابن عمر.
وقوله: "وأيام التشريق ... " ثبت النهي عن صيامها من حديث غير واحد أيضاً، انظر حديث ابن عمر برقم (4970) ، وحديث أبي هريرة برقم (7134) .(28/606)
فَقَالَ: " ضَحِّ بِهِ، فَلَا بَأْسَ بِهِ " (1)
17381 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، لَمْ يَتَنَدَّ بِدَمٍ حَرَامٍ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، من أجل أسامة بن زيد- وهو الليثي- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير معاذ بن عبد الله بن خُبَيب- الجُهني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن المسيب: هو سعيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (954) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وفيه: الجذع من الضأن.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5721) من طريق ابن وهب، عن أسامة بن زيد، به.
وأخرجه النسائي 7/219، وابن الجارود في "المنتقى" (905) ، والطحاوي (5720) ، وابن حبان (5904) ، والطبراني 17/ (953) ، والبيهقي 9/270 من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، أن معاذ بن عبد الله الجهني حدثه عن عقبة ابن عامر أنه قال: ضحَّينا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجذع من الضأن.
وانظر ما سلف برقم (17304) .
وانظر تعليقنا على حديث أبي هريرة السالف برقم (9739) .
(2) إسناده صحيح، إن كان عبد الرحمن بن عائذ سمعه من عقبة، وسلف الكلام عليه برقم (17339) . ابن أبي خالد: هو إسماعيل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/358، وابن ماجه (2618) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (936) و (969) ، والحاكم 4/351-352 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وصححه الذهبي في "تلخيص المستدرك".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2285) من طريق الوليد بن القاسم بن=(28/607)
17382 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: " ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، وَأَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَعِنْدَ قَائِمِ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ " (1)
17383 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ، هُنَّ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهُنَّ أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ " (2)
17384 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عُهْدَةُ الرَّقِيقِ
__________
= الوليد الهمْداني، والحاكم 4/352 من طريق القاسم بن الوليد الهمْداني، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الذهبي: الأول أصح. أي: هو من حديث عقبة بن عامر.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه النسائي 4/82، والبيهقي 2/454، والبغوي في "شرح السنة" (778) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وانظر (17377) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (17379) .(28/608)
ثَلَاثٌ " (1)
17385 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ " (2)
17386 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ، حَدَّثَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي (3) أَنْ تَمْشِيَ
__________
(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه عند الرواية (17292) . إسماعيل: هو ابن عُليَّة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دِعامَة السَّدوسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/227، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6088) من طريق إسماعيل ابن عُليّه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/21، والبيهقي في "السنن" 5/323 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، به.
وأخرجه ابن ماجه (2244) من طريق عبدة بن سليمان، والطحاوي (6092) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، كلاهما عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يصرِّح الحسن البصري بسماعه له من سمرة.
وأخرجه الدارمي (2551) ، وأبو داود (3506) ، والطحاوي (6090) من طريق أبان بن يزيد، عن قتادة، عن الحسن، عن عقبة.
وانظر (17292) .
(2) إسناده ضعيف، وانظر سابقه.
(3) في (م) : إن أختي نذرت.(28/609)
إِلَى بَيْتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَسْتَفْتِيَ لَهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفْتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لِتَمْشِ وَلْتَرْكَبْ " (1) قَالَ: " وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لَا يُفَارِقُ عُقْبَةَ "
17387 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، أَخْبَرَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو البُرساني، واسمه محمد، وأبو الخبر: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (15873) ، وأخرجه من طريقه مسلم (1644) (12) ، وأبو داود (3299) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 11/190، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2150) . وقد تفرد أحمد بن صالح عند الطحاوي فزاد فيه عن عبد الرزاق: "ولتصم ثلاثة أيام" وهذه الزيادة غير محفوظة في حديث عبد الرزاق، ولا هي محفوظة كذلك في حديث أبي الخير عن عقبة، فهي زيادة شاذة في هذا الحديث، لكن جاء عن عقبة بإسناد آخر سلف برقم (17306) ، وفيه ضعف.
وأخرجه البخاري (1866) من طريق هشام بن يوسف، والنسائي في "المجتبى" 7/19، وأبو عوانة في الحج من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، به.
وأخرجه مسلم (1644) (11) ، وأبو عوانة في الحج، والبيهقي في "السنن" 10/79 من طريق عبد الله بن عياش، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وزاد: حافيةً.
وانظر ما بعده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه مسلم (1644) (12) ، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 11/190-191، والبيهقي في "السنن" 10/78-79، وفي "معرفة الآثار=(28/610)
17388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَعَ رَكْبَانِ، فَلَمَّا رَآهُمَا قَالَ: " كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ " حَتَّى أَتَيَاهُ، فَإِذَا رِجَالٌ مِنْ مَذْحِجٍ، قَالَ: فَدَنَا إِلَيْهِ أَحَدُهُمَا لِيُبَايِعَهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَنْ رَآكَ فَآمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ، مَاذَا لَهُ؟ قَالَ: " طُوبَى لَهُ " قَالَ: فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ فَانْصَرَفَ، ثُمَّ أَقْبَلَ الْآخَرُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنْ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ وَلَمْ يَرَكَ؟ قَالَ: " طُوبَى لَهُ، ثُمَّ طُوبَى لَهُ، ثُمَّ طُوبَى لَهُ " قَالَ: فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ، فَانْصَرَفَ (1)
__________
= والسنن" (19673) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري عقب الحديث (1866) ، وابن الجارود (937) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده حسن، من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابي الحديث لم يخرج له سوى ابن ماجه، وكان أبو عبد الرحمن هذا نزل مصر، وهو غير عقبة بن عامر، فوقوع حديثه في مسند عقبة ذهول.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2578) ، والدولابي في "الكنى" 1/42 من طريق عن محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد، وأخرجه البزار (2769- كشف الأستار) ، والدولابي 1/42، والطبراني في "الكبير" 22/ (742) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. =(28/611)
17389 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ (1) ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَابِسٍ الْجُهَنِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا ابْنَ عَابِسٍ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ " (2)
17390 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ
__________
= ويشهد لقوله: "طوبى له، طوبى له، طوبى له"- يعني: لمن آمن به وصدَّقه ولم يره- غيرُ ما حديث، انظرها عند حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11673) .
(1) هكذا في (م) وفي جميع النسخ الخطية: "أبو عبد الله"، والذي يغلب على الظن أنه خطأ قديم في الرواية بدلاً من أبي عبد الرحمن.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (17297) سنداً ومتناً، إلا أن الراوي عن ابن عابس- وهو عقبة بن عامر بن عابس- وقع اسمه هناك أبو عبد الرحمن، والذي يغلب على الظن أن الذي هنا خطأ قديم في الرواية، وصوابه: أبو عبد الرحمن: كما في الرواية التي أشرنا إليها آنفاً، ولم يذكر
الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 4/375 رواية أبي عبد الله هذه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2574) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/341 من طريق ابن أبي شيبة، عن حسن بن موسى، به.
وفيه: أبو عبد الله.
وأخرجه النسائي 8/251-252 من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به. وفيه: أبو عبد الله.(28/612)
يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، اكْفِنِي أَوَّلَ النَّهَارِ بِأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ " (1)
17391 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَطَاءً، قَالَ: رَحَلَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، فَأَتَى مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: دُلُّونِي. فَأَتَى عُقْبَةَ، فَقَالَ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ سَمِعَهُ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَتَرَ عَلَى مُؤْمِنٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير نعيم بن همَّار، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو في قول الجمهور صحابي، وعدَّه العجلي تابعياً، وقد صرَّح قتادة بسماعه منه فيما سيأتي برقم (17794) .
وأخرجه أبو يعلى (1757) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث مرويّاً عن نعيم بن همّار نفسه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يذكر فيه عقبة، انظر 5/286 و287.
ويشهد له حديث أبي الدرداء، وسيرد 6/451، وإسناده منقطع.
وحديث أبي ذر وأبي الدرداء عند الترمذي (475) ، وقال: حديث حسن غريب.
قال السندي: قوله: "بأربع ركعات"، قيل: يحتمل أن يراد بها فرض الصبح وركعتا الفجر، ويحتمل أن يراد بها صلاة الضحى، وهذا هو الظاهر من الحديث وصنيع أبي داود (1289) وغيره في "السنن".
"بهن": بجزائهن، قيل: يحتمل أن يراد كفايته من الآفات والحوادث الضارة، وأن يراد حفظه من الذنوب أو العفو عمّا وقع منه في ذلك اليوم، أو أعمّ من ذلك، والله أعلم.(28/613)
فَأَتَى رَاحِلَتَهُ فَرَكِبَ وَرَجَعَ (1)
17392 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْقَاسِمِ، مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاحِلَتَهُ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: " يَا عُقْبَةُ أَلَا أُعَلِّمُكَ خَيْرَ سُورَتَيْنِ قُرِئَتَا؟ " قُلْتُ:
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سعيد - ويقال: أبو سعد-: وهو المكي الأعمى، فقد تفرد بالرواية عنه ابن جريج، وجهله الحافظان الذهبي وابن حجر. سفيان: هو ابن عيينة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وأخرجه بأطول مما هنا الحميدي (384) ، والخطيب البغدادي في "الرحلة" (34) ، وفي "الأسماء المبهمة" ص64 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - إلا أنه وقع في "الأسماء المبهمة" عند الخطيب: عن ابن جريج قال: سمعت شيخاً من أهل المدينة، ولم يسمِّه.
وسيأتي برقم (17454) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج: وركب أبو أيوب إلى عقبة بن عامر ... فذكره. وهو منقطع.
وأخرج الخطيب في "الرحلة" (35) من طريق عبد الرحمن بن زياد- وهو الإفريقي- قال: حدثني مسلم بن يسار: أن رجلاً من الأنصار- ولم يسمِّه- ركب من المدينة إلى عقبة بن عامر وهو بمصر حتى لقيه ... فذكره. وهذا إسناد ضعيف لضعف الإفريقي، ومسلم بن يسار ليس بالمشهور وحديثه هذا منقطع.
وانظر ما سلف برقم (16596) و (16960) .
ويشهد للمرفوع حديث ابن عمر السالف برقم (5646) ، وحديث أبي هريرة برقم (7427) ، وإسناداهما صحيحان، وهما مخرَّجان في "الصحيح".
وانظر ما سلف برقم (17331) .(28/614)
بَلَى. قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَلَمَّا نَزَلَ صَلَّى بِهِمَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ، قَالَ: " كَيْفَ تَرَى يَا عُقْبَةُ؟ " (1)
17393 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: وحَدَّثَهُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الْإِبِلِ، فَجَاءَتْ نَوْبَتِي فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا (2) ، يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ
__________
(1) إسناده صحيح. القاسم مولى معاوية: هو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشامي، وقيل: هو مولى يزيد بن معاوية.
وأخرجه ابن خزيمة (535) من طريق عبد الله بن هاشم، عن عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.
وخالف محمدُ بن بشار في إسناده، فقد أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/252 عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ بهما في صلاة الصبح.
قلنا: ومكحول لم يلق عقبة بن عامر ولم يسمع منه، فهو منقطع، لكن المحفوظ في هذا الحديث هو: العلاء بن الحارث عن أبي عبد الرحمن القاسم ابن عبد الرحمن الشامي، عن عقبة.
وسلف برقم (17350) عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن العلاء، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عقبة.
(2) كلمة "قائماً" ليست في (ظ13) .(28/615)
الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلًا عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " فَقُلْتُ: مَا أَجْوَدَ هَذِهِ؟ فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَيَّ يَقُولُ: الَّتِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ مِنْهَا. فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا، قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ (1) يَتَوَضَّأُ، فَيُسْبِغُ (2) الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ " (3)
17394 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا قَبَاثُ بْنُ رَزِينٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَدَارَسُ الْقُرْآنَ، قَالَ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاقْتَنُوهُ - قَالَ قَبَاثٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ - وَتَغَنُّوا بِهِ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْمَخَاضِ فِي عُقُلِهَا " (4)
__________
(1) في (م) : من أحد.
(2) في (ظ13) وهامش كل من (س) و (ق) : فيبلغ.
(3) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناديه عند الحديث (17314) .
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/78 و2/280 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذين الإسنادين.
وأخرجه مسلم (234) (17) ، وابن خزيمة (222) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، به.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل قباث بن رَزين، وباقي=(28/616)
17395 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ دُخَيْنٍ، كَاتِبِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُقْبَةَ: إِنَّ لَنَا جِيرَانًا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرَطَ فَيَأْخُذُوهُمْ. فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ، وَلَكِنْ عِظْهُمْ وَتَهَدَّدْهُمْ. قَالَ: فَفَعَلَ فَلَمْ يَنْتَهُوا، قَالَ: فَجَاءَهُ دُخَيْنٌ. فَقَالَ: إِنِّي نَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا، وَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرَطَ، فَقَالَ عُقْبَةُ: وَيْحَكَ لَا تَفْعَلْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مُؤْمِنٍ، فَكَأَنَّمَا اسْتَحْيَا مَوْءُودَةً مِنْ قَبْرِهَا " (1)
__________
= رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. ليث: هو ابن سعد. وانظر (17361) .
(1) إسناده ضعيف لاضطراب في إسناده كما سيأتي في التخريج، ولجهالة أبي الهيثم، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (17331) ، وباقي رجال الإسناد ثقات. هاشم: هو ابن القاسم. وليث: هو ابن سعد، ودُخَين: هو ابن عامر الحَجْري.
وأخرجه أبو داود (4892) من طريق ابن أبي مريم، والنسائي في "الكبرى" (7283) من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن ليث، بهذا الإسناد.
ورواه أبو الوليد الطيالسي وعبد الله بن صالح، عن ليث، فخالفا في إسناده: فقد أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/503-504، وابن حبان (517) ، والبيهقي في "السنن" 8/331 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (883) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن ليث، عن إبراهيم بن نَشيط، عن كعب بن علقمة، عن دُخين أبي الهيثم كاتب عقبة، به. فجعلا أبا الهيثم ودُخينا رجلاً واحداً.
ورواه عبد الله بن وهب عن إبراهيم بن نشيط فاختلف الرواة عنه:=(28/617)
17396 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ
__________
= فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (7282) من طريق يونس بن عبد الأعلى وأحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب، عن إبراهيم بن نَشيط، عن كعب ابن علقمة، عن كثير مولى لعقبة بن عامر، عن عقبة.
وأخرجه الحاكم 4/384 من طريق بحر بن نصر، عن ابن وهب، عن إبراهيم بن نشيط، عن كعب بن علقمة، عن كثير مولى لعقبة بن عامر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فذكره هكذا مرسلاً.
ورواه أيضاً عبد الله بن المبارك عن إبراهيم بن نشيط، فاختلف الرواة عنه اختلافاً شديداً:
فقد أخرجه الطيالسي (1005) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/331 عن ابن المبارك، عن إبراهيم بن نَشيط، عن كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، قال: قيل لعقبة بن عامر: إن لنا جيراناً ... فذكر الحديث.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (758) عن بشر بن محمد، عن ابن المبارك، عن إبراهيم بن نَشيط، عن كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، قال: جاء قومٌ إلى عقبة بن عامر فقالوا: إن لنا جيراناً ... فذكره.
وأخرجه أبو داود (4891) ، والطبراني 17/ (884) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (489) و (491) و (492) من طريق مسلم بن إبراهيم، وأخرجه القضاعي (490) من طريق إبراهيم بن أبي العباس، وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9651) من طريق محمد بن سليمان، ثلاثتهم عن ابن المبارك، عن إبراهيم بن نَشيط، عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم، عن عقبة بن عامر.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7281) عن علي بن حجر، عن ابن المبارك، عن إبراهيم بن نَشيط، عن كعب بن علقمة، أن عقبة بن عامر ... فذكره هكذا مرسلاً.(28/618)
عَلَى النِّسَاءِ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: " الْحَمْوُ الْمَوْتُ " (1)
17397 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا، فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمِنْبَرِفَقَالَ: " إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا " (2)
17398 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَيْرَتَانِ: إِحْدَاهُمَا يُحِبُّهَا اللهُ، وَالْأُخْرَى يُبْغِضُهَا اللهُ، وَمَخِيلَتَانِ: إِحْدَاهُمَا يُحِبُّهَا اللهُ، وَالْأُخْرَى يُبْغِضُهَا اللهُ، الْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ (3) يُحِبُّهَا اللهُ، وَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِهِ (4) يُبْغِضُهَا اللهُ، وَالْمَخِيلَةُ إِذَا تَصَدَّقَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (17347) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (17344) .
(3) تحرَّفت في (م) إلى: الرمية.
(4) جاء في (ظ 13) فوق الهاء كلمة ريبة. يعني: في غير ريبة.(28/619)
الرَّجُلُ يُحِبُّهَا اللهُ، وَالْمَخِيلَةُ فِي الْكِبْرِ يُبْغِضُهَا اللهُ " (1)
17399 - وَقَالَ: " ثَلَاثٌ مُسْتَجَابٌ لَهُمْ دَعْوَتُهُمْ: الْمُسَافِرُ، وَالْوَالِدُ، وَالْمَظْلُومُ " (2)
17400 - وَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ ثَلَاثَةً: صَانِعَهُ، وَالْمُمِدَّ بِهِ، وَالرَّامِيَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " (3)
17401 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْمِصْرِيِّ، قَالَ:
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن زيد الأزرق، ووهم معمر في هذا الإسناد فقال: زيد بن سلاَّم، والصواب فيه: أبو سلاَم، كما قال غيره، انظر (17300) .
وهذا الحديث مجموعاً مع الحديثين التاليين له عند عبد الرزاق في "المصنف" (19522) ، وأخرجه من طريقه ابن خزيمة (2478) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (939) ، والخطيب في "تاريخه" 12/380-381، والبغوي في "شرح السنة" (2641) .
وله شاهد من حديث جابر بن عتيك، سيأتي 5/445، وفي إسناده مقال، لكنه يصلح للاستشهاد، ويعتضد حديثنا به، فيرتفعان للحسن.
المَخِيلة: بمعنى الخُيَلاء، وهو الكِبْر.
وقوله: "في الريبة"، أي: مواضع التهمة والتردُد، فيظهر فائدتهما وهي الرهبة والانزجار، وإن لم تكن ريبةٌ تورث البغض والفتن.
(2) حسن لغيره، وإسناده ضعيف كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (7510) .
(3) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف كسابقيه، وانظر تخريجه في الأول منهما.
وانظر (17300) .(28/620)
سَافَرْنَا مَعَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، فَحَضَرَتْنَا الصَّلَاةُ، فَأَرَدْنَا أَنْ يَتَقَدَّمَنَا، قَالَ: قُلْنَا: أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَتَقَدَّمُنَا قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَمَّ قَوْمًا، فَإِنْ أَتَمَّ فَلَهُ التَّمَامُ وَلَهُمُ التَّمَامُ، وَإِنْ لَمْ يُتِمَّ، فَلَهُمُ التَّمَامُ وَعَلَيْهِ الْإِثْمُ " (1)
17402 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِ سِنِينَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، ثُمَّ طَلَعَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " إِنِّي فَرَطُكُمْ، وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَلَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا - أَوْ قَالَ: تَكْفُرُوا - وَلَكِنِ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف فرج- وهو ابن فضالة-، وعبدِ الله بن عامر الأسلمي. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو علي المصري: هو ثُمامة بن شُفَي الهَمداني.
وأخرجه الطيالسي (1004) عن الفرج بن فضالة، عن رجل، عن أبي علي، عن عقبة بن عامر. بلفظ: "من أم قوماً فأتمّ بهم الصلاة فله ولهم، وإن لم يفعل كان لهم التمام وله النقصان ". وهو بهذا اللفظ حسن، وانظر (17425) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن مبارك: هو عبد الله، وأبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه أبو داود (3224) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد- مختصراً.
وأخرجه البخاري (4042) ، والدارقطني 2/78، والبيهقي 4/14 من طريق=(28/621)
17403 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَتْ - وَقَالَ مَرَّةً: مَنْ كَانَ - لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، فَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَّتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ " (1)
__________
= زكريا بن عدي، عن عبد الله بن المبارك، به.
وقرن الدارقطني في روايته بحيوة بن شريح ابن لهيعة.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3822) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال، عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وانظر (17344) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عُشَّانة- واسمه حَيْ بن يُومِن- فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (76) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص289، وأبو يعلى (1764) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (153) ، ومن طريقه ابن ماجه (3669) ، والبيهقي في "الشعب" (8688) عن حرملة بن عمران، به.
وأخرجه ابن عبد الحكم ص289، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/500، والطبراني في "الكبير" 17/ (826) ، والبيهقي في "الشعب" (8689) ، وفي "الآداب" (25) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن حرملة، به.
وأخرجه الطبراني 17/ (827) و (830) من طريق رشدين بن سعد، عن=(28/622)
17404 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مِشْرَحَ بْنَ هَاعَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً، فَلَا أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً، فَلَا وَدَعَ اللهُ لَهُ " (1)
__________
= حرملة ويزيد بن الهاد، عن أبي عشانة، به.
وأخرجه أيضاً 17/ (854) من طريق ابن لهيعة، عن أبي عشانة، به.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند أبي سعيد الخدري عند الحديث (11384) .
قال السندي: "من جِدَتِه": من غِناه.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة خالد بن عُبيد- المَعَافري-، وهو من رجال "التعجيل" لم يروِ عنه غير حَيْوة بن شُرَيح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد تابعه ابن لهيعة كما سيأتي، وهو- وإن كان سيئ الحفظ- يصلح في المتابعات والشواهد، ومشرح بن هاعان صدوق حسن الحديث.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص289، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/325، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/162 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد الحكم ص289، وأبو يعلى (1759) ، والدولابي في "الكنى" 2/115، وابن حبان (6086) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (820) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2460، والحاكم 4/216 و417، والبيهقي 9/350، وابن عبد البر 17/162 من طرق عن حَيْوة بن شريح، به. وتساهل الحاكم فصحح إسناده.
وأخرجه ابن عبد الحكم ص289 عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن عبد الله بن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (234) من طريق أبي سعيد، عن=(28/623)
17405 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ مِشْرَحَ بْنَ هَاعَانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ كَانَ مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ، لَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " (1)
__________
= عقبة بن عامر، وفي إسناده الوليد بن الوليد العنسي رمي بالوضع.
وسيأتي برقم (17422) بلفظ: "من علق تميمة فقد أشرك" وإسناده قوي.
قال السندي: "من تعلَّق تميمة" قيل: المراد ما يحتوي على رُقَى الجاهلية أو الخرزات التي تعلّقها العرب على أولادهم يتقون بها العين، فأبطله الإسلام.
"فلا أتمَّ الله له" كانوا يعتقدون أنها تمام الدواء والشفاء، فأبطل ذلك.
"وَدعةً": واحد الوَدع، وهي خرزٌ أبيض تخرج من البحر بيضاء شقها كشقِّ النوى، تعلَّق لدفع العين.
"فلا ودّع" ضُبط بالتشديد، وفي "المجمع": أي لا جعله في دَعَةٍ وسكون، أو لا دفع عنه ما يخافه، بُنِي من لفظ الوديعة.
(1) إسناده حسن. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح الحضرمي، وهما ثقتان، وبكر بن عمرو- وهو المعافري- ومشرح بن هاعان، كلاهما حسن الحديث.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/462 و2/500، والترمذي (3686) ، وأبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (519) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (822) ، والحاكم 3/85، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2491) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/478 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!
وأخرجه القطيعي (694) من طريق وهب الله بن راشد، عن حيوة بن شريح، به. =(28/624)
17406 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ مِشْرَحَ بْنَ هَاعَانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَهْلُ الْيَمَنِ أَرَقُّ قُلُوبًا، وَأَلْيَنُ أَفْئِدَةً، وَأَنْجَعُ طَاعَةً " (1)
__________
= وأخرجه أيضاً (498) ، والطبراني 17/ (857) من طريق يحيى بن كثير الناجي، عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، به. وفي رواية الطبراني: أبو عشانة بدلاً من مشرح.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1014 من طريق رشدين بن سعد، عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، به. بلفظ: "لو لم أُبعث فيكم نبياً لبعث عمر ابن الخطاب". وقال ابن عدي: وهذا الحديث قلب رشدين متنه، وإنما متن هذا: "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب".
وله شاهدان لا يفرحُ بهما: الأول من حديث عصمة بن مالك عند الطبراني في "الكبير" 17/ (475) ، والثاني من حديث أبي سعيد الخدري عنده في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" (3666) ، وكلاهما في إسناده من هو متهم بالوضع.
قال السندي: قوله "لكان عمر" أي: أنه أعطي من التوفيق للصواب وإلهامه ما يكاد يكون نبياً، إلا أنه ليس كذلك لانقطاع دائرة النبوة، ولولا انقطاعها لكان حقيقاً بذلك، والله أعلم.
(1) صحيح لغيره دون قوله: "وأنجع طاعة"، وهذا إسناد حسن كسابقه، وحسَّنه الهيثمي في "المجمع" 10/55.
وهو في "فضائل الصحابة" (1614) للمصنف بإسناده ومتنه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (823) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
ويشهد له دون قوله: "وأنجع طاعةً" حديث أبي هريرة وقد سلف برقم (7432) بإسناد صحيح، وهو مخرّج في "الصحيح".=(28/625)
17407 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ شُعَيْبَ بْنَ زُرْعَةَ، أَخْبَرَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: " لَا تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ - أَوْ قَالَ الْأَنْفُسَ - " فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا نُخِيفُ أَنْفُسَنَا؟ قَالَ: " الدَّيْنَ " (1)
17408 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: " أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أَوِ الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ، فَيَأْخُذَهُمَا فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ " قَالَ: قُلْنَا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ
__________
= قال السندي: "وأنجع طاعةً" أي: الطاعة فيهم أكثر نفعاً لخلوص قلوبهم.
(1) إسناده حسن من أجل شعيب بن زرعة، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/356، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وحَيْوة: هو ابن شُريح التُّجيبي.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص292- 293، وأبو يعلى (1739) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4282) ، والطبراني في "الكبير" 17/906، والبيهقي في "السنن" 5/355 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي (4281) من طريق عبد الله بن وهب، عن حَيْوة بن شريح، به.
وانظر (17320) .(28/626)
اللهِ يُحِبُّ ذَلِكَ. قَالَ: " فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ " (1)
17409 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ أَبُو الْمُصْعَبِ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ فِي إِهَابٍ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، مَا احْتَرَقَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (799) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/503-504، ومسلم (803) ، وأبو داود (1456) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (799) ، وفي "الأوسط" (3210) من طرق عن موسى بن عُليّ، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (8606) و (9152) .
قال السندي: قوله: "إلى بطحان" بضم الباء مع سكون الطاء عند أهل الحديث، وبفتحها مع كسر الطاء عند أهل اللغة، اسم موضع بالمدينة، وكذا العَقيق.
"وكوماوين": الكوماء: مُشرِفة السَّنام عاليته.
"زهراوين" الزُّهرة في اللون: البياض النيِّر.
(2) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد مشَّى بعضُ أهل العلم حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة، لكن بيَّن ابن وهب علته، فذكر أن ابن لهيعة لم يرفع هذا الحديث إلا في آخر عمره، وذلك حين اختلط. وفي الحديث علة أخرى، وهي أن لمشرح بن هاعان عن عقبة=(28/627)
17410 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُصْعَبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَكْثَرُ مُنَافِقِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قُرَّاؤُهَا " (1)
17411 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ أَكْثَرَ مُنَافِقِي هَذِهِ الْأُمَّةِ لَقُرَّاؤُهَا " (2)
__________
= أحاديث مناكير، فلا يقبل منه إلا ما توبع عليه، وهذا الحديث قد تفرد به.
وأخرجه الدارمي (3310) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص289، والفريابي في "فضائل القرآن" (2) ، وأبو يعلى (1745) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص264 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وانظر (17365) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد. أبو عبد الرحمن:- وهو عبد الله بن يزيد المقرئ- من الذين سمعوا ابن لهيعة قبل احتراق كتبه. أبو المصعب: هو مِشْرَح بن هاعان. وانظر (17367) .
وأخرجه ابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/453، والفريابي في "صفة المنافق" (34) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل مِشْرَح بن هاعان، فقد اختلف فيه، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد لا سيما في عقبة، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو سلمة الخزاعي: اسمه منصور بن سَلَمة، والوليد بن المغيرة: هو ابن سليمان المصري.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (614) ، والفريابي في "صفة=(28/628)
17412 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ عَلَى الْقُرْآنِ بِأَنْ جُعِلَ فِيهَا سَجْدَتَانِ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا فَلَا يَقْرَأْهُمَا "
17413 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَسْلَمَ النَّاسُ، وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِي " (1)
__________
= المنافق" (35) من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.
وانظر (17367) .
(1) حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما"، وهذا الإسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (17364) .
(2) حديث محتمل للتحسين، وقد تفرَّد به ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان، وابن لهيعة سيئ الحفظ، لكن مشَّى بعضُ أهل العلم رواية أبي عبد الرحمن- وهو عبد الله بن يزيد المقرئ- عنه وعَدُّوها صالحة لكونه سمع منه قديماً، وأما مشرح بن هاعان فقد قوَّى أمرَه جماعة، وغمزه آخرون، وذكر ابن حبان في "المجروحين" أنه يروي عن عقبة بن عامر أشياء لا يتابع عليها. قلنا: ولذلك فقد قال الترمذي بعد أن أخرجه (3844) عن قتيبة، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة ومشرح بن هاعان، وليس إسناده بالقوي.
وأخرجه أيضاً الطبراني في "الكبير" 17/ (845) من طريق يحيى بن كثير الناجي وسعيد بن أبي مريم، كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي عُشَّانة عن عقبة=(28/629)
17414 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ أَيُّوبَ الْغَافِقِيَّ، حَدَّثَنِي عَمِّي إِيَاسُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 74] ، قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ "، فَلَمَّا نَزَلَتْ {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] قَالَ: " اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ " (1)
__________
= ابن عامر، فهذا خلاف في إسناده على ابن لهيعة، وهو كما أسلفنا سيئ الحفظ، وأبو عُشَّانة: هو حيُّ بن يومن المعافري، وهو ثقة.
ويمكن أن يشهد لحديث عقبة هذا حديث أبي هريرة السالف برقم (8042) مرفوعاً بلفظ: "ابنا العاصِ مؤمنان: عمرو وهشام". وإسناده حسن.
قال السندي: يريد أن عمراً أخلصُ قلباً من أمثاله الذين آمنوا معه كمسلمي الفتح، والله أعلم.
(1) إسناده محتمل للتحسين، إياس بن عامر الغافقي لم يرو عنه غير ابن أخيه موسى بن أيوب، وذكره ابن أبي حاتم 2/281 ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" 1/225: ليس بالمعروف. كذا قال، وأما أبو سعيد بن يونس صاحب "تاريخ المصريين" فقال: كان من شيعة عليٍّ، والوافدين عليه من أهل مصر، وشهد معه مشاهده. وقال العجلي: لا بأس به. وذكره يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" في ثقات المصريين، وذكره في الثقات أيضاً ابن حبان في كتابه 4/33 و35، وقال في "صحيحه" 5/226: إياس بن عامر من ثقات المصريين. قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الدارمي (1305) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/502، وأبو يعلى (1738) ، وابن خزيمة (600) و (670) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/235، والطبراني في "الكبير" 17/ (889) ، والحاكم=(28/630)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 2/477، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/119 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وقال الذهبي في "تلخيصه": الحديث صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1000) ، وأبو داود (869) ، وابن ماجه (887) ، وابن خزيمة (601) و (670) ، وابن حبان (1898) ، والحاكم 1/225، والبغوي في "التفسير" 7/28، والمزي في ترجمة إياس من "تهذيب الكمال" 3/405 من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى بن أيوب الغافقي، به، وصحح الحاكم إسناده، فتعقبه الذهبي بقول: إياس ليس بالمعروف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/235 من طريق عم أحمد بن عبد الرحمن بن وهب- وهو عبد الله بن وهب-، والطبراني 17/ (891) من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن موسى بن أيوب الغافقي، به.
وأخرجه الطبراني 17/ (890) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن موسى بن أيوب، عن رجل من قومه سمّاه، عن عقبة بن عامر. وزاد: وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ركع قال: "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات، وإذا سجد قال: "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرات. والرجل المبهم هو بلا شك إياس بن عامر الغافقي.
وأخرجه أبو داود (870) عن أحمد بن يونس، عن الليث، عن أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب- على الشك- عن رجل من قومه، عن عقبة. بزيادة الطبراني السابقة. وقال: وهذه الزيادة نخاف ألا تكون محفوظة.
قلنا: لكن روي لهذه الزيادة شواهد تتقوى بها وإن كان لا يخلو واحد منها من مقال: فعن عبد الله بن مسعود عند أبي داود (886) ، والترمذي (261) ، وقال: حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق ابن مسعود. وقال أبو داود: هذا مرسل، عون لم يدرك عبد الله.
وعن جبير بن مطعم عند البزار (3447) ، والطبراني (1572) ، والدارقطني 1/342، وفي إسناده عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي، وهو ضعيف.=(28/631)
17415 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَحَدَّثَنِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ؟ قَالَ: " يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيَبْدُونَ " (1)
__________
= وعن أبي مالك الأشعري. سيرد 5/343، وفي إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف.
وعن أقرم بن زيد الخزاعي عند الدارقطني 1/343، وفي إسناده من لا يعرف.
وعن أبي بكرة عند البزار (3686) وفيه من لا يعرف أيضاً.
قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات.
قلنا: وفي الباب أيضاً عن حذيفة بن اليمان، لكن دون تقييد الذكر في الركوع والسجود بعدد، وهو عند مسلم (772) ، وسيأتي في "المسند" 5/382.
قال السندي: قوله: "اجعلوها" أي: اعملوا بها واجعلوا السُبْحَة التي تدلُّ عليها هي، والمراد: قولوا: سبحان ربي العظيم ...
(1) إسناداه حسنان، أبو عبد الرحمن- وهو عبد الله بن يزيد المقرئ الثقة سماعه من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، ومَن فوق ابن لهيعة ثقات، أبو قبيل: هو حُيَيُّ بن هانئ، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/507 عن أبي عبد الرحمن المقرئ، بالإسنادين معاً.=(28/632)
17416 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْخَيْرِ، يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ حِينَ يَسْمَعُ أَذَانَ الْمَغْرِبِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا أُعَجِّبُكَ مِنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ؟ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْمِصَهُ. قَالَ عُقْبَةُ: " أَمَا إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". فَقُلْتُ: مَا يَمْنَعُكَ الْآنَ؟ قَالَ: " الشُّغْلُ " (1)
17417 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُوبَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرُّعَيْنِيُّ، وَأَبُو مَرْحُومٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ،
__________
= وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص293، وأبو يعلى (1746) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/193 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بالإسناد الأول.
وانظر (17318) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه البخاري (1184) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (793) ، والبيهقي 2/475 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه النسائي 1/282- 283 من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني 17/ (792) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12310) ، وانظر بقية شواهده هناك.
قال السندي: "أن أغمصه" من غمصه: أي: عابَه.(28/633)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ " (1)
17418 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: سَمِعْنَا يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: تَعَلَّقْتُ بِقَدَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْرِئْنِي سُورَةَ هُودٍ وَسُورَةَ يُوسُفَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ، إِنَّكَ لَمْ تَقْرَأْ سُورَةً أَحَبَّ إِلَى اللهِ، وَلَا أَبْلَغَ عِنْدَهُ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " قَالَ يَزِيدُ: " لَمْ يَكُنْ أَبُو عِمْرَانَ يَدَعُهَا، وَكَانَ (2) لَا يَزَالُ يَقْرَؤُهَا
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يزيد بن عبد العزيز الرعيني، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكنه متابع، تابعه أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون وحديثه حسن في المتابعات والشواهد، وتابعه أيضاً حنين بن أبي حكيم عن عُلَيِّ بن رباح فيما يأتي برقم (17792) ، وباقي رجال الإسناد ثقات. يزيد بن محمد القرشي: هو ابن قيس بن مَخْرَمة.
وأخرجه ابن عبد الحكم "فتوح مصر" ص290 والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف": 7/312، والطبراني في "الكبير" 17/ (811) ، وفي "الدعاء" (677) ، والبيهقي في "الشعب" (2565) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/274 و275 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، به. قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث صحيح.
وأخرجه الترمذي (2903) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عُلَيّ بن رباح، به. وقال: حديث حسن غريب.
وانظر ما سلف برقم (17297) .
(2) في (م) و (ق) و (ص) : وكان.(28/634)
فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ " (1)
17419 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُضِيفُ " (2)
17420 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ الْمَعَافِرِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح من حديث حيوة: وهو ابن شريح التُّجيبي، وحسن من حديث عبد الله بن لهيعة، فإن الراوي عنه هنا: هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ وروايته عنه صالحة.
وأخرجه الدارمي (3439) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (862) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
وانظر (17341) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، لكن ابن عبد البر ذكر في "الاستذكار" 26/304 أن عبد الله ابن وهب والوليد بن مسلم وقتيبة بن سعيد روَوا هذا الحديث عن ابن لهيعة بهذا الإسناد، وقد مشَّى بعضُ أهل العلم حديث ابن وهب وقتيبة عن ابن لهيعة كما أسلفنا مراراً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
حجاج: هو ابن محمد المصِّيصي، وأبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1466 من طريق محمد بن رمح، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. بلفظ: "بئس القوم قومٌ لا ينزلون الضيف".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/175، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة، وحديثه حسن.(28/635)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ كَانَ الْقُرْآنُ فِي إِهَابٍ، مَا مَسَّتْهُ النَّارُ " (1)
17421 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي اثْنَتَيْنِ: الْقُرْآنَ وَاللَّبَنَ، أَمَّا اللَّبَنُ فَيَبْتَغُونَ (2) الرِّيفَ وَيَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ وَيَتْرُكُونَ الصَّلَوَاتِ، وَأَمَّا الْقُرْآنُ فَيَتَعَلَّمُهُ الْمُنَافِقُونَ فَيُجَادِلُونَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ " (3)
17422 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ دُخَيْنٍ الْحَجْرِيِّ،
__________
(1) إسناده ضعيف. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.
وانظر (17365) .
(2) في (ق) وهامش (ظ 13) : فيتبعون.
(3) حديث حسن، أبو السَّمح: اسمه درَّاج، وقد اختُلف فيه، وهو ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو قبيل: هو حيي بن هانئ المَعافِري.
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 2/193 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد، إلا أنه أدخل في الإسناد معاوية بن صالح بين زيد بن الحباب وأبي السمح، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (818) من طريق أبي كريب، عن زيد ابن الحباب، به.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (615) من طريق يزيد بن الحارث، عن درّاج أبي السمح، به.
وانظر (17318) .(28/636)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَهْطٌ، فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا؟ قَالَ: " إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً " فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا، فَبَايَعَهُ، وَقَالَ: " مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ " (1)
17423 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا النَّذْرُ كَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ " (2)
17424 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ بَعْجَةَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَايَا
__________
(1) إسناده قوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (885) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد- ولم يذكر فيه قوله: "من علّق تميمة فقد أشرك".
وأخرجه الحاكم 4/219 من طريق سهل بن أسلم العدوي، عن يزيد بن أبي منصور، به. وتحرف في المطبوع منه "الدُّخين" إلى: الرجلين.
وانظر ما سلف برقم (17404) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع- سماعه من ابن لهيعة قديم قبل احتراق كتبه فيما قاله الإمام أحمد نقلاً عن إسحاق نفسه، فروايته عنه صالحة.
وانظر (17319) .(28/637)
بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَصَارَ لِعُقْبَةَ جَذَعَةٌ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي صَارَتْ لِي جَذَعَةٌ قَالَ: " ضَحِّ بِهَا " (1)
17425 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ (2) : خَرَجْنَا مَعَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ فِي مَخْرَجٍ خَرَجْنَاهُ، فَحَانَتْ صَلَاةٌ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَؤُمَّنَا، فَأَبَى عَلَيْنَا، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَؤُمُّ عَبْدٌ قَوْمًا إِلَّا تَوَلَّى مَا كَانَ عَلَيْهِمْ فِي صَلَاتِهِمْ، إِنْ أَحْسَنَ فَلَهُ، وَإِنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِ " (3)
17426 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. عبد الوهاب بن عطاء- وهو الخفاف- صدوق لا بأس به من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وبعجة الجهني: هو ابن عبد الله.
وسلف الحديث برقم (17304) عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام الدستوائي.
(2) القائل: هو أبو علي الهمداني، وقوله هنا: عن عقبة بن عامر، فالمراد به: أن أبا علي حدثهم عن قصة عقبة بن عامر.
(3) إسناده ضعيف لضعف الأسلمي: واسمه عبد الله بن عامر. عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي المكي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (907) من طريق الفضل بن دكين، و (908) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن عبد الله بن عامر الأسلمي، بهذا الإسناد.
وانظر (17305) و (17401) .(28/638)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَيِّ، وَكَانَ يَكْرَهُ شُرْبَ الْحَمِيمِ، وَكَانَ إِذَا اكْتَحَلَ اكْتَحَلَ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ اسْتَجْمَرَ وِتْرًا " (1)
__________
(1) حديث حسن صحيح، وقد رواه عن ابن لهيعة أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ كما سيأتي، وروايته عنه صالحة، وللحديث شواهد يتقوى بها.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/321 من طريق عمرو بن خالد، والطبراني في "الكبير" 17/ (932) من طريق سعيد بن أبي مريم، و (933) من طريق القعنبي، و (934) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، أربعتهم، عن ابن لهيعة، به- واقتصر الطحاوي على النهي عن الكي، والطبراني في الموضع الثاني والثالث على قصة الاكتحال والاستجمار.
وقوله: نهى رسول الله في عن الكي، سلفت شواهده عند الحديث (17315) .
وقوله: كان يكره شرب الحميمَ، ففيِ الباب عن أسماء بنت أبي بكر: أنها كانت إذا أثردت غطته شيئاً حتى يذهب فوْرُه، ثم تقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إنه أعظم للبركة"، وسيرد 6/350، وهو حديث حسن.
وعن أبي هريرة موقوفاً بلفظ: "لا يؤكل طعام حتى يذهب بُخاره"، أخرجه البيهقي 7/280 بإسناد صحيح.
وعن أبي ذر موقوفاً أيضاً عند البيهقي 7/280، ولفظه: "دعوها حتى يذهب بعض حرارتها"، وفي إسناده عمير بن الفيض، وقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وقالا: روى عنه الحارث بن يزيد، لكن ذكره ابن حبان في "ثقاته" 5/257، وذكر أن ابنه عتبة ابن عمير روى عنه أيضاً. وانظر "مجمع الزوائد" 5/19- 20.
وقوله: "وكان إذا اكتحل اكتحل وتراً، وإذا استجمر استجمر وتراً" سيرد=(28/639)
17427 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا، وَإِذَا اكْتَحَلَ، فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا " (1)
17428 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ، فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا " (2)
17429 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، مِثْلَهُ سَوَاءً، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ مَوْلًى لِشُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ " (3)
__________
= في الحديثين بعد هذا، وقد سلفت أحاديث الباب لكلا الطرفين في مسند أبي هريرة عند تخريج الحديثين (7221) و (8611) .
قال السندي: وقوله: "وكان يكره شرب الحميم"، أي: شُرب الماء الحارّ.
(1) حديث حسن كسابقه.
(2) حديث حسن كسابقيه.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام رجل فيه، وهو مولى شرحبيل بن حسنة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن شعيب، فقد روى له البخاري في "جزء القراءة" وأصحاب السنن، وهو=(28/640)
17430 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ مَوْلَى شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ " (1)
* 17431 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَأَظُنُّ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ " قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ هِشَامَ بْنَ أَبِي رُقَيَّةَ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَمَا لَكُمْ فِي الْعَصَبِ وَالْكَتَّانِ مَا يَكْفِيكُمْ عَنِ الْحَرِيرِ، وَهَذَا رَجُلٌ فِيكُمْ يُخْبِرُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُمْ يَا عُقْبَةُ. فَقَامَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذِبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "
وَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا، حُرِمَهُ أَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ " (2)
__________
= صدوق حسن الحديث. وسيأتي مكرراً في مسند حذيفة 5/388.
وأخرجه البيهقي 9/245 من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عنه، وقد سلف برقم (6725) . وانظر بقية شواهده هناك.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف.
وسيأتي مكرراً في مسند حذيفة 5/388، وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن أبي رُقيَّة،=(28/641)
17432 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَاهُ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ سُرَيْجٌ: عَنْ عَمْرٍو، قَالَ هَارُونُ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ
__________
= وهو من رجال "التعجيل"، وقد روى عنه جمع، ووثقه يعقوب بن سفيان والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، عمرو: هو ابن الحارث المصري.
وأخرجه أبو يعلى (1751) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/506، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4823) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/247، وابن حبان (5436) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (904) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/245- 246 من طرق عن عبد الله بن وهب، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان 2/506 عن عمرو بن الربيع بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، به.
وأخرجه- دون كلام مسلمة بن مخلد- يعقوب بن سفيان أيضاً 2/506، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (416) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/251، والبيهقي 3/275-276 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن الحسن بن ثوبان، وعمرو بن الحارث، به. لكن فيه: "الحرير
والذهب حرام على ذكور أمتي، حلالٌ لإناثهم " بدلاً من قوله: "من لبس الحرير ... " الحديث. وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي المصري، ويشهد للفظ حديثه حديثُ علي بن أبي طالب وغيره، انظر ما سلف برقم (750) .
وقوله: "من كذب علي متعمداً ... " سيأتي بالأرقام (17457) و (17805) من طريق أبي عُشّانة عن عقبة. وقد سلفت شواهده في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6478) .
وقوله: "من لبس الحرير في الدنيا ... " سلفت شواهده في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11179) .
والعَصْب، قال ابن الأثير: بُرودٌ يمنية يُعصَب غزلُها، أي: يُجمَع ويُشَدُ ثم يُصبغ ويُنسج، فيأتي مَوْشِياً لبقاء ما عُصِبَ منه أبيض لم يأخذه صبغٌ.(28/642)
أَبِي عَلِيٍّ ثُمَامَةَ بْنِ شُفَيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان، وعمرو بن الحارث: هو المصري.
وأخرجه مسلم (1918) ، وأبو يعلى (1743) ، والبيهقي 10/13، والبغوي في "التفسير" 2/258 من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد، وسقط من مطبوع "تفسير البغوي" بعضٌ من إسناده.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2448) ، وأبو داود (2514) ، وابن ماجه (2813) ، وأبو عوانة 5/101 و102، وابن حبان (4709) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (911) من طرق عن ابن وهب، به.
وأخرجه الظبري في "التفسير" 10/30 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب وعبد الكريم بن الحارث، كلاهما عن أبي علي، به.
وأخرجه الدارمي (2404) ، والحاكم 2/328 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر، ورواية الدارمي موقوفة، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1010) من طريق ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن يزيد بن أبي حبيب، عمن سمع عقبة بن عامر، عن عقبة بن عامر.
وأخرجه الترمذي (3083) ، والطبري في "تفسيره" 10/30 من طرق عن أسامة بن زيد، عن صالح بن كيسان، عن رجل، عن عقبة بن عامر.
وأخرجه الطبري 10/30 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن أسامة بن زيد، عن صالح بن كيسان، عن عقبة بن عامر.
وأخرجه أيضاً 10/29-30 من طريق ابن إدريس، عن أسامة بن زيد، عن=(28/643)
17433 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَسُرَيْجٌ (1) ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ أَرَضُونَ وَيَكْفِيكُمُ اللهُ، فَلَا يُعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَلْهُوَ بِأَسْهُمِهِ " قَالَ سُرَيْجٌ: ثُمَامَةَ بْنِ شُفَيٍّ (2)
17434 - حَدَّثَنَاهُ حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا وَاهِبُ (3) بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ،
__________
= صالح بن كيسان، عن رجل من جهينة، يرفع الحديث إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه أيضاً 10/30 من طريق عبد الله بن عبيدة، عن عقبة.
(1) تحرف في (م) و (ص) إلى: هارون وسريج بن معروف.
(2) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه مسلم (1918) (168) ، وأبو يعلى (1742) ، والبغوي في "التفسير" 2/258 من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2449) ، وأبو عوانة 5/102، وابن حبان (4697) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (912) ، والبيهقي 10/13 من طرق عن عبد الله بن وهب، به.
وأخرجه مسلم (1918) ، وأبو عوانة 5/102 من طريق بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، به.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3083) من طريق وكيع، عن أسامة بن زيد، عن صالح بن كيسان، عن رجل لم يسمه، عن عقبة بن عامر.
(3) المثبت من (ظ13) ، وهو الصواب، وتحرف في (م) وبقية النسخ الخطية إلى: وهب.(28/644)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَيِّتُ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ " (1)
17435 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، أُجْرِيَ عَلَيْهِ أَجْرُهُ " (2)
17436 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ،
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن شماسة، فهو من رجال مسلم، وغير واهب بن عبد الله- وهو المَعافري- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود في "المراسيل"، وهو ثقة. حسن: هو ابن موسى الأشيَب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (881) من طريق أبي صالح الحرّاني، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9695) .
وآخر من حديث جابر بن عتيك، وسيأتي 5/446، وصححه ابن حبان برقم (3189) و (3190) . وهذان الحديثان يصلحان في الشواهد، وإن كان في إسناديهما مقال.
وانظر تفسير ذات الجنب عند حديث أبي هريرة.
(2) صحيح لغيره، وهذا الحديث قد رواه عن ابن لهيعة عبد الله بن يزيد المقرئ وقتيبة فيما سلف برقم (17359) ، وروايتهما عنه صالحة، فإسناده حسن.(28/645)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - قَالَ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ -، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ - قَالَ يَحْيَى: فِي سَبِيلِ اللهِ - فَإِنَّهُ يُجْرِي عَلَيْهِ أَجْرُ عَمَلِهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ " (1)
17437 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ غُلَامًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ مُوسَى فِي حَدِيثِهِ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَتَرَكَتْ حُلِيًّا، أَفَأَتَصَدَّقُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: " أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِذَلِكَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَأَمْسِكْ عَلَيْكَ حُلِيَّ أُمِّكَ "
حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْمُقْرِئَ (2)
17438 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَالْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِحُلِيٍّ كَانَ لِأُمِّهِ عَنْ أُمِّهِ بَعْدَ مَوْتِهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) صحيح لغيره، وانظر ما قبله. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (848) من طريق يحيى بن إسحاق السَّيلَحيني، بهذا الإسناد.
(2) إسناده ضعيف، ومتنه منكر. وانظر (17356) .
أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَنيُّ، وأبو عبد الرحمن المقرئ شيخ المصنف: اسمه عبد الله بن يزيد.(28/646)
أَمَرَتْكَ بِذَلِكَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَلَا " (1)
17439 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ حَيُّ بْنُ يُومِنَ الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الْأَرْضِ فَيَعْرَقُ النَّاسُ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَبْلُغُ عَرَقُهُ عَقِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَجُزَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْخَاصِرَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ مَنْكِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ عُنُقَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ وَسَطَ فِيهِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَأَلْجَمَهَا فَاهُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ هَكَذَا -، وَمِنْهُمْ مَنْ يُغَطِّيهِ عَرَقُهُ " وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِشَارَةً (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، رِشْدين- وهو ابن سعد- ضعيف سيئ الحفظ، وكان يخلط في الحديث، وله مناكير، وهذا الحديث محفوظ من حديث ابن لهيعة.
وانظر (17356) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أبي عُشَّانة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (844) من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه ابن حبان (7329) ، والطبراني 17/ (834) ، والحاكم 4/571، من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة، به، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الحديث (14613) .(28/647)
17440 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ يَرْعَى الصَّلَاةَ، كَتَبَ لَهُ كَاتِبَاهُ أَوْ كَاتِبُهُ، بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الْمَسْجِدِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَالْقَاعِدُ يَرْعَى الصَّلَاةَ كَالْقَانِتِ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ " (1)
17441 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، عَمَّنْ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا، فَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ آكُلَ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَأَذِنَ لِي " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، لكنه قد توبع كما سيأتي عند الحديث (17460) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي عشانة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (842) من طريق عبد الله بن الحكم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (17456) و (17459) و (17460) و (17461) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6599) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7430) و (7801) . وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: "يَرْعَى الصلاة"، أي: يريدها. "والقاعد"، أي: في المسجد بلا صلاة.
(2) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عقبة بن عامر، وابن لهيعة سيئ=(28/648)
17442 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ الشَّظِيَّةِ لِلْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللهُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا، يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ، يَخَافُ شَيْئًا؟ قَدْ غَفَرْتُ لَهُ (1) وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ " (2)
17443 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَعْجَبُ رَبُّكَ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " يَخَافُ مِنِّي؟ قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، فَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ " (3)
__________
= الحفظ. وانظر (17309) .
(1) في هامشي (ظ13) و (س) : لعبدي.
(2) حديث صحيح، وابن لهيعة قد تابعه عمرو بن الحارث في الحديث التالي.
وسلف مختصراً من طريق ابن لهيعة برقم (17312) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عُشَّانة المَعافري - واسمه حيّ بن يُومِن- فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داو والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. ابن وهب: اسمه عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو المصري، وكنيته أبو أُميَّه.
وأخرجه أبو داود (1203) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 1/405 عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (572) ، والنسائي في "المجتبى" 2/20، وفي "الكبرى" (1630) ، وابن حبان (1660) ، والطبراني في "الكبير"=(28/649)
17444 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ " (1)
17445 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " اقْرَءُوا هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ (2) مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ رَبِّي أَعْطَاهُنَّ أَوْأَعْطَانِيهِنَّ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ " (3)
17446 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ،
__________
=17/ (833) من طرق عن ابن وهب، به.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر الحديث (17368) سنداً ومتناً.
(2) في بعض النسخ: التي.
(3) صحيح لغيره، وهذا الحديث رواه عن ابن لهيعة قتيبة بن سعيد عند الفريابي، وروايته عنه صالحة. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحيني، ويزيد: هو ابن أبي حبيب، وأبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلاَم في "فضائل القرآن" ص124 عن سعيد ابن أبي مريم وعمرو بن الربيع، والطبراني في "الكبير" 17/ (779) من طريق سعيد بن أبي مريم، والفريابي في "فضائل القرآن" (51) عن قتيبة بن سعيد، و (52) عن أبي زكريا السماك، أربعتهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وانظر (17324) .(28/650)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَنْسَابَكُمْ هَذِهِ لَيْسَتْ بِمَسَبَّةٍ عَلَى أَحدٍ، كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ، طَفُّ الصَّاعِ لَمْ تَمْلَئُوهُ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ (1) فَضْلٌ إِلَّا بِدِينٍ أَوْ تَقْوَى، وَكَفَى بِالرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ بَذِيًّا بَخِيلًا فَاحِشًا " (2)
17447 - حَدَّثَنَا يَحْيَي (3) بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: إِنَّ لَنَا جِيرَانًا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ. قَالَ: اسْتُرْ عَلَيْهِمْ. قَالَ: مَا أَسْتُرُ عَلَيْهِمْ أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ أَجِيءَ بِالشُّرَطِ عَلَيْهِمْ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُقْبَةُ: وَيْحَكَ، مَهْلًا عَلَيْهِمْ (4) ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ رَأَى عَوْرَةً فَسَتَرَهَا، كَانَ كَمَنْ اسْتَحْيَا مَوْءُودَةً مِنْ قَبْرِهَا " (5)
17448 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ
__________
(1) قوله: "على أحد" ليس في (ظ 13) .
(2) حديث حسن، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- روى عنه هذا الحديث عبد الله بن وهب وقتيبة بن سعيد كما سلف عند الحديث رقم (17313) ، وروايتهما عنه صالحة.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6677) من طريق يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
(3) في (س) و (م) : علي، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من بقية النسخ، وهو الموافق لنسخة "أطراف المسند".
(4) كلمة "عليهم" ليست في (ظ13) .
(5) إسناده ضعيف. وانظر (17331) .(28/651)
رَجِلٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى غَيْرَ سَاهٍ وَلَا لَاهٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " وَقَالَ يَحْيَى، مَرَّةً: " غُفِرَ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنْ سَيِّئَةٍ " (1)
17449 - حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، أَنَّ رَجُلًا، حَدَّثَهُ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةً غَيْرَ سَاهٍ وَلَا
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الذي روى عنه بكر ابن سوادة، ولجهالة ربيعة بن قيس، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 3/287، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 3/475، إلا أنهما لم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- متابع. يحيى: هو ابن إسحاق السَّيلَحيني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (902) من طريق عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً 17/ (903) من طريق عمرو بن الحارث، عن بكر ابن سوادة، به.
وانظر ما بعده.
وروي مثله من حديث زيد بن خالد الجهني، وقد سلف برقم (17054) ، وانظر شواهده هناك.
وانظر الحديث السالف برقم (17314) .(28/652)
لَاهٍ، كُفِّرَ عَنْهُ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنْ شَيْءٍ " (1)
17450 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السِّيلَحِينِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ رُزَيْقٍ الثَّقَفِيِّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ رُزَيْقٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ ابْنِ شِمَاسَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَقْبَلْ رُخْصَةَ اللهِ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ مِثْلُ جِبَالِ عَرَفَةَ " (2)
17451 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ ابْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يُغَيِّبَ مَا بِسِلْعَتِهِ عَنْ أَخِيهِ إِنْ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. علي بن إسحاق: هو المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك، وهو عنده في "الزهد" (1145) .
(2) إسناده ضعيف، لجهالة رُزيق الثقفي، لم يرو عنه سوى ابن لهيعة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وابنُ لهيعة سيئ الحفظ وقد اضطرب في إسناده كما سيأتي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4532) من طريق قتيبة بن سعيد. بهذا الإسناد. وقد وقع بياض في المطبوع مكان اسم رُزيق، وذكر محققه أن هذا البياض من الأصل.
وروي هذا الحديث عن ابن لهيعة، عن أبي طُعْمة، عن ابن عمر. وقد سلف برقم (5392) .
فمدار الحديث على ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وقد أورد الذهبي حديث ابن عمر هذا من طريقه في "الميزان" 2/483 عن البخاري في "كتاب الضعفاء"، وقال: قال البخاري: هذا منكر.(28/653)
عَلِمَ بِهَا تَرَكَهَا " (1)
17452 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ "
قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ، أَمْلِكْ لِسَانَكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ "
قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ، أَلَا أُعَلِّمُكَ سُوَرًا مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهُنَّ، لَا يَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ لَيْلَةٌ إِلَّا قَرَأْتَهُنَّ فِيهَا: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. ابن شماسة: هو عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (222) من طريق عبد الغفار بن داود الحراني، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة، به. بلفظ: "إذا باع أحدكم سلعةً فلا يكتم عيباً إن كان بها".
وأخرجه ابن ماجه (2246) ، والطبراني 17/ (877) ، والحاكم 2/8 من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به. بلفظ: "المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعاً فيه عيب، إلا بيّنه له". ويحيى بن أيوب- وهو الغافقي المصري- صدوق حسن الحديث.(28/654)
قَالَ عُقْبَةُ: " فَمَا أَتَتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ إِلَّا قَرَأْتُهُنَّ فِيهَا، وَحُقَّ لِي أَنْ لَا أَدَعَهُنَّ وَقَدْ أَمَرَنِي بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَكَانَ فَرْوَةُ بْنُ مُجَاهِدٍ، إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ: " أَلَا فَرُبَّ مَنْ لَا يَمْلِكُ لِسَانَهُ، أَوْ لَا يَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِهِ وَلَا يَسَعُهُ بَيْتُهُ " (1)
17453 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْبِجَادَيْنِ: " إِنَّهُ أَوَّاهٌ ". وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي الدُّعَاءِ (2)
__________
(1) إسناده حسن، ابن عيَّاش: هو إسماعيل، وهو صدوق في روايته عن الشاميين كما هو الحال في روايتنا هذه، وباقي رجال الإسناد ثقات. الحسين ابن محمد: هو ابن بَهرام المَرُّوذي.
وانظر ما سلف برقم (17334) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات. موسى: هو ابن داود الضَّبِّي، والحارث بن يزيد: هو الحضرمي أبو عبد الكريم المصري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (17418) من طريق عثمان بن صالح السهمي، والطبراني في "الكبير" 17/ (813) ، والبيهقي في "الشعب" (580) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وله شاهد من حديث ابن الأدرع، سيرد 4/337، وفيه قصة، وهو بلفظ: "إنه أواب"، وفي إسناده انقطاع.
وأخر من حديث ابن عباس عند الطبراني (11295/2) ، وأبي نعيم في=(28/655)
17454 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَرَكِبَ أَبُو أَيُّوبَ، إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، إِلَى مِصْرَ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ أَمْرٍ لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ حَضَرَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنَا وَأَنْتَ، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سَتْرِ الْمُؤْمِنِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَتَرَ مُؤْمِنًا فِي الدُّنْيَا عَلَى عَوْرَةٍ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ " فَمَا حَلَّ رَحْلَهُ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ " (1)
17455 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: اتَّبَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَدَمِهِ، فَقُلْتُ: أَقْرِئْنِي سُورَةَ هُودٍ أَوْ سُورَةَ يُوسُفَ. فَقَالَ: " لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللهِ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " (2)
__________
= "الحلية" 1/122، وإسناده ضعيف.
وثالث عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي مرسلاً، أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/228 من طريق ابن إسحاق عنه، وابن إسحاق حسن الحديث، ومحمد بن إبراهيم ثقة من رجال الشيخين.
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن ابن جريج لم يدرك أحداً من الصحابة، وقد سلف برقم (17391) عنه عن أبي سعيد بهذه القصة. وأبو سعيد هذا رجل مجهول كما سبق بيانه.
(2) إسناده صحيح. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وأبو عمران: هو أسلم بن يزيد التُّجيبي. وانظر (17341) .(28/656)
17456 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ مَعَافِرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، فَإِذَا صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ قَعَدَ فِيهِ، كَانَ كَالصَّائِمِ الْقَانِتِ حَتَّى يَرْجِعَ " (1)
17457 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: لَا أَقُولُ الْيَوْمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا مِنْ جَهَنَّمَ " (2)
17458 - وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ أَحَدُهُمَا مِنَ اللَّيْلِ فَيُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدٌ فَيَتَوَضَّأُ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ (3) ، وَإِذَا وَضَّأَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (17440) .
(2) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد تابعه عمرو ابن الحارث المصري فيما سيأتي برقم (17790) ، وهو ثقة. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عُشَّانة: هو حيُّ بن يُومن المعافري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (843) من طريق عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (17431) .
(3) زاد في (م) وحدها: وإذا مسح رأسه انحلَّت عقدة. وهو خطأ، وستأتي هذه الزيادة لاحقاً.(28/657)
وَجْهَهُ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ الرَّبُّ لِلَّذِينَ وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ " (1)
17459 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَالْقَاعِدُ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ كَالْقَانِتِ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " (2)
17460 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، (3)
__________
(1) حديث صحيح، وابن لهيعة قد توبع فيما سيأتي برقم (17791) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو قبيل: اسمه حُيّي بن هانئ.
وانظر (17440) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع- سماعه من ابن لهيعة قديم فيما قاله الإمام أحمد عنه، وابن لهيعة قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو عُشانة: هو حي بن يُومن المعافري.
وأخرجه ابن خزيمة (1492) ، وابن حبان (2038) و (2045) مقطعاً، والطبراني في "الكبير" 17/ (831) ، والحاكم 1/211، والبيهقي في "السنن"=(28/658)
(1) 17461 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
=3/63 من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" 17/ (831) ، وفي "الأوسط" (187) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن أيضاً لأنه من رواية عبد الله- وهو ابن المبارك- وهو قد سمع ابن لهيعة قديماً، وروايته عنه صالحة.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (410) ، وأخرجه من طريقه أبو يعلى (1747) ، والبغوي في "شرح السنة" (474) .(28/659)
مسند
الإمام أحمد بن حنبل
(164-241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
عامر غضبان
الجزء التاسع والعشرون(29/1)
حَدِيثُ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ (1)
17462 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: التَّمِيمِيُّ يَعْنِي زَيْدَ بْنَ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ " (2)
__________
(1) في "حاشية" السندي: حبيب بن مسلمة الفِهْري، حجازيٌ نزل الشام، قال البخاري: له صحبة، وكان يقال له: حبيب الروم لكثرة جهاده فيهم، وقال ابن معين: أهل الشام يثبتون صحبته، وأهل المدينة ينكرونها، وكان مُجابَ الدعوة، وهو الذي فتح إِرمِينيَة، ولم يزل مع معاوية في حروبه، ووجَّهه إلى إرمينية والياً، فمات بها سنة اثنتين وأربعين.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات، زيد بن جارية- وهو التميمي- قد ترجم له الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 9/439 في زياد بن جارية، وقال: ويقال: زيد، ويقال: يزيد، والصواب: زياد، يقال: إن له صحبة. وقال أبو حاتم: شيخ مجهول، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
فتعقبه الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" بقوله: ذكره ابن أبي عاصم وأبو نعيم في الصحابة، وأبو حاتم قد عبَّر بعبارة "مجهول " في كثير من الصحابة، لكن جزم بكونه تابعياً ابن حبان وغيره، وتوثيق النسائي له يدل على أنه عنده تابعي.
قلنا: والصواب أنه تابعي، والله أعلم.
سفيان: هو الثوري، ويزيد بن يزيد بن جابر: هو الدمشقي، ومكحول: هو الشامي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9333) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في=(29/7)
17463 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: " شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الثُّلُثَ " (1)
__________
= "الكبير" (3519) ، وفي "الشاميين" (628) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/144.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/457، وابن ماجه (2851) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (852) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (798) ، والدارمي (2483) ، وأبو داود (2748) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/240، والحاكم 2/133، والبيهقي 6/314 من طرق عن سفيان الثوري، به، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (17468) عن يحيى بن سعيد، عن سفيان.
وأخرجه الحميدي (871) ، وسعيد بن منصور (2701) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (848) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/190، والطبراني في "الكبير" (3520) من طريق سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد ابن جابر، به، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنفل الثلث في بدأته.
قلنا: وهذا مخالف لرواية جمهور أصحاب مكحول عنه كما سيأتي عند الحديث (17463) و (17465) ، وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَل في بدأته الربعَ، وفي رجعته الثلث. ويأتي شرحه هناك.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (9331) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (3518) ، وفي "مسند الشاميين" (285) و (3544) عن سعيد بن عبد العزيز، به.
وأخرجه ابن أبي شيبهّ 14/457، وابن الجارود في "المنتقى" (1078) =(29/8)
17464 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الثُّلُثَ " (1)
17465 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ وَهُوَ الْخَيَّاطُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ،
__________
= و (1079) ، وتمام في "فوائده" (891) و (892) و (893) ، والبيهقي 6/313 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به. وقال بعضهم: نفل الربع في البدأة والثلث في الرجعة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/240، وابن عدي في "الكامل " 4/1592، والطبراني في "الكبير" (3526) ، وفي "الشاميين" (202) و (3548) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، به. ولفظه عند الطحاوي: كان ينفِّل في البدأة الربع، وفي الرجعة الثلث بعد الخمس.
وأخرجه أبو عبيد فى "الأموال" (800) عن محمد بن كثير، عن سعيد بن عبد العزيز، به. بلفظ: نفَّل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البدأة الربع وفي الرجعة الخُمس.
(1) إسناده صحيح. ابن جريح: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وزياد بن سعد: هو الخُراساني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3521) ، وفي "مسند الشاميين" (629) و (3546) من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع "الشاميين" في الموضعين اسم ابن جريح.(29/9)
عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الرُّبُعَ بَعْدَ الْخُمُسِ فِي بَدْأَتِهِ، وَنَفَلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ فِي رَجْعَتِهِ " (1)
17466 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1176) ، وأبو داود (2749) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/240، والطبراني في "الكبير" (3525) ، وفي "مسند الشاميين " (1518) و (3551) ، والبيهقي 6/314 من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3524) ، وفي "الشاميين (3550) من طريق الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/456، وابن زنجويه (1177) ، وأبو داود (2750) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/190، والطبراني في "الكبير" (3522) و (3523) و (3524) و (3527) و (3531) ، وفي "الشاميين" (1365) و (3549) و (3550) و (3552) ، والحاكم 2/133 من طرق عن مكحول، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3532) من طريق عطية بن قيس، عن زياد ابن جارية، به.
قال السندي: "نَفَّل" بتشديد الفاء، أي: أعطى في النفل "بعد الخُمس"، أي: أخذ الخمسَ أولاً من تمام الغنيمة، ثم أعطى الثلث أو الربع مما بقي من الأخماس الأربعة، ثم قسم البقية بين الغانمين.
وقوله: "في بدأته"، أي: في ابتداء الغزو وذلك بأن نهضت سريَّة من العسكر وابْتَدَروا إلى العدوِّ في أول الغزو، فما غَنِموا كان يعطيهم منها الربعَ، والبقية يقسم لتمام العسكر، وإن فعل طائفة مثل ذلك حين رجوع العسكر يعطيهم ثلثَ ما غنموا، لأن فعلهم ذلك حين رجوع العسكر أشقُّ لضعف الظهر
والعِدَّة والفتور، وزيادة الاشتهاء إلى الأوطان، فزاد لذلك.(29/10)
عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ " (1)
17467 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ " (2)
17468 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ " (3)
17469 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. يحيى بن سعيد: هو القطان.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فقد جاء في حاشية المطبوع من "تهذيب الكمال " 9/440 في ترجمة زياد بن جارية ما نصُّه: جاء في حواشي النسخ من تعقبات المؤلف على صاحب "الكمال": "ذكر في الرواة عنه سليمان بن موسى، وإنما يروي عن مكحول عنه، وروايته عنه مرسلة".
قلنا: ورجال الإسناد كلهم ثقات سوى سليمان بن موسى الأشدق، فهو صدوق.
وسيأتي الحديث بهذا الإسناد برقم (17479) لكن بأطول مما هنا، وانظر تخريجه هناك.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (798) عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي، كلاهما أو أحدهما عن سفيان، بهذا الإسناد. وانظر (17462) .(29/11)
عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الرُّبُعَ بَعْدَ الْخُمْسِ (1) فِي الْبَدْأَةِ، وَالثُّلُثَ فِي الرَّجْعَةِ (2) " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3) : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " لَيْسَ فِي الشَّامِ رَجُلٌ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعْنِي التَّنُوخِيَّ "
__________
(1) قوله: "بعد الخمس" ليس في (ظ 13) .
(2) حديث صحيح، وإسناده كإسناد الرواية (17467) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (849) و (850) ، والطبراني في "الكبير" (3530) ، وفي "مسند الشاميين" (324) و (325) و (3555) ، والبيهقي 6/313 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن زياد بن جارية، به. فزادوا مكحولاً في الإسناد.
وأخرجه تمام في "فوائده" (890) من طريق شعبة، عن سعيد بن عبد العزيز ومحمد بن راشد الخزاعي، عن مكحول، عن زياد بن جارية، به. لم يذكر سليمان بن موسى في الإسناد، وهو بلفظ: نفَّل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثلث بادياً والربع راجعين، أو قال: الربع بادياً والثلث راجعين، على الشك.
وأخرجه أبو عُبيد في "الأموال" (799) ، وسعيد بن منصور (2702) ، وابن ماجه (2853) ، وابن أبي عاصم (851) ، وابن حبان (4835) ، والطبراني في "الكبير" (3528) و (3529) ، وفي "الشاميين" (3553) و (3554) من طرق عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن زياد بن جارية، به.
(3) هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.(29/12)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17470 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ (1) مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الشَّامُ، فَإِذَا خُيِّرْتُمُ الْمَنَازِلَ فِيهَا، فَعَلَيْكُمْ بِمَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: دِمَشْقُ، فَإِنَّهَا مَعْقِلُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَلَاحِمِ، وَفُسْطَاطُهَا مِنْهَا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: الْغُوطَةُ " (2)
__________
(1) وقع في (م) وبعض النسخ المتأخرة: حدثنا رجل من أصحاب محمد.
بزيادة "رجل من"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ13) و (س) ، كذلك هي ليست في المصادر التي خرجته من طريق المصنف.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم.
أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (492) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ورقة 106 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عساكر 1/ورقة 106 من طريق بشر بن بكر التنيسي، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.
وسيأتي في مسند الأنصار 5/270 عن محمد بن مصعب، عن أبي بكر ابن أبي مريم.
وأخرجه أبن عساكر 1/لوحة 106 من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
ورواه صفوان بن عمرو السكسكي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن=(29/13)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبيه، عن عوف بن مالك، ضمن حديث طويل، بلفظ: "فسطاط المسلمين يومئذ- يعني: يوم الملحمة- في أرض يقال لها: الغوطة، في مدينة يقال لها: دمشق" وسيأتي 6/25. وصفوان بن عمرو ثقة.
ورواه كلفظ حديث صفوان بن عمرو: زيدُ بن أرطاة، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء. وسيأتي 5/197، وزيد بن أرطاة ثقة.
ورواه مكحول الشامي عن جبير بن نفير مرسلاً، أخرجه كذلك ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ورقة 106 من طريق ابن أبي خيثمة، عن موسى بن إسماعيل، عن محمد بن راشد المكحولي، عن مكحول، به.
ورواه أبو العلاء بُرْد بن سنان وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن مكحول، ولم يذكرا جبيراً في إسناده وأرسلاه، أما حديث برد بن سنان فأخرجه أبو داود في "سننه (4640) ، ومن طريقه ابن عساكر 1/106 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عنه.
وأما حديث سعيد بن عبد العزيز فأخرجه ابن عساكر 1/106 من طريق موسى بن عامر بن عمارة، عن الوليد بن مسلم قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول.
ورواه أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار عن سعيد فأسنده بذِكْر معاذ بن جبل في إسناده، إلا أنه منقطع، فإن مكحولا لم يدرك معاذاً رضي الله عنه، أخرجه ابن عساكر 1/ورقة 107 من طريق أبي القاسم البغوي، عن أبي نصر التمار، به.
قال السندي: "فإذا خُيِّرْتُم" من التخيير، إي: خيّركم الإمام. "مَعْقِل"، أي: محلُّ حفظهم. "من الملاحم"، أي: من كثرة القتل "وفُسطاطها" بضم الفاء: الخيمة. "الغُوطة": بلدٌ قريبٌ من دمشق. يعني: ينزل جيش المسلمين ويجتمعون هناك.(29/14)
حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ
17471 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتِي الْمَالُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، الحسن بن سوار صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير صحابي الحديث، فقد روى له الترمذي والنسائي.
وأخرجه الترمذي (2336) عن أحمد بن منيع، عن الحسن بن سوار، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/222، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2516) من طريق حجاج بن محمد، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 8/309، وابن حبان (3223) من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن ليث بن سعد، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4325) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1022) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" 19/ (404) ، وفي "الأوسط" (3319) ، وفي "مسند الشاميين" (2027) ، والحاكم 4/318، والقضاعي (1023) ، والبيهقي في "الشعب" (10309) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
قلنا وإنما يكونُ المالُ فتنةً في حق أولئك الذين يستكثرون منه استكثاراً يُفضي إلى الانصراف عن القيام بواجبات الدين في العبادات والمعاملات والأخلاق، ويجنونَه بطُرُق غير مشروعةٍ لم يأذن بها الله كالربا المجمع على=(29/15)
17472 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الشَّامِيُّ، مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا فُسَيْلَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ " (1)
__________
= تحريمه والغش والخداع والتدليس والمتاجرة بما حرمه الله.
أما من يكتسبُ المال من حِلِّه ويُنفقه في حله فهذا يكون المال بالنسبة له نعمة لا فتنة، فيقوم بإعالة أهله وأولاده ويتفقد أقاربَه والفقراءَ والمساكينَ بدفع الزكاة إليهم والصدقات، ويُقيمُ به بالتعاون مع الآخرين المصانعَ والمعاملَ والمرافقَ العامة التي يتحقق بها الاكتفاءُ الذاتي للأمة، ويتكون منها قوةً عظيمةً مرهوبةَ الجانب تردُّ كيد المعتدي الطامع فيها، وبذلك تتحقق العزة للمسلمين التي وصفهم الله بها في كتابه العزيز.
وإن المال الذي من شأنه أن يُثمر تلك الأمور الجسامَ لهو مال عظيم يباركه الله وينميه، وعلى كل مسلم أن يعمل على الاستكثار منه وأن يتنافس المسلمون في السعي إليه والحصولِ عليه، ومن ثَمَّ استثمارُه وتسخيرُه في كلِّ ما يُحقق للأمة المسلمةِ العزة والسيادة ورفعة الشأن والعيش الرغيد.
فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رواه الإمام أحمد في "مسنده " (17763) من حديث عمرو بن العاص رفعه "نعم المال الصالح للرجل الصالح" وإسناده صحيح.
(1) هو مكرر (16989) .(29/16)
حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ (1)
17473 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَقَالَ: " وَذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ لَبِيدٍ، إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، أَوَ لَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَنْتَفِعُونَ مِمَّا فِيهِمَا بِشَيْءٍ؟ " (2)
__________
(1) زياد بن لَبِيد أنصاري بياضيٌ، شهد العقبة وبَدْراً، وكان عامل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حضرموت، وولاّه أبو بكر قتال أهل الرِّدة من كِنْدَة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى ابن ماجه. وسالم بن أبي الجعد قال فيه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/344: لا أُراه سمع من زياد، وجزم الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 2/587 بأنه لم يَلْقَه، وسيأتي مكرراً برقم (17919) .
وأخرجه المزي فى ترجمهَ زياد من "تهذيب الكمال" 9/508 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/536-537، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/344، وابن ماجه (4048) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1999) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (305) ، والطبراني في "الكبير" (5291) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب في "العلم" (52) ، وأخرجه الطبراني =(29/17)
حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَامِرِيِّ مِمَّنْ نَزَلَ الشَّامَ (1)
17474 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَامِرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّتَهُ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ مَعَهُ صَلَاةَ الْفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَهُ، فَقَالَ: " عَلَيَّ بِهِمَا " فَأُتِيَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، قَالَ: " مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ " قَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا، ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ، فَصَلِّيَا مَعَهُمْ، فَإِنَّهُمَا لَكُمَا نَافِلَةٌ " " وَرُبَّمَا قِيلَ لِهُشَيْمٍ: فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ يُحَرَّفَ. فَيَقُولُ: يُحَرَّفَ
__________
= (5290) ، والحاكم 3/590 من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما (أبو خيثمة وعبد العزيز) عن الأعمش، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكت عنه الذهبي!
وأخرجه الطبراني (5293) من طريق أبي طوالة، عن زياد بن لبيد، به.
وإسناده منقطع أيضاً، قاله الحافظ في "الإصابة".
ويشهد له حديث عوف بن مالك، وسيرد 6/26-27. وهو حديث صحيح.
وله شاهد آخر من حديث أبي الدرداء عند الترمذي (2653) وقال: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم 1/99، ووافقه الذهبي.
(1) وذكره ابن سعد في "الطبقات" 5/517 فيمن نزل الطائف.(29/18)
عَنْ مَكَانِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، جابر بن يزيد بن الأسود روى عنه يعلى بن عطاء وعبد الملك بن عمير، ووثقه النسائي وابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 2/29 تصحيحه عن ابن السكن، ثم قال: وقال الشافعي في القديم: إسناده مجهول. قال البيهقي: لأن يزيد بن الأسود ليس له راو غير ابنه، ولا لابنه جابر راو غير يعلى. قال ابن حجر: يعلى من رجال مسلم، وجابر وثَّقه النسائي وغيره، وقد وجدنا لجابر بن يزيد راوياً غير يعلى، أخرجه ابن منده في "المعرفة" من طريق بقية عن إبراهيم بن ذي حماية عن عبد الملك بن عمير عن جابر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/274-275، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1462) ، والترمذي (219) ، والنسائي 2/112-113، وابن خزيمة (1279) و (1638) و (1713) ، وابن حبان (1565) ، والطبراني 22/ (614) ، والدارقطني 1/413، والبيهقي 2/301 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني 22/ (612) و (614) و (616) و (617) ، والدارقطني 1/414 من طرق عن يعلى بن عطاء، به.
وأخرجه الدارقطني 1/414 من طريق بقية بن الوليد، حدثني إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، حدثني عبد الملك بن عمير، عن جابر بن يزيد، به.
وفي الباب عن محجن الدِّيلي، سلف برقم (16393) .
وعن أبي ذر عند مسلم (648) ، وسيأتي 5/147.
قال السندي: "تُرعَد" على بناء المفعول من الإرعاد، أي: ترجف وتضطرب. "فرائصهما" جمع فريصةٍ: وهي لحمة في الجَنْب ترتعد عند الفزع، والكلام كناية عن الفزع.
قال الخطابي في "معالم السنن" 1/164-165: وفي الحديث من الفقه: أن من صلّى في رحله، ثم صادف جماعة يصلون، كان عليه أن يصلي معهم=(29/19)
17475 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ بِمِنًى، فَانْحَرَفَ، فَرَأَى رَجُلَيْنِ مِنْ وَرَاءَ النَّاسِ، فَدَعَا بِهِمَا، فَجِيءَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ: " مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَ النَّاسِ؟ " فَقَالَا: قَدْ كُنَّا صَلَّيْنَا فِي الرِّحَالِ قَالَ: " فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي رَحْلِهِ ثُمَّ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ مَعَ الْإِمَامِ، فَلْيُصَلِّهَا مَعَهُ، فَإِنَّهَا لَهُ
__________
= أيَّ صلاة كانت من الصلوات الخمس، وهو مذهب الشافعي وأحمد وإسحاق، وبه قال الحسن والزهري. وقال قوم: يعيد إلا المغربَ والصبحَ، كذلك قال النخعي، وحكى ذلك الأوزاعي، وكان مالك والثوري يكرهان أن يعيد صلاة المغرب، وكان أبو حنيفة لا يرى أن يعيد صلاة العصر والمغرب والفجر إذا كان قد صلاهن. قلت: وظاهر الحديث حجة على جماعة مَن مَنع عن شيء
من الصلوات كلها، ألا تراه يقول: "إذا صلى أحدكم في رحله، ثم أدرك الإمام ولم يصل، فليصلِّ معه "ولم يستثن صلاة دون صلاة. وقال أبو ثور: لا يُعاد الفجر والعصر إلا أن يكون في المسجد، وتقام الصلاة فلا يخرج حتى يصليها.
وقوله: "فإنها نافلة" يريد الصلاة الآخرة منهما، والأولى فرضه، فأمّا نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب، فقد تأولوه على وجهين، أحدهما: أن ذلك على معنى إنشاء الصلاة ابتداءً من غير سبب، فأما إذا كان لها سبب مثل أن يصادف قوماً يصلون جماعة، فإنه يعيدها معهم ليحرز الفضيلة. والوجه الآخر: أنه منسوخ، وذلك أن حديث يزيد بن جابر متأخر، لأن في قصته أنه شهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجة الوداع، ثم ذكر
الحديث. وفي قوله: "فإنها نافلة" دليل على أن صلاة التطوع جائزة بعد الفجر قبل طلوع الشمس إذا كان لها سبب. وفيه دليل على أن صلاته منفرداً مجزئة مع القدرة على صلاة الجماعة، وإن كان ترك الجماعة مكروها.(29/20)
نَافِلَةٌ " (1)
17476 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ أَوِ الْفَجْرِ، قَالَ: ثُمَّ انْحَرَفَ جَالِسًا، وَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَ النَّاسِ، فَقَالَ: " ائْتُونِي بِهَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ "
__________
(1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه الدارقطني 1/413-414 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (3934) ، ومن طريقه الطبراني 22/ (608) عن هشام ابن حسان وسفيان الثوري، به.
وأخرجه أبو داود (614) ، والنسائي في "الكبرى" (1257) من طريق يحيى ابن سعيد، وابن خزيمة (1638) ، والدارقطني 1/414 من طريق وكيع، والحاكم 1/244-245 من طريق الحسين بن حفص وأبى حذيفة موسى بن مسعود والأشجعي عبيد الله بن عبيد الرحمن، والبيهقي 2/301 من طريق الحسين بن حفص، خمستهم عن سفيان الثوري، به- واقتصر يحيى في حديثه على قوله: صليت خلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان إذا انصرف انحرف.
وخالف أصحابَ الثوريَ أبو عاصم النبيلُ، فرواه عنه عند الدارقطني 1/414، ومن طريقه البيهقي 2/301، فقال في حديثه: "وليجعل التي صلّى في بيته نافلة"، وهي رواية شاذَّة، خالف فيها أبو عاصم أصحابَ الثوري ومعهم أصحابُ يعلى بن عطاء منهم شعبة وهشام بن حسان وهشيم بن بشير
وغيرهم.(29/21)
قَالَ: فَأُتِيَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ: " مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَ النَّاسِ؟ " قَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي الرِّحَالِ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي رَحْلِهِ، ثُمَّ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ مَعَ الْإِمَامِ، فَلْيُصَلِّهَا مَعَهُ، فَإِنَّهَا لَهُ نَافِلَةٌ ". قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، قَالَ: وَنَهَضَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَضْتُ مَعَهُمْ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَشَبُّ الرِّجَالِ وَأَجْلَدُهُ. قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَزْحَمُ النَّاسَ حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا إِمَّا عَلَى وَجْهِي أَوْ صَدْرِي، قَالَ: فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَطْيَبَ وَلَا أَبْرَدَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح. بهز: هو ابن أَسد العَمِّي، وأبو عوانة: هو الوضاح ابن عبد الله اليشكري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1463) عن خالد بن يوسف بن خالد، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الأول ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/222 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبراني 22/ (613) من طريق حجاج بن منهال، كلاهما عن أبي عوانة، به- واقتصر ابن قانع في حديثه على قوله: صليتُ خلف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح، فلما انصرف استقبل الناس بوجهه.
وأخرج الشطر الثاني الطبراني 22/ (619) من طريق غيلان بن جامع، عن يعلى بن عطاء، به.
وقوله: ترعد فرائصُهما. الفرائص جمع فريصة: وهي لحمة بين الكتف والصدر ترتعِدُ عند الفزع.(29/22)
17477 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَشُعْبَةُ، وَشَرِيكٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ، فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: " غَفَرَ اللهُ لَكَ " (1)
17478 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ أَبُو النَّضْرِ: عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، وَقَالَ أَسْوَدُ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ السُّوَائِيَّ،
__________
(1) إسناده صحيح. شريك: هو ابن عبد الله النَّخَعي.
وأخرجه ابن خزيمة (1638) ، والدارقطني 3/411 من طريق يزيد بن هارون. بهذا الإسناد- واقتصر ابن خزيمة على الشطر الأول منه.
وأخرج هذا الشطر ابن سعد في "الطبقات" 5/517 عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان وحده، به.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (3934) ، ومن طريقه الطبراني 22/ (608) عن سفيان الثوري، وهشام بن حسان، به.
وأخرجه أيضاً الطبراني 22/ (609) من طريق زائدة بن قدامة، عن هشام ابن حسان، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً 22/ (615) من طريق يحيى الحماني، عن شريك النخعي، به.
وأخرجه الطيالسي (1564) ، وأبو داود (575) و (576) ، وابن خزيمة (1638) ، والطحاوي 1/363، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/222، وابن حبان (1564) ، والطبراني 22/ (610) من طرق عن شعبة، به.(29/23)
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: ثُمَّ ثَارَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ بِيَدِهِ يَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَمَسَحْتُ بِهَا وَجْهِي، فَوَجَدْتُهَا أَبْرَدَ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبَ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ (1)
17479 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِمِنًى وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ لَمْ يُصَلِّيَا، فَدَعَا بِهِمَا فَجِيءَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا: " مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ " قَالَا: قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّيْتُمْ فِي رِحَالِكُمْ ثُمَّ أَدْرَكْتُمُ الْإِمَامَ لَمْ يُصَلِّ، فَصَلِّيَا مَعَهُ، فَهِيَ لَكُمْ نَافِلَةٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه الدارمي (1367) عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرج آخره ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/221 من طريق سليمان بن حرب، والطبراني 22/ (618) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به.
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن خزيمة (1638) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.(29/24)
حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ (1)
17480 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْوُضُوءِ، أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَنَضَحَ بِهَا فَرْجَهُ " (2)
__________
(1) قال ابن كثير في "جامع المسانيد": كان لخديجة أوّلًا، فوهبته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل النبوة، فتبنَّاه، فكان يقال له: زيد بن محمد، ولم يزل ذلك حتى أنزل الله: (ادعُوهم لآبائهم هو أقسَطُ عند الله) [الأحزاب: 5] ، ولهذا قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرجعه من عمرة القضاء: "أنت أخونا ومولانا" (أخرجه البخاري في "صحيحه": 2699) وقد أَسلم زيدٌ قديماً حتى قيل: إنه أول مَن أسلم، والصحيح من الموالي، وهاجر وشهد بدراً وما بعدها، إلى أن بعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام ثمان أميراً على جيش إلى البلقاء، فلقوا الرومَ هنالك فى جمع عظيم فقُتل هنالك عن خمس وخمسين سنة. وقد صرَّح الله سبحانه باسمْ زيد في القرآن (سورة الأحزاب، آية 37) ، ولم ينصَّ على اسم رجل من الصحابة غيره. وقد كان أبيضَ أحمرَ، وكان ابنه أسامة كأمِّه أم أيمن أسودَ كالليل.
(2) حديث ضعيف، فى إسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ، وقد اضطرِب في إسناده ومتنه كما سيأتي بيان ذلك في التخريج. قال ابن أبي حاتم في "علله" 1/46. قال أبي: هذا حديث كذبٌ باطل.
حسن: هو ابن موسى الأشيب، وعروة. هو ابن الزبير.
وأخرجه عبد بن حميد (283) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. =(29/25)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم (258) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1468، والدارقطني 1/111 من طرق عن كامل بن طلحة الجحدري، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/168، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (259) عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ، ثم أخذ كفًّا من ماء فنضح به فرجه.
وأخرجه ابن ماجه (462) من طريق حسان بن عبد الله، عن ابن لهيعة، به، بلفظ: "علّمني جبريل الوضوء، وأمرني أن أنضح تحت ثوبي لما يخرج من البول بعد الوضوء".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4657) عن عبد الله بن أحمد، عن كامل ابن طلحة، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن أسامة بن زيد، عن أبيه: أن جبريل عليه السلام نزل ... فذكر الحديث هكذا مرسلاً.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/300، وأبو الحسن القطان في زياداته على "سنن ابن ماجه" عقب الحديث (462) ، والطبراني (4657) ، والبيهقي 1/161 من طريق عبد الله بن يوسف التنِّيسي، عن ابن لهيعة، مرسلاً، إلا أن أبا الحسن القطان لم يسق إسناد الحديث ومتنه.
وقد رواه رِشْدِين بن سعد- وهو ضعيف سيئ الحفظ- عن عقْيل، فجعله من حديث أسامة بن زيد، لا من حديث أبيه، ورواه عن رشدين الهيثم بن خارجة، فاختُلف عليه: فأخرجه الإمام أحمد وابنه عبد الله كما سيأتي 5/203 عن الهيثم بن خارجة، عن رشدين بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، عن أسامة بن زيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن جبريل عليه السلام لما نزل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعلّمه الوضوء، فلما فرغ من وضوئه أخذ حفنةً من ماء، فرشَّ بها نحو الفرج، قال: فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ=(29/26)
حَدِيثُ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ
17481 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدَ لُقَطَةً، فَلْيُشْهِدْ ذَوَيْ عَدْلٍ، وَلْيَحْفَظْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، فَلَا يَكْتُمْ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا، وَإِنْ لَمْ يَجِئْ صَاحِبُهَا، فَإِنَّهُ مَالُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ " (1)
__________
= يرشُ بعد وضوئه.
وأخرجه الدارقطني 1/111 من طريق حمدان بن علي، عن هيثم بن خارجة، عن رشدين، عن عقيل وقرة، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد: أن جبريل ... فذكره هكذا مرسلاً.
وفي الباب من حديث الحكم بن سفيان، قال: رأيت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالَ، ثم توضأَ، ونضح فرجه. وقد سلف برقم (15384) ، وهو حديث ضعيف أيضاً.
قلنا: والصحيح في هذا الباب حديث علي عند مسلم (303) (19) ، وقد سلف برقم (823) ، وفيه أن عليّاً أرسل المقدادَ يسألُه عن المَذْي يخرج من الإنسان: كيف يفعل به؟ فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَوضَأْ وانضَحْ فَرجَك".
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث، فلم يخرج له سوى مسلم. هُشيم: هو ابن بشير السُّلمي، وخالد: هو ابن مِهران الحذَّاء.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5808) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3137) و (4715) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.=(29/27)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل " (3136) و (4714) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/136 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/455-456، وعنه ابن ماجه (2505) عن عبد الوهاب الثقفي، وأخرجه أبو داود (1709) من طريقي وهيب بن خالد وخالد ابنِ عبد الله الطحان، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، فيه. وقالوا فيه: "ذا عدل" أو "ذوَي عدلٍ" على الشك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (990) من طريق إسحاق بن راهويه، عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، به. وقال: "ذا عدلٍ" من غير شك.
وسيأتي 4/266 عن إسماعيل ابن علية، و4/266-267 من طريق شعبة، كلاهما عن خالد الحذاء، به. وقال: "ذا عدلٍ" أو "ذَوَي عدلٍ" على الشك.
واختُلف فيه على شعبة كما سيأتي بيانه فىِ موضعه.
ورجَّح الطحاوي في "شرح المشكل" رواية من قال في الحديث: "ذوي عَدْلٍ".
ورواه بنحوه حماد بن سلمة عن خالد الحذَّاء دون ذكر الإشهاد، واختُلف عليه في إسناده:
فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1193) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، والنسائي في "الكبرى" (5809) من طريق أسد بن موسى، والطبراني في "الكبير" 17/ (985) من طريق حجاج بن منهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3134) و (4717) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مطرف، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5809) من طريق أسد بن موسى، =(29/28)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " قُلْتُ لِأَبِي: إِنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: عِقَاصَهَا، وَيَقُولُونَ: عِفَاصَهَا " قَالَ: " عِفَاصَهَا بِالْفَاءِ "
17482 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ - وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْرِفَةٌ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ -، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً، قَالَ: أَحْسَبُهَا إِبِلًا، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقَالَ: " إِنَّا لَا نَقْبَلُ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ "
__________
= والطحاوي (3135) و (4718) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء يزيد ين عبد الله بن الشخير، عن مطرف، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجعله من مسند أبي هريرة.
ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن خالد الحذاء، إلا أنه لم يذكر مطرفاً في الإسناد:
فأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/236، والطبراني 17/ (991) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن يزيد أبي العلاء، عن عياض بن حمار، بلفظ: "عرَِّفها، فإن وجدت صاحبها، وإلا فهي مال الله".
وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني، سلف برقم (17046) . وانظر هناك تفسير العِفاص والوكاء.
وأبو عبد الرحمن المذكور في آخر حديث عياض: هو عبد الله بن أحمد.
قال السندي: قوله: "فليُشهد" من الإشهاد، أي: على أنه أخذها ليحفظها على صاحبها، أي: لئلا يحدث له طمع في أكلها. "فإنه مال الله"، أي: فليصرف في مصارفه فإنه مال الله.(29/29)
قَالَ: قُلْتُ (1) : وَمَا زَبْدُ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: " رِفْدُهُمْ، هَدِيَّتُهُمْ " (2)
__________
(1) السائل: هو ابن عون، والمجيب: هو الحسن البصري، كما جاء مبيناً في رواية وكيع عن ابن عون عند ابن أبي شيبة 12/469، وحماد بن زيد عنه عند حميد بن زنجويه (966) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 6/400. وقد يكون السائل: هو هشيم، والمجيب: هو ابن عون، فقد جاء في آخر رواية هشيم عند أبي عبيد: قال ابن عون: يعني رِفدَهم.
(2) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه مرسل، فقوله فيه: "عن الحسن عن عياض" يعني: عن الحسن يخبر عن قصة عياض، وقد روي موصولاً عن عياض من غير طريق الحسن كما سيأتي. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أَرطَبان.
وأخرجه مرسلاً أيضاً أبو عبيد في "الأموال" (630) ، ومن طريقه حميد بن زنجويه في "الأموال" أيضاً (963) عن هشيم، بهذا الإسناد. وقرنا بهشيم إسماعيلَ ابنَ علية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/469 عن وكيع، عن ابن عون، به.
وأخرجه كذلك الطيالسي (1082) ، وابن زنجويه (965) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2567) و (2568) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (998) ، وفي "الأوسط" (7616) ، والبيهقي في "السنن" 9/216 من طرق عن الحسن، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (70) ، وفي "الصغير" (4) من طريق الصلت بن عبد الرحمن، عن سفيان الثوري، عن ابن عون، عن الحسن، عن عمران بن الحصين: أن عياض بن حمار ... فذكر نحوه. والصلت بن عبد الرحمن ضعيف، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/440 عن أبيه
أنه قال: هو مجهول.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (19659) عن معمر، عن رجل، عَن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يسمِّ فيه عياض بن حمار.
وأخرجه الطيالسي (1083) ، وأبو داود (3057) ، والترمذي (1577) ، والبزار في "مسنده" (3494) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (999) ، وفي=(29/30)
17483 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ مِنْ
__________
= "الأوسط" (2545) ، والبيهقي 9/216، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/11-12 من طريق عمران بن داوَر القطان، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله ابن الشّخير، عن عياض بن حمار. وهذا إسناد حسن من أجل عمران القطان، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ويشهد له ما رواه الزهري عن ابن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم: أن ملاعب الأسنَّة- واسمه عامر بن مالك- جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهديَّهَ، فعرض عليه الإسلام، فأَبى أن يُسلم، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لا أقبل هدية مشرك".
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" 5/382، وأبو عبيد (631) ، وعنه ابن زنجويه (964) . قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/230: رجاله ثقات إلا أنه مرسل، وقد وصله بعضهم عن الزهري ولا يصح.
ويعارضه حديث أنس بن مالك الصحيح: أن أُكيدر دومة أهدى إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّة سُندُس، وفي بعض الروايات: فلبسها، وذلك قبل أن ينهى عن الحرير. وحديث أنس في "الصحيحين"، وسلف عند المصنف بالأرقام (12093) و (12223) و (13148) و (13492) من طرق عنه.
قال الحافظ في "الفتح" 5/231: وجمع بينها الطبري بأن الامتناع فيما أُهدي له خاصة، والقبول فيما أُهدي للمسلمين، وفيه نظر لأن من جملة أدلة الجواز ما وقعت الهدية فيه له خاصة، وجمع غيره بأن الامتناع في حق من يريد بهديته التردد والموالاة، والقبول في حق من يرجى بذلك تأنيسه وتأليفه
على الإسلام، وهذا أقوى من الأول. وقيل: يحمل القبول على من كان من أهل الكتاب، والرد على من كان من أهل الأوثان. وقيل: يمتنع ذلك لغيره من الأمراء، وأن ذلك من خصائصه. ومنهم من ادعى نسخ المنع بأحاديث القبول، ومنهم من عكس. وهذه الأجوبة الثلاثة ضعيفة، فالنسخ لا يثبت
بالاحتمال ولا التخصيص.(29/31)
قَوْمِي يَشْتُمُنِي وَهُوَ دُونِي، عَلَيَّ بَأْسٌ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهُ؟ قَالَ: " الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَهَاذَيَانِ (1) وَيَتَكَاذَبَانِ " (2)
17484 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ، مِمَّا عَلَّمَنِي فِي يَوْمِي هَذَا: كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادِي حَلَالٌ. وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي
__________
(1) هكذا في جميع النسخ الخطية و (م) : يتهاذيان، وفي هامش (ظ 13) : يتهاتران، وأشير إلى أنها نسخة، وهو الموافق لجميع مصادر التخريج.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث، فلم يخرج له سوى مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي، ومطَرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه أبن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1194) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (32) ، وابن حبان (5726) و (5727) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (1001) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي (33) عن عمر بن شبّة، عن يحيى القطان، عن عوف، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرجه الطيالسي (1080) ، والبيهقي 10/235 من طريق عمران بن داور القطان، عن قتادة، به. وزاد: "فما قالا على البادئ، حتى يعتدي المظلوم".
وسيأتي بالإرقام (17487) و (17489) و4/0266 وانظر (17486) .
وقال ابن حبان: أطلق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسم الشيطان على المستبِّ على سبيل المجاورة، إذ الشيطان دلَّه على ذلك الفعل حتى تهاتر وتكاذب، لا أن المستبَّين يكونان شيطانين.(29/32)
حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَأَضَلَّتْهُمْ (1) عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا، ثُمَّ إِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ، عَجَمِيَّهُمْ وَعَرَبِيَّهُمْ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (2) وَقَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانًا، ثُمَّ إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي، فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً. فَقَالَ: اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ، فَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جُنْدًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى، وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ فَقِيرٌ، وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا - أَوْ تُبَعَاءَ، شَكَّ يَحْيَى - لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا، وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ (3) طَمَعٌ - وَإِنْ دَقَّ - إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ " وَذَكَرَ الْبُخْلَ
__________
(1) جاء في هامش (ظ13) : المحفوظ فاجتالتهم، وجاء في هامش (س) ما نصُه: في مسلم: فاجتالتهم، وفي نسخة: فاختالتهم. قال في "النهاية": فاجتالتهم، أي: بالجيم، أي: استخفتهم فجالوا معهم في الضلال.
(2) في (ظ13) : إلا بقايا من بني إسرائيل، وهي نسخة في (س) و (ق) .
(3) في (م) : عليه.(29/33)
وَالْكَذِبَ (1) ، وَالشِّنْظِيرَ الْفَاحِشَ (2)
__________
(1) في (ظ13) : أو الكذب.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (994) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2865) (63) عن عبد الرحمن بن بشر العبدي، عن يحيى ابن سعيد، به. وقال فى آخره: قال يحيى: قال شعبة عن قتادة، قال: سمعتُ مطرِّفاً في هذا الحديث.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1079) ، ومن طريقه البيهقي 9/20. وأخرجه مسلم (2865) (63) من طريق معاذ بن هشام، كلاهما (الطيالسي ومعاذ) عن هشام، به.
وأخرجه مسلم (2865) (64) من طريق مطر الوراق، عن قتادة، به.
وزاد: "وإن الله أوحى إليَّ: أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحد".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (995) ، وفي "الأوسط" (2954) من طريق أبي قلابة، عن مطرف، به.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3878) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (997) من طريق عبد الرحمن بن عائذ، عن عياض بن حمار.
وسيأتي برقم (17485) و (17490) و4/266.
قوله: "نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ... " قال النووي في "شرح مسلم" 17/197: المَقْت: أشدُّ البغض، والمراد بهذا المقت والنظر ما قبل بعثة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمراد ببقايا أهل الكتاب الباقون على التمسُك بدينهم الحق من غير تبديل.
قوله تعالى: "وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء ... " معناه: محفوظ في الصدور، لا يتطرق إليه الذهابُ، بل يبقى على مرِّ الأزمان. وأما قوله=(29/34)
17485 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا، فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وقَالَ عَفَّانُ، فِي حَدِيثِ هَمَّامٍ: وَالشِّنْظِيرُ الْفَاحِشُ (2) ، قَالَ: وَذَكَرَ الْكَذِبَ أَوِ الْبُخْلَ (3)
17486 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِثْمُ الْمُسْتَبَّيْنِ مَا قَالَا
__________
= تعالى: "تقرؤه نائماً ويقظاناً" فقال العلماء: معناه يكون محفوظاً لك في حالتَي النوم واليقظة، وقيل: تقرؤه في يُسْر وسهولة.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فقلت: يا رب، إذاً يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة"، هي بالثاء المثلثة، أي: يشدخوه ويشجُّوه كما يُشدَخُ الخُبزُ، أي: يكسر.
وقوله: "الذي لا زَبْرَ له" بفتح الزاي وإسكان الموحدة، أي: لا عَقْلَ له يَزبُره ويمنعه مما لا ينبغي.
قلنا: والمراد بهذا الصنف التابع الذي يخون من يُؤويه في أهله، ولا يرعى فيهم حُرْمة.
وقوله: "والخائن الذي لا يخفى له" معناه: لا يظهر، قال أهل اللغة: يقال: خفيتُ الشيء: إذا أظهرته، وأخفيته: إذا سترته وكتمته، هذا هو المشهور، وقيل: هما لغتان فيهما جميعاً.
(1) في (ظ13) : شعبة!
(2) هكذا هو في النسخ جميعها، وهذه العبارة نفسها في الحديث السابق، وقد وقع في بعض المصادر التي خرجته من غير هذا الطريق: "والشنظير الفحَّاش".
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2865) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1196) من طريق محمد بن أبي عدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3875) من طريق عمر بن عمران السدوسي، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الأسناد.(29/35)
عَلَى الْبَادِئِ، حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ " أَوْ " إِلَّا أَنْ يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ " شَكَّ يَزِيدُ (1)
17487 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَكَاذَبَانِ وَيَتَهَاتَرَانِ " (2)
17488 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَزِيدَ، أَخِي مُطَرِّفٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (1004) من طريق أبي عامر العقدي، عن همام، بهذا الإسناد. وقد أُقحم في إسناده اسم يحيى بين همام وقتادة!
وأخرجه أيضاً في "الكبير" 17/ (1003) ، وفي "الأوسط" (2546) من طريق عمران بن داور القطان، عن قتادة، به.
وسيأتي برقم (17488) و4/266.
ويشهد له حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7205) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، ويزيد: هو ابن عبد الله بن الشَّخير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (1002) من طريق أبي عامر العقدي، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (427) ، وفي "التاريخ الكبير" 17/ (19) ، والبزار في "مسنده" (3493) ، والطبراني في "الأوسط" (2547) ، وفي "الكبير" 17/ (1003) من طريق عمران بن داوَر القطان، والبخاري في "الأدب المفرد" (428) من طريق حجاج بن حجاج، كلاهما عن قتادة، به.
وانظر ما سلف برقم (17483) .(29/36)
عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِثْمُ الْمُسْتَبَّيْنِ مَا قَالَا، فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ " قَالَ عَفَّانُ: أَوْ " حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ " (1)
17489 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَ مُطَرِّفٌ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَشْتُمُنِي وَهُوَ أَنْقَصُ مِنِّي نَسَبًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ " (2)
17490 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ ذَاتَ يَوْمٍ: " إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " الَّذِينَ هُمْ (3) فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْغُونَ أَهْلًا " وَذَكَرَ الْكَذِبَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (17486) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدّب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ (235) من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي، عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وزاد: "فما قالاه فهو على البادئ حتى يعتدي المظلوم".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1195) من طريق حسين ابن محمد، عن شيبان النحوي، به.
وانظر (17483) .
(3) في (ظ13) و (ق) : هم الذين. وكذا في (س) ، لكن جاء في=(29/37)
وَالْبُخْلَ (1) . قَالَ سَعِيدٌ: قَالَ مَطَرٌ (2) : عَنْ قَتَادَةَ: الشَّنْظِيرُ: الْفَاحِشُ
__________
= هامشها: الذين هم، وعليها علامة الصحة.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم. عبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3876) من طريق عبد الوهاب ابن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر (17484) .
(2) هكذا في (ظ13) ، وفي هامشها: في نسخة مطرف. وفي (م) وبقية النسخ: مطرف. وما أثبتناه هو الصواب إن شاء الله، فإن لسعيد بن أبي عروبة رواية عن مطر الوراق، بينما لم يرو عن مطرف، وقد أخرج مسلم حديث مطر الوراق في "صحيحه" (2865) (64) لكن من رواية الحسين بن واقد عنه، ولم يسق لفظه.(29/38)
حَدِيثُ أَبِي رِمْثَةَ التَّمِيْمِيِّ وَيُقَالُ التَّيمِيِّ (1)
17491 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رِمْثَةَ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي ابْنٌ لِي، فَقَالَ: " هَذَا ابْنُكَ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَشْهَدُ بِهِ. قَالَ: " لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ ". قَالَ: وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ أَحْمَرَ (2)
17492 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي، فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ فَإِنِّي طَبِيبٌ؟ قَالَ: " أَنْتَ رَفِيقٌ، وَاللهُ الطَّبِيبُ " قَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ " فَقَالَ ابْنِي: أشْهَدُ بِهِ (3) . قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (4)
__________
(1) سلف حديث أبي رمثة في الجزء الحادي عشر، ص673.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي لكن في هذه الرواية أنه أبا رمثة جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ابنه، والصواب أنه جاء مع أبيه كما بينا في الرواية (7106) .
وسلف الحديث من طريق هشيم برقم (7113) .
(3) قوله: "أشهد به" ليس في (ظ13) .
(4) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (7110) من زيادات عبد الله بن أحمد من طريق حسين بن علي، عن عبد الملك بن أبجر، وخُرِّجت طريق سفيان بن عيينة هناك، ونزيد عليه هنا "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم، فقد=(29/39)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: " اسْمُ أَبِي رِمْثَةَ رِفَاعَةُ بْنُ يَثْرِبِيٍّ "
17493 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ السَّدُوسِيِّ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُ بِرَأْسِهِ رَدْعَ حِنَّاءٍ، وَرَأَيْتُ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ، قَالَ أَبِي: إِنِّي طَبِيبٌ، أَلَا أَبُطُّهَا لَكَ؟ قَالَ: " طَبِيْبَهَا الَّذِي خَلَقَهَا " قَالَ: وَقَالَ لِأَبِي: " هَذَا ابْنُكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (1)
17494 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّمِيمِيِّ (2) ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ أَبِي، فَأَتَيْتُ (3) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْنَاهُ جَالِسًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ " (4)
__________
= أخرجه فيه برقم (1143) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر (17498) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1142) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (718) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة.
وقوله: خرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرأيت برأسه ردع حناء، قد سلف برقم (7104) بهذا الإسناد.
وقوله: وقال لأبي: "هذا ابنك"؟ ... الحديث، سلف برقم (7107) عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري. وانظر ما قبله.
(2) في (ظ13) : التَّيمي.
(3) في (س) : فأتينا.
(4) إسناده صحيح. وقد سلف مطولاً من زيادات عبد الله بن أحمد على=(29/40)
17495 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ وَيَقُولُ: " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، وَأَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ "
قَالَ: فَدَخَلَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ النَّفَرُ الْيَرْبُوعِيُّونَ الَّذِينَ قَتَلُوا فُلَانًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى " مَرَّتَيْنِ (1)
• 17496 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ هُوَ ابْنُ الرَّيَّانِ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: " انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ، فَأَتَيْنَا رَجُلًا فِي الْهَاجِرَةِ جَالِسًا فِي ظِلِّ بَيْتٍ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، وَشَعْرُهُ
__________
= أبيه برقم (7112) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن علي ابن صالح، به. ونزيد على تخريجه: أن ابن أبي عاصم أخرجه في "الآحاد والمثاني" (1141) عن ابن أبي شيبة، به.
(1) حديث صحيح. المسعودي: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله. وسلف برقم (7105) عن عمرو بن الهيثم وأبي النضر هاشم بن القاسم، عن المسعودي، وعمرو بن الهيثم بصري، وسماع البصريين من قبل اختلاطه، وللحديث شواهد سلف ذكرها.
(2) جاء في النسخ الخطية و (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، إلا أنه ضُبِّب فوق قوله: "حدثني أبي" في (ظ 13) ، والصواب أن الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد كما أثبتنا، وقد سلف بإسناده ومتنه برقم (7115) على أنه من زيادات عبد الله على أبيه، وهو الموافق لما ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 6/226.(29/41)
وَفْرَةٌ، وَبِرَأْسِهِ رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ "، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبِي: أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: لَا. قَالَ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ (1)
• 17497 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَكَانَ شَعْرُهُ يَبْلُغُ كَتِفَيْهِ أَوْ مَنْكِبَيْهِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف قيس بن الربيع. وهو مكرر (7115) .
(2) جاء في (س) و (ق) و (ص) و (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، لكن جاء في (ظ13) ما نصه: "حدثنا عبد الله حدثني أبي محمد بن عبد الله المخرمي " وقد ضُبِّب فوق كلمة "أبي" وذكره الحافظ في "أطراف المسند" 6/227 من زيادات عبد الله بن أحمد، وهو ما أثبتناه، لأن محمد بن عبد الله المخرمي هو شيخ عبد الله بن أحمد لا شيخ أبيه.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الضحاك بن حُمْرة، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/238 من طريق يعقوب بن سفيان، عن محمد بن عبد الله المخرمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (726) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1417 من طريقين عن أبي سفيان سعيد بن يحيى، به.
وسيأتي برقم (17500) .
وقوله: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخضب بالحناء والكتم، يشهد له حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان، وقد سلف برقم (16474) ، وإسناده صحيح.
وحديث أبي ذر، سيرد 5/147، ولفظه: "إن أحسن ما غُيِّر به الشيب=(29/42)
• 17498 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّمِيمِيِّ (2) ، قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي، وَلَهُ لِمَّةٌ بِهَا رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ " وَذَكَرَهُ (3)
• 17499 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (4) ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، قَالَ:
__________
= الحِنَّاء والكَتَم".
وانظر حديث أنس السالف برقم (12054) .
وقوله: وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه، يشهد له حديث أنس بن مالك، وقد سلف برقم (12175) ، ولفظه: كان لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شعرٌ يضرب مَنكِبَيه.
وهو في "الصحيحين".
(1) جاء في (س) و (ص) و (ق) و (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، والمثبت من (ظ 13) و"أطراف المسند" 6/227، وهو الصواب، لأن محمد بن العلاء هو شيخ عبد الله لا شيخ أحمد.
(2) في (ظ13) : التيمي.
(3) إسناده صحيح. ابن إدريس: هو عبد الله، وابن أبجر: هو عبد الملك ابن سعيد بن حيان.
وهذا الحديث قطعة من الحديث السالف برقم (7110) و (17496) ، فانظر مصادر تخريجه هناك.
(4) جاء هذا الحديث في (س) و (ص) و (م) من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه، والصواب ما أثبتناه، وهو الذي في (ظ13) و (ق) و"أطراف المسند" 6/225.(29/43)
حَدَّثَنِي أَبُو رِمْثَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (1)
• 17500 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَكَانَ شَعَرُهُ يَبْلُغُ كَتِفَيْهِ أَوْ مَنْكِبَيْهِ " شَكَّ أَبُو سُفْيَانَ (3)
__________
(1) حديث صحيح رجاله ثقات، لكن الصواب أن أبا رمثة جاء مع أبيه لا ابنه كما هو مبين في الرواية (7106) ، وقد سلف برقم (17491) .
العباس الدُّوري: هو العباس بن محمد بن حاتم، والشيباني: هو سليمان ابن أبي سليمان.
(2) جاء في النسخ الخطية و (م) : "حدثنا عبد الله حدثني أبي" على أنه من رواية الإمام أحمد، إلا أنه ضُرب على قوله: "حدثني أبي" في (ظ13) ، والصواب أن الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه، كما أثبتنا، وهو الذي ذكره الحافظ في "أطراف المسند" 6/227، لأن محمد بن حسان الأزرق هو شيخ عبد الله بن أحمد لا شيخ أبيه.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الضحاك بن حُمْرة. أبو سفيان الحميري: هو سعيد بن يحيى. وانظر (17497) .(29/44)
حَدِيثُ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ (1)
17501 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَلَاذٍ، عَنْ نُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَسْرُوحٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نِعْمَ الْحَيُّ الْأَسَدُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ، لَا يَفِرُّونَ فِي الْقِتَالِ وَلَا يَغُلُّونَ، هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ " قَالَ عَامِرٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: لَيْسَ هَكَذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا قَالَ: " هُمْ مِنِّي وَإِلَيَّ ". فَقُلْتُ: لَيْسَ هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: " هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ". قَالَ: فَأَنْتَ إِذًا أَعْلَمُ بِحَدِيثِ أَبِيكَ
17502 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَامِرٍ أَوْ أَبِي عَامِرٍ أَبِي مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُهُ، جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي غَيْرِ صُورَتِهِ، يَحْسِبُهُ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، ثُمَّ وَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ، وَتَشْهَدَ أَنْ
__________
(1) سلفت أحاديث أبي عامر الأشعري هذه مكررة بالأرقام (17166) - (17169) ، فانظرها هناك.(29/45)
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ قَالَ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَالْمَوْتِ، وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". ثُمَّ قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَهُوَ يَرَاكَ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". وَيَسْمَعُ رَجْعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ وَلَا يَرَى الَّذِي يُكَلِّمُهُ، وَلَا يَسْمَعُ كَلَامَهُ. قَالَ: فَمَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ، خَمْسٌ مِنَ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] " قَالَ السَّائِلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِعَلَامَتَيْنِ تَكُونَانِ قَبْلَهَا. فَقَالَ: " حَدِّثْنِي " فَقَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ تَلِدُ رَبَّهَا (1) ، وَيَطُولُ أَهْلُ الْبُنْيَانِ بِالْبُنْيَانِ، وَكَانَ الْعَالَةُ الْحُفَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ ". قَالَ: وَمَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "
__________
(1) في (ظ13) و (ق) ونسخة في هامش (س) : ربَّتها. وسيأتي بلفظ "ربتها" في الحديث التالي.(29/46)
الْعَرِيبُ " قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، فَلَمْ يُرَ طَرِيقُهُ بَعْدُ، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ - ثَلَاثًا - جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا جَاءَ لِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْمَرَّةُ "
17503 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْنَافِ النِّسَاءِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَذَكَرَ مُلْصِقًا بِهِ قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا، فَأَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: " إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَعَالِمَ لَهَا دُونَ ذَلِكَ " قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ فَحَدِّثْنِي. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
__________(29/47)
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17504 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ " (2)
__________
(1) لم نقف له على ترجمة، وإنما اوردوه في أخبار الصحابة لهذا الحديث، وهو وهم يقيناً، وأن الصواب أبو سعيد الخدري كما ستقف عليه في التخريج.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجُعْفي.
وأما قوله في هذا الحديث: "أشهد على أبي سعيد بن زيد" فقد وقع فيه الخلاف، فهذه هي رواية محمد بن جعفر عند المصنف هنا وفيما سيأتي 4/346، ورواه عنه أيضاً هكذا أبو موسى محمد بن المثنى عند الدارقطني في "العلل" 4/423.
وخالفه أبو داود الطيالسي عند البزار في "مسنده " (1271) ، وعمرو بن مرزوق عند الهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (207) و (226) ، فروياه عن شعبة، عن جابر- وهو ابن يزيد الجعفي الضعيف-، عن الشعبي قال: أشهد على سعيد بن زيد- وهو أحد العشرة- ... فذكرا الحديث. وأبو داود وعمرو ابن مرزوق كلاهما ثقة.
وحكى أبو موسى المديني في "الذيل" أن الطبراني رواه عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، فقال: عن أبي سعيد الخدري. قال ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/141: كأنه أصحُّ.
قلنا: رواية الطبراني هذه لم نقع عليها، والحديث عن أبي سعيد الخدري رواه وهب بن جرير وسعيد بن الربيع، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عنه. وقد سلف في "المسند" برقم (11437) .=(29/48)
حَدِيثُ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ (1)
17505 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ - قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: السَّلُولِيُّ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ " وَقَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: " لَا يَقْضِي عَنِّي دَيْنِي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ " (2)
__________
= ورواه أيضاً زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن أبي سعيد الخدري، وسلف برقم (11506) . والإسنادان صحيحان.
وسلفت أحاديث الباب في القيام للجنازة عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6573) .
(1) قال ابن حجر في "الإصابة" 2/13: صحابي شهد حجة الوداع، ثم نزل الكوفة، يكنى أبا الجَنُوب ... وقال العسكري: شهد مع عليٍّ مشاهده.
(2) إسناده ضعيف ومتنه منكر، أبو إسحاق السبيعي شهر بالتدليس إضافةً إلى أنه قد تغير حفظه بأخرة، وسماعه من حُبشي بن جنادة لا يثبت من طريق صحيحة، فقد تفرد شريك بن عبد الله النخعي- كما سيأتي في الرواية التالية- بذكر التصريح بالسماع منه، فقال: فقلت لأبي إسحاق: أين سمعت منه؟ قال: وقف علينا على فرسٍ له في مجلسنا في جبانة السبيع. قلنا: وشريكٌ لا يحتمل
تفرده، فهو سيئ الحفظ، لا سيما وأن البخاري قد نبّه على ذلك في "التاريخ الكبير" 3/127-128 بعد أن أورد التصريح بالسماع من طريق شريك، فقال: في إسناده نظر. قلنا: ورجال الإسناد كلهم ثقات رجال الشيخين، لكن=(29/49)
17506 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، مِثْلَهُ. وحَدَّثَنَاهُ يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، مِثْلَهُ قَالَ: " فَقُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَيْنَ (1) سَمِعْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي مَجْلِسِنَا فِي جَبَّانَةِ السَّبِيعِ " (2)
__________
= صحابي الحديث ليست له روايةٌ في "الصحيحين"، وإنما أخرج له أصحاب السنن سوى أبي داود. ابن أبي بكير: هو يحيى، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8147) وفي "خصائص علي" (74) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/848 من طريق وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3512) و (3513) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/253 من طريقين عن أبي إسحاق، به.
وسيأتي بالأرقام (17506) و (17510) و (17511) و (17512) .
وانظر ما علقناه على حديثي أبي بكر السالف برقم (4) ، وأنس بن مالك السالف برقم (13214) .
(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : أَنى، وفي هامش (س) : لعله أين، والمثبت من (ظ 13) .
(2) ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/59، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/625، والترمذي (3719) ، وابن ماجه (119) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1320) ، وفي "الآحاد والمثاني" (1514) ، وابن عدي في "الكامل" 2/848، والطبراني في "الكبير" (3511) من طرق عن شريك، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(29/50)
17507 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَابْنُ (1) أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ - قَالَ يَحْيَى: وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ (2) فِي الثَّالِثَةِ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (3)
17508 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ مِنْ
__________
(1) في (م) : أو ابن.
(2) من قوله: "اللهم اغفر للمحلقين" (يعني المرة الثالثة) إلى قوله: قال، سقط من (م) و (ق) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، انظر الكلام على إسناد الحديث (17505) .
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/624، والطبراني في "الكبير" (3509) ، وابن عدي في "الكامل" 2/848 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3510) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به.
وقد سلفت شواهده في مسند ابن عباس برقم (3311) ، وفي مسند ابن عمر برقم (4657) .(29/51)
غَيْرِ فَقْرٍ، فَكَأَنَّمَا (1) يَأْكُلُ الْجَمْرَ " (2)
17509 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (3)
17510 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
__________
(1) في (ظ 13) و (ق) : فإنما.
(2) صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1513) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/632، والطبراني في "الكبير" (3506) و (3508) من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3507) من طريق قيس بن الربيع، والبيهقي في "الشعب" (3517) من طريق شريك، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني (3505) من طريق أبي حمزة- وهو الأعور- عن الشعبي، عن حُبشي. وأبو حمزة ضعيف.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3675) .
(3) صحيح لغيره كسابقه. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وأخرجه الطبري في مسند عمر بن الخطاب من "تهذيب الآثار" (31) ، وابن خزيمة (2446) ، وابن عدي في "الكامل" 2/849 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.(29/52)
عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ " (1)
17511 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ " قَالَ شَرِيكٌ: " قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَيْنَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ (2) ؟ قَالَ: مَوْضِعَ كَذَا وَكَذَا لَا أَحْفَظُهُ " (3)
17512 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ - وَكَانَ قَدْ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ " (4)
__________
(1) ضعيف، وانظر (17505) .
(2) في (ق) و (س) : أنت سمعت منه، وفي هامش (س) : أين، وعليها علامة الصحة، وفي (ص) : أنت أين سمعت منه، وفي (م) : أنت أين سمعت منه.
(3) ضعيف كسابقه.
(4) ضعيف كسابقه.(29/53)
حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمِنْهَالِ
17513 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَيَّامِ الْبِيضِ، فَهُوَ صَوْمُ الشَّهْرِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك- والصواب أن اسمه عبد الملك بن قتادة بن مِلحان القيسي كما في الرواية الآتية- قال علي ابن المديني: لم يرو عنه غير أنس بن سيرين. وقد ذكره ابن حبان في "ثقاته"!
قلنا: وقد أخطأ شعبة في تسميته عبد الملك بن المنهال، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 7/185: روى همام عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن قتادة، عن أبيه، وقال أبو الوليد: وهم شعبة فيه، فقال: عبد الملك بن المنهال. وقال ابن ماجه: عقب الحديث (1707) : أخطأ شعبة وأصاب همام.
وقد ترجم الحافظ المزي في "تهذيبه" لعبد الملك بن قتادة بن ملحان وقال: ويقال: عبد الملك بن قدامة بن ملحان، ويقال: عبد الملك بن المنهال، ويقال: عبد الملك بن أبي المنهال، ويقال: ابن ملحان غير مسمى، ويقال: عبد الملك غير منسوب. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث، فقد روى له أصحاب السنن سوى الترمذي.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1225) ، وعنه ابن سعد 7/43، وأخرجه ابن حبان (3651) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والنسائي في "المجتبى" 4/224 من طريق خالد- وهو ابن الحارث الهُجيمي- ومن طريق عبد الله بن المبارك، وابن ماجه (1707) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (24) من طريق يزيد بن هارون، خمستهم (الطيالسيان وخالد وابن المبارك ويزيد) عن شعبة، بهذا
الإسناد.=(29/54)
17514 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِصِيَامٍ " فَذَكَرَهُ (2)
__________
= وعبد الملك سماه ابنُ المبارك ابن أبي المنهال، وأما خالد فقال: عن رجل يقال له عبد الملك، ولم ينسبه.
وانظر ما بعده، وسيأتي في مسند البصريين 5/27 و28.
ويشهد له حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (8434) .
وحديث جرير بن عبد الله عند النسائي 4/221.
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في الحث على صيام ثلاثة أيام من كل شهر من غير تعيين وذلك في مسند عثمان بن أبي العاص برقم (16279) ، ونزيد عليها هنا حديث أبي قتادة الأنصاري، وسيأتي 5/297. وحديث عائشة، وسيأتي 6/145- 146.
والأيام البِيض: هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري.
(1) في (م) : العبسي.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية السالفة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه ابن سعد 7/43، وأبو داود (2449) ، وابن ماجه (1707) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1646) ، والنسائي 4/224-225، والطبراني 19/ (23) من طرق عن همام، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/43 عن أبي داود الطيالسي، عن همام، عن أنس ابن سيرين، عن قتادة بن ملحان، عن أبيه. ثم قال: والحديث كأنه واحد، ولكن سليمان أبا داود اضطرب في إسناده، والحديث: ما رواه عفان وهو الثبت.
قلنا رواية عفان هي عند ابن سعد 7/43، والطبراني: 19/ (23) .(29/55)
حَدِيثُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (1)
17515 - حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ،، قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ، فَإِذَا رَأَوْنَا سَكَتُوا فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي " (2)
__________
(1) عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، أُمُه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب. قال ابن عبد البر: كان على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يغيِّر اسمَه فيما علمت. ولم يذكر الزبير بن بكار أن اسمه إلا المطَّلب، وذكر العسكري أن أهل النسب إنما يسمونه المطلب، وأما أهل الحديث فمنهم من يقول: المطلب، ومنهم من يقول: عبد المطلب.
سكن المدينة ثم الشام في عَهْد عمر، ومات سنة إحدى وستين، وقيل: سنة اثنتين. قلنا: وسيأتي للمطلِب مسندٌ بعد عدة صفحات.
(2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو مكرر الحديث (1773) و (1777) سنداً ومتناً.
وأخرجه ابن شبَّة في "تاريخ المدينة" 2/639 من طريق جرير بن عبد الحميد، به.
وقد روي الحديث من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب. وسلف برقم (1772) .
وروي من حديث العباس من طريق آخر، فقد أخرجه ابن ماجه=(29/56)
17516 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، فَقَالَ لَهُ: " مَا يُغْضِبُكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا وَلِقُرَيْشٍ، إِذَا تَلَاقَوْا بَيْنَهُمْ تَلَاقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشِرَةٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَحَتَّى اسْتَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَكَانَ إِذَا غَضِبَ اسْتَدَرَّ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ (1) -، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "
ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ آذَى الْعَبَّاسَ، فَقَدْ آذَانِي، إِنَّمَا عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ " (2)
__________
= (140) ، والحاكم 4/75 من طريق الأعمش، عن أبي سبرة النخعي عن محمد ابن كعب القرظي، عن العباس. وأبو سبرة النخعي روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: لا أعرفه. ومحمد بن كعب لم يدرك العباس.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "تحدَّثُ" أصله: تتحدَّث بتاءين، حُذفت أحدها، أي: يتحدثون فيما بينهم علناً من غير إسرار، فليس سكوتهم لكونه شراً، بل لأنهم يكرهون حضورهم معهم.
ودَرَّ: امتلأ، وكان يُدِرُّه الغضبُ.
(1) قوله: "أو قال: والذي نفس محمد بيده" ليس في (ظ13) .
(2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، ولضعف يزيد بن عطاء: وهو اليشكري الواسطي. حسين بن محمد: هو ابنُ بَهرام المروذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/108، والترمذي (3758) ، والنسائي في=(29/57)
17517 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: أَتَى نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّا نَسْمَعُ (1) مِنْ قَوْمِكَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: إِنَّمَا مِثْلُ مُحَمَّدٍ مِثْلُ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كِبَا - قَالَ حُسَيْنٌ: الْكِبَا: الْكُنَاسَةُ -. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ أَنَا؟ ". قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - قَالَ: فَمَا سَمِعْنَاهُ قَطُّ يَنْتَمِي قَبْلَهَا - أَلَا إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ خَلْقِهِ، ثُمَّ فَرَّقَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ الْفِرْقَتَيْنِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ بَيْتًا، وَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا " (2)
__________
= "الكبرى" (8176) ، وابن شبّة في "تاريخ المدينة" 2/639، والطبراني في "الكبير" 20/ (672) و (673) و (674) من طرق عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!
وانظر ما قبله.
وقوله: "إنما عمّ الرجل صنو أبيه" صحيح ثابتٌ عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (8283) ، وهو في "صحيح مسلم " (983) .
وسلف من حديث علي برقم (725) ، وإسناده ضعيف.
قال السندي: "فلما سُري "، أي: أُزيل عنه. "صنو أبيه"، أي: مثله.
(1) في (م) و (س) : لنسمع.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف راوييه: يزيد بن عطاء: هو اليشكري الواسطي، وشيخه يزيد: هو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم أبو=(29/58)
17518 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّهُ هُوَ وَالْفَضْلُ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُزَوِّجَهُمَا وَيَسْتَعْمِلَهُمَا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَيُصِيبَانِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَةَ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ ". ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَحْمِيَةَ الزُّبَيْدِيِّ: " زَوِّجِ الْفَضْلَ " وَقَالَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: " زَوِّجْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ " وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى الْأَخْمَاسِ - فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْدِقُ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ شَيْئًا،
__________
= عبد الله الكوفي، وقد اضطرب الأخير في إسناد هذا الحديث، فمرة يرويه عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة كما هو عند المصنف هنا، ومرة يرويه عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة عن العباس، ومرة أخرى يسقط منه العباس، ومرة يسقط المطلب بن أبي وداعة، انظر ما سلف في مسند العباس برقم (1788) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (675) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي ومحمد بن أبان، كلاهما عن يزيد بن عطاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/430-431، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (439) ، وفي "السنة" (1497) ، والطبراني 20/ (676) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/168-169 عن محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، به. لكن وقع اسم صحابي الحديث في رواية البيهقي: ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب، بإسقاط عبد المطلب.
وفي الباب عن واثلة بن الأسقع عند مسلم (2276) ، وقد سلف برقم (16986) .(29/59)
لَمْ يُسَمِّهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ. وَفِي أَوَّلِ هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ عَلِيًّا لَقِيَهُمَا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْتَعْمِلُكُمَا. فَقَالَا: هَذَا حَسَدُكَ. فَقَالَ: أَنَا أَبُو حَسَنِ الْقَوْمِ (1) ، لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَرُدُّ عَلَيْكُمَا. فَلَمَّا كَلَّمَاهُ سَكَتَ، فَجَعَلَتْ زَيْنَبُ تُلَوِّحُ بِثَوْبِهَا: أَنَّهُ فِي حَاجَتِكُمَا (2)
__________
(1) هكذا هي في (م) و (س) و (ص) : القوم، وفي (ظ 13) و (ق) : اليوم!
قلنا: وفي رواية مسلم وأبي داود وغيرهما: "القَرْم". قال الخطابي في "معالم السنن" 3/24: قوله: "أنا أبو الحسن القَرْم" هو في أكثر الروايات: القوم، وكذلك رواه لنا ابن داسة بالواو، وهذا لا معنى له، وإنما هو القَرْم، وأصل القَرْم في الكلام فَحْل الإبل، ومنه قيل للرئيس: قرم، يريد بذلك أنه المقدَّم
بالرأي والمعرفة بالأمور، فهو فيهم بمنزلة القرم في الإبل.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث، فلم يخرج له سوى مسلم. ابن مبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً حميد بن زنجويه في "الأموال" (1241) و (2124) ، ومسلم (1072) (168) ، وأبو داود (2985) ، والنسائي 5/105، وابن خزيمة (2342) ، والبيهقي في "السنن" 7/32 من طرق عن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2343) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 20/ (678) من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، به.
وأخرجه أيضاً 20/ (677) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن ربيعة، عن عبد المطلب بن ربيعة.
وقوله: "إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد" سلفت أحاديث هذا الباب=(29/60)
17519 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيدِ اللهِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَا: وَاللهِ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ - فَقَالَ لِي وَلِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَأَدَّيَا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ، وَأَصَابَا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنَ الْمَنْفَعَةِ، فَبَيْنَمَا هُمَا فِي ذَلِكَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَاذَا تُرِيدَانِ؟ فَأَخْبَرَاهُ بِالَّذِي أَرَادَا، قَالَ: فَلَا تَفْعَلَا، فَوَاللهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ، فَقَالَ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا؟ فَمَا هَذَا مِنْكَ إِلَّا نَفَاسَةٌ عَلَيْنَا، لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنِلْتَ صِهْرَهُ، فَمَا نَفِسْنَا ذَلِكَ عَلَيْكَ. قَالَ: فَقَالَ: أَنَا أَبُو حَسَنٍ أَرْسِلُوهُمَا. ثُمَّ اضْطَجَعَ. قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ، سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ، فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى مَرَّ بِنَا، فَأَخَذَ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ قَالَ: " أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ " وَدَخَلَ فَدَخَلْنَا مَعَهُ، وَهُوَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ: فَكَلَّمْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْنَاكَ لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى هَذِهِ
__________
= في مسند أبي هريرة عند الحديث (7758) .
وزينب المذكورة في آخر الحديث هي بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها.
(1) هكذا وقع في النسخ الخطية و (م) : عبيد الله، ووقع في "أطراف المسند": "عبد الله". وقال أبو حاتم: ويقال: عبيد الله، وعبد الله أصح.(29/61)
الصَّدَقَاتِ فَنُصِيبَ مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنَ الْمَنْفَعَةِ، وَنُؤَدِّي إِلَيْكَ مَا يُؤَدِّي النَّاسُ. قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ، قَالَ: فَأَشَارَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِهَا كَأَنَّهَا تَنْهَانَا عَنْ كَلَامِهِ، وَأَقْبَلَ فَقَالَ: " أَلَا إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ. ادْعُوا لِي مَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ - وَكَانَ عَلَى الْعُشْرِ - وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ " فَأَتَيَا، فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: " أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ " (1)
17520 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث فلم يخرج له سوى مسلم، وغير سعد: وهو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، فقد روى له البخاري مقروناً بأخيه والنسائي، وهو ثقة. صالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه ابن حبان (4526) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1072) (167) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/7-8، والبيهقي في "السنن " 7/31 من طريق مالك، عن الزهري، به.
وقالوا فيه: عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، لكن وقع قلب في اسمه في مطبوع "صحيح مسلم" ومطبوع "شرح معاني الآثار" فوقع فيه عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث، إلا أن المزي أورد رواية مسلم هذه في "تحفة الأشراف" 7/219 على الصواب.
وذِكرُ أبي سفيان بن الحارث في هذا الحديث لم يَرِدْ إلا في رواية صالح ابن كيسان عن الزهري، وقد خالفه في ذلك يونس بن يزيد ومالك، ففي روايتهما ذكر مكانه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
قوله: "ما تصرِّران"، قال السندي: أي ما تكتمان وما تُضمران من الكلام، أو ما تجمعانه في صدوركما.(29/62)
حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ (1) ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: اجْتَمَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَابْنُ رَبِيعَةَ (2) بْنِ الْحَارِثِ فِي الْمَسْجِدِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
__________
(1) هكذا وقع في النسخ الخطية و (م) ، وهو قلبٌ في اسمه، والصواب: محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، كما في "أطراف المسند" 4/280، و"التهذيب" وفروعه.
(2) كذا في نسخنا الخطية، والصواب: ربيعة بن الحارث كما في الروايات الأخرى.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، ومحمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر ما قبله.(29/63)
حَدِيثُ عَبَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17521 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ شُرَحْبِيلَ - وَكَانَ مِنَّا مِنْ بَنِي غُبَرَ -، قَالَ: أَصَابَتْنَا سَنَةٌ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِهَا، فَأَخَذْتُ سُنْبُلًا فَفَرَكْتُهُ، وَأَكَلْتُ مِنْهُ وَحَمَلْتُ فِي ثَوْبِي، فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَائِطِ، فَضَرَبَنِي وَأَخَذَ ثَوْبِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهِلًا، وَلَا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ سَاغِبًا، أَوْ جَائِعًا ". فَرَدَّ عَلَيَّ الثَّوْبَ، وَأَمَرَ لِي بِنِصْفِ وَسْقٍ أَوْ وَسْقٍ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد أخرج له أصحاب السنن سوى الترمذي، وليس له سوى هذا الحديث. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشيَّة. وصحح هذا الإسناد الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/615.
وأخرجه أبو داود (2621) ، وابن ماجه (2298) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (40846) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1169) ، وابن أبي شيبة 6/86-87، وأبو داود (2620) ، وابن ماجه (2298) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1654) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص48، والحاكم 4/133، والبيهقي 10/2، وابن عبد البر في "الاستذكار" (22328) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/153 من طرق عن شعبة، به، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن سعد 7/54، وبحشل ص48 من طريق أشعث بن سعيد،=(29/64)
حَدِيثُ خَرَشَةَ بْنِ الْحَارِثِ (1) وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17522 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَشْهَدَنَّ أَحَدُكُمْ قَتِيلًا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قُتِلَ ظُلْمًا فَيُصِيبَهُ السَّخَطُ " (2)
__________
= والنسائي 8/240 من طريق سفيان بن حسين، كلاهما عن أبي بشر، به.
قال السندي: قوله: "أصابتنا سنة"، أي: قَحْط، "ففركته"، أي: أخرجت ما فيه من الحبوب، "ما علَّمته"، أي: أنه كان جاهلاً جائعاً، فاللائق بك تعليمه أولاً بأن لك ما سقط، وإطعامه بالمسامحة عما أخذ ثانياً، وأنت ما فعلت شيئاً من ذلك. "ساغباً": جائعاً.
قال الخطابي: قلت هذا في المضطر الذي لا يجد طعاماً وهو يخاف على نفسه التلف، فإذا كان ذلك جاز له أن يفعل هذا الصنيع، وذهب بعض أصحاب الحديث إلى أن هذا شيء قد ملكه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه، فهو له مباح لا يلزمه قيمة، وذهب أكثر الفقهاء إلى أن قيمته لازمة له يؤديها إليه إذا قدر عليها.
(1) مراديٌّ من بني زُبَيْد، وَفَدَ على النبي لجحلى وشهد فتح مصر. قاله ابن يونس كما في "الإصابة" 2/273.
(2) في (م) : قد قتل.
(3) إسناده ضعيف، ابن لهيعة، سيئ الحفظ. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه البزار (3337- كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (4181) من طريق عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.(29/65)
حَدِيثُ الْمُطَّلِبِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17523 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ ابْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَأَّسُ، وَتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ يَدَكَ وَتَقُولُ: اللهُمَّ اللهُمَّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَهِيَ خِدَاجٌ " وَقَالَ حَجَّاجٌ: " وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ " (2)
__________
(1) المطَّلِب هذا قيل في اسمه أيضاً: عبد المطلب، وهو ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وقد سلف قريباً قبل بضع صفحات.
(2) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن نافع بن العمياء، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/213: لم يصح حديثه، وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الترمذي بإثر الحديث (385) من "سننه" سمعت محمد بن إسماعيل- أي البخاري- يقول: روى شعبةُ هذا الحديثَ عن عبد ربه بن سعيد فأخطأ في
مواضع، فقال: "عن أنس بن أبي أنس" وهو "عمران بن أبي أنس"، وقال: "عن عبد الله بن الحارث" وإنما هو "عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث"، وقال شعبة: "عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وإنما هو "عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عن الفضل بن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وحديث الليث بن سعد أصح من حديث شعبة. قلنا: وسيأتي حديث الليث على الصواب برقم (17525) عن سعيد بن عبد ربه، ورجَّح رواية الليث هذه أيضاً الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي وغيرهما.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/190 من طريق عبد الله بن أحمد=(29/66)
17524 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ - مِنْ أَهْلِ مِصْرَ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ ابْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
__________
= ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1366) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/284، وأبو داود (1296) ، والترمذي في "العلل الكبير" 1/258، والنسائي في "الكبرى" (616) و (1441) ، وابن ماجه (1325) ، وابن خزيمة (1212) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1093) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/311، والدارقطني 1/418، والبيهقي في "السنن" 2/488، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/246، والمزي في ترجمة أنس بن بن أبي أنس من "تهذيب الكمال" 3/345 من طرق عن شعبة، به. ووقع اسم الصحابي في رواية ابن ماجه والطحاوي: المطلب بن أبي وداعة، وهو وهم كما قال المزي في ترجمة المطلب بن ربيعة من "تهذيبه " 28/78.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "وتَشهَّد" يحتمل أن يكون مصدراً أو أمراً أو مضارعاً بأن كان أصله "تتشهَّد" بتاءَين، والأخير أقرب، لأن قوله: "وتُقنع" لا يحتمل وجهاً آخر غير المضارع.
"وتباءَسُ" تفاعل، من البُؤس، ومعناه إظهار الفاقة والفقر بالدعاء.
"وتُقنعُ" من الإقناع: وهو رفع اليدين في الدعاء.
والخِداج: النقصان.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (479) ، والطحاوي في=(29/67)
17525 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَضَرَّعُ، وَتَخَشَّعُ، وَتَسَاكَنُ، ثُمَّ تُقْنِعُ يَدَيْكَ - يَقُولُ: تَرْفَعُهُمَا - إِلَى رَبِّكَ مُسْتَقْبِلًا بِبُطُونِهِمَا وَجْهَكَ، وَتَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ - ثَلَاثًا - فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ " (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " هَذَا هُوَ عِنْدِي الصَّوَابُ "
17526 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ
__________
= "شرح مشكل الآثار" (1092) من طريق حجاج، بهذا الإسناد.
وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (17528) .
(1) إسناده ضعيف كسابقيه. عمران: هو ابن أبي أنس.
وقد سلف هذا الحديث في مسند الفضل بن العباس برقم (1799) من طريق ابن المبارك، عن الليث، بهذا الإسناد. وقد ذكرنا هناك تخريجه، إلا أننا نزيد عليه هنا: فهو عند ابن المبارك أيضاً في "الزهد" (1152) ، وأخرجه من طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1095) .
وأخرجه الطحاوي (1094) ، والطبراني في "الأوسط" (8627) من طريق عبد الله بن صالح، عن ليث بن سعد، به.
وأخرجه الطحاوي (1096) من طريق ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، به.
وانظر (17523) .(29/68)
بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي (1) أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ (2) ، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَتَشَهَّدْ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُلْحِفْ فِي الْمَسْأَلَةِ، ثُمَّ إِذَا دَعَا فَلْيَتَسَاكَنْ، وَلْيَتَبَاءَسْ، وَلْيَتَضَعَّفْ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَذَاكَ الْخِدَاجُ أَوْ كَالْخِدَاجِ " (3)
17527 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ مَطَرٍ: " صَلُّوا (4) فِي الرِّحَالِ " (5)
__________
(1) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(2) كذا في أصولنا الخطية: بن أبي العمياء، والمعروف في اسمه: بن العمياء، بإسقاط "أبي".
(3) إسناده ضعيف جداً لجهالة عبد الله بن نافع بن العمياء، ولضعف يزيد ابن عياض- وهو ابن جُعدُبة- وقد كذبه مالك وغيره.
وانظر ما قبله.
(4) في (م) و (س) و (ق) : ألا صلُّوا.
(5) حديث صحيح، ورواية شعبة هذه توهم أن عمرو بن أوس روى هذا الحديث عن تابعي مبهم عن مؤذن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُوضحها رواية مسعر بن كدام وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار كما سلف عند الحديث (15433) ، ورواية ابن جريج عن عمرو بن دينار كما سيأتي 5/373، ففي هذه الروايات: أن عمرو بن أوس سمعه من الرجل- وهو من ثقيف- الذي سمعَ مؤذن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليها فإن ذلك الرجل المبهم هو صحابيٌّ، وعمرو بن أوس تابعيٌّ كبير،=(29/69)
17528 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ وَتُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَأَّسُ، وَتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ وَتَقُولُ: اللهُمَّ اللهُمَّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ " (1)
17529 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ ابْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَأَّسُ، وَتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ وَتَقُولُ: اللهُمَّ اللهُمَّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ " قَالَ شُعْبَةُ: " فَقُلْتُ: صَلَاتُهُ خِدَاجٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا الْإِقْنَاعُ؟ فَبَسَطَ يَدَيْهِ كَأَنَّهُ يَدْعُو " (2)
__________
= وبذلك يصحُّ إسناد الحديث، والله تعالى أعلم.
وسيأتي الحديث عن حجاج 4/346 و5/370.
(1) إسناده ضعيف. وهو مكرر (17524) .
(2) إسناده ضعيف كسابقه. روح: هو ابن عبادة.(29/70)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17530 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ ثَقِيفٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا، فَقُلْنَا: إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَنَا فِي الطُّهُورِ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا، وَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَنَا فِي الدُّبَّاءِ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا فِيهِ سَاعَةً، وَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْنَا أَبَا بَكْرَةَ، فَأَبَى، وَقَالَ: " هُوَ طَلِيقُ اللهِ وَطَلِيقُ رَسُولِهِ " " وَكَانَ أَبُو بَكْرَةَ خَرَجَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَاصَرَ الطَّائِفَ فَأَسْلَمَ " (1)
• 17531 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا الْوَرَكَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير شِباك- وهو الضبي الكوفي الأعمى- فقد روى له أصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة.
مغيرة: هو ابن مِقْسَم الضَّبِّي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.
وأخرج منه قصة أبي بكرة الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4273) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/278-279 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجها مرسلة ابنُ سعد 7/16 عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن شباك، عن الشعبي: أن ثقيفاً سألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يردّ إليهم أبا بكرة عبداً، فقال: "لا، هو طليق الله وطليق رسوله". ورجاله ثقات.
ويشهد لقصة أبي بكرة حديث ابن عباس، السالف برقم (2176) .
ومرسل عبد الله بن المكرم الثقفي عند البيهقي 9/229 (في المطبوع: عبد الله بن المكدم) .
(2) في (م) و (ق) و (ص) بزيادة "حدثني أبي" والصواب أنه من زيادات=(29/71)
عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ ثَقِيفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (1)
__________
= عبد الله، وكذلك هو في (ظ 13) و (س) و"أطراف المسند" 8/288، لأن الوَرَكاني- واسمه محمد بن جعفر- من شيوخ عبد الله بن أحمد لا من شيوخ أبيه.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير شباك- وهو الضبي الكوفي الأعمى- فقد روى له أصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة.
الوركاني: هو محمد بن جعفر بن زياد، وأبو الأحوص: هو سلاَّم بن سُلَيم.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2808) عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وأخرج قصة أبي بكرة ابنُ سعد 7/15 عن الفضل بن دكين، عن أبي الأحوص، عن مغيرة، عن شِباك، عن رجل من ثقيف. لم يذكر الشعبيَّ في الإسناد.(29/72)
حَدِيثُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17532 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَأَبُو إِسْرَائِيلَ يُصَلِّي، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، لَا يَقْعُدُ، وَلَا يُكَلِّمُ النَّاسَ، وَلَا يَسْتَظِلُّ، وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَقْعُدْ، وَلْيُكَلِّمِ النَّاسَ، وَلْيَسْتَظِلَّ، وَلْيَصُمْ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يخرِّج له أحد من أصحاب الكتب الستة، وقول الراوي في هذا الحديث: عن أبي إسرائيل، معناه- والله أعلم- يخبر عن قصة أبي إسرائيل، فيكون الحديث مرسلاً، وهو هكذا في المصادر التي خرَّجته. محمد بن بكر: هو البُرْساني،
وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن طاووس: هو عبد الله.
والحديث عند عبد الرزاق في "مصنفه" (15818) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن أبيه قال: دخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (15817) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه مرسلاً.
وأخرجه الشافعي 2/75، ومن طريقه البيهقي 10/75 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس مرسلاً.
وأخرجه الطبراني 22/ (973) من طريق ليث بن أبي سُليم، عن طاووس، عن أبي إسرائيل قال: رآه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قائم ... فوصله، وليث ضعيف.
وقصة أبي إسرائيل هذه رواها عكرمة عن ابن عباس، أخرجها البخاري في "صحيحه" (6704) .(29/73)
حَدِيثُ فُلَانٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
17533 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: وَنَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عِنْدَهُ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى لِيَحْصِبَهُ - ثُمَّ قَالَ عِكْرِمَةُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ تَمِيمًا ذُكِرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَبْطَأَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ تَمِيمٍ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ. فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُزَيْنَةَ، فَقَالَ: " مَا أَبْطَأَ قَوْمٌ هَؤُلَاءِ مِنْهُمْ "
وَقَالَ رَجُلٌ يَوْمًا: أَبْطَأَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنْ تَمِيمٍ بِصَدَقَاتِهِمْ، قَالَ: فَأَقْبَلَتْ نَعَمٌ حُمْرٌ وَسُودٌ لِبَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ نَعَمُ قَوْمِي "
وَنَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: " لَا تَقُلْ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلَّا خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ رِمَاحًا عَلَى الدَّجَّالِ " (2)
__________
(1) هذا العنوان من (م) وهامش (س) فقط.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وعمر بن حمزة- وهو الضبِّي- ليست له رواية في أيٍّ من الكتب الستة، ولم يورده الحافظ في "التعجيل" مع أنه من شرطه، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 6/148، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/104، وقال: ذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى ابن معين أنه قال: عمر بن حمزة الضبي ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث=(29/74)
حَدِيثُ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17534 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النَّاسَ يَوْمَ الْفَتْحِ، قَالَ: " جَلَسَ عِنْدَ قَرْنِ مَسْفَلَةَ (1) ، فَبَايَعَ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالشَّهَادَةِ " قُلْتُ: وَمَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ يَعْنِي ابْنَ خَلَفٍ " أَنَّهُ بَايَعَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللهِ، وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (2)
__________
= العنبري، وعكرمة بن خالد: هو ابن العاص بن هشام المخزومي.
وفي الباب عن أبي هريرة، وهو حديث صحيح، سلف برقم (9068) ، وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "هذه صدقة قومي، وهم أشدُّ الناس على الدَّجّال"، يعني بني تميم.
قوله: "عن هذا الأمر" أي: الإسلام.
(1) في (م) وحدها: مصقلة، بالصاد والقاف.
(2) إسناده محتمل للتحسين. وهو مكرر (15431) .(29/75)
حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17535 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ، أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيَّ، حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَ تَحْتَ ظِلِّ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، أَوْ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ بَلَّغْتُ؟ " فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُنَا، فَقُلْنَا: نَعَمْ. ثُمَّ أَعَادَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: " رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ: عِرْضُهُ وَمَالُهُ وَنَفْسُهُ، حَرَّمَهُ كَمَا حَرَّمَ هَذَا الْيَوْمِ (2) " (3)
__________
(1) قال أبو حاتم: له صحبة. وقال ابن يونس: وَفَدَ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشَهِدَ فتح مصر وولي إمرة إفريقية في زمن عبد العزيز بن مروان، ومات سنة اثنتين وثمانين. وقال ابن حبان: مَن زعم أن له صحبة فقد وهم. كذا قال في التابعين من "الثقات" 4/319، وقال قبل ذلك في الصحابة 3/183: سكن مصر، له صحبة. وقال العجلي: تابعي ثقة.
(2) في (م) : حرمة كحرمة هذا اليوم.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة، فهو سيئ الحفظ.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص307 عن أبي الأسود النضر ابن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/315-316 من طريق محمد ابن حرب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد- واقتصر على فضل الغُدوِّ والرواح في=(29/76)
حَدِيثُ حِبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17536 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ قَوْمِي كَفَرُوا، فَأُخْبِرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْمِي عَلَى الْإِسْلَامِ. فَقَالَ: " أَكَذَلِكَ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ، فَأَذَّنْتُ بِالصَّلَاةِ لَمَّا أَصْبَحْتُ، وَأَعْطَانِي إِنَاءً تَوَضَّأْتُ مِنْهُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ فِي الْإِنَاءِ،
__________
= سبيل الله.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير" (6404) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة، به.
ويشهد لهذا القسم منه غير ما حديث، انظرها عند حديث أبي هريرة السالف برقم (10883) .
ويشهد لقصة تحريم دم المؤمن وغيره على المؤمن حديث أبي هريرة السالف برقم (7727) .
وحديث واثلة بن الأسقع السالف برقم (16019) .
وحديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11762) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) قال ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/437: حِبَّان، بكسر الحاء، وقيل: بفتحها، والكسر أكثر وأصحُّ، وبالباء الموحَّدة والنون، وقيل: حَيَّان، بالياء تحتها نقطتان وآخره نون، وَفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مصر.(29/77)
فَانْفَجَرَ عُيُونًا، فَقَالَ: " مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلْيَتَوَضَّأْ " فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ، وَأَمَّرَنِي عَلَيْهِمْ، وَأَعْطَانِي صَدَقَتَهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: فُلَانٌ ظَلَمَنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِي الْإِمْرَةِ لِمُسْلِمٍ "
ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ صَدَقَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الصَّدَقَةَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَحَرِيقٌ فِي الْبَطْنِ أَوْ دَاءٌ " فَأَعْطَيْتُهُ صَحِيفَتِي، أَوْ صَحِيفَةَ إِمْرَتِي وَصَدَقَتِي، فَقَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " فَقُلْتُ: كَيْفَ أَقْبَلُهَا وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ فَقَالَ: " هُوَ مَا سَمِعْتَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة، وباقي رجال الإسناد ثقات.
حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3575) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص311-312 عن سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، به.
وروى هذا الحديث أبو عبد الرحمن المقرىء، عن عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم الإفريقي، عن زياد بن نعيم، عن زياد بن الحارث الصُّدائي. فجعله من حديث زياد بن الحارث الصدائي، لكن إسناده ضعيف أيضاً لضعف عبد الرحمن بن زياد الإفريقي. وانظر تخريج هذه الطريق في حديث زياد بن الحارث التالي.(29/78)
حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ
17537 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ: أَنَّهُ أَذَّنَ، فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَخَا صُدَاءٍ، إِنَّ الَّذِي أَذَّنَ، فَهُوَ يُقِيمُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد: وهو الإفريقي. سفيان: هو الثوري، وزياد بن نعيم: هو زياد بن ربيعة بن نُعيم، وقد ينسب إلى جده.
وأخرجه عبد الرزاق (1833) ، وابن سعد في "الطبقات" 1/326-327، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/142، والطبراني في "الكبير" (5286) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ووقع في رواية الطحاوي: عبد الله ابن الحارث الصدائي، بدل: زياد بن الحارث الصُُّدائي، ورواية ابن سعد مطولة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/216، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/344، وأبو داود (514) ، والترمذي (199) ، وابن ماجه (717) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/142، والحازمي في "الاعتبار" ص66، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/269 من طرق عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.
وأخرجه ضمن حديث مطول جداً: ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص312-313، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/445-448، والطبراني في "الكبير" (5285) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/380-381، وفي "دلائل النبوة" 5/355-357، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة زياد بن الحارث الصدائي 9/445-448 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن زياد، به. وبعض هذا الحديث الطويل في الحديث السابق. =(29/79)
17538 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا الْإِفْرِيقِيِّ (1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَذِّنْ يَا أَخَا صُدَاءٍ " قَالَ: فَأَذَّنْتُ، وَذَلِكَ حِينَ أَضَاءَ الْفَجْرُ، قَالَ: فَلَمَّا تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ
__________
= وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" 7/114، وفي "أخبار أصبهان" 1/265-266 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن زياد بن الحارث الصدائي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مختصراً بدون قصة: "من أَذَّن فهو أحقُّ أن يقيم".
وانظر ما بعده.
وللحديث شواهد ضعيفة: عن ابن عمر عند عبد بن حميد (811) ، والطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (25) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/105، والبيهقي 1/399. وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 6/2173. وإسناده ضعيف.
قال الحازمي في "الاعتبار" ص66: واتفق أهلُ العلم في الرجل يؤَذِّنُ ويقيم غيرُه على أَنَّ ذلك جائز، واختلفوا في الأَولَوية، فذهبَ أكثرُهم إلى أنه لا فرق، وأن الأمر مُتسع، وممن رأى ذلك مالكٌ وأكثرُ أهل الحجاز، وأبو حنيفة وأكثرُ أهل الكوفة وأبو ثور، وذهب بعضُهم إلى أن الأولى: أن مَن أذَّنَ فهو يقيم. وقال سفيان الثوري: كان يقال: مَن أذَّنَ فهو يقيم. ورُوِّينا عن أبي مَحذورة: أنه جاء وقد أَذنَ إنسانٌ، فأَذّنَ وأقام. وإلى هذا ذهب أحمد، وقال الشافعي في رواية الربيع عنه: وإذَا أَذنَ الرجلُ، أحببتُ أن يتولى الإقامة، لشيء يُروى فيه: أَن من أَذَّنَ فهو يقيم.
(1) في (م) و (س) : حدثنا محمد بن يزيد الواسطي الإفريقي، بإسقاط "حدثنا" وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا من (ظ 13) .(29/80)
يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُقِيمُ أَخُو صُدَاءٍ، فَإِنَّ مَنْ أَذَّنَ، فَهُوَ يُقِيمُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (1817) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5287) عن يحيى بن العلاء، عن عبد الرحمن بن زياد، عن زياد بن نعيم، عن زياد بن الحارث الصدائي، قال: كنت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فحضرت صلاة الصبح، فقال لي: "أَذَّن يا أخا صُداء" فأذنت وأنا على راحلتي.
وانظر ما قبله.(29/81)
حَدِيثُ بَعْضِ عُمُومَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَهُوَ ظَهِيرٌ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17539 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: كُنَّا نُحَاقِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الثُّلُثِ، وَالرُّبُعِ (2) ، أَوْ طَعَامٍ مُسَمًّى، قَالَ: فَأَتَانَا بَعْضُ عُمُومَتِي، فَقَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا نَافِعًا، وَطَوَاعِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْفَعُ لَنَا وَأَنْفَعُ. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيُزْرِعْهَا أَخَاهُ، وَلَا يُكَارِهَا بِثُلُثٍ، وَلَا رُبُعٍ، وَلَا بِطَعَامٍ مُسَمًّى " قَالَ قَتَادَةُ: " وَهُوَ ظَهِيرٌ " (3)
__________
(1) قال السندي: هو ظُهير- بالتصغير- بن رافع، أنصاري أوسي حارثي، شهد بدراً، وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد العَقَبة.
(2) في (ظ 13) : أو الربع.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/350، ومسلم (1548) (113) ، وأبو داود (3395) ، وابن ماجه (2465) ، والنسائي 7/42، والطحاوي 4/109، والطبراني في "الكبير" (4281) ، والبيهقي 6/131 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم، به. ولم يذكر فيه قتادة، وذكره فيه من المزيد في متصل الأسانيد. =(29/82)
حَدِيثُ أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ (1)
17540 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ أَرْسَلَهُ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ يَسْأَلُهُ: مَاذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي، مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ أَبُو الْجُهَيْمِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ، لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ، خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ " قَالَ أَبُو النَّضْرِ: " لَا أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً " (2)
__________
= وقد سلف برقم (15823) من طريق أيوب السختياني، عن يعلى بن حكيم.
(1) هو من الأنصار من بني النجار. وقيل في اسمه: عبد الله، وقيل: الحارث بن الصمة. قلنا: وسيأتي حديثه أيضاً في آخر مسند الأنصار 6/29.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.
وهو في "الموطأ" 1/154-155، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (2322) ، والدارمي (1417) ، والبخاري (510) ، ومسلم (507) ، وأبو داود (701) ، والترمذي (336) ، والنسائي 2/66، وأبو عو انة 2/44، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (85) ، وابن حبان (2366) ، والطبراني في "الكبير" (5235) ، والبيهقي 2/268، والبغوي (543) .=(29/83)
17541 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ أَبُو جُهَيْمٍ: " أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَحْوِ بِئْرِ جَمَلٍ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ، فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= وقد سلف في مسند زيد بن خالد الجهني برقم (17051) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8837) ، وإسناده ضعيف.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وقد توبع.
عبد الرحمن الأعرج: هو ابن هُرْمُز.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (337) ، وأبو داود (329) ، والنسائي في "المجتبى" 1/165، وفي "الكبرى" (307) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2175) ، وابن خزيمة (274) ، والدارقطني 1/176، والبيهقي في "الكبرى" 1/205، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/59 من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، بهذا الإسناد.
وعلقه مسلم في "صحيحه" (369) (114) قال: وروى الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز ... فذكره.
وأخرجه الشافعي 1/44، والبيهقي 1/205، والبغوي (310) من طريق أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، والدارقطني 1/177 من طريق موسى ابن عقبة، كلاهما عن الأعرج، عن أبي جهيم، به. ووقع فيه عندهم: أن الذي ألقى السلام هو أبو جهيم نفسه، وأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح وجهه وذراعيه.
ولفظة: "ذراعيه" منكرة من حديث أبي جهيم، أبو الحويرث ضعيف، ورواه عن موسى بن عقبة أبو عصمة نوح بن أبي مريم وخارجة بن مصعب، وهما=(29/84)
17542 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، أَخْبَرَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جُهَيْمٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ هَذَا: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ الْآخَرُ: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " الْقُرْآنُ يُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَلَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (1)
__________
= متروكان وبعضهم اتهمهما بالكذب، ثم هو إسناد منقطع، فالأعرج لم يسمعه من أبي جهيم وإنما سمعه من عمير مولى ابن عباس، عن أبي جهيم.
والمسح إلى المرفقين في التيمم روي عن غير واحد من الصحابة، لكن بأسانيد معلولة، انظر تفصيل ذلك في "التلخيص الحبير" 1/151-153، و"الفتح" 1/444-446.
وفي باب كراهة ردّ السلام على غير طهارة حديث عبد الله بن جابر الآتي برقم (17597) . وذكرنا شواهده هناك.
قوله: "من نحو بئر جمل" قال السندي: أي: من جانب بئر جمل، وهو اسم موضع بالمدينة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور ابن سلمة.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/19 من طريق عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص337 و354 عن إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة، به.
ولقصة الرجلين شاهد من حديث عمر بن الخطاب، سلف برقم (158) .
ويشهد للمرفوع منه غير ما حديث، انظرها عند حديثي أبي هريرة السالفين برقم (7508) و (7989) .(29/85)
حَدِيثُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
17543 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيه: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَكَبِيرِنَا وَصَغِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا " (1)
17544 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو إبراهيم وأبوه لا يعرفان. وقد اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير، وسلف الكلام عليه في مسند أبي هريرة عند الحديث (8809) .
وأخرجه المزي في ترجمة أبي إبراهيم الأشهلي من "تهذيب الكمال" 33/6 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الأسناد.
وأخرجه الترمذي (1024) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2187) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1084) ، والطبراني في "الدعاء" (1167) و (1168) و (1170) ، والبيهقي في "السنن" 4/41 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسيأتي 5/412 عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم الأنصاري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر فيه أباه.(29/86)
عَلَى الْمَيِّتِ: " " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا " (1) "
17545 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا " قَالَ يَحْيَى، وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) ، وَزَادَ فِيهِ: " اللهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (541) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الأسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/291-292 و10/409-410، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2188) ، والنسائي في "المجتبى" 5/74، وفي "عمل اليوم والليلة" (1085) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/14- 15، والطبراني في "الدعاء" (1166) من طرق عن هشام الدستوائي، به.
(2) قوله: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ليس في (ظ13) و (ص) .
(3) صحيح لغيره، وإسناد الموصول ضعيف كسابقه، وأما المرسل فرجاله ثقات. وانظر تخريج المرسل والكلام عليه عند الحديث رقم (8809) من مسند أبي هريرة.
وسيتكرر بهذين الإسنادين في مسند أبي قتادة 5/308.(29/87)
17546 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا " قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، بِهَؤُلَاءِ الثَّمَانِ (1) الْكَلِمَاتِ، وَزَادَ كَلِمَتَيْنِ: " مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ " (2)
17547 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ،، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) ، بِنَحْوِهِ (4)
__________
(1) في (م) : الكلمات.
(2) إسناد الموصول منهما رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير كما سلف بيانه في مسند أبي هريرة عند الحديث (8809) ، وكذلك سلف الكلام على المرسل منهما هناك.
وأخرجه المزي في ترجمة أبي إبراهيم الأشهلي من "تهذيب الكمال" 33/7 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1086) ، والطبراني في "الدعاء" (1171) ، والبيهقي في "السنن" 4/41 من طرق عن همام، به.
وسيتكرر في مسند أبي قتادة 5/308.
(3) وقع في (م) و (ص) : عن إبراهيم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والمثبت من (ظ 13) و (س) و (ق) و"الأطراف" 8/333، لكن أُشير على لفظة "أبيه" في (س) أنها نسخة.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف بهذا الإسناد برقم=(29/88)
حَدِيثُ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17548 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا، مَا رَآهَا أَحَدٌ قَبْلِي، وَلَا يَرَاهَا أَحَدٌ بَعْدِي، لَقَدْ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي سَفَرٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ، مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا صَبِيٌّ (2) ، أَصَابَهُ بَلَاءٌ، وَأَصَابَنَا مِنْهُ بَلَاءٌ، يُؤْخَذُ فِي الْيَوْمِ، مَا أَدْرِي كَمْ مَرَّةً، قَالَ: " نَاوِلِينِيهِ " فَرَفَعَتْهُ إِلَيْهِ، فَجَعَلتْهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ، ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ، فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثًا، وَقَالَ: " بِسْمِ اللهِ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ " ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَقَالَ: " الْقَيْنَا فِي الرَّجْعَةِ فِي هَذَا الْمَكَانِ، فَأَخْبِرِينَا مَا فَعَلَ " قَالَ: فَذَهَبْنَا وَرَجَعْنَا، فَوَجَدْنَاهَا فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ، مَعَهَا شِيَاهٌ ثَلَاثٌ، فَقَالَ: " مَا فَعَلَ صَبِيُّكِ؟ " فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا حَسَسْنَا مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى السَّاعَةِ، فَاجْتَرِرْ هَذِهِ الْغَنَمَ.
__________
= (17545) .
(1) قال السندي: يعلى بن مرة الثقفي أبو المَرَازم، بفتح الميم والراء، وكسر الزاي المنقوطة بعد الألف، شهد حنيناً وبيعة الشجرة والفتح وهوازن والطائف، وكان من أفاضل الصحابة، أمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقطع أعناب ثقيف فقطعها.
(2) لفظة "صبي "ليست في (ظ13) .(29/89)
قَالَ: " انْزِلْ فَخُذْ مِنْهَا وَاحِدَةً، وَرُدَّ الْبَقِيَّةَ "
قَالَ: وَخَرَجْنَا (1) ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْجَبَّانَةِ، حَتَّى إِذَا بَرَزْنَا قَالَ: " انْظُرْ وَيْحَكَ، هَلْ تَرَى مِنْ شَيْءٍ يُوَارِينِي؟ " قُلْتُ: مَا أَرَى شَيْئًا يُوَارِيكَ إِلَّا شَجَرَةً مَا أُرَاهَا تُوَارِيكَ. قَالَ: " فَمَا قُرْبُهَا (2) ؟ " قُلْتُ: شَجَرَةٌ مِثْلُهَا، أَوْ قَرِيبٌ مِنْهَا. قَالَ: " فَاذْهَبْ إِلَيْهِمَا، فَقُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا بِإِذْنِ اللهِ " قَالَ: فَاجْتَمَعَتَا، فَبَرَزَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: " اذْهَبْ إِلَيْهِمَا، فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا إِلَى مَكَانِهَا "
قَالَ: وَكُنْتُ مَعَهُ (3) جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ جَاءَ (4) جَمَلٌ يُخَبِّبُ، حَتَّى ضَرَبَ بِجِرَانِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: " وَيْحَكَ، انْظُرْ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ، إِنَّ لَهُ لَشَأْنًا " قَالَ: فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ صَاحِبَهُ، فَوَجَدْتُهُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَدَعَوْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " مَا شَأْنُ جَمَلِكَ هَذَا؟ " فَقَالَ: وَمَا شَأْنُهُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي وَاللهِ مَا شَأْنُهُ، عَمِلْنَا عَلَيْهِ، وَنَضَحْنَا عَلَيْهِ، حَتَّى عَجَزَ عَنِ السِّقَايَةِ، فَأْتَمَرْنَا الْبَارِحَةَ أَنْ نَنْحَرَهُ، وَنُقَسِّمَ لَحْمَهُ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلْ، هَبْهُ لِي، أَوْ بِعْنِيهِ " فَقَالَ: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَوَسَمَهُ بِسِمَةِ
__________
(1) المثبت من (ظ 13) ، وفي (م) وباقي النسخ: خرجت.
(2) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : بقربها.
(3) في (م) وهامش (س) : عنده، وفي (ص) : وكنت عنده معاً.
(4) في (م) : جاءَه، وأشير إلى الهاء في (س) بأنها نسخة.(29/90)
الصَّدَقَةِ، ثُمَّ بَعَثَ بِهِ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن عبد العزيز.
وأخرجه بطوله ابن أبي شيبة 11/488-490 عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن جابر عند ابن أبي شيبة 11/490-492، والدارمي (17) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/223، والبيهقي في "الدلائل" 6/18-19 وإسناده ضعيف.
وأخرج القصة الأولى منه ابن أبي شيبة 8/44 و54-55، ومن طريقه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (394) ، عن عبد الله بن نمير، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2288) .
وعن أسامة بن زيد عند العقيلي 3/81، والبيهقي في "الدلائل" 6/24 - 26.
وعن عثمان بن أبي العاص عند ابن ماجه (3548) ، والطبراني في "الكبير" (8347) ، وأبي نعيم في "الدلائل" (396) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/307-308 و308 بألفاظ متقاربة. وانظر حديثه الآتي برقم (17897) وعن الوازع- وقيل: الزارع- بن عامر العبدي عند الطبراني في "الكبير"
(5314) ، وهو في "المسند" لكن سقط من المطبوع، انظر "الأطراف" 5/445. وفي أسانيدها مقال.
وأخرج قصة البعير الطبراني في "الكبير" 22/ (694) من طريق عبد الله بن نمير، به. وروايته مختصرة.
ويشهد لها حديث عبد الله بن جعفر السالف برقم (1745) ، وحديث أنس ابن مالك السالف برقم (12614) . وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قصة الشجرتين عن جابر بن عبد الله عند مسلم (3012) .
وعن أسامة بن زيد عند أبي نعيم في "الدلائل" (298) .
وعن غيلان بن سلمة، عند أبي نعيم في "الدلائل" (295) .
وعن ابن مسعود عند البيهقي في "الدلائل" 6/20 وجمع إلى قصة=(29/91)
17549 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ وَكِيعٌ: مُرَّةَ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، وَلَمْ يَقُلْ: مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ -، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ لَمَمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، أَنَا رَسُولُ اللهِ " قَالَ: فَبَرَأَ. فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ كَبْشَيْنِ، وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ، وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذِ الْأَقِطَ وَالسَّمْنَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ، وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ " (1)
__________
= الشجرتين قصة الجمل.
وانظر ما سيأتي بالأرقام (17549) و (17559) و (17563) و (17564) و (17565) و (17567) .
"ففغر فاه"، أي: فتحه.
"يخبب": ضَرْب من العَدْو.
"ضَرَبَ بِجِرانِه": يقال للبعير إذا بَرَكَ.
وقوله: "وَسَمه بسِمَة الصدقة"، أي: أعلَمهُ بعلامة إبل الصدقة.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، المنهال بن عمرو لم يسمع يعلى بن مرة.
وسيأتي الحديث مرة أخرى عن وكيع برقم (17563) ولم يقل فيه: عن أبيه.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (508) ، ومن طريقه هناد في "الزهد" (1338) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/21-22 و22، بهذا الإسناد. والحديث عندهم إلا الموضع الثاني للبيهقي مطول بنحو حديث عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة السالف برقم (17548) . ولم يقولوا فيه: عن أبيه،
إلا البيهقي في الموضع الأول.
وقال البيهقي عن الرواية الثانية: هذا أصح، والأول وهم، قاله البخاري، يعني روايته "عن أبيه" وهم، إنما هو عن يعلى نفسه، وهم فيه وكيع مرة،=(29/92)
17550 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرُو بْنِ يَعْلَى الثَّقَفِيِّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ مَسَحَ وُجُوهَ أَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ، فَأَصَبْتُ شَيْئًا مِنْ خَلُوقٍ، فَمَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُجُوهَ أَصْحَابِهِ وَتَرَكَنِي، قَالَ: فَرَجَعْتُ وَغَسَلْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَسَحَ وَجْهِي، وَقَالَ: " عَادَ لِخَيْرِ (1) دِينِهِ الْعَلَاء، تَابَ وَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ " (2)
__________
= ورواه على الصحة مرة. ثم استدرك البيهقي على البخاري فقال: وقد وافقه فيما زعم البخاري أنه وهمٌ يونسُ بنُ بكير، فيحتمل أن يكون الوهمُ من الأعمش، والله أعلم.
قلنا: وحديث يونس أخرجه هناد في "الزهد" (1339) ، والحاكم 2/617، والبيهقي في "الدلائل" 6/20-21. والحديث عندهم مطول.
وأخرجه دون قوله "عن أبيه": الطبراني في "الكبير" 22/ (679) من طريق يحيى بن عيسى، و (680) من طريق محاضر بن المورع، كلاهما عن الأعمش، به. لكن وقع الإسناد عنده في الموضع الأول: عن المنهال بن عمرو، قال: حدثني ابن يعلى بن مرة، عن أبيه.
وانظر ما سلف برقم (17548) .
(1) في (م) و (ص) : بخير.
(2) إسناده ضعيف، عمرو- وهو ابن عثمان- بن يعلى، وقد ينسب إلى جده، قال ابن القطان: لا يعرف حاله، ثم هو منقطع، فعمرو لا تعرف له رواية عن جده يعلى. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (689) من طريق أبي نعيم، عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وانظر الأحاديث الخمسة التالية و (17570) و (17571) .=(29/93)
17551 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ ابْنِ (1) يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ وُجُوهَنَا فِي الصَّلَاةِ وَيُبَارِكُ عَلَيْنَا. قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَمَسَحَ وُجُوهَ الَّذِينَ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي وَتَرَكَنِي، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ دَخَلْتُ عَلَى أُخْتٍ لِي، فَمَسَحْتُ وَجْهِي بِشَيْءٍ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقِيلَ لِي: إِنَّمَا تَرَكَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا رَأَى بِوَجْهِكَ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى بِئْرٍ، فَدَخَلْتُ فِيهَا،
__________
= والخَلوق، قال السندي: بفتح الخاء، طِيبٌ مركب من الزعفران وغيره تغلب عليه الحُمْرة والصفرة من طيب النساء.
وقوله: "العلاء" قال السندي: بالمد، فاعل "عاد"، أَطلقَ على اليعلى العلاء لموافقة السماء.
وقوله: "تاب" بيان لعاد، أي: تاب عما كان عليه من الأمر المكروه، وعاد إلى دينه الذي هو خير دين.
"واستهلت"، أي: سالت عليه السماء بالتوفيق والتأييد الإلهي، حتى عاد، قال تعالى: (ثم تابَ عليهم ليتوبوا) [التوبة: 118] فاستهلال السماء كناية عن توبة الله تعالى عليه، والله تعالى أعلم.
قلنا: وفي باب النهي عن التطيب بالخلوق أو الزعفران أو ما له لون للرجال حديث أبي هريرة السالف برقم (10978) .
وحديث أنس السالف برقم (11978) .
وحديث الوليد بن عقبة السالف برقم (16379) .
وحديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السالف برقم (17013) .
وحديث عمار بن ياسر، سيأتي 4/319.
وحديث أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/320.
(1) لفظة "ابن" ليست في (ظ 13) .(29/94)
فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ إِنِّي حَضَرْتُ صَلَاةً أُخْرَى، فَمَرَّ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ وَجْهِي وَبَرَّكَ عَلَيَّ، وَقَالَ: " عَادَ بِخَيْرِ دِينِهِ الْعَلَاء، تَابَ وَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ " (1)
17552 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ، أَوْ أَبِي حَفْصِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ خَلُوقًا فَقَالَ: " أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَاذْهَبْ فَاغْسِلْهُ، ثُمَّ لَا تَعُدْ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن يعلى: إما أن يكون عبد الله وإما عثمان، وعبد الله ابن يعلى، قال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي وابن عدي في الضعفاء.
وأما عثمان فهو مجهول. ويونس بن خباب قد ضُعِّف.
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي عمرو بن حفص. وقد اختلف في اسمه: فقيل: حفص بن عبد الله، وقيل: عبد الله بن حفص.
وأخرجه الترمذي (2816) ، والنسائي 8/152، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/128، والطبراني في "الكبير" 22/ (683) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/184، والبغوي (3161) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/525 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه عبد الرزاق (7937) ، والحميدي (822) ، وابن أبي شيبة 4/412، وابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني" (1569) ، والنسائي 8/152-153، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/216، والطبراني في "الكبير" 22/ (684) و (686) و (687) و (688) من طرق عن عطاء بن
السائب، به.
وأخرجه النسائي 8/152 من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن=(29/95)
17553 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِي رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، قَالَ: " اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ (1) ، ثُمَّ لَا تَعُدْ " قَالَ: فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَعُدْ (2)
17554 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ صُفْرَةٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَقَالَ: " اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ لَا تَعُدْ " قَالَ: فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَعُدْ (3)
__________
= عطاء بن السائب، عن ابن عمرو، عن رجل، عن يعلى.
وأخرجه الطحاوي 2/128 من طريق أبي عامر عن شعبة، عن عطاء، عن رجل من ثقيف، عن يعلى.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/184 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عطاء بن السائب، عن يعلى. ثم قال: هكذا في كتاب قاسم بن أصبغ.
وانظر (17550) .
(1) في (ظ13) : أغسله، ثم اغسله. ولم يذكر الثالثة.
(2) إسناده ضعيف كسابقه. عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/685 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
(3) إسناده ضعيف كسابقه. وقد تكرر هذا الحديث في (م) وسائر الأصول=(29/96)
17555 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ (1) ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: اغْتَسَلْتُ وَتَخَلَّقْتُ بِخَلُوقٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ وُجُوهَنَا، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي جَعَلَ يُجَافِي يَدَهُ عَنِ الْخَلُوقِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: " يَا يَعْلَى، مَا حَمَلَكَ عَلَى الْخَلُوقِ؟ أَتَزَوَّجْتَ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ لِي: " اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ " قَالَ: فَمَرَرْتُ عَلَى رَكِيَّةٍ، فَجَعَلْتُ أَقَعُ فِيهَا، ثُمَّ جَعَلْتُ أَتَدَلَّكُ بِالتُّرَابِ حَتَّى ذَهَبَ. قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَادَ بِخَيْرِ دِينِهِ الْعَلَاءُ، تَابَ وَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ " (2)
17556 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ عَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنَ الذَّهَبِ عَظِيمٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُزَكِّي هَذَا؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا زَكَاةُ هَذَا؟ فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَمْرَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَيْهِ " (3)
__________
= الخطية سنداً ومتناً وكتب عليه في (ظ 13) : معاد، وفي (س) : مكرر.
(1) في (م) : عن حميد، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف، عمر بن عبد الله بن يعلى وأبوه ضعيفان.
وأخرجه ابن خزيمة (2675) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.
وانظر (17550) .
(3) إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن أبي الليث كذبه غير واحد، سلفت ترجمته تحت الحديث رقم (419) ، وليس له في المسند غير هذين الحديثين،=(29/97)
* 17557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ زِيَادٍ جَالِسَا، فَأُتِيَ بِرَجُلٍ شَهِدَ فَغَيَّرَ شَهَادَتَهُ، فَقَالَ: لَأَقْطَعَنَّ لِسَانَكَ. فَقَالَ لَهُ يَعْلَى: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
__________
= وقد توبع، وعمرو- وهو ابن عثمان بن يعلى- قال ابن القطان: لا يعرف حاله كوالده. الأشجعي: هو أبو عبد الرحمن عبيد الله بن عبيد الرحمن الكوفي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 6/191 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 4/145 من طريق إبراهيم بن أبي الليث، بهذا الإسناد.
ووقع في إسناده عمرُ بدل عمرو. وإن يكن عُمر، فهو عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن الجارود (353) من طريق حفص بن عبد الرحمن، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن يعلى، به. وحفص بن عبد الرحمن، قال فيه أبو حاتم: صدوق مضطرب الحديث.
وأخرجه البيهقي 4/145 من طريق الوليد بن مسلم، عن عمر بن يعلى، عن أبيه، عن جده، فقال: عمر بدل عمرو.
وأخرجه الطبراني (677) من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان الثوري، عن ابن يعلى، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني أيضاً (678) من طريق يحيى بن يمان، عن سفيان الثوري، عن عمران الثقفي، عن أبيه، عن جده، ولعله تحرف عن عمرو.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/220 من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان، عن عمرو بن يعلى، عن أبيه. ولم يذكر جده.(29/98)
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا تُمَثِّلُوا بِعِبَادِي ". قَالَ: فَتَرَكَهُ (1)
17558 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ (2) ، عَنْ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقٍّ (3) ، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ " (4)
__________
(1) اسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن حفص. ثم إن عطاء كان قد اختلط بأخرة، ورواية محمد بن فضيل- وهو ابن غزوان- عنه بعد الاختلاط.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 9/423 دون ذكر القصة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (698) من طريق ورقاء بن عمر و (699) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عطاء، عن غير واحد من ثقيف- قال جرير: عن أناس من قومه-، عن يعلى بن مرة. قلنا: وعطاء ابن السائب ثقفي.
وسيأتي برقم (17568) .
ويغني عنه في باب النهي عن المثلة حديث ابن عباس السالف برقم (2728) .
وحديث المغيرة بن شعبة، سيأتي 4/246.
وحديث عبد الله بن يزيد الأنصاري، سيأتي 4/307.
وحديث عمران بن حصين، سيأتي 4/428.
وحديث سمرة بن جندب، سيأتي 4/428 و5/12.
وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث ابن عباس.
(2) تحرف في (م) و (س) و (ص) إلى: "أبو يعقوب".
(3) في (م) و (س) و (ص) : حقها.
(4) إسناده حسن، أبو ثابت- وهو أيمن بن ثابت الكوفي- روى عنه=(29/99)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جمع، وقال أبو داود: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات. إسماعيل بن محمد شيخ المصنف سلفت ترجمته عند الحديث رقم (942) . وأبو يعفور: هو عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والاسماء" 1/54، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" (284) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6151) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/215 من طرق عن مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/565، ومن طريقه عبد بن حميد (406) ، وابن حبان في "الثقات" 4/48، والطبراني في "الكبير" 22/ (691) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي يعفور، به.
وأخرجه الطبري (285) من طريق عبد الواحد بن زياد العبدي، عن أبي يعفور، به.
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (111) ، والدولابي 1/133، والطبري (286) و (287) و (288) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6149) ، وابن قانع 3/215، والطبراني في "الكبير" 22/ (693) ، وفي "الأوسط" (5746) ، وفي "الصغير" (1054) من طريق الشعبي، والدولابي 1/132-133 من طريق إسماعيل بن أبي خالد السبيعي، كلاهما عن أيمن بن ثابت أبي ثابت، به. وقد وقع تحريف في "الأوسط" للطبراني: عن أبي ثابت وهو يعلى ابن مرة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (695) من طريق جابر، عن موسى التغلبي، عن يعلى بن مرة. وإسناده ضعيف لضعف جابر، وهو: ابن يزيد الجعفي. وموسى التغلبي لم نتبيَّنْه.
وسيأتي الحديث برقم (17569) و (17571) .
وأصل الحديث بغير هذا اللفظ من حديث سعيد بن زيد وغيره: "من ظَلم من الأرض شيئاً طُوِّقَهُ من سبع أرضين" انظرها عند حديث ابن مسعود السالف=(29/100)
17559 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ سِيَابَةَ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَةً، فَأَمَرَ وَدِيَّتَيْنِ، فَانْضَمَّتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ أَمَرَهُمَا فَرَجَعَتَا إِلَى مَنَابِتِهِمَا "
وَجَاءَ بَعِيرٌ فَضَرَبَ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ جَرْجَرَ حَتَّى ابْتَلَّ مَا حَوْلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ الْبَعِيرُ؟ إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ صَاحِبَهُ يُرِيدُ نَحْرَهُ " فَبَعَثَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَوَاهِبُهُ أَنْتَ لِي؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي مَالٌ (1) أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. قَالَ: " اسْتَوْصِ بِهِ مَعْرُوفًا " فَقَالَ: لَا جَرَمَ، لَا أُكْرِمُ مَالًا لِي كَرَامَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ
وَأَتَى عَلَى قَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ، فَقَالَ: " إِنَّهُ يُعَذَّبُ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ " فَأَمَرَ بِجَرِيدَةٍ، فَوُضِعَتْ عَلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ: " عَسَى أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً " (2)
__________
= برقم (3767) .
(1) في (ظ13) و (س) و (ص) : مالاً.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حبيب بن أبي جبيرة. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، ويعلى ابن سيابة: هو يعلى بن مرة، وسيابة اسم أمه.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/221، والطبراني في "الكبير" 22/705 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، ولم يذكر ابن قانع قصة البعير.
وأخرج قصة القبر فقط البيهقي في "الدلائل" 7/42 من طريق عمر بن=(29/101)
17560 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ سِيَابَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَبْرٍ فَقَالَ: " إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ يُعَذَّبُ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ " ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَوَضَعَهَا عَلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ: " لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً " (1)
17561 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى طَعَامٍ
__________
= عبد الله بن يعلى بن مرة، عن أبيه.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (17548) .
وفي باب قصة القبر عن ابن عباس، وعن أبي هريرة سلفا برقم (1980) و (9686) .
وعن أبي بكرة، سيأتي 5/35-36.
وعن أبي أمامة، سيأتي 5/266.
وعن أنس بن مالك، عند البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (127) .
قوله: "وديتين" قال السندي: هما نخلتان صغيرتان.
وقوله: جرجر: قال: أي: ردد صوت البكاء في الحلق.
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/376، وعبد بن حميد (404) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3/242، والطبراني في "الكبير" 22/ (705) ، والبيهقي في "عذاب القبر" (126) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مطولة بالقصص الثلاث، انظر ما قبله.(29/102)
دُعُوا لَهُ، قَالَ: فَاسْتَمْثَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ عَفَّانُ: قَالَ وُهَيْبٌ: فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَامَ الْقَوْمِ، وَحُسَيْنٌ مَعَ غِلْمَانٍ يَلْعَبُ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْخُذَهُ. قَالَ: فَطَفِقَ الصَّبِيُّ يَفِرُّ (1) هَاهُنَا مَرَّةً، وَهَاهُنَا مَرَّةً، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَاحِكُهُ حَتَّى أَخَذَهُ. قَالَ: فَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ قَفَاهُ، وَالْأُخْرَى تَحْتَ ذَقْنِهِ، فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَقَبَّلَهُ وَقَالَ: " حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ " (2)
__________
(1) لفظة "يفر"سقطت من (م) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة سعيد بن أبي راشد، فقد انفرد بالرواية عنه عبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يوثقه غير ابن حبان. عفان: هو ابن مسلم.
وهيب: هو ابن خالد.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1361) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/102، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/415، وابن حبان (6971) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (702) ، والحاكم 3/177، والمزي في ترجمة سعيد بن أبي راشد من "تهذيب الكمال" 10/426-427 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن ماجه (144) وما بعده بدون رقم، والترمذي (3375) ، والدولابي 1/88، والطبراني في "الكبير" (2589) و22/ (702) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/414-415، وفي "الأدب المفرد" (364) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 1/308-309، والطبراني في "الكبير" (2586) و22/ (701) ، وفي "مسند الشاميين" (2043) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن يعلى بن مرة. وأبو صالح سيئ الحفظ.(29/103)
17562 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ: أَنَّهُ جَاءَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ يَسْتَبِقَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ، وَقَالَ: " إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ، وَإِنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَهَا الرَّحْمَنُ بِوَجٍّ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف. دون قوله: "وإن آخر وطأة ... ".
وأخرجه دونها أيضاً الحاكم 3/164 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وزاد: محزنة. وتحرف فيه اسم الصحابي إلى يعلى بن أمية الثقفي.
وأخرجه دونها أيضاً ابن أبي شيبة 12/97، وابن ماجه (3666) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (703) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (140) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (25) ، والبيهقي في "السنن" 10/202 من طريق عفان، به. زاد ابن أبي شيبة والطبراني: اللهم إني أحبهما فأحبهما.
وزاد البيهقي: محزنة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2587) و22/ (703) و (704) ، والقضاعي (26) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص461 من طريق يحيى بن أبي سليم، عن ابن خثيم، به.
وفي الباب عن خولة بنت حكيم، سيأتي 6/409.
وعن أبي سعيد الخدري، عند البزار (1892- كشف الأستار) ، وأبي يعلى (1032) .
وعن الأسود بن خلف، عند البزار (1891) ، والحاكم 3/296، ولا يصح إسناد واحد منها.
قوله: "وإن آخر وطأة وطئها الرحمن بوج" قال البيهقي في "الأسماء=(29/104)
17563 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا قَدْ أَصَابَهُ لَمَمٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، أَنَا رَسُولُ اللهِ " قَالَ: فَبَرَأَ، فَأَهْدَتْ لَهُ كَبْشَيْنِ وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا يَعْلَى، خُذِ الْأَقِطَ وَالسَّمْنَ، وَخُذْ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ، وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ " وقَالَ وَكِيعٌ، مَرَّةً: عَنْ أَبِيهِ، وَلَمْ يَقُلْ: " يَا يَعْلَى " (1)
17564 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ لِيَ: " ائْتِ تِلْكَ الْأَشَاءَتَيْنِ، فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا " فَأَتَيْتُهُمَا، فَقُلْتُ لَهُمَا ذَلِكَ، فَوَثَبَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى، فَاجْتَمَعَتَا، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَتَرَ بِهِمَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ وَثَبَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَى
__________
= والصفات": الوطأة المذكورة في هذا الحديث عبارة عن نزول بأسه به. قال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي: معناه عند أهل النظر أن آخر ما أوقع الله سبحانه وتعالى بالمشركين بالطائف، وكان آخر غزاة غزاها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاتل فيها العدو، ووج واد بالطائف. قال: وكان سفيان بن عيينة يذهب في تأويل هذا الحديث إلى ما ذكرناه، قال: وهو مثل قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف".
(1) إسناده ضعيف، المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى بن مرة، وهو مكرر (17549) .(29/105)
مَكَانِهَا (1)
17565 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ رَأَيْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ إِذْ مَرَرْنَا بِبَعِيرٍ يُسْنَى عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِيرُ جَرْجَرَ وَوَضَعَ جِرَانَهُ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ؟ " فَجَاءَ، فَقَالَ: " بِعْنِيهِ " فَقَالَ: لَا، بَلْ أَهَبُهُ لَكَ. فَقَالَ: " لَا، بِعْنِيهِ " قَالَ: لَا، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ، وَإِنَّهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ مَا لَهُمْ مَعِيشَةٌ غَيْرُهُ. قَالَ: " أَمَا إِذْ ذَكَرْتَ هَذَا مِنْ أَمْرِهِ، فَإِنَّهُ
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (292) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (339) ، وأبو نعيم (292) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/221، والبيهقي في "الدلائل" 6/21-22 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
ورواية البيهقي مطولة بنحو حديث عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بن مرة السالفة برقم (17548) .
وأخرجه مطولاً أيضاً الطبراني في "الكبير" 22/ (679) من طريق يحيى بن عيسى، و22/ (680) من طريق محاضر بن المورع، والبيهقي في "الدلائل" 6/20- 21 من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن الأعمش، به. ولم يقل محاضر: عن أبيه. ووقع إسناد رواية يحتص بن عيسى في المطبوع من الطبراني: المنهال بن عمرو، حدثني ابن يعلى بن مرة، عن أبيه.
قوله: "الأَشاءتين" قال السندي: بفتح همزة وشين ممدودة، والأشاءتان: الصغيرتان من النخل، الواحدة الأشاءة بالمد والهمزة.(29/106)
شَكَا كَثْرَةَ الْعَمَلِ، وَقِلَّةَ الْعَلَفِ، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ "
قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَنَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْ شَجَرَةٌ تَشُقُّ الْأَرْضَ، حَتَّى غَشِيَتْهُ (1) ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ ذَكَرْتُ لَهُ. فَقَالَ: " هِيَ شَجَرَةٌ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا في (2) أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهَا "
قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَمَرَرْنَا بِمَاءٍ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا بِهِ جِنَّةٌ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْخَرِهِ، فَقَالَ: " اخْرُجْ، إِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ". قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ سَفَرِنَا مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَاءِ، فَأَتَتْهُ الْمَرْأَةُ بِجُزُرٍ (3) وَلَبَنٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرُدَّ الْجُزُرَ (4) ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ، فَشَرِبُوا (5) مِنَ اللَّبَنِ، فَسَأَلَهَا عَنِ الصَّبِيِّ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا رَأَيْنَا مِنْهُ رَيْبًا (6) بَعْدَكَ (7)
__________
(1) في (س) و (ص) : غَشَّته.
(2) لفظة "في" ليست في (م) .
(3) في (ص) و (ق) وهامش (س) : بجزور.
(4) في (ق) وهامش (س) : الجزور.
(5) في (م) وسائر النسخ عدا (ق) : فشرب.
(6) في (ق) وهامش (س) : رئياً، ولم تعجم في (ظ 13) .
(7) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن حفص، وعطاء بن السائب كان قد اختلط.
وأخرج قصة البعير منه أبو نعيم في "الدلائل " (283) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرج قصة الشجرة منه أبو نعيم (293) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به.=(29/107)
17566 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ حُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهَا يَعْلَى - قَالَ يَزِيدُ: فِيمَا يَرْوِي يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ الْتَقَطَ لُقَطَةً يَسِيرَةً، دِرْهَمًا أَوْ حَبْلًا أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ، فَلْيُعَرِّفْهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ كَانَ فَوْقَ ذَلِكَ فَلْيُعَرِّفْهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ (1) " (2)
__________
= وأخرجه بطوله عبد بن حميد في "المنتخب" (405) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/23-24 من طريق عبد الرزاق، به. ووقع في إسناد البيهقي زيادة مقحمة، وهي: "عن عبد الله بن السائب" بين عطاء بن السائب وبين عبد الله ابن حفص، وهو خطأ.
وانظر ما سلف برقم (17548) .
قوله: يُسنى عليه: من السانية، وهي الإبل التي يُستقى عليها.
(1) في (م) : فليعرفه سنة.
(2) إسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله بن يعلى، وجدته حكيمة لا تُعرف، لم يرو عنها غيره. وذكر في ترجمتها أنها بنت يعلى بن مرة، وعلى هذا فيُشكل قول عمر بن عبد الله: عن جدته، فإنها إن كانت بنت يعلى فهي عمته. وقد ذكر المزي في "التهذيب" 21/418 في ترجمة عمر أنه يروي عن جدته حكيمة امرأة يعلى بن مرة، وعلى هذا يُشكل قوله هنا: عن أبيها. والله أعلم بالصواب.
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 4/195، والبيهقي في "السنن" 6/195 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (700) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. وزاد في آخره: فمان جاء صاحبها وإلا فليتصدق بها، فإن جاء صاحبها فليخبره.
وانظر في اللقطة حديث زيد بن خالد، سلف برقم (17050) .=(29/108)
17567 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى، قَالَ: مَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ رَأَى مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا دُونَ مَا رَأَيْتُ، فَذَكَرَ أَمْرَ الصَّبِيِّ، وَالنَّخْلَتَيْنِ، وَأَمْرَ الْبَعِيرِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " مَا لِبَعِيرِكَ يَشْكُوكَ، زَعَمَ أَنَّكَ سَنأتهِ (1) ، حَتَّى إِذَا كَبُرَ تُرِيدُ أَنْ تَنْحَرَهُ " قَالَ: صَدَقْتَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا، قَدْ أَرَدْتُ ذَلِكَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَفْعَلُ (2)
17568 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ: لَا تُمَثِّلُوا بِعِبَادِي " (3)
__________
= وحديث عياض بن حمار، سلف برقم (17481) .
(1) في (م) وحدها: سانيه، والمثبت من كافة الأصول.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه. المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى بن مرة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (680) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/20-21 و21-22 من طريق الأعمش، عن المنهال بن عمرو، بهذا الإسناد.
إلا أن البيهقي زاد: عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (679) من طريق ابن يعلى، عن أبيه يعلى بن مرة.
وانظر ما سلف برقم (17548) .
قوله: سنأته، أي: اتخذته للسقاية عمره. قال السندي: الصواب لغةً: سنوته، فإنه ناقص واوي لا مهموز.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء بن السائب لم يسمع من يعلى بن=(29/109)
17569 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ " (2)
17570 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُتَخَلِّقٌ بِالْخَلُوقٍ، فَقَالَ لِي: " يَا يَعْلَى، مَا هَذَا الْخَلُوقُ؟ أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَاذْهَبْ فَاغْسِلْهُ عَنْكَ، ثُمَّ اغْسِلْهُ،
__________
= مرة، وقد عُرفت الواسطة بينهما فيما سلف برقم (17557) وهو عبد الله بن حفص، وهو مجهول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (697) من طريق خالد الواسطي، عن عطاء، بهذا الإسناد.
(1) في (ق) و (ص) : أبو يعقوب، وهو تحريف. ووقع في (م) : أبو يعقوب عبد الله جدي، وهو خطأ.
(2) إسناده حسن من أجل أبي ثابت، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (17558) .
وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (6150) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (285) من طريق أبي هشام المخزومي، والطبراني في "الكبير" 22/ (690) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وقال الطبراني: أبو يعقوب، وهو خطأ.(29/110)
ثُمَّ اغْسِلْهُ وَلَا تَعُدْ " (1)
* 17571 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ ثابت (2) ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ، كَلَّفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَحْفِرَهُ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ أَرَضِينَ، ثُمَّ يُطَوَّقَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن حفص. وانظر (17552) .
(2) في (م) وسائر النسخ الخطية: ابن نَابِلٍ، وكانت في (ظ 13) : ابن ثابت ثم حولت إلى ابن نابل. وهو في الموضع الأول السالف برقم (17558) وسائر مصادر التخريج عدا عبد بن حميد: ابن ثابت. ولم يذكر أحد ممن ترجم ابن نابل في الرواة عنه الربيع بن عبد الله، بينما ذكر أبو حاتم في
"الجرح والتعديل" 2/319 في ترجمة أيمن بن ثابت أنه روى عنه الربيع بن عبد الله. ونقل الحافظ في "التعجيل" في ترجمة الربيع بن عبد الله عن ابن حبان في "الثقات " 6/299 أنه قال: يروي عنه أيمن بن ثابت، وصوبه.
(3) إسناده ضعيف لجهالة الربيع بن عبد الله. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وحسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه عبد بن حميد (407) ، وابن حبان (5164) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (692) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" (289) عن ابن وكيع، عن حسين بن محمد، عن زائدة، عن رجل ذكره، عن أيمن بن ثابت أو ابن أبي ثابت.
وانظر (17558) .(29/111)
17572 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصِ بْنَ (1) عَمْرٍو، أَوْ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ الثَّقَفِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَلَّقًا فَقَالَ: " أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، وَلَا تَعُدْ " (2)
17573 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ أَبِي سَهْلٍ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى مَضِيقٍ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَالسَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَالْبَلَّةُ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ، فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَصَلَّى بِهِمْ يُومِئُ إِيمَاءً، يَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ، أَوْ يَجْعَلُ سُجُودَهُ أَخْفَضَ مِنْ رُكُوعِهِ " (3)
__________
(1) لفظة "ابن" ليست في (ظ 13) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي حفص بن عمرو.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/40، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/128 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وانظر (17552) .
(3) إسناده ضعيف، قال ابن القطان: عمرو بن عثمان لا يعرف كوالده.
وأخرجه الترمذي (411) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (663) ، والدارقطني 1/380- 381، والبيهقي 2/7، والخطيب في "تاريخه" 11/182-183، وابن العربي في "عارضة الأحوذي" 2/201-202 من طرق عن عمر بن ميمون بن=(29/112)
حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
17574 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، رَجُلٍ مِنْهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ، يَقُولُ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ (2) حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا " (3)
__________
= الرماح، بهذا الإسناد.
قلنا: وقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاة على راحلته حيث توجهت به، وذلك في النافلة. وليس في الفرض. انظر ما سلف في مسند ابن عمر (4470) و (4518) .
(1) قال السندي: عتبة بن غزوان: بفتح المعجمة وسكون الزاي: من السابقين الأولين، هاجر إلى الحبشة، ثم رجع فهاجر إلى المدينة رديفاً للمقداد، وشهد بدراً وما بعدها، وولاه عمر في الفتوح، فاختط البصرة، وفتح فتوحاً، وكان طُوَالاً جميلاً، قال ابن سعد وغيره: قدم على عمر يستعفيه من
الإمرة، فأبى، فرجع فمات. في الطريق سنة سبع عشرة، وقيل: سنة عشرين، وقيل: قبل ذلك، وعاش سبعاً وخمسين سنة.
(2) في (م) : الجنة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خالد بن عمير وعتبة بن غزوان صحابي الحديث، فهما من رجال مسلم.
وهو عند الإمام أحمد في "الزهد" ص31، وأخرجه من طريقه الطبراني في "البهير" 17/281، والحاكم 3/261، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/566، والحديث عند الطبراني والحاكم مطول بنحو رواية بهز بن أسد الأتية برقم=(29/113)
17575 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: خَطَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ - قَالَ بَهْزٌ: وَقَالَ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا
__________
= (17575) .
وهو عند وكيع في "الزهد" (120) ، وأخرجه من طريقه ابن أبي شيبة 13/376، ومسلم (2967) (15) ، والطبراني 17/ (281) وهو عند ابن أبي شيبة والطبراني مطول.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/340، والطبراني 17/ (281) ، والحاكم 3/261، وأبو نعيم في "الحلية" 1/171 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن قرة بن خالد، به. والحديث عندهم غير يعقوب بن سفيان مطول.
وأخرجه بنحو رواية المصنف الطبراني 17/ (285) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/171-172 من طريق قيس بن أبي حازم، والطبراني 17/ (279) من طريق أبي نصر، كلاهما عن عتبة بن غزوان.
والحديث قطعة من خطبة عتبة بن غزوان عندما دخل البصرة، وسيأتي من طريق وكيع 5/61.
وانظر ما بعده.
قوله: إلا ورق الحُبْلة: بضم فسكون: نوع من شجر البادية.
قوله: قرحت أشداقنا: قال السندي: في "القاموس": قرح كمنع: جرح، وسَمع: جرحت به القروح، فهاهنا: بكسر الراء. والأشداق: جوانب الفم.
قال النووي: أي: صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته.(29/114)
صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، يَتَصَابُّهَا صَاحِبُهَا، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفِيرِ (1) جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا مَا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا، وَاللهِ لَتَمْلَؤُنَّهُ، أَفَعَجِبْتُمْ؟ وَاللهِ لَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مَصرَاعَيِ (2) الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ كَظِيظُ الزِّحَامِ "
" وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي (3) سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، وَإِنِّي الْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَّقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدٍ، فَأْتَزَرَ بِنِصْفِهَا، وَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا، فَمَا أَصْبَحَ مِنَّا أَحَدٌ الْيَوْمَ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرَ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا تَنَاسَخَتْ، حَتَّى يَكُونَ عَاقِبَتُهَا مُلْكًا، وَسَتَبْلُونَ أَوْ سَتَخْبُرُونَ (4) الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا " (5)
__________
(1) في (ظ 13) : شفة.
(2) في (م) : مصارع.
(3) في (ظ13) و (س) : رأيتني أنا، وضرب على لفظة "أنا" في (س) .
(4) في (ظ13) و (ق) : أو ستجربون.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (534) ، والطيالسي (1276) ، ومسلم (2967) (14) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 7/234، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (300) ، وابن حبان (7121) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (280) ، والبيهقي في "الشعب" (10327) ، وفي "البعث=(29/115)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والنشور" (536) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/116، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/145-146 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد، ولم يقل أحد منهم: خطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والحديث عند بعضهم مختصر. وتحرف اسم سليمان بن المغيرة في مطبوع الحاكم إلى سليمان بن موسى.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 5/7-6، وهناد في "الزهد" (770) ، والترمذي (2575) ، والطبراني 17/ (278) و (284) و (286) ، والخطيب في "تاريخه " 1/155-156 من طرق عن عتبة بن غزوان، به.
وسلف مختصراً في الرواية السابقة.
وفي باب قوله في مصاريع الجنة شاهد من حديث معاوية بن حيدة، سيأتي برقم (20045) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: آذنت، بمد، أي: أعلمت.
وقوله: بصرم، بضم الصاد وسكون الراء، أي: بانقطاع وذهاب.
وقوله: حذاء، بفتح حاء مهملة وتشديد ذال معجمة ومد ألف، أي: مسرعة.
وقوله: صُبابة، بضم الصاد: البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء.
وقوله: يتصابها، بتشديد الباء، أي: يشربها.
وقوله: لتملأنه، على بناء المفعول، أي: لتُملأ مع هذه السعة، والهاء للسكت.
وقوله: كظيظ الزحام، هكذا في النسخ، وفي "صحيح مسلم": وهو كظيظ، وهو الظاهر، فيقدر ها هنا أيضاً، هو، أي: الباب، والكظيظ: الممتلئ، ويمكن أن يجعل صفه اليوم على المجاز.
وقوله: بيني وبين سعد، هو: سعد بن أبي وقاص.(29/116)
حَدِيثُ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْخَثْعَمِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17576 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ (2) الْخَثْعَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ وَأَرْبَعُ مِائَةٍ، نَسْأَلُهُ الطَّعَامَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: " قُمْ فَأَعْطِهِمْ " (3) قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَا يَقِيظُنِي وَالصِّبْيَةَ؟ - قَالَ وَكِيعٌ: الْقَيْظُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ - قَالَ: " قُمْ فَأَعْطِهِمْ " قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمْعًا وَطَاعَةً. قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَصَعِدَ بِنَا إِلَى غُرْفَةٍ لَهُ، فَأَخْرَجَ الْمِفْتَاحَ مِنْ حُجْزَتِهِ، فَفَتَحَ الْبَابَ. قَالَ دُكَيْنٌ: فَإِذَا فِي الْغُرْفَةِ مِنَ التَّمْرِ شَبِيهٌ بِالْفَصِيلِ الرَّابِضِ، قَالَ: شَأْنَكُمْ. قَالَ: فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا حَاجَتَهُ مَا شَاءَ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتُّ وَإِنِّي لَمِنْ آخِرِهِمْ وَكَأَنَّا لَمْ نَرْزَأْ مِنْهُ تَمْرَةً (4)
__________
(1) دكين بن سعيد الخثعمي، ووقعت نسبته في بعض روايات الحديث: المزني، نسبة إلى مزينة، وذكره ابن سعد في "طبقاته" 1/291 في قصة وفد مزينة، ويؤيده أن القصة المذكورة في حديثه قد رواها أيضاً النعمان بن مقرن المزني. فيما سيأتي 5/445. والله أعلم.
(2) في (س) و (ص) : سعد. وكلاهما جائز في اسمه.
(3) في (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س) : قم فأطعمهم.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود حديثه هذا. وكيع: هو ابن الجراح، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/161-162، والمزي في "تهذيب=(29/117)
17577 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ رَاكِبًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ، نَسْأَلُهُ الطَّعَامَ، فَقَالَ لِعُمَرَ: " اذْهَبْ فَأَعْطِهِمْ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَقِيَ إِلَّا آصُعٌ مِنْ تَمْرٍ، مَا أَرَى أَنْ يَقِيظَنِي. قَالَ: " اذْهَبْ فَأَعْطِهِمْ " قَالَ: سَمْعًا وَطَاعَةً. قَالَ: فَأَخْرَجَ عُمَرُ الْمِفْتَاحَ مِنْ حَجُزَتِهِ، فَفَتَحَ الْبَابَ، فَإِذَا شِبْهُ الْفَصِيلِ الرَّابِضِ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ لَنَا: خُذُوا. فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا مَا أَحَبَّ، ثُمَّ الْتَفَتُّ، وَكُنْتُ مِنْ آخِرِ الْقَوْمِ، وَكَأَنَّا لَمْ نَرْزَأْ تَمْرَةً (1)
17578 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ،
__________
= الكمال" 8/492-493 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (893) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/255-256، وأبو داود (5238) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1077) و (1109) و (1110) ، وابن حبان (6528) ، والطبراني في "الكبير" (4207) و (4208) و (4209) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/365، وفي "دلائل النبوة" (333) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وبعضهم يرويه مختصراً.
وقد روى هذه القصة النعمان بن مقرن المزني، سيأتي عند أحمد 5/445.
قال السندي: قوله: ما يقيظني، بالتشديد، أي: ما يكفيني والصغارَ زمان شدة الحر.
وقوله: الفصيل الرابض: ولد الناقة الجالس المقيم.
وقوله: ثم نرزأ، بتقديم الراء على الزاي، آخره همزة، أي: لم نُنقص أو لم نُصب.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له أبو داود هذا الحديث.(29/118)
عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْخَثْعَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ وَأَرْبَعُمِائَةٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) .
17579 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) .
17580 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (17576) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له أبو داود هذا الحديث.
(3) إسناده صحيح.(29/119)
حَدِيثُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ (1)
17581 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الضَّالَّةِ مِنَ الْإِبِلِ تَغْشَى حِيَاضِي، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ أَسْقِيهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، في (2) كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى (3) أَجْرٌ" (4)
__________
(1) قال السندي: سراقة بن مالك بن جعشم مدلجي، يكنى أبا سفيان، أسلم يوم الفتح.
(2) في (م) : "من" بدل "في".
(3) في (م) و (ق) : "حرّاء".
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وابن إسحاق قد صرح بسماعه في "السيرة" وغيرها من مصادر التخريج، ومالك بن جعشم- والد عبد الرحمن منسوب إلى جدِّه، واسم أبيه مالك أيضاً- لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقد خرج له البخاري حديثه في الهجرة، وقال ابن حجر في "الإصابة" 6/275: له إدراك إن لم يكن له صحبة. قلنا: وقد توبع.
والحديث في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق 2/133-135 في آخر قصة سراقة مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الهجرة، وهي القصة الآتية برقم (17591) .
وأخرجه ابن ماجه (3686) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1032) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/134، وأبو نعيم في "الدلائل" (236) من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد ابن ماجه، عن جده سراقة، والصواب: عن عمه، كما في "التحفة" 3/270.
وأخرجه الحميدي (902) ، وابن أبي عاصم (1031) ، والقضاعي (112) ،=(29/120)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطبراني في "الكبير" (6598) و (6599) و (6602) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/487-489، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/380-381 في ترجمة عبد الرحمن بن مالك من طرق عن الزهري، به. ورواية الطبراني الأخيرة والبيهقي والمزي مطولة بقصة سراقة مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الهجرة. ووقع في الحميدي والقضاعي شك في الراوي، هل هو ابن سراقة أو غيره، فقال الحميدي: عن ابن سراقة أو عن ابن أخي سراقة. وقال القضاعي: عن ابن سراقة أو غيره. قلنا: وابن سراقة: هو محمد بن سراقة، يروي عن أبيه، كما ذكر المزي في "التهذيب" 10/215 في ترجمة سراقة بن مالك. ولم نتبينه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/134 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان بن عيينة، عن وائل بن داود، عن الزهري، عن محمد بن سراقة، عن أبيه سراقة. وقد تحرف في مطبوع الطحاوي اسم محمد بن سراقة إلى ابن سلقة.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص18، وابن حبان (542) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن سراقة. وإسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه الطبراني (6600) ، والحاكم 3/619 من طريق حسان بن غالب، عن ابن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن سراقة بن مالك. وابن لهيعة سيئ الحفظ.
وأخرجه الحاكم (3) /619-620 عن محمد بن صالح بن هانىء، عن الحسن بن الفضل، عن شبابة بن سوار، عن المغيرة بن مسلم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عمه سراقة بن مالك.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/186 من طريق محمد بن الجهم عن يعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم. والمحفوظ عن يعلى: عبد الرحمن بن مالك كما عند المصنف. =(29/121)
17582 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فِي الْوَادِي، فَقَالَ: " أَلَا إِنَّ الْعُمْرَةَ دَخَلَتْ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
= قلنا: وقد وهم من قال في اسمه عبد الرحمن بن كعب بن مالك، والصواب أنه عبد الرحمن بن مالك بن جعشم.
وسيأتي الحديث من طريق عبد الرحمن بن مالك، عن أبيه برقم (17584) و (17587) . ومن طريق عروة بن الزبير، عن سراقة برقم (17588) .
ويشهد له حديث ابن عمرو السالف برقم (7075) .
وحديث أبي هريرة السالف برقم (8874) .
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن فيه انقطاعاً، طاووس لم يسمعه من سراقة كما جاء مصرحاً به في الحديث الآتي برقم (17590) .
وأخرجه ابن ماجه (2977) ، والطبراني في "الكبير" (6595) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (6595) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن إسحاق بن يوسف، عن مسعر بن كدام، به.
وأخرجه الطبراني (6596) ، والحاكم 3/619 من طريق إدريس الأودي، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس، به. وزاد في إسناد الطبراني عطاءَ بين عبد الملك بن ميسرة وبين طاووس، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وسيأتي الحديث بنحوه برقم (17589) و (17590) .
وأخرجه الطبراني (6562) ، والدارقطني 2/283 من طريق روح بن القاسم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن سراقة بن مالك قال: يا رسول الله أخبرنا عن عمرتنا هذه، لعامنا هذا أم للأبد؟ قال: "لا، بل للأبد، دخلت=(29/122)
17583 - حَدَّثَنِي مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ الزَّرَّادَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ (1) ، صَاحِبَ عَلِيٍّ، يَقُولُ:
__________
= العمرة في الحج إلى يوم القيامة" وزاد الطبراني سؤالاً آخر عن العمل. وقد سلف الحديث بهذه السياقة من حديث محمد بن علي الباقر، عن جابر برقم (14440) ، وبنحوه من طريق أبي الزبير برقم (14116) ، ومن طريق عطاء برقم (14283) .
وأخرجه الطبراني (6561) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس، عن ابن عباس، عن سراقة بن مالك. وانظر ما سلف في مسند ابن عباس برقم (2274) .
وأخرجه مطولاً الشافعي 1/372، والطبراني (6594) من طرق عن طاووس، مرسلاً.
وقد سلف ضمن حديث سبرة بن معبد برقم (15345) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4822) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة" قال المُناوي في "فيض القدير" 3/522: أي: دخلت في وقت الحج وشهوره، هذا هو المناسب للحال، وقيل: معناه: دخل عمل العمرة في عمل الحج إذا قرن بينهما، وقيل: معناه إن العمرة نفسها داخلة في الحج وفي الإتيان به، وأن فرضها ساقط بوجوب الحج وفرضه، وهو قول من لا يرى وجوب العمرة كأبي حنيفة ومالك، كذا قرر البيضاوي. وقال ابن العربي رداً على مذهب المالكية: تعلق علماؤنا بقوله: دخلت العمرة في الحج على عدم وجوبها، فقالوا: لما حكم بدخولها فيه سقط وجوبها. قلنا: لو كان المراد لسقط فعلها رأساً، وإنما معناه: دخلت في زمن الحج رداً على العرب الزاعمين أن العمرة في زمن الحج من أفجر الفجور، فحكم بدخولها معه في زمانه كما تدخل معه في قرانه، وهذا بديع.
(1) في (م) : النزال بن يزيد بن سبرة، بزيادة يزيد، وهو خطأ.(29/123)
سَمِعْتُ سُرَاقَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ: وَقَرَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (1)
17584 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الضَّالَّةِ مِنَ الْإِبِلِ تَغْشَى حِيَاضِي، قَدْ لُطْتُهَا للِإِبِلٍ (2) ، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي شَأْنِ مَا أَسْقِيهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى (3) أَجْرٌ " (4)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود بن يزيد الأودي، لكنه قد توبع. انظر ما قبله.
وأخرجه الطحاوي في: شرح المعاني" 2/154 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6597) من طريق يونس بن بكير، عن داود ابن يزيد، به.
ويشهد لقوله: وقرن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع حديث أنس السالف برقم (11958) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) في (م) : من الإبل.
(3) في (م) : حَرّاء، وهو خطأ.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. انظر الكلام عليه فيما سلف برقم (17581) .
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3373) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.(29/124)
17585 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا سُرَاقَةُ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَمَّا أَهْلُ النَّارِ، فَكُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ " (1)
17586 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، يَقُولُ: أَنَّهُ حَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا سُرَاقَةُ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَعْظَمِ الصَّدَقَةِ أَوْ مِنْ أَعْظَمِ الصَّدَقَةِ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " ابْنَتُكَ مَرْدُودَةٌ إِلَيْكَ، لَيْسَ لَهَا كَاسِبٌ غَيْرَكَ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن عُلي بن رباح لم يسمعه من سراقة في رواية عبد الله بن يزيد المقرئ هنا، ورواه غيره عن موسى بن علي، عن أبيه، عن سراقة موصولاً.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/60-61 من طريق زيد بن الحباب، والحاكم أيضاً 3/619، والطبراني في "الكبير" (6589) ، وفي "الأوسط" (3181) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن موسى بن علي، عن أبيه، عن سراقة موصولاً.
وفي الباب عن ابن عمرو، سلف برقم (6580) و (7010) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن عُلي بن رباح لم يسمعه من=(29/125)
17587 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَالِكٍ، أَخْبَرَهُ (1) أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، قَالَ: فَطَفِقْتُ أَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَا أَذْكُرُ مَا أَسْأَلُهُ عَنْهُ. فَقَالَ: اذْكُرْهُ. قَالَ: وَكَانَ مِمَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ: أَنْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الضَّالَّةُ تَغْشَى حِيَاضِي، وَقَدْ مَلَأْتُهَا مَاءً لِإِبِلِي، هَلْ
__________
= سراقة في رواية عبد الله بن يزيد المقرئ هنا، ورواه غيره عن موسى بن عُلَيٍّ، عن أبيه، عن سراقة موصولاً.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (80) و (81) ، وابن ماجه (3667) ، والطبراني في "الكبير" (6591) و (6592) ، والحاكم في "المستدرك" 4/176 من طرق عن موسى بن عُلَيٍّ، بهذا الأسناد، إلا أن البخاري في الرواية الأولى قال: عن موسى بن عُلَيٍّ، عن أبيه أن النبي قال لسراقة. مرسلاً، وقال في الثانية: سمعت أبي عن سراقة. وقال ابن ماجه والطبراني في الأولى والحاكم:
سمعت أبي يذكر عن سراقة. وقال الطبراني في الثانية: سمعت أبي يحدث عن سراقة.
وفي باب الإحسان إلى البنات والنفقة عليهن عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11384) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: ابنتك، بالرفع، أي: صدقة ابنتك، أي: الصدقة عليها، أو بالنصب، أي: أعط ابنتك.
مردودةً: بالنصب: بطلاق زوجها أو موته، فإن رجوعها إلى بيت الأب بعد أن صرف عليها ما صرف ثقيل على الأب، فلذلك عظم أجر الإنفاق عليها.
(1) زاد في (م) و (س) و (ق) في هذا الموضع: أن أباه أخبره. والصواب حذفها كما في (ظ 13) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 2/429، و"إتحاف المهرة" 5/67، و"جامع المسانيد" 20/ورقة 71.(29/126)
لِي مِنْ أَجْرٍ أَنْ أَسْقِيَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، فِي سَقْيِ كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى (1) أَجْرٌ لِلَّهِ " (2)
17588 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الضَّالَّةَ تَرِدُ عَلَى حَوْضِ إِبِلِي، هَلْ لِي أَجْرٌ أَنْ أَسْقِيَهَا؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، فِي الْكَبِدِ الْحَرَّى (3) أَجْرٌ " (4)
17589 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ عُمْرَتَنَا هَذِهِ، لِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلْأَبَدِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ لِلْأَبَدِ " (5)
__________
(1) في (م) : حرّاء، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، عبد الرحمن بن مالك لم يشهد القصة، فهو تابعي، وإنما رواها عن أبيه مالك بن مالك، عن عمه سراقة بن مالك، كما سلف برقم (17581) . صالح: هو ابن كيسان.
وانظر ما بعده.
(3) في (م) : الحرّاء، وهو خطأ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19692) .
وأخرجه الطبراني (6587) ، والبيهقي 4/186، والبغوي (1667) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
(5) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن فيه انقطاعاً،=(29/127)
17590 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يُحَدِّثُ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ الْكِنَانِيِّ - وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، كَذَا فِي الْحَدِيثِ -، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عُمْرَتُنَا هَذِهِ لِعَامِنَا هَذَا (1) ، أَوْ لِلْأَبَدِ؟ قَالَ: " لِلْأَبَدِ " (2)
17591 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ - قَالَ الزُّهْرِيُّ - أَخْبَرَنِي
__________
= طاووس لم يسمعه من سراقة كما جاء مصرحاً به في الرواية التالية.
وأخرجه النسائي 5/178-179 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي في "الجعديات" (465) عن علي بن الجعد، عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي 5/179 حدثنا هناد بن السري، عن عبدة، والطبراني في "الكبير" (6604) حدثنا عبد الله، عن أبيه أحمد بن حنبل، عن محمد بن جعفر، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن مالك بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن سراقة بن مالك قال: تمتع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتمتعنا معه، فقلنا: ألنا خاصة أو لأبد قال: "بل لأبد". وفي رواية الطبراني: فقيل بدل فقلنا.
والأصوب أن السائل هو سراقة نفسه كما في رواية جابر. وقوله: "تمتع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " غير محفوظ، والصواب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل بالحج والعمرة جميعاً، انظر
رواية أنس السالفة برقم (11958) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6562) ، والدارقطني 2/283 من طريق روح بن القاسم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن سراقة. وفي إسناده من لم نتبينه. وسؤال سراقة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف من طريق أبي الزبير عن جابر من مسنده برقم (14116) وهو صحيح.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (17582) .
(1) لفظة "هذا" ليست في (ظ13) .
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع. وانظر ما قبله.(29/128)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ، وهُوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ (1) ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ، يَقُولُ: " جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي أَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا، أَوْ أَسَرَهُمَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي، بَنِي مُدْلِجٍ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ، إِنِّي رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوَدَةً بِالسَّاحِلِ، إِنِّي أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ. قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ. فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنْ رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا انْطَلَقَ آنِفًا. قَالَ: ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، حَتَّى قُمْتُ، فَدَخَلْتُ بَيْتِي، فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تُخْرِجَ لِي فَرَسِي، وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ، فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فَخَطَطْتُ بِرُمْحِي الْأَرْضَ، وَخَفَضْتُ عَالِيَةَ الرُّمْحِ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي، فَرَكِبْتُهَا، فَرَفَعْتُهَا تَقَرَّبُ بِي، حَتَّى رَأَيْتُ أَسْوَدَتَهُمَا، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُمْ حَيْثُ يُسْمِعُهُمُ الصَّوْتُ، عَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدَيَّ إِلَى كِنَانَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا؟ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ، فَرَفَعْتُهَا تَقَرَّبُ
__________
(1) في (ظ13) : سراقة بن جعشم، قال السندي: هكذا في غالب روايات البخاري وهو نسبة إلى الجد، وفي رواية: سراقة بن مالك بن جعشم.(29/129)
بِي، حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُمْ، عَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدَيَّ إِلَى كِنَانَتِي، فَأَخْرَجْتُ الْأَزْلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ، فَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ، وَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَرَفَعْتُهَا تَقَرَّبُ بِي، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتِ الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَزَجَرْتُهَا، وَنَهَضْتُ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لِأَثَرِ يَدَيهَا (1) عُثَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ - قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِأَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ: مَا الْعُثَانُ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: هُوَ الدُّخَانُ مِنْ غَيْرِ نَارٍ - قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ، فَنَادَيْتُهُمَا بِالْأَمَانِ، فَوَقَفَا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ، أَنَّهُ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ مِنْ أَخْبَارِ سَفَرِهِمْ، وَمَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزُؤونِي شَيْئًا، وَلَمْ يَسْأَلُونِي، إِلَّا أَنْ: أَخْفِ عَنَّا، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ مُوَادَعَةٍ آمَنُ بِهِ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، فَكَتَبَ لِي فِي رُقْعَةٍ مِنْ
__________
(1) في (م) : إذ لا أثر بها، وهو تحريف.(29/130)
أَدِيمٍ ثُمَّ مَضَى " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مالك المدلجي- وهو ابن مالك بن جعشم والدُ عبد الرحمن- لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال الحافظ ابن حجر: له إدراك إن لم يكلن له صحبة.
وأخرج له البخاري هذا الحديث. ولم يخرج له غيره. وباقي رجاله ثقات.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (9743) في قصة طويلة في الهجرة وتآمر المشركين ...
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (1030) ، وابن حبان (6280) ، والطبراني في "الكبير" (6601) من طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (1030) ، والحاكم 3/6 من طريق عبد الله ابن معاذ، عن معمر، به.
وأخرجه ابن هشام في "السيرة" 2/133-135، والبخاري (3906) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/395، وابن أبي عاصم (1029) ، والطبراني (6602) و (6603) ، والحاكم 3/67، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (236) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/485-487 و487-489، والبغوي في "شرح السنة" 13/358-360، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/380-381 في ترجمة عبد الرحمن بن مالك من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 14/331 من طريق علي بن زيد، عن الحسن، عن سراقة بن مالك بنحوه. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد - وهو ابن جدعان، ثم هو مرسل، فالحسن لم يسمع من سراقة.
ويشهد له حديث أبي بكر السالف برقم (3) ، وحديث أنس السالف برقم (13205) ، وحديث البراء بن عازب السالف 4/280 وأسانيدها صحيحة.
ويشهد له أيضاً حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني في "الكبير" (284) ، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
قال السندي: دية كل واحد منهما هي مئة من الإبل. قلنا: ورد مصرحاً بها في رواية أسماء بنت أبي بكر.=(29/131)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أسودة: أشخاصاً.
إنهم ليسوا بهم، أي: لئلا يشاركني أحد في الدِّية.
أكمة: بفتحات، وهي دون الجبل وأعلى من الرابية.
فخططت: بالخاء المعجمة، وجاء بالإهمال (قلنا: جاء بالإهمال في س، ولم يُعجم في ظ 13) والمراد: أنه جعل نصل الرمح إلى الارض حتى لا يَظهرَ بَريقُه للبعيد، خوفاً من المشاركة.
فرفعتها، أي: أسرعت بها السير.
تقّرب: من التقريب، أي: تقربني إليهما بالجري، وقيل: التقريب: السير دون العَدْو وفوق العادة. وقيل: هو أن ترفع الفرسُ يديها معاً وتضعهما معاً.
الأزلام: قال ابن الأثير في "النهاية" 2/311 في حديث الهجرة: "قال سراقة: فأخرجت زُلَماً" وفي رواية: "الأزلام ": الزُّلَم والزَّلَم واحد الأزلام: وهي القداح التي كانت في الجاهلية، عليها مكتوب الأمر والنهي، افعل ولا تفعل، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أراد سفراً أو زواجاً أو أمراً مهماً أدخل يده فأخرج منها، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي كفَّ عنه ولم يفعله.
الاستقسام: قال ابن الأثير 4/63: طلب القسم الذي قسم له وقدر مما لم يقسم ولمْ يُقدَر.
قال السندي: ساخت يدا فرسي، أي: غاصتا في الأرض، جاء أن ذلك كان بعد أن قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم اكفناهم بما شئت".
عُثان: بضم مهملة بعدها مثلثة خفيفة آخره نون، أي: دخان، والمراد: غبار كما في روايةٍ.
بالأمان، أي: بأنكما في أمان.
يرزؤوني: بتقديم الراء المهملة على الزاء المعجمة آخره همزة، أي: لم ينقصوني شيئاً بأن يأخذوه من مالي.
موادعة: مصالحة.
آمن: بالمد، أي: أكون في أمن إن حصل له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَفَر.(29/132)
حَدِيثُ ابْنِ مَسْعَدَةَ صَاحِبِ الْجُيُوشِ (1)
17592 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعَدَةَ، صَاحِبِ الْجَيْشِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي قَدْ بَدُنْتُ، فَمَنْ فَاتَهُ رُكُوعِي أَدْرَكَهُ فِي بُطْءِ قِيَامِي " وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " فِي بَطِيءِ قِيَامِي " (2)
__________
(1) قال السندي: ابن مسعدة: هو عبد الله بن مسعدة الفزاري صاحب الجيوش، لأنه كان يؤمَّر على الجيوش في غزوة الروم أيام معاوية، وهو من صغار الصحابة، وكان عبد الله في سبي بني فزارة، فوهبه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابنته فاطمة، فأعتقته، وكان صغيراً، فتربى عندها.
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن عثمان بن أبي سليمان لم يسمع من ابن مسعدة. انظر الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/77، وابن حجر في "الإصابة" 4/230.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2869) ، وذكره عنه ابن سعد في "الطبقات" 7/432 عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/446 (3643) من طريق الوليد ابن مسلم، عن ابن جريح، به.
ويشهد له حديث معاوية بن أبي سفيان السالف برقم (16838) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "بدنت" قال السندي: بالتشديد، أي: كبرت، وقيل: بالتخفيف مع ضم الدال، أي: كَثُر لحمي، ورُدَّ بأنه غير مناسب، إذ كثر اللحم لم تكن من صفته، وأجيب بأنه قد جاء عن عائشة: فلما أسن وأخذه اللحم. وبالجملة فالمقصود ثقل الجسم.(29/133)
حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17593 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالُوا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ مِنْ شَارِبِكَ، ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتَّى تَلْقَانِي "؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ قَبَضَ بِيَمِينِهِ قَبْضَةً، وَأُخْرَى بِالْيَدِ الْأُخْرَى، وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ، وَهَذِهِ لِهَذِهِ، وَلَا أُبَالِي " فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير صحابيه فقد جاء هكذا مُكنى غيرمسمى.
وأخرج البزار (2142- كشف الأستار) من طريق النمر بن هلال، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في القبضتين: هذه في الجنة ولا أبالي، وهذه في النار ولا أبالي. ونمر هذا قال فيه أبو حاتم: شيخ، وقال البزار: ليس به بأس. قلنا: والجريري كان قد اختلط، ولم يذكر أحد أن نمراً روى عنه قبل الاختلاط.
وانظر ما بعده، وسيأتي في مسند البصريين 5/68.
وفي الباب عن عبد الرحمن بن قتادة، سيأتي (17660) .
وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/239.
وعن أبي الدرداء، سيأتي 6/441.
وعن أنس عند أبي يعلى (3422) .(29/134)
17594 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: مَرِضَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ، فَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ مِنْ شَارِبِكَ، ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتَّى تَلْقَانِي "؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ قَبَضَ قَبْضَةً بِمِينِيَهِ، وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ، وَلَا أُبَالِي. وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى بِيَدِهِ الْأُخْرَى، فَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ، وَلَا أُبَالِي " فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ
__________
= وعن أبي موسى الأشعري عند البزار (2143) .
وانظر حديث عمر السالف برقم (311) .
قوله: "ثم أقره"، قال السندي: أي: أثبته وأَدِمْه، وفي رواية الباوردي: ثم اصبر حتى تلقَاني، كذا في "الإصابة"، أي: فقَد بُشِّرت بلقاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأي خوف عليك.
وقوله: "هذه لهذه"، أي: أحدهما للجنة والأخرى للنار.
وقوله: "فلا أدري"، أي: فلا يتم شرط البشارة مني إلا إذا كنت في قبضة الجنة، وإلا فلا بد يحصل فيه خلل مني، وبالجملة فالنظر في التقدير يُنسي البشارة لجواز كونها مقيدة بقيد غير مذكور، أو لجواز فوات المذكور ونحو ذلك.
قلنا: وليس في هذا الحديث وما كان من بابته ما يدل على أن الإنسان مجبور على أعماله التكليفية، وإنما يفيد أن الله يعلم الأشياء قبل وقوعها، وأن من كان في قبضته اليمنى علم الله أنه سيكون مؤمناً مطيعاً مخبتاً، فجعله من أهل اليمين، ومن كان في قبضته اليسرى علم أنه سوف يكفر بآيات الله، ويعبد من سواه، وينقاد إلى هواه، فجعله من أهل الشمال. والعلم صفة كاشفة غير مؤثرة كما هو مبين في محله.(29/135)
الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير صحابيه فقد جاء هكذا غير مسمى.
وانظر ما قبله.
تنبيه: هذا الحديث ليس في (ظ 13) ، وأُلحق ألحاقاً في هامش (س) وصحح عليه، وسيأتي في مسند البصريين بإسناده ومتنه 5/68.(29/136)
حَدِيثُ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْعَنْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ
17595 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: " إِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا عَنْهَا، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا، فَلَا تَقْرَبُوهَا " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عكرمة بن خالد. وقد سلف في مسند المكيين برقم (15436) .(29/137)
حَدِيثُ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17596 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ - مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ -، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (2)
__________
(1) قال السندي: ربيعة بن عامر أزدي، ويقال ديلمي، يُعَدُّ في أهل فلسطين.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. إبراهيم بن إسحاق: هو ابن عيسى الطالقاني، ويحى بن حسان: هو البكري الفلسطيني.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/280، والنسائي في "الكبرى" (7716) و (11563) ، والطبراني في "الكبير" (4594) ، وفي "الدعاء" (92) ، والحاكم 1/498-499، والبيهقي في "الدعوات" (196) ، والقضاعي في "مسنده" (693) ، والمزي في ترجمة ربيعة من "التهذيب" 9/120 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه
الذهبي.
وفي الباب عن أنس عند الترمذي (3524) و (3525) ، والطبراني في "الدعاء" (93) و (94) .
ومن حديث أبي هريرة عند الحاكم 1/499.
قوله: "ألظوا" قال السندي: بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الظاء المنقوطة، أي: الزموا ذلك.(29/138)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرٍ (1)
17597 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْبَرِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَهْرَاقَ الْمَاءَ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيّ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَأَنَا خَلْفَهُ، حَتَّى دَخَلَ رَحْلُهُ (2) ، وَدَخَلْتُ أَنَا إِلَى الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْتُ كَئِيبًا حَزِينًا، فَخَرَجَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَطَهَّرَ، فَقَالَ: " عَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ ". ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَابِرٍ بِخَيْرِ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " اقْرَأِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَتَّى تَخْتِمَهَا " (3)
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن جابر أنصاري بياضي، له صحبة.
(2) في (م) : على رحله.
(3) إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وفي باب كراهة رد السلام على غير طهارة حديث ابن عمر عند مسلم (370) . وعن أبي جهيم ابن الصمة، سلف برقم (17541) .
وعن المهاجر بن قنفذ، سيأتي 4/345 و5/80.=(29/139)
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17598 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّلُولِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالَ: يَقُولُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ: " وَالْمُقَصِّرِينَ ". ثُمَّ قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَمَا يَسُرُّنِي بِحَلْقِ رَأْسِي حُمْرُ النَّعَمِ أَوْ خِطْرًا عَظِيمًا (2)
__________
= وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (351) .
وعن جابر عنده أيضاً (352) .
وفي باب فضل سورة الفاتحة عن أبي هريرة، سلف برقم (8682) ، وذكرنا شواهده هناك.
قوله: "وقد أهراق الماء" قال السندي: كناية عن البول. وحاصل الحديث أنه كان يحب الظهارة لرد السلام.
(1) قال السندي: مالك بن ربيعة أبو مريم السلولي مشهور بكنيته، قال ابن معين: له صحبة، وكذا للبخاري في "التاريخ"، وجاء أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا له أن يبارك له في ولده، فوُلدَ له ثمانون ذكراً، وقال يحيى بن معين: شهد الشجرة مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أوس بن عُبيد الله- وقيل: عبد الله-، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني: محله الصدق. وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/25 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(29/140)
حَدِيثُ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17599 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ الزَّعَافِرِيُّ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ابْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة (ص217 في الجزء الذي نشره العمروي) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/89، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/342-343، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/30 من طرق عن أوس بن عبيد الله، به. ورواية الدولابي مختصرة على قوله: "اللهم اغفر للمحلقين"، ووقع في مطبوع "المصنف" تحريف وسقط.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/89، وابن قانع 3/31، والطبراني في "الكبير" 19/ (604) ، وفي "الأوسط" (2935) من طريق حِبَّان ابن يسار أبو روح الكلابي، عن بُرَيد بن أبي مريم، به. بنحوه. وتصحف بريد في معظم مصادر التخريج إلى يزيد.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7158) ، وذكرنا شواهده هناك.
قوله: "خطراً عظيماً" قال السندي: بالنصب بتقدير: أو أن يكون خطراً عظيماً، أو: إن أعطِيتُ خطراً عظيماً، وفي "القاموس": الخِطْر بالكسر- أي والسكون-: الإبل الكثيرة، أو أربعون، أو مئتان، أو ألف منها، ويفتح. اهـ.
(1) قال ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/457: وهب بن خنبش، وقيل: هرم بن خنبش الطائي، وهو تصحيف صحفه داود الأودي [وهو ضعيف] عن الشعبي، والصحيح: وهب، قاله الترمذي وأبو عمر وابن ماكولا.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود الزعافري- وهو ابن يزيد الأودي- لكنه قد توبع كما في الحديث الآتي برقم (17601) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. =(29/141)
17600 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْأَوْدِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ هَرِمِ بْنِ خَنْبَشٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِي أَيِّ الشُّهُورِ أَعْتَمِرُ؟ قَالَ: " اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " (1)
* 17601 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - وَقَالَ مَرَّةً وَكِيعٌ: وَقَالَ سُفْيَانُ -، عَنْ بَيَانٍ، وَجَابِرٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= وأخرجه الحميدي (932) ، ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/178 عن سفيان بن عيينة، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/158 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن داود بن يزيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (17600) و (17601) و (17661) .
وفي الباب عن يوسف بن عبد الله بن سلام، سلف برقم (16404) ، وذكرت شواهده هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود الأودي- وهو ابن يزيد-. وأخطأ داود في تسمية الصحابي فسماه هرماً، والجادة وهب كما سلف بيانه في الترجمة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/158، وابن ماجه (2992) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2799) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/209، وابن عدي في "الكامل" 3/948، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/457 من طريق سفيان بن عيينة، وابن ماجه (2992) من طريق وكيع بن الجراح، كلاهما عن داود بن يزيد الأودي، بهذا الإسناد. وزاد ابن قانع وابن عدي في روايتيهما: "معي"، أي: كحجة مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر ما قبله.(29/142)
عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات غير جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- لكن تابعه بيان- وهو ابن بشر الأحمسي-. سفيان: هو الثوري، وعامر: هو الشعبي.
وأخرجه ابن ماجه (2991) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4225) ، وابن قانع 3/177-178 من طريق يحيى بن آدم، والطبراني في "الكبير" 22/ (357) من طريق الفريابي، كلاهما عن الثوري، به. رواية النسائي: عن بيان وآخر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (358) ، و"الأوسط" (372) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن الثوري، عن فراس بن يحيى وبيان بن بشر، كلاهما عن الشعبي، به.
وأخرجه ابن قانع 3/177 من طريق قيس بن الربيع، عن جابر بن يزيد، به.
وسيتكرر برقم (17661) ، وانظر (17599) .(29/143)
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17602 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَةٍ (1) ، وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا " (2)
__________
(1) في (ظ 13) و (ص) ونسخة في (س) : ناقته.
(2) ضعيف، إسماعيل بن أبي خالد لم يسمع من قيس بن عائذ، بينهما أخو إسماعيل بن أبي خالد. وسلف الكلام على الحديث مفصلاً فيما سلف برقم (16715) .
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/435 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
تنبيه: تكرر بإثر هذا الحديث الحديث السالف برقم (16715) في (م) و (ص) و (ق) ، ولم يرد في (ظ 13) و (س) ، ولذلك حذفناه.(29/144)
حَدِيثُ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
17603 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ فَاتِكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِاللهِ " ثَلَاثًا، ثُمَّ قَرَأَ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30] (2)
__________
(1) قال السندي: أيمن بن خريم أسدي، قيل: له صحبة، وقال ابن عبد البر: أسلم يوم الفتح وهو غلام يافع، وقيل: كان يسمى خليل الخلفاء، لإعجابهم به في تحديته، لفصاحته وعلمه.
(2) إسناده ضعيف، فاتك بن فضالة- وهو ابن شريك- مجهول، وأيمن ابن خُريم- وهو ابن فاتك الأسدي- مختلف في صحبته. سفيان بن زياد: هو أبو الورقاء العصفري.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/53، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/374-375 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد، مختصراً.
وأخرجه الترمذي (2299) ، والطبري في "تفسيره" 17/154، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/374-375 من طريق مروان بن معاوية، به. وقال الترمذي عقبه: حديث غريب، واختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد، ولا نعرف لأيمن بن خريم سماعاً من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد.
وسيأتي مكرراً في "مسند الشاميين" برقم (18044) ، وفي "مسند الكوفيين" 4/321.=(29/145)
حَدِيثُ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ (1)
17604 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ اسْمُ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَزِيزًا، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ " (2)
17605 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
= وخالف مروانَ بن معاوية محمدٌ ويعلى ابنا عبيد، فروياه عن سفيان بن زياد، عن أبيه، عن حبيب بن النعمان عن خُريم بن فاتك والد أيمن كما سيأتي في مسنده 4/321، وإسناده ضعيف أيضاً، وقال الترمذي: هذا عندي أصح، وخريم بن فاتك له صحبة.
وفي باب تحريم قول الزور عن جعفر بن أبي طالب، سلف ضمن حديث طويل برقم (1740) .
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12336) .
وعن أبي بكرة، سيرد 5/36.
(1) عبد الرحمن والد خيثمة: هو عبد الرحمن بن أبي سبرة، واسم أبي سبره يزيد بن مالك الجعفي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق - وهو السبيعي-. وقوله في الإسناد: عن أبيه يعني أنه سمع الحديث من أبيه، وقوله: كان اسم أبي ... إلخ هو من كلام خيثمة نفسه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/663 من طريق العلاء بن المسيب، عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: كان اسم أبي في الجاهلية عزيزاً ... فذكره.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (17605) و (17606) و (17608) .
وسيأتي من طريق سبرة بن أبي سبرة عن أبيه برقم (18607) .(29/146)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنْ خَيْرِ أَسْمَائِكُمْ عَبْدَ اللهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثَ " (1)
17606 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو (2) وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ذَهَبَ مَعَ جَدِّهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا اسْمُ ابْنِكَ؟ " قَالَ: عَزِيزٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَمِّهِ عَزِيزًا، وَلَكِنْ سَمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ خَيْرَ الْأَسْمَاءِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي وكيع، واسمه الجراح ابن مليح الرؤاسي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/162 من طريق محمد بن بكار، عن أبي وكيع، بهذا الإسناد، ولفظه: "أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن".
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4774) . ولفظه: "إن من أحسن أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن". وذكرت أحاديث الباب ثمَّت.
قوله: "والحارث" قال السندي: بمعنى الكاسب، والإنسان لا يخلو عن كسب، فصار الحارث من أصدق الأسماء، فهو خير بهذا الاعتبار.
(2) لفظة "أبو" سقطت من (م) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله موثقون، لكن ظاهره الإرسال، وجاء موصولاً بذكر والد خيثمة في الحديثين السالفين.
وأخرجه موصولاً بذكر عبد الرحمن أبي خيثمة البزار (1993- كشف الأستار) عن معاذ بن شعبة، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/162 من طريق محمد بن بكار، كلاهما عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. =(29/147)
17607 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ، أَوْ عَبَّادٌ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " " مَا وَلَدُكَ؟ " " قَالَ: فُلَانُ وَفُلَانُ وَعَبْدُ الْعُزَّى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، إِنَّ أَحَقَّ أَسْمَائِكُمْ أَوْ مِنْ خَيْرِ أَسْمَائِكُمْ، إِنْ سَمَّيْتُمْ عَبْدَ اللهِ
__________
= وأخرجه ابن سعد 6/286، وابن حبان (5828) ، والحاكم 4/276 من طرق عن أبي إسحاق، عن خيثمة بن عبد الرحمن، فذكره مرسلاً مختصراً.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2478) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا حفص بن غياث، حدثني شيخ من أهل الكوفة، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي سبرة: أن أباه ذهب به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "ما اسم ابنك؟ " قال: كذا وكذا. قال: "اسم ابنك عبد الرحمن".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2479) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/161 من طريق محمد بن مصفّى، عن سويد بن عبد العزيز، عن داود بن عيسى، عن إسماعيل السدي، عن خيثمة بن عبد الرحمن [عن أبيه] ، قال: دخلت أنا وأبي على رسول الله فقال لأبي: "هذا ابنك؟ " قال: نعم، قال: "ما اسمه؟ " قال: الحباب، قال: "الحباب شيطان، ولكن هو عبد الرحمن". وإسناده ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز.
وأخرجه ابن أبي عاصم (2480) عن هشام بن عمار، عن سويد بن عبد العزيز، عن داود، عن السري بن إسماعيل، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه كسابقه. وإسناده ضعيف جداً، فيه سويد المذكور، والسري بن إسماعيل، وهو متروك.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/50، وقال: رواه الطبراني، وفيه السَّري بن إسماعيل، وهو متروك.
وانظر (17604) .(29/148)
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثَ " (1)
17608 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: وَلَدَ جَدِّي غُلَامًا، فَسَمَّاهُ عَزِيزًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ، قَالَ: " فَمَا سَمَّيْتَهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: عَزِيزًا. قَالَ: " لَا، بَلْ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ". قَالَ: فَهُوَ أَبِي (2) (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن. وقوله في الإسناد: زياد: هو ابن عبد الله بن الطفيل البكائي، وعباد: هو ابن العوام، وقد جاء الحديث من طريقه، فهذا يرجح أن الصواب في هذا الإسناد عباد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/35، والطبراني في "الكبير" (6560) و22/ (754) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/35 من طرق عن عباد بن العوام، به. بنحوه. ونقل الدولابي في كتابه قول البخاري: أبو سبرة الجعفي: يزيد بن مالك.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/40، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2477) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/35، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/94-95، والطبراني في "الكبير" (6559) و22/ (753) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/35 من طريق حماد بن سلمة، عن حجاج بن أرطاة، به. وسمى ابن قانع أبا سبرة هذا معبد بن عوسجة بن حرملة الجهني!
وعندهم سوى أبي نعيم: "ما ولدك؟ " قال: عبد العزى، وسبرة، والحارث.
وفيها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيَّر اسم عبد العزى، فجعله عبد الله. وفيها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا لأبي سبرة ولولده. وقال الحجاج: فلم يزالوا في شرف إلى اليوم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوالد" 8/50، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(2) في (م) : قال أبي: فهو.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله موثقون، وصورته الإرسال، وجاء =(29/149)
حَدِيثُ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ الْأُسَيِّدِيِّ (1)
17609 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيِّ الْأُسَيْدِيِّ الْكَاتِبِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَوَلَدِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ، وَذَكَرْتُ الَّذِي كُنَّا فِيهِ، فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: نَافَقْتُ نَافَقْتُ. فَقَالَ: إِنَّا لَنَفْعَلُهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " يَا حَنْظَلَةُ، لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ - أَوْ فِي طُرُقِكُمْ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَ هَذَا، هَكَذَا قَالَ هُوَ، يَعْنِي سُفْيَانَ - يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً " (2)
__________
= موصولاً برقم (17604) من رواية خيثمة- وهو: ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة- عن أبيه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/286-287 عن الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وانظر (17604) .
(1) قال السندي: هو حنظلة بن الربيع بن صيفي بفتح مهملة بعدها تحية ساكنة، تميمي أُسَيدي، يقال له حنظلة الكاتب، وكان من كتَّاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل الكوفة، وتخلف عن علي يوم الجمل، وهو غير حنظلة غسيل الملائكة، فإنه أوسي اسمه حنظلة بن أبي عامر المعروف بالراهب.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (2750) (13) ، وابن ماجه (4239) ، وابن أبي عاصم في=(29/150)
17610 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْمُرَقَّعِ بْنِ صَيْفِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَرْنَا عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ، وَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا النَّاسُ، قَالَ: فَأَفْرَجُوا لَهُ، فَقَالَ: " مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتَلُ " ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: " انْطَلِقْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ أَنْ لَا تَقْتُلَ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفًا " (1)
__________
= "الآحاد والمثاني" (1201) ، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 4/344-345، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/201، والطبراني في "الكبير" (3491) ، والبيهقي في "الشعب" (1059) من طريق أبي نعيم الفضل ابن دكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة، والطبراني في "الكبير" (3491) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه مسلم (2750) (12) ، والترمذي (2514) ، وأبو عوانة، وابن قانع 1/202، والطبراني في "الكبير" (3492) من طريق جعفر بن سليمان، ومسلم (2750) (13) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن سعيد الجريري، به.
وأخرجه الطبراني (3490) من طريق سلمة بن كهيل، عن الهيثم بن حنش، عن حنظلة.
وسيأتي من طريق أبي عثمان النهدي، ومن طريق يزيد بن الشخير 4/346.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12796) ، وذكرنا شواهده هناك.
قوله: "كأنا رأي عين"، قال السندي: أي: كأنا نراهما رأي العين.
"فقال"، أي: أبو بكر: "إنا لنفعله" مستشكلاً لتلك الحال، لا مزيلاً لإشكالها.
"لصافحتكم الملائكة"، أي: المداومة على الخير من شأن الملائكة، فلو داومتم على الخير، لكنتم مثلهم أو منهم، وحينئذٍ عاينتموهم.
"ساعة وساعة" بالنصب، أي: الإنسان ساعة على حال، وساعة على حال أخرى.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله موثقون، لكن سفيان- وهو الثوري-=(29/151)
17611 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُرَقَّعُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (1)
17612 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُرَقَّعُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّ جَدَّهُ رَبَاحَ بْنَ رَبِيعٍ، أَخْبَرَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
= أخطأ في تسمية صحابيه، فالمحفوظ أنه من حديث رباح بن الربيع أخي حنظلة، فقد رواه جمع عن أبي الزناد عن المرقع بن صيفي، عن رباح بن الربيع. وقد سلف الحديث في مسنده برقم (15992) ، وسيأتي بعد هذا الحديث برقم (17611) و (17612) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/382، وابن ماجه (2842) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1203) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. ونقل ابن ماجه عقبه عن ابن أبي شيبة قوله: يخطئ الثوري فيه.
وأخرجه عبد الرزاق (9382) ، وأبو عبيد في "الأموال " (95) ، والنسائي في "الكبرى" (8627) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/222، وفي "شرح مشكل الآثار" (6136) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/201، وابن حبان (4791) ، والطبراني في "الكبير" 4/ (3489) من طرق عن سفيان الثوري، به.
قوله: "أن لا تقتل" قال السندي: بالجزم أو بالنصب، و"أن" على الأول تفسيرية، وعلى الثاني ناصبة بتقدير بأن لا تقتل.
"عسيفاً"، أي: أجيراً.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (15994) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (15993) .(29/152)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ
17613 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ فُلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ لَحْمًا أَوْ عَرْقًا، فَلَمْ يُمَضْمِضْ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً، فَصَلَّى " (1)
17614 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مِنْ كَتِفٍ يَحْتَزُّ مِنْهَا، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
17615 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وفلان بن عمرو: هو جعفر بن عمرو كما في الرواية التي تليها.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (23) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/210 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث من طريق فليح، عن الزهري برقم (17248) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل- وهو مظفر بن مدرك- فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة. وانظر ما قبله.(29/153)
عَلَى الْخُفَّيْنِ " (1)
17616 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ " (2)
17617 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ، أَخُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي (3) حُمَيْدٍ الْمَدَنِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أَعْطَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، فَهُوَ صَدَقَةٌ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن معمراً أسقط من إسناد الحديث جعفر بن عمرو بن أمية، وخالفه في ذلك جمع فرووه عن أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو، عن أبيه عمرو.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (746) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 1/271.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (205) في "صحيحه" عن معمر، به.
وسيأتي برقم (17616) و (17619) من طريق أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، لكن تفرد الأوزاعي بذكر العمامة، وخالفه في ذلك جمع. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه الدارمي (710) ، والبيهقي 1/270 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وانظر (17245) .
(3) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد،=(29/154)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لكنه قد توبع، وعبد الله بن عمرو بن أمية روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات".
واورده الهيثمي بلفظه في "مجمع الزوائد" 3/119، وقال: رواه أحمد، وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف.
وأخرجه الطيالسىِ (1364) ، ومن طريقه أخرجه البزار (1507- كشف الأستار) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/178، وفي "شعب الإيمان" (8716) ، والمزي في ترجمة عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري من "التهذيب" 15/350-351. وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/178 من طريق أنس بن عياض، كلاهما (الطيالسي وأنس بن عياض) عن محمد بن أبي حمد، به.
بلفظ: "ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة" وفيه قصة طويلة.
واورده الهيثمي بهذا اللفظ مع القصة في "مجمع الزوائد" 4/324، وقال: رواه البزار، وروى له أحمد: "ما أعطى الرجل امرأته فهو صدقة"، وفي إسنادهما محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/433-434، والنسائي في "الكبرى" (9184) ، وأبو يعلى (6877) ، وابن حبان (4237) ، والمزي في ترجمة عبد الله بن عمرو بن أمية من "تهذيب الكمال" 15/350 من طريق الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبيه عمرو بن أمية الضمري بلفظ: "كل ما صنعتَ إلى أهلك فهو صدقة عليهم "، وفي رواية أبي يعلى قصة مطولة، وأشار إليها المزي، فقال: وفي الحديث قصة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/324-325 بهذا اللفظ مع القصة، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، ورجال الطبراني ثقات كلهم.
وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17155) ، وذكرنا ثمَّت أحاديث الباب.(29/155)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ أَخُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ "
17618 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو (1) بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَزَّ مِنْ كَتِفٍ فَأَكَلَ، فَأَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَأَلْقَى السِّكِّينَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
17619 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ: " أَنَّهُ أَبْصَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (3)
__________
(1) في (م) و (س) : عن جعفر بن أمية، وفي (ص) : عن جعفر بن عمرو ابن أمية، والمثبت من (ظ 13) و (ق) . وسقط من "مصنف" عبد الرزاق لفظ "ابن" فصار الإسناد: عن عمرو بن أمية، عن أبيه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (634) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1836) .
وأخرجه البخاري (5422) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وانظر (17248) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان - وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وانظر (17615) .(29/156)
حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ
17620 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَزَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ وَتَوَضَّأَ وَنَضَحَ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ " قَالَ يَحْيَى، فِي حَدِيثِهِ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ وَنَضَحَ "، (1)
17621 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَهْلَ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، فَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، وَوُهَيْبٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَالَ غَيْرُهُمَا: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) ضعيف لاضطرابه، وسبق الكلام عليه مفصلاً برقم (15384) .
سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وزائدة: هو ابن قدامة.
(2) شطره الأول سلف برقم (15385) .
وشطره الثاني ضعيف لاضطراب أسانيده، وسلف تخريجه والكلام عليه عند الحديث السالف يرقم (15384) .(29/157)
حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ (1)
17622 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ بِشْرٍ التَّغْلِبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي وَكَانَ، جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: كَانَ بِدِمَشْقَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، وَكَانَ رَجُلًا مُتَوَحِّدًا، قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ، إِنَّمَا هُوَ فِي صَلَاةٍ، فَإِذَا فَرَغَ فَإِنَّمَا يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ، فَمَرَّ بِنَا يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَقَدِمْتُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ الَّذِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ: لَوْ رَأَيْتَنَا حِينَ الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَالْعَدُوَّ، فَحَمَلَ فُلَانٌ فَطَعَنَ، فَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا الْغُلَامُ الْغِفَارِيُّ، كَيْفَ تَرَى فِي قَوْلِهِ؟ قَالَ: مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ أَبْطَلَ أَجْرَهُ، فَسَمِعَ ذَلِكَ آخَرُ، فَقَالَ: مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، فَتَنَازَعَا (2) حَتَّى سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " سُبْحَانَ
__________
(1) قال السندي: هو سهل بن عمرو بن عدي، أنصاري أوسي، هذا هو الأشهر، وقيل: ابن الربيع. والحنظلية، قيل: أُمه، وقيل: جدته، وقيل: يقال له: ابن الحنظلية لأن أم أبيه من بني حنظلة من تميم.
شهد أحداً وما بعدها، ثم تحول إلى الشام حتى مات في صدر خلافة معاوية، وكان عقيماً لا يولد له. وقد بايع تحت الشجرة، قاله البخاري، وقال غيره: شهد المشاهد إلا بدراً.
(2) في (ظ13) ونسخة في (س) : فتنازعوا.(29/158)
اللهِ، لَا بَأْسَ أَنْ يُحْمَدَ وَيُؤْجَرَ " قَالَ: " فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ سُرَّ بِذَلِكَ، وَجَعَلَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، وَيَقُولُ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَمَا زَالَ يُعِيدُ عَلَيْهِ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: لَيَبْرُكَنَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ "
قَالَ: ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُنْفِقَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ، كَبَاسِطِ يَدِهِ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا "
قَالَ: ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ لَوْلَا طُولُ جُمَّتِهِ وَإِسْبَالُ إِزَارِهِ " فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْمًا فَجَعَلَ يَأْخُذُ شَفْرَةً فَيَقْطَعُ بِهَا شَعَرَهُ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ، وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: " دَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَإِذَا عِنْدَهُ شَيْخٌ جُمَّتُهُ فَوْقَ أُذُنَيْهِ، وَرِدَاؤُهُ إِلَى سَاقَيْهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا: هَذَا خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ "
قَالَ: ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ، وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ، فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ " (1)
__________
(1) إسناده محتمل للتحسين، بشر والد قيس- واسمه بشر بن قيس التغلبي- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو تابعي كبير، كان=(29/159)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جليساً لأبي الدرداء كما في حديثنا، وابنه قيس تفرد بالرواية عنه هشام بن سعد، وقال فيه: كان رجل صدق، وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه باساً.
وذكره ابن حبان في الثقات. وأما هشام بن سعد فهو صدوق له أوهام، وليس في متن حديثه هذا ما ينكر عليه أو يخالف فيه.
قلنا: وبعض هذا الحديث له شواهد تعضده.
وأخرجه تاماً أبو داود (4089) من طريق عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير" (5616) و (5617) ، والبيهقي في "الشعب" (6204) ، وفي "الآداب" (594) ، والمزي في ترجمة بشر بن قيس من "تهذيب الكمال" 4/143-144. من طرق عن هشام بن سعد، به.
وأخرج القطعة الأولى منه ابن أبي شيبة 12/506، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (244) ، والطبراني (5618) من طرق عن هشام بن سعد، به.
وأخرج القطعة الثانية منه الحاكم 2/91-92 من طريق جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، به.
وأخرج القطعة الثالثة منه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/225، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/268، والبيهقي في "الآداب" (702) من طرق عن هشام بن سعد، به.
وأخرج القطعة الرابعة منه ابن المبارك في "الزهد" (853) ، وابن أبي شيبة 5/345، والبيهقي في "الشعب" (6205) ، والحاكم 4/183 وابن عساكر في "تاريخه " 3/ورقة 349 من طرق عن هشام بن سعد، به.
وأخرج أبو عوانة 5/16-17 عن أبي أسامة الحلبي، عن أبيه، عن أبي سعد الأنصاري، عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت: أن سهل بن الحنظلية حدث معاوية قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده لا يقبضها".=(29/160)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/469 نحو لفظ أبي عوانة السالف من طريق عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت، عن رجل كان في حرس معاوية، قال: عرضت على معاوية خيلٌ، فقال لرجل من الأنصار يقال له: ابن الحنظلية: ماذا سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في الخيل؟
ويشهد للقطعة الأولى حديث أبي ذر الغفاري في الرجل يعمل العمل فيحمده عليه الناس، وسيأتي 5/258، وهو عند مسلم (2642) .
وحديث أبي عقبة، وسيأتي 5/295، وإسناده ضعيف.
ويشهد للقطعة الثانية: "إن المنفق على الخيل ... " حديث أبي كبشة عند أبي عوانة 5/19، والحاكم 2/91، وصححه ابن حبان برقم (4674) ، ولفظه: "الخيل معقود في نواصيها الخير، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة".
وحديث أبي هريرة أيضاً عند ابن حبان برقم (4675) ولفظه: "مثل المنفق على الخيل كالمتكفف بالصدقة" فقلنا لعمر: ما المتكفف بالصدقة؟ قال: الذي يعطي بكفيه. وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8866) .
وقوله: "نعم الرجل خريم ... " سيأتي عن خريم نفسه في مسنده 4/321 و322 و345.
ويشهد لقوله: "فإن الله عز وجل لا يحب الفحش ولا التفحش" ما سلف من حديث عبد الله بن عمرو (6487) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وسيأتي برقم (17624) .
قوله: "متوحداً" قال السندي: أي: معتزلاً عن الناس.
"كلمة" بالنصب، أي: أسألك، أو أعطنا.
"قد أبطل أجره" لأنه رياء وسمعة.
"أن يحمد ويؤجر"، أي: لا بأس أن يجتمع له الأجر من الله تعالى والحمد من الناس بحسن صنيعه، فلو أظهر فعله وحمده الناس عليه لما أبطل=(29/161)
17623 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي الرَّبِيعِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ قَالَ أَبِي:: " هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ، شُعْبَةُ وَلَيْثُ بْنُ سَعْدٍ " - عَنْ الْقَاسِمِ، مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَرَأَيْتُ أُنَاسًا مُجْتَمِعِينَ وَشَيْخًا يُحَدِّثُهُمْ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَهْلُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَكَلَ لَحْمًا فَلْيَتَوَضَّأْ " (1)
__________
= بذلك أجره، بل لو أظهره بقصد الاتباع يؤجر على ذلك كما يؤجر على العمل.
"ليبركن" من كثرة فرحه.
"في سبيل الله"، أي: إذا كان ربطه لقصد الجهاد.
"جمته" بضم جيم وتشديد ميم: الشعر النازل إلى المنكبين.
"شفرة" بفتح الشين المعجمة: السكين.
"قادمون"، أي: داخلون عليهم من السفر، والظاهر أنه قال لهم حين دخولهم بلادهم من السفر.
"لا يحب الفحش"، أي: الدناءة حالاً وأفعالاً، كما لا يحب الدناءة مقالاً، ولعل المراد به أن يكون وسخ الثياب غير منتظم الحال كما هو حال المسافر في سفره.
"والتفحش"، أي: التعمد في ذلك، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لجهالة سليمان أبي الربيع، وقول الإمام أحمد: هو سليمان بن عبد الرحمن الذي روى عنه شعبة وليث بن سعد. قلنا: يعني بذلك أنه ابن عيسى الدمشقي، ردَّه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/13، فقال: وقال بعضهم: هو ابن عبد الرحمن ولم يصح، ويقال لسليمان بن عبد الرحمن: أبو عمر الأسدي. قلنا: وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" في باب ممن اسمه. سليمان ممن لا ينسبون، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وترجم لابن=(29/162)
17624 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ بِشْرٍ التَّغْلِبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، - وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ - قَالَ: كَانَ بِدِمَشْقَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، مُتَوَحِّدًا لَا يَكَادُ يُكَلِّمُ أَحَدًا، إِنَّمَا هُوَ فِي صَلَاةٍ، فَإِذَا فَرَغَ، يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ. قَالَ: فَمَرَّ عَلَيْنَا ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً مِنْكَ تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، فَلَمَّا أَنْ قَدِمْنَا جَلَسَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: يَا فُلَانُ، لَوْ رَأَيْتَ فُلَانًا طَعَنَ، ثُمَّ قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا الْغُلَامُ الْغِفَارِيُّ، فَمَا تَرَى؟
__________
= عبد الرحمن الدمشقي، فهو عنده غيرُه. وأما الخطيب البغدادي فمال إلى رأي الإمام أحمد في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/122. القاسم مولى معاوية: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5622) ، وفي "مسند الشاميين" (2056) ، والخطيب في "موضح الأوهام" 2/122 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/64، والطبراني في "الكبير" (5622) ، وفي "مسند الشاميين" (2056) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وسيأتي مكرراً في مسند الأنصار 5/289.
وفي باب الوضوء مما مسته النار عن أبي هريرة، سلف برقم (7605) ، وذكرنا شواهده هناك.
قوله: "من أكل لحماً" قال السندي: قد كان ذلك حين كان الوضوء مما مسته النار ثم نسخ.(29/163)
قَالَ: مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ حَبِطَ أَجْرُهُ، قَالَ: فَتَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْوَاتَهُمْ فَقَالَ: " بَلْ يُحْمَدُ وَيُؤْجَرُ " قَالَ: " فَسُرَّ بِذَلِكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، حَتَّى هَمَّ أَنْ يَجْثُوَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ آنْتَ سَمِعْتَهُ؟ مِرَارًا، قَالَ: نَعَمْ "
ثُمَّ مَرَّ عَلَيْنَا يَوْمًا آخَرَ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ لَوْ قَصَّرَ (1) مِنْ شَعَرِهِ، وَشَمَّرَ (2) إِزَارَهُ " فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْمًا فَعَجَّلَ فَأَخَذَ الشَّفْرَةَ، فَقَصَّرَ (3) مِنْ جُمَّتِهِ، وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ قَالَ أَبِي: " فَدَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَرَأَيْتُ رَجُلًا مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ شَعَرُهُ فَوْقَ أُذُنَيْهِ، مُؤْتَزِرًا إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ "
قَالَ: ثُمَّ مَرَّ عَلَيْنَا يَوْمًا آخَرَ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً مِنْكَ تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ، قَالَ: نَعَمْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَنَا: " إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ، فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَلِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا فِي النَّاسِ كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ، وَلَا التَّفَحُّشَ (4)
__________
(1) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : قصّ.
(2) في (م) : وقصر.
(3) في (ظ13) : فقص.
(4) إسناده محتمل للتحسين، وسلف الكلام عليه برقم (17622) .
وأخرجه الحافظان ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 349-350،=(29/164)
17625 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ الْأَنْصَارِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عُيَيْنَةَ، والْأَقْرَعَ سَأَلَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكْتُبَ بِهِ لَهُمَا، فَفَعَلَ وَخَتَمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِدَفْعِهِ إِلَيْهِمَا، فَأَمَّا عُيَيْنَةُ فَقَالَ: مَا فِيهِ؟ قَالَ: فِيهِ الَّذِي أُمِرْتُ بِهِ، فَقَبَّلَهُ، وَعَقَدَهُ فِي عِمَامَتِهِ، وَكَانَ أَحْلَمَ (1) الرَّجُلَيْنِ، وَأَمَّا الْأَقْرَعُ، فَقَالَ: أَحْمِلُ صَحِيفَةً لَا أَدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ، فَأَخْبَرَ مُعَاوِيَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِمَا، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، فَقَالَ: " أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ؟ " فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ، ثُمَّ ارْكَبُوهَا (2) صِحَاحًا،
__________
= والمزي في "تهذيب الكمال" 4/342-343 كلاهما في ترجمة بشر بن قيس من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
(1) في (م) و (ص) و (ق) : أحكم. والمثبت من (ظ 13) و (س) ، ومن "معجم الطبراني".
(2) في (م) . ثم اركبوها.(29/165)
وَكُلُوهَا (1) سِمَانًا كَالْمُتَسَخِّطِ، آنِفًا، إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ، فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ (2) جَهَنَّمَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ: " مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ " (3)
__________
(1) في (م) والنسخ الخطية: واركبوها، والمثبت من مصادر التخريج، وهو الوجه.
(2) في (م) : نار.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فقد روى له أبو داود والنسائي.
وأخرجه ابن حبان (545) و (3394) ، والبيهقي 7/25 من طريق علي بن عبد الله المديني، بهذا الإسناد. ولم يسق البيهقي لفظه كاملاً.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (585) من طريق سهل بن زنجلة، عن الوليد بن مسلم، به. دون ذكر قصة عيينة والأقرع.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/20 و4/371، وفي "شرح مشكل الآثار" (486) ، والطبراني في "الكبير" (5620) ، وفي "مسند الشاميين" (584) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
وأخرجه مختصراً أبو داود (1629) و (2548) ، وابن خزيمة (2391) و (2545) ، والبيهقي 7/25 من طريق محمد بن مهاجر، عن ربيعة بن يزيد، به. وعند أبي داود وابن خزيمة في الروايتين الأخيرتين: ببعيرٍ قد لحق ظهره ببطنه.
وفي باب تحريم المسألة عن ظهر غنى، عن أبي هريرة، سلف برقم (7163) ، وسلفت تتمة شواهده هناك.
وفي قصة البعير عن عبد الله بن جعفر، سلف برقم (1745) ، وعن معاذ ابن أنس سلف برقم (15629) ، وسيأتي برقم (18052) .
قوله: "كصحيفة المتلمس" قال السندي: قال الخطابي: صحيفة المتلمس=(29/166)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لها قصة مشهورة عند العرب، وكان شاعراً، فهجا عمرو بن هند الملك، فكتب له كتاباً إلى عامله يوهمه أنه أمر له فيه بعطية، وكتب إليه أن يقتله، فارتاب المتلمس، ففكه وقرىء له، فلما علم ما فيه، رمى به، ونجا، فصارت الصحيفة مثلاً.
"كالمتسخط" قاله كالمظهر للغضب لما وقع من الأقرع آنفاً.
قوله: "ما يغديه أو يعشيه" قال البغوي في "شرح السنة" 6/86: قال بعضهم: من وجد غداء يومه وعشاءه لم تحل له المسألة، على ظاهر الحديث، وقال بعضهم: إنما هو فيمن وجد غداءه وعشاءه على دائم الأوقات، وقال بعضهم: هذا منسوخ بما تقدم من الأحاديث، قلنا: يعني حديث ابن مسعود السالف برقم (3675) ، وحديث رجل من بني أسد الآتي 4/36.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11044) .
وقال الإمام الشافعي: وقد يكون الرجل غنياً بالدرهم مع كسب ولا يكون غنياً بألف لضعفه في نفسه وكثرة عياله.
وقال: يجوزُ أن يُعطى الفقيرُ من الصدقة إلى أن يَزُولَ عنه اسمُ الفقرِ والحاجةِ مِن غيرِ تحديد.(29/167)
حَدِيثُ بُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ (1)
17626 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ شِيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّهُ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: بِرُودِسَ حِينَ جَلَدَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ سَرَقَا غَنَائِمَ النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ قَطْعِهِمَا إِلَّا أَنَّ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ وَجَدَ رَجُلًا سَرَقَ فِي الْغَزْوِ يُقَالُ لَهُ مَصْدَرٌ، فَجَلَدَهُ وَلَمْ يَقْطَعْ يَدَهُ، وَقَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَطْعِ فِي الْغَزْوِ " (2)
__________
(1) بسر بن أرطاة، ويقال: ابن أبي أرطاة، واسمه: عمير بن عويمر بن عمران القرشي العامري. سكن دمشق وشهد صفين مع معاوية، وولاه معاويهّ اليمن.
قال ابن سعد عن الواقدي: قبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبسرٌ صغير، ولم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال ابن عدي: مشكوك في صحبته. وقال الدارقطني: له صحبة، ولم يكن له استقامة بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال ابن معين: أهل المدينة ينكرون أن يكون بسر سمع من النبي، وأهل الشام يروون عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان بسر رجل سَوْء.
(2) رجاله موثَّقون، عبد الله بن لهيعة- وإن كان سيئ الحفط- قد رواه عنه قتيبة بن سعيد، وروايته عن ابن لهيعة مقبولة عند بعض أهل العلم، ثم هو متابع، لكن قد اختلف في صحبة بسر بن أرطاة.
وأخرجه الدارمي (2492) عن بشر بن عمر، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص260، والطبراني في "الكبير" (1195) من طريق أسد بن موسى،=(29/168)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والترمذي (1450) ، وابن عدي في "الكامل" 2/439، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1203) من طريق قتيبة بن سعيد، وابن عبد الحكم ص260 عن النضر بن عبد الجبار، أربعتهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، وبعضهم يختصره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى غير ابن لهيعة بهذا الإسناد نحو هذا، ويقال بسر بن أبي أرطاة أيضاً، والعمل على هذا عند أهل العلم منهم الأوزاعي، لا يرون أن يقام الحد في الغزو بحضرة العدو، مخافة أن يلحق من يقام عليه الحد بالعدو، فإذا خرج الإمام من أرض الحرب ورجع
إلى دار الإسلام، أقام الحدَّ على مَنْ أصابه، كذلك قال الأوزاعي.
وأخرجه مختصراً أبو داود (4408) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (860) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/84، وابن عدي في "الكامل" 2/439، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1203) ، والبيهقي 9/104، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/213-214، من طريق حيوة بن شريح، عن عياش، عن شييم ويزيد بن صبح، به. وعند بعضهم: "لا تقطع الأيدي في السفر" بدل
الغزو.
وقوَّى ابن حجر في "الإصابة" 1/243 إسناده.
وقال البيهقي 9/104: هذا إسناد شامي، وكان يحيى بن معين يقول: أهل المدينة ينكرون أن يكون بسر بن أرطاة سمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال يحيى: بسر ابن أرطاة رجل سَوء.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/91، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/84 من طريقين عن عياش، عن جنادة، وأسقطا من إسناده شييم. ولفظه: "لا تقطع الأيدي في السفر".
وسيأتي برقم (17627) .
وفي الباب عن حذيفة موقوفاً عند سعيد بن منصور (2501) ، وابن أبي شيبة 10/103، وإسناده صحيح.=(29/169)
17627 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ شِيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ بُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ، فَأُتِيَ بِمَصْدَرٍ قَدْ سَرَقَ بُخْتِيَّةً، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنِ الْقَطْعِ فِي الْغَزْوِ " لَقَطَعْتُكَ، فَجُلِدَ ثُمَّ خُلِّيَ سَبِيلُهُ (1)
17628 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ،
__________
= وعن عمر موقوفاً عند سعيد بن منصور (2500) ، وابن أبي شيبة 10/102، وإسناده ضعيف.
وعن أبي الدرداء موقوفاً عند سعيد (2499) ، وابن أبي شيبة 10/103، وإسناده ضعيف.
قوله: "نهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن القطع في الغزو"، قال ابن قدامة في "المغني" 13/172-173: من أتى حداً من الغزاة أو ما يوجب قصاصاً في أرض العرب لم يُقَمْ عليه حتى يقفُلَ، فيقام عليه حدُه، وبهذا قال الأوزاعي وإسحاق. وقال مالك والشافعي وأبو ثور وابن المنذر: يقام الحد في كل موضع، لأن أمر الله تعالى بإقامته مطلَق في كل مكان وزمان.
وانظر حديث عبادة بن الصامت الآتي 5/314 و316 و326، وفيه: أقيموا حدود الله في الحضر والسفر.
(1) رجاله ثقات، لكن اختلف في صحبة بسر. عبد الله: هو ابن المبارك.
وانظر ما قبله.
قوله: "بختية": الأنثى من الجمال الخراسانية.(29/170)
عَنْ بُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: " اللهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْآخِرَةِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَيْثَمٍ (1)
__________
(1) رجاله موثقون غير أيوب بن ميسرة، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبسر بن أرطاة مختلف في صحبته كما سلف قريباً.
وأخرجه ابن قايع 1/84، والطبراني في "الدعاء" (1436) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن الهيثم بن خارجة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع 1/84، وابن حبان بإثر (949) ، والطبراني في "الكبير" (1196) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1204) من طريق الهيثم بن خارجة، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/30 و2/123، وفي "الأوسط" (المطبوع خطأً باسم الصغير) 1/281، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (859) ، وابن حبان (949) ، وابن عدي في "الكامل" 2/438 من طريق هشام ابن عمار، عن محمد بن أيوب، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1197) و (1198) ، وابن عدي في "الكامل" 2/438 و438-439، والحاكم في "المستدرك" 3/591 من طريق يزيد بن أبي يزيد مولى بسر، عن بسر. وزاد الطبراني في الرواية (1197) ، وابن عدي في الرواية الثانية: "من لزمه مات قبل أن يصيبه جهد من بلاء".(29/171)
حَدِيثُ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلَابِيِّ الْأَنْصَارِيِّ (1)
17629 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ، بِمَكَّةَ إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ، قَاضِي حِمْصَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا (2) ، فَسَأَلْنَاهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ الْغَدَاةَ، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، قَالَ: " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ مِنِّي عَلَيْكُمْ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ جَعْدٌ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ خِلَّةً بَيْنَ الشَّامِ، وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَشِمَالًا، يَا عِبَادَ اللهِ اثْبُتُوا "
__________
(1) قال السندي: النواس بن سمعان الكلابي أنصاري، له ولأبيه صحبة، سكن الشام. والنواس بتشديد الواو ثم مهملة، وسمعان بفتح المين وكسرها غير منصرف.
(2) المثبت من (ظ13) ونسختين في (س) و (ق) ، وفي (م) وسائر النسخ: في وجوهنا.(29/172)
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لُبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: " أَرْبَعِينَ يَوْمًا: يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي هُوَ كَسَنَةٍ، أَيَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؟ قَالَ: " لَا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ "، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ ". قَالَ: " فَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ، وَهِيَ أَطْوَلُ مَا كَانَتْ ذُرًا، وَأَمَدُّهُ خَوَاصِرَ، وَأَسْبَغُهُ ضُرُوعًا، وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَرُدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَتَتْبَعُهُ أَمْوَالُهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْءٌ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ " قَالَ: " وَيَأْمُرُ بِرَجُلٍ فَيُقْتَلُ، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ إِلَيْهِ، يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ "، قَالَ: " فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، فَيَتْبَعُهُ، فَيُدْرِكُهُ، فَيَقْتُلُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ "، قَالَ: " فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا مِنْ عِبَادِي، لَا يَدَانِ لَكَ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ (1)
__________
(1) المثبت من (ظ 13) ، وفي (م) وسائر النسخ: فحوِّز، قال السندي: بتشديد الواو، أي: امشِ بهم واجمعهم. وقوله: فحرِّز، بتشديد الراء المكسورة=(29/173)
عِبَادِي إِلَى الطُّورِ، فَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ كَمَا قَالَ اللهُ: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] ، فَيَرْغَبُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ (1) عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، فَيَهْبِطُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ بَيْتًا إِلَّا قَدْ مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتِنُهُمْ، فَيَرْغَبُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمْ طَيْرًا (2) كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَحَدَّثَنِي يَزِيْدَ بْنُ عَطَاْءِ السَّكْسَكِيُّ (3) ، عَنْ كَعْبٍ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: " فَتَطْرَحُهُمْ بِالْمَهْبِلِ "، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، وَأَيْنَ الْمَهْبِلُ؟ قَالَ: " مَطْلَعُ الشَّمْسِ "، قَالَ: " وَيُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لَا يَكُنْ مِنْهُ بَيْتُ، مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَقَةِ، وَيُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، قَالَ: فَيَوْمَئِذٍ يَأْكُلُ النَّفَرُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ، حَتَّى أَنَّ اللَّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللَّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ تَكْفِي الْفَخِذَ وَالشَّاةَ مِنَ الْغَنَمِ،
__________
= وبزاي، أي: ضمهم واجعله لهم حرزاً.
(1) في (ق) ونسخة في (س) : فيرسل الله عليهم، وهي كذلك في مسلم.
(2) في (ظ13) : طائراً.
(3) ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/461، وابن حبان في "الثقات" 5/201، وقالا: عداده في أهل الشام.(29/174)
تَكْفِي أَهْلَ الْبَيْتِ. قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُسْلِمٍ، - أَوْ قَالَ: كُلِّ مُؤْمِنٍ - وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الْحَمِيرِ، وَعَلَيْهِمْ، - أَوْ قَالَ: وَعَلَيْهِ - تَقُومُ السَّاعَةُ " (1)
__________
(1) إسئاده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2937) (110) و (111) ، وأبو داود (4321) ، والترمذي (2240) ، والنسائي في "الكبرى" (8024) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (947) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/163-164 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره. وعند بعضهم زيادات عما هنا.
وأخرجه مسلم (2937) (111) ، وابن ماجه (4076) ، والترمذي (2240) ، والنسائي في "الكبرى" (8024) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (947) ، والحاكم 4/492 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه!
وأخرجه ابن ماجه (4075) عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، به. دون ذكر يحيى بن جابر.
وأخرج البزار (3381) من طريق عبد الله بن صالح المصري، عن معاوية ابن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جده نفير الحضرمي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يسق لفظه كاملاً. قال الهيثمي في "المجمع" 7/347: رواه البزار، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد وثق، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن علي، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر ابن عبد الله، ومجمع بن جارية، وعثمان بن أبي العاص وسلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام (765) و (1526) و (4743) و (14955) =(29/175)
__________
= و (15466) و (17900) .
وعن سمرة بن جندب، وعائشة، وعبد الله بن مغفل، وسترد أحاديثهم على التوالي 5/13 و6/75 و125.
قال السندي: قوله: "فخفض فيه ورفع" المشهور تخفيف الفاء في "خفض ورفع"، وروي تشديدها فيهما على التضعيف والتكثير، والمعنى أي: بالغ في تقريبه، واستعمل فيه كل فن من خفض ورفع، حتى ظنناه لغاية المبالغة في تقريبه أنه في طائفة من نخل المدينة. وقيل: أي حقر أمره بأنه أعور وأهون على الله، وأنه يضمحل أمره وعظمه بجعل الخوارق بيده، أو خفض صوته بعد تعبه لكثرة التكلم فيه، ثم رفعه بعد الاستراحة ليبلِّغ كاملاً.
"فإن يخرج" كلمة "إن" شرطية، قاله قبل أن يوحى إليه بوقته، ثم علم بوقته وأن عيسى يقتله، ويحتمل أنه أراد إعلام الناس بقرب خروجه.
"قطط" بفتحتين، أي: شديد جعودة الشعر.
"طافئة" بهمز، أي: لا نور لها. أو بلا همز، أي: مرتفعة عن محلها.
"خلة" بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/73-74: "يخرج من خلة بين الشام والعراق" أي: في طريق بينهما. قلنا: وانظر "مشارق الأنوار" 1/198، وانظر حديث أنس السالف برقم (13344) .
"فعاث" قال السندي: من العيث وهو أشد الفساد.
"يا عباد الله اثبتوا" قال ابن العربي: هذا من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تثبيتاً للخلق، وقال القرطبي: اثبتوا، أي: على الإسلام، يحذرهم من فتنته.
"ما لَبْثه" بفتح اللام وتُضم، أي: ما مقدار مكثه؟
"سارحتهم": ماشيتهم.
"ذراً" بضم الذال المعجمة: جمع ذروة، وهي أعلى سنام البعير.
"فيردوا" من الردّ، أي: يكذبونه، وحذف النون لمجرد التخفيف.
"ممحلين": مجدبين.
"بالخربة" بفتحَ فكسر، أي: الأرض الخراب.=(29/176)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "كيعاسيب النحل" جمع يعسوب وهو أمير النحل، أي: تظهر له وتجتمع عنده كما تجتمع النحل على يعاسيبها.
"جزلتين" أي: قطعتين.
"رمية الغرض" بفتح غين معجمة وراء، وهو الهدف، قال في "النهاية": أراد أن بُعْدَ ما بين القطعتين يكون بقدر رمية السهم إلى الهدف، وقيل: معناه: وصف الضربة، أي: تُصيبه إصابة رمية الغرض.
"يتهلل وجهه"، أي: يضحك، ويظهر عليه أمارات السرور.
"بين مهرودتين"، أي: بين حُلَّتين شبيهتين بالمصبوغ بالهرد، والهرد بالضم عرق معروف، وقيل الثوب المهرود الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران.
"عند باب لد" بضم اللام وتشديد الدال، اسم جبل أو قرية بفلسطين.
"لا يدان"، أي: لا قوة ولا قدرة.
"من كل حدب" بفتحتين، أي: مرتفع من الأرض.
"ينسلون"، أي: يسرعون.
"نغفاً" بفتحتين وغين معجمة آخره فاء: دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحده نغفة.
"فرسى" كقتلى لفظاً ومعنى، جمع فَرِيس.
"زهمهم"، أي: دسمهم.
"لا يكن"، أي: لا يمنع من نزول الماء.
"كالزلفة" روي بالفاء والقاف، قيل: هي المرآة، وقيل: مصانع الماء.
"بقحفها" بالكسر، أي: بقشرها، وأصله ما فوق الدماغ مع الرأس.
"الرِّسل" بكسر الراء وسكون السين المهملة: اللَّبَن.
"اللقحة" بفتح اللام وكسرها: الناقة القريبة العهد بالنتاج.
"الفئام" بالهمزة ككتاب-: الجماعة الكثيرة.
"الفخذ": هو دون البطن، والبطن دون القبيلة.
"يتهارجون"، أي: يتسافدون.(29/177)
17630 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ (1) اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَهُوَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ، وَإِنْ (2) شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ " وَكَانَ يَقُولُ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ، وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَخْفِضُهُ وَيَرْفَعُهُ " (3)
__________
(1) في (م) : عبد الله.
(2) في (ظ13) ونسخة في (س) : إذا
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جابر: هو عبد الرحمن ين يزيد، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص80، والآجري في "الشريعة" ص317، والطبراني في "الدعاء" (1262) ، وفي "الشاميين" (582) ، والبغوي في "شرح السنة" (89) من طرق عن الوليد ين مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (199) ، وابن أبي عاصم في "السنة، (219) ، والنسائي في "الكبرى" (7738) ، والطبري في "التفسير" (6655) ، وابن حبان (943) ، والحاكم 1/525 و2/289 و4/321، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص341، والبغوي في "التفسير 1/322 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال في الموضع الثاني: على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1887) من طريق الوليد بن أبي مالك، عن أبي إدريس، به دون الفقرة الأخيرة منه.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو (6569) ، وذكرت تتمة شواهده هناك.=(29/178)
17631 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِىَّ قَالَ، - وَكَذَا قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْأَنْصَارِيُّ (1) - قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ: " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ " (2)
__________
= قوله: "إلا هو بين أصبعين" قال السندي: المقصود به أنه المتصرف في القلوب كيف يشاء، وأن ذلك التَصرف سهل عليه كمن يتصرف بأصبعين في شيء.
"أن يزيغه"، أي: يميله عن الحق إلى الباطل.
"وكان يقول: يا مقلب القلوب ... إلخ" لبيان أن الكل محتاجون في التثبيت إلى الله تعالى حتى هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولتعليم الأمة.
"الميزان"، أي: ميزان الأرزاق أو الأعمال.
(1) حديثه يأتي برقم (17633) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن بن جبير: هو ابن نفير.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/14، والبيهقي في "الشعب" (7994) من طرلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2553) (14) ، والترمذي (2389) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، به.
وأخرجه الدارمي (2790) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (295) و (302) ، ومسلم (2553) (15) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2138) ، والطبراني في "الشاميين" (2023) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص7، والحكم 4/12، والبيهقي في "الشعب" (7272) من طرق عن معاوية بن صالح "به" وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. =(29/179)
17632 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ أَبُو الْمُغِيرَةِ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ القَّاصُّ (1) ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ، وَالْإِثْمِ، فَقَالَ: " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَعْلَمَهُ النَّاسُ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الشاميين" بإثر الحديث (980) من طريق صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، به.
وسيأتي برقم (17632) من طريق يحيى بن جابر، وبرقم (17633) من طريق جبير بن نفير، كلاهما عن النواس.
وفي الباب عن أبي ثعلبة الخشني، سيرد برقم (17742) .
وعن وابصة بن معبد، سيرد برقم (17999) .
وعن أبي أمامة، سيرد 5/251.
قوله: "حاك"، أي: تردد واختلج، من الحيك وهو التأثير، أي: أثر في نفسك حتى أوقعها في الاضطراب، وأقلعها عن السكون.
"وكرهت أن يطلع الناسُ عليه"، أي: إن فعلته، إذ الإنسان إذا كان ذا حياء يستحيي من الناس ولا يرضى بظهور ما فيه من شين، فإذا انقبض أن يطلع عليه الناس، علم أن ذلك الأمر من قبيل الإثم. ولعل هذا في المشتبهات من الأمور التي لا يعلم الناس فيها بتعيين أحد الطرفين.
(1) كذا في (م) وسائر الأصول، والذي في كتب التراجم أنه كان قاضي حمص.!
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد القدوس: هو ابن الحجاج الخولاني، وصفوان بن عمرو: هو ابن هرم السكسكي، ويحتى بن جابر: هو ابن حسان الطائي. =(29/180)
17633 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيَّ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ: " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ " (1)
17634 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ
__________
= وأخرجه الدارمي (2789) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (980) ، والرازي في "العلل" (1849) ، والبيهقي في "الشعب" (7273) من طريق أبي المغيرة، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/339، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/163، والطبراني في "الشاميين" (980) ، والبيهقي في "الشعب" (7995) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن صفوان بن عمرو، به.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/520، والترمذي (2389) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص7، والبيهقي في "الشعب" (7994) ، وفي "السنن" 10/192-، والبغوي في "شرح السنة" (3494) ، وفي "التفسير" 2/6 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وانظر (17631) .(29/181)
الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَعَرَّجُوا (1) ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ (2) الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ، قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ، وَالسُّورَانِ: حُدُودُ اللهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللهِ، وَالدَّاعِي مِنِ فَوْقَ الصِّرَاطِ: وَاعِظُ اللهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ " (3)
__________
(1) المثبت من (ظ 13) ، ومن هامشي (س) و (ق) ، وفي (م) وبقية النسخ: تتفرجوا، وفي بعض مصادر التخريج: لا تعوجوا.
(2) في (م) والأصول الخطية: جوف، والمثبت من مصادر التخريج، وهو الموافق لآخر الحديث.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الحسن بن سوار، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (187) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2142) ، والآجري في "الشريعة" ص11-12 من طريق آدم بن أبي إياس، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ورواية الطبري مختصرة.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/414، وابن أبي عاصم في "السنة" (19) ، والطبري في "التفسير" 1/75، والطحاوي في "شرح المشكل" (2041) ، والآجري ص 12-13، والطبراني في "الشاميين" (2024) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (3) ، والحاكم 1/73 من طريق عبد الله بن صالح، والحاكم 1/73 من طريق ابن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. قال
الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه. وسقط من مطبوع "المعرفة والتاريخ": معاوية بن صالح.
وسيأتي الحديث برقم (17636) .
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4142) .(29/182)
17635 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ شُرَيْحٍ (1) ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ نَوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَبُرَتْ خِيَانَةً تُحَدِّثُ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ مُصَدِّقٌ، وَأَنْتَ بِهِ كَاذِبٌ " (2)
__________
= قوله: "وعلى جنبتي الصراط" قال السندي: الجنبة بفتحتين: الجانب، والأبواب المفتحة، قيل: وصفها بالفتح لأن الشهوات شارعة، والنفس نحوها نازعة.
"الستور": مثل لكل حاجز عن الحرام، حاجب عن المحظور، من دينٍ ومروءةِ وحياء وهمة وعار وعفة.
(1) كذا في (م) والأصول الخطية، والذي في مصادر التخريج: يزيد بن شريح.
(2) إسناده ضعيف جداً من أجل عمر بن هارون- وهو ابن يزيد بن جابر البلخي- وقد تابعه عليه الوليد بن مسلم- وهو وإن كان ثقة- إلا أنه يدلس تدليس التسوية، وقد عنعنه فلا يفرح بهذه المتابعة، فقد يكون سمعه من عمر ابن هارون ثم دلسه عنه، لا سيما وقد قال أبو نعيم: تفرد به عمر بن هارون.
اهـ. والله تعالى أعلم.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1384) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (495) ، وابن عدي في "الكامل" 1/50، وأبو نعيم في "الحلية" 6/99، والبيهقي في "الشعب" (4820) من طريق عمر بن هارون، عن ثور بن يزيد، عن يزيد بن شريح، عن جبير، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/86 من طريق الوليد بن مسلم، عن ثور، عن يزيد بن شريح، عن جبير، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (393) ، وأبو داود (4971) ، وابن عدي في "الكامل" 1/50، والطبراني في "الكبير" (6402) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (611) و (612) و (613) من طريق بقية بن الوليد، عن ضُبارة=(29/183)
17636 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ ضَرَبَ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، عَلَى كَتِفَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ، وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ (1) الصِّرَاطِ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ، وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ، وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، فَالْأَبْوَابُ الَّتِي عَلَى كَتِفَيِ الصِّرَاطِ: حُدُودُ اللهِ، لَا يَقَعُ أَحَدٌ فِي حُدُودِ اللهِ، حَتَّى يُكْشَفَ
__________
= ابن عبد الله بن مالك، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن سفيان بن أسيد الحضرمي، سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره. قلنا. وفيه أكثر من علة، أولاً: بقية بن الوليد يدلس تدليس التسوية فينبغي التصريح بالسماع في جميع طبقات السند، ولم نجد ذلك.
لكن تابعه عليه محمد بن ضُبارة، فأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/50 من طريقه عن ضبارةَ أبيه، به. قلنا: ومحمد بن ضبارة ذكره ابن حبان فى "الثقات" 9/85، ولم يذكر في الرواة عنه سوى سليمان بن عبد الحميد البهراني، فهو مجهول.
العلة الثانية: أن ضبارة بن عبد الله بن مالك، وقيل ضبارة بن مالك، وقيل: هما اثنان، هو وأبو. مجهولان.
قوله: "كبرت خيانة ... إلخ" قال السندي: وذلك لأن الكذب قبيح في ذاته، وقد ازداد ها هنا قبحاً باعتماد المخاطب وظنه أنه صادق، فالاجتراء على الكذب في هذه الحالة أقبح وأشنع.
(1) لفظة: "رأس" ليست في (ظ 13) .(29/184)
سِتْرُ اللهِ، وَالَّذِي يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ: وَاعِظُ اللهِ " (1)
17637 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقَدَّمُهُمْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ "، وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ، مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: " كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ (2) ، بَيْنَهُمَا شَرْقٌ (3) ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بقية- وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، فلا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (2143) من طريق إبراهيم بن أبي داود، عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2859) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (18) ، والنسائي كما في "تحفة الأشراف" 9/61، والطحاوي في "شرح المشكل" (2143) ، والطبراني في "الشاميين" (1147) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (280) من طرق عن بقية، به. وقد سقط من إسناد أبي الشيخ: "بحير بن سعد". قاله الترمذي: حديث حسن غريب. قلنا: وقد سقطت كلمة "حسن" من مطبوع الترمذي، وإستدركناها من "تحفة الأشراف" 9/61. وإنظر (17634) .
(2) في (م) : أو سوداوان.
(3) فىِ (م) و (ق) و (ص) : شرف.(29/185)
صَوَافَّ (1) ، يُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا " (2)
__________
(1) في (ظ 13) ونسختين من (س) و (ق) : صاف.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، الوليد بن مسلم- وإن كان رمي بتدليس التسوية- قد توبع. محمد بن مهاجر: هو الأنصاري الشامي.
وأخرجه مسلم (805) من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1418) من طريق دحيم، عن الوليد ابن مسلم، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/147-148، والترمذي (2883) من طريق إبراهيم بن سليمان، عن الوليد بن عبد الرحمن، به، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
وفي الباب عن أبي أمامة عند مسلم (804) ، وسيرد 5/249-254.
وعن بريدة عند الحاكم 1/560.
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11844) .
قوله: "غمامتان" قال السندي: أي: سحابتان فوق أهلهما لوقاية حرّ ذلك اليوم.
"سوداوان" لكثافتهما.
"شرق" بفتح فسكون، أي: ضوء، أي: أنهما مع كثافتهما لا يستران الضوء. وقيل: أي: بينهما فَصْل وانفراج، قيل: ويحتمل أن تكون هذه الفاصلة للفصل بينهما في المصحف بالتسمية.
"فرقان" بكسر الفاء وسكون الراء، أي: جماعتان.
"تحاجان"، أي: تدفعان النار والزبانية، والله تعالى أعلم.(29/186)
حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ أَبِي الْوَلِيدِ (1)
17638 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ نَصْرٍ، عَنْ رَجُلٍ (2) ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَتْفِ أَذْنَابِ الْخَيْلِ وَأَعْرَافِهَا وَنَوَاصِيهَا (3) "، وَقَالَ: " أَذْنَابُهَا مَذَابُّهَا، وَأَعْرَافُهَا إِدْفَاؤُهَا، وَنَوَاصِيهَا مَعْقُودٌ بِهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (4)
__________
(1) قال السندي: هو عتبة بن عبد- بلا إضافة-، أبو الوليد، كان اسمه عتلة بفتح المهملة والمثناة، ويقال: نُشْبة، بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة، فغيّره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
جاء أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم قريظة: "من أدخل الحصن سهماً، وجبت له الجنة"، فأدخل عتبة ثلاثة أسهم. قال الواقدي: هو آخر من مات بالشام من الصحابة.
(2) في (م) ونسخة في (س) : ثور بن يزيد، عن نفير، عن رجل، بزيادة: عن نفير، والمثبت من سائر الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 4/286.
(3) في (ظ 13) : أو أعرافها أو نواصيها.
(4) إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف فيه على ثور بن يزيد كما سيأتي، ثم إسناده منقطع، فإن ثوراً لم يسمع من عتبة بن عبد.
فأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (320) من طريق يحيى بن معين، عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد، عن رجل يقال له نصر، عن عتبة. بزيادة رجل بين ثور وعتبة.
وأخرجه أبو عوانة 5/19 من طريق الفريابي، عن الثوري، عن ثور بن=(29/187)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يزيد، عن شيخ، عن عتبة.
وأخرجه أبو داود (2542) ، وأبو عوانة 5/18-19، والبيهقي 6/331 من طريق الهيثم بن حميد، عن ثور بن يزيد، عن شيخ من بني سليم، عن عتبة.
وأخرجه أبو عوانة 5/19 من طريق ابن علاثة، والطبراني في "مسند الشاميين" (467) من طريق مندل بن علي، كلاهما عن ثور بن يزيد، عن نصر ابن علقمة، عن عتبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (319) ، وفي "الشاميين" (455) من طريق عبد الملك بن الصباح، عن ثور بن يزيد، عن نصر بن شفي، عن شيخ من بني سليم، عن عتبة.
وأخرجه أبو داود (2542) ، ومن طريقه البيهقي 6/331 من طريق أبي عاصم النبيل، عن ثور، عن نصر بن عبد الرحمن الكناني، عن رجل، عن عتبة.
وسيأتي في "المسند" برقم (17640) من طريق ثور، وبرقم (17643) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن نصر- زاد في رواية بقية: ابن علقمة- عن رجل من بني سليم، عن عتبة.
وفي باب الخيل معقود بنواصيها الخير حديث ابن عمر عند الشيخين، وسلف برقم (4616) ، وذكرت شواهده هناك.
وفي باب أذنابها مذابها إلخ حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7994) ، وإسناده ضعيف.
قوله: "أعرافها" قال السندي: جمع عرف بضم فسكون. شعر عنق الخيل.
"مذابها" بفتح ميم فذال معجمة ثم بعد الألف موحدة مشددة، جمع مذبة، بكسر ميم، وهي ما يذب به الذباب وغيره، والخيل تدفع بأذنابها ما يقع عليها من ذباب وغيره.
"أدفاؤها" جمع دفء بكلسر الدال وهمزة في آخره الذي يدفئك، أي: يدفع البرد عنك.(29/188)
17639 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ ابْنِ شُفْعَةَ الرَّحَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ يَمُوتُ - وَقَالَ حَسَنٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يُتَوَفَّى - لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ " (1)
17640 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ نَصْرٍ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل شرحبيل بن شفعة، وباقي رجاله ثقات. حريز: هو ابن عثمان الرحبي.
وأخرجه المزي في ترجمة شرحبيل من "تهذيب الكمال" 12/424- 425 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد، وقرن بحسن بن موسى وإسماعيل بن عمر شيخاً ثالثاً هو أبو النضر هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/266، والطبراني في "الكبير" 17/ (309) ، وفي "الشاميين" (1070) من طريق الحسن بن موسى وحده، به.
وأخرجه ابن ماجه (1604) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (309) والمزي في ترجمة شرحبيل بن شفعة من "تهذيب الكمال" 12/424-425 من طريق إسحاق بن سليمان، ويعقوب بن سفيان 2/343، والطبراني والمزي من طريق الوليد بن مسلم كلاهما عن حريز، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (294) ، وفي "الشاميين" (1631) من طريق إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عتبة. وإسناده إلى إسماعيل ضعيف.
وسيأتي برقم (17644) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3554) ، وذكرت شواهده هناك.(29/189)