16387 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بِمِلَّةٍ سِوَى الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ " (1)
16388 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَعْقِلٍ عَنِ الْمُزَارَعَةِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَارَعَةِ " (2)
__________
= و (1340) من طرق عن خالد الحذاء، به.
وقد سلف مطولاً برقم (16385) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العنبري، وحرب: هو ابن شداد اليشكري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1334) من طريق عبد الله بن رجاء، عن حرب بن شداد، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (16385) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن السائب- وهو الكندي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سليمان الشيباني: هو أبو إسحاق، وعبد الله بن معقل: هو ابن مُقَرن المُزَني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/106، والطبراني في "الكبير" (1342) من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد. =(26/314)
16389 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ غَيْرِ (1) الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَلَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
16390 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي
__________
= وأخرجه مسلم (1549) (118) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/106، وابن حبان (5188) ، والبيهقي في "السنن" 6/128 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/344-345، ومسلم (1549) (118)
و (119) ، والدارمي 2/270-271، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2128) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار": 4/107، والطبراني في "الكبير" (1343) من طريقين عن سليمان الشيباني، به.
وقد سلفت أحاديث الباب في رواية ابن عمر بن الخطاب السالفة برقم (4504) .
(1) في (م) : سوى، وهي نسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبان- وهو ابن يزيد العطَّار- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2130) ، والطبراني في "الكبير" (1335) من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1535) من طريق هدبة بن خالد، عن أبان بن يزيد، به.
وقد سلف مطولاً برقم (16385) .(26/315)
قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى (1) الْإِسْلَامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ أَوْ ذَبَحَ ذَبَحَهُ اللهُ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " (2)
16391 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ، وَمَنْ شَهِدَ عَلَى مُسْلِمٍ ـ أَوْ قَالَ مُؤْمِنٍ ـ بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ لَعَنَهُ فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا حَلَفَ " (3)
__________
(1) في (ق) : غير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: أو عن رجل عن ثابت ابن الضحاك، لا يضر، لأنَّ سماع أبي قلابة من ثابت صحيح، وروايته عنه في "الصحيحين" ثم إن هذه الزيادة ليست في "أطراف المسند" 1/654، ولا في "إتحاف المهرة" 3/16، وليست في "صحيح البخاري" وقد روي هذا الحديث من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه البخاري (4843) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، ولم يسق متنه. وليس فيه: أو عن رجل عن ثابت.
وقد سلف مطولاً برقم (16385) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو السختياني.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (15972) و (19710) - ومن طريقه=(26/316)
16392 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى الْإِسْلَامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عَذَّبَهُ اللهُ بِهِ (1) فِي نَارِ جَهَنَّمَ " (2)
__________
= أخرجه الطبراني في "الكبير" (1324) ، والبيهقي في "الشعب" (5153) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده" 2/97 (ترتيب السندي) ، والحميدي (850) ، والبخاري (6105) و (6652) ، ومسلم (110) (177) ، وأبو عوانة 1/45، والطبراني في "الكبير" (1325-1330) ، والبيهقي في "السنن" 8/23، وفي "الشعب" (6665) من طرق عن أيوب، به.
وقد سلف مطولاً برقم (16385) .
(1) لفظ: به، ليس في (م) و (ق) .
(2) حديث صحيح، علي بن عاصم- وهو الواسطي، وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وقد سلف مطولاَ برقم (16385) .(26/317)
حَدِيثُ مِحْجَنٍ الدِّيلِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16393 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ مِحْجَنٍ، (2) عَنْ أَبِيهِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ مِحْجَنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُقِيمَتِ (3) الصَّلَاةُ فَجَلَسْتُ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ لِي: " " أَلَسْتَ بِمُسْلِمٍ؟ " "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " " فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ؟ " "، قَالَ: قُلْتُ: صَلَّيْتُ فِي أَهْلِي، قَالَ: " " فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ وَلَوْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ فِي أَهْلِكَ " "، (4)
__________
(1) محجن بن أبي محجن، بكسر أوله، وسكون المهملة، وفتح الجيم، ديلي، معدود في أهل المدينة، قاله السندي.
(2) في (ظ12) و (ص) و (ق) : عن ابن محجن الديلي.
(3) في (ظ12) و (ص) : فأقمت.
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، بسر بن محجن، انفرد بالرواية عنه زيد بن أسلم، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف. وقد اختلف في اسمه فقال مالك: بُسْر، وكذلك قال الثوري في هذه الرواية، وفي الرواية الآتية برقم (16394) ، وكان الثوري
يقول: بِشر، وقد روي عنه الشك في أسمه في الرواية الآتية 4/338، ولكن رجع عنه إلى بُسر كما ذكر الدارقطني، وقال ابن أبي حاتم: وبُسْر أصح، وقد توبع في الرواية الآتية 4/215، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى النسائي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/363 من طريق الفريابي،=(26/318)
16394 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ مِحْجَنٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ صَلَّيْتُ فِي أَهْلِي فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)
16395 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الدِّيلِ يُقَالُ لَهُ: بُسْرُ بْنُ مِحْجَنٍ، عَنْ أَبِيهِ مِحْجَنٍ، أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُذِّنَ
__________
= عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف" (3932) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (958) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/362 و363، والطبراني في "الكبير" 20/ (698) و (700) و (701) و (702) ، والدارقطني 1/415، والحاكم 1/224 من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (3933) - ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (699) - عن معمر، عن زيد بن أسلم، به.
وسيأتي بالأرقام (16394) و (16395) و4/215 و338.
وفي الباب عن أبي ذر عند مسلم (648) ، وسيرد 5/147.
وعن يزيد بن الأسود، سيرد 4/160 وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "أَلسْتَ بمسلم": فيه أن الجلوس بلا صلاة في مسجد يُصلَّى فيه ليس من خصال المسلمين.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16393) ، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/363، والطبراني في "الكبير" 20/ (696) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16393) .(26/319)
بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِحْجَنٌ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ، أَلَسْتَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ؟ "، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنِّي كُنْتُ قَدْ صَلَّيْتُ فِي أَهْلِي، فَقَالَ لَهُ: " إِذَا جِئْتَ فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16393) .
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/132، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/102 (بترتيب السندي) ، والنسائي في "المجتبى" 2/112، وفي "الكبرى" (930) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/363، وابن حبان (2405) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (697) ، والدارقطني 1/415، والحاكم 1/244، والبيهقي في "السنن" 2/300، والبغوي في "شرح السنة" (856) ، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، ومالك بن أنس الحكم في حديث المدنيين، وقد احتج به في "الموطأ"، وتعقبه الذهبي بقوله: ومحجن تفرد عنه ابنه. وقد وقع في مطبوع الطحاوي: عن ابن وهب، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن بسر، عن أبيه أو عن عمه!
وقد سلف برقم (16393) .(26/320)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16396 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَنَّهُ " صَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ (1) يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وَيس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ " (2)
__________
(1) في (ق) و (ص) : فسمعه.
(2) حديث صحيح دون قوله: و"يس والقرآن الحكيم" لتفرد سماك بن حرب، به، وهو ممن لا يحتمل تفرده لسوء حفظه، وقد اختلف عليه فيه، فرواه أبو عوانة عنه- كما سلف- بالجمع بين (ق) و (يس) . ورواه زائدة بن قدامة وزهير بن معاوية عنه عن جابر بن سمرة عند مسلم (458) (168) و (169) بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في الفجر بـ: (ق والقرآن المجيد)
وكان صلاته بعدُ تخفيفاً. وهذا لفظ زائدة. وسيرد 5/102.
ورواه شعبة وأيوب بن جابر عنه، عن جابر عند الطبراني في "الأوسط" (3915) بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في الصبح بـ (يس) أخرجه الطبراني عن علي بن سعيد الرازي، عن عبد الله بن عمران الأصبهاني، عن أبي داود الطيالسي، عنهما به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن سماك إلا شعبة وأيوب ابن جابر، ولا رواه عنهما إلا أبو داود، تفرد به عبد الله بن عمران. قلنا: وعلي بن سعيد الرازي شيخ الطبراني ضعيف، فقد قال الدارقطني- فيما نقله عنه الذهبي في "الميزان" -: ليس بذاك، تفرد بأشياء.
ولقراءة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سورة (ق) في الفجر شاهد صحيح من حديث قطبة بن مالك عند مسلم (457) (165) و (166) و (167) ، وسيرد 4/322.
قال السندي: قوله: "ق والقرآن المجيد و"يس": الواو لا تفيد الترتيب، على أن الترتيب أيضاً غير ثابت. والله تعالى أعلم.(26/321)
16397 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " ثَلَاثٌ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَيَمَسُّ مِنْ طِيبٍ إِنْ وَجَدَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سعد بن إبراهيم: وهو ابن عبد الرحمن بن عوف، فرواه شعبة عنه، عن محمد بن عبد الرحمن، عن رجل من الأنصار، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر في الإسناد: عن رجل من الأنصار بين محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وبين صحابي الحديث.
وخالفه سفيان الثوري كما سيأتي في الرواية رقم (16398) و5/363 فرواه عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن رجل من الأنصار من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به مرفوعاً. فأسقط من الإسناد الرجل من الأنصار، والظاهر أنه الصواب، لأن سفيان أحفظ من شعبة كما قال شعبة- فيما ذكر المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سفيان الثوري-: سفيان
أحفظ مني، وقال يحيى بن سعيد القطان: ليس أحد أحبَّ إليَّ من شعبة، ولا يَعْدِلُهُ أحد عندي، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان. وقال أبو عبيد الآجُرِّي: سمعت أبا داود يقول: ليس يختلف سفيان وشعبة في شيء إلا يظفر به سفيان، خالفه في أكثر من خمسين حديثاً القولُ فيه قول سفيان.
قلنا: وهذا الإسناد وإن رواه أحمد موقوفاً، فقد رواه ابن أبي شيبة مرفوعاً، والخطب في ذلك يسير، لأنه وإن روي موقوفاَ فهو في حكم المرفوع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/94 عن محمد بن جعفر بهذا الإسناد مرفوعاً.
وأخرجه أبو يعلى (7168) من طريق الجُدَي- وهو عبد الملك بن إبراهيم- عن شعبة، به مرفوعاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/172، وقال: رواه أحمد، ورجاله=(26/322)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16398 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَسَوَّكُ وَيَمَسُّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ لِأَهْلِهِ " (1)
__________
= رجال الصحيح.
قال السندي: قوله: "ثلاث حق"، أي: ثابت على وجه الندب المؤكد، أو على وجه الوجوب إلا أنه منسوخ عند الجمهور، لكن يشكل أن الوجوب في الغسل ممكن مع النسخ عند الجمهور لا في غيره، فالوجه الأول، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر.
وقد سلف الكلام عليه فيما قبله، وسيأتي 5/363.
قال السندي: "إن كان لأهله"، أي: إن كان الطيب في بيته.(26/323)
حَدِيثُ مَيْمُونٍ أَوْ مِهْرَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16399 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَيْتُهَا بِصَدَقَةٍ كَانَ أُمِرَ بِهَا، قَالَتْ: احْذَرْ شَبَابَنَا، فَإِنَّ مَيْمُونَ، أَوْ مِهْرَانَ (1) مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ لَهُ: " يَا مَيْمُونُ، أَوْ يَا مِهْرَانُ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نُهِينَا عَنِ الصَّدَقَةِ، وَإِنَّ مَوَالِيَنَا مِنْ أَنْفُسِنَا، وَلَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ " (2)
__________
(1) وقيل غير ذلك كما سيرد في الروايات الآتية في التخريج، قال الطبراني في "الكبير" 20/354: والصواب عندي مهران، لأن الثوري أتقن من رواه.
(2) إسناده حسن، أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب هي الصغرى، وأمها أم ولد، لم يرو عنها غير عطاء بن السائب، وهي غير أم كلثوم الكبرى التي أمها فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وباقي رجال الإسناد ثقات رجالُ الشيخين غير عطاء بن السائب فقد روى له أصحابُ السنن والبخاري تعليقاَ، وقد اختلط بأَخَرة، لكن رواية سفيان- وهو الثوري- عنه قبل الاختلاط.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6942) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير 20/ (836) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/427، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (2126) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4392) ، والبيهقي في "السنن" 7/32 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4391) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/9، والطبراني 20/ (837) من طريق ورقاء بن عمر، عن عطاء بن=(26/324)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ
16400 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (1) ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَكَانَ (3) يَؤُمُّهُمْ وَيُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ، فَأَقَامَ يَوْمًا الصَّلَاةَ فَقَالَ: لِيُصَلِّ بِكُمْ رَجُلٌ مِنْكُمْ
__________
= السائب، به، لكن سمى المولى كيسان أو هرمز.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/428 من طريق حماد بن زيد، عن عطاء قال: سمعت أم كلثوم بنت علي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لمولى لنا يقال له كيسان- أو قالت: هرمز-: يا كيسان.. مثله. وهذا إسناد مرسل، وحماد بن زيد سمع من عطاء قبل الاختلاط.
وأخرجه الطبراني أيضاً (4317) من طريق شريك، عن عطاء بن السائب، عن ابنةٍ لعلي عجوز كبيرة، قالت: حدثني مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: طهمان أو ذكوان، بمثله. وشريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، ثم لم يتحرر لنا أمره سمع من عطاء قبل الاختلاط أم بعده.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/89- 90، وقال: رواه أحمد والطبراني، ثم قال: وأم كلثوم لم أر من روى عنها غير عطاء بن السائب، وفيه كلام.
وأصل الحديث صحيح، ذكرنا شواهده في تخريج الرواية السالفة برقم (15708) .
(1) في النسخ الخطية و (م) : عبد الله بن سعيد، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في الرواية السالفة برقم (15959) ، و"أطراف المسند" 2/679.
(2) لفظ: عن، سقط من (م) .
(3) في (ظ 12) و (ص) : فكان.(26/325)
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى الْخَلَاءِ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلْيَذْهَبْ إِلَى الْخَلَاءِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (15959) سنداً ومتناً.(26/326)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَقْرَمَ (1)
16401 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَقْرَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِيهِ بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ، فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ فَقَالَ أَبِي: يَا بُنَيَّ، كُنْ فِي بَهْمِكَ حَتَّى آتِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَأُسَائِلَهُمْ، فَدَنَا وَدَنَوْتُ " فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ " (2)
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن أقرم، خُزَاعي، أبو مَعْبَد، له صحبة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. داود بن قيس: هو الفَرَّاء.
وأخرجه ابن ماجه (881) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/92 (ترتيب السندي) ، والحميدي (274) ، والترمذي (274) ، والنسائي في "المجتبى" 2/213، وفي "الكبرى" (695) ، وابن ماجه (881) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/265، والحاكم 1/227، والبيهقي في "السنن" 2/214، والبغوي في "شرح السنة"
(650) و (651) من طرق عن داود بن قيس به. وقال الترمذي: حديث عبد الله بن أقرم حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس، ولا نعرف لعبد الله بن أقرم الخُزَاعي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير هذا الحديث، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (16402) و (16403) .
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عباس برقم (2405) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. =(26/327)
16402 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي أَقْرَمَ بِالْقَاعِ، قَالَ: فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ، فَأَنَاخُوا بِنَاحِيَةِ الطَّرِيقِ، فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، كُنْ فِي بَهْمِكَ حَتَّى آتِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ وَأُسَائِلَهُمْ، قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، فَكُنْتُ " أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا سَجَدَ " (1)
16403 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِيهِ بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ، قَالَ: فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ فَأَنَاخُوا بِنَاحِيَةِ الطَّرِيقِ، فَقَالَ أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، كُنْ فِي
__________
= قال السندي: قوله: بهمك، بفتح فسكون: ولد الشاة.
قوله: إلى عفرتي إبطي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: العفرة، بضم مهملة وفتحها، وسكون فاء: وهو بياض غير خالص، بل كلون وجه الأرض، أراد منبت الشعر من الإبطين بمخالطة بياض الجلد سواد الشعر، والمراد أنه كان يجافي عضديه عن الإبطين حتى يرى مَنْ خلفه عُفْرَةَ إبطيه.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي أبي شيبة 1/257-258- ومن طريقه ابن ماجه (881) - عن وكيع، بهذا الإسناد، إلا أنه قلب اسم عبيد الله بن عبد الله بن أقرم، فقال: عبد الله بن عبيد الله بن أقرم، ولم يتابعه على ذلك أحد. وقد وقع في مطبوع ابن أبي شيبة: عبد الله بن عبد الله بن أقرم، وهو خطأ.(26/328)
بَهْمِكَ حَتَّى آتِيَ هَؤُلَاءِ الرَّكْبَ فَأُسَائِلَهُمْ، قَالَ: دَنَا مِنْهُمْ وَدَنَوْتُ مِنْهُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَإِذَا فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ وَكَأَنِّي (1) " أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ " (2)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : فكأني.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (16401) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو نعيم الفضل بن دُكين.(26/329)
حَدِيثُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ (1)
16404 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ وَقَالَ مَرَّةً: سَمِعَهُ مِنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: " سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوسُفَ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي " (2)
__________
(1) هو: يوسف بن عبد الله بن سلام بن الحارث الاسرائيلي، أبو يعقوب حليف الأنصار. رأى النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير، وحفظ عنه، قال البخاري وغيره: له صحبة. انظر "الإصابة" 6/691.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (731) من طريق سفيان بن وكيع، عن أبيه وكيع بن الجراح الرؤاسي، بهذا الإسناد، بلفظ: سماني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوسف، وأقعدني في حجره، ودعا لي بالبركة.
قلنا: قوله: وأقعدني في حجره سيأتي برقم (16407) أما زيادة: ودعا لي بالبركة، فانفرد بها سفيان بن وكيع، وهو ضعيف.
وأخرجه الحميدي (869) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (730) - عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن أبي الهيثم، به، مختصراً.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (367) و (838) ، والترمذي في "الشمائل " (333) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (729) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/32 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن يحيى بن أبي الهيثم، به، وزاد: وأقعدني في حجره.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/326-327، وقال: رواه أحمد بأسانيد، ورجال إسنادين منها ثقات، ورواه الطبراني بنحوه، وقال: ودعا لي بالبركة.=(26/330)
16405 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ النَّضْرِ (1) بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ يَقُولُ: " سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوسُفَ " (2)
16406 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَامْرَأَتِهِ اعْتَمِرَا فِي رَمَضَانَ: " فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ لَكُمَا كَحَجَّةٍ "، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: وَلَمْ يَقُلْ
__________
= وسيأتي بالأرقام (16405) و (16407) و6/6، وسيكرر سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: سماني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوسف: أي باسم نبي الله يوسف الصديق، صلوات الله وسلامه على نبينا وعليه، لكونه كان إسرائيلياً.
(1) في (ظ12) و (ص) : النضير. قلنا: وكذلك سماه البخاري وابن أبي حاتم.
(2) حديث صحيح، النضر بن قيس هو المدني- ويقال: النضير- من رجال "التعجيل"، روى عنه اثنان، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 8/135، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/510، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن. مسعر: هو ابن كِدَام.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (734) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني كذلك في "الكبير" 22/ (733) من طريقين عن مِسْعر، به.
وانظر ما قبله، وسيكرر 6/6 سنداً ومتناً.(26/331)
حَدَّثَنِي يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ: " فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ كَحَجَّةٍ " (1)
16407 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ يَقُولُ: " أَجْلَسَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجْرِهِ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَسَمَّانِي يُوسُفَ "، (2)
16408 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن. ابن المنكدر: هو محمد.
وأخرجه الحميدي (870) ، والنسائي في "الكبرى" (4224) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (735) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1989) ، والدارمي 2/51- 52، وابن خزيمة (2376) من طريق عيسى بن معقل بن أبي معقل الأسدي، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن جدته أم معقل، نحوه مرفوعاَ.
قلنا: وحديث أم معقل سيرد 6/405.
وفي الباب من حديث ابن عباس وقد سلف برقم (2025) .
ومن حديث جابر بن عبد الله، سلف 3/352.
وثالث من حديث وهب بن خَنْبَش، سيرد 4/177.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه البيهقي في "الآداب" (46) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه برقم (16405) .
(3) في (ق) و (م) : سلام بن عبد الله بن مسكين، بزيادة: بن عبد الله، وهو وهم.(26/332)
قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الجَارِ (1) (2)
__________
(1) في (ق) و (م) : المار، وهو تحريف.
(2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ومحمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وبقية رجاله ثقات. سلام بن مسكين: هو الأزْدي.
وقوله: وذكر حديث الجار يريد به حديث عبد الله بن سلام قال: مكتوب في التوراة صفة محمد وصفة عيسى ابن مريم يدفن معه. وقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/263، والترمذي (3617) - واللفظ له- والمزي في "تهذيب الكمال" 19/395 من طريق عثمان بن الضحاك، عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده، فذكره. وقال البخاري: وهذا لا يصح عندي ولا يتابع عليه.
وسيكرر 6/6.(26/333)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16409 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ، أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، فَإِنْ جَاءُوا بِذَنْبٍ لَا تُرِيدُونَ أَنْ تَغْفِرُوهُ فَبِيعُوا عِبَادَ اللهِ وَلَا تُعَذِّبُوهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله: وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن يزيد بن جارية فقد أخرج له البخاري وأصحاب السنن وهو ثقة، واختلف في والده يزيد بن جارية: هل هو أخو مُجَمع بن جارية أو ابنه، قال أبو حاتم في
"المراسيل" ص 184: منهم من يقولَ: أخو مجمع بن جارية، فإن كان ابنه، فليس له صحبة.
قلنا: والظاهر أنه أخوه، فقد ترجم له الحافظ ابن حجر في "الإصابة"، ونقل عن الإمام أحمد قوله: هو أخو مجمع.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17935) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (636) - وأخرجه الطبراني كذلك 22/ (636) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/377 عن محمد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبيه، به مرفوعاً. فجعله من حديث زيد بن الخطاب.
قلنا: محمد بن عبد الله الأسدي هو أبو أحمد الزبيري، وهو قد يخطئ في حديث سفيان الثوري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/236، وقال: رواه أحمد=(26/334)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ (1)
16410 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= والطبراني، وفيه عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف.
وله أصل في "الصحيحين" من حديث أبي ذر، أخرجه البخاري (30) ، ومسلم (1661) ، وسيرد 5/158 بلفظ: "إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم". وهذا لفظ البخاري، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4784) .
قال السندي: قوله: "أرقاءكم". جمع رقيق، بالنصب، أي: راعوهم.
قوله: "لا تريدون أن تغفروه"، أي: أن تغفروا فهو خير، وإلا فالجزاء البيع لا الضرب.
(1) قال السندي: عبد الله بن أبي ربيعة، اسمه عمرو، وقيل: حذيفة، ويلقب ذا الرمحين، يكنى أبا عبد الرحمن، كان اسمه بحيراً، فغيره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أخو عَياش بن أبي ربيعة لأبويه، وولي عبد الله الجَنَد (مدينة كبيرة باليمن تبعد عن تعز شرقاَ بنحو خمسة عشر ميلاً، وكانت حاضرة اليمن الأسفل، وبقيت كذلك حتى سنة 647هـ) لعمر، واستمر إلى أن جاء لينصر عثمان،
فسقط عن راحلته بقرب مكة، فمات. يقال: إن عمر قال لأهل الشورى: لا تختلفوا، فإنكم إن اختلفتم جاءكم معاوية من الشام، وعبد الله بن أبي ربيعة من اليمن، فلا يريان لكم فضلاً لسابقتكم، وإن هذا الأمر لا يصلح للطلقاء ولا لأبناء الطلقاء، فهذا يقتضي أن يكون عبد الله من مسلمة الفتح، وقد جاء ذكر ذلك صريحاً. قلنا: ضبطه السندي: بجير- بالموحدة والجيم مصغر- متابعاً ابن حجر في "الإصابة"، وهو وهم، الصواب بحير- بالمهملة- انظر "توضيح المشتبه" 1/348.(26/335)
عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْلَفَ مِنْهُ حِينَ غَزَا حُنَيْنًا (1) ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَضَاهَا (2) إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ " (3)
__________
(1) حنين يذكر ويؤنث، وقد ذكر ياقوت في "معجمه": أنك إن قصدت به البلد ذكَرْته وصرفته، وإن قصدت به البلدة والبقعة أنثته ولم تصرفه.
(2) في (م) : قضاه.
(3) إسناده صحيح على قلب في اسم أحد رواته وهو إسماعيل بن إبراهيم ابن عبد الله المخزومي، فقد انقلب هنا إلى إبراهيم بن إسماعيل، ويبدو أنه خطأ قديم، فقد أشار إليه الحافظ في "التهذيب"، وقال: كأنه انقلب، نبه عليه الحافظ صلاح الدين العلائي، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند"
2/709، وفي مصادر التخريج عدا ابن أبي عاصم. وإسماعيل بن إبراهيم وثقه أبو داود وابن قانع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، ووالده إبراهيم، ثقة كذلك، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه ابن خلفون، وأخرج له البخاري في "صحيحه"، ولم نعلم فيه جرحاَ إلا قول ابن القطان: لا يعرف له حال. وهذا ليس بجرح كما نَصَّ على ذلك الذهبي في "الميزان" 1/556، ولم يتحرر للإمام البخاري سماعه من جده، فقال: إبراهيم لا أدري سمع منه أم لا. قلنا: وحكمه الاتصال لسلامته من التدليس، على قاعدة الإمام مسلم، والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (723) من طريق وكيع، بهذا الإسناد مقلوباً.
وأخرجه ابن ماجه (2424) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/375، من طريق وكيع، به على الصواب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/10، والنسائي في "المجتبى" 7/314، وفي "الكبرى" (11204) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (372) - وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (277) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ "=(26/336)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ
16411 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ أُوقِيَّةٌ أَوْ عَدْلُهَا فَقَدْ سَأَلَ إِلْحَافًا " (1)
__________
= 1/248، وأبو نعيم في "الحلية" 7/111، والبيهقي في "السنن" 5/355، وفي "الشعب" (11229) من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (722) من طريق ابن أبي فديك، عن موسى وإسماعيل أبناء إبراهيم، عن أبيهما، به.
قال السندي: قوله: استسلف، أي: أخذ منه قرضاً.
قوله: "والحمد"، أي: الشكر له بالدعاء له، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 4/93: وليس حكم الصاحب إذا لم يسم كحكم من دونه إذا لم يُسم عند العلماء، لارتفاع الجرحة عن جميعهم وثبوت العدالة لهم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو عبيد الله في "الأموال" (1734) ، وابن زنجويه في "الأموال" (2076) من طريقين عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1735) من طريق هشام بن سَعْد، عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/999 مطولاً، ومن طريقه أبو داود (1627) ، والنسائي في "المجتبى" 5/98- 99، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (487) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/21، والبغوي في "شرح السنة" (1601) عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/209 عن سفيان بن عُينية، عن زيد بن أسلم،=(26/337)
حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16412 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْضَلُ الْكَلَامِ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ " (1)
__________
= عن عطاء بن يسار، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاَ لم يذكر فيه الرجل من بني أسد.
وسيأتي 5/430.
وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11044) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3675) .
قال السندي: قوله: "أوقية" بضم همزة وشدة ياء، وقد تجيء وقية، وليست بعالية: وهي أربعون درهماً.
قوله: "أو عدلها"، بالكسر أو الفتح: مقدارها.
فمن سأل وله أربعون درهماَ من الفضة أو ما يبلغ قيمتها من غير الفضة، فقد سأل إلحافاً، أي: إلحاحاَ وهو أن يلازم المسؤول حتى يُعطيَه، قال ابن عبد البر: والإلحاح على غير الله مذموم، لأنه قد مدح الله تعالى بضده فقال: (لا يسألون الناس إلحافاَ) وما علمت أحداً من أهل العلم إلا وهو يكره السؤال لمن ملك هذا المقدار من الفضة أو عدلها من غير الفضة، أما ما جاء من غير مسألة، فجائز له أن يأكله إن كان من غير الزكاة، وهذا ما لا أعلم فيه خلافاً.
وقال الثوري وأبو حنيفة والشافعي وأبو عُبيد وأحمد والطبري فيمن له دار وخادم لا يستغني عنهما: إنه يأخذ من الزكاة وتحل له. انظر "التَّمهيد" 4/97.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر، الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَمَّان.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (10678) - وهو في "عمل اليوم=(26/338)
حَدِيثُ رَجُلٍ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16413 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، وَقَالَ غُنْدَرٌ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ " يَدْعُو بِكَفَّيْهِ " (1) ، قَالَ حَجَّاجٌ: وَرَفَعَ شُعْبَةُ كَفَّيْهِ وَبَسَطَهُمَا
__________
= والليلة" (842) - من طريق محمد بن فضيل، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10677) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (841) - وابن حبان 836) و (1812) من طريق أبي حمزة السكري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/88، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب من حديث أبي هريرة وأبي سعيد سلفا برقم (8012) و (11304) .
وآخر من حديث سمرة بن جندب، سيرد 5/10 و20.
قال السندي: قوله: "أفضل الكلام"، أي: من أفضله، أو هو الأفضل، ولا يشكل بالقرآن لوجود هذه الألفاظ فيه.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه- وهو عمير مولى آبي اللحم كما سيجيء مصرحاً به في الرواية 5/223- لم يخرج له سوى مسلم وأصحاب السنن. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (89) ، وأبو داود (1172) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي 5/223، وسيكرر 5/427. =(26/339)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتِيكٍ (1)
16414 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتِيكٍ أَحَدِ بَنِي سَلِمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتِيكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ـ ثُمَّ قَالَ: بِأَصَابِعِهِ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثِ: الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ وَالْإِبْهَامِ، فَجَمَعَهُنَّ وَقَالَ: وَأَيْنَ الْمُجَاهِدُونَ؟ ـ فَخَرَّ عَنْ دَابَّتِهِ وَمَاتَ (2) فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ لَدَغَتْهُ دَابَّةٌ فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ، أَوْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، وَاللهِ إِنَّهَا لَكَلِمَةٌ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ قَبْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ قُتِلَ (3) قَعْصًا فَقَدِ
__________
= قال السندي: قوله: عند أحجار الزيت: موضع بالمدينة.
(1) قال السندي: عبد الله بن عتيك، أنصاري خزرجي، قال أبو عمر: لا يختلفون أنه شَهِدَ أُحُداً وما بعدها، وأظنُه شهد بدراً، جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث رجالاً من الأنصار إلى أبي رافع، وأمَر عليهم عبد الله بن عتيك، وجاء أنه" رجعوا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قد أفلح الوجوه".
(2) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : فمات.
(3) في (م) : مات.(26/340)
اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، ومحمد بن عبد الله بن عتيك، من رجال "التعجيل"، انفرد بالرواية عنه محمد بن إبراهيم ابن الحارث التيمي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/293-294، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/13-14، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (236) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2143) ، والطبراني في "الكبير" (1778) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/261، والحاكم 2/88، والبيهقي في "السنن" 9/166 من طريقين عن محمد بن إسحاق، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/276-277، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه محمد بن إسحاق مدلس، وبقية رجاله ثقات، قلنا: فاته أن يعله كذلك بمحمد بن عبد الله بن عتيك، فإنه مجهول الحال.
قال السندي: قوله: فجمعهن: أي للإشارة إلى أن له ثلاث خصال.
قوله: والله إنها لكلمة، أي: مات حتف أنفه، ففي "أسد الغابة" بعد قوله "أو مات حتف أنفه" فما سمعتها من أحدِ قبل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: "قعصاً"، ضبط بفتح قافِ وسكون عين مهملة، والقعص: أن يضرب الإنسان فيموت مكانه.
قوله: "فقد استوجب المآب"، بالمد: أي الآخرة، أي مات شهيداً فاستحق لذلك الدار الآخرة.(26/341)
حَدِيثُ رِجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
16415 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ نَنْصَرِفُ فَنَتَرَامَى (1) حَتَّى نَأْتِيَ دِيَارَنَا فَمَا يَخْفَى عَلَيْنَا مَوَاقِعُ سِهَامِنَا " (2)
16416 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثُونِي: أَنَّهُمْ " كَانُوا يُصَلُّونَ الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَنْطَلِقُونَ يَتَرَامَوْنَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ مَوَاقِعُ سِهَامِهِمْ، حَتَّى يَأْتُونَ (3)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : نترامى.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علي بن بلال، هو الليثي، انفرد بالرواية عنه أبو بشر: وهو ابن أبي وحشية، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال: روى المراسيل والمقاطيع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين هشيم: هو ابن بشير.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/310، وقال: رواه أحمد وإسناده حسن!
وانظر ما بعده.
وقد سلف نحوه من حديث أبي طريف برقم (15437) ، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: فما يخفى علينا: يدل على تعجيل المغرب، وقصر قراءته.
(3) ضبب فوقها في (س) .(26/342)
دِيَارَهُمْ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ (1) " (2)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) زيادة: بني سَلِمَة.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال علي بن بلال الليثي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16415) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/263 عن مسدد بن مسرهد، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الكبير" 6/263 من طريق شعبة عن أبي بشر، قال: سمعت حسان بن بلال، عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم يصلون مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه، والأول أشبه.
وانظر ما قبله.(26/343)
حَدِيثُ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَهُمْ يَذْكُرُونَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ وَصَارَتْ خَيْبَرُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ ضُعِفَ عَنْ عَمَلِهَا فَدَفَعُوهَا إِلَى الْيَهُودِ يَقُومُونَ عَلَيْهَا وَيُنْفِقُونَ عَلَيْهَا، عَلَى أَنَّ لَهُمْ نِصْفَ مَا خَرَجَ مِنْهَا، فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ سَهْمًا، جَمَعَ كُلُّ سَهْمٍ مِائَةَ سَهْمٍ، فَجَعَلَ نِصْفَ ذَلِكَ كُلِّهِ لِلْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ النِّصْفِ سِهَامُ الْمُسْلِمِينَ، وَسَهْمُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا، وَجَعَلَ النِّصْفَ الْآخَرَ لِمَنْ يَنْزِلُ بِهِ مِنَ الْوُفُودِ وَالْأُمُورِ وَنَوَائِبِ النَّاسِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ولا تضر جهالة الصحابة الذين روى عنهم بُشَيْر، وقد سمى أحدهم في أحد طرق الحديث، وهو سهل ابن أبي حثمة كما سيأتي في التخريج.
محمد بن فضيل: هو ابن غزوان الضبي، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (95) ، وأبو داود (3012) ، والبيهقي في "السنن" 6/317 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (94) ، ومن طريقه أبو داود (3011) عن أبي شهاب الحناط، عن يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه أبو داود (3010) ، والبيهقي في "السنن" 6/317 من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي=(26/344)
حَدِيثُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16418 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَفِظْنَا عَنْ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ ضَمِنَ بَقِيَّتَهُ " (2)
__________
= حثْمَة، نحوه مختصراً.
وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (90) - ومن طريقه البلاذري في "فتوح البلدان" ص39- عن حماد بن سلمة، وأخرجه يحيى بن آدم كذلك (91) عن عبد السلام بن حرب، وأخرجه يحيى بن آدم كذلك (95) ، وأبو عبيد في "الأموال" (142) ، وابن سعد في "الطبقات" 2/113، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (219) ، والبلاذري في "فتوح البلدان " ص 38 من طريق يزيد بن هارون، وأبو داود (3014) من طريق سليمان بن بلال، وأبو داود كذلك (3013) ، والبيهقي في "السنن" 6/317 من طريق أبي خالد الأحمر، خمستهم عن يحيى بن سعيد، عن بُشَيْر، مرسلاً.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4663) .
قال السندي: قوله: أدركهم، أي: بُشَيْر أدرك أولئك الصحابة.
قوله: ضَعُفَ، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي لعدم الفراغ عن الحروب ما تيسَر له الاشتغال بأمرها.
قوله: لمن ينزل به، أي: بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي "من" تغليب يظهر ذلك من بيانه بالوفود والأمور والنوائب.
(1) في (ص) : عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن شعيب، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام"،=(26/345)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الزُّرَقِيِّ الْأَنْصَارِيِّ (1)
16419 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلَائِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: " تَظَاهَرْتُ مِنْ امْرَأَتِي ثُمَّ
__________
= وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/483-484، والبيهقي في "السنن" 10/283 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، قال: كان ثلاثون من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولون: إذا أعتق الرجل العبد بينه وبين الرجل فهو ضامن إن كان موسراً.
وزاد البيهقي: وإن كان معسراَ سعى بالعبد صاحبه في نصف قيمته غير مشقوق عليه. وقال: وهذا أيضاَ ضعيف، الحجاج بن أرطاة لا يحتج به.
وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/248، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو ثقة، ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: وقد سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4451) بلفظ: "من أعتق نصِباَ له في مملوك، كُلِّف أن يتم عتقه بقيمة عَدْل".
قلنا: يعني أجبر على ذلك إن كان موسراَ كما جاء التصريح بذلك في الرواية رقم (4589) . وهو حديث صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "شقصاً" بكسر السين المعجمة، أي: نصيباً.
قوله: "ضمن بقيته"، أي: إن كان موسراَ كما جاء في الأحاديث صريحاً.
(1) قال السندي: سلمة بن صخر، خزرجي، كان يقال له: البياضي لأنه كان حالفهم، ويقال: اسمه سَلْمان وسَلَمَة أصح. قال البغوي: لا أعلم له حديثاً مسنداً إلا حديث الظهار.(26/346)
وَقَعْتُ بِهَا قَبْلَ أَنْ أُكَفِّرَ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفْتَانِي بِالْكَفَّارَةِ " (1)
16420 - (2)
16421 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ امْرَأً قَدْ أُوتِيتُ مِنْ جِمَاعِ النِّسَاءِ مَا لَمْ يُؤْتَ غَيْرِي، فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ تَظَاهَرْتُ مِنْ امْرَأَتِي حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانُ، فَرَقًا مِنْ أَنْ أُصِيبَ فِي لَيْلَتِي شَيْئًا، فَأَتَتَابَعُ (3) فِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ يُدْرِكَنِي النَّهَارُ وَأَنَا لَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، فيه عِلَّتان: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك، وسليمان بن يسار لم يسمع من سلمة ابن صخر، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه. ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2186) ، والطبراني في "الكبير" (6334) من طريق عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً أبو داود (2217) ، وابن الجارود في "المنتقى" (745) ، والبيهقي في "السنن" 7/391 من طريقي ابن لهيعة وعمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، به.
وسيأتي مطولاً برقم (16421) ، وسنذكر هناك تتمة طرقه وشاهده.
قال السندي: قوله: قبل أن أكفر: من التكفير، أي: قبل أن أعطي كفارة الظهار.
قوله: بالكفارة، أي: ما أوجب عليَّ بالوقاع قبل الكفارة شيئاً.
(2) في (م) ركب حديث من إسناد الحديث رقم (16421) ومتن الحديث رقم (16419) وقد أبقينا له الرقم إشارة إلى ذلك.
(3) في هامش (س) : فأتتايع (نسخة) قلنا: والتتايع في الشيء وعلى=(26/347)
أَنْزِعَ، فَبَيْنَا هِيَ تَخْدُمُنِي إِذْ تَكَشَّفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى قَوْمِي فَأَخْبَرْتُهُمْ خَبَرِي وَقُلْتُ لَهُمْ: (1) انْطَلِقُوا مَعِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْبِرُهُ بِأَمْرِي فَقَالُوا: لَا وَاللهِ لَا نَفْعَلُ، نَتَخَوَّفُ أَنْ يُنْزِلَ فِينَا قُرْآنًا (2) ، أَوْ يَقُولَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَةً يَبْقَى عَلَيْنَا عَارُهَا، وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ (3) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَقَالَ لِي: " أَنْتَ بِذَاكَ "، فَقُلْتُ: أَنَا بِذَاكَ، فَقَالَ: " أَنْتَ بِذَاكَ "، فَقُلْتُ: أَنَا بِذَاكَ، قَالَ: " أَنْتَ بِذَاكَ "، قُلْتُ: نَعَمْ، هَا أَنَا ذَا، فَأَمْضِ فِيَّ حُكْمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنِّي صَابِرٌ لَهُ، قَالَ: " أَعْتِقْ رَقَبَةً "، قَالَ: فَضَرَبْتُ صَفْحَةَ رَقَبَتِي بِيَدِي وَقُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ غَيْرَهَا، قَالَ: " فَصُمْ شَهْرَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي إِلَّا فِي الصِّيَامِ، قَالَ: " فَتَصَدَّقْ "، قَالَ: فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ وَحْشَا (4) مَا لَنَا عَشَاءٌ، قَالَ: " اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ
__________
= الشيء: التهافت فيه، ولا يكون إلا في الشر.
(1) لفظ "لهم" ليس في (ظ 12) و (ص) ، وهي نسخة في (س) .
(2) في (م) : قرآن. قال السندي: قوله: أن ينزل فينا قرآناً: من الإنزال أو التنزيل، والضمير لله، وقرآناً بالنصبّ.
(3) في (م) : فأتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(4) في (م) : وحشاء، وهو خطأ. قال السندي: وحشاً، بفتح فسكون، أي. بلا طعام.(26/348)
صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ فَقُلْ لَهُ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، فَأَطْعِمْ عَنْكَ مِنْهَا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ سِتِّينَ مِسْكِينًا، ثُمَّ اسْتَعِنْ بِسَائِرِهِ عَلَيْكِ وَعَلَى عِيَالِكَ "، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى قَوْمِي فَقُلْتُ: وَجَدْتُ عِنْدَكُمُ الضِّيقَ وَسُوءَ الرَّأْيِ، وَوَجَدْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعَةَ وَالْبَرَكَةَ، قَدْ أَمَرَ لِي بِصَدَقَتِكُمْ فَادْفَعُوهَا لِي، (1) قَالَ: فَدَفَعُوهَا إِلَيَّ (2)
__________
(1) في هامش (س) : إلي.
(2) حديث صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وسليمان بن يسار لم يسمع من سلمة بن صخر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (3299) ، وابن الجارود في "المنتقى" (744) ، وابن خزيمة (2378) ، والحاكم 2/203، والبيهقي في "السنن" 7/390 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ولم يلتفت الحاكم إلى عِلَّتَيْه، فقال: حديث صحيح على شرط مُسلم ووافقه الذهبي! مع أن ابن إسحاق روى له مسلم متابعة.
وأخرجه بنحوه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/396-397، وابن ماجه (2062) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2185) ، والطبراني في "الكبير" (6333) من طريق عبد الله بن نمير، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11528) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (6228) و (6332) - عن معمر، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6330) ، والبيهقي في "السنن" 7/390 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6329) من طريق أبان بن يزيد، وأخرجه الترمذي (1200) ، والطبراني في "الكبير" (6331) ، والبيهقي في "السنن" 7/390 من طريق علي بن المبارك، والحاكم 2/204 من طريق حرب بن شداد، خمستهم عن يحيى بن أبي كثير الطائي، عن أبي سلمة بن=(26/349)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الرحمن عن سلمان بن صخر، مرسلاً وقُرِنَ بأبي سلمة محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان في طريق علي بن المبارك وحرب بن شداد.
وأبو سلمة ومحمد بن عبد الرحمن لم يسمعا من سلمة بن صخر، ويقال: سلمان. وقد أشار إلى إرساله البيهقي في "السنن" 7/390.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند أبي داود (2223) ، والنسائي 6/167، والترمذي (1199) ، وابن ماجه (2065) ، وابن الجارود (747) ، والحاكم 2/204، والبيهقي 7/386 من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ظاهر من امرأته، فوقع عليها، فقال: يا رسول الله، إني قد ظاهرت من زوجتي فوقعت عليها قبل أن أكفر، فقال: "ما حملك على ذلك، يرحمك الله؟ " قال: رأيت خلخالها في ضوء القمر. قال: "فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله به". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. قلنا: واللفظ له. والحكم بن أبان وثقه ابن معين والنسائي وأحمد بن حنبل والعجلي وسفيان بن عينية وابن نمير، وابن المديني وغيرهم، وانفرد ابن المبارك بتضعيفه، وبمجموع طرق هذا الحديث وشاهده يصح. ومن ثم قال
الترمذي: والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم في كفارة الظهار.
قال السندي: قوله: من جماع النساء: أي من قوة جماعِهنَّ.
قوله: تظهرت: يدل على الظهار إلى غاية.
قوله: فرقاً، بفتحتين، أي: خوفاً.
قوله: "أنت بذاك"، أي: أنت مقرون بذاك الذي ذكرت من الحال والفعل.
قوله: ها أنا ذا: ها، حرف تنبيه، وأنا ضمير المتكلم مبتدأ، وذا: اسم الإشارة خبره، أي: أنا ذاك الذي فعل ما فعل.
قوله: "فأمض": من الإمضاء.
قوله: "فأطعم": من الإطعام.
قوله: "وَسْقاً"، بفتح فسكون: ستون صاعاً.(26/350)
حَدِيثُ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ (1)
16422 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَأَهْدَيْتُ لَهُ مِنْ لَحْمِ حِمَارِ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى فِي وَجْهِي الْكَرَاهَةَ (2) قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنَّا حُرُمٌ "
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "
وَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ الدَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، فَقَالَ: " هُمْ مِنْهُمْ "، ثُمَّ يَقُولُ الزُّهْرِيُّ: ثُمَّ نَهَى عَنْ ذَلِكَ بَعْدُ (3)
__________
(1) الصَّعْب بن جَثَّامة، ليثي، حليف قريش، كان ينزل بوَدّان، قيل: مات في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه، والأصحُّ أنه عاش إلى خلافة عثمان، فقد جاء أنه شهد فتح فارس، وجاء أَن منادياَ نادى في بعض الفتوح: ألا إن الدَجال قد خرج. فقال صعب: لقد سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره". رواه ابن السَكَن، وقال: إسناده صالح،
لكن فيه إرسال. قاله السندي.
(2) في هامش (س) : الكراهية، نسخة.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن سفيان بن عُينية خالف الرواة عن الزهري في قوله: من لحم حمار وحش، فقد رواه عنه أصحابه: فأهديت له حمار وحش، وقال ابن جريج في روايته الآتية برقم=(26/351)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (16428) قلتُ لابن شهاب: الحمار عقير؟ فقال: لا أدري. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/55: فقد بيَّن ابن جريح أن ابن شهاب شك فلم يدر هل كان عقيراً أم لا؟ إلا أن في مساق حديثه: أهديت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمار وحش، فردَّه عليَّ.
وأخرجه ابن حبان (136) ، والبيهقي في "السنن" 9/78 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
والحديث ثلاثة أقسام: أما قسمه الأول: وهو قوله: فأهديت له من لحم حمار وحش وهو محرم، فرده علي، فلما رأى في وجهي الكراهة قال: "إنه ليس بنا رَدٌ عليك ولكنا حُرُم".
فقد أخرجه الحميدي (783) ، ومسلم (1193) (52) ، والدارمي 2/39، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/169-170، والبيهقي في "السنن" 5/192 و9/78 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3090) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (906) ، والبيهقي في "السنن" 5/192 من طريق سفيان بن عيينة، به، إلا أنه قال فيه: أهديت إليه حمار وحش.
قال الحميدي عقب روايته: وكان سفيان ربما جمعهما مرة في حديث واحد، وربما فرقهما، وكان سفيان يقول: حمار وحش، ثم صار إلى لحم حمار وحش.
وقال النووي في "المجموع" 7/335: قال الشافعي: حديث مالك أن الصعب أهدى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حماراً أثبت من حديث من حدَّث أنه أهدى لحم حمار.
قلنا: حديث مالك سيأتي برقم (16423) .
وأخرجه مسلم (1193) (51) ، والترمذي (849) ، وابن ماجه (3090) ، وابن الجارود في "المنتقى" (436) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/170، وابن حبان (3967) ، والطبراني في "الكبير" (7431) و (7432) =(26/352)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و (7434) و (7438) و (7441) و (7443) ، والبيهقي 5/192 من طرق عن الزهري، به، وفيه: أهديتُ له حمار وحش.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد ذهب قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلى هذا الحديث، وكرهوا أكل الصيد للمحرم، وقال الشافعي: إنما وجه هذا الحديث عندنا: إنما رَدَّه عليه لمَا ظنَ أنه صِيْدَ من أجله، وتركه على التنزه.
وقد روى بعضُ أصحاب الزهري عن الزهري هذا الحديث، وقال: أهدى له لحم حمار وحش، وهو غير محفوظ.
وسيأتي بالأرقام (16423) و (16427) و (16428) و (16429) و (16657) و (16660) و (16661) و (16662) و (16665) و (16671) و (16672) و (16673) و (16674) و (16675) و (16676) و (16680) و (16687) و (16688) .
وسيكرر برقم (16658) و (16684) .
وانظر حديث ابن عباس برقم (2530) .
والقسم الثاني: وهو قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا حمى إلا لله ولرسوله".
أخرجه الشافعي في "مسنده"، 2/131-132 (ترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة 7/303، والبخاري (3012) . وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (905) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/269 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الطيالسي (1230) ، والنسائي في "الكبرى" (5775) و (8624) ، وابن حبان (4684) ، والطبراني في "الكبير" (7420- 7428) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/380، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/62 من طرق عن الزهري، وسيأتي بالأرقام (16425) و (16657) و (16658) و (16659) و (16663) و (16666) و (16679) و (16683) ، وسيكرر برقم (16689) . =(26/353)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والقسم الثالث- وهو سؤاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أهل الدار من المشركين يبيتون، فيصاب
من نسائهم وذراريهم، فقال: "هم منهم"-
أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/119 (بترتيب السندي) ، وفي "بدائع المنن" 2/103، وسعيد بن منصور في "سننه" (2631) ، وابن أبي شيبة 12/388، والبخاري (3012) و (3013) ، ومسلم (1745) (46) ، وأبو داود (2672) ، والترمذي (1570) ، والنسائي في "الكبرى" (8622) ، وابن ماجه (2،939) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (904) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1044) ، وأبو عوانة 4/96، والطحاوي في "شرح معاني الآثار": 3/222، وابن حبان (4786) ، والطبراني في "الكبير" (7446) ، والبيهقي في "السنن" 9/78، والبغوي في "شرح السنة" (2697) ، والحازمي في "الاعتبار" ص212 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8624) ، وأبو عوانة 4/97، والطبراني في "الكبير" (7451) و (7452) و (7453) و (7454) من طرف عن الزهري، به.
وسيأتي بالأرقام (16424) و (16426) و (16657) و (16658) و (16664) و (16668) و (16669) و (16670) و (16677) و (16681) و (16682) و (16685) و (16686) .
وقول الزهري: ثم نهى عن ذلك بعد، سلف نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قتل النساء والصبيان من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4739) وهو حديث صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: بالأبواء، بفتح الهمزة، وباء موحدة ساكنة، ممدود: قرية من عمل الفُرْع. قلنا: يعني من المدينة، وبين المدينة والفُرْع ست وتسعون ميلاً، على طريق مكة.
قوله: أو بوَدَّان، بفتح واو، وتشديد دالٍ: قرية أخرى.
قوله: من لحم حمار وحش: قد جاء أنه أهدى إليه الحمار، فلعله أهدى الحمار أولاً، فلما رَدَّ عليه ذبحه وأهدى إليه اللحم فَرَدَّه، لأنه صِيْد له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(26/354)
16423 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِي قَالَ: " إِنَّا لَمْ نَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ " (1)
16424 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ،
__________
قوله: "حُرُم"، بضمتين، أي: وليس للمحرم أكل ما صيد له.
قوله: "لا حمى": وهو أن يحفظ أرضاً، ويمنع غيره الدخول فيها.
قوله: يبيتون، بتشديد الياء، على بناء المفعول، أي: يقع عليهم المسلمون ليلاً قوله: "هم منهم"، أي: فلا بأس بما أصاب المسلمون من النساء والذراري. قيل: هذا مخصوص بالضرورة كالليل، وما جاء من النهي فذاك إذا لم يكن ثمة ضرورة كما في النهار، وأشار الزهري إلى النسخ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/353، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/323 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1825) و (2573) ، ومسلم (1153) (50) ، والنسائي في "المجتبى" 5/183-184، وابن الجارود في "المنتقى" (436) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/170، وابن حبان (3969) ، والطبراني في "الكبير" (7430) ، والبيهقي في "السنن" 5/191، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/211 و224، والبغوي في "شرح السنة" (1987) .
وانظر ما قبله.(26/355)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ: لَوْ أَنَّ خَيْلًا أَغَارَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَأَصَابَتْ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: " هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ " (1)
16425 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " (2)
16426 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه مسلم (1745) (28) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8623) ، وأبو عوانة 4/95، والطبراني في "الكبير" (7447) ، والحاكم 3/625 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن ابن جريج، به. وزاد أبو عوانة: قال ابن جريج: ثم أخبرني عمرو وغيره أنه نهى عن قتلهم يوم خيبر.
وقد سلف برقم (16422) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (19750) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (7419) ، والبيهقي في "السنن" 6/146، والبغوي في "شرح السنة" (2190) وعنده زيادة: قال الزهري: وقد كان لعمر بن الخطاب حمى، بلغني أنه كان يحميه لإبل الصدقة.
وقد سلف برقم (16422) .(26/356)
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا نُصِيبُ فِي الْبَيَاتِ مِنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: " هُمْ مِنْهُمْ " (1)
16427 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِالْأَبْوَاءِ فَأَهْدَيْتُ لَهُ حِمَارَ وَحْشٍ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِي قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنَّا حُرُمٌ " (2)
16428 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ صَعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ بِي وَأَنَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ فَأَهْدَيْتُ لَهُ حِمَارَ وَحْشٍ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (9385) .
ومن طريقه أخرجه مسلم (1745) (27) ، وأبو عوانة 4/95-96، والطبراني في "الكبير" (7445) .
وسلف برقم (16422) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (8322) .
ومن طريقه أخرجه مسلم (1193) (51) ، وابن الجارود في "المنتقى" (436) ، وابن خزيمة (2637) ، والطبراني في "الكبير" (7429) .
وقد سلف برقم (16422) .(26/357)
الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِي قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ (1) "، قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: الْحِمَارُ عَقِيرٌ، قَالَ: لَا أَدْرِي،
16429 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّهُ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَذَكَرَهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. محمد بن بكر: هو البُرْساني.
وأخرجه ابن خزيمة (2637) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7437) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن ابن أبي لبيد، عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (16422) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي.
وأخرجه الطيالسي (1229) ، وابن الجارود في "المنتقى" (436) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/170، والطبراني في "الكبير" (7433) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16422) .(26/358)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيِّ (1) وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ
16430 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ ـ: فِي الْمَسْجِدِ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى " (2)
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن زيد بن عاصم، أنصاري، مازني، أبو محمد، اختلف في شهوده بدراً، وبه جزم أبو أحمد الحاكم وابن منده، وأخرجه الحاكم في "مستدركه"، وقال ابن عبد البر: شهد أُحداً وغيرَها ولم يشهد بدراً، جاء أنه شارك الوحشي في قتل مسيلمة الكذاب، وقال زمن الحَرَّة حين أتاه
آتٍ، فقال: إن ابن حنظلة بايع الناس على الموت. فقال: لا أبايع على هذا أحداَ بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقال: قتل يوم الحرَة سنة ثلاثِ وستين.
(2) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/172، ومن طريقه أخرجه البخاري (475) ، ومسلم (2100) (75) ، وأبو داود (4866) ، والنسائي في "المجتبى" 2/50، وفي "الكبرى" (800) ، وأبو عوانة 5/509 و510، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/278، وابن حبان (5552) ، والبغوي في "شرح السنة" (486) .
وزاد مالك في روايته في "الموطأ" 1/173- ومن طريقه البخاري وأبو داود والطحاوي-: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما كانا يفعلان ذلك.
قلنا: وهذه الزيادة موصولة بالإسناد السابق، وقد غفل عن ذلك من زعم=(26/359)
16431 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= أنه معلق، بينَ ذلك الحافظ في "الفتح" 1/563.
وأخرجه الطيالسي (1101) ، والبخاري (5969) ، ومسلم (2100) (76) ، وأبو عوانة 5/509 و510-511، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/278 من طرق عن الزهري، به وذكر بعضهم نحو زيادة مالك. وقال أبو عوانة في إحدى رواياته: وأنه فعل ذلك أبو بكر وعمر وعثمان، رحمهم الله تعالى.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/278 من طريق عبد العزيز ابن عبد الله بن الماجشون، عن الزهري، عن محمود بن لبيد، عن عباد بن تميم، به.
وهو كذلك عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20221) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (517) ، ومسلم (2100) (76) ، وأبو عوانة 5/510، والبيهقي في "السنن" 2/225، وفي "الآداب" (723) .
وعند عبد الرزاق زيادة نحو زيادة مالك.
قلنا: ويعارضه حديث جابر عند مسلم (2099) (72) (73) (74) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يستلقين أحدكم ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى". وقد سلف 3/297- 298 ويجمع بينهما بما ذكره الخطابي- فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 1/563-: من أن النهي الوارد عن ذلك منسوخ، أو يحمل النهي حيث يخشى أن تبدر العورة، والجواز حيث يؤمن ذلك.
وقال الحافظ: والظاهر أن فعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لبيان الجواز، وكان ذلك في وقت الاستراحة، لا عند مجتمع الناس لما عرف من عادته من الجلوس بينهم بالوقار التام، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال السندي: قوله: واضعاً إحدى رجليه على الأخرى: يدل على أن ما جاء من النهي عن ذلك، فليس على إطلاقه، بل هو مخصوص إذا خيف الكشف بذلك، وإلا فلا بأس بذلك.(26/360)
أَنَّ جَدَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ، " فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَ يَدَهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن يحيى المازني: هو ابن عمارة بن أبي حسن، وجده: هو على الحقيقة عم أبيه عمرو بن أبي حسن الأنصاري كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري (186) و (199) ، قال الحافظ في "الفتح" 1/290: وسماه جداَ لكونه في منزلته. وقد ذكر الحافظ أنه اختلف رواة "الموطأ" في تعيين السائل، فأكثرهم أبهمه، وبعضهم ذكر أنه أبو حسن جد عمرو بن يحيى، ومنهم من ذكر أنه عمرو بن أبي حسن عم يحيى، ومنهم من ذكر أنه يحيى بن عمارة والد عمرو. ثم قال: والذي يجمع هذا الاختلاف أن يقال: اجتمع عند عبد الله بن زيد أبو حسن الأنصاري، وابنه عمرو، وابن ابنه يحيى بن عمارة بن أبي حسن، فسألوه عن صفة وضوء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتولى السؤال منهم له عمرو بن أبي حسن، فحيث نسب إليه السؤال كان على الحقيقة ... وحيث نسب السؤال إلى أبي حسن، فعلى المجاز، لكونه كان الأكبر، وكان حاضراً، وحيث نسب السؤال ليحيى بن عمارة، فعلى المجاز أيضاً لكونه ناقل الحديث وقد حضر السؤال.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/18، وأخرجه من طريقه الشافعي في "مسنده" 1/28 (بترتيب السندي) والبخاري (185) ، ومسلم (235) ، وأبو داود (118) ، والترمذي (32) ، والنسائي في "المجتبى" 1/71، وفي "الكبرى"=(26/361)
16432 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ: " خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَسْقَى وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ " (1)
__________
= (103) ، وابن ماجه (434) ، وابن الجارور في "المنتقى" (73) ، وابن خزيمة (157) و (173) ، وأبو عوانة 1/248-249، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/30، وابن حبان (1084) ، والبيهقي في "السنن" 1/59، والبغوي في "شرح السنة" (223) .
وقال الترمذي: حديث عبد الله بن زيد أصحُ شيء في الباب وأحسنُ، وبه يقول الشّ! افعي وأحمد وإسحاق.
وأخرجه البخاري (186) و (192) و (199) ، ومسلم (235) ، والطيالسي (1102) ، وابن حبان (1077) ، والبيهقي 1/50 و80 من طرق عن عمرو بن يحيى، به.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (16438) و (16443) و (16445) و (16452) و (16456) و (16472) .
قال السندي: قوله: أن تريني: أي هل تستطيع أن تتوضأ عندي على ذلك الوجه حتى أراه.
قوله: بوضوء: بفتح الواو: ماء الوضوء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد، شيخ أحمد: هو القطان، وأبو بكر بن محمد: هو ابن عمرو بن حزم الأنصاري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1814) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 3/163، وفي "الكبرى" (1825) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/171 من طريق عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد القطان، به. ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يستسقي، فصلى ركعتين، واستقبل=(26/362)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=القبلة.
وأخرجه ابن خزيمة (1407) عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم عن يحيى ابن سعيد القطان، به، ولفظه: "خرجنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستسقاء، فخطب، واستقبل القبلة، ودعا، واستسقى، وحول رداءه، وصلى بهم".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4890) عن معمر، والبخاري (1028) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/143 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ومسلم (894) (3) ، وأبو داود (1166) ، والبيهقي في "السنن" 3/350 من طريق سليمان بن بلال، والدارمي 1/360، والدارقطني 2/67 من طريق يزيد بن هارون، وابن عبد البر في "الاستذكار" (9928) من
طريق يعلى بن عبيد، خمستهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، ولفظه عند البخاري: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج إلى المصلى يصلي، وأنه لما دعا أو أراد أن يدعو استقبل القبلة، وحوَّل رادءه".
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/323 من طريق هشيم، والدارقطني 2/67 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الله بن أبي بكر- وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري- عن عباد بن تميم، به، نحو سابقه.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/78 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي بكر بن محمد، به، بنحو سابقه.
وأخرجه الحميدي (416) ، وابن خزيمة (1406) و (1414) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/323-324، والبيهقي في "السنن" 3/350-351، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/169-170 من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي بكر بن محمد، به. وعندهم عدا الطحاوي- قرن سفيانُ المسعوديَّ بيحيى بن سعيد. ولفظه: "أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج
إلى المُصَلَى، فاستسقى، فقلب رداءه، فصلى ركعتين" وزاد المسعودي: قلت=(26/363)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لأبي بكر: أجعل الشمال على اليمين أم جعل أعلاه أسفله؟ قال: بل جعل الشمال على اليمين واليمين على الشمال.
قلنا: وسيأتي هذا التفسير برقم (16451) ، وانظر (16462) و (16473) .
وأخرجه البخاري (1011) من طريق محمد بن أبي بكر،- أخو عبد الله- وأخرجه كذلك (6343) من طريق عمرو بن يحيى المازني، كلاهما عن عباد ابن تميم، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/155، وفي "الكبرى" (1806) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/169- عن محمد بن منصور، عن سفيان ابن عيينة، عن المسعودي، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: سمعت عباد بن تميم يحدث أبي أن عبد الله بن زيد الذي اُري النداء، قال ... فذكر الحديث. قال النسائي: هذا غلط من ابن عيينة، وعبد الله بن زيد الذي أُري النداء هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه، وهذا عبد الله بن زيد بن عاصم.
وقال ابن عبد البر: هو خطأ، ولا أدري من أين أتى ذلك، وما أظنه جاء من ابن عيينة ولا ممن فوقه، لأنهم علماء أجِلَّة. قلنا: ذكر البخاري عقب الرواية (1012) أن الوهم من سفيان.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (16434) و (16435) و (16436) و (16437) و (16439) و (16451) و (16455) و (16460) و (16462) و (16465) و (16466) وانظر (16468) و (16473) ، وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2039) .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 17/171: أحسن الناس سياقة لهذا الحديث: معمر عن الزهري.
قلنا: سترد رواية معمر برقم (16437) . وقد وقع الاختلاف في الروايات لأن بعض الرواة اقتصر على شيء، وبعضهم على شيء، قال الحافظ في "الفتح" 2/500: ويمكن الجمع بين ما اختلف من الروايات في ذلك. بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدأ الدعاء، ثم صلى ركعتين، ثم خطب.(26/364)
16433 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ (1) بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ " (2)
16434 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْقَى وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ " (3)
__________
(1) في (س) و (م) : عبد الله بن تميم، وهو خطأ، والمثبت من (ظ12) و (ص) و (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/247 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (16453) و (16458) و (16461) .
وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11003) ، وفي مسند أبي هريرة برقم (7223) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "ما بين بيتي": وجاء: قبري، ولا منافاة، لأن قبره في بيته، لكن لابد من حمل البيت على حجرة عائشة.
قلنا: انظر تعليقنا على الرواية الآتية برقم (16458) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/350 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1005) ، وابن الجارود في "المنتقى" (254) ، والبيهقي 3/350 من طريقين عن سفيان الثوري، به. =(26/365)
16435 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ الْمَازِنِيَّ يَقُولُ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ حِينَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ " (1)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/324 من طريق شعبة، عن عبد الله، به.
وسيأتي من طريق عبد الله بن أبي بكر في الأرقام (16435) و (16451) و (16465) و (16466) .
وقد سلف برقم (16432) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/190، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/168 (بترتيب السندي) ، ومسلم (894) (1) ، وأبو داود (1167) ، والنسائي في "المجتبى" 3/157، وفي "الكبرى" (1815) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/323، والبيهقي في "السنن" 3/350.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار": 7/129-130: هكذا روى مالك هذا الحديث بهذا الإسناد وهذا اللفظ لم يذكر فيه الصلاة، لم يختلف رواة "الموطأ" في ذلك عليه فيه فيما علمتُ إلا أن إسحاق بن عيسى روى هذا الحديث عن مالك، فزاد فيه: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدأ بالاستسقاء في الصلاة قبل الخطبة، ولم يقل: حوَّل رداءه.
قلنا: ستأتي رواية إسحاق برقم (16466) .
وورد ذكر الصلاة من طريق الزهري في الرواية الآتية برقم (16436) و (16437) و (16439) .
وقال ابن عبد البر: وليس في تقصير من قصر عن ذكر الصلاة حجة على من ذكرها، والحجة في قول مَنْ أثبتَ وحفظ، ومن أحسن الناس سياقة لهذا الحديث الزهري.(26/366)
16436 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (1)
16437 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن أبي ذئب هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه الطيالسي (1100) ، وابن أبي شيبة 14/252، والبخاري (1025) ، وأبو داود (1162) ، والنسائي في "المجتبى" 3/157 و163 و164، وفي "الكبرى" (1810) و (1812) و (1827) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة"، 1/143-144، وابن خزيمة (1420) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/325-326، وابن حبان (2864) و (2865) و (2866) ، والبيهقي في "السنن" 3/348-349 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (894) (4) ، وأبو داود (1162) ، والنسائي في "المجتبى" 3/163، وفي "الكبرى" (1810) ، والبيهقي في "السنن، 3/348-349 من طريق يونس: وهو ابن يزيد الأيلي، عن الزهري، به.
وأخرجه أبو داود (1163) ، والبيهقي 3/350 من طريق الزبيدي، عن الزهري، به. ولم يذكر الصلاة، وقال: وحول رداءه، فجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله عز وجَلَّ.
وسيأتي من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري برقم (16439) و (16468) ، وسيأتي من طرق عن الزهري برقم (16437) و (16455) و (16460) . وقد سلف مختصراً برقم (16432) .(26/367)
عَنْ عَمِّهِ قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ فِيهَا، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَدَعَا وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ " (1)
16438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، وَبَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (4889) ، وأخرجه من طريقه أبو داود (1161) ، والترمذي (556) ، وابن الجارود في "المنتقى" (255) ، والدارقطني في "السنن" 2/67، والبيهقي في "السنن" 3/347، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/171.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وعلى هذا العمل عند أهل العلم، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وقال ابن عبد البر: أحسن الناس سياقة لهذا الحديث معمر عن الزهري.
قلنا: وقد سلف مختصراً برقم (16432) ، وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (5) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (155) .
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (73) ، وأبو عوانة 1/241-242 من طريق ابن وهب، عن مالك- وقرن معه يحيى بن عبد الله بن سالم- عن عمرو بن يحيى، به. =(26/368)
16439 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، فَوَلَّى ظَهْرَهُ النَّاسَ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَجَعَلَ يَدْعُو، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ " (1)
16440 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ يَوْمًا فَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ " (2)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/30 من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عمرو بن يحيى، به.
وقد سلف مطولاً برقم (16431) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (516) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (9919) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق ابن أبي ذئب برقم (16436) ، ومختصراً برقم (16432) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف ابن لهيعة- وهو عبد الله- سيئ الحفظ، وقد وافق ابن لهيعة في هذه الرواية رواية عمرو بن الحارث الآتية برقم (16467) في قوله: فمسح رأسه بماء غير فضل يديه.
ورواية ابن لهيعة التي رواها عنه عبد الله بن المبارك- وهو صحيح السماع منه- والآتية برقم (16469) ، وفيها: ومسح رأسه بماء غَبَرَ من فضل يده، هي خلاف رواية عمرو بن الحارث، وانظر تعليقنا عليها هناك. =(26/369)
16441 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَجَعَلَ يَقُولُ: " هَكَذَا يَدْلُكُ " (1)
__________
= وسيأتي بالأرقام (16459) و (16467) و (16469) وسيكرر برقم (16457) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: غير فضل يديه: أي بماء جديد، لا بما بقي في يديه.
(1) حديث صحيح من حديث أم عمارة جدة عباد بن تميم، فقد اختلف فيه على شعبة، وهو عند أبي داود الطيالسي (1099) عن شعبة، بهذا الإسناد، وتابعه يحيى بن سعيد القطان كما عند ابن حبان (1082) ، بلفظ: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ، فجعل يدلك ذراعيه. وتابعهما يحيى بن زكريا بن أبي زائدة كما عند ابن خزيمة (118) ، وابن حبان (1083) ، والحاكم 1/144، 161-162، والبيهقي في "السنن" 1/196، ولفظه عند ابن حبان: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى بثلثي مُدِّ ماءً فتوضأ، فجعل يدلك ذراعيه، وتابعهم معاذ العنبري كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/32 بلفظ: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتي بوَضُوءِ، فدلك أذنيه حين مسحهما.
وخالفهم محمد بن جعفر غندر، فرواه عن شعبة، عن حبيب بن زيد: وهو ابن خلاد الأنصاري، عن عباد بن تميم، عن جدته أم عمارة بنت كعب كما عند أبي داود (94) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/196- والنسائي في "المجتبى" 1/58، وفي "الكبرى" (76) ، ولفظه عند النسائي: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ، فأتي بماء في إناء قَدْرَ ثلثي المُدّ، قال شعبة: فأحفظ أنه غسل ذراعيه وجعل يدلكهما، ويمسح أذنيه باطِنَهُما، ولا أحفظ أنه مسح ظاهرهما.
قلنا: فجعله من حديث أم عمارة، وهو الصحيح فيما نقله ابنُ أبي حاتم عن أبي زرعة في "العلل" 1/25، وقال عبد الله. بن المبارك: إذا اختلف=(26/370)
16442 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا فِيمَا وَجَدْتَ الرِّيحَ أَوْ سَمِعْتَ الصَّوْتَ " (1)
__________
= الناس في حديث شعبة فكتاب غُنْدَر حَكَمٌ بينهم.
قال السندي: قوله: يقول هكذا: أي يفعل هكذا، وفسره بالدلك.
(1) حديث صحيح، محمد بن أبي حفصة- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في طريق سعيد، هل شيخه عم عباد أو أنه مرسل؟ يحتمل الوجهين، فقد قال الحافظ في "الفتح" 1/237: إن شيخ سعيد فيه يحتمل أن يكون عم عباد، كأنه قال: كلاهما عن عمه، أي عم الثاني وهو عباد، ويحتمل أن يكون محذوفاً، ويكون من مراسيل ابن المسيب، وعلى الأول جرى صاحب "الأطراف". قلنا: يعني أن المِزي رجح الاتصال، ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (534) مرسلاً.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الرواية (2056) عن ابن أبي حفصة، عن الزهري، به.
وأخرجه أبو العباس السراج- فيما نقله عنه ابن حجر في "تغليق التعليق" 3/212- من طريق عبد الله بن المبارك، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، به مرفوعاً.
وقال الحافظ في "الفتح" 4/296: اختصر ابن أبي حفصة هذا المتن اختصاراً مجحفاً، فإن لفظه يعم ما إذا وقع الشك داخل الصلاة وخارجها، ورواية غيره من أثبات الزهري تقتضي تخصيص ذلك بمن كان داخل الصلاة، ووجهه أن خروج الريح من المصلي هو الذي يقع له غالباً، بخلاف غيره من النواقض، فإنه لا يهجم عليه إلا نادراً، وليس المراد حصر نقض الوضوء بوجود الريح.
قلنا: سيأتي الحديث من طريق سفيان عن الزهري، به، مرفوعاً، وفيه=(26/371)
16443 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ سُئِلَ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَدَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ ـ قَالَ عُثْمَانُ: مَسَحَ مَالِكٌ رَأْسَهُ، فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ بِهِمَا ـ وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ "، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ (1)
16444 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ جُرْجَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ " أَبْصَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى ظَهْرِهِ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى " (2)
__________
= تخصيص الشك بمن كان داخل الصلاة، وذلك برقم (16450) .
وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11082) . وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح عله شرط الشيخين، وقد سلف من طريق مالك برقم (16431) .
(2) حديث صحيح، يحيى بن جُرْجة: هو المكي، من رجال "التعجيل" روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقد توبع. وابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز قد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقاتَ رجال الشيخين. حجاج بن محمد: هو المصيصي الأعور.
وأخرجه أبو عوانة 5/510 من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن الزهري، بهذا الإسناد دون ذكر يحيى بن جرجة في الإسناد. =(26/372)
16445 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، فَقِيلَ لَهُ: تَوَضَّأْ لَنَا وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَدَعَا بِإِنَاءٍ فَأَكْفَأَ مِنْهُ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثًا فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ وَاسْتَخْرَجَهَا، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدَةٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا، وَاسْتَخْرَجَهَا ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ (1) وَأَدْبَرَ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ "، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
= وقد سلف برقم (16430) .
(1) في (م) : بيده.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد: وهو الطالقاني، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي، وهو ثقة، وخلف بن الوليد: وهو العتكي من رجال "التعجيل"، وهو ثقة كذلك. خالد: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان.
وأخرجه البخاري (191) ، ومسلم (235) (18) ، وأبو داود (119) ، والترمذي (28) ، وابن ماجه (405) ، والدارمي 1/77، وأبو عوانة 1/242، والبيهقي في "السنن" 1/50، والبغوي في "شرح السنة" (224) من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: وقد روى مالك وابن عيينة وغير واحد هذا الحديث عن عمرو بن يحيى، ولم يذكروا هذا الحرف "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مضمض واستنشق من=(26/373)
16446 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهُمْ فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا مِثْلَ مَا دَعَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ لِمَكَّةَ " (1)
__________
= كف واحد" وإنما ذكره خالد بن عبد الله، وخالد بن عبد الله ثقة حافظ عند أهل الحديث.
وقال بعض أهل العلم: المضمضة والاستنشاق من كف واحد يجزئ، وقال بعضهم: تفريقهما أحبُّ إلينا، وقال الشافعي: إن جَمَعَهما في كف واحد فهو جائز، وإن فَزَقَها فهو أحبُّ إلينا.
وأخرجه الحاكم 1/182 من طريق إبراهيم بن موسى، عن خالد بن عبد الله، به مختصراً، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي.
قلنا: هو عند البخاري ومسلم كما سلف في التخريج.
وقد سلف نحوه برقم (16431) .
قال السندي: قوله: من كف واحدة: ظاهره في جواز اتحاد الماء للفعلين، وهو لا ينافي جواز التعدد أيضاً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (518) عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2129) ، ومسلم (1360) (455) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4797) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/192، والبيهقي=(26/374)
16447 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى " (1)
16448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْقَى فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ " (2)
16449 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ مُسْتَلْقِيًا وَاضِعًا
__________
= في "السنن" 5/197 من طرق عن وهيب، به.
وأخرجه مسلم (1360) (454) و (455) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/192، والبيهقي 5/197 من طرق عن عمرو بن يحيى، به.
وانظر ما سلف من حديث سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة برقم (1593) ، وحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (6064) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر بن سليمان: هو ابن طرخان التيمي، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.
وقد سلف برقم (16430) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (4890) .
وقد سلف من طريق عبد الرزاق برقم (16437) ، ومختصراً برقم (16432) .(26/375)
إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى " (1)
16450 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْهُ فَقَالَ: " لَا يَنْفَتِلُ حَتَّى يَجِدَ رِيحًا أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (414) ، والبخاري (6287) ، ومسلم (2100) (76) ، والترمذي (2765) ، وفي "الشمائل" (120) ، والدارمي 2/282، وأبو عوانة 9/505، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/277-278، والبيهقي في "السنن" 2/224، وفي "الآداب" (722) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (16430) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/36 (بترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة 2/428، والحميدي (413) ، والبخاري (137) و (177) (2056) ، ومسلم (361) ، وأبو داود (176) ، والنسائي في "المجتبى" 1/98-99، وفي "الكبرى" (152) ، وابن ماجه (513) ، وابن الجارود في "المنتقى" (3) ، وابن خزيمة (25) و (1018) ، وأبو عوانة 1/238 و267، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5100) ، والبيهقي في "السنن" 1/161 و2/254، و7/364 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وعند بعضهم قُرِنَ سعيد بن المسيب بعباد بن تميم.
قلنا: وقد سلف من طريق سعيد كذلك برقم (16442) .
قال السندي: قوله: أنه شكا: يحتمل بناء المفعول (يعني شُكي) وبناء الفاعل على أن ضميره للعم، أو على أنه فاعله الرجل، أي شكى الرجل =(26/376)
16451 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ (1) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى (2) الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، (3) فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ "، (4) قَالَ سُفْيَانُ: قَلْبُ الرِّدَاءِ جَعْلُ الْيَمِينِ الشِّمَالَ وَالشِّمَالِ الْيَمِينَ
16452 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْمَازِنِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ". قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا
__________
= حاله، وجملة: يجد الشيء: صفة للرجل، أو استئناف، وليس بحال لعدم ظهور التقييد.
قوله: قد كان منه: أي وجد منه حدث.
(1) في (س) و (ق) و (م) : عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 12) و (ص) ، و"أطراف المسند" 3/18.
(2) لفظ "إلى" ليس في (ظ 12) و (س) و (ص) ، وفي (ق) : للمصلى، والمثبت من (م) .
(3) في (م) : واستسقى.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/168 (بترتيب السندي) ، والحميدي (415) ، والبخاري (1512) و (1026) و (1027) ، ومسلم (894) (2) ، والنسائي في "المجتبى" 3/157، وفي "الكبرى" (1815) ، وابن ماجه (1267) ، والبيهقي في "السنن " 3/344-345، وابن عبد البر في "الاستذكار" (9920) ، وفي "التمهيد" 7/168 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16437) ومختصراً برقم (16432) .(26/377)
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى - مُنْذُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَسَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِقَلِيلٍ، وَكَانَ يَحْيَى أَكْبَرَ مِنْهُ، قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ مِنْهُ ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ - " فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَوَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّتَيْنِ "، سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ: غَسَلَ رِجْلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ مَرَّةً: " مَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّةً " وَقَالَ مَرَّتَيْنِ: " مَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّتَيْنِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: ومسح برأسه مرتين، فقد وهم فيه سفيان ابن عيينة، ويبدو أنه رجع عنه، فقد قال مرة: مسح برأسه مرَّة. وسنذكر الاختلاف عليه في ذلك، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (417) ، والترمذي (47) عن محمد بن أبي عمر العدني، وابن خزيمة (156) عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وكذلك (172) عن عبد الجبار بن العلاء، أربعتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد وليس فيه ذكر عدد المسح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/8- ومن طريقه الدارقطني 1/82- والنسائي في "المجتبى" 1/72، وفي "السنن الكبرى" (86) و (171) - ومن طريقه الدارقطني 1/82- عن محمد بن منصور، والبيهقي في "السنن" 1/63 من طريق محمد بن حماد، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وقد ذكر
المسح فيه مرتين.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (70) عن ابن المقرئ، والدارقطني 1/81-82 من طريق عباس بن يزيد، وكذلك 1/82 من طريق سعيد بن منصور، ثلاثتهم عن سفيان، به، فلم يذكروا مسح الرأس مطلقاً.
وقد سمي الصحابي في رواية محمد بن منصور وعباس بن يزيد: عبد الله ابن زيد الذي أري الأذان. وهو وهم آخر من سفيان نبه عليه ابن عبد البر، فقال في "التمهيد" 20/115: ورواه ابن عيينة عن عمرو بن يحيى، فأخطأ فيه=(26/378)
16453 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ "، (1)
__________
= في موضعين: أحدهما أنه قال فيه: عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، ولهذا خطأ، وإنما هو عبد الله بن زيد بن عاصم وأما عبد الله بن زيد بن عبد ربه، فهو الذي أري الأذان في النوم، وليس هو الذي يروي عنه يحيى بن عمارة هذا الحديث في الوضوء وغيره.
ثم قال: وأما الموضع الثاني الذي وهم ابن عيينة فيه في هذا الحديث، فإنه ذكر فيه مسح الرأس مرتين، ولم يذكر فيه أحد "مرتين" غير ابن عيينة، وأظنه- والله أعلم- تأول الحديث: قوله: فمسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر. وما ذكرناه عن ابن عيينة، فمن رواية مسدد ومحمد بن منصور وأبي
بكر بن أبي شيبة، كلهم ذكر فيه عن ابن عُيينة ما حكينا عنه، وأما الحميدي، فإنه ميز ذلك فلم يذكره، أو حفظ عن ابن عيينة أنه رجع عنه، فذكر فيه عن ابن عيينة: ومسح رأسه وغسل رجليه، فلم يصف المسح، ولا قال مرتين، وقال في الإسناد: عن عبد الله بن زيد، ولم يزد، لم يقل ابن عاصم ولا ابن عبد ربه، فتخلََّص.
قلنا: وبما تأوله ابن عيينة فسره السندي، فقال: قوله: ومسح برأسه مرتين: عند الإقبال مرة والإدبار مرة، فوافق رواية: مرة.
(1) إسناده صحيح على شرط. الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/247 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/197، ومن طريقه أخرجه البخاري (1195) ، ومسلم (1390) (500) ، والنسائي في "المجتبى" 2/35، وفي "الكبرى" (4289) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2880) و (2881) ،=(26/379)
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيِّ (1)
16454 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ (2) أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ وَيَمْسَحُ بِالْمَاءِ عَلَى رِجْلَيْهِ " (3)
__________
= وأبو نعيم في "الحلية" 6/347.
وقد سلف برقم (16433) .
(1) في النسخ الخطية و (م) تداخلت هذه العبارة مع إسناد الحديث التالي، وكأنها منه، وهو خطأ، والصواب ما هو مثبت هنا، والحمد لله.
(2) في "أطراف المسند": 3/19: عن أبيه أو عمه، وهو خطأ، فلم يذكر "أو عمه " في النسخ الخطية و (م) ، ولا ذكره الحافظ في "إتحاف المهرة": 6/644، ولا ذكره كذلك من أخرج الحديث من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ كما سيأتي في التخريج. لكن رواه عن عباد عن عمه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/35 وفي طريقه ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ. وقال البغوي فيما نقله عنه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة تميم والد عباد: لا أعلم روى عباد عن أبيه غير هذا. قلنا: وتميم: هو ابن زيد الأنصاري، قال الحافظ: وهو أخو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني في قول الأكثر، وقيل: هو أخوه لأمه، وأما أبوه (يعني والد بّميم) فهو غزية بن عبد عمرو بن عطية ابن خنساء، جزم بذلك الدمياطي تبعاً لابن سَعْد.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه- وهو تميم بن زيد المازني- لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن النوفلي، يتيم عروة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2192) ، وابن خزيمة =(26/380)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (201) ، والطبراني في "الأوسط " (9328) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد.
وقال الطبراني: لا يُرْوى هذا الحديث عن تميم المازني إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به سعيد بن أبي أيوب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1286) عن هارون بن ملول المصري، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به بلفظ: ومسح بالماء على لحيته ورجليه. فزاد في المتن: على لحيته، وشيخ الطبراني لم نقع له على ترجمة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/35 من طريق عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عباد بن تميم، عن عمه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح القدمين، وأن عروة كان يفعل ذلك.
قلنا: فجعله من حديث عبد الله بن زيد عم عباد، وابن لهيعة سيئ الحفظ.
وهذا الحديث ضعفه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ترجمة (238) فقال: وهو حديث ضعيف لا تقوم به حجة، وتعقبه الحافظ في "إتحاف المهرة" 6/644، وقال: وهو طعن مردود، وقال في "الإصابة": رجاله ثقات: وأغرب أبو عمر فقال: إنه ضعيف.
قلنا: ولا وجه لتضعيفه، وبخاصة أن لفظ المسح من الألفاظ المشتركة، يطلق بمعنى المسح، ويطلق بمعنى الغسل، وهو المراد هنا، ومن ثم لا يعارض الأحاديث الصحيحة التي وردت في غسل الرجلين كما سلف برقم (16431) ، وبذلك فسره السندي بقوله: ويمسح بالماء على رجليه: أي يغسل به غسلاً خفيفاً، قلنا: وقد سلف التوعد على ترك إسباغ الغَسْل من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6976) ولفظه: تخلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقتنا صلاة العصر، ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: "ويل للأعقاب من النار" مرتين أو ثلاثاً.
وفي رواية سلفت برقم (6809) : رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوماَ يتوضؤون وأعقابهم تلوح، فقال: "ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء" وذكرنا هناك=(26/381)
16455 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، أَنَّ عَمَّهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ بِالنَّاسِ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي لَهُمْ، فَقَامَ فَدَعَا قَائِمًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَ الْقِبْلَةِ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ "، فَأُسْقُوا (1)
16456 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَاءَنَا رَسُولُ
__________
= أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/349-350 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1023) ، والدارمي 1/361، وابن خزيمة (1424) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/323، والدارقطني 2/67، والبيهقي 3/350 من طريق أبي اليمان، به.
وقال ابن خزيمة: ليس في شيء من الأخبار أعلمه "فأسقوا" إلا في خبر شعيب بن أبي حمزة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى " 3/158، وفي "الكبرى" (1816) من طريق بقية بن الوليد، عن شعيب، به، بلفظ: رأى رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستسقاء استقبل القبلة وقلب الرداء ورفع يديه. قلنا: وبقية ضعيف.
وقد سلف مطولاً برقم (16437) ، ومختصراً برقم (16432) .(26/382)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ مَاءً يَتَوَضَّأُ (1) ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ أَقْبَلَ بِهِ وَأَدْبَرَ، وَمَسَحَ بِأُذُنَيْهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ " (2)
16457 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ " (3)
16458 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ هَذِهِ الْبُيُوتِ ـ يَعْنِي: بُيُوتَهُ ـ إِلَى مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَالْمِنْبَرُ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " (4)
__________
(1) في (ف) و (م) : فتوضأ، وهي نسخة في هامش (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (197) ، وأبو داود (100) ، وابن ماجه (471) ، والدارمي 1/177، وابن حبان (1093) ، من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه برقم (16431) .
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (16440) سنداً ومتناً.
(4) حديث صحيح دون قوله: "ما بين هذه البيوت " بصيغة الجمع، فقد خالف فيها فليحٌ - وهو ابن سليمان- سفيانَ الثوري كما في روايته (16433) ، ومالكاً كما في روايته (16453) عن عبد الله بن أبي بكر،=(26/383)
16459 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ عَمُّهُ الْمَازِنِيُّ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ بِالْجُحْفَةِ فَمَضْمَضَ، (1) ثُمَّ اسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا " (2)
__________
= وعندهما: "ما بين بيتي" بصيغة الإفراد، وهو ما اتفق البخاري ومسلم على إخراجه، وقد رواه كذلك يزيد بن الهاد، عن أبي بكر بن محمد، عن عباد بن تميم كما سيأتي في الرواية (16461) ، وهو ما جاء كذلك في رواية أبي سعيد السالفة برقم (11003) ، ورواية أبي هريرة السالفة برقم (7223) . وفليح تكلم بعض الأئمة في حفظه. والمقصود بـ "بيتي" هو بيت السيدة عائشة كما أشار إليه السندي في شرحه للرواية السالفة برقم (16433) ، وانظر تعليقنا على رواية أبي سعيد السالفة برقم (11610) وقد سلف برقم (16433) .
وقوله: "والمنبر على ترعة من ترع الجنة"، له شاهد من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح، سلف برقم (8721) ، وذكرنا هناك شرحه وأحاديث الباب.
(1) في (ق) : فتمضمض.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة: وهو عبد الله، سلف الكلام عليه والتعليق على روايته هذه في الرواية السالفة برقم (16440) ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه الدارمي 1/180 عن يحيى بن حسان، عن ابن لهيعة، عن حبان ابن واسع، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد المازني، عن عمه عاصم المازني، قال: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث، وزاد في الإسناد: عن عمه عاصم.
قال الحافظ في "إتحاف المهرة" 6/387: كذا رأيت في نسختين من "مسند الدارمي"، وقوله: "عن عمه" زيادة لا حاجة إليها، فقد رواه الإمام أحمد في=(26/384)
16460 - حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ (1) بْنِ تَمِيمٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَسْقَى، ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَ الْقِبْلَةِ، وَحَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ يَدْعُو، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (2) ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَلْبُ الرِّدَاءِ حَتَّى تُحَوَّلَ السَّنَةُ يَصِيرُ الْغَلَاءُ رُخْصًا
16461 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا بَيْنَ
__________
= "مسنده" عن موسى بن داود الضبي وغيره، عن ابن لهيعة، فلم يذكرها، ورواه مسلم وغيره من حديث عمرو بن الحارث، عن حبان بن واسع، ولم يذكرها، والحديث مشهور من رواية عبد الله بن زيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يعرف في الصحابة أحد يسمى عاصماً المازني، وعبد الله بن زيد: هو عبد الله بن زيد بن عاصم، فعاصم جده لا عمه، وليست له صحبة، والله أعلم.
قلنا: رواية موسى بن داود سلفت برقم (16440) ، ورواية عمرو بن الحارث ستأتي برقم (16467) .
(1) في (ظ12) و (ص) : عن الزهري، قال: أخبرنا عباد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر وهو اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سكن بن نافع- وهو الباهلي- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة.
وقد سلف نحوه مطولاً برقم (16437) ، ومختصراً برقم (16432) : وانظر (16439) .(26/385)
مِنْبَرِي وَبَيْنَ بَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ " (1)
16462 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْقَى وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ بِأَسْفَلِهَا فَيَجْعَلَهُ أَعْلَاهَا، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ فَقَلَبَهَا عَلَيْهِ (2) الْأَيْمَنُ عَلَى الْأَيْسَرِ، وَالْأَيْسَرُ عَلَى الْأَيْمَنِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور بن سلمة: هو أبو سلمة الخُزَاعي، وبكر بن مضر: هو المصري، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله ابن أسامة بن الهاد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (5245) ، ومسلم (1390) (501) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2882) من طرق عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16433) .
(2) في (ق) : فقلبها على عاتقه، قلنا: هي الموافقة للرواية الآتية برقم (16473) .
(3) إسناده حسن من أجل عبد العزيز: وهو ابن محمد الدراوردي، فقد اختلف فيه، وبقية رجاله ثقات ش جال الشيخين غير عمارة بن غزية، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقا.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/168، وأبو داود (1163) ، والنسائي في "المجتبى" 3/156، وفي "الكبرى" (1809) ، وابن خزيمة (1415) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/324، والحاكم 1/327، والبيهقي في "السنن" 3/351، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/174-175 من طرق عن
عبد العزيز، بهذا الإسناد. =(26/386)
16463 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ: هَلُمَّ إِلَى ابْنِ حَنْظَلَةَ يُبَايِعُ النَّاسَ، قَالَ: عَلَامَ يُبَايِعُهُمْ؟ قَالُوا: عَلَى الْمَوْتِ، قَالَ: " لَا أُبَايِعُ عَلَيْهِ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
16464 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ،
__________
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (16473) ، وانظر (16432) .
(1) هذا الأثر صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل البصري، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (2959) ، ومسلم (1861) ، وأبو عوانة 4/492-493، والحاكم 3/521، والبيهقي في "السنن" 8/146 من طرق عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد، ولا وجه لاستدراك الحاكم له.
وأخرجه البخاري (4167) من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، به.
وسيأتي برقم (16471) .
ذكر الحافظ في "الفتح" 6/118: أن ابن حنظلة: هو عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الذي يعرف أبوه بغسيل الملائكة ... وكان ابن حنظلة أميراً على الأنصار، وعبد الله بن مطيع كان الأمير على من سواهم، وأنهما قتلا جميعاً في تلك الوقعة.
ونقل الحافظ عن ابن المنير قوله: والحكمة في قول الصحابي إنه لا يفعل ذلك بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان مستحقاً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كل مسلم أن يقيه بنفسه، وكان فرضاً عليهم أن لا يفروا عنه حتى يموتوا دونه، وذلك بخلاف غيره.(26/387)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ " (1)
16465 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ ـ وَكَانَ أَحَدَ رَهْطِهِ ـ وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا قَالَ: " قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اسْتَسْقَى لَنَا أَطَالَ الدُّعَاءَ وَأَكْثَرَ الْمَسْأَلَةَ "، قَالَ: " ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ فَقَلَبَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، وَتَحَوَّلَ النَّاسُ مَعَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب وسريج: هو ابن النعمان الجوهري.
وأخرجه البخاري (158) ، وابن خزيمة (170) ، والبيهقي في "السنن" 1/79 من طريق يونس بن محمد عن فليح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (170) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 1/93 من طريق سعيد بن منصور، عن فليح، به.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف (7877) ، وانظر ما سلف برقم (16431) .
(2) حديث صحيح دون قوله: وتحوَّل النَّاس معه، فهو حسن، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وقد سلف نحوه مطولاً برقم (16437) ، ومختصراً برقم (16432) ، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حول رداءه وحده. =(26/388)
16466 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ (1) عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ الْمَازِنِيَّ يَقُولُ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُصَلَّى وَاسْتَسْقَى، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ حِينَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ "، قَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: وَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَا (2)
16467 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ حَبَّانَ بْنَ وَاسِعٍ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ، (3) حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيَّ يَذْكُرُ، أَنَّهُ " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَمَضْمَضَ، ثُمَّ اسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، وَالْأُخْرَى ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ
__________
= قال الحافظ في "الفتح" 2/498: استحب الجمهور أن يحول الناس بتحويل الإمام، وذكر له شاهداَ هذا الحديث، ثم قال: وقال الليث وأبو يوسف: يحول الإمام وحده، واستثنى ابن الماجشون النساء، فقال: لا يستحب في حقهن.
(1) في (م) : عن عباد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير الزيادة التي زادها إسحاق: وهو ابن عيسى ابن الطباع فهي على شرط مسلم، لأنه من رجاله.
وقد سلف من طريق مالك دون زيادة إسحاق برقم (16435) ، وأشرنا إلى هذه الزيادة هناك.
(3) ما بين حاصرتين سقط من النسخ الخطية و (م) ، وقد أثبت من "أطراف المسند" 3/20، ومن "إتحاف المهرة" 6/643، وكذلك جاء في "صحيح مسلم" وفي جميع مصادر التخريج.(26/389)
فَضْلِ يَدِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا " (1)
16468 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فَتَوَجَّهَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ " (2)
16469 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ بِالْجُحْفَةِ ـ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ حَسَنٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَبْرٍ مِنْ (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه مسلم (236) ، وأبو داود (120) ، والترمذي (35) ، وابن خزيمة (154) ، وابن حبان (1085) ، والبيهقي في "السنن" 1/65، والمزي في "تهذب الكمال" 5/231 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وقد سلف مختصراً برقم (16440) ومطولاً برقم (16459) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضْل بن كين.
وأخرجه البخاري (1024) عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق ابن أبي ذئب برقم (16436) ومختصراً برقم (16432) .
(3) في (م) : بماء من غير فضل يده، وفي (ق) : بماء غير فضل يده، والمثبت من (ظ 12) و (س) و (ص) - إلا أن النساخ في الأخيرتين وهموا=(26/390)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فكتبوا "غير" بدل "غبر"- وهي كذلك في نسخة السندي، وقد ضبطها بالحروف فقال: غبر: بغين وباء موحدة، على صيغة الماضي، أي: بقي.
قلنا: وهو الصواب، لأن رواية ابن لهيعة هذه مخالفة لرواية عمرو بن الحارث السالفة برقم (16467) وفيها: بماء غير فضل يده، أي بماء جديد، ورواية ابن لهيعة هذه تدل على أن مسح الرأس لم يكن بماء جديد، بل بما بقي من بلل اليدين، وقد أشار إلى هذا الاختلاف الإمام أحمد في هذه الرواية بقوله: فذكر معنى حديث حسن إلا أنه قال: ... وحديث حسن بن موسى الأشيب سلف
برقم (16459) ، وهو موافق لرواية عمرو بن الحارث، وكذلك رواه عن ابن لهيعة موسى بن داود الضبي كما سلف برقم (16440) ، وهو ما تابعهما عليه يحيى بن حسان عند الدارمي، وقد سلف في تخريج الرواية رقم (16459) ، ورواية هؤلاء عن ابن لهيعة ضعيفة، لأنهم سمعوا منه بعد احتراق كتبه، بخلاف روايتنا هذه والتي سمعها عبد الله بن المبارك منه قبل احتراق كتبه، فسماعه منه صحيح، وفيها يتوضح الخلاف بين رواية ابن لهيعة ورواية عمرو ابن الحارث.
وقد أشار كذلك إلى هذا الاختلاف الإمام الترمذي عقب الحديث رقم (35) ، وقال: ورواية عمرو بن الحارث عن حبان أصح. إلا أن النسخ التي اعتمدها الشيخ أحمد شاكر في تحقيق سنن الترمذي اضطربت في ضبط هذه الكلمة "غَبَرَ" فجاءت في بعض أصوله: "غير"- كما اضطربت في نسخ المسند كما أشرنا- فرجح الشيخ أحمد شاكر كلمة "غير"- وهي التي توافق رواية عمرو بن الحارث- وأسرع إلى تخطئة الترمذي في ترجيحه رواية عمرو بن الحارث على رواية ابن لهيعة قائلاً: "والصواب أن رواية ابن لهيعة كرواية عمرو بن الحارث " وقد استشهد بما رواه الإمام أحمد في "مسنده"، واغتر بما في نسخة (م) منه، وقدَّمها على بعض أصوله التي جاءت فيها الكلمة على
الصواب، متهماً الترمذيَّ بأن نَقْلَه "نَقْلٌ غير صواب"، وهذه جرأة منه- رحمه الله- غير مرغوبة في هذا الباب.(26/391)
فَضْلِ يَدِهِ " (1)
16470 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ مَا أَفَاءَ، قَالَ: قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَلَمْ يَقْسِمْ وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَجَمَعَكُمُ اللهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللهُ بِي "، قَالَ: كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: " مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُونِي؟ (2) "، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: " لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا، أَلَا تَرْضَوْنَ
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: بماء غبر من فضل يده، فشاذ، فقد خالف فيه ابن لهيعة رواية عمرو بن الحارث، عن حبان بن واسع السالفة برقم (16467) ، وفيها: ومسح رأسه بماء غير فضل يده، وقد أشرنا إلى هذا الاختلاف في التعليق السابق، فأغنى عن إعادته هنا، وابن لهيعة- وإن كان سماع عبد الله بن المبارك منه صحيح- إلا أنه خالف هنا من هو أوثق منه.
وقال الترمذي عقب الرواية رقم (35) : ورواية عمرو بن الحارث عن حبان أصح، لأنه قد روي من غير وجه لهذا الحديث عن عبد الله بن زيد وغيره: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ لرأسه ماء جديداً، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم: رأوا أن يأخذ لرأسه ماء جديداً.
(2) في هامش (س) : تجيبوا، نسخة. قلنا: وهي الموافقَة لرواية البخاري.(26/392)
أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى رِحَالِكُمْ، لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهُمْ، الْأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ " (1)
16471 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ الْحَرَّةِ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ: هَذَا ابْنُ حَنْظَلَةَ ـ وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: هَذَاكَ ابْنُ حَنْظَلَةَ ـ يُبَايِعُ النَّاسَ، قَالَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يُبَايِعُهُمْ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ، قَالَ: " لَا أُبَايِعُ عَلَى هَذَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/162 و14/533 عن عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4330) و (7245) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب ابن خالد، به.
وأخرجه مسلم (1061) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1719) و (1722) و (1729) و (1733) ، والبيهقي في "السنن" 6/339 من طرق عن عمرو بن يحيى، به.
وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11547) وذكرنا هناك شرحه وأحاديث الباب.
(2) هذا الأثر إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (16463) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.(26/393)
16472 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيَّ الطَّحَّانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ " (1)
16473 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، فَأَخَذَ بِأَسْفَلِهَا لِيَجْعَلَهَا أَعْلَاهَا فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ فَقَلَبَهَا عَلَى عَاتِقِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد: وهو العتكي من رجال "التعجيل"، وهو ثقة.
وقد سلف مطولاَ من طريق خلف عن خالد بالرواية رقم (16445) .
وقوله: من كفِّ واحد. كذا جاء في الأصول، والجادة واحدة، كما في الرواية السالفة. لأن الكف مؤنثة، قال الفيومي في "مصباح المنير": الكف من الإنسان وغيره أنثى، قالا ابن الأنباري: زعم من لا يوثق به أن الكف مذكر، ولا يعرف تذكيرها من يُوثَقُ بعلمه، وأما قوله: كفٌّ مُخَضَّبٌ، فعلى معنى: ساعد مخضب.
(2) إسناده حسن، وهو مكرر (16462) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو علي ابن بحر: وهو ابن بري القطان، وهو ثقة.(26/394)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ صَاحِبِ الْأَذَانِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16474 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ هُوَ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ " شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْمَنْحَرِ (2) وَرَجُلًا (3) مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ يَقْسِمُ أَضَاحِيَّ فَلَمْ يُصِبْهُ مِنْهَا شَيْءٌ وَلَا صَاحِبَهُ، فَحَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ فَأَعْطَاهُ، فَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ، وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ، فَأَعْطَاهُ صَاحِبَهُ "، قَالَ: فَإِنَّهُ لَعِنْدَنَا مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، يَعْنِي: شَعْرَهُ (4)
__________
(1) قال السندي: عبد الله بن زيد بن عبد ربه، أنصاري، خزرجي، بدري، عقبي، رائي الأذان، مات سنة اثنين وثلاثين وهو ابن أربع وستين، وصلى عليه عثمان. وقال الحاكم: الصحيح أنه قتل بأُحُد، فالروايات عنه كلها منقطعة. والأحاديث الآتية لا توافق هذا.
قلنا: ذكر الحافظ في "الإصابة" 4/98 بإثر قول الحاكم: وخالف ذلك في "المستدرك"، وفي "الحلية" 5/322 في ترجمة عمر بن عبد العزيز بسند صحيح عن عُبيد الله العمري، قال: دخلت ابنة عبد الله بن زيد على عمر بن عبد العزيز، فقالت: أنا ابنة عبد الله بن زيد شهد أبي بدراً، وقتل بأحد،
فقال: سليني ما شئت فأعطاها.
(2) في (م) : على المنحر.
(3) في (ق) : ورجل- بالرفع- وهي نسخة في (س) ، وتحتمل الوجهين في (ظ 12) .
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فلم يخرج له=(26/395)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سوى البخاري في "خلق أفعال العباد"، وأصحاب السنن.
وأخرجه ابن خزيمة (2932) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/537، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/112، وابن خزيمة (2931) ، والحاكم 1/475 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن خزيمة (2931) من طريق بشر بن السري، وكذلك (2932) من طريق حبان بن هلال، ثلاثتهم عن أبان بن يزيد العطار، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
قلنا: أبان ومحمد بن عبد الله بن زيد من رجال مسلم فقط.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/19، وقال: روا 5 أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (16475) ، وانظر حديث أبي رمثة الآتي 4/163.
وقال الترمذي في "سننه" عقب الحديث رقم (189) : عبد الله بن زيد: هو ابن عبد ربه، ولا نعرف له عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً يصح إلا هذا الحديث الواحد في الأذان.
ونقل ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن زيد كلام الترمذي هذا، ثم قال: وقال ابن عدي: لا نعرف له شيئاً يصح غيره، وأطلق غير واحد أنه ليس له غيره، وهو خطأ، فقد جاءت عنه عدة أحاديث ستة أو سبعة جمعتها في جزء مفرد.
قلنا: وهذا منها. وأبان بن يزيد العطار ثقة، له أفراد، وهذه منها كذلك.
قال السندي: قوله: ورجلاً من قريش: أي شهد مع رجل، أو هو عطف على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: فلم يصبه، أي: عبد الله.
قوله: ولا صاحبه، أي: صاحب عبد الله أو صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى الوجهين فالمراد ذاك الرجل من قريش، ولكن الرواية الآتية أنه كان معه رجل=(26/396)
16475 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ " شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْمَنْحَرِ هُوَ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَايَا فَلَمْ يُصِبْهُ وَلَا صَاحِبَهُ شَيْءٌ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ فَأَعْطَاهُ، وَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ، وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ فَأَعْطَاهُ صَاحِبَهُ "، فَإِنَّ شَعْرَهُ عِنْدَنَا لمَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (1)
16476 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ (2) بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، رائِي الْأَذَانَ، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: " أَلْقِهِ عَلَى بِلَالٍ "، فَأَلْقَيْتُهُ فَأَذَّنَ، قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا رَأَبْتُ أُرِيدُ (3) أَنْ أُقِيمَ، قَالَ: " فَأَقِمْ أَنْتَ "، فَأَقَامَ هُوَ وَأَذَّنَ بِلَالٌ (4)
__________
= من الأنصار.
قلنا: والكتم- بالتحريك- نبات يخلط مع الوسمة للخضاب.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو داود الطيالسي.
(2) في النسخ الخطية و (م) : أبو سهل عن محمد، بزيادة "عن"، وهي زيادة مقحمة، وقد جاء الاسم على الصواب في "أطراف المسند" 3/23، و"إتحاف المهرة" 6/656، وانظر ترجمته في "التهذيب" وفروعه.
(3) في (ق) : فأريد.
(4) إسناده ضعيف لضعف أبي سهل محمد بن عمرو: وهو الأنصاري=(26/397)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الواقفي، وقد اختلف في إسناده كما سيأتي في التخريج.
فقد أخرجه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (173) من طريق عبد السلام بن مطهر، وأخرجه الطيالسي (1103) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/399- كلاهما عن أبي سهل محمد بن عمرو الواقفي، به.
وأخرجه ابن شاهين (172) من طريق الطيالسي، عن محمد بن عمرو الواقفي، به إلا أن فيه الذي أقام عمر بن الخطاب.
وقال ابن شاهين: وهذا حديث غريب لا أعلم أن أحداً قال: إن الذي أقام الصلاة عمر بن الخطاب إلا في هذا الحديث.
قلنا: والذي في مطبوع "مسند الطيالسي": وجاء عمي إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، إني أرى الرؤيا ويؤذن بلال؟ قال: فأقم أنت، فأقام عمي. فلعل "عمي" تحرفت في أصل ابن شاهين إلى عمر، ثم أضيف تتمة الاسم، والله أعلم.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/183 من طريق معن بن عيسى، عن محمد بن عمرو الواقفي، عن محمد بن سيرين، عن محمد بن عبد الله بن زيد، قال: أراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأذان شيئا، فجاء عمي، فذكر نحوه.
وأخرجه أبو داود (512) - ومن طريقه الدارقطني 1/245- من طريق حماد بن خالد، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن عبد الله، عن عمه عبد الله ابن زيد، به.
وأخرجه ابن شاهين (174) من طريق حماد بن خالد، عن محمد بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن زيد، به.
وأخرجه أبو داود (513) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن محمد بن عمرو شيخ من أهل المدينة، قال: سمعت عبد الله بن محمد، قال: قال جدي عبد الله بن زيد يحدث بهذا الخبر، قال: فأقام جدي.
قلنا: ومحمد بن عمرو الذي روى عنه حماد بن خالد وعبد الرحمن بن مهدي هو آخر غير الواقفي، قال الذهبي في "الميزان" 1/674: لا يكاد يعرف.=(26/398)
16477 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَضْرِبَ بِالنَّاقُوسِ يَجْمَعُ لِلصَّلَاةِ النَّاسَ، (1) وَهُوَ لَهُ كَارِهٌ لِمُوَافَقَتِهِ (2) النَّصَارَى، طَافَ بِي مِنَ اللَّيْلِ طَائِفٌ وَأَنَا نَائِمٌ، رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ وَفِي يَدِهِ نَاقُوسٌ يَحْمِلُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ، قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قُلْتُ: نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: تَقُولُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/183، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/142، والعقيلي في "الضعفاء" 2/296، والدارقطني 1/242-243، وابن شاهين (175) ، والحازمي في "الاعتبار" ص65 من طريق أبي العُمَيس، عن عبد الله بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن جده، فذكر
نحوه. وقال البخاري في هذا الحديث: وفيه نظر، لأنه لم يذكر سماع بعضهم من بعض.
وانظر (16477) و (16478) .
(1) في (ظ12) و (ق) و (ص) : يجمع الصلاة للناس!
(2) في (م) : لموافقته.(26/399)
أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: ثُمَّ اسْتَأْخَرَ (1) غَيْرَ بَعِيدٍ، قَالَ: ثُمَّ تَقُولُ: إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللهُ "، ثُمَّ أَمَرَ بِالتَّأْذِينِ، فَكَانَ بِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ يُؤَذِّنُ بِذَلِكَ، وَيَدْعُو رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: فَجَاءَهُ فَدَعَاهُ ذَاتَ غَدَاةٍ إِلَى الْفَجْرِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ، قَالَ: فَصَرَخَ بِلَالٌ بِأَعْلَى صَوْتِهِ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: فَأُدْخِلَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ فِي التَّأْذِينِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ (2)
__________
(1) في (م) : استأخرت، وفي (ق) : استأخر عني.
(2) حديث حسن دون قوله: ويدعو رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصلاة، قال: فجاءه فدعاه.. إلى آخر الخبر، فهي زيادة منكرة انفرد بها ابن إسحاق في هذه الرواية، وابن إسحاق مدلس، ولم يسمع هذا الحديث من الزهري، قال أحمد: كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال: حدثني، وإذا لم يكن قال: قال. قلنا: وهذه رواية إبراهيم بن سعد عنه وهو والد يعقوب، وقال فيها: قال وذكر، وهي تفيد عدم السَّماع كما أشار إلى ذلك أحمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري في "خلق أفعال العباد"، وأصحاب السنن. وهذه الزيادة التي أشرنا إليها لم يخرجها أحد، وقد روي دون هذه الزيادة عن سعيد مرسلاَ، وهو.
الصحيح عنه كما سيأتي.
فقد أخرجه البيهقي في "السنن" 1/415 من طريق الإمام أحمد، بهذا=(26/400)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد، دون هذه الزيادة.
وكذلك أخرجه ابن خزيمة (373) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "مصنفه" (1787) من طريق أبي جابر البياضي، عن سعيد بن المسيب، به. وأبو جابر متروك.
وأخرجه عبد الرزاق (1774) عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلاَ، وهو الصحيح عنه.
وأخرجه الطحاوي 1/131، والبيهقي 1/421 من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد، به. وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد. وقد اختلف عنه فيه.
فأخرجه البيهقي 1/420 من طريق المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، نحوه، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ كذلك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/203، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/131-132، 134، والبيهقي 1/420 من طريق وكيع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن أبي ليلى، قال: حدثني أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن عبد الله بن زيد.. فذكر نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق (1788) عن الثوري، عن عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن أنهما سمعا عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: فذكره مرسلاً.
وسيأتي دون الزيادة بإسناد حسن في الرواية الآتية برقم (16478) .
وقوله في أذان الفجر: الصلاة خير من النوم ثابت من كلامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث أبي محذورة السالف برقم (15376) ، وهو حديث صحيح بطرقه.
قال السندي: قوله: لما أجمع: أي عزم.
قوله: طاف بي: قال الخَطَّابي: هو من الطيف، وهو الخيال الذي يلم بالنائم، ومضارعه يطيف- ومضارع الطواف يطوف- وما هو بمعنى الإحاطة، فهو أطاف يطيف. =(26/401)
16478 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاقُوسِ لِيُضْرَبَ بِهِ لِلنَّاسِ فِي الْجَمْعِ لِلصَّلَاةِ طَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ رَجُلٌ يَحْمِلُ نَاقُوسًا فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ قَالَ: مَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى، قَالَ: تَقُولُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ قَالَ: تَقُولُ: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ، فَقَالَ: " إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ، فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ "،
__________
= قوله: "لرؤيا حق إن شاء الله": وهذا لا يفيد الشك في كونها حقاً عنده، بل قد يكون للتبرك وغيره، والله تعالى أعلم.(26/402)
قَالَ: فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ، قَالَ: فَسَمِعَ بِذَلِكَ (1) عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ يَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي أُرِيَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلِلَّهِ الْحَمْدُ " (2)
__________
(1) في (م) : بذلك.
(2) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه الدارقطني 1/241، والبيهقي في "السنن" 1/391 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 34-35، وأبو داود (499) ، والدارمي 1/269، وابن الجارود في "المنتقى" (158) ، وابن خزيمة (371) ، وابن حبان (1679) ، والبيهقي 1/390- 391، و415 من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً بنحوه البخاري في "خلق أفعال العباد": ص 36، والترمذي (189) ، وابن ماجه (706) ، والدارمي 1/268- 269، وابن خزيمة (363) من طرق عن ابن إسحاق، به.
وقال الترمذي: حديث عبد الله بن زيد، حديث حسن صحيح.
وقال ابن خزيمة عقب الرواية رقم (372) في هذا الإسناد. سمعت محمد ابن يحيى يقول: ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا.
وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (6357) .
قال السندي: قوله: "أندى"، أي: أرفع.(26/403)
مسند الإمام أحمد ابن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه
شعيب الأرنؤوط - إبراهيم الزيبق
الجزء السابع والعشرون
مؤسسة الرسالة(27/1)
حَدِيثُ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ (1)
16479 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ رَبِيعٍ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ " وَأَنَّهُ - يَعْنِي ـ صَلَّى بِهِمْ فِي مَسْجِدٍ عِنْدَهُمْ (2)
16480 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَسُئِلَ (3) سُفْيَانُ: عَمَّنْ؟ قَالَ: هُوَ مَحْمُودٌ إِنْ شَاءَ اللهُ أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ رَجُلًا مَحْجُوبَ الْبَصَرِ، وَأَنَّهُ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّخَلُّفَ عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ: " هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟ "، قَالَ:
__________
(1) قال السندي: عتبان بن مالك- بكسر عينٍ مهملة، وجوز ضمها، وسكون مثناة فوفية- أنصاري، خزرجي، بدري عند الجمهور، ولم يذكره ابن إسحاق فيهم، وكان إمام قومه بني سالم، وجاء أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بينه وبين عمر، مات في خلافة معاوية وقد كَبِرَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه بنحوه البخاري (838) عن حبان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، به. وسيأتي تخريجه من طريق عبد الله بن المبارك ضمن الرواية المطولة الآتية برقم (16482) .
وانظر (16481) .
قال السندي: قوله: وسلمنا حين سلم، أي: فرغ من الصلاة، كأن المراد أنه حين جاء اشتغل بالصلاة، ثم توجه إلى من جاء عنده من الأنصار، لا أنه دخل البيت بلا سلام.
(3) في (ظ12) و (ص) و (ق) : يسأل.(27/7)
نَعَمْ، قَالَ: فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ (1)
16481 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، أَوِ الرَّبِيعِ بْنِ مَحْمُودٍ ـ شَكَّ يَزِيدُ ـ عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي
__________
(1) حديث ضعيف لشذوذه، فقد خالف فيه سفيانُ بنُ عيينة أصحابَ الزهري في روايته عن محمود بن الربيع، عن عِتْبان بن مالك من أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أذن لعتبان أن يصلي في بيته لما أنكر بصره، وكانت السيول تحول بينه وبين مسجد قومه كما هو ظاهر في الرواية الآتية برقم (16482) ، وسنتوسع هناك في بيان طرف عن الزهري، فانظره لزاماً.
وهذه الرواية أخرجها ابن سعد في "طبقاته" 3/500 عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد اختلف فيها عن سفيان كذلك.
فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/226 من طريق عبيد الله بن محمد، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة إن شاء الله، عن عتبان بن مالك، به.
قلنا: عبيد الله بن محمد: هو ابن هارون الفريابي، نزيل بيت المقدس، روى عن سفيان بن عيينة، وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/335. وجاء في مطبوع ابن عبد البر: عتبة بن مالك، وهو تحريف.
وقد ذكر ابن عبد البر أن الشافعي لنكر حديث سفيان بن عيينة هذا، وقال: حديث مالك يرده.
قلنا: سيأتي من طريق مالك عن الزهري ضمن تخريج الرواية الآتية برقم (16482) .
وعدم ترخيصه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمجرد عذر البصر سلف من حديث عمرو بن أم مكتوم في الرواية رقم (15490) ، وذكرنا هناك شواهده، وانظر تعليق السندي عليه.(27/8)
رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، وَبَيْنِي وَبَيْنَكَ هَذَا الْوَادِي وَالظُّلْمَةُ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَأْتِيَ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِي فَأَتَّخِذَ مُصَلَّاهُ مُصَلًّى، فَوَعَدَنِي أَنْ يَفْعَلَ، فَجَاءَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَتَسَامَعَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ فَأَتَوْهُ، وَتَخَلَّفَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ (1) ، وَكَانَ يُزَنُّ بِالنِّفَاقِ، فَاحْتَبَسُوا عَلَى طَعَامٍ، فَتَذَاكَرُوه بَيْنَهُمْ فَقَالُوا: مَا تَخَلَّفَ عَنَّا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَنَا إِلَّا لِنِفَاقِهِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " وَيْحَهُ، أَمَا شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ بِهَا مُخْلِصًا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ النَّارَ عَلَى مَنْ شَهِدَ بِهَا " (2)
__________
(1) قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمته: مالك بن الدخشُم، بضم المهملة والمعجمة، بينهما خاء معجمة، ويقال بالنون بدل الميم، ويقال كذلك بالتصغير. قلنا: ورد في هذه الرواية بالنون، وسيأتي بالميم في الرواية رقم (16482) و (16484) ، وبالتصغير في الرواية رقم (16483) . ونقل الحافظ عن ابن عبد البر قوله: ولا يصح عنه النفاق، فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه في ذلك.
(2) في (م) : فتذاكروا.
(3) حديث ضعيف بهذه السياقة، سفيان بن حسين: وهو الواسطي ضعيف الحديث عن الزهري، يروي أشياء يخالف فيها أصحاب الزهري، وسيأتي نحوه بإسناد صحيح برقم (16482) . وشك يزيد في اسم محمود بن الربيع أو الربيع بن محمود يرتفع بأنه هو محمود بن الربيع، وقد رواه كذلك أصحاب الزهري عنه. وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: وكان يزن، بتشديد نون، على بناء المفعول: أي يتهم. =(27/9)
16482 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي فَأُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي فَتُصَلِّيَ فِي مَكَانٍ فِي بَيْتِي أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَنَفْعَلُ "، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَتْبَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيْنَ تُرِيدُ؟ "، فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصُفِفْنَا خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، وَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ صَنَعْنَاهُ، فَسَمِعَ أَهْلُ الدَّارِ ـ يَعْنِي أَهْلَ الْقَرْيَةِ ـ فَجَعَلُوا يَثُوبُونَ، فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: ذَاكَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُهُ، يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ "، قَالَ: أَمَّا نَحْنُ فَنَرَى وَجْهَهُ وَحَدِيثَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُهُ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَئِنْ وَافَى عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ، إِلَّا حُرِّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ " (1) ، فَقَالَ مَحْمُودٌ:
__________
=قوله: فاحتبسوا، على بناء المفعول أو الفاعل: أي حبسناهم للطعام.
قوله: "ويحه": كلمة ترحُم.
(1) في (س) و (ق) و (م) : إلا حُرم على النار، والمثبت من (ظ 12) و (ص) ، وأشير إليها في (س) وكذلك هي في نسخة السندي، وانظر الرواية=(27/10)
فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ: مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا، قَالَ: فَقُلْتُ: لَئِنْ رَجَعْتُ وَعِتْبَانُ حَيٌّ لَأَسْأَلَنَّهُ، فَقَدِمْتُ وَهُوَ أَعْمَى وَهُوَ إِمَامُ قَوْمِهِ، فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَنِي أَوَّلَ مَرَّةٍ وَكَانَ (1) عِتْبَانُ بَدْرِيًّا، (2)
__________
= الآتية برقم (16483) .
(1) في (ق) ، وهامش (س) : قال: وكان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى بن عبد الأعلى: هو السَامي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1932) والنَّسائي في "المجتبى" 2/105 من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (686) و (838) و (839) و (840) و (6422) و (6423) و (6938) ، والنسائي في "المجتبى" 3/64-65، وفي "الكبرى" (10947) و (11494) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1108) ، وفي "التفسير" (514) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1931) ، والبيهقي في "السنن" 2/181-182 من طريق عبد الله بن المبارك، وابن سعد 3/550
عن الواقدي، كلاهما عن معمر بن راشد، به.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً كذلك مالك في "الموطأ" 1/172 ومن طريقه أخرجه ابن سعد 3/550، والبخاري (667) ، والنسائي في "المجتبى" 2/80، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 333، وابن حبان (1612) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (49) عن الزهري، به.
وأخرجه الطيالسي (1241) ، والبخاري (424) و (1185) و (1186) ، وابن ماجه (754) ، وابن أبي عاصم (1933) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 330 و333 و334، وأبو عوانة 1/11، والطبراني في "الكبير" 18/ (48) ، والبيهقي في "السنن " 3/53 و87 و88 من طريق إبراهيم بن سعد، وأخرجه البخاري (4010) ومسلم (33) (263) [ج 1/455] ، وابن حبان (223) ، والطبراني في=(27/11)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الكبير" 18/ (51) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وأخرجه البخاري (425) و (4009) و (4010) ، وابن خزيمة (1653) و (1673) ، وفي "التوحيد" ص 335، وأبو عوانة 1/11، والطبراني في "الكبير" 18/ (53) ، والبيهقي في "السنن" 3/88 من طريق عقيل بن خالد، وأخرجه مسلم (33) (265) [ج 1/456] ، والطبراني في "الكبير" 18/ (55) من طريق الأوزاعي، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (52) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، والطبراني كذلك 18/ (54) من طريق عبد الرحمن بن نمر، وكذلك 18/ (56) من طريق الزبيدي، سبعتهم عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (16483) و (16484) و5/449 و450، وانظر (16481) .
قال السندي: قوله: غدا على أبي بكر: أي ذهب إلى أبي بكر ليجعله رفيقاً معه.
وقوله: على خزير، بخاء معجمة، وزاي كذلك، ثم راء مهملة: هو لحم يقطع صغاراً، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق، فإن لم يكن لحم فهي عصيدة. وقيل: هو بحاء مهملة، وراء مكررة: معلومة.
قلنا: في "اللسان" (خزر) قيل: إن كانت من دقيق فهي حريرة، وإن كانت من نخالة فهي خزيرة.
قال السندي: وقوله: "إلا حَرَّم الله": جيء"بإلا" بالنظر إلى المعنى، كأنه قيل: ما وافى أحداً إلا حرَم الله.
وقال الحافظ في "الفتح" 3/62 تعقيباً على إنكار أبي أيوب هذا الحديث، فقال: قد بيَّن أبو أيوب وجه الإنكار، وهو ما غلب على ظنه من نفي القول المذكور، وأما الباعث له على ذلك، فقيل: إنه استشكل قوله: "إن الله قد حرم النار على من قال: لا إله إلا الله" لأن ظاهره لا يدخل أحد من عصاة الموحدين النار، وهو مخالف لآيات كثيرة وأحاديث شهيرة، منها أحاديث الشفاعة، لكن الجمع يمكن أن يحمل التحريم على الخلود.(27/12)
16483 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ (1) ، وَرُبَّمَا قَالَ: الدُّخَيْشِنِ (2) ، وَقَالَ: " حُرِّمَ عَلَى النَّارِ "، وَلَمْ يَقُلْ كَانَ بَدْرِيًّا. (3)
16484 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَدِمَ أَبِي مِنَ الشَّامِ وَافِدًا وَأَنَا مَعَهُ فَلَقِينَا مَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَ أَبِي حَدِيثًا، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، احْفَظْ هَذَا الْحَدِيثَ فَإِنَّهُ مِنْ كُنُوزِ الْحَدِيثِ، فَلَمَّا قَفَلْنَا انْصَرَفْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ حَيٌّ وَإِذَا شَيْخٌ أَعْمَى، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: نَعَمْ ذَهَبَ بَصَرِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ بَصَرِي وَلَا
__________
(1) في (ظ 12) و (ق) : الدُّخْشُم، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ظ 12) و (ص) : ابن الدخيشن. قلنا: وانظر تعليقنا رقم (1) ، ص9.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (1929) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (33) (264) [1/456] ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1934) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 329 و332-333، وأبو عوانة 1/12-13، والطبراني في "الكبير" 18/ (47) ، وابن منده في "الإيمان" (50) .
وانظر ما قبله، وسيأتي بأتم من هذا 5/449.(27/13)
أَسْتَطِيعُ الصَّلَاةَ خَلْفَكَ فَلَوْ بَوَّأْتَ فِي دَارِي مَسْجِدًا فَصَلَّيْتُ فِيهِ فَأَتَّخِذُهُ مُصَلًّى، قَالَ: " نَعَمْ، فَإِنِّي غَادٍ عَلَيْكَ غَدًا "، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى مِنَ الْغَدِ الْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَامَ حَتَّى أَتَاهُ فَقَالَ: " يَا عِتْبَانُ، أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُبَوِّئَ لَكَ؟ "، فَوَصَفَ لَهُ مَكَانًا فَبَوَّأَ لَهُ وَصَلَّى فِيهِ، ثُمَّ حَبَسَ أَوْ جَلَسَ، وَبَلَغَ مَنْ حَوْلَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ فَجَاءُوا حَتَّى مُلِئَتْ عَلَيْنَا الدَّارُ فَذَكَرُوا الْمُنَافِقِينَ وَمَا يَلْقُونَ مِنْ أَذَاهُمْ وَشَرِّهِمْ، حَتَّى صَيَّرُوا أَمْرَهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ وَقَالُوا: مِنْ حَالِهِ، وَمِنْ حَالِهِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ "، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالُوا: إِنَّهُ لَيَقُولُهُ، قَالَ: " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، لَئِنْ قَالَهَا صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ لَا تَأْكُلُهُ النَّارُ أَبَدًا "، قَالَ: فَمَا فَرِحُوا بِشَيْءٍ قَطُّ كَفَرَحِهِمْ بِمَا قَالَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف علمي بن زيد بن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن أنس بن مالك، فقد روى له مسلم، وهو صدوق، حسنا الحديث. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1936) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (45) ، والحاكم 3/590 من طريق حماد بن زيد، عن علي ابن زيد بن جدعان، بهذا الإسناد. وقد سقط من مطبوع الحاكم متنه وشيء من إسناده.
وأخرجه بنحوه كذلك النسائي في "الكبرى" (10942) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1103) - والطبراني في "الكبير" 18/ (46) من طريق قتادة، عن=(27/14)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ وَاسْمُهُ هَانِئُ بْنُ نِيَارٍ خَالُ الْبَرَاءِ
16485 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وحُجَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا عَجَّلْنَا شَاةَ لَحْمٍ لَنَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقَبْلَ الصَّلَاةِ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " تِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عِنْدَنَا عَنَاقًا جَذَعَةً هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُسِنَّةٍ، قَالَ: " تُجْزِئُ عَنْهُ وَلَا تُجْزِئُ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَهُ " (1)
__________
=أبي بكر بن أنس، عن محمود بن عمير بن سعد أنه قال: إن عتبان بن مالك أصيب بصره.. فذكر نحوه.
قلنا: محمود بن عمير بن سعد، مجهول، انفرد بالرواية عنه أبو بكر بن أنس، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الحافظ في "الإصابة" 3/387 في هذا الحديث: المشهور من رواية الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عتبان، كذلك أخرج في "الصحيحين".
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 6/227 أن هذا الحديث لا يحفظ إلا لمحمود بن الربيع، وهو حديث لا يعرف إلا به. وانظر الرواية التي سلفت بإسناد صحيح برقم (16482) .
قال السندي: قوله: فحدَّثَ أبي، أي: حدث محمود أبي.
قوله: فلما كان في الثالثة: أي في المرة الثالثة، أي أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كرر ذلك القول، وهم سكتوا مرتين، وأجابوا في المرة الثالثة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في=(27/15)
16486 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " لَا يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
16487 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ إِذْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ سُلَيْمَانَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بُرْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَجْلِدُوا فَوْقَ عَشَرَةَ أَسْوَاطٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ لَنَا فِيهِ، قَالَ أَبِي: وَأَنَا أَذْهَبُ
__________
= غاية الإتقان للزومه إياه، حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وحُجَين: هو ابن المثنى اليمامى.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (507) من طريق يحيى بن آدم، عن إسرائيل، به.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير" 22/ (506) من طريق محمد بن أبان، عن أبي إسحاق، به.
وقد سلف نحوه برقم (15830) ، وانظر (16490) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف من طريق حجاج بن محمد المصيصي برقم (15832) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وزيادة جابر في هذا الإسناد سلف الكلام عليها في تخريج الرواية السالفة برقم (15832) ، فانظرها=(27/16)
إِلَيْهِ ـ يَعْنِي الْحَدِيثَ ـ يَعْنِي حَدِيثَ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ
16488 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ نِيَارٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَجْلِدُوا فَوْقَ عَشَرَةَ أَسْوَاطٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
16489 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ جُمَيْعٍ أَوْ أَبِي جُمَيْعٍ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى طَعَامًا فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ فَرَأَى غَيْرَ ذَلِكَ فَقَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا " (2)
16490 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= لزاماً. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الكوفي.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، سريج: هو ابن النعمان الجوهري من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر سابقه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (15833) ، وقد جاء فيها جميع بن عمير دون شك.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/227 من طريق سويد بن عمرو الكلبي، بهذا الإسناد.
وقد ذكرنا شواهده في الرواية السالفة برقم (15833) .(27/17)
قَالَ: فَخَالَفَتْ امْرَأَتِي حَيْثُ غَدَوْتُ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَى أُضْحِيَّتِي فَذَبَحَتْهَا وَصَنَعَتْ (1) مِنْهَا طَعَامًا، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْصَرَفْتُ إِلَيْهَا، جَاءَتْنِي بِطَعَامٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَنَّى هَذَا؟ قَالَتْ: أُضْحِيَّتُكَ ذَبَحْنَاهَا وَصَنَعْنَا لَكَ مِنْهَا طَعَامًا لِتَغَدَّى إِذَا جِئْتَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: وَاللهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ هَذَا لَا يَنْبَغِي، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " لَيْسَتْ بِشَيْءٍ مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ نَفْرُغَ مِنْ نُسُكِنَا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ فَضَحِّ " (2)
، قَالَ: فَالْتَمَسْتُ مُسِنَّةً فَلَمْ أَجِدْهَا، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدِ الْتَمَسْتُ مُسِنَّةً فَمَا وَجَدْتُهَا، قَالَ: " فَالْتَمِسْ جَذَعًا (3) مِنَ الضَّأْنِ فَضَحِّ بِهِ "، قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَذَعِ مِنَ الضَّأْنِ، فَضَحَّى بِهِ حين (4) لَمْ يَجِدِ الْمُسِنَّةَ (5)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : فصنعت.
(2) في (ظ 12) و (ص) : يضح، وفي هامش (ق) : يضحي، والمثبت من (س) و (م) .
(3) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : جذعاء.
(4) في (م) وهامش (س) : حَيْثُ.
(5) إسناده حسن إن صح سماع بُشَيْر بن يسار من أبي بردة، فقد قال ابن عبد البر في "التمهيد" 23/180: يقال: إن بشير بن يسار لم يسمع من أبي بردة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً وهو حسن الحديث، وقد صرح هنا
بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه. =(27/18)
16491 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُجْلَدُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ فِيمَا دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ لَنَا، لَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ (1)
__________
=وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 22/ (508) من طريق عمر بن السائب، عن بشير بن يسار، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه مختصراً بإسناد صحيح برقم (16485) ، وانظر (15830) .
قال السندي: قوله: "من نسكنا": قد جاء ما يدل على أنَ المراد بالنسك ها هنا الصلاة لا الأُضْحية، وإن كان الظاهر أن المراد هي الأُضحية.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الله المقرئ: هو عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن، وقد سلف برقم (16486) ، وانظر (16487) .(27/19)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ (1)
16492 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " بَارَزْتُ رَجُلًا فَقَتَلْتُهُ فَنَفَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ " (2)
16493 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ،
__________
(1) قال السندي: سلمة بن الأكوع: هو سلمة بن عمرو بن الأكوع، واسم الأكوع سنان بن عبد الله، أول مشاهده الحديبية، بايع فيها على الموت، وكان من الشجعان، ويسبق الفرس عدواً، نزل المدينة، ثم تحوَّل إلى الرَّبَذَة بعد قتل عثمان، وتزوَج بها، وولد له، حتى كان قبل أن يموت بليال نزل المدينة، فمات بها، وكان ذاك سنة أربع وسبعين على الصحيح، وقيل غير ذلك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح. وأبو عُميس: هو عتبة بن عبد الله المسعودي.
وأخرجه الدارمي 2/219، وابن ماجه (2836) ، وأبو عوانة 4/123 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (16494) ، ومطولًَ بالأرقام (16519) و (16523) و (16531) و (16536) .
وفي الباب من حديث أبي قتادة عند البخاري (3142) ، ومسلم (1751) (41) ، وسيرد 5/295.
وانظر حديث خالد بن الوليد الآتي 4/90.
قال السندي: قوله: فنفلني، من التنفيل، أي: أعطاني.(27/20)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: " كُلْ بِيَمِينِكَ "، فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَقَالَ: " لَا اسْتَطَعْتَ "، قَالَ: فَمَا رَجَعَتْ إِلَيْهِ (1)
16494 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَتَلْتُ رَجُلًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ هَذَا؟ "، فَقَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ، فَقَالَ: " لَهُ سَلَبُهُ " (2)
16495 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عكرمة بن عمار: هو اليمامي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/293، ومسلم (2021) ، وأبو عوانة 5/359 و360، وابن حبان (6513) ، والطبراني في "الكبير" (6236) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/238، وفي "الشُعَب" (5839) من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد، وعند ابن أبي شيبة ومن طريقه مسلم زيادة: ما منعه إلا الكِبْرُ.
وسيأتي برقم (16499) و (16530) .
وفي الباب من حديث عبد الله بن عمر بنا الخطاب، سلف برقم (4537) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: لا أستطيع: قاله تكبراً واعتذاراً بالباطل، فلذلك دعا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "لا استطعت" وهو على صيغة الخطاب ليوافق قوله لا أستطيع.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/372-373، وابن ماجه (2836) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16492) .(27/21)
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامٌ يُسَمَّى رَبَاحًا " (1)
16496 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، يُحَدِّثُ (2) عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُمُعَةَ ثُمَّ نَرْجِعُ فَلَا نَجِدُ لِلْحِيطَانِ فَيْئًا يُسْتَظَلُّ فِيهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "تهذيب الآثار" (453) ، والطبراني في "الكبير" (4626) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر الرواية الآتية برقم (16539) .
وقد ورد ذكر رباح كذلك في حديث عمر بن الخطاب الطويل عند مسلم (1479) (30) .
قال السندي: رباح، ضبط بفتح الراء، أي: فيجوز التسمية بمثل هذا الاسم، وما جاء من النهي عن مثل هذا الاسم فمحمول على التنزيه، وكان هذا بياناَ للجواز، على أنه جاء أنه ما نهى، وإنما عَزَمَ على ذلك، والله تعالى أعلم.
قلنا: يشير السندي بذلك إلى حديث سمرة بن جندب عند مسلم (2136) ، وسيأتي 5/7، وحديث جابر عند أبي داود (4960) . وانظر "شرح مشكل الآثار" 4/439-447.
(2) لفظ: يحدث، ليس في (س) و (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى بن الحارث: هو ابن حرب المحاربي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/100، وفي "الكبرى" (1698) ، وابن ماجه (1100) ، والدارقطني في "السنن" 2/18 من طريق عبد الرحمن بن=(27/22)
16497 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " بَيَّتْنَا هَوَازِنَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَكَانَ أَمَّرَهُ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4168) ، ومسام (860) (32) وأبو داود (1085) ، والدارمي 1/363، وابن حبان (1511) ، والطبراني في "الكبير" (6257) ، وفي "الأوسط" (6104) ، والبيهقي في "السنن" 3/191 من طرق عن يعلى بن الحارث، به.
وقال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن سلمة بن الأكوع إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به يعلى بن الحارث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/108، ومسلم (860) (31) ، وابن خزيمة (1839) ، وابن حِبان (1512) ، والبيهقي 3/190 من طريق وكيع، عن يعلى، به بلفظ: كنا نجمَّع مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا زالت الشمس، ثم نرجع نتتبع الفيء.
وسيأتي برقم (16546) ، وانظر حديث الزبير بن العوام السالف برقم (1411) .
قال السندي: قوله: يُسْتَظَلَّ فيه، على بناء المفعول: يدل على قلة الفيء، ففيه بيان أن الصلاة كانت بعد الزوال بقريب.
وقال القرطبي في "المفهم" 2/496: يعني أنه كان يفرغ من صلاة الجمعة قبل تمكن الفيء من أن يُسْتَظَل به كما قال: "ثم نرجع نتتبع الفيء"، وهذا يدلُ على إيقاعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجمعة في أول الزوال. قلنا: وانظر "الفتح" 2/387-388.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وانظر ما بعده.(27/23)
16498 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ شِعَارُنَا لَيْلَةَ بَيَّتْنَا فِي هَوَازِنَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَمَّرَهُ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمِتْ أَمِتْ "، وَقَتَّلْتُ بِيَدَيَّ لَيْلَتَئِذٍ سَبْعَةً أَهْلَ أَبْيَاتٍ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8862) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 4/305، وابن أبي شيبة 12/503، وأبو داود (2596) و (2638) ، والنسائي في "الكبرى" (8665) ، وابن ماجه (2840) ، وابن حبان (4744) و (4747) و (4748) ، والطبراني في "الكبير" (6239) ، وابن عدي 5/1912 و1912-1913، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص155، والحاكم 2/107، والبيهقي في "السنن" 6/361 و9/79، والبغوي في "شرح السنة" (2699) من طرق عن عكرمة، به. وعند ابن ماجه:
تسعة أو سبعة أبيات، وعند الطبراني: تسعة، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن عكرمة بن عمار- وإن احتجَّ به مسلم- قد روى له البخاري تعليقاً.
وأخرجه الطبراني (6271) ، والحاكم 2/107-108 من طريق شريك عن أبي العُمَيْس، عن إياس، به، ولفظه: كان شعار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمت. وصححه الحاكم على شرط مسلم مع أن في طريقه شريك بن عبد الله النخعي، وقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة، وهو سيئ الحفظ!.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/503، والدارمي 2/219 من طريق وكيع، عن أبي العُمَيْس، عن إياس، به، ولفظه: كان شعارنا مع خالد بن الوليد: أمت.
وانظر (16502) و (16505) و (16537) .
قال السندي: قوله: كان شعارنا، بكسر الشين: العلامة، والمراد ها هنا ما=(27/24)
16499 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بُسْرُ ابْنُ رَاعِي الْعِيرِ أَبْصَرَهُ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: " كُلْ بِيَمِينِكَ "، فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَقَالَ: " لَا اسْتَطَعْتَ "، قَالَ: فَمَا وَصَلَتْ يَمِينُهُ إِلَى فَمِهِ (1) بَعْدُ (2) ، (3) وقَالَ أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ: ابْنُ
__________
=يجعل في الحرب علامة بينهم من الكلمات لأجل الظُّلمة، يعرفُ بها الرجل رفيقه.
قوله: أَمِتْ أمِتْ: صيغة أمر من الإماتة، والمُخاطَب هو الله تعالى، فهو مع- كونه شعاراً دعاء على الأعداء، أو المخاطب كل واحد من المقاتلين، فهو حث لهم على القتال.
(1) في (ق) : فيه، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ق) : بعد ذلك.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16493) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو بهز بن أسد العمي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (388) من طريق أبي النضر هاشم ابن القاسم، عن عكرمة، بهذا الإسناد، وإلى روايته هذه أشار أحمد عقب هذا الحديث.
وأخرجه الدارمي 2/97، وأبو عوانة 5/360، وابن حبان (6512) ، والطبراني في "الكبير" (6235) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1206) ، والبيهقي في "السنن" 7/277، وفي "الشعب" (5839) ، وفي "الدلائل" 6/238 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبو عوانة 5/360 من طريق أبيحذيفة موسى بن مسعود النَّهدي، وابن عدي في "الكامل" 5/1912 من طريق عبد الله بن بكار، وابن عدي كذلك 5/1914 من طريق شعبة، أربعتهم عن=(27/25)
رَاعِي الْعِيرِ مِنْ أَشْجَعَ
16500 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَلَّ عَلَيْنَا السَّيْفَ فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
16501 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ،
__________
= عكرمة بن عمار، به.
وسيأتي برقم (16530) ، وقد سلف برقم (16493) .
قال السندي: قوله: يقال له بسر بن راعي العير: هو بُسْر بضم أوله، وسكون المهملة وقيل بالمعجمة، وبذلك ذكره ابن منده، وأنكر عليه أبو نعيم، ونسبه إلى التصحيف، ولم يحكِ الدارقطني وابن ماكولا فيه خلافاً أنه بالمهملة، وأما البيهقي فحكى في "السنن " أنه بالمعجمة أصح.
والعير ضبطه النووي بفتح العين وبالمثناة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/121، ومسلم (99) (162) والدارمي 2/241، وأبو عوانة 1/58، وابن حبان (4588) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1912، وابن منده في "الإيمان" (554) ، والطبراني في "الكبير" (6242/2) ، والبغوي في "شرح السنة" (2565) من طريقين عن عكرمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/149، والطبراني في "الكبير" (6249) من طريق سويد بن الخطاب، عن إياس، به. وسويد قال ابن معين فيه: لا شيء.
وسيأتي برقم (16541) .
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6724) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(27/26)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَطَسَ رَجُلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُكَ اللهُ "، ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّجُلُ مَزْكُومٌ " (1)
16502 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ وَأَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا، قَالَ: غَزَوْنَا فَزَارَةَ فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ فَعَرَّسْنَا، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ فَشَنَيْنَا الْغَارَةَ، فَقَتَلْنَا عَلَى الْمَاءِ مَنْ قَتَلْنَا، قَالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ فِيهِ الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ نَحْوَ الْجَبَلِ، وَأَنَا أَعْدُو فِي آثَارِهِمْ، فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ، فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/685، والبخاري في "الأدب المفرد" (935) (938) ، ومسلم (2993) ، وأبو داود (5037) ، والنسائي في "الكبرى" (10051) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (223) - وابن حبان (603) ، والطبراني في "الكبير" (6234) ، وفي "الدعاء" (2002) ، وابن السني في
"عمل اليوم والليلة" (249) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1911-1912، والبيهقي في "الشعب" (9357) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/325-326، والبغوي (3345) ، من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق يحيى بن سعيد عن عكرمة برقم (16529) وفيه: ثم عطس الثانية، والثالثة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّه مزكوم" وسيأتي الكلام عليه هناك.(27/27)
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَتَّى أَتَيْتُهُ عَلَى الْمَاءِ وَفِيهِمْ امْرَأَةٌ مِنْ فَزَارَةَ، عَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ ابْنَتَهَا، قَالَ: فَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ بِتُّ فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، قَالَ: فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ فَقَالَ لِي: " يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ "، قَالَ (1) : فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِي وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَنِي حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ فَقَالَ: " يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ (1) لِلَّهِ أَبُوكَ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ أَعْجَبَتْنِي (2) مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا وَهِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ وَفِي أَيْدِيهِمْ أُسَارَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَفَدَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ (3)
__________
(1-1) ما بينهما ساقط من (ظ 12) و (س) .
(2) لفظ: أعجبتني ليس في (ظ 12) و (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً بألفاظ متقاربة مسلم (1755) ، والنسائي في "الكبرى" (8665) ، وابن ماجه (2846) ، وأبو عوانة 4/127-129، 129-130، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3916) و (3917) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/209 و3/260، وابن حبان (4860) ، والطبراني في "الكبير" (6237) و (6238) ، والحاكم 3/36، والبيهقي في "السنن" 9/129
من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد. =(27/28)
16503 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: ابْنِ شِهَابٍ (1) ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ قَاتَلَ أَخِي قِتَالًا شَدِيدًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَارْتَدَّ عَلَيْهِ سَيْفُهُ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، وَشَكُّوا فِيهِ رَجُلٌ مَاتَ بِسِلَاحِهِ شَكُّوا فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، قَالَ سَلَمَةُ: فَقَفَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَرْجُزَ بِكَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ، قَالَ: فَقُلْتُ:
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقْتَ "،
__________
= وسيأتي برقم (16537) ، ومختصراً برقم (16505) وانظر (16497) .
قال السندي: قوله: فعرسنا، منا التعريس: وهو نزول المسافر آخر الليل.
قوله: فشنَّينا، أي: فرقنا النهب عليهم من جميع الجهات، والياء فيه مقلوبة من النون.
قوله: عُنُق، بضمتين: جماعة من الناس.
قوله: قشع، بكسر القاف وفتحها، وسكون الشين، أي: جلد يابس.
قوله: أَدَم، بفتحتين، أي: جلد.
قوله: فنفَّلني، بتشديد الفاء، أي: أعطاني زيادة على السهم.
قوله: فما كشفت: كناية عن عدم الجماع.
قوله: "لله أبوك"، قال أبو البقاء. هو في حكم القسم. انتهى. وتحقيقه أن النسبة إلى الله تعالى تعظيم للشيء، فالمعنى أن أباك عظيم حيث أتى بولد مثلك، فرجع في الحقيقة إلى مدح الولد.
(1) في (م) : عن ابن شهاب.(27/29)
[البحر الرجز]
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا،
فَلَمَّا قَضَيْتُ رَجَزِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ هَذَا؟ "، قُلْتُ: أَخِي قَالَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُهُ اللهُ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ إِنَّ نَاسًا لَيَهَابُونَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِ، وَيَقُولُونَ: رَجُلٌ مَاتَ بِسِلَاحِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا "، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ ابْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، غَيْرَ أَنَّ ابْنَ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ مَعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَهَابُونَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، كَذَبُوا، مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ "، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِإِصْبَعَيْهِ (1)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، وقد صرح ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- بالتحديث عند أبي عوانة، فانتفت شبهة تدليسه.
ابن سلمة: هو إياس.
وأخرجه أبو عوانة 4/287-288 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6228) و (6230) ، وأبو عوانة 4/290-292، من طريقين عن الزُّهْري، به.
وأخرجه مسلم (1802) (124) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن (ونسبه غير ابن وهب فقال: ابن عبد الله بن كعب بن مالك) أن سلمة بن الأكوع، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6225) من طريق الليث، والطبراني كذلك=(27/30)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (6226) من طريق ابن وهب، كلاهما عن يونس، به.
وأخرجه أبو عوانة 4/292 من طريق أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع، فذكر نحوه.
وأخرجه أبو داود (2538) - ومن طريقه البيهقي 8/110- عن أحمد بن صالح، والنسائي في "المجتبى" 6/30- 32، وفي "الكبرى" (10368) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (534) - عن عمرو بن سواد، وابن حبان (3196) من طريق حرملة بن يحيى، ثلاثتهم عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن وعبد الله بن كعب بن مالك، أن سلمة بن الأكوع، فذكر
نحوه.
قال أبو داود: قال أحمد: كذا قال هو، يعني ابن وهب، وعنبسة يعني ابن خالد، جميعاً عن يونس: قال أحمد: والصواب عبد الرحمن بن عبد الله أن سلمة بن الأكوع.
وقال النسائي: وهذا عندنا خطأ، والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن سلمة بن الأكوع، والله أعلم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10369) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (535) - وأبو عوانة 4/289- 290، من طريق سعيد بن كثير بن عُفير، عن الليث، عن ابن مسافر، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري أن سلمة بن الأكوع، فذكر نحوه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6227) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع، فذكره.
وسيأتي بالأرقام (16511) و (16513/1) و (16525) (16538) .
قال السندي: قوله: قاتل أخي: هو عامر بن الأكوع، والمشهور أنه عمه، وسلمة ابن الأكوع من النسبة إلى الجد، ويقال: إنه أخوه كما هو مقتضى هذه=(27/31)
16504 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمَا قَالَا: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَجَاءَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اسْتَمْتِعُوا " (2)
__________
= الرواية، وقيل في التوفيق: لعله أخوه رضاعاَ، أو أخوه من الأم على ما عليه عادة الجاهلية.
قوله: وشكوا فيه: من الشك، والجملة حال.
قوله: رجل مات بسلاحه، مقول القوم.
قوله: شكوا في بعض أمره، أي: في أمر الآخرة.
قوله: فقفل، أي: رجع.
قوله: ليهابون، بفتح الياء، أي: ليخافون.
قوله: أن يصلوا عليه، أي: يدعوا له بالرحمة.
قوله: "جاهداً مجاهداً"، من باب التأكيد، والأقرب بقوله: "له أجره مرتين" التأسيس، فيراد بجاهد، أي: مجتهداً في سبيل الخير، وبقوله: مجاهداً، أي: غازياً في سبيل الله، والله تعالى أعلم.
(1) في (س) و (ص) : فجاءنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وحسن بن محمد بن علي: هو ابن ابي طالب المعروف أبوه بابن الحنفية.
وهو في "مصنفه" عبد الرزاق (14023) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (6231) .
وأخرجه البخاري (5117) و (5118) ، ومسلم (1405) (14) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/24 من طرق عن عمرو بن دينار، به. =(27/32)
16505 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ الْيَمَامِيِّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي غَزَاةِ هَوَازِنَ فَنَفَّلَنِي جَارِيَةً فَاسْتَوْهَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى مَكَّةَ فَفَدَى بِهَا أُنَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (1)
16506 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
16507 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ،
__________
= وسيأتي برقم (16534) و (16552) وفيه النهي عنها.
وانظر تعليقنا على رواية ابن مسعود السالفة برقم (3986) ورواية سبرة بن معبد السالفة برقم (15337) .
(1) إسناده صحيح، قُرَان بن تمام الأسدي الكوفي، روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه أحمد وابن معين والدارقطني، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وقد سلف مطولاً برقم (16502) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الضحاك بن مخلد: هو أبو عاصم النبيل، ويزيد بن أبي عبيد: هو الأسلمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6280) من طريق الضحاك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (109) عن مكي بن إبراهيم، عن يزيد، به.
وسيأتي برقم (16524) .
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6478) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(27/33)
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَنْ (1) كَانَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ وَمَنْ كَانَ أَكَلَ فَلَا يَأْكُلْ شَيْئًا وَلِيُتِمَّ صَوْمَهُ " (2)
16508 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، أَنَّهُ " اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَدْوِ فَأَذِنَ لَهُ " (3)
__________
(1) في (ق) : ألا من.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1924) و (2007) ، ومسلم (1135) ، والدارمي 2/22، وابن حبان (3619) ، والطبراني في "الكبير" (6288) ، والحاكم 3/529، والبيهقي في "السنن" 4/288، والبغوي في "شرح السنة" (1784) من طريقين عن يزيد بن أبي عبيد الأسلمي، بهذا الإسناد. وجاء عند الحاكم:
يزيد بن أبي عبيد بن غياث، وهو خطأ، وقال: قد تقدمت رواية بأن أسماء هو الرسول بذلك، وروي أنه هند.
قلنا: قد سلف حديث هند بن أسماء برقم (15962) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيأتي برقم (16512) و (16526) .
قال السندي: قوله: "فلا يأكل شيئاً"، أي: آخر بعد سماع النداء لموافقة المسلمين.
قوله: "وليتم صومه"، أي: إمساكه بقية يومه، والظاهر أن هذا التأكيد إنما كان لكون الصوم يومئذ فرضاً، والله تعالى أعلم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/306، وأبو عوانة 4/493-494 من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (7087) ، ومسلم (1862) ، والنسائي في=(27/34)
16509 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النَّاسِ فِي الْحُدَيْبِيَةِ (1) ثُمَّ قَعَدْتُ مُتَنَحِّيًا، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، أَلَا تُبَايِعُ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أَيْضًا "، قُلْتُ: عَلَامَ بَايَعْتُمْ؟ قَالَ: " عَلَى الْمَوْتِ " (2)
__________
="المجتبى" 7/151، وأبو عوانة 4/493 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به.
وسيكرر برقم (16545) سنداً ومتناً، وانظر (16553) .
قال السندي: قوله: في البدو، بفتح فسكون، أي: في سكون البادية.
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : يوم الحديبية.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه مسلم (1860) من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/305-306، والبخاري (7208) ، وأبو عوانة 4/282 و4/493، والطبراني في "الكبير" (6281) ، والبيهقي في "السنن" 8/146، وفي "الدلائل" 4/138 من طريق الضحاك بن مخلد، والبخاري (4169) و (7206) ، ومسلم (1860)) (80) ، والترمذي (1592) ، والنسائي في "المجتبى" 7/141 من طريق حاتم بن إسماعيل، كلاهما عن يزيد ابن أبي عبيد، به.
وسيأتي برقم (16549) ، ومختصراً برقم (16533) ، وانظر (16548) .
وفي الباب عن عبد الله بن زيد، وقد سلف برقم (16463) .
قال السندي: قوله: "أيضاً"، أي: بايع مرة ثانية.
قوله: قلت: القائل يزيد بن أبى عبيد، والخطاب في بايعتم لسلمة وسائر أهل الحديبية تغليباً.(27/35)
16510 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِأُخْرَى فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، ثَلَاثَةَ (1) دَنَانِيرَ، قَالَ: فَقَالَ: بِأَصَابِعِهِ ثَلَاثَ كَيَّاتٍ، قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ، فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: عَلَيَّ دَيْنُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ (2)
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : ثلاث، وهي من خطأ النُّساخ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6290) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد، بهذا الإسناد. وسمى الرجل من الأنصار بأنه أبو قتادة.
قلنا: سيأتي التصريح به كذلك في الرواية الآتيه برقم (16527) ، وسيأتي من حديث قتادة 5/297.
وأخرجه البخاري (2295) مختصراً، والبيهقي 6/75 من طريق أبي عاصم، عن يزيد، به. إلا أن في رواية البيهقي في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أتي بجنازة ثانية: "هل ترك من دين؟ " قالوا: نعم أو قالوا: لا، على الشك.
وأخرجه بنحوه البخاري (2289) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2153) - عن مكي بن إبراهيم، عن يزيد، به.
وأخرجه البيهقي 6/72 من طريق عبد الملك بن محمد الرقاشي، عن مكي ابن إبراهيم، به، إلا أنه خالف في قوله: "هل عليه دين؟ " قالوا: لا، قال: "هل=(27/36)
16511 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا فَنَزَلَ يَحْدُو (1) ، قَالَ: وَيَقُولُ:
[البحر الرجز]
اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِداءً لَكَ مَا أَتَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَذَا الْحَادِي؟ "، قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ
__________
=ترك شيئاً؟ " قالوا: نعم، فصلى عليه، ورواية البخاري من طريق مكي: "هل عليه دين؟ " قالوا: لا، قال: "فهل ترك شيئاً؟ " قالوا: لا، فصلى عليه. وعبد الملك صدوق يخطئ، قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كان يحدث من حفظه فَكثُرَتِ الأوهام في روايته.
وأخرجه بنحوه مختصراً ابن أبي شيبة 3/371، والطبراني في "الكبير" (6258) من طريق إياس بن سلمة، عن أبيه، به.
وسيأتي برقم (16527) ، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3843) .
وفي الباب من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7899) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) في النسخ الخطية: يحدي، وكذلك هي في نسخة السندي، وقال: هكذا في النسخ، والموافق لكتب اللغة يحدو، بالواو كما في "صحيح" البخاري، أي: يسوق الإبل، ويَرْجُزُ لها.(27/37)
قَالَ: " يَرْحَمُهُ اللهُ "، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: وَجَبَتْ يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ، قَالَ: فَأُصِيبَ، ذَهَبَ يَضْرِبُ رَجُلًا يَهُودِيًّا مِنْ إِلٍّ فَأَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ عَيْنَ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: حَبِطَ عَمَلُهُ، قَتَلَ نَفْسَهُ، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَزْعُمُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، قَالَ: " وَمَنْ يَقُولُهُ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْهُمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، قَالَ: " كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ ـ بِإِصْبَعَيْهِ ـ وَإِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، وَقَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى (1) بِهَا يَزِيدُكَ عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) في (م) : ما مشى، بزيادة "ما"، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/304 عن حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (4196) و (6148) ، ومسلم (1802) (123) ، والطبراني في "الكبير" (6294) ، والبيهقي في "السنن" 10/227، وفي "الدلائل" 4/200-202، و206، والبغوي في "شرح السنة" (3805) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به، وفيه زيادة: نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن لحوم الحُمُر الأهلية. وستأتي برقم (16513/1) .
وأخرجه البخاري (6891) ، وأبو عوانة 4/286-287 من طريق مكي بن إبراهيم، وأبو عوانة 4/285-286 من طريق صفوان بن عيسى، كلاهما عن يزيد، به.
قلنا: سيأتي من طريق صفوان مختصراً برقم (16513/1) ، وقد سلف برقم (16503) .
قال السندي: قوله: فاغفر فداء لك: قيل: لا يتصوَّر أن يقال مثل هذا الكلام للباري تعالى، فالخطاب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي اغفر لنا بتقصيرنا في حقك،=(27/38)
16512 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ مُنَادِيَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أَنَّ مَنْ كَانَ
__________
= واللََّهم افتتاح كلام لا دعاء، ولا يخفى بُعْده وإباءُ قوله: "وثبت الأقدام" عنه.
والأقرب أنه بتقدير المضاف، أي: لنبيك أو لدينك، أو اللام للتعليل، أي نفدي أنفسنا فداء لرضاك.
وقوله: إذا صيح بنا، أي: دعينا إلى الحق.
قوله: أتينا، من الإتيان، وفي رواية: من الإباء، فالمراد: إذا دعينا إلى غير الحق امتنعنا.
قوله: وبالصياح عولوا علينا، أي: بالصوت العالي قصدونا، واستغاثوا علينا.
قوله: وجبت، أي: الشهادة، فقد جاء أن من خصَّه بمثل هذا الدعاء وجبت له الشهادة.
قلنا: يشير بذلك إلى الرواية الآتية برقم (16538) .
قوله: أمتعتنا به، أي: أبقيت لنا لنتمتع به، جاء أن القائل عمر.
قلنا: سيأتي التصريح بذلك في الرواية الآتية برقم (16538) .
قوله: فأصيب: أي قتل.
قوله: ذهب: بيان لكيفية قتله.
قوله: ذباب السيف، بضم الذال المعجمة، أي: طرفه الأعلى، أو حدُّه.
قوله: عين ركبته، أي: طرف ركبته الأعلى.
قوله: "مشى بها": بأرض العرب، أو الحرب، أو خصال الخير.
قوله: "يزيدك": لعله من الزيادة، أي: يزيد عندك، مثل: يزيد بك وجهه حسناً.
قوله: "عليه"، أي: على عامر، أي: قَلَ ما يوجد أزيد منه في الخير، والله تعالى أعلم.(27/39)
اصْطَبَحَ فَلْيُمْسِكْ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَصْطَبِحُ (1) فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ " (2)
16513/1 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ: عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِيرَانًا تُوقَدُ فَقَالَ: " عَلَامَ تُوقَدُ هَذِهِ النِّيرَانُ؟ "، قَالُوا: عَلَى لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، قَالَ: " كَسِّرُوا الْقُدُورَ، وَأَهْرِيقُوا مَا فِيهَا "، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ (3) ، أَنُهْرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ: " أَوَ ذَاكَ " (4)
__________
(1) في (م) : اصطبح.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، صفوان بن عيسى من رجاله، وأخرج له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (16507) .
قال السندي: قوله: "اصطبح"، أي: شرب أو أكل في الصبح.
قوله: "فليتم صومه"، أي: وإن لم ينو ليلاً، فاستدل به على من يقول بجواز النية نهاراً في الفرض، إذ الحديث يدل على أن عاشوراء كان فرضاً حينئذٍ وإلا لما أكد في صومه هذا التأكيد الأكيد، والله تعالى أعلم.
(3) في (ظ12) و (ص) : فقال رجل من القوم: يا رسول الله.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، صفوان بن عيسى: وهو الزهري، من رجاله، وروى له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (1802) 3/1540 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2477) ، (5497) ، ومسلم (1802) 3/1540، وابن ماجه (3195) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/206، والطبراني في "الكبير" (6301) ، والبيهقي في "السنن" 9/330 من طرق عن يزيد بن أبي=(27/40)
16513/2 - حَدَّثَنِي مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ ذَاهِبًا نَحْوَ الْغَابَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الْغَابَةِ لَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قُلْتُ: وَيْحَكَ، مَا لَكَ؟ قَالَ: أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ وفَزَارَةُ، قَالَ: فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعَتْ مَنْ بَيْنَ لَابَتَيْهَا: يَا صَبَاحَاهْ يَا صَبَاحَاهْ ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ وَقَدْ أَخَذُوهَا، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ:
[البحر الرجز]
أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعْ ... وَالْيَوْمُ يَوْمٌ أَقْرَعْ، (1)
__________
= عبيد، به.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/207 من طريق سنان ابن سلمة، عن أبيه، به.
وانظر تمام تخريجه ضمن الرواية السالفة برقم (16511) من طريق حاتم ابن إسماعيل، عن يزيد، به.
وسيأتي بنحوه مطولاً برقم (16525) .
وفي باب النهي عن لحوم الحمر الأهلية سلف من حديث عبد الله بن عمر ابن الخطاب برقم (4720) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: أنهريق، استفهام لطلب التخفيف.
قوله: "أو ذاك": كلمة "أو" تدل على أنه يجوز الأخذ بالأشد وإن كان فيه تلف المال مع وجود الأخف، ويحتمل أن تكون بمعنى بل، فلا يكون دليلا على ذلك، والله تعالى أعلم.
(1) كذا في النسخ الخطية، وعند السندي: أفزع- بالزاي- وقال: هكذا في الكتاب، أي: يوم هلاك، من هو أكثر فزعاً بوصول سهام العدو إليه،=(27/41)
قَالَ: فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ، وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَذْهَبُ فِي أَثَرِهِمْ، فَقَالَ: " يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ إِنَّ الْقَوْمَ يُقْرَبُوْنَ فِي قَوْمِهِمْ " (1)
__________
= والمشهور يوم الرُّضَّع، وقد أخرج البخاري في الجهاد، يعني هذا الإسناد بلفظ الرضع. قلنا: وكذلك هو في الرواية الآتية برقم (16539) .
والرضع جمع راضع: وهو اللئيم، ومعناه: اليوم يوم هلاك اللئام.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3041) عن مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/305، والطبراني في "الكبير" (6284) ، والبيهقي في "السنن" 10/236، وفي "الدلائل" 4/181-182 من طريق الضحاك بن مخلد، عن يزيد بن أبي عبيد، به.
وسيأتي برقم (16515) ، ومطولاً برقم (16539) .
قال السندي: قوله: ذاهباً نحو الغابة: موضع معروف.
قوله: أخذت، على بناء المفعول.
قوله: لقاح، بكسر اللام: وهي النوق القريبة النتاج.
قوله: لا بتيها: أي لا بتي المدينة، واللابة: الحَرَة.
قوله: يا صباحاه، بفتح صاد مهملة على صورة الاستغاثة بالصباح، وهو في الحقيقة استغاثة بأهل ذلك الصباح: أي بالناس في ذلك الوقت، وقد اشتهر هذا اللفظ في الاستغاثة لاعتيادهم الإغارة في ذلك الوقت.
قوله: ثم اندفعت، أي: أسرعت في السير نحو العدو، وكان ماشياً.
قوله: أرميهم: بالسهام.
قوله: فاستنقذتها -بالقاف والذال المعجمة- أي: استخلصت اللقاح.
قوله: منهم، أي: من غطفان وفزارة.
قوله: قبل أن يشربوا، أي: الماء أو ألبانها.=(27/42)
16514 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ ضَرْبَةٌ أُصِبْتُهَا يَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ: يَوْمَ أُصِبْتُهَا قَالَ النَّاسُ: أُصِيبَ سَلَمَةُ، " فَأُتِيَ بِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ "، فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّى السَّاعَةِ، (1)
16515 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ
__________
=قوله: أعجلتهم: عن الماء.
قوله: فأذهب: من الإذهاب: أي أبعث جيشاً.
قوله: "ملكت": أي غلبت عليهم حتى كأنك ملكتهم.
قوله: "فأسجح" بهمزة قطع، وتقديم الجيم على الحاء المهملة: أي فَارِقْ ولا تأخذ بالشدة.
قوله: "يقربون" على بناء المفعول من التقريب، أي يكرمون بالضيافة، وفي "الصحيح" يقرون، على بناء المفعول: من القِرى، ثم جاء الخبر بأن الأمر كان كما أخبر به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/251 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4206) ، وأبو داود (3894) ، وابن حبان (6510) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/251 من طريق مكي بن إبراهيم، به. وعند ابن حبان: يوم حنين، وهو تحريف.
قال السندي: قوله: يا أبا مسلم: هذه كنيته.
قوله: فنفث فيه: في موضع الضربة، والنفثة فوق النفخ ودون التفل، بريق خفيف أو لا.
قوله: حتى الساعة، بالجر: أي إلى هذه الساعة.(27/43)
قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ يَقُولُ: خَرَجْتُ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مَكِّيٍّ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ، وَزَادَ فِيهِ: وَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ (1)
16516 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي مَعَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ، قَالَ: " فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَهَا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، إبراهيم بن مهدي: وهو المصيصي- وإن كان فيه كلام خفيف- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري (4194) ، ومسلم (1806) (131) ، والنسائي في "الكبرى" (10814) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (978) - والبيهقي في "الدلائل" 4/180-181 من طريق قتيبة بن سعيد، وابن حبان (4529) من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16513/2) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/271 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (502) ، ومسلم (509) (264) من طريق مكي بن إبراهيم، به.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (1430) ، وابن حبان (1763) ، و (2152) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، عن يزيد، به.
وسيأتي نحوه برقم (16542) . =(27/44)
16517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، أَمَا وَاللهِ مَا أَنَا قُلْتُهُ وَلَكِنَّ اللهَ قَالَهُ " (1)
16518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: " قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُدَيْبِيَةَ وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لَا تُرْوِيهَا، فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جبَالهَا (2) ، فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَسَقَ فَجَاشَتْ
__________
= قال السندي: قوله: فيصلي مع الأسطوانة: أي عند الأسطوانة.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن راشد اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/197، والطبراني في "الكبير" (6255) من طريقين عن عمر بن راشد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزَّوائد" 10/46، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عمر بن راشد اليمامي، وثقه العجلي وضعفه الجمهور، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
قلنا: ويشهد له حديث أبي هريرة عند مسلم (2516) (185) .
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2) في (ق) و (ص) : حبالها، وفي (م) : حيالها، وفي (ظ12) مهملة، والمثبت من (س) وهي نسخة السندي، وقال: جبالها- بالجيم- جمع جبل، أي جبال الحديبية، أو بالحاء المهملة، أي: حبال البئر، وفي مسلم: على جبا=(27/45)
فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا "
قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِالْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ، فَبَايَعَهُ (1) أَوَّلُ النَّاسِ، وَبَايَعَ وَبَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ قَالَ: " يَا سَلَمَةُ، بَايِعْنِي "، قُلْتُ (2) : قَدْ بَايَعْتُكَ فِي أَوَّلِ النَّاسِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَأَيْضًا فَبَايِعْ "، وَرَآنِي أَعْزَلًا (3) فَأَعْطَانِي حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً، ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ: " أَلَا تُبَايِعُنِي؟ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايَعْتُ (4) أَوَّلَ النَّاسِ وَأَوْسَطَهُمْ وَآخِرَهُمْ (5) ، قَالَ: " وَأَيْضًا فَبَايِعْ "، فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ دَرَقَتُكَ أَوْ حَجَفَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ أَعْزَلًا (6) فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا، قَالَ:
__________
= الركية- بفتح الجيم وتخفيف الباء الموحدة- مقصورة: هو ما حول البئر، والركي البئر، والركية لغة فيه.
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) ، وعند مسلم: فبايعته.
(2) في (س) و (م) : قال، والمثبت من (ظ12) و (ص) و (ق) .
(3) كذا في النسخ الخطية و (م) ، وضبب فوقها في (س) ، وقال السندي: والظاهر أعزل بلا تنوين: وهو من لا سلاح معه.
(4) في (م) : قد بايعت.
(5) قال السندي: قوله: بايعت أول الناس وأوسطهم وآخرهم، هكذا في النسخ، والأقرب أن آخرهم زيادة من بعض الرواة، ولذلك لم تذكر في "صحيح" مسلم.
(6) انظر الحاشية رقم (3) .(27/46)
فَقَالَ: " إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ: اللهُمَّ أبْغِنِي (1) حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي "، وَضَحِكَ، ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ، حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، قَالَ: وَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أَحُسُّ فَرَسَهُ وَأَسْقِيهِ، وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ، أَتَيْتُ الشَّجَرَةَ فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا، وَاضْطَجَعْتُ فِي ظِلِّهَا، فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَجَعَلُوا وَهُمْ مُشْرِكُونَ يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَحَوَّلْتُ عَنْهُمْ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى وَعَلَّقُوا سِلَاحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي: يَا آلَ الْمُهَاجِرِينَ قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ، فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَشَدَدْتُ عَلَى الْأَرْبَعَةِ، فَأَخَذْتُ سِلَاحَهُمْ فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا ثُمَّ قُلْتُ: وَالَّذِي أَكْرَمَ مُحَمَّدًا لَا يَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلَّا ضَرَبْتُ الَّذِي ـ يَعْنِي فِيهِ عَيْنَاهُ ـ فَجِئْتُ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَمِّي عَامِرٌ بِابْنِ مِكْرَزٍ يَقُودُ بِهِ فَرَسَهُ يَقُودُ سَبْعِينَ، حَتَّى وَقَفْنَاهُمْ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: " دَعُوهُمْ، يَكُونُ لَهُمْ بُدُوُّ الْفُجُورِ "، وَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُنْزِلَتْ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} [الفتح: 24] ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
__________
(1) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (ق) : القني، وفي (س) : القيني.
قال السندي: هكذا في النسخ، والأقرب ما في "صحيح" مسلم أبغني، من الإبغاء - بالموحدة، والغين المعجمة- أي أعطني. قلنا: وكذلك جاءت في (م) ، وفي الرواية الآتية برقم (16544) . ولذلك أثبتناها.(27/47)
فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا يُقَالُ لَهُ: لَحْيُ جَمَلٍ، فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ رَقِيَ الْجَبَلَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، كَأَنَّهُ (1) طَلِيعَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً (2) ، ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِظَهْرِهِ مَعَ غُلَامِهِ رَبَاحٍ وَأَنَا مَعَهُ، وَخَرَجْتُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ أُنَدِّيهِ (3) عَلَى ظَهْرِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانتسفه (4) أَجْمَعَ وَقَتَلَ رَاعِيَهُ (5)
__________
(1) في (م) : كان.
(2) تحتها في (س) : ثلاثاً.
(3) في النسخ الخطية و (م) : أبديه، وفوقها في (س) : أنديه، قال السندي: أنديه: المشهور أنه بهمزة مضمومة ونون مفتوحة، ثم دال مكسورة مشددة، وهو أن يؤتى بالماشية إلى الماء تارة، وإلى المرعى أخرى، وقيل: أبديه، بالباء الموحدة موضع النون بمعنى أخرجه إلى البادية. قلنا: وقد ورد
بلفظ: أبديه بالرواية رقم (16539) .
(4) قال السندي: هكذا في "المسند"، من نسف البناء وغيره، وانتسفه إذا قلعه، أي أخذه كله، وفي "مسلم، فَاسْتَاقَهُ.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، عكرمة بن عمار من رجاله، وهذا الحديث مما انتقاه له، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري في زياداته على "صحيح مسلم" بإثر الحديث (1807) ، والطبراني في "الكبير" (6256) مختصراً من طريق عبد الصمد ابن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1807) ، وأبو عوانة 4/252-255، 264-268، والطبراني في "الكبير" (6246) مختصراً، والبيهقي في "الدلائل" 4/138- 141 من طرق عن عكرمة، به. =(27/48)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسيأتي مختصراً برقم (16544) ، وانظر (16495) و (16502) و (16509) و (16513/2) و (16533) و (16539) و (16548) و (16549) .
وفي الباب عن أنس سلف 3/122 و124-125، 290.
وآخر من حديث عبد الله بن مُغَفَل المزني، سيرد 4/86-87.
قال السندي: قوله: لا ترويها، من الإرواء، بيان لقلة ماء البئر.
قوله: بسق، بالسين لغة، والمشهور بزق أو بصق.
قوله: فجاشت، أي: فاضت.
قوله: فسقينا: الركاب.
قوله: حجفة، بالحاء المهملة، ثم الجيم المفتوحتين: الترس.
قوله: أو درقه، بفتحتين: الترس، والشك من الراوي.
قوله: تبيعاً: تابعاً.
قوله: أحس، بضم حاء وتشديد سين: أي أحك ظهره.
قوله: فكسحت، أي: كنست ما تحتها من الشوك.
قوله: قتل ابن زنيم: قال النووي: هو بضم الزاي، وفتح النون، ولم يزد على ذلك، وتبعه السيوطي، وفي الصحابة بهذا النسب ثلاثة: سارية وأنس وأسِيد- بفتح فكسر- ويظهر من تراجمهم أنه تأخر إسلامهم عن الحديبية، فالله تعالى أعلم مَنِ المراد بهذا.
قوله: فاخترطت، أي: سللت.
قوله: ضغثاً، بكسر صاد معجمة، وسكون عين معجمة، آخره مثلثة: هو الحزمة.
قوله: مكرز، هو بميم مكسورة، ثم كاف، ثم راء مكسورة ثم زاي.
قوله: بدوُ، وفي نسخة السندي: بدء، وكلاهما بمعنى: أي ابتداءه.(27/49)
16519 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا فَجَاءَ عَيْنُ الْمُشْرِكِينَ (2) وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَتَصَبَّحُونَ (3) ، فَدَعَوْهُ إِلَى طَعَامِهِمْ، فَلَمَّا فَرَغَ الرَّجُلُ رَكِبَ عَلَى رَاحِلَتِهِ ذَهَبَ مُسْرِعًا لِيُنْذِرَ أَصْحَابَهُ، قَالَ سَلَمَةُ: فَأَدْرَكْتُهُ، فَأَنَخْتُ رَاحِلَتَهُ وَضَرَبْتُ عُنُقَهُ فَغَنَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ " (4)
16520 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ
__________
(1) في (م) : عبد الرحمن، وهو خطأ.
(2) في (ظ12) و (ص) : للمشركين.
(3) في (ظ12) وهامش (ق) : يتضحُوْن، وفي (ق) يصطبحوا، والمثبت من (س) و (ص) وكذلك هي نسخة السندي، وقال: يتصبحون، أي: يأكلون وقت الصبح. قلنا: ويتضحون: أي يتغدَّون. انظر "اللسان" (ضحا) ، وكلاهما بمعنى.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وعكرمة بن عمار: وهو اليمامي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (8677) ، وأبو عوانة 4/122 من طريق شعيب بن حرب، عن عكرمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (16523) ، وقد سلف مختصراً برقم (16492) .
قال السندي: قوله: لينذر، من الإنذار: أي ليخبرهم بما رأى ليستعدُوا على وَفْقه.
قوله: فغنَّمني من التغنيم، أي: أعطاني.(27/50)
مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكُونُ أَحْيَانًا فِي الصَّيْدِ فَأُصَلِّي فِي قَمِيصِي، فَقَالَ: " زُرَّهُ وَلَوْ لَمْ تَجِدْ إِلَّا شَوْكَةً " (1)
__________
(1) إسناده حسن. عطاف بن خالد: صدوق حسن الحديث وكذا موسى ابن إبراهيم- وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وباقي رجاله ثقات. حماد بن خالد: هو الخياط القرشي.
وعلقه البخاري في باب وجوب الصلاة في الثياب، وقد وصله الشافعي في "المسند" 1/63-64- (ترتيب السندي) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (517) - والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/297 من طريق مالك بن إسماعيل، والنسائي في "المجتبى" 2/70، وفي "الكبرى" (841) من طريق قتيبة بن سعيد، والمزي في "تهذيب الكمال" 29/18-19، والحافظ في "التغليق" 2/199- 200 من طريق خلف بن هشام البزار، والحافظ في "التغليق" 2/200 من طريق محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/297 من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، خمستهم عن عطاف بن خالد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (16522) عن هاشم بن القاسم، وبرقم (16547) عن إسحاق بن عيسى، ويونس بن محمد المؤدب ثلاثتهم عن عطاف، به.
وقد تابع عطافاَ الدَراوَرْديُّ فيما أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/63-64 (بترتيب السندي) - ومن طريقه البغوي (517) - وابن أبي شيبة 1/346- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/240، والحاكم 1/250 من طريق إبراهيم بن حمزة، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/296، وأبو داود (632) من طريق=(27/51)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن خزيمة (777) من طريق نصر بن علي و (778) من طريق أحمد بن عبدة الضبي، وابن حبان (2294) ، وابن حجر في "التغليق" 2/198 من طريق ابن أبي عمر العدني، وابن حجر في "التغليق" 2/198 من طريق عمر بن محمد الناقد، ستتهم عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن موسى بن إبراهيم، عن سلمة، به. وصححه ابن خزيمة وابن
حبان والحاكم ووافقه الذهبي، وحسن إسناده النووي في "المجموع " 3/174.
قلنا: وقد ورد في رواية إبراهيم بن حمزة ونصر بن علي تصريح موسى بن إبراهيم بسماعه من سلمة.
وقد اختلف عن الدراوردي.
فأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/380 من طريق يحيى بن أبي قبيلة، عن الدراوردي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه، عن سلمة.
قال الحافظ في "التغليق" 2/201 في رواية يحيى هذه: فإن كان حفظه فللدراوردي فيه شيخان، أحدهما موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، وقد سمعه من سلمة بلا واسطة كما صرح به العطاف عنه، وإن كان البخاري لم يصححه.
وثانيهما: موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، ولم يسمعه من سلمه، إنما سمعه من أبيه عنه، والله أعلم. ولهذا الاختلاف قال أبو عبد الله البخاري: في إسناده نظر، لأن الدراوردي لم يصرح بسماع موسى مع الاختلاف عليه،
وعطاف منسوب إلى الضعف! فلذلك علقه بصيغة التمريض، وقال: في إسناده نظر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/296 عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه عن موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة المخزومي، عن أبيه، عن سلمة، به.
وذكر الحافظ في "التغليق" 2/201: أن موسى شيخ أبي أويس ليس هو موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة- كما جاء عند البخاري- بل هو موسى بن=(27/52)
16521 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَالْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (1)
__________
= محمد بن إبراهيم التيمي، ثم قال: فالظاهر أن الوهم فيه من أبي أويس.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (9017) وسنده حسن في الشواهد.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11072) ، وحديث عمر بن أبي سلمة السالف برقم (16329) .
قال السندي: قوله: "زره": أي لئلا تنكشف العورة.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عُتبة: وهو اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6250) ، وفي "الأوسط" (868) ، وابن عدي في "الكامل" 1/345، والخطيب في "تاريخه" 8/147 من طرق عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد.
وقال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أيوب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/46، وقال: رواه في "الكبير" و"الأوسط "، وفيه أيوب بن عتبة، وثقه أحمد ويحيى بن معين في روايةٍ عنهما، وضعفه النسائي وأحمد وابن معين في روايات عنهما.
وسيأتي برقم (16540) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم (4709) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "والعَشَاء"، بالفتح، أي طعام آخر النهار.
قوله: "بالعشاء": لئلا يصلي ويكون القلب في الطعام، فإنه أن يأكل ويكون=(27/53)
16522 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَكُونُ فِي الصَّيْدِ فَأُصَلِّي وَلَيْسَ عَلَيَّ إِلَّا قَمِيصٌ وَاحِدٌ، قَالَ: " فَزُرَّهُ وَإِنْ لَمْ تَجِدْ إِلَّا شَوْكَةً " (1)
16523 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَوَازِنَ، قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَتَضَحَّى وَعَامَّتُنَا مُشَاةٌ فِينَا ضَعَفَةٌ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ فَانْتَزَعَ طَلَقًا مِنْ (2) حَقَبِهِ فَقَيَّدَ بِهِ جَمَلَهُ ـ رَجُلٌ شَابٌّ (3) ـ ثُمَّ جَاءَ يَتَغَدَّى مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى ضَعْفَهُمْ وَرِقَّةَ ظَهْرِهِمْ خَرَجَ إِلَى جَمَلِهِ فَأَطْلَقَهُ، ثُمَّ أَنَاخَهُ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ يَرْكُضُ (4) وَاتَّبَعَهُ (5) رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ هِيَ أَمْثَلُ ظَهْرِ الْقَوْمِ فَأَتْبَعَهُ، قَالَ: وَخَرَجْتُ أَعْدُو فَأَدْرَكْتُهُ وَرَأْسُ النَّاقَةِ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، وَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ
__________
= القلب في الصَلاةِ خير من أن يُصَلي ويكون القلب في الطعام.
(1) إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16520) .
(2) في (م) : عن.
(3) في (ق) : هو رجل شاب.
(4) في (ظ12) و (ص) وهامش (س) : يركضه.
(5) في (م) : وتبعه.(27/54)
النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ فَأَنَخْتُهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ إِلَى (1) الْأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَأَضْرِبُ بِهِ رَأْسَهُ فَنَدَرَ، فَجِئْتُ بِرَاحِلَتِهِ وَمَا عَلَيْهَا أَقُودُهُ، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا قَالَ: " مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟ "، قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: " لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ " (2)
__________
(1) في (ق) : على.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/532، وأبو داود (2654) ، من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (631) مختصراً، ومسلم (1754) ، وأبو داود (2654) ، وأبو عوانة 4/119- 120 و120- 121، 121، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3011) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/227، وابن حبان (4843) ، والطبراني في "الكبير" (6241) ، والبيهقي في "السنن" 6/307 من طرق عن عكرمة، به. وقد سلف مختصراَ برقم (16492) .
قال السندي: قوله: هوازن: اسم قبيلة، والمراد غزوة حنين.
قوله: يتضحَّى: يتغدى، يقال: تضحى فلان، أي: أكل وقت الضحى.
قوله: وعامتنا، أي: غالبنا.
قوله: مشاة، بضم الميم: جمع ماشٍ.
قوله: ضعفة، بفتح فسكون، أي ضعف، أو بفتحتين جمع ضعيف.
قوله: طلقاَ، بفتحتين: هو سير يقيد به البعير.
قوله: من حقبه، أي: حَقَب الجمل، وهو بفتحتين: حَبْلٌ يُشَدُّ به الرَّحْل إلى بطن البعير.
قوله: ورقة ظهرهم، بكسر الراء وتشديد القاف. والظهر المركوب، أي: قلة المركوب.(27/55)
16524 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُولُ أَحَدٌ عَلَيَّ بَاطِلًا (1) أَوْ مَا لَمْ أَقُلْ إِلَّا تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
16525 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيْ عَامِرُ، لَوْ أَسْمَعْتَنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ، قَالَ: فَنَزَلَ يَحْدُو بِهِمْ وَيَذْكُرُ:
[البحر الرجز]
تَالَلَّهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا،
وَذَكَرَ شِعْرًا غَيْرَ هَذَا، وَلَكِنْ لَمْ أَحْفَظْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ "، قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ، فَقَالَ: " يَرْحَمُهُ اللهُ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ، فَلَمَّا اصَّافَّ (3)
__________
= قوله: فندر، بنون ثم دال وراء مهملتين: أي طار رأسه عن بدنه، أو سقط والله تعالى أعلم.
في (ظ 12) و (س) و (ص) : باطل، وضبب فوقها في (س) ، قال السندي: باطلاً، بالنصب على المفعولية، وإفراد مفعول القول، لأن المراد به الوضع،أو لأن المراد بالباطل تمام الكلام المكذوب، فهو مفرد لفظاً، جملة معنى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سيد: هو القطان.
وقد سلف برقم (16506) .
في (ظ 12) و (ص) ، وهامش (ق) : صافَّ. قلنا: وهو الموافق لرواية البخاري.(27/56)
الْقَوْمُ قَاتَلُوهُمْ فَأُصِيبَ عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ بِقَائِمِ سَيْفِ نَفْسِهِ فَمَاتَ، فَلَمَّا أَمْسَوْا أَوْقَدُوا نَارًا كَثِيرَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا هَذِهِ النَّارُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقَدُ؟ "، قَالُوا: عَلَى حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ، قَالَ: " أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَكَسِّرُوهَا "، فَقَالَ: رَجُلٌ أَلَا نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا؟، قَالَ: " أَوْ ذَاكَ " (1)
16526 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ: " أَذِّنْ فِي قَوْمِكَ أَوْ فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: مَنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ " (2)
16527 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجِنَازَةٍ فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، صَلِّ عَلَيْهَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ "،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه البخاري (6331) ، وابن حبان (5276) ، والطبراني في "الكبير" (6295) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16511) ، ومختصراً برقم (16513/1) وانظر تمام تخريجه هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (7265) ، والنسائي في "المجتبى" 4/192، وابن خزيمة (2092) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/212 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16507) .(27/57)
قَالُوا: لَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا؟ "، قَالُوا: لَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قَالُوا: ثَلَاثَ دَنَانِيرَ، قَالَ: " ثَلَاثُ كَيَّاتٍ "، قَالَ: فَأُتِيَ بِالثَّالِثَةِ فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو قَتَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَيَّ دَيْنُهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ (1)
16528 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ (2) قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ وَهُمْ يَتَنَاضَلُونَ فِي السُّوقِ فَقَالَ: " ارْمُوا يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ " ـ لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ ـ فَأَمْسَكُوا أَيْدِيَهُمْ، فَقَالَ: " ارْمُوا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ: " ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلُّكُمْ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 4/65، وابن حبان (3264) ، وبتمامه الطبراني في "الكبير" (6291) ، والبيهقي في "السنن" 6/72 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16510) .
(2) في (م) : يزيد بن عبيد، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(27/58)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ ابْنِ الْأَكْوَعِ فِي الْمُضَافِ مِنَ الْأَصْلِ
16529 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُكَ اللهُ "، ثُمَّ عَطَسَ الثَّانِيَةَ أَوِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ مَزْكُومٌ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (3507) ، وابن حبان (4693) و (4694) ، والطبراني في "الكبير" (6293) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/390-391، والبيهقي في "السنن" 10/17، والبغوي في "شرح السنة" (2640) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2899) و (3373) ، والطبراني في "الكبير" (6292) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2371) ، والحاكم 2/94، والبيهقي 10/17 من طريق محمد بن إياس بن سلمة، عن أبيه، به.
وقد سلف نحوه من حديث ابن عباس برقم (3444) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، ونزيد هنا حديث أبي حدرد الأسلمي ي عند ابن أبي شيبة 9/22.
قال السندي: قوله: وهم يتناضلون، من تناضل القوم إذا رموا للسبق.
قوله: فأمسكوا: أي الفريق الآخر تأدباً من السبق على قوم معهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه أن مراعاة الأدب خير من امتثال الأمر.
(1) إسناده حسن من أجل عكرمة بن عمار، فإن هذه الرواية لم ينتقِها له =(27/59)
16530 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ،
__________
= مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (2743) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1914، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/326، وفي "الاستذكار" (40648) من طريق يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد، وفيه: فقال في الثالثة: أنت مزكوم.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث رقم (2743) من طريق شعبة، عن عكرمة، وقال: نحو رواية يحيى بن سعيد.
وأخرجه الترمذي كذلك (2743) من طريق عبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن عكرمة، به، ولفظه: ثم عطس الثانية، والثالثة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هذا رجل مزكوم".
قلنا: ورجح الترمذي رواية يحيى على رواية ابن المبارك، فقال في رواية يحيى: هذا أصح من حديث ابن المبارك.
قال الحافظ في "الفتح" 10/605: وهؤلاء الأربعة رووه عن عكرمة بن عمار، وأكثر الروايات المذكورة ليس فيها تعرض للثالثة، ورجح الترمذي رواية من قال: "في الثالثة" على رواية من قال "في الثانية" ... وهذا اختلاف شديد في لفظ هذا الحديث، لكن الأكثر على ترك التشميت بعد الأولى.
قلنا: وقد سلفت رواية ترك التشميث بعد الأولى برقم (16501) .
وأخرجه ابن ماجه (3714) من طريق وكيع، عن عكرمة، عن إياس بن سلمة، عن سلمة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يشمت العاطس ثلاثاَ، فما زاد فهو مزكوم".
قال الحافظ في "الفتح" 10/605: جعل الحديث كله من لفظ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأفاد تكرير التشميت، وهي رواية شاذة لمخالفة جميع أصحاب عكرمة بن عمار في سياقه، ولعل ذلك من عكرمة المذكور لما حدث به وكيعاً، فإن في حفظه مقالاً.(27/60)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: " كُلْ بِيَمِينِكَ "، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: " لَا اسْتَطَعْتَ "، قَالَ: فَمَا وَصَلَتْ إِلَى فِيهِ بَعْدُ (1)
16531 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ عَيْنٌ لِلْمُشْرِكِينَ (2) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا طَعِمَ انْسَلَّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى الرَّجُلِ اقْتُلُوا "، قَالَ: فَابْتَدَرَ الْقَوْمُ، قَالَ: وَكَانَ أَبِي يَسْبِقُ الْفَرَسَ شَدًّا، قَالَ: فَسَبَقَهُمْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِخِطَامِهَا، قَالَ: ثُمَّ قَتَلَهُ، قَالَ: فَنَفَّلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وقد سلف برقم (16493) .
(2) في (ق) : عين من المشركين.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8844) ، وأبو عوانة 4/122-123 من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3051) ، وأبو داود (2653) ، وأبو عوانة 4/122، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3012) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/227، وابن حبان (4839) ، والطبراني في "الكبير" (6272) ، والبيهقي في "السنن" 6/307 و9/147، والبغوي في "شرح السنة" (2709) من طريق أبي نعيم، عن أبي عمَيْس، به.
وأخرجه بنحوه ابن سعد في "الطبقات" 4/306 من طريق محمد بن ربيعة الكلابي، عن أبي عميس، به. =(27/61)
16532 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ سَاعَةَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ إِذَا غَابَ حَاجِبُهَا " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6273) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي عُميس، به. ولفظه: "أدركوه فإنه عين".
وقد سلف مختصراً برقم (16492) ، ومطولاً برقم (16523) .
قال السندي: قوله: "عليَّ الرجل"، أي: ردُّوه عليَّ، ولما كان المقصود من ذلك القتل، قال: اقتلوا، بياناً لذلك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، صفوان: وهو ابن عيسى الزهري من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عبيد: هو يزيد الأسلمي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (386) ، وأبو داود (417) ، والدارمي 1/275، وأبو عوانة 1/360، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/90 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (636) ، والترمذي (164) ، وابن ماجه (688) ، وأبو عوانة 1/361، وابن حبان (1523) ، والطبراني في "الكبير" (6289) ، والبيهقي في "السنن" 1/446 من طريقين عن يزيد بن أبي عبيد، به. وقال الترمذي: حديث سلمة بن الأكوع حديث حسن صحيح، وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن بعدهم من التابعين: اختاروا تعجيل صلاة المغرب، وكرهوا تأخيرها، حتى قال بعض أهل العلم: ليس لصلاة المغرب إلا وقت واحد، وذهبوا إلى حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث صلى به جبريل.
وهو قول ابن المبارك والشافعي.
وسيأتي بنحوه برقم (16550) .
وانظر حديث أبي طريف السالف برقم و (15437) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: إذا غاب حاجبها: بيان لغروب الشمس، أي أنها=(27/62)
16533 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعْتُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ: " بَايَعْنَاهُ عَلَى الْمَوْتِ " (1)
16534 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَا: " خَرَجَ عَلَيْنَا مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَى: إِنَّ رَسُولَ اللهِ قَدْ أَذِنَ لَكُمْ فَاسْتَمْتِعُوا "، يَعْنِي: مُتْعَةَ النِّسَاءِ (2)
16535 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرٍ، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ (3) ،
__________
= تغرب إذا غاب حاجبها، أي طرفها الأخير.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه أبو عوانة 4/279 من طريق صفوان بن عيسى الزهري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16509) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1405) (13) ، والنسائي في "الكبرى" (5539/2) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/110-111 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16504) .
(3) في النسخ الخطية و (م) : يزيد بن أبي خصيفة، بزيادة أبي، وهو خطأ، والمثبت من "أطرف المسند" 2/495 ومصادر ترجمته في "التهذيب" وفروعه.(27/63)
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: " كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ وَلَا بَعْدَ الصُّبْحِ قَطُّ " (1)
16536 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَوَازِنَ (2) ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ
__________
(1) زهير بن محمد: هو التيمي أبو المنذر الخراساني سكن الشام ثم الحجاز، وهو ثقة في رواية غير أهل الشام عنه، وهذا منها، وأما رواية أهل الشام عنه، فغير مستقيمة، وروى له الجماعة، ويزيد بن خصيفة: هو يزيد بن عبد الله بن خصيفة، نسب إلى جده هنا وثقة ابن معين وأحمد- في رواية الأثرم- وأبو حاتم والنسائي وابن سعد، وقول أحمد فيه في رواية أبي داود: منكر الحديث،
ليس بجرح، لأن أحمد يطلق هذه اللفظة على من يُغرب على أقرانه الحديث، عُرِفَ ذلك بالاستقراء من حاله، وقد احتج بابن خصيفة مالك والأئمة كلهم.
أفاده الحافظ في "مقدمة الفتح" ص453، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وانظر حديث عمر السالف برقم (110) وحديث ابنه عبد الله برقم (4612) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6304) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن زهير بن محمد التميمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7504) من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن يزيد بن خصيفة، عن ابن سلمة بن الأكوع، عن سلمة، به. فزاد في الإسناد ابن سلمة وهو إياس، إلا أن سعيد بن سلمة ضعيف، وقد تفرد بهذه الطريق- قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن سلمة إلا يزيد بن خصيفة، تفرد به سعيد بن سلمة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/226، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح.
(2) في (م) زيادة: وغطفان.(27/64)
كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ فَانْتَزَعَ شَيْئًا مِنْ حَقَبِ الْبَعِيرِ فَقَيَّدَ بِهِ الْبَعِيرَ، ثُمَّ جَاءَ يَمْشِي حَتَّى قَعَدَ مَعَنَا يَتَغَدَّى، قَالَ: فَنَظَرَ فِي الْقَوْمِ فَإِذَا ظَهْرُهُمْ فِيهِ قِلَّةٌ وَأَكْثَرُهُمْ مُشَاةٌ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْقَوْمِ خَرَجَ يَعْدُو، قَالَ: فَأَتَى بَعِيرَهُ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَخَرَجَ يَرْكُضُهُ وَهُوَ طَلِيعَةٌ لِلْكُفَّارِ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ أَسْلَمَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَرْقَاءَ، قَالَ إِيَاسٌ، قَالَ أَبِي: فَاتَّبَعْتُهُ أَعْدُو عَلَى رِجْلَيَّ (1) ، قَالَ: وَرَأْسُ النَّاقَةِ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، قَالَ: وَلَحِقْتُهُ فَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، وَتَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ فَقُلْتُ لَهُ: أَخْ، فَلَمَّا وَضْعَ رُكْبَتَهُ الْجَمَلُ (2) إِلَى الْأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَضَرَبْتُ رَأْسَهُ فَنَدَرَ، ثُمَّ جِئْتُ بِرَاحِلَتِهِ أَقُودُهَا فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النَّاسِ، قَالَ: " مَنْ قَتَلَ هَذَا الرَّجُلَ؟ "، قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ " (3)
16537 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى فَزَارَةَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ عَرَّسَ أَبُو بَكْرٍ،
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : رِجْلٍ.
(2) في (م) : فلما وضع الجمل ركبته إلى الأرض.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وقد سلف برقم (16523) ، ومختصراً برقم (16492) .(27/65)
حَتَّى إِذَا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا فَشَنَنَّا الْغَارَةَ، فَوَرَدْنَا الْمَاءَ فَقَتَلَ أَبُو بَكْرٍ مَنْ قَتَلَ وَنَحْنُ مَعَهُ، قَالَ سَلَمَةُ: فَرَأَيْتُ عُنُقًا مِنَ النَّاسِ فِيهِمُ الذَّرَارِيُّ، فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ فَأَدْرَكْتُهُمْ فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ، فَلَمَّا رَأَوْا السَّهْمَ قَامُوا، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ فَزَارَةَ عَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ مَعَهَا ابْنَةٌ مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ، فَجِئْتُ أَسُوقُهُنَّ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ ابْنَتَهَا، فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ بَاتَتْ عِنْدِي فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، حَتَّى لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ (1) فَقَالَ: " يَا سَلَمَةُ (2) ، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ أَعْجَبَتْنِي وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ، وَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، فَقَالَ: " يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ لِلَّهِ أَبُوكَ "، قَالَ: قُلْتُ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَفَدَى بِهَا أُسَرَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ (3)
__________
(1) في (ظ 12) و (ق) : في السوق ولم أكشف، بزيادة: لم أكشف، وقد أشير إليها في (س) أنها نسخة.
(2) قوله: فقال: يا سلمة، ساقط من (ظ 12) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16502) إلا أن شيخ أحمد هنا هو هاشم بن القاسم أبو النضر.
وأخرجه أبو داود (2697) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/291 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.(27/66)
16538 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: بَارَزَ عَمِّي يَوْمَ خَيْبَرَ مَرْحَبًا (1) الْيَهُودِيُّ فَقَالَ: مَرْحَبٌ:
[البحر الرجز]
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ،
فَقَالَ عَمِّي عَامِرٌ:
[البحر الرجز]
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ (2) أَنِّي عَامِرُ ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ،
فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ يَسْفُلُ لَهُ، فَرَجَعَ السَّيْفُ عَلَى سَاقِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ: فَلَقِيتُ نَاسًا (3) مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ، قَالَ سَلَمَةُ: فَجِئْتُ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْكِي قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، قَالَ: " مَنْ قَالَ ذَاكَ؟ "، قُلْتُ: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَاكَ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ "، إِنَّهُ حِينَ خَرَجَ إِلَى
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : مرحب، وضبب فوقها في (س) ، وجاء في هامشها: مرحباً، وعليها علامة الصحة.
(2) في النسخ الخطية: قد علم الخيابر، ولا يستقيم به الوزن، والمثبت من هامش (س) و (م) .
(3) في (ظ12) و (ص) و (ق) : أناساً.(27/67)
خَيْبَرَ جَعَلَ يَرْجُزُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسُوقُ الرِّكَابَ وَهُوَ يَقُولُ:
تَالَلَّهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
إِنَّ الَّذِينَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ... إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا ... فَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَذَا؟ "، قَالَ (1) : عَامِرٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " غَفَرَ (2) لَكَ رَبُّكَ "، قَالَ: وَمَا اسْتَغْفَرَ لِإِنْسَانٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ، فَقَدِمَ فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ أَوْ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ أَرْمَدَ، فَبَصَقَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنِهِ ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَخَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شَاكِي (3) السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ،
__________
(1) في (ق) ، وهامش (س) : قالوا.
(2) في (س) : قد غفر.
(3) في (ظ12) و (ص) و (س) : شاك.(27/68)
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
[البحر الرجز]
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ ... كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ
أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ،
فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ بِالسَّيْفِ وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عكرمة: هو ابن عمار اليمامي، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجالة الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/71 و14/458-460، ومسلم (1807) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (241) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ترجمة 1317) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1807) ، وأبو عوانة 4/252-264، و264-278، 283-285، وإبراهيم بن محمد بن سفيان في زياداته على مسلم في "الصحيح " بإثر الحديث (1807) ، وابن حبان (6935) ، والطبراني في "الكبير" (6243) ، والحاكم 3/38-39، والبيهقي في "السنن" 9/131 و154، وفي "الدلائل" 4/207-209 من طرق عن عكرمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6269) و (6274) من طرق عن إياس بن سلمة، به.
وقوله: "لأعطين الراية..".
أخرجه البخاري (2975) و (3702) و (4209) ، ومسلم (2407) من طريق يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6303) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/209- 210 من طريق بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن أبيه، عن سلمة نحوه، وعند الطبراني دون: عن أبيه، وبريدة ضعيف.
وانظر حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (778) ، وذكرنا هناك من رواه من الصحابة كذلك.=(27/69)
16539 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْنَا أَنَا وَرَبَاحٌ غُلَامُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجْتُ بِفَرَسٍ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أُبْدِيَهُ مَعَ الْإِبِلِ، فَلَمَّا كَانَ بِغَلَسٍ غَارَ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى إِبِلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَتَلَ رَاعِيَهَا وَخَرَجَ يَطْرُدُهَا هُوَ وَأُنَاسٌ مَعَهُ فِي خَيْلٍ، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، اقْعُدْ عَلَى هَذَا الْفَرَسِ فَأَلْحِقْهُ بِطَلْحَةَ وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ أُغِيرَ عَلَى سَرْحِهِ، قَالَ: وَقُمْتُ عَلَى تَلٍّ
__________
=قال السندي: قوله: بطل مغامر، بالغين المعجمة، أي: يركب غمرات الحرب وشدائدها، ويلقي نفسه فيها.
قوله: وذهب يسفل، كينصر، أي: ذهب عامر يضربه من أسفل.
قوله: نفسه، أي: موته.
قوله: فقدم، من التقديم، أي: قدَم إلى الآخرة، وما أخَّر إلى الدنيا.
قوله: فاستشهد: بيان للتقديم.
قوله: يخطر، بكسر الطاء: يرفعه مرة ويضعه أخرى.
قوله: حيدرة: اسم للأسد، وجاء أن أُمَّ علي سمت علياً أسداً، وكانَ أبو طالب غائباً، فلما قدم سماه علياً، ورأى مرحب في المنام أن أسداً يقتله، فذكَّره عليُّ بذلك ليخيفه.
قوله: كيل السندرة: يريد: أقتل الأعداء قتلاً واسعاً ذريعاً، قالوا: السندرة: مكيال واسع.
(1) في (ق) : أغار، وهي نسخة في (س) ، قال السندي: وهو المشهور، وغار لغة فيه كما يفهم من "النهاية".(27/70)
فَجَعَلْتُ وَجْهِي مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: يَا صَبَاحَاهْ، ثُمَّ اتَّبَعْتُ الْقَوْمَ مَعِي سَيْفِي وَنَبْلِي (1) ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ، وَذَلِكَ حِينَ يَكْثُرُ الشَّجَرُ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ جَلَسْتُ لَهُ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَمَيْتُ، فَلَا يُقْبِلُ عَلَيَّ فَارِسٌ إِلَّا عَقَرْتُ بِهِ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَنَا أَقُولُ:
[البحر الرجز]
أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ،
فَأَلْحَقُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَأَرْمِيهِ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَيَقَعُ سَهْمِي فِي الرَّجُلِ حَتَّى انْتَظَمْتُ كَتِفَهُ فَقُلْتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ، فَإِذَا كُنْتُ فِي الشَّجَرِ أَحْرَقْتُهُمْ بِالنَّبْلِ، فَإِذَا (2) تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَرَدَيْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ، فَمَا زَالَ ذَاكَ شَأْنِي وَشَأْنَهُمْ، أَتْبَعُهُمْ فَأَرْتَجِزُ حَتَّى مَا خَلَقَ اللهُ شَيْئًا مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي، فَاسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ رُمْحًا، وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً يَسْتَخِفُّونَ مِنْهَا، وَلَا يُلْقُونَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ حِجَارَةً، وَجَمَعْتُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا امْتَدَّ الضُّحَى أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ مَدَدًا لَهُمْ وَهُمْ فِي ثَنِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ، ثُمَّ عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَأَنَا فَوْقَهُمْ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: مَا هَذَا الَّذِي
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : نبل، وفي (ق) : نَصْلي.
(2) في (ظ 12) و (ص) : وإذا.(27/71)
أَرَى؟ قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ مَا فَارَقَنَا بِسَحَرٍ حَتَّى الْآنَ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا وَجَعَلَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، قَالَ عُيَيْنَةُ: لَوْلَا أَنَّ هَذَا يَرَى أَنَّ وَرَاءَهُ طَلَبًا لَقَدْ تَرَكَكُمْ، لِيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ، فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمُ الصَّوْتَ قُلْتُ: أَتَعْرِفُونِي؟ قَالُوا: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَطْلُبُنِي مِنْكُمْ رَجُلٌ فَيُدْرِكُنِي وَلَا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتُنِي، قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنْ أَظُنُّ، قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ مَقْعَدِي ذَلِكَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، وَإِذَا أَوَّلُهُمُ الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ، وَعَلَى أَثَرِهِ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى أَثَرِ أَبِي قَتَادَةَ الْمِقْدَادُ الْكِنْدِيُّ، فَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ مُدْبِرِينَ وَأَنْزِلُ (1) مِنَ الْجَبَلِ، فَأَعْرِضُ لِلْأَخْرَمِ فَآخُذُ عِنَانِ (2) فَرَسِهِ فَقُلْتُ: يَا أَخْرَمُ، ائْذَنِ (3) الْقَوْمَ ـ يَعْنِي احْذَرْهُمْ ـ فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَقْطَعُوكَ، فَاتَّئِدْ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، قَالَ: يَا سَلَمَةُ، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عِنَانَ فَرَسِهِ فَيَلْحَقُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَيَعْطِفُ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ، فَعَقَرَ الْأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، فَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
__________
(1) في (ظ 12) : فنزلت.
(2) في (ص) و (ق) و (م) : بعنان.
(3) في هامش (س) : أنذر.(27/72)
عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ فَيَلْحَقُ أَبُو قَتَادَةَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ، فَعَقَرَ بِأَبِي قَتَادَةَ وَقَتَلَهُ أَبُو قَتَادَةَ، وَتَحَوَّلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ، ثُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ أَعْدُو فِي أَثَرِ الْقَوْمِ، حَتَّى مَا أَرَى مِنْ غُبَارِ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، وَيُعْرِضُونَ قَبْلَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ، يُقَالُ لَهُ: ذُو قَرَدٍ، فَأَرَادُوا أَنْ يَشْرَبُوا مِنْهُ، فَأَبْصَرُونِي أَعْدُو وَرَاءَهُمْ، فَعَطَفُوا عَنْهُ وَاشْتَدُّوا فِي الثَّنِيَّةِ - ثَنِيَّةِ ذِي نَثْرٍ (1) -، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَلْحَقُ رَجُلًا فَأَرْمِيهِ، فَقُلْتُ: خُذْهَا
وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا ثُكْلَ أُمِّ أَكْوَعُ بُكْرَةٍ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، أَيْ عَدُوَّ نَفْسِهِ، وَكَانَ الَّذِي رَمَيْتُهُ بُكْرَةً، فَأَتْبَعْتُهُ سَهْمًا آخَرَ فَعَلِقَ بِهِ سَهْمَانِ، وَيَخْلُفُونَ فَرَسَيْنِ، فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّيْتُهُمْ (2) عَنْهُ ذُوْ قَرَدٍ، فَإِذَا بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَمْسِمِائَةٍ، وَإِذَا بِلَالٌ قَدْ نَحَرَ جَزُورًا مِمَّا خَلَّفْتُ، فَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَلِّنِي فَأَنْتَخِبَ مِنْ أَصْحَابِكَ مِائَةً، فَآخُذَ عَلَى الْكُفَّارِ بِالْعَشْوَةً فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ، قَالَ: " أَكُنْتَ فَاعِلًا ذَلِكَ يَا سَلَمَةُ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ،
__________
(1) في (م) : بئر، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ف) ، وقد أهملت في (س) .
(2) في هامش (س) : حلأتهم.(27/73)
فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضُوءِ النَّارِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُمْ يُقْرَوْنَ الْآنَ بِأَرْضِ غَطَفَانَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ: مَرُّوا عَلَى فُلَانٍ الْغَطَفَانِيِّ فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا، قَالَ: فَلَمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ جِلْدَهَا رَأَوْا غَبَرَةً فَتَرَكُوهَا وَخَرَجُوا هَرَابًا فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ "، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالْفَارِسِ جَمِيعًا ثُمَّ أَرْدَفَنِي وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَرِيبًا مِنْ ضَحْوَةٍ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَا يُسْبَقُ جَعَلَ يُنَادِي: هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ؟ أَلَا رَجُلٌ يُسَابِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ؟ فَأَعَادَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْدِفِي، قُلْتُ لَهُ: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا، وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا، قَالَ: لَا، إِلَّا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي خَلِّنِي فَلَأُسَابِقُ الرَّجُلَ، قَالَ: " إِنْ شِئْتَ "، قُلْتُ: أَذْهَبُ إِلَيْكَ، فَطَفَرَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ فَطَفَرْتُ عَنِ النَّاقَةِ، ثُمَّ إِنِّي رَبَطْتُ عَلَيْهَا شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، يَعْنِي اسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي، ثُمَّ إِنِّي عَدَوْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ فَأَصُكَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِيَدَيَّ، قُلْتُ: سَبَقْتُكَ وَاللهِ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَ: فَضَحِكَ وَقَالَ: إِنْ أَظُنُّ، حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عكرمة بن عمار: وهو اليمامي من رجال مسلم، وهذه الرواية مم انتقاها له، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجها البيهقي في "الدلائل" 4/182-186 من طريق الإمام أحمد، بهذا=(27/74)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/498، وابن أبي شيبة 14/533-538، ومسلم (1807) مطولاً، وأبو داود (2752) مختصراً، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1867) مختصراً كذلك، وابن حبان (7173) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/182-186 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1807) ، والطبري في "تاريخه" 2/596- 600، والبيهقي في "الدلائل" 4/186 من طريق أبي عامر العقدي، وإبراهيم بن محمد بن سفيان في زوائده على "صحيح مسلم" بإثر الحديث رقم (1807) [3/1441] من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن عكرمة بن عمار، به.
وأخرجه مختصراً ابن سعد 4/306، وابن حبان (7175) ، والطبراني في "الكبير" (3270) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن عكرمة، به.
وقد سلف نحوه برقم (16513/2) ، وانظر (16495) .
قال السندي: قوله: أن أبديه، بالموحدة، وتشديد الدال، أي: أخرجه إلى البادية.
قوله: على سرحه، بفتح فسكون، أي: ماشيته.
قوله: فلا يقبل: من الإقبالِ.
قوله: حتى انتظمت، أي: السهم، كتفه- بالنصب- يقال: طعنه فانتظمه، أي: اختلَّه.
قوله: فردَّيتهم، بتشديد الدال، أي: رميتهم.
قوله: خلفته، ضبط بتشديد اللام.
قوله: حجارة، أي: علامة على أنه استنقذه منه.
قوله: البَرْح، بفتح فسكون: أي: الشدة.
قوله: بسَحَرٍ، بفتحتين، أي: بآخر الليل.
قوله: طلباً، بفتحتين، جمع طالب كخدم وتَبَعٍ، جمع خادم وتابع.
قوله: يتخللون الشجرة: أي يدخلون في خلالها، أي: بينها. =(27/75)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوله: فعقر الأخرم بعبد الرحمن: أي فرسه كما في مسلم.
قوله: يقال له ذو قرد، هو بفتح القاف والراء وبالدال المهملة: وهو ماء على يوم من المدينة مما يلي بلاد غطفان.
قوله: يا ثكل أم: الثكل، بضم فسكون، أو بفتحتين: فقدان الولد. وأم، بكسر الميم لحذف الياء، وأصله أمي كما في بعض النسخ. قلنا: جاء "أمي" في (ص) وهامش (س) .
قوله: أكوع بكرة، بالإضافة، وفتح بكرة لعدم انصرافه: أي أنت أكوع بكرة، أي أنت الذي كنت بكرة هذا النهار، وبكرة إذا أريد به المعين يكون غير منصرف.
قوله: الذي حليتهم عنه: هو بحاء مهملة ولام مشددة غير مهموز: أي طردتهم عنه.
قوله: بالعشوة، بفتح فسكون: هو ما بين أول الليل إلى ربعه، يقال: أخذت عليهم بالعشوة: أي بالسَواد من الليل.
قوله: هُرَّاباً، بضم فتشديد راء: جمع هارب، كالحكام جمع حاكم.
قوله: أما تكرم كريماً، أي: كيف تطلق في الكلام من غير استثناء الكريم والشريف.
قوله: فلأسابق الرجل، الفاء زائدة، أي خلني لأسابق.
قوله: اذهب: أمر من الذهاب.
قوله: إليك، أي: متوجهاً إلى جهتك.
قوله: فطفر: وثب للنزول.
قوله: ربطت، أي: حبست.
قوله: عليها، أي: عن المسابقة.
قوله: شرفاً: هو ما ارتفع من الأرض، أي قدراً من الأرض.
قوله: استبقيت نَفَسي، بفتح الفاء، أي: لئلا يقطعني البُهْر.
قوله: فأصك: أي أضرب. =(27/76)
16540 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ أَبُو يَحْيَى قَاضِي الْيَمَامَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَالْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (1)
16541 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَلَّ عَلَيْنَا السَّيْفَ فَلَيْسَ مِنَّا " (2)
16542 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ، أَنَّهُ كَانَ " يَتَحَرَّى مَوْضِعَ الْمُصْحَفِ، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ
__________
=قوله: أبغني من الإبغاء، أي: أعطني. وقال الحافظ في "الفتح" 6/ 164: والرضع، بتشديد المعجمة بصيغة الجمع، والمراد بهم اللئام: أي اليوم يوم هلاك اللئام.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة، وهو مكرر (16521) إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو النضر هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/420، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/83 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح، أيوب بن عتبة: وهو اليمامي- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6251) من طريقين عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16500) .(27/77)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى ذَلِكَ الْمَكَانَ "، وَكَانَ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقِبْلَةِ مَمَرُّ شَاةٍ (1)
16543 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ "، فَذَكَرَ: الْحُدَيْبِيَةَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، وَيَوْمَ الْقَرَدِ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ يَزِيدُ: وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُنَّ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن أبي عبيد الأسلمي.
وأخرجه ابن سعد 4/307، ومسلم (509) (263) ، والطبراني في "الكبير" (6299) من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.
وقوله: وكان بين المنبر والقبلة ممر شاة.
أخرجه البخاري (497) ، وأبو عوانة 2/56 من طريق مكي بن إبراهيم، وأبو داود (1082) ، وأبو عوانة 2/56، والبيهقي في "السنن" 2/272 من طريق أبي عاصم، كلاهما عن يزيد بن أبي عبيد، به.
وقد سلف نحوه برقم (16516) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/305، والبخاري (4273) من طريق حماد ابن مسعدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6283) من طريق نصر بن علي، عن حماد ابن مسعدة، به، إلا أنه زاد فيه: أُحداَ. قال الحافظ في "الفتح" 7/518: فيه نظر لأنهم لم يذكروا سلمة فيمن شهد أُحداً.
وأخرجه ابن سعد 4/305، وأبو عوانة 4/367-368، وابن حبان (7174) ، والطبراني في "الكبير" (6282) ، والحاكم 3/218، والبيهقي في "السنن" 9/40-41 من طريق أبي عاصم النبيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به،=(27/78)
16544 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: جَاءَنِي عَمِّي عَامِرٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي سِلَاحَكَ، قَالَ: فَأَعْطَيْتُهُ، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْغِنِي سِلَاحَكَ، قَالَ: " أَيْنَ سِلَاحُكَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: أَعْطَيْتُهُ عَمِّي
__________
= بلفظ: غزوت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة تسع غزوات، أمَره رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علينا.
وأخرجه البخاري (4272) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/457 من طريق أبي عاصم، عن يزيد، به، ولفظه: غزوت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع غزوات، وغزوت مع ابن حارثة، استعمله علينا.
قلنا: لعله عدَ غزوة وادي القرى التي وقعت عقب خيبر، وعدَ أيضاً عمرة القضاء غزوة، فكمل بها التسعة، فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 7/518، وقال في إبهام ابن حارثة: لعل البخاري أبهمه عمداً مخالفة بقية روايات الباب في تعيين أسامة.
وأخرجه مسلم (1815) ، والبيهقي في "السنن" 9/40، وفي "الدلائل" 5/457-458 من طريق قتيبة بن سعيد عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد، به، ولفظه: غزوت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات، وخرجتُ فيما يبعث من البعوث سبع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة بن زيد.
وأخرجه البخاري (4270) من طريق قتيبة بن سعيد، ومسلم (1815) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/458 من طريق محمد بن عباد المكي، وأبو عوانة 4/368 من طريق يحيى بن غيلان، ثلاثتهم عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد، به، ولفظه عند مسلم: غزوت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة بن زيد.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم برقم (4271) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن يزيد، به، باللفظ السالف. وقد وصله الحافظ في "التغليق" 4/141 من طريق إسماعيل بن عبد الله، عن عمر بن حفص، به.(27/79)
عَامِرًا، قَالَ: " مَا أَجِدُ شَبَهَكَ إِلَّا الَّذِي قَالَ: هَبْ لِي أَخًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي "، قَالَ: فَأَعْطَانِي قَوْسَهُ وَمَجَانَّهُ وَثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ مِنْ كِنَانَتِهِ (1)
16545 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ، " أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَدْوِ فَأَذِنَ لَهُ " (2)
16546 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: (3) حَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُمُعَةَ ثُمَّ نَرْجِعُ وَمَا لِلْحِيطَانِ فَيْءٌ يُسْتَظَلُّ بِهِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6300) من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه مطولاً برقم (16518) .
قال السندي: قوله: ومَجانَّه، بتشديد النون، جمع مِجَن وهو الترس، وكأنه جمع أطلق على ما فوق الواحد، وذلك لأنه أعطاه ترساً أولاً فأعطاه لعامر، فأعطاه ثانياً أيضاً، فعبر عنهما بالمجان، والله تعالى أعام.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16508) سنداً ومتناً.
(3) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : قالا.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16496) إلا أنَّ شيخي الإمام أحمد هنا هما أبو سلمة الخزاعي: وهو منصور بن سلمة، وأبو أحمد الزبيري: وهو محمد بن عبد الله بن الزبير.(27/80)
16547 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَيُونُسُ، وَهَذَا حَدِيثُ إِسْحَاقَ قَالَ (1) : حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: يُونُسُ ابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ ـ وَكَانَ إِذَا نَزَلَ يَنْزِلُ (2) عَلَى أَبِي ـ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَكُونُ فِي الصَّيْدِ وَلَيْسَ عَلَيَّ إِلَّا قَمِيصٌ، أَفَأُصَلِّي فِيهِ؟ قَالَ: " زُرَّهُ وَلَوْ لَمْ تَجِدْ إِلَّا شَوْكَةً " (3)
16548 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِحُ دُعَاءً إِلَّا اسْتَفْتَحَهُ بِسُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى الْعَلِيِّ الْوَهَّابِ "
وَقَالَ سَلَمَةُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ بَايَعَهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَمَعَهُ قَوْمٌ فَقَالَ: " بَايِعْ يَا سَلَمَةُ "، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: " وَأَيْضًا "، فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ (4)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : قالا.
(2) في (ظ12) و (ص) : نزل.
(3) إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16520) .
(4) إسناده ضعيف لضعف عمر بن راشد اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وقوله: ما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستفتح دعاءً إلا استفتحه بسبحان ربي الأعلى العلي الوهاب.
أخرجه الحاكم 1/498 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد، وصححه=(27/81)
16549 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، أَلَا تُبَايِعُ؟ "، قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَأَيْضًا "، قَالَ: فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ، قَالَ يَزِيدُ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ (1)
16550 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/266، وعبد بن حميد في "المنتخب" (387) ، والطبراني في "الكبير" (6253) ، وفي "الدعاء" (88) ، والحاكم 1/498، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص15-16 من طرق عن عمر بن راشد، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/156، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه عمر بن راشد اليمامي، وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وقوله: بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن بايعه تحت الشجرة ...
سلف نحوه ضمن حديث طويل بإسناد صحيح برقم (16518) وانظر (16509) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2960) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/138 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16509) .
(2) في (م) : سلمة بن الأكوع.(27/82)
إِذَا تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ " (1)
16551 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ - وَقَالَ غَيْرُ يُونُسَ , ابْنُ رَزِينٍ أَنَّهُ نَزَلَ الرَّبَذَةَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ (2) يُرِيدُونَ الْحَجَّ، قِيلَ لَهُمْ: هَاهُنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ فَقَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي هَذِهِ "، وَأَخْرَجَ لَنَا كَفَّهُ كَفًّا ضَخْمَةً، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَبَّلْنَا كَفَّيْهِ جَمِيعًا (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم.
وأخرجه البخاري (561) ، وأبو عوانة 1/361، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/154، والبيهقي في "السنن" 1/446، والبغوي في "شرح السنة" (372) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف بنحوه برقم (16532) .
(2) في (م) : هو وأصحابه.
(3) إسناده محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن رزين- وهو الغافقي- لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: مجهول، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق، وعطاف: هو ابن خالد المخزومي مختلف فيه، وهو حسن الحديث يونس: هو ابن محمد
ابن مسلم المؤدب.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (973) ، والطبراني في "الأوسط" (661) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/92 من طريقين عن عطاف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/42، وقال في الصحيح منه البيعة، ورواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد، وقد سلف حديث البيعة برقم (16509) و (16518) .(27/83)
16552 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مُتْعَةِ النِّسَاءِ عَامَ أَوْطَاسٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ نَهَى عَنْهَا " (1)
16553 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ سَلَمَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلَقِيَهُ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحَصِيبِ فَقَالَ: ارْتَدَدْتَ (2) عَنْ هِجْرَتِكَ يَا سَلَمَةُ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ، إِنِّي فِي إِذْنٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ابْدُوا يَا أَسْلَمُ، فَتَنَسَّمُوا الرِّيَاحَ، وَاسْكُنُوا (3) الشِّعَابَ "، فَقَالُوا: إِنَّا نَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَضُرَّنَا ذَلِكَ فِي هِجْرَتِنَا، قَالَ: " أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس بن محمد: هو ابن مسلم المؤدب البغدادي، وأبو عُمَيْس: هو عتبة بن عبد الله المسعودي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/292، ومسلم (1405) (18) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/26، وابن حبان (4151) ، والدارقطني في "السنن" 3/258، والبيهقي في "السنن" 7/204، وفي "الدلائل " 5/89 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وقال ابن حبان: عام أوطاس وعام الفتح
وأحد. وقال البيهقي: فأوطاس وإن كانت بعد الفتح، فكانت في عام الفتح بعده بيسير، فما نهى عنه لا فرق بين أن ينسب إلى عام أحدهما أو إلى الآخر.
وقد سلف نحوه برقم (16504) .
(2) في (ظ 12) : ارتدَّت.
(3) في (ظ 12) و (ص) ، وهامش (ص) : اسكنوا.(27/84)
حَيْثُ كُنْتُمْ " (1)
16554 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ،
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن إياس بن سلمة، لم نقع له على ترجمة، ولم يترجمه الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، مع أنه على شرطهما، وقد توبع بأخيه محمد بن إياس إلا أنه مجهول الحال، فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 1/21، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، 7/205 ولم يذكرا في الرواة عنه سوى عبد الرحمن بن حرملة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/21، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2372) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1732) ، والطبراني في "الكبير" (6265) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن محمد بن إياس، عن أبيه، بهذا الإسناد. إلا أن عند الطبراني: عن يحيى بن أيوب وسليمان بن بلال أو عن أحدهما.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1733) من طريق أبي معشر البراء، عن ابن حرملة، عن محمد بن إياس، عن أبيه، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/253-254 وقال: لسلمة في الصحيح بغير هذا السياق، رواه أحمد والطبراني وفيه سعيد بن إياس، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات قلنا: أخرجه الطبراني من طريق محمد بن إياس، عن أبيه، كما سلف.
وأورده الحافظ في "الفتح" 13/41 وحَسَّن إسناده.
وانظر حديث جابر السالف (14892) وذكرنا هناك شواهده.
واستئّذان سلمة بن الأكوع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البدو سلف بإسنادٍ صحيح برقم (16508) ، وانظر سياق البخاري في "صحيحه" برقم (7087) .(27/85)
قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ بُكَيْرِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " أَنْتُمْ أَهْلُ بَدْوِنَا وَنَحْنُ أَهْلُ حَضَرِكُمْ " (2)
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : بكر بن عبد الله، والمثبت من "أطراف المسند" 2/498.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي المصري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد مولى سلمة: هو يزيد بن أبي عبيد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/354، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث عائشة بإسنادِ حسن سيرد 6/133.(27/86)
حَدِيثُ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ
16555 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ، أَنَّهَا رَمَقَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِالْأَبْطَحِ تُجَاهَ الْبَيْتِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، قَالَ: فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، خَطَئِي وَجَهْلِي " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو السليل: وهو ضُرَيب بن نقير، ويقال: ابن نفير، ويقال: ابن نفيل، لم يسمع من أحد الصحابة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/177، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا السليل ضُرَيْب بن نفير لم يسمع من أحد من الصحابة فيما قيل.
وسيأتي 5/270.
وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (6398) ، وانظر حديث عثمان بن أبي العاص السالف برقم (16269) .
قال السندي: قوله: أنها رمقت، من رمق- كنصر- أي لاحظت، ونظرت إليه.(27/87)
حَدِيثُ عَجُوزٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
16556 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ -أَدْرَكْتُ - (1) الْأَنْصَارِيّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ عَجُوزًا لَنَا كَانَتْ فِيمَنْ بَايَعْنَ (2) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَتَيْنَاهُ يَوْمًا فَأَخَذَ عَلَيْنَا: " أَنْ لَا تَنُحْنَ (3) "، قَالَتِ الْعَجُوزُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نَاسًا قَدْ كَانُوا أَسْعَدُونِي عَلَى مُصِيبَةٍ أَصَابَتْنِي، وَإِنَّهُمْ أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُسْعِدَهُمْ، ثُمَّ إِنَّهَا أَتَتْهُ فَبَايَعَتْهُ، وَقَالَتْ: هُوَ الْمَعْرُوفُ الَّذِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} (4) [الممتحنة: 12]
__________
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) ، ونسخة السندي، وقال: والظاهر أن "أدركت" في قوله: أدركت الأنصاري زيادة من الكاتب، وأصل اللفظ: حدثنا مصعب الأنصاري قال: أدركتُ عجوزاً. ويحتمل أن يكون بتقديرِ قال: أدركتُ الأنصاريَّ، قال: أدركت عجوزاً، فهو يروي عن أنصاري آخر يروي عن عجوز، ويؤيد الأولَ ما في "الفهرست" أن مصعب بن نوح يروي عن عجوز أنصارية، ومثله في "التعجيل"، قال: مصعب بن نوح الأنصاري، قال: أدركت عجوزاً لنا، قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات". قلت (القائل السندي) : لكنه ذكره في الطبقة الثالثة، فقال: يروي المقاطيع، فكأنه عنده لم يسمع من الصحابية المذكورة، انتهى. وأيضاً على المعنى الثاني ينبغي أن يقول: أدركت أنصارياً، بالتنكير، إلا أن يقال: كان مُعَيَّناً بينه وبين عمر بن فروخ، فلذلك عَرَّف.
(2) في (ظ12) ، و (ص) ، وهامش (س) : بايعت.
(3) في (س) و (ق) و (م) : ننحن، والمثبت من (ظ 12) و (ص) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال مصعب: وهو ابن=(27/88)
حَدِيثُ: السَّائِبُ بْنُ خَلَّادٍ أَبُو سَهْلَةَ (1) (2)
16557/1 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ (3) بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ،
__________
= نوح الأنصاري، فقد ترجم له الحافظ في "التعجيل" 2/264-265، ونقل عن أبي حاتم قوله: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/479، وقال: يروي المقاطيع. قال الحافظ: فكأنه عنده لم يسمع من الصحابية المذكورة. قلنا: فعلى هذا يُعَلُّ بالانقطاع كذلك. والعجوز هي أم عطية كما سيأتي مصرحاً بها في مسندها 6/408، وبقية رجاله ثقات. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وعمر بن فروخ: هو العَبْدي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/79 من طريق أبي نعيم، عن عمر بن فروخ، بهذا الإسناد.
وحديث أم عطية عند البخاري (4892) ، ومسلم (936) (33) ، وسيرد 6/408.
قال السندي: قوله: "أن لا تنحن": نهيٌّ بصيغة جمع الإناث من النوح.
قوله: أسعدوني: أي وافقوني وأعانوني في النوح، فلا بُدَّ من إسقاط حقهم، فأخذت البيعة على ترك النوح عن ذلك.
وانظر "الفتح" 8/638-639.
(1) قال السندي: السائب بن خلاد أبو سهلة هو أنصاري خزرجي، قال أبو عبيد: شهد بدراً، وولي اليمن لمعاوية، مات سنة إحدى وسبعين فيما قال الواقدي.
(2) في (م) : أبي سهلة.
(3) عبد الملك بن أبي بكر، سقط من النسخ الخطية و (م) ، وهو من أوهام النساخ، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/417-418، وقد تكرر هذا الإسناد برقم (16569) وجاء فيه على الصواب كذلك.(27/89)
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ ". وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: " أَتَانِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاد بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري. وعبد الملك بن أبي بكر بن الحارث: هو المخزومي.
وأخرجه الحميدي (853) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/150، والترمذي (829) ، والنسائي في "المجتبى" 5/162، وابن ماجه (2922) ، والدارمي 2/34، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2153) ، وابن الجارود في "المنتقى" (434) ، وابن خزيمة (2625) و (2627) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5781) و (5783) ، وابن حبان (3802) ، والطبراني
في "الكبير" (5173) و (6627) و (6628) ، والدارقطني في "السنن " 2/238، والحاكم 1/450، والبيهقي في "السنن" 5/42 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث خلاد عن أبيه حسن صحيح.
وقد روى نحوه أسامة بن زيد، قال: حدثني عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال، فإنه من شعار الحج" وقد سلف برقم (8314) .
وخالفه سفيان الثوري وغيره، فرووه عن عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب ابن عبد الله بن حنطب، عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد الجهني، به مرفوعاً، فجعلوه من حديث زيد بن خالد، وسيأتي 5/192.
وقد رجح الحافظ في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 255 رواية سفيان هذه، وقال: وهو الصواب. =(27/90)
16557/2 - حَدَّثَنَا (1) أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ أَبُو ضَمْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
__________
= قلنا: ولا يصح في رواية أسامة بن زيد تصريح المطلب بن عبد الله بسماعه من أبي هريرة، إذ لا يعرف للمطلب سماع منه فيما ذكر البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/17، وتصحيح الحافظ رواية سفيان يعكر عليه إعلال الترمذي لها، فقد قال الترمذي عقب الرواية رقم (829) : وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد الجهني، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصح، والصحيح هو عن خلاد بن السائب، عن أبيه. ونقل عن البخاري مثله في "العلل الكبير" 1/377، ولا يُرَدُ قول الإمامين البخاري والترمذي بما قاله ابن حبان في "صحيحه" عقب الرواية رقم (3803) من أن الطريقين محفوظان!
وقد سبق أن ذكرنا في رواية أبي هريرة السالفة برقم (8314) من أن متن الحديث صحيح من حديث زيد بن خالد الجهني، صوابه من حديث السائب ابن خلاد، فليصحح.
وسيأتي برقم (16567) و (16568) ، وسيكرر برقم (16569) سنداً ومتناً، وانظر (16566) .
قال السندي: قوله "مُرْ أصحابك": أي وجوباً، فإن تبليغ الشرائع واجب عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: "فليرفعوا": أمر ندب عند الجمهور، وأمر وجوب عند الظاهرية، وفي هذا الرفع إظهار لشعائر الإحرام، وتعليم للجاهل ما يستحب له في ذلك المقام.
قوله: "بالإهلال": أريد به التلبية على التجريد، وأصله رفع الصوت بالتلبية.
(1) لفظ: حدثنا، سقط من النسخ الخطية و (م) ، والمثبت من "أطراف المسند" 2/419.(27/91)
عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظُلْمًا أَخَافَهُ اللهُ وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا " (1)
16558 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ زَرَعَ زَرْعًا فَأَكَلَ مِنْهُ
__________
(1) إسناده صحيح على قلب في اسم أحد رواته.
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، وسيأتي على الصواب في الرواية رقم (16565) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6635) من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد إلا أنه سقط من المطبوع اسم عبد الرحمن بن أبي صعصعة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2152) ، والطبراني في "الكبير" (6633) من طريقين عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، به، وقد وقع اسمه مقلوباً عند الطبراني.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/123، والطبراني في "الكبير" (6632) و (6636) من طريقين عن عطاء بن يسار، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6637) من طريق خلاد بن السائب، عن أبيه السائب، به.
وسيأتي برقم (16559) و (16562) و (16565) .(27/92)
الطَّيْرُ أَوِ الْعَافِيَةُ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4134) عن طريق سَلْم بن جنادة، عن وكيع، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن خلاد بن السائب. قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره. فجعله من حديث خلاد بن السائب، وسَلْم ثقة إلا أنه ربما خالف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4133) من طريق محبوب بن محرز، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن كعب القرظي، عن خلاد بن السائب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به، ومحبوب بن محرز لين الحديث.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2154) ، والطبراني في "الكبير" (6639) من طريق عبد الله بن موسى التيمي، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن كعب القرظي، عن السائب بن سويد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به. وعبد الله ابن موسى التيمي ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/67، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن.
قلنا: وحَسَّن إسناده الحافظ في "الإصابة" في ترجمة خلاد بن السائب.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (6012) ، ومسلم (1553) ، وقد سلف 3/192.
وآخر من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (1552) ، وقد سلف 3/391.
وثالث من حديث أبي أيوب الأنصاري، سيرد 5/415.
ورابع من حديث أم مبشر، سيرد 6/362.
وخامس من حديث أم الدرداء، سيرد 6/444.
قال السندي: قوله: "أو العافية": أي كل طالب للرزق، فهو تعميم بعد التخصيص.(27/93)
16559 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَخَافَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا " (1)
16560 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وغير صحابيه فمن رجال أصحاب السنن. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6631) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4265) ، والدولابي في "الكنى" 1/72 من طريق يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، به.
وقد جاء حماد في "تحفة الأشراف" 3/255 غير منسوب، فزاد محققه بين قوسين: ابن سلمة، وقد أخطأ في ذلك: لأن يحيى إنما يروي عن حماد بن زيد كما في "تهذيب الكمال" وقد جاء مصرحاً به عند الدولابي.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 3/185-186 عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم، عن عطاء بن يسار، عن خلاد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال حماد بن سلمة: السائب بن خلاد.
وقال الليث، عن هشام بن عروة، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن يسار، عن ابن الصامت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أخاف أهل المدينة".
قلنا: حديث عبادة بن الصامت وصله الطبراني في "الأوسط" (3613) من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، بالإسناد المذكور. وقد أعله أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/267- 268، 2/363-364، فانظره.(27/94)
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ إِلَّا كَتَبَ لَهُ (1) بِهَا حَسَنَةً أَوَ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً " (2)
16561 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ الْجُذَامِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَيْوَانَ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّ رَجُلًا أَمَّ قَوْمًا فَبَسَقَ فِي الْقِبْلَةِ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ: " لَا يُصَلِّ لَكُمْ "، فَأَرَادَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُصَلِّيَ لَهُمْ فَمَنَعُوهُ وَأَخْبَرُوهُ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " نَعَمْ "،
__________
(1) في (ق) و (م) : إلا كتب الله له بها ...
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين: وهو ابن سعد المهري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن غيلان، فمن رجال مسلم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/301، وقال: رواه أحمد، وفيه رشدين، وفيه كلام.
وله شاهد من حديث عائشة عند البخاري (5640) ، ومسلم (2572) ، وسيرد 6/88 ولفظه عند مسلم: "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة".
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد برقم (11007) .
وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.(27/95)
وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: " آذَيْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
16562 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
__________
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، صالح بن خيوان- ويقال: ابن حيوان، تفرد بالرواية عنه بكر بن سوادة الجذامي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، وقال عبد الحق الإشبيلي: لا يحتج به، قال الحافظ في "التهذيب": وعاب ذلك عليه ابن القطان، وصحح حديثه.
قلنا: وسيأتي تصحيح ابن القطان له في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (481) ، وابن حبان (1636) ، والمزي في "تهذيب الكمال " 13/39 من طريقين عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وقد صحح ابن القطان في "الوهم والإيهام" (2470) هذا الحديث مستشهداً له بحديث رواه بقي بن مخلد، عن هارون بن سعيد الأيلي، عن عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن- وهو الحُبُلي- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً يصلي بالناس صلاة الظهر، فتفل في القبلة، وهو يصلي، فلما كان صلاة العصر أرسل إلى آخر، فأشفق الرجل الأول، فجاء إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، أنزل فيَّ؟ فال: "لا، ولكنك تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس، فآذيت الله ورسوله".
قلنا: وحيي بن عبد الله المعافري قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في موضع آخر: ليس ممن يعتمد عليه (الكبرى) (1958) . وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة. قلنا: وبهذا الشاهد يحسن
الحديث لغيره.
قال السندي: "لا يصل لكم" فيه أن الأقرأ يقدم إذا كان يراعي آداب الشرع، وإلا فمن لا يراعي ذلك لا يستحق التقدم.(27/96)
سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَخَافَ الْمَدِينَةَ أَخَافَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا " (1)
16563 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا جَعَلَ بَاطِنَ كَفَّيْهِ إِلَى وَجْهِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وقد سلف برقم (16557) .
(2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وقد اختلف عليه فيه إسناداَ ومتناَ، وخلاد بن السائب، مختلف في صحبته، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم.
يحيى بن إسحاق: هو السَيْلحيني، وحَبَان بن واسع: هو المازني.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2590) من طريق ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن حفص بن هاشم بن عتبة، عن خلاد بن السائب، عن أبيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا دعا جعل راحتيه إلى وجهه. وحفص مجهول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6625) من طريق عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، عن حفص بن هاشم، عن خلاد بن السائب =(27/97)
16564 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَأَلَ جَعَلَ بَاطِنَ كَفَّيْهِ إِلَيْهِ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ جَعَلَ ظَاهِرَهُمَا إِلَيْهِ " (1)
16565 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ السَّائِبَ بْنَ خَلَّادٍ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظَالِمًا أَخَافَهُ اللهُ وَكَانَتْ
__________
= عن أبيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا دعا رفع راحتيه إلى وجهه.
وأخرجه أبو داود (1492) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن حفص ابن هاشم بن عتبة، عن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه.
وسيأتي برقم (16564) عن يحيى بن إسحاق السَيْلحيني، عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن خلاد بن السائب الأنصاري أنَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه.
قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة حفص بن هاشم: أظن الغلط فيه من ابن لهيعة، لأن يحيى بن إسحاق السَيْلحيني من قدماء أصحابه، وقد حفظ عنه حبان بن واسع، وأما حفص بن. هاشم، فليس له ذكر في شيء من كتب التواريخ، ولا ذكر أحدٌ أن لابن عتبة ابناً يسمى حفصاً.
وقد ذكر الاختلاف فيه على ابن لهيعة الحافظ في "الإصابة" كذلك في ترجمة يزيد بن سعيد بن ثمامة والد السائب بن يزيد.
وانظر حديث أنس بن مالك السالف 3/123.
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الذي قبله.(27/98)
عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ " (1)
16566 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، " أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كُنْ عَجَّاجًا ثَجَّاجًا " (2) ، وَالْعَجُّ: التَّلْبِيَةُ، وَالثَّجُّ: نَحْرُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد"، وأصحاب السنن، وهو ثقة، وصحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن. إسماعيل بن جعفر: هو المدني، يزيد: هو ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4266) ، والطبراني في "الكبير" (6634) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/372 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد وقع اسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة مقلوباً عند الطبراني.
وقد سلف برقم (16557/2) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. محمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، والمطلب بن عبد الله بن حنطب لا يعرف له سماع عن أحدٍ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما ذكر البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عقب الرواية رقم (5786) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6638) من طريق يحيى بن واضح، عن محمد بن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/224، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن إسحاق، وهو ثقة، ولكنه مدلس. =(27/99)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وانظر (16557/1) .
وقد روى الترمذي (827) ، وابن ماجه (2924) ، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (25) ، والبزار في "مسنده" (71) ، وابن خزيمة (2631) ، والدارقطني في "العلل" 1/279، وأبو يعلى (117) ، والحاكم 1/451، والبيهقي 5/42، من طرق عن ابن أبي فُدَيْك، عن الضَّحَّاك بن عثمان، عن محمد بن المُنكدِر، عن عبد الرحمن بن يَرْبُوع، عن أبي بكر الصديق أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل: أيُّ الحج أفضل؟ قال: "العج والثج".
وقال الترمذي: حديث أبي بكر حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان. ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع وقد روى محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، غير هذا الحديث.
وبنحو حديث أبي بكر روي عن ابن عمرو جابر وابن مسعود.
فأما حديث ابن عمر، فأخرجه الترمذي (2998) ، وابن ماجه (2896) ، والدارقطني 2/217، والبيهقي 5/58 من طريق إبراهيم بن يزيدا الخوزي، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر، يحدث عن ابن عمر قال: قام رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: من الحاج؟ قال: "الشعث التفل". فقام آخر، فقال: أي الحج أفضل يا رسول الله؟ قال: "العج والثج"، فقام آخر، فقال: ما السبيل يا
رسول الله؟ قال: "الزاد والراحلة" قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي، وقد تكلم فيه من قبل حفظه.
وأما حديث جابر فقد أورده الزيلعي في "نصب الراية" 3/35، وقال: رواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب "الترغيب والترهيب" من حديث: إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً نحوه- يعني نحو حديث ابن مسعود الآتي- وإسحاق هذا متفق على تضعيفه أيضاً، فلا يحتج بحديث ابن عياش عن الحجازيين، وإسحاق مدني. والله أعلم.
وأما حديث ابن مسعود فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في=(27/100)
الْبُدْنِ
16567 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ. وحَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي، أَوْ مَنْ مَعِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ، أَوْ بِالْإِهْلَالِ " "، يُرِيدُ أَحَدَهُمَا (1)
16568 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ
__________
= "نصب الراية" 3/35، وأبو يعلى (5086) من طريق أبي أسامة، عن أبي حنيفة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أفضل الحج العج والثج"، فأما العج فالتلبية، وأما الثج فنحر البدن، ورجاله ثقات.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاد بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. روح: هو ابن عبادة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/334، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/306 (بترتيب السندي) ، والدارمي 2/34، وأبو داود (1814) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5782) ، والطبراني في "الكبير" (6626) ، والبيهقي في "السنن" 5/41-42، والبغوي في "شرح السنة" (1867) .
وقد سلف برقم (16557/1) .
وهذا للشك هو في اللفظ بين التلبية أو الإهلال، ولا يضر؛ لأن الإهلال هو رفع الصوت بالتلبية.(27/101)
خَلَّادُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادِ (1) بْنِ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْمُرَ أَصْحَابَكَ أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ، وَالْإِهْلَالِ "، وَقَالَ رَوْحٌ: " بِالتَّلْبِيَةِ أَوْ بِالْإِهْلَالِ " (2) ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَيُّنَا وَهِلَ أَنَا أَوْ عَبْدُ اللهِ، أَوْ خَلَّادٌ فِي الْإِهْلَالِ، أَوِ التَّلْبِيَةِ (3)
16569 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ: مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ " (4)
__________
(1) قوله: بن خلاد، ساقط من (م) .
(2) في (م) : بالإهلال.
(3) إسناده صحيح، ابن جريح- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالكتابة إليه في هذا الإسناد، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاد بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6629) من طريق سعيد بن سالم وهو القداح، عن ابن جريح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16557/1) .
(4) إسناده صحيح، وهو مكرر (1/16557) سنداً ومتناً.(27/102)
حَدِيثُ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيِّ (1)
16570 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ (2) قَالَ: " لَعَنَ اللهُ لِحْيَانًا (3) وَرِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا "، ثُمَّ وَقَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَرَأَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أَنَا لَسْتُ قُلْتُهُ (4) ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَهُ " (5)
__________
(1) قال السندي: أما خفاف، فبضم أوله وتخفيف الفاءين، وأما إيماء، فبكسر الهمزة وسكون التحتانية والمد، وأما رحضة، فبفتح الراء والمهملة ثم المعجمة: كان إمام بني غفار وخطيبهم، شهد الحديبية، جاء أنه مات في زمن عمر.
(2) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (س) : الأخيرة.
(3) قال السندي: هكذا بالتنوين بتأويل الحي، أو للمجانسة ورعلاً.
(4) في (م) : إني أنا لست.
(5) حديث صحيح، محمد بن إسحاق- وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم غير يزيد بن هارون، فهو من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/317 و12/197، والطبري في "تهذيب الآثار" (565) (مسند ابن عباس) ، والطبراني في "الكبير" (4173) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =(27/103)
16571 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ خُفَافٍ، عَنْ أَبِيهِ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: رَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، اللهُمَّ الْعَنْ بَنِي لَحْيَانَ، اللهُمَّ الْعَنْ رِعْلًا وَذَكْوَانَ " (1) ، ثُمَّ كَبَّرَ وَوَقَعَ سَاجِدًا، قَالَ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4173) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه مختصراً مسلم (2517) (186) و (679) (307) ، وأبو عوانة 2/282، والطبراني في "الكبير" (4172) ، والحاكم 3/592، والبيهقي في "السنن" 2/200 و2/245 من طريق ليث بن سَعْد، عن عمران بن أبي أنس، به.
وأخرجه مختصراً كذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 3/215، ومسلم (679) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (995) ، وأبو عوانة 2/282، والطبراني في "الكبير" (4169) و (4170) و (4171) من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن حنظلة بن علي، به.
وقوله: فلما انصرف قرأ على الناس ... لم يذكر في هذه الرواية ما قرأه عليهم.
وله شاهد من حديث أنس عند البخاري (4091) بيَّن فيه ما قرأه، وفيه قال أنس: إنا قرأنا بهم قرآناً "بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا". قال أنس ثم رفع بعد ذلك. وقد سلف برقم (12064) .
وسيأتي برقم (16571) .
وقوله: "لعن الله لحياناً ورعلاً وذكواناً، وعصية عصت الله ورسوله، أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها"، سلف من حديث ابن عمر برقم (6092) ، وذكرنا هناك شواهده، ومختصراً برقم (4702) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في (س) و (ق) و (م) : ذكواناً، والمثبت من (ظ 12) و (ص) ، وهامش (س) .(27/104)
خُفَافٌ: فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الْكَفَرَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ (1)
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق- وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد توبع، وخالد بن عبد الله بن حرملة: هو المُدْلجي، والحارث بن خفاف، روى لهما مسلم هذا الحديث متابعة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/267 و3/214-215، ومسلم (679) (308) ، وأبو يعلى (909) ، وأبو عوانة 2/282، والطبراني في "الكبير" (4174) ، والبيهقي في "السنن" 2/208، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/227 من طريق إسماعيل بن جعفر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (993) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/243، والطبراني في "الكبير" (4175) من طريق محمد بن بشر العبدي، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (994) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/243، من طريق عبد العزيز بن محمد، والطبراني في "تهذيب الآثار" (564) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، وابن حبان (1984) ، والطبراني في "الكبير" (4175) من طريق يزيد بن هارون، والطحاوي 1/243 من طريق إسماعيل بن أبي كثير، ستَّتُهم عن محمد بن عمرو، عن خالد بن عبد الله بن حرملة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/267، و3/159 من طريق الفضل ابن موسى، عن محمد بن عمرو، عن خالد بن عبد الله، عن حرملة بن الحارث بن خفاف، عن خفاف، به.
قلنا: خالف الفضل بن موسى رواية الجمع عن محمد بن عمرو، فقال: عن خالد بن عبد الله، عن حرملة بن الحارث بدل خالد بن عبد الله بن حرملة، عن الحارث.
وأخرجه البخاري كذلك في "التاريخ الكبير" 2/267 و3/159، والطبري في "تهذيب الآثار" (563) من طريق حماد، عن محمد بن عمرو، عن خالد ابن عبد الله بن حرملة، عن خفاف. فاسقط من الإسناد: الحارث بن خفاف.
قال السندي: قوله: فجعلت لعنة الكفرة، على بناء المفعول، أي: جعلت=(27/105)
16572 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثْنِي عَنْ افْتِرَاشِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخِذَهُ الْيُسْرَى فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا، وَقُعُودِهِ عَلَى وَرِكِهِ الْيُسْرَى، وَوَضْعِهِ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَنَصْبِهِ قَدَمَهُ الْيُمْنَى، وَوَضْعِهِ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَنَصْبِهِ أُصْبُعَهُ السَّبَّابَةَ يُوَحِّدُ بِهَا رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، عِمْرَانُ (1) بْنُ أَبِي أَنَسٍ أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ مِقْسَمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: صَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِ بَنِي غِفَارٍ، فَلَمَّا " جَلَسْتُ فِي صَلَاتِي افْتَرَشْتُ فَخِذِي الْيُسْرَى وَنَصَبْتُ السَّبَّابَةَ "، قَالَ: فَرَآنِي خُفَافُ بْنُ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَصْنَعُ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفْتُ مِنْ صَلَاتِي قَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ، لِمَ نَصَبْتَ إِصْبَعَكَ هَكَذَا، قَالَ: وَمَا تُنْكِرُ رَأَيْتُ النَّاسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ، قَالَ: فَإِنَّكَ أَصَبْتَ، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى يَصْنَعُ ذَلِكَ "، فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: إِنَّمَا يَصْنَعُ هَذَا مُحَمَّدٌ بِإِصْبَعِهِ يَسْحَرُ بِهَا (2) وَكَذَبُوا، " إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ذَلِكَ يُوَحِّدُ بِهَا رَبَّهُ عَزَّ
__________
= فيما بين الناس حيث يلعنونهم.
قوله: لذلك، أي: للعنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياهم.
(1) قال السندي: قوله: عمران بن أبي أنس، بالرفع، فاعل حدثني عن افتراش ... إلخ في كلام ابن إسحاق.
(2) في (س) و (م) : يسحرها، والمثبت من (ظ 12) و (ص) ، وفي (ق) : ليسحر بها.(27/106)
وَجَلَّ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن خفاف بن إيماء، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو حسن الحديث. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/133 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً البيهقي في "السنن" 2/132-133 من طريق محمد بن مسامة، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4176) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عمران، عن مقسم، عن خفاف، به، وهذا إسناد منقطع قال المزي: الصحيح أن بينهما رجلاً.
وأخرجه أبو يعلى (908) من طريق يزيد بن عياض، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي القاسم مقسم، عن الحارث، عن خفاف، فسمى الرجل المبهم هو الحارث، ويبعد أن يكون هو ابن خفاف: لأن ذاك مدني وهذا غفاري. ثم إن في الإسناد يزيد بن عياض: وهو متروك.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (6348) .(27/107)
حَدِيثُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ (1)
16573 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً، قَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ (2) وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهُ لَا يُضَرُّكَ، وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لَا يَقْرَبَكَ " (3)
__________
(1) قال السندي: الوليد بن الوليد، قرشي مخزومي، أخو خالد بن الوليد، وحضر بدراً مع المشركين، فأسر، فافتكَّه أخواه خالد وهشام، فلما افتدي أسلم، فعاتبوه على ذلك، فقال: كرهت أن يظنوا بي أني جزعت من الأسر. فلما أسلم حبسه أخواله، فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو له في القنوت، ثم جاء أنه جاء هارباَ منهم إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشدة، فقال: يا رسول الله، أنا ميت، فكفني في فضلة ثوبك، واجعله مما يلي جسدي. ومات، فكفنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قميصه.
(2) في (ق) : من شر غضبه.
(3) حديث محتمل للتحسين بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن حبان لم يدرك الوليد بن الوليد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
يحيى بن سعيد: هو الأنصاري غير أن صحابيه ليس له رواية في الكتب الستة.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (643) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/60، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص185 من طريقين عن يحيى بن سعيد، به. =(27/108)
حَدِيثُ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ (1)
16574 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَنَامُ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "، الْهَوِيَّ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: " سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ "، الْهَوِيَّ (3)
__________
=وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/123، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح إلا أن محمد بن يحيى بن حبان لم يسمع من الوليد بن الوليد.
وسيكرر 6/7 سنداً ومتناً.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6696) ، فانظره لزاماَ. فقد بسطنا القول فيه هناك.
قال السندي: وقوله: "بالحَرَى"، بفتحتين وقصر الألف بمعنى اللياقة.
(1) قال السندي: ربيعة بن كعب الأسلمي، قال الواقدي: كان من أصحاب الصُفة، ولم يزل مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أن قبض، فخرج من المدينة، فنزل في بلاد أسلم على بريد من المدينة، وبقي إلى أيام الحَرَّةَ:، ومات بالحَرَّةَ: سنة ثلاث وستين في ذي الحجة.
(2) في (م) : حدثنا معمر، عن الزهري. بزيادة: الزهري بالإسناد وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيه من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال للشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2563) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (4569) . =(27/109)
16575 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْطِيهِ وَضُوءَهُ فَأَسْمَعُهُ بَعْدَ هَوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، وَأَسْمَعُهُ بَعْدَ هَوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (1)
__________
=وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (106) و (1236) ، ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 3/209، وفي "الكبرى" (318) ، وابن حبان (2595) عن معمر، به. وقرن مع معمر الأوزاعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/261، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (862) ، وابن ماجه (3879) ، وأبو عوانة: 2/181، 302-303، والطبراني في "الكبير" (4570) و (4572) و (4574) و (4575) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (757) ، والبيهقي في "السنن" 2/486، والبغوي في "شرح السنة" (655) و (911) من طرق عن يحيى بن أبي كثير الطائي، به.
وسيأتي برقم (16575) و (16576) و (16579) .
قال السندي: قوله: الهوي، بفتح فكسر، فتشديد ياء، وزنه فَعِيل: وهو الزمان الطويل، وقيل: مختص بالليل.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه الترمذي (3416) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1172) ، وابن سعد في "الطبقات" 4/313، والبخاري في "الأدب المفرد" (1218) ، والترمذي (3416) ، وأبو عوانة 2/303، والطبراني في "الكبير" (4571) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/31 من طرق عن=(27/110)
16576 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْطِيهِ وَضُوءَهُ فَأَسْمَعُهُ بَعْدَ هَوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، وَالْهَوِيِّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (1)
16577 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي (2) : " يَا رَبِيعَةُ، أَلَا تَزَوَّجُ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ لَا (3) يَا رَسُولَ اللهِ مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، مَا عِنْدِي مَا يُقِيمُ الْمَرْأَةَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ يَشْغَلَنِي عَنْكَ شَيْءٌ، فَأَعْرَضَ عَنِّي فَخَدَمْتُهُ مَا خَدَمْتُهُ ثُمَّ قَالَ
__________
= هشام الدستوائي، به.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: أعطيه وضوءه، بفتح الواو: الماء الذي يتوضأ به.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلية.
وانظر ما قبله.
(2) لفظ "لي"، ليس في (م) .
(3) لفظ "لا" ليس في (ق) و (م) ، وفي (ص) لم يرد لفظ: والله.(27/111)
لِي الثَّانِيَةَ: " يَا رَبِيعَةُ، أَلَا تَزَوَّجُ؟ "، فَقُلْتُ: مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، مَا عِنْدِي مَا يُقِيمُ الْمَرْأَةَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ يَشْغَلَنِي عَنْكَ شَيْءٌ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي فَقُلْتُ: وَاللهِ لَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُصْلِحُنِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَعْلَمُ مِنِّي، وَاللهِ لَئِنْ قَالَ: تَزَوَّجْ لَأَقُولَنَّ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِمَا شِئْتَ، قَالَ: فَقَالَ: " يَا رَبِيعَةُ، أَلَا تَزَوَّجُ؟ "، فَقُلْتُ: بَلَى مُرْنِي بِمَا شِئْتَ، قَالَ: " انْطَلِقْ إِلَى آلِ فُلَانٍ حَيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ - وَكَانَ فِيهِمْ تَرَاخٍ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْ لَهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلَانَةَ لِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ "، فَذَهَبْتُ فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ، يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلَانَةَ فَقَالُوا: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللهِ، وَبِرَسُولِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللهِ لَا يَرْجِعُ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِحَاجَتِهِ فَزَوَّجُونِي وَأَلْطَفُونِي، وَمَا سَأَلُونِي الْبَيِّنَةَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِينًا، فَقَالَ لِي: " مَا لَكَ يَا رَبِيعَةُ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْتُ قَوْمًا كِرَامًا فَزَوَّجُونِي، وَأَكْرَمُونِي وَأَلْطَفُونِي وَمَا سَأَلُونِي بَيِّنَةً، وَلَيْسَ عِنْدِي صَدَاقٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ، اجْمَعُوا لَهُ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ "، قَالَ: فَجَمَعُوا لِي وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذْتُ مَا جَمَعُوا لِي فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اذْهَبْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ فَقُلْ: هَذَا صَدَاقُهَا "، فَأَتَيْتُهُمْ فَقُلْتُ: هَذَا صَدَاقُهَا فَرَضُوهُ
__________(27/112)
وَقَبِلُوهُ، وَقَالُوا: كَثِيرٌ طَيِّبٌ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِينًا فَقَالَ: " يَا رَبِيعَةُ، مَا لَكَ حَزِيناً؟ " (1) ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَكْرَمَ مِنْهُمْ رَضُوا بِمَا آتَيْتُهُمْ وَأَحْسَنُوا وَقَالُوا: كَثِيرًا طَيِّبًا (2) ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُولِمُ، قَالَ: " يَا بُرَيْدَةُ، اجْمَعُوا لَهُ شَاةً "، قَالَ: فَجَمَعُوا لِي كَبْشًا عَظِيمًا سَمِينًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ فَقُلْ لَهَا: فَلْتَبْعَثْ بِالْمِكْتَلِ الَّذِي فِيهِ الطَّعَامُ "، قَالَ: فَأَتَيْتُهَا فَقُلْتُ لَهَا مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: هَذَا الْمِكْتَلُ فِيهِ تِسْعُ آصُعِ شَعِيرٍ لَا وَاللهِ إِنْ أَصْبَحَ لَنَا طَعَامٌ غَيْرُهُ، خُذْهُ فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرْتُهُ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ، فَقَالَ: " اذْهَبْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ فَقُلْ: لِيُصْبِحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا "، فَذَهَبْتُ إِلَيْهِمْ، وَذَهَبْتُ بِالْكَبْشِ، وَمَعِي أُنَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ فَقَالَ: لِيُصْبِحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا، وَهَذَا طَبِيخًا، فَقَالُوا: أَمَّا الْخُبْزُ فَسَنَكْفِيكُمُوهُ وَأَمَّا الْكَبْشُ فَاكْفُونَا أَنْتُمْ، فَأَخَذْنَا الْكَبْشَ أَنَا وَأُنَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ فَذَبَحْنَاهُ وَسَلَخْنَاهُ، وَطَبَخْنَاهُ، فَأَصْبَحَ عِنْدَنَا خُبْزٌ، وَلَحْمٌ فَأَوْلَمْتُ، وَدَعَوْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) في الأصل: حَزِينٌ، وقد ضبب فوقها في (س) .
(2) قال السندي: بالنصب، أي أعطيتَ كثيراً طيباً.(27/113)
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي بَعْدَ ذَلِكَ أَرْضًا، وَأَعْطَى أَبَا بَكْرٍ (1) أَرْضًا، وَجَاءَتِ الدُّنْيَا فَاخْتَلَفْنَا فِي عِذْقِ نَخْلَةٍ فَقُلْتُ: أَنَا هِيَ فِي حَدِّي، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هِيَ فِي حَدِّي، فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ كَلَامٌ، فَقَالَ لِي (2) أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً كَرِهَهَا وَنَدِمَ، فَقَالَ لِي: يَا رَبِيعَةُ رُدَّ عَلَيَّ مِثْلَهَا حَتَّى تَكُونَ قِصَاصًا، قَالَ: قُلْتُ: لَا أَفْعَلُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَتَقُولَنَّ أَوْ لَأَسْتَعْدِيَنَّ عَلَيْكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، قَالَ: وَرَفَضَ الْأَرْضَ وَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَانْطَلَقْتُ أَتْلُوهُ، فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ فَقَالُوا لِي: رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، فِي أَيِّ شَيْءٍ يَسْتَعْدِي عَلَيْكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ، فَقُلْتُ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، هَذَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَهَذَا ذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ، إِيَّاكُمْ لَا يَلْتَفِتُ فَيَرَاكُمْ تَنْصُرُونِي عَلَيْهِ فَيَغْضَبَ فَيَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَغْضَبَ لِغَضَبِهِ، فَيَغْضَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِغَضَبِهِمَا فَيُهْلِكَ رَبِيعَةَ، قَالُوا: مَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: ارْجِعُوا، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبِعْتُهُ وَحْدِي، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ كَمَا كَانَ، فَرَفَعَ إِلَيَّ رَأْسَهُ فَقَالَ: " يَا رَبِيعَةُ، مَا لَكَ وَلِلصِّدِّيقِ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ كَذَا كَانَ
__________
(1) في (م) : وأعطاني أبو بكر.
(2) لفظ "لي" ليس في (م) .(27/114)
كَذَا، قَالَ لِي كَلِمَةً كَرِهَهَا فَقَالَ لِي: قُلْ كَمَا قُلْتُ حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا فَأَبَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَلْ فَلَا تَرُدَّ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ قُلْ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ "، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، قَالَ الْحَسَنُ: فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَبْكِي (1)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً على نكارةِ فيه، المبارك بن فضالة يدلس ويسوي - وهو شر أنواع التدليس- وقد عنعن هنا، وتصريحه بالسماع في جميع طبقات الإسناد عند الحاكم 3/521 إنما هو في قطعة صغيرة منه، ولا يطمئن القلب إلى هذا التصريح، فقد رواه الحاكم كذلك 2/172-174 بتمامه بالإسناد نفسه معنعناً، ثم إنه تفرَّد به، وهو لا يحتمل تفرده، ويظهر لنا أيضاً أن أبا عمران
الجوني- وهو بصري- لم يسمع من ربيعة بن كعب، لأن ربيعة سكن على بريد من المدينة بعد وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبقي فيها حتى وفاته سنة (63 هـ) ، ولا يعكر على هذا رؤيته لعمران بن حصين المتوفى سنة (52هـ) ، فقد كان عمران نزيل البصرة، ثم إنه جاء في آخر الحديث: قال الحسن، وسواء كان القائلَ المبارك ابن فضالة، أو أبو عمران، فإنه يدل على الانقطاع، وقد روي من طريق ابن سعد- كما سيأتي- مرسلاً.
وأخرجه الطيالسي (1173) و (1174) ، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4577) و (4578) من طريق عمرو بن مرزوق، والحاكم 2/172-174 و3/521 من طريق عفان بن مسلم، ثلاثتهم عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم 2/175: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم
يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: لم يحتج مسلم بمبارك.
وأخرجه ابن سعد 4/313 عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، عن الحارث ابن عبيد: وهو أبو قدامة الإيادي، عن أبي عمران الجوني أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،=(27/115)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مرسلاً، فذكر نحو قصة الخصومة بين أبي بكر وربيعة. والحارث بن عبيد ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/257 و9/45 وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه مبارك بن فضالة، وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
قال السندي: قوله: "ألا تزوج؟ ": أصله تتزوج بالتاءين حُذِفَتْ إحداهما.
قوله: أن يشغلني: يريد أن مقصوده المداومة على خدمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمر المرأة يكون شاغلاَ عن ذلك.
قوله: الثانيةَ، أي: المرة الثانية.
قوله: ثم رجعت إلى نفسي، أي: بالمشورة.
قوله: تراخي، أي: تأخر في الحضور عنده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن مضت أيام وما حضروا فيها. أو المراد البعد مكاناً، أي: كانت منازلهم بعيدة، أو أنهم تأخروا عن الطاعة في أمرٍ، والله تعالى أعلم.
قوله: البينة: على المهر.
قوله: اجمعوا: الخطابُ له ولقبيلته.
قوله: وزن نواة: ظاهره أنه كان لهم وزن معلوم بهذا الاسم.
قوله: بما آتيتهم، بالمد، أي: بما أعطيتهم.
قوله: إن أصبح، بكسر همزة إن على أنها نافية.
قوله: فسنكفيكموه، أي: نحن نقوم بأمره، أي: نحن نخبز وأنتم اطبخوا ليتم الأمر بسهولة.
قوله: فاختلفنا، أي: أنا وأبو بكر.
قوله: في عذق نخلة، بفتح العين، هي النخلة، والإضافة للبيان.
قوله: كرهها، أي: قالها حالة الغضب، ثم ندم عليها.
قوله: ذو شيبة المسلمين، أي: ذو رياستهم. =(27/116)
16578 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مُجْمِرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَلْنِي أُعْطِكَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْظِرْنِي أَنْظُرْ فِي أَمْرِي، قَالَ: " فَانْظُرْ فِي أَمْرِكَ "، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَقُلْتُ: إِنَّ أَمْرَ الدُّنْيَا يَنْقَطِعُ فَلَا أَرَى شَيْئًا خَيْرًا مِنْ شَيْءٍ آخُذُهُ لِنَفْسِي لِآخِرَتِي، فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا (1) حَاجَتُكَ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْفَعْ لِي إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيُعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَ: " مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ "، فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ، وَلَكِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَرَأَيْتُ أَنَّ الدُّنْيَا زَائِلَةٌ مِنْ أَهْلِهَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ آخُذَ لِآخِرَتِي، قَالَ: " فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ " (2)
__________
=قوله: إياكم، أي: وأن تنصروني.
قوله: لا يلتفت.. إلخ: النفي متوجه إلى المجموع، أي: لا يتحقق هذا المجموع، وهو أن يلتفت إليكم فيراكم.. إلخ.
(1) لفظ "ما" ليس في (ظ12) ، وأشير في (س) على أنه نسخة.
(2) حديث حسن بهذا السياق دون قوله: "فأعني على نفسك بكثرة السجود" فصحيح لغيره. إسماعيل بن عياش- وإن كان ضعيفاً في روايته عن غير أهل بلده- قد توبع، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (16579) فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، ومحمد بن عمرو بن عطاء. هو العامري.
وأخرجه مسلم (489) (26) ، وأبو داود (132) ، والنسائي في "المجتبى" 2/227، وفي "الكبرى" (724) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"=(27/117)
16579 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مُجْمِرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقُومُ لَهُ فِي حَوَائِجِهِ نَهَارِي، أَجْمَعَ حَتَّى يُصَلِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَأَجْلِسَ بِبَابِهِ، إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ أَقُولُ: لَعَلَّهَا أَنْ تَحْدُثَ (1) لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَةٌ فَمَا أَزَالُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ "، حَتَّى أَمَلَّ فَأَرْجِعَ، أَوْ تَغْلِبَنِي عَيْنِي فَأَرْقُدَ، قَالَ: فَقَالَ لِي يَوْمًا لِمَا يَرَى مِنْ خِفَّتِي لَهُ، وَخِدْمَتِي إِيَّاهُ: " سَلْنِي يَا رَبِيعَةُ أُعْطِكَ "، قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْظُرُ فِي أَمْرِي يَا رَسُولَ اللهِ ثُمَّ أُعْلِمُكَ ذَلِكَ، قَالَ: فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي فَعَرَفْتُ أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ زَائِلَةٌ، وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا
__________
= (2387) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/31-32 من طريق الأوزاعي، عن يحيى ابن أبي كثير الطائي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتيته بوَضوئه وحاجته، فقال لي: "سل ". فقات: أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: "أو غير ذلك؟ " قلت: هو ذلك. قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود"، وهذا لفظ مسلم.
وسيأتي نحوه برقم (16579) .
وقد سلف نحوه من حديث خادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (16076) ، والخادم هو ربيعة بن كعب نفسه، أبهم هناك، وصُرِّح باسمه هنا.
وقوله: "أعني على نفسك بكثرة السجود" سلف نحوه من حديث أبي فاطمة برقم (15526) .
قال السندي: قوله: أنظرني، من الإنظار، أي: أمهلني.
(1) في (ظ12) و (ص) : يحدث.(27/118)
سَيَكْفِينِي وَيَأْتِينِي، قَالَ: فَقُلْتُ: أَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِآخِرَتِي فَإِنَّهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي هُوَ بِهِ، قَالَ: فَجِئْتُ فَقَالَ: " مَا فَعَلْتَ يَا رَبِيعَةُ؟ "، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لِي إِلَى رَبِّكَ فَيُعْتِقَنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَقَالَ: " مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا يَا رَبِيعَةُ؟ "، قَالَ: فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ الَّذِي بَعَثَكِ بِالْحَقِّ مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ، وَلَكِنَّكَ لَمَّا قُلْتَ سَلْنِي أُعْطِكَ وَكُنْتَ مِنَ اللهِ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي أَنْتَ بِهِ نَظَرْتُ فِي أَمْرِي، وَعَرَفْتُ (1) أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ وَزَائِلَةٌ وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا سَيَأْتِينِي فَقُلْتُ: أَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِآخِرَتِي، قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ لِي: " إِنِّي فَاعِلٌ فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ " (2)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : فعرفت.
(2) حديث حسن دون قوله: "فأعني على نفسك بكثرة السجود" فصحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4576) من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه برقم (16578) ، وذكرنا هناك شواهد لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فأعني على نفسك بكثرة السجود". وانظر (16574) .(27/119)
حَدِيثُ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ (1)
16580 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُسْفَانَ فَاسْتَقْبَلَنَا الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، " فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ "، فَقَالُوا: قَدْ كَانُوا عَلَى حَالٍ لَوْ أَصَبْنَا غِرَّتَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: تَأْتِي (2) عَلَيْهِمُ الْآنَ صَلَاةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، قَالَ: " فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذِهِ الْآيَاتِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: 102] ، قَالَ: فَحَضَرَتْ فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذُوا السِّلَاحَ، قَالَ: فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ فَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمَّا سَجَدُوا وَقَامُوا جَلَسَ الْآخَرُونَ فَسَجَدُوا فِي مَكَانِهِمْ، ثُمَّ تَقَدَّمَ هَؤُلَاءِ
__________
(1) قال السندي: أبو عياش- بالشين المعجمة- الزرقي الأنصاري. قيل: اسمه زيد بنا الصامت، وقيل غير ذلك، قال ابن سعد: شهد أحداً وما بعدها، ويقال: إنه عاش إلى خلافة معاوية. قال الحافظ في "الإصابة" ما حاصله: إنه الراوي لحديث صلاة الخوف، وأما الراوي لحديث: من قال إذا أصبح لا إله إلا الله، فقيل هو، وعلى ذلك جرى أبو أحمد الحاكم، وكذا وقع في "الكنى" لأبي بشر الدولابي، وقال: والذي يظهر أنه غيره. قلت (القائل السندي) : ومقتضى صنيع الإمام أنه هو أيضاً، والله تعالى أعلم.
(2) في (ظ12) و (ص) : قال: يأتي..(27/120)
إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ فَرَفَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمَّا جَلَسَ (1) جَلَسَ الْآخَرُونَ، فَسَجَدُوا ثُمَّ سَلَّمَ (2) عَلَيْهِمْ ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ: فَصَلَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً بِعُسْفَانَ، وَمَرَّةً بِأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ " (3)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : جلسوا.
(2) في (ق) و (م) : فسلَّم، وهي نسخة في (س) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود والنسائي. منصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (4237) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (5132) ، والدارقطني 2/59- 60.
وأخرجه الطيالسي (1347) ، وأبو داود (1236) ، والنسائي في "المجتبى" 3/177-178، والدولابي في "الكنى" 1/47، والطبري في "تفسيره" (10323) و (10324) و (10378) ، وابن حبان (2876) ، والطبراني في "الكبير" (5133- 5140) ، والدارقطني 2/160، والحاكم 1/337-338، والبيهقي في "السنن" 3/254-255 و256-257، والبغوي في "شرح السنة"
(1096) من طرق عن منصور بن المعتمر، به.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وجود إسناده الحافظ في "الإصابة".
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3561) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: بعُسْفان، بضم عين مهملة، وسكون سين مهملة: قرية=(27/121)
16581 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ - قَالَ شُعْبَةُ: كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ يُحَدِّثُ بِهِ، وَلَكِنِّي حَفِظْتُهُ مِنَ الْكِتَابِ - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَصَافِّ الْعَدُوِّ بِعُسْفَانَ وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ، ثُمَّ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ لَهُمْ صَلَاةً بَعْدَ هَذِهِ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ قَالَ: " فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ، فَصَفَّهُمْ صَفَّيْنِ خَلْفَهُ، قَالَ: فَرَكَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا، فَلَمَّا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ سَجَدَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ وَقَامَ الْآخَرُونَ، فَلَمَّا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ سَجَدَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ لِرُكُوعِهِمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ، فَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي مَقَامِ صَاحِبِهِ، ثُمَّ رَكَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا، فَلَمَّا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ مِنَ الرُّكُوعِ سَجَدَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الْآخَرُونَ
__________
= بين مكة والمدينة.
قوله: غِرَّتهم، بكسر غين معجمة، وتشديد راء، أي: غفلتهم، أي: لو وقعنا علميهم في حال غفلتهم لكان أحسن، فجواب "لو" محذوف، أو كلمة "لو" للتمني.
قوله: هي أحب إليهم، أي: فلا يتركونها فنُصيبهم حينئذِ، والحديث يدل على أن العصر هي الوسطى، وأن المؤمنين كانوا كثيري الاهتمام بها حتى ظهر ذلك للمشركين من حالهم.(27/122)
ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ " (1)
16582 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ وَالْمُشْرِكُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً بِأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَمَرَّةً بِعُسْفَانَ " (2)
16583 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ إِذَا (3) أَصْبَحَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود والنسائي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5134) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/465، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2179) ، والنسائي في "المجتبى" 3/176-177، والطبراني في "الكبير" (5134) من طريق محمد بن جعفر، به.
وقد سلف برقم (16580) .
(2) حديث صحيح، مؤمل: وهو ابن إسماعيل، وإن كان فيه ضعف من جهة حفظه، إلا أنه ثقة في سفيان الثوري، وهو إلى ذلك متابع.
وقد سلف برقم (16580) .
(3) في (م) : حين.(27/123)
وَكُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ "، قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح على خلاف في صحابيه، هل هو الزرقي أم غيره، وجرى على أنه هو: البخاري وأبو أحمد الحاكم والدولابي في "الكنى"، وهذا مقتضى صنيع الإمام أحمد هنا، وفرق بينهما الحافظ في "الإصابة"، والمزي في "تهذيب الكمال"، والخلاف في الصحابي لا يضر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/79- 80 و10/244، والنسائي في "الكبرى" (9852) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (27) - وابن ماجه (3867) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد- وقد تحرف في مطبوع ابن أبي شيبة اسم أبي عياش إلى ابن عياش.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/381-382، وأبو داود (5077) ، والطبراني في "الكبير" (5141) ، وفي "الدعاء" (331) من طريقين عن حماد ابن سلمة، به.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (63) من طريق أبي هلال، عن أبي صالح، به.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/46-47 من طريق زيد بن أسلم، عن أبي عياش، به.
وأخرجه أبو داود (5077) من طريق وهيب: وهو ابن خالد، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن أبي عائش، به، فسماه ابن أبي عائش، وقال أبو داود: رواه إسماعيل بن جعفر وموسى الزمعي وعبد الله بن جعفر، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن عائش. =(27/124)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (1)
16584 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ، فَخَلَّفَ سَعْدًا مَرِيضًا حَيْثُ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مِنْ جِعِرَّانَةَ مُعْتَمِرًا دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ وَجِعٌ مَغْلُوبٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالًا وَإِنِّي أُورَثُ كَلَالَةً، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ أَوْ أَتَصَدَّقُ بِهِ؟ قَالَ: " لَا "، قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْهِ؟، قَالَ: " لَا "، قَالَ: أَفَأُوصِي بِشَطْرِهِ؟، قَالَ: " لَا "، قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثِهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَذَاكَ كَثِيرٌ "، قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، أَمُوتُ بِالدَّارِ الَّتِي خَرَجْتُ مِنْهَا مُهَاجِرًا؟ قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَرْفَعَكَ اللهُ فَيَنْكَأَ بِكَ أَقْوَامًا، وَيَنْفَعَ بِكَ آخَرِينَ، يَا عَمْرُو بْنَ الْقَارِيِّ إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بَعْدِي فَهَا هُنَا فَادْفِنْهُ، نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ "، وَأَشَارَ بِيَدِهِ هَكَذَا (2)
__________
= قال السندي: قوله: "كعدل رقبة"، بفتح العين، بمعنى المثل، وأما بكسر العين فبمعنى الزِّنَة، ثم الظاهر أن الكاف زائدة، والعدل اسم كان.
قوله: "إذا أمسى مثل ذلك"، أي: إذا أمسى وقال فله مثل ذلك، ففي اللفظ اختصار.
(1) هو: عمرو بن القاري، وقيل: عمرو بن عبد الله القاري، وقيل: عمرو ابن عبد، بلا إضافة. قال خليفة: هو من بني غالب بن أثيع من الهُون بنُ خزيمة بن مُدْرِكَةَ من بني القارة. وقد استعمله رسول الله على غنائم حُنين.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال عمرو بنا القاري، وهو عمرو بن عبد الله=(27/125)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن عمرو بن عبد القاري، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/242، والحافظ في "التعجيل"، ولم يذكرا في الرواة عنه غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ووالده عبد الله بن عمرو ترجم له الحافظ في "التعجيل" 1/757، وقال: روى عنه ابنه عمرو، وذكره ابن حبان في "الثقات"، هكذا استدركه شيخنا الهيثمي، وقد ذكر في "التهذيب" وسمى جده عبداً بغير إضافة، وذكر أن بعضهم نسبه إلى جده، فقال: عبد الله بن عبد القاري، ورجح في ترجمة عبد الله بن عبد أنه أخو عبد الرحمن بن عبد القاري، وفيه نظر، فإن أخا عبد الرحمن ذكره البغوي وابن حبان في الصحابة، فالذي يظهر أنه آخر، وقد أخرج مسلم لعبد الله بن عمرو القاري حديثاً في
قراءة سورة المؤمنين في الصلاة.
قلنا: الذي روى له مسلم هو عبد الله بن عمرو غير منسوب، وقد جاء في بعض طرقه عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو وهم، وقيل: هو عبد الله بن عمرو المخزومي، وهو الأشبه.
وقد اختلف فيه على عبد الله بن عثمان بن خثيم كما سيأتي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/146، والبزار (1383) (زوائد) ، والبيهقي في "السنن" 9/18-19 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/311 عن القاسم بن يحيى، عن عبد الله بن خثيم، به مختصراً، وفيه: دخل على سعد يوم الفتح.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2383) من طريق ابن أبي الضيف، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري، عن أبيه، عن جده عمرو بن القاري، به. وفيه: يوم الفتح.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/311: وقال محمد بن يزيد: عن ابن خثيم، عن عبيد الله بن عياض، عن أبيه، عن جده عمرو القاري. قال ابن يزيد: وهو عمرو بن عبد القاري. وقال ابن جريج: حدثنا ابن خثيم، قال=(27/126)
حَدِيثُ مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16585 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِرَجْمِ رَجُلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا أَصَابَتْهُ الْحِجَارَةُ فَرَّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
__________
= النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمرو بن القاري، مثله. وفي مطبوع البخاري: عبد الله بن عياض،
وهو تصحيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/212، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عياض بن عمرو القاري، ولم يجرحه أحد، ولم يوثقه.
قلنا: رواية الطبراني لم نقع عليها في المطبوع، فلعلمها في القسم المفقود منه، وقد فات الهيثمي أن ينسبه إلى البزار.
وانظر حديث سعد بن أبي وقاص، السالف برقم (1440) .
قال السندي: قوله: فخلَّف، من التخليف.
قوله: مغلوب، أي: عليه المرض، وليس المراد أنه مغلوب على عقله إلا أن يقال: يمكن أن يكون مغلوباً على عقله أولاً، ثم حصل له الإفاقة بعد دخوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: أُورَث، على بناء المفعول.
قوله: كلالةً، أي: بالنصب، أي: حال كوني كلالة ليس لي عصبة من الأولاد، وقد كان له ابنة وعصبات.
قوله: أموت بالدار ... إلخ: وهو يشبه الرجوع فيما تركه لله.
قوله: "يرفعك الله"، أي: من هذا المرض.
قوله: "فينكأ"- كيمنع- بهمزة-، أي: قتل وجرح بوجودك ناساً من الكفرة، والمشهور في هذا المعنى: نكى ينكي، كرمى.(27/127)
فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ " (1)
16586 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي فَنَّجُ، قَالَ: كُنْتُ أَعْمَلُ فِي الدَّيْنَبَاذِ وَأُعَالِجُ فِيهِ، فَقَدِمَ يَعْلَي بْنُ أُمَيَّةَ أَمِيرًا عَلَى الْيَمَنِ، وَجَاءَ مَعَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَهُ وَأَنَا فِي الزَّرْعِ أَصْرِفُ الْمَاءَ فِي
__________
(1) حديث حسن لغيره غير أن قوله: بين مكة والمدينة، فيه نظر كما سيأتي، وهذا إسناده ضعيف لجهالة حال عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو القرشي، فقد انفرد بالرواية عنه سماك بن حرب، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد اختلف على سماك باسمه، فقد رواه أبو أحمد الزبيري عن
إسرائيل، عن سماك، قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الله بن عامر، ولم ينسبه كما سيأتي في الرواية رقم (16622) ، وقد خلط الحسيني بينه وبين رواة أُخر، وتعقبه الحافظ في "التعجيل" فليُنظر لزاماً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/267، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
وسيأتي برقم (16622) و5/378-379، وسيكرر 5/374.
وقد سلف نحوه من حديث مضر بن دهر الأسلمي برقم (15555) ، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: أمر برجم رجل بين مكة والمدينة: المشهور أن الوقعة كانت بالمدينة، فلعل هذا وقعة أخرى غير المشهورة.
قلنا: وربما أراد خارج المدينة من جهة مكة، وبه يستقيم المعنى، والله أعلم.(27/128)
الزَّرْعِ، وَمَعَهُ فِي كُمِّهِ جَوْزٌ، فَجَلَسَ عَلَى سَاقِيَةٍ مِنَ الْمَاءِ وَهُوَ يَكْسِرُ مِنْ ذَلِكَ الْجَوْزِ وَيَأْكُلُهُ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى فَنَّجَ فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ هَلُمَّ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ الرَّجُلُ لِفَنَّجَ: أَتَضْمَنُ لِي غَرْسَ هَذَا الْجَوْزِ عَلَى هَذَا الْمَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ فَنَّجُ: مَا يَنْفَعُنِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ: " مَنْ نَصَبَ شَجَرَةً فَصَبَرَ عَلَى حِفْظِهَا وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا حَتَّى تُثْمِرَ كَانَ لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُصَابُ مِنْ ثَمَرَتِهَا صَدَقَةٌ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، فَقَالَ لَهُ فَنَّجُ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ فَنَّجُ: فَأَنَا أَضْمَنُهَا، قَالَ: فَمِنْهَا جَوْزُ الدَّيْنَبَاذِ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال فَنَّج، فقد انفرد بالرواية عنه عبد الله بن وهب بن مُنَبه، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول، وذكر أن حديثه هذا منكر. وعبد الله بن وهب: روى عنه جمع، وقال أبو داود: معروف، وقال الذهبي: ما علمت أحداً وثقه. قلنا:
يعني مستور الحال، وداود بن قيس الصَّنْعاني، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/369-370 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (2087) من طريق عبد الرزاق، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/68، وقال: رواه أحمد، وفيه فَنَّج، وذكره ابن أبي حاتم، ولم يوثقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات.
وسيكرر 5/374 إسناداً ومتناً، وانظر (16558) .
قال السندي: قوله: أصرف: ضبط من التصريف.
قلنا: والدَّيْنبَاد: قال ياقوت في "معجم البلدان" 2/545: بفتح أوله=(27/129)
حَدِيثُ رَجُلٍ عَنْ عَمِّهِ
16587 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَمِّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى ـ نَسَبَهُ (1) عُبَيْدُ اللهِ ـ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَا "، وقَالَ رَوْحٌ: عَنْ أَبِيهِ وقَالَ ابْنُ بَكْرٍ، عَنْ أُمْهِ (2) (3)
__________
= وكسره، وسكون ثانيه، وبعد النون باء موحدة، وآخره ذال معجمة: من قرى مرو.
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : نسيه، والمثبت من (س) ، وهو الأشبه.
قال السندي: أي نسب يعلى.
(2) في النسخ الخطية و (م) : عن أبيه، وهو تحريف، والمثبت من "أطراف المسند" 8/298، وسيأتي من طريق البرساني 6/436-437.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حال عبد الرحمن بن طارق بن علقمة، فقد انفرد بالرواية عنه عبيد الله بن أبي يزيد المكي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد اضطرب فيه، فقال: عن أبيه، وقال: عن عمه- قال البخاري: ولا يصح- وقال: عن أمه، وهو الأشبه فيما ذكره الحافظ في "الإصابة" (ترجمة طارق بن علقمة) قلنا: وسيأتي من حديث أم عبد الرحمن بن طارق 6/436-437. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/298، وأبو داود (2007) من طريق هشام بن يوسف، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، عن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة، عن أمه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/298، وابن أبي عاصم في=(27/130)
حَدِيثُ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16588 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ بِمِنًى وَنَزَّلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ وَقَالَ: " لِيَنْزِلِ الْمُهَاجِرُونَ هَاهُنَا "، وَأَشَارَ إِلَى مَيْمَنَةِ الْقِبْلَةِ، " وَالْأَنْصَارُ هَاهُنَا "، وَأَشَارَ إِلَى مَيْسَرَةِ الْقِبْلَةِ، " ثُمَّ لِيَنْزِلِ النَّاسُ حَوْلَهُمْ "، قَالَ: وَعَلَّمَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، فَفُتِّحَتْ أَسْمَاعُ أَهْلِ مِنًى حَتَّى سَمِعُوهُ فِي مَنَازِلِهِمْ، قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، (1)
__________
= "الآحاد والمثاني" (3299) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/362-363 من طريق الحسن بن علي، والنسائي في "المجتبى 5/213 من طريق عمرو بن علي، ثلاثتهم عن أبي عاصم، عن ابن جريج، بمثل إسناد هشام بن يوسف السالف قبل هذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8213) عن الحسن بن حماد بن فضالة الصيرفي، عن أبي حفص عمرو بن علي، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره ...
قال الحافظ في "الإصابة": واغتر الضياء المقدسي بنظافة السند، فأخرجه من طريق الطبراني في "المختارة"، وهو غلط.
وسيأتي 6/436-437 و6/437: وفيه: عن أمه. وسيكرر 5/374 و6/437 سنداً ومتناً.
(1) إسناده ضعيف دون قوله: "ارموا الجمرة بمثل حصى الخَذْف"، فهو=(27/131)
قَالَ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ مُصْعَبًا الزُّبَيْرِيَّ يَقُولُ: جَاءَ
__________
=صحيح لغيره، محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من الصحابة إلا من أنس بن مالك، وعبد الرحمن بن عثمان التيمي، ورأى ابن عمر من الصحابة، وعامة أحاديثه عن سائر الصحابة مراسيل. ثم إنه اختلف فيه على حميد الأعرج، فروي في هذا الإسناد من طريق معمر عنه، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَِ، وسيأتي برقم
(16589) من طريق عبد الوارث العنبري، وخالد الواسطي- كما سيأتي في تخريجه- عن حميد، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن معاذ، قال: خطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دون ذكر الرجل من الصحابة، ورواه الحميدي عن سفيان بن عيينة، عن حميد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن رجل من قومه يقال له: معاذ أو ابن معاذ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فذكر نحوه مختصراً، وسيأتي هذا الطريق في تخريج الرواية رقم (16589) ، وبقية رجاله ثقات رجال
الشيخين. معمر: هو ابن راشد الأزدي، وحميد الأعرج: هو ابن قيس.
وأخرجه بنحوه أبو داود (1951) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وسيكرر 5/374 سنداً ومتناً. وانظر ما بعده.
وقوله: "ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف" يشهد له حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (1851) .
وآخر من حديث الفضل بن عباس، وقد سلف (1794) .
وثالث من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلف 1/301.
ورابع من حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص، وقد سلف برقم (16087) .
وخامس من حديث حرملة بن عمرو، سيرد 4/343.
وقوله: بمثل حصى الخذف، أي: صغار تشبه الحصى الذي يخذف به، والخذف: هو رميك بحصاة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها، من خَذَفَ بالشيء يَخْذِفُ خذفاً: رمى.(27/132)
أَبُو طَلْحَةَ الْقَاصُّ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، إِنَّ قَوْمًا قَدْ نَهَوْنِي أَنْ أَقُصَّ هَذَا الْحَدِيثَ " صَلَّى الله عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَعَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ "، فَقَالَ (1) مَالِكٌ: حَدِّثْ بِهِ وَقُصَّ بِهِ وَقُولَهُ (2) (3)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : له.
(2) ضبب فوقها في (س) ، وكأنه يريد: قُلْهُ، فأشبع الضمة.
(3) هذا الأثر مقطوع، وقد أدرج هنا في غير موضعه.
وفي "الموطأ" 1/165 من حديث أبي حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نُصلَي عليك؟ فقال: "قولوا: اللهمَّ صَل على محمدٍ وأزواجه وذريته كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذُريَّته كما باركتَ على آل إبراهيم إنك حميد مجيد". ورواه من طريق مالك البخاري
(3369) ، ومسلم (407) .(27/133)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
16589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16588) ، وأحال فيه هنا على لفظه هناك وقد بينا الصحيح منه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. وحميد بن قيس: هو الأعرج.
وأخرجه بنحوه أبو داود (1957) ، والنسائي في "المجتبى" 5/249، والبيهقي في "السنن" 5/127-128 من طريقين عن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/62 من طريق خالد: وهو ابن عبد الله الواسطي، عن حميد، به، بلفظ: كان يأمرنا أن نرمي الجمار بمثل حصى الخَذْف.
وأخرجه الحميدي (852) ، والبيهقي 5/127 من طريق سفيان بن عُيينة، عن حميد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن رجل من قومه يقال له معاذ أو ابن معاذ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر نحوه مختصراً.
وسيكرر 5/374، وانظر ما قبله.(27/134)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16590 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَيَكُونُ قَوْمٌ لَهُمْ عَهْدٌ، فَمَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْهُمْ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
والأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن. وسفيان: هو الثوري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/293، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيكرر 5/374.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6745) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(27/135)
حَدِيثُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
16591 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرٌ وَخُبْزٌ فَقَالَ: " ادْنُ فَكُلْ "، قَالَ: فَأَخَذَ يَأْكُلُ مِنَ التَّمْرِ، فَقَالَ لَهُ (1) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِعَيْنِكَ رَمَدًا "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا آكُلُ مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى، قَالَ: فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : قال: فقال له.
(2) إسناده محتمل للتحسين، عبد الحميد بن صيفي: هو ابن صهيب بن سنان، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووالده صيفي روى عنه جمع كذلك، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (3443) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" (7304) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/443 من طريق عمرو بن عون الواسطي، والحاكم 3/399 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الحميد بن صيفي، به.
وخالفهم عبد الله بن عثمان عبدان، فرواه- كما في الحاكم 4/411- عن ابن المبارك، عن عبد الحميد بن صيفي بن عبد الله بن صهيب، عن أبيه، عن جده، أن صهيباً قال: قدمت ... فذكره.
وخالفهم كذلك سهل بن عثمان، فرواه- كما عند البيهقي في "السنن" 9/344- عن ابن المبارك، عن عبد الحميد بن زياد بن صهيب، عن أبيه، عن جده صهيب، قال: قدمت.. فذكره. =(27/136)
حَدِيثُ رَجُلٍ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16592 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمًا يُعْطَوْنَ مِثْلَ أُجُورِ أَوَّلِهِمْ فَيُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ " (1)
__________
=قلنا: وعبد الحميد بن زياد هو ابن أخ عبد الحميد بن صيفي كما ذكر المزي في "التهذيب"، وسهل بن عثمان: هو ابن فارس الكندي، صدوق، له غرائب.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/228 من طريق الواقدي، عن عبد الله ابن جعفر، عن عبد الحكيم بن صهيب، عن عمر بن الحكم، قال: قدم صهيب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر نحوه مطولاً. والواقدي متروك.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/53. وقال هشام بن عمار: حدثنا يوسف بن محمد: وهو الصُهيبي، حدثني عبد الحميد بن زياد بن صيفي.
ويوسف بن محمد، قال الذهبي في "الميزان" 4/473، قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "ثقاته". قلنا: وذكره ابن عدي والعقيلي والذهبي في "الضعفاء"، وقال ابن حجر: مقبول.
(1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن الحضرمي لم نقف له على ترجمة فيما بين أيدينا من كتب الرجال، فلم يتبين لنا حاله، وزيد بن الحباب ثقة إلا أنه يخطئ في حديث سفيان الثوري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/261 و271 وقال: رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، سمع منه الثوري في الصحة، وعبد الرحمن بن الحضرمي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيكرر 5/375 سنداً ومتناً. =(27/137)
حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16593 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا لَا أُعْطِيهِمْ شَيْئًا أَكِلُهُمْ مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ " (1) ، قَالَ: مِنْ بَنِي عِجْلٍ
__________
= قال السندي: قوله: يعطون، على بناء المفعول.
قوله: أولهم، أي: أول الأمة وهم الصحابة.
قوله: فينكرون: كأنه نزلة العلة، أي: لأنهم ينكرون المنكر فصاروا كالأولين، حيث إن هؤلاء جاهدوا على المعاصي، والأولون جاهدوا على الكفر، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح دون قوله: "لا أعطيهم شيئاً"، ففي زيادتها نظر، فقد رواه الثوري عن أبي إسحاق- وهو أثبت الناس فيه- دون هذه الزيادة كما سيأتي 4/336، وإسرائيل وإن كان سماعه من جده متقناً للزومه إياه إلا أن الثوري أوثق منه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن
مضرب، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن، وهو ثقة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/380- 381، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب، وهو ثقة.
وسيكرر 5/375 سنداً ومتناً.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند البزار (2748) (زوائد) بلفظ: "إني لأعطي أقواماً أتألفهم، وأكل قوماً إلى ما عندهم، أو ما جعل الله في قلوبهم،=(27/138)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هِلَالٍ
16594 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " (1)
__________
= منهم فرات بن حيان".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/381، وقال: رواه البزار، وفيه ضرار بن صُرَد، وهو ضعيف. قلنا: بل هو إلى الترك أقرب.
قال السندي: قوله: "أكلهم"، من وكل- بالتخفيف أي: أكل أمرهم إلى ما وضع الله في قلوبهم من الخير والإيمان، فإن ذلك يصبرهم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد: هو المقرئ. عكرمة: هو ابن عمار اليمامي، وأبو زميل سماك: هو ابن الوليد الحنفي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/92، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيكرر 5/375 سنداً ومتناً.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6530) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "لا تصلح الصدقة": أي سؤالها.
قوله: "لذي مرة"، بكسر ميم وتشديد راء: لذي قوة.
قوله: "سوي": صفة لذي مرة، أي: صحيح الأعضاء.(27/139)
حَدِيثُ رَجُلٍ خَدَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16595 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ سِنِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامُهُ يَقُولُ: " بِسْمِ اللهِ "، وَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: " اللهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ، وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ، وَهَدَيْتَ وَأَحْيَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وسعيد بن أبي أيوب: هو المصري، وبكر بن عمرو: هو المعافري، وعبد الله بن هبيرة وعبد الرحمن بن جبير: هما المصريان.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (465) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص220 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6898) من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به.
وسيأتي 4/336، وسيكرر 5/375 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: إذا قرب، على بناء المفعول، من التقريب أو على بناء الفاعل، والضمير للخادم.
قوله: "وأقنيت"، أي: أعطيت أصل المال.
قوله: "وهديت"، أي: أعطيت ما هو كالهدية.(27/140)
حَدِيثُ رَجُلٍ عَنْ رَجُلٍ
16596 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُنِيبٍ (1) ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: بَلَغَ رَجُلًا (2) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَرَحَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ بِمِصْرَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
(1) في (م) : مسبب، وهو تصحيف.
(2) في (م) : بلغ رجلاً عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعند الهيثمي: بلغ رجلاً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يحدث ...
(3) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، منيب، غير منسوب، قال الحسيني في "الإكمال": لا يعرف، وتابعه الحافظ في "التعجيل"، وعمُه مبهم كذلك ولم نعرفه، ومؤمل بن إسماعيل: سيئ الحفظ. حماد: هو ابن سلمة.
وأورده الهيثمي في "مجمعا الزوائد" 1/134، وقال: رواه أحمد، ومنيب هذا- إن كان ابن عبد الله- فقد وثقه ابن حبان، وإن كان غيره، فإني لم أر من ذكره.
وسيكرر 5/375 سنداً ومتناً.
وسيأتي من حديث عقبة بن عامر الجهني 4/153 و159.
وقول: "من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة".
له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم=(27/141)
حَدِيثُ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16597 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْهِجْرَةَ لَا تَنْقَطِعُ مَا كَانَ الْجِهَادُ " (1)
__________
= (5646) ، ولفظه: "من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" وإسناده صحيح، وذكرنا هناك حديث الباب.
قال السندي: قوله: "من ستر أخاه": بأن ألبسه الثوب وكان عارياً، أو بأن ترك التعرض لشأنه الذي لا يليق به الكشف.
قوله: فرحل إليه، أي: إلى الذي سمع أنه يحدث به، لم يُعرف أنه رحل إليه من أي محل، والأقرب أنه من المدينة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له أحد في الكتب الستة. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد. وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2630) من طريق شعيب بن الليث، عن الليث، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/251، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، قلنا. وصححه الحافظ في "الإصابة".
وسيكرر 5/375 سنداً ومتناً. =(27/142)
حَدِيثُ إِنْسَانٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
16598 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ إِنْسَانٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَسَامَةَ الدَّمِ، فَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ ادَّعُوهُ عَلَى الْيَهُودِ " (1)
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن السَّعْدي، سيرد 5/270.
وعن حيوة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/363.
قال السندي: قوله: "ما كان الجهاد"، أي: ما دام الكفر موجوداً فالجهاد لا بد منه، وكذا الهجرة من بلاده إلى بلاد الإسلام، أو ما جاء من أن الهجرة قد انقطعت فذاك من مكة، أي: إلى المدينة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيه من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عُقيل: هو ابن خالد الأيلي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/122 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1670) من طريق صالح بن كيسان، ومسلم (1670) (7) ، والنسائي في "المجتبى" 8/4-5، وابن الجارود في "المنتقى" (797) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والنسائي في "المجتبى" 8/5، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/202 من طريق الأوزاعي، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18252) - ومن طريقه النسائي 8/5- وابن أبي شيبة 9/376 من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب،=(27/143)
حَدِيثُ رَجُلٍ رَمَقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16599 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ الْقَعْقَاعِ يُحَدِّثُ رَجُلًا مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ قَالَ: رَمَقَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ " يُصَلِّي فَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي (1) ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي " (2)
__________
= بنحوه مرسلاً.
وسيأتي برقم (23729) ، وسيكرر 5/375 سنداً ومتناً.
وانظر حديث سهل بن أبي حثمة السالف برقم (16091) .
(1) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (ق) : ذاتي.
(2) مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبيد بن القعقاع، وقد اختلف فيه على شعبة، فروي هنا مرسلاً، ورواه محمد بن جعفر - فيما سيأتي برقم (23175) - عن شعبة، عن أبي مسعود وهو سعيد بن إياس الجريري، عن ابن القعقاع، عن رجل جعل يرصد نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فزاد في الإسناد رجلاً، ولم يسمِّ ابن القعقاع، وقد سمي حميداً في رواية محمد بن جعفر كما ذكر الحافظ في "التعجيل" 1/477، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/110، وقال: رواه أحمد، وعبيد ابن القعقاع لم أعرفه.
وسيأتي 5/367، وسيكرر 5/375 سنداً ومتناً.
قلنا: وله شاهد حسن من حديث أبي موسى الأشعري سيأتي 4/399، ولفظه: "اللهم أصلح لي ديني، ووسِّع علي في ذاتي، وبارك لي في رزقي".
وآخر من حديث أبي هريرة عند الترمذي (3500) ولفظه: "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسِّعْ لي في رزقي، وبارك لي فيما رزقتني". وفي إسناده عبد الحميد=(27/144)
حَدِيثُ فُلَانٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16600 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدُبٍ: إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ هَؤُلَاءِ ـ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ ـ وَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ أَخْرُجَ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ، فَقَالَ: افْتَدِ بِمَالِكَ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ أَضْرِبَ مَعَهُمْ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ جُنْدُبٌ، حَدَّثَنِي فُلَانٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِقَاتِلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي - قَالَ: شُعْبَةُ فَأَحْسِبُهُ قَالَ -: فَيَقُولُ: عَلَامَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلَانٍ "، قَالَ: فَقَالَ جُنْدُبٌ: فَاتَّقِهَا (1)
__________
= ابن عمر الهلالي، وهو ضعيف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقول شعبة أحسبه قال ... وإن كان على الشك سيأتي من غير شك من طريق حماد بن سلمة، عن أبي عمران، به برقم 5/373، وأبو عمران: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي الجوني، وجندب: هو ابن عبد الله البجلي.
وأخرجه مختصراً دون القصة النسائي في "المجتبى" 7/84 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، بهذا الإسناد.
وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/294، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وسيأتي 5/367 و5/373، وسيكرر 5/376 سنداً ومتناً.
وقوله: فأحسبه قال: "فيقول علام قتلته؟ فيقول: قتلته على ملك فلان".=(27/145)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16601 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُبُ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ بِالسُّقْيَا، إِمَّا مِنَ الْحَرِّ وَإِمَّا مِنَ الْعَطَشِ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ صَائِمًا حَتَّى أَتَى كَدِيدًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَفْطَرَ، وَأَفْطَرَ النَّاسُ، وَهُوَ عَامُ الْفَتْحِ " (1)
__________
= له شاهد من حديث عبد الله بن مسعود بإسناد صحيح عند النسائي في "المجتبى" 7/84 بلفظ: "ويجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: إن هذا قتلني، فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان. فيقول: إنها ليست لفلان، فيبوء بإثمه".
وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف برقم (1941) .
قال السندي: قوله: أمسك، أي: احبس نفسك عن الخروج معهم.
قوله: فاتَّقِها: أمر من الاتقاء، أي: فاتق هذه الحالة.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح: وهو عبد الرحمن بن غزوان، فقد أخرج له البخاري متابعة، هو ثقة، وقد توبع.
وقد سلف برقم (15903) ، وسيكرر 5/376 سنداً ومتناً.(27/146)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16602 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ فِي سَفَرٍ عَامَ الْفَتْحِ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْإِفْطَارِ "، وَقَالَ: " إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ (1) عَدُوًّا لَكُمْ فَتَقَوَّوْا "، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَامُوا لِصِيَامِكَ، فَلَمَّا أَتَى الْكَدِيدَ أَفْطَرَ، قَالَ الَّذِي حَدَّثَنِي: " فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ مِنَ الْحَرِّ وَهُوَ صَائِمٌ " (2)
__________
(1) في (ق) : إنكم غداً تلقون.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.
وقد سلف برقم (15903) ، وانظر ما قبله، وسيكرر 5/376 سنداً ومتناً.(27/147)
حَدِيثُ شَيْخٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ
16603 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَتَخَلَّلُهَا يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا "، قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ، فَإِنَّمَا يُرِيدُ لِتَتْرُكُوا آلِهَتَكُمْ، وَتَتْرُكُوا (1) اللَّاتَ وَالْعُزَّى، قَالَ: وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْنَا: انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " بَيْنَ بُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ، مَرْبُوعٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ، حَسَنُ الْوَجْهِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، أَبْيَضُ شَدِيدُ الْبَيَاضِ، سَابِغُ الشَّعْرِ " (2)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (س) : ولتتركوا.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم ابن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأشعث: هو ابن أبي الشعثاء سُلَيْم بن الأسود.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/21-22، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيأتي نحوه مختصراً 5/371، وسيكرر 5/376 سنداً ومتناً، وانظر (16020) .(27/148)
حَدِيثُ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ رَجلٍ
16604 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (1) ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: كَانَ يَقُولُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَا يَمُوتُ عُثْمَانُ حَتَّى يُسْتَخْلَفَ، قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِي وُزِنُوا، فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ فَنَقَصَ صَاحِبُنَا، وَهُوَ صَالِحٌ " (2)
__________
(1) في "أطراف المسند" 8/250: سفيان، وهو تحريف.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر.
وسيكرر 5/376 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "كأَن ثلاثة من أصحابي وزنوا"، على بناء المفعول، ولعل تخصيص الثلاثة لأن عليا رضي الله تعالى عنه ما تقرر له الأمر كما تقرر للثلاثة.
قوله: "فوزن أبو بكر"، على بناء المفعول.
قوله: "فَوَزَنَ" على بناء الفاعل، أي: رجح في الوزن.
قوله: "فنقص"، بفتحات، أي: في الوزن، لكن لا نقصاناً يخل في الصلاح، وإليه أشار بقوله: "وهو صالح".(27/149)
حَدِيثُ شَيْخٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16605 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ شَيْخٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقْرَأُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، قَالَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ "، قَالَ: وَإِذَا آخَرُ يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِهَا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، المسعودي- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن كان قد اختلط وسماع أبي النضر منه بعد اختلاطه- قد توبع. مهاجر أبو الحسن: هو التيمي الصائغ.
وأخرجه الدارمي 2/458 من طريق شعبة، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (305) ، والنَّسائي في "الكبرى" (8028) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن مهاجر أبي الحسن، به.
وأورده الهيثم ي في "مجمع الزوائد" 7/145، وقال: رواه أحمد بإسنادين في أحدهما شريك، وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: وسيأتي من طريق شريك برقم (16617) ، وسيكرر 5/376 سنداً ومتناً.
وفي الباب من حديث نوفل الأشجعي، وسيرد 5/456.
وآخر من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (8011) .
قال السندي: قوله: "برىء"، بفتح الراء: على لغة الحجاز، وكسرها على لغة تميم.(27/150)
* 16606 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ فُلَانِ بْنِ جَارِيَةَ (1) الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : فلان بن حارثة، وهو تحريف قديم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 8/347، وهو مجمع بن جارية كما جاء مصرحاً به في رواية ابن ماجه، وكذلك أخرجه ابن أبي عاصم والطبراني في ترجمته.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حمران بن أعين: وهو الكوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن هشام، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث، وعبد الله بن أحمد من رجال النسائي، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وأبو الطفيل: هو الصحابي الجليل عامر بن واثلة الليثي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1085) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/308 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو عند ابن أبي شيبة 3/362، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1536) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2125) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (1085) ، وابن عدي في "الكامل" 2/843 وعندهم زيادة من طريقه: فصففنا خلفه صفين.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/432، والخطيب في "تاريخه" 5/234-235 من طريقين عن معاوية بن هشام، به وفيه الزيادة السالفة، وهي ثابتة من حديث جابر عند مسلم (952) (66) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/843 من طريق عنبر، عن سفيان الثوري، به. =(27/151)
حَدِيثُ بِنْتِ كَرْدَمَةَ عَنْ أَبِيهَا
16607 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ ابْنَةِ كَرْدَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ثَلَاثَةً مِنْ إِبِلِي فَقَالَ: " إِنْ كَانَ عَلَى جَمْعٍ مِنْ جَمْعِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ عَلَى عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ عَلَى وَثَنٍ فَلَا، وَإِنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَاقْضِ نَذْرَكَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَى أُمِّ هَذِهِ الْجَارِيَةِ مَشْيًا أَفَأَمْشِي عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
__________
= وسيكرر 5/376 من رواية أحمد وحده سنداً ومتناً.
وقد سلف نحوه من حديث أبي هريرة برقم (7147) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث حذيفة بن أَسِيد وقد سلف برقم (16145) .
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، عمرو بن شعيب لم يسمع من ابنة كردمة - ويقال: كردم- وبقية رجاله ثقات. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد البصري، وابن جعفر: هو عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري.
وأخرجه أبو داود (3315) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (427) من طريق كامل بن طلحة الجحدري، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو أن كردم بن سفيان الثقفي أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث بنحوه. قلنا: ابن لهيعة ضعيف.
وقوله: "فاقض نذرك"، ذكرنا في الرواية رقم (15456) أن له أصلاً في الصحيح. =(27/152)
حَدِيثُ رَجُلٍ مُقْعَدٍ
16608 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَوْلًى لِيَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ نِمْرَانَ، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا مُقْعَدًا شَوَّال (1) فَسَأَلْتُهُ قَالَ: مَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَتَانٍ أَوْ حِمَارٍ فَقَالَ: " قَطَعَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا قَطَعَ اللهُ أَثَرَهُ "، فَأُقْعِدَ (2)
__________
= وسيكرر 5/376 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: مشياً- بالنصب-: أي: هي نذرت الحج مشياً، أفأحج عنها مشياً، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : شوالاً، وجاء في هامش (س) : هكذا صورته في نسختين، وهو تحريف، وصوابه بتبوك كما في أبي داود، وقال السندي: وإن صَحَّ فلعله لقيه في شهر شوال في تبوك!
(2) إسناده ضعيف لجهالة مولى يزيد بن نمران: وهو سعيد، فقد انفرد بالرواية عنه سعيد بن عمد العزيز التنوخي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان"، والحافظ في "التقريب": مجهول. ومولاه يزيد بن نمران، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عاصم: هو الضَحَاك بن مَخْلَد.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 31/260 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/365 و366، وأبو داود (705) و (706) ، والبيهقي في "السنن" 2/275، وفي "الدلائل" 6/241 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به. =(27/153)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ صَاحِبِ بُدْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16609 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ بُدْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ قَالَ: " رَجَعْتُ " (1) ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ (2) اللهِ، مَا تَأْمُرُنِي بِمَا عَطِبَ مِنْهَا؟، قَالَ: " انْحَرْهَا ثُمَّ اصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/365، وأبو داود (707) ، والبيهقي في "السنن" 2/275 من طريق معاوية بن صالح، عن سعيد بن غزوان عن أبيه أنه نزل بتبوك وهو حاج، فإذا هو برجل مقعد، فسأله عن أمره، فقال له: سأحدثك حديثاً فلا تحدث به ما سمعتَ أني حي، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل بتبوك إلى نخلة، فقال: "هذه قبلتنا" ثم صلى إليها. فأقبلت وأنا غلام أسعى حتى مررت بينه وبينها، فقال: "قطع صلاتنا، قطع الله أثره" فأقمت عليها إلى يومي هذا. قلنا: وهذا لفظ أبي داود. وإسناده ضعيف كذلك، سعيد بن غزوان وأبوه مجهولان. قال الذهبي في "الميزان" 2/154 في ترجمة سعيد بن غزوان: شامي مقل، ما رأيت لهم فيه ولا في أبيه كلاماً، ولا يُدْرَى من هما ولا مَن المقعد. قال عبد الحق وابن القطان: إسناده ضعيف. قلت (القائل الذهبي) : أظنه موضوعاً.
وسيكرر 5/376 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "أثره"، أي: مشيه.
(1) قال السندي: قوله: قال: "رجعت"، أي: قمتُ من عنده أولاً، ثم رجعت إليه.
(2) في (م) : نعم، يا رسول الله.(27/154)
ضَعْهَا عَلَى صَفْحَتِهَا أَوْ عَلَى جَنْبِهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سُلَيْم- وشهر:- هو ابن حوشب- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وسيأتي التصريح باسم صحابيه: وهو عمرو بن خارجة الثمالي في الرواية الآتية برقم (17683) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/228، وقال: رواه أحمد، وفيه ليث بن أبي سُلَيْم، وهو ثقة، لكنه مدلس!
وسيأتي 4/187 و238، وسيكرر 5/377 سنداً ومتناً.
وله شاهد من حديث ابن عباس بإسناد صحيح، وقد سلف برقم (1869) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: عطب، بكسر الطاء، أي: هلك، أي: قارب الهلاك.
قوله: "نعلها"، أي: قلادتها.
قوله: "من أهل رفقتك"، بضم راء أو كسرها، فسكون فاء، أي: من أهل جماعتك الموافقين معك في السفر.(27/155)
حَدِيثُ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ (1)
16610 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ (2) الْغِفَارِيِّ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْنُو مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ (3) بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا (4) قِيدُ ذِرَاعٍ فَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَتَبَاعَدُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنْ صَنْعَاءَ " (5)
__________
(1) اختلف اسمها أمة أو أمية أو آمنة، واختلف أبوها هل هو الحكم أو أبو الصلت، وذكر الحافظ في "الإصابة" أن لها صحبة على اختلاف اسمها واسم أبيها.
(2) في (ق) : ابنة الحكم. قلنا: وهو أحد الأقوال في اسم أبيها.
(3) في (م) : حتى يكون ما بينه.
(4) لفظ: بينها، ليس في (ظ 12) .
(5) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، ينسب إلى جده.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3458) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (427) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/24 من طريق عبد الأعلى: وهو ابن عبد الأعلى السامي، عن ابن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/297، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد وثق. =(27/156)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
16611 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ أَنَّها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا وَلَوْ كُرَاعَ شَاةٍ مُحْرَّقًا " (1)
__________
=وسيكرر 5/377 سنداً ومتناً.
قلنا: ولابن أبي عدي عن ابن إسحاق فيه إسناد آخر أصح من هذا الإسناد، فقد صَرَّح هناك بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وقد سلف برقم (7215) من حديث أبي هريرة، بلفظ: "إن الرجل ليتكلَّمُ بالكلمة لا يرى بها بأساً، يهوي بها سبعين خريفاً في النَّار".
قال السندي: قوله: "أبعد من صنعاء": الظاهر أن المراد بُعْد صنعاء عن المدينة، إذ الظاهر أن المدينة هي مَحَل الكلام.
(1) حديث صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن معاذ الأشهلي، فقد انفرد بالرواية عنه زيد بن أسلم، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/996، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (122) ، والدارمي 1/395، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3390) ، والطبراني في "الكبير " 24/ (559) ، والبيهقي في "الشعب" (3462) .
وسيكرر برقم 5/377 و5/407 سنداً ومتناً.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف بإسنادٍ صحيح برقم (7591) .
قالا السندي: قوله: "ولو كراع شاة"، بالنصب، أي: لا تحقرن شيئاً ولو كان ذلك الشيء كراع شاة.
قوله: "محرقاً" بالنصب: صفة كراع شاة.(27/157)
حَدِيثُ رَجُلٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16612 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ رَجُلٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا الطَّوَافُ صَلَاةٌ، فَإِذَا طُفْتُمْ فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ "، وَلَمْ يَرْفَعْهُ ابْنُ بَكْرٍ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15423) سنداً ومتناً.(27/158)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ
16613 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ يَقُولُ: " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ "، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلَانًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن مسلم المؤدب، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأشعث بن سُلَيْم هو ابن أبي أسود المحاربي.
وأخرج القْسم الأول منه، وهو "يدُ المعطي العليا" إلى قوله "وأخاك" ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1175) و (2915) عن عباس بن الوليد النرسي، وأخرج القسم الثاني منه النَّسائي في "المجتبى" 8/54 عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن أبي عوانة، به.
وأخرجه أيضاً النسائي في "المجتبى" 8/54 من طريق أبي الأحوص سلام ابن سُلَيْم، عن أشعث، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البزار (918) (زوائد) ، وابن أبي عاصم (1176) والنسائي في "المجتبى" 8/54 من طريق شعبة عن أشعث، عن أسود بن هلال، عن رجل من ثعلبة، به.
وأخرجه كذلك الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/86، والبزار (917) (زوائد) ، والنسائي في "المجتبى" 8/53، والطبراني في "الكبير" (1384) من=(27/159)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16614 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَتُكْمِلُوا بِهَا فَرِيضَتَهُ؟ ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ " (1)
__________
= (1384) من طريق سفيان الثوري، عن أشعث، عن أسود بن هلال، عن ثعلبة ابن زهدم اليربوعي، به.
قلنا: ثعلبة بن زهدم مختلف في صحبته، قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمته: جزم بصحبته ابن حبان وابن السكن، وأبو محمد بن حزم، وجماعة ممن صنف في الصحابة يطول تعدادُهم. وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" [2/173-174] ، وقال: قال الثوري: له صحبة، ولا يصح. وقال الترمذي في "تاريخه": أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعامة روايته عن الصحابة. وقال العجلي: تابعي ثقة. ذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين.
وقد سلف بتمامه من حديث أبي رمثة برقم (7105) وذكرنا هناك شواهده وشرحه.
وسيكرر 5/377 سنداً ومتناً.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، حسن بن موسى: هو الأشيب، وأزرق بن قيس: هو الحارثي، ويحيى بن يعمر: هو البصري.
وسيأتي من طريق عثمان، عن حماد، بهذا الإسناد. 5/72. =(27/160)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد روي عن حماد بإسناد آخر، فقد رواه حسن بن موسى الأشيب- كما سيأتي برقم (16648) - وعفان بن مسلم- كما سيأتي 4/103- كلاهما عن حماد، عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفى، عن تميم الداري، به، مرفوعاً.
وقد رُوي من حديث أبي هريرة كما سلف برقم (7902) ، وفي إسناده اضطراب بيناه ثمة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2552) من طريق عبيد الله بن محمد التميمي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (506) . ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 1/233-234، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2554) ، والخطيب في "تاريخه" 6/80 عن النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، به، وقد سمى الصحابي أبا هريرة.
وأخرجه الحاكم 1/263 من طريق الربيع بن يحيى وسليمان بن حرب، وإبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن رجل من الصحابة، به، ولم يذكروا يحيى بن يعمر في الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/291، وقال: روى النسائي عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة مثل هذا، فلا أدري أهو هذا أم لا؟ وقد ذكره الإمام أحمد في ترجمة رجل غير أبي هريرة، ورجاله رجال الصحيح.
وسيكرر 4/103 و5/377 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "أول ما يحاسب به العبد"، أي: في حقوق الله، فلا يشكل بما جاء أنه يبدأ بالدماء، فإن ذلك في حقوق العباد.
قوله: "كتبت"، أي: قررت بالجزاء عليها، ويحتمل أن يكون هناك أيضاً كتابة وقت الحساب، ويوافقه طاهر قوله تعالى: (سنكتب ما قالوا) [آل عمران: 181] .
قوله: "فتكملوا بها": ظاهره أن من فاتته الصلاة المكتوبة، وصلَّى نافلة=(27/161)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16615 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أُرَاهُمُ اللَّيْلَةَ إِلَّا سَيُبَيِّتُونَكُمْ فَإِنْ فَعَلُوا فَشِعَارُكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ " (1)
__________
= يحسب عنه النافلة موضع المكتوبة. وقيل: بل ما نقص من خشوع الفريضة وأدائها يجبر بالنافلة، وَرُدَّ بأن قوله: وسائر الأعمال كذلك لا يناسبه، إذ ليس في الزكاة إلا فرض أو فضل، فكما تكمل فرض الزكاة بفضلها كذلك في الصلاة، وفضل الله أوسع، وكرمه أعم وأتم، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاب بن أبي صفرة، فقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8861) و (10453) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (617) - من طريق أبي نعيم، عن شريك، بهذا الإسناد، وفيه: كان ذلك يوم الخندق.
وأخرجه الحاكم 2/107، والبيهقي في "السنن" 6/362 من طريق علي ابن حكيم الأودي، عن شريك، به، وسمى الصحابي البراء بن عازب.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9467) ، وأبو داود (2597) ، والترمذي (1682) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1063) ، والحاكم 2/107، والبيهقي في "السنن" 6/361-362 من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق، به، ولفظه عند الترمذي: "إنْ بيَّتكم العدو فقولوا حم لا ينصرون"، وهذا إسناد=(27/162)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ
16616 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ فُضَيْلٍ (1) ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَوْ قَالَ:
__________
= صحيح، فإن سفيان الثوري أثبت الناس في أبي إسحاق. وقد قرن عبد الرزاق معمراً بالثوري في إسناده.
وأخرجه الحاكم 2/107 من طريق أحمد بن يونس، عن زهير- وهو ابن معاوية- عن أبي إسحاق، به. وسماع زهير من أبي إسحاق بعد اختلاطه، وقد اختلف عنه فيه.
فأخرجه النسائي في "الكبرى" (10454) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (618) - من طريق الحسين: وهو ابن عياش، عن زهير، عن أبي إسحاق، عن المهلب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وسيأتي 4/289 من طريق أجلح بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن البراء ابن عازب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دون ذكر المهلب بن أبي صفرة بالإسناد، والأجلح ضعيف.
وسيكرر 5/377 سنداً ومتناً.
قال السندي: "فشعاركم"، أي: علامتكم التي تتميزون أنتم فيما بينكم بها من عدوكم.
قوله: "حمَ لا ينصرون": فإنه مع كونه علامة دعاء عليهم أيضاً.
(1) في (ظ 12) و (ص) : فضيل، وهو تصحيف، انظر "توضيح المشتبه" 7/109.(27/163)
أَنْتَ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَإِلَامَ تَدْعُو (1) ؟ قَالَ: " أَدْعُو إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ، مَنْ إِذَا كَانَ بِكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَمَنْ إِذَا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَ لَكَ، وَمَنْ إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ فَأَضْلَلْتَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّ عَلَيْكَ "، قَالَ: فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ ثُمَّ قَالَ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ لَهُ (2) : " لَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا "، أَوْ قَالَ: " أَحَدًا " ـ شَكَّ الْحَكَمُ ـ قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعِيرًا وَلَا شَاةً مُنْذُ أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " وَلَا تَزْهَدْ فِي الْمَعْرُوفِ وَلَوْ مُنْبَسِطٌ وَجْهُكَ إِلَى أَخِيكَ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ، وَأَفْرِغْ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ " (3)
__________
(1) في هامش (س) : ما تدعو، نسخة.
(2) لفظ "له" ليس في (ظ 12) و (ص) ، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.
(3) حديث صحيح، الحكم بن فصيل، من رجال "التعجيل"، مختلف فيه، وثقه ابن معين وأبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: ليس بذلك، وقال الأزدي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: تفرد بما لا يتابع عليه. قلنا: وقد توبع هنا بوهيب بن خالد كما سيأتي في الرواية 5/64،
وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو تميمة: هو طريف بن مجالد الهجيمي.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/20 من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي تميمة أنه قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو قال له رجل، فذكر الحديث.
قلنا: زهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/72، وقال: رواه أحمد، وفيه=(27/164)
حَدِيثُ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ
16617 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُهَاجِرٍ الصَّائِغِ، عَنْ رَجُلٍ ـ لَمْ يُسَمِّهِ ـ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا ـ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) ـ يَقْرَأُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، قَالَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ "، وَسَمِعَ آخَرَ يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ غُفِرَ لَهُ " (2)
__________
= الحكم بن فصيل، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وقد سلف نحوه برقم (15955) ، وسيأتي 5/64، وسيكرر 5/377 سنداً ومتناً.
قال السندي: فإلام يدعو، أي: إلى أي رب يدعو، فلذا عبر بـ"ما" لملاحظة معنى الوصف.
قوله: "فأضللت"، أي: راحلتك.
قوله: "فإنها"، أي: هذه الخصلة التي هي الإسبال، وهذا يقتضي أن الإسبال غالباً لا يكون إلا من المخيلة حتى جعله مطلقاً منها، والله تعالى أعلم.
(1) يريد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي سمع.
(2) حديث صحيح، شريك: وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وقد بينا المتابعة في الرواية السالفة برقم (16605) .
وسيكرر 5/377 سنداً ومتناً.(27/165)
حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16618 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَوَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدًا، أَوْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ فِي حَلْقِهِ مِنَ الذُّبْحَةِ، وَقَالَ: " لَا أَدَعُ فِي نَفْسِي حَرَجًا مِنْ سَعْدٍ أَوْ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ " (2)
__________
(1) لفظ "عن أبيه" ليس في (ظ 12) ، وهو الموافق لرواية ابن سعد كما سيأتي، ويميل القلب إلى أنه هو الصَّواب لنفاسة نسخة الظاهرية، ولموافقتها لرواية ابن سعد كذلك.
(2) إسناده ضعيف، أبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، مدلس وقد عنعن، وهو منقطع حسب رواية (ظ12) ورواية ابن سعد الموافقة لها، والتي ليس فيها لفظ "عن أبيه" بعد عمرو بن شعيب.
فرواه ابن سعد في "الطبقات" 3/610 عن الفضل بن دكين، عن زهير: وهو ابن معاوية الجعفي، عن أبي الزبير، عن عمرو بن شعيب، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. دون ذكر "عن أبيه".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/98، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات!
قلنا: وقد اختلف في متنه كذلك، فأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/610 عن يعقوب بن إبراهيم بن سعدا أزهري، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه أخبره أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاد أسعد بن زرارة، وبه شوكة، فلما دخل عليه قال: "قاتل الله يهود، يقولون لولا دفع عنه، ولا أملك له ولا لنفسي شيئاً، لا يلوموني في أبي=(27/166)
__________
= أمامة"، ثم أمر به فكوي، وحجَّر به حلقه، يعني بالكي.
قلنا: وهذا إسناد مرسل، أبو أمامة أسعد بن سهل، له رواية، ولم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يدرك جده لأمه أسعد بن زرارة.
وأخرجه ابن ماجه (3492) من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة الأنصاري، عن عمه يحيى بن أسعد بن زرارة يحدِّث الناس أن سعد بن زرارة- وهو جد محمد من قبل أمه- أنه أخذه وجع في حلقه، يقال له الذبحة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأُبْلغَنَّ أو لأُبلين في أبي أمامة عذراً"، فكواه بيده، فمات، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ميتة سوء لليهود، يقولون: أفلا دفع عن صاحبه؟ وما أملك له ولا لنفسي شيئاً".
قلنا: وهذا إسناد مرسل، يحيى بن أسعد بن زرارة، مختلف في صحبته، قال ابن عساكر: إن كان هو ابن سعد بن زرارة لصلبه فلا ريب في صحبته: لأن أباه مات في السنة الأولى من الهجرة، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، مختلف في صحبته، وقال المزي في "تحفة الأشراف" 9/103:
الصحيح أنه لا صحبة له. وكذلك قال ابن عساكر: الأصح أن لا صحبة له.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/610 عن محمد بن عمر، عن ربيعة ابن عثمان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كانت بأَسعد الذبحة، فكواه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عمر: وهو الواقدي، متروك، وأبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس، مدلس، وقد عنعن.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/610 عن الفضل بن دكين، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كواه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين في أكحله.
وهذا إسناد ضعيف لعنعنة أبي الزبير.
وأخرجه ابن سَعْد 3/610 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، قال: أخذت أسعد بن=(27/167)
حَدِيثُ رِجَالٍ يَتَحَدَّثُونَ
16619 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ الْفَضْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالًا يَتَحَدَّثُونَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أُعْتِقَتْ الْأَمَةُ فَهِيَ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَطَأْهَا، إِنْ شَاءَتْ فَارَقَتْهُ، وَإِنْ وَطِئَهَا فَلَا خِيَارَ لَهَا، وَلَا تَسْتَطِيعُ فِرَاقَهُ " (1)
__________
= زرارة الذبحة، فأتاه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "اكتوِ، فإني لا ألوم نفسي عليك".
قلنا: وهذا إسناد منقطع. محمد بن عبد الرحمن بن سَعْد بن زرارة يروي عن أولاد الصحابة الذين لم يدركوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/944 عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن سعد بن زرارة اكتوى في زمان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمات.
وسيرد من طريق الزهري برقم (17238) ونخرجه من طريقه هناك.
قال السندي: قوله: من الذبحة، هي بذال معجمة وياء موحدة وحاء مهملة في "القاموس" كهُمَزَة وعِنَبة: وجع في الحلق، أو دم يخنق فيقتل، وفي "النهاية" هي بفتح باء وقد تسكَّن: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فينسدّ معها، وينقطع النفس فتقتل والحاصل أنه داء يقتل، أي:
يزال بالكي فيقال له الذبحة لذلك.
قوله: "حرجاً"، أي: ضيقاً، أي: إن تركت بعض الأدوية يضيق النفس من ذلك إن مات، فلا أفعل ذلك.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وقد أختلف عليه فيه، فرواه هنا عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الفضل بن عمرو بن أمية، عن أبيه. فزاد في الإسناد: عن أبيه، وربما نسب الفضل بن=(27/168)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمرو إلى جده، ورواه حسن بن موسى الأشيب كما سيأتي في الرواية الآتية بعد هذه، فقال: عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري، قال: سمعت رجالاً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يتحدَّثون، فذكر نحوه. وقد تابع حسناً عبدُ الله بن وهب كما هو عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4382) ، وهو صحيح السماع من ابن لهيعة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4383) من طريق ابن وهب، عن الليث، عن ابن أبي جعفر، عن الضمري، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثله.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، الضمري: وهو الفضل بن الحسن بن عمرو، تابعي لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه انقطاع كذلك، فإن الليث بن سعد لم يسمع من عبيد الله بن أبي جعفر. ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص180: قال الليث بن سعد: لم أسمع من عبيد الله بن أبي جعفر، إنما كان صحيفة كتب إلي، ولم أعرض عليه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4937) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4381) من طريق مروان بن محمد الطاطري، حدثنا الليث، وذكر آخر قبله- يعني ابن لهيعة- قال: حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر، عن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري أنه حدثه أن رجالاً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثوه، فذكر نحوه.
قلنا: الحسن بن عمرو لم نقف له على ترجمة، ولم يترجم له الحافظان المزي وابن حجر مع أنه على شرطهما، وقد ذكره الحافظ في "تحفة الأشراف" 11/138.
وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث عائشة في قصة بريرة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4384) ، وإسناده حسن، ولفظه: أن بريرة كانت تحت عبد مملوك، فلما عتقت قال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنت أملك بنفسك، إن شئت أقمت مع=(27/169)
16620 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَدَّثُونَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أُعْتِقَتْ الْأَمَةُ وَهِيَ تَحْتَ الْعَبْدِ فَأَمْرُهَا بِيَدِهَا، فَإِنْ هِيَ أَقَرَّتْ حَتَّى يَطَأَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ لَا تَسْتَطِيعُ فِرَاقَهُ " (1)
__________
= زوجك، وإن شئت فارقته ما لم يمسك".
وسيرد نحوه 6/45-46.
وآخر موقوفاً من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، رواه مالك في "الموطأ" 2/562، وابن أبي شيبة 4/212 من طريق عبيد الله، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يقول في الأمة تكون تحت العبد فتعتق: إن الأمة لها الخيار ما لم يَمَسَّها.
(1) حديث حسن، الحسن بن موسى الأشيب- وإن كان سماعه من ابن لهيعة بعد احتراق كتبه- قد توبع بعبد الله بن وهب كما سلف عند الطحاوي في تعليقنا على الرواية السالفة برقم (16619) ، وهو صحيح السماع منه. والفضل ابن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب ": صدوق، وبقية رجاله ثقات.
وانظر ما قبله.(27/170)
حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16621 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ غَدَاةٍ وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، مُسْفِرُ الْوَجْهِ، أَوْ مُشْرِقُ الْوَجْهِ، قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ، مُسْفِرَ الْوَجْهِ، أَوْ مُشْرِقَ الْوَجْهِ، فَقَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي، وَأَتَانِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ (1) : يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي أَيْ رَبِّ، قَالَ: ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: فَوَضَعَ كَفَّيْهِ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى تَجَلَّى لِي مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ، قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْتُ: الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ (2) ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ خِلَافَ (3) الصَّلَوَاتِ، وَإِبْلَاغُ (4) الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، قَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ
__________
(1) في (س) و (م) : قال.
(2) في (م) : الجماعات.
(3) في (ق) : خاف.
(4) في (س) و (ق) : إسباغ. وكتب في هامشيهما: إبلاغ.(27/171)
مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَمِنَ الدَّرَجَاتِ طِيبُ الْكَلَامِ، وَبَذْلُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي النَّاسِ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بيَّنَّا ذلك مفصلاً في حديث ابن عباس السالف برقم (3484) . عبد الرحمن بن عائش يقال: له صحبة، وقال ابنُ عبد البر: لا تصح له صحبة، لأن حديثه مضطرب، وقال البخاري: لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له حديث واحد، إلا أنهم يضطربون فيه.- قلنا: ذكر له الحافظ حديثين آخرين- وروى له الترمذي، وقال: لم يسمح من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال أبو زرعة الرازي: ليس بمعروف، وقال الذهبي في "الميزان": حديثه عجيب
غريب. وخالد بن اللجلاج: هو العامري، صدوق فقيه، أخرج له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن يزيد بن جابر- وهو الأزدي الدمشقي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وزهير بن محمد- وهو التميمي- إنما أخرج له البخاري متابعة، ولا يصح عنه إلا روايةُ أهل العراق، وروايةُ أهلِ الشام عنه غير مستقيمة، فضُعِّف بسببها. وقد انقلبت هذه العبارةُ في "الإصابة" فجاء فيه: "روايةُ زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة"، ونقلها بعضُ المحققين دون التنبه لما فيها من الخطأ، وسيرد التنبيه
عليها في موضعها في التخريج. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.
وأخرجه ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص216-217، وابن منده في "الرد على الجهمية" (74) ، من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. لكن وقع في مطبوع ابن منده عبد الرحمن بن عياش بدل أبي عائش.
وأخرجه الدارمي 2/126، والترمذي في "العلل الكبير" 2/894، وابن أبي عاصم في "السنة" (467) مختصراً جداً، والمروزي في "قيام الليل"=(27/172)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= باختصار المقريزي ص22، والطبراني في "الدعاء" (1418) ، والدارقطني في "الرؤية" (236) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (901) مختصراً من طريق الوليد بن مسلم، وقرن ابنُ أبي عاصم به صدقة بن خالد، والطبري في "التفسير" 11/476 (طبعة شاكر) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص298-299 من طريقي الوليد بن مزيد البيروتي والأوزاعي، والطبراني أيضاً
(1419) ، والآجري في "الشريعة" ص497، والدارقطني في "الرؤية" (234) و (235) ، واللالكائي (902) مختصراً من طريق الأوزاعي، وابنُ أبي عاصم أيضاً (388) و (467) ، والدارقطني في "الرؤية" (239) ، والبغوي في "شرح السنة" (924) من طريق صدقة بن خالد، والحاكم 1/520-521 من طريق محمد بن شعيب بن شابور، والدارقطني في "الرؤية" (233) من طريق عمارة ابن بشر، و (240) من طريق حماد بن مالك بن بسطام الأشجعي، سبعتهم عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر (وهو أخو يزيد) ، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير أن صدقة بن خالد لم يذكر لعبد الرحمن بن عائش سماعاً من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكر روايةَ الوليد بن مسلم ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص215، وحسَنه البغوي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
ونقل الترمذي في "السنن" و"العلل" عن البخاري قوله: عبد الرحمن بن عائش لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديث الوليد بن مسلم غير صحيح، وذكر أن قوله عن عبد الرحمن بن عائش: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غير محفوظ، وأن الأصح فيه: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال ابن خزيمة: قوله في هذا الخبر: "سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وهم: لأن عبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وذكر الحافظُ في "الإصابة" في ترجمة ابنِ عائش أنه لم ينفرد الوليدُ بنُ مسلم بالتصريح المذكور، بل تابعه الوليدُ بن مزيد البيروتي والأوزاعي- وقد=(27/173)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سلفت روايتهما- وقال: وهذه متابعة قوية للوليد بن مسلم، وذكر متابعتَيْ حمادِ بنِ مالك وعمارةِ بنِ بشر اللتين مرَّ ذكرهما آنفاً، وقولهما في هذا الحديث: سمح رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذكر روايةً أخرى لشريك أخرجها الهيثمُ بنُ كليب في مسنده وابنُ خزيمة والدارقطني، وفيها يقولُ عبد الرحمن بن عائش: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: وروى هذا الحديث يزيدُ بنُ يزيد بن جابر- أخو عبد الرحمن- عن خالد، فخالف أخاه، أخرجه أحمد من طريق زهير بن
محمد، عنه، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من الصحابة، فزاد فيه رجلاً، ولكن روايةَ زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة كما قال البخاري وغيره وهذا منها.
قلنا: ليست رواية زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة، بل الضعيف روايةُ الشاميين عنه، وهذا ما ذكره البخاري وغيره ومنهم الحافظ نفسه في "التهذيب" و"التقريب "، ولا يخفى عليه مثل هذا، لكنه وهم في هذا الموضع، فانقلبت عليه العبارة.
ثم قال الحافظ بعد أن سرد روايات أخرى فيها اختلاف: ويُستفادُ من مجموع ما ذكرتُ قوةُ رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر لإتقانها، ولأنه لم يُختلف عليه فيها.
قلنا: قد ذكر البخاري- فيما نقله عنه الترمذي في "السنن"- أن أصح الطرق طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل (وسيرد في مسنده 5/243) .
وسيكرر هذا الحديث 5/377-378.
وقد ذكرنا أحاديث الباب عقب تخريج رواية ابن عباس السالفة برقم (3484) .(27/174)
حَدِيثُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16622 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ (1) بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِرَجْمِ رَجُلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَلَمَّا وَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ خَرَجَ فَهَرَبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ " (2)
__________
(1) في (م) : عن محمد، بزيادة "عن"، وهو خطأ.
(2) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16585) إلا أن شيخ أحمد هنا هو الزبيري محمد بن عبد الله: وهو أبو أحمد.(27/175)
حَدِيثُ رَجُلٍ
16623 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: " وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وصحابيه هو ميسرة الفجر كما سيأتي مصرحاً به في الرواية 5/59. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2918) ، وفي "السنة" (411) عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/148 عن ابن علية، وابن أبي شيبة 14/292 من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن خالد الحذاء، به.
وسيأتي 5/59، وسيكرر 5/379 سنداً ومتناً.
وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (3609) ، والحاكم 2/609، والآجري في "الشريعة" ص421، وأبي نعيم في "الدلائل" 1/53، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
وآخر من حديث ابن عباس عند البزار (2364) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (12571) و (12646) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/223، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" والبزار، وفيه جابر بن يزيد الجُعْفي، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: متى جعلت نبياً، على بناء المفعول بالخطاب.
قوله: "وآدم بين الروح والجسد"، أي: قبل أن يخلق آدم، وقيل: قبل إدخال روحه في جسده، والحديث حمله الغزالي على التقدير، أي أنه قدر له وقرر له النبوة قبل أن يخلق آدم.(27/176)
حَدِيثُ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ
16624 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ شَيْخًا مِنْ بَنِي سَلِيطٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُكَلِّمُهُ فِي سَبْيٍ أُصِيبَ لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَعَلَيْهِ حَلْقَةٌ قَدْ أَطَافَتْ بِهِ، وَهُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ عَلَيْهِ إِزَارُ قِطْرٍ لَهُ غَلِيظٌ، قَالَ: سَمِعْتُهُ (1) يَقُولُ وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ (2) : " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا "، يَقُولُ: أَيْ فِي الْقَلْبِ (3)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : فأول شيء سمعته يقول.
(2) في (ص) ، وهامش (س) : بأصبعيه.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك: وهو ابن فَضَالة وهو- وإن كان يدلس ويسوي- قد صرح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والحسن: هو البصري.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6228) من طريق يونس، عن الحسن، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/184، وقال: رواه أحمد بأسانيد، وإسناده حسن، ورواه أبو يعلى بنحوه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2564) (32) ، وقد سلف برقم (7727) .
وآخر بنحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5357) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيأتي بالأرقام (16644) و5/24 و25 و380، وسيكرر 5/379 سنداً ومتناً.(27/177)
حَدِيثُ أَعْرَابِيٍّ
16625 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أَخَافُ عَلَى قُرَيْشٍ إِلَّا أَنْفُسَهَا "، قُلْتُ: مَا لَهُمْ؟ قَالَ: " أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ، وَإِنْ طَالَ بِكَ عُمْرٌ لَتَنْظُرَنَّ إِلَيْهِمْ يَفْتِنُونَ النَّاسَ، حَتَّى تَرَى النَّاسَ بَيْنَهُمْ كَالْغَنَمِ بَيْنَ الْحَوْضَيْنِ، إِلَى هَذَا مَرَّةً وَإِلَى هَذَا مَرَّةً " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة عمران بن حصين: وهو الضبي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (15904) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سعد بن طارق: هو ابن أشيم الكوفي.
وقد سلف مطولاً برقم (15904) ، وسيكرر 5/379 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "بجرة"- بالباء والجيم-: جمع باجر، وهو العظيم البطن.(27/178)
حَدِيثُ زَوْجِ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ
16626 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ أَوْ عَمِيرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي لَهَبٍ قَالَ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أَبِي لَهَبٍ، فَقَالَ: " هَلْ مِنْ لَهْوٍ؟ " (1)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة معبد بن قيس وشيخِه عبدِ الله بن عُمير أو عميرة، قال الحُسيني في "الإكمال": معبد بن قيس، عن عبد الله بن عميرة، مجهولٌ عن مثله. وشيخُه عبدُ الله بن عَميرة، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 5/159 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً،
وذكره في "الضعفاء" العقيليُّ وابنُ عدي، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، قلنا: قال مسلم في "الوحدان": تفرد سماكٌ بالرواية عنه. وقال إبراهيم الحربي: لا أعرفه ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين سوى سماك بن
حرب، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو صدوق حسن الحديث، إلا في روايته عن عكرمة خاصة فمضطربة. الزبيري: هو أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3168) عن الفضل بن داود، والطبراني في "الكبير" 24/ (659) من طريق طاهر بن أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم (868) عن الفضل بن داود كذلك، عن أبي أحمد الزبيري، عن شريك، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، به. لم يذكر معبد بن قيس في الإسناد. =(27/179)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/289، ونسبه إلى احمد والطبراني، وقال: فيه معبد بن قيس، ولم أعرفه.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/379.
ويشهد له حديث عائشة عند البخاري (5162) ، وفيه أنها زفَت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا عائشة ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو". وسيرد 6/269.
وله شاهدٌ آخر من حديث قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري عند النسائي في "المجتبى" 6/135، قالا: قد رخص لنا في اللهو عند العرس.
وفي إسناده شريك النَّخَعي.
وفي الباب أيضاً عن السائب بن يزيد، عند الطبراني في "الكبير" (6666) ، قال: لقي رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جواري يتغنين يقلن: تحيونا نُحييكم، فوقف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم دعاهنَّ فقال: "لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا: حيانا وإياكم" فقال رجل: يا رسول الله أترخص في هذا؟ قال: "نعم، إنه نكاح لا سفاح، أشيدوا بالنكاح" قال الهيثمي في "المجمع" 4/290: وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو ضعيف، ووثقه ابن معين في رواية.
وعن جابر عند البزار (1432) (زوائد) ، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعائشة: "أهديتم الجارية إلى بيتها؟ " قالت: نعم، قال: "فهلا بعثتم من يغنيهم يقول:
أتيناكم أتيناكم ... فحيُّونا نحييكم
فإن الأنصار قومٌ فيهم غزل". وسلف 3/391.
وعن عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (3289) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ما فعلت فلانة؟ ليتيمةٍ كانت عندها. فقلت: أهديناها إلى زوجها، قال: "هل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني"؟ قالت: نقول ماذا؟ قال: نقول:
أتيناكم أتيناكم ... فحيونا نحييكم
أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/289، وقال: فيه رواد بن الجراح،=(27/180)
حَدِيثُ حَيَّةَ (1) التَّمِيمِيِّ
16627 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَيَّةُ التَّمِيمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرِ الْفَأْلُ " (2)
__________
= وثقه أحمد وابن معين وابن حبان، وفيه ضعف.
وعن عبد الله بن الزبير، سلف برقم (16130) وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أعلنوا النكاح" زاد الترمذي وابن ماجه من حديث عائشة: "واضربوا عليه بالدف" وذكرنا ما فيه في تخريج حديث ابن الزبير السالف.
وعن محمد بن حاطب، سلف برقم (15451) بإسناد حسن، ولفظه: "فصلُ ما بين الحلال والحرام الدف والصوتُ في النكاح".
قال الحافظ في "الفتح" 9/226: استدل بقوله: "واضربوا" على أن ذلك لا يختص بالنساء، لكنه ضعيف، والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء، فلا يلتحق بهن الرجال، لعموم النهي عن التشبه بهن.
قال السندي: قوله: "هل من لهو": فبين إباحة ذلك في الزواج.
(1) في (ظ 12) و (ق) : حبّة. قلنا: يعني بموحدة. وقد قال الذهبي في "المشتبه": كذا قال ابن أبي عاصم، وصوابه: حيْة، بالياء هو قال الحافظ في "التبصير" 1/402: الجمهور على أنه بالياء الأخيرة، وضبطه ابن أبي عاصم بالموحدة، وخطَّؤوه. وانظر "توضيح المشتبه" 3/78.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حية التميمي- وهو ابن حابس بن ربيعة- لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، إلا أن حابساً رضي الله عنه والد حية التميمي لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد". أبو=(27/181)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عامر: هو عبد الملكُ بن عَمرو العَقَدي، وعليُّ: هو ابن المبارك الهُنائي.
وسيرد الحديث 5/70 بزيادة أبي هريرة في الإسناد، والأصح أنه من مسند حابس كما ذكر الحافظ في "الإصابة"، وأبو حاتم في "العلل" 2/250، وصنيع الإمام أحمد بإيراده الإسنادين في مسند حابس يقتضي ذلك، وسيرد تفصيل هذه المسألة هناك.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (914) ، و"التاريخ الكبير" 3/108 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري أيضاً في "التاريخ الكبير" 3/108 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، والترمذي (2061) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1179) ، والبزار (3047) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (3562) من طريق أبي غسان يحيى بن كثير- وهو العنبري- كلاهما عن علي بن المبارك، به.
وليس في رواية الترمذي قوله: "وأصدق الطير الفأل". قال الترمذي: حديث غريب. وقد سقط من إسناد البزار علي بنُ المبارك وشيخُه يحيى بنُ أبي كثير، وتحرف فيه حابس إلى جالس، وتحرف اسم يحيى بن كثير الراوي عن علي بن المبارك في مطبوع الطبراني إلى يحيى بن أبي كثير.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/105-106، وقال: رواه الترمذي خلا قوله: "وأصدق الطير الفأل"، ثم قال: ورواه البزار وأبو يعلى، وفيه حبة ابن حابس، لم يرو عنه غير يحيى، وبقية رجاله ثقات.
وسيأتي 5/70.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/70 و379.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا شيء في الهام" يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5770) ، ومسلم (2220) ، وقد سلف برقم (7620) ، ولفظه: "لا عدوى ولا صفر ولا هامة"، وقد ذكرنا بقية شواهده في مسند عبد الله بن مسعود عند تخريج الرواية (4198) .
وقوله: "والعين حق" يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5740) ،=(27/182)
16628 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ إِذْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ "، قَالَ (1) : فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ "، قَالَ: فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؟ مَا لَكَ أَمَرْتَهُ (2) يَتَوَضَّأُ؟ ثُمَّ سَكَتَّ قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَقْبَلُ صَلَاةَ عَبْدٍ مُسْبِلٍ إِزَارَهُ " (3)
__________
= ومسلم (2187) ، وقد سلف برقم (8245) ، وذكرنا بقية شواهده في مسند عبد الله بن عمرو عند تخريج الرواية (7070) .
وقوله: "وأصدق الطير الفأل" يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5754) ، ومسلم (2223) ، ولفظه: "لا طيرة، وخيرها الفأل، وسلف برقم (7618) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "لا شيء في الهام"، بتخفيف الميم، واحد هامة، وهو طائر كانوا يتشاءمون به.
(1) لفظ "قال" ليس في (ظ 12) و (ص) .
(2) في (م) : مالك يا رسول الله، مالك أمرته.
(3) إسناده ضعيف لجهالة أبي جعفر- وهو الأنصاري المدني- كما صرح البيهقي في "السنن" 2/242، وفي "التهذيب" أنه روى عن أبي هريرة، ولم يرو عنه سوى يحيى بن أبي كثير، قال الحافظ: قال الدارمي: أبو جعفر هذا رجل من الأنصار، وبهذا جزم ابن القطان، وقال: إنه مجهول. ثم رد الحافظ على ابن حبان أن جعله محمد بن علي بن الحسين، ثم قال: وعند أبي داود في الصلاة عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر غير منسوب، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وأظنه هذا، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين،=(27/183)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= غير أبان- وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم. يونس بن محمد: هو المؤدب، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي، وورد عند أبي داود من طريق أبان العطار أن صحابي الحديث هو أبو هريرة.
وأخرجه مختصراً دون القصة النسائي في "الكبرى" (9703) من طريق خالد- وهو ابن الحارث الهُجيمي- عن هشام، بهذا الإسناد. بلفظ: "إنه لا تقبل صلاة رجل مسبل إزاره".
وأخرجه بتمامه أبو داود (638) و (4086) ، والبيهقي في "السنن" 2/241 من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، به. وسمى الصحابيَّ فيه أبا هريرة.
قال البيهقي: هكذا رواه أبان العطار، عن يحيى، وخالفه حرب بن شداد في إسناده، فرواه (فيما أخرجه هو عنه) ، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا جعفر المدني حدثه، أن عطاء بن يسار حدثه، أن رجلاً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثه.
قلنا: وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
ثم قال البيهقي: رواه هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عطاء ابن يسار، أن رجلاَ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثه، فأسقط مَن بين يحيى وعطاء.
قلنا: لم يسقطه كما في رواية المسند هذه.
والحديث سيكرر بإسناد هو متنه 5/379.
وفي الباب: عن ابن مسعود عند أبي داود (637) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من أسبل إزاره في صلاته خيلاء، فليس من الله في حل ولا حرام" قال أبو داود: روى هذا جماعةٌ عن عاصم موقوفاً على ابن مسعود، منهم حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأبو الأحوص، وأبو معاوية. قلنا. أورده موقوفاً على=(27/184)
حَدِيثُ ذِي الْغُرَّةِ (1)
16629 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (2) ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي الْغُرَّةِ (3) قَالَ: عَرَضَ أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُدْرِكُنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ أَفَنُصَلِّي فِيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا "، قَالَ:
__________
=ابن مسعود الحافظ في "الفتح" 10/257، ونسبه إلى الطبراني، وحسَن إسناده، ثم قال: ومثل هذا لا يقال بالرأي، فعلى هذا لا مانع من حمل الحديث على ظاهره.
وفي باب النهي عن الإسبال مطلقاً سلف من حديث ابن عباس برقم (2955) بلفظ: "إن الله لا ينظر إلى مسبل" وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "وإن الله لا يقبل صلاة عبد مسبل إزاره"، أي: فقلت له: توضأ، ليفهم أنه بإسباله الإزار مثل المحدث المحتاج إلى الطهارة، وأن إسبال الإزار مثل الحدث، والله تعالى أعلم.
(1) تحرف في (م) إلى: "العزة" بزاي بدل الراء.
(2) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد، وقد وقع في (م) و (ق) من حديث الإمام أحمد، وهو خطأ، فعمرو بن محمد الناقد من شيوخ عبد الله بن أحمد لا من شيوخ أبيه.
(3) وقع في (م) والنسخ الخطية: "عن عُبيد الله بن عبد الله"، وهو خطأ، وسيأتي على الصواب في الرواية 5/112، وهو مكرر هذه الرواية، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/322، و"إتحاف المهرة" 4/460.(27/185)
أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: أَفَنُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ "، قَالَ: أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: " لَا " (1)
__________
(1) هو صحيح لكن من حديث البراء بن عازب لا من حديث ذي الغُرَّة هذا، فقد قال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/25: سألت أبي عن حديث رواه عُبيدة الضبي، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ذي الغُرَّة الطائي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الوضوء من لحم الإبل، قال: توضؤوا. ورواه جابر الجُعفي عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن أبي ليلى، عن
سليك الغطفاني، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحدثنا سعدويه قال: حدثنا عباد بن العوام، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الله، عن ابن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قات لأبي: فأيها الصحيح؟ قال: ما رواه الأعمش، عن عبد الله ابن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأعمش أحفظ.
قلنا: سيرد من حديث البراء بن عازب 4/288 بإسناد صحيح.
وهذا الإسناد رجاله ثقات، غير أنه قد سقط منه عُبيدة الضَّبي وهو ابن مُعتب بين عَبيدة بن حميد وعبد الله بن عبد الله الرازي، وثبت في إسناد الرواية المكررة الآتية 5/112، وهو سقط قديم في هذا الموضع في جميع النسخ، ويؤكد أنه لابدَّ من إثبات عُبيدة بن معتب الضبّي هذا أنه رواه من طريقه عن عبد الله الرازي ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2667) ، وابنُ عبد الهادي
في "تنقيح التحقيق" 1/501، وجزم الحافظ في "الإصابة" في ترجمة ذي الغُرة أن الراوي له عن عبد الله الرازي عُبيدة بن مُعتب، وقال: وهّو ضعيف. قلنا: ولذلك رجح أبو حاتم- فيما سلف- حديث الأعمش عليه: لأنه أحفظ. ويؤكد إثباته أيضاً أن المزي ذكر في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن عبد الله الرازي أن الراوي عنه إنما هو عُبيدة بن معتّب الضبي، وذكر في كل من ترجمة عَبيدة بن حميد وعُبيدة بن مُعتب الضبي أن عَبيدة بن حُميد يروي عن عُبَيْدة=(27/186)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن مُعتب الضِّبي. وقول ابن أبي حاتم- فيما نقلناه عنه آنفاً-: رواه عبيدة الضبي، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، يشير إلى ذلك أيضاً لأن الضبي هو ابن معتب، وكذلك نسب في الرواية الآتية، ولم يفطن الحافظ إلى ذكره في الموضع الآخر، فلم يثبته في "أطراف المسند" 2/322، ولا في "إتحاف المهرة" 4/460، مع أنه جزم به في "الإصابة" كما ذكرنا آنفاً.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/175-176 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. مع سقط عُبيدة الضَبي منه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2667) من طريق عُبيدة بن مُعتِّب الضبي، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (709) من طريق عيسى بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وسمَى ذا الغُرَّة يعيشاً الجُهَني.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/250، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، والطبراني في "الكبير" وسماه يعيشاً الجهني، ويُعرف بذي الغُرة، ورجال أحمد موثقون.
وسيكرر 5/112.
ويشهد له حديث جابر بن سمرة، وهو عند مسلم (360) ، وسيرد 5/98.
وحديث أسيد بن حضير الذي أشار إليه أبو حاتم فيما سلف، سيرد في "المسند" 4/352.
وحديث سُليك الغطفاني هو عند الطبراني في "الكبير" (6713) .
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في جواز الصلاة في مرابض الغنم والنهي عنها في أعطان الإبل في مسند عبد الله بن عَمرو عند الرواية (6658) .
قال السندي: ذو الغرة: بضم الغين المعجمة، جهني، ويقال: هلالي، روى عبد الله في زيادات المسند حديثه، وفي إسناد حديثه تكلم، لكن معناه صحيح جاء في مسلم، ولذلك قال أحمد بالوضوء من لحم الجزور، ورجح=(27/187)
حَدِيثُ ذِي اللِّحْيَةِ الْكِلَابِيِّ
• 16630 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ يَعْنِي الْحَدَّادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ ذِي اللِّحْيَةِ الْكِلَابِيِّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَعْمَلُ فِي أَمْرٍ مُسْتَأْنَفٍ، أَوْ أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ: " لَا، بَلْ فِي أَمْرٍ قَدْ (1) فُرِغَ مِنْهُ "، قَالَ: فَفِيمَ نَعْمَلُ إِذًا؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ " (2)
__________
= بعض المحققين قوله.
(1) هذا الحديث من زيادات عبد الله، ووقع في (م) و (ق) من حديث الإمام أحمد، وهو خطأ.
(2) لفظ "قد" ليس في (ص) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يزيد بن أبي منصور، قال أبو حاتم: ليس به بأس، وقال الذهبي: صدوق، وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أبي عُبيدة الحداد- وهو عبد الواحد بن واصل السدوسي- فمن رجال البخاري، وهو ثقة. وصحابي الحديث، إنما روى له أبو داود في "القدر". عبد العزيز ابن مسلم: هو القَسْمَلي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4236) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/177، والمزي في "تهذيب الكمال " في ترجمة ذي اللحية الكلابي من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/194، وقال: رواه ابن أحمد، والطبراني، ورجاله ثقات. =(27/188)
• 16631 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ ذِي اللِّحْيَةِ الْكِلَابِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَعْمَلُ فِي أَمْرٍ مُسْتَأْنَفٍ، أَوْ فِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ: " بَلْ فِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ "، قَالَ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ " (2)
__________
= وسيأتي أيضاً في الرقم الذي يليه.
وقد سلف من حديث علي برقم (621) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود عند تخريج الرواية (3553) .
قال السندي: قوله: في أمر مستأنف، أي: في تحصيل فائدة جديدة ما سبق بها قَدَرٌ.
ففيم العمل، أي: ففي تحصيل أي فائدة العمل، فإن الفائدة حاصلة لا محالة لسبق القدر بها وإن لم نعمل، فما بقي العمل إلا مجرد التعب.
(1) هذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، ووقع في (ق) و (م) من حديث أبيه أحمد، وهو خطأ.
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ عبد الله فيه هو أبو عبد الله البصري، واسمه ميمون، روى له أصحاب السنن سوى أبي داود، وهو ضعيف لكنه توبع في الرواية السالفة، وشيخه هو سهل بن أسلم العدوي، روى له الترمذي، وهو صدوق.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ذي اللحية الكلابي من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/265-266، والطبراني في "الكبير" (4235) من طريق خليفة بن خياط شباب العصفري، عن يزيد بن أبي=(27/189)
حَدِيثُ ذِي الْأَصَابِعِ
• 16632 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ ذِي الْأَصَابِعِ قَالَ: قُلْتُ (2) : يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ ابْتُلِينَا بَعْدَكَ بِالْبَقَاءِ أَيْنَ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ (3) لَكَ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ " (4)
__________
= منصور، به.
وانظر الرواية السابقة.
(1) هذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، ووقع في (ق) و (م) من رواية أبيه أحمد، وهو خطأ.
(2) في هامش (س) : قلنا. (نسخة) .
(3) ضبط في (ظ12) و (س) : يَنْشُؤُ. وكلاهما صحيح. يقال: نَشَأَ ونَشُؤَ.
(4) إسناده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء وهو ابن أبي مسلم الخراساني- وقد اختُلف عليه فيه كما سيرد، وباقي رجال الإسناد ثقات غير أن أبا عمران- وهو الأنصاري الشامي مولى أم الدرداء، قيل: اسمه سليمان، وقيل: سليم بن عبد الله- قال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4238) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/170 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/264 عن الهيثم بن خارجة، عن ضمرة بن ربيعة، ولم يسق لفظه، وقال: إسناده ليس بالقائم. =(27/190)
حَدِيثُ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ
• 16633 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: أَبِي أَخْبَرَنَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ (2) بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا: الْقَرْحَاءُ، فَقُلْتُ: يَا
__________
= ورواه الوليد بن مسلم عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عطاء، عن أبي عمران، بزيادة عطاء، عند ابن سعد في "الطبقات" 7/424، ولم يصرح الوليد بالتحديث إلا عن شيخه عثمان بن عطاء، وحقُّه أن يصرح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد ليبرأ من تدليس التسوية.
ورواه محمد بن شعيب بن شابور، عن عثمان بن عطاء، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي عمران، به، فجعل بين عثمان وبين أبي عمران زياداً هذا، أخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" (4237) ، والبغوي في "شرح السنة" (4010) ، وابن الجوزي في "فضائل القدس" ص93، والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (38) ، وهذا الإسناد أولى بالصواب، كما ذكر الحافظ في "الإصابة"، ورواية محمد بن شعيب بن شابور هذه تُشير إلى الانقطاع الواقع في رواية ضمرة بن ربيعة، والتي ذكر البخاري أن إسنادها ليس بالقائم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/7، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وعبد الله في زياداته على أبيه، وفيه عثمان بن عطاء، وثقه دحيم، وضعفه الناس.
قال السندي: قوله: "أن ينشأ لك ": من نَشَأَ بهمزة في آخره، كمَنَع أو كَرُم، أي: يولد لك.
(1) هذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، ووقع في (ق) و (م) من رواية أبيه أحمد، وهو خطأ.
(2) لفظ "أهل" ليس في (ق) .(27/191)
مُحَمَّدُ، إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ، قَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، وَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ (1) الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ "، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأَقِيضَهُ الْيَوْمَ بِغُرَّةٍ (2) ، قَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ "، ثُمَّ قَالَ: " يَا ذَا الْجَوْشَنِ، أَلَا تُسْلِمُ فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ أَهْلِ هَذَا الْأَمْرِ؟ "، فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: " لِمَ؟ "، قُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ (3) وَلِعُوا بِكَ، قَالَ: " فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ؟ "، قُلْتُ: قَدْ بَلَغَنِي، قَالَ: " فَإِنَّا نُهْدِي لَكَ "، قُلْتُ: إِنْ تَغْلِبْ عَلَى الْكَعْبَةِ وَتَقْطُنْهَا، قَالَ: " لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ تَرَى ذَلِكَ "، ثُمَّ قَالَ: " يَا بِلَالُ، خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ "، فَلَمَّا أَدْبَرْتُ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ فُرْسَانِ بَنِي عَامِرٍ "، قَالَ: فَوَاللهِ إِنِّي بِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ النَّاسُ؟ قَالَ: قَدْ وَاللهِ (4) غَلَبَ مُحَمَّدٌ عَلَى الْكَعْبَةِ وَقَطَنَهَا، فَقُلْتُ: هَبِلَتْنِي أُمِّي، وَلَوْ أُسْلِمُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لَأَقْطَعَنِيهَا (5)
__________
(1) في (س) : بها. وفي (ق) : بهذا. وفي (م) : فيها.
(2) في (م) : بعده. وقد نقلنا شرحها عن السندي في الرواية السالفة برقم (15965) .
(3) لفظ "قد" ليس في (م) .
(4) في (م) : والله قد.
(5) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (15965) ، لكنه هناك من رواية الإمام أحمد، عن عصام بن خالد، عن عيسى بن يونس، به. وقد بسطنا شرحه هناك.
قال السندي: قوله: "أن أقيضك": من قاض يقيض، أن أعوضك. =(27/192)
• 16634 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُو الْجَوْشَنِ وَأَهْدَى لَهُ فَرَسًا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، فَأَبَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْبَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ شِئْتَ بِعْتَنِيهِ ـ أَوْ هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِيهِ ـ بِالْمُتَخَيَّرَةِ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ "، ثُمَّ قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ لَكَ أَنْ تَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ "، فَقَالَ: لَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ "، قَالَ: رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ كَذَّبُوكَ وَأَخْرَجُوكَ وَقَاتَلُوكَ، فَانْظُرْ مَا تَصْنَعُ، فَإِنْ ظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ آمَنْتُ بِكَ وَاتَّبَعْتُكَ، وَإِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ لَمْ أَتَّبِعْكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ذَا الْجَوْشَنِ، لَعَلَّكَ إِنْ بَقِيتَ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوًا مِنْهُ، (2)
• 16635 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
__________
= بغرة: في "القاموس" الغُرُّ بالضم، أي: بضم العين المعجمة، وتشديد الراء: الغلام، وبهاء: الجارية، فكأن المراد ما أعوضه بجارية، فضلاً عن الدرع.
"فإنا نهدي لك"، أي: نُبين لك ونكشِفُ عن شبهتك بما ذكرنا لك.
(1) وقع هذا الحديث في (ق) و (م) من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، بل هو من زيادات ابنه عبد الله.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. وشيبان بن أبي شيبة: هو شيبان ابن فروخ.
وأخرجه ابن سعد 6/47 عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، به.(27/193)
قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا: الْقَرْحَاءُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (15966) ، إلا أن عبد الله بن أحمد قرن هناك بأبي بكر بنِ أبي شيبة الحكمَ بن موسى.(27/194)
حَدِيثُ أُمِّ عُثْمَانَ ابْنَةِ سُفْيَانَ وَهِيَ أُمُّ بَنِي شَيْبَةَ الْأَكَابِرِ
16636 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ ابْنَةِ سُفْيَانَ، وَهِيَ أُمُّ بَنِي شَيْبَةَ الْأَكَابِرِ ـ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَقَدْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِشَيْبَةَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ وَرَجَعَ، وَفَرَغَ وَرَجَعَ شَيْبَةُ، إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَجِبْ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْبَيْتِ قَرْنًا فَغَيِّبْهُ "، قَالَ مَنْصُورٌ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، عَنْ أُمِّي، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ بِنْتِ سُفْيَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ: " فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يُلْهِي الْمُصَلِّينَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح بإسناد الرواية التالية، والصواب ما جاء فيها أنّ الذي دعاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو عثمان بن طلحة، لا شيبة- كما في هذه الرواية- وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن- وهو ابن طلحة الحَجَبي أخو منصور- قال ابن عدي: ضعيف يسرف الحديث، وقال الدارقطني: متروك.
ولجهالة حال عبد الله بن مُسافع- وهو الحَجَبي- فقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير علي بن إسحاق- شيخ أحمد- وهو السلمي المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة.
وأم عثمان بنت سفيان رضي الله عنها لم يخرج لها سوى أبي داود. عبد الله: هو ابن المبارك، وشيبة: هو ابن عثمان بن أبي طلحة العبدري الحجبي، وهو ابن عم عثمان بن طلحة الآتي ذكره في الرواية التي بعد هذه. =(27/195)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ
16637 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ خَالِهِ مُسَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ أُمِّ مَنْصُورٍ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَلَدَتْ عَامَّةَ أَهْلِ دَارِنَا، أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ ـ وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّهَا سَأَلَتْ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ ـ لِمَ دَعَاكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ رَأَيْتُ قَرْنَيِ الْكَبْشِ حِينَ دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَنَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَهُمَا، فَخَمِّرْهُمَا فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيَ "، قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ تَزَلْ قَرْنَا (1) الْكَبْشِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى احْتَرَقَ الْبَيْتُ فَاحْتَرَقَا (2)
__________
= وسيكرر بإسناده ومتنه برقم 5/379.
قال السندي: قوله: "قرنا": هو قرن الكبش الذي فُدي به إسماعيل عليه السلام.
(1) في النسخ الخطية: "قرني "، وضبب فوقها في (س) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مُسافع: وهو ابن عبد الله الحَجَبي، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (9083) ، والحميدي (565) ، وابن أبي شيبة 2/46، وأبو داود (2030) ، والبيهقي في "السنن" 2/438 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله. =(27/196)
حَدِيثُ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16638 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا " (1)
__________
=وسيكرر بإسناده ومتنه برقم 5/380.
قال السندي: قوله: ولدت: من التوليد، أي: كانت قابلة لأهل الدار.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صفية- وهي بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية امرأة عبد الله. بن عمر بن الخطاب- فقد روى لها مسلم وحده. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 2/59- 60، ومسلم (2230) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/406-407، وفي "تاريخ أصبهان" 2/236، والبيهقي في "السنن" 8/138 من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد هو لفظه: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة".
وأخرجه البخاري أيضاً 2/59-60 من طريق عبيد الله بن رجاء، عن عبيد الله، به.
وأخرجه أيضاً 2/60، والطبراني في "الأوسط" (1424) من طريق الدراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأوردها الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/118 من حديثّ ابن عمر، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات. =(27/197)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/269: سألت أبي عن حديثٍ رواه العمري عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من أتى عرافاً ... " الحديث. قال أبي: الصواب ما رواه عبد العزيز الدراوردي عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه، عن صفية بنت أبي عبيد، قالت: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول.
قلنا: قد أخرجه من طريق الدراوردي هذه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/59، والطبراني في "الأوسط " (9168) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة، كلاهما (البخاري ومصعب) عن إبراهيم بن حمزة، عن الدراوردي، بالإسناد المذكور.
وأورده من حديث عمر الهيثمي في "المجمع" 5/117-118، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه مصعب بن إبراهيم بن حمزة الدهري، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: لكن تابع مصعباً هذا البخاريُّ كما ذكرنا آنفاً.
والحديث سيكرر بإسناده ومتنه برقم 5/380.
وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ: "من أتى كاهناً أو عرافاً فصدَقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد"، وقد سلف برقم (9536) . وهو حديث حسن.
وعن جابر عند البزار (3045) "زوائد"، وفيه: "من أتى كاهناً".
وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (1005) ، وفي "الأوسط" (1476) ، ولفظه: "من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فسأله فصدّقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
قال السندي: قوله: "من أتى عرافاً": في "القاموس" كشَدَّاد: الكاهن، وفي "النهاية": العَرَّاف هاهنا: المنجم، والذي يدَّعي علم الغيب، وعدمُ قبول صلاته عبارة عن عدم الثواب، لا عن وجوب القضاء، والكاهن يخبر عن كوائن في المستقبل.(27/198)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
16639 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا آكُلُ بِشِمَالِي وَكُنْتُ امْرَأَةً عَسْرَاءَ، فَضَرَبَ يَدِي فَسَقَطَتِ اللُّقْمَةُ فَقَالَ: " لَا تَأْكُلِي بِشِمَالِكِ وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَكِ يَمِينًا "، أَوْ قَالَ: " قَدْ أَطْلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكِ يَمِينَكِ "، قَالَ: فَتَحَوَّلَتْ شِمَالِي يَمِينًا فَمَا أَكَلْتُ بِهَا بَعْدُ (1)
__________
(1) عبد الله بن محمد، هكذا وقع غير منسوب، ولم نعرفه، ورفع الهيثمي نسبه في "مجمع الزوائد" 5/26، فقال: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية، وحسين بن ذكوان: هو المعلم المكتب.
وقد نسبه الهيثمي إلى أحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد ثقات!
قلنا: ولم نقف عليه عند الطبراني.
والأمر بالأكل باليمين سلف من حديث ابن عمر برقم (4537) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيكرر 5/380 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: فتحولت شمالي يميناً، أي: كما كانت يميني مما لم آكل به، صارت الشمال كذلك.(27/199)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ
16640 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مَوْلًى لَهُمْ يَعْنِي (1) يُقَالُ لَهُ: مُزَاحِمُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنْ خُزَاعَةَ يُقَالُ: لَهُ مُخَرِّشٌ أَوْ مُحَرِّشٌ ـ لَمْ يَكُنْ سُفْيَانُ يُقِيمُ عَلَى اسْمِهِ وَرُبَّمَا قَالَ: مُحَرِّشٌ (2) وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَنَا ـ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ لَيْلًا (3) فَاعْتَمَرَ ثُمَّ رَجَعَ وَأَصْبَحَ بِهَا كَبَائِتٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ كَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ " (4)
__________
(1) لفظ "يعني "ليس في (م) .
(2) وقع في (م) : محرس.
(3) في (ق) و (م) ، وهامش (س) : ليلة.
(4) إسناده حسن، وهو مكرر (15512) سنداً ومتناً.(27/200)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ عَنْ أَبِيهِ (1)
16641 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ وَنَضَحَ فَرْجَهُ " (3)
__________
(1) قوله: "عن أبيه" مكرر في (م) ، وهو خطأ.
(2) في (ق) و (س) و (م) : فنضح. وكتب في هامش (س) : ونضح.
(3) حديث ضعيف لاضطرابه، وقد استوفينا تخريجه والكلام عليه برقم (15384) سفيان: هو ابن عُيينة، وابن أبي نجيح: هو عبد الله.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/380.(27/201)
حَدِيثُ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عُمُومَةٍ (1) لَهُ
16642 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ، قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا لَهُ لَقَبٌ أَوْ لَقَبَانِ (2) قَالَ: فَكَانَ إِذَا دَعَا بِلَقَبِهِ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا يَكْرَهُ هَذَا، قَالَ: فَنَزَلَتْ: " وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ " (3)
__________
(1) قال السندي: أبو جَبيرة، بفتح أوله: ابن الضَّحَّاك، لا يُعرف اسمه، قيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له، ومال الحافظ في "الإصابة" إلى الأول بحديث: نزلت فينا هذه الآية: (ولا تنابزوا بالألقاب) بناءً على أن هذا الحديث رواه أصحاب السنن عن أبي جبيرة بلا ذكر العمومة في السند، لكن إذا نظرنا إلى ذكر العمومة، كما في "المسند" سقط الاستدلال، كما لا يخفى.
(2) في (ظ 12) و (ص) : لقباً ولقبين، وفي (س) و (ق) : لقب أو لقبين، وضبب فوق "لقبين" في (س) . والمثبت من (م) . قال السندي: قوله: لقب أو لقبين، الظاهر: لقبان، وكأنه عطف بحسب المعنى، أي: إلا لقب بلقب أو لقبين.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي هند، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاَ، وهو ثقة، وقد انفرد حفص بن غياث، فجعل الحديث عن عمومة أبي جَبيرة بن الضحاك، وجعله غيره- ممن سيرد ذكرهم في الرواية 4/260- من مسند أبي جَبيرة بن الضحاك، وأبو جَبيرة أورده الحافظ في "الإصابة"، وحكى عن أبي أحمد الحاكم أنه قال: قال بعضهم: له صحبة، وقال بعضهم: لا صحبة له. وكذا قال ابنُ عبد البر، وقال ابنُ أبي حاتم عن أبيه: لا أعلم له صحبة، وذكره البخاري في كنى "التاريخ الكبير"، ولم يذكر له صحبة، إنما اكتفى بالإشارة إلى أن له رواية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجزم بصحبته المزي والذهبي، وعليه فالحديث صحيح إن صحت صحبة أبي جَبيرة،=(27/202)
حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ
16643 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ (1) ، شَيْخٌ صَالِحٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ مَدِينِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: " كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَذَكَرَهُ (3)
__________
= وإلا فمرسل.
وسيرد تخريجه في الرواية 4/260 الآتية.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/380.
قال السندي: ولا تنابزوا، أي: لا يَدْعُ بعضكم بعضاً بسوء الألقاب، والنبز مختص بالسوء عرفاً.
(1) وقع اسمه في النسخ الخطية و (م) : عبد الله بن، أبي سليمان، بإقحام كلمة "أبي"، والتصويب من "التاريخ الكبير" و"التهذيب" ومن مصادر التخريج، وقد صوبه الحافظ في "أطراف المسند" 8/289.
(2) قوله: "عن أبيه" ساقط من النسخ الخطية و (م) ، وقد استدرك من "أطراف الم سند" 8/289 ومصادر التخريج، ومن الرواية الآتية 5/372.
(3) قد ذكره الإمام أحمد في الرواية 5/372 ولفظه: كنا في مجلسِ فطَلَعَ علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى رأسه أثرُ ماءِ، فقلنا: يا رسولَ الله نراك طيبَ النفس، فقال: "أجل". قال: ثم خاض القومُ في ذكر الغنى، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا بأس بالغِنى لمَن اتقى الله، والصحةُ لمن اتقى الله خيرٌ من الغنى، وطيبُ النفس من النعَمِ" وإسناده حسن، عبد الله بن سليمان: هو ابن أبي سلمة الأسلمي القبائي، روى له البخاري في "الأدب" والنسائي وابن ماجه، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم وأبو عامر العقدي: لا بأس به، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وتفرد بقوله: يخطئ.=(27/203)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ
16644 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ مُحْتَبٍ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ لَهُ قِطْرٌ، لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ غَيْرَهُ وَهُوَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ "، ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ يَقُولُ: " التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا " (1)
__________
= ومعاذ بن عبد الله بن خبيب، روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن، ووثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان، وقال الدارقطني: ليس بذاك، وأبوه وعمه صحابيان، روى لها البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي وذكر الحاكم أن صحابي الحديث اسمه يسار ابن عبد الله الجُهني.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (301) ، وفي "التاريخ الكبير" 5/22، وابن ماجه (2141) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2566) ، والحاكم 2/3، والبيهقي في "الشعب" (1245) و (1246) ، وفي "الآداب" (965) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/450-451 من طرق عن عبد الله بن سليمان، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه اذهبي.
وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه": إسناده صحيح، رجاله ثقات.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عباد بن راشد: هو البصري، مختلف فيه، حسن الحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
أبو عامر: عبد الملك بن عمرو العَقَدي. =(27/204)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
16645 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: " الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَرَسٌ يَرْبِطُهُ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَثَمَنُهُ أَجْرٌ، وَرُكُوبُهُ أَجْرٌ، وَعَارِيَتُهُ أَجْرٌ، وَعَلَفُهُ أَجْرٌ، وَفَرَسٌ يُغَالِقُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَيُرَاهِنُ، فَثَمَنُهُ وِزْرٌ، وَعَلَفُهُ وِزْرٌ، وَفَرَسٌ لِلْبِطْنَةِ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ سَدَادًا مِنَ الْفَقْرِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى " (1)
__________
= وقد سلف برقم (16624) ، وسيكرر 5/380 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: وعليه ثوب له قطر: في "القاموس": القطر، بالكسر: ضرب من البرود كالقطرية، وفي "النهاية": القطر، بكسر القاف: ضرب من البرود فيه حُمْرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة، وقيل: حُلَل جياد تُحمل من البحرين، من قرية تسمى قَطْر، أي: بفتح فسكون، وأحسب الثياب القطرية نسبة إليها، فكسر القاف للنسبة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (3757) سنداً ومتناً.(27/205)
حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ جَدَّتِهِ
16646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَلَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ (1) يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا " (2)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : عبداً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن حُصين وجدَّته أمَّ الحصين، فلم يخرّج لهما سوى مسلم.
وأخرجه الطيالسي (1654) ، ومسلم (1838) ، والنسائي في "المجتبى" 7/154، والطبراني في "الكبير" 25/ (384) ، والبيهقي في "السنن" 8/155 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وفي بعض هذه الطرق زيادة لفظ: "حبشي".
وأخرجه مسلم (1838) أيضاً من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى ابن حُصين، به. بلفظ: "إن أمر عليكم عبدٌ مجدَّعٌ (حسبتها قالت:) أسود".
وسيأتي 4/147 و148 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي بالأرقام (16649) و5/381 و6/402 عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن حصين، به.
وسيأتي 6/402 و402-403 و403 من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن أم الحصين، به.
وسيكرر بإسناده ومتنه في 5/381 و6/402. =(27/206)
16647 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا فِي الثَّالِثَةِ: وَالْمُقَصِّرِينَ، قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (1)
__________
= وانظر تخريج الرواية 6/402.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (696) ، وسلف 3/114.
وعن أبي ذر عند مسلم (1837) ، وسيرد 5/161.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة (ص216- الجزء الذي نشره العمروي) ، وعنه مسلم (1303) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3290) عن وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: دعا للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة.
وأخرجه الطيالسي (1655) ، ومن طريقه ابن أبي شيبة (ص 216- الجزء الذي نشره العمروي) ، ومسلم (1303) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3290) ، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4117) من طريق عبد الرحمن - وهو ابن مهدي- والطبراني في "الكبير" 25/ (384) من طريق مسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن شعبة، به.
وعند الطيالسي في غير مسنده: أنها سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع.
ولفظ النسائي: "اللهم اغفر للمحلقين"، قالوا: والمقصرين؟ قال: "اللهم اغفر للمحلقين"، قالوا: والمقصرين؟ قال: "والمقصرين".
وسيأتي في 6/402 و403.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/381 و6/402.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عباس برقم (3311) ، وفي مسند ابن عمر برقم (4657) .(27/207)
حَدِيثُ ابْنِ نَجَادٍ عَنْ جَدَّتِهِ
16648 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ الْأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ نَجَّادٍ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْتَرِقٍ أَوْ مُحْرَقٍ " (1)
__________
(1) إسناده حسن على وهم في تسمية أحد رواته، وهو ابن نجاد، فقد وهم فيه بعض الرواة فقال كذلك، وصوابه ابن بجيد، وقد وقعت رواية الوهم هذه عند ابن أبي شيبة، ومن طريقه ابن أبي عاصم، وذكرها البخاري في "التاريخ الكبير"، وسيكرر ذكرها الإمام أحمد في مسند أم بُجيد 6/383، وابن بُجيد هذا هو كما قال ابن خزيمة: عبد الرحمن بن بُجيد، وهو مختلف في صحبته، وذكر الحافظ في "التقريب" أن له رؤية، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير منصور بن حيان، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/111- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3388) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (221) - عن أبي خالد الأحمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/262 عن خلاد، عن سفيان الثوري، كلاهما عن منصور بن حيان، بهذا الإسناد. لكنه عند الطبراني ابن بجيد، مع أنه من طريق ابن أبي شيبة.
وأخرجه ابنُ خزيمة (2472) من طريق أبي خالد (هو الأحمر، وتصحف فيه إلى الأحمسي) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (561) من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، كلاهما عن منصور بن حيان، عن ابن بُجَيد.
وسيأتي 6/382 و434- 435 و435. =(27/208)
حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أُمِّهِ
16649 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الحُصَيْنِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ (1) وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
=وسيكرر بإسناده ومتنه 5/381 و6/435.
قال السندي: قوله: "ردوا السائل"، أي: عن بابكم، أي: إذا جاء السائل إلى بابكم، فلا تردوه خلواً، بل ردوه بشيء ولو كان ظلفاً محترقاً، والمطلوب المبالغة، وإلا فالظلف المحترق لا ينتفع به عادة.
(1) لفظ الجلالة لم يرد في (ظ12) و (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن يحيى بن حُصين وأمَّه- يعني جدته أم الحصين- لم يخرج لهما سوى مسلم.
إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: وسماعه من جده في غاية الإتقان للزومه إياه، واسم أبي إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله.
وأخرجه أبو يوسف في "الخراج" ص9، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1560) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (377) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد.
وفي رواية عبد بن حميد والطبراني: يخطب بمنى.
وأخرجه الطبراني 25/ (378) من طريق زهير- وهو ابن معاوية- و (379) من طريق أبي الأحوص، و (381) من طريق أبي بكر بن عياش، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به.=(27/209)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
16650 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ ابن ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ (1) قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ صَلَّتِ الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " اخْتَضِبِي، تَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ الْخِضَابَ حَتَّى تَكُونَ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ "، قَالَتْ: فَمَا تَرَكَتِ الْخِضَابَ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ كَانَتْ لَتَخْتَضِبُ وَإِنَّهَا لَابْنَةُ ثَمَانِينَ (2)
__________
= وفي رواية أبي بكر بن عياش: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشيةَ عرفة ...
فسمعته يقول.
وسلف برقم (16646) .
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/381 و6/402.
(1) في النسخ: نسائه، والتصويب من الرواية نفسها التي كررها الإمام أحمد 5/381 و6/437، وهي التي أثبتها الحافظ في "أطراف المسند" 9/489.
(2) إسناده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق، وابن ضمرة بن سعيد، كذا وقع في النسخ عندنا، وفي نسخة الحسيني التي ذكرها في "الإكمال" ص571، فقال الحافظ في "التعجيل" في ترجمة ابن ضمرة: كذا وقع في نسخته، (يعني نسخة الحسيني) ، وفي النسخ المعتمدة: محمد بن إسحاق، عن ضمرة بن سعيد، ليس فيه "ابن"، وهو الصواب، قلنا: ولم يثبت الحافظ لفظ "ابن" في "أطراف المسند"، وضمرة بن سعيد من رجال "التهذيب"، لكن جدته لم نعرفها.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/171، وقال: رواه أحمد، وفيه مَن لم أعرفهم، وابن إسحاق وهو مدلس.
قال السندي: قوله: فما تركت الخضاب، بالغيبة، أي قالت جدة ابن=(27/210)
حَدِيثُ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ، عَنْ جَدَّتِهِ
* 16651 - حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَبَاحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، أَنَّها سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اللهَ تَعَالَى، وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَا يُؤْمِنُ بِي مَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ "، (1)
__________
= ضمرة: فما تركت تلك المرأة الصحابية التي دخل عليها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخضاب حتى ماتت.
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي ثِفال المري- واسمه ثُمامة بن وائل بن حُصين- قال الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/74: وأما أبو ثِفال فروى عنه جماعة، وقال البخاري: في حديثه نظر، وهذه عادته فيمن يضعفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، إلا أنه قال: ليس بالمعتمد على ما تفرد به، فكأنه لم يوثقه. قلنا: لفظ ابن حبان في "الثقات" 8/157-158: لكن في القلب من هذا الحديث، لأنه قد اختلف على أبي ثفال فيه ... وجاء كذلك على الصواب في "تهذيب التهذيب" لابن حجر، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" 4/508 وقال: ما هو بقوي، ولا إسناده بمرضي. وقال ابن أبي حاتم في "العلل"
1/52: سمعت أبي وأبا زرعة وذكرت لهما حديثاً رواه عبد الرحمن بن حرملة، فذكره بإسناده، وقال: فقالا: ليس عندنا بذلك الصحيح، أبو ثفال مجهول ورباح مجهول. قلنا: بل هما معروفان، فأما أبو ثفال فقد تقدم ذكره، وأما رباح بن عبد الرحمن- وهو ابن أبي سفيان بن حويطب، وقد ينسب إلى جد أبيه- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير أن جدة رباح لم يخرج لها سوى الترمذي=(27/211)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن ماجه، واسمها أسماء بنت سعيد بن زيد، كما سيرد في الرواية الآتية (16652) ، وكذلك سماها الترمذي والحاكم والبيهقي، وقد ترجم لها الحافظ في "الإصابة"- في القسم الأول منه- وقال في "تقريبه": يقال: إن لها صحبة، وقال في "تلخيص الحبير" 1/74: وإن لم يثبت لها صحبة،
فمثلها لا يُسأل عن حالها ابن حرملة: هو عبد الرحمن الأسلمي أبو حرملة المدني. وقد أختُلف في إسناد هذا الحديث، لكن الصحيح من أسانيده- يعني بالنسبة إلى من خالفها- هذا الإسناد- كما ذكر أبو حاتم في "العلل" 2/357- على ضعفه كما تقدم، وقد نقل الحافظ في "التلخيص" 1/74 عن ابن القطان قوله: الحديث ضعيف جداً، وعن البزار قولَه: الخبر من جهة النقل لا يثبت، ونقل الذهبي عن الأثرم أنه سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث، فقال: لا يثبت.
وأخرجه الترمذي (25) ، والدارقطني 1/72-73 و73، والبيهقي في "السنن" 1/43 من طرق عن عبد الرحمن بن حرملة، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي مختصرة، وهي بلفظ: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"، وقال: لا أعلم في هذا الباب حديثاَ له إسناد جيد. وقال: قال محمد بن إسماعيل
- أي: البخاري- أحسن شيءٍ في الباب حديث رباح بن عبد الرحمن.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/27، والحاكم 4/60 من طريق سليمان بن بلال، عن أبي ثفال، عن رباح، عن جدته، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لم يُذكر أبوها في الإسناد. وتصحف اسم أبي ثفال في مطبوع الحاكم إلى أبي بقال.
وأخرجه الطحاوي 1/27 من طريق الدراوردي، عن ابن حرملة، عن أبي ثفال، عن رباح، عن ابن ثوبان، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد ذكر الحافظ في "التلخيص" 1/74 أنه ليس في هذا الإسناد "أبو هريرة"، وأنه من طريق ابن ثوبان مرسلاً. على أن الإسناد غير صحيح كما=(27/212)
• 16652 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ: سَمِعَتْ أَبَاهَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ (2)
__________
= نقلنا عن أبي حاتم فيما سلف، ونقله أيضاً الحافظ في "التلخيص" عن الدارقطني.
والحديث سيأتي بالأرقام (16652) و6/382.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/381 و6/382.
وقوله: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر الله تعالى" سلفت أحاديث الباب فيه في مسند أبي هريرة عند تخريج الرواية (9418) .
وقوله: "لا يؤمن بي من لا يحب الأنصار" سلف من حديث ابن عباس برقم (2818) بلفظ: "لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ورسوله"، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد، وقد وقع في (م) من رواية أبيه الإمام أحمد، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه. شيبان- شيخ عبد الله بن أحمد- هو ابن فَرُوخ، صدوقٌ من رجال مسلم. ويزيد بن عياض: هو ابن جُعْدُبة الليثي، وروى له الترمذي وابن ماجه، وضعفه جمع، وكذبه مالك والنسائي في رواية عنه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 9/46 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الترمذي (26) ، وابن ماجه (398) من طريق يزيد بن هارون، عن يزيد بن عياض، به. ولم يسق الترمذي لفظه، بل أحال على الحديث الذي قبله عنده، وهو بلفظ: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"، وزاد ابن ماجه: "ولا صلاة لمن لا وضوء له".(27/213)
حَدِيثُ أَسَدِ بْنِ كُرْزٍ جَدِّ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ
• 16653 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَدِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ: " أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد فيه ضعف وانقطاع، والد خالد القسري - وهو عبد الله بن يزيد بن أسد- لم يروِ عنه سوى ابنه خالد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، وقد رواه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، وسيرد متصلاً برقم (16656) . خالد بن عبد الله القسري روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المغني": صدوق، لكنه
ناصبي جلد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم الهُذلي القطيعي، وهُشيم: هو ابن بشير السُلمي، وسيَّار: هو أبو الحكم العَنَزي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/186، وقال: رواه عبد الله والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه، ورجاله ثقات.
وسيأتي برقمي (16655) و (16656) .
وفي الباب: عن أبي هريرة، بلفظ: "أحبّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً"، وهو جزء من حديث طويل سلف برقم (8095) .
وعن أنس: بلفظ: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وهو عند البخاري (13) ، ومسلم (45) ، وسلف 3/176.
قال السندي: قوله: "أحِبَّ ": صيغة أمر من الإحباب.
"ما تحب لنفسك"، أي: من الخير، أي: كما تحب لنفسك الخير فأحِب لغيرك أيضاً الخير، ولا يلزم منه اتحاد الخير، فقد لا يكون ذاك قابلاً للمشاركة، وقد يكون خيراً لأحدهما دون الآخر.(27/214)
• 16654 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَدِّهِ أَسَدِ بْنِ كُرْزٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمَرِيضُ تَحَاتُّ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين خالد بن عبد الله - وهو ابن يزيد بن أسد القسري- وبين جد أبيه أسد بن كرز، وهو المراد بقوله: عن جده، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في "الإصابة" وفي "التعجيل" - في ترجمة أسد بن كرز- ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير خالد بن عبد الله، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة، وإسماعيل بن أوسط- وهو ابن إسماعيل البجلي أمير الكوفة- قال الذهبي في "الميزان": وهو الذي قدَّم سعيد بن جبير للقتل، لا ينبغي أن يُروى عنه، وثقه ابن معين وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات". قال الحافظ في "اللسان": صدر الترجمة نقلها المصنف (يعني الذهبي) من كتاب الأزدي، وقال الساجي: كان ضعيفاَ. قلنا: وهو من رجال "التعجيل". سلم بن قتيبة: هو الشَّعيري، أبو قتيبة الخراساني، وعقبة بن مُكْرَم: هو العمّي، أبو عبد الملك البصري.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2543) و (2793) ، والطبراني في "الكبير" (1002) من طريق عقبة بن مُكْرَم، بهذا الإسناد. وجاء اسم أسد بن كرز في الموضع الثاني من "الآحاد والمثاني" أسد بن كُريز.
وأخرجه الطبراني (1002) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (893) من طرق عن سلم بن قتيبة، به.
ونسبه الحافظ في "الإصابة" إلى أبي يعلى والبغوي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/301، ونسبه إلى أحمد- وهو وهمٌ منه إنما هو من زيادات ابنه- ونسبه أيضاً إلى الطبراني في "الكبير" وقال: إسناده حسن! =(27/215)
• 16655 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّزِّيُّ (2) أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ (3) ، أَنَّهُ سَمِعَ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيَّ وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُحِبُّ الْجَنَّةَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَأَحِبَّ لِأَخِيكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ " (4)
__________
= وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (2575) بلفظ: "لا تسُبِّي الحمى، فإنها تُذْهِبُ خطايا بني آدم كما يُذْهِبُ الكيرُ خبث الحديد".
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد حسن، سلف برقم (11007) بلفظ: "إن المؤمن لا يصيبه وصب ولا نصب ولا حَزَن ولا سقم ولا أذى حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عنه من سيئاته" وذكرنا بقية شواهده هناك.
(1) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد، وقد وقع في (ق) و (م) من رواية أبيه الإمام أحمد، وهو خطأ.
(2) تحرف في (ق) و (م) إلى: الرازي.
(3) تحرف في (م) إلى: يسار.
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف روح بن عطاء بن أبي ميمونة، ضعفه ابن معين وابن الجارود والساجي، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وقال البزار: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ. ولم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما، وعبد الله القس. والد خالد سلف الكلام عليه في الرواية (16653) ، وبقية رجال الإسناد سلف الكلام عليهم هناك أيضاً سوى محمد بن عبد الله الرزي شيخ عبد الله، وهو ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه الحاكم 4/168 من طرق عن روح بن عطاء، بهذا الإسناد.=(27/216)
• 16656 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) : حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ (2) قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيَّ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا يَزِيدُ بْنَ أَسَدٍ، أَحِبَّ لِلنَّاسِ الَّذِي (3) تُحِبُّ لِنَفْسِكَ " (4)
__________
= وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!
وقد سلف برقم (16653) .
قال السندي: قوله. "فأحب"، أي: فطريق تحصيل الجنة أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.
(1) وقع هذا الحديث في (م) و (ق) من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، بل هو من زيادات ابنه عبد الله.
(2) تحرَّف في (م) إلى: يسار.
31) في (ق) و (م) : "ما" بدل: "الذي".
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف بيناه في الرواية (16653) ، غير أن هذه الرواية متصلة.
وأخرجه ابن سعد 7/428، وأبو يعلى (911) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/475-476 من طريق عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "المؤتلف والمختلف" 4/1927-1928 من طريق يعقوب الدورقي، به.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (434) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/49 و8/317، والطبراني في "الكبير" 22/ (625) من طريقين عن هُشيم، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4025) من طريق عبد الرحمن بن شيبة للجدّي، عن هشيم، عن ابن شُبْرمة، عن خالد القَسري، به. بلفظ: "يا يزيد=(27/217)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ
• 16657 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّهُ أَهْدَى إلِى رَسُولِ اللهِ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمَ صَيْدٍ فَلَمْ يَقْبَلْهُ، فَرَأَى ذَلِكَ فِي وَجْهِ الصَّعْبِ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَقْبَلَ مِنْكَ إِلَّا أَنَّا كُنَّا حُرُمًا "
قَالَ: وَسُئِلَ عَنِ الْخَيْلِ يُوطِئُونَهَا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ: " هُمْ ـ يَعْنِي ـ مِنْ آبَائِهِمْ "
وَقَالَ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " (2)
__________
= ابن أسد، لا تأتي إلى الناس إلا ما تحبُّ أن يؤتى إليك".
وقال: لم يروِ هذا الحديث عن هشيم، عن ابن شبرمة إلا عبد الرحمن.
ورواه الناس عن هشيم، عن سيار، عن خالد بن عبد الله. وسلف برقم (16653)
(1) في (م) : لِرَسُولِ اللهِ.
(2) حديث صحيح غير أنَّ قوله: أهدى إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحم صيد، الأثبت أنه هدى إليه حماراً وحشياً كما سلف بيانه في تخريج الرواية (16422) ، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن ثابت العبدي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وهذا الحديث من زوائده.
وقوله: أهدى إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحم صيد، فلم يقبله.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (7435) من طريقين عن محمد بن ثابت العبدي، به.
وقوله: "لا حمى إلا لله ولرسوله ". =(27/218)
• 16658 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ فَأَهْدَيْتُ لَهُ لَحْمَ حِمَارِ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى فِي وَجْهِي الْكَرَاهِيَةَ قَالَ: " لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنَّا حُرُمٌ "
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "
قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ الدَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، قَالَ: " هُمْ مِنْهُمْ " (1)
• 16659 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ هُوَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
__________
= أخرجه الطبراني كذلك في "الكبير" (7448) من طريق يحيى بن دُرُسْت، عن محمد بن ثابت العبدي، به.
وقد سلف الكلام عليه وتخريجه في الرواية السالفة برقم (16422) ، فانظرها لزاماً.
قال السندي: قوله: يوطؤونها: ضمير الفاعل للناس أو للفرسان، وضمير المفعول للخيل، وأولاد المشركين بالنصب مفعول ثانٍ، أي: يجعلون، أي: الناس أو الفرسان للخيل واطئة لأولاد المشركين.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد خالف سفيان بن عيينة الرواة عن الزهري في قوله: لحم حمار وحش، والمحفوظ عن الزهري: أهديت له حمار وحش، وقد سلف بيان ذلك في الرواية رقم (16422) .
(2) في النسخ الخطية و (م) : بن، وهو تحريف قديم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/588، و"إتحاف المهرة" 6/284.(27/219)
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمَى النَّقِيعَ (1) وَقَالَ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " (2)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) و (ق) : البقيع- بالباء- وهو تصحيف، والمثبت من (س) و (م) ، قال السندي: النقيع- بالنون- اسم موضع.
(2) حديث صحيح دون قوله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمى النقيع، فقد تفرد بوصله عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي، وهو ضعيف يعتبر به، ولا يحتمل تفرده، والصحيح أنه من بلاغات الزهري، وقد أخرجه البخاري عقب الرواية رقم (2370) من طريق يونس، عن الزهري، قال: بلغنا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمى النقيع، وبقية رجاله ثقات. عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي.
وأخرجه أبو داود (3084) ، والحاكم 2/81، والبيهقي في "السنن" 6/146 من طريق سعيد بن منصور، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: قد اتفقا على حديث يونس عن الزهري بإسناده، بلفظ: "لا حمى إلا لله ولرسوله"، ولم يخرجاه هكذا، وهو صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
قلنا: حديث يونس عن الزهري أخرجه البخاري وحده، وسيأتي من هذه الطريق برقم (16666) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/269 من طريق سعيد بن منصور، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.
وأخرجه أبو نعيم دون قوله: حمى النقيع، في "أخبار أصبهان" 1/326-327 من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.
وقوله: وحمى النقيع، سلف من حديث ابن عمر بإسنادٍ ضعيف برقم (5655) ، وذكرنا هناك أن له شاهداً من حديث الصعب بن جثامة، والصواب=(27/220)
• 16660 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارًا وَحْشِيًّا وَهُوَ بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فِي وَجْهِي قَالَ: " إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ " (1)
• 16661 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُوَيْسٍ، سَمِعْتُ مِنْهُ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارًا عَقِيرًا وَحْشِيًّا بِوَدَّانَ، أَوْ قَالَ: بِالْأَبْوَاءِ، قَالَ: فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى شِدَّةَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي قَالَ: " إِنَّا إِنَّمَا رَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ لِأَنَّا حُرُمٌ " (2)
__________
= أنه من بلاغات الزهري، فليصحح من هنا.
وسيأتي بالأرقام (16663) و (16666) و (16679) و (16682) و (16689) ، وقد سلف برقم (16422) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، مصعب بن عبد الله- وهو الزبيري- فمن رجال النسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وقد سلف من طريق مالك برقم (16423) ، وانظر (16422) .
(2) حديث صحيح، دون قوله: عقيراً، فقد خالف فيها أبو أويس عبدُ الله ابن عبد الله بن أويس المدني الرواةَ عن الزهري، وهو ضعيف، والمحفوظ عن الزهري: حمار وحش، وقد سلف بيان ذلك في الرواية (16422) .(27/221)
• 16663 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ بِوَدَّانَ إِذْ أَتَاهُ الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ ـ أَوْ رَجُلٌ ـ بِبَعْضِ حِمَارِ وَحْشٍ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: " إِنَّا حُرُمٌ لَا نَأْكُلُ الصَّيْدَ " (1)
• 16663 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا حِمَى إِلَّا
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وقد رواه حماد بن زيد هكذا، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، لم يذكر بينهما في الإسناد الزهْريَّ، وقال: أو رجل على الشك، وقال: ببعض حمار وحش.
وسيأتي برقم (16671) من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، به. وفيه: أن الصعب بن جثامة هو الذي أهدى رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دون شك، وأنه أهداه حمار وحش. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/55: وهو أولى بالصَّواب عند أهل العلم.
وأخرجه الدارمي 2/39 عن محمد بن عيسى، والنسائي في "المجتبى" 5/184 عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وعند الدارمي: بلحم حمار وحش، وعند النسائي: رأى حمار وحش.
وقد سلف برقم (16422) و (16423) ، فانظراه لزاماً.(27/222)
لِلَّهِ وَرَسُولِهِ " (1)
• 16664 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ خَيْلَنَا أَوْطَتْ (2) أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ " (3)
• 16665 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وقد سلف برقم (16422) من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصَّعْب بن جثامة، به. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/55: وهو أولى بالصواب عند أهل العلم.
وانظر (16659) .
(2) في (ق) : أوطأت.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وقد سلف من طريق عمرو بن دينار عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب، به، برقم (16424) ، وطريق الزهري أولى بالصَواب عند أهل العلم، فيما ذكره ابن
عبد البر في "التمهيد" 9/55.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7449) من طريقين عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. قال: قالوا: يا رسول الله. فذكره.. ولم يُذْكر الصعب في الإسناد.
وقد سلف برقم (16422) .(27/223)
عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: أُتِيَ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَدَّانَ بِحِمَارِ وَحْشٍ فَرَدَّهُ وَقَالَ: " إِنَّا حُرُمٌ لَا نَأْكُلُ الصَّيْدَ " (2)
16666 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ، سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " (4)
__________
(1) في (ظ12) و (م) : أوتي.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وقد روي هذا الحديث من طرق عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عَبَّاس، عن الصعب، به، وقد سلفت طرقه برقم (16422) و (16423) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/55: وهو أولى بالصواب عند أهل العلم.
وسيأتي برقم (16676) .
(3) لفظ. ابن مسعود، ليس في (م) .
(4) حديث صحيح، عامر بن صالح الزبيري متروك الحديث، لكنه توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس بن يزيد: هو الأيلي.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (728) ، والبخاري (2370) ، والطبراني في "الكبير" (7420) ، والبيهقي في "السنن" 6/146 و7/59 من طريق ليث، وأبو داود (3083) ، والدارقطني 4/238 من طريق ابن وهب، كلاهما عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد.
وزاد البخاري: وقال: بلغنا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمى النقيع، قلنا: وهذه الزيادة هي من بلاغات الزهري، نص على ذلك الحافظ في=(27/224)
• 16667 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبُو حُمَيْدٍ الْحِمْصِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَيَارٍ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ إِصْطَخْرُ نَادَى مُنَادٍ: أَلَا إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، قَالَ: فَلَقِيَهُمُ الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ قَالَ: فَقَالَ: لَوْلَا مَا تَقُولُونَ لَأَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَحَتَّى تَتْرُكَ الْأَئِمَّةُ ذِكْرَهُ عَلَى الْمَنَابِرِ " (2)
__________
= "الفتح" 5/45، وقد سلفت من حديث الصعب بن جثامة ولكن بإسناد ضعيف برقم (16659) ، ونبهنا على الصواب هناك.
وقد سلف برقم (16422) .
(1) في (م) و (ق) : يسار، وهو تحريف، وفي هامش (ق) : سيار.
(2) إسناده ضعيف، راشد بن سعْد: هو المَقْرائي الحمصي، لم يدرك الصعب بن جَثامة، وبقية: وهو أبن الوليد يدلس ويسوي، وهو وإن صرح بسماعه من شيخه صفوان بن عمرو عند ابن أبي عاصم، فإن مثله يحتاج إلى التصريح في جميع طبقات الإسناد، ثم إنه انفرد به وهو ممن لا يحتمل تفرده.
وقد أعله الحافظ في "الإصابة" في ترجمة الصعب بالإرسال. وبقية رجاله ثقات. حيوة: هو ابن شريح بن يزيد الحمصي، وصفوان بن عمرو: هو ابن هرم السكسكي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (907) عن عبد الوهَّاب بن نجدة، عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/335، وقال: رواه عبد الله بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو، وهي صحيحة كما قال ابن معين، وبقية رجاله ثقات!(27/225)
• 16668 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبُو حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّارِ مِنْ دُورِ الْمُشْرِكِينَ نَغْشَاهَا بَيَاتًا، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ تَحْتَ الْغَارَةِ مِنَ الْوِلْدَانِ؟ قَالَ: " هُمْ مِنْهُمْ " (1)
• 16669 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ ـ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ـ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أخْبَرَهُ الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَهْلِ الدَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، قَالَ: " هُمْ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، وإسماعيل بن عياش: وهو الحمصي، وإن كان مخلطاً في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، وجعفر بن الحارث- وهو أبو الأشهب النخعي الواسطي، وقد ترجم له الحافظ في "التهذيب" تمييزاً، وإن كان إلى الضعف
أقرب- قد توبعا، وبقية رجاله ثقات. أبو حميد: هو أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7454) من طريق أحمد بن خالد الوهبي وعلي بن مسهر وجرير بن عبد الحميد ثلاثتهم، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (16422) .(27/226)
مِنْهُمْ " (1)
• 16670 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نُصِيبُ فِي الْبَيَاتِ مِنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: " هُمْ مِنْهُمْ " (2)
• 16671 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ أخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِي قَالَ: " إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وقد سلف من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد برقم (16422) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وقد سلف من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد برقم (16426) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه مسلم (1193) (51) ، والطبراني في "الكبير" (7440) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.=(27/227)
• 16672 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنِا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ أخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أخْبَرَهُ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أخْبَرَهُ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِي قَالَ: " إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ " (1)
• 16673 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: أَهْدَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارَ وَحْشٍ بِالْأَبْوَاءِ فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا عَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِي الْكَرَاهِيَةَ (2) قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنَّا حُرُمٌ " (3)
__________
= وقد سلف برقم (16423) ، وانظر (16422) .
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه سنداً ومتناً.
(2) في (م) : كراهية رده.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم، فقد روى له البخاري متابعة، ومسلم احتجاجاً، وهو جيد الحديث، وقد توبع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7439) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا=(27/228)
• 16674 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُ، أَنَّهُ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارَ وَحْشٍ بِالْأَبْوَاءِ، أَوْ بِوَدَّانَ وَالنَّبِيُّ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الصَّعْبُ: فَلَمَّا عَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِي رَدَّهُ هَدِيَّتِي قَالَ: " لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنِّي حُرُمٌ " (1)
• 16675 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ لُوَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَدَّانَ
__________
= الإسناد.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. إسحاق بن منصور: هو الكوسج. شعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري (2596) ، والبيهقي في "السنن" 5/191-192 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، به.
وانظر ما قبله.(27/229)
أَهْدَى لَهُ أَعْرَابِيٌّ لَحْمَ صَيْدٍ فَرَدَّهُ وَقَالَ: " إِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّيْدَ " (1)
• 16676 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِمَارِ وَحْشٍ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: " إِنَّا حُرُمٌ لَا نَأْكُلُ الصَّيْدَ " (2)
• 16677 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عْنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَغْشَى الدَّارَ
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد روى له النسائي، ومحمد بن سليمان، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهما ثقتان.
وقد رواه حماد هكذا، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، لم يذكر بينهما في الإسناد الزهري، وقال: أهدى له أعرابي لحم صيد.
وقد سلف برقم (16671) من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، وفيه: أن الصعب بن جثامة هو الذي أهدى لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد أهداه حمار وحش. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/55: وهو أولى بالصواب عند أهل العلم.
وقد سلف برقم (16662) ، وأنظر (16422) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد روى له النسائي، ومحمد بن سليمان: وهو ابن لوين، فقد روى له أبو داود والنسائي، وكلاهما ثقة.
وقد سلف الكلام على هذا الإسناد برقم (16665) ، فانظره لزاماً.(27/230)
أَوِ الدِّيَارَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لَيْلًا مَعَهُمْ صِبْيَانُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، فَنَقْتُلُهُمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمْ مِنْهُمْ " (1)
• 16678 - حَدَّثَنَا (2) أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الزَّنْجِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ، صَابِغًا رَأْسَهُ بِسَوَادٍ " (3) (4) .
__________
(1) حديث صحيح، مسلم بن خالد: هو الرنْجي- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النَسائي، وهو ثقة. الحكم بن موسى: هو أبو صالح القنطري.
وأخرجه أبو عوانة 4/96 من طريق ابن وهب، عن مسلم بن خالد، بهذا الإسناد.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (16422) .
(2) هذا الأثر ليس في (س) .
(3) في (م) و (ق) : بالسواد.
(4) هذا الأثر صحيح، الزنجي: وهو مسلم بن خالد- وإن كان ضعيفاً- قد توبع.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20184) عن معمر، عن الزهري، قال: كان الحسين بن علي يخضب بالسواد. قال معمر: رأيت الزهري يغلف بالسواد، وكان قصيراً.
وأخرج عبد الرزاق (20176) عن معمر، عن الزهري قال: أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالأصباغ، فأحلكها أحب إلينا، يعني: أسودها.
قلنا: وهذا مذهب الزهري، وقد سلف نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن السواد من حديث أنس برقم (12635) ، وجابر (14402) وهو حديث صحيح.
قال النووي في "شرح مسلم" 14/80: ومذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح، وقيل: يكره كراهة تنزيه، والمختار التحريم لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "واجتنبوا السواد"، هذا مذهبنا ... وخضب جماعة بالسواد روي ذلك عن عثمان والحسن والحسين=(27/231)
• 16679 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شُمَيْلٍ يَعْنِي النَّضْرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " (1)
16680 - قَالَ: وَأَهْدَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَعَرَفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي، فَقَالَ: " إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ " (2)
__________
= ابني علي وعقبة بن عامر وابن سيرين وأبي بردة وآخرين. قال القرطبي في "المفهم" 5/419: ولا أدري عذر هؤلاء عن حديث أبي قحافة ما هو؟ فأقل درجاته الكراهة، كما ذهب إليه مالك.
(1) حديث صحيح، محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي. أخرج له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق، حسن الحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (45) و (1087) ، وابن حبان (137) ، والطبراني في "الكبير" (7423) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (16422) .
(2) حديث صحيح، محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي، أخرج له البخاري مقّروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق، حسن الحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. =(27/232)
16681 - وَسَأَلْتُهُ: عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " اقْتُلْهُمْ مَعَهُمْ "، قَالَ: وَقَدْ نَهَى عَنْهُمْ يَوْمَ خَيْبَرَ (1)
• 16682 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَعْنِي الْحُمَيْدِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7436) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن محمد بن عمرو، به.
وقد سلف برقم (16674) .
(1) حديث صحيح، وإسناده إسناد سابقه برقم (16679) ، والقائل: وقد نهى عنهم يوم خيبر: هو الزهري كما هو مبين في الرواية السالفة برقم (16422) إلا أن في لفظ: خيبر تحريف قديم إذ جاء في رواية ابن حبان (137) يوم حنين، وهو الصواب، قال الحافظ في "الفتح" 6/147: ويؤيد
كون النهي في غزوة حنين ما سيأتي من حديث رَبَاح بن الربيع الآتي: فقال لأحدهم: "الحق خالداً فقل له لا تقتل ذرية ولا عسيفاً".. وخالد أول مشاهده مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة الفتح، وفي ذلك العام كانت غزوة حنين.
قلنا: وقد سلف حديث رَباح بن الربيع برقم (15992) وإسناده قوي.
وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (145) ، وأبو عوانة 4/96 من طريق يعلى بن عبيد، وابن حبان (137) من طريق محمد بن عُبيد وكذلك برقم (4787) من طريق الفضل بن موسى، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الإسناد. وفي روايتي ابن حبان: يوم حنين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7450) من طريق أبي النضر عن المسعودي، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (16422) .(27/233)
وَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ الدَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَيُبَيَّتُونَ، فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمْ مِنْهُمْ " (1)
• 16683 - وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " (2)
• 16684 - وَأَهْدَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمَ حِمَارِ وَحْشٍ وَهُوَ بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِي، قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ " (3)
• 16685 - قَالَ سُفْيَانُ: فَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، بِحَدِيثِ الصَّعْبِ هَذَا، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَبْلَ أَنْ نَلْقَاهُ، فَقَالَ فِيهِ: " هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ ". فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ، تَفَقَّدْتُهُ، فَلَمْ يَقُلْ، وَقَالَ: " هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وقد سلف من طريق سفيان بن عيينة، برقم (16422) .
(2) إسناده صحيح، إسناد سابقه.
وهو عند الحميدي في "مسنده برقم (782) .
وقد سلف من طريق سفيان بن عيينة برقم (16422) .
(3) حديث صحيح، إلا أن سفيان بن عيينة قد خالف الرواة عن الزهري في قوله: لحم حمار وحش، والمحفوظ عن الزهري: أهديت له حمار وحش وقد سلف بيان ذلك في الرواية رقم (16422) .
(4) إسناده صحيح، وهو موصول بالإسناد السالف برقم (16682) إلا أن سفيان بن عيينة يرويه هنا عن عمرو بن دينار، عن الزهري، به. =(27/234)
• 16686 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الدَّارُ مِنْ دُورِ الْمُشْرِكِينَ نُصَبِّحُهَا لِلْغَارَةِ، فَنُصِيبُ الْوِلْدَانَ تَحْتَ بُطُونِ الْخَيْلِ وَلَا نَشْعُرُ؟ فَقَالَ: " إِنَّهُمْ مِنْهُمْ " (1)
• 16687 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
__________
= وقد سلف طريق عمرو بن دينار برقم (16424) . والقائل: "هم خير منهم" هو الزهري، وهو إشارة منه إلى نسخ هذا الحكم.
انظر "فتح الباري" 6/147.
وانظر (16422) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد الرحمن بن الحارث: وهو ابن عبد الله بن عياش المخزومي ضعيفان، ثم إن في الإسناد انقطاعاً، عبد الرحمن بن الحارث لم يسمع من عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، بينهما الزهري كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات
رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7456) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 4/97، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/222 من طريق سريج بن النعمان، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، به.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (16422) .(27/235)
بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فِي وَجْهِي، قَالَ: " إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ " (1)
• 16688 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، مِثْلَهُ. يَعْنِي: عَنْ مَالِكٍ، وَقَالَ رَوْحٌ: وَجْهِهِ (2)
• 16689 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، إسحاق بن منصور: هو الكوسج.
وعبد الله بن مسلمة: هو القعنبي.
وقد سلف من طريق مالك برقم (16423) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. إسحاق: هو ابن منصور الكوسج، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وقد سلف برقم (16422) .(27/236)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَنَّةَ (1)
• 16690 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ مَيْمُونَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَنَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: " الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَنْحَازَنَّ الْإِيمَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا يَحُوزُ السَّيْلُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الْإِسْلَامُ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا " (2)
__________
(1) قال السندي: عبد الرحمن بن سنة- بفتح المهملة وتشديد النون، وحكى فيه ابن السكن المعجمة ثم الموحدة: أسلمي، مدني.
(2) إسناده ضعيف جداً بهذه السياقة، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، متروك، ويوسف بن سليمان ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/381، ولم يذكرا في الرواة عنه سوى إسحاق، وقال الحسيني: مجهول. وقال الحافظ في "التعجيل" 1/800 في ترجمة عبد الرحمن بن سنة: وفي سنده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو واهٍ.
قال ابن السكن: لا يعتمد عليه، وقال البخاري: حديثه ليس بالقائم، وقال ابن حبان في "الصحابة": له رؤية.
قلنا: وفي إسناده كذلك إسماعيل بن عياش، وهو مخلط في غير روايته عن أهل بلده، وهذه منها.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/457 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. =(27/237)
حَدِيثُ سَعْدٍ الدَّلِيلِ (1)
• 16691 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ هُوَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ فَائِدٍ، مَوْلَى عَبَادِلَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، فَأَرْسَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى (2) ابْنِ سَعْدٍ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ أَتَانَا ابْنٌ لِسَعْدٍ، وَسَعْدٌ الَّذِي دَلَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى طَرِيقِ رَكُوبِهِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَخْبِرْنِي مَا حَدَّثَكَ أَبُوكَ؟ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ،
__________
= وأخرجه مختصراً محمد بن وضاح القرطبي في "البدع والنهي عنها" ص65 من طريق أسد بن موسى، عن إسماعيل بن عياش، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/278، وقال: رواه عبد الله والطبراني، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك.
قلنا: وقد سلف نحوه بإسناد جيد من حديث سعد بن أبي وقاص برقم (1604) ، ولفظه: "إن الإيمان بدأ غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد النَّاس، والذي نفس أبي القاسم بيده ليأرزن الإيمان بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها". وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) قال السندي: سَعْد الدليل، قد دَلَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الهجرة من العَرْج إلى المدينة، وهو أسلمي، ويقال له العرجي؛ لأنه اجتمع بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعرج وهو يريد المدينة، فأسلم.
(2) لفظ "إلى" ليس في (م) .(27/238)
وَكَانَتْ (1) لِأَبِي بَكْرٍ عِنْدَنَا بِنْتٌ مُسْتَرْضَعَةٌ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ الِاخْتِصَارَ فِي الطَّرِيقِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: هَذَا الْغَائِرُ مِنْ رَكُوبَةٍ، وَبِهِ لِصَّانِ مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُمَا الْمُهَانَانِ، فَإِنْ شِئْتَ أَخَذْنَا عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ بِنَا عَلَيْهِمَا " قَالَ سَعْدٌ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا (2) أَشْرَفْنَا إِذَا أَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: هَذَا الْيَمَانِي. فَدَعَاهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَا، ثُمَّ سَأَلَهُمَا عَنْ أَسْمَائِهِمَا، فَقَالَا: نَحْنُ الْمُهَانَانِ، فَقَالَ: " بَلْ أَنْتُمَا الْمُكْرَمَانِ " وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَقْدَمَا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ (3) ، فَخَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا ظَاهِرَ قُبَاءَ، فَتَلَقَّى (4) بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ؟ " فَقَالَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ: إِنَّهُ أَصَابَ قَبْلِي يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُخْبِرُهُ لَكَ؟ ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا طَلَعَ عَلَى النَّخْلِ، فَإِذَا الشَّرْبُ مَمْلُوءٌ (5) ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، هَذَا الْمَنْزِلُ رَأَيْتُنِي
__________
(1) في (م) : وكان.
(2) لفظ "إذا" ليس في (م) .
(3) لفظ "المدينة" ليس في (ظ12) ولا (ص) ، وأشير إليها في (س) على أنها نسخة، وفي (ق) : أن يقدما المدينة.
(4) في (ق) : فتلقانا.
(5) في النسخ الخطية: مملوءاً.(27/239)
أَنْزِلُ إلَى (1) حِيَاضٍ كَحِيَاضِ بَنِي مُدْلِجٍ " (2)
__________
(1) في (م) : على.
(2) إسناده ضعيف، عبد الله بن مصعب بن ثابت والد مصعب بن عبد الله، من رجال "التعجيل"، وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل": هو شيخٌ بابَة عبد الرحمن بن أبي الزناد. أي: أنه يكتب حديثه للمتابعة ولا يحتج به. وابن سعد، سمي في رواية الحارث بن أبي أسامة: عبد الله، ولم نقع له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه مختصراً الحارث بن أبي أسامة (531) (زوائد) من طريق هاشم ابن عامر الأسلمي، عن عبد الله بن سعد، عن أبيه، قال: كنت دليل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من العَرْج إلى المدينة، فرأيته يأكل متكئاً.
وأورده الحافظ في "الإصابة" في ترجمة سعد العرجي، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/58-59، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، وابن سعد اسمه عبد الله، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات!
قال السندي: قوله: على طريق ركوبة، ضبط بفتح الراء، وضم الكاف، وسكون الواو: وهي ثنية معروفة بين مكة والمدينة عند العرج سلكها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: الاختصار، أي: أن يسلك طريقاً قريباً إلى المقصد.
قوله: إنه أصاب، أي: أصابه الخير، قاله تعجباَ من تأخره في الحضور.
قوله: فإذا الشَّرَب، بفتحتين: حويض حوله النخلة يسع ريّها.(27/240)
حَدِيثُ مِسْوَرِ بْنِ يَزِيدَ (1)
• 16692 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْكَاهِلِيِّ، عَنْ مِسْوَرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ آيَةً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ (2) : يَا رَسُولَ اللهِ، تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " فَهَلَّا ذَكَّرْتَنِيهَا " (3)
__________
(1) قال السندي: مسور بن يزيد، بضم أوله وفتح السين وتشديد الواو: كذا ضبطه عبد الغني وغيره، وظاهر كلام البخاري أنه بكسر الميم وسكون السين، وهو أسدي مالكي، من بني مالك.
(2) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : فقال رجل.
(3) إسناده ضعيف لضعف يحيى بن كثير الكاهلي، وبقية رجاله ثقات.
سريج بن يونس: هو البغدادي، ومروان بن معاوية: هو الفزاري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/40، وفي "القراءة خلف الإمام" (194) ، وأبو داود (907) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (872) و (1059) و (2699) ، وابن خزيمة (1648) ، وابن حبان (2240) و (2241) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (34) ، والبيهقي في "السنن " 3/211، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/177 من طرق عن مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإسناد، وزاد بعضهم: قال: ظننت أنها قد نسخت، قال: "فإنها لم تنسخ".
وانظر حديث عبد الرحمن بن أبزى السالف برقم (15365) .(27/241)
حَدِيثُ رَسُولِ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
• 16693 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ يَعْنِي الْمُهَلَّبِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ مَوْلًى لِآلِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَقِيلَ لِي: فِي هَذِهِ الْكَنِيسَةِ رَسُولُ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَدَخَلْنَا الْكَنِيسَةَ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ كَبِيرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ رَسُولُ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: إِنَّهُ لَمَّا غَزَا تَبُوكَ، كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ كِتَابًا، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ وَضَعَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ، وَبَعَثَ إِلَى بَطَارِقَتِهِ وَرُءُوسِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكُمْ رَسُولًا، وَكَتَبَ إِلَيْكُمْ كِتَابًا يُخَيِّرُكُمْ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تَتَّبِعُوهُ عَلَى دِينِهِ، أَوْ تُقِرُّوا لَهُ بِخَرَاجٍ يَجْرِي لَهُ عَلَيْكُمْ وَيُقِرَّكُمْ عَلَى هَيْئَتِكُمْ فِي بِلَادِكُمْ (1) ، أَوْ أَنْ تُلْقُوا إِلَيْهِ بِالْحَرْبِ. قَالَ: فَنَخَرُوا نَخْرَةً حَتَّى خَرَجَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَرَانِسِهِمْ، وَقَالُوا: لَا نَتَّبِعُهُ عَلَى دِينِهِ، وَنَدَعُ دِينَنَا وَدِينَ آبَائِنَا، وَلَا نُقِرُّ (2) لَهُ بِخَرَاجٍ يَجْرِي لَهُ عَلَيْنَا، وَلَكِنْ نُلْقِي إِلَيْهِ الْحَرْبَ. فَقَالَ: قَدْ كَانَ
__________
(1) في (ظ 12) : بلادهم.
(2) في (ظ 12) : ولا نفي.(27/242)
ذَاكَ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَفْتَاتَ دُونَكُمْ بِأَمْرٍ قَالَ عَبَّادٌ: فَقُلْتُ لِابْنِ خُثَيْمٍ: أَوَلَيْسَ قَدْ كَانَ قَارَبَ وَهَمَّ بِالْإِسْلَامِ فِيمَا بَلَغَنَا ؟ قَالَ: بَلَى لَوْلَا أَنَّهُ رَأَى مِنْهُمْ قَالَ: فَقَالَ: ابْغُونِي رَجُلًا مِنْ الْعَرَبِ أَكْتُبْ مَعَهُ إِلَيْهِ جَوَابَ كِتَابِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ وَأَنَا شَابٌّ، فَانْطُلِقَ بِي إِلَيْهِ، فَكَتَبَ جَوَابَهُ، وَقَالَ لِي: مَهْمَا نَسِيتَ مِنْ شَيْءٍ فَاحْفَظْ عَنِّي ثَلَاثَ خِلَالٍ: انْظُرْ إِذَا هُوَ قَرَأَ كِتَابِي هَلْ يَذْكُرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَهَلْ يَذْكُرُ كِتَابَهُ إِلَيَّ، وَانْظُرْ هَلْ تَرَى فِي ظَهْرِهِ عَلَمًا، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ وَهُوَ بِتَبُوكَ فِي حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مُنْتَجِينَ. فَسَأَلْتُ، فَأُخْبِرْتُ بِهِ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فَدَعَا مُعَاوِيَةَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى قَوْلِهِ: دَعَوْتَنِي إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، فَأَيْنَ النَّارُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ فَأَيْنَ النَّهَارُ؟ " قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ كَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ (1) فَخَرَّقَهُ، فَخَرَّقَهُ اللهُ مُخَرَّقَ الْمُلْكِ، قَالَ عَبَّادٌ: فَقُلْتُ لِابْنِ خُثَيْمٍ: أَلَيْسَ قَدْ أَسْلَمَ النَّجَاشِيُّ ، وَنَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ؟ قَالَ: بَلَى، ذَاكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَهَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. قَدْ ذَكَرَهُمْ ابْنُ خُثَيْمٍ جَمِيعًا وَنَسِيتُهُمَا - وَكَتَبْتُ إِلَى كِسْرَى كِتَابًا، فَمَزَّقَهُ، فَمَزَّقَهُ اللهُ مُمَزَّقَ الْمُلْكِ (2) . وَكَتَبْتُ إِلَى قَيْصَرَ كِتَابًا، فَأَجَابَنِي فِيهِ، فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ يَخْشَوْنَ مِنْهُمْ بَأْسًا مَا
__________
(1) في (ق) : إلى النجاشي كتاباً.
(2) في (ظ 12) : فمزَّقه تمزيق الملك.(27/243)
كَانَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ " ثُمَّ قَالَ لِي: " ممَّنْ (1) أَنْتَ؟ " قُلْتُ: مِنْ تَنُوخٍ، قَالَ: " يَا أَخَا تَنُوخٍ، هَلْ لَكَ فِي الْإِسْلَامِ؟ " قُلْتُ: لَا، إِنِّي أَقْبَلْتُ مِنْ قِبَلِ قَوْمٍ وَأَنَا فِيهِمْ عَلَى دِينٍ، وَلَسْتُ مُسْتَبْدِلًا بِدِينِهِمْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ. قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَبَسَّمَ. فَلَمَّا قَضَيْتُ حَاجَتِي، قُمْتُ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فَقَالَ: " يَا أَخَا تَنُوخٍ، هَلُمَّ فَامْضِ لِلَّذِي أُمِرْتَ بِهِ " قَالَ: وَكُنْتُ قَدْ نَسِيتُهَا (2) ، فَاسْتَدَرْتُ مِنْ وَرَاءِ الْحَلْقَةِ، وَألْقَى بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيْهِ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَأَيْتُ غُضْرُوفَ كَتِفِهِ مِثْلَ الْمِحْجَمِ الضَّخْمِ (3)
• 16694 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، إِمْلَاءً عَلَيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ قَيْصَرَ جَارًا لِي زَمَنَ
__________
(1) في (م) : من.
(2) في (ظ12) و (س) و (ص) : وكنت نسيتها، وجاء في هامش (س) : قد نسيتها، بزيادة "قد"، وهي نسخة.
(3) إسناده ضعيف لجهالة سعيد بن أبي راشد، كما ذكرنا في الرواية (15655) ، وبقية رجاله- عدا التنوخي- رجال الصحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (15655) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/234-236، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك.
وقد سلف الحديث بنحوه برقم (15655) من رواية الإمام أحمد.
وسيأتي مختصراً برقم (16694) من زوائد عبد الله أيضاً.(27/244)
يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَيْصَرَ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ إِلَى قَيْصَرَ، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ كِتَابًا، - فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ " وَحَدِيثُ عَبَّادٍ أَتَمُّ وَأَحْسَنُ اقْتِصَاصًا لِلْحَدِيثِ " وَزَادَ قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56] ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ رَسُولُ قَوْمٍ وَإِنَّ لَكَ حَقًّا، وَلَكِنْ جِئْتَنَا وَنَحْنُ مُرْمِلُونَ " فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: أَنَا أَكْسُوهُ حُلَّةً صَفُورِيَّةً، وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: عَلَيَّ ضِيَافَتُهُ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، لجهالة سعيد بن أبي راشد، وباقي رجاله رجال الصحيح، غير حوثرة بن أشرس، فمن رجال "التعجيل"، وقد روى عنه جمع، ولم يوثقه غير ابن حبان. ورسول قيصر هو التنوخي، سلف الكلام عليه في الرواية (15655) .
وأخرجه مطولاً أبو يعلى (1597) عن حوثرة بن أشرس، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً أيضاً حميد بن زنجويه في "الأموال" (104) من طريق روح بن أسلم، عن حماد، به. وروح هذا ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/234-236، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك.
وقد سلف مطولاً برقم (16693) من رواية عبد الله أيضاً.
وسلف من رواية الإمام أحمد مطولاً برقم (15655) .(27/245)
حَدِيثُ ابْنِ عَبْسٍ شَيْخٌ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ
16695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ الدَّارِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَنَحْنُ فِي غَزْوَةِ رُودِسَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ عَبْسٍ، قَالَ: " كُنْتُ أَسُوقُ لِآلٍ لَنَا بَقَرَةً "، قَالَ: " فَسَمِعْتُ مِنْ جَوْفِهَا: يَا آلَ ذَرِيحٍ، قَوْلٌ فَصِيحٌ، رَجُلٌ يَصِيحُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، قَالَ: " فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ " (2)
__________
(1) في (س) و (ق) و (م) : عبد الله، وهو تحريف.
(2) هذا الأثر إسناده ضعيف، وهو مكرر (15462) سنداً ومتناً.(27/246)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ (1)
• 16696 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (2) : حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: خَطَبَ (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَحَثَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ "، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: عَلَيَّ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا. قَالَ: " ثُمَّ حَثَّ "، فَقَالَ عُثْمَانُ: عَلَيَّ مِائَةٌ أُخْرَى بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا. قَالَ: " ثُمَّ نَزَلَ مَرْقَاةً مِنَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ حَثَّ ". فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: عَلَيَّ مِائَةٌ أُخْرَى بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا. قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا يُحَرِّكُهَا " وَأَخْرَجَ عَبْدُ الصَّمَدِ، يَدَهُ كَالْمُتَعَجِّبِ: " مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا " (4)
__________
(1) قال السندي: عبد الرحمن بن خباب السلمي، ذكره ابن حبان من الأنصار، فإن صَحَّ، فالسَّلمي- بفتح السين- وهو نزيل البصرة، وجاء في رواياته أنه سَمعَ من النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل: إنه ابن خباب بن الأرت، وَرُدَّ بأن خباب ابن الأرت تميمي، وهذا أسلمي، وليس له حديث غير هذا الحديث الذي ذكره الإمام.
(2) في (م) حدثنا عبد الله، حدثني أبي. يعني جعله من حديث أحمد، وهو خطأ.
(3) في (م) : خرج، وهو تحريف.
(4) إسناده ضعيف لجهالة فرقد أبي طلحة، فقد انفرد بالرواية عنه الوليد ابن أبي هشام، وقال علي بن المديني: لا أعرفه، وقال ابن حجر في=(27/247)
• 16697 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ (2) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= "التقريب": مجهول، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير سكن بن المغيرة: وهو القرشي الأموي، فقد أخرج له الترمذي، وهو صدوق، وغير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. أبو موسى العنزي: هو محمد بن المثنى.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1419) ، وفي "السنة" (1280) عن أبي موسى العنزي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1189) ، وابن سعد 7/78، وعبد بن حميد في "المنتخب" (311) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/246، والترمذي (3700) ، والدولابي في "الكنى" 2/17، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/289، وأبو نعيم في "الحلية" 1/58-59، والبيهقي في "الدلائل" 5/214،
وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/441-442 من طرق عن سكن بن المغيرة، به.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث السكن بن المغيرة، وفي الباب عن عبد الرحمن بن سمرة.
قلنا: حديث عبد الرحمن بن سمرة سيرد 5/63.
(1) في (م) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، يعني جعله من حديث أحمد، وهو وهم.
(2) في النسخ الخطية و (م) : حدثنا الوليد بن هشام وطلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمي، وهو تحريف قديم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 4/257-258.(27/248)
خَطَبَ، فَحَضَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَذَكَرَهُ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أبي موسى العنزي: هو عثمان بن عمر بن فارس العبدي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1420) عن أبي موسى العنزي، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(27/249)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي الْغَادِيَةِ (1)
• 16698 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: كُنَّا بِوَاسِطِ الْقَصَبِ عِنْدَ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: فَإِذَا عِنْدَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الْغَادِيَةِ، اسْتَسْقَى مَاءً (2) ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ مُفَضَّضٍ، فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ، وَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا أَوْ ضُلَّالًا - شَكَّ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ - يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " فَإِذَا رَجُلٌ يَسُبُّ فُلَانًا، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللهُ مِنْكَ فِي كَتِيبَةٍ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ إِذَا أَنَا بِهِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ قَالَ: فَفَطِنْتُ إِلَى الْفُرْجَةِ فِي جُرُبَّانِ الدِّرْعِ.
__________
(1) قال السندي: أبو الغادية، جهني، اسمه يسار بن سَبُع، سكن الشام ونزل واسط، وقد سمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولَه "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"، وكان محباً لعثمان، ولأجله قتل عماراً، فإنه سمع منه يقع في عثمان بالمدينة، فتوعَّده بالقتل، وقال: لئن أمكنني الله منك لأفعلن.
وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب. يتبجح بذلك، وانظر إلى العجب روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهي عن القتل، ثم يقتل مثل عمار.
قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمته: والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا متأولين، وللمجتهد المخطئ أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بطريق الأَوْلى.
(2) في (ق) : الماء، وهي نسخة في (س) .(27/250)
فَطَعَنْتُهُ، فَقَتَلْتُهُ، فَإِذَا هُوَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، قَالَ: قُلْتُ: وَأَيَّ يَدٍ كَفَتَاهُ يَكْرَهُ أَنْ يَشْرَبَ فِي إِنَاءٍ مُفَضَّضٍ، وَقَدْ قَتَلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كلثوم بن جبر هو البصري، مختلف فيه، فقد وثقه أحمد وابن معين والعجلي، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "لثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وصحابيه ليس له رواية في الكتب الستة.
وقد شك ابن عون في هذه الرواية بين قوله: كفاراً أو ضلالاً، وقد روي من طرق عن كلثوم بن جبر: "كفاراً" دون شك كما سيأتي في التخريج، وهي الرواية الصحيحة، وقد سلفت من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3815) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وأخرجه البخاري مختصراً في "التاريخ الأوسط" 1/160 من طريق محمد ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/237، والدولابي في "الكنى" 1/47، والطبراني في "الكبير" 22/ (912) و (913) من طرق عن كلثوم بن جبر، دون شك.
وأورد بعضه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/298، وقال: رواه كله الطبراني، وعبد الله باختصار، ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: فلاناً: أي عثمان.
قوله: لئن أمكنني الله: الجزاء مقدر: أي لأقتلنَّك.
قوله: إلى الفرجة، ضبط بفتح فسكون: وهي التفصي من الهم: أي: التخلص منه. أي رأيت أن الذي يخلصني من هَمِّ قتله هو الطعن في جُرُبَّان الدرع، وفي "القاموس": الفرجه، مثلثة: التفصي من الهم.=(27/251)
16699 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ ابْنُ كُلْثُومٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ " (1)
__________
= وأما الفرجه، بضم فسكون: فهو بمعنى الانفراج كفرجة الحائط، وهذا يمكن أن يكون بهذا المعنى.
قوله: جربان الدرع، بضمتين وتشديد الباء: قِرَابُهُ.
قوله: وأي يد كفتاه: الكاف للتشبيه، والمضاف مقدر: أي كيَدِ فتى، ويحتمل أن المراد باليد القويُّ، فلا حاجة إلى تقدير مضاف. أي: أيُّ رجل مثلك تراعي الدين على هذا الوجه وقد قتلت عماراً الذي وقع في عثمان، كأنه يمدحه، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ربيعة بن كلثوم: هو ابن جبر البصري مختلف فيه حسن الحديث، وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال أحمد بن حنبل: صالح، واختلف قول النسائي فيه، فقال مرة: ليس به بأس، وقال أُخرى: ليس بالقوي. ووالده كلثوم بن جبر، حسن الحديث كذلك، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16698) .
وأخرجه الطبراني مطولاً برقم 22/ (912) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن ربيعة بن كلثوم، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري لإسناد صحيح برقم (11762) وذكرنا هناك أحاديث الباب.(27/252)
16700 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا غَادِيَةَ الْجُهَنِيَّ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
• 16701 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (2) : حَدَّثَنِي صَلْتُ (3) بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَاصِ بْنَ عَمْرٍو الطُّفَاوِيَّ (4) ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو الْغَادِيَةِ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأُمُّ الْغَادِيَةِ (5) ، مُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِيَّاكِ وَمَا يَسُوءُ (6) الْأُذُنَ " (7)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هو عفان بن مسلم الصفار.
وسيأتي من طريق عفان 5/68.
(2) في (س) و (ق) و (م) وقع هذا الحديث من رواية الإمام أحمد، وجاء أنه من زوائد عبد الله في (ظ 12) و (ص) و"أطراف المسند" 7/41، وهو الصواب.
(3) في (ق) و (م) : الصلت.
(4) قوله: سمعت العاص بن عمرو الطفاوي، سقط من النسخ الخطية و (م) ، وقد استدرك من "أطراف المسند" 7/41، وانظر ترجمته في "تعجيل المنفعة" 1/696.
(5) في النسخ الخطية و (م) : أم أبي العالية، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 7/40.
(6) في (ظ12) وهامش (ق) : وما يشق.
(7) إسناده ضعيف لجهالة حال العاص بن عمرو الطفاوي، فقد ترجم له=(27/253)
حَدِيثُ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ (1)
• 16702 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ
__________
= البخاري في "التاريخ الكبير" 7/92، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/42، وفي "التعجيل" 1/696 ولم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي فيه كلام من جهة حفظه، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/238 من طريق أحمد بن أبي عوف، عن الصلت بن مسعود، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/312، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3489) من طريق تمام بن بزيع، عن العاص بن عمرو الطفاوي، به.
وقد أختلف فيه على تمام.
فأخرجه ابن أبي عاصم (1260) من طريق معلى بن أسد، عن تمام بن بزيع، عن الغاضرة بن عمير الطفاوي، قال: سمعت عمي، فذكر نحوه. قلنا: وتمام، قال البخاري: يتكلمون فيه، وقال الدارقطني: متروك.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/95، وقال: رواه عبد الله والطبراني إلا أنه قال: عن العاص بن عمرو الطفاوي، قال: حدثتني عمتي قالت: دخلت.. الحديث، وفيه العاص بن عمرو الطفاوي، وهو مستور، وبقية رجال السند رجال الصحيح.
قال السندي: قوله: "وما يسوء الأذن": أي والكلام القبيح الذي تتأذى به الأذن.
(1) قال السندي: ضرار بن الأزور، صحابي مشهور، واسم الأزور مالك ابن أوس، سكن الكوفة، وقال البغوي: لا أعلم لضرار غير هذين الحديثين.
ذكرهما الإمام، قيل: استشهد باليمامة، وقيل غير ذلك.
قلنا: بل ذكرهما ابنه عبد الله، فهما من زوائده على مسند أبيه.(27/254)
بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَحْلِبُ، فَقَالَ: " دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال يعقوب بن بَحِيْر، فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 8/389، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/205، والحافظ في "التعجيل" 2/385، ولم يذكروا في الرواة عنه سوى الأعمش، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، تفرد عنه الأعمشُ، وقد ساق حديثه بإسناده: ثم قال: غريب فرد، والأعمش فمدلس، وما ذكر سماعاً، ولا يعقوب ذكر سماعه من ضرار، ولا أعرف لضرار سواه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وصحابيه ليست له رواية في الكتب الستة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/338-339، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/654، والطبراني في "الكبير" (8131) ، والحاكم 3/1237 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولا يحفظ لضرار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير هذا.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/339، والطبراني في "الكبير" (8129) من طريق عبد الله بن داود، وأخرجه الدارمي 2/88، والبيهقي في "السنن" 8/14، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/53، والذهبي في "الميزان" 4/449 من طريق يعلى بن عبيد، وأخرجه الفسوي 2/654 من طريق جرير ابن عبد الحميد وداود بن نصير الطائي، والطبراني في "الكبير" (8130) من طريق حفص بن غياث، خمستهم عن الأعمش، به.
وخالفهم سفيان الثوري كما سيأتي 4/311 فرواه عن الأعمش، عن عبد الله بن سنان، عن ضرار بن الأزور، وسيأتي الحديث عن هذه الرواية هناك.
وسيرد برقم (16704) و4/322 و339.
وسيكرر 4/339 سنداً ومتناً.=(27/255)
• 16703 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1) ، جَارُنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَاهِلِيُّ الْأَثْرَمُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقَارِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ (2) : امْدُدْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ ضِرَارٌ: ثُمَّ قُلْتُ:
تَرَكْتُ الْقِدَاحَ وَعَزْفَ الْقِيَانِ ... وَالْخَمْرَ تَصْلِيَةً وَابْتِهَالَا
وَكَرِّي الْمُحَبَّرَ فِي غَمْرَةٍ ... وَحَمْلِي عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْقِتَالَا
فَيَا رَبِّ لَا أُغْبَنَنْ سَفْعَتِي (3) ... فَقَدْ بِعْتُ مَالِي وَأَهْلِي ابْتِدَالَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا غُبِنَتْ سَفْعَتَكَ (4) يَا ضِرَارُ " (5)
__________
=قال السندي: قوله: "دع داعيَ اللَّبن"، بالنصب على المفعولية إن أريد به الفصيل، أي: اتركه ليرضع، وعلى النداء إن أريد به ضرار، والله تعالى أعلم.
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : أبو بكر بن محمد بن عبد الله، بزيادة "بن" وهي زيادة مقحمة، وقد جاء على الصواب في (ظ 12) و"أطراف المسند" 2/606، و"إتحاف المهرة" 6/334، و"تعجيل المنفعة" في ترجمته.
(2) في (ظ 12) و (ص) : فقال.
(3) في (ظ 12) و (ص) : سفقتي.
(4) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : سفقتك.
(5) إسناده ضعيف، محمد بن سعيد الباهلي، من رجال "التعجيل"، قال أبو حاتم: منكر الحديث، مضطرب الحديث، ووهاه أبو زرعة، فقال: ليس بشيء. قلنا: والذي ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/264-265 ونسبه قرشياً، فإن كان هو نفسه وينسب تارة إلى قريش وتارة=(27/256)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إلى باهلة مما يدل على جهالته، فهو ذلك، وإن كان غيره، فإننا لم نقع على ترجمةِ للباهلي فيما بين يدينا من المصادر. وسلام بن سليمان- وهو المزني- وعاصم بن بهدلة، كلاهما صدوق، حسن الحديث. وأبو بكر محمد بن عبد الله، روى عنه جمع، وذكر الحافظ في "التعجيل" أن عبد الله ما كان يكتب إلا عمن أذن له أبوه في الكتابة عنه. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8132) ، والحاكم 3/620 من طريقين عن محمد بن سعيد الأثرم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بحشل مختصراً في "تاريخ واسط" ص174 من طريق عثمان بن مخلد، عن سلام، به. بلفظ: أتيت نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: بايعني على الإسلام، فبايعني على الإسلام. قلنا: وعثمان بن مخلد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/170، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبحشل في "تاريخ واسط" 174 ولم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (8133) من طريق عبد العزيز بن عمران، عن ماجد بن مروان، عن أبيه، عن جده، عن ضرار، به. قلنا: عبد العزيز بن عمران ضعيف، وماجد بن مروان وأبوه وجده لم نقف على ترجمتهم.
وله شاهد لا يفرح به من حديث ابن عباس عند الحاكم 3/238 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن ضرار بن الأزور، فذكر نحوه، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وداود بن حصين منكر الحديث في روايته عن عكرمة، قال علي ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر الحديث. وقد صححه الذهبي في مختصره على "المستدرك" مع أن الحاكم سكت عليه!
قال السندي: قوله: تركت القداح: هي السهام التي كانوا يستكشفون بها الغيب.
قوله: عزف القيان، أي: صوت المغنيات من الجواري. =(27/257)
• 16704 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ، قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلِي بِلَقُوحٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلِبَهَا، فَحَلَبْتُهَا، فَقَالَ: " دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ " (2)
__________
= قوله: تصلية، بالنصب على العلية، أي: استغفاراً، أي: طلباً للمغفرة.
قوله: وابتهالاً، أي: تضرعاً إليه تعالى، والمراد أني فعلت ذلك توبةً إلى الله تعالى وإنابةً إليه.
قوله: وكري، بفتح فتشديد راء: مصدر كَرَّ عليه إذا عطف، وهو مصدر مضاف إلى الفاعل.
قوله: المحبر، بالنصب كالمعظم: اسم فرس ضرار بن الأزور، مفعول الكر.
وقوله: في غمرة، أي: في شدة، والجار والمجرور خبر لقوله: كري.
وكذا قوله: على المشركين خبر لقوله حملي، وقوله: القتالا: عِلَّة لمقدر، أي: أحمل عليهم لأجل القتال.
قوله: سفعتي، أي: في تغيري مما كنت عليه من الحال والجمال، واختياري خلاف ذلك.
قوله: ابتهالاً، أي: لطلب بدل من الله تعالى، وهو ثوابه. في "الإصابة" يقال: إنه كان له ألف بعير برعاتها، فترك جميع ذلك.
(1) في (س) و (ق) و (م) من حديث الإمام أحمد، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و"أطراف المسند" 2/605.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال يعقوب بن بحير، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة (16702) . وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/654، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1060) عن محمد بن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وهو عند وكيع في "الزهد" (495) ، ومن طريقه أخرجه الفسوي في=(27/258)
• 16705 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبُو (1) صَالِحٌ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ، فَأَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ أَوْ خِطَامِهَا (2) ، فَدَفَعْتُ عَنْهُ، فَقَالَ: " دَعُوهُ فَأَرَبٌ مَا جَاءَ بِهِ " فَقُلْتُ: نَبِّئْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ (3) وَيُبَاعِدُنِي (4) مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " لَئِنْ (5) كُنْتَ أَوْجَزْتَ فِي الْخُطْبَةِ لَقَدْ أَعْظَمْتَ وَأَطْوَلْتَ (6) ، تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يَأْتُوهُ (7) إِلَيْكَ، وَمَا كَرِهْتَ لِنَفْسِكَ فَدَعِ النَّاسَ مِنْهُ، خَلِّ عَنْ زِمَامِ النَّاقَةِ " (8)
__________
= "المعرفة والتاريخ" 2/654، وابن حبان (5283) .
وسيأتي من طريق وكيع 4/322 و339.
وانظر الرواية السالفة برقم (16702) .
(1) لفظ "أبو" ليس في (م) .
(2) في (م) : بخطامها.
(3) في (ق) و (م) : إلى الجنة.
(4) في (م) : ويبعدني.
(5) في (ظ12) و (س) و (ص) : لأن.
(6) في (م) : أو أطولت.
(7) في (م) : يؤتوه.
(8) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في تخريج الحديث رقم (15583) ، فانظره لزاماً.(27/259)
حَدِيثُ يُونُسَ بْنِ شَدَّادٍ
• 16706 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَثْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ شَدَّادٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنْ صَوْمِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قتادة: وهو ابن دعامة السدوسي، رواه بالعنعنة وقال يحيى بن معين وأحمد بن حنبل: لم يسمع من أبي قِلابة، وسعيد بن بشير- هو الأزدي- ضعيف، يعتبر به، ولا يحتمل تفرده، وقد تفرد بهذا الإسناد، ويونس بن شداد، ترجم له الحسيني في "الإكمال" ص481، وقال: غير معروف، وجهله كذلك أبو حاتم في "العلل" 1/283، ونقل ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/530 عن ابن منده وأبي نعيم أنه مجهول، وترجم له الحافظ في "التعجيل" 2/392 وقال: وقد ذكره غير واحد في الصحابة منهم، وبيًضَ له، ولم يذكر أحداً ذَكَرَه في الصحابة، ثم إنه ذكره
في "الإصابة" في القسم الثاني مما يدل على عدم جزمه في صحبته. قلنا: ولا تثبت الصحبة بمثل هذا الإسناد. محمد بن عثمة: هو محمد بن خالد بن عثمة، صدوق، حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/530 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1068) (زوائد) عن محمد بن المثنى أبي موسى العنزي، به، وقال: لا نعلم أسند يونس بن شداد إلا هذا، ولا نعلم له إسناداً إلا هذا، ولم يتابع محمد بن خالد عليه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/203، وقال: رواه عبد الله بن أحمد=(27/260)
حَدِيثُ ذِي الْيَدَيْنِ (1)
• 16707 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْدِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْثُ (2) بْنُ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ مُطَيْرٍ - ومُطَيْرٌ حَاضِرٌ يُصَدِّقُهُ مَقَالَتَهُ -، قَالَ: كَيْفَ كُنْتُ أَخْبَرْتُكَ؟ قَالَ: يَا أَبَتَاهُ أَخْبَرْتَنِي أَنَّكَ لَقِيَكَ ذُو الْيَدَيْنِ، بِذِي خُشُبٍ، فَأَخْبَرَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ - وَهِيَ الْعَصْرُ - فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ وَهُمْ يَقُولُونَ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُمَا مُبْتَديِه، فَلَحِقَهُ ذُو الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ: " مَا قَصُرَتْ الصَّلَاةُ (3) ، وَلَا نَسِيتُ " ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ
__________
= والبزار، وفيه سعيد بن بشير، وهو ثقة، لكنه اختلط. قلنا: وانظر "العلل" لابن أبي حاتم: 1/283.
وقد سلفت شواهده في حديث ابن عمر بن الخطاب برقم (4970) .
(1) قال السندي: ذو اليدين السلمي، يقال: هو الخِرْباق، وفرق بينهما ابن حبان. وروى ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن مهاجر أن محمد بن سويد أفطر قبل الناس بيوم، فأنكر عليه عمر بن عبد العزيز، فقال: شهد عندي فلان أنه رأى الهلال. فقال عمر: أَوَ ذو اليدين هو؟
(2) تصحف في النسخ الخطية و (م) : إلى شعيب، وكذلك هو في بعض المصادر، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/325، وفي "تعجيل المنفعة"، و"المؤتلف والمختلف" 3/1355، و"توضيح المشتبه" 5/341.
(3) لفظ: الصلاة، ليس في (م) .(27/261)
عَنْهُمَا فَقَالَ: " مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالَا: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَثَابَ النَّاسُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ (1) قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: " حَدَّثْتُ سِتَّ سِنِينَ
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. معدي بن سليمان هو أبو سليمان صاحب الطعام، ضعيف، وشعيث بن مطير من رجال "التعجيل"، انفرد بالرواية عنه معدي بن سليمان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 4/386: شعيث ومطير أعرابيان كانا يكونان في بعض قرى المدينة. قلنا: وأبوه مطير هو ابن سُلَيْم الوادي، فرق البخاري في "التاريخ الكبير" بينه وبين الراوي عن ذي الزوائد، وقال أبو حاتم: هما واحد، وهو ما ذهب إليه الحافظان المزي وابن حجر، ولم يذكرا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. محمد بن المثنى: هو أبو موسى العَنَزي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/180 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2655) ، والطبراني في "الكبير" (4224) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/1355- 1356، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/367 من طرق عن محمد بن المثنى، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (2656) عن محمد بن المثنى، عن بدل بن المُحَبر، عن معدي بن سليمان، به، فزاد في الإسناد بدل بن المحبر بين محمد بن المثنى ومعدي بن سليمان.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/250-251، والبيهقي في "السنن" 2/366-367 و367، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/367 من طرق عن معدي ابن سليمان، به. وقال العقيلي: هذا يروى من حديث أبي هريرة وغيره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأسانيد جياد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/150- 151، وقال: رواهما عبد الله=(27/262)
أَوْ سَبْعَ سِنِينَ: ثُمَّ سَلَّمَ، وَشَكَكْتُ فِيهِ، وَهُوَ أَكْثَرُ حِفْظِي "
• 16708 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْدِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَتَيْتُ مُطَيْرًا لِأَسْأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ ذِي الْيَدَيْنِ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَإِذَا هُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يُنْفِذُ الْحَدِيثَ مِنَ الْكِبَرِ فَقَالَ ابْنُهُ شُعَيْثٌ: بَلَى يَا أَبِه (1) ، حَدَّثَتْنِي أَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ، لَقِيَكَ بِذِي خَشَبٍ، فَحَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ
__________
= ابن أحمد مما زاده على المسند، وفيه معدي بن سليمان، قال أبو حاتم: شيخ، وضعفه النسائي.
وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث أبى هريرة بإسناد صحيح سلف برقم (7201) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: بذي خُشُب، ضبط بضمتين: واد بالمدينة على مسيرة ليلة منها.
قوله: أقصرت الصلاة: بفتح قاف وضم صاد على بناء الفاعل، أو بضم قاف، فكسر صاد، على بناء المفعول، والهمزة للاستفهام، أي يتساءلون فيما بينهم، ويحتمل أن يكون الاستفهام للتقرير.
قوله: وهما مبتديه، بتشديد الدال: في "القاموس": ابتدَاه ابتداداَ: أخذاه من جانبيه، ونصب مبتدَيه على الحال، والخبر مقدر، أي هما يتبعانه أو يمشيان معه مبتديه.
قوله: "ما قصرت ولا نسيت": أي ما وقع شيء منهما في ظني، وهذا صدق بلا ريب.
قوله: صدق: أي في زعمه أن أحدهما واقع، وإلا فكلامه استفهام لا يوصف بصدق أو كذب.
قوله: وثاب الناس: أي رجعوا.
(1) في (ق) و (م) : يا أبت.(27/263)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ - وَهِيَ الْعَصْرُ - رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ، فَقَالَ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ قَالَ: " مَا قَصُرَتِ الصَّلَاةُ وَلَا نَسِيتُ " ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: " مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالَا: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَثَابَ النَّاسُ، وَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ (1) سَجْدَتَيِ السَّهْوِ (2)
• 16709 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، فَقَالَ: مَا كَانَ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " كَمَنْزِلَتِهِمَا (3) السَّاعَةَ " (4)
__________
(1) في (ق) و (م) : سجد بهم.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ عبد الله بن أحمد هو بصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/386، والبيهقي في "السنن" 2/367 من طريق نصر بن علي، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: أقصرت الصلاة: أي: فقال القائل منهم.
(3) في (م) : منزلتهما.
(4) هذا الأثر إسناده ضعيف، ابن أبي حازم، لم نعرفه، فإن كان عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار فالإسناد منقطع؛ لأنه لم يدرك علي بن=(27/264)
حَدِيثُ جَدِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ
• 16710 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ نُحْلًا أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ " (1)
__________
= الحسين. وبقية رجاله ثقات، أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر القطيعي الهروي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/54، وقال: رواه عبد الله والطبراني، وابن أبي حازم لم أعرفه، وشيخ عبد الله ثقة.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (15403/2) سنداً ومتناً.(27/265)
حَدِيثُ أَبِي حَسَنٍ الْمَازِنِيِّ (1) بَلَغَنِي أَنَّ لَهُ صُحْبَةً
• 16711 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي حَسَنٍ، قَالَ: دَخَلْتُ الْأَسْوَافَ (2) ، َقَالَ (3) : فَأَثَرْتُ - وَقَالَ الْقَوَارِيرِيُّ، مَرَّةً: فَأَخَذْتُ - دُبْسَتَيْنِ، قَالَ: وَأُمُّهُمَا تُرَشْرِشُ عَلَيْهِمَا، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ آخُذَهُمَا، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيَّ أَبُو حَسَنٍ، فَنَزَعَ مِتِّيخَةً، قَالَ: فَضَرَبَنِي بِهَا، فَقَالَتْ لِي امْرَأَةٌ مِنَّا، يُقَالُ لَهَا مَرْيَمُ: لَقَدْ تَعِسْتَ مِنْ عَضُدِهِ، مِنْ (4) تَكْسِيرِ الْمِتِّيخَةِ، قَالَ (5) : فَقَالَ لِي: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ " (6)
__________
(1) قال السندي: أبو حسن المازني، هو أنصاري مازني، مشهور بكنيته، اسمه غيم بن عمرو، وقيل غير ذلك، وهو بدري.. قال الذهبي: بقي إلى زمن علي بن أبي طالب.
(2) في النسخ و (م) ما عدا (س) : الأسواق، وهو تحريف. والأسواف قال السندي: هو بالفاء: موضع بالمدينة.
(3) في (م) : وقال.
(4) في (م) : ومن
(5) لفظ "قال" ليس في (ق) و (م) .
(6) إسناده حسن من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي وهو ثقة،=(27/266)
• 16712 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي حَسَنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَكْرَهُ نِكَاحَ السِّرِّ حَتَّى يُضْرَبَ بِدُفٍّ، وَيُقَالَ: أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ " (1)
__________
= وصحابيه لم يرو له أصحاب الكتب الستة. وأبو حسن هو جد يحيى بن عمارة.
وقد اختلف فيه على عمرو بن يحيى.
فأخرجه الطبراني مختصراً في "الكبير" 22/ (981) من طريق محمد بن فليح، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عمارة بن أبي الحسن، قال فذكره.
قلنا: ومحمد بن فليح هو ابن سليمان الخزاعي ضعيف يعتبر به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/303، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، والطبراني في "الكبير"، ورجال المسند رجال الصحيح.
وفي تحريمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بين لابتي المدينة سلف من حديث أبي هريرة برقم (7218) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فأثرت، من الإثارة.
قوله: دبسيتين، بضم دال: طائر لونه بين السواد والحمرة، قيل: هو نسبة إلى دبس الرطب، وضم داله من تغيير النسبة.
قوله: ترشرش، من الرشرشة، وهي الرخاوة، والإطافة ممن تخافه.
قوله: متيخة: قيل بكسر ميم وفتحها وتشديد تاء، وبكسر ميم وسكون تاء قبل ياء، وبكسر ميم وسكون ياء ثم تاء، كلها أسماء لجرائد النخل.
قوله: تعست، ضبط بكسر العين على صيغة الخطاب، أي أتعبت عضده.
(1) إسناده مظلم، حسين بن عبد الله بن ضُميرة من رجال "التعجيل"، وقد=(27/267)
• 16713 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، وَكَانَ ثِقَةً رَجُلًا صَالِحًا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَمِّهِ، قَالَ: كَانَتْ لِي جُمَّةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ
__________
= كذبه مالك، وقال أحمد: لا يساوي شيئاً متروك الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث كذاب، وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، اضرب على حديثه، وقال البخاري في "التاريخ الأوسط": تركه علي وأحمد، وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال الأويسي: لما خرج إسماعيل بن أبي أويس إلى حسين بن عبد الله بن ضميرة هجره مالك أربعين يوماً. وابن أبي أويس وهو إسماعيل بن عبد الله ضعيف يعتبر به خارج صحيح البخاري، وما كان فيه فهو قوي، لأن البخاري رحمه الله انتقى من حديثه ما صح عنده، وأبو الفضل المروزي أختلف في تعيينه، فجزم الحسيني في "الإكمال" 544 أنه هو حاتم بن الليث الجوهري، ولكن حين نقل عنه الحافظ في "التعجيل" قال: لعله حاتم بن الليث الجوهري، وتعقبه الحافظ بقوله: ولا أستبعد أن يكون عباس بن محمد الدوري.
قلنا: وعمرو بن يحيى المازني لم يدرك جده الأعلى أبا حسن.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/288-289، وقال: رواه ابن أحمد، وفيه حسين بن عبد الله بن ضميرة، وهو متروك.
وفي استحباب إعلان النكاح سلف من حديث عبد الله بن الزبير برقم (16130) ، وانظر حديث محمد بن حاطب برقم (15451) ، وحديث زوج ابن أبي لهب برقم (16626) .(27/268)
رَفَعْتُهَا، فَرَآنِي أَبُو حَسَنٍ الْمَازِنِيُّ، فَقَالَ: " تَرْفَعُهَا لَا يُصِيبُهَا التُّرَابُ وَاللهِ لَأَحْلِقَنَّهَا " فَحَلَقَهَا (1)
__________
(1) هذا الأثر ضعيف للشك بين والد عمرو بن يحيى أو عَمه، ولم يتبين لنا مَنْ هو، وبقية رجاله ثقات غير عبد العزيز بن محمد الدراوردي فقد اختلف فيه، وهو حسن الحديث.(27/269)
حَدِيثُ عَرِيفٍ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ
• 16714 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْحَنَفِيُّ كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَرِيفٌ، مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَهُ مِنْ فَلْقِ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَشَوَّالَ وَالْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، فيه راوِ لم يسمَّ، وهو شيخ عكرمة بن خالد المخزومي، وكثير بن يحيى- وإن كان فيه ضَعْف- قد توبع، وبقية رجاله ثقات.
وقد سلف برقم (15434) .(27/270)
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ (1)
• 16715 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَخْطُبُ (2) عَلَى نَاقَةٍ خَرْمَاءَ، وَعَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا " (3)
__________
(1) قال السندي: قيس بن عائذ، أحمسي، أبو كاهل، مشهور بكنيته، له صحبة، وعداده في أهل الكوفة. قلنا: وذكر الحافظ في "الإصابة" في ترجمته في الكنى أنه يسمى كذلك عبد الله بن مالك.
(2) في (ق) وهامش (س) : زيادة كلمة: الناس.
(3) حديث ضعيف، إسماعيل بن أبي خالد لم يسمع من قيس بن عائذ، بينهما أخو إسماعيل كما صرح بذلك في رواية وكيع، قال: رأيت أبا كاهل، وكانت له صحبة، فحدثني أخي عنه، وقد أبهم أخوه في روايته، وأختلف عنه فيه.
فأخرجه ابن أبي شيبة 2/189، وابن ماجه (1284) والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/225، والطبراني في "الكبير" 18/ (924) من طريق وكيع، والنسائي في "المجتبى" 3/185 من طريق ابن أبي زائدة، كلاهما عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أخيه، عن قيس بن عائذ.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/142، والنسائي في "الكبرى" (4096) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (925) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن قيس بن عائذ، به.
وعينه الحافظان المزي وابن حجر في رواية النسائي وابن ماجه أنه سعيد ابن أبي خالد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/50 من طريق أبي أسامة، عن إسماعيل=(27/271)
وَهَلَكَ قَيْسٌ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ " (1)
__________
= ابن أبي خالد، عن أخيه أشعث بن أبي خالد، عن قيس بن عائذ، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/142 من طريق عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه سعيد، عن قيس بن عائذ، به.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/150 من طريق عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد، بالإسناد السالف إلا أنه سماه أشعث بن أبي خالد.
وسعيد بن أبي خالد من رجال التهذيب، انفرد بالرواية عنه أخوه إسماعيل ابن أبي خالد، ولم يؤثر توثيقه عن غير العجلي وابن حبان، فهو مجهول الحال. وأخوه أشعث ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/272 وقد انفرد بالرواية عنه أخوه إسماعيل كذلك، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، فهو مجهول الحال كذلك.
وسيأتي 4/177.
قال السندي: قوله: خرماء: أي مثقوبة الأُذُن.
(1) هو المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان كما يصفه الذهبي: من كبراء ثقيف وذوي الرأي والفصاحة والشجاعة وقلة الدين، ادّعى أن الوحيَ يأتيه وأنه يعلمُ الغيبَ، وكان ممن خرج على علي بن أبي طالب في المدائن، ثم صار مع ابن الزبير بمكة، فولاَّه الكوفة فغلب عليها، ثم خلع ابن الزبير، وشرع يطالب بدم الحسين، فالتفت عليه الشيعة، ثم جهز عسكراً مع إبراهيم بن الأشتر إلى عبيد الله بن زياد، فقتله سنة خمس وستين، ثم توجه بعد ذلك مصعب بن الزبير إلى الكوفة، فقاتله وقتل المختارَ وأصحابَه، وكان قتله سنة سبع وستين.(27/272)
حَدِيثُ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ
• 16716 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدِ بْنِ حَارِثَةَ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَخُوهُ الَّذِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ قَوْمَهُ بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَهُوَ أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ، فَقَالَ: " مُرْ قَوْمَكَ فَلْيَصُومُوا هَذَا الْيَوْمَ " قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدْتُهُمْ قَدْ طَعِمُوا؟ قَالَ " فَلْيُتِمُّوا آخِرَ يَوْمِهِمْ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على خطأ فيه، يحيى بن هند بن حارثة، مجهول، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (15963) ، وأبو معشر البَرّاء- وهو يوسف بن يزيد البصري- صدوق، روى له البخاري ومسلم متابعة، ولم يحتجا به، وقد أخطأ هنا، فقال: عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أبيه، فزاد "عن أبيه"، وأنقص عبدُ الله بن أحمد من الإسناد قوله: "فحدثني يحيى بن هند، عن أسماء بن حارثة"، وقد ورد في رواية ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2855) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2855) من طريق المقدمي، بهذا الإسناد بذكر ما أنقصه عبد الله بن أحمد كما ذكرنا آنفاً.
قال ابن أبي عاصم: رواه وهيب بن خالد، ولم يقل: عن ابن هند، عن أبيه.
قلنا: قد سلف من طريق وهيب بن خالد دون زيادة "عن أبيه" في الرواية (15963) ، وقد ذكرنا شواهده التي يصح بها في الرواية (15962) .(27/273)
بَقِيَّةُ حَدِيثُ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى
• 16717 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ أَبُو يَحْيَى النَّرْسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام على إسناده في الرواية رقم (15403) .
عامر بن أبي عامر الخزاز: هو عامر بن صالح بن رستم.
وأخرجه الترمذي (1952) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1740، والبيهقي في الشعب (8652) من طريق نصر بن علي الجهضمي، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز، وهو عامر بن صالح بن رستم الخزاز، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد ابن العاصي، وهذا عندي حديث مرسل.
وقد سلف برقم (15403) .(27/274)
حَدِيثُ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ
• 16718 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْأَعْمَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سَدُوسٍ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُفْطِرُ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن قطبة بن قتادة، ومحمد بن ثعلبة بن سواء شيخ عبد الله، مستور الحال، روى عنه جمع ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وحمران بن يزيد، نُسب في هذا الإسناد بالعمري، وجاء دون نسبة في الإسناد التالي برقم (16719) : ولم أر مَن نسبه هذه النسبة، وقد نسب سدوسياَ عن المزي في ذكره شيوخ محمد ابن سواء، وكذلك ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/81، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 3/265، وقد روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (38) عن محمد بن يحيى بن سهل السكري، عن محمد بن ثعلبة بن سواء، عن عمه محمد بن سواء، عن عمران القطان، عن قتادة، به، فأدخل في الإسناد عمران القطان بدلاً من حمران بن يزيد، قلنا: محمد بن يحيى بن سهل السكري شيخ الطبراني لم نقف له على ترجمة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/154، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه رجل لم يُسَمَّ.
قلنا: بل هو من زيادات عبد الله بن أحمد. =(27/275)
• 16719 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَوَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سَدُوسٍ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى ابْنَتِي الْحَوْصَلَةِ " " وَكَانَ يُكَنَّى بِأَبِي الْحَوْصَلَةِ " (1)
__________
= وإفطار الصائم إذا غربت الشمس سلف بإسنادِ صحيح من حديث عمر بن الخطاب برقم (192) ، وسيأتي من حديث عبد الله بن أبي أوفى 4/380.
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/191، والطبراني في "الكبير" 19/ (37) من طريق عون بن كهمس بن الحسن، عن عمران بن حدير، عن رجل يقال له مقاتل، عن قطبة، بهذا الإسناد. وعند الطبراني: حويصلة، بالتصغير.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/27-28، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفي إسناده رجل مجهول، وهو مقاتل الذي روى عنه قطبة.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد، وقد تحرف في مطبوع الطبراني مقاتل إلى قتادة!(27/276)
حَدِيثُ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدٍ
• 16720 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ (1) الْخَطْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ الْفَاكِهِ، عَنْ جَدِّهِ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدٍ - وَكَانَتْ (2) لَهُ صُحْبَةٌ -، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ " قَالَ: " وَكَانَ الْفَاكِهُ بْنُ سَعْدٍ، يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالْغُسْلِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ " (3)
__________
(1) في (م) : يوسف بن جعفر.
(2) في (ص) : وكان.
(3) إسناده تالف من أجل يوسف بن خالد- وهو ابن عُمير السَّمتي- فقد كذبه ابن معين، وأبو داود، والفلاس، وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أيضاً: ليس بثقة ولا مأمون، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ذاهب الحديث، وضعفه ابن سعد والشافعي، وقال ابن حبان: كان
يضع الحديث، لا تحل الرواية عنه بحيلة، ولا الاحتجاج به بحال، ولجهالة عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه، فقد تفرد بالرواية عنه أبو جعفر الخطمي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وبقية رجاله ثقات. نصر بن علي: هو الجَهْضمي، وأبو جعفر الخَطْمي: هو عمير بن يزيد بن عمير.
وأخرجه ابن ماجه (1316) ، والدولابي في "الكنى" 1/85، والطبراني في "الكبير" 18/ (828) من طريق نصر بن علي، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/336، والطبراني 18/ (828) من طريقين عن يوسف بن خالد، به. =(27/277)
حَدِيثُ عَبِيدَةَ بْنِ عَمْرٍو الْكِلَابِيِّ
• 16721 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (1) أَبُو مَعْمَرٍ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ أَبِي رَبِيعَةُ (2) بِنْتُ عِيَاضٍ الْكِلَابِيَّةُ،
__________
= والأمر بالاغتسال يوم الجمعة ثبت بأحاديث صحيحة منها حديث ابن عمر السالف برقم (4466) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وأما الغسل في العيدين، فقد ورد من حديث ابن عباس عند ابن ماجه (1315) ، ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسل يوم الفطر والأضحى. وفي إسناده جُبارة بن مُغَلس وحجاج بن تميم، وهما ضعيفان.
ومن حديث ابن عمر موقوفاَ عند مالك في "الموطأ" 1/177 أخرجه عن نافع، أن ابن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى، وإسناده صحيح.
ومن حديث علي موقوفاَ أيضاً عند الشافعي في "السنن" 1/37 (بترتيب السندي) قال: أخبرنا ابن عُليه، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن زاذان قال: سأل رجل علياَ رضي الله عنه عن الغسل، فقال: اغتسل كل يوم إن شئت، فقال: الغسل الذي هو الغسل، قال: يوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم الفطر. وإسناده صحيح.
وذكر الحافظ في "التلخيص" 2/81 أنه روي أيضاً عن عروة بن الزبير أنه اغتسل للعيد، وقال: إنه السنة.
والاغتسال يوم عرفة قد ورد ضمن حديث علي الموقوف المذكور آنفاً.
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : إسماعيل بن إبراهيم بن معمر. قلنا: وكلاهما صواب، فهو ابن معمر بن الحسن الهذلي، أبو معمر القطيعي، من رجال الشيخين.
(2) تحرف في (ق) و (م) إلى ربيعة.(27/278)
عَنْ جَدِّهَا عَبِيدَةَ بْنِ عَمْرٍو الْكِلَابِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ " يَتَوَضَّأُ فَأَسْبَغَ الطُّهُورَ " (1) " وَكَانَتْ هِيَ إِذَا تَوَضَّأَتْ، أَسْبَغَتِ الطُّهُورَ حَتَّى تَرْفَعَ الْخِمَارَ، فَتَمْسَحَ عَلَى (2) رَأْسِهَا "
• 16722 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي رَبِيعَةَ بِنْتَ عِيَاضٍ، عَنْ جَدِّهَا عَبِيدَةَ بْنِ عَمْرٍو الْكِلَابِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ " قَالَ: " وَكَانَتْ رَبِيعَةُ، إِذَا تَوَضَّأَتْ، أَسْبَغَتِ الْوُضُوءَ " (3)
• 16723 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، رَبِيعَةُ ابْنَةُ عِيَاضٍ الْكِلَابِيَّةُ، عَنْ جَدِّهَا عَبِيدَةَ بْنِ عَمْرٍو الْكِلَابِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَتَوَضَّأُ، فَأَسْبَغَ الطُّهُورَ " قَالَ: " وَكَانَتْ هِيَ - يَعْنِي جَدَّتَهُ - إِذَا
__________
(1) إسناده محتمل للتحسين، ربيعة بنت عياض الكلابية، تكلمنا عنها في الرواية (15950) .
(2) لفظ "على" ليس في (م) .
وقد سلف الحديث برقم (15950) من رواية الإمام أحمد وابنه عبد الله، وأشرنا هناك إلى أحاديث الباب في إسباغ الوضوء.
(3) إسناده محتمل للتحسين، وهو مكرر الحديث (15950) ، وسلف هناك من رواية الإمام أحمد أيضاً.(27/279)
أَخَذَتِ الطَّهُورَ، أَسْبَغَتْ " (1)
__________
(1) إسناده محتمل للتحسين، ربعية ابنة عياض الكلابية، ذكرنا حالها في الرواية (15950) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/440 من طريق عمرو بن محمد، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث برقم (15950) من رواية الإمام أحمد وابنه عبد الله.(27/280)
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ
16724 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبَلَغُوا (1) أَنْ يَكُونُوا ثَلَاثَ صُفُوفٍ إِلَّا غُفِرَ لَهُ " قَالَ: " فَكَانَ مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ، يَتَحَرَّى إِذَا قَلَّ أَهْلُ جَنَازَةٍ (2) أَنْ يَجْعَلَهُمْ ثَلَاثَ صُفُوفٍ " (3)
__________
(1) في (م) : بلغوا.
(2) في (ظ12) و (ص) و (ق) ، وهامش (س) : الجنازة.
(3) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وقد تفرَّد به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود والترمذي وابن ماجه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/303، والطبراني في "الكبير" 19/ (665) من طريق عارم، وأبو داود (3166) من طريق محمد بن عبيد، والمزي في "تهذيب الكمال" 27/166 من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/321-322، وابن ماجه (1490) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2816) من طريق عبد الله بن نمير، والترمذي (1028) من طريق عبد الله بن المبارك ويونس بن بكير، والحاكم من طريق يزيد بن هارون وإسماعيل ابن عُلَيَة، خمستهم عن ابن إسحاق، به.
وقد اختلف فيه على ابن إسحاق، فأدخل بعضهم بين مرثد ومالك رجلاً، سماه ابن منده فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" الحارث بن مالك، وسماه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/302-303 الحارث بن مُخَلَد، وقال المزي في =(27/281)
حَدِيثُ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ (1)
• 16725 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= "تحفة الأشراف" 8/349: قيل: إن الرجل الذي أُدخل بينهما الحارث بن مُخَلد. قال الترمذي: حديث مالك بن هبيرة حديث حسن! هكذا رواه غير واحد عن محمد بن إسحاق، وروى إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق هذا الحديث، وأدخل بين مرثد ومالك بن هبيرة رجلاً، ورواية هؤلاء أصح عندنا.
قلنا: وقد صح في الصلاة على الجنازة والشفاعة للميت حديث عائشة عند مسلم (947) ، ولفظه: "ما من مَيت يصلي عليه أمةٌ من المسلمين يبلغون مئة، كلهم يشفعون له إلا شُفِّعوا فيه"، وسيرد 6/32.
وآخر من حديث ابن عباس عند مسلم (948) ، ولفظه: "ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً، لا يشركون بالله شيئاً إلا شَفَعهم الله فيه"، وقد سلف (2509) .
قال السندي: قوله: "يبلغوا أن يكونوا": حذف النون من "يبلغوا" لمجرد التخفيف، وهو وارد. وهذا اللفظ يقتضي أن كونهم ثلاثة صفوف غير مقصود، بل بلوغهم ذلك المقدار يكفي، ومقتضى التحري أنه لابد من كونهم ثلاثة صفوف، واللفظ السابق الذي نقلنا أنسب بالتحري، فلعله الثابت، والله تعالى
أعلم.
(1) قال السندي: المقداد بن عمرو، كندي تبنَّاه الأسود، فاشتهر بالنسبة إليه، أسلم قديماً، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً والمشاهد بعدها، وكان فارساً يوم بدر، حكي أنه لم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره.(27/282)
عَنِ الرَّجُلِ يُلَاعِبُ امْرَأَتَهُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَذْيُ مِنْ غَيْرِ مَاءِ الْحَيَاةِ؟ قَالَ: " يَغْسِلُ فَرْجَهُ وَيَتَوَضَّأُ، وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (564) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي 4/6 و5 وانظر 4/320- 321، وسيكرر 5/456 سنداً ومتناً.
وله شاهد من حديث علي عند البخاري (178) ، ومسلم (303) ، وقد سلف (606) .
وانظر حديث سهل بن حُنَيْف السالف برقم (15973) .
قال السندي: قوله: من غير ماء الحياة، أي: من غير خروج المني، سمي ماء الحياة. لأنه يُخلق منه الحي.(27/283)
حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ (1)
16726 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أَبِيهَا سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَنَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، فَأَخَذَهُ عَدُوٌّ لَهُ، فَتَحَرَّجَ النَّاسُ أَنْ يَحْلِفُوا، وَحَلَفْتُ: أَنَّهُ أَخِي، فَخَلَّى عَنْهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " أَنْتَ كُنْتَ أَبَرَّهُمْ وَأَصْدَقَهُمْ، صَدَقْتَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ " (2)
__________
(1) قال السندي: سويد بن حنظلة، قيل: هو جُعْفي، وله حديث واحد لا نعلم غيره.
(2) جدة إبراهيم بن عبد الأعلى، لم نجد لها ترجمة، ومع أنه روى لها أبو داود وابن ماجه، فإنه لم يترجم لها في "تهذيب الكمال" وفروعه، وسويد ابن حنظلة ليس له سوى هذا الحديث الواحد، قال ابن عبد البر: لا أعلم له نسباً، وقال الأزدي: ما روى عنه إلا ابنته، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/140، وأبو داود (3256) ، وابن ماجه (2119) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1874) ، والطبراني في "الكبير" (6464) و (6465) ، والحاكم 4/299- 300، والبيهقي في "السنن" 10/65، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/247 من طرق عن إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد، ولم يذكروا قوله: "أنت كنت أبرهم وأصدقهم".
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (16727) .
وقوله: "المسلم أخو المسلم " سلف من حديث عبد الله بن عمر بن=(27/284)
16727 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أَبِيهَا سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ (1)
__________
= الخطاب برقم (5357) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "صدقت المسلم أخو المسلم": يدل على أن التورية في الحلف مؤثرة إذا لم يكن للمستحلف حق الاستحلاف، وما جاء أن اليمين على نية المستحلف فذاك فيما إذا كان له حق الاستحلاف، والله تعالى أعلم.
(1) سلف الكلام على إسناده في الرواية السالفة برقم (16726) ، والوليد ابن القاسم هو الهَمْدَاني، صدوق يخطئ، وقد توبع.(27/285)
حَدِيثُ سَعْدِ (1) بْنِ أَبِي ذُبَابٍ (2)
16728 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمْتُ، قُلْتُ (3) : يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ . " فَفَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ "، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ رضى الله عنه مِنْ بَعْدِهِ (4) ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ مِنْ بَعْدِهِ (5)
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : سعيد، ويبدو أنه تحريف قديم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/431، وهو كذلك في "تعجيل المنفعة" 1/571، وفي كل مصادر ترجمته.
(2) قال السندي: قال ابن حبان: له صحبة، وقال البغوي: لا أعلم له غير هذا الحديث، أي المذكور في "المسند".
(3) في (ظ 12) و (ص) : وقلت.
(4) قوله: من بعده، ليست في (م) .
(5) إسناده ضعيف لجهالة حال منير بن عبد الله ووالده، منير من رجال "التعجيل"، وقد انفرد بالرواية عنه الحارث بن عبد الرحمن: وهو ابن أبي ذباب، وضعفه الأزدي، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، ولم يوثقه غير ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل، وقال ابن عبد البر: إسناده مجهول، ونقل البيهقي في "السنن" 4/127 بإسناده عن البخاري قوله: عبد الله والد منير
عن سعد بن أبي ذباب لم يصحَّ حديثه، وعن ابن المديني قولَه: منير هذا لا نعرفه إلا في هذا الحديث. والحارث بن عبد الرحمن، مختلف فيه حسن=(27/286)
حَدِيثُ حَمَلِ بْنِ مَالِكٍ
16729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ نَشَدَ قَضَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، فَجَاءَ حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ، فَقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ بَيْتَيْ
__________
= الحديث، وقد اختلف عليه فيه كما سيأتي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5458) من طريق الإمام أحمد، وفيه قصة زكاة العسل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/466، وأبو عبيد في "الأموال" (1487) ، وابن زنجويه في "الأموال" (2017) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/271 و4/46، والبزار (878) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (5458) ، والبيهقي في "السنن" 4/127 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد، وفيه ذكر زكاة العسل.
وقد اختلف فيه على الحارث بن عبد الرحمن.
فأخرجه الشافعي في "المسند" 1/230، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/127 عن أنس بن عياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن أبيه، عن سعد بن أبي ذباب، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/271 عن الصلت، عن أنس بن عياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن منير بن عبد الله، عن أبيه، عن سعد، به، وفيه قصة العسل.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/271 عن القعنبي، عن يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن أبي ذباب، عن أبيه، عن جده.
قال البخاري: والأول أصح. قلنا: يعني طريق صفوان بن عيسى.(27/287)
امْرَأَتَيَّ فَضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِمِسْطَحٍ، فَقَتَلَتْهَا وَجَنِينَهَا، " فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنِينِهَا بِغُرَّةٍ وَأَنْ تُقْتَلَ بِهَا " قُلْتُ لِعَمْرٍو: " لَا أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ بِكَذَا وَكَذَا قَالَ: لَقَدْ شَكَّكْتَنِي " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (3439) سنداً ومتناً.
وقوله: أن تقتل. لفظة شاذة لم ترد في غير هذه الرواية، والمحفوظ: أنه قضى بديتها على عاقلة القاتلة.(27/288)
حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ
• 16730 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبُو خَالِدٍ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. أبو بكر: هو ابن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، وأبو جمرة الضُّبَعي: هو نصر بن عمران.
وأخرجه البخاري (574) ، ومسلم (635) (215) ، وأبو يعلى (7265) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (998) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (127) ، والبيهقي في "السنن" 1/466 من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (574) ، ومسلم (635) ، والدارمي 1/331- 332، وأبو عوانة 1/377، والرامهرمزي في "الأمثال" (127) ، والبيهقي في "السنن" 1/465-466 من طرق عن همام بن يحيى، به.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم بإثر الرواية رقم (574) عن ابن رجاء، عن همام، به. وقد وصله البغوي في "شرح السنة" (381) ، والحافظ في "تغليق التعليق" 12/261-262 من طريق محمد بن يحيى الذهلي، عن عبد الله بن رجاء، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/377 عن الصائغ، عن عفان، عن همام، به، وزاد الصائغ: قال عفان: كان همام قال لنا: عن أبي بكر بن أبي موسى، فقال لي بلبل وعلي ابن المديني: إنما هو عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه، فانا أقول: أبو بكر عن أبيه. =(27/289)
حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ (1)
16731 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (2)
__________
= قلنا: وكذلك رواه ابن حبان (1739) عن عمران بن موسى بن مجاشع، عن هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى، عن أبي جمرة الضبعي، عن أبي بكر ابن عمارة، عن أبيه فذكره. وهو خطأ، قال الحافظ في "الفتح" 2/53: اجتمعت الروايات عن همام بأن شيخ أبي جمرة هو أبو بكر بن عبد الله، فهذا بخلاف من زعم أنه ابن عمارة بن رويبة، وحديث عمارة أخرجه مسلم وغيره من طريق أبي بكر بن عمارة عن أبيه، لكن لفظه: "لن يلج النَّارَ أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها". وهذا اللفظ مغاير للفظ حديث أبي موسى وإن كان معناهما واحداً، فالصواب أنهما حديثان.
قلنا: سيرد حديث عمارة بن رويبة 4/261.
قال السندي: قوله: "من صلى البَرْدَين" بفتح موحدة، وسكون راء، والبردان والأبردان: الغداة والعشي، وقيل: ظلالهما، والمراد: صلاة الفجر والعصر، لأنهما في برد النهار، ولعل المعنى مَنْ دام عليهما دخل الجنة ابتداءً، ولعل من لا يقضى له بذلك لا يوفق للمداومة عليهما، والله تعالى أعلم.
(1) قال السندي: جبير بن مطعم، قرشي نوفلي، كان من أكابر قريش وعلماء النسب، قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فداء أسارى بدر، فسمعه يقرأ الطور، فكان ذلك أول ما دخل الإيمان في قلبه، وأسلم بين الحديبية والفتح، وقيل: في الفتح، وكان أنسب قريش والعرب قاطبة، وقال جبير: أخذت النسب عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وكان أبو بكر أنسب العرب.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن طلحة=(27/290)
16732 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ " (1)
__________
= ابن ركانة لم يدرك جبير بن مطعم، روايته عنه مرسلة، نبه على ذلك المزي في ترجمته في "تهذيب الكمال"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/211، والبزار (423) ، والطبراني في "الكبير" (1606) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (950) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (600) من طريق أبي الأحوص سلام بن سُلَيْم، والطبراني في "الكبير" (1604) من طريق سليمان بن كثير العَبْدي، وأبو يعلى (7411) والطبراني في "الكبير" 2/ (1607) من طريق عبد العزيز بن مسلم، والفاكهي في "أخبار مكة" (1187) ، والطبراني في "الكبير" (1605) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، أربعتهم عن حُصَيْن، به. وزاد الطيالسي: "أو مئة".
وخالفهم حصين بن نمير، فرواه- كما عند الطبراني في "الكبير" 2/ (1558) - عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمد بن جبير، عن أبيه، به.
وقال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 104: وقولهم أشبه بالصواب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1562) من طريق يحيى الحِمَاني، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، به، ويحيى ضعيف.
وقد سلف بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4646) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (557) ، ومسلم (2556) (18) ، وأبو داود (1696) ، والترمذي (1909) ، وأبو يعلى (7391) و (7394) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص363 و364، والطبراني في "الكبير" (1511) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/308، والبيهقي في "السنن" 7/27، وفي "الشعب" (7951) ، وفي=(27/291)
16733 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا فَكَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى (1) أَطْلَقْتُهُمْ " (2) يَعْنِي أُسَارَى بَدْرٍ
__________
= "الآداب" (7) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الحميدي: قال سفيان: تفسيره قاطع رحم. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5984) ، وفي "الأدب المفرد" (64) ، ومسلم (2556) (19) ، وأبو يعلى (7392) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص365، وابن حبان (454) ، والطبراني في "الكبير" (1510) و (1513) و (1514) و (1516) و (1517) و (1518) و (1519) ، والبيهقي في "الشعب" (7952) من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (16763) و (16772) .
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11107) .
قال السندي: قوله: "لا يدخل الجنة قاطع"، أي: قاطع رحمه بلا موجب، والله تعالى أعلم.
(1) رسمت في النسخ الخطية: البتين، وضبب فوقها في (ظ12) ، وجاء في (م) : النتنين، والمثبت من هامش (س) وقد وضع عليها علامة الصحة.
قال السندي: قوله: النتنى، بفتح فسكون: لنجاسة شركهم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه الحميدي (558) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1091) ، وأبو يعلى (7416) ، والطبراني في "الكبير" (1505) ، والبيهقي في "السنن" 6/320، وفي "الشُعب" (9124) ، والبغوي في "شرح السنة" (2713) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3139) و (4024) ، وأبو داود (2689) ، والطبراني في "الكبير" (1504) و (1506) و (1508) ، والبيهقي في "السنن" 6/319 و9/67 من طرق عن الزهري، به. =(27/292)
16734 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بِيَ الْكُفْرُ، وَأَنَا الْعَاقِبُ " وَالْعَاقِبُ: الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ (1)
__________
=وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1507) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، به، بلفظ: "لو أتاني في هؤلاء النتنى لشفَّعْتُهُ"، يعني المُطْعِم بن عدي، فأسلم عند ذلك جبير.
قلنا: سفيان بن حسين الواسطي ضعيف في روايته عن الزهري، ولم يتابعه أحد على هذه الزيادة. وقد سلف في ترجمة جبير أنه أسلم بين الحديبية والفتح، وقيل: في الفتح.
قال السندي: قوله: "أطلقتهم"، أي: بلا فداء، يريد أنه كان له يد عنده -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث دخل مكة: في جواره حين رجوعه من الطائف، فلو شفع لقبل شفاعته مكافأة ليده، وقد جاء أن المُطْعِم يومئذٍ أمر أربعة من أولاده، فلبسوا السلاح، وقام كل واحد منهم عند ركن من الكعبة، فبلغ ذلك قريشاً، فقالوا له: أنت الرجل الذي لا تخفر ذمته.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه الحميدي (555) ، وابن سعد 1/105، وابن أبي شيبة 11/457، ومسلم (2354) (124) ، والترمذي في "جامعه" (2840) ، وفي "الشمائل" (360) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1871) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (473) ، وأبو يعلى (7395) ، والدولابي في "الكنى" 1/2، والطبراني في "الكبير" (1522) ، والآجري في "الشريعة" ص462، وأبو نعيم في "الدلائل" (19) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/153، والبغوي في "شرح السنة" (3629) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =(27/293)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري (4896) ، ومسلم (2354) ، والدارمي 2/317-318، والطبراني في "الكبير" (1521) و (1527) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/152 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (2354) (125) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1150) ، وابن حبان (6313) ، والطبراني في "الكبير" (1525) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/154 من طريق يونس بن يزيد، ومسلم كذلك (2354) ، والطبراني (1523) من طريق عقيل بن خالد، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/631، والطبراني في "الكبير" (1526) من طريق سفيان بن حسين، وابن شبة كذلك 2/631 من طريق إبراهيم بن سعد، والطبراني (1524) من طريق سليمان بن كثير و (1528) من طريق الزبيدي، والبيهقي في "الدلائل " 1/154 من طريق محمد بن ميسرة، ثمانيتهم عن الزهري، به.
وأخرجه ابن سعد 1/105، والبخاري (3532) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/153 من طريق معن بن عيسى، والطبراني في "الكبير" (1529) من طريق محمد بن عبد الرحيم بن شروس، والطبراني كذلك (1530) وابن عبد البر في "التمهيد" 9/152 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، وابن عبد البر 9/152 من طريق محمد بن المبارك الصوري، أربعتهم عن مالك، عن الزهري، به.
وخالفهم يحيى بن يحيى الليثي فرواه عن مالك في "الموطأ" 2/1004 عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
قال ابن عبد البر 9/151: هكذا رواه يحيى مرسلاً، ولم يقل فيه: عن أبيه، وتابعه على ذلك أكثر الرواة للموطأ، وممن تابعه على ذلك القعنبي وابن بكير، وابن وهب، وابن القاسم، وعبد الله بن يوسف، وابن أبي أويس، وأسنده عن مالك: معن بن عيسى، ومحمد بن المبارك الصوري، ومحمد بن عبد الرحيم، وعبد الله بن مسلم الدمشقي، وإبراهيم بن طهمان، وحبيب، ومحمد بن حرب، وأبو حذافة، وعبد الله بن نافع، وأبو المصعب، كل هؤلاء رواه عن مالك مسنداً عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه.=(27/294)
16735 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ " (1)
__________
=قلنا: وقوله: العاقب الذي ليس بعده نبي، ظاهره من كلام الزهري كما سيأتي مصرحاً به في الرواية رقم (16771) ، لكن جاء عند الترمذي (2840) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري، به "وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي"، قال الحافظ في "الفتح" 6/557: وهو محتمل للرفع والوقف.
وسيأتي برقم (16748) و (16770) .
وفي الباب من حديث أبي موسى الأشعري، سيرد 4/395.
وآخر من حديث حذيفة بن اليمان، سيرد 5/405.
قال السندي: قوله: "إن لي أسماءً": وكثرة الأسماء تدل على عظم المسمى، فلذا يقال عند التحقير: هذا شيء لا يعرف له اسم ونحوه، وقد جاء أنه له أسماء أُخر، فلعله خص هذه لشهرتها.
قوله: "محمد": هو بمنزلة المبالغة للمحمود، والمحمود يقال لمن كثرت خصاله المحمودة، وبالجملة فهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحمد عباد الله، أي: أكثرهم لله تعالى حمداً، فجوزي بجزاء من جنس عمله، فجُعل محمداً، والله تعالى أعلم.
وقوله "على قدمي"، ضبط بتخفيف الياء على الإفراد، وبتشديدها على التثنية، والمراد أنه المقدم والناس أتباعه في الحشر.
قوله "يمحى" على بناء المفعول.
قوله: "بي": يريد أنه بمنزلة الآلة، والماحي حقيقة هو الله تعالى.
قوله: "العاقب": الذي جاء عقب الأنبياء.
وانظر "فتح الباري" 6/555-558.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه الحميدي (556) ، وابن أبي شيبة 1/357، والبخاري (4854) ، ومسلم (463) ، والدارمي 1/296، وابن خزيمة (514) ، وابن ماجه (832) ، وأبو يعلى (7393) ، وأبو عوانة 2/153، والطبراني في "الكبير" (1494) ،=(27/295)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبيهقي في "السنن" 2/193، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/147-148، 148 من طريق سفيان بن عيينة. وعن الحميدي زيادة: قال سفيان: قالوا في هذا الحديث: إن جبيراً قال: سمعتها من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا مشرك فكاد قلبي أن يطير، ولم يقله لنا الزهري.
وبنحو هذه الزيادة وردت عند البخاري في الرواية (4854) وقد صرح فيها سفيان بأنه لم يسمعها من الزهري كذلك.
وأخرجه مسلم (463) ، وأبو عوانة 2/154، والطبراني في "الكبير" (1495) و (1496) و (1497) و (1500) و (1501) و (1503) ، وابن حبان (1833) من طرق عن الزهري، به.
وخالفهم أسامة بن زيد الليثي فرواه- كما عند الطبراني (1498) - عن الزهري، به، ولفظه: أنه جد في فداء أسارى بدر، قال: فوافقت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في صلاة المغرب (والطُورِ، وكتابٍ مَسْطُورٍ، في رَقٍ مَنْشُورٍ) [الطور: 1-3] قال: فأخذني من قراءته الكرب، فكان ذلك أول ما سمعت من أمر الإسلام.
قلنا: وأسامة لا يحتمل تفرده، وقد صرح لنا سفيان بن عيينة بالمقدار الذي سمعه من الزهري في الإسناد السالف.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 9/149 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن ابن شهاب، به، وفيه: قدمت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فداء أسارى بدر، فسمعته يقرأ في العتمة بالطور. وابن لهيعة ضعيف.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (302) ، وابن زنجويه في "الأموال" (462) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/212، والطبراني في "الكبير" (1499) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/149 من طريق هشيم، عن سفيان بن حسين، عن الزهري- وقال هشيم: ولا أظنني إلا وقد سمعته عن الزهري- عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأكلمه في أسارى بدر، فوافقته وهو يصلي بأصحابه المغرب أو العشاء (العتمة عند ابن عبد البر) ، فسمعته وهو يقول- أو قال يقرأ- وقد خرج صوته من المسجد (إنَّ عذابَ رَبُّكَ لَواقعٌ، مَا لَهُ مِن دَافِع، يَومَ تَمورُ السَّماءُ مَوْرًا) [الطور: 7-9] =(27/296)
16736 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا تَمْنَعُنَّ أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أَوْ صَلَّى أَيَّ سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ " (1)
__________
=قال: فكأنما صدع قلبي، فلما فرغ من صلاته، كلمته في أسارى بدر، فقال: "شيخ لو كان أتانا فيهم ... ".
قلنا: وهشيم في روايته عن الزهري يُضَعَّفُ، وكذلك سفيان بن حسين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1502) من طريق إبراهيم بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2693) من طريق عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، عن جبير بن مطعم، به.
وسيأتي بالأرقام (16762) و (16765) و (16773) و (16783) و (16785) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن باباه، ويقال: ابن بابيه، ويقال: ابن بابي، من رجاله، وكذلك ابن الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس، وروى له البخاري مقروناَ، وقد صرح بالتحديث في الرواية (16774) ، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان:
هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/57-58 (ترتيب السندي) ، والحميدي (561) ، وابن أبي شيبة 14/257، والدارمي 2/70، وأبو داود (1894) ، وابن ماجه (1254) ، والترمذي (868) ، والنسائي 1/284 و5/223، وفي "الكبرى" (1561) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (487) ، وللفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/206، وأبو يعلى (7396) و (7415) ، وابن خزيمة (1280) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/186، وابن حبان (1552) و (1554) ، والطبراني في "الكبير" (1600) ، والدارقطني 1/423، والحاكم 1/448، وابن حزم في "المحلى" 7/181، والبيهقي في "السنن" 2/461 و5/92،=(27/297)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/109، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/44-45، والبغوي في "شرح السنة" (780) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد وزاد بعضهم: "يا بني عبد المطلب"، وبعضهم: "إن كان إليكم من الأمر شيء". وهذه الزيادة ستأتي برقم (16774) .
وقال الترمذي: حديث جبير حديث حسن صحيح، قلنا: وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (488) ، وابن حبان (1553) ، والطبراني في "الكبير" (1601) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير، به.
وقد اختلف فيه على أبي الزبير.
فأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/424 من طريق الحجاج بن منهال عن أبي الزبير، عن نافع بن جبير، عن أبيه، به.
وأخرجه البزار (1111) ، والدارقطني 1/424 من طريق أيوب، والدارقطني كذلك 1/424 من طريق معقل بن عبيد الله، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر، مرفوعاً.
وقال البزار: هكذا حدثناه أبو موسى مع سنة ثمانِ وأربعين في دار بني عمير، ثم إنه حدث به مرة أخرى، فقال: حدثنا عبد الوهَاب، عن أيوب، عن أبي الزبير، ولم يقل عن جابر، وهو الصواب من حديث أيوب، وإنما كان سبقه لسانه عندنا، إنما يعرف عن أبي الزبير، عن عبد الله بن باباه، عن جبير ابن مطعم.
وقال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 107: الصحيح من حديث أيوب المرسل.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/273 من طريق ثمامة بن عبدة، عن أبي الزبير، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه مرفوعاً.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/424 من طريق عكرمة بن خالد، و1/425 من طريق عطاء وعمرو بن دينار، ثلاثتهم عن نافع بن جبير بن=(27/298)
16737 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ (1) مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي بِعَرَفَةَ، فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفٌ، قُلْتُ: إِنَّ هَذَا مِنَ الْحُمْسِ، مَا شَأْنُهُ هَاهُنَا؟ "
وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،
__________
= مطعم، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1603) من طريق مجاهد، عن جبير بن مطعم، به.
وذكر الحافظ في "التلخيص" 1/190: أنَ المحفوظ عن أبي الزبير، عن عبد الله بن باباه، عن جُبير.
قلنا: وسيأتي من طريق عبد الله بن أبي نجيح عن عبد الله بن باباه في الرقم (16753) و (16769) ، وهو محفوظ كذلك، وقد أشار إلى ذلك الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 107، فقال: يرويه عبد الله بن أبي نجيح وأبو الزبير المكي عن عبد الله بن باباه.
وسيأتي برقم (16743) و (16753) و (16769) و (16774) .
قال السندي: قوله: "لا تمنعن"، بخطاب الجمع مع النون الثقيلة، واستدلَّ به من يقول بأن الصلاة في مكة لا تكره أصلاً في وقت من الأوقات، لكن الظاهر أن المعنى: لا تمنعوا أحداً دخل المسجد للطواف والصلاة الدخولَ أية ساعة يريد، فقوله: "أي ساعة"، ظرف لقوله: لا تمنعن أحداً طاف أو صلى، ففي دلالة الحديث على المطلوب بحث، والظاهر أن الطواف وصلاة التطوع حين يصلي الإمام إحدى المكتوبات الخمس غير مأذون فيهما للرجال، والله تعالى أعلم.
(1) في النسخ الخطية و (م) : عمرو بن محمد بن جبير بن مطعم، وهو وهم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/184، و"إتحاف المهرة" 4/37، وعمرو: هو ابن دينار، وانظر الإسناد بعده.(27/299)
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " ذَهَبْتُ أَطْلُبُ بَعِيرًا لِي بِعَرَفَةَ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا، قُلْتُ: هَذَا مِنَ الْحُمْسِ، مَا شَأْنُهُ هَاهُنَا " (1)
16738 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى، فَقَالَ: "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1556) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (559) ، والبخاري (1664) ، ومسلم (1220) (153) ، والدارمي 2/56، والنسائي في "المجتبى" 5/255، والفاكهي في "أخبار مكة" (2789) ، وابن خزيمة (3060) ، وابن حبان (3849) ، والطبراني في "الكبير" (1556) ، والبيهقي في "السنن " 5/113 من طريق سفيان بن عيينة،
به وسيأتي برقم (16757) ، وانظر (16776) .
قال السندي: قوله: واقف- أي بعرفهّ، الظاهر أن هذا كان قبل النبوة.
وقال الحافظ في "الفتح" 3/516: وأفادت هذه الرواية أن رواية جبير له لذلك كانت قبل الهجرة، وذلك قبل أن يسلم جبير، وهو نظير روايته أنه سمعه يقرأ في المغرب بالطور، وذلك قبل أن يسلم جبير أيضاً كما تقدَّم.
قلنا: سلف ذلك برقم (16735) .
قوله: من الحُمْس، بضم فسكون: أي من قريش، وكانت قريش تقف بمزدلفة، وسائر العرب كانوا يقفون بعرفة، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتأييد الله تعالى إياه كان موفقاً للصواب، فوقف بعرفة. والحُمس، جمع أحمس من الحماسة، وهي الشجاعة، وكانوا يشددون في أمر الدين، فسمُّوا بذلك.
قلنا: والفرق بين روايتي سفيان أن جبيراً في الأولى كان واقفاً في عرفة، وأنه في الثَّانية إنما جاء إلى عرفة ليطلب بعيره، لا ليقف بها.(27/300)
نَضَّرَ اللهُ امْرَأً (1) سَمِعَ مَقَالَتِي، فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ "
" ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِمْ (2) قَلْبُ الْمُؤْمِنِ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ، وَالنَّصِيحَةُ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِ " (3)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (ق) : عبداً. قلنا: وهو الموافق للرواية الآتية برقم (16754) .
(2) هكذا في النسخ الخطية و (م) . قال السندي: والمشهور: عليهن.
قلنا: وهو الموافق للرواية الآتية برقم (16754) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه مختصراً (231) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/10-11، وابن حبان في "المجروحين" 1/4-5، والحكم 1/87 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الدارمي 1/74-75، وابن ماجه (231) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1601) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/10، والطبراني في "الكبير" (1541) ، والحاكم 1/87، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1421) ، والخطيِب في "شرف أصحاب الحديث" (25) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص47 من طرق عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك ابن ماجه (231) و (3056) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2604) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1602) ، والطبراني في "الكبير" (1542) من طريق ابن نمير، وأبو يوسف في "الخراج" 9-10، كلاهما عن ابن إسحاق، عن عبد السلام بن أبي الجنوب، عن=(27/301)
16739 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي التَّطَوُّعِ: " اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا - ثَلَاثَ مِرَارٍ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا - ثَلَاثَ مِرَارٍ - وَسُبْحَانَ اللهِ
__________
= الزهري، به. وهو الأشبه فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 104، قلنا: وعبد السلام متروك الحديث.
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص48 من طريق القدامي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، به. وقال: القدامي ضعيف، وله عن مالك أشياء انفرد بها لم يتابع عليها.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/139، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وأحمد، وفي إسناده ابن إسحاق، عن الزهري، وهو مدلس، وله طريق عن صالح بن كيسان، عن الزهري، ورجاله موثقون!
قلنا: طريق صالح بن كيسان سيأتي في تخريج الرواية رقم (16754) ، وسنبين علته هناك.
وله شاهد من حديث زيد بن ثابت، سيرد 5/183، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث أنس بن مالك، وقد سلف 3/225.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4157) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "لا يغل"، بكسر الغين المعجمة وتشديد اللام على المشهور، والياء تحتمل الضم والفتح، فعلى الأول: مِن أغلَّ: إذا خان، وعلى الثاني من غل: إذا صار ذا حقد وعداوة. و"عليهن" في موضع الحال، أي: ثلاث خصال: لا يخون قلب المؤمن، أو لا يدخل فيه الحقد كائناً عليهن،
أي: ما دام المؤمن على هذه الخصال لا يدخل في قلبه خيانة أو حقد يمنعه من تبليغ العلم، فينبغي له الثبات على هذه الخصال حتى لا يمنعه شيء من التبليغ.(27/302)
بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثَلَاثَ مِرَارٍ - اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَمْزُهُ وَنَفْثُهُ وَنَفْخُهُ؟ قَالَ: " أَمَّا هَمْزُهُ فَالْمُوتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ ابْنَ آدَمَ، وَأَمَّا نَفْخُهُ الْكِبْرُ، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ " (1)
__________
(1) حديث حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لضعف الراوي عن نافع بن جبير، وقد اختلف في اسمه على عمرو بن مرة، ففي رواية مسعر عنه كما في هذه الرواية والرواية الآتية برقم (16740) أبهمه ولم يسمه، وسماه في رواية حصين بن عبد الرحمن السلمي الآتية برقم (16760) عباد بن عاصم، وسماه في رواية شعبة عنه كما سيأتي برقم (16784) عاصماً العنزي. وهو الصواب
فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 105، وعاصم هذا هو ابن عمير العَنَزِي، لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال البزار: غير معروف، وقال البخاري في "تاريخه الكبير" 6/489: لا يصح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مسعر: هو ابن كِدَام، وعمرو بن مُرَّة: هو الجملي المُرَادي.
وأخرجه أبو داود (765) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1569) من طريق محمد بن بشر، عن مسعر، به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/210 من طريق نائل بن نجيح، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير، به مختصراً، وأسقط من الإسناد عاصماً.
وسيأتي بالأرقام (16740) و (16760) و (16784) .
وقوله: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً".
سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4627) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه، ونفخه".=(27/303)
16740 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ عَنَزَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ (1) بُكْرَةً وَأَصِيلًا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ " قَالَ: قُلْتُ: مَا هَمْزُهُ؟ قَالَ: فَذَكَرَ كَهَيْئَةِ الْمُوتَةِ - يَعْنِي يَصْرَعُ -. قُلْتُ: فَمَا نَفْخُهُ؟ قَالَ: " الْكِبْرُ " قُلْتُ: فَمَا نَفْثُهُ؟، قَالَ: " الشِّعْرُ " (2)
16741 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ الْقُرْبَى مِنْ خَيْبَرَ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ جِئْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ
__________
= قد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3828) وإسناده محتمل للتحسين.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11473) وإسناده ضعيف.
وقد سلف شرح ألفاظ الحديث أنها من كلام ابن مسعود برقم (3828) ، وجاءت في الرواية (16760) أنها من تفسير حصين، وفي الرواية (16784) أنها من تفسير عمرو بن مرة، فهي إذاً مدرجة في هذا الحديث.
(1) قوله: "وبحمده": ليس في (ق) و (م) .
(2) حديث حسن وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16739) . وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1569) ، والخطيب في "تاريخه" 13/436-437 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.(27/304)
عَفَّانَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو هَاشِمٍ لَا يُنْكَرُ (1) فَضْلُهُمْ لِمَكَانِكَ - الَّذِي وَصَفَكَ (2) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ - مِنْهُمْ، أَرَأَيْتَ إِخْوَانَنَا مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ. قَالَ: " إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَإِنَّمَا هُمْ بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيئاً وَاحِداً (3) " (4) قَالَ: ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ
__________
(1) في (ظ 12) و (ك) : لا ننكر.
(2) في (ظ 12) و (ق) : وضعك.
(3) ضبب فوقهما في (س) ، وقال السندي: بالنصب، بتقدير: كانوا.
(4) إسناده حسن، محمد بن إسحاق- وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد صرح بالتحديث عند الطبري والبيهقي، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (842) ، والنسائي في "المجتبى" 7/130- 131، والفاكهي (2406) ، وأبو يعلى (7399) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/283، والطبراني في "الكبير" (1591) من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يوسف في "الخراج" ص20 مختصراً، والشافعي في "مسنده" 2/126 (بترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة 14/460- 461، وأبو داود (2980) ، والطبري في "تفسيره" (16119) ، والطبراني في "الكبير" (1592) ، والبيهقي في "السنن" 6/341 من طرق عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه الشافعي 2/126- ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2736) -، والبخاري (3140) و (3502) ، وابن زنجويه في "الأموال" (1242) ، والبيهقي في "السنن" 6/340، والطبراني في "الكبير" (1594) من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه الشافعي 2/125- ومن طريقه البيهقي 6/341- والبغوي في=(27/305)
أَصَابِعِهِ
16742 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلْقُرَشِيِّ مِثْلَيْ قُوَّةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ " فَقِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: " مَا عَنَى بِذَلِكَ، قَالَ: نُبْلَ الرَّأْيِ " (1)
__________
= "شرح السنة" (2735) من طريق مطرف بن مازن، عن معمر بن راشد، والطبراني في "الكبير" (1540) ، والبيهقي في "السنن" 6/341 من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمع، كلاهما عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، به. قال البيهقي: إبراهيم بن إسماعيل ومطرف بن مازن ضعيفان، وفي رواية الجماعة عن الزهري، عن ابن المسيب، عن جبير كفاية.
وقال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 106: الصحيح قول من قال: عن ابن المسيب.
وسيأتي برقم (16768) و (16782) .
قال السندي: قوله: لمكانك، أي: لوجودك منهم.
وقوله: الذي وصفك الله، بتقدير: وأنت الذي وصفك الله، جملة معترضة.
قوله: "إنهم لم يفارقوني"، أي أنهم وصلوا القرابة فَوُصِلُوا، وأنتم قطعتم فَقُطِعْتُم.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، طلحة بن عبد الله بن عوف من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أحد صحابيَّيه وهو عبد الرحمن بن الأزهر لم يرو له سوى أبي داود. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/168، وابن أبي عاصم في "السنة" (1508) ،=(27/306)
16743 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ بَابَيْهِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ عَطَاءٍ هَذَا يَا بَنِي
__________
= وأبو يعلى (7400) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (951) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/368، والبزار (2785) (زوائد) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3130) ، وابن حبان (6265) ، والطبراني في "الكبير" (1490) ، والحاكم 4/72، وأبو نعيم في "الحلية" 9/64، والبيهقي في "السنن" 1/386، والخطيب في "تاريخه" 3/166، والبغوي في "شرح السنة" (3850) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! قلنا: طلحة بن عبد الله لم يخرج له مسلم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/178 و10/26، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.
وسيكرر برقم (16766) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: نبل الرأي، بضم فسكون، بمعنى الذكاء والنجابة، ويمكن أن يكون بفتح فسكون، أي: سهم الرامي، أي: سهام رأي القرشي تصيب ضعف ما تصيب سهام رأي غيره، يريد أن رأية أقل خطأ، وكأنه لذلك خُصُّوا بالإمامة الكبرى.
وقال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 8/153-154: تأملنا هذا، فكان معناه عندنا- والله أعلم- أن على القرشي ذي الرأي، لا على من سواه من غير أهل الرأي وإن كان قرشياً، وذلك أن الشيء إذا وُصِفَ به رجل من قوم ذوي عدد، جاز أن تضاف الصفة إلى أولئك القوم جميعاً، وان كان المراد بهم خاصاً منهم.
(1) في (م) : عَمْرٍو.(27/307)
عَبْدِ مَنَافٍ وَيَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنْ كَانَ إليُكُمْ (1) مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ فَلَأَعْرِفَنَّ (2) مَا مَنَعْتُمْ أَحَدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ " (3)
16744 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ قَالَ: فَقَالَ: " لَا أَدْرِي " فَلَمَّا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: " يَا جِبْرِيلُ، أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ " قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ مَكَثَ (4) مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ، فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: أَسْوَاقُهَا (5)
__________
(1) في (م) : لكم.
(2) في "المصنف" وابن خزيمة: فلا أعرفن.
(3) حديث صحيح، محمد بن عمر، هكذا ورد غير منسوب في جميع النسخ الخطية، ولم يذكر هذا الإسناد في "أطراف المسند"، ولم يترجم الحافظ في "التعجيل" لمن اسمه محمد بن عمر، وهو من شيوخ أحمد.
ومن ثَمَّ لم نستطع تعيينه، والراجح أنه محمد بن بكر: وهو البرساني، وقد تحرف، وستجيء روايته برقم (16774) وهي مثل هذه الرواية.
وقد سلف نحوه برقم (16736) .
(4) في (ظ 12) و (ص) : فمكث.
(5) إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل: وهو ابن أبي=(27/308)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طالب الهاشمي، فقد ضعفه مالك بن أنس، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى ابن معين وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، ويعقوب بن شيبة، وسفيان بن عيينة، وابن سعد، والجوزجاني، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو داود، وابن حبان، والدارقطني، وما حسّن الرأي فيه سوى الترمذي وشيخه البخاري، فقال الأول: صدوق؟ وقال الثاني: مقارب الحديث، وقد خالف هنا في لفظ الحديث كما سيأتي في التخريج. وزهير بن محمد: هو التميمي؟ له مناكير، وعَد الإمام الذهبي في تلخيصه "للمستدرك" 2/7 هذا الحديث منها، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.
وأخرجه البزار (1252) (زوائد) ، وأبو يعلى (7403) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه عن جبير إلا بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1546) ، والحاكم 1/89 و2/7، والخطيب في "الفقيه والمتفقه 2/170 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن زهير بن محمد، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه قيس بن الربيع وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ... وتعقبه الذهبي بقوله: زهير ذو مناكير، هذا منها، وابن عقيل فيه لين.
قلنا: من طريق قيس بن الربيع أخرجه الطبراني في "الكبير" (1545) ، ومن طريق عمرو بن ثابت أخرجه الحاكم 1/90، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به، وهما ضعيفان.
وأخرجه ابن حبان (1599) ، والحاكم 1/90، والبيهقي 3/65 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر أن رجلاً سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي البقاع شر؟ قال: "لا أدري حتى أسأل جبريل"، فسأل جبريل، فقال: لا أدري حتى أسأل ميكائيل، فجاءه فقال: خير البقاع المساجد، وشرها الأسواق. وهذا لفظ ابن حبان. وإسناده ضعيف،=(27/309)
16745 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " (1)
__________
= عطاء بن السَّائب اختلط، وسماع جرير بن عبد الحميد منه بعد الاختلاط.
والذي يصح في هذا الباب ما أخرجه مسلم (671) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها".
قال السندي: قوله: أي البلدان، أي: أيُّ أجزائها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود بن عامر: هو الملقب بشاذان.
وأخرجه الدارمي 1/347، وابن خزيمة في "التوحيد" ص133، والنسائي في "الكبرى" (10321) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (487) - وابن أبي عاصم في "السنة" (507) ، والبزار (3152) (زوائد) ، وأبو يعلى (7408) و (7409) ، والطبراني في "الكبير" (1566) ، وفي "الدعاء" (136) ، والآجري في "الشريعة" ص312 و313، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص451 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3153) (زوائد) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص133 من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن جبير إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحداً سمى مَنْ بعد نافع بن جبير إلا حماد.
وقال ابن خزيمة في "التوحيد" ص134: ليس رواية سفيان بن عيينة مما توهن رواية حماد بن سلمة، لأن جبير بن مطعم هو رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد يشك المحدث في بعض الأوقات في بعض رواية الخبر، ويستيقن=(27/310)
16746 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: " مَنْ يَكْلَؤُنَا اللَّيْلَةَ لَا نَرْقُدُ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ؟ " فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا. فَاسْتَقْبَلَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ، فَضُرِبَ عَلَى آذَانِهِمْ، فَمَا أَيْقَظَهُمْ إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَقَامُوا فَأَدَّوْهَا، ثُمَّ تَوَضَّئُوا فَأَذَّنَ بِلَالٌ، فَصَلَّوْا الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّوْا الْفَجْرَ (1)
__________
= في بعض الأوقات، وربما شك سامع الخبر من المحدث في اسم بعض الرواة، فلا يكون شك مَنْ شَكَّ في اسم بعض الرواة مما يوهن من حفظ اسم الراوي، حماد بن سلمة رحمه الله قد حفظ اسم جبير بن مطعم في هذا الإسناد، وإن كان ابن عيينة شك في اسمه، فقال: عن رجل من أصحاب
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص131، والنسائي في "الكبرى" (10320) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (486) - وابن أبي عاصم في "السنة" (503) من طريق القاسم بن عباس، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة، نحوه مرفوعاً إلا أن فيه: "حتى ترجل الشمس" وهي رواية شاذة فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 3/31.
وسيأتي برقم (16747)
وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3673) وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7509) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه أبو يعلى (7410) من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/298، وابن أبي عاصم في "الآحاد=(27/311)
16747 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ " (1)
16748 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ - وَقَالَ أَحَدُهُمَا: جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ -، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْحَاشِرُ وَالْمَاحِي وَالْخَاتِمُ وَالْعَاقِبُ " (2)
__________
= والمثاني" (474) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/401، والطبراني في "الكبير" (1565) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3657) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله "من يكلؤنا"، أي: من يحفظنا بحيث لا يفوت علينا الصلاة.
قوله: فضرب على آذانهم، على بناء المفعول: وهو كناية عن شدة النوم، أي: كأن النوم عند غلبته بمنزلة حجاب مضروب على الأذن يمنع الإنسان من سماع أصوات من في الكون حتى يقوم بسببها، وإلا فالكون لا يخلو عن أصوات.
قوله: ثم توضؤوا: تفصيل لكيفية الأداء، "ثم " بمنزلة فاء التفصيل.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16745) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب: وعفان: هو ابن=(27/312)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسلم الصفار.
وأخرجه ابن سعد 1/104 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (1563) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/155 من طريق حجاج بن محمد، والطبراني كذلك (1563) من طريق هدبة بن خالد، والحاكم 2/604 من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلنا: عند الحاكم "والمقفي"، بدل: "والماحي".
وخالفهم الطيالسي (942) فرواه عن حماد بن سلمة، عن أبي بشر جعفر، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال. سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أنا محمد وأحمد والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة". قلنا: وسيأتي بنحو هذا اللفظ من حديث أبي موسى الأشعري 4/395 وحديث حذيفة بن اليمان، وسيرد 5/405.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1564) من طريق أبي الحويرث المدني، عن نافع، به، ولم يذكر: "الخاتم"، وأبو الحويرث ضعيف.
وأخرجه بنحوه مطولاً ابن سعد 1/105، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 1/10، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/266، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1151) ، والآجري في "الشريعة" ص 462-463، والبيهقي في "الدلائل" 1/156 من طريق عتبة بن مسلم، عن نافع أنه دخل على عبد الملك ابن مروان، فقال: أتحصي أسماء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي كان جبير بن مطعم يَعدُّها؟ قال: نعم، هي ستة: محمد وأحمد وخاتم وحاشر وعاقب وماحٍ، فأما الحاشر فبعث مع الساعة نذيراً لكم بين يدي عذاب شديد، وأما عاقب، فإنه أعقب الأنبياء صلوات الله عليهم، وأما ماحٍ فإن الله عز وجل محا به سيئات من اتبعه.
وقد تحرف عتبة إلى عقبة عند الفسوي والآجري والبيهقي.
وقد سلف برقم (16734) وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (16770) .(27/313)
16749 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا غُسْلَ الْجَنَابَةِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا أَنَا فَآخُذُ مِلْءَ كَفِّي ثَلَاثًا، فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ أُفِيضُهُ بَعْدُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِي " (1)
16750 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، وَفِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَقَالُوا: سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ، فَقَالُوا:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وإسرائيل: وهو ابن يونس بن إسحاق السبيعي، وسماعه من جده أبي إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1483) من طريقين عن إسرائيل، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/64، والبخاري (254) ، ومسلم (327) (54) ، وأبو داود (239) ، والنسائي في "المجتبى" 1/135، وابن ماجه (575) ، والطبراني في "الكبير" (1482) و (1484) و (1485) و (1486) و (1487) و (1488) و (1489) ، والبيهقي في "السنن" 1/176 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. دون قوله: "ثم أفيضه بعد على سائر جسدي".
وفي الباب من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7418) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فأصب على رأسي": جاء تفصيله بأن يصب في اليمين مرة، وفي اليسار أخرى، وفى الوسط أخرى، فرجع هذا إلى الاستيعاب مرة، لا إلى التثليث، فلا وجه للاستدلال به على التثليث، والله تعالى أعلم.(27/314)
إِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، حصين بن عبد الرحمن: وهو السلمي لم يسمع هذا الحديث من محمد بن جبير بن مطعم، بينهما جبير بن محمد بن جبير كما سيأتي في التخريج، وهو مجهول، وسليمان بن كثير: وهو العبدي، روى له البخاري عن حصين بن عبد الرحمن متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (3289) ، والطبراني في "الكبير" (1559) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/268 من طريق محمد بن كثير العبدي، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/86، وابن حبان (6497) من طريق محمد بن فضيل، والفاكهي (2431) من طريق حصين بن نمير، والطبري في "تفسيره" 27/86 من طريق خارجة، ثلاثتهم عن حصين، به.
قال الترمذي: وقد روى بعضهم هذا الحديث عن حصين، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده جبير بن مطعم نحوه.
قلنا: قد رواه من هذا الطريق الطبراني في "الكبير" (1560) من طريق أبي جعفر الرازي، والحاكم 2/472 من طريق هشيم، والبيهقي في "الدلائل" 2/268 من طريق إبراهيم بن طهمان وقرنه بهشيم، ثلاثتهم عن حصين بن عبد الرحمن، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، به.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
قلنا: جبير بن محمد بن جبير لم يرو له سوى أبي داود، وهو مجهول الحال. وذكر الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 104 أن هذه الطريق أشبه. وقال البيهقي: أقام إسناده إبراهيم بن طهمان وهشيم وأبو كريب والمفضل بن يونس، عن حصين.
وله أصل في "الصحيحين"، وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3583) ، ولفظه: انشق القمر على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شقتين، حتى نظروا إليه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اشهدوا". قلنا: وانظر هناك شرحه وأحاديث الباب.(27/315)
16751 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ عَرَفَاتٍ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ (1) ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ، وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ " (2)
__________
(1) في (ظ 12) ، وهامش (س) : عرنات، وفي (ق) : بطون عرنات.
(2) حديث صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن موسى- وهو الأموي المعروف بالأشدق- لم يدرك جبير بن مطعم، وقد اضطرب فيه ألواناً كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وسعيد بن عبد العزيز: هو التنوخي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/239 و9/295 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد مختصراً، وقال: مرسل.
وأخرجه البزار (1126) (زوائد) ، وابن حبان (3854) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1118، والبيهقي في "السنن" 9/295-296، وفي "المعرفة" (19114) ، وابن حزم في "المحلَّى" 7/188، من طريق أبي نصر التمار عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن جبير بن مطعم، به. فجعل عبد الرحمن بن أبي حسين في الإسناد، وهو ضعيف كذلك لجهالة حال عبد الرحمن بن أبي حسين، فقد انفرد بالرواية عنه سليمان بن موسى، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1583) ، والدارقطني في "السنن" 4/284، والبيهقي في "السنن" 5/239 و9/296، من طريق سويد بن عبد العزيز، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن نافع بن جبير، عن أبيه، فجعل نافع بن جبير في الإسناد، وسويد بن عبد العزيز ضعيف.
وأخرجه الدارقطني مختصراً في "السنن" 4/284، ومن طريقه البيهقي 9/296 من طريق أبي مُعَيد حفص بن غيلان، عن سليمان بن موسى أن عمرو=(27/316)
16752 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: " كُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ " (1)
16753 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، مَوْلَى آلِ حُجَيْرِ بْنِ
__________
= ابن دينار حدثه عن جبير بن مطعم، وعمرو بن دينار لم يدرك جبير بن مطعم.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1556) من طريق حفص بن غيلان، عن سليمان بن موسى، عن محمد بن المنكدر، عن جبير، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/251، وقال: رواه أحمد والبزار، والطبراني في "الكبير" إلا أنه قال: "وكل فجاج مكة منحر" ورجاله موثقون!
قلنا: فاته أن يعله بالانقطاع والاضطراب.
وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة (2816) ، والحاكم 1/462، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1194) ، والبيهقي 5/115، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث علي بن أبي طالب بنحوه سلف (562) وإسناده حسن.
وانظر حديث جابر السالف 3/321 و326.
(1) إسناده كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/295 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي، بهذا الإسناد.
وانظر عن أيام التشريق "الاستذكار" 15/197-206 لابن عبد البر، و"المغني" 13/386 لابن قدامة المقدسي.(27/317)
أَبِي إِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَأَعْرِفَنَّ مَا مَنَعْتُمْ طَائِفًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ " (1)
16754 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِالْخَيْفِ: " نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي، فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إلِى مَنْ لَمْ (2) يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ "
" ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ، وَطَاعَةُ ذَوِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِ "
وَعَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن باباه، فمن رجال مسلم، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/206، والبيهقي في "السنن" 5/110 من طريقين عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16736) ، وسيأتي برقم (16769) .
(2) في (م) : لِمَنْ لَمْ.(27/318)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، لَمْ يَزِدْ، وَلَمْ يَنْقُصْ (1)
16755 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وله إسنادان ضعيفان، وفي الإسناد الأول: لم يصرح ابن إسحاق بسماعه من الزهري.
وفي الإسناد الثاني، وإن كان صرح بالسماع من شيخه عمرو بن أبي عمرو إلاَّ أن في طريقه عبدَ الرحمن بن الحويرث، وهو ضعيف. عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، مختلف فيه، حسن الحديث.
وأخرجه الحاكم 1/87 من طريق الإمام أحمد، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن الزهري، به.
وأخرجه أبو يعلى (7413) ومن طريقه الحاكم 1/87 من طريق يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن الزهري، به.
وخالفه نعيم بن حماد، فرواه- كما عند الطبراني في "الكبير" (1544) ، والحاكم 1/86-87- عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، به. ونعيم ضعيف.
وأخرجه الحاكم 1/87- 88 من طريق الإمام أحمد، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه الرازي في "الجرح والتعديل" 2/10، والطبراني في "الكبير" (1543) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه الدارمي 1/75 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وقد سلف برقم (16738) ، وذكرنا هناك شواهده.(27/319)
فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ؟ قَالَ: " إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ " (1)
16756 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ (2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مُقْبِلًا مِنْ حُنَيْنٍ، عَلِقَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رَسُولُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه البخاري (7360) ، ومسلم (2386) ، والترمذي (3676) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (944) ، والشافعي في "السنن" (467) ، والبخاري (3659) و (7220) و (7360) ، ومسلم (2386) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1151) ، وابن حبان (6656) و (6872) ، والطبراني في "الكبير" (1557) ، والبيهقي في "السنن" 18/53، والبغوي في "شرح السنة" (3868) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.
وسيأتي برقم (16767) .
قال السندي: قوله: إن لم أجدك: كناية عن الموت.
قوله: "فأْتي أبا بكر": إخبار بأنه المتولي للأمر بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففيه معجزة له حيث صار الأمر كذلك.
(2) في (س) و (م) : عمرو، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق) ، وهو الصواب.(27/320)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذَّابًا وَلَا جَبَانًا " (1)
16757 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَمِّهِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ " لَوَاقِفٌ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ بِعَرَفَاتٍ مَعَ النَّاسِ حَتَّى يَدْفَعَ مَعَهُمْ مِنْهَا، تَوْفِيقًا مِنَ اللهِ لَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عمر بن محمد بن جبير بن مطعم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.
وأخرجه البخاري (3148) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم ابن سَعْد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1552) و (1553) و (1554) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص53-54 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.
وسيأتي برقم (16775) و (16777) و (16778) .
وقد سلف نحوه مطولاً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6729) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله علقت، كسمعت: أي تعلقت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأعراب.
قوله: فخطفت، كسمعت: أي سلبت السمرة.
قوله: هذه العضاه: أي التي بذلك الوادي، وكان ذلك الوادي كثير العضاه.
(2) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث،=(27/321)
16758 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ - إِنْ شَاءَ اللهُ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ كَقِطَعِ السَّحَابِ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ عِنْدَهُ: وَمِنَّا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً: " إِلَّا أَنْتُمْ " (1)
__________
= فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن أبي سليمان، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2788) ، وابن خزيمة (3057) و (2823) ، والطبراني في "الكبير" (1577) و (1578) ، والحاكم 1/464 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! قلنا: ابن إسحاق روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعةً.
وقال ابن خزيمة: وقوله: قبل أن ينزل عليه: يشبه أن يكون أراد قبل أن ينزل عليه (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) [البقرة: 199] أو من قبل أن ينزل عليه جميع القرآن.
وقد سلف نحوه بإسنادِ صحيح برقم (16737) .
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وقد اختلف عليه فيه، فرواه عنه هنا يحيى بن إسحاق- وهو السَّيْلَحيني، وهو من قدماء أصحابه فيما ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة حفص بن هاشم ابن عتبة- عن الحارث بن يزيد:- وهو الحضرمي- عن الحارث بن أبي ذُُباب، عن محمد بن جبير بن مطعم، به. =(27/322)
16759 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ: أَخْبَرَنِي عَنْ رَجُلٍ، سَمَّاهُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - قَالَ: أُرَاهُ قَدْ سَمِعَهُ مِنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ -، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا أُجُورٌ بِمَكَّةَ، قَالَ: فَأَحْسَبُهُ قَالَ: " كَذَبُوا، لَتَأْتِيَنَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي جُحْرِ ثَعْلَبٍ " (1)
__________
= ورواه أبو عبد الرحمن المقرئ- وهو عبد الله بن يزيد- كما عند الطبراني في "الكبير" (1550) - عنه، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن الحارث بن أبي ذئب. هكذا ورد اسمه في مطبوعه، وإنما هو الحارث بن عبد الرحمن العامري القرشي خال ابن أبي ذئب، وعبد الله بن يزيد المقرئ هو أحد العبادلة الذين يصح سماعهم من ابن لهيعة، ولكن يعكر عليه أن الحاكم أبا أحمد وغيره
ذكروا أن الحارث بن عبد الرحمن العامري لا يُعلم له راوٍ غير ابن أخته محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وسيأتي من طريقه برقم (16779) ، فانظره لزاماً.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7202) .
قال السندي: قوله: "كقطع السحاب": أي جماعات مزدحمة كقطع السحاب.
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن جبير بن مطعم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير النعمان بن سالم- وهو الطائفي- فقد روى له مسلم وأصحاب السنن.
وأخرجه أبو يعلى (7405) ، والبيهقي في "السنن" 9/17 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/252، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه رجل لم يُسَمَّ.
وسيأتي برقم (16764) و (16781) . =(27/323)
* 16760 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَاصِم، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا - ثَلَاثًا - الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا (1) ، سُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثَلَاثًا - اللهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ " قَالَ حُصَيْنٌ: " هَمْزُهُ الْمُوتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ صَاحِبَ الْمَسِّ، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ " (2)
__________
= قال السندي: قوله: أنه ليس لنا أجور بمكة: لأنها بلدة تركها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) في (م) : الحمد لله كثيراً، ثلاثاً.
(2) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16739) ، وبقيهّ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله ابن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عبد الله بن محمد: هو أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن إدريس: هو الأموي، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/231.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 6/489 عن يحيى بن موسى، وابن خزيمة (469) من طريق عبد الله بن سعيد الأشج، كلاهما عن ابن إدريس، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1570) من طريق يحيى الحماني، عن عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن عمرو بن مرة، قال: حدثني عمار بن عاصم، عن نافع بن جبير، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 6/489 من طريق أبي عوانة، عن=(27/324)
16761 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً " (1)
__________
= حصين، عن عمرو قال: سمع عمار بن عاصم، عن نافع، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 6/489 من طريق عمرو، وابن خزيمة (469) من طريق هارون بن إسحاق وابن فضيل، ثلاثتهم عن حصين، عن عمرو، عن عباد بن عاصم، عن نافع، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/231 عن ابن فضيل، عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن ابن جبير بن مطعم، به. وأسقط من الإسناد عباد بن عاصم.
وقّد سلف برقم (16739) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن محمد: هو أبو بكر ابن أبي شيبهّ، وابن نميرة هو عبد الله، وأبو أسامة: هو حصاد بن أسامه، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه مسلم (2530) (206) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة:، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2925) ، والطبراني في "الكبير" (1597) ، والبيهقي في "السنن" 6/262 من طريق ابن نمير وأبي أسامة، ومحمد بن بشر، وكذلك الطبري في "تفسيره" (9295) من طريق محمد بن بشر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1614) و (5990) ، وابن حبان (4371) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أربعتهم عن زكريا، به.
وقد اختلف فيه على زكريا
فرواه النسائي في "الكبرى" (6418) ، وأبو يعلى (7406) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1615) و (5991) ، وابن حبان (4372) ، والطبراني في "الكبير" (1580) ، والبيهقي في "السنن" 6/262 من طريق إسحاق بن يوسف=(27/325)
16762 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ إِخْوَتِي، عَنْ أَبِي، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِدَى بَدْرٍ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فِي فِدَى الْمُشْرِكِينَ - وَمَا أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ بِالطُّورِ، فَكَأَنَّمَا صُدِعَ عَنْ قَلْبِي حِينَ سَمِعْتُ الْقُرْآنَ " قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي حَيْثُ سَمِعْتُ الْقُرْآنَ (1)
__________
= الأزرق، وأخرجه الحاكم 2/220 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن زكريا، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير، عن أبيه، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/297 أن الذي تميل إليه القلوب فيه ما رواه عليه يحيى بن زكريا لثبته وحفظه وجلالة مقداره في العلم.
قلنا: يعني طريق زكريا عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير بن مطعم.
وقال ابن حبان عقب الحديث رقم (4372) : سمع هذا الخبر سعد بن إبراهيم عن أبيه، عن جبير، وسمعه من نافع بن جبير، عن أبيه، فالإسنادان محفوظان.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6692) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف برقم (2909) .
(1) صحيح دون قوله: فكأنما صدع عن قلبي حين سمعت القرآن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام أخي سعد بن إبراهيم الذي سمع منه هذا الحديث، ونحو هذه الزيادة وردت بأسانيد ضعيفة في تخريج الرواية رقم (16735) ، وقد بينا حالها هناك، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. =(27/326)
16763 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، حَدَّثَ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ " (2)
16764 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ
__________
= وأخرجه الطيالسي (943) ، وأبو يعلى (7407) من طريق حجاج بن محمد الأعور، والطبراني في "الكبير" (1595) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وخالفهم أبو الوليد الطيالسي، فرواه- كما عند الطبراني (1596) - عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير، به، فأسقط من الإسناد: بعض إخوة سعد.
وأخرجه أبو يعلى (7418) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن بعض إخوته، عن جبير، به. فأسقط من الإسناد: عن أبيه، يعني: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وقد سلف برقم (16735) ، وسيأتي برقم (16785) . وانظر (16773) .
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : يحدث.
(2) حديث صحيح، سفيان بن حسين: وهو الواسطي- وإن كان ضعيفاً في روايته عن الزهري- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1512) من طريق محمد بن كثير، وأخرجه كذلك (1515) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/159 من طريق أبي الوليد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد، إلا أن أبا نعيم قرن مع سفيان محمدَ بنَ إسحاق.
وقد سلف برقم (16732) ، وسيأتي برقم (16772) .(27/327)
أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا أَجْرٌ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: " لَتَأْتِيَنَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي جُحْرِ ثَعْلَبٍ " قَالَ: فَأَصْغَى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْسِهِ، فَقَالَ: " إِنَّ فِي أَصْحَابِي مُنَافِقِينَ " (1)
16765 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِدَى أَهْلِ بَدْرٍ، " فَقَامَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، فَقَرَأَ بِالطُّورِ " (2)
16766 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلْقُرَشِيِّ مِثْلَيْ قُوَّةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ " فَقِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: " مَا يَعْنِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: نُبْلَ الرَّأْيِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن جبير بن مطعم، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف نحوه برقم (16759) .
(2) حديث صحيح، محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي- وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد ابن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه ابن حبان (1834) ، والطبراني في "الكبير" (1493) من طريقين عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16735) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (16742) سنداً ومتناً.(27/328)
16767 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ شَيْئًا (1) ، فَقَالَ لَهَا: " ارْجِعِي إِلَيَّ " فَقَالَتْ: فَإِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ - تُعَرِّضُ بِالْمَوْتِ - فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنْ رَجَعْتِ فَلَمْ تَجِدِينِي فَالْقَيْ أَبَا بَكْرٍ " (2)
16768 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْسِمْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ (3) وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنَ الْخُمُسِ شَيْئًا كَمَا كَانَ يَقْسِمُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِيهِمْ، وَكَانَ عُمَرُ يُعْطِيهِمْ وَعُثْمَانُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْهُ " (4)
__________
(1) في (ق) : عن شيء، وكذلك هي في (س) ، إلا أنها صححت في هامشها إلى "شيئاً".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (7402) ، وابن حبان (6871) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16755) .
(3) في (م) : لم يقسم لعبد شمس.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بين عمر: هو ابن فارس =(27/329)
16769 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (1) : " لَأَعْرِفَنَّ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مَا مَنَعْتُمْ طَائِفًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ " (2)
16770 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْحَاشِرُ، وَالْمَاحِي، وَالْخَاتِمُ، وَالْعَاقِبُ " (3)
16771 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
__________
= العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه أبو داود (2979) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (16782) .
(1) لفظ: يقول، ليس في (ظ 12) ، وأشير إليه في هامش (س) على أنه نسخة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة. تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن باباه، فمن رجال مسلم. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1602) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16753) و (16736) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16748) إلا أن شيخ أحمد هاهنا هو بهز بن أسد: وهو العَمِّي.(27/330)
مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ " (1) قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: مَا الْعَاقِبُ؟ قَالَ: " الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
16772 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ " (2)
16773 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (19657) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2354) ، والطبراني في "الكبير" (1520) ، والآجري في "الشريعة" ص 462، والبيهقي في "الدلائل" 1/153، والبغوي في "شرح السنة" (3630) .
وقد سلف برقم (16734) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (20238) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2556) (20) ، والطبراني في "الكبير" (1509) ، والبيهقي في "السنن" 7/27، والبغوي في "شرح السنة" (3437) .
وقد سلف برقم (16732) .(27/331)
عَنْ أَبِيهِ، - وَكَانَ جَاءَ فِي فِدَى الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ " (1)
16774 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ بَابِيهِ، يُخْبِرُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ (2) عَطَاءٍ هَذَا يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنْ كَانَ إِلَيْكُمْ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ فَلَأَعْرِفَنَّ مَا مَنَعْتُمْ أَحَدًا يُصَلِّي عِنْدَ هَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ " وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: " أَنْ يَطُوفَ بِهَذَا الْبَيْتِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (2692) . ومن طريقه أخرجه البخاري (3050) و (4023) ، ومسلم (463) ، وأبو عوانة 2/154، والطبراني في "الكبير" (1491) ، والبيهقي في "السنن" 2/194، بهذا الإسناد. وعند البخاري زيادة: وذلك أوّلَ ما وَقَرَ الإيمان في قلبي.
قلنا: وهذه الزيادة هي الصحيحة من قول جبير بن مطعم، وقد سلفت بألفاظ أُخرى في تخريج الرواية (16735) ، وفي الرواية (16762) ، وفي إسنادها ضعف بيناه هناك.
وقد سلف برقم (16735) .
(2) في (ظ 12) و (س) و (ق) و (م) : حين، وفي (م) : حين عطاء هذا يا بني عبد المطلب، وهو تحريف متراكب، والمثبت من (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن بابيه، ويقال: ابن باباه، وابن بابي، فمن رجاله، وكذلك أبو الزبير، وهو محمد بن مسلم بن تدرس، وروى له البخاري مقروناً، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن بكر:=(27/332)
16775 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ (1) مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ عَلِقَهُ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَاضْطَرُّوهُ (2) إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَوَقَفَ، فَقَالَ: " رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخْشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ؟ فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذَّابًا " (3)
__________
= هو محمد البرساني.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (9004) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (1280) ، والطبراني في "الكبير" (1599) ولفظ "المُصَنَّف" وابن خزيمة: فلا أعرفن.
وأخرجه ابن خزيمة (1280) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16736) .
(1) في (م) : ناس.
(2) في (ق) : فاضطر، قلنا: وهو الموافق لرواية عبد الرزاق في "المصنف".
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، على خطأ في نسب أحد رواته وهو عمر بن محمد، فهو ابن جبير بن مطعم، وقد جاء على الصواب في رواية عبد الرزاق في "المصنف"، فدعوى أبي عبد الرحمن وهو عبد الله بن أحمد المذكورة في عقب الحديث من أن معمراَ أخطأ في نسبه مردودة بما جاء في رواية "المصنف"، ومن أخرجه من طريقه كما سيأتي!
فهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (9497) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (4820) ، والطبراني في "الكبير" (1551) ، والبغوي في "شرح السنة" (3689) .
وقد سقط من مطبوع "شرح السنة" اسم محمد بن جبير بن مطعم من الإسناد.
وقد سلف برقم (16756) .(27/333)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَخْطَأَ مَعْمَرٌ فِي نَسَبِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ "
16776 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: أَضْلَلْتُ جَمَلًا لِي يَوْمَ عَرَفَةَ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَرَفَةَ أَبْتَغِيهِ، فَإِذَا أَنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَاقِفٌ فِي النَّاسِ بِعَرَفَةَ عَلَى بَعِيرِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ ". (1)
16777 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ (2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- أبهم في هذا الإسناد مَ+نْ سمع منه عن جبير، وقد جاء في "أطراف المسند" 2/184 و"إتحاف المهرة" 4/37 أنه عمرو بن دينار، ويبقى الإسناد منقطعاً، لأن عمرو ابن دينار لم يدرك جبير بن مطعم، بينهما محمد بن جبير بن مطعم كما في الرواية رقم (16737) ، وجاء عند ابن خزيمة في "صحيحه" (3059) أنه والد
ابن جريج وهو عبد العزيز بن جريح، وهو ضعيف. قال البخاري: لا يتابع في حديثه.
وقوله: بعدما أنزل عليه، يعارضه ما سلف بإسناد حسن برقم (16757) ، وفيه: قبل أن ينزل عليه.
وقد سلف بإسناد صحيح بغير هذه السياقة برقم (16737) .
قال السندي: قوله: واقف، أي: وهو واقف، ويمكن أن ينصب.
(2) في (م) : عمرو، وهو تحريف.(27/334)
الْحَدِيثَ. يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ، (1)
16778 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ (2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
16779 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ إِذْ قَالَ: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ كَأَنَّهُمُ السَّحَابُ، هُمْ خِيَارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَلَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ. قَالَ: وَلَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عمر بن محمد بن جبير بن مطعم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري (2821) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/364، والطبراني في "الكبير" (1555) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وقد سلف طريق معمر برقم (16775) ، وانظر (16756) .
(2) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : عمرو، وهو تحريف.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري.
وأخرجه أبو يعلى (7404) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16756) .(27/335)
فَسَكَتَ، قَالَ: وَلَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ كَلِمَةً ضَعِيفَةً: " إِلَّا أَنْتُمْ " (1)
16780 - حَدَّثَنَا وَكِيعُ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ،
__________
(1) إسناده حسن، الحارث بن عبد الرحمن هو القرشي العامري خال ابن أبي ذئب: وهو محمد بن عبد الرحمن، انفرد بالرواية عنه ابن أخته ابن أبي ذئب، ولا يعلم له راوٍ غيره فيما ذكر أبو أحمد الحاكم وغيره، وهو صدوق، حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/183-184، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2258) ، وأبو يعلى (7401) ، والطبراني في "الكبير" (1549) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (945) - ومن طريقه البزار (2838) (زوائد) - عن شعبة، عن ابن أبي ذئب، به بنحوه. وقد سقط اسم شعبة من مطبوع البزار، وقال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، ولا له عن جبير إلا هذا الطريق.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/54، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: فقال رجل من الأنصار: إلا نحن، والبزار والطبراني، وأحد إسنادي أحمد وإسناد أبي يعلى والبزار، رجاله رجال الصحيح.
قلنا: الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب لم يرو له إلا أصحاب السنن.
وقد سلف نحوه برقم (16758) .
(2) في (س) و (ق) و (م) : وكيع بن عبد الرحمن، وضبب فوق لفظ "بن" في (س) . وقد جاءت كذلك في (ظ12) لكن صححت فوقها بـ "واو"، وجاءت على الصواب في "أطراف المسند" 2/187.(27/336)
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا الْغُسْلَ مِنَ الْجَنَابَةِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَمَّا أَنَا فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا " وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: ذُكِرَتِ الْجَنَابَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَمَّا أَنَا فَآخُذُ بِكَفِّي ثَلَاثًا، فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي " (1)
16781 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِنْسَانًا، لَا أَحْفَظُ اسْمَهُ يُحَدِّثُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَيْسَتْ (2) لَنَا أُجُورٌ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: " لَتَأْتِيَنَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كَانَ أَحَدُكُمْ فِي جُحْرِ ثَعْلَبٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسماعه من أبي إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي- قبل الاختلاط.
وأخرجه أبو يعلى (7397) ، وأبو عوانة 1/297 من طريق وكيع بن الجراح الرؤاسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (995) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (1480) - عن سفيان، به، وفيه: ثم أشار بيديه كأنه يفيض بهما على الرأس.
وقد سلف برقم (16749) .
(2) في (ق) : ليس، وهي نسخهّ في (س) .
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16759) غير أن شيخ أحمد ها هنا هو بهز بن أسد العمي.(27/337)
16782 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ جَاءَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يُكَلِّمَانِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَسَمَ مِنْ خُمُسِ حُنَيْنٍ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَسَمْتَ لِإِخْوَانِنَا بَنِي الْمُطَّلِبِ وَبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَلَمْ تُعْطِنَا شَيْئًا، وَقَرَابَتُنَا مِثْلُ قَرَابَتِهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَرَى هَاشِمًا وَالْمُطَّلِبَ شَيْئًا وَاحِدًا " قَالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنْ ذَلِكَ الْخُمُسِ كَمَا قَسَمَ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ (1)
16783 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنِي حَمَّادٌ الْخَيَّاطُ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (845) ، وأبو داود (2978) ، والبيهقي في "السنن" 6/342 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 2/125، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن ابن المبارك، به.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (843) ، وابن زنجويه في "الأموال" (1243) ، والبخاري (4229) ، والطبراني في "الكبير" (1593) ، والبيهقي في "السنن" 2/149 و6/341 من طريق الليث، والنسائي في "المجتبى" 7/130 من طريق نافع بن يزيد، وابن ماجه (2881) من طريق أيوب بن سويد، وابن حبان (3298) من طريق ابن وهب، كلهم عن يونس، به.
وقد سلف برقم (16768) ، وانظر (16741) .(27/338)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَرَأَ بِالطُّورِ فِي الْمَغْرِبِ " وَقَالَ حَمَّادٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ (1)
16784 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَنَزِيِّ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ فِي صَلَاةٍ، فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثَلَاثًا - سُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثَلَاثًا - اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ " قَالَ عَمْرو: " وَهَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد الخياط- وهو ابن خالد- فمن رجال مسلم، وقد توبع. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/78، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (946) ، والشافعي 1/86، والبخاري (765) ، ومسلم (463) (174) ، وأبو داود (811) ، والنسائي في "المجتبى" 2/169، وفي "التفسير" (549) ، وابن خزيمة (514) ، وأبو عوانة 2/154، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/211، والطبراني في "الكبير" (1492) ، والبيهقي في "السنن" 2/392، والبغوي في "شرح السنة" (597) .
وقد سلف برقم (16735) .
(2) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16739) .
وقوله: قال يزيد بن هارون: عن نافع بن جبير، عن أبيه، يعني رواه=(27/339)
16785 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ إِخْوَتِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِدَى الْمُشْرِكِينَ - وَقَالَ بَهْزٌ: فِي فِدَى أَهْلِ بَدْرٍ، وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ (1) : وَمَا أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ - قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ " يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، وَهُوَ يَقْرَأُ فِيهَا بِالطُّورِ "، قَالَ: فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي حَيْثُ سَمِعْتُ الْقُرْآنَ وَقَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي حِينَ سَمِعْتُ الْقُرْآنَ (2)
16786 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا
__________
= يزيد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم، عن نافع بن جبير، به، سمَّى ابنَ جبير نافعاً.
وأخرجه الحاكم 1/235 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (807) ، وابن خزيمة (468) ، وابن حبان (1779) و (2601) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/35 من طريق يزيد بن هارون عن شعبة، به، وقرن مع شعبة مسعراً.
وأخرجه الطيالسي (947) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/488، وابن خزيمة (468) ، وأبو داود (764) ، وابن الجارود (180) ، وأبو يعلى (7398) ، وابن حبان (1780) ، والطبراني في "الكبير" (1568) ، والحاكم 1/235، وابن حزم في "المحلى" 3/248، والبيهقي 2/35، والبغوي في "شرح السنة" (575) من طرق عن شعبة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
(1) في (م) : وقال جعفر، وهو وهم.
(2) حديث صحيح دون قوله: فكأنما صدع قلبي حيث سمعت القرآن، وهو مكرر (16762) ، وقد سلف الكلام عليه هناك.(27/340)
إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ: " أَمَّا أَنَا فَأُفْرِغُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وشعبة: وهو ابن الحجاج قد سمع من أبي إسحاق: وهو عمرو بن عبد الله السبيعي قبل الاختلاط.
وأخرجه مسلم (327) (55) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (948) ، وأبو عوانة 1/297، والطبراني في "الكبير" (1481) من طريق شعبة، به.
وقد سلف برقم (16749) .(27/341)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16787 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي، وَأَنَا أَقُولُ: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِيَّاكَ - قَالَ: وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَبْغَضَ إِلَيْهِ حَدَثًا فِي الْإِسْلَامِ مِنْهُ - " فَإِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَعَ عُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقُولُهَا، فَلَا تَقُلْهَا، إِذَا أَنْتَ قَرَأْتَ فَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (2)
__________
(1) هو عبد الله بن مغفل بن عبد نَهْم بن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة المُزَني، أبو سعيد، ويقال: أبو عبد الرحمن. سكن المدينة ثم تحول إلى البصرة. وهو من أصحاب الشجرة، وكان أحد العشرة الذين بعثهم عمرُ يفقهون الناس، وكان من فقهاء الصحابة. مات في البصرة سنة (57)
وقيل بعد ذلك.
(2) إسناده حسن في الشواهد، ابن عبد الله بن مغفل: سمي في رواية أحمد هنا يزيد، وقد روى عنه ثلاثة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقد حسَّن له الترمذي هذا الحديث، ووافقه الزيلعي في "نصب الراية" 1/333، وباقي رجاله ثقات، ويشهد له حديث أنس السالف برقم (12810) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/410، وابن ماجه (815) ، والترمذي (244) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/202 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (116) من طريق يزيد ابن هارون، عن سعيد بن إياس الجريري، به.(27/342)
16788 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا الْأَسْوَدَ الْبَهِيمَ. وَأَيُّمَا قَوْمٍ اتَّخَذُوا كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ حَرْثٍ أَوْ صَيْدٍ (1) أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصُوا مِنْ أُجُورِهِمْ (2) كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطًا "
قَالَ: " وَكُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا نُصَلِّيَ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ " (3)
__________
(1) في (ق) : ولا صيد.
(2) في (ظ12) و (ص) وهامش (س) و (ق) : أجرهم.
(3) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، والحسن البصري قد سمع عبد الله بن مغفل كما ذكر الإمام أحمد- فيما حكاه عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص45، وقد صرح بسماعه هذا الحديث منه عند ابن حبان (5656) . إسماعيل: هو ابن عُلَية، ويونس: هو ابن عبيد العبدي.
وأخرجه بتمامه ابنُ حبان (5657) من طريق يزيد بن زُريع، عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد.
والقسم الأول منه- وهو في قتل الكلاب-:
أخرجه أبو داود (2845) ، والترمذي (1486) ، والنسائي في "المجتبى" 7/185، وابن ماجه (3205) من طرق عن يونس، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه الترمذي (1486) و (1489) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1179، وأبو نعيم في "الحلية" 7/111، والخطيب في "تاريخه" 3/304، والبغوي في "شرح السنة" (2780) ، وفي "التفسير" 2/132 من طرق عن الحسن، به.
وسيأتي 5/54 و56.
وفي الباب: عن جابر عند ابن أبي شيبة 5/406، ومسلم (1572) ، وابن=(27/343)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حبان (5658) ، وقد سلف 3/333.
وعن عائشة عند الطبراني في "الأوسط " (5159) ، وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/43، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، لكنه مدلس.
وعن علي عند الطبراني في "الأوسط" (7895) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/286، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق الجارود عن إسرائيل، والجارود لم أعرفه.
وعن ابن عباس بنحوه عند أبي يعلى (2442) ، والطبراني في "الكبير" (11979) ، وفي "الأوسط" (2740) . ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/43، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناده حسن.
والقسم الثاني منه- وهو في قصة اتخاذ الكلاب-:
أخرجه النسائي 7/185 من طريق يزيد بن زريع، وابن ماجه (3205) من طريق أبي شهاب الحنّاط، وابن حبان (5650) من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن يونس، به.
وفي رواية ابن ماجه: "قيراطان".
وأخرجه الترمذي (1489) من طريق إسماعيل بن مسلم، وابن عدي في "الكامل" 3/1179، والخطيب في "تاريخه" 3/304 من طريق أبي حرة، والنسائي 7/188-189 من طريق عوف الأعرابي، ثلاثتهم عن الحسن، به.
وقال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية ابن عدي والخطيب: "ضرع" بدلاً من "صيد".
وسيأتي 5/56 و57.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4479) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
والقسم الثالث منه- وهو في الصلاة في مرابض الغَنَم-:
أخرجه ابنُ أبي شيبة 1/384 و14/449، وابن ماجه (769) ، وابن حبان=(27/344)
16789 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْفَتْحِ، فَلَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيَّ لَحَكَيْتُ لَكُمْ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: " قَرَأَ سُورَةَ الْفَتْحِ "، قَالَ (1) : لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيَّ لَحَكَيْتُ لَكُمْ مَا قَالَ عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُغَفَّلٍ كَيْفَ قَرَأَ رَسُولُ
__________
= (1702) ، والبيهقي في "السنن" 2/449، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/302-303 من طريق هشيم بن بشير، عن يونس، بهذا الإسناد.
وتحرف اسم هشيم في مطبوع ابن ماجه إلى أبي نعيم، وانظر "تحفة الأشراف" 7/174، و"تهذيب الكمال" 32/519.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1602) من طريق عمرو بن عبيد، عن الحسن، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/56، وفي "الكبرى" (814) من طريق أشعث، عن الحسن، به. بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الصلاة في أعطان الإبل.
وسيأتي بالأرقام (16799) و5/54 و55.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6658) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
ومرابض الغنم: مأواها التي تربض فيه، من رَبَضَ في المكان: إذا لصق به، وأقام ملازماً له، وأعطان الإبل: مباركها حيث كانت.
وقوله: فإنها خلقت من الشياطيِن قال الخطابي: يريد أنها لما فيها من النفور والشرود ربما أفسدت على المصلي صلاته، والعرب تسمي كل مارِدٍ شيطاناً، وقال القرطبي في "تفسيره" 1/90: وسمي الشيطان شيطاناً لبُعده عن الحق وتمرده، وذلك أن كُلَّ عاتٍ متمردٍ من الجن والإنس والدواب شيطان.
(1) يعني: معاوية بن قرة المزني.(27/345)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَالَ بَهْزٌ: وَغُنْدَرٌ، قَالَ: " فَرَجَّعَ فِيهَا " (1)
16790 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ لِمَنْ شَاءَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (794) (237) عن ابن أبي شيبة، والنسائي في "الكبرى" (8055) عن عبد الله بن سعيد، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد، ولفظه عند مسلم: قرأ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفتح في مسيرِ له سورة الفتح على راحلته، فرجّع في قراءته.
ولفظه عند النسائي: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم فتح مكة بسورة الفتح، فما سمعت قراءةً أحسن منها، يرجع.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (212) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 75، والبخاري في "صحيحه" (4281) و (4835) و (5034) و (5047) ، وفي "خلق أفعال العباد" ص55، ومسلم (794) (239) ، وأبو داود (1467) ، والترمذي في "الشمائل" (312) ، والنسائي في "الكبرى" (8054) و (8062) ، والبيهقي في "السنن" 2/53، والبغوي في "شرح السنة" (1215) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي بنحوه في 5/54 و55.
والترجيع: ترديد القارئ الحرف في الحلق، أي: أنه كان يحسن الصوت بالقراءة وترتيلها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وكهمس: هو ابن الحسن البصري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/28 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (627) ، ومسلم (838) (304) ، وابن ماجه (1162) ،=(27/346)
16791 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلٍ، قَالَ (1) : قَالَ: دُلِّيَ جِرَابٌ مِنْ شَحْمٍ يَوْمَ خَيْبَرَ. قَالَ: فَالْتَزَمْتُهُ. قُلْتُ: لَا أُعْطِي أَحَدًا مِنْهُ شَيْئًا. قَالَ: فَالْتَفَتُّ، " فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَسَّمُ " قَالَ بَهْزٌ: إِلَيَّ (2)
16792 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا لَهُمْ وَلَهَا " فَرَخَّصَ فِي كَلْبِ الصَّيْدِ وَفِي كَلْبِ الْغَنَمِ قَالَ:
__________
= وابن خزيمة (1287) ، وأبو عوانة 2/31 و264، وابن حبان (1559) و (1561) و (5804) ، والدارقطني 1/266، والبيهقي في "السنن" 2/474 و474-475 وه 47، والبغوي في "شرح السنة" (430) من طرق عن كهمس، به.
وسيأتي 5/54 و56 و57.
(1) لفظ "قال" هذا ليس في (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً وتعليقاً.
يحيى بن سعيد: هو القطان، وبهز: هو ابن أسد العمِّي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/236 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (917) ، ومسلم (1772) (72) ، وأبو داود (2702) ، والدارمي 2/234، وأبو عوانة 4/109- 110 و110، والبيهقي في "السنن" 9/59 و10/9، وفي "الدلائل" 4/241 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.
وسيأتي بنحوه في 5/55 و56 من طريق شعبة عن حميد بن هلال.
وفي باب جواز الأكل من طعام الغنيمة عن ابن عمر عند البخاري (3154) .(27/347)
" وَإِذَا (1) وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مِرَارٍ وَالثَّامِنَةَ عَفِّرُوهُ بِالتُّرَابِ " (2)
16793 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّرَجُّلِ إِلَّا غِبًّا " (3)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : فإذا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشِّخير.
وأخرجه أبو داود (74) ، والبغوي في "شرح السنة" (2781) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (280) ، والبيهقي في "السنن" 1/251 من طريق يحيى بن سعيد، به. وزاد مسلم: كلب زرع، وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 1/174 وه/405-406 و14/204، ومسلم (280) و (1573) ، والنسائي في "المجتبى" 1/54 و177، وفي "الكبرى" (70) ، وابن ماجه (365) و (3200) و (3201) ، والدارمي 1/188 و2/90، وأبو عوانة 1/208، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4670) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/23 و4/56، وابن حبان (1298) ، والبيهقي 1/241-242 و6/10 من طرق عن شعبة، به.
وعند ابن ماجه في الرواية (3201) : ثم رخص لهم في كلب الزرع وكلب العِين. قال بندار: العِين: حيطان المدينة.
وسيأتي برقم 5/56.
والترخيص في كلب الصيد وكلب الغنم سلف من حديث ابن عمر برقم (4479) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(3) صحيح لغيره، رجاله ثقات وجال الشيخين لكن فيه عنعنة=(27/348)
16794 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَذْفِ، وَقَالَ: " إِنَّهَا لَا يُنْكَأُ بِهَا عَدُوٌّ، وَلَا يُصَادُ بِهَا صَيْدٌ " (1)
__________
= الحسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن حسان الأزدي القردوسي.
وأخرجه أبو داود (4159) ، والترمذي في "جامعه" (1756) ، وفي "الشمائل" (34) ، والحربي في "غريب الحديث" ص415، وابن حبان (5484) ، والبغوي في "شرح السنة" (3165) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الترمذي (1756) ، والنسائي في "المجتبى" 8/132، والطبراني في "الأوسط" (2457) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/276، والبيهقي في "الآداب" (697) من طريقين، عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/580 من طريق أبي خزيمة، و8/580، والنسائي 8/132 من طريق قتادة، كلاهما عن الحسن، به مرسلاً دون ذكر الصحابي.
وله شاهد من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميري عنه، سيرد 4/111 بإسناد صحيح، ولفظه: نهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمتشط أحدنا كل يوم. وهو جزء من حديث.
وآخر من حديث رجلِ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند النسائي 8/132 أخرجه عن إسماعيل بن مسعود- وهو الجحدري-، عن خالد بن الحارث، عن كهمس - وهو ابن الحسن البصري التميمي-، عن عبد الله بن شقيق قال: كان رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملاً بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شَعث الرأس مُشْعانٌ، قال: ما لي أراك مُشعاناً وأنت أمير؟ قال: كان نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهانا عن الإرفاه، قلنا: وما الإرفاه؟ قال: الترجل كل يوم. وإسناده صحيح.
قال ابن الأثير في "النهاية" 2/203: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه، كأنه كره كثرة الترفه والتنعم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي،=(27/349)
16795 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ الْفُضَيْلِ (1) بْنِ زَيْدٍ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا الشَّرَابَ، فَقَالَ: الْخَمْرُ حَرَامٌ. قُلْتُ لَهُ: الْخَمْرُ حَرَامٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَأَيشْ تُرِيدُ، تُرِيدُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ: قُلْتُ: مَا الْحَنْتَمُ؟ قَالَ: " كُلُّ خَضْرَاءَ وَبَيْضَاءَ ". قَالَ: قُلْتُ: مَا الْمُزَفَّتُ؟ قَالَ: " كُلُّ مُقَيَّرٍ مِنْ زِقٍّ أَوْ غَيْرِهِ " (2)
__________
= وكهمس: هو ابن الحسن البصري.
وأخرجه مطولاً البخاري (5479) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (16808) و5/54 و55 و56 و57 وفي بعضها قصة.
(1) تحرف في (م) إلى: الفضل.
(2) إسناده صحيح، الفضيل بن زيد الرقاشي ذكره الحسيني في "الإكمال" وقال: قال ابن معين: رجل صدق ثقة بصري، وقال ابن حبان: كان من قراء أهل البصرة. وذكر أنه روى عنه عاصم الأحول وغيره. (قد تحرف فيه اسم عاصم إلى عامر، وجاء على الصواب في كلام ابن حجر) . وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يونس بن محمد: هو المؤدب، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الأوسط" (5276) من طريق معمر بن راشد عن عاصم الأحول، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا معمر. قلنا: بل رواه غيره كما هو ظاهر في هذه الرواية والرواية الآتية (16807) .
وأورده الهيثمي بهذا اللفظ في "المجمع" 5/58، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بعضه، ورجال أحمد رجال الصحيح خلا=(27/350)
16796 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْفِرْدَوْسَ وَكَذَا، وَأَسْأَلُكَ كَذَا. فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ سَلِ اللهَ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ " (1)
__________
= الفضيل بن زيد، وهو ثقة.
وسيأتي مطولاً في الروايتين (16807) و5/57، وانظر (16804) .
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4465) .
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد الرقاشي، وهو ابن أبان، ثم إن أبا نعامة: وهو قيس بن عباية الحنفي، لم يسمع من عبد الله ابن مُغَفَّل، بينهما ابنه يزيد بن عبد الله بن مغفل كما سلف في الرواية رقم (16787) ، وقد أشار إلى هذا الانقطاع الذهبي في "تلخيصه" للمستدرك
1/162، فقال: فيه إرسال.
وقد اختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه هنا عن يزيد الرقاشي، ورواه عن سعيد الجريري كما في الرواية الآتية برقم (16801) .
وقد اختلف فيه على حماد كذلك في روايته عن سعيد الجريري، فرواه عنه، عن أبي نعامة كما في الرواية الآتية برقم (16801) ، ورواه عنه عن أبي العلاء: وهو يزيد بن عبد الله بن الشخير كما عند ابن حبان (6763) .
وسماع حماد بن سلمة من الجريري قبل الاختلاط، وقد ذكر ابن حبان عقب الرواية رقم (6764) أن الجريري سمع هذا الخبر من يزيد بن عبد الله بن الشخير وأبي نعامة، فالطريقان محفوظان.
قلنا: ولكن طريق أبي نعامة منقطع كما سلف بيان ذلك، وأما طريق يزيد ابن عبد الله فمظنة الاتصال، وإن كان ظاهره الانقطاع. لأن يزيد محتمل=(27/351)
16797 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ وَالْحِمَارُ " (1)
__________
= للسماع من عبد الله بن المُغَفَّل.
وقد سلف نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص برقم (1483) من طريق شعبة، عن زياد بن مخراق، قال: سمعت أبا عباية- وهو قيس بن عباية، ويقال له أبو نعامة- عن مولى لسعد أن سعداً سمع ابناً له يدعو ... فذكره.
وهذا إسناد ضعيف كما بينا هناك، وزياد بن مخراق لم يقم إسناده كما ذكر الإمام أحمد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (500) ، والطبراني في "الدعاء" (58) من طرق عن حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (16801) و5/55.
قال السندي: قوله: "يعتدون"، أي: يتجاوزون الحد.
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، محمد بن جعفر- وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد تابعه عبد الأعلى: وهو ابن عبد الأعلى السَّامي، وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وفيه عنعنة الحسن، وقد اختلف فيه على قتادة، وبيَّنا بعض أوجه الاختلاف في رواية أبي هريرة السالفة برقم (7983) .
وأخرجه ابن ماجه (951) ، وابن حبان (2386) من طريق عبد الأعلى، عن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/458 من طريق معاذ بن معاذ، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وسيكرر 5/57 سنداً ومتناً.
وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (3241) ، ومن حديث أبي هريرة=(27/352)
16798 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ انْتَظَرَهَا حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ " (1)
16799 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ " (2)
__________
= برقم (7983) ، وقد بسطنا فيهما الكلام في طرق هذا وشواهده ومعارضيه وشرحه، فانظرهما لزاماً.
(1) صحيح لغيره، المبارك: وهو ابن فضالة- وإن كان يدلس- صحيح الرواية عن الحسن البصري. قال أحمد: ما روى عن الحسن يُحتج به. وهذا مقيد بما إذا صرَّح بالسماع منه، وقد تابعه أشعث بن عبد الملك الحُمْراني في الرواية الآتية 5/57، وهو ثقة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1270) من طريق سليمان بن حرب، عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.
وسيأتي 5/57.
وقد سلف نحوه في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4453) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2) حديث صحيح، وهو مختصر الحديث (16788) ، مبارك بن فضالة - وإن كان مدلساً- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. =(27/353)
16800 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى: فِي الْقُرْآنِ، وَكَانَ يَقَعُ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " اكْتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ". فَأَخَذَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، فَقَالَ: مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ، قَالَ: " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ ". فَكَتَبَ: " هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ مَكَّةَ ". فَأَمْسَكَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، وَقَالَ: لَقَدْ ظَلَمْنَاكَ إِنْ كُنْتَ رَسُولَهُ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ. فَقَالَ: " اكْتُبْ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَنَا (2) رَسُولُ اللهِ "، فَكَتَبَ. فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا ثَلَاثُونَ شَابًّا عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ، فَثَارُوا فِي وُجُوهِنَا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَبْصَارِهِمْ،
__________
=وأخرجه الطيالسي (913) عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/384 من طريق أبي عاصم، عن مُبارك، به. دون قوله: "فإنها خُلِقت من الشياطين".
وسلف مطولاً برقم (16788) .
(1) في (م) : بسم الله الرحمن الرحيم.
(2) في (ظ 12) و (ص) : وأما، وهو تحريف، والمثبت من (س) و (ق) و (م) . وقال السندي: قوله: "وأنا رسول الله"، لبيان أن هذا لا ينافي ذلك.(27/354)
فَقَدِمْنَا إِلَيْهِمْ فَأَخَذْنَاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ، أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟ " فَقَالُوا: لَا، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الفتح: 24] (1)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، وَهَذَا
__________
(1) حديث صحيح، حسين بن واقد: وهو المروزي، مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقال أحمد: في أحاديثه زيادة، ما أدري أي شيء هي. ونفض يده. وقد أخرج له مسلم متابعة، وقد خالف في هذا الحديث حماد بن سلمة في روايته عن ثابت، عن أنس كما سلف 3/122، 268، وحماد أثبت الناس
في ثابت، وثابت أثبت أصحاب أنس بعد الزهري. وترجيح عبد الله بن أحمد عقب هذا الحديث رواية حسين بن واقد هو ترجيح مردود بما قدَّمنا، والله أعلم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11511) - وهو في "التفسير" (531) - والطبري في "التفسير" 26/94 و93- 94، والحاكم 2/460- 461، والبيهقي في "السنن" 6/319 من طرق عن حسين بن واقد، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، إذ لا يبعد سماع ثابت من عبد الله بن مغفل، وقد اتفقا على إخراج حديث معاوية بن قرة وحميد بن هلال عن ابن مغفل، وثابت أسن منهما، ووافقه الذهبي! قلنا: حسين بن واقد لم يحتج به البخاري، وإنما أخرج له تعليقاَ، وروى له مسلم متابعة.
وأورده الحافظ في "الفتح" 5/351 مختصراً، وقال: إسناده صحيح!
وقد سلف حديث أنس 3/122، 268، وهو عند مسلم (1784) و (1808) .
وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف برقم (3187) .(27/355)
الصَّوَابُ عِنْدِي إِنْ شَاءَ اللهُ
16801 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ مِنَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا عَنْ يَمِينِي. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ سَلِ اللهَ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذْهُ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ بَعْدِي قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ " (1)
16802 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ
__________
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصلاً في الرواية السالفة برقم (16796) .
وأخرجه أبو داود (96) ، وابن حبان (6764) ، والطبراني في "الدعاء" (59) ، والحاكم 1/162 و540، والبيهقي في "السنن" 1/196-197 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم في الموضعين، وتعقبه الذهبي في الموضع الأول بقوله: فيه إرسال، ولكن وافقه على تصحيحه في الموضع الثاني!
وأخرجه ابن حبان (6763) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي العلاء- وهو يزيد بن عبد الله بن الشِّخير- عن ابن مُغَفل، به.(27/356)
رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ " (1)
16803 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، لكن فيه عنعنة الحسن. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي، وحميد: هو الطويل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/512، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (23) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (504) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (472) ، وأبو داود (4807) ، والدارمي 2/323، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1091) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 51-52 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 77 من طريق أبي سلمة موسى ابن إسماعيل التبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن حميد، به.
وسيأتي برقم (16805) .
وقد سلف من حديث علي بن أبي طالب برقم (902) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "رفيق"، أي: يعامل الناس بالرفق واللطف، ويكلفهم بقّدر الطاقة.
وقوله: "يحب الرفق": من العبد.
قوله: "على الرفق": من جزيل الثواب.
قوله: "على العنف": بضم فسكون: ضد الرفق، أي: من يدعو الناس إلى الهدى برفقٍ ولطف خير من الذي يدعو بعنف وشدة إذا كان المحل يقبل الأمرين، وإلا يتعين ما يقبله المحل، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.(27/357)
عَبِيدَةَ بْنِ أَبِي رَائِطَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَصْحَابِي لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ، وَمَنْ آذَى اللهَ أَوْشَكَ أَنْ يَأْخُذَهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن، مختلف في اسمه، فيقال: عبد الرحمن بن زياد- قال البخاري: وفيه نظر- ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله، انفرد بالرواية عنه عَبيدة بن أبي رائطة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن معين: لا أعرفه، وكذلك قال الذهبي في "الميزان": لا
يعرف. وجاء في "تهذيب التهذيب" في ترجمته: عبد الرحمن بن زياد ابن أبيه بقي إلى أيام الحجاج، وهو الذي ذكره الطبري، وليس هو فيما أظن راوي الحديث المذكور. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيدة بن أبي رائطة، فقد روى له الترمذي، وهو صدوق. يونس: هو ابن محمد المؤدب البغدادي، وإبراهيم بن سعد: هو عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (3) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (992) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الفضائل" (4) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/272، وابن حبان (7256) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1485، وأبو نعيم في "الحلية" 8/287 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيلي 2/272 من طريق الأزرقي عن إبراهيم بن سعد، به.
وسماه عبد الرحمن بن أبي زياد!
وأخرجه الترمذي (3862) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 207، والبغوي في "شرح السنة" (3860) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/112 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن عبيدة بن أبي رائطة، به، وسماه:=(27/358)
16804 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَنَا شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، وَأَنَا شَهِدْتُهُ حِينَ رَخَّصَ فِيهِ، قَالَ: " وَاجْتَنِبُوا الْمُسْكِرَ " (1)
__________
=عبد الرحمن بن زياد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وسيأتي 5/54 و57.
قال السندي: قوله: "غرضاً"، أي: مَرْمَى، أي: محلاً للطعن والسَّبِّ.
(1) إسناده ضعيف، أبو جعفر الرازي، مشهور بكنيته، وقد اختلف في اسمه، فقيل: عيسى بن أبي عيسى، واسم أبي عيسى ماهان، وقيل: عيسى بن عبد الله بن ماهان، وقد اختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب لسوء حفظه، ولا يحتمل تفرده، قال ابن حبان في "المجروحين" 2/120: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات، ولا يجوز الاعتبار بروايته إلا فيما لم يخالف الأثبات. والربيع بن أنس: وهو الخراساني ثقة، روى له أصحاب السنن إلا أن الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه. لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً فيما نقل ابن حجر عن ابن حبان في "تهذيب التهذيب". قلنا: وهذه منها. وقد شك في الراوي عن عبد الله بن مغفل كذلك. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/110 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/229 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن أبي جعفر، به.
ويغني عنه حديث بريدة عند مسلم (977) رفعه: "ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كُلها، ولا تشربوا مسكراً".
وانظر (16807) .(27/359)
16805 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيَرْضَاهُ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ " (1)
16806 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَجُلًا لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَجَعَلَ يُلَاعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَهْ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ ذَهَبَ بِالشِّرْكِ - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: ذَهَبَ بِالْجَاهِلِيَّةِ - وَجَاءَنَا بِالْإِسْلَامِ. فَوَلَّى الرَّجُلُ، فَأَصَابَ وَجْهَهُ الْحَائِطُ، فَشَجَّهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: " أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللهُ بِكَ خَيْرًا. إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِى (2) بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ عَيْرٌ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (16802) .
(2) في (م) : يوفّى.
(3) صحيح لغيره رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.
وأخرجه ابن حبان (2911) ، والحاكم 1/349 و4/376-377، والبيهقي في "الشعب" (9817) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 153-154، وفي=(27/360)
16807 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ زَيْدٍ الرَّقَاشِيِّ وَقَدْ غَزَا سَبْعَ غَزَوَاتٍ فِي إِمْرَةِ (1) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا حَرَّمَ عَلَيْنَا (2) مِنْ هَذَا الشَّرَابِ، فَقَالَ: الْخَمْرَ، قَالَ: هَذَا فِي الْقُرْآنِ، قَالَ (3) : أَفَلَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ بَدَأَ بِالِاسْمِ أَوْ بِالرِّسَالَةِ قَالَ: شَرْعِي (4) أَنِّي اكْتَفَيْتُ؟ قَالَ: " نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ
__________
= "الآداب" (899) من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" من طريق زياد بن أبي زياد الجَصَّاص، عن الحسن، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/191، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي الطبراني.
وفي الباب عن أنس عند الترمذي (2396) ، والحاكم 4/608، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 154، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وآخر من حديث عمار بن ياسر، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/192، وقال: رواه الطبراني، وإسناده جيد، فالحديث صحيح بهذين الشاهدين.
قوله: "كأنه عَيْر"، أي: كأن ذنوبه مثلُ عَيْر، وهو جبل بالمدينة.
(1) في (ق) :إمارة.
(2) في (م) : حرم الله علينا، وكذلك هي نسخة في (س) .
(3) ما بين حاصرتين مستدرك من "مسند الطيالسي"، ولا بد منه لتمام المعنى.
(4) في (ظ12) و (ص) و (ق) : شرعتي، وهو خطأ، والمثبت من (م) و (س) .(27/361)
وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُقَيَّرِ " قَالَ: ومَا الْحَنْتَمُ؟ قَالَ: " الْأَخْضَرُ وَالْأَبْيَضُ ". قَالَ: مَا الْمُقَيَّرُ؟ قَالَ: " مَا لُطِخَ بِالْقَارِ مِنْ زِقٍّ أَوْ غَيْرِهِ " قَالَ: " فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ، فَاشْتَرَيْتُ أَفِيقَةً، فَمَا زَالَتْ مُعَلَّقَةً فِي بَيْتِي " (1)
16808 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، فَخذف (2)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مطول الحديث (16795) ، وقد سلف الكلام على فضيل بن زيد الرقاشي هناك، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وثابت بن يزيد: هو الأحول البصري.
وأخرجه الطيالسي (918) ، والدارمي مختصراً (2112) عن أبي النعمان، كلاهما عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 7/129 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد عن فضيل بن زيد، وقد غزا مع عمر سبع غزوات في إمرة عمر بن الخطاب.
وأخرجه كذلك 7/129 من طريق سفيان الثوري، عن عاصم، به.
وسيأتي 5/57.
قال السندي: قوله: "أفيقة" بفتح فكسر فاء وسكون ياء، أي: سقاء.
وقوله: "شَرْعي"، أي حَسْبي، قاله الخطّابي في "غريب الحديث" 2/501، وابن الأثير في "النهاية".
وقوله: "الأخضر والأبيض" يعني الجرار المدهونة الخُضْر، كانت تُحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسِعَ فيها، فقيل للخزف كله: حنتم، واحدتها حَنْتَمة، وإنما نُهي عن الانتباذ فيها لأنها تُسرع الشدةُ فيها لأجل دهنها. قاله ابن الأثير في "النهاية". قلنا: وقد نسخ ذلك بحديث بريدة عند مسلم (977)
بإباحة الانتباذ في كل الأوعية، وتحريم شرب المسكر.
(2) في النسخ: فَحَدَّثَ، وهو خطأ، وجاء على الصواب في "أطراف=(27/362)
رَجُلٌ عِنْدَهُ مِنْ قَوْمِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَخْطَأَ فِيهِ مَعْمَرٌ لِأَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ لَمْ يَلْقَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ " (1)
__________
= المسند" 4/244 وهي رواية عبد الرزاق في "المصنف".
(1) حديث صحيح، وهذا الإسناد منقطع، وهم معمرٌ بذكر لفظٍ يثبت اتصاله، كما ذكر أبو عبد الرحمن وهو عبد الله بن أحمد. وقد ذكر أيضاً أن
رواية ابن جبير عن ابن مغفل منقطعة أبو داود فيما حكاه عنه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن مغفل، ولم يذكرها ابن أبي حاتم في "المراسيل" فتستدرك من هنا، وقد روى أيوب السختياني هذا الحديث كما سيرد 5/55 عن سعيد بن جبير، فلم يذكر فيه التقاءه بعبد الله بن المغفل.
وقد سلف متصلاً من طريق عبد الله بن بُريدة عن عبد الله بن مغفل برقم (16794) ، وسيأتي متصلاً كذلك من طريق عقبة بن صهبان 5/54. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20497) ، وأخرجه من طريقه البغوي في "شرح السنة" (2575) .
وأخرجه الطيالسي (919) ، والدارمي (439) ، ومسلم (1954) (56) ، وابن ماجه (17) ، وأبو عوانة 5/186-187 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد.(27/363)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْهَرِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16809 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، " فَأُتِيَ بِسَكْرَانَ، فَأَمَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ " (2)
__________
(1) قال السندي: عبد الرحمن بن الأزهر، يكنى أبا جُبَيْر، قيل: هو ابن عم عبد الرحمن بن عوف، وقيل: هو وهم، والصواب أنه ابن أخيه، له صحبة.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يسمع هذا الحديث من عبد الرحمن بن الأزهر، بينهما عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر، وهو مجهول الحال كما سيأتي في التخريج، وقد نص على ذلك الإمام أحمد فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" 190-191، وقد وهم أسامة بن زيد الليثي في ذكره تصريح الزهري بسماعه من عبد الرحمن بن الأزهر كما سيأتي في الرواية رقم (16810) .
وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 14/504، وأبو داود (4487) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/283-284، والبيهقي في "السنن" 8/320 من طرق عن أسامة بن زيد: وهو الليثي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4488) ، والنسائي في "الكبرى" (5283) ، والبيهقي في "السنن" 8/320 من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه عبد الرحمن بن أزهر، به. فزاد في الإسناد عبد الله بن عبد الرحمن وهو مجهول الحال، فقد انفرد بالرواية عنه الزهري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.(27/364)
16810 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَاةَ الْفَتْحِ (1) وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، " فَأُتِيَ بِشَارِبٍ، فَأَمَرَهُمْ، فَضَرَبُوهُ بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِعَصًا، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِسَوْطٍ، وَحَثَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 9/546-547، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (638) ، والنسائي في "الكبرى" (5284) و (5285) و (5286) ، والحاكم 4/374 من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الأزهر، به. وقرن بعضهم بأبي سلمة محمد بن إبراهيم التيمي ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. قلنا: وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، فقد اختلف فيه، وهو حسن الحديث، روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة.
وسيأتي بالأرقام (16810) 4/350 و351، وسيكرر إسناداً ومتناً 4/350، وانظر (16811) .
وفي باب ضرب السكران بما في الأيدي، سلف من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح برقم (7985) .
وآخر من حديث عقبة بن عمر، سلف برقم (16150) .
(1) في (م) و (ق) : غزاة يوم الفتح.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16809) .
وأخرجه أبو داود (4489) ، والبيهقي في "السنن" 8/320 من طريق=(27/365)
16811 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَزْهَرِ، يُحَدِّثُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، جُرِحَ يَوْمَئِذٍ وَكَانَ عَلَى الْخَيْلِ: خَيْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ الْأَزْهَرِ: قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا هَزَمَ اللهُ الْكُفَّارَ، وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ يَمْشِي فِي الْمُسْلِمِينَ، وَيَقُولُ: " مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟ " قَالَ: فَمَشَيْتُ - أَوْ قَالَ: فَسَعَيْتُ - بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ، أَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدٍ، حَتَّى حَلَلْنَا عَلَى رَحْلِهِ، فَإِذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مُسْتَنِدٌ إِلَى مُؤْخِرَةِ رَحْلِهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَنَفَثَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= عثمان بن عمر بن فارس العبدي، بهذا الإسناد.
وسيكرر 4/350 سنداً ومتناً، وانظر ما قبله.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يسمع من عبد الرحمن بن الأزهر، كما بينا في الرواية السالفة برقم (16809) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (9741) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (639) ، وأبو عوانة 4/203، وابن حبان (7090) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/139- 140.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/90 (بترتيب السندي) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/319- عن معمر، به.
وأخرجه أبو عوانة 4/203 من طريق يونس، عن الزهري، به.
وسيأتي مختصراً 4/351، وسيكرر 4/350 سنداً ومتناً، وانظر (16809) .(27/366)
مسند
الإمام أحمد بن حنبل
(164-241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق - عادل مرشد
الجزء الثامن والعشرون(28/1)
النسخ الخطية المعتمدة في مسند الشاميين:
1- نسخة المكتبة الظاهرية (ظ 13) .
2- نسخة دار الكتب المصرية (س) .
3- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل (ص) .
4- نسخة المكتبة القادرية ببغداد (ق) .
5- وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في حاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الهوامش إلى أهمِّ فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م) .
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله بن احمد، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره، هي:
• دائرة صغيرة سوداء لزياداته.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في هذا المسند: 1054 حديثاً.
عدد الأحاديث التي توقفنا في الحكم عليها: 20 حديثاً.
عدد الأحاديث الضعيفة: 204 أحاديث.(28/7)
مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ
حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ (1) (2)
16812 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ - وَهِيَ خَالَتُهُ -، فَقَدَّمَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمَ ضَبٍّ جَاءَتْ بِهِ أُمُّ حُفَيْدٍ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْكُلُ شَيْئًا حَتَّى يَعْلَمَ مَا هُوَ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ: أَلَا تُخْبِرْنَ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَأْكُلُ؟ فَأَخْبَرْنَهُ أَنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ، فَتَرَكَهُ، فَقَالَ خَالِدٌ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ طَعَامٌ لَيْسَ فِي قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ ". قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ إِلَيَّ، فَأَكَلْتُهُ
__________
(1) في (ظ13) زيادة: ابن المغيرة.
(2) قال السندي: خالد بن الوليد، قرشي مخزومي، سيف الله، أبو سليمان، كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه أعِنَّة الخيل في الجاهلية، وشهد مع كفار قريش الحروب إلى عمرة الحديبية، ثم أسلم في سنة سبع بعد خيبر.. وقد ثبت أنه قال فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَ عبدُ الله هذا، سيف من سيوف الله".
مات خالد بحمص، وقيل: بالمدينة سنة إحدى وعشرين. قلنا: وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 1/366.
(3) في (س) : تخبرون، وجاء في هامشها على الصواب: تخبرن.(28/9)
وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه مسلم (1946) (45) ، والنسائي في "المجتبى" 7/198، وفي "الكبرى" (4829) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (702) ، وأبو عوانة 5/175، والطبراني في "الكبير" (3821) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3241) ، والنسائي في "المجتبى" 7/197- 198، وفي "الكبرى" (4828) ، والطبراني في "الكبير" (3818) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (5400) من طريق معمر، عن الزهري، به.
وأخرجه مسلم (1945) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن ابن عباس، قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد، فذكره.
وأخرجه مسلم (1945) ، والبيهقي 9/323 من طريق سعيد بن أبي هلال، عن ابن المنكدر، عن أبي أمامة، عن ابن عباس، قال: أُتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في بيت ميمونة وعنده خالد بن الوليد بلحم ضب، فذكره.
قلنا: وقد اختلف فيه على الزهري، فرواه صالح بن كيسان كما في هذه الرواية عنه، عن أبي أمامة، عن ابن عباس، أن خالد بن الوليد أخبره، فجعله من مسند خالد، ورواه يونس- كما في الرواية الآتية برقم (16815) - عنه، عن أبي أمامة، عن ابن عباس أن خالد بن الوليد، فجعله من مسند ابن عباس، ورواه مالك كما في الرواية الآتية برقم (16813) عنه، عن أبي أمامة، عن عبد الله بن عباس، وخالد بن الوليد. لكنه قد اختلف فيها على مالك كما سيأتي في تخريجها.
قال الحافظ في "الفتح" 9/663-664: والجمع بين هذه الروايات أن ابن عباس كان حاضراً للقصة في بيت خالته ميمونة كما صرح به في إحدى الروايات، وكأنه استثبت خالد بن الوليد في شيء منه لكونه الذي كان باشر=(28/10)
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَحَدَّثَهُ: الْأَصَمُّ يَعْنِي يَزِيدَ (1) بْنَ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، وَكَانَ فِي حَجْرِهَا (2)
16813 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّهُمَا دَخَلَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ، فَقَالَ: هُوَ ضَبٌّ يَا رَسُولَ اللهِ. فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، فَقُلْتُ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ ". قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ (3)
__________
= السؤال عن حكم الضب، وباشَرَ أكله أيضاً، فكان ابن عبَّاس ربما رواه عنه.
وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (3067) ، وذكرنا هناك شواهده.
وسيأتي برقم (16813) و (16815) ، وسيكرر في مسند ميمونة 6/331-332.
(1) في النسخ الخطية و (م) يعني ابن يزيد بن الأصم، بزيادة ابن، وهي زيادة لا معنى لها.
(2) هذا الإسناد متصل بما قبله، وقد رواه الزهري عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة. وقد أخرج مسلم هذه الرواية بإثر الحديث رقم (1946) (45) .
قال السندي: قوله: "أعافه"، بفتح الهمزة، أي: أكرهه طبعاً لا ديناً.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف فيه على مالك، فرواه روح- كما في هذه الرواية- عنه، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد. وتابع روحاً ابن بكير فيما ذكر ابن=(28/11)
16814 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ،
__________
= عبد البر في "التمهيد" 6/248.
ورواه أبو مصعب الزهري في "الموطأ" (2037) - ومن طريقه ابن حبان (5263) ، والبغوي في "شرح السنة" (2799) - ويحيى بن يحيى التميمي عند مسلم (1945) (43) ، والبيهقي في "السنن" 9/323، والقعنبي- في رواية- عند أبي عوانة 5/174 ثلاثتهم، عن مالك، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن ابن عباس، قال: دخلت أنا وخالد.
ورواه الليثي في "الموطأ" 2/968، والقعنبي عند البخاري (5537) ، وأبي داود (3794) ، والطبراني في "الكبير" (3816) ، والبيهقي في "السنن" 9/323، وابن وهب عند أبي عوانة 5/173، ثلاثتهم عن مالك، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن ابن عباس، عن خالد، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6653) من طريق معن، عن مالك، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن ابن عباس أن خالد بن الوليد، فذكره.
قلنا: وقد ذكرنا الجمع بين هذه الروايات في الحديث السالف برقم (16812) .
وخالفهم عثمان بن عمر بن فارس العبدي فرواه- كما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/248 من طريقه عن مالك، عن ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، فذكر نحوه. وقال: أخطأ في إسناده.
وأخرجه الشافعي في "مسنده 2/174 (بترتيب السندي) ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/323، عن مالك، عن الزهري، عن أبي إمامة إلا أن الشافعي قال: أشك أقاله عن ابن عباس وخالد بن الوليد، أو عن ابن عباس وخالد بن المغيرة.
وسيأتي برقم (16815) .
قال السندي: قوله: بضب محنوذ، أي: مشوي.
قوله: فأهوى: مَدَّ، وأمال ليتناول منه.(28/12)
عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كَلَامٌ، فَأَغْلَظْتُ لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُونِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ خَالِدٌ وَهُوَ يَشْكُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَجَعَلَ يُغْلِظُ لَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ (1) إِلَّا غِلْظَةً، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَرَاهُ؟ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، قَالَ: " مَنْ عَادَى عَمَّارًا، عَادَاهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللهُ " قَالَ خَالِدٌ: " فَخَرَجْتُ، فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَا عَمَّارٍ، فَلَقِيتُهُ فَرَضِيَ (2) " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي،
__________
(1) في (م) : يزيد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سلمة بن كهيل: وهو الحضرمي، فرواه هنا عن علقمة بن قيس النخعي، عن خالد بن الوليد، ورواه شعبة- كما سيأتي برقم (16821) - عنه، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، عن أبيه، عن الأشتر. وقد صحح الحاكم هذين الطريقين، فقال: حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لاتفاقهما على العوام بن حوشب وعلقمة، على أن شعبة أحفظ منه حيث قال: عن سلمة بن كهيل، عن محمد ابن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن الأشتر، والإسنادان صحيحان!
وقد أعل الحافظان أبو حاتم الرازي وأبو زرعة طريق العوام هذا فيما ذكره الحافظ ابن أبي حاتم عنهما في "العلل" 2/356-357، فقالا: أسقط العوامَ من هذا الإسناد عدةٌ.
قلنا: وهو الأشبه، لأن شعبة أحفظ من العوام كما ذكر الحاكم، ولأن في سماع سلمة من علقمة في النفس وقفة، إذ توفي علقمة على أصح الأقوال سنة (61هـ) ولسلمة بن كهيل أربع عشرة سنة، والأثبت سماعه من محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، وقد صرح به، ولعل إلى هذا أشار الحافظان حين قالا: أسقط العوامَ من هذا الإسناد عدةٌ، أي أن بين سلمة وعلقمة=(28/13)
مَرَّتَيْنِ "
حَدِيثُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ،
16815 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ اللهِ -، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ خَالَتُهُ وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ -، فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبًّا مَحْنُوذًا قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَلَّمَا يُقَدِّمُ يَدَهُ لِطَعَامٍ حَتَّى يُحَدَّثَ بِهِ، وَيُسَمَّى لَهُ، فَأَهْوَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ إِلَى الضَّبِّ، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الْحُضُورِ: أَخْبِرْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدَّمْتُنَّ إِلَيْهِ، قُلْنَ: هُوَ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللهِ. فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَنِ الضَّبِّ. فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ:
__________
= انقطاعاً، والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/120، والنسائي في "الكبرى" (8268) و (8269) ، وابن حبان (7081) ، والحاكم 3/390-391 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3835) من طريق هشيم بن بشير، عن العوام بن حوشب، به.
قال السندي: قوله: فجعل، أي: خالد.
قوله: يُغلظ له، أي: لعمار.
قوله: قال خالد: فخرجت: كأنه ما تيسَّر له أن يُرضيَ عماراً عنده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إما لأنَّ عماراً سبق عليه في الخروج، أو لقرب العهد بالأذى، فأراد أن يؤخر الإرضاء إلى وقت آخر.(28/14)
أَحَرَامٌ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ ". قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ، فَأَكَلْتُهُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيَّ، فَلَمْ يَنْهَانِي (1) (2)
16816 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ يَعْنِي الْأَبْرَشَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنَ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ جَدِّهِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، الصَّائِفَةَ، فَقَرِمَ أَصْحَابُنَا إِلَى اللَّحْمِ، فَسَأَلُونِي، رَمْكَةً لِي (3) ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِمْ، فَحَبَلُوهَا (4) ، ثُمَّ قُلْتُ:
__________
(1) كذا في النسخ الخطية، وضبب فوقها في (س) ، قال السندي: بالإشباع، وإلا فالظاهر: لمْ يَنْهَنِي. قلنا: كذلك ورد في (م) وهو الجادة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب: وهو ابن زياد الخراساني، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه البخاري (5391) عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1946) (44) ، والدارمي 2/93، وأبو عوانة 5/173 و173-174، والطبراني في "الكبير" (3817) من طرق عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (16812) .
(3) في (س) و (ص) و (م) : فقالوا: أتأذن لنا أن نذبح رَمَكَة له. والمثبت من (ظ 13) و (ق) وهامش (س) - وعليها علامة الصحة- و"أطراف المسند" 2/297، وسيأتي في الرواية (16818) بلفظ (س) و (ص) و (م) : ولعله من اضطراب الرواية.
(4) كذا في (ق) و (م) ، وهو الموافق للرواية الآتية (16818) ، والمعنى: فربطوها بالحبال، للذبح وجاء مصرحاً به في رواية الدارقطني 4/787، ولفظه:=(28/15)
مَكَانَكُمْ حَتَّى آتِيَ خَالِدًا، فَأَسْأَلَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ خَيْبَرَ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ فِي حَظَائِرِ يَهُودَ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُنَادِيَ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُسْلِمٌ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ قَدْ أَسْرَعْتُمْ فِي حَظَائِرِ يَهُودَ، أَلَا لَا تَحِلُّ أَمْوَالُ الْمُعَاهَدِينَ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحَرَامٌ عَلَيْكُمْ لُحُومُ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَخَيْلِهَا، وَبِغَالِهَا، وَكُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ (1) ، وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (2)
__________
= وقد ربطوا برذونة ليذبحوها. وجاء في (ظ 13) و"أطراف المسند": فتحبلوها، وجاء في (س) و (ص) وحاشية السندي: فنحلوها، فأغرب السندي فجعلها من النحول، فقال: أي قالوا: إنها مهزولة! مع أنه ذكر في الرواية الآتية برقم (16818) في الرواية: فحَبَّلوها، أن المعنى، أي: أي أحكموها وربطوها للذبح.
(1) في (ق) و (م) : السباع، وهي نسخة في (س) .
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، على نكارةٍ في بعض ألفاظه، صالح بن يحيى بن المقدام، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 4/292-293، وقال: فيه نظر، وضعفه العقيلي وابن الجارود وابن الجوزي والذهبي، وقال موسى بن هارون الحمال: لا يُعرف صالح وأبوه إلا بجده. وذكره ابن حبان
في "الثقات"، وقال: يخطئ، ولينه الحافظ في "التقريب"، وقد اضطرب فيه، فرواه سليمان بن سليم أبو سلمة عنه، عن جده كما في هذه الرواية، ورواه في الرواية (16818) عنه، عن أبيه، عن جده، وتابعه ثور بن يزيد في ذلك في الرواية (16817) .
وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أحمد بن عبد الملك: هو ابن واقد الأسدي، ومحمد بن حرب: هو الأبرش.
وأخرجه أبو داود (3806) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =(28/16)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (703) ، وابن زنجويه في "الأموال " (608) من طريقين عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مطولاً الطبراني في "الكبير" (3828) من طريق سعيد بن غزوان، عن صالح بن يحيى، به.
وسيأتي برقم (16817) (16818) .
قال الحافظ في "التلخيص" 4/151: حديث خالد لا يصح، فقد قال أحمد: إنه حديث منكر. وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (19258) : هذا حديث إسناده مضطرب، ومع اضطرابه مخالف لحديث الثقات.
قلنا: نكارته أن خالداً أسلم بعد فتح خيبر، وأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، ورخَّص في الخيل، كما سلف من حديث جابر برقم (15135) ، وهو عند البخاري (4219) .
ولبعضه شواهد يصح بها: فقوله: "لا يدخل الجنة إلا مسلم" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف
برقم (8090) ، وآخر من حديث بشر بن سحيم، سلف برقم (15428) ، وإسناداهما صحيحان.
وقوله: "ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها" له شاهد من حديث المقدام بن معديكرب، سيرد برقم (17174) بإسناد صحيح.
والنهي عن لحوم الحمر الأهلية له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4720) ، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وتحريم كل ذي ناب من السبع له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7224) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وتحريم كُل ذي مخلب من الطير له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2192) ، بإسناد صحيح على شرط مسلم.
قال السندي: قوله: الصائفة: هي غزوة الروم، لأنهم يُغْزَون صيفاً لمكان=(28/17)
16817 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ " (1)
__________
= البرد والثلج.
فقَرِم، كفرح: من القَرَم، بفتحتين، وهو شدة شهوة اللحم، والفعل منه بالكسر.
رَمَكة: بفتحتين: الفرس.
المعاهَدين، أي: أهل الذمة والصلح.
(1) إسناده ضعيف، وهو مختصر سابقه، وقد سلف الكلامُ عليه هناك، إلا أن في هذا الإسناد زيادة والد صالح وهو يحيى بن المقدام بن معدي كرب، وهو مجهول، فقد تفرد بالرواية عنه ابنه صالح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية بن الوليد ضعيف يدلس تدليس التسوية، وبقية رجال
الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/210، من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/293، وأبو داود (3790) ، والنسائي في "المجتبى" 7/202، وفي "الكبرى" (4843) و (4844) و (6640) ، وابن ماجه (3198) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ " 1/312، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (704) ، والطحاوي 4/210، والطبراني في "الكبير" (3826) ، والدارقطني 4/287، والبيهقي في "السنن" 9/328 من طرق عن بقية بن الوليد، به، وعند بعضهم زيادة: وكل ذي ناب من السباع، وكل مخلب من الطير.
وأخرجه الدارقطني 4/287، والبيهقي 9/328 من طريق محمد بن عمر=(28/18)
16818 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْحِمْصِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ (1) ، عَنِ ابْنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ جَدِّهِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الصَّائِفَةَ، فَقَرِمَ أَصْحَابِي (2) إِلَى اللَّحْمِ، فَقَالُوا: أَتَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَذْبَحَ رَمْكَةً لَهُ؟ قَالَ: فَحَبَلُوهَا، فَقُلْتُ: مَكَانَكُمْ حَتَّى آتِيَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَأَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَ أَصْحَابِي، فَقَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ خَيْبَرَ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ فِي حَظَائِرِ يَهُودَ، فَقَالَ: " يَا خَالِدُ، نَادِ فِي النَّاسِ: أَنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُسْلِمٌ " فَفَعَلْتُ فَقَامَ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا بَالُكُمْ أَسْرَعْتُمْ فِي حَظَائِرِ يَهُودَ؟ أَلَا لَا تَحِلُّ أَمْوَالُ الْمُعَاهَدِينَ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحَرَامٌ عَلَيْكُمْ حُمُرُ الْأَهْلِيَّةِ،
__________
= الواقدي، عن ثور بن يزيد، به. والواقدي متروك.
وأخرجه الدارقطني بنحوه مطولاً 4/287 من طريق محمد بن حِمْير، عن ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن جده، به. لم يذكر يحيى ابن المقدام والد صالح في الإسناد. وهذا من الاضطراب في الإسناد.
وأخرجه الدارقطني أيضاً 4/288 من طريق عمر بن هارون، عن ثور بن يزيد، عن يحيى بن المقدام، به. قال الدارقطني: لم يذكر في الإسناد صالحاً، وهذا إسناد مضطرب. قلنا: وعمر بن هارون متروك.
وسلف برقم (16816) .
(1) قوله: عن ابن المقدام، ليس في (ص) ، وأشار إلى ذلك الحافظُ في "أطراف المسند" 2/297، و"إتحاف المهرة" 4/405.
(2) في (ص) : أصحابنا.(28/19)
وَالْإِنْسِيَّةِ، وَخَيْلُهَا، وَبِغَالُهَا، وَكُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ (1) ، وَكُلُّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (2)
16819 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ أَبِي نَجِيحٍ (3) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: تَنَاوَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ رَجُلًا بِشَيْءٍ، فَنَهَاهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: أَغْضَبْتَ (4) الْأَمِيرَ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ أَنْ أُغْضِبَكَ (5) ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا " (6)
__________
(1) في (ق) و (م) : السباع.
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، وعلى نكارة في بعض ألفاظه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (16816) ، وهذه مكرر تلك، غير أن شيخ أحمد هنا هو علي بن بحر، وهو ابن بُري القطان، وزاد في إسناد هذه يحيى بن المقدام.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3827) ، والحاكم مختصراً 3/297 من طريقين عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (3829) من طريق بقية بن الوليد، عن ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى بن المقدام، به.
قال السندي: قوله: فحبَّلوها: أي أحكموها وربطوها للذبح.
(3) في (م) : ابن أبي نجيح، بزيادة: ابن، وهو وهم.
(4) في هامش (س) و (ق) : أعصيت.
(5) في هامش (س) : أن أعصيك.
(6) إسناده ضعيف. خالد بن حكيم بن حزام، مختلف في صحبته، فقد ذكره في الصحابة هشام بن الكلبي وابن السكن والطبراني فيما ذكر الحافظ في=(28/20)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الإصابة"، وقالوا: أسلم يوم الفتح- قلنا: وابن الكلبي متروك، والطبراني وهم فيه كما سيأتي-، وعلى ذلك ذكره من ترجم للصحابة، ولم ينص على صحبته البخاري في "التاريخ الكبير. 3/143، ولا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/324، ولا الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة"، وقد نقل
توثيقه عن ابن معين، وفي ذلك دليل على عدم صحبته عنده، بل إن ابن حبان صرح بذكره في التابعين 4/197، وهو الأشبه، فيكون الإسناد منقطعاً، لأن خالد بن حكيم لم نجد له سماعاً من أبي عبيدة وخالد بن الوليد، وهو ما يفيده ظاهر الإسناد، وقد أشار إلى هذا الانقطاع الذهبي في "التجريد" 1/149، فقالت: روي له حديث منقطع، ولعل الانقطاع هو العلة التي أشار إليها الحافظ في "الإصابة" في ترجمته بقوله: ساق له ابن أبي عاصم والبغوي وغيرهما حديثاً معلولاً مداره على ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، فساقه بهذا الإسناد.
ثم إنه اختلف فيه على عمرو بن دينار كما سيأتي في التخريج.
ثم إن عمرو بن دينار قد خالف الزهري وهشام بن عروة في روايتهما لهذا الحديث، فقد روياه عن عروة بن الزبير، عن هشام بن حكيم بن حزام أنه مَرَّ بأناس من أهل الذمة قد أقيموا في الشمس بالشام، فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: بقي عليهم شيء من الخراج، فقال: أشهد أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن الله عز وجل يعذِّب يوم القيامة الذين يعذبون الناس " قال: وأمير الناس
يومئذٍ عمير بن سعد على فلسطين، قال: فدخل عليه، فحدثه، فخلَّى سبيلهم.
وقد سلف برقم (15330) وانظر أطرافه ثمة، وهو حديث صحيح.
وبقية رجال هذا الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي نجيح، وهو يسار الثقفي، فقد أخرج له مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه الطيالسي (1157) ، والحميدي (562) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/143، والطبراني في "الكبير" (3824) ، والبيهقي في "الشعب" (5356) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (601) ، والطبراني في=(28/21)
16820 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَزْرَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حِينَ أَلْقَى الشَّامَ بَوَانِيَةً: بَثْنِيَّةً وَعَسَلًا - وَشَكَّ عَفَّانُ مَرَّةً، قَالَ: حِينَ أَلْقَى الشَّامَ كَذَا وَكَذَا - فَأَمَرَنِي أَنْ أَسِيرَ إِلَى الْهِنْدِ - وَالْهِنْدُ فِي أَنْفُسِنَا يَوْمَئِذٍ الْبَصْرَةُ - قَالَ: وَأَنَا لِذَلِكَ كَارِهٌ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّ الْفِتَنَ قَدْ ظَهَرَتْ. قَالَ: فَقَالَ: وَابْنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ إِنَّمَا تَكُونُ بَعْدَهُ، وَالنَّاسُ بِذِي بِلِّيَانَ، أَو
__________
= "الكبير" (4121) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي نجيح، عن خالد بن حكيم بن حزام أنَّ أبا عبيدة رضي الله عنه تناول رجلاً من أهل الأرض فنهاه عنه خالد بن حكيم، فقالوا لخالد: أغضبت أبا عبيدة، فقال: إني لم أغضبه، ولكني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ أشدَّ الناس عذاباً بالناس في الدنيا أشدهم عذاباً عند الله يوم القيامة" وهذا لفظ الطبراني.
وقد ترجم ابن أبي عاصم والطبراني لهذا الحديث في ترجمة خالد بن حكيم بن حزام، فجعلاه من حديثه، وقد وهما في ذلك، نبه عليه الحافظ في "الإصابة": إنما هو خالد بن الوليد، بيَّن ذلك أحمد والبخاري والطبراني من طريق آخر.
قلنا: ولكن الطبراني أخرجه في "الكبير" (4122) من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن أبي نجيح أن خالد بن حكيم مر بأبي عبيدة ابن الجراح، وهو يعذب الناس في الجزية، فقال له: أما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فذكر الحديث، فجعله كذلك من حديث خالد بن حكيم، وهو اختلاف على عمرو بن دينار.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/234: رواه أحمد والطبراني ... ورجاله رجال الصحيح خلا خالد بن حكيم، وهو ثقة.(28/22)
بِذِي بِلِّيَانَ (1) بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَيَنْظُرُ الرَّجُلُ، فَيَتَفَكَّرُ: هَلْ يَجِدُ مَكَانًا لَمْ يَنْزِلْ بِهِ مِثْلُ مَا نَزَلَ بِمَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالشَّرِّ فَلَا يَجِدُهُ، قَالَ: وَتِلْكَ الْأَيَّامُ الَّتِي (2) ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، أَيَّامُ الْهَرْجِ " فَنَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكَنَا تِلْكَ وَإِيَّاكُمْ الْأَيَّامُ (3)
__________
(1) الضبط من (س) ، وهي لغة: أخرى كما ذكر في "اللسان".
(2) في (س) : الذي، نسخة.
(3) إسناده ضعيف لجهالة عزرة بن قيس البجلي، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال" 294، والذهبي في "الميزان"، والحافظ ابن حجر في "اللسان" وفاته أن يذكره في "التعجيل" مع أنه على شرطه، ولم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي وائل: وهو شقيق بن سلمة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وذكر علي بن المديني أن أبا وائل تفرد عن جماعة مجهولين منهم عزرة بن قيس، وقال ابن أبي خيثمة بعد ذكر عزرة بن قيس البجلي وعزرة بن قيس آخر يروي عنه أهل البصرة: قال يحيى بن معين: لا شيء. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم: وهو ابن أبي النجود، فقد روى له البخاري ومسلم مقروناً، وهو حسن الحديث. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3841) من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (289) ، والطبراني في "الكبير" (3841) ، وفي "الأوسط " (8474) من طريقين عن أبي عوانة، به.
وقال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا أبو عوانة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/307، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بين يدي السَّاعة أيام الهرج" قد سلف نحوه من حديث عبد الله ابن مسعود برقم (3695) ، وإسناده صحيح.
وقوله: بوانيه. قال في "النهاية": بوانيه، أي: خيره، وما فيه من السعة=(28/23)
16821 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْأَشْتَرِ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَمَّارٍ وَبَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ كَلَامٌ، فَشَكَاهُ عَمَّارٌ إِلَى رَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ مَنْ يُعَادِ عَمَّارًا يُعَادِهِ (1) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ يُبْغِضْهُ يُبْغِضْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ يَسُبَّهُ يَسُبَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (2) " فَقَالَ سَلَمَةُ: هَذَا أَوْ
__________
= والنعمة، والبواني في الأصل: أضلاع الصدر، وقيل: الأكتاف والقوائم الواحدة بانية.
وقوله: بثنية: حنطة منسوبة إلى البثنة، وهي ناحية من رُسْتاق دمشق، اهـ. فيكون قوله بثنية وعسلاً: بدلاً أو عطف بيان.
قوله: بذي بليان، ضبط بكسر الباء واللام وتشديد الياء التحتية: أي. إذا كانوا طوائف وفِرَقاً من غير إمام، وكل من بَعُدَ عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بِلي. كذا في "النهاية".
(1) في (ص) : عاداه.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن- وهو ابن يزيد النخعي-، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة، والأشتر: وهو مالك بن الحارث فقد روى له النسائي، وكان قد شهد اليرموك، وقد روى عنه جمع، ووثقه العجلي وابن حبان. وهذا السند- وإن كان فيه انقطاع لأن الأشتر لم يشهد القصة- قد وصله غير واحد ممن خرج الحديث بذكر خالد بن الوليد بين الأشتر وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقد أخرجه الطيالسي (1156) - ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (8270) ، والحاكم 3/389- وأخرجه البخاري في "تاريخه" 3/136، والطبراني فى "الكبير" (3831) ، والحاكم 3/390 من طريق عمرو بن=(28/24)
نَحْوَهُ
16822 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
__________
= مرزوق، كلاهما الطيالسي وعمرو بن مرزوق عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن أبيه، عن الأشتر، عن خالد بن الوليد ... ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه البخاري في "تاريخه" 3/136، والنسائي في "الكبرى" (8271) و (8272) ، والطبراني في "الكبير" (3830) ، والحاكم 3/389- 390 و390 من طريق الحسن بن عبيد الله، عن محمد بن شداد، عن عبد الرحمن ابن يزيد، بهذا الإسناد. قلنا: ومحمد بن شداد مجهول الحال.
وأخرجه نجحوه الطبراني في "الكبير" (3832) من طريق محمد بن سلمة بن كهيل و (3833) من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل، كلاهما عن سلمة، عن عمران بن أبي الجعد، عن عبد الرحمن بن يزيد، به، ومحمد ويحيى ابنا سلمة متروكان.
وأخرجه الحاكم 3/391 من طريق يحيى بن سلمة، عن سلمة، عن عمران ابن أبي الجعد، عن الأشتر، عن خالد بنحوه، وقد سكت عنه الحاكم والذهبي، مع أن يحيى متروك.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (3834) من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن عمه مخرمة بن ربيعة، عن الأشتر، به.
وقد سلف برقم (16814) موصولاً من طريق آخر فانظره.
قال السندي: قوله: "يسبه الله": أي يجازه بسبه أو يرد عليه سبَّه، كما رَدَّ على أعداء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كتابه، فقال: (تبت يدا أبي لهب) ، وقال (إن شانئك هو الأبتر) .(28/25)
لَمْ يُخَمِّسْ السَّلَبَ " (1)
16823 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، عَلَى الشَّامِ، وَعَزَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، قَالَ: فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: بُعِثَ عَلَيْكُمْ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَمِينُ هَذِهِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي المغيرة: وهو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني فمن رجال الشيخين.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (1077) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (772) ، وسعيد بن منصور (2698) ، وأبو داود (2721) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/226، والبيهقي في "السنن " 6/310، وابن عبد البر في "الاستذكار" (19753) من طريق إسماعيل ابن عياش، عن صفوان بن عمرو، به. وعندهم زيادة: قضى بالسلب للقاتل.
وأخرجه أبو يعلى (7191) و (7192) من طريقين عن عمرو بن صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن خالد بن الوليد، به.
وسيكرر في مسند عوف بن مالك 6/26 سنداً ومتناً، وسيأتي ثمة كذلك من حديث عوف بن مالك مطولاً، وانظر حديث سلمة بن الأكوع السالف برقم (16492) .
قال السندي: قوله: لم يخمس السلب: مِن خَمَسَ المالَ- كنصر-: إذا أخذ خمسه.
(1) قوله: ابن الخطاب، ليس في (ظ 13) ، وهي نسخة في هامش (س) .(28/26)
الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَنِعْمَ فَتَى الْعَشِيرَةِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، دون قوله: "ونعم فتى العشيرة" فهو حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الملك بن عمير - هو اللخمي- لم يدرك أبا عبيدة ولا خالد بن الوليد ولا عمر بن الخطاب، فقد ولد لثلاث بقين من خلافة عثمان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/124 عن حسين بن علي الجُعْفي، بهذا الإسناد.
وقوله: "أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/99، والطبراني في "الكبير" (3825) ، وفي "الأوسط" (5811) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن خالد بن الوليد، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/348-349، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة ولا عمر.
وقوله: "أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" له شاهد من حديث عبد الله ابن مسعود، وقد متلف برقم (3930) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "خالد سيف من سيوف الله عز وجل" له شاهد من حديث أنس عند البخاري (4262) .
وثان من حديث أبي بكر الصديق، سلف برقم (43) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "ونعم فتى العشيرة"
له شاهد من حديث أبي بكر الصديق، وقد متلف برقم (43) ولفظه: "نعم=(28/27)
حَدِيثُ ذِي مِخْبَرٍ الْحَبَشِيِّ (1) ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ ابْنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ، وَيُقَالُ: ذِي مِخْمَرٍ
16824 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُلَيْحٍ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ - وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْحَبَشَةِ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: كُنَّا مَعَهُ فِي سَفَرٍ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ حِينَ انْصَرَفَ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِقِلَّةِ الزَّادِ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدِ انْقَطَعَ النَّاسُ
__________
= عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد"، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8720) ، وإسناده ضعيف كذلك.
قال السندي: قوله: وعزل خالداً: وسببه أن خالداً كان يرى أن يكون أمر الأموال إليه، ولا يكون عاملاً إلا بهذا الشرط، وكان عمر يكره ذلك، ويرى أنه لا يعرف مصارف المال على وجهها، فعزله لذلك، والله تعالىّ أعلم.
(1) قال السندي: ذو مخبر الحبشي- بكسر أوله، وسكون المعجمة، وفتح الموحدة، وقيل: بدلها ميم- حبشي صحابي، نزل الشام، وهو ابن أخي النجاشي، كذا في "التقريب"، وفي "الإصابة": ومخبر، ويقال له: ذو مخمر، وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخدمه، ثم نزل الشام، قلنا: كان الأوزاعي- فيما ذكر المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمته- يقول: ذو مِخْمَر- بالميم- لا يرى
غير ذلك، وقال ابن سعد في "الطبقات" 7/425. ومخمر أصوب وأكثر.
(2) في النسخ الخطية و (م) خلا (ظ13) تصحف إلى جرير، والمثبت من (ظ13) .(28/28)
وَرَاءَكَ، فَحَبَسَ وَحَبَسَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى تَكَامَلُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: " هَلْ لَكُمْ أَنْ نَهْجَعَ هَجْعَةً؟ " - أَوْ قَالَ لَهُ قَائِلٌ - فَنَزَلَ وَنَزَلُوا، فَقَالَ: " مَنْ يَكْلَؤُنَا اللَّيْلَةَ؟ " فَقُلْتُ: أَنَا، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، فَأَعْطَانِي خِطَامَ نَاقَتِهِ، فَقَالَ: " هَاكَ لَا تَكُونُنَّ لُكَعَ ". قَالَ: فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخِطَامِ نَاقَتِي، فَتَنَحَّيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُمَا يَرْعَيَانِ، فَإِنِّي كَذَاكَ أَنْظُرُ إِلَيْهِمَا حَتَّى أَخَذَنِي النَّوْمُ، فَلَمْ أَشْعُرْ بِشَيْءٍ حَتَّى وَجَدْتُ حَرَّ الشَّمْسِ عَلَى وَجْهِي، فَاسْتَيْقَظْتُ، فَنَظَرْتُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا أَنَا بِالرَّاحِلَتَيْنِ مِنِّي غَيْرُ بَعِيدٍ، فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ نَاقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِخِطَامِ نَاقَتِي، فَأَتَيْتُ أَدْنَى الْقَوْمِ فَأَيْقَظْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَصَلَّيْتُمْ؟ قَالَ: لَا، فَأَيْقَظَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا بِلَالُ، هَلْ (1) فِي الْمِيضَأَةِ مَاءً (2) " - يَعْنِي الْإِدَاوَةَ - قَالَ: نَعَمْ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، فَأَتَاهُ بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ، لَمْ يَلُتَّ مِنْهُ التُّرَابَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ (3) قَبْلَ الصُّبْحِ وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٍ، ثُمَّ أَمَرَهُ، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٍ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ فَرَّطْنَا (4) ، قَالَ: " لَا، قَبَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
__________
(1) في (م) : هل لي!
(2) لفظ "ماء" ساقط من (م) .
(3) في نسخة في (س) : ركعتين.
(4) في هامش (س) وفي (ق) و (م) : أفرَّطنا.(28/29)
أَرْوَاحَنَا وَقَدْ رَدَّهَا إِلَيْنَا، وَقَدْ صَلَّيْنَا " (1)
__________
(1) إسناده حسن، يزيد بن صليح -يقال: صالح، ويقال: صبيح- وهو الرحبي- من شيوخ حريز، وقد انفرد عنه- واختلف فيه، فقد وثقه أبو داود بتوثيق شيوخ حريز كلِّهم، فقال: شيوخ حريز كلهم ثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. قلنا: فهو حسن الحديث، وقد ثبت سماعه من ذي مخبر عند البخاري في "التاريخ الكبير" 8/342، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو النضر هو هاشم بن القاسم، وحريز: هو ابن عثمان الرحبي.
وأخرجه أبو داود (445) و (446) مختصراً، والطبراني في "مسند الشاميين" (1074) و (1075) ، وفي "الأوسط" (4659) من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/319- 320، وقال: روى أبو داود طرفاً منه، ورواه أحمد والطبراني في "الأوسط" ورجال أحمد ثقات.
وأخرجه الطحاوي فى "شرح معاني الآثار" 1/464 مختصراً، والطبراني في "الكبير" (4228) من طريق داود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم، عن ذي مخبر، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/320، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه العباس بن عبد الرحمن، روى عنه داود بن أبي هند، ولم أر له راوياً غيره، وروى عن جماعة من الصحابة.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3657) ، وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فحبس، على بناء الفاعل، أي: مركبه أو نفسه. أو على بناء المفعول.
قوله: لكع- كزفر- غير منصرف للعدل والوصف، أي: لئيماً لا يفي بعهده. =(28/30)
16825 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ: رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ وَهُمْ عَدُوًّا، فَتُنْصَرُونَ وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ، ثُمَّ تَنْصِرِفُونَ (1) حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ صَلِيبًا فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَغْدِرُ الرُّومُ وَيَجْمَعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ " (2)
__________
= قوله: أدنى القوم، أي: من كان أقرب إليَّ منهم.
قوله: في الميضأة، بكسر الميم، آخره همزة بلا مد، وقد يمد: آلة، من الوضوء، وهي مطهرة يتوضأ منها.
قوله: لم يلت، بضم اللام وتشديد المثناة من فوق: من لتَّ السويق: إذا خلطه بشيء، أي: لم يُخلط الترابُ بالماء من ذلك الوضوء، وهو كناية عن تخفيف الوضوء.
أو بتخفيف اللام والمثلثة، من لثي- بالكسر- إذا ابتلَّ، والمراد واحد.
قوله: فرَّطنا، من التفريط: بمعنى التقصير.
(1) في (س) و (ص) و (م) : ثم تنصرون الروم حتى تنزلوا، وهو وهم، والمثبت من (ظ 13) و (ق) ، وسيأتي كذلك على الصَّواب في مكرره 5/371-372 و409 سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى أبي داود وابن ماجه، وخالد بن معدان سمع لهذا الحديث من ذي مخبر مع جبير بن نُفَيْر كما سيأتي في تخريج الرواية رقم (16826) . روح:=(28/31)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هو ابن عبادة.
وأخرجه ابن سعد 7/425-426 عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/421 من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن ذي مخمر، دون ذكر خالد بن معدان في الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي إلا أنه قال في طريق بشر بن بكر الآتي في تخريج الرواية رقم (16826) : هو أولى.
قلنا: محمد بن كثير ضعيف، وحسان بن عطيِة لم يدرك ذا مخمر ولم يسمع منه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2662) ، والطبراني في "الكبير" (4231) من طريق إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن عمرو السيباني، عن ذي مخبر، مطولاً. وهذا مرسل، يحيى بن عمرو لم يسمع من ذي مخبر، بينهما عمرو بن عبد الله الحضرمي فيما ذكر ابن أبي حاتم في "مراسيله" ص189.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2663) ، والطبراني في "الكبير" (4232) ، من طريق إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن رافع، عن عبد الله بن محيريز، عن ذي مخبر. قلنا: إسماعيل بن رافع البصري ضعيف، وإسماعيل بن عياش الحمصي صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وهذه منها.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (2658) ، والطبراني في "الكبير" (4229) من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، عن راشد ابن سعد، عن ذي مخبر، به مختصراً، وبقية ضعيف لتدليسه تدليس التسوية.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4233) من طريق حريز بن عثمان، عن يزيد بن صُلَيْح، عن ذي مخبر، ولم يسق متنه.
وسيأتي برقم (16826) ، وسيكرر 5/371-372 و409 سنداً ومتناً.
وفي الباب عن عوف بن مالك عند البخاري (3176) ، وسيرد 6/22. =(28/32)
16826 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ هُوَ الْقُرْقُسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ، فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ، ثُمَّ تَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَقُومُ رَجُلٌ (1) مِنَ الرُّومِ، فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ، وَيَقُولُ: أَلَا غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَكُونُ الْمَلَاحِمُ، فَيَجْتَمِعُونَ (2) إِلَيْكُمْ، فَيَأْتُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً، مَعَ كُلِّ غَايَةٍ عَشْرَةُ (3)
__________
= قال السندي: قوله: "آمناً"، أي: ذا أمن، فالصيغة للنسبة، أو جَعَل "آمناً" على النسبة المجازية.
قوله: "ثم تغزون وهم"، أي: أنتم وهم، كما في الرواية الآتية.
قوله: "عدوّا" بالنصب، أي: تجتمعون على قتال العدو، ولمكان الصلح.
قوله: "وتسلمون"، من السلامة.
قوله: "بمَرْج": الموضع الذي ترعى فيه الدواب.
قوله: "تلول" بضمتين، وخفة لام: جمع تل- بفتح- كل ما اجتمع على الأرض من تراب أو رمل.
قوله: "غلب الصليب"، أي: دين النصارى قصداً لإبطال الصلح، أو لمجرد الافتخار وإيقاع المسلمين في الغيظ، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : فيقوم إليه رجل، بزيادة: إليه.
(2) في (ظ 13) فيجمعون لكم، وقد أشير إليها في هامش (س) . وفي (ق) : فيجتمعون لكم.
(3) في (ظ 13) و (ق) : غيابة، وقد جاءت في (ظ 13) في الموضع الأول: غاية، لكن كتب فوقها غيابة! قال الحافظ في "الفتح" 6/278: غاية، أي: راية، وسميت بذلك، لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف.(28/33)
آلَافٍ " (1)
16827 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ الْمَقْرَائِيُّ، عَنْ أَبِي حَيٍّ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن مصعب القرقساني، فيه ضَعْف، وحديثه عن الأوزاعي مقارب، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير جبير ابن نفير، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" ومسلم، وصحابيه لم يخرج له سوى أبي داود وابن ماجه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/325-326، وأبو داود (2767) و (4292) ، وابن ماجه (4089) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2659) و (2660) ، والطبراني في "الكبير" (4230) من طريق عيسى بن يونس، وأبو داود (4293) ، وابن ماجه (4089) ، وابن حبان (6708) و (6709) ، والبيهقي في "السنن" 9/223-224 من طريق الوليد بن مسلم، وابن أبي عاصم في
"الآحاد والمثاني" (2661) من طريق بقية بن الوليد، والحاكم 4/421 من طريق بشر بن بكر، أربعتهم عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية. قال: مال مكحول وابن زكريا إلى خالد بن معدان، وملت معهما، فحدثنا عن. جبير بن نفير، قال: قال لي جبير: انطلق بنا إلى ذي مخبر- وكان رجلاً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانطلقت معه، فسأله جبير عن الهدنة، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... فذكره. وفي رواية الوليد بن مسلم عند ابن ماجه وابن حبان: تحت
كل غاية اثنا عشر ألفاً. وزاد عند أبي داود وابن حبان: ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة. قلنا: والوليد بن مسلم يدلس ويسوي إلا أنه قد صرح بالتحديث عند ابن حبان في جميع طبقات السماع، فانتفت شبهة تدليسه.
وقد سلف نحوه برقم (16825) .(28/34)
حِمْيَرَ، فَنَزَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ، فَجَعَلَهُ فِي قُرَيْشٍ " وَسَ يَ عُ ودُ إِ لَ يْ هِ مْ " (1) ، وَكَذَا كَانَ فِي كِتَابِ أَبِي مُقَطَّعًا، وَحَيْثُ حَدَّثَنَا بِهِ تَكَلَّمَ عَلَى الِاسْتِوَاءِ "
__________
(1) إسناده جيد، أبو حيّ: وهو شداد بن حي المؤذن الحمصي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العِجْلي، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وجوَّد إسناده في "الفتح" 13/116، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير راشد بن سعد المقرائي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة، وغير صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود وابن ماجه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/264، وابن أبي عاصم في "السنة" (1115) ، والطبراني في "الكبير" (4227) ، وفي "مسند الشاميين" (1057) من طريق الحكم بن نافع أبي اليمان، عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد، وليس عند ابن أبي عاصم والطبراني: وسيعود إليهم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/193، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار الحروف، ورجاله كلهم ثقات.
وانظر حديث معاوية بن أبي سفيان الآتي برقم (16852) .
قال السندي: قوله: "كان هذا الأمر"، أي: الرياسة العامة.
قوله: تكلَّم على الاستواء: بأن قال: وسيعود إليهم.(28/35)
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ (1)
16828 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ أَبِي: وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ أَبُو عَامِرٍ، فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَنَادَى الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ "، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: " وَأَنَا أَشْهَدُ " - قَالَ أَبُو عَامِرٍ: أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ - قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: " وَأَنَا أَشْهَدُ " - قَالَ أَبُو عَامِرٍ: أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالَ يَحْيَى: فَحَدَّثَنَا رَجُلٌ أَنَّهُ لَمَّا - قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: " لَا حَوْلَ
__________
(1) معاوية بن أبي سفيان صَخْر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأُموي، أمير المؤمنين، ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل: بسبع وقيل بثلاث عشرة، والأول أشهر. وكان من الكَتَبة الحَسَبة الفصحاء، حليماً وقوراً. وصحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتب له.
وولاه عمرُ الشامَ بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان، وأقرَّه عثمان، ثم استمرَّ فلم يبايع علياً، ثم حاربه، واستقل بالشام، ثم أضاف إليها مصر، ثم تسمى بالخلافة بعد الحكمين، ثم استقل لما صالح الحسن، واجتمع عليه الناس، فسمي ذلك العام عام الجماعة، وعاش في الخلافة عشرين سنة، وتوفي في
رجب سنة ستين وقد قارب الثمانين. "الإصابة" 6/151-155.(28/36)
وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "، قَالَ مُعَاوِيَةُ: " هَكَذَا سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " (1)
__________
(1) إسناده إلى قوله: "وأنا أشهد أن محمداً رسول الله" صحيح على شرط الشيخين، وباقيه صحيح لغيره لإبهام شيخ يحيى بن أبي كثير. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/226 مختصراً من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، وقرن مع ابن علية يزيدَ بن هارون.
وأخرجه ابن خزيمة (414) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن ابن علية، به كذلك، إلا أنه جعل قوله: "لما قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله" موصولاً بالإسناد الأول، لم يجعله من قول يحيى بن أبي كثير، عن رجل! ولعله سقط من الناسخ، إذ لم يرد ذكر الحوقلة في هذا
الإسناد إلا من طريق هذا الرجل المبهم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/226، والبخاري (612) و (613) ، والدارمي 1/272، وأبو عوانة 1/338، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/145، والبيهقي في "السنن" 1/409، من طرق عن هشام الدستوائي، به. ولم يرد ذكر الحوقلة عند ابن أبي شيبة، والبخاري (612) ، وأبي عوانة.
وأخرجه عبد الرزاق (1844) ، والنسائي في "الكبرى" (10184) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (352) -، وابن حبان (1684) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (737) من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم التيمي، به مختصراً دون ذكر الحوقلة.
وأخرجه أبو عوانة 1/337-338 من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، به، دون ذكر الحوقلة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/62 (بترتيب السندي) ، والحميدي (606) ، وأبو عوانة 1/338، من طريق سفيان بن عيينة، عن طلحة بن يحيى، عن عمه عيسى بن طلحة، به، دون ذكر الحوقلة.
وأخرجه ابن خزيمة (415) ، من طريق محمد بن يوسف مولى عثمان بن=(28/37)
16829 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، فَخَطَبَنَا، وَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا (1) يَفْعَلُهُ إِلَّا الْيَهُودَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَهُ " فَسَمَّاهُ: الزُّورَ أَوِ الزِّيرَ " شَكَّ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (2)
__________
= عفان، عن معاوية، به، دون ذكر الحوقلة.
وسيأتي بالأرقام (16831) و (16841) و (16862) و (16896) و (16902) و (16922) و (16924) .
وقوله: لما قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، له شاهد من حديث عمر بن الخطاب عند مسلم (385) (12) ، وابن حبان (1685) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6568) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وقد تتبع الحافظ في "الفتح" 2/93-94 طرق هذا الحديث، لتعيين هذا الرجل المبهم الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير، وقال: وقد غلب على ظني أنه علقمة بن وقاص إن كان يحيى بن أبي كثير أدركه، وإلا فأحد ابنيه عبد الله ابن علقمة أو عمرو بن علقمة. قلنا: إن كان علقمة بن وقاص فليس بمقطوع الاتصال، وإن كان أحد ابنيه، فعبد الله بن علقمة مجهول الحال، وأخوه عمرو ابن علقمة مجهول كذلك.
(1) في (ظ 13) : ما أرى أحداً، وفي هامش (س) و (ص) : أحدنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن مُرَّة: هو المُرَادي. وشكُّ محمد بن جعفر في قوله: الزور أو الزير لا يُؤثر فقد جاء عنه، عند ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن حبان: الزُّور، دون شك، وهو الصَّواب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/490، ومسلم (2127) (123) ، والنسائي في=(28/38)
16830 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ
__________
= "المجتبى" 8/186-187، وفي "الكبرى" (9368) ، وابن حبان (5511) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3488) و (5938) من طريق آدم، عن شعبة، به.
وقال: يعني الوصال في الشعر. تابعه غندر عن شعبة.
وأخرجه أبو يعلى (7384) من طريق أبي داود، عن شعبة، به، وفيه: فأُتي بعصا على رأسها خرقة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/144-145، وفي "الكبرى" (9372) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (800) من طريق بكير بن الأشج، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن معاوية، به.
وقد اختلف فيه على سعيد.
فأخرجه أبو يعلى (7357) ، وابن حبان (5510) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (798) من طريق فليح بن سليمان، وأبو يعلى (7358) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (799) من طريق زيد بن أسلم، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن معاوية، به. فزادا في الإسناد أبا سعيد. قال الدارقطني في "العلل " 7/68: ويشبه أن يكون القول قولَ من لم يذكر أبا سعيد.
وسيأتي بالأرقام (16843) و (16851) و (16934) ، وبنحوه برقم (16865) و (16891) و (16927) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم (4724) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وأخرج كُبَّة، بضم فتشديد موحدة: شعر ملفوف بعضه على بعض، تتخذها النساء للوصل.
(1) في (ظ 13) و (س) و (ق) و (م) : سعيد، وهو تحريف، والمثبت من (ص) ، وهامش (س) ، وعليها علامة الصحة، وكذلك جاء على الصَّواب في "أطراف المسند" 5/348.(28/39)
الشَّهِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ، عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وابْنِ عَامِرٍ، قَالَ: فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ، وَلَمْ يَقُمْ ابْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: وَكَانَ الشَّيْخُ أَوْزَنَهُمَا، قَالَ: فَقَالَ: مَهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ عِبَادُ اللهِ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسماع أبي مِجْلَز- وهو لاحق بن حُميد السَّدُوسي البصري- من معاوية ممكن لأنه توفي على رأس المئة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (977) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (842) ، وأبو القاسم في "الجعديات" (1503) ، والبغوي في "شرح السنة" (3330) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/586، وعبد بن حميد في "المنتخب" (413) ، والترمذي بإثر الحديث (2755) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (840) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري في "الأدب المفرد" (977) ، وأبو داود (5229) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (819) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/219، والرازي في "العلل" 2/336 من طريق حماد بن سلمة، والدولابي في "الكنى" 1/95 من طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1127) من طريق روح بن عبادة، والطبري في "تهذيب الآثار" (840) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (821) من طريق ابن عيينة، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/72 من طريق عوف،
والطبري (841) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (820) و (822) من طريق سفيان الثوري، سبعتهم عن حبيب بن الشهيد، به.
وأخرجه الترمذي (2755) ، والرازي في "العلل" 2/336 من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، به، بلفظ: خرج معاوية، فقام عبد الله بن الزبير=(28/40)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن صفوان حين رأوه، فقال: اجلسا، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكر الحديث. فجعل الذي قام هو عبد الله بن الزبير، وذكر ابن صفوان بدل ابن عامر. وقبيصة ضعيف في سفيان. وقد أعل هذه الرواية الرازي في "العلل" 2/336، والحافظ في "الفتح" 11/50، وقال: وسفيان وإن كان من جبال الحفظ، إلا أن العدد الكثير- وفيهم شعبة- أولى بأن تكون روايتهم محفوظة من الواحد، وقد اتفقوا على أن ابن الزبير لم يقم، وأما إبدال ابن عامر بابن صفوان، فسهلٌ؛ لاحتمال الجمع بأن يكونا معاً وقع لهما ذلك، ويؤيده الإتيان فيه بصيغة الجمع في رواية مروان بن معاوية المذكورة. قلنا: سترد برقم (16918) .
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (838) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (852) من طريق يحيى بن كثير العنبري، عن المغيرة بن مسلم، عن عبد الله بن بريدة، أن أباه دخل على معاوية فأخبره أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من أحب أن يَمثُلَ له الرجال قياماً، وجبت له النار".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1125) ، والخطيب في "تاريخه" 13/193 من طريق شبابة بن سوَّار، عن المغيرة بن مسلم، عن عبد الله بن بريدة، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أحب أن يستجمَّ له الرجال قياماً، وجبت له النار".
وسيأتي برقم (16845) و (16918) ، وانظر حديث أبي سعيد الخدري برقم (11168) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12345) .
وعن أبي أمامة عند أبي داود (5230) ، وابن ماجه (3836) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (835) .
قال السندي: قوله: وكان الشيخ، أي: ابن عامر.
قوله: أوزنهما، أي: أرجحهما عقلاً وأكثرهما أدباً في زعمه.
قوله: فقال: مه، أي: فقال معاوية إنكاراً لما فعله: مه، أي: ماذا فعل؟ =(28/41)
° 16831 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَهُوَ البُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، أَنَّ عِيسَى بْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قَالَ: إِنِّي لَعِنْدَ مُعَاوِيَةَ إِذْ أَذَّنَ مُؤَذِّنُهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ، كَمَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ، حَتَّى إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " فَلَمَّا قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا
__________
= قوله: "أن يَمْثُلَ "- كينصر-، أي: ينتصب.
قوله: "قياماً" مصدر من غير لفظ الفعل، أي: من أحب أن يقوم بين يديه أو على رأسه أحدٌ للتعظيم. قيل: هو نهي عن السرور بالقيام، لا عن نفس القيام إكراماً للداخل. ولا يخفى أن اعتيادهم القيام للإكرام يترتب عليه عادة محبته، فإن الإكرام محبوب طبعاً، فما وضعوه طريقاً إليه يصير محبوباً، فإذا جاء النهي عنه فالوجه تركه رأساً، لئلا يصير محبوباً وهو منهيٌّ عنه. وقال ابن قتيبة: معناه، من أراد أن يقوم الرجال على رأسه كما يقوم بين يدي ملوك الأعاجم، وليس المراد به نهي الرجل عن القيام لأخيه إذا سَلَّم عليه. انتهى.
قال ابن القيم: حمل أحاديث النهي عن القيام على القيام على الرجل ممتنع، وإن سياقها يدل على خلافه، وأنه نهي عن القيام له إذا خرج عليهم، ولأن العرب لم يكونوا يعرفون. هذا، وإنما هو من فعل فارس والروم كما في حديث جابر عند مسلم (413) أنهم لما صَلَّوا قعوداً خلفه قال: "إن كدتم لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم، وهم قعود، فلا تفعلوا". ولأن هذا لا يقال له قيام له، وإنما قيام عليه، وفرق بين القيام للشخص المنهي عنه، والقيام عليه الشبيه لفعل فارس والروم، والقيام إليه عند قدومه الذي هو سنة العرب، وأحاديث الجواز تدل عليه فقط.(28/42)
بِاللهِ "، وَقَالَ بَعْدَ ذَلِكَ مَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ (1)
16832 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ: أَمَا خِفْتَ أَنْ أُقْعِدَ لَكَ رَجُلًا فَيَقْتُلَكَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتِ لِتَفْعَلِي (2) وَأَنَا فِي بَيْتِ أَمَانٍ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عيسى بن عمر قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الدارقطني- فيما نقله الحافظ في "التهذيب"-: مدني معروف يعتبر به، وعبد الله بن علقمة بن وقاص مجهول الحال، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد تابعه أخوه عمرو بن علقمة كما
في الرواية (16896) . وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عمرو بن يحيى: هو ابن عمارة المازني.
وأخرجه الشافعي 1/62، والنسائي في "المجتبى" 2/25، وفي "الكبرى" (1640) ، و (10185) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (353) -، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/145، والبغوي في "شرح السنة" (422) من طريقين عن ابن جريج، به، وسقط من مطبوع مسند الشافعي والنسائي في "الكبرى" (10185) اسم علقمة من الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/145، والطبراني في "الكبير" 19/ (730) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن يحيى، عن عبد الله بن علقمة، به، دون ذكر عيسى بن عمر في الإسناد، وسقط من مطبوع الطحاوي اسم علقمة بن وقاص.
وقد سلف برقم (16828) ، وذكرنا هناك شاهده، وأحاديث الباب.
(2) في (م) : لتفعليه.(28/43)
وَقَدْ (1) سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ - يَعْنِي -: " الْإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ "، كَيْفَ أَنَا فِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكِ، وَفِي حَوَائِجِكِ؟ قَالَتْ: صَالِحٌ، قَالَ: فَدَعِينَا وَإِيَّاهُمْ حَتَّى نَلْقَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ (2)
__________
(1) في نسخة من (س) : إذ قد.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه عفان عنه، عن علي بن زيد- وهو ابن جدعان- عن سعيد بن المسيب، أن معاوية، ورواه عمرو بن عاصم الكلابي وسعيد بن سليمان النشيطي وعمار بن هارون، عنه، بهذا الإسناد بزيادة مروان بن الحكم بين سعيد ومعاوية، قال الدارقطني في "العلل " 7/65: وهو الأشبه بالصواب.
قلنا: ويبقى مدار هذا الإسناد على علي بن زيد بن جدعان، وحديثه حسن في الشواهد، وهذا منها.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (723) من طريق عفان ومن طريق سعيد بن سليمان النشيطي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به، بزيادة مروان في الإسناد. ولم يُشر إلى أن زيادة مروان هي من طريق سعيد بن سليمان فحسب، وأنها لم ترد في رواية عفان، كما في رواية أحمد هذه، ونص عليه
الدارقطني كما سلف.
وأخرجه من طريق سعيد بن سليمان النشيطي كذلك القضاعي في "مسند الشهاب" (863) ، وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/189 من طريق عمار بن هارون، والحاكم 4/352-353 من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، ثلاثتهم عن حماد، بهذا الإسناد، بزيادة مروان فيه، وزادوا في متنه: "لا يَفْتِكُ مؤمن"، وعمرو بن عاصم ثقة، والآخران ضعيفان.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/96، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" إلا أن الطبراني قال: عن سعيد بن المسيب، عن مروان قال: دخلت مع معاوية على عائشة. وفيه علي بن زيد، وهو ضعيف. =(28/44)
16833 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ، قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ، قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ رُكُوبِ النُّمُورِ؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ، قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ، قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ
__________
= قلنا: ويشهد له حديث الزبير بن العوام السالف برقم (1426) و (1433) ، وإسناده حسن في الشواهد، فيصح به.
قال السندي: قوله: "أن أُقْعِد" بصيغة المتكلم من الإقعاد.
قيد الفَتْك: هو بفتح فاء، وسكون مثناة فوقية: الغدر، وهو أن يأتي صاحبه وهو غافل، فيَشُدَّ عليه، فيقتله.
والقيد: المنع، والمراد أن إيمان الرجل يمنح أن يقتل بهذا الوجه، على بناء الفاعل أو المفعول.
في الذي بيني وبينك، أي: في المعاملة معك في أمور المال وغيره.
فدَعِينا، أمرٌ: اتركينا في أمر الخلافة، ولا تمنعينا منها إلى أن نموت عليها.(28/45)
جَمْعٍ بَيْنَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ؟ " قَالُوا: أَمَّا هَذَا، فَلَا، قَالَ: أَمَا إِنَّهَا مَعَهُنَّ (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي شيخ الهُنائي- واسمه حيوان بن خالد، وقيل: خيوان- فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو حسن الحديث. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وسيرد عند المصنف مختصراً برقم (16833) من طريق بيهس بن فهدان، أخبرنا أبو شيخ الهنائي، قال: سمعت معاوية وحوله ناس من المهاجرين والأنصار، فقال لهم: أتعلمون أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن لبس الحرير؟ قالوا: نعم. قال: ونهى عن لبس الذهب إلا مقطعاً؟ قالوا: نعم.
وقد رواه النسائي في "الكبرى" برقم (9461) في كتاب الزينة، وأدرجه تحت عنوان: تحريم الذهب على الرجال، وهو واضح الدلالة في ذلك لأن النهي عن الحرير وعن لبس الذهب إنما هو في حق الرجال، لا النساء، وهذا الذي انتهى إليه أهل العلم الذين تُعتمد أقوالهم ويُرجع إليهم في فقاهة
النصوص، فقد أباح السلف جميعاً لبس الذهب للنساء مطلقاً، وقام الإجماع على ذلك، ولا يعرف لهم فيه مخالف، وأما في حق الرجال، فقد ثبت حرمة الحرير والذهب عليهما، واستثني بالنسبة إليهما ما تدعو إليه الحاجة، كشد السن، واتخاذ الأنف، كما في حديث عرفجة، قال ابن تيمية في "مجموع
الفتاوى" 20/64: وأما باب اللباس، فإن لباس الذهب والفضة يباح للنساء بالاتفاق، ويباح للرجل ما يحتاج إليه من ذلك، ويباح يسير الفضة للزينة، وكذلك يسير الذهب التابع لغيره، كالطرز ونحوه في أصح القولين في مذهب أحمد وغيره، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الذهب إلا مقطعاً.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد بن حميد في "المنتخب" (419) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3250) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (825) من طريقين، عن همام، بهذا الإسناد.=(28/46)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (1794) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (827) (828) من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 8/161- 162، وفي "الكبرى" (9454) (9817) من طريق مطر الوراق، عن أبي شيخ الهُنائي، به، ومطر فيه ضعف.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (16840) و (16844) و (16864) و (16872) و (16877) و (16901) و (16909) و (16923) و (16930) .
وفي باب في النهي عن لبس الحرير، سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11179) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
ونزيد هنا:
حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (963) .
وحديث المقدام بن معديكرب، سيرد برقم (17185) .
وحديث البراء بن عازب عند البخاري (1239) ، ومسلم (2066) ، وسيرد 4/284.
وحديث حذيفة عند البخاري (5426) ، ومسلم (2067) ، وسيرد 5/397.
وحديث عائشة، سيرد 6/33.
وفي الباب في النهي عن ركوب النمور: عن ابن عمر سلف برقم (5751) .
وعن المقدام، سيرد (17185) .
وعن أبي ريحانة، سيرد (17209) .
وعن علي، عند عبد الرزاق (218) و (219) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3247) .
وعن أبي هريرة عند أبي داود (4130) .
وفي الباب في النهي عن الشرب في آنية الفضة: عن حذيفة عند البخاري (5426) ، ومسلم (2067) ، وسيرد 5/397.
وعن البراء عند البخاري (1239) ، ومسلم (2066) ، وسيرد 4/284.
وعن عائشة، سيرد 6/33 و98. =(28/47)
16834 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ " (1)
__________
= وعن أم سلمة عند البخاري (5634) ، ومسلم (2065) ، وسيرد 6/300.
وفي الباب في جواز الذهب المُقَطَع عن عرفجة، سيرد 5/23.
قال السندي: قوله: إلا مُقَطَّعاً، أي: مُكَسَّراً مقطوعاً، والمراد الشيء اليسير مثل السِّنِّ والأنف.
عن ركوب النُّمُور، أي: جلودها ملقاةً على السروج والرحال، لما فيه من التكبُّر، أو لأنه زِيُّ العجم، أو لأن الشعر نجس لا يقبل الدباغ.
أما إنها معهن، أي: إن هذه الخصلة، وهي الجمع، أو إن المتعة لمعهن، أي: مع الخصال المنهي عنها، ولا يخفى أنه يبعد كونها معهن، وقد جاء بها الكتاب والسنة، وقد فعل هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفعل الصحابة معه في حجة الوداع، ولا يمكن حملُ الحديث على أنه كذب في ذلك، فالوجه أن يقال: لعله اشتبه عليه بأن سمع النهي عن المتعة، فزعم أن المراد متعةُ الحج، فكان المرادُ متعةَ
النساء، وذلك لأن النهي كان في مكة، فزعم أن المناسبَ بها ذكر المناسك، ويحتمل أنه رأى أن نهي عمر وعثمان عنه لا يمكن بلا ثبوت نهي من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه عندهما، وقد ثبت عنده النهي منهما، فبنى على ذلك ثبوت النهي من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير جبلة بن عطية: وهو الفلسطيني، فمن رجال النَّسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الدَّارمي 1/74، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1689) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (860) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/6، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/19 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (221) ، وأبو يعلى (7381) ، والطحاوي في "شرح=(28/48)
16835 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ، عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ (1) ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: اللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا: اللَّهِ (2) مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " مَا أَجْلَسَكُمْ؟ " قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَنَحْمَدُهُ
__________
= مشكل الآثار" (1688) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (729) و (810) و (864) و (868) و (904) و (906) و (918) و (929) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/132 و9/306، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/5 و6 و7 و8 من طرق عن معاوية، به.
وعند أبي يعلى زيادة: "من لم يُفَقِّهْه لم يُبَلْ به" وإسنادها ضعيف.
وسيأتي بالأرقام (16837) و (16839) و (16842) و (16846) و (16849) و (16850) و (16860) و (16874) و (16878) و (16880) و (16894) و (16903) و (16904) و (16910) و (16929) و (16931) .
وفي الباب من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7194) .
قال السندي: قوله: "فقهه في الدين"، أي: جعله فقيهاً فيه، والفقه هو العلم الذي يترتب عليه الخشية، قال تعالى: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء) ، وقال تعالى: (ليتفَقَّهوا في الدَّين ولينذِرُوا قومَهُمْ إذا رَجَعُوا إليهم) . والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) زيادة: في المسجد، وهي نسخة في هامش (س) .
(2) في (ق) : والله، قلنا: وهو الموافق لرواية مسلم.(28/49)
عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ (1) ، قَالَ: " آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟ " قَالُوا: آللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: " أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَإِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ " (2)
__________
(1) في هامش (س) : به.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر: وهو القطان فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقة. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1120) ، وابن أبي شيبة 10/305، ومسلم (2701) ، والترمذي (3379) ، والنسائي في "المجتبى" مختصراً 8/249، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (529) ، وأبو يعلى (7387) ، وابن حبان (813) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (701) من طرق عن مرحوم ابن عبد العزيز، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأبو نعامة السَّعدي اسمه عمرو بن عيسى، وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مل.
وتعقبه المزي في "تحفة الأشراف" 8/440 بقوله: كذا قال، وهو وهم، إنما هو عبد ربه، وأما عمرو بن عيسى فهو أبو نعامة العدوي، وهو شيخ آخر.
قال السندي: قوله: قالوا: الله ما أجلسنا: روي بلا مد، وهو الأظهر، إذ لا معنى للاستفهام، فالجلالة يجوز فيه النصب والجر كما هو قاعدة حذف حرف القسم بلا عوض، وجاء بالمد أيضاً، فالاستفهام لمجرد المشاكلة.
قوله: "أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم": لما كان الغالب في الاستحلاف التهمة، أراد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفيها، وبيَّن أن سبب الاستحلاف هناك تحقيق سبب مباهاة الله تعالى وتقريره اهتماماً بشأنه وتعظيماً له.(28/50)
16836 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ " أَخَذَ (1) مِنْ أَطْرَافِ - يَعْنِي - شَعَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ بِمِشْقَصٍ مَعِي وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَالنَّاسُ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ " (2)
__________
(1) في (س) و (ق) و (ص) : أنه أخذ.
(2) صحيح لغيره دون قوله: في أيام العشر، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عطاء- وهو ابن أبي رباح- لم يسمع هذا الحديث من معاوية إنما سمعه من ابن عباس، عنه، كما سيرد في الرواية (16863) ، ولم ترد فيها هذه اللفظة، وهي شاذة كما ذكر الحافظ في "الفتح" 3/566، وقد تفرد بها قيس.
وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. قيس: هو ابن سعد المكي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/245، وفي "الكبرى" (3983) ، من طريق الحسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، بلفظ: أخذتُ من أطراف شعر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمِشْقَصٍِ كان معي بعد ما طاف بالبيت وبالصفا والمروة في أيام العشر. قال قيس: والناس ينكرون هذا على معاوية.
وسيأتي بإسناد صحيح برقم (16870) دون قوله: في أيام العشر.
قال ابن القيم في "زاد المعاد" 2/130: وأما رواية من روى: في أيام العشر، فليست في الصحيح، وهي معلولة، أو وهم من معاوية. ثم قال ابن القيم: نحن نحلف بالله إن هذا ما كان في العشر قط. وقال: ولعل معاوية قَصَّر عن رأسه في عمرة الجِعرانة، فإنه كان حينئذ قد أسلم، ثم نسي، فظن
أن ذلك كان في العشرَ، كما نسي ابن عمر أن عُمَرَهُ كانت كلها في ذي القعدة، وقال: كانت إحداهن في رجب، والوهم جائز على من سوى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر تفصيل ذلك في "فتح الباري" 3/565-566.
وسيأتي بالأرقام (16863) و (16870) و (16884) و (16885) و (16886) =(28/51)
16837 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ، قَلَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، وَيَقُولُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ قَلَّمَا يَدَعُهُنَّ، أَوْ يُحَدِّثُ بِهِنَّ فِي الْجُمَعِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوٌ خَضِرٌ، فَمَنْ يَأْخُذْهُ بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ، فَإِنَّهُ الذَّبْحُ "
__________
= و (16887) و (16895) و (16938) و (16939) .
قال السندي: قوله: بمِشْقَص، بكسر ميم وفتح قاف: نصلُ السهم طويلاً غير عريض.
(1) في هامش (س) : أخذه.
(2) إسناده صحيح، معبد الجهني، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: كان صدوقاً في الحديث، وكان أول من تكلَّم في القدر بالبصرة، وقال الدارقطني: حديث صالح، ومذهبه ردئ، وقال العجلي: تابعي ثقة، كان لا يتهم بالكذب، وقال الذهبي في "الميزان": صدوق في نفسه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، مبتدع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1687) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (815) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/72 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطبري في "تهذيب الآثار" (136) (مسند عمر بن الخطاب) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن سعد، به.
وسيأتي بالأرقام (16846) و (16903) و (16904) .
وقوله: "من يرد الله به خيراً ... "، سلف برقم (16834) .
وقوله: "إن هذا المال حلو خضر"، سلف من حديث حكيم بن حزام برقم=(28/52)
16838 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُبَادِرُونِي بِرُكُوعٍ وَلَا بِسُجُودٍ، فَإِنَّهُ مَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا رَكَعْتُ تُدْرِكُونِي إِذَا رَفَعْتُ، وَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا سَجَدْتُ تُدْرِكُونِي إِذَا رَفَعْتُ إِنِّي قَدْ بَدَّنْتُ " (1)
__________
= (15321) و (15374) ، وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11169) ، وقد ذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وقوله: "إياكم والتمادح فإنه الذبح" في الباب حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (6060) ، ومسلم (3001) ، وسيرد 4/412.
وآخر من حديث أبي بكرة عند البخاري (6061) ، ومسلم (3000) ، وسيرد 5/41.
وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (5684) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان: وهو محمد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه أبو داود (619) ، وابن ماجه (963) ، وابن الجارود (324) ، وابن خزيمة (1594) ، وابن حبان (2229) ، والدارقطني في "العلل" 7/63، والبيهقي في "معرفة الآثار والسنن" (6353) ، والبغوي في "شرح السنة" (848) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/328، والبخاري في "التاريخ الأوسط " (المطبوع خطأ باسم التاريخ الصغير) 1/207، والدارمي 1/301-302، وابن خزيمة (1594) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5421) ، وابن حبان (2230) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (862) ، وفي "الشاميين" (2159) ، والبيهقي في=(28/53)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "السنن" 2/92، من طرق عن ابن عجلان، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5422) ، والطبراني 19/ (863) من طريق أسامة بن زيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، به.
وأخرجه الحميدي (602) ، وابن خزيمة (1594) من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حَبّان، به.
وذكر الدارقطني في "العلل" 7/62 أنَّ عبد الله بن إدريس وعمر بن علي المقدمي ويحيى القطان خالفوا سفيان بن عيينة في روايته عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فرووه عنه، عن محمد بن يحيى بن حَبّان مرسلاً، ثم قال: والصواب عن يحيى بن سعيد المرسلُ.
وسيأتي برقم (16892) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (2231) وإسناده قوي.
وآخر من حديث ابن مسعدة، سيرد (17592) .
وثالث من حديث أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه (962) .
وفي الباب أيضاً عن أنس بن مالك، سلف برقم (11997) .
قال السندي: قوله: "لا تبادروني بركوع ولا سجود": لا تسبقوا علي بهما، بل تأخَّروا عليَّ فيهما.
"فإنه"، أي: الشأن "مهما أسبقكم به"، أي: أيُ جزء وأيُ قدر أسبقكم به، أي: إذا تقدمت عليكم بشيء في الأول، فإنكم تدركون ذلك القدر إذا تأخرت عنه في الآخر.
"بَدَّنت": تعليل لإدراك ذلك القدر، بأنه قدر يسير، بواسطة أنه قد بَدَّن، فلا يسبق إلا بقدر قليل. وهو بالتشديد، أي: كَبِرتُ، وأما التخفيف مع ضم الدال فلا يناسب لكونه من البدانة بمعنى كثرة اللحم، ولم يكن من صفته، ورد بأنه قد جاء في صفته: "بادن متماسك"، أي: ضخم يمسكُ بعضُ أعضائه بعضاً، فهو معتدلُ الخلق، وقد جاء عن عائشة كما في "صحيح مسلم" (746) : فلما أسنَّ وأخذه اللحمُ ... والله تعالى أعلم.(28/54)
16839 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ " سَمِعْتُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد: وهو الليثي، فقد روى له الشيخان متابعة، وهو حسن الحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/5 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (785) مختصراً من طريقين عن أسامة ابن زيد، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/900-901- ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (666) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1684) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (782) - وأخرجه الطبراني كذلك 19/ (783) من طريق أبي يعلى، كلاهما عن يزيد بن زياد، عن محمد بن
كعب القرظي، به.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (346) مختصراً من طريق عبد الله ابن وهب، عن محمد بن كعب، به.
وسيأتي من حديث شعبة بن المغيرة 4/245 وفيه: أن المغيرة بن شعبة كتب إلى معاوية: إني سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول حين يُسَلِّم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ". =(28/55)
16840 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعْتَمِرِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَرْكَبُوا الْخَزَّ وَلَا النِّمَارَ " قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: " وَكَانَ مُعَاوِيَةُ، لَا يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " يُقَالُ لَهُ: الْحَيَرِيُّ يَعْنِي أَبَا الْمُعْتَمِرِ، وَيَزِيدُ بْنُ طَهْمَانَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ هَذَا "
__________
= قلنا: وقد وفق ابن عبد البر بين حديث شعبة وحديث معاوية في قوله: سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على هذا المنبر، فقال: قد يجوز أن يكون قوله: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" سمعه معاوية من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأشار إليه، لأن ذلك ليس في حديث المغيرة، وسائره في حديث المغيرة، وعلى هذا التخريج تصح الأحاديث في ذلك، لأنها منقولة بأسانيد صحاح، والحمد لله.
وانظر الفتح 2/332.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المعتمر يزيد بن طهمان فمن رجال أبي داود وابن ماجه، وهو ثقة. ابن سيرين: هو محمد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/494، والبخاري في "تاريخه الكبير" 7/328، وأبو داود (4129) ، وابن ماجه (3656) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/22 من طريق أبي داود، عن أبي المعتمر يزيد بن طهمان، به.
وقد سلف مطولاً مع ذكر أحاديث الباب برقم (16833) .
قال السندي: قوله: "لا تركبوا الخز": المراد: الثوبُ من الحرير الخالص، لا الثوب المنسوج من الصوف والحرير، فإنه مباح إذا لم يكن الحرير غالباً عليه مثلاً.
قلنا: وسلف شرح النمار في الرواية المشار إليها.(28/56)
16841 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ (1) بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَتَشَهَّدُ مَعَ الْمُؤَذِّنِينَ " (2)
16842 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، قَالَ بَهْزٌ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا
__________
(1) وقع في (ظ13) و (ص) و (ق) و (م) : محمد، وهو تحريف، وجاء على الصواب في (س) وهامش (ظ13) و (ق) ، وفي "أطراف المسند" 5/331. وجاء على الصواب أيضاً في مكرره برقم (16902) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. مجمع بن يحيى- وهو ابن يزيد (ويقال: زيد) بن جارية الأنصاري- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/61-62 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (1845) ، والحميدي (606) ، والنسائي في "المجتبى" 2/24-25، وفي "الكبرى" (1638) و (1639) و (10181) و (10182) و (10183) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (349) و (350) و (351) -، وأبو يعلى (7365) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (719) و (720) و (722) من طرق عن مجمع بن
يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (614) ، والطبراني 19/ (721) ، والبيهقي في "السنن" 1/409، والبغوي في "شرح السنة" (423) من طريق أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف، عن أبي أمامة، به.
وقد سلف مطولاً برقم (16828) ، وسيأتي برقم (16862) ، ومكرراً سنداً ومتناً برقم (16902) .(28/57)
أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا يُفَقِّهُهُّ فِي الدِّينِ " (1)
16843 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّكُمْ قَدْ أَحْدَثْتُمْ زِيَّ سُوءٍ، " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الزُّورِ " وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: الزُّورُ (2) ، قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ بِعَصًا عَلَى رَأْسِهَا خِرْقَةٌ، فَقَالَ: أَلَا وَهَذَا الزُّورُ. قَالَ أَبُو عَامِرٍ: قَالَ قَتَادَةُ: " هُوَ مَا يُكْثِرُ بِهِ النِّسَاءُ أَشْعَارَهُنَّ مِنَ الْخِرَقِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16834) غير أن شيخي أحمد هنا هما عبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد العَمِّي.
(2) الضبط من (ظ13) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وسعيد: هو ابن المسيب.
وأخرجه مسلم (2127) (124) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (726) مختصراً من طريق معاذ بن هشام، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 8/144 و8/187، وفي "الكبرى" (9370) و (9371) ، وابن حبان (5509) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (725) من طريقين عن هشام، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/187، وفي "الكبرى" (9369) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (727) من طريق يعقوب بن القعقاع، عن قتادة، به نحوه.
وقد سلف نحوه برقم (16829) .(28/58)
16844 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ مَيْمُونٍ الْقَنَّادِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ رُكُوبِ النِّمَارِ، وَعَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا " (1)
16845 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ دَخَلَ بَيْتًا فِيهِ ابْنُ عَامِرٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ وَجَلَسَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ (2) مُعَاوِيَةُ: اجْلِسْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ميمون القَنّاد حديثه عن أبي قلابة مرسل، فيما ذكر البخاري في "تاريخه الكبير" 7/340، وقال الإمام أحمد في ترجمة ميمون هذا- فيما نقله المزي في "التهذيب"-: روى هذا الحديث، وليس بمعروف، وذكره الذهبي في "الميزان" وقال: والحديث منكر.
قلنا: وأبو قلابة- وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي- لم يسمع من معاوية. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وخالد الحذاء: هو ابن مهران.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ميمون القناد، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 4/328، وأبو داود (4239) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (838) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/161، وفي "الكبرى" (9451) و (9452) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (837) من طريقين عن خالد الحذاء، به. ولفظ أحدهما: عن ركوب المياثر، بدل النمار.
وقد سلف مطولاً برقم (16833) ، وذكرنا هناك شرحه وأحاديث الباب.
(2) في (ق) و (م) : فقال له، بزيادة "له"، وهي نسخة في (س) .(28/59)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الْعِبَادُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي النَّارِ " (1)
16846 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ قَلَّمَا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَكَانَ قَلَّمَا يَكَادُ أَنْ يَدَعَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِنَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُّ فِي الدِّينِ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوٌ خَضِرٌ، فَمَنْ يَأْخُذْهُ (2) بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ " (3)
16847 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مَعْبَدٍ الْقَاصِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (16830) إلا أن شيخ أحمد هنا هو إسماعيل ابن عُلَيَّة.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (840) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
(2) في هامش (س) : أخذه، نسخة.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (16837) إلا أن شيخي أحمد هنا هما محمد بن جعفر، وحجاج: وهو ابن محمد الأعور المصيصي.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 5/9-6، وابن ماجه (3743) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (135) (مسند عمر بن الخطاب) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، في النهي عن التمادح.
وأخرجه بطرفه الأول ابن أبي شيبة 11/236-237 من طريق محمد بن جعفر، به.(28/60)
عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ، فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ، فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ، فَاقْتُلُوهُ " (1)
16848 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (2) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد: وهو أبو عبد الله الجَدَلي- اسمه عبد بن عبد، وقيل: عبد الرحمن بن عبد- فقد أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي في "الخصائص"، وهو ثقة.
عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، ومغيرة: هو ابن مقسم الضبي، ومعبد القاص: هو ابن خالد الجدلي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5299) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/159، والطبراني في "الكبير" 19/ (844) ، من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقد سقط من مطبوع الطبراني اسم معبد القاص من الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5298) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (845) ، والحازمي في "الاعتبار" ص199 من طريق سليمان التيمي، عن المغيرة بن مقسم الضبي، به.
وأخرجه الطبراني كذلك 19/ (846) من طريق سفيان الثوري، عن معبد، به.
وسيأتي بالأرقام (16859) و (16869) و (16888) و (16926) .
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6553) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وبينا ثمة قول من قال: إن هذا الحديث منسوخ، فانظره لزاماً.
(2) في النسخ الخطية و (م) خلا (ظ 13) جرير، وهو تصحيف، والمثبت من (ظ 13) ، و"أطراف المسند" 5/342.(28/61)
عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَمُصُّ لِسَانَهُ - أَوْ قَالَ: شَفَتَهُ، يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
16849 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، ذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَسْمَعْهُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا غَيْرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُّ فِي الدِّينِ، وَلَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. حريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي.
وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 8/36، وقال: تفرد به أحمد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/177، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف، وهو ثقة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. كثير بن هشام: هو الكلابي، وجعفر: هو ابن بُرْقان.
وأخرجه مسلم (1037) (175) 3/1524، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم " ص19 من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد.
وقوله: "من يرد الله به خيراً ... "
أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (797) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/6-7 من طريقين عن جعفر بن برقان، به. =(28/62)
16850 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ذَكَرَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ: " اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ (1) يُفَقِّهْهُّ فِي الدِّينِ " (2)
__________
= وقد سلف برقم (16834) .
وقوله: "ولا تزال عصابة من المسلمين ... "
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1147) (مسند عمر بن الخطاب) من طريق زيد بن أبي الزرقاء، عن جعفر بن برقان، به.
وأخرجه الطبري كذلك (1152) من طريق قيس بن أبي حازم، عن معاوية، به.
وسيأتي بالأرقام (16881) و (16911) و (16931) و (16932) .
وفي الباب عن قرة بن إياس المزني، سلف برقم (15596) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "على من ناوأهم"، أي: عاداهم.
(1) في (ص) ، وهامش (س) : خيراً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على عثمان بن حكيم: وهو ابن عباد الأنصاري، فرواه هنا شجاع بن الوليد عنه، عن زياد بن أبي زياد، ولم ينسبه، ورواه يعلى بن عبيد الطنافسي- كما عند ابن حميد في "المنتخب" (417) - عنه، عن زياد مولى الحارث. ورواه ابن نمير، وتابعه الوليد بن شجاع ويعلى بن عبيد كذلك- كما في الرواية الآتية برقم (16860) -، وعبد الواحد بن زياد- كما سيأتي في تخريجها-، عنه، ومحمد بن فضيل- كما سيأتي في الرواية رقم (16889) -، عن محمد بن كعب القرظي، عن معاوية. =(28/63)
16851 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ، عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْبَرِ الْمَدِينَةِ، فَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَمَّاهُ الزُّورَ " (1)
16852 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ
__________
= ورواه كذلك عن محمد بن كعب أسامةُ بنُ زيد كما في الرواية السالفة (16839) ، وابنُ عجلان كما في الرواية الآتية برقم (16894) ، قال الدارقطني في "العلل" 7/61: وهو الصحيح.
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/6 من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (417) عن يعلى، عن عثمان بن حكيم، عن زياد مولى الحارث، به.
وقد سلف برقم (16839) ، وسيأتي برقم (16860) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16829) غير أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصَّفَّار.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (728) من طريق عفان، بهذا الإسناد.(28/64)
رِجَالًا مِنْكُمْ يُحَدِّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ، وَلَا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ، لَا يُنَازِعُهُمْ (1) أَحَدٌ إِلَّا أَكَبَّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ " (2)
__________
(1) في (ق) : لا ينازعهم فيه أحد.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر بن شعيب بن أبي حمزة، فمن رجال البخاري، الزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1112) ، والنسائي في "الكبرى" (8750) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (780) ، والبيهقي في "السنن" 8/141 من طريق بشر بن شعيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3500) و (7139) ، والدارمي 2/242، والبيهقي في "السنن" 8/141-142، وفي "الدلائل" 6/521 من طريق أبي اليمان الحكم ابن نافع، عن شعيب، به.
وعلقه البخاري بإثر الحديث رقم (7139) ، فقال: تابعه نعيم عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير.
ووصله من لهذا الطريق ابن أبي عاصم في "السنة" (1113) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (781) ، وفي "الأوسط" (3152) ، والحافظ في "تغليق التعليق" 5/285، وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن معمر إلا عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (779) من طريق الحجاج بن أبي منيع الرصافي، عن جده، عن الزهري، به.
وانظر حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (4832) ، وحديث ذي مخمر السالف برقم (16827) .=(28/65)
16853 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا بَلَاءٌ وَفِتْنَةٌ، وَإِنَّمَا مَثَلُ عَمَلِ أَحَدِكُمْ كَمَثَلِ الْوِعَاءِ، إِذَا طَابَ أَعْلَاهُ، طَابَ أَسْفَلُهُ، وَإِذَا خَبُثَ أَعْلَاهُ، خَبُثَ أَسْفَلُهُ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: ولا تؤثر، على بناء المفعول، أي: لا تروى، وهذا جزم عجيب، فإنه جزم بعدم الشيء بعدم العلم به، وإلا فرواية هذا ثابتة، وأعجب من ذلك استدلاله على ذلك بالحديث الذي ذكره، فإن ذلك بالمفهوم يوافق هذا الحديث، فكيف يستدل به على عدمه!؟ ضرورة أن قوله: "ما أقاموا
الدين" يدل بالمفهوم أنهم إذا تركوا إقامة الدين لا يكون الأمر لهم، فلينظر قوله.
وقال الحافظ في "الفتح" 6/535: في إنكار معاوية ذلك نظر، لأن الحديث الذي استدل به مقيدٌ بإقامة الدين، فيحتمل أن يكون خروج القحطاني إذا لم تقم قريش أمر الدين، وقد وجد ذلك، فإن الخلافة ثم تزل في قريش والناس في طاعتهم إلى أن استخفوا بأمر الدين، فضعف أمرهم وتلاشى إلى أن لم يبق لهم من الخلافة سوى اسمها المجرد في بعض الأقطار دون أكثرها، وسيأتي مصداق قول عبد الله بن عمرو بعد قليل من حديث أبي هريرة.
قلنا: هو عند البخاري برقم (3517) ، ولفظه: (ولا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه".
(1) إسناده حسن، أبو عبد ربه- ويقال: أبو عبد رب، الدمشقي الزاهد، ويقال: أبو عبد رب العزة، واسمه عبد الرحمن، وقيل: عبد الجبار، وقيل: قسطنطين- روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 5/372، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وباقي رجاله=(28/66)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ثقات رجالُ الشيخين غير علي بن إسحاق- وهو السلمي- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: هو السلمي الدمشقي.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (596) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (866) ، وفي "مسند الشاميين" (607) و (608) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1157) . وقد جعل الطبراني اسم أبي عبد رب في ترجمة هذا الحديث عبيدة بن المهاجر حيث روى له حديثاً آخر غير هذا صُرِّحَ فيه بهذا الاسم، وقد وهم في ذلك، فعبيدة بن المهاجر راوٍ آخر، ترجمه البخاري وابن حبان باسم عبيدة بن أبي المهاجر، ويروي عن معاوية كذلك، ويروي عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وربما لهذا وقع الطبراني في هذا الوهم. والله أعلم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد بن حميد في "المنتخب" (414) ، وابن ماجه (4035) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (146) ، وأبو يعلى (7362) ، والدولابي في "الكنى" 2/70، وابن حبان (339) و (392) و (690) و (2899) ، والطبراني في "مسند الشاميين " (607) و (608) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/162 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. وعند أبي يعلى وابن حبان (339) زيادة: "إنما الأعمال بخواتيمها".
وأخرجه ابن ماجه (4199) عن عثمان بن إسماعيل بن عمران الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، به، بلفظ: " ... إذا طاب أسفله طاب أعلاه، وإذا فسد أسفله فسد أعلاه"، وعثمان بن إسماعيل روى عنه جمع، ولم يوثقه أحد.
وفي باب حسن الخواتيم عن سهل بن سعد عند البخاري (6493) ، وسيرد 5/332.
وعن عائشة عند ابن حبان (340) ، بلفظ: "إنما الأعمال بالخواتيم".
وانظر حديث ابن مسعود، السالف برقم (3624) .
قال السندي: قوله: "إذا طاب أعلاه ... إلخ ": كأنه إشارة إلى حسن=(28/67)
16854 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ ذَكَرَ لَهُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ " مَسَحَ رَأْسَهُ بِغَرْفَةٍ مِنْ مَاءٍ حَتَّى يَقْطُرَ الْمَاءُ مِنْ رَأْسِهِ أَوْ كَادَ يَقْطُرُ، وَأَنَّهُ أَرَاهُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَسْحَ رَأْسِهِ، وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمَا حَتَّى بَلَغَ الْقَفَا، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى بَلَغَ الْمَكَانَ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ " (1)
__________
= الختام، رزقناه الله تعالى بمنِّه. والله تعالى أعلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الوليد بن مسلم يدلس ويسوي، والواجب في مثله أن يُصَرِّح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، ولم يُصَرِّح بسماع أبي الأزهر من معاوية، وقد صرح بسماع عبد الله بن العلاء من أبي الأزهر عند أبي داود (124) ، وفي الإسناد الآتي، وبقية رجال الإسناد ثقات
غير أن أبا الأزهر- واسمه المغيرة بن فروة الدمشقي، ومنهم من قلب اسمه- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في، الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. علي بن بحر: هو ابن بري القطان، وعبد الله بن العلاء: هو ابن زبر الدمشقي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/30 من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد، ولم يذكر أنه مسح رأسه بغرفة من ماء.
وأخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" 19/ (900) من طريق صفوان بن صالح، به.
وأخرجه أبو داود (124) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/59 عن مُؤَمَّل بن الفضل الحراني، عن الوليد بن مسلم، به، غير أنه قرن بأبي الأزهر يزيدَ بنَ أبي مالك، وروايتُه عن معاوية مرسلة، فقد فال الآجري في "سؤالاته": قيل لأبي داود: يزيد بن أبي مالك سمع من معاوية؟ قال: أراه قد=(28/68)
16855 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَالِكٍ، وَأَبَا الْأَزْهَرِ، يُحَدِّثَانِ عَنْ وُضُوءِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: يُرِيهِمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ بِغَيْرِ عَدَدٍ " (1)
__________
= سمع من أبي الدرداء. قال: يزيد مرسل. وقال الحافظ المزي في "التهذيب": في سماعه من معاوية نظر.
قلنا: وسترد روايته عنه أيضاً في الإسناد الآتي.
وقوله: مسح رأسه بغرفة من ماء حتى يقطر الماء من رأسه، له شاهد من حديث علي، سلف برقم (873) ، بإسناد صحيح، ولفظه: مسح على رأسه في الوضوء حتى أراد أن يقطر، وقال: هكذا رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ.
وآخر من حديث عبد الله بن زيد المازني، وفيه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح رأسه بماء غير فضل يده.
وقوله: وضع كفيه على مقدم رأسه، ثم مرَّ بهما حتى القفا، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه: له شاهد من حديث عبد الله بن زيد الأنصاري عند البخاري (185) ، ومسلم (235) ، وقد سلف برقم (16431) .
وآخر من حديث المقدام بن معدي كرب عند أبي داود (122) . وفي إسناده الوليد بن مسلم، وهو موصوف بالتدليس وقد عنعن.
وثالث من حديث عائشة عند النسائي 1/72.
قال السندي: قوله: ثم ردَّهما: ليس هذا الرد من تكرار المسح، وإنما هو من باب الاستيعاب للشعر ضرورة، إذ الشعر يتكسر عند مرور اليد، فيبقى طرف بلا مسح، فإذا ردَّ يكون ذاك مسحاً لذلك الطرف.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر الذي قبله، لم يصرح الوليد بن مسلم فيه بسماع أبي الأزهر من معاوية، ويزيد بن أبي مالك- متابعُ أبي الأزهر- روايتُه عن معاوية مرسلة، كما بينا في التخريج السابق، وهو قد =(28/69)
16856 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنْكَحَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ ابْنَتَهُ، وَأَنْكَحَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَتَهُ، وَقَدْ كَانَا جَعَلَا صَدَاقًا، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ - وَهُوَ خَلِيفَةٌ - إِلَى مَرْوَانَ يَأْمُرُهُ بِالتَّفْرِيقِ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ فِي كِتَابِهِ: " هَذَا الشِّغَارُ الَّذِي نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= توفي سنة 138 عن 78 سنة أو 130 عن 72 سنة، فتكون ولادته على القول الأول سنة ستين، وهو عام وفاة معاوية، وعلى القول الثاني سنة 58. فاتضح أنه لم يدرك معاوية.
وأخرجه أبو داود (125) عن محمود بن خالد، والطبراني في "الكبير" 19/ (889) من طريق صفوان بن صالح، كلاهما عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وقوله: فتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، يشهد له أحاديث عثمان وعلي وابن عمر، سلفت بالأرقام (436) و (971) و (5735) ، وحديث المقدام بن معديكرب سيرد برقم (17188) ، وحديث البراء بن عازب سيرد 4/288، وحديث أبي أمامة سيرد 5/257.
وقوله: وغسل رجليه بغير عدد، يشهد له عبد الله بن زيد الأنصاري عند مسلم (236) ولفظه: وغسل رجليه حتى أنقاهما. وسلف برقم (16459) و (16467) .
قال السندي: قوله: بغير عدد، أي: ما قصد فيه عدداً، وإنما قصد فيه تنظيفاً، أو أنه غسلهما مرة واحدة. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد أخي=(28/70)
16857 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ، حَاجًّا قَدِمْنَا مَعَهُ مَكَّةَ، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى دَارِ النَّدْوَةِ، قَالَ: وَكَانَ عُثْمَانُ حِينَ أَتَمَّ الصَّلَاةَ، إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ صَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أَرْبَعًا أَرْبَعًا، فَإِذَا خَرَجَ إِلَى مِنًى وَعَرَفَاتٍ قَصَرَ الصَّلَاةَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْحَجِّ وَأَقَامَ بِمِنًى أَتَمَّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمَّا صَلَّى بِنَا مُعَاوِيَةُ (1) الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ نَهَضَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ
__________
= يعقوب. وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، فقد روى له البخاري مقروناً بأخيه والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (803) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، دون ذكر القصة.
وأخرجه أبو داود (2075) ، وأبو يعلى (7370) ، وابن حبان (4153) ، والبيهقي في "السنن" 7/200 من طريق يعقوب، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وقد سلف النهي عن الشِّغار بإسنادٍ صحيح من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4526) ، وذكرنا أحاديث الباب في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص، السالفة برقم (7012) .
قال السندي: قوله: وقد كانا جعلا، أي: العقدين.
وقوله: يأمره بالتفريق بينهما: ففهم من النهي بطلان العقد، وعليه الجمهور، ومنهم من حمل النهي على أنه لا يقرر شغاراً بإيجاب المهر.
(1) لفظ "معاوية" ليس في (م) .(28/71)
الْحَكَمِ وعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، فَقَالَا لَهُ: مَا عَابَ أَحَدٌ ابْنَ عَمِّكَ بِأَقْبَحِ مَا عِبْتَهُ بِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: وَمَا ذَاكَ (1) ؟ قَالَ: فَقَالَا لَهُ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ أَتَمَّ الصَّلَاةَ بِمَكَّةَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمَا: وَيْحَكُمَا، وَهَلْ كَانَ غَيْرُ مَا صَنَعْتُ؟ " قَدْ صَلَّيْتُهُمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ "، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَا: فَإِنَّ ابْنَ عَمِّكَ قَدْ كَانَ أَتَمَّهَا (2) ، وَإِنَّ خِلَافَكَ إِيَّاهُ لَهُ عَيْبٌ، قَالَ: " فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْعَصْرِ فَصَلَّاهَا بِنَا (3) أَرْبَعًا " (4)
__________
(1) في (ظ13) و (ق) : وما ذلك. وهي نسخة في (س) .
(2) في (ظ13) و (ق) : أتمهما.
(3) لفظ "بنا" ليس في (ص) ولا (ق) .
(4) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق وهو محمد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، فمن رجال أصحاب السنن، وأخرج له البخاري في "القراءة"، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (765) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد مختصراً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/156-157، وقال: رواه أحمد، وروى الطبراني بعضه في "الكبير"، ورجال أحمد موثقون.
وحسن الحافظ إسناده في "الفتح" 2/571.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3593) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وسبب إتمام عثمان للصلاة.
قال السندي: قوله: وهل كان غيرُ ما صنعت، أي: ما وُجد في الدين أو في السُّنَّة إلا ما صنعتُ من القصر لا ما صنع عثمانُ من الإتمام.
فصلاها بنا أربعاً: اقتداءً بعثمان.(28/72)
16858 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ، فَطَافَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَاسْتَلَمَ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: " إِنَّمَا اسْتَلَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَيْسَ مِنْ أَرْكَانِهِ شَيْءٌ (1) مَهْجُورٌ " قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: " النَّاسُ يَخْتَلِفُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، يَقُولُونَ: مُعَاوِيَةُ هُوَ الَّذِي قَالَ: لَيْسَ مِنَ الْبَيْتِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ، وَلَكِنَّهُ حَفِظَهُ مِنْ قَتَادَةَ هَكَذَا " (2)
__________
(1) كلمة: شيء، ليست في (ظ 13) ولا في (س) ، وأشير في هامش (س) أنها في نسخة.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، على قلبٍ في متنه، فالمحفوظ أنَّ القائل: "ليس من البيت شيء مهجور" هو معاوية، وأنَّ ابنَ عباسٍ هو الذي أنكر عليه كما أشار شعبةُ هنا. قال الحافظ في "الفتح" 3/474: قال عبد الله ابن أحمد في "العلل" [ (5406) ] : سألت أبي عنه، فقال: قَلَبَهُ شعبة، وقد كان شعبةُ يقول: النَّاسُ يخالفونني في هذا، ولكنني سمعتُه من قتادة هكذا. انتهى. وقد رواه سعيدُ بنُ أبي عروبة عن قتادة على الصواب، أخرجه أحمد أيضاً [في "العلل" (5403) ] ، وكذا أخرجه [في الرواية (1877) ] من طريق مجاهد عن ابن عباس نحوه. اهـ.
قلنا: وتابع سعيدَ بنَ أبي عروبة عبدُ الوهّاب الخَفَّاف- فيما سلف برقم (3532) ، وفي "العلل" (5403) - فرواه من حديث ابن عباس، ومن حديثه كذلك أخرجه مسلم (1269) من طريق عمرو بن الحارث، عن قتادة، عن أبي الطُّفيل أنه سمع ابن عباس يقول: لم أر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستلمُ غير الرُّكنين=(28/73)
16859 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَاصِمَ ابْنَ بَهْدَلَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا شَرِبُوا الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا شَرِبُوا (1) فَاجْلِدُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا شَرِبُوا فَاجْلِدُوهُمْ (2) ، ثُمَّ إِذَا شَرِبُوهَا الرَّابِعَةَ، فَاقْتُلُوهُمْ " (3)
__________
= اليمانيين. ولم يذكر قصة معاوية.
وعلقه البخاري في "صحيحه" (1608) بصيغة الجزم، فقال: وقال محمد ابن بكر، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، أنه قال: ومن يتقي شيئاً من البيت؟ وكان معاوية يستلم الأركان، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: إنه لا يستلم هذان الركنان.
قال الدارقطني في "العلل" 7/55: والصواب قول من قال: عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وهو في "علل" أحمد برقم (5405) ، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/240 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (16897) .
وانظر حديث ابن عمر، السالف برقم (6017) .
(1) في (ظ13) و (ق) : شربوها.
(2) قوله في الثالثة: ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ليس في (ظ 13) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.
وأخرجه أبو داود (4482) ، والترمذي (1444) ، وابن ماجه (2573) ، وأبو يعلى (7363) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/159، وابن حبان=(28/74)
16860 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَأَبُو بَدْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ يَعْلَى، فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ: " اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُّ فِي الدِّينِ " (1)
16861 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
= (4446) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (768) ، والحاكم 4/372، وابن حزم في "المحلى" 1/3661، والبيهقي في "السنن" 8/313 من طرق عن عاصم ابن بهدلة، بهذا الإسناد. وسكت عنه الحاكم، وصححه الذهبي.
وقد سلف نحوه برقم (16847) بإسنادِ صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (416) عن يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1685) من طريق شجاع بن الوليد، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (666) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (787) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، به.
وقد سلف برقم (16850) ، وانظر (16839) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، طلحة بن يحيى: وهو ابن طلحة بن=(28/75)
16862 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْمُؤَذِّنِ، " وَكَبَّرَ الْمُؤَذِّنُ اثْنَتَيْنِ، فَكَبَّرَ أَبُو أُمَامَةَ، اثْنَتَيْنِ، وَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اثْنَتَيْنِ، فَشَهِدَ أَبُو أُمَامَةَ اثْنَتَيْنِ، وَشَهِدَ الْمُؤَذِّنُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، اثْنَتَيْنِ، وَشَهِدَ أَبُو أُمَامَةَ اثْنَتَيْنِ "، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= عبيد الله القرشي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/225، وعبد بن حميد في "المنتخب" (418) ، وأبو عوانة 1/333، والبيهقي في "السنن" 1/432، والبغوي في "شرح السنة" (415) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (387) ، وابن ماجه (725) ، وأبو يعلى (7384) ، وأبو عوانة 1/333، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (208) ، وابن حبان (1669) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (736) من طرق عن طلحة بن يحيى، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1862) عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، عن رجل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي برقم (16898) .
وفي الباب من حديث أنس، سلف برقم (12729) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف مختصراً برقم (16841) ، غير أن شيخي أحمد هنا هما يعلى- وهو ابن عبيد الطنافسي- ويزيد بن هارون. =(28/76)
16863 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ الْجَزَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، أخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) " قَصَّرَ مِنْ شَعَرِهِ بِمِشْقَصٍ " فَقُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا بَلَغَنَا هَذَا إِلَّا عَنْ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: " مَا كَانَ مُعَاوِيَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّهَمًا " (2)
__________
= وأخرجه ابن حبان (1688) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16828) .
(1) في (ظ 13) : أخبره أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل خُصَيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري-، وأبو عمرو مروان بن شجاع الجزري مختلف فيه حسن الحديث كذلك، وهو ثقة في روايته عن خُصَيف لأنه أكثر من الرواية منه حتى قيل له: الخُصَيفي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مجاهد: هو ابن جبر، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (697) من طريق مروان بن شجاع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (531) عن عقبة بن مكرم، والطبراني في "الكبير" 19/ (698) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن حميد بن يعيش، كلاهما عن يونس بن بكير، عن محمد ابن إسحاق، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن ابن عباس، ولفظه عند ابن أبي عاصم: قال معاوية: فأشهد لأخذت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شعره عند المروة حين فرغ من طوافه بعمرته بمشقص من كنانته.
ولفظه عند الطبراني: عن ابن عباس قال: قال لي معاوية: أرأيت من تمتع=(28/77)
16864 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، قَالَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ جُلُودِ النُّمُورِ أَنْ يُرْكَبَ عَلَيْهَا "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ " نَهَى عَنْ لِبَاسِ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ " نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ " نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ - يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ - "؟ قَالُوا: اللهُمَّ لَا (1)
__________
= وساق الهدي، هل يمس من شعره شيئاً؟ فقلتُ: لا. قال: فإني أشهد لأخذتُ من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شعره عند المروة حين فرغ من طوافه بمشقص من كنانته.
وإسنادهما ضعيف، فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعن، وفي متنيهما اختلاف، كما هو ظاهر.
وسيكرر برقم (16938) إسناداً ومتناً. وسلف برقم (16836) . وانظر (16870) .
(1) هو مكرر (16833) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق، وشيخه معمر، وهو ابن راشد البصري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (217) مختصراً، و (19927) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (824) .
وقد ذكر هنا أنه نهى عن متعة الحج، وذكر في الرواية (16833) أنه نهى عن الجمع بين الحج والعمرة؟(28/78)
16865 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ رَأَى مُعَاوِيَةَ، يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَفِي يَدِهِ قُصَّةٌ مِنْ شَعَرٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِه، وَقَالَ: " إِنَّمَا عُذِّبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَتْ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (5094) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2127) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (740) .
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/947، ومن طريقه أخرجه البخاري (3468) و (5932) ، ومسلم (2127) (122) ، وأبو داود (4167) ، وابن حبان (5512) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (742) ، والبيهقي في "السنن" 2/426، والبغوي في "شرح السنة" (3192) ، عن الزهري، به.
وأخرجه عبد الرزاق (5095) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (741) من طريق ابن جريح، ومسلم (2127) ، والترمذي (2781) ، والطبراني 19/ (744) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والطبراني 19/ (743) و (745) و (746) من طريق الأوزاعي، وعبد الوهَّاب بن أبي بكر، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني (على الترتيب) ، خمستهم عن الزهري، به.
وخالفهم النعمان بن راشد، فرواه كما عند الطبراني في "الكبير" 19/ (715) - عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن معاوية، به. والنعمان ضعيف، وهو كثير الخطأ عن الزهري.
وسيأتي برقم (16891) ، وانظر (16829) .
قال السندي: قوله: قُصَّة، بضم وتشديد: شعر الناصية.
قوله: أين علماؤكم: يريد أنهم لو كانوا أحياء لمنعوا الناس عن القبائح.=(28/79)
16866 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الْجُمُعَةَ فِي الْمَقْصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قُمْتُ فِي مَقَامِي، فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَقَالَ: لَا تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ، إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ، فَلَا تَصِلْهَا بِصَلَاةٍ حَتَّى تَتَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ، فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِذَلِكَ، " لَا تُوصَلُ صَلَاةً بِصَلَاةٍ حَتَّى تَخْرُجَ أَوْ تَتَكَلَّمَ " (1)
__________
= وقال الحافظ في "الفتح" 6/516: قوله: أين علماؤكم: فيه إشارة إلى أن العلماء إذ ذاك فيهم كانوا قد قلوا، وهو كذلك لأن غالب الصحابة كانوا يومئذ قد ماتوا، وكأنه رأى جهال عوامهم صنعوا ذلك، فأراد أن يذكر علماءهم وينبههم بما تركوه من إنكار ذلك. ويحتمل أن يكون ترك من بقي من الصحابة ومن أكابر التابعين إذ ذاك الإنكار إما لاعتقاد عدم التحريم ممن بلغه الخبر، فحمله على كراهة التنزيه، أو كان يخشى من سطوة الأمراء في ذلك الزمان على من يستبدُّ بالإنكار لئلا ينسب إلى الاعتراض على أولي الأمر، أو كانوا ممن لم يبلغهم الخبر أصلاً، أو بلغ بعضهم لكن لم يتذكروه حتى ذكرهم به معاوية، فكل هذه أعذار ممكنة لمن كان موجوداً إذ ذلك من العلماء، وأما من حضر خطبة معاوية وخاطبهم بقوله: "أين علماؤكم" فلعل ذلك كان في خطبة غير الجمعة، ولم يتفق أن يحضره إلا من ليس من أهل العلم، فقال: أين علماؤكم، لأن الخطاب بالإنكار لا يتوجّه إلا على من علم الحكم وأقرَّه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمر بن عطاء بن أبي الخوار من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن بكر: هو محمد البرساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة =(28/80)
16867 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ، يَخْطُبُ بِالْمَدِينَةِ، يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يُفْرَضْ عَلَيْنَا صِيَامُهُ، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ، فَإِنِّي صَائِمٌ " فَصَامَ النَّاسُ (1)
__________
= تدليسه.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5534) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1129) ، وابن خزيمة (1705) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (712) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/139، ومسلم (883) ، وأبو يعلى (7356) ، وابن خزيمة (1705) و (1867) و (1868) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4113) و (4114) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (712) ، والبيهقي في "السنن" 3/240 من طرق عن ابن جريج، به.
وسيأتي برقم (16913) .
قال السندي: قوله: لا تصلها، من الوصل.
قوله: لا توصل، على بناء المفعول، والحديث بظاهرها يشمل النافلة عقب النافلة، إلا أن يقال: يحمل الحديث على التغاير جنساً، والنافلة كلها جنس واحد، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7834) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (748) .
وأخرجه مسلم (1129) (126) ، وابن خزيمة (2085) ، وابن حبان (3626) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (744) ، من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "الكبرى" (2857) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (753) من طريق=(28/81)
16868 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، عَامَ حَجَّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= صالح بن كيسان، والطبراني كذلك 19/ (751) و (752) من طريق عبد الرحمن ابن خالد بن مسافر، وعبد الرحمن بن إسحاق، أربعتهم عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2855) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن معاوية، به. وقال: وهذا خطأ لا نعلم أحداً من أصحاب الزهري قال في هذا الحديث: عن أبي سلمة، غير هذا، والصواب حُميد بن عبد الرحمن.
وأخرجه النسائي كذلك (2856) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (716) من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن معاوية، به.
وقال النسائي: وهذا أيضاً خطأ، والنعمان بن راشد كثير الخطأ عن الزهري.
وسيأتي برقم (16868) و (16891) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (4024) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي حفصة، فقد أخرج له الشيخان متابعة، وهو حسن الحديث في المتابعات. وقد توبع هنا كذلك.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/77 من طريق روح، عن مالك، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (754) من طريق روح، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، به.
وهو في "موطأ مالك" 1/299، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/265 (بترتيب السندي) ، والبخاري (2003) ، ومسلم (1129) ، والطبراني=(28/82)
16869 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (1) فِي شَارِبِ الْخَمْرِ: " إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ، فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الثَّالِثَةَ (2) فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الرَّابِعَةَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ " (3)
16870 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ - قَالَ رَوْحٌ: أخْبَرَهُ -، قَالَ: " قَصَّرْتُ
__________
= في "الكبير" 19/ (749) ، والبيهقي في "السنن" 4/290، والبغوي في "شرح السنة" (1785) .
وانظر ما قبله.
(1) لفظ "قال"، ليس في (ظ13) و (ص) ، وهو نسخة في هامش (س) .
(2) لفظ "الثالثة" ليس في (ص) ، وأشير إليه في (س) أنه نسخة.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وذكوان: هو أبو صالح السَّمَّان.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (17087) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (767) ، وابن حزم في "المحلى" 11/366.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5297) من طريق محمد بن حُميد، عن سفيان الثوري، به.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (16847) .(28/83)
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصٍ عَلَى الْمَرْوَةِ، أَوْ رَأَيْتُهُ يُقَصَّرُ (1) عَنْهُ بِمِشْقَصٍ عَلَى الْمَرْوَةِ " (2)
16871 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَهُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ مُعَاوِيَةُ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ حَدِيثِهِمْ، فَقَالُوا: كُنَّا فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا أَزِيدُكُمْ (3) حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
__________
(1) في (ظ13) : يقص، وهي نسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البرساني، وروح: هو ابن عبادة، والحسن بن مسلم: هو ابن يَنَّاق المكي، وطاووس: هو ابن كيسان.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/102 باب ما يفعل المعتمر بعد الصفا والمروة من طريق روح، بهذا الإسناد، وزاد فيه: في عمرته.
وأخرجه البخاري (1730) في الحج: باب الحلق والتقصير عند الإحلال، وأبو داود (1802) في باب الإقران، والطبراني في "الكبير" 19/ (693) ، والبيهقي في "السنن" 5/102 باب ما يفعل المعتمر بعد الصفا والمروة، من طرق عن ابن جريج، به، وزاد الطبراني: في عمرته.
وسيأتي من طريق طاووس أيضاً برقم (16884) . وقد سلف برقم (16836) .
وانظر تفصيل القول في توجيه هذا الحديث في "فتح الباري" 3/565-566.
(3) في (ق) : لأزيدنكم، وأشير إليها في هامش (س) على أنها نسخة.(28/84)
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ، أَحَبَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ، أَبْغَضَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، يزيد بن جارية، اختلف في اسمه، فقيل: يزيد، وقيل: زيد، وقد ذكره في زيد البخاري في "التاريخ الكبير" 3/389، وأبو حاتم في "الجرح والتعديل " 3/558، وترجمه المزي في "تهذيب الكمال " في يزيد ونقل توثيقه عن النسائي، وقال: فرَّق أبو حاتم بينه وبين أخي مجمع بن
جارية، والظاهر أنهما واحد، ونقل الحافظ في "تهذيب التهذيب" عن ابن ماكولا قوله: والأشبه أنه أخو مجمِّع. وفرَّق الدارقطني بين أخي مجمع وبين الراوي عن معاوية، وقال عن الثلاثة لهم صحبة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن ميناء، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/158، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/389، والنسائي في "الكبرى" (8332) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1708) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (718) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 3/389 من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، وأبو يعلى (7368) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والبخاري 3/389، والطبراني في "الكبير" 19/ (718) من طريق يحيى بن أيوب، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وسقط من مطبوع البخاري اسم يحيى بن سعيد من الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6154) من طريق أبان بن بشير المعلم، عن يحيى بن سعيد، قال: كنا جلوساً حول سرير معاوية، فذكره، وهو معضل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (789) من طريق معاوية بن صالح، عن النعمان بن مرة الزرقي، عن معاوية، بلفظ "من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم". =(28/85)
16872 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ عَلِيٍّ، رَجُلٌ (1) مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي (2) عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أنه (3) قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، عَلَى الْمِنْبَرِ بِمَكَّةَ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ " (4)
__________
= قال الدارقطني في "العلل" 7/56 وهم- يعني معاوية بن صالح- في ذكر النعمان بن مرة.
وسيأتي برقم (16920) ، وسيكرر برقم (16919) سنداً ومتناً.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11407) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) المثبت من (ظ13) ، وفي بقية النسخ: رجلاً.
(2) المثبت من (ظ 13) ، وفي بقية النسخ: وعبد الله بن الحارث وحدثني عمر بن سعيد.
(3) لفظ "أنه" من (ق) وهامش (س) .
(4) حديث صحيح، وهذان إسنادان وهم روح في أحدهما، فقال: أن علي بن علي رجل من بني عبد شمس، والصواب رواية عبد الله بن الحارث في الإسناد الثاني، وفيها: عن علي بن عبد الله بن علي العدوي، عن أبيه عبد الله بن علي. نبَّه على ذلك الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل" لكنه وهم في فهم مراد الحسيني، وسترد رواية عبد الله بن الحارث كذلك برقم (16930) ، وتابعه أبو أحمد الزبيري في الرواية (16923) ، وعلي ابن عبد الله ابن علي العدوي مجهول، انفرد بالرواية عنه عمر بن سعيد بن أبي حسين، وهو من رجال التعجيل، وأبوه مجهول كذلك، فقد انفرد عنه، وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/149، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل "=(28/86)
16873 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ وَهُوَ يَخْطُبُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " " وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " " وَتُوُفِّيَ عُمَرُ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " قَالَ مُعَاوِيَةُ: " وَأَنَا الْيَوْمَ في (1) ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " (2)
__________
= 5/115، لكنه أخطأ في ترجمته كما يظهر للقارئ لأول وهلة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقد سلف مطولاً برقم (16833) ، وسيرد في (16923) و (16930) .
(1) في النسخ الخطية خلا (ظ13) : ابن، وقد ضبب فوقها في (س) ، والمثبت من (ظ13) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عامر بن سعد- وهو البجلي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (421) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1950) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (705) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/239 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2352) (119) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به. دون قول معاوية: وأنا اليوم في ثلاث وستين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1952) عن الحسن بن غُلَيْب، عن يوسف بن عدي، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به، إلا أنه جعله من حديث جرير في حضرة معاوية.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (704) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به، مختصراً. =(28/87)
16874 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا يُفَقّهْهُّ فِي الدِّينِ " (1)
° 16875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، " وَجَدْتُ هَذَا الْكَلَامَ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ، فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ مُتَّصِلًا بِهِ، وَقَدْ خَطَّ عَلَيْهِ، فَلَا أَدْرِي أَقَرَأَهُ عَلَيَّ أَمْ لَا: وَإِنَّ السَّامِعَ الْمُطِيعَ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ السَّامِعَ الْعَاصِي لَا حُجَّةَ لَهُ " (2)
16876 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ
__________
= وسيأتي بالأرقام (16882) و (16890) و (16925) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2017) .
وعن أنس عند مسلم (2348) .
وعن عائشة عند البخاري (4466) ، ومسلم (2349) ، وسيرد 6/93.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16834) إلا أن شيخ أحمد هنا هو روح ابن عبادة.
(2) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث السالف برقم (16874) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (861) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" 19/ (785) من طريق محمد بن كعب القرظي، عن معاوية، به.(28/88)
مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم- وهو ابن بهدلة- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أبا بكر- وهو ابن عياش- إنما روى له مسلم في المقدمة، وهو صدوق حسن الحديث. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1057) ، وأبو يعلى (7357) ، وابن حبان (4573) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (769) ، من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (5816) من طريق العباس بن الحسن القنطري، عن أسود بن عامر، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، به، وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا أبو بكر بن عياش، تفرد به الأسود بن عامر شاذان، ورواه غير شاذان عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة.
قلنا: بل رواه شاذان، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، كما هي رواية أحمد، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 7/64 أنه وهم عباس بن الحسن في ذكر الأعمش، وإنما هو حديث عاصم. وعباس بن الحسن تصحف عند الطبراني في "الأوسط " إلى عباس بن الحسين، وهو خطأ، وإنما هو عباس بن
الحسن البلخي، ويقال له: القَنْطري، لأنه سكن بغداد بقنطرة البردان، وذكره المزي في "التهذيب" تمييزاً، وقد التبس أمره على الشيخ ناصر الدين الألباني في تعليقه على هذا الحديث في كتاب "السنة".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/225، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه العباس بن الحسين القنطري، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: إنما هو العباس بن الحسن كما سلف آنفاً.
وله شاهد يصح به من حديث ابن عباس، سلف برقم (2487) ، وانظر تتمة أحاديث الباب في رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب السالفة برقم (5386) .(28/89)
16877 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شَيْخٍ الْهُنَائِيُّ، عَنْ أَخِيهِ حِمَّانَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، عَامَ حَجَّ جَمَعَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَأَخْبِرُونِي، أَنْشُدُكُمُ اللهَ، هَلْ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ، ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ (1) ، " أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ (2) ، " أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ صُففِ (3) النُّمُورِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ (4)
__________
(1) في (ق) وهامش (س) : الله. وكلاهما صحيح.
(2) في (ظ 13) وهامش (س) : الله.
(3) في النسخ عدا (ظ 13) : صوف، وهو خطأ، وصفَف جمع صُفَّة، قال ابنُ الأثير في "النهاية": وهي للسَّرْج بمنزلة المِيْثَرة من الرَّحْل.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب يحيى بن أبي كثير فيه، وحِِمان مُخْتَلَفٌ في اسمه كما سيرد، وهو مجهول، فقد روى عنه اثنان، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وأبو شيخ الهُنائي سلف الكلام عليه في الرواية (16833) .
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 8/162، وفي "الكبرى" (9456) و (9819) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (831) ، من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
ورواه عليُّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي شيخ، فقال: عن أبي حمان، عن معاوية، كما عند النسائي في "المجتبى" 8/162، وفي "الكبرى" (9455) و (9601) و (9818) . =(28/90)
16878 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ جَرَادٍ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ
__________
= ورواه عن يحيى بن أبي كثير أيضاً الأوزاعي، واختلف عنه، فرواه شعيب ابن إسحاق، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي شيخ، عن حمان، به. كما عند النسائي في "المجتبى" 8/162، وفي "الكبرى" (9457) و (9820) و (9603) ، والطبراني 19/ (830) و (832) .
ورواه عقبة بن علقمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي حمان، به. كما عند النسائي في "المجتبى" 8/163، وفي "الكبرى، (9459) و (9605) و (9822) ، قال الدارقطني في "العلل" 7/73: وهم عقبة بن علقمة في ذلك، وإنما أراد: حدثني أبو شيخ، ثم قال: حدثني أبو حمان، عن معاوية.
ورواه عمار بن بشر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: عن أبي إسحاق، عن حمان، به. كما عند النسائي في "المجتبى" 8/162-163، وفي "الكبرى" (9458) و (9604) و (9821) .
ورواه يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: عن حمران، كما عند النسائي في "المجتبى" 8/163،- وفيه حمان بدل حمران-، وفي "الكبرى" (9460) و (9606) و (9823) ، وعند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3249) . قال النسائي: قتادة أحفظ من يحيى بن أبي كثير، وحديثه أولى بالصواب، وقال مثله أبو حاتم الرازي في، العلل" 1/484، ولفظه: رواه يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو شيخ، عن أخيه حمان، عن معاوية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: أدخل أخاه وهو مجهول، فأفسد الحديث. وقال الدارقطني في "العلل" 7/74: اضطرب يحيى بن أبي كثير فيه، والقول عندنا قول قتادة وبيهس بن فهدان، والله أعلم.
قلنا: رواية قتادة سلفت برقم (16833) ، ورواية بيهس ستأتي برقم (16901) .(28/91)
خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ " (1)
° 16879 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَظُنُّي (2) قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فِي الْمُذَاكَرَةِ فَلَمْ أَكْتُبْهُ، وَكَانَ بَكْرٌ يَنْزِلُ الْمَدِينَةَ، أَظُنُّهُ (3) كَانَ فِي الْمِحْنَةِ كَانَ قَدْ ضُرِبَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلَابِيِّ، أَنَّ (4) مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، جراد: وهو ابن مجالد الضَّبِّي التميمي، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 2/245، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/538، والحسيني في "الإكمال" ص64، والحافظ في "التعجيل" 1/382، ولم يذكروا في الرواة عنه غير شعبة، وأبي بكر بن
عيَّاش، وقال أبو حاتم: شيخ لا بأس به، لا أعلم أحداً روى عنه غير شعبة، وأبي بكر بن عياش. وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1686) من طريق يحيى بن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (412) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (911) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/175-176 من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، به.
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/7 من طريق يزيد بن عبد الله، عن جراد بن مجالد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (912) من طريق ابن عون، عن رجاء، به.
وقد سلف برقم (16834) .
(2) في (ق) : وظني، وهي نسخة في هامش (س) .
(3) في (ق) : أظنه قال، وهي نسخة في هامش (س) .
(4) في (ص) : حدثنا.(28/92)
الْعَيْنَيْنِ وِكَاءُ السَّهِ، فَإِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ اسْتُطْلِقَ الْوِكَاءُ " (1)
16880 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصَبِيِّ، قَالَ:
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. وبكر بن يزيد: هو الطويل الحمصي نزيل بغداد، من رجال "التعجيل"، وترجم له الخطيب في "تاريخه" 7/92، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 7/92 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/184، وأبو يعلى (7372) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3433) و (3434) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (875) ، وفي مسند "الشاميين" (1494) ، والدارقطني في "السنن" 1/160، والبيهقي في "السنن" 1/118 من طريقين عن أبي بكر بن أبي مريم، به. وزاد الطبراني: "فمن نام فليتوضأ".
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/118-119 من طريق الوليد بن مسلم، عن مروان بن جناح، عن عطية بن قيس، عن معاوية موقوفاً، وقال: قال الوليد بن مسلم: ومروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم.
وقد سلف من حديث علي بن أبي طالب برقم (887) وإسناده ضعيف كذلك، ونقل الحافظ في "التلخيص" 1/118 عن الإمام أحمد قوله: حديث عليٍّ أثبت من حديث معاوية في هذا الباب.
قال السندي: قوله: وكاء السَّهِ: الوكاء، بكسر الواو. الحبل الذي يربط به. والسَّهِ، بفتح السين: حلقة الدُّبُر، أي: من كان مستيقظاً، فكأن دبره مسدود، فإذا نام انحلَّ وكاؤها، كنى به عن الحدث بخروج الريح، والحاصل أنه إذا استيقظ أمسك ما في بطنه، فإذا نام زال اختياره واسترخت مفاصله.(28/93)
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ " (1)
16881 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَحْصَبِيِّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: " كَذَا قَالَ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصَبِيُّ " قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ لَا يُبَالُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ أَوْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
16882 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ (3) أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ:
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وجعفر ابن ربيعة: هو الكندي المصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (871) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/5 من طريق يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (16910) ، وقد سلف برقم (16834) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (870) من طريقين عن يحيى بن إسحاق السيلحيني، بهذا الإسناد، دون قلب في اسم عبد الله بن عامر اليحصبي.
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (16849) .
(3) في (ق) ، وهامش (س) : حدثنا أبو السفر.(28/94)
كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " " وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " " وَتُوُفِّيَ عُمَرُ،، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اضطرب فيه يونس- وهو ابن أبي إسحاق السَّبيعي- فرواه هنا عن أبي السفر، عن عامر بن سعد، عن جرير، عن معاوية، ورواه- كما عند الطبراني في "الأوسط" (7149) - عن أبي السفر، عن الشعبي، قال جرير بن عبد الله. ويونس مختلف فيه حسن الحديث، وقال أحمد: حديثه مضطرب. قلنا: وقد خالف شعبة، فقد رواه شعبة- كما سلف برقم (16873) عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن سعد، عن جرير، عن معاوية، وهو الصحيح، فقد قال الدارقطني في "العلل " 7/54: القول قول شعبة، ومن تابعه عن أبي إسحاق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (703) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7115) من طريق ابن أبي زائدة، عن يونس، به مختصراً. وتحرف في المطبوع منه اسم أبي السفر إلى: ابن أبي النضر.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7149) من طريق محمد بن الحسن المُزَني، عن يونس، عن أبي السفر، عن الشعبي، قال: قال جرير بن عبد الله: توفي رسول الله، فذكر الحديث، وفيه: قال معاوية: وهذه يومي لي سبع وخمسون سنة، ثم عاش بعد ذلك عشرين سنة. وقال الطبراني: لم يرو هذا
الحديث عن أبي السفر إلا يونس بن أبي إسحاق.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1951) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (706) من طريق شريك، عن سماك بن حرب، عن الشعبي، عن جرير، به. وشريك: وهو ابن عبد الله النخعي ضعيف.
وقد سلف برقم (16873) ، وسيأتي برقم (16890) و (16925) .(28/95)
16883 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا " (1)
__________
(1) إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل، حسن الحديث في المتابعات، وقد ضعفه الأئمة لسوء حفظه، وما حَسَّن الرأي فيه إلا الترمذي وشيخه البخاري، فقال الأول: صدوق، وقال الثاني: مقارب الحديث. وقول الحافظ في "تلخيص الحبير" 2/108: هو سيئ الحفظ، يصلح حديثه للمتابعات، فأما إذا انفرد، فيحسن، وأما إذا خالف، فلا يقبل، وبقية رجاله ثقَات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو يعلى (7369) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5465) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/91، والطبراني في "الكبير" 19/ (733) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/72، وأبو نعيم في "الحلية" 3/180 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/91 عن عبيد بن يعيش، عن يونس بن بكير، والطبراني في "الكبر" 19/ (734) من طريق يحيى الحِمَاني، عن ابن المبارك، كلاهما عن ابن إسحاق، عن ابن عقيل، به، ولفظ يونس: "من أعمر عمرى فهي له، يرثها من عقبه من يرثه".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (735) ، وفي "الأوسط" (266) و (4711) من طريق روح بن صلاح المصري، عن سعيد بن أبي أيوب، عن ابن عقيل، به، بلفظ: "العمرى بمنزلة الميراث". وفي مطبوع الطبراني في "الكبير": عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمه، وهو تحريف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/156، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح خلا عبد الله بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن. قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.=(28/96)
• 16884 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ لِي مُعَاوِيَةُ: عَلِمْتَ أَنِّي " قَصَّرْتُ مِنْ رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصٍ؟ " فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَعْلَمُ هَذَا إِلَّا حُجَّةً عَلَيْكَ (1)
__________
= وسيأتي برقم (16905) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة بإسنادٍ صحيح، وقد سلف برقم (8567) ، ولفظه: "العُمْرى جائُزة"، وذكرنا هناك أحاديث الباب. ونزيد عليها هنا: وعن زيد بن ثابت، سيرد 5/189.
(1) صحيح، هشام بن حُجَير- وإن كان ضعيفاً يعتبر به- تابعه الحسن بن مسلم في الرواية (16870) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه مسلم (1246) (209) عن عمرو بن محمد الناقد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (605) ، والنسائي في "المجتبى" 5/153- 154، وفي "الكبرى" (4118) في باب التمتع، والطبراني في "الكبير" 19/ (692) من طريق سفيان بن عيينة، به. وعند النسائي: يقول ابن عباس: وهذه على معاوية، أنه ينهى الناس عن المتعة، وقد تمتع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
وأخرجه أبو داود (1803) في باب الإقران، والنسائي في "المجتبى" 5/244 تحت عنوان أين يقصر المعتمر، وفي "الكبرى" (3982) ، والطبراني 19/ (694) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، به. قال أبو داود: زاد الحسن (يعني ابن علي شيخه) في حديثه: لحجته.
قلنا: وكذا زاد الطبراني: في حجته.
وسلف برقم (16870) ، وانظر (16836) .(28/97)
• 16885 - قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) ، وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: " قَصَّرْتُ عَنْ رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْمَرْوَةِ " (2)
__________
(1) وقع في النسخ عدا (ظ13) من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، والتصويب من (ظ13) و"أطراف المسند".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على جعفر بن محمد- وهو ابن علي بن الحسين المعروف بالصادق- قال الدارقطني في "العلل" 7/51: فرواه ابن جريج، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس، عن معاوية. وتابعه الثوري من رواية أبي أحمد الزبيري عنه. قال ذلك محمد بن علي بن محرز. وخالفه المقدمي والفضل بن سهل الأعرج، فروياه
عن أبي أحمد، ولم يذكرا فيه علي بن الحسين. قلنا: وكذا لم يذكره عمرو بن محمد الناقد عن أبي أحمد الزبيري في هذا الإسناد، وأبو بكر بن أبي شيبة في الرواية الآتية برقم (16886) ، وإبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي في الرواية الآتية برقم (16939) .
قال الدارقطني: وحديث ابن جريج أشبه بالصواب. وقد قيل للدارقطني: إن بنداراً وأبا بكر بن أبي شيبة وافقا محمد بن أبي بكر المقدمي والفضل بن سهل في تركهما لذكر علي بن الحسين في الإسناد؟ فقال: فزد فيه وغَيِّره.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 7/52 من طريق محمد بن بشار، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. يعني دون ذكر علي بن الحسين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (695) و (696) من طريق ابن جريج، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس، به.
وسيأتي برقم (16939) ، وقد سلف برقم (16836) .(28/98)
• 16886 - قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُقَصِّرُ بِمِشْقَصٍ " (2)
• 16887 - قَالَ عَبْدُ اللهِ (3) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ، لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَمَا عَلِمْتَ أَنِّي " قَصَّرْتُ مِنْ رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصٍ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَهَذِهِ حُجَّةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ (4)
__________
(1) وقع هذا الحديث من رواية الإمام أحمد في النسخ عدا (ظ13) ، وجاء على الصواب في (ظ13) و"أطراف المسند".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة فانظره. محمد بن عبد الله الأسدي: هو أبو أحمد الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وجعفر: هو الصادق.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (530) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16836) .
(3) وقع في النسخ عدا (ظ 13) من رواية الإمام أحمد، والتصويب من (ظ 13) ، و"أطراف المسند".
(4) حديث صحيح، وهو مكرر (16884) غير أن شيخي عبد الله بن أحمد هنا هما إسماعيل أبو معمر، وهو ابن إبراهيم بن معمر القطيعي، ومحمد ابن عباد، وهو ابن الزبرقان.
وقد سلف الحديث عن إسناده هناك فانظره.
وسلف برقم (16836) .(28/99)
16888 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (1) ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاضْرِبُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاضْرِبُوهُ (2) ، فَإِنْ عَادَ فَاضْرِبُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ: (3)
16889 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ: " اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " (4)
__________
(1) في (ق) و (م) : هاشم، وهو خطأ.
(2) الثالثة من قوله: فإن عاد فاضربوه، ليست في (ظ 13) وهو الموافق لرواية الطبراني والحازمي وابن حزم كما سيأتي في التخريج!
(3) إسناده صحيح، وقد سلف الكلام على رجاله في الرواية رقم (16847) إلا أن شيخ أحمد هنا هو هشيم بن بشير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (843) ، والحازمي في "الاعتبار" ص199، وابن حزم في "المحلى" 11/367 من طريق هشيم، بهذا الإسناد إلا أن عندهم: في الثالثة: فإن عاد فاقتلوه، وهو الموافق لرواية (ظ13) . ولعله من أوهام النساخ!
وقد سلف برقم (16847) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16860) إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن فضيل وهو ابن غزوان الضَّبِّي.
وقد سلف برقم (16839) .(28/100)
16890 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: " مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ (1) سَنَةً " " وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " " وَمَاتَ عُمَرُ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " " وَأَنَا (2) الْيَوْمَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ (3) "
16891 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (4) بْنِ مُعَاوِيَةَ، سَمِعَ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ بِالْمَدِينَةِ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ " وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذَا. وَأَخْرَجَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ مِنْ كُمِّهِ فَقَالَ: " إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَتْهَا نِسَاؤُهُمْ " (5)
__________
(1) في (م) : ابن ثلاث وستين سنة، بزيادة: سنة.
(2) في (ص) ، وهامش (س) : قال: وأنا.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16873) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عمرو بن الهيثم أبو قطن.
(4) في (م) : بن عبد الرحمن بن معاوية، وهو خطأ.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وحميد ابن عبد الرحمن: هو ابن عوف.
وقوله: "من شاء منكم أن يصومه فليصمه".
أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/264-265 (بترتيب السندي) ، والحميدي (600) ، والنسائي في "المجتبى" 4/204، وفي "الكبرى" (2854) ، والطبراني=(28/101)
16892 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَادِرُونِي فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَإِنِّي قَدْ بَدَّنْتُ، وَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ (1) بِهِ إِذَا رَكَعْتُ تُدْرِكُونِي إِذَا رَفَعْتُ، وَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا سَجَدْتُ تُدْرِكُونِي إِذَا رَفَعْتُ " (2)
__________
= في الكبير 19/ (750) ، والبيهقي في "السنن" 4/290 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2853) من طريق محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة، به، بلفظ: "إني صائم، فمن شاء فليصم"، وأرسل إلى أهل العوالي، فقال: من أكل فلا يأكل، ومن لم يكن أكل، فليتم صومه. وقال النسائي: هذا الكلام الأخيرُ خطأ، لا نعلم أحداً من أصحاب الزهري تابعه
عليه.
وقد سلف برقم (16876) و (16868) .
وقوله: "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذتها نساؤهم".
أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/264-265 (بترتيب السندي) ، والحميدي (601) ، ومسلم (2127) ، والنسائي في "المجتبى" 8/286، وفي "الكبرى" (9367) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (747) ، والبيهقي في "السنن" 4/290 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16865) ، وانظر (16829) .
(1) في نسخة من (من) : سبقتكم.
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (16838) غير أن شيخ أحمد هنا هو سفيان، وهو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (603) ، وابن ماجه (963) ، وابن خزيمة (1594) ،=(28/102)
16893 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (1) : " لَا تُلْحِفُوا (2) فِي الْمَسْأَلَةِ، فَوَاللهِ لَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ شَيْئًا، فَتَخْرُجَ لَهُ مَسْأَلَتُهُ، فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ " (3)
__________
= وابن عبد البر في "التمهيد" 6/224، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
(1) لفظ: يقول، ليس في النسخ خلا (ق) و (م) .
(2) في (ق) : لا تلحوا.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، ابن منبه: هو وهب أخو هَمَّام من رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي.
وأخرجه الحميدي (604) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (420) ، ومسلم (1038) ، والنسائي في "المجتبى" 5/97-98، والدارمي 1/387، وابن حبان (3389) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (808) ، والحاكم 2/62، وأبو نعيم في "الحلية" 4/80-81، والبيهقي في "السنن" 4/196 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وعندهم زيادة: "وأنا له كاره"، بعد قوله: "فتخرج له مسألته "، وزاد مسلم وابن حبان بعد قوله: "فتخرج له مسألته" مني شيئاً. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة. ووافقه الذهبي!
قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف، ووهب بن منبه أخرج له البخاري متابعة، ولم يحتج به.
وأخرجه البيهقي 4/196 من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 14/276 من طريق محمد بن هارون بن حميد بن المُجَدَّر، عن يعقوب بن إسماعيل، عن أبي عاصم، عن ابن جريج،=(28/103)
16894 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ يَعْنِي الْقُرَظِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَخْطُبُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: تَعَلَّمُنَّ (1) أَنَّهُ: " لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ اللهُ، وَلَا (2) يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْهُ الْجَدُّ، مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ " سَمِعْتُ هَذِهِ الْأَحْرُفَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ (3)
16895 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أخْبَرَهُ،
__________
= أخبرني عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، قال: حسبت أنه عن معاوية، فذكر الحديث.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب عند أبي يعلى (5628) ، وانظر (16837) .
قال السندي: قوله: "لا تلحفوا" من الإلحاف، بمعنى المبالغة.
قوله: "فتخرج"، بالنصب، وكذا قوله: "فيبارك" على أنه جواب النفي.
(1) في (ظ 13) و (ق) ونسخة السندي: تعلموا، وقد أشير إليها في (س) ، وقال السندي: أمرٌ من التعلُّم.
(2) في (ظ 13) و (ق) : فلا.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان: وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (666) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (784) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/79، وفي "جامع بيان العلم" ص18 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16839) .(28/104)
أَنَّ مُعَاوِيَةَ، أخْبَرَهُ، قَالَ: " قَصَّرْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصٍ " أَوْ قَالَ: " رَأَيْتُهُ يُقَصَّرُ (1) عَنْهُ بِمِشْقَصٍ عِنْدَ الْمَرْوَةِ " (2)
16896 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ". فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ (3) : " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: " أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ "، فَقَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "، فَقَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، فَقَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ "، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
__________
(1) في (ظ13) و (س) : يقص.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16870) غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد، وهو القطان.
وأخرجه مسلم (1246) (210) في باب التقصير في العمرة، وأبو داود (1802) في باب الإقران، والنسائي في "المجتبى" 5/244-245 باب أين يقصر المعتمر، وفي "الكبرى" (3981) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وزاد النسائي: في عمرة.
وقد سلف برقم (16836) .
(3) في (م) : فقال معاوية.(28/105)
أَوْ نَبِيُّكُمْ - إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ (1)
16897 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: حَجَّ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةُ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " إِنَّمَا اسْتَلَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَيْسَ مِنْ أَرْكَانِهِ مَهْجُورٌ " (2)
16898 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ:
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا سند محتمل للتحسين. عمرو بن علقمة والد محمد بن عمرو تفرد بالرواية عنه ابنه محمد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وتابعه أخوه عبد الله بن علقمة في الرواية (16831) لكن في طريقه عيسى بن عمر، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد ابن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فقد أخرج له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه ابن خزيمة (416) ، وابن حبان (1687) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (731) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/273، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/145، من طريق سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/143-144، من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن محمد بن عمرو، به.
وقد سلف برقم (16828) .
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (16858) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد، وهو القطان.
وهو في "علل" أحمد برقم (5404) ، بهذا الإسناد.(28/106)
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ إِذَا أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
16899 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ فِي جَسَدِهِ يُؤْذِيهِ، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ (2) بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16861) .
(2) في (ظ13) : كفَّر عنه.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/230-231، وعبد بن حميد في "المنتخب" (415) ، والحاكم 1/347، والبيهقي في "الشعب" (9874) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
قلنا: طلحة بن يحيى لم يخرج له سوى مسلم وأصحاب السنن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (842) ، وفي "الأوسط" (5843) من طريق يونس بن بُكيْر، عن طلحة بن يحيى، به. وقال في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن طلحة بن يحيى إلا يونس بن بكير، ولم يروه عن معاوية إلا أبو بردة!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (841) من طريق فروة بن أبي المَغراء، عن القاسم بن مالك المزني، عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، به. =(28/107)
16900 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمْرِو (1) بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ يُشَقِّقُونَ الْكَلَامَ تَشْقِيقَ الشِّعْرِ " (2)
__________
= قال الدارقطني في "العلل" 7/71: الصحيح حديث طلحة بن يحيى.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/301، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه قصة، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري (11007) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) في (م) : جابر بن عمرو، وهو تحريف.
(2) إسناده ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجُعْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
عمرو بن يحيى: هو القرشي.
وهو عند وكيع في "الزهد" (169) و (298) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (848) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/191 و8/116 ونسبه في الموضع الأول للطبراني، ونسبه في الموضع الثاني لأحمد، وقال: وفيه جابر الجُعْفي، وهو ضعيف.
وقد سلف ذم تشقيق الكلام من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح برقم (5687) ، ولفظه: "يا أيها الناس، قولوا بقولكم، فإنما تشقيق الكلام من الشَّيْطان".
قال السندي: قوله: "الذين يشققون الكلام": تشقيق الكلام التطلب فيه ليخرج بأحسن مخرج، وبالجملة فالتكلف في الكلام، وإرسال اللسان فيه=(28/108)
16901 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَيْهَسُ بْنُ فَهْدَانَ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا " (1)
16902 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَتَشَهَّدُ مَعَ الْمُؤَذِّنِينَ " (2)
16903 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ - وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَلَّمَا خَطَبَ إِلَّا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي خُطْبَتِهِ -، سَمِعْتُ
__________
= مذموم قبيح.
(1) إسناده صحيح، أبو شيخ الهُنَائي، سلف الكلام عليه في الرواية (16833) ، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/163، وفي "الكبرى" (9461) من طريق النضر بن شميل، عن بيهس، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/163، وفي "الكبرى" (9598) من طريق علي بن غُراب، عن بيهس، عن أبي شيخ، عن ابن عمر، به. وقال: حديث النضر أشبه بالصواب.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" 19/ (829) من طريق عثمان بن عمر، عن بيهس، به.
وقد سلف مطولاً برقم (16833) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16841) سنداً ومتناً.(28/109)
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوٌ خَضِرٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ، بَارِكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا، يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِيَّاكُمْ، وَالْمَدْحَ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ " (1)
16904 - حَدَّثَنَاهُ (2) يَعْقُوبُ، قَالَ فِيهِ: " وَإِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ " (3)
16905 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا " (4)
__________
(1) إسناده صحيح، معبد الجهني، سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16837) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4870) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً القضاعي في "مسند الشهاب" (953) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه مقطعاً الطبراني في "الكبير" 19/ (816) و (817) ، والقضاعي (954) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.
وقد سلف برقم (16837) .
(2) في النسخ الخطية خلا (ظ 13) : حدثنا.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يعقوب ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
(4) إسناده حسن، وهو مكرر (16883) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يزيد ابن هارون.(28/110)
16906 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي هِنْدٍ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ وَقَدْ غَمَّضَ عَيْنَيْهِ، فَتَذَاكَرْنَا الْهِجْرَةَ، وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: قَدِ انْقَطَعَتْ، وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: لَمْ تَنْقَطِعْ، فَاسْتَنْبَهَ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ فِيهِ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، وَكَانَ قَلِيلَ الرَّدِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: تَذَاكَرْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي هند البجلي، فقد انفرد بالرواية عنه عبدُ الرحمن بن أبي عوف الجُرشي، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، لكن احتج به النسائي على قاعدته. وقال ابن القطان: مجهول.
وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة بتوثيق أبي داود لشيوخ حريز كلهم.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/80، وأبو داود (2479) ، والنسائي في "الكبرى" (8711) ، والدارمي 2/239- 240، وأبو يعلى (7371) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2634) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (907) ، وفي "مسند الشاميين" (1064) و (1065) ، والبيهقي في "السنن" 9/17 من طرق عن حريز بن عثمان، به.
وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص وقُرن بهما معاوية، سلف في مسند ابن عوف برقم (1671) ، وإسناده حسن.
قال السندي: قوله: وكان قليل الرد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: قَلَّما كان يردُّ الكلام إليه، فيقول: هذا مما قاله. فكلمة "على" بمعنى "إلى"، والمقصود أنه=(28/111)
16907 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ - وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلَّا الرَّجُلُ يَمُوتُ كَافِرًا، أَوِ الرَّجُلُ يَقْتُلُ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا " (1)
__________
= قليل الحديث والرواية كما سلف.
لا تنقطع الهجرة: من دار الكفر إلى دار الإسلام.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو عون- وهو الأنصاري الشامي- روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. صفوان بن عيسى: هو القرشي الزهري، وثور بن يزيد: هو الرحبي، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني.
وأخرجه المزي في ترجمة أبي عون من "تهذيب الكمال" 34/155، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/81، والحاكم 4/351، من طريق صفوان بن عيسى، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (858) من طريقين عن ثور. بن يزيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (856) و (857) ، وفي "مسند الشاميين" (1892) من طريقين عن أبي عون، به.
وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند أبي داود (4270) ، وصححه ابن حبان (5980) ، والحاكم 4/351، ووافقه الذهبي.
وآخر من حديث عبادة بن الصامت عند البزار (3325) .
قال السندي: قوله: "إلا الرجل"، أي: إلا ذنب الرجل.
"أو الرجل يقتل" ظاهر الحديث موافق لظاهر القرآن، وكان ابن عباس يقول بما يوافقه، والجمهور يقول: إنه محمول على التغليظ، وإلا فقد قال=(28/112)
16908 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: " إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً لَقَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا (1) ، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا " يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ (2)
__________
= تعالى: (إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء: 48] .
(1) في (ظ13) و (ص) و (ق) ، وهامش (س) : يصليهما، والمثبت من (س) و (م) ، وهو الموافق لرواية البخاري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/452 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (587) و (3766) من طريق محمد بن جعفر.
وأخرجه أبو يعلى (7360) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (766) من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، به.
واختلف فيه على شعبة
فرواه الطبراني في "الكبير" 19/ (818) من طريق عثمان بن عمر، والبيهقي 2/453 من طريق الطيالسي، كلاهما عن شعبة، عن أبي التَّيَّاح، عن معبد الجهنى، عن معاوية، به.
قال البيهقي: وكأن أبا التياح سمعه منهما، والله أعلم. وقال الحافظ في "الفتح" 2/62: الطريق التي اختارها البخاري أرجح، ويجوز أن يكون لأبي التياح فيه شيخان.
وسيأتي برقم (16914) .
وفي الباب من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4612) ، =(28/113)
16909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، أَنَّهُ شَهِدَ مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ جَمْعٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمْ مُعَاوِيَةُ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ رُكُوبِ جُلُودِ النُّمُورِ "؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ يُشْرَبَ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ جَمْعٍ بَيْنَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ "؟ قَالُوا: اللهُمَّ لَا. قَالَ: فَوَاللهِ إِنَّهَا لَمَعَهُنَّ (1)
__________
= وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب. وانظر حديث تميم الداري برقم (16943) .
قال السندي: قوله: فما رأيناه يصليهما: قد جاء أنه كان يصليهما في بيته، وكأنه لذلك خفي عليه فما رآه يصليهما، وبالجملة فقوله صحيح، ولا يلزم منه أنه ما صلاهما.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/62: وكلام معاوية مشعر بأن من خاطبهم كانوا يصلون بعد العصر ركعتين على سبيل التطوع الراتب لها كما يصلى بعد الظهر، وما نفاه من رؤية صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهما قد أثبته غيره، والمثبت مقدَّمٌ على النافي.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سعيد- وهو ابن أبي عروبة- قد اختلط، وسماع محمد بن جعفر منه بعد الاختلاط، لكنه توبع، وقتادة- وإن كان مدلساً وقد عنعن- تُوبع في الرواية (16901) .
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 8/161، وفي "الكبرى" (9453) و (9816) و (9599) من طريق ابن أبي عدي، والطبراني في "الكبير".=(28/114)
16910 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يُحَدِّثُ وَهُوَ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَأَحَادِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا كَانَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ أَخَافَ النَّاسَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ " (1)
__________
= 19/ (826) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد، بهذا الإسناد. وسماع يزيد بن زريع من سعيد قبل الاختلاط، غير أن في طريقه أحمد بن راشد، ولم نعرفه.
وقد سلف برقم (16833) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية بن صالح: وهو الحضرمي، وعبد الله بن عامر اليحصبي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
ربيعة بن يزيد: هو الدمشقي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 15/146 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1037) (98) ، وابن حبان (3401) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (869) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/4-5، من طرق عن معاوية بن صالح، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/366 من طريق معتمر بن سليمان، عن سفيان الثوري، عن معاوية بن صالح، عن محمد بن ربيعة، عن عبد الله بن عامر، عن معاوية، به. فوهم معتمر في اسم ربيعة بن يزيد، فسماه محمد بن ربيعة- كذا وقع في المطبوع-، وقد ساق الدارقطني في "العلل" 7/61-62 إسناد معتمر هذا، ونبه على أوهام له هناك لم تقع له هنا، فانظره لزاماً.
وقد سلف برقم (16880) ، وانظر (16834) .(28/115)
16911 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ وَإِنَّمَا يُعْطِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ أَعْطَيْتُهُ عَطَاءً عَنْ طِيبِ نَفْسٍ، فَهُوَ أَنْ يُبَارَكَ لِأَحَدِكُمْ، وَمَنْ أَعْطَيْتُهُ عَطَاءً عَنْ شَرَهٍ وَشَرَهِ (1) مَسْأَلَةٍ، فَهُوَ كَالْآكِلِ وَلَا يَشْبَعُ " (2)
16912 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا تَزَالُ أُمَّةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلى (3) الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ " (4)
__________
(1) في هامش (ظ13) وهامش (ق) : وشدة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو إسناد الحديث رقم (16910/1) .
وأخرجه مسلم (1037) ، وابن حبان (3401) ، والطبراني في "الكبير"
19/ (869) من طريقين عن معاوية بن صالح، به.
وسيأتي برقم (16921) و (16936) ، وانظر (16839) .
قال السندي: قوله: "فهو أن يبارك لأحدكم": فيه تقرير، أي: فهو حري حقيق أن يبارك فيه لأحدكم.
(3) في (م) : عن، وهو تحريف.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو إسناد الحديث رقم (19610) .
وأخرجه الطبراني في "تهذيب الآثار" (1150) (مسند عمر بن الخطاب) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (869) من طريق أسد بن موسى، عن معاوية بن صالح، به.
وقد سلف برقم (16849) .(28/116)
16913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: نَعَمْ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الْجُمُعَةَ فِي الْمَقْصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قُمْتُ فِي مَقَامِي، فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَقَالَ: لَا تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ. إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ، فَلَا تَصِلْهَا بِصَلَاةٍ حَتَّى تَخْرُجَ أَوْ تَكَلَّمَ (1) ، فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِذَلِكَ، أَنْ " لَا تُوصَلَ صَلَاةٌ بِصَلَاةٍ (2) حَتَّى تَخْرُجَ أَوْ تَكَلَّمَ " (3)
16914 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ رَأَى أُنَاسًا (4) يُصَلُّونَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً قَدْ صَحِبْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهَا " يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ (5)
16915 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (ق) : تتكلم، وأشير إليها في هامش (س) أنها نسخة.
(2) لفظ "بصلاة" ليس في (ص) ، وأشير إليه في هامش (س) أنه نسخة، وهو مثبت في (ظ 13) و (ق) و (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16866) .
(4) في (ظ 13) : ناساً.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16908) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حجاج بن محمد المصيصي الأعور.(28/117)
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَسِيَ شَيْئًا مِنْ صَلَاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (1)
16916 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، يوسف والد محمد- وهو مولى عثمان بن عفان- تفرد بالرواية عنه ابنه محمد، لكن قال الدارقطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يوسف، فمن رجال النسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني 19/ (772) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وسيأتي مطولاً برقم (16917) .
وله شاهد من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3566) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
ونزيد عليها هنا:
حديث ثوبان عند أبي داود (1038) ، سيرد 5/280.
وحديث عقبة بن عامر عند ابن أبي شيبة 2/35، وصححه ابن حبان (1940) ، والحاكم 1/325، ووافقه الذهبي.
قال السندي: قوله: فليسجد سجدتين، أي: بعد البناء على الأقل أو التحري.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد وهم فيه روح بن عبادة، عن شعبة، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/66، فقد رواه عنه، عن أبي الفيض- وهو موسى بن أيوب الشامي-، ورواه عثمان بن جبلة، وعبد الرحمن بن مهدي، وعمرو بن حكام، عن شعبة، عن رجل من بني عذرة، عن أبي الفيض، قال الدارقطني: والقول قول من قال: عن رجل من بني عذرة. قلنا: ويبقى الإسناد=(28/118)
16917 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ يُوسُفَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَنَّهُ صَلَّى أَمَامَهُمْ فَقَامَ فِي الصَّلَاةِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَسَبَّحَ النَّاسُ، فَتَمَّ عَلَى قِيَامِهِ، ثُمَّ سَجَدَ بِنَا (1) سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ بَعْدَ أَنْ أَتَمَّ الصَّلَاةَ، ثُمَّ قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَسِيَ مِنْ صَلَاتِهِ شَيْئًا فَلْيَسْجُدْ مِثْلَ هَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ " (2)
__________
= ضعيفاً لإبهام هذا الرجل، ثم إن في رواية أبي الفيض عن معاوية وقفة، فقد أدخل بعضُ الرواة بينهما سُلَيم بن عامر فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل " في ترجمة أبي الفيض.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (922) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (395) من طريق روح بن عبادة، به.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6478) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وأخرجه من حديث عبد الله بن عمرو الطبراني في "الكبير" 19/ (879) ، لكن أدرجه في مسند معاوية متجوزاً في ذلك، لأنه في قصة بينهما. وأورد هذا الحديث الهيثمي في "المجمع" 5/71-72، وقال: رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد بن عرق، ضعفه الذهبي، فقال: غير معتمد، ولم أر للمتقدمين فيه تضعيفاً، وبقية رجاله وُثِّقوا.
(1) في (م) : ثم سجدنا سجدتين.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان، ويوسف والد محمد، سلف الكلام عليه في الرواية (16915) ، وباقي رجاله ثقات رجال=(28/119)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الشيخين غير محمد بن يوسف، فمن رجال النسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
يونس: هو ابن محمد المؤدب البغدادي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة محمد بن يوسف، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/33-34، وفي "الكبرى" (594) و (1183) من طريق شعيب بن الليث، عن الليث، به. وجود إسناده ابن التركماني في "الجوهر النقي" 2/334.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/263، والطبراني في "الكبير" 19/ (773) و (774) و (776) و (777) ، والحازمي في "الاعتبار" ص113- 114 من طرق عن محمد بن عجلان، به، وعند الطبراني والحازمي أنه سجد السجدتين قبل التسليم.
وأخرجه الطبراني 19/ (778) من طريق سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، به، مختصراً كلفظ الرواية (16915) .
وأخرجه البخاري في "تاريخه" كذلك 1/263، والدارقطني في "السنن" 1/375 من طريق بكير بن الأشج، عن محمد بن يوسف، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/334-335، وفي "معرفة السنن والآثار" (4552) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبي صالح الجهني، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن العجلان مولى فاطمة، عن محمد بن يوسف مولى عثمان، به. وفيه أنه سجد السجدتين قبل السلام، ولابن التركماني على إسناد هذا الحديث كلام فراجعه في "الجوهر النقي" 2/333-334.
وسلف برقم (16915) .
قال السندي: قوله: فقام في الصلاة وعليه جلوس، أي: كان المحلُّ محلَّ الجلوس، فكان عليه أن يجلس، لكن نسي، فقام.
سجد بنا: الجار والمجرور متعلق بسجد، كما يقال. صلى بنا.(28/120)
16918 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ، فَقَامُوا لَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
16919 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَهُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ جَارِيَةَ، أخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ مُعَاوِيَةُ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ حَدِيثِهِمْ، فَقَالُوا: كُنَّا فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا أَزِيدُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ أَبْغَضَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
16920 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، قَالَ: إِنِّي لَفِي مَجْلِسٍ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فِي نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (16830) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو مروان بن معاوية الفزاري.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (16871) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح، يزيد بن جارية، سلف الكلام عليه في الرواية رقم=(28/121)
16921 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ، وَإِنَّمَا يُعْطِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ أَعْطَيْتُهُ عَطَاءً بِطِيبِ نَفْسٍ، فَإِنَّهُ يُبَارَكُ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَعْطَيْتُهُ عَطَاءً بِشَرَهِ نَفْسٍ وَشَرَهِ مَسْأَلَةٍ، فَهُوَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا (1) يَشْبَعُ " (2)
16922 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ
__________
= (16871) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن ميناء، فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وانظر ما قبله.
(1) في (م) : فلا، وهي نسخة في (س) .
(2) حديث صحيح، ابن لهيعة: وهو عبد الله- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وجعفر ابن ربيعة: هو الكندي المصري، وربيعة بن يزيد: هو الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (873) من طريق يحيى بن بُكَير، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7354) من طريق يزيد بن أبي حبيب، والطبراني في "الكبير" 19/ (872) من طريق يزيد بن أبي خصيفة، كلاهما عن جعفر بن ربيعة، به.
وقد سلف بإسنادٍ صحح برقم (16911) .(28/122)
قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ " (1)
16923 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ، يَخْطُبُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حُلِيِّ الذَّهَبِ وَلُبْسِ الْحَرِيرِ " (2)
16924 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، قَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ، وَإِذَا قَالَ:
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني. وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" 19/ (770) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً كذلك الطبراني 19/ (771) من طريق أبان بن يزيد، عن عاصم، به.
وقد سلف مطولاً برقم (16828) ، ومختصراً بإسناد صحيح برقم (16841) . وستكرر برقم (16924) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة علي بن عبد الله بن علي وأبيه، كما بينا في الرواية (16872) . محمد بن عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الزبيري، وعمر بن سعيد: هو ابن أبي حسين القرشي النوفلي المكي.
وقد سلف مطولاً برقم (16833) ، وانظر ما بعده.(28/123)
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ، وَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ " (1)
16925 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ، يَخْطُبُ يَقُولُ: " مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " " وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " " وَعُمَرُ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " " وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " (2)
16926 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ، فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ، فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ، فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ، فَاقْتُلُوهُ " (3)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وهو مطول (16922) ، يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16873) غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 14/24 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2352) (120) ، والترمذي (3653) ، وفي "الشمائل" (362) ، وأبو يعلى (7379) من طريق محمد بن جعفر، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي=(28/124)
16927 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَشِّرٍ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ فِي شَعَرِهَا مِنْ شَعَرِ غَيْرِهَا، فَإِنَّمَا تُدْخِلُهُ زُورًا " (1)
16928 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، وَاللهِ لَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا مَا (2) لِخِيَارِهَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ
__________
= النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن.
النحوي، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (16847) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، عبد الله بن مبشر، وثقه ابن معين، وترجم له الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطه، وترجم له في "التهذيب" لقول البخاري عقب حديث أبي هريرة (5365) : "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش"، فقال البخاري: ويذكر عن معاوية وابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحديث معاوية الذي أشار إليه البخاري هو هذا الحديث، وسيأتي موطن الشاهد برقم (16929) . وزيد بن أبي عَتَّاب أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وصحح هذا الإسناد الحافظ في "تغليق التعليق " 4/482، فقال: وهذا إسناد صحيح متصل، ورجاله ثقات. أبو نُعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه الحافظ في "تغليق التعليق" 4/481 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (792) من طريق أبي نعيم، به.
وقد سلف نحوه برقم (16829) و (16865) .
(2) في (ق) : بما.(28/125)
وَجَلَّ " (1)
16929 - قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ "
" وَخَيْرُ نِسْوَةٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ، صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ، وَأَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو إسناد سابقه.
وأخرجه الحافظ في "تغليق التعليق" 4/481 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/169، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1129) و (1527) عن أبي نعيم، بهذا الإسناد. ولفظ ابن أبي عاصم: "الناس تبع لقريش في هذا الأمر لخيارهم، وشرارهم تبع لشرارهم".
وفي باب قوله: "الناس تبع لقريش ... ": عن أبي هريرة، سلف برقم (7306) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. ونزيد عليها: عن أبي بريدة عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1511) .
وعن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" (5841) ، وفي "الأوسط" (5592) .
وفي باب قوله: "لولا أن تبطر قريش": عن جبير بن مطعم وابن عباس وقتادة عند ابن أبي عاصم بالأرقام (1528) و (1529) و (1530) .
(2) إسناده صحيح، وهو إسناد سابقه برقم (16927) .
وأخرجه الحافظ في "التغليق" 4/481 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: وهذا إسناد صحيح متصل، ورجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (792) من طريق أبي نعيم الفضل بن=(28/126)
16930 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَدَوِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ أخْبَرَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، عَلَى الْمِنْبَرِ بِمَكَّةَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ " (1)
16931 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُّ فِي الدِّينِ، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ أُمَّةً
__________
= دكين، به، دون قوله: "اللهم لا مانع لما أعطيت ... ".
وقوله: "خير نسوة ركبن الإبل ... " علقه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث رقم (5365) بصيغة التمريض، فقال: ويذكر عن معاوية وابن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: وقد سلف حديث ابن عباس برقم (2923) ، وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7650) .
وقوله: "اللهم لا مانع لما أعطيت.. ومن يرد الله به خيراً ... " سلف برقم (16839) .
قال السندي: قوله: "ركبن الإبل": وصف مخصوص بنساء العرب، فكأنه قيل: خير نساء العرب.
قوله: "أرعاه"، أي: أرعى جنس النساء، أو أرعى ما ذكر من النساء، فلذا وحَّد وذَكَّر، وإلا فالظاهر: أرعاهن.
قوله: "في ذات يده"، أي: في المال.
(1) صحيح، وهو مكرر 168721) في أحد إسناديه ومتنه.(28/127)
قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ " (1)
16932 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ هَانِئٍ، حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهَّاب بن أبي بكر: وهو المدني، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (755) من طريق عبد الله بن صالح، عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد وزاد: "إنما أنا قاسم ويعطي الله".
وأخرجه البخاري (71) و (3116) و (7312) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1683) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص18 و19 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به. وفيه الزيادة السالفة.
وقوله: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"
أخرجه الدارمي 1/73-74 من طريق عبد الله بن صالح، عن ليث، به.
وأخرجه مسلم (1037) (100) ، وابن حبان (89) ، والطبراني 19/ (756) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/7 من طريق يونس، عن الزهري، به، وزاد مسلم: "وإنما أنا قاسم، ويعطي الله".
وقوله: "لن تزال هذه الأمة"
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1148) و (1149) (مسند عمر بن الخطاب) من طريق يونس، عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (16849) .(28/128)
ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ " فَقَامَ مَالِكُ بْنُ يَخَامِرٍ السَّكْسَكِيُّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، يَقُولُ: " وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَرَفَعَ صَوْتَهُ هَذَا مَالِكٌ، يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا، يَقُولُ: " وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ " (1)
16933 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي، يُحَدِّثُ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، أَخَذَ الْإِدَاوَةَ بَعْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ يَتْبَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا، وَاشْتَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ، فَبَيْنَا هُوَ يُوَضِّئُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ وَهُوَ يَتَوَضَّأ (2) ، فَقَالَ: " يَا مُعَاوِيَةُ، إِنْ وُلِّيتَ أَمْرًا فَاتَّقِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاعْدِلْ "، قَالَ: فَمَازِلْتُ أَظُنُّ أَنِّي مُبْتَلًى بِعَمَلٍ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن حمزة: هو الحضرمي الدمشقي.
وأخرجه مسلم (1037) (174) 3/1524، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/297 من طريقين عن يحيى بن حمزة، بهذا الإسناد، ولم يذكر مسلم زيادة مالك.
وأخرجه البخاري (3641) و (7460) ، وأبو يعلى (7383) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1151) (مسند عمر بن الخطاب) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/158-159 من طريق الوليد بن مسلم، والطبراني في "الكبير" 19/ (899) من طريق القاسم بن موسى، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
ولم يذكر الطبري ولا الطبراني زيادة مالك.
وقد سلف برقم (16849) .
(2) قوله: "وهو يتوضأ" من (ظ 13) و (ق) .(28/129)
لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ابْتُلِيتُ (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن جد عمرو بن يحيى- وهو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص- لم يتبين لنا سماعه من معاوية، فقد ذكر البخاري في "تاريخه الكبير" 3/496 سماعه من عائشة وابن عمر وأبي هريرة فحسب، وجزم الهيثمي في "المجمع " 5/186 بإرساله، وضعفه الذهبي في جملة ما ضعفه من أحاديث فضائل معاوية في "السير" 3/331، فقال: ويُروى
في فضائل معاوية أشياء ضعيفة تحتمل. وذكر منها هذا الحديث. روح: هو ابن عُبادة.
وأخرجه أبو يعلى (7380) عن سويد بن سعيد، عن عمرو بن يحيى، عن جده سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن معاوية، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "توضؤوا". قال: فلما توضأ نظر إليَّ، فقال: "يا معاوية، إن وليت ... "
فذكر الحديث. وفي إسناده سويد بن سعيد، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/147-148، والطبراني في "الكبير" 19/ (850) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/446 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير قال: قال معاوية: ما زلتُ أطمعُ في الخلافة منذ قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا معاويةُ، إن ملكت فأحسن"، وإسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ضعيف، وعبد الملك بن عمير لم يسمع من معاوية، نصَّ
عليه الذهبي في "السير" 3/131.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/186، وقال: رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى عن سعيد، عن معاوية، فوصله، ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني باختصار عن عبد الملك بن عمير، عن معاوية، وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، وهو ضعيف، وقد وثِّق.
قلنا: ورواية أبي يعلى في إسنادها سويد بن سعيد، وهو ضعيف، فلا تفيد العنعنة في إسنادها الوصل.
وقد قال الحافظ في "الفتح" 7/104: وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث=(28/130)
16934 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، الْمَدِينَةَ، وَكَانَتْ آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا، فَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا يَصْنَعُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَمَّاهُ الزُّورَ " قَالَ: كَأَنَّهُ يَعْنِي الْوِصَالَ (1)
16935 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: خَطَبَ النَّاسَ مُعَاوِيَةُ، بِحِمْصَ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَرَّمَ سَبْعَةَ أَشْيَاءَ، وَإِنِّي أُبْلِغُكُمْ ذَلِكَ وَأَنْهَاكُمْ عَنْهُ، مِنْهُنَّ: النَّوْحُ، وَالشِّعْرُ، وَالتَّصَاوِيرُ، وَالتَّبَرُّجُ، وَجُلُودُ السِّبَاعِ، وَالذَّهَبُ، وَالْحَرِيرُ " (2)
__________
= كثيرة ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد، وبذلك جزم إسحاق بن راهويه، والنسائي، وغيرهما. والله أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16829) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو هاشم بن القاسم أبو النضر.
قال السندي: قوله: كأنه يعني الوصال، أي: وصل شعر المرأة بشعر غيرها.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن دينار- وهو البهراني الحمصي- ضعيف، وأبو حَرِيز مولى معاوية- ويقال: حَرِيز- قال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف إلا برواية عبد الله بن دينار البهراني عنه، وقال الدارقطني =(28/131)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والحافظ في "التقريب": مجهول، وسماه الطبراني وابنُ عساكر: كيسان. وبقية رجاله ثقات. خَلَفُ بن الوليد: هو العَتكي الجوهري من رجال "التعجيل".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/81-82، وابن ماجه (1580) مختصراً، والطبراني في "الكبير" 19/ (876) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1552، من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 7/234، وأبو يعلى (7374) ، والدولابي 2/50، والطبراني في "الكبير" 19/ (877) و (878) ، من طريقين عن محمد ابن مهاجر الأنصاري، عن كيسان مولى معاوية، به، وفيه: نهى عن تسع، فزاد: الغناء والحِرِ. ومحمد بن مهاجر توفي سنة 170هـ ولا يمكن أن يكون قد أدرك كيسان مولى معاوية.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/120، وقال: رواه النسائي، باختصار! ورواه الطبراني بإسنادين، رجال أحدهما ثقات.
قلنا: إنما رواه ابن ماجه كما سلف، وفات الهيثمي أن ينسبه إلى أحمد.
ويشهد للنهي عن النوح حديثُ ابن مسعود عند البخاري (1294) ، وسلف برقم (3658) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
ويشهد للنهي عن الشعر حديثُ عبد الله بن عمر عند البخاري (6154) ، وسلف برقم (4975) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، والمراد بالشعر المنهي عنه.
ويشهد للنهي عن التصاوير حديثُ أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11858) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
ويشهد للنهي عن التبرج حديث فضالة بن عبيد، سيرد 6/19 وإسناده صحيح.
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6850) ، وإسناده حسن.
وحديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3605) ، وإسناده ضعيف. =(28/132)
16936 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا مُبَلِّغٌ وَاللهُ يَهْدِي، وَقَاسِمٌ وَاللهُ يُعْطِي، فَمَنْ بَلَغَهُ مِنِّي شَيْءٌ بِحُسْنِ رَغْبَةٍ وَحُسْنِ هُدًى، فَإِنَّ ذَلِكَ (1) الَّذِي يُبَارَكُ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ بَلَغَهُ منِّي (2) شَيْءٌ بِسُوءِ رَغْبَةٍ وَسُوءِ هُدًى، فَذَاكَ (3) الَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ " (4)
__________
= ويشهد للنهي عن جلود السباع والذهب والحرير ما ذكرناه في تخريج الرواية (16833) .
(1) في (ق) و (ص) وهامش (س) : فذلك.
(2) المثبت من (ظ13) ، وفي سائر النسخ: عني.
(3) في (ظ13) و (ق) وهامش (س) : فذلك.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو الزاهرية- وهو حدير بن كريب الحضرمي- لم يسمع من معاوية على الأظهر، فقد توفي على الصحيح سنة 129هـ فبين وفاتيهما 69 سنة. وقد اختلف فيه على صفوان- وهو ابن عمرو السكسكي- كما سيأتي في التخريج، وأشار إلى ضعفه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/10، فقال: وهذا لا يصح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 7/10، والطبراني في "الكبير" 19/ (916) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
واختلف فيه على صفوان، فرواه بقية بن الوليد عند البخاري في "التاريخ الكبير" 7/10، ويحيى البابلتي كما عند الطبراني في "الكبير" 19/ (914) كلاهما عنه (يعني عن صفوان) ، عن عطية بن رافع أبي هزان، عن معاوية، به. =(28/133)
16937 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَوْزَنِيُّ - قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ، فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الْحَرَازِيُّ -، عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ لُحَيٍّ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَامَ حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ، فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ
__________
= وبقية بن الوليد مدلس ويسوي، وقد عنعن، والبابلتي ضعيف. وأبو هزان: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 7/10، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/382، وقال: وقد أدرك معاوية.
ومن طريق أبي هزان كذلك رواه البخاري في "تاريخه الكبير" 7/10، والطبراني 19/ (915) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ابن زبريق، عن عمرو بن الحارث- وهو ابن الضحاك الزبيدي-، عن عبد الله بن سالم الأشعري، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن فضيل بن فضالة، عنه (يعني عن أبي هزان) ، عن معاوية. وهذا إسناد ضعيف أيضاً، إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، ضعيف في روايته عن عمرو بن الحارث، وعمرو ابن الحارث وثقه ابن حبان فقال: مستقيم الحديث، غير أن الذهبي قال في "الميزان ": تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم زبريق، ومولاة له اسمها علوة، فهو غير معروف العدالة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/263، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، أحدهما حسن.
وقد سلف بنحوه بإسناد صحيح برقم (16911) .
قال السندي: قوله: بحسن رغبة، أي: حسن طلب منه.
وحسن هدي، أي: حسن إرسال مني، بأن أحسن في الطلب، فأحسنت له في الإعطاء والإرسال إليه.(28/134)
الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً - يَعْنِي: الْأَهْوَاءَ -، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ، وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ " وَاللهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَغَيْرُكُمْ مِنَ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ لَا يَقُومَ بِهِ (1)
__________
(1) إسناده حسن، وحديثُ افتراق الأمة منه صحيح بشواهده. أزهر بن عبد الله الهوزني، اختُلف في اسم أبيه ونسبته، فتعددت ترجمتُه في كتب الرجال، قال البخاري: أزهر بن يزيد، وأزهر بن سعيد، وأزهر بن عبد الله، الثلاثة واحد، ونسبوه مرة مرادي، ومرة حمصي، ومرة هوزني، ومرة حَرَازي، قلنا: وأشبع القولَ فيه الحافظ في "تهذيب التهذيب"، وقد روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره أبنُ حبان في "الثقات"، وفرقه، فجعله أربعة، وقال الذهبي في "الميزان": تابعي حسن الحديث، لكنه ناصبي، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق تكلموا فيه للنصب. وبقية رجاله ثقات. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.
وأخرجه أبو داود (4597) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4597) كذلك، والدارمي 2/241، والطبراني في "الكبير" 19/ (884) ، والآجري في "الشريعة" ص 18، والمروزي في "السنة" ص15، والبيهقي في "الدلائل" 6/542 من طريق أبي المغيرة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4597) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/331-332، و3/388، وابن أبي عاصم في "السنة" (1) و (2) و (65) و (69) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (884) و (885) ، والمروزي في "السنة" ص 14-15، والحاكم في "المستدرك" 1/128، واللالكائي في=(28/135)
16938 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، أخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَصَّرَ مِنْ شَعَرِهِ بِمِشْقَصٍ " فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا بَلَغَنَا هَذَا الْأَمْرُ (1) إِلَّا عَنْ مُعَاوِيَةَ؟ فَقَالَ: " مَا كَانَ مُعَاوِيَةُ، عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّهَمًا " (2)
• 16939 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَشَارٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ، أَوْ (3) أَحَدُهُمَا، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
__________
= "أصول الاعتقاد" (150) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/541-542، من طرق عن صفوان، به.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في افتراق أهل الكتابين وأمته له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8396) ، وإسناده حسن.
وآخر من حديث أنس، سلف برقم (12208) .
وثالث من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الترمذي (2644) .
ورابع من حديث عوف بن مالك الأشجعي عند ابن ماجه (3992) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (63) .
وخامس من حديث أبي أمامة عند ابن أبي عاصم في "السنة" (68) .
قال السندي: قوله: "تَجَارى بهم"، أي: تسري في عروقهم ومفاصلهم.
الكَلَب، بفتحتين: داء يصيب الإنسان من عَضِّ الكلب المجنون.
(1) لفظ "الأمر" لير في (ص) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (16863) سنداً ومتناً.
(3) لفظ "أو" سقط من (م) .(28/136)
عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَصَّرَ (1) بِمِشْقَصٍ " (2)
__________
(1) في هامش (س) : قص. (خ) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (16885) غير أن شيخ عبد الله بن أحمد هنا هو إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، وهو ثقة من رجال "التعجيل" وشكه بين مؤمل- وهو ابن إسماعيل-، وأبي أحمد- وهو الزبيري- لا يضر؛ لأنه روي من طريق أبي أحمد الزبيري دون شك في الرواية السالفة.
وانظر (16836) .(28/137)
حَدِيثُ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ (1)
16940 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ (2) ، إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ ". قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " (3)
__________
(1) قال السندي: هو تميم بن أوس، منسوب إلى عدي بن الدار، مشهور في الصحابة، كان نصرانياً وقد قدم المدينة فأسلم، وذكر للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصة الجساسة والدجال، فحدَّث النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه بذلك على المنبر، وعُدَّ ذلك من مناقبه، وانتقل إلى الشام بعد قتل عثمان، وسكن فلسطين، وكان كثير التهجد، قام ليلة بآية حتى أصبح، وهي: (أَمْ حَسِبَ الذين اجْتَرَحُوا السيئاتِ أن
نَجْعَلَهُمْ كالذين آمنوا وعَمِلُوا الصَّالحاتِ سواءً مَحْيَاهُمْ ومماتُهُمْ ساءَ ما يحكُمُون) [سورة الجاثية: 21] .
(2) جاء في (ظ 13) و (ق) زيادة: "إنما الدين النصيحة" وهي نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجاله، وأخرج له البخاري متابعة أو مقروناً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (55) (96) ، والنسائي في "المجتبى" 7/156-157 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، إلا أنه ذكر النصيحة مرة واحدة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/460، وفي "الصغير" 2/35، والبيهقي في "السنن" 8/163 من طريق محمد بن يوسف، وأبو عوانة 1/36-37، والطبراني في "الكبير" (1260) من طريق أبي نعيم، وأبو عوانة=(28/138)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 1/36 من طريق قبيصة، ثلاثتهم عن سفيان، به.
وخالفهم عليُّ بن قادم- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1442) - فرواه عن الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن عطاء بن يزيد، عن تميم. بزيادة: عن أبيه.
قال أبو جعفر الطحاوي: وهذا الإسناد مما يذكر أهل العلم بالأسانيد: أن علي بن قادم غَلِط فيه، فأدخلَ أبا سهيل- وهو أبو صالح- بين سهيل وبين عطاء بن يزيد، ويذكرون أنَّ أصلَ هذا الإسناد: عن سهيل، عن عطاء نفسه.
وأخرجه مسلم (55) من طريق روح بن القاسم، وأبو داود (4944) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1443) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص194، والطبراني (1266) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1265) ، والحافظ في "تغليق التعليق" 2/54 من طريق زهير بن معاوية، وابن أبي عاصم في "السنة" (1091) ، والطبراني (1267) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وابن أبي عاصم أيضاً (1089) من طريق جرير بن أبي حازم، وابن أبي عاصم أيضاً (1090) ، والطبراني (1268) من طريق الضحاك بن عثمان، وأبو عوانة 1/36-37، والطبراني (1262) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1265) من طريق وهيب، وأبو عوانة 1/37، وابن حبان (4574) ، والطبراني (1260) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1265) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، والطحاوي في "شرح المشكل" (1446) من طريق عبد العزيز بن المختار، والطبراني (1246) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1265) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، والبيهقي في "الشعب" (7400) ، وفي "الآداب" (226) ، والحافظ في "التغليق" 2/57 من طريق إبراهيم بن طهمان، والبيهقي في "الشعب" (7401) من طريق جرير، والخطيب في "تاريخه" 14/207 من طريق سليمان التيمي، جميعهم عن سهيل بن أبي صالح، به.
وخالفهم إسماعيل بن عياش- عند أبي يعلى (7164) ، والطبراني (1265) -، فرواه عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن عطاء، به. بزيادة:=(28/139)
16941 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَة " قِيلَ: لِمَنْ؟ قَالَ: " لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " (1)
__________
= "عن أبيه" وأشار إلى ذلك الدارقطني في "العلل" 10/117. ورواية إسماعيل ابن عياش عن غير أهل بلده ضعيفة، وهذه منها، وزيادة: "عن أبيه" سقطت من مطبوع الطبراني.
وعلَّقه البخاري في "صحيحه" 1/137، فقال: باب قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". قال الحافظ في "الفتح" 1/137: هذا الحديث أورده المصنف هنا ترجمة باب، ولم يخرجه مسنداً في هذا الكتاب، لكونه على غير شرطه، ونبَّه بإيراده على صلاحيته في الجملة.
وقد سلف الحديث في مسند ابن عباس برقم (3281) ، كما ورد أيضاً في مسند أبي هريرة برقم (7954) ، وبينا هناك الاختلاف الذي وقع في إسناده، وأن مدار الحديث على تميم الداري، كما قال البخاري في "تاريخه" 2/35: فمدار الحديث كله على تميم، ولم يصح عن أحد غير تميم.
وسيأتي بالأرقام (16941) و (16942) و (16945) و (16946) و (16947) .
قال السندي: قوله: "إن الدين النصيحة": المراد بالنصيحة إما الخلوص في المعاملهّ عن الغش، وحينئذ يظهر شمول النصيحة لله تعالى وغيره، فالنصيحة لله تعالى أن يُعامل الله معاملة خالصة حسنة لائقة بجنابه العلي، وعلى هذا القياس. وإما إرادة الخير للمنصوح، لكن لا بمعنى النافع، حتى
يقال: كيف يستقيم من العبد إرادة الخير للربِّ تعالى، بل بمعنى اللائق، فيريه من نفسه وغيره لله تعالى ما يليق به تعالى، كالتسبيح والتقديس والتحميد. وعلى هذا القياس.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ=(28/140)
16942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ " ثَلَاثًا (1)
16943 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ عَلَى النَّاسِ يَضْرِبُهُمْ عَلَى السَّجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، حَتَّى مَرَّ بِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، فَقَالَ: " لَا أَدَعُهُمَا، صَلَّيْتُهُمَا مَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ عُمَرُ: " إِنَّ النَّاسَ لَوْ كَانُوا كَهَيْئَتِكَ لَمْ أُبَالِ " (2) (3)
__________
= أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16940) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
(2) في (م) : أبال وهو الجادة. والمثبت من الأصول الخطية، وقد شرح عليها السندي فقال: "لم أبالي ": بالياء على الإشباع، أو على إجراء المعتل مَجْرى الصَّحيح.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، عروة- وهو ابن الزبير- لم يسمع عُمر ولا تميماً غير أنه قد ثبت أن عمر نهى عن الصلاة بعد العصر كما سيرد بأسانيد صحيحة.
وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (254) من طريق ابن إسحاق، عن هشام ابن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (1281) ، وفي "الأوسط" (8679) من طريق عبد الله بن صالح، وابن حزم في "المحلى" 2/274 من طريق يحيى ابن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ابن نوفل يتيم عروة، عن عروة، أنه قال: أخبرني تميم الدَّاري، أو أُخبرتُ أن=(28/141)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= تميماً الدَّاري ركع ركعتين ... قال الطبراني في "الأوسط": لا يُروى هذا الحديث عن تميم الداري إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث. قلنا: وليس في روايته الجزم بسماع عروة من تميم الداري.
وأخرجه الحارث بن أسامة (214) (زوائد) عن سعيد بن سليمان، عن بيان - وهو ابن بشر-، عن وبرة- وهو ابن عبد الرحمن المُسْلي- قال: رأى عمر رضي الله عنه تميماً الداري ... فذكر نحوه.
قلنا: وهذا الإسناد منقطع أيضاً، فإن وبرة لم يلق عمر ولا تميماً؟
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/222-223، وقال: رواه أحمد، وهذا لفظه، وعروة لم يسمع من عمر، وقد رواه الطبراني- ورجاله رجال الصحيح- في "الكبير" و"الأوسط"، ثم قال: وفيه عبد الله بن صالح، قال فيه عبد الملك ابن شعيب: ثقة مأمون، وضعفه أحمد وغيره.
وقد سلف في مسند عمر بن الخطاب برقم (101) أنه نهى علياً عن الركعتين بعد العصر، ثم رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي باب نهي عمر عن الركعتين بعد العصر كذلك عن زيد بن خالد الجهني، سيرد برقم (17036) وفيه أنه رآه عمر بن الخطاب وهو خليفة ركع بعد العصر ركعتين، فمشى إليه، فضربه بالدرة وهو يصلي كما هو، فلما انصرف قال زيد: يا أمير المؤمنين، فوالله لا أدعهما أبداً بعد أن رأيت رسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليهما. قال: فجلس إليه عمر، وقال: يا زيد بن خالد لولا أني أخشى أن يتخذها الناسُ سلماً إلى الصلاة حتى الليل لم أضرب فيهما. وفي إسناده مجهولان.
وعن السائب بن يزيد- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/304 عن يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكاً حدثه عن ابن شهاب، عنه- أنه رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب المنكدر في الصلاة بعد العصر. وهذا إسناد صحيح.
وعن ابن مسعود- عند الطحاوي أيضاً 1/304 بإسناد صحيح- قال: كان=(28/142)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمر يكره الصلاة بعد العصر، وأنا أكره ما كره عمر رضي الله عنه.
وعن ابن عباس عند الطحاوي كذلك 1/305 بإسناد صحيح قال: رأيت عمر رضي الله عنه يضرب الرجل إذا رآه يصلي بعد العصر.
وعن ابن عمر وأبي سعيد الخدري كذلك عند الطحاوي 1/304- 305.
وقد ثبت النهي عن الصلاة بعد العصر من نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (586) ، بلفظ: سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس"، وسلف برقم (11033) . ومن حديث معاوية عند البخاري (587) بلفظ: إنكم لتصلون صلاة لقد صحبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما رأيناه يصليها، ولقد نهى عنهما. يعني الركعتين بعد العصر. وسلف برقم (16908) .
ومن حديث أبي هريرة عند البخاري (588) قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَِ عن صلاتين: بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس.
وسلف برقم (9953) .
وسلف من حديث ابن عمر مرفوعاً برقم (4612) بلفظ: "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها ... " وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: على السجدتين، أي: على الركعتين.
قوله: بعد العصر: يفهم منه أنهم كانوا يصلونهما في وقت عُمر، ويُفهم من حديث تميم أنهم كانوا يصلونهما في وقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً.
قوله: كهيئتك: كأنه أراد أن النهي بعد العصر إنما هو لوقوعهما بعد الاصفرار، وهذا مما لا يخاف على مثله تميم، ولكن يخاف على العوام، ولذلك يمنع الكل منهما بعد العصر مطلقاً، خوفاً من الوقوع في المحذور.
والله تعالى أعلم.
قلنا: وقد ذكرنا في مسند ابن عمر برقم (4612) الجمع بين حديث النهي عن الصلاة بعد العصر وبين صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدها. فانظره.(28/143)
16944 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَوْهَبٍ، يُحَدِّثُ (1) عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ، فَقَالَ: " هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ " (2)
__________
(1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ13) : يحدث عن عمر بن عبد العزيز، بزيادة "عن"، وهو خطأ، والصواب ما هو مثبت من (ظ13) ، و"أطراف المسند".
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن موهب- ويقال: ابن وهب- لم يُدرك تميماً، صرح بذلك أبو نعيم الفضل بن دكين، والشافعي، والنسائي، والترمذي، وأبو زرعة الدمشقي، وما ورد في الروايات الآتية برقم (16948) و (16953) من تصريح عبد الله بن موهب بسماعه من تميم خطأ نبه عليه الحفاظ، وذُكر أن بينهما قبيصة بن ذؤيب كما في رواية يحيى بن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، فيما سيأتي في التخريج. قال أبو زرعة الدمشقي: وجه مدخل قبيصة بن ذؤيب في حديثه هذا فيما نرى- والله أعلم- أنَّ عبد العزيز بن عمر حدث يحيى بن حمزة بهذا الحديث من كتابه، وحدثهم بالعراق حفظاً. قلنا: وبرواية يحيى بن حمزة المتصلة صححه أبو زرعة،
فقال: هذا حديثٌ متصل حسنُ المخرج والاتصال، لم أر أحداً من أهل العلم يدفعه. قلنا: بل دفعه البخاري وغيره كما سيرد لمعارضته الحديث الصحيح: "إنما الولاء لمن أعتق" إن لم يمكن الجمع بينهما.
وأخرجه أحمد في "العلل" (2901) عن ميمون أبي النضر، وسعيد بن منصور (203) ، والدارقطني في "السنن" 4/181 من طريق إسماعيل بن عياش، وعبد الرزاق (9872) و (16271) من طريق عبد الله بن المبارك، والترمذي (2112) من طريق أبي أسامة وابن نمير ووكيع، والنسائي في "الكبرى" (6413) من طريق عبد الله بن داود، وأبو يعلى (7165) ،=(28/144)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والدارقطني 4/181-182 من طريق علي بن مسهر، والطبراني في "الكبير" (1272) من طريق حفص بن غياث، والدارقطني 4/181-182 من طريق علي ابن عابس وعبد الرحمن بن سليمان ومحمد بن ربيعة، والخطيب في "تاريخه" 7/53 من طريق بشر بن عبد الله بن عبد العزيز، كلهم- وهم ثلاثة عشر راوياً- عن عبد العزيز بن عمر، بهذا الإسناد. يعني دون ذكر قبيصة بين ابن موهب وتميم.
وخالفهم يحيى بن حمزة الحضرمي، فرواه عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن تميم الداري، أخرجه من طريقه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/198-199، وأبو داود (2918) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/439، وأبو زرعة
الدمشقي في "تاريخه" 1/570، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2546) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (86) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2853) و (2854) و (2855) ، والطبراني في "الكبير" (1273) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1267) ، والحاكم 9/212، والبيهقي في "السنن" 10/296-297، والمزي في "تهذيبه" (ترجمة عبد الله ابن موهب) . زاد أبو نعيم والباغندي قول عبد العزيز بن عمر: وشهدت عمر ابن عبد العزيز قضى بذلك في رجلِ أسلم على يدي رجل، فمات، وترك مالاً وابنةً له، فأعطى عمرُ ابنتَه النصف، والذي أسلم على يديه النصف.
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب - ويقال: ابن موهب- عن تميم الداري، وقد أدخل بعضهم بين عبد الله بن وهب وتميم الداري قبيصة بن ذؤيب، ولا يصح، رواه يحيى بن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر، وزاد فيه قبيصة بن ذؤيب، والعمل على هذا الحديث عند
بعض أهل العلم، وهو عندي ليس بمتصل، وقال بعضهم: يجعل ميراثُه في بيت المال، وهو قول الشافعي، واحتج بقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الولاء لمن أعتق.
قلنا: وأنكر أن يكون بينهما قبيصةُ بنُ ذؤيب أبو نعيم فيما ذكر أبو زرعة=(28/145)
16945 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ ". قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ
__________
= الدمشقي في "تاريخه" 1/569.
وقد روي من طرق عن عبد الله بن موهب، عن تميم الداري عند النسائي في "الكبرى" (6411) (6412) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/439، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2856) ، والطبراني في "الكبير" (1274) ، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (1268) ، والحاكم 2/219.
وعلقه البخاري بصيغة التمريض في كتاب الفرائض: باب إذا أسلم على يديه، فقال: ويذكر عن تميم الداري رفعه قال: "هو أولى الناسِ بمحياه ومماته"، واختلفوا في صحة الخبر.
قلنا: قد صححه أبو زرعة الدمشقي والحاكم ويعقوب بن سفيان، وضعفه الشافعي وأحمد والبخاري والترمذي، وإنما ضعفه بعضهم من جهة متنه، فقد قال الحافظ في "الفتح" 12/47: وجزم (يعني البخاري) في "التاريخ" بأنه لا يصح لمعارضة حديث: "إنما الولاء لمن أعتق"، ويؤخذ منه أنه لو صح سنده لما قاوم هذا الحديث وعلى التنزل فتُرُدِّدَ في الجمع، هل يُخَصُّ عمومُ الحديث المتفق على صحته بهذا، فيُسْتثنى منه من أسلم؟ أو تُؤول الأولويةُ في قوله: "أولى الناس" بمعنى النصرة والمعاونة وما أشبه ذلك لا بالميراث، ويبقى الحديث المتفق على صحته على عمومه؟ جنح الجمهور إلى الثاني، ورجحانه ظاهر.
قلنا: وبهذا التأويل تنتفي المعارضة، ويصح الحديث بإسناده المتصل، وقد صححه إضافة إلى من سلف ذكره ابنُ القيم في "تهذيب السنن" 4/186.
وسيأتي (16948) (16953) .
قال السندي: قوله: "أولى الناس بمحياه": أي هو أقرب الناس إليه في حياته، فيُحسن إليه ما دام حيًّا.(28/146)
اللهِ؟ قَالَ: " لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَامَّتِهِمْ " (1)
• 16946 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاد، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قُلْتُ لِسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ فِي حَدِيثٍ حَدَّثَنَاهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: سَمِعْتُهُ مِنَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ أَبِي، سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي، عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16940) إلا أن شيخ أحمد هنا هو سفيان بن عيينة.
وأخرجه الحميدي (837) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (1089) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (17) ، والبغوي في "شرح السنة" (3514) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1265) ، والحافظ في "التغليق" 2/56 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
(2) هذا الحديث له إسنادان، فقد رواه محمد بن عباد- وهو ابن الزبرقان المكي- عن سفيان- وهو ابن عيينة-، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم.
ورواه محمد بن عباد أيضاً عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح والد سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن تميم، وكلاهما صحيح، رجالهما ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الحافظ في "تغليق التعليق" 2/56 من طريق عبد الله بن الإمام أحمد، بالإسنادين.
وأخرجه مسلم (55) (95) عن محمد بن عباد، بهما.
وأخرجه الحميدي (837) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/460، وفي=(28/147)
16947 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ " (1) ثَلَاثًا. قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ (2) وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " (3)
16948 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا السُّنَّةُ فِي الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟
__________
= "الأوسط" 2/35، والنسائي في "المجتبى" 7/156، وفي "الكبرى" (8753) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1089) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1444) ، وابن حبان (4575) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/109، والقضاعي في "مسند الشهاب" (18) ، والحافظ في "تغليق التعليق" 2/56 من طريق سفيان بن عيينة، بهما. ولفظ الحميدي: قال سفيان: وكان عمرو بن دينار حدثناه أولاً عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، قال: فلما لقيت سهيلاً قلت: لو سألتُه لعله يحدثنيه عن أبيه، فأكون وعمرو فيه سواءً، فسألتُه، فقال سهيل: أنا سمعتُه من الذي سمعه منه أبي، أخبرني عطاء بن يزيد ...
وقد سلف برقم (16940) .
(1) في (ق) زيادة: "الدين النصيحة"، وأشير إليها في (س) على أنها نسخة.
(2) لفظ: ولرسوله، ليس في (ظ 13) ولا (ص) ، وهو في (س) نسخة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16940) إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع، وهو ابن الجراح.(28/148)
قَالَ: " هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ " (1)
16949 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَتُكْمِلُونَ بِهَا فَرِيضَتَهُ، ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حِسَابِ ذَلِكَ " (2)
16950 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (16944) ، وسلف الكلام عليه هناك، وقول وكيع في إسناده: سمعت تميماً الداريَّ، خطأ، نبَّه عليه الحفاظ فيما ذكرنا ثمة.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة عبد الله بن موهب) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/408، والترمذي (2112) ، وابن ماجه (2752) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف ذكر الاختلاف في تصحيحه وتضعيفه في الرواية (16944) .
وانظر (16953) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (16614) سنداً ومتناً.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحسن- وهو البصري- لم يلق أبا هريرة، بينهما أنس بن حكيم الضَّبِّي، كما سلف في مسند أبي هريرة برقم (9494) ، وهو مجهول. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حميد: هو =(28/149)
16951 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، (1) عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ (2)
__________
= ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه الطيالسي (2468) ، وابنُ أبي شيبة 2/404-405، والبخاري في "تاريخه" 2/34، والعقيلي في "الضعفاء" 3/132 من طرق عن الحسن، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (16949) ، وفي مسند أبي هريرة برقم (7902) و (9494) .
وسيأتي برقم (16954) .
(1) وقع في (م) بعد قوله: حماد بن سلمة زيادة: عن حميد، عن الحسن، عن أبي سلمة. وهي زيادة مقحمة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (866) ، والحاكم 1/262-263، والبيهقي في "السنن" 2/387 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن ماجه (1426) ، والدارمي (1355) ، والحاكم 1/263 من طريق سليمان بن حرب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2552) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/109 من طريق عبيد الله بن محمد التميمي، والطبراني في "الكبير" (1255) ، وفي "الأوائل" (23) من طريق حجاج بن منهال، والحاكم 1/263 من طريق إبراهيم بن الحجاج والربيع بن يحيى، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. يعني مرفوعاً.
قال أبو محمد الدارمي: لا أعلم أحداً رفعه غير حماد. قيل لأبي محمد: صح هذا؟ قال: إي.
قلنا: قد وقفه هُشَيم عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 2/405، وفي "الإيمان" (113) ، ويزيدُ بنُ هارون عنده أيضاً في "المصنف" 11/41-42 و14/108، وفي "الإيمان" (112) ، والبيهقي 2/387، كلاهما عن داود بن=(28/150)
16952 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى يَعْنِي الطَّبَّاعَ، قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاحِدًا أَحَدًا صَمَدًا لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كُتِبَ (1) لَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ " (2)
__________
= أبي هند، به. دون قوله: "ثم الزكاة"، وهو في حكم المرفوع، وفي رواية يزيد ابن هارون زيادة: "فإن لم تكمل الفريضة ولم يكن له تطوع أُخذ بطرفيه، فقُذف به في النار".
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (1256) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن زرارة بن أوفى، به، مرفوعاً. ومؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ.
وسيأتي برقم (16954) .
وقد سلف برقم (16916) و (16949) .
(1) في (ظ13) و (ق) : كتبت.
(2) إسناده ضعيف، لضعف خليل بن مرة- وهو الضُّبَعي البصري- ولانقطاعه، الأزهر بن عبد الله لم يسمع من تميم الداري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (3473) ، والطبراني في "الكبير" (1278) ، وابن عدي في "الكامل" 3/928، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1270) ، من طريقين عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث، قال محمد بن إسماعيل: هو منكر الحديث.(28/151)
16953 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا السُّنَّةُ فِي الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ: " هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِحَيَاتِهِ وَمَوْتِهِ " (1)
16954 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَدَاوُدَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ، فَإِنْ كَانَ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَكْمَلَهَا قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَأَكْمِلُوا بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ (2) ، ثُمَّ الزَّكَاةُ، ثُمَّ تُؤْخَذُ
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، وقد فصلنا الكلام فيه في الرواية (16944) ، وقول عبد الله بن موهب هنا: سمعت تميماً الداري، خطأ، خطّأه فيه أبو نعيم نفسه شيخ أحمد راوي الحديث، فقال فيما نقله عنه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/439: وهذا خطأ، ابنُ موهب لم يسمع تميماً ولا لحقه.
وأخرجه الدارمي (3033) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/439، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2852) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1266) ، والبيهقي في "السنن" 10/ (296) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف شرحه وذكر من صححه وضعفه في الرواية (16944) .
(2) في (م) : فريضة.(28/152)
الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ " (1)
16955 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ زَارَ تَمِيمًا الدَّارِيَّ فَوَجَدَهُ يُنَقِّي شَعِيرًا لِفَرَسِهِ قَالَ: وَحَوْلَهُ أَهْلُهُ، فَقَالَ لَهُ رَوْحٌ: أَمَا كَانَ فِي هَؤُلَاءِ مَنْ يَكْفِيكَ؟ قَالَ تَمِيمٌ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يُنَقِّي لِفَرَسِهِ شَعِيرًا، ثُمَّ يُعَلِّقُهُ عَلَيْهِ إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنَةٌ " (2)
__________
(1) هذا الحديث له إسنادان: الأول: عفان، عن حماد بن سلمة، عن حميد- وهو الطويل-، عن الحسن- وهو البصري-، عن رجل، عن أبي هريرة، وهو إسناد ضعيف، لجهالة الرجل الراوي عن أبي هريرة، وهو أنس ابن حكيم الضبي، كما سلف التصريح باسمه في الرواية السالفة برقم
(9494) .
والآخر: عفان، عن حماد بن سلمة، عن داود- وهو ابن أبي هند-، عن زرارة- وهو ابن أبي أوفى-، عن تميم. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، سلف برقم (16951) .
وأخرجه ابن ماجه (1426) من طريق عفان بن مسلم، بهذين الإسنادين.
وسلف تتمة تخريجه في الرواية (7902) في مسند أبي هريرة.
(2) إسناد حسن، روح بن زنباع أمير تابعي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها. وبقية رجاله ثقات. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأْخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (553) ، والبيهقي في "شعب=(28/153)
16956 - حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، فَذَكَرَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ (1)
16957 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
__________
= الإيمان" (4273) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1254) ، وفي "الصغير" (14) ، وفي "مسند الشاميين" (30) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، عن روح بن زنباع، به.
وأخرجه ابن ماجه (2791) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/440، والدلاوبي في "الكنى" 1/30، والبيهقي في "الشعب" (4274) ، من طريق محمد بن عقبة القاضي، عن أبيه، عن جده، عن تميم الداريَ، بلفظ: "من ارتبط فرساً في سبيل الله ثم عالج علفه بيده كان له بكل حبة حسنة" وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عقبة وأبوه وجده مجهولون.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/458.
قال السندي: قوله: "يُنقي" من الإنقاء أو التنقية.
"ثم يعلقه": من التعليق، أي: يربطه على فمه.
(1) إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا هو الهيثم ابن خارجة، وهو الخراساني.
(2) في (ظ13) و (س) : صفوان، دون نسبة، وفي (ص) و (ق) و"أطراف المسند" 1/650: صفوان بن سُلَيم، وهو نسخة في هامش (س) ، وعليها علامة الصحة، وفي (م) : صفوان بن مسلم، ويبدو أنه تحريف قديم، فالصواب أنه صفوان بن عمرو السكسكي، كما في مصادر التخريج، أما
صفوان بن سليم فراوٍ مدني من غير طبقة صفوان بن عمرو.(28/154)
لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ " وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، يَقُولُ: " قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة- وهو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني- من رجال الشيخين، وبقية رجال الإسناد ثقات من رجال مسلم. سُلَيم بن عامر: هو الخَبَائري.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (1085) ، والبيهقي في "السنن" 9/181 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 2/150، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/331، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6155) ، وابن منده في "الإيمان" (1085) ، والحاكم 4/430، والبيهقي 9/181 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن صفوان بن عمرو السكسكي، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1280) من طريق معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/14، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن شداد بن أوس، سيرد (17115) .
وعن عدي بن حاتم، سيرد 4/257.
وعن ثوبان، سيرد 5/278.
وعن المقداد بن الأسود، سيرد 6/4.=(28/155)
16958 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي إِمْلَاءً (1) ، أَمْلَاهُ عَلَيْنَا في (2) النَّوَادِرِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ (3) آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ، كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ " (4)
__________
= وعن عائشة عند مسلم (2907) (52) .
قال السندي: قوله: "ليبلغنَّ هذا الأمر"، أي: أمر الدين وحكمه من الإيمان، أو قبول الجزية.
"بعز عزيز" أي: مقروناً بعز من أراد الله تعالى له أن يكون عزيزاً، وهو بأن أراد له الإيمان لا قبول الجزية.
(1) لفظ "إملاء" ليس في (م) .
(2) في (م) : من.
(3) في (ص) و (ق) : مئة. وهي نسخة في (س) .
(4) حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سليمان بن موسى- وهو الأشدق- لم يدرك كثير بن مُرَّة، فيما قاله أبو مُسْهِر، ونقله عنه المزي في "تهذيب الكمال"، وبقية رجاله ثقات. الهيثم بن حميد: هو الغساني.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10553) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (717) -، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (673) ، من طريق الربيع بن نافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10553) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (717) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2547) ، والطبراني في "الكبير" (1252) ، وفي "مسند الشاميين" (1208) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، عن الهيثم بن حميد، به.
وأخرجه الدارمي (3450) عن يحيى بن بسطام، عن يحيى بن حمزة- وهو=(28/156)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الدمشقي- عن زيد بن واقد، به.
وأخرجه الدارمي (3452) عن يحيى بن بسطام كذلك، عن يحيى بن حمزة، عن يحيى بن الحارث- وهو الذماري الغساني-، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن تميم الداري وفضالة بن عُبيد، به، موقوفاً. ويحيى بن بسطام ضعيف، والقاسم أبو عبد الرحمن روايته عن كثير من الصحابة مرسلة، وقيل: لم يسمع من أحد من الصحابة سوى أبي أمامة.
وقد اختُلف فيه على يحيى بن الحارث، فرواه الطبراني في "الكبير" (7748) من طريق جُبارة بن المُغَلِّس، عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن جُحادة، عنه، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة، مرفوعاً، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وضعف بعض رواته. وأشار إلى ضعفه المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/440، فصدره بصيغة التمريض: وروي.
والصحيح عن أبي أمامة وقفه كما سيرد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/267، ونسبه إلى أحمد والطبراني في "الكبير"، وقال: فيه سليمان بن موسى الشامي، وثقه ابن معين وأبو حاتم، وقال البخاري: عنده مناكير، وهذا لا يقدح. قلنا: فاته أن يُعلَّه بالانقطاع.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (1398) ، وصححه ابن خزيمة (1144) ، وابن حبان (2572) ، بلفظ: "من قام بمئة آية كتب من القانتين".
وآخر من حديث ابن عمر موقوفاً عند الدارمي (3449) ، وفي إسناده أبو أويس، وهو ضعيف.
وثالث من حديث أبي هريرة موقوفاً عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 10/507، بلفظ: "من قرأ مئتين كتب من القانتين". وإسناده صحيح، وهو في حكم المرفوع. =(28/157)
حَدِيثُ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ (1)
16959 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ نَجَّى مَكْرُوبًا فَكَّ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ " (2)
__________
= ورابع من حديث أبي أمامة موقوفاً عند الدارمي (3455) بلفظ: "من قرأ بمئتي آية كتب من القانتين". وإسناده صحيح.
وخامس من حديث ابن مسعود موقوفاً كذلك عند الدارمي (3453) بلفظ: "مئة آية". وفي إسناده فطر بن خليفة، لم يتحرر لنا سماعه من أبي إسحاق السبيعي، أكان قبل الاختلاط أم بعده.
قال السندي: قوله: "قنوت ليلة" أي: عبادته.
(1) مَسْلَمة بن مُخَلَد أنصاري خزرجي، ويقال: إنه زُرَقي، يكنى أبا سعيد، عَدُّوه في الصحابة، روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث لا يذكر في شيء منها سماعاً، وهو أول من جُمع له بين مصر والمغرب في الولاية. مات بمصر سنة اثنتين وستين، وقيل: رجع إلى المدينة، ومات بها، قاله السندي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن جُريج مُدَلِّس وقد عنعن، وابنُ المنكدر- وهو محمد- لم يلق أبا أيوب يعني الأنصاري.
وقد اختلف قولُ الذهبي في هذا الإسناد في "السير" فجوده 6/334، وقال في 9/422: حديث غريب فرد.
وقصةُ الرحلة في طلب هذا الحديث رُويت بوجوه مختلفة، ففي الإسناد=(28/158)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الآتي- وهو برقم (16960) - أن عقبة بن عامر هو الذي رحل إلى مسلمة بن مُخَلَّد، وعند الطبراني في "الأوسط" (8129) أن جابر بن عبد الله هو الذي رحلَ إلى مسلمة، وجاء في مسند عقبة في الرواية الآتية برقم (17454) أن أبا أيوب رحل إلى عقبة، وكذلك جاء في الرواية (17391) لكن فيها زيادة أنه أتى مسلمة بن مُخَلَّد، ثم ذهبا إلى عقبة، وأُبهم اسمُ الصحابي الذي رحل إلى عقبة عند الخطيب في "الرحلة" (35) . وأسانيد هذه الروايات كلها ضعيفة، كما سنبين في التخريج. ومما يؤكد ضعف قصة الرحلة في طلب هذا الحديث أن أبا هريرة وابن عمر كانا يحدثان بهذا الحديث وهما في المدينة، فما الحاجة في الرحلة إلى غيرهما في طلبه وسماعه؟!
وأخرجه ابنُ قانع في "معجم الصحابة" 3/84، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/174 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 13/155-156، والذهبي في "السير" 6/334 و9/422 من طريق محمد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8129) من طريق عبد الله بن محمد - يعني ابن عائشة-، عن يحيى بن أبي الحجاج، عن أبي سنان، عن رجاء بن حيوة، عن مسلمة بن مخلد، وفيه أن جابراً هو الذي رحل إليه لسماع هذا الحديث. وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن أبي الحجاج وأبي سنان- وهو
عيسى بن سنان الحنفي-.
وأخرجه الخطيب في "الرحلة" (35) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، أن رجلاً من الأنصار ركب من المدينة إلى عقبة بن عامر وهو بمصر حتى لقيه، فذكر الحديث. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد، وهو ابن أنعُم الإفريقي.
وأخرجه الخطيب كذلك في "الرحلة" (36) من طريق جعفر بن برقان، عن يحيى أبي هشام الدمشقي، قال: جاء رجل من أهل المدينة إلى مصر، فقال لحاجب أميرها: قل للأمير يخرج إليَّ ... فلم يذكر اسم الأمير، ولا اسم من=(28/159)
16960 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي هَذَا الْحَدِيثَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ عُقْبَةَ - قَالَ: ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ - أَتَى مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ، بِمِصْرَ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَوَّابِ شَيْءٌ، فَسَمِعَ صَوْتَهُ فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، وَلَكِنِّي جِئْتُكَ لِحَاجَةٍ، أَتَذْكُرُ يَوْمَ - قَالَ عَبَّادٌ، فِي حَدِيثِهِ - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَلِمَ مِنْ أَخِيهِ سَيِّئَةً، فَسَتَرَهَا سَتَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: لِهَذَا جِئْتُ قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، فِي حَدِيثِهِ: رَكِبَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى مِصْرَ (1)
__________
= رحل إليه، وساق الحديث بلفظ: "من ستر عورة مسلم فكأنما أحيا مَوْؤودة" وإسناده منقطع. يحيى أبو هشام: هو يحيى بن راشد الطويل.
وأخرجه الخطيب في "الرحلة" (37) من طريق هشيم، عن سيار، عن جرير بن حيان، أن رجلاً رحل إلى مصر في هذا الحديث. وإسناده معضل.
وأخرجه الخطيب في "الرحلة" (38) من طريق مالك أن رجلاً خرج إلى مسلمة بن مخلد بمصر، ولم يسق متنه. وإسناده معضل.
وسيأتي برقم (16960) ، وفي مسند عقبة (17391) و (17454) .
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7427) .
وآخر من حديث ابن عمر، سلف برقم (5646) وإسناداهما صحيحان على شرط الشيخين.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، مكحول- وهو الشامي- لم يلق عقبة بن عامر ولا مسلمة بن مُخَلَد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن عون: هو عبد الله.=(28/160)
حَدِيثُ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16961 - قَالَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ: حَدَّثَنَا بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ، فَدَنَا وَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ كَأَجْرِ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " (1)
16962 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1067) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3502) من طريق سالم بن نوح، عن ابن عون، بهذا الإسناد. لم يذكر قصة عقبة بن عامر، وذكره في مسند مسلمة.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3494) من طريق المعتمر بن سليمان، عن ابن عون، عن مكحول، عن عقبة بن عامر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لم يذكر مسلمة، وذكره في مسنده عقبة.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16172) سنداً ومتناً.(28/161)
أَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " (1)
16963 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " ثُمَّ غَدَا وَابْتَكَرَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن، وهو مكرر (16173) سنداً ومتناً.
(2) في (ق) و (ص) زيادة: يقول: من غسل واغتسل، وهي نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (16173) غير أن شيخ أحمد هنا هو علي ابن إسحاق: وهو المروزي.(28/162)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِيِّ
16964 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ يَعْنِي ابْنَ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ السَّكُونِيُّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ (1) قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: وَبِمَاذَا؟ قَالَ: " بِمِسْخَنَةٍ " (2) قَالُوا: فَهَلْ كَانَ فِيهَا فَضْلٌ عَنْكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: فَمَا فُعِلَ بِهِ؟ قَالَ: " رُفِعَ وَهُوَ يُوحَى إِلَيَّ أَنِّي مَكْفُوتٌ غَيْرُ لَابِثٍ فِيكُمْ، وَلَسْتُمْ لَابِثِينَ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا، بَلْ تَلْبَثُونَ حَتَّى تَقُولُوا: مَتَى، وَسَتَأْتُونَ أَفْنَادًا يُفْنِي بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مُوتَانٌ شَدِيدٌ، وَبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزَّلَازِلِ " (3)
__________
(1) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : قال له.
(2) في النسخ الخطية و (م) عدا (ق) : بسَخْنة، وعليها شَرَح السندي، فقال: ضُبِطَ بفتح فسكون، أي: بحرارة، أي: كان حين جاء حاراً، فهو كان مقروناً بصفة الحرارة. قلنا: ولا يخفى ما في هذا الشرح من تكلُّف، والصوابُ ما جاء في مصادر التخريج: بمِسْخَنَة، وهو ما أثبتناه، قال ابنُ الأثير في "النهاية": هي قِدْرٌ كالتَّور يُسَخَّنُ فيه الطعام. وجاء في (ق) : بسخينة، وجاء في هامش (س) : لعله بسخينة. قلنا: وهو بعيد كذلك، لأنه نوعٌ من الطعام، والسياقُ يأباه.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات، على غرابة في متنه. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وضمرة بن حبيب: هو ابن صهيب=(28/163)
16965 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ، أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أسَمْتُ (1) الْخَيْلَ، وَأَلْقَيْتُ السِّلَاحَ، وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا،
__________
= الزُبيدي.
وأخرجه البزار (2422) (مختصراً) ، وابن حبان (6777) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (687) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وأرطاة وضمرة شاميان معروفان.
وأخرجه الدارمي 1/29، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2461) و (2462) و (2463) و (2464) ، وأبو يعلى (6861) ، والطبراني في "الكبير" (6356) ، وفي "مسند الشاميين" (688) ، والحاكم 4/447-448، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/435 من طرق عن أرطاة، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقَّبه الذهبي بقوله: لم يخرجا لأرطاة وهو ثبت، والخبر من غرائب الصحاح. قلنا: ولم يخرجا كذلك لضمرة بن حبيب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/306، وقال: رواه أحمد والطبراني والبزار وأبو يعلى، ورجاله ثقات.
وفي الباب عن واثلة بن الأسقع، سيرد برقم (16978) .
قال السندي: قوله: "يُوحَى إليَّ": على بناء المفعول.
"مكفوت"، أي: مقبوض مأخوذٌ.
"متى"، أي: متى نموت لفساد حال الدنيا.
"أفناداً"- بالفاء والنون والدال المهملة-، أي: جماعات متفرقين.
"مُوتَان" ضُبط بضم الميم، أي: كثرة الموت.
(1) في (ظ13) و (ق) : سيَّمت، وفي (ص) ونسخة السندي: سئمت،=(28/164)
قُلْتُ: لَا قِتَالَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآنَ جَاءَ (1) الْقِتَالُ، لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، يَزْيِغُ (2) اللهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، وَيَرْزُقُهُمُ اللهُ مِنْهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، أَلَا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ، وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي
__________
= وتحتمل الوجهين في (س) ، وجاء في هامش (ق) : صوابه: أَسَمْتُ. قلنا: وهو ما أثبتناه، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، فقد جاء عند ابن سعد وابن فانع في "معجم الصحابة" 2/277 والطبراني: سُيِّبَت، وجاء عند النسائي: أذال الناس الخيل: وهي بمعنى تركوها. وأسمتُ يعني تركتها تسوم، أي: ترعى.
(1) في (س) و (ص) ، ونسخة السندي: ألا رَحَا، وجاء في هامش (س) ما نصه: في النسخ: الآن جاء. قال السندي: "ألا" بالتخفيف حرف تنبيه، "رَحَا القتال"، أي: يدور، وفي بعض النسخ: الآن جاء القتال، كما في النسائي، أي: الآن اشتدَّ القتالُ، فإنكم قبلُ كنتم تُقاتلون في أرضكم، والآن جاء وقتُ الخروج إلى الأراضي البعيدة. قلنا: قد جاء لفظ "الآن" في رواية النسائي مكرراً، ففيها: الآن الآن جاء القتال.
(2) في الأصول الخطية و (م) : "يرفع"، وشرح عليها السندي بقوله: رفع الله قلوبَ أقوام عن الإيمان إلى الكفر، وأثبتنا ما جاء في مصادر التخريج، وقد ذكر ابنُ عساكر في "تاريخه" 1/54 أنه الصواب، وشرح عليها السندي في حاشيته على النسائي، فقال: "يُزيغ" من أَزَاغ: إذا مال، والغالبُ استعماله في الميلِ عن الحق إلى الباطل، والمراد: يُمِيلُ الله تعالى ... قلوبَ أقوامِ عن الإيمان إلى الكفر ليُقاتلوهم، ويأخذوا مالهم. ويُحتمل على بُعْدٍ أن المراد: يُميل اللهُ تعالى قلوبَ أقوام إليهم، ليُعينَهم على القتال، ويُرِق اللهُ تعالى أولئك الأقوام المُعِينين من هؤلاء الأمة بسبب إحسان هؤلاء إلى أولئك، فالمرادُ بالأمةِ الرؤساءُ، وبالأقوامِ الأتباعُ، وعلى الأول المرادُ بالأمة المجاهدون من المؤمنين، وبالأقوامِ الكفرةُ، والله تعالى أعلم.(28/165)
نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها، وباقي رجال الإسناد ثقات. الحكم بن نافع: هو أبو اليمان الحمصي، وإبراهيم بن سليمان: هو الأفطس الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6358) من طريق أبي اليمان الحكمِ بن نافع، بهذا الإسناد، بزيادة: وقال وهو مُولٍ ظهره إلى اليمن: "إني أجد نفَسَ الرحمن من ها هنا".
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمباني" (2460) عن الحَوْطي- وهو عبد الوِهاب بن نَجْدة-، عن إسماعيل بن عياش، به. بزيادة: ثم قال: "إني لأجد نَفس ربي عز وجل من ها هنا".
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "التاريخ" 4/70-71، ويعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/336-337، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/275، وفي "شرح مشكل الآثار" (228) ، والطبراني في "الكبير" 7/ (6358) من طريق عبد الله بن سالم- وهو الحمصي-، عن إبراهيم بن سليمان، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك ابنُ سعد 7/427-428، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/298، والنسائي في "المجتبى" 6/214-215، وفي "الكبرى" (4401) ، وأبو عوانة 5/16، والطبراني في "الكبير" (6357) و (6359) ، وفي "مسند الشاميين" (57) و (1419) من طريقين عن الوليد بن
عبد الرحمن الجُرَشي، به، وفيه يقول سلمة بن نفيل- كما عند النسائي-: كنتُ جالساً عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رجل: يا رسول الله، أذال الناسُ الخيلَ، ووضعوا السلاح، وقالوا: لا جهاد ...
وأخرجه ابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/277، والطبراني في "الكبير" (6360) ، وفي "مسند الشاميين" (2524) من طريق نصر بن علقمة يرده إلى جبير بن نفير، عن سلمة بن نفيل، قال: بينما أنا جالس عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ جاءه رجل، فقال: يا رسول الله إن الخيل قد سُيِّبَت ... =(28/166)
حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ الْأَخْنَسِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
° 16966 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ وَكَانَ فِي كِتَابِهِ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ،
__________
= وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تزال طائفة ... " له شاهد بنحوه عن قُرة بن إياس المُزَني، سلف برقم (15596) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الخيل معقود بنواصيها ... " له شاهد عن ابن عمر، سلف برقم (4616) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "أنه أتى النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" على بناء المفعول، أي: أتاه آتٍ، أو على بناء الفاعل، والآتي هو السَّكوني. قلنا: السياق يقتضي أنها على بناء الفاعل. وإنما أراد السندي أن يوفق بين هذه الرواية ورواية النسائي.
"ووضعتِ الحربُ أوزارها"- على صيغة التأنيث-، أي: انقضى أمرها وخفَّت أثقالها.
"قلتُ: لا قتال"، أي: قلت في نفسي: ارتفع القتالُ ففعلتُ ما فعلت.
"أمرُ الله ": الريح.
"عُقْر"- بضم العين وفتحها-، أي: أصلها وموضعها، كأنه أشار إلى أن الشام يكون وقتَ الفتن آمناً، وأهل الإسلام به أسلم.
(1) قال السندي: يزيد بن الأخنس السّلمي، جاء أنَّه لمََّا أسلمَ أَسْلم معه جميعُ أهله إلا امرأة واحدة، فأنزل الله على رسوله: (ولا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الكَوافِر) ، [الممتحنة: 10] ، وجاء من حديث أبي أمامة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إنَّ الله وَعَدني أن يُدخل الجنةَ من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب"، فقال يزيدُ بنُ الأخنس: واللهِ ما أولئك يا رسول الله في أمتك إلا كالذُّباب الأصهب في الذُّباب. وفي رواية: كالذباب الأزرق. قلنا: سيرد 5/250.(28/167)
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَخْنَسِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَنَافُسَ بَيْنَكُمْ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَعْطَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَيَتَّبِعُ مَا فِيهِ، فَيَقُولُ رَجُلٌ: لَوْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَعْطَانِي مِثْلَ مَا أَعْطَى فُلَانًا، فَأَقُومَ بِهِ كَمَا يَقُومُ بِهِ، وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُ وَيَتَصَدَّقُ، فَيَقُولُ رَجُلٌ: لَوْ أَنَّ اللهَ أَعْطَانِي مِثْلَ مَا أَعْطَى فُلَانًا فَأَتَصَدَّقَ بِهِ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتُكَ النَّجْدَةَ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَسَقَطَ بَاقِي الْحَدِيثِ (1) (2)
__________
(1) في (ق) و (ظ 13) : قال عبد الله: وسقط باقي الحديث.
(2) حديث صحيح لغيره، دون ذكر النجدة، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سليمان بن موسى- وهو الأشدق- لم يُدرك كثير بن مُرَّة، فيما قاله أبو مُسْهِر، ونقله عنه المزي في "تهذيب الكمال". وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 5/475 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن" (107) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (626) ، وفي "الأوسط" (2205) ، وفي "الصغير" (125) ، وفي "مسند الشاميين" (1212) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، عن الهيثم بن حميد، به، وقد ورد عند الفريابي ما سقط من الحديث، ففيه: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليست لهما بعِدْل، إن الكلب ليَهِرُ من وراء أهله".
قال الطبراني في "الأوسط": لم يسند يزيد بن الأخنس عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً غير هذا.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/256، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. وأورده كذلك 3/108، وقال: رواه أحمد كتابة، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" و"الصغير"، وفيه سليمان بن موسى، وفيه كلام، وقد وثقه=(28/168)
حَدِيثُ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ (1)
16967 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ (2)
__________
= جماعة. قلنا: فاته أن يعله بالانقطاع.
وقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تنافس بينكم إلا في اثنتين ... له شاهد من حديث عبد الله ابن مسعود بإسناد صحيح سلف برقم (3651) . وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فيقول رجل: لو أن الله أعطاني مثل ما أعطى فلاناً ... له شاهد من حديث أبي كبشة الأنماري، سيرد (18024) .
وقوله في رواية الفريابي: "إن الكلب لَيِهرُّ من وراء أهله" قال ابن الأثير في "النهاية" 5/258: معناه أن الشجاعة غريزة في الإنسان، فهو يلقى الحروب، ويُقاتل طبعاً وحميَّة لا حسبة، فضرب الكلب مثلاً، إذا كان من طبعه أن يَهِرَّ دون أهله ويَذُبَّ عنهم، يريد أن الجهاد والشجاعة ليسا بمثل القراءة والصدقة، يقال: هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هريراً فهو هارٌ وهرَّارٌ: إذا نبح وكَشَر عن أنيابه، وقيل: هو صوته دون نباحه. قلنا: وقد تحرف في مطبوع "الفضائل" (طبعة مكتبة الرشد في الرياض) إلى: ليست هما بعدل ان الكلب ليهزمر وراء أهله!
(1) غُضَيف بن الحارث أو الحارث بن غُضَيف مختلَفٌ في اسمه وصحبته، قال المزي في "تهذيب الكمال": غُضَيف- ويُقال: غُطَيف- بن الحارث بن زُنَيم السَّكُوني الكندي، ويقال: الثُمالي، أبو أسماء الحمصي مختلف في صحبته. قلنا: عده تابعياً ابنُ سعد والعجلي والدارقطني، وذكره في الصحابة البخاري وابن حبان وأبو حاتم وأبو زرعة وقال: الصحيح أنه غضيف بن الحارث، وله صحبة. وقال الذهبي: عداده في صغار الصحابة، وله رواية. قلنا: وسيكرر الإمام أحمد حديثه 5/290 باسم غُطَيف بن الحارث.
(2) تحرف في (ص) و (م) إلى: يوسف.(28/169)
بْنِ سَيْفٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، أَوِ الْحَارِثِ بْنِ غُضَيْفٍ، قَالَ: مَا نَسِيتُ مِنَ الْأَشْيَاءِ مَا نَسِيتُ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ " (1)
__________
(1) حديث حسن على قول من عدَّ غُضَيفاً صحابياً، يونس بن سيف- وهو الكلاعي- روى عنه جمع، وقال ابن سعد: كان معروفاً، له أحاديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الدارقطني، وذكر- فيما نقل عنه العلائي- أنه لا يعلم أسمع من غضيف أم لا؟ قلنا: وإذا لم يثبت سماعه منه، فقد جاء بينهما أبو راشد الحُبْراني عند الطبراني، كما سيرد، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم
سوى غضيف. حماد بن خالد: هو الخياط، ومعاوية بن صالح: هو الحضرمي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/340، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/316، من طريق حماد بن خالد، به.
وأخرجه ابن سعد 7/429، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/113 من طريق معن بن عيسى، وابن أبي شيبة 1/390- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2433) ، والطبراني في "الكبير" (3399) - من طريق زيد ابن الحباب، والبخاري في "تاريخه" 7/113، والطبراني كذلك (3399) من طريق عبد الله بن صالح، ثلاثتهم، عن معاوية بن صالح، به.
وخالفهم ابن وهب- فيما رواه عنه عبد العزيز بن عمران ابن مقلاص عند الطبراني في "الكبير" (3400) ، فرواه عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن أبي راشد الحُبْراني، عن غضيف، به، وهذا إسناد متصل حسن، من أجل عبد العزيز بن عمران ابن مقلاص، وأبي راشد الحبراني.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/104، وقال: رواه أحمد والطبراني في=(28/170)
16968 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ غُضَيْفٍ، أَوْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: مَا نَسِيتُ مِنَ الْأَشْيَاءِ لَمْ أَنْسَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ " (1)
16969 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي الْمَشْيَخَةُ، أَنَّهُمْ حَضَرُوا غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ الثُّمَالِيَّ، حِينَ اشْتَدَّ سَوْقُهُ، فَقَالَ: " هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ يس؟ " قَالَ: فَقَرَأَهَا صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ السَّكُونِيُّ، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ مِنْهَا قُبِضَ، قَالَ: وَكَانَ الْمَشْيَخَةُ يَقُولُونَ: إِذَا قُرِئَتْ عِنْدَ الْمَيِّتِ خُفِّفَ عَنْهُ
__________
= "الكبير"، ورجاله ثقات.
وقد ثبت من أحاديث عددٍ من الصحابة وضعُ اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة.
منها حديث جابرِ بن عبد الله، سلف برقم (15093) .
وحديث وائلِ بن حجر، سيرد 4/317-318.
وحديث سهل بن سعد عند البخاري (740) ، سيرد 5/336.
وحديث هُلْبٍ الطائي، سيرد 5/227.
قال ابن عبد البر- فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 1/224-: لم يأتِ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه خلاف، وهو قولُ الجمهور من الصحابة والتابعين، وهو الذي ذكره مالك في "الموطأ"، ولم يَحْكِ ابنُ المنذر وغيره عن مالك غيره، وروى ابن القاسم عن مالك الإرسال وصار إليه أكثر الصحابة.
(1) حديث حسن، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.(28/171)
بِهَا (1) قَالَ صَفْوَانُ: " وَقَرَأَهَا عِيسَى بْنُ الْمُعْتَمِرِ (2) عِنْدَ ابْنِ مَعْبَدٍ "
16970 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، فَقَالَ: يَا أَبَا أَسْمَاءَ، إِنَّا قَدْ جَمَعْنَا (3) النَّاسَ عَلَى أَمْرَيْنِ، قَالَ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: رَفْعُ (4) الْأَيْدِي عَلَى الْمَنَابِرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْقَصَصُ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمَا أَمْثَلُ
__________
(1) أثر إسناده حسن، وإبهامُ المشيخة لا يضر، كما بينا في رواية أبي سعيد الخدري السالفة برقم (11737) . وحسَّن إسناده الحافظ في "الإصابة" (ترجمة غُضَيف) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير غُضَيف فروايته عند أصحاب السنن ما عدا الترمذي. وصالح بن شُرَيح السكوني أحد رجال المشيخة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قال أبو زرعة- كما في "الجرح والتعديل" 4/405-: مجهول، ولم يحك فيه البخاري جرحاً ولا تعديلاً. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.
وأخرجه ابن سعد 7/443 عن أبي اليمان، عن صفوان، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن معقل بن يسار مرفوعاً، سيرد 5/26 بلفظ: "اقرؤوها على موتاكم " يعني يس. وإسناده ضعيف، وسنبين حاله هناك.
ونقل الحافظ في "التلخيص" 2/104 عن الدارقطني أنه لا يصح في الباب حديث.
(2) في (ق) وهامش (س) و"أطراف المسند" 9/499 و (م) : المعتمر.
(3) المثبت من (ظ13) وهامش (س) ، وفي بقية النسخ: أجمعنا.
وكلاهما بمعنى.
(4) المثبت من (ق) وهامش (س) و (م) ، وفي بقية النسخ: ترفع.(28/172)
بِدْعَتِكُمْ عِنْدِي، وَلَسْتُ مُجِيبَكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلَّا رُفِعَ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ " فَتَمَسُّكٌ بِسُنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ إِحْدَاثِ بِدْعَةٍ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله، وهو ابن أبي مريم الغساني الشامي، بقية بن الوليد- وإن كان مدلساً، وقد عنعن- توبع، كما سيرد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير غضيف بن الحارث، فروايته عند أصحاب السنن ما عدا الترمذي وقول الحافظ في "الفتح" 13/253 عن سند أحمد هذا: جيد، ليس بجيد.
وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/316 من طريق بقية، بهذا الإسناد.
وأخرجه المروزي في "السنة" ص27 من طريق عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.
وأخرجه البزار (131) "زوائد"- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (178) - عن محمد بن عبد الرحيم، عن سُريج بن النعمان، عن المعافى ابن عمران، عن أبي بكر ابن أبي مريم الغساني. وقد وقع عند الطبراني في إسناده عدة أوهام نبَّه عليها الحافظ في "الإصابة" في ترجمة غضيف بن
الحارث اليماني.
وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/603-604 عن الوليد بن عتبة، عن الوليد بن مسلم قال: أخبرني حريز بن عثمان، عن حبيب بن عُبيد، أن عبد الملك سأل غضيف بن الحارث الثمالي أن يرفع يديه على المنبر، فقال: أما أنا فلا أُجيبك إليها. وإسناده ضعيف. الوليد بن مسلم يدلس
ويسوي، وقد عنعن. ولم يذكر المرفوع منه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/188، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وهو منكر الحديث.
قال السندي: قوله: أمثل بدعتكم، أي: أحسنها بدعة، أي: ولو حسنة،=(28/173)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16971 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شُفْعَةَ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ يُقَالُ لِلْوِلْدَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ". قَالَ: " فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ حَتَّى يَدْخُلَ (1) آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا "، قَالَ: " فَيَأْتُونَ " (2) ، قَالَ: " فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا لِي أَرَاهُمْ مُحْبَنْطِئِينَ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ "، قَالَ: " فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ آبَاؤُنَا (3) "، قَالَ: " فَيَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ " (4)
__________
= كما يدل عليه الإطلاق، وبه وافق المقام.
(1) في (ص) : يدخلها.
(2) في النسخ عدا (ظ13) : فيأتون. والمثبت من (ظ13) لأنه يقتضيه السياق.
(3) في (ص) و (م) زيادة لفظ: وأمهاتنا، وقد ضُرب عليه في (ق) ، وأشير إليه في هامش (س) أنه نسخة، ولم يرد في (ظ 13) .
(4) إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الصحيح غير شرحبيل بن شفعة، فقد ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وهو من شيوخ حريز، وشيوخه كلهم ثقات كما ذكر أبو داود، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. قلنا: وهو من رجال ابن ماجه. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج
الخولاني، وحريز: هو ابن عثمان.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/387، وقال: رواه أحمد، ورجاله=(28/174)
حَدِيثُ حَابِسِ بْنِ سَعْدٍ الطَّائِيِّ (1)
__________
= رجال الصحيح غير شرحبيل، وهو ثقة.
وفي الباب عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عند الطبراني في "الكبير" 19/ (1004) بلفظ: "سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، إني مكاثر بكم الأمم حتى بالسِّقْط يظَل مُحْبَنْطئاً على باب الجنة، يقال له: ادخل الجنة، فيقول: يا رب وأبواي؟ فيقال له: ادخل الجنة أنت وأبواك". أورده الهيثمي
في "المجمع" 4/258، ونسبه إلى الطبراني، وقال: وفيه علي بن الربيع، وهو ضعيف.
وعن عتبة بن عبد السلمي عند ابن ماجه (1604) بلفظ: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيِّها شاء دخل".
قال السندي: قوله: للولدان، أي: الذين ماتوا صغاراً.
مُحْبَنْطِئين، بضم فسكون حاء مهملة ثم فتح موحدة فسكون نون فكسر طاء مهملة فهمزة: من احبنطأ كاحرنجم، أي: انتفخ جوفه، وامتلأ غيظاً.
وقال ابن الأثير في "النهاية": المحبنطىء بالهمز وتركه: المتغضب المستبطىء للشيء، وقيل: هو الممتنع امتناع طَلِبَة، لا امتناع إباء.
(1) قال الحافظ في "الإصابة": حابس بن سعد بن المنذر بن ربيعة بن سعد بن يثربي الطائي، ذكره ابن سعد وأبو زرعة الدمشقي فيمن نزل الشام من الصحابة، وذكره ابن سُمَيع في الطبقة الأولى من الصحابة (يعني ممن نزل الشام) ، وقال البخاري: أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال في "تهذيب التهذيب": ذكره الذهبي في "الميزان"، ومن شرطه ألا يذكر فيه أحداً من الصحابة، لكن قال: يقال: له صحبة. وجزم في "الكاشف" بأن له صحبة، ولم يحمِّر اسمه في "تجريد الصحابة" وشرطه أن من كان تابعياً حمَّره، فتناقض فيه، ويغلب على الظن أن ليس له صحبة، وإنما ذكروه في=(28/175)
16972 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ غَابِرٍ (1) الْأَلْهَانِيَّ، قَالَ: دَخَلَ الْمَسْجِدَ حَابِسُ بْنُ سَعْدٍ الطَّائِيُّ، مِنَ السَّحَرِ - وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " مُرَاءُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، أَرْعِبُوهُمْ، فَمَنْ أَرْعَبَهُمْ، فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَرَسُولَهُ "، فَأَتَاهُمُ النَّاسُ، فَأَخْرَجُوهُمْ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي مِنَ السَّحَرِ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ " (2)
__________
= الصحابة على قاعدتهم فيمن له إدراك.
(1) في الأصول الخطية و (م) و"أطراف المسند" 2/216 و"مجمع الزوائد": ابن عامر، مما يُظهر أنه خطأ في النسخ قديم، وجاء تصويبه في هامش (ظ 13) ، في هذا الموضع، ومن إسناد مكرره الآتي برقم (17002) وهو عبد الله بن غابر أبو عامر، يبدو أنه قد اختلطت كنيته في النسخ باسمه،
وهو من رجال "التهذيب"، وجاء فيه أنه من شيوخ حريز بن عثمان، ويروي عن حابس بن سعد، وقد ضبطه ابنُ ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 6/404 في رسم (غابر) .
(2) أثر إسناده صحيح إلى حابس بن سعد. رجاله ثقات رجال الصحيح، سوى عبد الله بن غابر فمن رجال البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي وابن ماجه، وحابس بن سعد فلم يرو له سوى ابن ماجه. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/375-376 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3564) من طريقَ أبي اليمان الحكم بن نافع، عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.
وقال ابن سعد في "الطبقات" 7/431-432 أخبرت عن أبي اليمان، عن=(28/176)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ (1)
16973 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ، فَقَدْ نَجَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -: مَوْتِي، وَالدَّجَّالُ، وَقَتْلُ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ مُعْطِيهِ (2) " (3)
__________
= حريز، به. وقد وقع فيه وهم في متنه يصحح من هنا.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/16، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الله بن عامر، ولم أجد من ذكره. قلنا: سلف منا أنه تصحيف غابر، وأنه ممن رجال التهذيب.
وقال الحافظ في "الإصابة" 1/272: هذا موقوف صحيح الإسناد.
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (17002) .
(1) قال السندي: عبد الله بن حَوَالة- بالمهملة وتخفيف الواو، يكنى أبا حَوَالة، وقيل: أبو محمد، له صحبة، مات سنة ثمانين بالشام. وجاء أنه قال: يا رسول الله، خِرْ لي بلداً أكون فيها، يعني بعدك، قال: عليك بالشام، فلما رأى كراهتي للشام، قال: "أتدرون ما يقول الله تعالى للشام؟ يا شام أنت
صفوتي من بلادي، أُدخل فيك خيرتي من عبادي ... " الحديث. قلنا: أخرجه الطبراني فيما ذكر الحافظ في "الإصابة"، وسيرد بنحوه برقم (17005) .
(2) في (ظ13) و (ق) : يعطيه.
(3) حديث حسن، يحيى بن أيوب- وهو الغافقي المصري، وإن قال أبو سعيد بن يونس فيما نقله عنه المزي: لبس هذا الحديث بمصر من حديثه- تابعه الليث بن سعد في الرواية الآتية 5/288، وابن لهيعة، كما سيرد في=(28/177)
حَدِيثُ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ (1)
__________
=التخريج. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير ربيعة بن لقيط- وهو التجيبي المصري- فمن رجال التعجيل، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: تابعي ثقة، فهو حسن الحديث. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلَحيني.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 3/220 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/89 من طريق يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وقال ابنُ لهيعة فيه: هو عثمان. ويحيى بنُ إسحاق من قدماء أصحاب ابن لهيعة فيما ذكر الحافظ ابنُ حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة حفص بن هاشم.
وسيرد مكرراً سنداً ومتناً (17003) و (17006) و5/33.
وسيأتي من طريق الليث بن سعد 5/288.
وفي الباب عن عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/ (794) ، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/334-335، وقال: وفيه إبراهيم بن يزيد المصري، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(1) قال السندي: خَرَشَة بن الحُرّ- خَرَشَة بإعجام الخاء وإهمال الراء وإعجام الشين المفتوحات- اختُلف في اسم أبيه، هل هو الحُرّ، كما في رواية الكتاب؟ أو الحارث، أو غير ذلك؟ وله حديث واحد.
قلنا: ذكر الحافظ في "الإصابة" أن الراجح أنه خَرَشَةُ بن الحارث، ثم قال: والحق أنهما اثنان، وقد فرق بينهما البخاري، فذكر خرشة بن الحر في التابعين، وذكر هذا (يعني خرشة بن الحارث) في الصحابة، وكذلك صنع ابن حبان، وذكر الحاكمِ أبو أحمد في ترجمة أبي كثير في "الكنى" قول من قال: عن أبي كثير، عن خرَشَة بن الحُرّ، ووهاه، وصوب أنه خَرَشَةُ بنُ الحارث.(28/178)
16974 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَثِيرٍ الْمُحَارِبِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَرَشَةَ بْنَ الْحُرِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَتَكُونُ مِنْ بَعْدِي فِتْنَةٌ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْيَقْظَانِ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، فَمَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ فَلْيَمْشِ بِسَيْفِهِ إِلَى صَفَاةٍ، فَلْيَضْرِبْهُ بِهَا حَتَّى يَنْكَسِرَ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعَ لَهَا حَتَّى تَنْجَلِيَ عَمَّا انْجَلَيَتْ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي كثير المحاربي، فلم يرو عنه سوى ثابت بن عجلان- وهو الشامي- ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقد تفرد به ثابت بن عجلان، عنه، وتفرده يعد منكراً فيما ذكر الذهبي في "ميزانه"، وقد ساق ابن عدي هذا الحديث من غرائبه، وباقي رجال الإسناد ثقات. علي بن بحر: هو ابن بري القطان البغدادي، ومحمد بن حمير إنما أخرج له البخاري في الشواهد والمتابعات.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/524 من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4180) من طريق محمد بن حمير، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1319) و (1320) و (1321) ، وأبو يعلى (924) و (6854) ، والطبراني في "الكبير" (4180) ، وفي "مسند الشاميين" (1420) و (2283) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/128 من طرق عن ثابت بن عجلان، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/300، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفيه أبو كثير المحاربي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7796) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد هنا حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1446) .=(28/179)
حَدِيثُ أَبِي جُمْعَةَ حَبِيبِ بْنِ سِبَاعٍ (1)
16975 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَوْفٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا جُمُعَةَ حَبِيبَ بْنِ سِبَاعٍ - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْأَحْزَابِ صَلَّى الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " هَلْ عَلِمَ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنِّي صَلَّيْتُ الْعَصْرَ؟ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا صَلَّيْتَهَا، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَعَادَ الْمَغْرِبَ (2)
__________
= قال السندي: قوله: "النائم فيها خير من اليقظان"، أي: يكون الخير فيها على قدر البعد عن مباشرتها، فالأبعد مباشرةً خيرٌ من غيره.
"إلى صَفاة" بفتح: الحجر الصَّلْد الضخم لا ينبت.
"ثم ليضطجع لها"، أي: للفتنة.
(1) قال السندي: أبو جمعة حبيب بن سِبَاع، قيل: أنصاري، وقيل: كناني، ويقال: القاريُّ بتشديد الياء، مشهورٌ بكنيته، مُختَلف في اسمه، وأرجحُ الأقوال أنه حبيب كما في الكتاب، كان بالشام ثم تحول إلى مصر. قلنا: قال الحافظ في "الإصابة": وأَغرب ابن حبان، فذكره في ثقات التابعين.
(2) حديث منكر، تفرد به ابنُ لهيعة- وهو سيئ الحفظ- ورواه عن مجهولَيْن: محمد بن يزيد هو ابن أبي زياد الفلسطيني، قال أبو حاتم: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال، وعبد الله بن عوف لم يرو عنه سوى الزهري، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2137) من طريق موسى ابن داود، بهذا الإسناد. ووقع في متنه قلب، فقد جاء فيه: فصلى المغرب ثم=(28/180)
16976 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ جُبَيْرٍ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جُمُعَةَ، قَالَ:
__________
= العصر.
وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (2137) ، والدولابي في "الكنى" 1/24، والطبراني في "الكبير" (3542) ، والبيهقي في "السنن" 2/220 من طرق عن ابن لهيعة، به.
وأورده ابن عبد البر في "التمهيد" 6/408-409 وقال: هذا حديث منكر، يرويه ابن لهيعة عن مجهولين.
وأورده الحافظ في "الفتح" 2/69 وقال: في صحة هذا الحديث نظر، لأنه مخالف لما في "الصحيحين" من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر: "والله ما صليتُها".
قلنا: وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر أخرجه البخاري في "صحيحه" (596) من حديث جابر بن عبد الله بلفظ: أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعدما غربت الشمس، فجعل يَسُب كفار قريش، قال: يا رسول الله، ما كدتُ أصلِّي العصر حتى كادتِ الشمسُ تَغربُ، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والله ما صليتُها، فقمنا إلى بُطْحان، فتوضَّأ للصلاة وتوضأنا لها، فصلَّى العصر بعدما غربت الشمسُ، ثم صلى بعدها المغرب.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3716) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "ثم أعاد المغرب": هذا الحديث إن ثَبتَ دل على وجوب الترتيب بين الفوائت، لكنه غير ثابت لضعف إسناده، وأيضاً هو مخالف للأحاديث المشهورة في هذا الباب ظاهراً، والله تعالى أعلم.
(1) في الأصول الخطية و (م) : صالح بن محمد، وهو خطأ قديم، قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": وذكر ابن عساكر أَنَّ الأوزاعي روى عن أَسِيد ابن عبد الرحمن، عن صالح، فسمَّى أباه محمداً، قال: والصواب: صالح بن جبير. قلنا: فذكره الحافظ على الصواب في "أطراف المسند".(28/181)
تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ (1) أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا؟ أَسْلَمْنَا مَعَكَ وَجَاهَدْنَا مَعَكَ، قَالَ: " نَعَمْ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ (2) يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي " (3)
__________
(1) كلمة "هل" ليست في (ظ 13) .
(2) في (ظ13) وهامش (س) : بعدي. وأشير في (ظ 13) إلى أن لفظ "بعدكم "نسخة.
(3) حديث صحيح، صالح بن جبير روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. قلنا: وقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد"، وهو متابع في الرواية الآتية، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أسِيد بن
عبد الرحمن- وهو الخثعمي- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة، وغير صحابيه فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد".
وقد حسَّن إسناده الحافظ في "الفتح" 7/6. أبو المغيرة: هو عبد القدوس ابن الحجاج، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/444 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3537) ، والحاكم 4/85 من طريق أبي المغيرة، به، قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2135) ، وأبو يعلى (1559) من طريقين عن الأوزاعي، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2134) ، والطبراني (3539) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثنا أبو عبيد الحاجب، عن صالح بن جبير، به.
وأخرجه ابنُ قانع في "معجم الصحابة" 1/187، والطبراني (3541) من=(28/182)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق ضمرة بن ربيعة عن مرزوق بن نافع، عن صالح بن جبير، عن أبي جمعة، قال: قلنا: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟ قال: "قوم يجيؤون من بعدكم يجدون كتاباً بين لوحين يؤمنون به ويُصدِّقون، هم خير منكم". ومرزوق ابن نافع لم يرو عنه سوى ضمرة بن ربيعة.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص75- ومن طريقه المزي في "تهذيبه" 13/25-، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2136) ، والطبراني (3540) ، والذهبي في "ميزان الاعتدال " 2/291، من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن صالح بن جبير، قال: قَدِم علينا أبو جمعة الأنصاري، قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، فقلنا: يا رسول الله، هل من أحد أعظم منا أجراً، آمنا بك واتبعناك؟ قال: "وما يمنعكم من ذاك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء؟ بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجراً". قال الحافظ في "الفتح" 7/7: وإسناد هذه الرواية أقوى. قلنا: لأنها من طريق معاوية بن صالح الحضرمي، وهو ممن عُرف برواية الحديث أكثر من أَسِيد بن عبد الرحمن، وهو ثقة احتج به مسلم، ولا يضره أنه من رواية عبد الله بن صالح عنه، لأن روايته هذه لا تُعارض الرواية السالفة الذكر، بل توجهها إلى المعنى المراد من الخيرية، والذي جاء من حديث أبي ثعلبة الخُشَني بإسناد حسن. ولفظه عند الترمذي: "للعامل فيهن
مثلُ أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم" وزيادةُ الأجر لا يقتضي الأفضلية، كما يدلُ عليه حديثُ أبي سعيد الخدري السالف برقم (11079) ولفظه: "لا تسبُّوا أصحابي، فإن أحَدَكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي برقم (16977) .
وفي الباب أيضاً عن عتبة بن غزوان عند المروزي في "السنة" ص 9.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري، السالف برقم (11673) . =(28/183)
16977 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ ابْنِ (1) مُحَيْرِيزٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جُمُعَةَ - رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ -: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ، أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا جَيِّدًا، تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدٌ (2) خَيْرٌ مِنَّا، أَسْلَمْنَا مَعَكَ، وَجَاهَدْنَا مَعَكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي " (3)
__________
= قال السندي: قوله: "ولم يروني" فإنهم آمنوا عن غيب، وأنتم آمنتم عن عيان، فالفعل جزائي
قلنا: وانظر بسط هذه المسألة في "الفتح" 7/6-7، وفي "شرح مشكل الآثار" 6/254- 268.
(1) تحرف في (م) إلى: أبي.
(2) في (ق) : هل أحد.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أَسيد بن عبد الرحمن- وهو الخثعمي الفلسطيني- فمن رجال أبي داود، وخالدِ بن دُرَيك فمن رجال أصحاب السنن، وكلاهما ثقة، وصحابيه أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد". أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وابن مُحيريز: هو عبد الله.
وأخرجه الدارمي (2744) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2459) ، والطبراني في "الكبير" (3538) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/508-509 من طريق محمد بن مصعب القرقساني، والطحاوي في "شرح المشكل" (2459) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/188، والطبراني في "الكبير" (3538) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي=(28/184)
حَدِيثُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ذَكَرَ الشَّيْخُ أَنَّهُ مُعَادٌ فَلَمْ أَكْتُبْهُ " (1)
__________
= الحراني، كلاهما عن الأوزاعي، به.
وقد سلف فيما قبله برقم (16976) .
(1) سيأتي حديثه برقم (17731) وما بعده.(28/185)
حَدِيثَ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ " مُعَادٌ أَيْضًا فِي الْمَكِّيِّينَ وَالْمَدَنِيِّينَ (1) إِلَّا أَحَادِيثَ مِنْهَا قَدْ أَثْبَتُّهَا هَاهُنَا، وَبَاقِيهَا فِي الْمَكِّيِّينَ وَالْمَدَنِيِّينَ "
16978 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَتَزْعُمُونَ أَنِّي آخِرِكُمْ وَفَاةً، أَلَا إِنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً، وَتَتْبَعُونِي أَفْنَادًا، يُهْلِكُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا " (2)
16979 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
__________
(1) سلف في المكيين 3/490 برقم (16004) وما بعده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه أبو يعلى (7488) و (7490) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/183، وابن حبان (6646) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (167) و (168) ، وفي "الصغير" (90) من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (166) ، وفي "الشاميين" (1923) من طريق معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/306، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وفي الباب عن سلمة بن نُفَيل، سلف (16964) .
وعن معاوية بن أبي سفيان عند أبي يعلى (7366) .(28/186)
َأَبُو النَّضْرِ، قَالَ: دَعَانِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ، وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَقَالَ: يَا حَيَّانُ (1) ، قُدْنِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ -، فَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ " (2)
16980 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عَبْدِ اللهِ النَّصْرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ فِي الْمَنَامِ مَا لَمْ تَرَيَا (3) ، أَوْ يَقُولَ: عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ " (4)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: خباب.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (16017) إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (210) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وقد سلف في المكيين برقم (16016) .
(3) في (ظ13) : ترى، وقد ضبب فوقها.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 6/55 عن عصام، عن حريز، بهذا الإسناد. وتحرف فى المطبوع منه حريز إلى: جرير.
وأخرجه البخاري (3509) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (178) ، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1324) من طريقين عن حريز بن عثمان، به.=(28/187)
16981 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ رُؤْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ النَّصْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَرْأَةُ تَحُوزُ ثَلَاثَةَ مَوَارِيثَ: عَتِيقَهَا، وَلَقِيطَهَا، وَالْوَلَدَ الَّذِي لَاعَنَتْ عَلَيْهِ " (1)
16982 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (171) و (172) و (173) و (175) و (176) و (177) و (179) و (180) ، والخطيب في "الجامع" (1323) من طرق عن عبد الواحد النصري، به.
وقد سلف في المكيين برقم (16008) .
قال السندي: قوله: "من أعظم الفِرَى"- بكسر ففتح وقصر هو المشهور- جمع فرية، أي: من أشد الكذب.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16004) السالف في المكيين، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن عبد ربه، وهو ثقة.
(2) إسناده حسن، عمران بن القطَّان- وهو ابن داوَر- حسنُ الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الطيالسي، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. قَتَادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وهو في "مسند الطيالسي " برقم (1012) ، ومن طريقه أخرجه الطبري في=(28/188)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مقدمة "تفسيره" (126) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1379) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/475.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (186) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2484) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران، به.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص119- 120، والطبري في مقدمة "تفسيره" (126) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (187) ، وفي "مسند الشاميين" (2734) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2485) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وسعيد بن بشير ضعيف.
وأخرجه الطبري أيضاً (129) من طريق ليث بن أبي سُليم عن أبي بردة، عن أبي المليح، به. وليث بن أبي سليم ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/46 وقال: رواه أحمد، وفيه عمران القطان، وثّقه ابن حبان وغيره، وضعَّفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.
وفي الباب عن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (8003) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/158 وقال: رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم، قد ضعَّفه جماعة ويعتبر بحديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي قلابة مرسلاً عند الطبري (127) .
وعن سعيد بن أبي هلال مرسلاً عند أبي عُبيد في "فضائل القرآن" ص120.
قال الطبري في "تفسيره" 1/101-102: والسبع الطُّوَل: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، في قول سعيد بن جبير، ثم قال: وإنما سُميت هذه السور السبع الطُّوَل، لطولها على سائر سُوَر القرآن.
وأما المِئون: فهي ما كان من سُور القرآن عددُ آيِهِِ مئة آية، أو تزيد عليها شيئاً أو تنقص منها شيئاً يسيراً.
وأما المَثَاني: فإنها ما ثنَّى المئين فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان=(28/189)
16983 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْظَمُ الْفِرَى مَنْ يُقَوِّلُنِي (1) مَا لَمْ أَقُلْ، وَمَنْ أَرَى عَيْنَيْهِ فِي الْمَنَامِ مَا لَمْ تَرَ (2) ، وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ " (3)
__________
= المثاني لها ثواني. وقد قيل: إنَّ المثاني سُميت مثاني، لتثنية الله جلَّ ذكره فيها الأمثالَ والخبرَ والعبرَ، وهو قول ابن عباس.
ثم قال أيضاً 1/104: وأما المُفَصَّل: فإنها سُمِّيت مفصَّلاً لكثرة الفصول التي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم".
(1) في هامش (س) : يقول. (خ) .
(2) في (م) و (ق) : تريا.
(3) حديث صحيح، النضر بن عبد الرحمن بن عبد الله، ترجم له الحسيني في "الإكمال" ص 435 وسماه نصر بن عبد الرحمن بالصاد المهملة، وقال: مجهول، وقال الحافظ في "التعجيل"، نصر بن عبد الرحمن ... وفي نسخة النصر بزيادة ألف ولام: وكأنه بالضاد المعجمة: فيه نظر، ثم قال: ولم أر لصاحب الترجمة الراوي عن واثلة في "تاريخ" ابن عساكر ترجمة. قلنا: أخرجه الطبراني في "الكبير" من طريق شيخ أحمد عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد، لكنه سماه عبد الواحد بن عبد الله النصري، وهو الراوي عن واثلة كما فى الرواية رقم (16980) . وقد ذكر محمد بن عجلان في الرواة عنه في "تهذيب الكمال" فلعله حرف في إسناد أحمد، والله أعلم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد أخرج له مسلم متابعة، وهو حسن الحديث. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (174) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عجلان، عن عبد الواحد بن=(28/190)
16984 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ (1) لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ " (2)
__________
= عبد الله، عن واثلة، به.
وقد سلف برقم (16980) .
(1) في (ظ13) و (ق) : القرآن. وهي نسخة في (س) .
(2) حديث ضعيف، تفرَّد به عمران القطان، وهو ممن لا يحتمل تفرُّدُه، وقد ضعََّفه أبو داود والنسائي والعُقيلي وابنُ معين في رواية، وقال في رواية: صالح الحديث، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث. وقال البخاري: صدوق يهم. وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير شيخ أحمد أبي سعيد مولى بني هاشم- وهو عبد الرحمن بن عبد الله- فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة. أبو المليح: هو الهُذَلي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (2814) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (185) ، وفي "الأوسط" (3752) ، والبيهقي في "السنن" 9/188، وفي "الأسماء والصفات" ص 233-234، وفي "شعب الإيمان" (2248) من طريق عبد الله بن رجاء، عن عمران القطان، بهذا الإسناد.
قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان، ولا يُروى عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا الإسناد.
وقال البيهقي في "الأسماء والصفات": خالفه عبيد الله بن أبي حميد - وليس بالقوي- فرواه عن أبي المليح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما=(28/191)
16985 - حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْغَرِيفِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَقَالُوا: إِنَّ صَاحِبًا لَنَا أَوْجَبَ. قَالَ: " فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً يَفْدِي اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
= من قوله. ورواه إبراهيم بن طهمان عن قتادة من قوله، لم يُجاوز به، إلا أنه قال: "لاثنتي عشرة" بدل: "ثلاث عشرة" وكذلك وجده جرير بن حازم في كتاب أبي قلابة دون ذكر صحف إبراهيم.
قلنا: أما رواية عبيد الله بن أبي حميد، فقد أخرجها أبو يعلى (2190) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن عبيد الله، عن أبي مليح، عن جابر، موقوفاً.
وسفيان بن وكيع ضعيف، وعبيد الله بن أبي حميد متروك.
وأما رواية إبراهيم بن طهمان عن قتادة، فمنقطعة، إبراهيم لم يلق قتادة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/197 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه عمران بن داور القطان ضعَّفه يحيى، ووثقه ابن حبان، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، وبقية رجاله ثقات.
قال البيهقي في "الأسماء والصفات": وإنما أراد- والله أعلم- نزول الملك بالقرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا.
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال الغريف بن عياش، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16012) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عارم بن الفضل: هو محمد بن الفضل، وعارم لقبه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (733) ، من طريق عارم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4891) ، وأبو يعلى (7484) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (221) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، به.
وقد سلف في المكيين برقم (16012) ، وانظر (16010) .(28/192)
16986 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ شَدَّادٌ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ (1) مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ " (2)
__________
(1) في (ظ 13) : بني كنانة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمار شداد- وهو ابن عبد الله القرشي-، فقد أخرج له مسلم، والبخاري في "الأدب المفرد" وهو ثقة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (161) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/4، وفي "الصغير" 1/9، ومسلم (2276) ، والترمذي (3606) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1495) و (1496) ، وفي "الآحاد والمثاني" (894) و (895) ، وأبو يعلى (7485) و (7487) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (161) ، والبيهقي في "السنن " 6/365، وفي "الدلائل" 1/165 و166، والخطيب في "تاريخه" 13/64، والبغوي في "شرح السنة" (3613) من طرق عن الأوزاعي، به. قال الترمذي: حسن صحيح غريب.
وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/121 من طريق سليمان بن أبي سليمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، به مطولاً، ولفظه: "إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم واتخذه خليلاً، ثم اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، ثم اصطفى من ولد إسماعيل نزاراً، ثم اصطفى من ولد نزار مضر، واصطفى من ولد مضر كنانة، ثم اصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفى من بني هاشم بني عبد المطلب، واصطفاني من بني عبد المطلب". =(28/193)
16987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ كِنَانَةَ (1) ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ " (2)
__________
= قلنا: وسليمان بن أبي سليمان- وهو سليمان بن داود اليمامي فيما قال الخطيب- قال البخاري: منكر الحديث.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (896) من طريق أبي اليمان عن إسماعيل بن صفوان، عمن حدثه، عن واثلة، به.
وسيأتي برقم (16987) .
وفي الباب عن المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، سيأتي برقم (17517) .
قال السندي: قوله: "إن الله اصطفى بني كنانة"، أي: بأن أعطاهم الهمم العالية، والملكات الفاضلة بين الناس، كالشجاعة والكرم ونحو ذلك، وليس المراد الاصطفاء بالدين، وأما اصطفاؤه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبكل وجهٍ، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ13) : بني كنانة.
(2) حديث صحيح دون قوله: "اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل" فقد تفرد محمد بن مصعب- وهو القَرْقَساني- وهو ضعيف يعتبر به فى المتابعات والشواهد، ولم يُتابع في هذه اللفظة، وهو مكرر ما قبله، وسلف الكلام على بقية رجاله ثمة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/20 من طريق محمد بن مصعب، بهذا الإسناد.
ومن طريق محمد بن مصعب كذلك لكن دون هذه اللفظة أخرجه ابن أبي=(28/194)
16988 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، وَعِنْدَهُ قَوْمٌ، فَذَكَرُوا (1) عَلِيًّا، فَلَمَّا قَامُوا قَالَ لِي: أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَتَيْتُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا أَسْأَلُهَا عَنْ عَلِيٍّ، قَالَتْ: تَوَجَّهَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَلِيٌّ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، آخِذٌ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِيَدِهِ، حَتَّى دَخَلَ فَأَدْنَى عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ، فَأَجْلَسَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَجْلَسَ حَسَنًا، وَحُسَيْنًا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ لَفَّ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهُ - أَوْ قَالَ: كِسَاءً - ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] وَقَالَ: " اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، وَأَهْلُ بَيْتِي أَحَقُّ " (2)
__________
= شيبة 11/478، والترمذي (3605) ، وابن ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (893) ، وفي "السنة" (1496) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (161) .
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وانظر ما قبله.
(1) في هامش (س) : فتذاكروا (خ) .
(2) حديث صحيح. محمد بن مصعب- وهو القرقساني- حسن الحديث في المتابعات، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير شداد أبي عمار، فقد أخرج له مسلم، والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. =(28/195)
16989 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الشَّامِيُّ، مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا: فَسِيلَةُ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يَنْصُرَ الرَّجُلُ
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/72، وأبو يعلى (7486) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (160) من طريق محمد بن مصعب، بهذا الإسناد، لكن لفظه عند أبي يعلى: "وأهل بيتي أتوا إليك لا إلى النار".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/187 مختصراً، والطبري في "تفسيره" 22/7، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (773) ، وابن حبان (6976) ، والطبراني في "الكبير" (2670) و22/ (160) ، والقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" (1404) ، والحاكم 2/416 و3/147، والبيهقي في "السنن" 2/152 من طرق عن الأوزاعي، به. وزادوا عدا الحاكم والقطيعي: قال واثلة: فقلتُ من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله، من أهلك؟ قال: "وأنت من أهلي"، قال واثلة: إنها لمن أرجى ما أرتجي.
قال البيهقي: هذا إسناد صحيح، وهو إلى تخصيص واثلة بذلك أقرب من تعميم الأمة به، وكأنه جعل واثلة في حكم الأهل تشبيهاً بمن يستحقه هذا الاسم لا تحقيقاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/167 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى باختصار، وزاد: "إليك لا إلى النار"، والطبراني وفيه: محمد بن مصعب وهو ضعيف الحديث سيئ الحفظ، رجل صالح في نفسه.
وفي الباب عن أم سلمة، سيرد 6/292.
قال السندي: قوله: "وأهل بيتي أحقُّ"، أي: بهذه الكرامة، وهي إذهابُ الرجس والتطهير.(28/196)
قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ " (1)
__________
(1) حديث حسن، عباد بن كثير الشامي متابع، وفُسَيلة- ويقال: جميلة وبه ترجم لها المزي، ويقال: خُصَيلة- روى عنها جمع، وذكرها ابن حبان في "الثقات". زياد بن الربيع: هو اليحمدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (955) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/101- ومن طريقه ابن ماجه (3949) ، والمزي في "تهذيبه" 14/15-، والبخاري في "الأدب المفرد" (396) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/48، والعقيلي في "الضعفاء" 3/142، والبيهقي في "الآداب" (208) من طريق زياد بن الربيع، به. قال العقيلي: وهذا يُروى عن واثلة بن الأسقع وغيره بإسناد أصلح من هذا.
قلنا: هو الإسناد الذي أخرج الحديث من طريقه أبو داود (5119) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (236) - ومن طريقه المزي في "التهذيب" 11/267- 268- من طريق محمود بن خالد الدمشقي، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سلمة بن بشر الدمشقي، عن بنت واثلة بن الأسقع، أنها سمعت
أباها، به.
وسلمة بن بشر روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصرح البخاري في "تاريخه الكبير" 4/83 بسماعه من خصيلة بنت واثلة، وبسماع محمد بن يوسف الفريابي منه، وذكر البخاري أيضاً أن سلمة بن بشر سمعه من عباد بن كثير، عنها، ويكون من المزيد في متصل الأسانيد، وبقية رجال
الإسناد ثقات غير بنت واثلة فقد سلف الحديث عنها.
وأخرجه أبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" 1/301، والطبراني في "الكبيرِ " 22/ (235) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1395-1396، من طريق الوليد بن مسلم، عن صدقة بن يزيد الخراساني، عن بنت واثلة بن الأسقع، به. وصدقة بن يزيد ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو إلى الضعف اقرب منه إلى الصدق، وحديثه بعضه مما يتابع عليه، وبعضه=(28/197)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ أَبَاهَا - يَعْنِي فَسِيلَةَ - وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ، وَرَأَيْتُ أَبِي جَعَلَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي آخِرِ أَحَادِيثِ وَاثِلَةَ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَلْحَقَهُ فِي حَدِيثِ وَاثِلَةَ "
__________
= لا يتابعه أحد عليه. قلنا: والوليد بن مسلم يدلس ويسوي، وقد عنعن هنا.
وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً برقم (17482) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3726) .
وعن أنس، سلف برقم (11949) .(28/198)
حَدِيثُ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ (1)
16990 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ - مَوْلَى تُجِيبَ، وَتُجِيبُ بَطْنٌ مِنْ كِنْدَةَ -، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ حُنَيْنًا، فَقَامَ فِينَا خَطِيبًا فَقَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ، يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ، وَلَا أَنْ يَبْتَاعَ مَغْنَمًا حَتَّى يُقْسَمَ، وَلَا أَنْ يَلْبَسَ ثَوْبًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَخْلَقَهُ رَدَّهُ فِيهِ، وَلَا يَرْكَبَ دَابَّةً مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَعْجَفَهَا رَدَّهَا فِيهِ " (2)
__________
(1) قال السندي: رُويفع بن ثابت الأنصاري، من بني النجار، نزل مصر، وولاه معاوية طرابلس سنة ست وأربعين، تُوفي ببَرْقة وهو أمير عليها من قبل مسلمة بن مُخَلَّد [سنة ست وخمسين] . قلنا: وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/36، و"تهذيب الكمال".
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، بين أبي مرزوق التجيبي ورويفع بن ثابت حَنَشٌ الصنعاني، كما سيرد في الرواية (16997) ، ومحمد بن إسحاق صرَّح بالتحديث هناك، فانتفت شبهةُ تدليسه. وبقيةُ رجاله ثقات. أبو مرزوق التجيبي، قال المزي: اسمه حبيب بن الشهيد، وقيل: ربيعة بن سُلَيم، وقيل: إنهما اثنان. قلنا: قد جزم الحافظ في "التقريب" بأن اسمه حبيب بن الشهيد، ولم يذكر القول الثاني فيه، ووثقه في=(28/199)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الكنى"، وقد وقع في بعض مصادر التخريج- كما سيرد في تخريج الروايات الآتية- ذكر ربيعة بن سليم، دون أن يكنى بأبي مرزوق، فإن يكن غيره- وهو ما أشار إليه الحافظ في "التقريب" بقوله في ربيعة بن سليم: مقبول- فقد تابعه أبو مرزوق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/222 و14/465 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً- بذكر النهي عن وطء الحبالى-، الترمذي (1131) من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن ربيعة بن سُلَيم، عن بسر بن عبيد الله، عن رويفع بن ثابت، به، قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد رُوي من غير وجه عن رويفع بن ثابت، والعملُ على هذا عند أهل العلم، لا
يرون للرجل إذا اشترى جارية وهي حاملٌ أن يطأها حتى تضع.
وأخرجه موقوفاً مختصراً سعيدُ بنُ منصور (2727) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، أن حَنَشاً حدثه أن رويفع بن ثابت كان يقول: يركبُ أحدُكم الدابة حتى إذا نَقَصَها ردَّها في المقاسم، فأيُ غُلُول أشدُّ من ذلك؟ ويلبس أحدُكم الثوبَ حتى إذا أخْلَقَه ردَّه في المقاسم، فأيُ غُلُول أشدُّ من ذلك؟ وإسناده صحيح.
وسيأتي مطولا ومختصراً بالأرقام (16992) و (16993) و (16997) و (16998) و (16999) .
ويشهد للنهي عن وطء الحُبْلى حديثُ ابنِ عباس السالف برقم (2318) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب التي يصح بها.
ويشهد للنهي عن بيع المغنم قبل أن يُقسم حديثُ أبي هريرة السالف برقم (9017) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
ويشهد للنهي عن لُبس الثوب من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه ردَّه فيه، وكذا ركوب الدابة ما جاء في النهى عن الغلول من أحاديث عدد من الصحابة، حيث سمى رويفع ذلك غلولاً. =(28/200)
16991 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ وَفَاءٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: اللهُمَّ أَنْزِلْهُ الْمَقْعَدَ الْمُقَرَّبَ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي " (1)
__________
= وقد نقل الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/252 عن أبي يوسف قوله في هذين الأمرين: هذا الحديث عندنا على من يفعل ذلك وهو عنه غني، يُبقي بذلك على دابته وعلى ثوبه، أو يأخذ ذلك يريد به الخيانة، فأما رجل مسلم في دار الحرب ليس معه دابة، وليس مع المسلمين فضل يحملونه إلا دواب الغنيمة، ولا يستطيع أن يمشي، فإن هذا لا يحلُّ للمسلمين تركُه، ولا بأس أن يركبها هذا، شاؤوا أو كرهوا، وكذلك هذه الحال. في الثياب، وكذلك هذه الحال في السلاح، والحال أبين وأوضح، ألا ترى أن قوماً من المسلمين لو تكسرت سيوفهم أو ذهبت، فلهم غنى عن المسلمين، أنه لا بأس أن يأخذوا سيوفاً من الغنيمة، فيقاتلوا بها ما داموا في دار الحرب.
قال السندي: قوله: "أن يسقي ماءه زرع غيره": بوطء الحبلى من غيره.
"ولا أن يبتاع": أن يشتري.
"من فيء المسلمين"، أي: من الغنيمة.
"أخلق"، أي: صار عتيقاً.
"أعجفها": أضعفها، وفيه إشارة إلى أنه لا بأس بالركوب إذا لم يؤد إلى الضعف، أو قال ذلك باعتبار العادة.
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة- وهو عبد الله-، ولجهالة حال وفاء الحضرمي- وهو ابن شريح- فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات. زياد بن نعيم: هو زياد ابن ربيعة بن نعيم الحضرمي المصري.
وأخرجه القاضي إسماعيل بن إسحاق في "فضل الصلاة على النبي" (53) ، =(28/201)
16992 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ
__________
= وابن أبي عاصم في "السنة" (827) ، والبزار في "البحر الزخار" (2315) - (3157) "كشف الأستار"-، والخلاَل في "السنة" (315) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/217، والطبراني في "الكبير" (4480) ، وفي "الأوسط" (3309) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع "الأوسط": نعيم بن زيادة، بدل: زياد بن نعيم، وورقاء، بدل: وفاء.
قال البزار: لا يُروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا اللفظ إلا عن رويفع وحده.
وقال الطبراني في "الأوسط": لا يُروى هذا الحديث عن رويفع إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4481) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن زياد، به.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (2491) ، وقال: رواه البزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وبعض أسانيدهم حسنة!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ (163) ، وقال: رواه البزار والطبراني في "الأوسط " و"الكبير" وأسانيدهم حسنة!
قلنا: والصحيح في هذا ما أخرجه البخاري (614) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة". وسلف برقم (14823) .
وما أخرجه مسلم (384) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وسلف برقم (6568) .
قال السندي: قوله: "وقال اللهم"، أي: مَنْ صلَّى وضمَّ إلى الصَّلاة هذا الدعاء، والظاهر أن يقول: اللهم صل على محمد، اللهم أنزله، إلخ ...(28/202)
لِأَحَدٍ - وَقَالَ قُتَيْبَةُ: لِرَجُلٍ - أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ وَلَدَ غَيْرِهِ، وَلَا يَقَعُ عَلَى أَمَةٍ حَتَّى تَحِيضَ أَوْ يَبِينَ حَمْلُهَا " (1)
16993 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُوطَأَ الْأَمَةُ حَتَّى تَحِيضَ، وَعَنِ الْحَبَالَى حَتَّى يَضَعْنَ مَا فِي بُطُونِهِنَّ " (2)
16994 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ شِيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ، عَنْ أَبِي سَالِمٍ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَكَانَ أَحَدُنَا يَأْخُذُ النَّاقَةَ عَلَى النِّصْفِ مِمَّا يَغْنَمُ، حَتَّى إِنَّ لِأَحَدِنَا الْقِدْحَ، وَلِلْآخَرِ النَّصْلَ وَالرِّيشَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يحيى بن إسحاق- وهو السيلحيني- من قدماء أصحاب ابن لهيعة، كما ذكر الحافظ في "التهذيب" في ترجمة حفص بن هاشم بن عتبة، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4488) من طريقين عن ابن لهيعة، به.
وقد سلف مطولاً برقم (16990) ، وذكرنا هناك شواهده.
وانظر ما بعده.
(2) انظر ما قبله.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حال شَيبان بن أمية- وهو القِتْباني- فقد روى عنه اثنان، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وجهَّله الحافظ في "التقريب"، وقد اختُلف فيه على عياش بن عباس القتباني، فرواه عنه ابنُ لهيعة، واضطرب فيه، فرواه يحيى بنُ إسحاق- وهو السَّيْلَحيني- عنه كما في هذه الرواية، فذكر=(28/203)
16995 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاَقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ شِيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ، قَالَ: كَانَ مَسْلَمَةُ بْنُ مُخَلَّدٍ عَلَى أَسْفَلِ الْأَرْضِ، قَالَ: فَاسْتَعْمَلَ رُوَيْفِعَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ، فَسِرْنَا مَعَهُ مِنْ شَرِيكٍ إِلَى كَوْمِ
__________
= أبا سالم وشيبان القِتْباني في الإسناد، ثم رواه عنه في الرواية (16995) فلم يذكرهما، ولا ذكرهما أيضاً حسنُ بنُ موسى في الرواية عنه الآتية برقم (16996) ، بل صرح بسماع شِيَيْم من رويفع.
ورواه عن عياش بن عباس أيضاً حيوة بن شريح كما عند النسائي في "المجتبى" 8/135، بمثل رواية حسن بن موسى بالتصريح بسماع شِيَيْم من رويفع.
ورواه عن عياش بن عباس أيضاً مُفَضّل بن فَضَالة، عنه، عن شِيَيْم، عن شيبان القِتْباني، وأنه هو الذي سمع من رويفع، كما في الرواية (17000) ، وقد رواه كذلك عن مُفَضَّل جمعٌ من الحفاظ، كما سيأتي في تخريج الرواية المذكورة. وهي الأشبه بالصواب إن شاء الله، وتبقى علتها في جهالة شيبان القتباني. وكأن الحافظ قد توقف في سماع شِيَيْم من رُويفع، فقد ذكر في "التهذيب" في ترجمة شيبان تصريحَ شِيَيْم بسماعه من رويفع، وقال: ولم يذكر شيبان! قلنا: كأنه يشير إلى أن ذكر شيبان في الإسناد أصح. وبقية رجال الإسناد ثقات. أبو سالم: هو سفيان بن هانئ الجيشاني.
وسيأتي تخريجه في الروايات المشار إليها (16995) و (16996) و (17000) .
قال السندي: قوله: على النصف مما يغنم، أي: إذا أراد الغزو، وليس عنده ما يركبه، يأخذ الناقة من غيره ليركب عليها، ويجعل لها كراءها النصف مما يغنم، حتى إذا لم يغنم إلا سهماً واحداً يقسمه بينه وبين صاحب الناقة، بأن يأخذ القِدْح مثلاً، ويجعل لصاحبه النصل والريش، أو بالعكس، وفيه جواز
الإجارة بالكراء المجهول الذي لا يعلم تحققه، إلا أن يقال: جُوِّز ذلك لضرورة الغزو. والله تعالى أعلم.(28/204)
عَلْقَامَ، أَوْ مِنْ كَوْمِ عَلْقَامَ إِلَى شَرِيكٍ، قَالَ: فَقَالَ رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ: كُنَّا نَغْزُو عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْخُذُ أَحَدُنَا جَمَلَ أَخِيهِ عَلَى أَنَّ لَهُ النِّصْفَ مِمَّا يَغْنَمُ، قَالَ: حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَطِيرُ لَهُ الْقِدْحُ، وَلِلْآخَرِ النَّصْلُ وَالرِّيشُ، قَالَ: فَقَالَ رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا رُوَيْفِعُ، لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ، فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوْ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ أَوْ عَظْمٍ، فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد بسطنا الكلام فيه في الرواية السالفة (16994) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/135، وفي "الكبرى" (9336) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/123 مختصراً من طريق ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن عياش، بهذا الإسناد، دون ذكر القصة.
وقد سلف برقم (16994) ، وانظر ما بعده.
وقوله: "من تَقَلَّد وَتَراً" له أصل في الصحيح من حديث أبي بشير الأنصاري عند البخاري (3005) بلفظ: "لا تُبْقِيَنَّ في رَقَبةِ بعيرٍ قلادةً من وَتَر"، وسيرد 5/216.
وقوله: "من استنجى برجيع دابة أو عظم" له أصلٌ في الصحيح من حديث أبي هريرة عند البخاري (155) ، وفيه قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي هريرة: "ابغني أحجاراً أستَنْفِضْ بها- أو نحوه-، ولا تأتني بعظم ولا روث"، وقد سلف نحوه برقم (7368) .
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4149) .
قال السندي: قوله: "على أسفل الأرض": قيل: هو الوجه البحري من مصر.
"من شرِيك": اسم موضع.
"إلى كُوْم عِلْقام" بضم الكاف أو بفتحها، علقَام: ضبط بكسر العين =(28/205)
16996 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ شِيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: كَانَ أَحَدُنَا فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ جَمَلَ أَخِيهِ عَلَى أَنْ يُعْطِيَهُ النِّصْفَ مِمَّا يَغْنَمُ وَلَهُ النِّصْفُ، حَتَّى أَنَّ أَحَدَنَا لَيَطِيرُ لَهُ النَّصْلُ وَالرِّيشُ، وَالْآخَرَ الْقِدْحُ، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا رُوَيْفِعُ، لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ، أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوْ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ أَوْ عَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ بَرِيءٌ " (1)
__________
= وسكون اللام. قلنا: قال ياقوت في "معجم البلدان" 4/495: كَوْم بفتح أوله ويروى بالضم، وأصله الرمل المشرف. ثم قال: وكوم علقام، ويقال: كوم علقماء: موضع في أسفل مصر، له ذكرٌ في حديث رُويفع. وكوم شريك: قرب الإسكندرية، كان عمرو بن العاص أنفذ فيه شريك بن سمي بن عبد
يغوث بن حرز القطيعي أحد وفد مراد الذين قدموا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ثم قال السندي: "لَيَطير له"، أي: لَتقَعُ له في القسمة.
"القِدْح"- بكسر فسكون-: خَشَبُ السهم بلا نصل وريش.
"من عَقَد لحيته": قيل: هو معالجتُها حتى تتعقَد وتتجعَد، وقيل: كانوا يعقدونها في الحروب تكثراً وتعجباً، فأمروا بإرسالها، وقيل: هو فتلُها كفعل الأعاجم.
"أو تَقَلَّد وَتَراً" هو بفتحتين: وَتَر القوس، أو مطلق الحَبْل، قيل: المراد به ما كانوا يُعَلِّقونه عليهم من العوذ والتمائم التي يشدُّونها بتلك الأوتار، ويرون أنها تعصِمُ من الآفات والعين، وقيل: من جهة الأجراس التي يُعَلِّقونها بها، وقيل: لئلا تختنق الخيلُ بها عند شدة الركض.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو حسن ابن موسى الأشيب، وهو ثقة.(28/206)