. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7330) من طريق شعبة، والطبراني في "الكبير" 22/ (514) من طريق سعيد بن أبي أيوب، و (516) من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم عن يزيد بن أبي حبيب، به. وقد أخرجه النسائي (7332) أيضاً، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2444) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، به، غير أنه زاد في الإسناد بين عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله وأبي بردة بن نيار أباه جابراً.
وأخرجه بهذه الزيادة البخاري (6850) ، ومسلم (1708) ، من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بُكَير بن الأشج، به. وسيرد برقم (16487) .
قال الحافظ في "الفتح" 12/177: يحتمل أن عبد الرحمن سمع أبا بردة لما حدث به أباه، وثبَّته فيه أبوه، فحدث به تارة بواسطة أبيه، وتارة بغير واسطة.
وقد أخرجه البخاري أيضاً (6849) من طريق فضيل بن سليمان، عن مسلم بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن جابر، عمن سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد رواه عبد الرزاق في "المصنف" (13677) من طريق مسلم بن أبي مريم أيضاً، فقال: عن رجل من الأنصار.
قال الحافظ في "الفتح" 12/177: قد ذكر الدارقطني في "العلل" الاختلاف، ثم قال: القول قولُ الليث ومن تابعه، وخالف ذلك في جميع كتاب "التتبع"، فقال: القول قول عمرو بن الحارث وقد تابعه أسامة بن زيد.
ثم قال الحافظ: ولم يقدح هذا الاختلاف عن الشيخين في صحة الحديث، فإنه كيفما دار يدور على ثقة. ثم قال: وادعى الأصيلي أن الحديث مضطرب فلا يحتج به لاضطرابه، وتعقب بأن عبد الرحمن ثقة فقد صرح بسماعه، وإبهام الصحابي لا يضر، وقد اتفق الشيخان على تصحيحه، وهما العمدة في التصحيح. وقد وجدت له شاهداً بسند قوي لكنه مرسل أخرجه الحارث بن =(25/154)
15833 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلَمْ يَشُكَّ عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَقِيعِ الْمُصَلَّى، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي طَعَامٍ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَإِذَا هُوَ مَغْشُوشٌ - أَوْ مُخْتَلِفٌ - فَقَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا " (1)
__________
= أبي أسامة، من رواية عبد الله بن أبي بكر بن الحارث بن هشام رفعه: "لا يحل أن يُجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد".
وله شاهد آخر عن أبي هريرة عند ابن ماجه. قلنا: هو عنده برقم (2602) لكن فيه عباد بن كثير الثقفي، قال أحمد بن حنبل: روى أحاديث كذب لم يسمعها. وقال البخاري: تركوه، وكذا قال غير واحد.
وسيأتي بالأرقام (15834) (15835) (16486) (16487) (16488) (16491) .
قال السندي: قوله: "إلا في حد ... إلخ " ظاهره أنَّ غاية التعزير عشرة، والجمهور على أنه يجوز الزيادة على ذلك لفعل الصحابة، فالحديث منسوخ، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضَعْف جُميع بن عُمير- وهو التَيمي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- فسيئ الحفظ، لكنه عند المتابعة حسن الحديث، وقد أخرج له مسلم في المتابعات. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/290، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/227، والبزار (99) "زوائد" والطبراني في "الكبير" 22/ (521) من طرق عن شريك، به. ووقع في مطبوع ابن أبي شيبة: عن جميع بن عامر، عن عامر، عن أبي بردة، فلعل لفظة: عن خاله أبي بردة تحرفت إلى ما ذكر. ووقع عند البزار "عن عمه" بدلاً من "عن خاله" وقد أشار إلى إسناد هذا الحديث الطبراني في "الأوسط" عقب الحديث (4250) . =(25/155)
15834 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ حَدِّثْ، فَحَدَّثَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا جَلْدَ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ، إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/78، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبزار باختصار، وفيه جُميع بن عمير وثقه أبو حاتم، وضعفه البخاري وغيره.
قلنا: إنما أشار الطبراني في "الأوسط" إلى إسناده هذا فحسب، كما سلف.
وسيأتي برقم (16489) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7292) بإسناد صحيح على شرط مسلم.
وشواهد أخرى ذكرناها في تخريج حديث ابن عمر (5113) .
قال السندي: قوله: "ليس منا ... إلخ": ظاهره نفيُ الإيمان، وقد أُوّل مثله. والله تعالى أعلم.
قلنا: وقوله: بقيع المصلى، وقع في "أطراف المسند": نقيع، بالنون، وهو تصحيف.
(1) حديث صحيح، ابنُ لَهيعة- وهو عبد الله، وإن كان سيئ الحفظ- توبع، وهو ممكنُ السماع من بكير بن عبد الله بن الأشج، فقد سمع منه الليث ابن سعد، وهو من طبقته. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق- وهو السيلحيني- فمن رجال مسلم، وقد سمع من ابن لهيعة بعد
اختلاطه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (517) من طريق عمران الصوفي، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وسلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (15832) .(25/156)
15835 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ، إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) وَكَانَ لَيْثٌ حَدَّثَنَاهُ بِبَغْدَادَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا كُنَّا بِمِصْرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَاهُ (2) بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ
15836 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ وَائِلٍ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِهِ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ أَفْضَلِ الْكَسْبِ فَقَالَ: " بَيْعٌ مَبْرُورٌ، وَعَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور ابن سلمة، وليث: هو ابن سعد وسلف برقم (15832) من طريق ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، به. وهو من المزيد في متصل الأسانيد، وقد أشار إليه أبو سلمة الخُزاعي بإثر الحديث.
(2) في النسخ الخطية و (م) : فلما كنا بمصر أخبرنا بكير بن عبد الله والتصويب من "أطراف المسند" 6/66، وجاء على الصواب أيضاً في "تحفة الأشراف" 9/66.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- قال البيهقي في "السنن" 5/263: هكذا رواه شريك، وغلط فيه في موضعين: أحدهما في قوله: جُميع بن عمير، وإنما هو سعيد بن عُمير، والآخر في وصله، وإنما رواه غيره عن وائل مرسلاً. قلنا: قد ذكر أنه سعيد =(25/157)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن عمير البخاري في "التاريخ الكبير" 3/502، وقال: وأسنده بعضُهم وهو خطأ. وسعيد بن عُمير روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به، وبقية رجاله ثقات. وائل: هو ابن داود، وقد اختُلف عليه فيه كما سيرد.
فأخرجه الحاكم 2/10، والبيهقي في "السُّنن" 5/263، وفي "الشُعَب" (1227) من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (520) من طريق يحيى الحماني، عن شريك، به.
وأخرجه البزار (1258) "زوائد" من طريق سويد بن عمرو، عن شريك، به، إلا أنه قال: عن جميع بن عمير، عن عمه. بدل عن خاله. ورواه أبو إسماعيل المؤدب- فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2/443- عن وائل بن داود، عن سعيد بن عمير بن أخي البراء، عن البراء مرفوعاً.
قال أبو حاتم: وحدثني أيضاً الحسن بن شاذان، عن ابن نمير، هكذا متصلاً عن البراء.
قلنا: وأخرجه كذلك الحاكم 2/10- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/263- من طريق أسود بن عامر، عن سفيان الثوري، عن وائل بن داود، عن سعيد بن عمير، عن عمه مرفوعاً. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ... وقد ذكر يحيى بن معين أن عمَّ سعيد بن عمير: البراءُ بنُ عازب، وإذا اختلف الثوري وشريك فالحكم للثوري.
قلنا: قد ذكر أيضاً أن البراء بن عازب عمُّ سعيد بن عمير ابنُ أبي حاتم كما تقدم، وجعله البيهقي والمزي والحافظ جدَّه لأمه، وذكر ابنُ حبان ويعقوب بن سفيان والمزي أن عئَم سعيد بن عُمير إنما هو أبو بُردة بن نِيَار، وقولُ الحاكم: إذا اختلف الثوري وشريك فالحكم للثوري مُسَلَّم به، لكنهما
جميعاً رفعاه، وقد صرح البخاريُ شيخُ الصنعة- فيما نقلناه عنه آنفاً- أن رفعه خطأ، (ومع ذلك صحح الألباني رفعه في صحيحته (607)) وذكر أبو حاتم أن=(25/158)
15837 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَسَنٍ، بَيْنَنَا ابْنُ رُمَّانَةَ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، قَدْ نَصَبْنَا لَهُ أَيْدِيَنَا فَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْهَا دَاخِلَ الْمَسْجِدِ، مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبهَا (1) ابْنَ نِيَارٍ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
__________
= الثقات الثوري وجماعة قد أرسلوه، ثم قال: والمرسل أشبه. وقال البيهقي: والصحيح رواية وائل بن داود، عن سعيد بن عمير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
قلنا: قد أخرجه مرسلاً أبو عبيد في "غريب الحديث" 4/469 عن أبي معاوية ومروان بن معاوية، والبيهقي في "السنن" 5/263 من طريق محمد بن عبيد، ثلاثتهم عن وائل بن داود، عن سعيد بن عمير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
قال البيهقي: هذا هو المحفوظ مرسلاً.
وثمة خلاف ثالث عن وائل، فقد رواه المسعودي- عند الحاكم 2/10- عنه عن عباية بن رافع بن خديج، عن أبيه. قال البيهقي: وهو خطأ. ومع ذلك جعله الألباني أحد الطرق التي ذكرها في صحيحته (607) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/60، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" باختصار، وقال: عن خاله أبي بردة بن نيار، والبزار كأحمد إلا أنه قال: عن جميع بن عمير، عن عمه. وجُميع وثقة أبو حاتم، وقال البخاري: فيه نظر.
قلنا: لم يفطن الهيثمي- رحمه الله- إلى أن ذكر جُميع خطأ، وأن صوابه: سعيد بن عمير.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (2161) بإسناد حسن، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/60-61، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، ورجاله ثقات.
قال السندي: قوله: بيع مبرور: لا يخالطه إثم وحلف كاذب ونحوه.
(1) في (م) : وَنَهَى. وهو تحريف.(25/159)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ائْتِنِي، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ رُمَّانَةَ بَيْنَكُمَا يَتَوَكَّأُ عَلَيْكَ، وَعَلَى زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَنْ تَذْهَبَ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ عِنْدَ لُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن الوليد بن عبد الله بن جُميع فيه كلام خفيف ينزل مرتبةً عن درجة الصحيح. أبو بكر بن أبي الجهم: هو أبو بكر بن عبد الله بن أبي الجهم، نسب إلى جده، وأبو نعيم: هو الفضل ابن دكين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (512) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (197) من طريق أبي نعيم، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. دون ذكر القصة.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 15/242- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الزهد" (197) - عن جعفر بن عون، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، به.
وسلف ذكر أحاديث الباب في الرواية (15831) .
قال السندي: قوله: وبها ابنُ نيار: أي تلك البقعة، وهي المسجد.
فأرسل إلى أبي بكر: ذكر نفسه [بضمير] الغيبة.(25/160)
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ (1) بْنِ أَبِي فَضَالَةَ
15838 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ (2) بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا جَمَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَوَّلِينَ، وَالْآخِرِينَ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ أَحَدًا، فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ اللهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ " (3)
__________
(1) ويقال: أبو سعد، وجاء ذلك في هامش (س) ، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" فيمن اسمه أبو سعد، فقال: أبو سعد بن فضالة، ويقال: أبو سعد بن أبي فضالة، ويقال: أبو سعيد بن فضالة بن أبي فضالة. قلنا: قال ابن حبان: الصحيح هو أبو سعد بن أبي فضالة.
(2) المثبت من (س) و (ص) و (ق) و (م) ، وفي (ظ 12) ، و"أطراف المسند" 6/236: أبو سعد. وكلاهما صحيح كما سلف.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، زياد بن ميناء، روى عنه اثنان، وذكر ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني- فيما نقله الحافظ في "الإصابة"- في حديثه هذا: سنده صالح. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الحميد بن جعفر: هو ابن عبد الله بن الحكم الأنصاري.
وأخرجه الترمذي (3154) ، وابن ماجه (4203) ، والدولابي في "الكنى" 1/35، وابن حبان (404) و (7345) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (778) ، والبيهقي في "الشعب" (6817) من طرق عن محمد بن بكر البرساني، بهذا =(25/161)
حَدِيثُ سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15839 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ يَزِيدَ (1) يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ، أَنَّهُ قَالَ: نَادَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ (2) ، وَأَنَا رَدِيفُهُ: " يَا سُهَيْلُ ابْنَ بَيْضَاءَ " رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ مِرَارًا، حَتَّى سَمِعَ مَنْ خَلْفَنَا، وَأَمَامَنَا فَاجْتَمَعُوا، وَعَلِمُوا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ، " إِنَّهُ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ أَوْجَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا
__________
= الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا.
وقد تحرف اسم زياد بن ميناء في مطبوع "الشُعب" إلى زياد بن عيسى.
وسيكرر بإسناده ومتنه 4/215.
وفي الباب: عن أبي هريرة، سلف برقم (7999) بلفظ: "أنا خير الشركاء، فمن عمل عملاً، فأشرك فيه غيري، فأنا بريءٌ منه، وهو للذي أشرك" واسناده صحيح على شرط مسلم. وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "أغنى الشركاء عن الشرلة" أي، فترك حصته من العمل لغيره لغناه وحاجة الغير، فحيث صار العمل كله للغير، فأجره عليه يطالب به هو، ولا يطالب به الله تعالى جل ذكره وثناؤه.
(1) في (م) : سمعت أبي يحدث عن يعقوب، قال: سمعت أبي يحدث عن يزيد. وهو خطأ.
(2) في (ق) : ذات يوم.(25/162)
الْجَنَّةَ، وَأَعْتَقَهُ بِهَا مِنَ النَّارِ " (1)
15840 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ حَيْوَةُ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ سُهَيْلِ ابْنِ الْبَيْضَاءِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن إبراهيم- وهو التيمي- لم يدرك سهيل بن بيضاء. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (472) عن يعقوب، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (15738) من طريق يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد، إلا أن فيه زيادة سعيد بن الصلت بين محمد بن إبراهيم التيمي وسعيد بن الصلت، ويبقى الإسناد منقطعاً، لأن سعيداً لم يدرك سهيلاً كما بيّنّا هناك.
(2) هو مكرر (15739) سنداً ومتناً.(25/163)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15841 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَخِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَكَانَ، مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ يَهُودَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا مِنْ بَيْتِهِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَسِيرٍ، فَوَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ بَنِي (2) عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَ سَلَمَةُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْدَثُ مَنْ فِيهِ سِنًّا، عَلَيَّ بُرْدَةٌ، مُضْطَجِعًا فِيهَا بِفِنَاءِ أَهْلِي، فَذَكَرَ الْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ وَالْحِسَابَ، وَالْمِيزَانَ، وَالْجَنَّةَ، وَالنَّارَ فَقَالَ: ذَلِكَ لِقَوْمٍ أَهْلِ شِرْكٍ، أَصْحَابِ أَوْثَانٍ، لَا يَرَوْنَ أَنَّ بَعْثًا كَائِنٌ (3) بَعْدَ الْمَوْتِ، فَقَالُوا لَهُ: وَيْحَكَ يَا فُلَانُ تَرَى هَذَا كَائِنًا؟ إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِلَى دَارٍ فِيهَا جَنَّةٌ، وَنَارٌ يُجْزَوْنَ فِيهَا بِأَعْمَالِهِمْ، قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَوَدَّ (4) أَنَّ لَهُ بِحَظِّهِ مِنْ تِلْكَ النَّارِ أَعْظَمَ تَنُّورٍ فِي
__________
(1) قال السندي: هو أنصاري شهد العقبة وبدراً، والمشاهد بعدها.
قيل: عاش إلى خمس وأربعين، ومات وهو ابن أربع وسبعين سنة في المدينة.
(2) لفظ "بني"سقط من (م) .
(3) في (ظ 12) و (ص) و (س) : كائناً. وجاء في هامش (س) : كائنٌ.
(4) في (ق) : يود.(25/164)
الدُّنْيَا (1) ، يُحَمُّونَهُ ثُمَّ يُدْخِلُونَهُ إِيَّاهُ فَيُطْبَقُ بِهِ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَنْجُوَ مِنْ تِلْكَ النَّارِ غَدًا، قَالُوا لَهُ: وَيْحَكَ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَبِيٌّ يُبْعَثُ مِنْ نَحْوِ هَذِهِ الْبِلَادِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ مَكَّةَ، وَالْيَمَنِ، قَالُوا: وَمَتَى تَرَاهُ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، فَقَالَ: إِنْ يَسْتَنْفِدْ هَذَا الْغُلَامُ عُمُرَهُ يُدْرِكْهُ، قَالَ سَلَمَةُ: فَوَاللهِ مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى " بَعَثَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا "، فَآمَنَّا بِهِ وَكَفَرَ بِهِ بَغْيًا وَحَسَدًا، فَقُلْنَا: وَيْلَكَ يَا فُلَانُ أَلَسْتَ بِالَّذِي قُلْتَ: لَنَا فِيهِ مَا قُلْتَ؟ قَالَ: بَلَى. وَلَيْسَ بِهِ (2)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : الدار.
(2) إسناده حسن، من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن محمود بن لبيد- وهو من صغار الصحابة- إنما أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وسلمة بن سلامة ليست له رواية في أيٍّ من الكتب الستة. يعقوب:
هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/68-69، والطبراني في "الكبير" (6327) ، والحاكم 3/417-418، وأبو نعيم في "الدلائل" (34) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/78، من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
قلنا: محمد بن إسحاق، إنما أخرج له مسلم متابعة لا احتجاجاً.
وقد تحرف اسم محمود بن لبيد في مطبوع أبي نعيم إلى محمد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/230، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفي رواية عنده، عن أم سلمة أيضاً أن يهودياً كان في بني عبد الأشهل، فقال لنا ونحن في المجلس: قد أطل هذا النبي القرشي الحرمي، ثم التفت في المجلس، فقال: إن يدركه أحد يدركه هذا الفتى، وأشار=(25/165)
حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ حُرَيْثٍ (1) أَخُو عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ
15842 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ بَاعَ عَقَارًا كَانَ قَمِنًا أَنْ لَا يُبَارَكَ لَهُ، إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ فِي مِثْلِهِ أَوْ غَيْرِهِ " (2)
__________
= إليَّ ... إلى آخر الحديث، ثم قال: ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع.
(1) قال الحافظ في "الإصابة": سعيد بن حريث بن عمرو المخزومي.
ممَّن أسلم قبل فتح مكة، قال الواقدي: شهدها، وكان أسنَّ من أخيه، عمرو ابن حريث.
مات بالكوفة، قاله ابن منده، وقيل: قُتِل بالحرة، قاله أبو عمر.
(2) حديث حسن بمبابعاته وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل ابن إبراهيم بن مهاجر، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه سعيد بن حريث ليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث عند ابن ماجه كما قال البوصيري. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن ماجه بإثر الحديث (2490) ، والدارمي 2/273، وأبو يعلى (1458) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3949) ، والطبراني في "الكبير" (5526) ، والبيهقي في "السنن" 6/34 من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، بهذا الإسناد.
قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه": إسماعيل بن إبراهيم ضعفه البخاري وأبو داود وغيرهما. =(25/166)
حَدِيثُ حَوْشَبٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15843 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ كُرَيْبٍ، أَنَّ غُلَامًا مِنْهُمْ تُوُفِّيَ، فَوَجَدَ عَلَيْهِ أَبَوَاهُ أَشَدَّ الْوَجْدِ، فَقَالَ
__________
= قلنا: قد تابعه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري- وهو ثقة من رجال الشيخين- عن عبد الملك بن عمير، به. عند البيهقي 6/34، غير أنه من طريق محمد بن موسى بن حاتم، وهو متكلم فيه، فقد نقل الحافظ في "اللسان" عن القاسم السياري قوله: أنا بريء من عهدته، وقول ابن أبي سعد: إن كان
محمد بن علي الحافظ سيئ الرأي فيه.
وتابعه أيضاً قيس بن الربيع عن عبد الملك بن عمير، به، فيما سلف برقم (1650) لكن جعله من مسند سعيد بن زيد، وقيس بن الربيع قال فيه الحافظ في "التقريب": صدوق تغير لما كبر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فحدث به.
وسيأتي 4/307 دون ذكر عمرو بن حريث في الإسناد.
وله شاهد من حديث حذيفة عند الطيالسي (422) و (423) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/327-328، وابن ماجه (2491) ، وابن عدي 7/2623، والبيهقي 6/33-34. ولفظه عند الطيالسي: "من باع داراً ثم لم يجعل ثمنها في دارٍ لم يبارك له"، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح.
وآَخر من حديث أبي ذر: عند الطبراني في "الأوسط" (7104) ، بلفظ: "من باع داراً لم يستخلف لم يبارك له في ثمنها"، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/111، وقال: وفيه جماعة لم أعرفهم.
قال السندي: قوله: "كان قمناً" بفتحٍ فكسر، أو بفتحتين، أي: لائقاً حقيقاً.(25/167)
حَوْشَبٌ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُ (1) بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مِثْلِ ابْنِكَ؟ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ كَانَ لَهُ ابْنٌ قَدْ أَدَبَّ - أَوْ دَبَّ - وَكَانَ يَأْتِي مَعَ أَبِيهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنَّ ابْنَهُ تُوُفِّيَ، فَوَجَدَ عَلَيْهِ أَبُوهُ قَرِيبًا مِنْ سِتَّةِ أَيَّامٍ، لَا يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَرَى فُلَانًا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنَهُ تُوُفِّيَ فَوَجَدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا فُلَانُ (2) ، أَتُحِبُّ لَوْ أَنَّ ابْنَكَ عِنْدَكَ الْآنَ كَأَنْشَطِ الصِّبْيَانِ نَشَاطًا، أَتُحِبُّ أَنَّ ابْنَكَ عِنْدَكَ أَحَدُّ (3) الْغِلْمَانِ جرأَةً، أَتُحِبُّ أَنَّ ابْنَكَ عِنْدَكَ كَهْلًا كَأَفْضَلِ الْكُهُولِ، أَوْ (4) يُقَالُ لَكَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ثَوَابَ (5) مَا أُخِذَ مِنْكَ " (6)
__________
(1) في (م) : أخبركم.
(2) قوله: "يا فلان" ليس في (ق) .
(3) في نسخة السندي: أجرأ.
(4) في (ظ 12) و (ص) و (س) : أن بدل أو، وضُبِّب فوقها في (س) .
وعلى رواية "أن" شرح السندي.
(5) في (ظ 12) و (ص) و (س) : ثواباً. وهي نسخة السندي.
(6) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال مسلم، غير حسان بن كريب، فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحوشب رضي الله عنه ليست له رواية في أيٍّ من الكتب الستة. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلحيني.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/9، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.
وفي باب ثواب الصبر على فقد الأولاد عن ابن مسعود، سلف برقم=(25/168)
حَدِيثُ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15844 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: قَالَ أَبِي: كَمَا حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ (1) الْجُهَنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْكَلْبِيَّ كَلْبَ لَيْثٍ إِلَى بَنِي مُلَوَّحٍ بِالْكَدِيدِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَيْهِمْ "، فَخَرَجَ فَكُنْتُ فِي سَرِيَّتِهِ، فَمَضَيْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِقُدَيْدٍ لَقِينَا بِهِ الْحَارِثَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ ابْنُ الْبَرْصَاءِ اللَّيْثِيُّ، فَأَخَذْنَاهُ فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ لِأُسْلِمَ، فَقَالَ غَالِبُ بْنُ
__________
= (3554) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "قد أدَّب" على بناء المفعول أو الفاعل، من التأديب، والتقدير على الثاني: أدَّبه، قيل: وفي "أسد الغابة": قد أدرك. "أو دبَّ" بتشديد الباء، من الدَّبيب.
"نشاطاً" بفتح النون.
"أجرأ الغلمان" بجيم وراء، والهمزة، كذا في أصلنا، وفي بعض الأصول: "أحَدُ الغلمان"، بحاءِ مهملة ودالِ مشدّدة مهملة.
"أن يقال" أي: من أن يُقال، أو بأن يقال، أي في مقابلة هذا القول.
"ثواباً ما أُخذ منك" أي: لما أُخذ، بتقدير اللام، أي ثواباً للولد الذي أُخذ منك، قيل: في "أسد الغابة": أو يُقال لك: ادخل الجنة بثوابِ ما آخُذُ منك.
(1) في النسخ الخطية و (م) : جندب، وهو تحريف قديم، والمثبت من مصادر ترجمته في "تهذيب الكمال" وفروعه، وقال ابن حجر في "التقريب": بالمعجمة، مُصَغَّر.(25/169)
عَبْدِ اللهِ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا جِئْتَ مُسْلِمًا فَلَنْ يَضُرَّكَ رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ اسْتَوْثَقْنَا مِنْكَ. قَالَ: فَأَوْثَقَهُ رِبَاطًا ثُمَّ خَلَّفَ عَلَيْهِ رَجُلًا أَسْوَدَ كَانَ مَعَنَا، فَقَالَ: امْكُثْ مَعَهُ حَتَّى نَمُرَّ عَلَيْكَ، فَإِنْ نَازَعَكَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، قَالَ: ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بَطْنَ الْكَدِيدِ، فَنَزَلْنَا عُشَيْشِيَةً (1) بَعْدَ الْعَصْرِ، فَبَعَثَنِي أَصْحَابِي فِي رَئِيَّةٍ (2) ، فَعَمَدْتُ إِلَى تَلٍّ يُطْلِعُنِي عَلَى الْحَاضِرِ، فَانْبَطَحْتُ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ (3) الْمَغْرِبَ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَنَظَرَ فَرَآنِي مُنْبَطِحًا عَلَى التَّلِّ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى عَلَى هَذَا التَّلِّ سَوَادًا مَا رَأَيْتُهُ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَانْظُرِي لَا تَكُونُ الْكِلَابُ اجْتَرَّتْ بَعْضَ أَوْعِيَتِكِ، قَالَ: فَنَظَرَتْ فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ مَا أَفْقِدُ شَيْئًا، قَالَ: فَنَاوِلِينِي قَوْسِي (4) ، وَسَهْمَيْنِ مِنْ كِنَانَتِي (5) ، قَالَ: فَنَاوَلَتْهُ فَرَمَانِي بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِي جَنْبِي، قَالَ: فَنَزَعْتُهُ فَوَضَعْتُهُ وَلَمْ أَتَحَرَّكْ، ثُمَّ رَمَانِي بِآخَرَ فَوَضَعَهُ فِي رَأْسِ مَنْكِبِي،
__________
(1) في نسخة في (س) : عشية. وقال ابن الأثير في "النهاية": عُشَيْشِيَة: تصغير عشية على غير قياس، أبدل من الياء الوسطى شينٌ كأن أصلها: عُشَيية.
يقال: أتيته عُشَيْشية، وعُشَياناً، وعُشَيَّانةً وعُشَيْشياناً.
(2) في (ما) وابن هشام و"الآحاد والمثاني" و"الطبراني": ربيئة، والربيئة: الطليعة، قال السندي: قوله: والرئية، بفتح راء وكسر همزة وتشديد، والرئية: الجاسوس. فالمعنى في فعل الرئية، وهو التجسس.
(3) في "غاية المقصد": وذلك قبيلَ المغرب.
(4) في (ظ 12) : قوس، وفي نسخة في (س) : قوساً.
(5) في نسخة من (س) : نبلي.(25/170)
فَنَزَعْتُهُ فَوَضَعْتُهُ، وَلَمْ أَتَحَرَّكْ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: وَاللهِ لَقَدْ خَالَطَهُ سَهْمَايَ، وَلَوْ كَانَ زَائِلَةً (1) لَتَحَرَّكَ، فَإِذَا أَصْبَحْتِ فَابْتَغِي (2) سَهْمَيَّ فَخُذِيهِمَا لَا تَمْضُغُهُمَا عَلَيَّ الْكِلَابُ، قَالَ: وَأَمْهَلْنَاهُمْ حَتَّى رَاحَتْ رَائِحَتُهُمْ حَتَّى إِذَا احْتَلَبُوا، وَعَطَنُوا - أَوْ سَكَنُوا - وَذَهَبَتْ عَتَمَةٌ مِنَ اللَّيْلِ شَنَنَّا عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ، فَقَتَلْنَا مَنْ قَتَلْنَا مِنْهُمْ، وَاسْتَقْنَا النَّعَمَ، فَتَوَجَّهْنَا قَافِلِينَ، وَخَرَجَ صَرِيخُ الْقَوْمِ إِلَى قَوْمِهِمْ مُغَوِّثًا، وَخَرَجْنَا سِرَاعًا حَتَّى نَمُرَّ بِالْحَارِثِ ابْنِ الْبَرْصَاءِ، وَصَاحِبِهِ فَانْطَلَقْنَا بِهِ مَعَنَا، وَأَتَانَا صَرِيخُ النَّاسِ فَجَاءَنَا مَا لَا قِبَلَ لَنَا بِهِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ إِلَّا بَطْنُ الْوَادِي، أَقْبَلَ سَيْلٌ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ شَاءَ مَا رَأَيْنَا قَبْلَ ذَلِكَ مَطَرًا، وَلَا خَالًا، فَجَاءَ بِمَا لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَقُومَ (3) عَلَيْهِ فَلَقَدْ رَأَيْنَاهُمْ وُقُوفًا يَنْظُرُونَ إِلَيْنَا، مَا يَقْدِرُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَنَحْنُ نَجُوزُهَا (4) سِرَاعًا حَتَّى أَسْنَدْنَاهَا فِي الْمَشْلَلِ، ثُمَّ حَدَرْنَاهَا عَنَّا فَأَعْجَزْنَا الْقَوْمَ بِمَا فِي أَيْدِينَا (5)
__________
(1) أثبتنا هذا الحرف هكذا من "غاية المقصد" و"الطبراني" و"المجمع"، أي: لو كان ممن يزول.. وفي ابن هشام وابن أبي عاصم: لو كان ربيئة، وفي (ظ 12) نابلة، أي: الذي يرمي النَبْل، وفي (م) وبقية الأصول: دابّة..
(2) في (ظ 12) و (ص) : فاتبعي.
(3) في "غاية المقصد": يُقدم عليه.
(4) في "ابن هشام" و"الطبراني": نحدوها.
(5) إسناده ضعيف، مسلم بن عبد الله بن خُبيب الجهني تفرد بالرواية عنه يعقوب بن عتبة- وهو ابن المغيرة الثقفي- قال ابن حجر في "التقريب":=(25/171)
حَدِيثُ سُوَيدِ بْنِ هُبَيْرَةَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15845 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ، عَنْ
__________
= مجهول. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه بطوله ابن هشام في "السيرة" 4/257-258، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2591) ، والطبراني في "الكبير" (1726) من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً أبو داود (2678) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/208،والحاكم2/124، والبيهقي في "السنن" 9/88-89 من طرق عن ابن إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
قلنا: يعقوب بن عتبة لم يرو له سوى أبي داود والنسائي وابن ماجه، ومسلم بن عبد الله بن خبيب لم يرو له سوى أبي داود، ومحمد بن إسحاق: أخرج له مسلم متابعة.
ووقع في رواية الطبراني: جندب بن عبد الله الجهني.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/202-203، وقال: عند أبي داود طرفٌ من أوله، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات، فقد صرَّح ابن إسحاق بالسماع في رواية الطبراني.
قال السندي: قوله: بالكديد، بفتح فكسر: ماء قريب من عُسْفان.
قوله: بقديد، بضم ففتح: سوق قبيل ذلك الماء.
قوله: شننا: أي فرقنا عليهم الغارة، وهي النهب من جميع الجهات.
قوله: ما لا قبل: أي ما لا طاقة لنا بحربه قوله: "ولا خالاً" بفتح الخاء: السحاب.
قوله: في المشلل، بفتح اللام الأولى مشدَّدة: جبل بقرب قديد.
(1) قال السندي: سويد بن هبيرة، دئلي، وقيل: عبدي.
قال ابن الأثير: هو دئلي عبدي، لأنه من بني الدئل، وهو بطن من عبد القيس. سكن البصرة.(25/172)
مُسْلِمِ بْنِ بُدَيْلٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ مَالِ الْمَرْءِ لَهُ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ، أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ " وَقَالَ رَوْحٌ فِي بَيْتِهِ: وَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ قُلْتَ لَنَا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، إياس بن زهير من رجال "التعجيل"، لم يذكروا في الرواة عنه غير مسلم بن بديل هذا، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ثم إنه مرسل، فقد ذكر البخاري في "تاريخه" 1/439 أن هذا الحديث رواه معاذ بن معاذ، عن أبي نعامة، فقال فيه سويد: بلغني عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: ورواه عبد الوارث أيضاً عند البخاري في "تاريخه" 1/438، والطبراني (647) ، فلم
يذكر فيه لفظ السماع، فقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 4/233: سويد بن هبيرة العدوي البصري تابعي ليست له صحبة، كذا رواه عبد الوارث ومعاذ بن معاذ، عن أبي نعامة، عن إياس بن زهير، عن سويد بن هبيرة، قال: بلغني عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السكة المأبورة.- وكذا قال ابن عبد البر في "الاستيعاب"- ثم قال أبو حاتم: وغلط روح بن عبادة، فروى عن أبي نعامة، عن إياس بن زهير، عن سويد بن هبيرة، قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ.
وقال ابن منده- فيما نقله الحافظ في "الإصابة"- لم يقل: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلا روح بن عبادة، عن أبي نعامة، عن مسلم. وقد رواه مروان بن معاوية، عن أبي نعامة.. فقال: رفع الحديث، قلنا: وقال يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/69: ليست له صحبة، وذكره أيضاً في التابعين ابن حبان في "الثقات" 4/323، وقال: يروي المراسيل، وباقي رجال الإسناد ثقات
رجال الصحيح، غير مسلم بن بديل، فمن رجال "التعجيل" وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو نعامة العدوي: هو عمرو بن عيسى=(25/173)
حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ (1)
15846 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= ابن سويد بن هبيرة.
وأخرجه ابن سعد 7/79، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/439، والطبراني في "الكبير" (6471) ، والبيهقي في "السنن" 10/64، والبغوي في "شرح السنة" (2647) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/438، والدولابي في "الكنى" 2/17، والطبراني في "الكبير" (6470) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1216) من طريق زهير بن هنيد، والقضاعي في "مسنده" (1250) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام قال:
حدثني غير واحد، و (1251) من طريق حماد بن أسامة، كلهم عن أبي نعامة، به. لم يقل أحدٌ منهم عن سويد بن هبيرة: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غير أن زهير بن هنيد عند ابن أبي عاصم، قال: وقد أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد تحرف اسم مسلم بن بديل في مطبوع "التاريخ الكبير" إلى: مسلم بن مزيد، وفي مطبوع الدولابي إلى: مسلم بن يزيد، ووقع في إحدى روايتي القضاعي: مسلم بن نذير، وهذا من رجال التهذيب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/258، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
قال السندي: قوله: "مهرةٌ مأمورة" المُهْرة، بضم ميم وسكون هاء، ولد الفرس. "مأمورة": كثيرة النسل والنتاج بأمر كوني، كثيرة النتاج، أي: بأمر التكوين، لا بأمر التكليف، فكانت.
"أوسِكّة": بكسرٍ فتشديد، هي الطريقة المصطفة من النخل. "مأبورة": ملقحة.
(1) في (م) : رضي الله تعالى عنه.(25/174)
عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: مَرَّ بِقَوْمٍ يُعَذَّبُونَ فِي الْجِزْيَةِ بِفِلَسْطِينَ، قَالَ: فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعَذِّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه مسلم (2613) (118) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15330) .(25/175)
حَدِيثُ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ (1)
15847 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِ أَخٍ لَهُ (2) يُبَايِعُهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَلْ يُبَايِعُ عَلَى الْإِسْلَامِ فَإِنَّهُ، لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَيَكُونُ مِنَ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ " (3)
__________
(1) قال السندي: مجاشع بن مسعود، سلمي، له صحبة، غزا كابل من بلاد الهند، فصالحه أهله، فدخل بيت الأصنام، فأخذ جوهرة من عين الصنم، وقال: لم آخذها إلا ليعلموا أنه لا يضر ولا ينفع.
قيل: قتل يوم الجمل قبل الوقعة.
(2) لفظة "له" ليست في (ظ 12) و (ص) ، وهي نسخة في (س) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق، ويقال: ابن أبي إسحاق، وهو الأنصاري، فقد روى له الترمذي والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ثقة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1404) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2618) و (2619) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (768) من طرقٍ عن شيبان، بهذا الإسناد.
وسيكرر برقم (15849) .
وسيأتي بنحوه في الأرقام (15848) و (15850) و (15851) و5/71.
وقوله: "إنه أتى بابن أخٍ له" جاء في رواية خالد الحذاء الآتية برقم=(25/176)
15848 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ بِأَخِي مَعْبَدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْفَتْحِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: " مَضَتِ الْهِجْرَةُ لِأَهْلِهَا " قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَاذَا قَالَ: " عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْجِهَادِ " (1)
__________
= (15850) عن أبي عثمان النهدي، عن مجاشع أنه جاء بأخيه مجالد، وفي رواية علي بن مسهر عند مسلم (1863) ، والفضيل بن سليمان عند البخاري (4307) عن عاصم، عن أبي عثمان، عن مجاشع أنه جاء بأخيه أبي معبد.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 5: وقول علي بن مسهر أصح. وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 8/26 أن أخاه اسمه مجالد وكنيته أبو معبد. وقد سماه كذلك ابن سعد في "الطبقات" 7/30، ولم يكنه.
وسلف ذكر أحاديث الباب في قوله: "لا هجرة بعد الفتح" في مسند عبد الله ابن عمرو برقم (7012) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير بكر بن عيسى - وهو أبو بشر البصري- فقد روى له النسائي، وهو ثقة. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ.
وأخرجه ابنُ سعد 7/30، وابن أبي شيبة 14/500، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1406) ، والبخاري (2962، 2963) ، ومسلم (1863) (84) من طريق محمد بن فضيل، وأخرجه البخاري (4307، 4308) من طريق الفضيل بن سليمان، ومسلم (1863) (84) ، والبيهقي في "السنن" 9/16 من طريق علي بن مسهر، والطبراني في "الكبير" 20/ (767) من طريق عمرو بن أبي قيس، أربعتهم عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد. غير أن علي=(25/177)
15849 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ الْبَهْزِيِّ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِ أَخِيهِ لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَلْ يُبَايِعُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنَّهُ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ " قَالَ: " وَيَكُونُ مِنَ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ " (1)
15850 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا مُجَالِدُ بْنُ مَسْعُودٍ يُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ، قَالَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ (2)
، وَلَكِنْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ " (3)
__________
= ابن مسهر والفضيل بن سليمان سميا أخاه أبا معبد، وهو الصواب، كما ذكرنا في الرواية السالفة، ومحمد بن فضيل لم يذكر أبا معبد.
وأخرجه مسلم (1863) (63) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، به، لكن فيه أن مجاشعاً هو الذي جاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبايعه لا أخوه.
وانظر (15847) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. وهو مكرر الحديث (15847) غير أن شيخ أحمد هنا هو حسن بن موسى.
(2) في (ق) : بعد الفتح.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عثمان: هو النهدي.
وأخرجه ابن سعد 7/30 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3078، 3079) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (765) =(25/178)
15851 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ مُجَاشِعٍ، قَالَ: قَدِمْتُ بِأَخِي مَعْبَدٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْفَتْحِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُكَ بِأَخِي لِتُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: " ذَهَبَ أَهْلُ الْهِجْرَةِ بِمَا فِيهَا " فَقُلْتُ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُبَايِعُهُ؟ قَالَ: " عَلَى الْإِسْلَامِ، وَالْإِيمَانِ، وَالْجِهَادِ " قَالَ: فَلَقِيتُ: مَعْبَدًا بَعْدُ، وَكَانَ (1) أَكْبَرَهُمَا، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: صَدَقَ مُجَاشِعٌ (2)
__________
= و (769) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/70 من طرق عن يزيد بن زريع، به.
وسلف نحوه برقم (15847) .
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم 5/71.
(1) في (م) و (س) : وكان هو أكبرهما.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك بن واقد، فمن رجال البخاري، وهو ثقة. زهير: هو ابن معاوية الجُعفي.
وأخرجه البخاري (4305، 4306) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2617) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (766) ، والحاكم 3/616 من طرق عن زهير، بهذا الأسناد.
وقوله: جئت بأخي معبد، كذا وقع في هذه الرواية، وصوابه بأخي أبي معبد، كما سلف بيانه في تخريج الرواية (15847) ، وذكره الحافظ في "الفتح" 8/26، وذكر أن اسمه مجالد، وهو الوارد عند الحاكم، وفي الرواية السالفة (15850) .
وسلف من طريق عاصم برقم (15848) ، ومن طريق يحيى بن إسحاق عن=(25/179)
حَدِيثُ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ (1)
15852 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " قَالَ: فَكَانَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ: " كَمْ مِنْ كَلَامٍ قَدْ مَنَعَنِيهِ حَدِيثُ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ " (2)
__________
= مجاشع برقم (15847) .
(1) قال السندي: بلال بن الحارث المزني، من أهل المدينة، كان يسكن وراء المدينة، ثم تحول إلى البصرة.
صاحب لواء مزينة يوم الفتح.
مات سنة ستين، وله ثمانون سنة.
(2) صحيح لغيره، عمرو بن علقمة- وهو ابن وقاص- لم يرو عنه سوى ابنه محمد بن عمرو، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عمرو بن علقمة، فقد روى له البخاري مقروناً بغيره ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث، وبلال بن الحارث رضي الله عنه لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. =(25/180)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الحميدي (911) ، وهناد في "الزهد" (1141) ، والبخاري في "التاريخ الكبير"2/106-107، وفي "الصغير" 1/94-95، والترمذي (2319) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 2/104، وابن ماجه (3969) ، وابن حبان (280) و (281) و (287) ، والطبراني في "الكبير" (1129) و (1130) و (1131) و (1132) ، والحاكم 1/45، والبيهقي في "السنن" 8/165، وفي "الشعب" (4957) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/50، والبغوي في "شرح السنة" (4124) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عمرو بن علقمة) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/985، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 2/103، والطبراني (1134) ، والحاكم 1/46 عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، به. ولم يذكر جده علقمة.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/107: والأول أصح. قلنا: يعني بإثبات علقمة، وقد قال الحاكم: قصّر مالك بن أنس برواية هذا الحديث، ولم يذكر علقمة بن وقاص. وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 13/49 أنه في رواية مالك غير متصل، وفي رواية من قال عن أبيه عن جده متصل مسند.
وأخرجه بإسقاط علقمة أيضاً هناد في "الزهد" (1140) من طريق أبي بكر ابن عياش، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 2/103، والطبراني (1133) من طريق محمد بن عجلان، كلاهما عن محمد بن عمرو ابن علقمة، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1394) ، ومن طريقه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/107، وفي "الصغير" 1/95، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 2/104، والطبراني في "الكبير" (1136) ، والبيهقي في=(25/181)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "السنن" 8/165، والبغوي في "شرح السنة" (4125) عن موسى بن عقبة، عن علقمة بن وقاص، به. وهذا إسناد منقطع ما بين موسى بن عقبة وعلقمة ابن وقاص، وقد ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 13/50 أن موسى بن عقبة رواه عن محمد بن عمرو، عن جده علقمة بن وقاص، لم يقل عن أبيه، ورواه كذلك سفيان الثوري، وأشار إلى هذه الرواية البخاري في "التاريخ الكبير" 2/107.
قال ابن عبد البر 13/50 بعد أن أورد الروايات السابقة: والقول عندي فيه - والله أعلم- قول من قال: عن أبيه، عن جده، وإليه مال الدارقطني رحمه الله.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (358) ، والطبراني (1135) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمر، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص، به.
قال ابن عبد البر 13/52: هكذا قال حماد بن سلمة، وهو عندي وهم - والله أعلم- والصحيح ما قالته الجماعة عن محمد بن عمرو عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (657) من طريق معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن عمر بن عبد الله، عن بلال بن الحارث، به.
والمحفوظ ما ذكره ابن عبد البر كما تقدم آنفاً.
وله شاهد بنحوه من حديث أبي هريرة، عند البخاري (6478) ، وقد سلف برقم (8411) بلفظ: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم".
قال ابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 13/51: لا أعلم خلافاً في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الحديث: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة" أنها الكلمة عند السلطان الجائر الظالم ليرضيه بها فيما يسخط الله عز وجل، ويُزيّن له باطلاً يريده، من إراقة دم، أو ظلم مسلم، ونحو ذلك، مما ينحط به في حبل هواه، فيبعد من الله، وينال سخطه، وكذلك الكلمة التي يُرضي بها الله عز وجل عند السلطان ليصرفه عن=(25/182)
15853 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَسْخُ الْحَجِّ لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: " بَلْ لَنَا خَاصَّةً " (1)
__________
= هواه، ويكفه عن معصيةٍ يُريدها، يبلغ بها أيضاً من الله رضواناً لا يَحْسَبُهُ، والله أعلم. وهكذا فسره ابن عيينة وغيره، وذلك بين في هذه الرواية وغيرها.
قلنا: والرواية التي أشار إليها ابن عبد البر هي ما ذكره، من أن علقمة بن وقاص مرّ به رجلٌ له شرف، فقال له علقمة: إن لك رحماً، وإن لك لحقاً، وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء، وتكلَّمُ عندهم بما شاء الله أن تكلَّم، وإني سمعتُ بلال بن الحارث، صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإنَّ أحدكم ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله لا يظن
أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه". قال علقمة: فانظر ويحك ما تقولُ وماذا تكلَّمُ، فربَّ كلامٍ قد منعني أن أتكلَّم به ما سمعتُ من بلال بن الحارث.
قال السندي: قوله: "من رضوان الله" أي: مما يوجب رضوانه تعالى، ففيه مجاز، وإلا فالكلمة ليست من الرضوان.
"أن تبلغ" أي: تلك. "ما بلغت" من الرضوان.
"إلى يوم القيامة" أي الرضوان المؤبّد، فليست الغاية لإفادة الانقطاع في أمثاله.
وانظر "الفتح" 11/311.
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال الحارث بن بلال، فقد انفرد ربيعة بن أبي عبد الرحمن- وهو المعروف بربيعة الرأي- في رواية هذا الحديث عنه فيما ذكر الذهبي في "الميزان"، وقال أحمد: ليس إسناده بالمعروف، وعبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي مختلف فيه، حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. =(25/183)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1138) ، والحاكم 3/517 من طريق سريج ابن النعمان، بهذا الإسناد، وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وأخرجه أبو داود (1808) ، والنسائي في "المجتبى" 5/179، وابن ماجه (2984) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1111) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/194، والدارقطني في "السنن" 2/241، والبيهقي في "السنن" 5/41 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.
وأخرجه الدارمي 2/50 عن نعيم بن حماد، عن عبد العزيز بن محمد، به إلا أنه قال: عن بلال بن الحارث، عن أبيه، فوهم نعيم، وكان يخطىءُ كثيراً.
وسيأتي برقم (15854) .
قلنا: وكان الإمام أحمد يرى أن لِلمُهِلّ بالحج أن يفسخ حجه إن طاف بالبيت وبين الصفا والمروة، وقد سأله ابنه عبد الله عن حديث بلال بن الحارث هذا، فقال: لا أقول به، لا يعرف هذا الرجل، هذا حديث ليس إسناده بالمعروف، ليس حديث بلال بن الحارث عندي يثبت.
قال ابن القيم في "زاد المعاد" 2/192: ومما يدل على صحة قول الإمام أحمد، وأن هذا الحديث لا يصح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر عن تلك المتعة التي أمرهم أن يفسخوا حجَّهم إليها أنها لِأَبَدِ الأبدِ. فكيف يثبت عنه بعد هذا أنها لهم خاصة؟ هذا من أمحل المحال، وكيف يأمرهم بالفسخ، ويقول: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، ثم يثبت أن ذلك مختص بالصحابه دون من بعدهم.
وقد سلف جواز فسخ الحج بالعمرة لعامة المسلمين بإسنادٍ صحيح من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4822) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "بل لنا خاصة": أخذ به الجمهور، فحكموا بالخصوص، ومن لا يرى الخصوص يُضعف الحديث، ويقول: قد وقع في بعض رواته المتعة، ولا شك أن المتعة غير مخصوصة، والله تعالى أعلم.(25/184)
° 15854 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أًحْمَدَ] : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي قُرَيْشُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مُتْعَةَ الْحَجِّ لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَقَالَ: " لَا بَلْ لَنَا خَاصَّةً " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو قريش بن إبراهيم: وهو الصيدلاني البغدادي، من رجال "التعجيل"، وهو ثقة.(25/185)
حَدِيثُ حَبَّةَ، وَسَوَاءَ ابْنَيْ خَالِدٍ
15855 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَلَّامِ أَبِي شُرَحْبِيلَ، عَنْ حَبَّةَ، وَسَوَاءَ، ابْنَيْ خَالِدٍ، قَالَا (1) : دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصْلِحُ شَيْئًا فَأَعَنَّاهُ، فَقَالَ: " لَا تَأْيَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ، ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) في (س) و (م) : قال، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال سلام أبي شرحبيل، فإنهم لم يذكروا في الرواة عنه سوى الأعمش، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 5/355 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4165) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1466) ، والطبراني في "الكبير" (3480) و (6611) ، والبيهقي في "الشعب" (1349) ، وفي "الآداب" (951) من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه ابن سعد 6/33، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/92، وفي "الأدب المفرد" (453) ، والطبراني في "الكبير" (3479) و (6610) من طريق جرير بن حازم، عن الأعمش، به.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "ما تهزَّزت": تحركت، كناية عن الحياة.
قوله: "قشرة": يحتمل أن المراد بها الثوب، أي يخرج عُرْياناً بلا ثوب، =(25/186)
15856 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَلَّامٍ أَبِي شُرَحْبِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبَّةَ، وَسَوَاءَ، ابْنَيْ خَالِدٍ، يَقُولَانِ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَعْمَلُ عَمَلًا - أَوْ يَبْنِي بِنَاءً - فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا لَنَا وَقَالَ: " لَا تَأْيَسَا مِنَ الْخَيْرِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا، إِنَّ الْإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ، ثُمَّ يُعْطِيهِ اللهُ وَيَرْزُقُهُ " (1)
__________
= ثم يعطيه الله تعالى الثوب، ويحتمل أن المراد أنه يخرج كاللحم الذي لا قشر عليه لضعف الجلد، ثم يقوي الله تعالى جلده.
وقوله: لا تأيسا، يقال: أَيِسْتُ منه آيسُ لغة في يئسْتُ منه أيأسُ يأساً، ومصدرهما واحد.
(1) إسناده ضعيف كسابقه إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجَرَّاح الرؤاسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6612) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(25/187)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَذْعَاءِ (1)
15857 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَهْطٍ أَنَا رَابِعُهُمْ، بِإِيلِيَاءَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ " قُلْنَا: سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " سِوَايَ " قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ أَبِي الْجَذْعَاءِ (2)
__________
(1) في (س) و (م) : بالدال المهملة، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق) .
قال السندي: بفتح جيم، وسكون ذال معجمة. قلنا: وكذلك ضبطه الحافظ في "التقريب".
(2) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن صحابيه لم يخرج له سوى الترمذي وابن ماجه. عبد الله بن شقيق: هو العقيلي من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات من رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة وخالد: هو ابن مهران الحَذَّاء.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 14/359 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2438) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، به، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/26، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 313، وابن حبان (7376) ، والحاكم 1/70- 71 و3/408، والبيهقي في "الدلائل" 6/378 من طرق عن خالد الحذاء، به. وصححه الحاكم ووافقه=(25/188)
15858 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَذْعَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، سِوَاكَ؟ قَالَ: " سِوَايَ سِوَايَ " قُلْتُ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ (1)
__________
= الذهبي.
وسيأتي برقم (15858) و5/366.
قال السندي: قوله: قلنا: سواك: أي ذلك الرجل غيرك؟ ذكروه توضيحاً وتأكيداً، وإلا فالمتبادر مِنْ "رجلٍ من أمتي" غيره.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار يرويه عن وهيب: وهو ابن خالد الباهلي، وكلاهما من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/196 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4316) من طريق عفان، به.
وأخرجه الدارمي 2/328 من طريق المُعَلَّى بن أسد العَمِّي، عن وهيب، به.
وانظر ما قبله.(25/189)
حَدِيثُ عَبَّادِ بْنِ قُرْطٍ (1) (2)
15859 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ قُرْطٍ: " إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ أُمُورًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُوبِقَاتِ " قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: " صَدَقَ وَأَرَى جَرَّ الْإِزَارِ مِنْهَا " (3)
__________
(1) قال السندي: الصحيح أنه ابن قرص- بالصاد- قلنا: وكذلك قال الحافظ في "الإصابة"، وانظر "توضيح المشتبه" 7/191.
(2) قال السندي: عبادة بن قرط، ليثي نزل البصرة، له صحبة.
وجاء أنه غزا، فلما رجع، وكان قريباً من الأهواز، سمع أذاناً، فقصده ليصلي جماعة، فأخذه الخوارج، فقال: ارضوا بما رضي به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني حين أسلمت، قال: بالشهادتين، فأخذوه فقتلوه.
(3) هذا الأثر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حميد بن هلال لم يسمع من عبادة، بينهما أبو قتادة العدوي، كما جاء مصرَّحاً به فيما سيأتي 5/79. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/94، والدارمي 2/315 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به دون ذكر أبي قتادة في الإسناد.
وسيأتي 5/79، وسيكرر 5/79 سنداً ومتناً.
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (10995) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: إنكم لتأتون: بيان لتغيير الزمان.
قوله: الموبقات، بكسر الباء: المهلكات.(25/190)
حَدِيثُ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ السُّلَمِيِّ (1)
15860 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، أَنَّ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَهُ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا، وَأَبِي، وَجَدِّي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ، فَكَانَ أَبِي يَزِيدُ خَرَجَ بِدَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِهَا، فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَخَذْتُهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ: " وَاللهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ بِهَا " فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَكَ: " مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ، وَلَكَ يَا مَعْنُ مَا أَخَذْتَ " (2)
__________
(1) قال السندي: معن بن يزيد، أي ابن الأخنس، سلمي، وكان ينزل الكوفة، ودخل مصر، ثم سكن دمشق، ويقال: إنه كان مع معاوية في حروبه.
شهد فتح دمشق، وكان له مكان عند عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
يكنى أبا يزيد، وقال لمعاوية: ما ولدت قرشية من قرشي شراً منك، قال: لم؟ قال: لأنك عودت الناس عادة- يعني في الحلم- وكأني بهم قد طلبوها من غيرك، فإذا بهم صرعى في الطريق.
(2) حديث صحيح، مصعب بن المقدام ومحمد بن سابق مختلف فيهما وقد توبعا، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو الجويرية: هو حِطَّان بن خُفاف الجَرْمي.
وأخرجه البخاري (1422) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (2296) ، والدارمي 1/385-386، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4533) ،=(25/191)
15861 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ ذِرَاعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ أَوْ أَبَا مَعْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْتَمِعُوا فِي مَسَاجِدِكُمْ فَإِذَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فَلْيُؤْذِنُونِي " قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا أَوَّلَ النَّاسِ فَأَتَيْنَاهُ، فَجَاءَ يَمْشِي مَعَنَا، حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا، فَتَكَلَّمَ مُتَكَلِّمٌ مِنَّا، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لِلْحَمْدِ دُونَهُ مَقْصَرٌ (1) ، وَلَيْسَ وَرَاءَهُ مَنْفَذٌ، وَنَحْوًا مِنْ هَذَا، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ فَتَلَاوَمْنَا، وَلَامَ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقُلْنَا: خَصَّنَا اللهُ بِهِ أَنْ أَتَانَا أَوَّلَ النَّاسِ، وَأَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ، فَكَلَّمْنَاهُ فَأَقْبَلَ يَمْشِي مَعَنَا، حَتَّى جَلَسَ فِي
__________
= والطبراني في "الكبير" 19/ (1070) ، والبيهقي في "السنن" 7/34 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/34 من طريق أبي حمزة السكري، عن أبي الجويرية، به.
وسيأتي برقم (15863) و4/259.
قال السندي: قوله: وخطب عَلَيَّ، بتشديد الياء: أي لأجلي.
قوله: فوضعها عند رجل: ليتصدق بها وكالة.
قوله: ما إياك أردت: أي ما قصدت التصدق عليك، وظاهر الحديث جواز التصدق على الابن بالنفل وغيره، إذ لولا ذلك لبحث عن كون التصدق تطوعاً أم لا، ولعل من يرى عدم جواز الفرض يدعي أنه كان معلوماً عنده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كذلك، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) و (س) : مقتصر، وفي (ق) : مقصد، ومثله في "الأدب المفرد"، والمثبت من (ظ 12) و (ص) ونسخة السندي.(25/192)
مَجْلِسِهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ - أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ مَا شَاءَ اللهُ (1) جَعَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمَا شَاءَ جَعَلَ خَلْفَهُ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا "، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَأَمَرَنَا وَكَلَّمَنَا وَعَلَّمَنَا (2)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : ما شاء. دون لفظ الجلالة.
(2) بعضه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سهيل بن ذراع، لم يرو عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عاصم بن كليب، فقد روى له مسلم، والبخاري تعليقاً، وهو ثقة. وصحابيه معن بن يزيد، لم يخرج له سوى البخاري، وقد وهم الحافظ في "التقريب"، فجعله من الطبقة الثالثة، لا يُعرف، وفرّق بينه وبين معن بن يزيد بن الأخنس، وقد جعلهما المزي واحداً، وكذا الإمام أحمد- كما يشير إليه إيراد حديثه هنا- والطبراني. يحيى بن أبي حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (877) ، وفي "التاريخ الكبير" 4/106 مختصراً، عن أحمد بن إسحاق، عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد، إلا أن فيه: سمعت أبا يزيد أو معن بن يزيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1074) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/296-297 من طريق أبي حمزة السكري، عن عاصم بن كليب، به. وعند الطبراني: عن معن بن يزيد، من غير شك، وجاء في "أسد الغابة": أنه سمع معن بن يزيد، أنه سمع أبا معن يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثم نقل ابن الأثير عن أبي عمر قوله: وهو غلط، إنما هو معن بن يزيد أبو يزيد، وتحرف اسم عاصم بن كليب عند الطبراني إلى عاصم الأحول.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/117، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير سهل بن ذراع، وقد وثقه ابن حبان.
وقوله: "إن من البيان سحراً" سلفت شواهده في مسند عبد الله بن مسعود عند الرواية (4342) ، وهو حديث صحيح. =(25/193)
15862 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ، قَالَ: أَصَبْتُ جَرَّةً حَمْرَاءَ فِيهَا دَنَانِيرُ، فِي إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ فِي أَرْضِ الرُّومِ، قَالَ: وَعَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ: مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ (1) : فَأَتَيْتُ بِهَا يَقْسِمُهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَعْطَانِي مِثْلَ مَا أَعْطَى رَجُلًا مِنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَيْتُهُ يَفْعَلُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا نَفْلَ إِلَّا بَعْدَ الْخُمُسِ " إِذًا
__________
= قال السندي: قوله: "فليؤذنوني" من الإيذان، بمعنى الإعلام.
"مَقْصَر" بفتح ميمِ وصاد، أي: إذا حُمد أحدٌ دون الله، فلا يكون الحمد مقصوراً عليه، بل يكون متجاوزاً عنه إلى الله، فإن ما حمد عليه ذلك الغير فهو منه تعالى، فهو المستحقُّ للحمد عليه حقيقةً، فكيف يقتصر مع ذلك على الغير.
"منفَذ" بفتح الميم والفاء، أي: إذا حُمد هو تعالى تقْتَصِر الحمد عليه، لا يُتجاوز عنه إلى غيره، إذ ليس ما حمد عليه تعالى من غيره حتى ينصرف حمده تعالى إليه، فالحاصل أنه متى ما حمد غيره، فالحمد له تعالى، ومتى ما حمد هو، لا ينصرف الحمد إلى غيره.
"فغضب": كأنه لما فيه من التقدم بين يديه، وقد نهى الله تعالى عنه.
"فقام": أي منصرفاً.
"أن" أي: بأن.
"بين يديه" أي: قدام هذا الوقت الحاضر، والمراد: من شاء قدمه، ومن شاء أخره.
(1) لفظ "قال" و"يقسمها" الآتي، ليسا في (ظ 12) و (ص) .(25/194)
لَأَعْطَيْتُكَ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ فَعَرَضَ (1) عَلَيَّ مِنْ نَصِيبِهِ فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهِ مِنْكَ (2)
__________
(1) في (ق) يعرض.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو الجويرية: هو حطان بن خفاف الجرمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1073) ، والبيهقي في "السنن" 6/314 من طريق عفان، بهذا الإسناد. إلا أن رواية الطبراني بلفظ "لا نفل إلا من الخمس".
وأخرجه أبو داود (2754) من طريق ابن المبارك، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/242 من طريق سهل بن بكار، والبيهقي 6/314 من طريق محمد بن عبيد، ثلاثتهم عن أبي عوانة، به.
وأخرجه أبو داود (2753) من طريق أبي إسحاق الفزاري، والخطب في "تاريخ بغداد" 5/150 من طريق أبي حمزة، كلاهما عن عاصم بن كليب، به.
قال المزي في "تحفة الأشراف" 8/468: قال أبو بكر الخطيب في نسختين مرويتين عن أبي داود: هذا الحديث عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن المبارك، عن أبي عوانة، عن عاصم بن كليب.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2713) ، وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (796) ، ومن طريقه حميد بن زنجويه في "الأموال" (1175) عن عفان، كلاهما عن أبي عوانة، عن أبي الجويرية، به، لم يذكر عاصم بن كليب.
وفي الباب عن حبيب بن مسلمة الفهري، سيرد 4/159-160.
قال السندي: "لا نفل إلا بعد الخمس" أي: ولا خمس هاهنا، لأنه ليس بغنيمة أخذت عنوة ليجب فيها الخمس، فلا نفل منه أيضاً، يريد أن الحديث يدل على أن النفل يكون من الغنيمة، لأنها محل الخمس، وهذا ليس بغنيمة.(25/195)
15863/1 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، حَدَّثَنَا (1) عَفَّانُ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا، وَأَبِي، وَجَدِّي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ فَأَفْلَجَنِي وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي " (3)
15863/2- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سعيد (4) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ السلمي، قَالَ: سمعته يقول: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا، وَأَبِي، وَجَدِّي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ فَأَفْلَجَنِي،
__________
(1) في (ق) : وحدثناه.
(2) من قوله: قالا: حدثنا أبو عوانة إلى هنا ليس في (ظ 12) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه مطولاً أبو يعلى (1551) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (1072) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (1455) و19/ (1071) من طريق الجراح- وهو الرؤاسي- عن أبي الجويرية، به. ولم يذكر في البيعة أباه.
وقد سلف مطولاً برقم (15860) .
وسيكرر في الحديث الذي بعده، وفي 4/259.
قال السندي: قوله: "فأفلجني" بالجيم، يعني: حكم لي، أي: أظفرني بمرادي، يقال: فَلَجَ الرجلُ على خصمه، إذا ظفر به.
(4) هذا الحديث لم يرد في (م) .(25/196)
وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير هشام بن سعيد شيخ أحمد، وهو الطالقاني، فقد روى له أبو داود والنسائي والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. وهو مكرر سابقه عدا شيخ أحمد.
وسيكرر بإسناده ومتنه 4/259.(25/197)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَابِتٍ
15864 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِأَخٍ لِي مِنْ قُرَيْظَةَ، فَكَتَبَ لِي جَوَامِعَ مِنَ التَّوْرَاةِ أَلَا أَعْرِضُهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا تَرَى مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا، قَالَ: فَسُرِّيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) ، ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَصْبَحَ فِيكُمْ مُوسَى ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ، وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ، إِنَّكُمْ حَظِّي مِنَ الْأُمَمِ، وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ " (3)
__________
(1) في (م) : أنبأنا..
(2) في (ق) : عن وجه النبي.
(3) إسناده ضعيف، لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجُعفي- وفيه اضطراب، فقد اختُلف فيه على الشعبي، فرواه جابر من حديث جابر، عنه من حديث عبد الله بن ثابت، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/39: ولم يصح، ورواه مجالد عنه عن جابر، أن عمر جاء بكتابٍ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد نقل الحافظ في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن ثابت أن البخاري قال في هذا الإسناد أيضاً: ولا يصح، غير أننا لم نجد قوله هذا في كتابه "التاريخ الكبير"، وذكر ابن الأثير في "أسد الغابة" أنه رواه خالد وحريث بن أبي مطر وزكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن ثابت بن يزيد. جعلوه من مسند ثابت بن يزيد، ولذا=(25/198)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ
15865 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعَهُ (1) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا حَرَامُ " فَقَالَ: " يَا حَلَالُ " (2)
__________
= قال ابن عبد البر في حديث عبد الله بن ثابت هذا: حديثه مضطرب فيه. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه ليست له رواية في الكتب الستة. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (10164) و (19213) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5201) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، به، لكن وقع اسم صحابيه فيه: عبدَ الله بنَ الحارث، وهو خطأ، فقد أورد الحافظ هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن ثابت.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/173، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن فيه جابراً الجُعفي، وهو ضعيف.
وسيكرر بإسناده ومتنه 4/265-266.
وقد سلف بنحوه من حديث جابر برقم (15156) ، وصنيع البخاري في "التاريخ الكبير" يشير إلى أنه الراجح.
(1) في الأصول: "سمعت" وهو خطأ، والمثبت من "غاية المقصد" و (م) و"مجمع الزوائد" 8/51.
(2) إسناده ضعيف، لانقطاعه، أبو إسحاق- وهو السَّبيعي- لم يثبت سماعه من الرجل من جهينة، كما سيرد عند الحاكم، ورجال الإسناد كلهم ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأورده ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 6/388-389 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، ولفظه: عن رجل من جهينة سمع النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً ينادي=(25/199)
حَدِيثُ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيِّ (1)
15866 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الصَّلَاةِ قَدْ وَضَعَ ذِرَاعَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، رَافِعًا بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ، قَدْ حَنَاهَا شَيْئًا وَهُوَ (2) يَدْعُو " (3)
__________
= في الشعاب: يا حرام يا حرام، وهو شعارهم، فقال: "يا حلال يا حلال"، وقريب منه لفظ الحاكم والبيهقي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/503، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 155 من طريق وكيع، عن سفيان، بهذا الإسناد. وفيهما: عن رجل من جهينة أو مزينة قال: سمع النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوماً يقَولون في شعارهم: يا حرام، فقال: "يا حلال".
وأخرجه الحاكم 2/108، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/362 من طريق محمد بن كثير- وهو العبدي- عن سفيان الثوري، به. وفيه: عن رجل من مزينة.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين على الإرسال، وإذا الرجل الذي لم يسمه محمد بن كثير عن الثوري عبد الله بن مغفل المزني.
ثم أخرجه الحاكم 2/108 من طريق أبي عامر الأسدي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الله بن مغفل المزني. قلنا: أبو عامر الأسدي- واسمه قاسم بن محمد- أورده ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو في عداد المجهولين.
(1) قال السندي: نمير الخزاعي، يقال: أزدي، يكنى أبا مالك بولده مالك. قال أبو عمر: سكن البصرة، وله صحبة.
(2) لفظ "هو" ليس في (ص) .
(3) حديث صحيح لغيره، دون قوله: قد حناها شيئاً، وهذا إسناد =(25/200)
15867 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيِّ،
__________
= ضعيف، مالك بن نمير- وهو الخزاعي البصري- لم يَروِ عنه غيرُ عصام بن قُدامة، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال يحيى القطان: لا يُعرف حاله، ولا روى عن أبيه غيره، وقال الذهبي في "الميزان" 3/429: لا يعرف. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عصام بن قدامة، فمن رجال أصحاب السنن الأربعة سوى النسائي، ووثقه النسائي وابن حبان، وقال أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود: لا بأس به، وقال ابن معين: صالح، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال الذهبي: لم يثبته ابن القطان، قال أبو حاتم: له حديث منكر، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ونُمير صحابيُّ الحديث لم يرو له الشيخان ولا أحدُهما، إنما روى له أصحاب السنن الأربعة سوى النسائي.
وأخرجه ابن خزيمة (715) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد، دون قوله: قد حناها شيئاً وهو يدعو.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/116-117، وأبو داود (991) ، والنسائي في "المجتبى" 3/39، وفي "الكبرى" (1197) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2330) ، وابن خزيمة (716) ، والبيهقي في "السنن" 2/131 من طرق عن عصام بن قدامة، به. ورواية أبي داود دون قوله: وهو يدعو، وتحرف اسم عصام في مطبوع "الآحاد والمثاني" إلى عاصم.
وسيرد بعده برقم (15867) .
ويشهد له حديثُ ابن عمر، وقد سلف بالأرقام (5331) و (6153) و (6348) .
وحديثُ عبد الله بن الزبير، سيرد برقم (16099/2) .
وحديثُ وائل بن حجر، سيرد 4/316-317.
وليس في هذه الشواهد أنه أحنا أصبعه السبابة، إنما فيها الإشارة بها فحسب، وهو الوارد في الحديث الآتي.(25/201)
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى فِي الصَّلَاةِ، يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهو بإسناد سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع: وهو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/485، وعنه ابن ماجه (911) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2329) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً 10/380 عن وكيع، به. مطولاً بلفظ: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً في الصلاة، واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بأصبعه السبابة، ووضع إبهامه على أصبعه الوسطى، وتلقم كفه اليسرى ركبتيه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/38، وفي "الكبرى" (1194) ، وابن خزيمة (715) من طريقين عن عصام بن قدامة، به.
وهو مختصر الحديث الذي قبله.(25/202)
حَدِيثُ جَعْدَةَ
15868 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْرَائِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَى رَجُلًا سَمِينًا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُومِئُ إِلَى بَطْنِهِ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: " لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا لَكَانَ خَيْرًا (1) لَكَ "
قَالَ: وَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ، فَقَالُوا: هَذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ تُرَعْ لَمْ تُرَعْ، وَلَوْ أَرَدْتَ ذَلِكَ لَمْ يُسَلِّطْكَ اللهُ عَلَيَّ " (2)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) وهامش (س) : أخير. وجاء في هامش (س) أيضاً: المكان (خ) . قلنا: يعني أن محلها بعد كلمة "هذا" الثانية، ويكون لفظ الحديث: لو كان هذا في غير هذا المكان ...
(2) إسناده ضعيف، أبو إسرائيل: هو الجُشمي- واسمه شعيب- لم يَروِ عنه غيرُ شعبة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فقد ذكره في "الثقات" 6/438، وقال: يروي عن جعدة بن هبيرة. قلنا: وهذا وهم من الحافظ ابن حبان رحمه الله، فإنَّ جَعْدة هذا هو الجُشَمي، وهو ابن خالد بن الصمة
البصري، من رجال النسائي، نصّ عليه البخاري في "التاريخ الكبير"، والنسائي في "الكبرى"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والحاكم، وابن عبد البر، والمزي في "تهذيب الكمال" 4/562-563، ورووا له هذا الحديث.
ومع كل ما سلف فقد جعل الشيخ ناصر الدين الألباني جعدة هو ابن هبيرة في "الضعيفة" (1131) . وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو =(25/203)
15869 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، فِي بَيْتِ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْدَةَ، وَهُوَ (1) مَوْلَى أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= ابن الحجاج العَتكي. وقد صحح هذا الإسناد الحافظُ في "تهذيب التهذيب" في ترجمة جَعْدة، ولعله بناء منه على أن شعبة لا يروي إلا عن ثقةٍ عنده.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 4/563 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرج القصة الأولى الطبراني في "الكبير" (2185) ، والحاكم 4/121-122 و317، والبيهقي في "الشعب" (5666) ، وعلقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة جعدة الجشمي، من طرق عن شعبة، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!
وأخرج القصة الثانية النسائي في "الكبرى" (10903) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1064) - من طريق خالد بن الحارث، والبغوي في "الجعديات" (532) ، ومن طريق ابن الجعد أخرجها الطبراني في "الكبير" (2183) ، كلاهما عن شعبة، به.
وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/226-227، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجاله رجال الصحيح، غير أبي إسرائيل الجُشمي، وهو ثقهّ.
قلنا: وثَّقه لذكر ابن حبان له في "ثقاته " كما سلف!.
وسيأتي القسم الأول منه في الحديث الذي بعده، وفي 4/339.
قال السندي: قوله: "لو كان هذا"، أي: الطعام الذي حصل به هذا السمن، لو صرفه في غير الأكل لكان خيراً له.
"لم تُرَعْ" على بناء المفعول، من الروع، أي: لا يكن في قلبك خوف.
(1) لفظ "وهو" ليس في (ظ 12) و (ص) .(25/204)
وَرَجُلٌ يَقُصُّ عَلَيْهِ رُؤْيَا (1) ، وَذَكَرَ سِمَنَهُ، وَعِظَمَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا، كَانَ خَيْرًا لَكَ " (2)
__________
(1) في (ص) : رؤياه.
(2) إسناده ضعيف، كسابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الصمد- وهو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/238-239 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1235) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5667) ، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2184) من طريق وكيع، كلاهما عن شعبة، به.
وهو أحد قسمي الحديث السابق.
قال السندي: قوله: "وذكر سِمَنَه" بكسرِ ففتحِ. وكذا "عِظَمه"، أي: ذكر جَعْدَةُ أنه كان سميناً عظيم الجثّة، والله أعلم.(25/205)
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ (1)
15870 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، " أَنَّهُ صَادَ أَرْنَبَيْنِ، فَلَمْ يَجِدْ حَدِيدَةً يَذْبَحُهُمَا بِهَا، فَذَبَحَهُمَا بِمَرْوَةٍ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهِمَا " (2)
__________
(1) قال السندي: محمد بن صفوان، أنصاري أوسي، قيل فيه: صفوان ابن محمد، والأول أصوب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له سوى أبي داود والنسائي وابن ماجه.
وأخرجه الطَّيالسي (1182) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (527) ، والبيهقي في "السنن" 9/320-321 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/389 و8/248، وأبو داود (2822) ، والنسائي في "المجتبى" 7/197، وابن ماجه (3175) ، وابن حبان (5887) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (528) ، والبيهقي في "السنن" 9/320 من طرق عن عاصم ابن سليمان الأحول، به. ووقع اسم الصحابي في رواية ابن أبي شيبة وابن ماجه: محمد بن صيفي كما نبه عليه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 8/357، ووقع في رواية أبي داود والبيهقي: محمد بن صفوان أو صفوان بن محمد، على الشك.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (8692) عن معمر، عن عاصم، عن الشعبي، أن صفوان بن فلان، أو فلان بن صفوان اصطاد ... فذكر الحديث.
قلنا: قال الترمذي: محمد بن صفوان أصح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (529) من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن الشعبي، عن محمد بن صفوان، به. =(25/206)
15871 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْنَبَيْنِ مُعَلِّقُهُمَا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
= وأخرجه كذلك 19/ (533) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن محمد بن صيفي، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 5: الصحيح في حديث الأرنبين محمد ابن صفوان، فأما محمد بن صيفي، فهو الذي روى حديث عاشوراء، حدَّث به عنه الشَّعْبي. قلنا: فهما اثنان، وهو الصواب فيما ذكر المزي في "تهذيب الكمال"، وابن عبد البر في "الاستيعاب"، وابن حجر في "تهذيب التهذيب".
وأخرجه أحمد (14486) ، والترمذي في "جامعه" (1472) ، وفي "العلل الكبير" (256) من طريق الشعبي عن جابر بن عبد الله، فذكره.. ونقل الترمذي عن البخاري قوله: حديث الشعبي عن جابر غير محفوظ، وحديث محمد بن صفوان أصح.
وانظر ما بعده.
وقد سلف نحوه في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4597) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: بمروة، بفتح فسكون: حجر أبيض براق، يتخذ منه كالسكين.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود بن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجالا الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى أبي داود والنسائي وابن ماجه. يزيد: هو ابن هارون. وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/390 و8/248، والنسائي في "المجتبى" 7/225، وابن ماجه (3244) ، والدارمي 2/92، والبيهقي في "السنن"
9/321 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/197، والطبراني في "الكبير"=(25/207)
حَدِيثُ أَبِي رَوْحٍ الْكَلَاعِيِّ
15872 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الْكَلَاعِيِّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، فَقَرَأَ فِيهَا سُورَةَ الرُّومِ، فَلَبَسَ بَعْضُهَا، قَالَ: " إِنَّمَا لَبَسَ عَلَيْنَا الشَّيْطَانُ، الْقِرَاءَةَ مِنْ أَجْلِ أَقْوَامٍ يَأْتُونَ الصَّلَاةَ بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَإِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَأَحْسِنُوا الْوُضُوءَ " (1)
__________
=19/ (525) و (526) ، والحاكم 4/235 من طرق عن دارد بن أبي هند، به.
وانظر ما قبله.
(1) حديث حسن، وهذا اسناد ضعيف، لضعف شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- ولإرساله، فأبو روح الكلاعي- واسمه شبيب بن نُعيم، ويقال: ابن أبي روح، ويقال: ابن روح الوحاظي الشامي الحمصي- تابعي، وذكر الحافظ ابن حجر أنه أخطأ من عدّه من الصحابة، وأنه رواه الحُفّاظ من طريق عبد الملك بن عمير، عنه، عن رجل له صحبة. قلنا: وهو الوارد في الرواية الآتية، وقد
روى عنه جمع، منهم حَرِيزُ بن عثمان، وذكر أبو داود أن شيوخ حَرِيز كلهم ثقات، رذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الحافظ في "التقريب"، وقال ابن القطان: شبيب رجل لا تعرف له عدالة، وقال ابن عبد البر: حديثه مضطرب الإتممناد. قلنا: الظاهر أنه يريد بالاضطراب الاختلاف الواقع فيه على عبد الملك ابن عمير، فقد رواه شريك هنا وزائدة في الرواية الآتية برقم (15874) بإسقاط
الرجل من الصحابة بعد شبيب، ورواه شعبة في الرواية الآتية، وسفيان الثوري في الرواية (23134) بإثبات الرجل من الصحابة بعده، وكذا قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة شبيب: قد رواه الحفاظ من طريق عبد الملك بن عمير، عن شبيب أبي روح، عن رجل له صحبة. قلنا: وبذلك تترجح رواية سفيان وشعبة، على رواية شريك وزائدة، في إثبات الصحابي بعد شبيب، وسماه=(25/208)
15873 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَبِيبًا أَبَا رَوْحٍ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهَا الرُّومَ فَأَوْهَمَ، فَذَكَرَهُ (1)
__________
= بعضهم الأغر كما سيرد. وقد وقع في "أطراف المسند" أنه جاء زيادة: عن رجل بعد شبيب في رواية إسحاق بن يوسف هذه، وهو وهم. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو ابن مرداس المخزومي، المعروف با لأزرق.
وأورده الهيثمي في "مجمح الزوائد" 1/241، وقال: رواه أحمد عن أبي روح نفسه، ورواه النسائي عن أبي روح، عن رجل، ورجال أحمد رجال الصحيح!
قلنا: ورواه أحمد أيضاً عن أبي روح، عن رجل، في الرواية الآتية، وسيرد تخريجها ثمة، ورواية النسائي سنذكرها عند تخريج الرواية 5/363.
وسيأتي بالأرقام (15873) و (15874) و5/363 و368.
قال السندي: قوله: قال: صلَّى بنا، أي: قال نقلاً عن غيره كما سيجيء.
"فَلَبَس" بالتخفيف أو التشديد، أي: خلط.
"بغير وضوء" أي: حَسَنِ، بقرينة: فأحسنوا الوضوء، ويحتمل أن بعض المنافقين ما كانوا يتوضؤون من الأصل. وبالجملة، فهذا من صفاء قلبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث ظهر له أثر قِلَّةِ مراعاتهم آداب الطهارة، كالمرآة المَجْلُوَّة، والله أعلم.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي روح، فقد روى له أبو داود والنسائي، وذكرنا حاله في الرواية السالفة، ويتلخص في أنه حسن الحديث.
وأخرجه البزار (477) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (881) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، بهذا الإسناد. =(25/209)
15874 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ (1) ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَبِيبًا أَبَا رَوْحٍ، مِنْ ذِي الْكَلَاعِ،، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ فَقَرَأَ بِالرُّومِ (2) ، فَتَرَدَّدَ فِي آيَةٍ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " إِنَّهُ
__________
= وقد سمّيا الصحابي: الأغر، ونسبه البزار: المُزَني، وأدخل الطبراني حديثه في أحاديث الأغر المزني، وكذا سماه المزي في "تهذيب الكمال" لكنه قال: وليس بالمزني، وذكر الحافظ في "الإصابة" أنه الأغر غير منسوب، وقال: وقال بعضهم (كالبغوي) : إنه غفاري، ثم ذكر أنّ قول من قال: المزني، خطأ، والله أعلم. قلنا: وقد جزم ابنُ عبد البر أنه غفاري.
وأورده بلفظ الطبراني الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/114، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات، ثم أورده 2/119، وقال: رواه البزار، وفيه مؤمل بن إسماعيل، وهو ثقة، وقيل فيه: إنه كثير الخطأ.
قلنا: ومؤمل بن إسماعيل في إسناد الطبراني أيضاً، ولم يذكره.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" في آخر سورة الروم عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد، ثم قال: وهذا إسناد حسن، ومتن حسن، وفيه سرٌّ عجيب، ونبأٌ غريب، وهو أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تأثر بنقصان وضوء من ائتم به، فدل ذلك على أن صلاة المأموم متعلقة بصلاة الإمام.
وسيرد من طريق الثوري، عن عبد الملك بن عمير، به، في الرواية (23134) .
وقد سلف في الحديث قبله دون ذكر الصحابي، وهو وهمٌ كما ذكرنا.
(1) وقع في النسخ: حدثنا محمد بن جعفر قبل: حدثنا أبو سعيد، شيخ أحمد في هذه الرواية، وهو خطأ، صححناه من "أطراف المسند" 8/341-342.
(2) في (ص) و (ق) : في الروم.(25/210)
يَلْبِسُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ (1) ، أَنَّ أَقْوَامًا مِنْكُمْ يُصَلُّونَ مَعَنَا لَا يُحْسِنُونَ الْوُضُوءَ، فَمَنْ شَهِدَ الصَّلَاةَ مَعَنَا فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ " (2)
__________
(1) في (ق) : إنه لبس علينا القراءة.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإرساله، أبو روح ليست له صحبة - كما بينا عند الرواية (15872) -، وإنما رواه عن رجل من الصحابة يسمى الأغر، كما في الرواية السابقة، ورجال الإسناد كلهم ثقات. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُبيد، وزائدة: هو ابن قُدامة الثقفي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/241، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وهو مكرر الحديث (15872) و (15873) ، وسيرد 5/363.(25/211)
حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ الْأَشْجَعِيِّ أَبِي مَالِكٍ
15875 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ لِقَوْمٍ: " مَنْ وَحَّدَ اللهَ تَعَالَى، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) " حَدَّثَنَا بِهِ يَزِيدُ بِوَاسِطٍ، وَبَغْدَادَ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
15876 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بِحَسْبِ أَصْحَابِي الْقَتْلُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو مالك الأشجعي: هو سَعْد بن طارق بن أشيم.
وأخرجه مسلم (23) (38) ، والطبراني في "الكبير" (8194) ، وابن منده في "الإيمان" (34) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/123 و12/375، ومسلم (23) (37) (38) ، وابن حبان (171) ، والطبراني في "الكبير" (8190) و (8192) من طرق عن أبي مالك، به.
وسيأتي برقم (15878) و6/394 و394- 395.
قال السندي: قوله: "بما يعبد من دونه"، أي: بكل إله يعبد من دون الله بأن ينفي عنه الألوهية ولا يعبده، وهذا لازم التوحيد، ذكر اهتماماً به لأنهم كانوا يشركون، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. =(25/212)
15877 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ يَقُولُ: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي - وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ إِلَّا الْإِبْهَامَ - فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَجْمَعْنَ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 15/92، والبزار (3263) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (8195) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1493) ، وفي "الآحاد والمثاني" (1307) ، والطبراني في "الكبير" (8195) و (8196) ، من طريقين عن أبي مالك، به.
وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/223-224، وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وفي الباب من حديث سعيد بن زيد عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1491) ، والبزار (3261) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (346) ، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"، وقال: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات، ورواه البزار كذلك.
قال السندي: قوله: "بحسب أصحابي": الباء زائدة، أي: يكفيهم القتل، أي: إذا وقع من أحدٍ ذنب ثم قتل فهو يكفي جزاء لذنبه، أو المراد: يكفي في فنائهم القتل، ولا يحتاج فناؤهم إلى سبب آخر، فالمطلوب الإخبار بكثرة القتل فيهم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/207، ومسلم (2697) (36) ، وابن ماجه (3845) ، والطبراني في "الكبير" (8185) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وعندهم: "وعافني" بدل: "واهدني". =(25/213)
15878 - قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِلْقَوْمِ: " مَنْ وَحَّدَ اللهَ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ، حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
15879 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَتِ (2) إِنَّكَ قَدْ " صَلَّيْتَ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ هَاهُنَا بِالْكُوفَةِ، قَرِيبًا (3) مِنْ خَمْسِ سِنِينَ، أَكَانُوا يَقْنُتُونَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، مُحْدَثٌ (4)
__________
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (651) ، ومسلم (2697) (35) ، وابن خزيمة (744) و (848) ، والطبراني في "الكبير" (8183) من طرق عن أبي مالك، به. وزاد مسلم وابن خزيمة: "وعافني".
وسيأتي برقم (15881) و6/394.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وقد سلف برقم (1561) .
قال السندي: قوله: كيف، أي: كيف أدعو، وماذا أقول في الدعاء؟
قوله: "فإن هؤلاء": الألفاظ.
قوله: "دنياك": ناظراً إلى الرزق.
قوله: "وآخرتك": ناظراً إلى البقية، ويمكن جعل الرحمة مشتركة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15875) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ 12) و (ص) : يا أبة.
(3) في (ظ 12) و (ص) ، ونسخة في (س) : قريب.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه الترمذي (402) ، وابن ماجه (1241) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/249، والطبراني في "الكبير" (8178) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1328) ، وابن أبي شيبة 2/308، والترمذي (403) ، وابن ماجه (1241) ، والطبراني في "الكبير" (8177) و (8179) ،=(25/214)
15880 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي " (1)
15881 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ،
__________
= والبيهقي في "السنن" 2/213 من طرق عن أبي مالك الأشجعي، به.
وسيأتي 6/394.
قال السندي: قوله: هاهنا: متعلق بالصَّلاة خلف علي.
قوله: أي بُنَيَّ، مُحْدَث: ظاهره أنهم ما داموا على ذلك، وإلا لم يقل محدث، إذ يستبعد أن ينسى ما داموا عليه ويسميه محدثاً، فالأقرب أن القنوت إنما كان في الوقائع، فالمراد بقوله: "مُحْدَث" أن المداومة عليه مُحْدَثة، ويحتمل أنه ما صلى في الوقائع، فسماه محدثاً، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، خلف بن خليفة: وهو ابن صاعد الأشجعي مولاهم قد اختلط، ولم يتحرر لنا سماع حسين بن محمد المَرُّوذي منه، أكان قبل الاختلاط أم بعده، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/55، والترمذي في "الشمائل" (389) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1305) ، والطبراني في "الكبير" (8180) من طرق عن خلف بن خليفة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/181، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
قلنا: رواية البزار ستأتي في تخريج الرواية 6/394.
وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود بإسنادٍ صحيح في الرواية رقم (3559) ، وذكرنا هناك شواهده.(25/215)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي طَارِقُ بْنُ أَشْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ مَنْ أَسْلَمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَارْزُقْنِي " وَهُوَ يَقُولُ: " هَؤُلَاءِ يَجْمَعْنَ لَكَ خَيْرَ الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةِ " (1)
15882 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ الرَّاسِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، وَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: " كَانَ خِضَابُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَرْسَ، وَالزَّعْفَرَانَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2697) ، والطبراني في "الكبير" (8184) ، والحاكم 1/529-530 من طرق عن عبد الواحد بن زياد العبدي، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: خرجه بإسناده.
وقد سلف برقم (15877) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير بكر بن عيسى، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. أبو عوانة: هو وضَّاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البزار (2975) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (8176) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال البزار: لا نعلم حدث به عن أبي مالك إلا أبو عوانة، ولا عنه إلا بكر.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/159، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح، خلا بكر بن عيسى، وهو ثقة. قلنا: وفاته أن ينسبه للطبراني.
وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4672) .
قال السندي: قوله: كان خضابنا: كأنهم كانوا يخضبون اللحية بهما.(25/216)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15883 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانَ يَعْنِي الْمُسْلِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ أَوَّلَ مَا بُنِيَ مَسْجِدُهَا، وَهُوَ فِي أَصْحَابِ التَّمْرِ يَوْمَئِذٍ، وَجُدُرُهُ مِنْ سِهْلَةٍ، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ: بَلَغَنِي حَجَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَجَّةُ الْوَدَاعِ، فَاسْتَتْبَعْتُ رَاحِلَةً مِنْ إِبِلِي (1) ، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى جَلَسْتُ لَهُ فِي طَرِيقِ عَرَفَةَ - أَوْ وَقَفْتُ لَهُ فِي طَرِيقِ عَرَفَةَ - قَالَ: فَإِذَا رَكْبٌ عَرَفْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ بِالصِّفَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ أَمَامَهُ: خَلِّ لِي عَنْ طَرِيقِ الرِّكَابِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْحَهُ (2) فَأَرَبٌ مَا لَهُ " فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ رَأْسُ النَّاقَتَيْنِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُنْجِينِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: " بَخٍ بَخٍ، لَئِنْ كُنْتَ قَصَّرْتَ فِي الْخُطْبَةِ، لَقَدْ أَبْلَغْتَ فِي الْمَسْأَلَةِ افْقَهْ إِذًا، تَعْبُدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤَدِّي (3) الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، خَلِّ طَرِيقَ الرِّكَابِ " (4)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : إبل.
(2) في نسخة السندي: دعه. قال السندي: هكذا في أصلنا، وفي بعض النسخ: ويحه، وهي كلمة ترحم، والظاهر أنه تصحيف.
(3) في (ق) : وتؤتي.
(4) إسناده ضعيف، عبد الله اليشكري- وهو ابن أبي عَقِيل- ذكره الحافظ=(25/217)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن حجر في "التعجيل"، وقال: روى عنه ابنه المُغيرة، ليس بالمشهور، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن حسان المُسْلي فمن رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وقال أحمد وأبو حاتم: لا بأس به. والمُسْلي نسبةٌ إلى بني مُسْلية: قبيلة من بني الحارث نزلت الكوفة وصارت محلةً معروفة لنزولها بها. وصحابي الحديث- وهو ابن المنتفق، ويكنى أبا المنتفق- لم يروِ له أصحاب الكتب الستة، وسيرد التصريح باسمه في الرواية 6/383. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وسيرد من طرق أخرى بالأرقام (15884) و (15885) و5/372-373 و6/383.
وأخرجه بنحوه لكن من حديث سعد بن الأخرم أو أخيه عبد الله بن الأخرم عبدُ الله بن أحمد في زياداته على "المسند" (16705) قال: حدثني أبو صالح الحكم بن موسى، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن المغيرة بن سعد، عن أبيه أو عن عمه، قال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر مثله.
وقد نقل الحافظ في "الإصابة" في ترجمة سعد بن الأخرم، وأخيه عبد الله ابن الأخرم أن البخاري قال: المغيرة بن سعد بن الأخرم لا يصح، إنما هو مغيرة ابن عبد الله اليشكري. ثم قال الحافظ في ترجمة ابن المنتفق: يحتمل إن كان ابن سعد بن الأخرم محفوظاً أن يكون كل من المغيرة بن عبد الله اليشكري والمغيرة بن سعد بن الأخرم رويا الحديث جميعاً.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/43 وقال: رواه عبد الله في زياداته، والطبراني في "الكبير" (5478) بأسانيد، ورجال بعضها ثقات على ضعف في يحيى بن عيسى بن كثير. قلنا: فاته أن ينبه على أنه معلول، وأن الحديث حديث عبد الله اليشكري.
ولقول السائل: دُلَّني على عملٍ يُدخلني الجنة، وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تعبد الله لا تشرك به.. " شاهدٌ من حديث أبي هريرة عند البخاري (1397) ، ومسلم (14) .
وآخر من حديث معاذ عند الترمذي (2616) ، سيرد 5/230 و236 و237=(25/218)
15884 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ، (2)
__________
= و245.
وثالثٌ من حديث أبي أيوب الأنصاري عند البخاري (1396) ، ومسلم (12) (13) ، وسيرد 5/417 وفيه: "وتصل الرحم"، بدل: "وتحج البيت وتصوم رمضان".
قال السندي: قوله: "وهو"، أي: المسجد.
"من سَهْلة" ضبط بفتح فسكون: رمل خشن ليس بالدقاق.
"خَلِّ لي عن طريق الركاب"، أي: تنحَّ عن الطريق لئلا يحصل خلل للمطايا.
"أَربٌ"- بفتحتين-، أي: حاجة، ولفظةُ: "ما" للإبهام، أي: له حاجةٌ ما، لأجلها وقف هاهنا، فلا يُتعرض له. وقد قيل: التقدير: حاجةٌ جاءت به، فحذف، ثم سأل، فقال: "مالَهُ؟ "، وقيل: ورُوي بوزن كَتِف، بمعنى الحاذق الكامل، أي: هو أَرِب، ثم سأله: ماله؟ أي: ما شأنه؟
"بَخٍ بَخٍ" يُقال عند المدح والرضا بالشيء، وتُكرر للمبالغة، مبنية على السكون، فإن وَصَلْتَ جَرَرتَ ونونتَ، وربما شددتَ.
"لَئِن" بكسر الهمزة. "قَصَرت" بالتخفيف. "في الخُطبة"- بضم الخاء-، أي: في الكلام المسوِق للطلب.
"فقه": أمر من فقُهَ بالضم، أو فَقِهَ، وعلى الثاني فالمفعول مقدر، أي ما أقول.
"تعبدُ الله"، أي: توحده اعتقاداً وقولاً.
وقوله: "لا تشرك به شيئاً" إشارة إلى الإخلاصِ وتركِ الرياء، وعلى هذا ذكر قوله: "وتقيم الصلاة.. الخ" لزيادة الاهتمام بهذه الأمور، والله تعالى أعلم.
(1) في "ق": حدثنا يونس.
(2) هو مكرر سابقه، إلا أن شيخ وكيع هنا يونس- وهو ابن أبي إسحاق السَّبيعي- صدوقٌ من رجال مسلم.
وسيكرر بإسناده ومتنه 6/384.(25/219)
15885 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ، أَبِيهِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ فَقَالَ: وُصِفَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِمِنًى غَادِيًا، إِلَى عَرَفَاتٍ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ خَبِّرْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: " تُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، وَتَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل المغيرة- وهو عبد الله بن أبي عقيل اليشكري-، وسلف الكلام عليه في الرواية (15883) . وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبيد الله السبيعي.
وسلف نحوه برقم (15883) ، وسيرد بالأرقام 5/372-373 و6/383.(25/220)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15886 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غُرْفَتِي هَذِهِ، حَسِبْتُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ حَمْرَاءَ مُخَضْرَمَةٍ، فَقَالَ: " هَذَا يَوْمُ النَّحْرِ، وَهَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو المرادي الجملي، ومرة الطيب: هو مرة بن شراحيل الهَمْداني.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (16454) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يذكر مرة الطيب في الإسناد، وسفيان ضعيف.
وسيأتي مطولاً برقم 5/412.(25/221)
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ أَبُو (1) أَبِي الْأَحْوَصِ
15887 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ أَطْمَارٌ، فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مَالٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟ " قُلْتُ: مِنْ كُلِّ الْمَالِ، قَدْ آتَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الشَّاءِ، وَالْإِبِلِ، قَالَ: " فَلْتُرَ نِعَمُ اللهِ، وَكَرَامَتُهُ عَلَيْكَ " فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ شُعْبَةَ (2)
__________
(1) لفظ: أبو، ساقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص الجشمى: وهو عوف ابن مالك من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غّير أن صحابيه لم يرو له إلا البخاري في "خلق أفعال العباد"، وأصحاب السنن. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20513) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3043) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (617) ، والبيهقي في "السنن" 10/10، والبغوي في "شرح السنة" (3118) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4063) ، والنسائي في "المجتبى" 8/180-181 و181 و196، والطبري في "التفسير" (12825) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (610) و (612) و (613) و (615) و (616) و (617) و (618) و (619) و (620) و (621) ، والبيهقي في "الشعب" (6199) من طرق عن أبي إسحاق، به. =(25/222)
15888 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مَالٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: " نَعَمْ " قَالَ: " مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: مِنْ كُلِّ الْمَالِ مِنَ الْإِبِلِ وَالرَّقِيقِ وَالْخَيْلِ وَالْغَنَمِ، فَقَالَ: " إِذَا آتَاكَ اللهُ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ " ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تُنْتِجُ إِبِلُ قَوْمِكَ صِحَاحًا آذَانُهَا، فَتَعْمَدُ إِلَى مُوسَى فَتَقْطَعُ آذَانَهَا، فَتَقُولُ: هَذِهِ بُحُرٌ، وَتَشُقُّهَا، أَوْ تَشُقُّ جُلُودَهَا، وَتَقُولُ: هَذِهِ صُرُمٌ وَتُحَرِّمُهَا عَلَيْكَ، وَعَلَى أَهْلِكَ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " فَإِنَّ مَا آتَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ، وَسَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ، وَمُوسَى اللهِ أَحَدُّ - وَرُبَّمَا قَالَ: سَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ، وَمُوسَى اللهِ أَحَدُّ مِنْ مُوسَاكَ - " قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا نَزَلْتُ بِهِ، فَلَمْ
__________
= وسيأتي مطولاً من حديث شعبة برقم (15888) و (15891) ، وسيأتي مختصراً برقم (15889) و (15892) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَلْتُر نِعَمُ الله وكرامته عليك"، سلف نحوه من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص برقم (6708) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وعلي أطمار، بفتح فسكون: جمع طِمْر- بكسر طاء وسكون ميم- الثوب الخَلَق.
قوله: من كل المال، أي: من كل نوع من الأنواع المتعارفة بين الناس.
قوله: "فَلْتُر" بصيغة الأمر، على بناء المفعول، أي: أظهر نعمة الله تعالى بتحسين الثوب، فإن ذاك من جملة الشكر لها.(25/223)
يُكْرِمْنِي، وَلَمْ يَقْرِنِي، ثُمَّ نَزَلَ بِي أَجْزِيهِ بِمَا صَنَعَ، أَمْ أَقْرِيهِ (1) ؟ قَالَ: " اقْرِهِ " (2)
__________
(1) في الأصول الخطية: أقرِه بحذف الياء، والمثبت من (م) ومن الرواية الآتية برقم (15891) ، وهو الوجه.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (12826) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1303) و (1304) ، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (52) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3041) ، وابن حبان (5416) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (608) ، والحاكم 1/24- 25 و4/181، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 341-342 من طرق عن شعبة، به.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: وأنا قشف الهيئة، ضبط بفتح قاف وكسر شين معجمة، أي: تارك للتنظيف والغسل، والقَشَفَ: يبس العيش.
قوله: "هل تنتج": على بناء المفعول.
قوله: "بُحُر"، بضمتين: جمع بَحِيْرَة.
قوله: "صُرُم"، بضمتين: جمع صريمة، وهي التي صرمت آذانها.
قوله: "وتحرمها": من التحريم.
قوله: "لك"، أي: لانتفاعك، لا لما تفعل فيه من قطع وتحريم.
قوله: "أشد": من الشدة.
قوله: "أَحَدّ'": من الحدة، وهذا كناية عن كونه أقدر على القطع منكم، فحيث ما قطع مع ذلك، فكيف لكم أن تقطعوا.
قوله: "لم يقرني"، بفتح الياء، من القِرى- بكسر القاف- بمعنى الضيافة.
وقال ابن الأثير: كانوا إذا ولدت إبلُهم سَقْباً بحروا أذنه، أي: شقوها،=(25/224)
15889 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، مِنْ كُلِّ الْمَالِ قَدْ آتَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، مِنَ الْإِبِلِ، وَمِنَ الْخَيْلِ (1) ، وَالرَّقِيقِ، قَالَ: " فَإِذَا آتَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ " (2)
15890 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزَّعْرَاءِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ، فَيَدُ اللهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى، فَأَعْطِ الْفَضْلَ، وَلَا تَعْجَزْ عَنْ نَفْسِكَ " (3)
__________
= وقالوا: اللهم إن عاش فَفَتِيّ، وإن مات فَذَكيّ، فإذا مات كلوه وسمَّوْه البحيرة.
وقيل: البحيرة هي بنت السائبة، كانوا إذا تابعت الناقة بين عشر إناث لم يركب ظهرها، ولم يُجَزَّ وبرها، ولم يَشْرَبْ لبنها إلا ولدُها أو ضيف، وتركوها مسيَّبة لسبيلها، وسمَّوها السائبة، فما ولدتْ بعد ذلك من أنثى شقُّوا أُذُنَها وخلَّوا سبيلها، وحَرُم منها ما حرم من أمها، وسموها البحيرة.
(1) في (ظ 12) و (ص) : والخيل.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه، ووالد وكيع: وهو الجراح بن مليح الرؤاسي، حسن الحديث في المتابعات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (609) من طريقين، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15887) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي الزعراء: وهو=(25/225)
15891 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَنْبَأَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا قَشِفُ (1) الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مَالٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَمَا مَالُكَ؟ " فَقَالَ: مِنْ كُلِّ الْمَالِ مِنَ الْخَيْلِ، وَالْإِبِلِ، وَالرَّقِيقِ، وَالْغَنَمِ، قَالَ: " فَإِذَا آتَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ " فَقَالَ: " هَلْ تُنْتِجُ إِبِلُ قَوْمِكَ صِحَاحًا آذَانُهَا فَتَعْمَدُ إِلَى الْمُوسَى فَتَقْطَعُهَا، أَوْ تَقْطَعُهَا؟ وَتَقُولُ: هَذِهِ بُحُرٌ، وَتَشُقُّ جُلُودَهَا، وَتَقُولُ: هَذِهِ صُرُمٌ، فَتُحَرِّمُهَا عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِكَ "، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " كُلُّ مَا آتَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ (2) حِلٌّ، وَسَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ ومُوسَى اللهِ أَحَدُّ " وَرُبَّمَا قَالَهَا، وَرُبَّمَا لَمْ
__________
= عمرو بن عمرو، ويقال: ابن عامر الجشمي، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد"، وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة.
وأخرجه أبو داود (1649) ، والحاكم 1/408 من طريق الإمإم أحمد، وصححه الحاكم.
وأخرجه ابن خزيمة (2440) ، وابن حبان (3362) ، والبيهقي في "السنن" 4/198 من طريق عَبِيْدة بن حُميد، به.
وسيكرر 4/138 سنداً ومتناً.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (4261) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في (م) و (ظ 12) و (ص) و (س) قشيف، والمثبت من (ق) وهامش (س) .
(2) لفظ "لك" ليس في (ظ 12) و (ص) .(25/226)
يَقُلْهَا، وَرُبَّمَا قَالَ: " سَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ وَمُوسَى اللهِ أَحَدُّ مِنْ مُوسَاكَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ رَجُلٌ نَزَلْتُ بِهِ فَلَمْ يَقْرِنِي، وَلَمْ يُكْرِمْنِي، ثُمَّ نَزَلَ بِي أَقْرهِ، أَوْ أَجْزِيهِ، بِمَا صَنَعَ؟ قَالَ: " بَلْ اقْرِهِ " (1)
15892 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، أَنَّ أَبَاهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَشْعَثُ، سَيِّئُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا لَكَ مَالٌ؟ " قَالَ: مِنْ كُلِّ الْمَالِ قَدْ آتَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ تُرَى عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15888) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.
وأخرجه مختصراً ابن سعد 6/28 عن عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15887) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (313) ، وابن حبان (5417) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (623) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، عن أبيه، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (624) من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل، عن عبد الملك بن عمير، به. وقرن معه أباه سلمة بن كهيل.
وقد سلف برقم (15887) .(25/227)
حَدِيثُ رَجُلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15893 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَتَمَجَّعُ لَبَنًا بِتَمْرٍ، فَقَالَ: " ادْنُ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُمَا الْأَطْيَبَيْنِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو خالد والد إسماعيل، مختلف في اسمه، يقال: هرمز، ويقال: سَعْد، ويقال: كثير، تفرَّد بالرواية عنه ابنه إسماعيل، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/41، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح خلا أبا خالد، وهو ثقة!
قلنا: وله شاهد لا يفرح به من حديث عائشة، أخرجه الحاكم 4/106 من طريق الخصيب بن ناصح، عن طلحة بن زيد- وهو الرقي- عن هشام بن عروة، عن عائشة، قالت: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسمي التمر واللبن الأطيبين، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: طلحة ضعيف. قلنا: بل هو متروك، كان يضع الحديث.
قال السندي: قوله: يتمجَّع: المَجْعُ: أكل التمر باللَّبَن، بأن يحسو حسوة من اللبن، ويأكل على أَثرها تمرة.(25/228)
حَدِيثُ رَجُلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15894 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لُقِّنَ (2) عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ " (3)
__________
(1) وقع في النسخ الخطية و (م) : أبو عمرو، وهو خطأ، والتصويب من "أطراف المسند" 8/269، ومن ترجمة زاذان في "التهذيب".
(2) في هامش (س) : لُقِّيَ، وتحتمل الوجهين في (ظ 12) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء بن السائب فمن رجال أصحاب السنن، وأخرج له البخاري متابعة وهو صدوق، وقد اختلط، لكن رواية حماد بن سلمة عنه قبل الاختلاط، وزاذان قد صرح بالتحديث عمن سمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حسن بن موسى: هو الأشيب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/322، وقال: رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وفيه كلام لاختلاطه. قلنا: لم يذكر أن رواية حماد بن سلمة عنه قبل اختلاطه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3842) من طريق أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، به. إلا أنه سمى الصحابي ابن عمر.
وأورده الهيثمي أيضاً 2/323 ولم يذكر ابن عمر، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه عطاء بن السائب، وفيه كلام.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (675) من طريق محمد بن تمام، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأورده الهيثمي أيضاً، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وعطاء فيه كلام.
قلنا: أبو الأحوص ومحمد بن تمام رويا عن عطاء بن السائب بعد =(25/229)
حَدِيثُ رَجُلٍ
15895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ خَالِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْشِرُ قَوْمِي؟ قَالَ: " إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى وَلَيْسَ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ عُشُورٌ " (1)
__________
= الاختلاط، ومن هنا اختلفت روايتهما عنه عن رواية حماد بن سلمة، عنه.
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب، سلف برقم (187) و (252) .
وآخر من حديث طلحة بن عبيد الله، سلف برقم (1384) .
وثالث من حديث أنس بن مالك، سلف برقم (12543) و (12792) .
ورابع من حديث معاذ بن جبل، سيرد 5/233.
وخامس من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (3004) .
وسادس من حديث ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 3/238، وهي رواية مرسلة.
وقد سلف في مسند أبي سعيد الخدري برقم (10993) قوله عليه الصلاة والسلام: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".
قال السندي: قوله: "من لقّن" على بناء المفعول، من التلقين، أي: من وفقه الله تبارك تعالى لذلك، فهو دليل على أنه يدخل الجنة مع الأولين، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف فيه على عطاء، كما سيرد في التخريج.
فأخرجه أبو داود (3048) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.=(25/230)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسيأتي في الرواية (15896) عن أبي نعيم، عن سفيان- وهو الثوري-، عن عطاء، عن حرب بن عبيد الله الثقفي، عن خاله.
ورُوي عن أبي نعيم من وجهٍ آخر أيضاً: فاْخرجه أبو داود (3049) من طريق أبي نعيم، عن عبد السلام بن حرب، عن عطاء@، عن حرب، عن جده رجل من تغلب، مرفوعاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/197 عن وكيع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/32 من طريق الفريابي، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/153 من طريق الأشجعي، ثلاثتهم عن سفيان، عن عطاء، عن حرب بن عبيد الله الثقفي، عن خاله، به.
ورُوي عن وكيع من وجهٍ آخر أيضاً: فأخرجه أبو داود (3047) من طريق وكيع، عن سفيان، عن عطاء، عن حرب بن عبيد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/31، من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد الله، عن رجلٍ من أخواله، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/197 عن أبي الأحوص، عن عطاء، عن حرب عبيد الله، عن جده أبي أمه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد تحرف لفظ "أبي أمه" إلى أمامة.
ورُوي عن أبي الأحوص من وجهٍ آخر أيضاً: فأخرجه أبو داود (3046) مسدد، عن أبي الأحوص، عن عطاء، عن حرب بن عبيد الله، عن جده أبي أمه، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/211 من طريق نصير بن أبي الأشعث، عن عطاء، عن حرب بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي جده، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي في الرواية (15897) من طريق جرير، عن عطاء، عن حرب بن هلال الثقفي، عن أبي أمية رجل من بني تغلب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أبي أمية: رواية جرير غلط، وهي تصحيف من قوله: =(25/231)
15896 - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ خَالِهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ لَهُ أَشْيَاءَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: أَعْشِرُهَا؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى، وَلَيْسَ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ عُشُورٌ " (1)
15897 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ،
__________
= عن جده أبي أمه.
وأخرجه البخاري في ترجمة حرب بن عبيد الله الثقفي في "التاريخ الكبير" 3/60، وساق اضطراب الرواة فيه، وقال: لا يُتابع عليه. وقد فرض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشر فيما أخرجت الأرض في خمسة أوسق.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/249: اختلف الرواة عن عطاء على وجوه، فكأن أشبهها ما رواه الثوري عن عطاء، ولا يشتغل برواية جرير وأبي الأحوص ونصير بن أبي الأشعث.
ونقل ابن القَيِّم في "تهذيب معالم السنن" 4/253 عن عبد الحق قوله في هذا الحديث: في إسناده اختلاف، ولا أعلمه من طريق يحتجّ به.
وسيكرر سنداً ومتناً 4/322.
قال السندي: قوله: أعشر قومي: ظاهر القاموس أنه من عشر كضرب، أي: أخذ واحداً من العشرة.
قلنا: في "اللسان" و"الصحاح": عَشَرهم يَعْشُرهم بالضم: عُشْراً بضم العين: أخذ عُشْر أموالهم. أما عشرهم من باب ضرب: صار عاشرهم.
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد سلف ذكر أوجه اضطرابه في الرواية السالفة برقم (15895) .(25/232)
عَنْ أَبِي أُمِّية (1) ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ، إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى " (2)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) و (س) : عن أبي أمامة. وجاء في هامش (س) : عن أبي أمية. قلنا: ينظر تعليقنا على الرواية السالفة برقم (15895) ، وقد نقلنا هناك عن الحافظ ابن حجر أن جريراً غلط في اسمه.
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد فصلنا في ذلك في الرواية (15895) .
وسيكرر سنداً ومتناً برقم 5/410.(25/233)
حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15898 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: " كَيْفَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟ " قَالَ: أَتَشَهَّدُ ثُمَّ أَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، أَمَا إِنِّي لَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.
وأخرجه أبو داود (792) من طريق حسين بن علي الجُعْفي، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (910) و (3847) ، وابن خزيمة (725) ، وابن حبان (868) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به، وسمى الصحابيَّ أبا هريرة.
وفي الباب عن جابو، عند أبي داود (793) .
قال السندي: قوله: دندنتك، بفتحات، ما عدا النون الأولى وسكونها: أي: مسألتك الخفية، وكلامك الخفي، والدندنة: أن يتكلم الرجل بكلامِ تسمع نغمته ولا تفهمه، وضمير "حولها" للجنة، أي: حول تحصيلها، أو للنار، أي: حوله التعوذ منها، أولهما بتأويل كل واحدة، ويؤيده "حول هاتين" في رواية [قلنا: هي رواية أبي داود من حديث جابر (793) ] . أو لمسألته، أي: حول مسألتك أو مقالتك، والمقصود تسليته بأن مرجع كلامنا وكلامك =(25/234)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15899 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرْدُوسًا، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَنْ أَقْعُدَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ " (1)
__________
= واحد، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف، لجهالة كردوس- وهو ابن قيس- كما في الرواية الآتية، وسمّاه شعبة في رواية روح عنه- عند البزار- كردوس بن عمرو، وقد ذكره الحافظ في "التعجيل"، وقال: أظنه الذي قبله. قلنا: يعني كردوس بن العباس الثعلبي، الذي اختلف في اسم أبيه، فيقال: كردوس بن عمروالغطفاني، ويقال: كردوس بن هانىء الثعلبي الكوفي، وهو إذن من رجال "التهذيب"، قال المزي: ويقال: إنهم ثلاثة. قلنا: قد جعلهم ثلاثة علي ابن المديني، وجعلهم ابنُ حِبّان أربعة، وقال أبو حاتم: فيه نظر. قلنا: قد ذكره الذهبي في "الميزان" 3/411 وسماه كردوس بن قيس، وقال: لا يُعرف.
وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. بَهْز: هو ابن أسد العَمِّي، وشُعبة: هو ابن الحَجّاج العَتكي، وعبدُ الملك بن مَيْسَرة: هو الهلالي.
وأخرجه الدارمي 2/319 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، بهذا الإسناد. ثم قال الدارمي: الرجل من أصحاب بدر هو علي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/190، وقال: رواه أحمد، وفيه كردوس بن قيس، وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: قد ترجم ابنُ حبان في "الثقات" لأربعة، كلٌّ منهم يُسمى كردوساً،=(25/235)
15900 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرْدُوسَ بْنَ قَيْسٍ، وَكَانَ قَاصَّ الْعَامَّةِ بِالْكُوفَةِ، قَالَ:
__________
= ليس فيهم ابن قيس هذا.
وأخرجه بنحوه البزار (164) "زوائد" من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن كردوس بن عمرو، قال: سمعت رجلاً من أهل بدر- قال شعبة: أراه علي بن أبي طالب- أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لأن تُفَصَّل المُفَصَّلُ أحبُّ إليَّ من كذا باباً"، قال شعبة: فقلت لعبد الملك: أيّ مفصل؟ قال: القصص. قال البزار: لا نعلم روى كردوس عن علي إلا هذا.
وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/190، وقال: رواه البزار، وكردوس وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: فيه نظر، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيأتي في الرقمين (15900) و5/366.
وفي الباب عن أبي أمامة: سيرد 5/261 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي التياح، عن أبي الجعد، عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قاصٍّ يقصُّ، فأمسك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُصَّ، فلأن أقعد غدوةً إلى أن تشرق الشمس أحبُّ إليّ من أن أعتق أربع رقاب، وبعد العصر حتى تغرب الشمس أحبّ إلي من أن أعتق أربع رقاب". وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/190، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله موثَّقون، إلا أن
فيه أبا الجعد.
قلنا: يعني أنه لا يُعرف، وهو مولىً لبني ضبيعة، كما صرح به في الرواية 5/252، ولم تذكر له ترجمة لا في "التهذيب"، ولا في "التعجيل" وهو على شرط الأخير.
وقد صح أن أول من قص عبيد بن عمير الليثي على عهد عمر بن الخطاب، فيما رواه ابن سعد 5/463 عن عفان بن مسلم، قال: حدثثا حماد ابن سلمة، عن ثابت البناني قوله.
قال السندي: قوله: في هذا المجلس، أي: مجلس العلم والوعظ.(25/236)
أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَأَنْ أَقْعُدَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ " قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: أَيَّ مَجْلِسٍ يَعْنِي؟ قَالَ: كَانَ قَاصًّا (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، لجهالة كردوس بن قيس، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو هاشم بن القاسم أبو النضر.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/88-89 من طريق محمد بن الفرج الأزرق، عن هاشم أبي النضر، بهذا الإسناد.
تنبيه: وقع في رواية البيهقي: "وكان قاضياً" بدل "وكان قاصاً" وبناء على هذا التحريف أدرج الحديث في كتاب آداب القاضي من سننه، وتبعه على هذا الوهم الإمام الذهبي في "الميزان" في ترجمة كرودس، فقال: قاض بالكوفة، له حديث في "سنن البيهقي" في القضاء. قلنا: ثم إن البيهقي رحمه الله أخرج الحديث في "شعب الإيمان" (564) من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به. وفيه: قلت: أيَّ مجلس تعني؟ قال: مجلس الذّكر!(25/237)
حَدِيثُ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15901 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، مِنْهُمُ الْحَسَنُ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَحْتَجِمُ فِي ثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً، خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (2)
__________
(1) قال السندي: معقل بن سنان، أشجعي، وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال العسكري: نزل الكوفة، وكان موصوفاً بالجمال، وقدم المدينة في خلافة عمر، فقيل فيه:
أَعوذُ بربِّ النَّاسِ من شَرِّ مَعْقِلٍ ... إذا مَعْقلٌ راحَ البَقِيعَ مُرجلا فجاء أن عمر سمع امرأة تنشد البيت، فنفاه إلى البصرة.
وكان معه راية أشجع يوم حنين، قتل صبراً أيام الحرة.
(2) صحيح لغيره، وهذا [إسناد منقطع، الحسن- وهو البصري- لم يسمع من معقل بن سنان، وقد اختُلف فيه على الحسن، فقد رواه مرة عن معقل بن سنان، وأخرى عن أبي هريرة، وثالثة عن علي بن أبي طالب، وعن غيرهم أيضاً، وقد بسطنا القول في ذلك في تخريج روايته عن أبي هريرة السالفة برقم (8768) مع ذكر ما قاله الدارقطني في "العلل"، والحافظ في "الفتح"، وقد رواه بعضهم، فقَال: معقل بن يسار، بدل: معقل بن سنان، كما سيرد في التخريج، وأشار إلى ذلك الدارقطني في "العلل"، وقال أبو زُرعة فيما نقل عنه العلائي في "جامع التحصيل" ص 197، وسئل: الحسن عن معقل بن يسار أو معقل بن سنان؟ فقال: معقل بن يسار أشبه، والحسن عن معقل بن سنان بعيد
جداً. قال العلائي: وهذا يقتضي تثبيته السماع من معقل بن يسار. قلنا: لكن=(25/238)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15902 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
__________
= أبا حاتم لم يصحح سماع الحسن من معقل بن يسار أيضاً.
وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح غير أن عمار بن رُزَيق لم يُذكر فيمن سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، على أنه من طبقة سفيان الثوري.
أبو الجوّاب: هو أحوصُ بنُ جَوّاب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/168-169، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط.
قلنا: رواية الطبراني سيرد ذكرها في تخريج الرواية الآتية برقم (15944) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3166) ، والبزار (1002) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (483) من طريق أبي داود الطيالسي، عن سليمان بن معاذ، عن، عطاء بن السائب، به، إلا أنه سمى الصحابي معقل بن يسار.
قال النسائي: عطاء بن السائب كان قد اختلط، ولا نعلم أحداً روى هذا الحديث عنه غير هذين على اختلافهما عليه فيه.
قلنا: يريد بهذين: سليمان بن معاذ في روايته هذه، وقد سمى الصحابي معقل بن يسار، ومحمد بن فضيل في الرواية الآتية برقم (15944) ، وقد سمى الصحابي معقل بن سنان، لكن اختلف على ابن فضيل أيضاً، فمنهم من سمى الصحابي من طريقه معقل بن يسار، كما سيرد. وذكره الدارقطني في "العلل".
وقد سردنا أحاديث الباب في تخريج رواية أبي هريرة السالفة برقم (8768) ، وذكرنا هناك أنه ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسخه، وأوردنا أحاديث النسخ.
(1) قال السندي: عمرو بن سلمة، يكنى أبا يزيد، واختلف في ضبطه، فقيل: بُرَيد، وقيل: يزيد. وجاء ما يدل على صحبته.(25/239)
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: كَانَ تَأْتِينَا الرُّكْبَانُ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَسْتَقْرِئُهُمْ، فَيُحَدِّثُونَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن عاصم- وهو الواسطي- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. خالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن يزيد الجَرْمي، وعَمرو بن سَلِمة: هو الجَرْمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6355) من طريق يزيد بن زُريع، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/63، وقال: حديث عمرو، عن أبيه في الصحيح، وهذا من حديثه عن الركبان. رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح.
قلنا: سنذكر رواية البزار عند تخريج الرواية 5/29- 30.
وأخرجه ابن سعد 1/337 و7/90 من طريق الزهري، عن خالد الحذاء، به، بلفظ: كنت أتلقى الركبان فيقرئوني الآية، فكنتُ أؤمُّ على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه مطولاً البخاري (4302) من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة، عن أبيه.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 1/337 و7/90، وأبو داود (586) ، والنسائي في "المجتبى" 2/70-71، وفي "الكبرى" (843) ، والطبراني في "الكبير" (6353) ، والبيهقي في "السنن" 3/91 من طريق عاصم الأحول، وأبو داود (585) ، والنسائي في "المجتبى" 2/80- 81، وفي "الكبرى" (864) من طريق أيوب، كلاهما عن عمرو بن سلمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (55) من طريق يحيى بن رباح، عن عمرو بن سلمة، قال: انطلقت مع أبي إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلام قومه، فكان فيما=(25/240)
حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15903 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ النَّاسَ بِالْفِطْرِ عَامَ الْفَتْحِ، وَقَالَ: " تَقَوَّوْا لِعَدُوِّكُمْ "، وَصَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ الَّذِي حَدَّثَنِي: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَرْجِ، " يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ مِنَ الْعَطَشِ " - أَوْ مِنَ الْحَرِّ - ثُمَّ قِيلَ: (1)
__________
= أوصانا: "ليؤمّكم أكثركم قرآناً"، فكنت أكثرهم قرآناً، فقدموني.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/63-64، وقال: هو في الصحيح من حديثه عن أبيه، وهنا عن نفسه، والله أعلم. وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح.
وسيأتي مطولاً من حديث عمرو بن سلمة، عن أبيه في الروايات 5/29-30 و30 و71.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/30 و71.
وفي الباب: عن أبي سعيد الخدري برقم (11190) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد هنا حديث ابن عمر عند أبي داود (588) وفيه: قال: لما قدم المهاجرون الأولون نزلوا العصبة قبل مقدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآناً.
وما ورد من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وليؤمكم أكبركم" يُراد به إذا استووا في القراءة، كما ترجم البخاري للحديث في "صحيحه" برقم (685) .
(1) في (ظ 12) و (ص) ، ونسخة في (س) : قال.(25/241)
يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ طَائِفَةً مِنَ النَّاسِ قَدْ صَامُوا حِينَ صُمْتَ، فَلَمَّا كَانَ بِالْكَدِيدِ " دَعَا بِقَدَحٍ، فَشَرِبَ " فَأَفْطَرَ النَّاسُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى: وهو ابن الطباع من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال التشيخين. مالك: هو ابن أنس، وسُمَيّ: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: وهو المخزومي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/294، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/270 (بترتيب السندي) ، وأبو داود (2365) ، والنسائي في "الكبرى" (3029) ، والطحاوى في "شرح معاني الآثار" 2/66، والحاكم 1/432، والبيهقي في "السنن" 4/242.
وأورده ابن عبد البر في "التمهيد" 22/47، وقال: هذا حديث مسند صحيح، ولا فرق بين أن يسمي التابعُ الصاحِبَ الذي حدثه أو لا يسميه في وجوب العمل بحديثه، لأن الصحابة كلهم عدول مرضيون، ثقات أثبات، وهذا أمر مجتمع عليه عند أهل العلم بالحديث.
وسيأتي بالأرقام (16601) و (16602) و5/376 و380 و408 و430.
وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (2363) ، وحديث أبي سعيد الخدري برقم (11307) ، وانظر (11083) .
قال السندي: قوله: بالعَرْج، بفتح فسكون: قرية بالفُرْع بين الحرمين.
قوله: "يصبُّ": يدل على أنه لا كراهة في ذلك.
قوله: "بالكديد"، بفتح الكاف: ماء بقرب عُسْفان.(25/242)
حَدِيثُ رَجُلٍ لَمْ يُسَمَّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
15904 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا سَعْدٌ يَعْنِي ابْنَ أَوْسٍ الْعَبْسِيَّ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ (3) الضَّبِّيُّ، أَنَّهُ (4) أَتَى الْبَصْرَةَ وَبِهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ أَمِيرًا، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فِي ظِلِّ الْقَصْرِ، يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ (5) ، لَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ شَيْئًا، فَقُلْتُ لَهُ (6) : لَقَدْ أَكْثَرْتَ مِنْ قَوْلِكَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ لَئِنْ شِئْتَ لَأَخْبَرْتُكَ، فَقُلْتُ: أَجَلْ، فَقَالَ: اجْلِسْ إِذًا (7) ، فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ فِي زَمَانِ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ كَانَ شَيْخَانِ لِلْحَيِّ قَدِ انْطَلَقَ ابْنٌ لَهُمَا فَلَحِقَ بِهِ، فَقَالَا: إِنَّكَ قَادِمٌ الْمَدِينَةَ، وَإِنَّ ابْنًا لَنَا قَدْ لَحِقَ بِهَذَا الرَّجُلِ، فَأْتِهِ فَاطْلُبْهُ مِنْهُ، فَإِنْ أَبَى إِلَّا الِافْتِدَاءَ (8) فَافْتَدِهِ، فَأَتَيْتُ
__________
(1) عبارة: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من (ظ 12) و (ص) .
(2) في (م) : عن الزبيري، بزيادة: "عن" وقد ضرب عليها في (س) .
(3) في (م) : حصن، وهو تصحيف.
(4) لفظ "أنه" ليس في (ظ 12) و (ص) .
(5) عبارة: صدق الله ورسوله، جاءت مرة واحدة في (ظ 12) و (ص) .
(6) لفظ: "له"ليس في (ظ 12) و (ص) .
(7) في (ظ 12) و (ص) : فقال، أجل ادْنُ.
(8) في (ظ 12) و (ص) : الفداء.(25/243)
الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ عَلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ شَيْخَاْنِ (1) لِلْحَيِّ أَمَرَانِي أَنْ أَطْلُبَ ابْنًا لَهُمَا عِنْدَكَ، فَقَالَ: " تَعْرِفُهُ؟ "، فَقَالَ: أَعْرِفُ نَسَبَهُ فَدَعَا الْغُلَامَ فَجَاءَ، فَقَالَ: " هُوَ ذَا، فَاْئتِ بِهِ أَبَوَيْهِ " (2) ، فَقُلْتُ: الْفِدَاءَ (3) يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَنَا آلُ مُحَمَّدٍ أَنْ نَأْكُلَ ثَمَنَ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ "، ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى كَتِفِي، ثُمَّ قَالَ: " ألَا (4) أَخْشَى عَلَى قُرَيْشٍ إِلَّا أَنْفُسَهَا " قُلْتُ: وَمَا لَهُمْ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " إِنْ طَالَ بِكَ الْعُمُرُ رَأَيْتَهُمْ هَاهُنَا، حَتَّى تَرَى النَّاسَ بَيْنَهَا (5) كَالْغَنَمِ بَيْنَ حَوْضَيْنِ مَرَّةً إِلَى هَذَا، وَمَرَّةً إِلَى هَذَا " فَأَنَا أَرَى نَاسًا يَسْتَأْذِنُونَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، رَأَيْتُهُمُ الْعَامَ يَسْتَأْذِنُونَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرْتُ مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (6)
__________
(1) كذا في النسخ الخطية، وضبب عليها في (س) ، وفي (م) : شَيْخَيْنِ.
قال السندي: الظاهر شَيْخَيْنِ، وتوجيهه هو توجيه قوله تعالى: (إنَّ هذانِ لساحران) ، والله تعالى أعلم.
(2) في (ظ 12) و (ق) : أبواه.
(3) قال السندي: الفداء، بالنصب، أي: خذه، أو بالرفع، أي: لك.
(4) في (م) : لا.
(5) في (م) والأصول الخطية: بينهما، والمثبت من "غاية المقصد".
(6) إسناده ضعيف لجهالة عمران بن حصين الضَّبِّي، فلم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما، وذكره ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، وفي "التقريب" تمييزاً، وقال في "التقريب": تابعي مقبول، ولم يذكر في الرواة عنه سوى بلال بن يحيى العبسي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وبقية رجاله ثقات.(25/244)
حَدِيثُ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ (1)
15905 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ أَبُو شُجَاعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ نَاشِرَةَ (2) بْنِ سُمَيٍّ الْيَزَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ،، يَقُولُ فِي (3) يَوْمِ الْجَابِيَةِ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَنِي خَازِنًا لِهَذَا الْمَالِ، وَقَاسِمَهُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: بَلِ اللهُ يَقْسِمُهُ، وَأَنَا بَادِئٌ (4) بِأَهْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ، فَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَشْرَةَ آلَافٍ إِلَّا جُوَيْرِيَةَ،
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/265-266، وقال: رواه أحمد، وعمران هذا لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وسيأتي برقم (16625) و5/379 مختصراً.
قال السندي: قوله: وقد كان شيخان للحي، أي: للقبيلة.
قوله: "فلحق به"، أي: بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: "آل محمد": بالنصب على الاختصاص، ولا ينافي ما أخذ من فداء أسراء بدر، إذ يحتمل أنه ما تصرف فيه لنفسه وأهله.
(1) قال السندي: أبو عمرو بن حفص، قرشي مخزومي، زوج فاطمة بنت قيس. قيل: اسمه أحمد، وقيل: عبد الحميد، وقيل: اسمه كنيته.
قيل: مات في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حين خرج مع علي إلى اليمن. وقيل: بل شهد فتوح الشام، كما يدل عليه هذا الحديث، والله تعالى أعلم.
(2) في (م) : باشرة، وهو تصحيف.
(3) أشير في (س) إلى لفظ "في" أنه نسخة.
(4) في (ظ 12) و (ص) و (ق) ، وهامش (س) : بادٍ. قال السندي: من البداية، وأصله الهمز، وقد جاء على الأصل، ويخفَّف كما في بعض النسخ.(25/245)
وَصَفِيَّةَ، ومَيْمُونَةَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْدِلُ بَيْنَنَا، فَعَدَلَ بَيْنَهُنَّ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي بَادِئٌ بِأَصْحَابِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَإِنَّا أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا ظُلْمًا، وَعُدْوَانًا، ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ فَفَرَضَ لِأَصْحَابِ بَدْرٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَلِمَنْ كَانَ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَلِمَنْ شَهِدَ أُحُدًا ثَلَاثَةَ آلَافٍ، قَالَ: وَمَنْ أَسْرَعَ فِي الْهِجْرَةِ أَسْرَعَ بِهِ الْعَطَاءُ، وَمَنْ أَبْطَأَ فِي الْهِجْرَةِ أَبْطَأَ بِهِ الْعَطَاءُ، فَلَا يَلُومَنَّ رَجُلٌ إِلَّا مُنَاخَ رَاحِلَتِهِ، وَإِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، إِنِّي أَمَرْتُهُ أَنْ يَحْبِسَ هَذَا الْمَالَ عَلَى ضَعَفَةِ الْمُهَاجِرِينَ، فَأَعْطَاهُ ذَا الْبَأْسِ، وَذَا الشَّرَفِ، وَذَا اللَّسَانَةِ (1) ، فَنَزَعْتُهُ، وَأَمَّرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: وَاللهِ مَا أَعْذَرْتَ يَا عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ، " لَقَدْ نَزَعْتَ عَامِلًا اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَمَدْتَ سَيْفًا سَلَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَضَعْتَ لِوَاءً نَصَبَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَلَقَدْ قَطَعْتَ الرَّحِمَ، وَحَسَدْتَ ابْنَ الْعَمِّ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّكَ قَرِيبُ الْقَرَابَةِ، حَدِيثُ السِّنِّ، مُغْضَبٌ مِنْ ابْنِ عَمِّكَ (2)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : اللِّسان، قال السندي: وذا اللسانة: لعله من لَسِنَ- كسمع- إذا تكلم بكلام فصيح.
(2) هذا الأثر رجاله ثقات. علي بن إسحاق: هو السُّلَمي المروزي. =(25/246)
حَدِيثُ أَبِي النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيِّ
15906 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتَحِلُوا بِالْإِثْمِدِ الْمُرَوَّحِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ " (1)
__________
= وأخرجه مختصراً بذكر اعتذار عمر من عزل خالد البخاريُ في "الكنى" 9/54، والنسائي في "الكبرى" (8283) ، والدولابي في "الكنى" 1/45، والطبراني في "الكبير" 22/ (761) من طرق عن عبد الله بن المبارك، به.
وأخرجه مختصراً كذلك الطبراني في "الكبير" 22/ (760) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، به.
وأورده مختصراً الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/349، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات.
قال السندي: قوله: أعتذر من خالد، أي: من عزله.
قوله: "ما أعذرت": على بناء الفاعل، من أعذر: إذا صار ذا عذر، أو على بناء المفعول: من أعذره إذا عذره.
قوله: "سيفاً": هو خالد، كان سيفاً مسلولاً على الكفرة.
قوله: "قطعت"، بالخطاب، وكذا "حسدت": يريد أن بينك وبين خالد رحم قطعتها لأجل الحسد على أنه تصرف في المال كتصرف الأمير.
قوله: "مغضب"، أي: رأيتني أني كذلك قياساً على نفسك، أو المراد: مغضب عليَّ من جهته.
(1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن النعمان: هو ابن معبد بن هوذة الأنصاري، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن معين، وقال ابن المديني: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": ضعفه راجح، ووالده النعمان تفرد بالرواية عنه ابنه عبد الرحمن، وقال الحافظ=(25/247)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ
15907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَحَّازُ (1) بْنُ جُدَيٍّ (1) الْحَنَفِيُّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْقُدُورِ، فَأُكْفِئَتْ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَكَانَ فِيهَا لُحُومُ حُمُرِ النَّاسِ " (2)
__________
= في "التقريب": مجهول، أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 7/398، والدارمي 2/15، والبيهقي في "السنن" 4/262 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن أبي النعمان، به. بلفظ: وكان جدي قد أُتي به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح على رأسه، وقال: "لا تكتحل بالنهار وأنت صائم، واكتحل ليلاً بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر". وهذا لفظ الدارمي.
وسيأتي نحوه برقم (16072) .
قلنا: والاكتحال بالإثمد سلف من حديث عبد الله بن عباس برقم (2047) بلفظ: "خير أكحالكم الإثمد، يجلو البصر وينبت الشعر"، وإسناده قوي.
(1) قال السندي: نحاز، ضبط بفتح نون وتشديد حاء مهملة، وجدي، بجيم مصغر، وقيل: حوي، بحاء مهملة وبالواو بدل الدال. قلنا: وانظر "توضيح المشتبه" 9/33.
(2) حديث صحيح لغيره، نحاز بن جدي من رجال "التعجيل"، لم يذكروا في الرواة عنه سوى يحيى بن أبي كثير وهو الطائي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6346) من طريق عمرو بن مرزوق، عن حرب بن شداد، بهذا الإسناد. =(25/248)
15908 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِبَيْتٍ بِفِنَائِهِ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ فَاسْتَسْقَى، فَقِيلَ: إِنَّهَا مَيْتَةٌ، قَالَ: " ذَكَاةُ الْأَدِيمِ دِبَاغُهُ " (1)
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/49، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا نحاز بن جدي، وهو ثقة!
وسيأتي برقم (15913) .
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح برقم (4720) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال جَوْن بن قتادة، ولم يوثقه غير ابن حبان 4/119، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يرو له الشيخان ولا أحدهما. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنْبري، وهشام: هو الدَّستُوائي، وهمام: هو ابن يحيى
العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي، والحسن: هو البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/381، والنسائي في "المجتبى" 7/173، والطبري في "تهذيب الآثار"- مسند ابن عباس- (1207) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/471، والطبراني في "الكبير" (6342) ، وابن عدي في "الكامل" 2/600، والدارقطني 1/45، والحاكم 4/141 من طرق عن هشام، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وقد تحرّف اسم جون في مطبوع الطحاوي إلى الحارث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/381، وأبو داود (4125) ، وابن حبان (4522) ، والطبراني (6341) ، والدارقطني 1/46، والبيهقي في "السنن"=(25/249)
15909 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دِبَاغُهَا طُهُورُهَا أَوْ ذَكَاتُهَا " (1)
15910 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (2) ، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ،
__________
= 1/17 من طرق عن همام، به. وسقط اسم الحسن من مطبوع ابن أبي شيبة.
وأخرجه الطبراني (6341) من طريق عمران القطان، عن الحسن، به.
وسيأتي برقم (15909) و5/6 و (7) .
وله شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (366) ، وقد سلف برقم (1895) بلفظ: "أيّما إهابٍ دُبغ فقد طهُر".
وآخر من حديث عائشة عند النسائي 7/174 عن إبراهيم بن يعقوب، عن مالك بن إسماعيل، عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذكاة الميتة دِباغُها"، وهذا إسناد صحيح. وسيرد 6/154- 155.
قال السندي: قوله: " إنها ميتة"، أي: جلد ميتة.
(1) هو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عمرو بن الهيثم أبو القطن،- وهو من رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"- ولم يذكر في هذا الإسناد همام.
(2) لفظ: "قد جعل الله" ليس في (ظ 12) و (ص) .(25/250)
وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ، وَالرَّجْمُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على خطأٍ فيه، قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/456: سألت أبي عن حديث رواه الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المُحبق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلاً ... الحديث"، قال أبي: هذا خطأ، إنما أراه الحسن، عن حطان، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونقل المزي عن
الأثرم أنه سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث بهذا الإسناد، فقال: هذا حديث منكر. قال الأثرم: يعني خطأ. والفضل بن دلهم ترجم له الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/351، وقال: قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو داود: ليس بالقوي ولا بالحافظ، وقال ابنُ حِبّان: هو غيرُ محتجٍّ به إذا انفرد.
وقبيصة بن حُريث، قال البخاري: في حديثه نظر، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والحسن: هو البصري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/134 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4417) من طريق محمد بن خالد الوهبي، عن الفضل ابن دلهم، عن الحسن، عن سلمة بن المحبّق، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه زيادة.
قال أبو داود: روى وكيع أولَ هذا الحديث عن الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هذا إسناد ابن المحبق أن رجلاً وقع على جارية امرأته. قلنا: هو إسناد الرواية الآتية.
وأخرجه مسلم (1690) وغيره من طريقي منصور بن زاذان وقتادة، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة بن الصامت، مرفوعاً.
وسيرد في مسند عبادة بن الصامت 5/313 و320.
قال السندي: قوله: "خذوا عني" كرره تأكيداً.
"قد جعل اللهُ لَهُنَ سبيلاً": يُريد أنَّ هذا بيانٌ لقوله تعالى: (أو يجعلَ اللهُ =(25/251)
15911 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُوَاقِعُ جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ؟ قَالَ: " إِنْ أَكْرَهَهَا (1) فَهِيَ حُرَّةٌ، وَلَهَا عَلَيْهِ مِثْلُهَا، وَإِنْ طَاوَعَتْهُ فَهِيَ أَمَتُهُ، وَلَهَا عَلَيْهِ مِثْلُهَا " (2)
15912 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ
__________
= لهنَ سبيلاً) في قوله تعالى: (واللاتي يأتين الفاحشة) [النساء: 15] .
(1) في (ق) وهامش (س) : استكرهها.
(2) إسناده ضعيف، لانقطاعه، الحسن- وهو البصري- لم يسمع من سلمة ابن المُحَبّق، قاله أبو حاتم فيما نقله عنه ابنُه في "العلل" 1/447، والبزّار فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 1/91، ومبارك- وهو ابن فَضَالة- يدلِّس تدليس التسوية- وهو شرُ أنواع التدليس- أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/17، والنسائي في "الكبرى" (7230) ، وابن ماجه (2552) ، والدارقطني 3/84 من طريق هشام بن حسان، عن الحسن، بهذا الإسناد. بلفظ: رُفع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلٌ وطىء جارية امرأته فلم يجلده.
وهشام بن حسان في روايته عن الحسن مقال، لأنه قيل: كان يرسل عنه.
وسيأتي 5/6.
قال السندي: قوله: "إن أكرهها"، أي: الجارية، "فهي حرّة"، أي: في مهرها، "ولها"، أي: للمرأة. "فهي أمته"، أي: لا تستحقّ مهراً. قال الخطابي: لا أعلم أحداً من الفقهاء يقول به، وخليقٌ أن يكون منسوخاً، وقال البيهقي في "سننه": حصولُ الإجماع من فقهاء الأمصار بعد التابعين على ترك
القول به، دليلٌ على أنه ثبت عندهم أنه صار منسوخاً بما ورد من الأخبار في الحدود، ثم أخرج عن أشعث قال: بلغني أن هذا كان قبل الحدود.(25/252)
عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيِّ ثُمَّ الْعَوْذِيِّ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ (2) عَبْدِ اللهِ يَعْنِي أَبَاهُ، قَالَ: سَمِعْتُ سِنَانَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ حَمُولَةٌ تَأْوِي إِلَى شِبَعٍ فَلْيَصُمْ رَمَضَانَ حَيْثُ أَدْرَكَهُ " (3)
__________
(1) في (م) والأصول الخطية: النميري، وهو خطأ، والمثبت من "التهذيب" وفروعه. والعوذي: نسبة إلى بني عوذ، وهم بطن من الأزد.
(2) في النسخ الخطية و (م) : عن، والمثبت من "أطراف المسند" 2/503، و"إتحاف المهرة" 5/615.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حال حبيب بن عبد الله، فقد انفرد بالرواية عنه ابنه عبد الصمد، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول، وكذلك قال الحافظ في "التقريب"- وعبد الصمد بن حبيب، قال ابن معين: ليس به بأس، وقال البخاري: لين الحديث، ضعفه أحمد، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ليس
بالمتروك، وقال العقيلي في "الضعفاء" 3/83 بعد أن ساق حديثه: ولا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه أبو داود (2410) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2410) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/83، والبيهقي في "السنن" 4/245، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (884) من طريقين عن عبد الصمد بن حبيب، به.
وقد سقط من مطبوع العقيلي اسم حبيب بن عبد الله من الإسناد، وتحرف فيه قوله: "فليصم" إلى: "فليقم".
وسيأتي برقم (20092) ، وانظر (11083) .
قال السندي: قوله: "من كانت له حمولة" قيل بضم الحاء: الأحمال، أي: من كان صاحب أحمال يسافر بها، والأقرب الفتح بمعنى المركوب.
قوله: "شبع"، بكسر ففتح: مصدر، وبسكون باء: اسم ما يشبع، ومعنى: يأوي إلى شبع، أي: إلى مقام يشبع فيه، والجملة حال إن كان "يأوي" بالياء=(25/253)
15913 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ النَّحَّازِ الْحَنَفِيِّ، أَنَّ سِنَانَ بْنَ سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِلُحُومِ حُمُرِ النَّاسِ يَوْمَ خَيْبَرَ وَهِيَ فِي الْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ " (1)
__________
= التحتية، وصفة حمولة إن كانت بالفوقانية، وهو كناية عن قصر السفر، بحيث يبلغ إلى المنزل، أو وجود الزاد معه، وهو أقرب.
قال العلاّمة القاري في "شرح المشكاة" 2/530: من كانت له حمولة تأويه إلى حال شبع ورفاهية أو إلى مقام يقدر على الشبع فيه، ولم يلحقه في سفره وعثاء ومشقة، فليصم.
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (15907) إلا أن شيخ أحمد هنا هو الطيالسي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/132 من طريق الطيالسي. بهذا الإسناد.(25/254)
حَدِيثُ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ (1)
15914 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ يَعْنِي النَّهْدِيَّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَضْمَةٍ مِنْ جَبَلٍ، فَعَلَا أَعْلَاهَا، ثُمَّ نَادَى - أَوْ قَالَ: " يَا آلَ عَبْدِ مَنَافَاهُ، إِنِّي نَذِيرٌ، إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ يُنَادِي (2) - أَوْ قَالَ: يَهْتِفُ - يَا صَبَاحَاهْ " (3)
__________
(1) قال السندي: قبيصة بن مخارق، هلالي، صحابي، سكن البصرة.
(2) في (ظ 12) و (ص) : فجعل ينادي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم وأبي داود والنسائي. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن ابن ملّ.
وأخرجه مسلم (207) ، والنسائي في "الكبرى" (10815) و (10816) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (979) و (980) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1446) ، والطبري في "التفسير" 19/120، وأبو عوانة 1/92-93، والطبراني في "الكبير" 18/ (956) ، وابن منده في "الإيمان" (953) و (954) و (955) و (956) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/178 من طرق عن سليمان
التيمي، بهذا الإسناد. وقرنوا مع قبيصة زهير بن عمرو: وهو الهلالي.
وسيأتي 5/60.
قال السندي: قوله: "إلى رضمة من جبل": بفتح راء وسكون ضاد أو=(25/255)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ أَبِي: " قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ أَوْ وَهْبِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ زُهَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، فَلَمَّا أَخْطَأَ تَرَكْتُ وَهْبَ بْنَ عَمْرٍو " (1)
15915 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفٌ قَالَ: حَدَّثَنِي حَيَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَطَنُ بْنُ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) " الْعِيَافَةُ، وَالطِّيَرَةُ (3) ، وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ " قَالَ: الْعِيَافَةُ مِنَ الزَّجْرِ، وَالطَّرْقُ مِنَ الْخَطِّ (4)
__________
= فتحها: هي واحدة الرضم، وهي صخور بعضها فوق بعض.
قوله: "يربأ"، أي: يحفظهم من عدوهم، والاسم الربيئة وهي العين، والطليعة: الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو.
(1) يعني أن ابن أبي عدي قرن مع قبيصة زهير بن عمرو إلا أنه أخطأ في اسمه، فقال: وهب بن عمرو. ولهذا الخطأ لم يذكره الإمام أحمد في الإسناد.
(2) في (س) علامة الصحة، وفي (م) : بزيادة: يقول.
(3) لفظ "والطيرة" ليس في (ظ 12) و (ص) و (ق) .
(4) إسناده ضعيف. حيان غير منسوب، قيل: هو حيان بن العلاء، وقيل: حيان أبو العلاء، وقيل: حيان بن عمير، وقيل: حيان بن مخارق أبو العلاء، لم يذكروا في الرواة عنه غير عوف: وهو ابن أبي جميلة الأعرابي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه أبو داود (3907) ، والدولابي في "الكنى" 1/86 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19502) ، وابن سعد 7/35، وابن=(25/256)
15916 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ الْهِلَالِيِّ، تَحَمَّلْتُ بِحَمَالَةٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ فِيهَا، فَقَالَ: " نُؤَدِّيهَا عَنْكَ، وَنُخْرِجُهَا مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ " وَقَالَ مَرَّةً: " وَنُخْرِجُهَا إِذَا جَاءَتْنَا الصَّدَقَةُ - أَوْ إِذَا جَاءَ نَعَمُ الصَّدَقَةِ - " وَقَالَ: " يَا قَبِيصَةُ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ " وَقَالَ مَرَّةً: " حُرِّمَتْ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ رَجُلٍ: تَحَمَّلَ بِحَمَالَةٍ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُؤَدِّيَهَا، ثُمَّ يُمْسِكَ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ، وَفَاقَةٌ حَتَّى
__________
= أبي شيبة 9/42-43، وأبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" 3/1177، والنسائي في "الكبرى" (11108) ،- وهو في "التفسير" (128) ، والدولابي في "الكنى" 1/86، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/312-313، وابن حبان (6131) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (941) و (942) و (943) و (944) و (945) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/158، والبيهقي في "السنن"
8/39، والخطيب في "تاريخه" 10/425، والبغوي في "شرح السنة" (3256) من طرق عن عوف، به.
وقائل: العيافة من الزجر، والطرق من الخط: هو عوف بن أبي جميلة، كما سيأتي مصرحاً به في الرواية 5/60.
قال السندي: قوله: "العيافة" بالكسر: زجر الطير للتفاؤل به.
قوله: "والطَرْق"، بفتح فسكون: هو الضرب بالحصا الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخط في الرمل.
قوله: "من الجبت"، بكسر فسكون: هو المذكور في قوله تعالى: (ألَم تَرَ إلى الّذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوت) [سورة النساء: 51] ، أي: من التكهن والسِّحْر.(25/257)
يَشْهَدَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ " وَقَالَ مَرَّةً: " رَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ - أَوْ حَاجَةٌ - حَتَّى يَشْهَدَ لَهُ - أَوْ يَكَلَّمَ - ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّهُ قَدْ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ أَوْ فَاقَةٌ، إِلَّا قَدْ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ ثُمَّ يُمْسِكَ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ سَدَادًا مِنْ عَيْشٍ ثُمَّ يُمْسِكَ وَمَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْمَسْأَلَةِ سُحْتٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الحميدي (819) ، وابن الجارود في "المنتقى" (367) ، وابن خزيمة (2375) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/17-18، والطبراني في "الكبير" 18/ (950) ، والدارقطني 2/120، والبيهقي في "السنن" 6/73 و7/21 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1327) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (20008) ، وابن أبي شيبة 3/210- 211، وأبو عبيد في "الأموال" (1723) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (820) ، ومسلم (1044) ، وأبو داود (1640) ، والنسائي في "المجتبى" 5/88-89 و89 و69، والدارمي 1/396، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1443) ، وابن خزيمة (2360) و (2361) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/18، وابن حبان (3291) ، والطبراني في "الكبير"
18/ (946) و (947) و (949) و (950) و (951) و (952) و (953) و (954) و (955) ، والبيهقي 7/23، والبغوي في "شرح السنة" (1625) من طرق عن هارون بن رئاب، به.
وسيأتي 5/60.
قال السندي: قوله: "تحملت"، أي: تكفلت مالاً لإصلاح ذات البين. قال الخطابي: هي أن يقَعَ بين القوم تشاجر في الدماء والأموال، ويخاف من ذلك=(25/258)
حَدِيثُ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ (1)
15917 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،
__________
= فتن عظيمة، فيتوسط الرجل بينهم لإصلاح ذات البين، ويضمن لهم ما يرضيهم دفعاً للفتنة.
قوله: "لا تصلح"، أي: لا تحل.
قوله: "إلا في ثلاث"، أي: في ثلاث أحوال.
قوله: "رجل"، أي: حال رجل، والمراد بها لا تحل إلا لضرورة ملجئة كهذه الأحوال.
قوله: "حتى يشهد": غاية لإصابة الحاجة، أي: أصابته الحاجة إلى أن ظهرت لعقلاء قومه، وصارت بيِّنة، وليس المراد حقيقة الشهادة، بل المراد أنه أصابته حاجة بالتحقيق.
قوله: "الحجا": العقل.
قوله: "إلا قد حلَّت"، أي: فما شهدوا له إلا قد حلت.
قوله: "قواماً"، بكسر القاف، أي: ما يقوم بحاجته الضرورية.
قوله: "أو سداداً" بكسر السين: ما يكفي حاجته، والسداد- بالكسر- كل شيء سددت به خللاً. و"أو" شك من الرواة.
(1) قال السندي: كرز بن علقمة، خزاعي، له صحبة.
أسلم يوم الفتح، وعُمِّر طويلاً، وعَمي في آخر عمره.
وهو الذي أعاد معالم الحرم، سكن المدينة، وكان ينزل عسقلان.
وجاء أن المشركين استأجروه حين خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة مهاجراً، فاقتفى أثره، حتى انتهى إلى غار ثور، فرأى نسج العنكبوت على باب الغار، فقال: إلى هنا انتهى أثره، ثم لا أدري أخذ يميناً أو شمالاً، أو صعد الجبل.(25/259)
عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِلْإِسْلَامِ مِنْ مُنْتَهَى؟ قَالَ: " أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ؟ " وَقَالَ: فِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ: " نَعَمْ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ، أَوِ الْعُجْمِ أَرَادَ اللهُ بِهِمْ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ " قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: " ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ " قَالَ: كَلَّا وَاللهِ إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: " بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، ثُمَّ تَعُودُونَ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فإنه لم يرو له أصحاب الكتب الستة. سفيان: هو ابن عُيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وعروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه الطيالسي (1290) ، وابن أبي شيبة 15/13، والحميدي (574) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2305) ، والبزار (3353) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (443) ، والحاكم 1/34، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 152، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/172 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح وليس له عِلَّة ولم
يخرجاه، لتفرد عروة بالرواية عن كرز بن علقمة، وكرز بن علقمة صحابي مخرج حديثه في مسانيد الأئمة، سمعت علي بن عمر الحافظ يقول: مما يلزم مسلم والبخاري إخراجه حديث كرز بن علقمة هل للإسلام منتهى، فقد رواه عروة بن الزبير، ورواه الزهري وعبد الواحد بن قيس، عنه (انظر الإلزامات للدارقطني) . قال الحاكم: والدليل الواضح على ما ذكره أبو الحسن أنهما جميعاً اتفقا على حديث عتبان ابن مالك الأنصاري الذي صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيته، وليس له راوٍ غير محمود بن الربيع.
وأخرجه البزار (3354) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (444) و (445) و (446) من طرق عن الزهري، به. =(25/260)
وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَسَاوِدَ صُبًّا؟ قَالَ سُفْيَانُ: " الْحَيَّةُ السَّوْدَاءُ تُنْصَبُ: أَيْ تَرْتَفِعُ " (1)
15918 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِلْإِسْلَامِ مِنْ مُنْتَهَى؟ قَالَ: " نَعَمْ أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ، أَوِ الْعُجْمِ أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمْ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ " قَالَ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ تَقَعُ فِتَنٌ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ " فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: كَلَّا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/305، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني بأسانيد، وأحدها رجاله رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (15918) و (15919) .
قال السندي: قوله: ثم مه، أي: ثم ماذا يكون.
قوله: "الظُّلل"، بضم ففتح: جمع ظلة تحيط به.
قوله: كلا: لم يقل إنكاراً لذلك، وإنما قال إظهاراً لمحبته أن يبقى إلى آخر الأمد.
قوله: "أساود": حيات، جمع أسود.
قوله: "صباً"، بضم فتشديد، أي: كأنهم حيات مصبوبة على الناس من السماء.
(1) المفسر لقوله: "الأساود صُبّاً" عند الحميدي والبيهقي وابن عبد البر: هو الزهري، وليس سفيان. ولفظه عندهم: قال الزهري: أساود صباً يعني الحية إذا أراد أن ينهش، ارتفع ثم انصبَّ.(25/261)
رِقَابَ بَعْضٍ " (1)
15919 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرْزٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ مُنْتَهَى؟ قَالَ: " نَعَمْ فَمَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا مِنْ أَعْجَمٍ، أَوْ عَرَبٍ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ تَقَعُ فِتَنٌ كَالظُّلَلِ تَعُودُونَ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، وَأَفْضَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ، يَتَّقِي رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وهو عند عبد الرزَّاق في "المصنف" (20747) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (442) ، والحاكم 4/454-455، والبغوي في "شرح السنة" (4235) .
وأخرجه الحاكم 1/34 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وقد سلف برقم (15917) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الواحد بن قيس: وهو السلمي، مختلف فيه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، لأن في رواية الأوزاعي عنه استقامة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وصحابيه لم يخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو كرز بن علقمة الخزاعي، وسيأتي من رواية محمد بن مصعب، عن الأوزاعي أنه كرز بن حبيش، ومحمد بن مصعب فيه كلام من جهة حفظه.
وأخرجه ابن حبان (5956) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/469 من=(25/262)
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ، مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: كُرْزُ بْنُ حُبَيْشٍ الْخُزَاعِيُّ
__________
= طريقين عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2306) ، مختصراً، والبزار (3355) (زوائد) من طريق محمد بن مصعب القرقساني، عن الاوزاعي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15917) .
وقوله: "وأفضل الناس يومئذٍ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب، يتقي رَبَّه تبارك وتعالى، ويدع الناس من شره".
له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري بإسنادٍ صحيح، وقد سلف برقم (11125) .(25/263)
حَدِيثُ عَامِرٍ الْمُزَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15920 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَامِرٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِمِنًى عَلَى بَغْلَةٍ، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ أَحْمَرُ، قَالَ: وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ يُعَبِّرُ عَنْهُ، قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى أَدْخَلْتُ يَدِي بَيْنَ قَدَمِهِ، وَشِرَاكِهِ، قَالَ: " فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ بَرَدِهَا " (1)
__________
(1) رجاله ثقات. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعامر والد هلال: هو ابن عمرو المزني. وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 3/302 أن الأصح رافع بن عمرو المزني، وكذلك ذكر ابن عساكر في ترتيب أسماء الصحابة، ص 71.
وأخرجه أبو داود (4073) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/247 عن مسدد، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وفي رواية أبي داود: وعليٌّ رضي الله عنه أمامه يعبّر عنه، كما في الرواية الآتية.
وعلَّقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/302 عن أبي معاوية، به.
وأخرجه بنحوه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/302، وأبو داود (1956) ، والنسائي في "الكبرى" (4094) ، والبيهقي 5/140 من طريق مروان- وهو ابن معاوية الفزاري- عن هلال بن عامر المزني، عن رافع بن عمرو المزني، به.
قال البخاري: وتابعه عبد الرحمن بن مغراء، يعني في تسمية صحابيه رافع ابن عمرو. ونقل الحافظ في "الإصابة" عن ابن السكن قوله: إن أبا معاوية أخطأ فيه، وإن البغوي صوب قول من قال: رافع بن عمرو: ثم قال: لم ينفرد أبو معاوية بذلك، فقد روى أحمد (يعني في الرواية الآتية) أيضاً عن محمد بن عُبيد، عن شيخ من بني فزارة، عن هلال بن عامر، عن أبيه، فيحتمل أن=(25/264)
15921 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ، مِنْ بَنِي فَزَارَةَ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، وَعَلِيٌّ يُعَبِّرُ عَنْهُ " (1)
__________
= يكون هلال سمعه من أبيه ومن عمه رافع.
وسيأتي في الحديث الذي يليه مختصراً.
قال السندي: قوله: "يعبر عنه"، أي: يُسمع الناس ما عسى أن يخفى عليهم.
(1) هو مكرر الذي قبله مختصراً، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ من بني فزارة، وباقي رجال الإسناد ثقات. محمد بن عبيد: هو الطنافسي. =(25/265)
حَدِيثُ أَبِي الْمُعَلَّى
15922 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا فَقَالَ: " " إِنَّ رَجُلًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا، مَا شَاءَ أَنْ يَعِيشَ فِيهَا، يَأْكُلُ مِنَ الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ " " قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ، أَنْ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا صَالِحًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَيْنَ الدُّنْيَا، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَهُمْ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَبْنَائِنَا - أَوْ بِآبَائِنَا (1) - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنُّ عَلَيْنَا فِي صُحْبَتِهِ، وَذَاتِ يَدِهِ مِنْ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَكِنْ وُدٌّ، وَإِخَاءُ إِيمَانٍ (2) ، وَلَكِنْ وُدٌّ، وَإِخَاءُ إِيمَانٍ مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3) "
__________
(1) في (ظ 12) : آبائنا.
(2) في (ق) : الإيمان.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة ابن أبي المعلى، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يرو له سوى الترمذي، وهو أبو المعلى بن لوذان الأنصاري، وقيل: اسمه زيد بن المعلى،=(25/266)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال ابن عبد البر: لا يعرف اسمه عند أكثر العلماء. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعبد الملك: هو ابن عمير اللخمي.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/55-56، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1006) مختصراً، والطبراني في "الكبير" 22/ (825) من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3659) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 12/151-152 (على هامش "الإصابة" لابن حجر) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/309 من طريق محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن أبي عوانة، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الطحاوي (1007) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن بعض بني أبي المعلى- وهو رجل من الأنصار-، عن أبيه- وكان رجلاً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فذكر الحديث مختصراً.
وسيكرر بإسناده ومتنه 4/211-212.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، عند البخاري (466) ، ومسلم (2382) (2) ، وسلف برقم (11135) .
وذكرنا أحاديث الباب في تخريج حديث ابن مسعود السالف برقم (3580) .
قال السندي: قوله: "خيَّرهُ" بتشديد الياء. "أن ذكر" بفتح "أن "، وهو مفعول لأجله لمقدر، أي: يبكي لأن ذكر. "أعلمهم" حيث علم أن المراد به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
"بل نَفْديك" من فَدَاه، بالتخفيف، إذا حصله، وأعطى الفداء عنه، والمقصودُ أنه لو أمكن ذلك لفعلنا، والغرضُ منه إظهارُ أنه أحب إليهم من أولئك، وإلا فالفداء غير مقصود، وقد سبق تحقيق هذا الحديث في مسند أبي سعيد الخدري.(25/267)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ يَزيدَ الْجُعْفِيِّ (1)
15923 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ كَانَتْ تَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتَفْعَلُ، وَتَفْعَلُ هَلَكَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: قُلْنَا: فَإِنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ أُخْتًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا؟ قَالَ: " الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ، إِلَّا أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الْإِسْلَامَ (2) ، فَيَعْفُوَ اللهُ عَنْهَا " (3)
__________
(1) قال السندي: سلمة بن يزيد، جعفي، نزل الكوفة، وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحدث عنه.
(2) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : إلا أن يدرك الوائدةَ الإسلامُ.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود بن أبي هند، فمن رجال مسلم، وصحابيه روى له النسائي، وله ذكر في "صحيح مسلم " لكن في متنه نكارة. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل، وعلقمة: هو ابن قيس بن عبد الله النخعي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/72، والنسائي في "الكبرى" (11649) - وهو عنده في "التفسير" (669) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2474) ، والطبراني في "الكبير" (6319) من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. =(25/268)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/119، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، والطبراني في "الكبير" بنحوه.
وأخرجه الطبراني أيضاً (6320) من طريق جابر- وهو الجعفي- عن الشعبي، به. بلفظ: "الوائدة والموؤودة في النار".
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1306) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم (2475) عن سليمان بن معاذ، عن عمران بن مسلم، عن يزيد بن مرة، عن سلمة بن يزيد، به.
وقوله: "الوائدة والموؤودة في النار" جاء من حديث ابن مسعود مرفوعاً، عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/73، وأبي داود (4717) ، وابن حبان (7480) ، والطبراني (10059) و (10236) .
قلنا: فيه أن الموؤودة- وهي البنت التي تدفن حية- تكون غير بالغة، ونصوص الشريعة متضافرة على أنه لا تكليف قبل البلوغ.
والمذهب الصحيح المختار عند المحققين من أهل العلم أن أطفال المشركين الذين يموتون قبل الحِنث هم من أهل الجنة، وقد استدلوا بما أخرجه ابن أبي حاتم فيما نقله عنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 8/357 عن أبي عبد الله الطهراني- وهو محمد بن حماد-، حدثنا حفص بن عمر العدني،
حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: أطفال المشركين في الجنة، فمن زعم أنهم في النار فقد كذب، يقول الله عز وجل: (وإذا الموؤودة سُئِلَت، بأيِّ ذنبِ قُتِلَتْ) [التكوير: 8، 9] ، قال: هي المدفونة. وبقوله تعالى: (وما كنا معذِّبين حتى نبعث رسولاً) [الإسراء: 15] ، فإذا كان لا يُعَذَّب العاقلُ بكونه لم تبلغه الدعوة، فلأن لا يُعَذَّبُ غيرُ العاقل من باب الأَوْلى.
وبما أخرج أحمد 5/58 من طريق حسناء بنت معاوية بن صريم عن عمها، قال: قلت: يا رسول الله، من في الجنة؟ قال: "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموؤودة في الجنة"، وحسّن الحافظ إسناده في "الفتح" 3/246. =(25/269)
حَدِيثُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ (1)
__________
= وبما أخرج ابن أبي حاتم فيما ذكر ابن كثير في "تفسيره"- عن أبيه، عن مسلم بن إبراهيم، عن قرة قال: سمعت الحسن يقول: قيل: يا رسول الله: من في الجنة؟ قال: "الموؤودة في الجنة"، قال ابن كثير: هذا حديث مرسل من مراسيل الحسن، ومنهم من قبله.
وبما أخرج البخاري في "صحيحه" (7047) من حديث سمرة، وفيه: "وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله، فكل مولودٍ مات على الفطرة"، قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"وأولاد المشركين".
وبما أخرجه البخاري (1385) ، ومسلم (2658) من حديث أبي هريرة رفعه: "كل مولودٍ يولد على الفطرة (والفطرة هنا الإسلام) ، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه".
وفي مستخرج البرقاني على البخاري من حديث عوف الأعرابي، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كل مولودٍ يولد على الفطرة"، فقال الناس: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ قال: "وأولاد المشركين".
وانظر: "طريق الهجرتين وباب السعادتين" ص 512-516.
(1) قال السندي: عاصم بن عمر بن الخطاب، ولد في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان من أحسن الناس خلقاً.
وكان عبد الله بن عمر يقول: أنا وأخي عاصم لا نغتاب الناس. وقال: ما رأيت أحداً من الناس إلا ولا بد أن يتكلم ببعض ما لا يريد، إلا عاصم بن عمر.
وكان طوالاً جسيماً، حتى إن ذراعه يزيد نحو شبر.
وهو جد عمر بن عبد العزيز لأمه.
مات بالرَّبَذَة سنة سبعين، أو ثلاث وسبعين.(25/270)
15924 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ثُمَّ ارَتجَعَهَا " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإرساله، عاصم بن عمر - وهو ابن الخطاب-، قال ابن عبد البر: مات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله سنتان- يعني فلم يسمع منه. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير موسى بن جبير- وهو المدني الأنصاري- فمن رجال أبي داود وابن ماجه، وهو صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في
"الكاشف": ثقة، ولا نعلم فيه جرحاً. أبو أمامة بن سهل اسمه أسعد، معروف بكنيته، معدود في الصحابة، له رؤية، ولم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (466) من طريقين، عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/333، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث عمر، عند عبد بن حميد في "المنتخب" (43) ، أخرجه عن ابن أبي شيبة، عن يحيى بن آدم، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن صالح بن صالح بن حي، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عنه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلق حفصة ثم راجعها. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه الدارمي 2/160- 161، وأبو داود (2283) ، والنسائي 6/213، وابن ماجه (2016) ، وأبو يعلى (173) ، وابن حبان (4275) ، والحاكم 2/197، والبيهقي في "السنن" 7/321-322 وغيرهم من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، به، وصححه الحاكم على شرطهما، ووافقه الذهبي.
وآخر من حديث ابن عمر عند ابن حبان (4276) ، والطبراني في "الكبير" =(25/271)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 23/ (305) ، أخرجاه من طريقين عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن يونس بن بكير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عنه، قال: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟! لعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلقك؟ إنه قد كان طلقك، ثم راجعك من أجلي، فايم الله لئن كان طلقك لا كلمتك كلمةً أبداً. وإسناده جيد. يونس بن بكير: صدوق، روى له مسلم متابعةً، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/244، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وثالث من حديث أنس، عند الحاكم 4/15 أخرجه من طريق إسماعيل القاضي: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، حدثنا ثابت، عنه رضي الله عنه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلّق حفصة تطليقة، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، طلقت حفصة، وهي صوّامة قوّامة، وهي زوجتك في الجنة، فراجعها. وإسناده ضعيف لضعف الحسن بن أبي جعفر، وهو الجُفْرِي، وأخرجه البزار (2668) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن عاصم، عن زر، عن عمار بن ياسر.
وأخرجه البزار (1501) من طريق أسباط بن محمد، عن سعيد (وهو ابن أبي عروبة) ، عن قتادة، عن أنس. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/333، وقال: رواه البزار.
ورابع من حديث عقبة بن عامر الجهني، عند الطبراني في "الكبير" 17/ (804) وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلق حفصة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فوضع التراب على رأسه، فقال: ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعد هذا، فنزل جبريل عليه السلام، فقال: إن الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/333 و9/244 وقال: فيه عمرو بن صالح الحضرمي، لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن قيس بن زيد عند الحاكم 4/15، والطبراني 18/ (934) ، وفي إسناده وهم.(25/272)
حَدِيثُ رَجُلٍ
15925 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى هُوَ ابْنِ الطَّبَّاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ، قُمْ إِلَيَّ أَمْشِ إِلَيْكَ، وَامْشِ إِلَيَّ أُهَرْوِلْ إِلَيْكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريح- وهو ابن الحارث الكوفي القاضي- فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي، وهو ثقة. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/196، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير شريح بن الحارث، وهو ثقة.
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11361) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(25/273)
حَدِيثُ جَرْهَدٍ الْأَسْلَمِيِّ (1)
15926 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ (2) فَخِذِهِ، فَقَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ " (3)
__________
(1) قال السندي: جرهد بن خويلد، أسلمي، وكان من أهل الصفة، وكان يكنى أبا عبد الرحمن.
قيل: عداده في أهل البصرة، والصحيح أنه في أهل المدينة.
وجاء أنه شهد الحديبية، وجاء أنه أكل بشماله مرة، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"كُل باليمين"، فقال: إنها مصابة، فنفث عليها، فما شكى حتى مات.
(2) لفظ "عن"ليس في (ظ 12) و (ص) .
(3) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مضطربٌ جداً، فقد رواه سالم أبو النضر- كما في هذه الرواية والروايتين (15927) و (15931) - وأبو الزناد- كما في الروايات الآتية- وعبد الله بن محمد بن عقيل- كما في الرواية (15930) ، واختُلف عن أبي النَّضْر وعن أبي الزناد:
فرواه مالك عن أبي النَّضْر، واختُلف عنه:
فرواه عبدُ الرحمن بن مهدي عنه موصولاً كما في هذه الرواية، وتابعه على وصله القعنبي عند أبي داود (4014) ، والطبراني في "الكبير" (2143) ، وأبي نعيم في "الحلية" 1/353، وعبدُ الله بنُ نافع عند الطبراني في "الكبير" (2144) .
وخالفهم إسحاقُ بنُ عيسى الطباع وغيره، كما سيأتي في الرواية (15931) ، فقالوا. عن مالك، عن أبي النضر، عن زرعة بن جرهد، عن أبيه، ولم يذكروا جده. =(25/274)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه ابنُ عيينة عن أبي النضر، واختُلف عنه:
فرواه أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة ونصر بن علي وعباس النجراني، عنه، عن أبي النضر، عن زرعة بن مسلم بن جرهد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، وهي الرواية الآتية برقم (15927) .
ورواه الحميدي وسعيد بن منصور وعبد الجبار بن العلاء، عنه، عن أبي النضر، عن زرعة بن مسلم بن جرهد، عن جده جرهد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 93.
ورواه الضحاك بن عثمان، عن أبي النَّضْر، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن جده، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/249 عن عبد الرحمن بن يونس، عن ابن أبي الفديك، عنه، به.
ورواه أبو الزناد، واختُلف عنه:
فرواه ابنُ عيينة، عنه، عن آل جرهد، عن جرهد، وهي الرواية الآتية برقم (15928) .
ورواه معمر، عنه، عن ابن جرهد، عن أبيه، كما في الرواية (15929) .
ورواه ابنُ أبي الزناد، عنه، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن جده جرهد، كما في الرواية (15932) .
ورواه الثوري عنه، واختلف عنه:
فرواه يحيى القطان، عن الثوري، عنه، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن جده جرهد، كما في الرواية (15933) .
وقال مؤمل عن الثوري، عن أبي الزناد، عن زرعة بن جرهد، عن أبيه.
كما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 93، وذكر أوجهاً أخرى كذلك.
قلنا: وعبد الرحمن بن جرهد مجهول الحال، وباقي رجال إسناده هذه الرواية ثقات. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية المدني.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عباس، سلف برقم (2493) ، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر على رجل وفخذه خارجة، فقال: "غَطِّ فخذك، فإنَّ فَخِذَ الرجل =(25/275)
15927 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جَرْهَدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جَرْهَدًا فِي الْمَسْجِدِ، وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ قَدِ انْكَشَفَ (1) فَخِذُهُ فَقَالَ: " الْفَخِذُ عَوْرَةٌ " (2)
__________
= من عورته".
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6756) . وفيه أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "وإذا أنكح أحدكم عبده أو أجيره، فلا ينظرنَّ إلى شيء من عورته، فإن ما أسفل من سرته إلى ركبتيه من عورته"، وإسناده حسن.
وثالث من حديث محمد بن عبد الله بن جحش، سيرد 5/290.
ورابع من حديث علي، سلف في "المسند" برقم (1249) من زيادات عبد الله بن أحمد، ولفظه: قال لي رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت"، وإسناده ضعيف، ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" برقم (1697) بلفظ: "الفخذ عورة" فانظرهما.
وقد روى البخاري في "الصحيح" (371) عن أنس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسر عن فخذه. قال البخاري: حديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط.
(1) في (ظ 12) : انكشفت.
(2) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وإرساله مع وهم في اسم أحد رواته. وتقدم تفصيل اضطرابه في الرواية السابقة (15926) . سفيان: هو ابن عيينة، وزرعة بن مسلم بن جرهد، كذا قاله ابن عيينة، ولم يصح فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 3/440، وقال ابن حبان في "الثقات" 4/268: ومن زعم أنه زرعة بن مسلم بن جرهد، فقد وهم. قلنا: يعني أن
الصواب زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد. كما في الرواية السالفة.
وقد رواه أحمد عن ابن عيينة مرسلاً، وتابعه ابن أبي شيبة وغيره كما ذكرنا آنفاً. ورواه غيرهم عن ابن عيينة موصولاً بذكر جد زرعة:
فأخرجه الحميدي (857) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (2146) -، وابن أبي شيبة 9/118- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"=(25/276)
15928 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي آلُ جَرْهَدٍ، عَنْ جَرْهَدٍ، قَالَ: " الْفَخِذُ عَوْرَةٌ " (1)
15929 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ ابْنِ جَرْهَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا كَاشِفٌ فَخِذِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَطِّهَا فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ " (2)
__________
= (2377) - وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/249 عن صدقة، والترمذي (2795) عن ابن أبي عمر، والدارقطني 1/224 من طريق بشر بن مطر، والحاكم في "المستدرك" 4/180 من طريق علي بن حرب، ستتهم عن ابن عيينة، عن أبي النضر، عن زرعة بن مسلم بن جرهد، عن جده جرهد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الترمذي: هذا حديث حسن، ما أرى إسناده بمتصل. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وسقط اسم سفيان بن عيينة من مطبوع الحميدي.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة كما سلف موصولاً بذكر جده، مع أن الدارقطني نصَّ في "العلل" أنه رواه عن ابن عيينة مرسلاً كرواية أحمد.
وانظر (15926) .
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد مضظرب كما سلف مفصلاً برقم (15926) . ولإبهام آل جرهد، سفيان: هو ابن عيينة، وأبو الزناد: هو عبد الله ابن ذكوان. وسلف ذكر الاختلاف عليه فيه في الرواية المذكورة (15926) .
ويظهر أن قوله: عن جرهد: يعني مرفوعاً، كما هو مصرح به عند الحميدي.
وأخرجه الحميدي (858) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/249، عن صدقة، والدارقطني1/224 من طريق بشر بن مطر، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، مرفوعاً، غير أن البخاري لم يصرح برفعه.
وانظر (15926) .
(2) حسن بشواهده، وهذا إسناد مضطرب كما سلف بيانه في الرواية =(25/277)
15930 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَرْهَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ جَرْهَدًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فَخِذُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ عَوْرَةٌ " (1)
__________
= (15926) . وابن جرهد إن يكن عبد الله أو عبد الرحمن فكلاهما مجهول، وإن يكن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد فثقة.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1115) و (19808) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2798) ، والطبراني في "الكبير" (2139) . قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه الطبراني (2141) من طريق روح بن القاسم، و (2142) من طريق ورقاء، كلاهما عن أبي الزناد، به.
وأخرجه الطبراني (2147) ، والبيهقي في "السنن" 2/228 من طريق سعيد ابن أبي عروبة، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن جرهد. عن أبيه. لكن وقع في مطبوع الطبراني: عبد الملك بن جرهد.
وانظر (15926) .
(1) حسن بشواهده دون لفظ "مسلم"، ولعله من أغاليط زهير بن محمد التميمي، قال أبو حاتم: في حفظه سوء، وهذا إسناد مضطرب جداً كما سلف بيانه في الرواية (15926) . أبو عامر: هو العقدي، وعبد الله بن جرهد مجهول. وعبد الله بن محمد بن عقيل: صدوق في حديثه لين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2149) من طريق أبي حذيفة، عن زهير بن محمد التميمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2797) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/63 ولم يسق لفظه، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1701) و (1702) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/475، والطبراني (2148) من طريق الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به. ووقع اسم عبد الله بن جرهد عند الطبراني =(25/278)
15931 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ جَرْهَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى فَخِذِي مُنْكَشِفَةً، فَقَالَ: " خَمِّرْ عَلَيْكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ " (1)
15932 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ،
__________
= عبد الرحمن.
وانظر (15926) .
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وسلف بيانه مفصلاً في الرواية (15926) . إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية المدني.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/249 عن يحيى بن بكير، والدارمي 2/281 عن الحكم بن المبارك، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1703) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/475 من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" (2145) من طريق ابن لهيعة، أربعتهم عن مالك، بهذا الإسناد.
تنبيه: وقع زيادة "عن جرهد" في إسناد مطبوع "شرح مشكل الآثار"، خطأ، فإنها ليست في الأصل الخطي من "شرح المشكل" فليستدرك من هنا.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/228 من طريق ابن أبي أويس، عن مالك، به، بزيادة: أن جرهداً كان من أهل الصفة ...
وأخرجه الطيالسي (1176) عن مالك، عن أبي النضر، عن ابن جرهد، عن جرهد، به.
وانظر (15926) .(25/279)
عَنْ جَرْهَدٍ جَدِّهِ، وَنَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ سِوَاهُ ذَوِي (1) رِضًا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى جَرْهَدٍ، وَفَخِذُ جَرْهَدٍ مَكْشُوفَةٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا جَرْهَدُ، غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّ يَا جَرْهَدُ، الْفَخِذَ عَوْرَةٌ " (2)
15933 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ، عَنْ جَدِّهِ جَرْهَدٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ، وَقَدِ انْكَشَفَتْ فَخِذِي قَالَ: " غَطِّ فَإِنَّ الْفَخْذَ عَوْرَةٌ " (3)
__________
(1) في (ظ 12) : ذوو.
(2) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، كما سلف بيانه مفصلاً برقم (15926) . حسين بن محمد: هو المَرُوذي، وابن أبي الزناد: هو عبد الرحمن، تكلموا في روايته عن أبيه، قال ابن المديني: ما حدث به بالعراق فهو مضطرب، وأبوه أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. قوله: ونفر من أسلم سواه، يعني سوى زرعة، وهو قول أبي الزناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/248-249، والطبراني في "الكبير" (2140) من طريقين عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وليس في إسناد الطبراني ذكر النفر من أسلم.
وانظر (15629) .
(3) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وقد بيناه مفصلاً مع ذكر الاختلاف على سفيان - وهو الثوري- فيه في الرواية (15926) . يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه ابن حبان (1710) من طريق أبي عاصم، والطبراني في "الكبير" (2138) من طريق قبيصة بن عقبة، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.=(25/280)
حَدِيثُ اللَّجْلَاجِ
15934 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُلَاثَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ اللَّجْلَاجِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي السُّوقِ، إِذْ مَرَّتْ امْرَأَةٌ تَحْمِلُ صَبِيًّا فَثَارَ النَّاسُ، وَثُرْتُ مَعَهُمْ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ لَهَا: " مَنْ أَبُو هَذَا؟ " فَسَكَتَتْ، فَقَالَ: " مَنْ أَبُو هَذَا؟ " فَسَكَتَتْ، فَقَالَ شَابٌّ بِحِذَائِهَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا حَدِيثَةُ السِّنِّ، حَدِيثَةُ عَهْدٍ بِخِزْيَةٍ، وَإِنَّهَا لَنْ تُخْبِرْكَ، وَأَنَا أَبُوهُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْتَفَتَ إِلَى مَنْ عِنْدَهُ كَأَنَّهُ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَا عَلِمْنَا إِلَّا خَيْرًا - أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ - فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْصَنْتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ، فَذَهَبْنَا فَحَفَرْنَا لَهُ حَتَّى أَمْكَنَّا، وَرَمَيْنَاهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى هَدَأَ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَجَالِسِنَا، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ أَنَا بِشَيْخٍ يَسْأَلُ عَنِ الْفَتَى، فَقُمْنَا إِلَيْهِ (1) فَأَخَذْنَا بِتَلَابِيبِهِ، فَجِئْنَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَذَا جَاءَ يَسْأَلُ عَنِ الْخَبِيثِ، فَقَالَ: " مَهْ، لَهُوَ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1704) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/475 من طريق مسعر، عن أبي الزناد، به.
وانظر (15926) .
(1) لفظ "إليه" ليس في (ظ 12) و (ص) .(25/281)
رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ " (1) قَالَ: فَذَهَبْنَا فَأَعَنَّاهُ عَلَى غُسْلِهِ، وَحَنُوطِهِ وَتَكْفِينِهِ وَحَفَرْنَا لَهُ وَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ الصَّلَاةَ أَمْ لَا (2)
__________
(1) في (ق) : لهو أطيب عند الله من ريح المسك.
(2) إسناده ضعيف محمد بن عبد الله بن علاثة مختلف فيه، فقد قال البخاري: في حفظه نظر، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، ويأتي بالمعضلات عن الأثبات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة القدح فيه، وذكره أبو نعيم في "الضعفاء" وقال: عن الأوزاعي وخصيف مناكير. وقال الحاكم في سؤالات مسعود: ذاهب الحديث له مناكير عن الأوزاعي، وعن أئمة المسلمين. ووثقه ابن معين، وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله، وقال ابن عدي: حسن الحديث وأرجو أنه لا بأس به. وقال في "التقريب": صدوق يخطىء. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير خالد بن اللجلاج، فمن
رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو صدوق. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه أبو داود (4435) ، والنسائي في "الكبرى" (7184) و (7203) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (488) ، والبيهقي في "السنن" 8/218 من طريق حرمي بن حفص، عن محمد بن عبد الله بن علاثة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/250، وأبو داود (4436) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2587) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (489) من طريق هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن محمد بن عبد الله الشُعَيثي، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن خالد بن اللجلاج، عن أبيه، ببعضه. وهذا إسناد ضعيف لضعف هشام بن عمار، ومسلمة بن عبد الله الجهني لا يُعرف
بجرح ولا تعديل.
قال السندي: قوله: "فثار الناسُ"، أي: قاموا واجتمعوا، "وثُرْتُ" كقُلتُ.
"مَنْ أبو هذا": يفيد التفتيش عن حال الزاني والبحث عنه، مع أنه جاء =(25/282)
حَدِيثُ أَبِي عَبْسٍ (1)
15935 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: لَحِقَنِي عَبَايَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَأَنَا رَائِحٌ إِلَى الْمَسْجِدِ إِلَى الْجُمُعَةِ مَاشِيًا وَهُوَ رَاكِبٌ، قَالَ: أَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا عَبْسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَهُمَا اللهُ عَلَى النَّارِ " (2)
__________
= الستر وتلقين الرجوع بعد الإقرار، وكأن المرأة كانت مدعيةً عليه، إلا أنها سكتت حياءً في المجلس، فأراد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه إن لم يثبت عليه يجبُ على المرأة حدُّ القذف، فبحثَ عنه لذلك.
"حتى هَدأ"- بهمزة- أي: سكن.
"بتلابِيْبِه": في "الصحاح" لَبَّبتُ الرجلَ تلبيباً إذا جمعتَ ثيابه عند صدره في الخصومة ثم جَرَرْته. وفي "المجمع": يقال: "أخذتُ بتَلْبِيب فلان إذا جمعتَ عليه ثوبَهُ الذي لبسه وقبضتَ عليه تجرُّه، والتَلْبِيْبُ: مجمع ما في موضع اللَّب من ثياب الرجل. اهـ.
(1) قال السندي: أبو عبس بن جَبْر، اسمه عبد الرحمن، وقيل: عبد الله، وقيل: معبد، أنصاري أوسي.
شهد بدراً وما بعدها، وهو أحد من قتل كعب بن الأشرف.
وكان هو وأبو بردة يكسران أصنام بني حارثة حين أسلما.
مات سنة أربع وثلاثين، عن سبعين سنة.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، الوليد بن مسلم- وإن كان مدلساً ويسوي- فقد صرح بالتحديث في جميع طبقات السماع، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/43 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (907) ، والترمذي (1632) ، والنسائي في "المجتبى" 6/14، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (112) ، وفي "الآحاد والمثاني"=(25/283)
حَدِيثُ أَعْرَابِيٍّ
15936 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، سَمِعَهُ مِنْهُ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ الْأَعْرَابِيِّ، الَّذِي سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ " (1)
__________
= (1973) ، والدولابي 1/43، وابن حبان (4605) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/8، والبيهقي في "السنن" 3/229، والبغوي في "شرح السنة" (2618) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الأسناد.
وأخرجه البخاري (2811) ، والبيهقي في "السنن" 9/162 من طريق يحيى ابن حمزة، عن يزيد بن أبي مريم، به.
قلنا: قد وقعت القصة هنا ليزيد بن أبي مريم مع عباية بن رافع، وعند البخاري أن القصة وقعت لعباية مع أبي عبس. قال الحافظ في "الفتح" 2/391: فإن كان محفوظاً احتمل أن تكون القصة وقعت لكلٍّ منهما.
وفي الباب عن جابر، سلف 3/367.
وآخر من حديث مالك بن عبد الله الخثعمي، سيرد 5/226.
وثالث من حديث أبى الدرداء، سيرد 6/443-444.
قال السندي: قوله: "في سبيل الله": حمله على سبيل الخير عموماً لا على الجهاد خصوصاً كما ربما يتبادر إليه الذهن.
(1) إسناده حسن، أبو هلال- وهو محمد بن سُلَيم الراسبي- مختلف فيه، فقد وثقه أبو داود، وقال أبو حاتم: محله الصدق، ليس بذاك المتين، وقال ابن معين: صدوق، وقال أحمد: يحتمل في حديثه: إلا أنه يخالف في قتادة، وهو مضطرب الحديث، وقال البزار: احتمل الناسُ حديثه، وهو غير حافظ،
وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، فيه=(25/284)
حَدِيثُ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ
15937 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ، عَنْ رَجُلٍ كَانَ قَدِيمًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، كَانَ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ، رَجُلٌ يُخْبِرُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ اكْتُبْ لِي كِتَابًا، أَنْ لَا أُؤَاخَذَ بِجَرِيرَةِ غَيْرِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ ذَلِكَ لَكَ، وَلِكُلِّ مُسْلِمٍ " (1)
__________
= لين، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، وأبو قتادة: هو العَدَوي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/61، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وأورده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/94، وقال: أخرجه أحمد بسند صحيح.
وفي الباب عن محجن بن الأدرع، سيرد 4/338.
وآخر عن عروة الفقيمي، سيرد 5/99.
قال السندي: قوله: "إن خير دينكم"، أي: خير أعماله من المندوبات، فإن الإنسان بسبب المداومة على الأيسر يحصِّل من الثواب ما لا يحصِّل بسبب الأشق، إذ الغالب فيه التَّرْك، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من بني تميم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية المدني.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/283، وقال: رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسمَّ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ويشهد له حديث أبي رمثة السالف برقم (7105) ، ولفظه: "ألا لا تجني=(25/285)
حَدِيثُ مُجَمِّعِ بْنِ يَزِيدَ (1)
15938 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ يَحْيَى أَخْبَرَهُ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَخَوَيْنِ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ لَقِيَا مُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ لَا يَمْنَعَ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ " فَقَالَ الْحَالِفُ: أَيْ أَخِي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ مَقْضِيٌّ لَكَ، وَقَدْ حَلَفْتُ فَاجْعَلْ أُسْطُوَانًا دُونَ جِدَارِي، فَفَعَلَ الْآخَرُ، فَغَرَزَ فِي الْأُسْطُوَانِ خَشَبَةً، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَمْرٌو: وَأَنَا نَظَرْتُ إِلَى ذَلِكَ (2)
__________
= نفس على أخرى". وذكرنا هناك شاهده، ونزيد هنا:
وعن عمرو بن الأحوص، سيرد 3/498-499.
وعن ابن مسعود عند البزار (1519) (زوائد) .
وانظر (7109) .
قال السندي: قوله: أن لا أؤاخذ: من المؤاخذة.
قوله: بجريرة غيري، أي: بذنبه وجنايته.
(1) قال السندي: هو مجمع بن يزيد بن جارية، الأنصاري، ابن أخي مجمع بن جارية، له صحبة.
وقيل: هما واحد، وفرق بينهما ابن السكن وغيره.
(2) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا اسناد ضعيف، عكرمة بن سلمة بن ربيعة لم يرو عنه غير هشام بن يحيى: وهو ابن العاص المخزومي، فهو في عداد=(25/286)
15939 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَهُ أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَخَوَيْنِ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ، أَعْتَقَ أَحَدُهُمَا أَنْ لَا يَغْرِزَ الْآخَرُ خَشَبًا فِي جِدَارِهِ، فَلَقِيَا مُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ، وَرِجَالًا كَثِيرًا، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمْنَعْ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبًا فِي جِدَارِهِ " فَقَالَ الْحَالِفُ: أَيْ أَخِي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ
__________
= المجهولين، وهشام بن يحيى لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن حجر في "التقريب": مستور، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري وأصحاب السنن خلا الترمذي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/68 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/408-409، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2410) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (1086) مختصراً، والبيهقي في "السنن" 6/69 من طريق مكي بن إبراهيم، به.
وأخرجه ابن ماجه (2336) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2409) ، والطبراني في"الكبير" 19/ (1087) من طريق أبي عاصم الضحاك ابن مخلد، عن ابن جريج، به.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (2463) ، ومسلم (1609) . وقد سلف (7154) ، وذكرنا هناك شرحه وأحاديث الباب.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "خشبة" بتاء الوحدة، أو بالإضافة إلى الضمير. قلنا: يعني بالجمع. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 10/221: والمعنى واحد، لأن المراد بالواحد الجنس.(25/287)
مَقْضِيٌّ لَكَ عَلَيَّ، وَقَدْ حَلَفْتُ فَاجْعَلْ أُسْطُوَانًا دُونَ جِدَارِي، فَفَعَلَ الْآخَرُ، فَغَرَزَ فِي الْأُسْطُوَانِ خَشَبَةً، فَقَالَ لِي عَمْرٌو: فَأَنَا نَظَرْتُ إِلَى ذَلِكَ (1)
15940 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ " (2)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو حجاج بن محمد المصيصي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 6/157 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف جداً، يزيد بن عياض: هو ابن جعدبة الليثي. قال البخاري: منكر الحديث، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، ورماه مالك بالكذب، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف. ويزيد بن عبد الرحمن بن قيس، لم نقع له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/53، وقال: رواه أحمد، وفيه يزيد ابن عياض، وهو منكر الحديث.
قلنا: وصلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النعلين قد ثبتت عن عدد من الصحابة، سلف ذكرهم في رواية ابن مسعود السالفة برقم (4397) .(25/288)
حَدِيثُ رَجُلٍ
15941 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ، عَنْ أَبِي الشَّمَّاخِ الْأَزْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ، لَهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ، أَتَى مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ أَمْرَ النَّاسِ، ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ الْمِسْكِينِ، أَوِ الْمَظْلُومِ، أَوْ ذِي الْحَاجَةِ، أَغْلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دُونَهُ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ عِنْدَ حَاجَتِهِ، وَفَقْرِهِ أَفْقَرَ مَا يَكُونُ إِلَيْهَا " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (15651) .(25/289)
حَدِيثُ رَجُلٍ
15942 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: نَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ: أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، ويزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/163، والحاكم 3/402، والبيهقي في "الدلائل" 6/378 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/22، وقال: رواه أحمد، وإسناده جيد!
ويشهد له حديث عمر عند مسلم (2542) ، وقد سلف (266) .
قال السندي: الحديث يدل على أنه خير التابعين، وقد صحَّ ذلك، فلا ينبغي إطلاق ذلك في غيره، والله تعالى أعلم.(25/290)
حَدِيثُ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيِّ
15943 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ، ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا، وَلَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا، قَالَ: فَاخْتَلَفُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَرَى لَهَا مِثْلَ صَدَاقِ نِسَائِهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ فَشَهِدَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي بِرْوَعَ ابْنَةِ وَاشِقٍ بِمِثْلِ مَا قَضَى " (1)
* 15944 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] : وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْهُمُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو داود (2115) ، والترمذي (1145) ، والنسائي في "المجتبى" 6/121، وفي "الكبرى" (5516) ، والبيهقي في "السنن" 7/245 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف تتمة تخريج هذه الطريق في مسند عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (4099) ، فلتنظر هناك.
وسيأتي 4/279 و279- 280، وسيكرر 4/280 سنداً ومتناً.(25/291)
عَنْ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ، وَهُوَ يَحْتَجِمُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ، فقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، وسلف الكلام عليه وعلى الاختلاف فيه على الحسن البصري في الرواية (15901) . ابن فضيل: هو محمد.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 3/49، ومن طريقه أخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1294) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/98، والطبراني في "الكبير" 20/ (547) . وتحرف اسم معقل بن سنان في مطبوع ابن أبي شيبة إلى معقل بن يسار.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3167) عن يحيى بن موسى وأحمد بن حرب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/98 من طريق أحمد بن حميد، ثلاثتهم عن محمد بن فضيل، به.
وأخرجه البزار (1001) "زوائد" عن عبد الله بن سعيد، والطبراني في "الكبير" 20/ (482) من طريق ابن الأصبهاني، كلاهما عن محمد بن فضيل، به، لكنهما سميا الصحابي معقل بن يسار.
قال البزار: تفرد به عطاء، وقد أصابه اختلاط، ولا يجب الحكم بحديثه إذا انفرد.
ومن حديث معقل بن يسار أورده الهيثمي في "المجمع " 8/169، ونسبه إلى البزار والطبراني في "الكبير"، وقال: وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط.
وقد سلف برقم (15901) ، وذكرنا هناك أنه ثبت نسخه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانظره.(25/292)
حَدِيثُ بُهَيْسَةَ، عَنْ أَبِيهَا
15945 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مَنْظُورٍ (1) بْنِ سَيَّارِ بْنِ مَنْظُورٍ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُهَيْسَةَ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَمِيصِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: " الْمَاءُ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: " الْمَلحُ " (2) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: " أَنْ تَفْعَلَ الْخَيْرَ خَيْرٌ لَكَ " (3)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: منصور.
(2) في الأصول و (م) : الماء، والمثبت من المصادر التي خرجت الحديث.
(3) إسناده ضعيف، مسلسل بالمجاهيل، على خطأٍ من وكيع في تسمية سيار بن منظور، فقد قال: منظور بن سيار، وهو وهم فيما قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 4/160، وسيار بن منظور لم يرو عنه غير كهمس بن الحسن، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال عبد الحق الإشبيلي فيما نقله عنه الحافظ في "تهذيبه": مجهول. وأبوه منظور- ابن سيار الفزاري- لم يروِ عنه غيرُ ابنِه سيار، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان" 4/190: لا يُعرف. وبُهيسة الفزارية، قال الذهبي: تفرد عنها أبو سيار بن منظور الفزاري، وقال الحافظ في "التقريب": لا تُعرف، ويُقال: إن لها صحبة. وذكر في "الإصابة" أنه ليس في حديثها ما يدل على صحبتها، لأن
سياق ابن منده: أن أباها استأذن، وسياق أبي داود والنسائي: عن أبيها أنه استأذن، قال: وهو المعتمد. قلنا: وقد وقع اضطراب في إسناد هذا الحديث أيضاً، فبعض الرواة يذكر والد سيار بن منظور، وبعضهم لا يذكره. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابي الحديث- والد بُهيسة =(25/293)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الفزارية- لم يخرج له الشيخان، وإنما أخرج له أبو داود والنسائي. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه أبو داود (1669) و (3476) ، والبيهقي في "السنن" 6/150 من طريق معاذ- وهو ابن معاذ العنْبري-، والنسائي في "الكبرى" ببعضه- كما في "تحفة الأشراف" 11/229 من طريق النضر بن شُميل، والدارمي (2613) عن عثمان بن عمر، وأبو يعلى (7177) من طريق محمد بن بكر البُرساني، أربعتهم عن كهمس، عن سيار، عن أبيه، عن بهيسة، عن أبيها، به.
وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (1098) عن النضر- وهو ابن شُميل- عن كهمس، عن سيار، عن بُهيسة،- عن أبيها-، قالت: استأذن أبي.
ولم يذكر والد سيار في الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/19 من طريق حماد بن مسعدة، والطبراني في "الكبير" 22/ (789) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء وبكر بن حمدان، ثلاثتهم عن كهمس، عن سيار، عن بُهيسة، عن أبيها قال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يذكر والد سيار في الإسناد. ورواية حماد بن مسعدة ليس فيها ذكر الماء.
وانظر الحديثين بعده.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6673) ولفظه: "من منع فضل مائه، أو فضل كلئه، منعه اللهُ فضلَهُ يومَ القيامة" وهو حديث حسن لغيره. وقد ذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فدخلتُ بينه وبين قميصه" جاء أنه أدخل اليد في قميصه فمسّ الخاتم. قلنا: يعني خاتم النبوة.
"لا يحلُّ منعه" من طالبه.
"أن تفعل الخير خيرٌ لك" أي، فعلُ الخير على العموم مطلوبٌ محبوبٌ ينبغي للمرء أن يفعله، سواء حلَّ منعُها أم لا، فلا وجه للاقتصار في السؤال على ما لا يَحِلُّ ويترك الخيرات الأُخر.(25/294)
15946 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَيَّارَ بْنَ مَنْظُورٍ الْفَزَارِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بُهَيْسَةَ، قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ أَبِي، عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَمِيصِهِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
15947 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قال: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَيَّارُ بْنُ مَنْظُورٍ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُهَيْسَةَ، قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ أَبِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَدْنُو مِنْهُ وَيَلْتَزِمُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: " الْمَاءُ " ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: " الْمِلْحُ " (2) ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ تَفْعَلِ الْخَيْرَ خَيْرٌ لَكَ " قَالَ: " فَانْتَهَى قَوْلُهُ إِلَى الْمَاءِ وَالْمِلْحِ " قَالَ: " فَكَانَ (3) ذَلِكَ الرَّجُلُ لَا يَمْنَعُ شَيْئًا وَإِنْ قَلَّ " (4)
__________
(1) إسناده ضعيف، مسلسل بالمجاهيل، كما سلف الكلام عليه في الرواية السابقة.
وانظر ما بعده.
(2) في (ظ 12) : الماء بدل الملح، وجاء فيها وفي (ق) و (ص) : قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) في (س) و (م) : وكان.
(4) إسناده ضعيف، مسلسل بالمجاهيل، كما بسطنا الكلام عليه عند الرواية (15945) . يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 12/312-313 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =(25/295)
* حَدِيثُ ابْنِ الرَّسِيمِ، عَنْ أَبِيهِ
15948 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي (1) شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ غَسَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ الرَّسِيمِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: وفَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَانَا عَنِ الظُّرُوفِ قَالَ: ثُمَّ قَدِمْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا: إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ وَخِمَةٌ، قَالَ: فَقَالَ: " اشْرَبُوا فِيمَا شِئْتُمْ مَنْ شَاءَ أَوْكَى سِقَاءَهُ، عَلَى إِثْمٍ " (2)
__________
= وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (737) عن يزيد بن هارون، عن كهمس، عن سيار بن منظور، عن بهيسة، قالت: استأذن أبي. إلا أنه لم يذكر والد سيار في الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (789) عن إدريس بن جعفر العطار، عن يزيد بن هارون، عن كهمس، عن سيار بن منظور، عن بُهيسة، عن أبيها قال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. ولم يذكر والد سيار في الإسناد.
وانظر (15945) .
(1) لفظ "أبي" سقط من (م) .
(2) إسناده ضعيف، لضعف يحيى بن الحارث التيمي- وهو يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر أبو الحارث الكوفي، نسب هنا إلى جده- ولجهالة ابن الرسيم، فلم يرو عنه سوى يحيى بن غسان التيمي، ووصفه في رواية ابن أبي شيبة: فإنه كان رجلاً من أهل هجر، وكان فقيهاً. قال. الحافظ في
"التعجيل" في ترجمة ابن الرسيم: وقع في بعض طرق حديثه ما يرشد إلى أن اسمه غسان، وهي رواية عبد العزيز بن مسلم، عن يحيى بن الحارث، عن يحيى بن غسان، عن الرسيم. وقال أبو علي بن السكن في ترجمة الرسيم:=(25/296)
15949 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ غَسَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أَبِي فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
__________
= إسناده مجهول. وقال في "التعجيل" في ترجمة غسان التيمي: قال ابن عبد البر: إسناد حديثه في الأوعية والأشربة مضطرب. قلنا: يريد باضطرابه أنه روي هنا من طريق يحيى بن غسان التيمي عن ابن الرسيم، عن أبيه، وفي الإسناد الآتي من طريق يحيى بن غسان التيمي، عن أبيه، قال: كان أبي ...
وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/160-161، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (4634) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/63، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه يحيى بن عبد الله الجابر، وهو ضعيف عند الجمهور، ووثّقه أحمد، وابن الرَّسيم لم أعرفه.
وأورده أيضاً 5/63 من حديث ابن الراسبي عن أبيه، وقال: رواه الطبراني في ترجمة الرسيم، وقال: عن ابن الراسبي، عن أبيه، فيحتمل أن يكون الرسيم راسبياً، والله أعلم. وفي إسناده يحيى بن الجابر، وهو ضعيف عند الجمهور، ووثقه أحمد، وفيه من لم أعرفهم.
قلنا: ليس في ترجمة الرسيم عند الطبراني غير حديث واحد وهو الرواية (4634) ، وليس فيها ابن الراسبي، وإنما فيها ابن الرسيم عن أبيه.
وإباحة الانتباذ في الظروف بعد النهي عنها، سلفت من حديث ابن مسعود برقم (4319) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر أيضاً حديث صحار العبدي الآتي برقم (15957) .
قال السندي: قوله: "وَخمة": بفتح فكسر أو سكون، أي: ثقيلة. "أَوْكَى" بقصر لا همز، أي: لا دخل للإناء، ولا فائدة في تحريم إناء وتحليل آخر، لإمكان أن يتخذ في ما أُحِلَّ له من الإناء خمراً.(25/297)
عَبْدِ القَيْسٍ، فَنَهَاهُمْ عَنْ هَذِهِ الْأَوْعِيَةِ، قَالَ: فَاتَّخَمْنَا، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ نَهَيْتَنَا عَنْ هَذِهِ الْأَوْعِيَةِ فَاتَّخَمْنَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَبِذُوا فِيمَا بَدَا لَكُمْ، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا، فَمَنْ شَاءَ أَوْكَى سِقَاءَهُ عَلَى إِثْمٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف- كما أوردنا في الرواية السالفة (15948) -، وقد أورد الحافظ في "أطراف المسند المعتلي" 2/343 هذا الإسناد، ثم قال: ولم يذكر ابن الرسيم، لكنه قال في "التعجيل" كما بيّنا في الرواية السابقة أن هذه الرواية ترشد إلى أن غسان التيمي هو ابن الرسيم، وقد وهم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/50، فقال: غسان روى عن ابن الرسيم، وكان في الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنهاهم عن الأوعية، روى يحيى الجابر، عن يحيى ابن غسان، عن أبيه. قلنا: الذي روى عن ابن الرسيم، إنما هو يحيى بن غسان، والذي كان في الوفد إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو الرسيم، ونقلنا عن الحافظ آنفاً أن غسان هو ابن الرسيم نفسه، وليس راوياً عنه. ووفع وهمٌ مثله في "تاريخ" البخاري 7/106، فقد جعل البخاري لغسان صحبة، بسبب سقط وقع في الإسناد الذي ساقه، إذ فيه ... عن يحيى بن غسان قال: كان أبي في الوفد، والصواب: عن يحيى بن غسان، عن أبيه قال: كان أبي في الوفد.
حسن بن موسى: هو الأشيب، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْمَلي.
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/63، وقال: رواه أحمد.
وقد سلف برقم (15948) مع ذكر أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فاتَّخَمنا" بتشديد التاء على بناء الفاعل، يقال: اتَّخمْتُ من الطعام: إذا لم يوافِقْك، أو بتخفيف التاء على المفعول، من أتخمه الطعام، كأفعَلَه، وأصله أوخمه بالواو، إلا أنهم استعملوه بالتاء توهُّماً أنها أصلية لكثرة الاستعمال في التخمة ونحوها.(25/298)
حَدِيثُ عُبَيْدَةَ بْنِ عَمْرٍو
* 15950 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي رَبِيعَةَ ابْنَةَ عِيَاضٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ جَدِّي عُبَيْدَةَ بْنَ عَمْرٍو الْكِلَابِيَّ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ " (1)
__________
(1) إسناده محتمل للتحسين، ربعية بنت عياض الكلابية، وإن لم يرو عنها سوى سعيد بن خُثيم، هو حفيدها، ووثقها العجلي وابن حبان، وصحابيه عبيدة بن عمرو الكلابي، يقال له أيضاً: عبيدة، بفتح أوله، ويقال: عبيد، دون هاءٍ في آخره، وكذلك سماه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/440، وذكر
الحافظ في "الإصابة" أن يحيى الحماني أخرج هذا الحديث في "مسنده"، لكن خالف الجميع، فقال: سمعت جدتي عبيدة بنت عمرو، جعله امرأةً، وأظنه فتح العين، والأول أصح.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1507) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (264) "زوائد" عن خلاّد بن أسلم، عن سعيد بن خُثيم، به. إلا أنه وقع فيه: ربعيَّة بنت عياض، عن جدّ أبيها عبيدة بن عمرو. قال.
البزار: لا نعلم روى عبيدةُ إلا هذا.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/236، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد ثقات.
وأورده الهيثمي أيضاً 1/238 إلا أنه قال: وعن سعيد بن خثيم قال: سمعت جدتي عبيدة بنت عمرو الكلابية تقول: ... فذكر الحديث، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثقون، إلا أن سعيد بن خثيم لم أجد له سماعاً من أحد من الصحابة، وقد روى قبل هذا عن جدته، عن أبيها، والله =(25/299)
قَالَ: " وَكَانَتْ رِبْعِيَّةُ إِذَا تَوَضَّأَتْ أَسْبَغَتِ الْوُضُوءَ "
__________
= أعلم.
قلنا: هذه الرواية التي أوردها الهيثمي هي الرواية التي أخرجها يحيى الحماني- كما ذكرنا آنفاً- وجعل عبيدة بن عمرو امرأة، وإسنادها منقطع- كما ذكر الهيثمي- لأن سعيد بن خثيم إنما يروي هذا الحديث عن جدّته ربعية بنت عياض، عن جدها عبيدة بن عمرو الكلابي كما سلف، ولعله مراد الهيثمي بقوله: عن أبيها، عنى الأب الأعلى.
قلنا: وإسباغ الوضوء ثبت بأحاديث صحيحة، انظر حديث علي السالف برقم (582) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيأتي الحديث بالأرقام (16721) و (16722) و (16723) من زوائد عبد الله.(25/300)
حَدِيثُ جَدِّ طَلْحَةَ الْأَيَامِيِّ
15951 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ حَتَّى بَلَغَ الْقَذَالَ، وَمَا يَلِيهِ مِنْ مُقَدَّمِ الْعُنُقِ بِمَرَّةً " قَالَ الْقَذَالُ: السَّالِفَةُ الْعُنقُ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة مصرِّف والد طلحة، ولضعف لَيْث- وهو ابن أبي سُلَيم- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه كعب بن عمرو- ويقال: عمرو بن كعب- لم يخرج له سوى أبي داود. طلحة: هو ابن مصرف بن كعب بن عمرو اليامي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/30 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (132) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/30، والطبراني في "الكبير" 19/ (407) (408) من طرق عن عبد الوارث، به. ولفظ رواية مسدد عن عبد الوارث عند أبي داود والطبراني (408) : مسح رأسه من مقدمه إلى مؤخره، حتى أخرج يديه من تحت أذنيه، قال أبو داود: قال مسدد: فحدثتُ به يحيى، فأنكره. وقال أيضاً: وسمعت أحمد يقول: إن ابن عيينة- زعموا- كان يُنكره، ويقول: أيشٍ هذا، طلحة عن أبيه عن جده؟! قال الحافظ في "التلخيص": وكذلك حكى عثمان الدارمي عن علي ابن المديني، وزاد: وسألتُ عبد الرحمن بن مهدي، عن اسم جده، فقال: عمرو بن كعب، أو كعب بن عمرو، وكانت له صحبة، وقال الدوري عن ابن معين: المحدثون
يقولون: إن جد طلحة رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأهلُ بيته يقولون: ليست له صحبة.
وقال في "التهذيب" في ترجمة كعب بن عمرو جد طلحة: إن كان هو جد طلحة بن مصرف، فقد رجح جماعة أنه كعب بن عمرو، وجزم ابنُ القطان أنه =(25/301)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمرو بن كعب، وإن كان طلحة المذكور ليس هو ابنَ مُصَرف، فهو مجهول، وأبوه مجهول، وجده لا تثبت له صحبة، لأنه لا يعرف إلا في هذا الحديث.
قلنا: قد أثبت صحبته ابنُ عبد البر في "الاستيعاب".
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/16، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/30، والطبراني في "الكبير" 19/ (409) ، والبيهقي 1/60 من طريقين عن ليث، به.
وضعَّف إسناده البيهقي والحافظ في "التلخيص" 1/92، والنووي في "المجموع" 1/500.
وفي الباب عن ابن عمر موقوفاً عند البيهقي 1/60: أنه كان إذا مسح رأسه، مسح قفاه مع رأسه. وقال: هذا موقوف، والمسند في إسناده ضعف.
والله أعلم.
وقد جعل الطحاوي وابنُ أبي شيبة وابن حبان (1084) هذا الحديث في صفة مسح الرأس لا في مسح العنق، ولذا ذكر الطحاوي في الباب حديث عبد الله بن زيد- وهو عند البخاري (185) - وفيه: بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه..، وحديث معاوية- وهو عند أبي داود (124) - وفيه: ثم مسح من مقدمه إلى مؤخره..، وحديث المقدام بن معديكرب، وفيه: فلما بلغ مسح رأسه وضع كفيه على مقدم رأسه، ثم مر بهما حتى بلغ القفا. وحديث المقدام إسناده ضعيف.
ويظهر أنّ بعضهم ذهب إلى أن المراد بالقفا في هذا الحديث العنق، قال الحافظ في "التلخيص": ولعل مستند البغوي في مسح القفا (يعني العنق هنا) ما رواه أحمد وأبو داود من حديث طلحة بن مصرف عن أبيه.. ثم قال: وإسناده ضعيف كما تقدم.
قلنا: ولذلك لا نرى وجهاً لإيراد أحاديث مسح العنق هنا، على أنها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع.=(25/302)
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ الْبَكْرِيِّ (1)
15952 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، " فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَبِلَالٌ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَإِذَا رَايَاتٌ سُودٌ، وَسَأَلْتُ مَا هَذِهِ الرَّايَاتُ؟ فَقَالُوا: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ (3)
__________
= قال السندي: جد طلحة الإيامي قيل: هو طلحة بن مصرف بن عمرو اليامي بالتحتانية، وإلا فمجهول، فعلى الأول عمرو بن كعب الإيامي، وقيل: كعب بن عمرو، والله تعالى أعلم.
قوله: "القذال"- بفتحتين-: القفا.
(1) قال السندي: الحارث بن حسان، بكري، وكان يسكن البادية، وكانت له صحبة.
تزوج الحارث بن حسان، وكان الرجل إذا أعرس لا يخرج أياماً، فقيل له في ذلك، فقال: والله إن امرأةً تمنعني من صلاة الغداة في جَمْعٍ لاَمرأةُ سوء.
(2) في النسخ الخطية و (م) : عاصم بن أبي الفزر، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/223، وفي الروايات الآتية، وفي مصادر التخريج.
(3) إسناده ضعيف لانقَطاعه، عاصم بن أبي النجود لم يدرك الحارث بن حسان، بينهما أبو وائل شقيق بن سلمة، كما في الإسناد الآتي. ونبه على انقطاعه ابنُ عبد البر في "الاستيعاب" 2/231، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" في ترجمة الحارث بن حسان وابن كثير في "السيرة النبوية" 4/165.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3328) و (3329) من طريق الإمام=(25/303)
15953 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: مَرَرْتُ بِعَجُوزٍ بِالرَّبَذَةِ مُنْقَطِعٌ بِهَا، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: فَقَالَتْ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَاحْمِلُونِي مَعَكُمْ فَإِنَّ لِي إِلَيْهِ حَاجَةً. قَالَ: فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ غَاصٌّ بِالنَّاسِ، وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ تَخْفِقُ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ الْيَوْمَ؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَجْهًا، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَ الدَّهْنَاءَ حِجَازًا بَيْنَنَا، وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ، فَافْعَلْ فَإِنَّهَا كَانَتْ لَنَا مَرَّةً، قَالَ: فَاسْتَوْفَزَتِ الْعَجُوزُ، وَأَخَذَتْهَا الْحَمِيَّةُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ تَضْطَرُّ مُضَرَكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَمَلْتُ هَذِهِ وَلَا أَشْعُرُ أَنَّهَا كَائِنَةٌ لِي خَصْمًا، قَالَ: قُلْتُ: أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/512، وابنُ ماجه (2816) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1666) ، والطبراني (3327) و (3329) من طريق أبي بكر بن عياش، به.
وأخرجه موصولاً بذكر أبي وائل بين عاصم والحارث البخاريُ في "التاريخ الكبير" 2/261 عن أبي بكر، عن سلام بن سليمان أبي المنذر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن الحارث بن حسان البكري، وسمى الغزاة التي قدموا منها ذات السلاسل.
وسيأتي من طريق سلام مطولاً برقم (15953) و (15954) .(25/304)
وَمَا قَالَ الْأَوَّلُ؟ " قَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ - يَقُولُ سَلَّامٌ: هَذَا أَحْمَقُ، يَقُولُ لرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " يَسْتَطْعِمُهُ الْحَدِيثَ، قَالَ: إِنَّ عَادًا أَرْسَلُوا وَافِدَهُمْ قَيْلًا، فَنَزَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ شَهْرًا يَسْقِيهِ الْخَمْرَ، وَتُغَنِّيهِ الْجَرَادَتَانِ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى جِبَالَ (1) مُهْرَةَ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي لَمْ آتِ لِأَسِيرٍ أُفَادِيهِ، وَلَا لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ، فَاسْقِ عَبْدَكَ مَا كُنْتَ سَاقِيَهُ (2) ، وَاسْقِ مُعَاوِيَةَ بْنَ بَكْرٍ شَهْرًا - يَشْكُرْ لَهُ الْخَمْرَ الَّتِي شَرِبَهَا عِنْدَهُ - قَالَ: فَمَرَّتْ سَحَابَاتٌ سُودٌ فَنُودِيَ أَنْ خُذْهَا رَمَادًا، رِمْدِدًا لَا تَذَرْ مِنْ عَادٍ أَحَدًا قَالَ أَبُو وَائِلٍ: " فَبَلَغَنِي أَنَّ مَا أُرْسِلَ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ كَقَدْرِ مَا يَجْرِي فِي الْخَاتَمِ " (3)
__________
(1) في (م) : على جبال.
(2) في هامش (ظ 12) : ما كنت مسقيه (خ) .
(3) إسناده حسن من أجل سلّام أبي المُنذر- وهو ابنُ سليمان النحوي القارىء-، وعاصمِ بنِ أبي النَّجُود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 1/386، 387 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وسياقه أتم.
وأخرجه مختصراً بذكر دخول مسجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنُ سعد في "الطبقات" 6/35، والنسائي في "الكبرى" (8607) ، ومطولاً الطبراني في "الكبير" (3325) من طريق عفان، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (3273) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1667) ، والطبراني في "الكبير" (3325) و (3326) عن سلام أبي المنذر، به. ولم يرد في رواية الترمذي تسمية الصحابي، بل جاء فيه: عن =(25/305)
15954 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُنْذِرِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَشْكُو الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ، فَإِذَا عَجُوزٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مُنْقَطِعٌ بِهَا، فَقَالَتْ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّ لِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَةً، فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغِي (1) إِلَيْهِ؟ قَالَ: فَحَمَلْتُهَا، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا الْمَسْجِدُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ تَخْفِقُ،
__________
= رجل من ربيعة.
وقال الترمذي: وقد روى غير واحد هذا الحديث عن سلاّم أبي المنذر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث بن حسان، ويقال له: الحارث بن يزيد.
قلنا: سيأتي تسميته الحارث بن يزيد في الرواية (15954) ، وقد سلف طرف منه برقم (15952) .
وقصة قيلة بنت مخرمة العنبرية أخرجها الطبراني في "الكبير" 25/ (1) من حديثها، وسمت الصحابي: حريث بن حسان. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/12، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.
الدهناء: موضع بنجد من ديار بني تميم.
استوفزت: تهيأت للوقوف.
على الخبير سقطت، أي: على العارف بقصة وافد عاد وقعت، وهو مثل سائر للعرب، انظر "مجمع الأمثال" 2/377.
الجرادتان: قينتان لمعاوية بن بكر.
رمدداً. قال ابن الأثير: بكسر الراء: المتناهي في الاحتراق والدِّقة، كما يقال: ليلٌ أليلٌ ويومٌ أيومٌ: إذا أرادوا المبالغة.
(1) في (ق) : مبلغني.(25/306)
وَبِلَالٌ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالُوا: يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَجْهًا، قَالَ: فَجَلَسْتُ، قَالَ: فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ - أَوْ قَالَ: رَحْلَهُ - فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ، فَسَلَّمْتُ فَقَالَ: " هَلْ كَانَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي (1) تَمِيمٍ شَيْءٌ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: وَكَانَتْ لَنَا الدَّبْرَةُ عَلَيْهِمْ، وَمَرَرْتُ بِعَجُوزٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مُنْقَطِعٌ بِهَا، فَسَأَلَتْنِي أَنْ أَحْمِلَهَا إِلَيْكَ، وَهَا هِيَ بِالْبَابِ فَأَذِنَ لَهَا فَدَخَلَتْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ حَاجِزًا، فَاجْعَلِ الدَّهْنَاءَ، فَحَمِيَتِ الْعَجُوزُ، وَاسْتَوْفَزَتْ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِلَى أَيْنَ تَضْطَرُّ مُضَرَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّمَا مَثَلِي، مَا قَالَ الْأَوَّلُ: مِعْزَاةُ حَمَلَتْ حَتْفَهَا، حَمَلْتُ هَذِهِ، وَلَا أَشْعُرُ أَنَّهَا (2) كَانَتْ لِي خَصْمًا أَعُوذُ بِاللهِ، وَرَسُولِهِ أَنْ أَكُونَ كَوَافِدِ عَادٍ قَالَ: " هِيهْ، وَمَا وَافِدُ عَادٍ؟ " وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ مِنْهُ، وَلَكِنْ يَسْتَطْعِمُهُ، قُلْتُ: إِنَّ عَادًا قَحَطُوا فَبَعَثُوا وَافِدًا لَهُمْ، يُقَالُ لَهُ: قَيْلٌ، فَمَرَّ بِمُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْرًا يَسْقِيهِ الْخَمْرَ، وَتُغَنِّيهِ جَارِيَتَانِ يُقَالُ لَهُمَا: الْجَرَادَتَانِ (3) ، فَلَمَّا مَضَى الشَّهْرُ خَرَجَ جِبَالَ تِهَامَةَ، فَنَادَى (4) : اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجِئْ إِلَى مَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ، وَلَا
__________
(1) لفظة: "بني"، ليست في (ظ 12) و (ص) ، وهي نسخة في (س) .
(2) في (ظ 12) و (ص) : بها.
(3) في النسخ عدا (م) : الجرادتين، وضبب فوقها في (س) .
(4) في هامش (س) : فقال (خ) .(25/307)
إِلَى أَسِيرٍ فَأُفَادِيَهُ، اللهُمَّ اسْقِ عَادًا مَا كُنْتَ مُسْقِيَهُ (1) ، فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَاتٌ سُودٌ فَنُودِيَ مِنْهَا: اخْتَرْ، فَأَوْمَأَ إِلَى سَحَابَةٍ مِنْهَا سَوْدَاءَ، فَنُودِيَ مِنْهَا: خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا ولَا تُبْقِ مِنْ عَادٍ أَحَدًا، قَالَ: فَمَا بَلَغَنِي أَنَّهُ بُعِثَ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ، إِلَّا قَدْرَ مَا يَجْرِي فِي خَاتِمِي هَذَا، حَتَّى هَلَكُوا، قَالَ أَبُو وَائِلٍ: وَصَدَقَ قَالَ: " فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ وَالرَّجُلُ إِذَا بَعَثُوا وَافِدًا لَهُمْ، قَالُوا: لَا تَكُنْ (2) كَوَافِدِ عَادٍ " (3)
__________
(1) في (م) وهامش (س) : تسقيه.
(2) في (ظ 12) و (ص) وهامش (س) : تكون.
(3) إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا هو زيد بن الحباب: وهو ثقة.
وأخرجه مختصراً جداً الترمذي (3274) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وقال: ويقال له الحارث بن حسان أيضاً.
وقوله: مِعزاة حَملت حتفها. ذكره أبو عبيد البكري في "فصل المقال" ص 456 بصدد شرحه للمثل الذي ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام: لا تكن كالعنز تبحث عن المدية، فقال البكري: ومثله قولهم: "حتفها تحمل ضأن بأظلافها".(25/308)
حَدِيثُ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15955 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ (1) ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مِنْ قُطْنٍ مُنْبَتِرُ (2) الْحَاشِيَةِ، فَقُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " إِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى (3) ، إِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى، إِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا هَكَذَا " قَالَ. سَأَلْتُ عَنِ الْإِزَارِ؟ فَقُلْتُ: أَيْنَ أَتَّزِرُ؟ فَأَقْنَعَ ظَهْرَهُ بِعَظْمِ (4) سَاقِهِ، وَقَالَ: " هَاهُنَا اتَّزِرْ، فَإِنْ أَبَيْتَ، فَهَاهُنَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنْ أَبَيْتَ، فَهَاهُنَا
__________
(1) تحرف في (م) إلى: الهجيني. وهذا العنوان جاء في الأصول هكذا بإسقاط "عن رجل" بين أبي تميمة الهجيمي وبين عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا بد من إثباته، لأن أبا تميمة الهجيمي- واسمه طريف بن مجالد- تابعي وليس بصحابي، وهو قد سمعه بواسطة رجل من قومه- كما هنا وفي عامة المصادر التي خرجت هذا الحديث، وربما يكون منشأ الوهم إحدى روايتي إسماعيل ابن
علية المرسلة التي تفهم من سياق السند.
وقد تنبه لهذا العلامة السندي رحمه الله، فقال: والجهيمي: بجيم مصغراً اسمه طريف بن مجالد، وهو راوٍ عن رجل، فلو قال: حديث رجل، لكان أحسن.
(2) في (م) وهامش (س) : منتثر.
(3) في هامش (س) و (ظ 12) : الميت (خ) .
(4) في (س) : بمعظم.(25/309)
فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ " قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَعْرُوفِ؟ فَقَالَ: " لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ صِلَةَ الْحَبْلِ، وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ شِسْعَ النَّعْلِ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ (1) مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ مِنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ، وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْطَلِقٌ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ، وَلَوْ أَنْ تُؤْنِسَ الْوَحْشَانَ فِي الْأَرْضِ، وَإِنْ سَبَّكَ رَجُلٌ بِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ فِيهِ نَحْوَهُ، فَلَا تَسُبَّهُ فَيَكُونَ أَجْرُهُ لَكَ وَوِزْرُهُ عَلَيْهِ، وَمَا سَرَّ أُذُنَكَ أَنْ تَسْمَعَهُ فَاعْمَلْ بِهِ، وَمَا سَاءَ أُذُنَكَ أَنْ تَسْمَعَهُ فَاجْتَنِبْهُ (2)
__________
(1) في (م) ونسخة في (س) : تَنْزِعَ.
(2) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح. سعيد الجريري- وهو ابن إياس- سمع منه إسماعيلُ بنُ إبراهيم- وهو ابن عُلَيَّة- قبل الاختلاط، أبو السَّليل: هو ضُريب بن نُقَير الجُرَيري، وأبو تميمة الهُجَيمي: هو طَرِيفُ بن مجالد، والصحابي الذي أبهم اسمه: هو أبو جُرَي جابر بن سليم، ويقال: سليم بن جابر، وذكر الطبراني أنه الصواب.
وأخرجه مختصراً في ذكر كيفية السلام النسائي في "الكبرى" (10149) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (317) من طريق عبد الوارث العنبري، عن الجُريري، به، وسمى الصحابي: جابر بن سليم.
وقد ذكر الرازي في "العلل" 2/325 أن عبد الوارث سمى صحابيه جابر بن سليم.
وأخرجه- دون قوله: "لا تحقرن" إلى آخر الحديث- الحاكم 4/186 من طريق جعفر بن عون، عن سعيد الجُريري، به، وقد سمى الصحابي أيضاً:=(25/310)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جابر بن سليم. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأخرجه مختصراً في ذكر كيفية السلام الترمذي (2721) ، والنسائي في "الكبرى" (10151) و (10152) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (319) و (320) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (235) ، والطبراني في "الكبير" (6389) من طريق خالد الحذاء، عن أبي تميمة، به. ولم يصرح باسم الصحابي.
وسيأتي من طريق خالد الحذاء برقم (16616) دون ذكر كيفية السلام.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4084) ، والترمذي (2722) ، والنسائي في "الكبرى" (10150) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (318) ، والدولابي في "الكنى" 1/66 و66-67، والطبراني في "الكبير" (6386) و (6387) ، والبيهقي في "السنن" 10/236، وابنُ عبد البر في "الاستيعاب" 2/120 من طريق أبي غفار المثنى بن سعيد، عن أبي تميمة، عن أبي جُري جابر بن سليم. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأبو غفار المثنى بن سعيد ثقة، تحرف اسمه في مطبوع النسائي إلى: المثنى بن عفان، وتحرفت كنيته في مطبوع "الاستيعاب" إلى: أبي عفان.
وأخرجه الطيالسي (1208) ، والبخاري في "الأدب المفرد"، (1182) ، وابن حبان (521) ، والطبراني في "الكبير" (6390) (مختصراً) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/120 من طريق قرة بن موسى، والطبراني (6388) من طريق زيد بن هلال، والدولابي في "الكنى" 1/66 من طريق محمد بن سيرين، ثلاثتهم عن جابر بن سليم، به.
وسيأتي برقم (16616) و5/63 و63- 64 و64 و377-378.
وفي باب إزرة المؤمن: عن ابن عمر، سلف (5713) و (4489) .
وعن أبي هريرة، سلف (7857) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف (11010) .
وعن أنس، سلف (12424) .
وعن حذيفة، سيرد 5/382.(25/311)
حَدِيثُ صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ (1)
__________
= وفي باب كثرة طرق الخير:
عن أبي هريرة، سلف (8111) و (8183) .
وعن جابر، سلف (14709) .
وعن حذيفة، سيرد 4/397.
وعن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/395.
وعن أبي ذر، سيرد 5/168.
وعن بريدة الأسلمي، سيرد 5/354.
وعن عائشة عند مسلم (1007) ، وابن حبان (3380) .
وعن ابن عباس عند ابن حبان (299) .
قال السندي: قوله: "منبتر الحاشية": هكذا في أصلنا، من الانْبِتار بتقديم النون على الباء، وهو الانقطاع.
"عليك السلام" كأنه كان مشتاقاً إلى لقائه، فلذلك قدم الخطاب معه.
"تحية الموتى": لم يرد أنها تحيةُ الموتى شرعاً، بل إما أن بعضهم كان يقول ذلك في تحية الموتى، أو أن ذلك لو قيل في تحية الموتى لم يكن خطأ، بناء على أن السلام مع الحي للتأنيس، وتقديم "عليك" يؤدي به إلى خلافه أول الوهلة، لكون "على" يتبادر منها الضرر، بخلافه مع الميت، فإنه دعاء محض، فلا يختلف الأمر بالتقديم والتأخير.
"فأقنع"، أي: رفع.
"بعظم ساقه"، أي: مشيراً به.
"لا تحقرن": كتضرب، أو من التحقير، أي: حتى يؤدي ذلك إلى تركه أو عدم قبوله من الغير، والأول أنسب بما بعده، واحتمال أن قوله: "أن تُعطي" على بناء المفعول حتى يناسب بالمعنى الثاني قوله: "أن تفرغ" إلى آخره.
"سَرَّ" على بناء الفاعل.
(1) قال السندي: صحار بن العباس، العبدي، نسبة إلى عبد القيس، له=(25/312)
15956 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ، فَيُقَالُ: مَنْ بَقِيَ مِنْ بَنِي فُلَانٍ "، قَالَ: فَعَرَفْتُ حِينَ قَالَ: قَبَائِلَ أَنَّهَا الْعَرَبُ، لِأَنَّ الْعَجَمَ تُنْسَبُ إِلَى قُرَاهَا (1)
__________
= صحبة.
سكن البصرة، ومات بها، وكان بليغاً.
جاء أنه قيل له: ما يقول الرجل لصاحبه عند تذكيره إياه أياديَه وإحسانَه؟
قال: يقول: أما نحن فإنا نرجو أن نكون قد بلغنا من أداء ما يجب لك علينا مبلغاً مرضياً.
(1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن صُحَار، ترجمه الحسيني في "الإكمال" ص 263، وقال: مجهول، وترجمه الحافظ في "التعجيل" إلا أنه نقل عن الحسيني قوله: ليس بالمشهور، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 5/297، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/240، ولم يذكروا
في الرواة عنه غير أبي العلاء بن الشخير- وهو يزيد بن عبد الله- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه صحار لم يخرج له أصحاب الكتب الستة.
وأخرجه البزار (3403) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (7404) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/41، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1652) ، وأبو يعلى (6834) ، والطبراني في "الكبير" (7404) من طرق عن سعيد بن إياس الجريري، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/9، وقال: رواه أحمد والطبراني=(25/313)
15957 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صُحَارٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْذَنَ لِي فِي جَرَّةٍ أَنْتَبِذُ فِيهَا، فَرَخَّصَ لِي فِيهَا - أَوْ أَذِنَ لِي فِيهَا - " (1)
__________
= وأبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات.
وستيأتي 5/31، وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، السالف برقم (6521) .
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال عبد الرحمن بن صحار، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15956) ، والضحاك بن يسار، من رجال "التعجيل"، مختلف فيه، ضعفه غير واحد، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فلم يخرج له أصحاب الكتب الستة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/327، والبزار (2910) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (7403) من طرق عن الضحاك بن يسار، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/63، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عبد الرحمن بن صحار، ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه، والضحاك بن يسار، وثقه أبو حاتم، وابن حبان، وقال ابن معين: يضعفه البصريون، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: وقد سلفت الإباحة بالانتباذ في كل الأسقية من حديث عبد الله بن مسعود (4319) ، وذكرنا هناك شاهده، وهو حديث صحيح.
وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، السالف برقم (4465) ، وتعليقنا عليه، وانظر (15559) .(25/314)
حَدِيثُ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ (1)
15958 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ (2) عَبْدَ اللهِ بْنَ عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ (3) ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ (4) ، فَقَعَدَ لَهُ (5) بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ لَهُ: أَتُسْلِمُ (6) وَتَذَرُ دِينَكَ، وَدِينَ آبَائِكَ، وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ " قَالَ: " فَعَصَاهُ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ، وَسَمَاءَكَ، وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ " قَالَ: " فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ " قَالَ: " ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ (7) : هُوَ جَهْدُ النَّفْسِ، وَالْمَالِ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ، وَيُقَسَّمُ الْمَالُ " قَالَ: " فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَمَاتَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ قُتِلَ
__________
(1) قال ابن الأثير: هو سبرة بن الفاكه، ويقال ابن أبي الفاكه قيل: إنه مخزومي، وذكر ابن أبي عاصم أنه أسدي من أسد بن خزيمة، يعد في الكوفيين.
(2) تحرف في (م) إلى: السقفي.
(3) تحرف في (م) إلى: المثنى.
(4) في (س) : بأطرِقةٍ. وهكذا ضبطها السندي وقال: بكسر الراء، جمع طريق.
(5) لفظة: له ليست في (ظ 12) و (ص) .
(6) في (ظ 12) و (ص) : تسلم. وهي نسخة السندي، أي: كيف تسلم.
(7) في (م) : فقال له.(25/315)
كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّةٌُ (1) كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " (2)
__________
(1) في (م) : دابته.
(2) إسناده قوي، أبو عَقيل الثقفي، وثقه أحمد وأبو داود والنسائي وابن معين في رواية ابن أبي خيثمة والدارمي عنه، وذكره ابن حبان وابن شاهين وابن خلفون في "الثقات"، وقد روى له أصحاب السنن. وموسى بن المسيب روى له البخاري في "أفعال العباد"، والنسائي وابن ماجه، قال أحمد: ما
أعلم إلا خيراً، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه أخرج له النسائي فحسب، وحسن إسناده الحافظ في "الإصابة".
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 10/202 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/21، وابن حبان (4593) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4246) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/187- 188، وابنُ أبي شيبة 5/293، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1043) و (2675) ، وفي "الجهاد" (13) ، والطبراني في "الكبير" (6558) من طريق محمد بن فضيل، عن موسى بن المسيب، به. ومحمد بن فضيل ثقة.
قال السندي: "في الطّوَل"- بكسر الطاء وفتح الواو- وهو الحَبْلُ الذي يُشَدُ طرفُه في وتد، والآخر في يد الفرس، وهذا من كلام الشيطان، ومقصوده أن المهاجر يصيرُ كالمقيد في بلاد الغربة، لا يدورُ إلا في بيته، ولا يخالِطه إلا بعض معارفه، فهو كالفَرَس في طِوَلٍ لا يدور ولا يرعى إلا بقدره، بخلاف
أهل البلاد، فإنهم مبسوطون لا ضيق عليهم، واحدهم كالفرس المرسل. =(25/316)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَرْقَمَ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15959 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّهُ حَجَّ فَكَانَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ يُؤَذِّنُ، وَيُقِيمُ، فَأَقَامَ يَوْمًا الصَّلَاةَ، وَقَالَ: لِيُصَلِّ (2) أَحَدُكُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى الْخَلَاءِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيَذْهَبْ إِلَى الْخَلَاءِ " (3)
__________
= "جَهد النفس"- بفتح الجيم-: بمعنى المشقة والتعب، والمراد بالمال الجِمال والعبيد ونحوهما، أو المال مطلقاً، وإطلاق الجهد للمشاكلة، أي: تنقيصه وإضاعته.
(1) قال السندي: عبد الله بن أرقم، قرشي، زهري. كان على بيت المال أيام عمر.
وقال السائب بن يزيد: ما رأيت أخشى لله منه. وكان يكتب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك، فيكتب ويختم، ولا يقرؤه، لأمانته عنده.
وقال مالك: بلغني أن عثمان أجاز عبد الله بن الأرقم ثلاثين ألفاً، فأبى أن يقبلها، وقال: إنما عملت لله.
توفي في خلافة عثمان.
(2) في (ظ 12) و (س) و (ص) : ليصلي. على إشباع الكسرة. وفي هامش (س) : ليصل.
(3) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم تقَع روايته إلا عند أصحاب السنن. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/33 عن يحيى بن سعيد، بهذا=(25/317)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/159، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/111، والبخاري في "التاريخ" 5/33، والنسائي في "المجتبى"
2/110-111، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1994) ، وابن حبان (2071) ، والبيهقي في "السنن" 3/72، والبغوي في "شرح السنة" (803) عن هشام، بهذا الإسناد. ولفظه: "إذا وَجَدَ أحدٌ الغائط، فليبدأ به قبل الصلاة".
وأخرجه الشافعي 1/111-112 من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وعبد الرزاق (1759) من طريق معمر، و (1760) من طريق الثوري، والحميدي (872) ، وابن ماجه (616) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (640) ، وابن خزيمة (932) من طريق ابن عيينة، وابن أبي شيبة 2/422-423 من طريق حفص بن غياث، والدارمي 1/332، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/204 من طريق محمد بن كناسة، وأبو داود (88) ، والحاكم 1/168، والبيهقي في "السنن" 3/72 من طريق زهير بن معاوية، والترمذي (142) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1996) من طريق أبي معاوية الضرير، وابن خزيمة (932) و (1652) ، وابن عبد البر 22/204 من طريق
حماد بن زيد، وابن خزيمة (932) من طريق أبي أسامة وعمرو بن علي وأيوب، والطحاوي في "شرح المشكل" (1995) من طريق عيسى بن يونس، و (1996) من طريق عبيد الله بن نمير، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/205 من طريق وكيع، كلهم عن هشام، به، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وفي رواية عبد الرزاق: عن عروة قال: كنا مع عبد الله بن الأرقم الزهري، فأقيمت الصلاة.
قال الترمذي: وهو قولُ غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتابعين، وبه يقول أحمد وإسحاق، قالا: لا يقومُ إلى الصلاة وهو يجدُ شيئاً من الغائط=(25/318)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبول. وقالا: إن دخل في الصلاة، فوجد شيئاً من ذلك فلا ينصرفْ ما لم يشغله. وقال بعضُ أهل العلم: لا بأس أن يُصلي وبه غائط أو بولٌ ما لم يشغله ذلك عن الصلاة.
وأخرجه عبد الرزاق (1761) ، والبخاري في "التاريخ" 5/33 من طريق ابن جريج، عن أيوب بن موسى، عن هشام بن عروة، عن عروة قال: خرجنا في حج أو عمرة مع عبد الله بن الأرقم الزهري، فأقام الصلاة ... ولم يسق البخاري متنه. وسقط من إسناد عبد الرزاق: عن عروة، واستدرك من "التمهيد" 22/204.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 5/32، والطحاوي في "شرح المشكل" (1997) من طريق وهيب بن خالد، والبخاري في "التاريخ" 5/33 أيضاً من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن هشام، عن أبيه، عن رجل، عن عبد الله بن الأرقم. وقال الطحاوي: وفي حديث وهيب بن خالد، عن هشام ما قد دل
على فساد إسناد هذا الحديث من أصله، لأنه أدخل فيه بين عروة وعبد الله بن الأرقم رجلاً مجهولاً لا يعرف.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/198: سألت محمداً (يعني البخاري) عن حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
فقال: رواه وهيب عن هشام، عن أبيه، عن رجل، عن عبد الله بن الأرقم، وكان هذا أشبه عندي. قال الترمذي: رواه مالك وغير واحد من الثقات عن هشام، عن أبيه، عن ابن الأرقم، لم يذكروا فيه: عن رجل.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 22/203: ولم يختلف عن مالك في إسناد هذا الحديث ولفظه، واختلف فيه عن هشام بن عروة، فرواه مالك كما ترى، وتابعه زهير بن معاوية، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، ومحمد بن إسحاق، وشجاع بن الوليد، وحماد بن زيد، ووكيع، وأبو معاوية، والمفضل بن فضالة ومحمد بن كناستة، كلهم رواه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله=(25/319)
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ (1)
15960 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ،
__________
= ابن الأرقم كما رواه مالك. ورواه وهيب بن خالد، وأنس بن عياض، وشعيب ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن رجل حدثه، عن عبد الله بن الأرقم، فأدخل هؤلاء بين عروة وبين عبد الله بن الأرقم رجلاً. ذكر ذلك أبو داود، ورواه أيوب بن موسى، عن هشام، عن أبيه أنه سمعه من عبد الله بن الأرقم، فالله أعلم. ثم أورد ابنُ عبد البر حديث عبد الرزاق المذكور آنفاً برقم (1761) بإسناده، وفيه أن عروة قال: خرجنا في حج أو عمرة مع عبد الله بن الأرقم، ثم قال: فهذا الإسناد يشهد بأن رواية مالك ومن تابعه في هذا الحديث متصلة، وابنُ جريج وأيوبُ بن موسى ثقتان حافظان. قلنا: وورد التصريح بأن عروة كان مع عبد الله بن الأرقم في روايتي عبد الرزاق (1759) و (1760) ، وسيكرر برقم (16400) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9697) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد هنا حديث أبي أمامة، سيرد 5/250.
قال السندي. قوله: "فليذهب إلى الخلاء": لئلا يصلي وهو غير حاضر القلب.
(1) قال السندي: عمرو بن شاس الأسلمي، وقيل: الأسدي، وقيل: هما اثنان، وكان الأسلمي صاحب راية، وإن الأسدي لا راية له.
(2) في النسخ الخطية و (م) : يسار، وهو خطأ قديم، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 5/135.(25/320)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْيَمَنِ، فَجَفَانِي فِي سَفَرِي ذَلِكَ، حَتَّى وَجَدْتُ فِي نَفْسِي عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ أَظْهَرْتُ شَكَايَتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ذَاتَ غَدَاةٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآنِي أَبَدَّنِي عَيْنَيْهِ - يَقُولُ: حَدَّدَ إِلَيَّ النَّظَرَ - حَتَّى إِذَا جَلَسْتُ، قَالَ: " يَا عَمْرُو، وَاللهِ لَقَدْ آذَيْتَنِي " قُلْتُ: أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أُوذِيَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " بَلَى مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، الفضل بن معقل بن سنان- وسماه ابن حبان: الفضل ابن عبد الله بن معقل بن سنان، وقال: ومن قال: الفضل بن معقل، فقد نسبه إلى جده- ترجم له البخاري وابنُ أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن حبان في "الثقات": روى عنه أبانُ بنُ صالح ومحمد بن إسحاق.
وقال الحسيني في "الإكمال": ليس بمشهور. وعبدُ الله بن نيار لم يصح سماعه من خاله عمرو بن شاس، قال ابن معين في "تاريخه" ص 322: حديث عبد الله ابن نيار، عن عمرو بن شاس ليس هو بمتصل، لأن عبد الله بن نيار يروي عنه ابن أبي ذئب، أو قال: يروي عنه القاسم بن عباس- شك أبو الفضل- لا يشبه أن يكون رأى عمرو بن شاس. وباقي رجال الإسناد ثقات غير أن محمد بن
إسحاق قد عنعنه. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري.
وأخرجه الحاكم 3/122، وابنُ الأثير 4/240 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه أحمدُ بن أبي خيثمة في "تاريخه"- ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" 8/320- عن أبيه، عن يعقوب بن إبراهيم، شيخ أحمد، به.
وأخرجه البزار (2561) "زوائد" عن زُريق (وقد تحرف في المطبوع من =(25/321)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الزوائد إلى ريق) بن السخت، عن يعقوب بن إبراهيم، به. لم يذكر أبان بن صالح في إسناده، وقال: لا نعلم روى عمرو ابن شاس إلا هذا. قلنا: ووقع فيه: بن يسار، بدل: بن سنان.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/329- 330، والبيهقي في "الدلائل" 5/395 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 6/306-307 من طريق عبد العزيز بن الخطاب، عن مسعود بن سعد، عن محمد بن إسحاق، به. دون ذكر القصة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/75، وابن حبان (6923) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 8/320 من طريق مالك بن إسماعيل، عن مسعود بن سعد، عن ابن إسحاق، به، لم يذكر أبان بن صالح. وتحرف اسم مسعود في مطبوع ابن أبي شيبة إلى: مسعر، ووقع في إسناده زيادة: عبد الله بن معقل، بين الفضل ابن معقل وبين عبد الله بن نيار، وهو خطأ.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 5/394 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثنا أبان بن صالح، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو بن شاس، به.
بإسقاط الفضل بن معقل. وهذا انقطاع آخر.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/129، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، والبزار أخصر منه، ورجال أحمد ثقات!
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند البزار (2562) ، وأبي يعلى (770) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/129، وقال: رواه أبو يعلى والبزار باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خداش، وقَنَان، وهما ثقتان.
قلنا: قَنَان- هو ابن عبد الله النهمي- روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: كوفي عزيز الحديث، وليس يتبين على مقدار ماله ضعف، وقال النسائي وحده: ليس بالقوي.
وقال السندي: قوله: "فجفاني" بعدم الموافقة بينهما. =(25/322)
حَدِيثُ سَوَادَةَ بْنِ الرَّبِيعِ
15961 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَوَادَةَ بْنَ الرَّبِيعِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ فَأَمَرَ لِي بِذَوْدٍ، ثُمَّ قَالَ لِي: " إِذَا رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِكَ فَمُرْهُمْ فَلْيُحْسِنُوا غِذَاءَ رِبَاعِهِمْ، وَمُرْهُمْ فَلْيُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُمْ، لَا يَعْبِطُوا (1) بِهَا ضُرُوعَ مَوَاشِيهِمْ إِذَا حَلَبُوا " (2)
__________
= وقوله: "أبدَّني": قال في "النهاية" 1/105: كأنه أعطاه بُدَّته من النظر، أي: حظه. وجاء في نسخة السندي: "أبدى عينيه" وقال: من الإبداء بمعنى الإظهار، أي: فتحهما عليَّ، وهو أظهر، وفي بعض النسخ غير ذلك.
(1) في (م) : ولا تعبطوا، بزيادة الواو، وهي رواية السندي.
(2) إسناده حسن، المرجى بن رجاء اليشكري، مختلف فيه، ضعفه يحيى ابن معين، وأبو داود في روايةٍ، وذكره العقيلي وابن عدي في "الضعفاء"، وقال أبو داود في موضع آخر: صالح، ووثقه أبو زرعة والدارقطني، وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به، وقال أحمد: ما علمت إلا خيراً، وترجم له
الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق، ربما وهم. قلنا: وقد توبع. وسَلْم بن عبد الرحمن: هو الجَرْمي، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 4/156، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وله ترجمة في "التهذيب" وفروعه تمييزاً له عن مسلم بن عبد الرحمن النخعي، وقال الذهبي في "الميزان": صدوق، وكذلك قال الحافظ في "التقريب". وقد أشار البخاري في "التاريخ الكبير" 4/156 إلى أن بين سَلْم وسوادة سريع مولى سوادة، فقال: وقال أبو معشر البراء: عن سلم، عن سريع مولى سوادة، عن=(25/323)
حَدِيثُ هِنْدِ بْنِ أَسْمَاءَ (1) ، وَكَانَ هِنْدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ الْأَسْلَمِيِّ
__________
= سوادة. وتعقبه الحافظ فى "التعجيل" في ترجمة سوادة، فقال: صرح في المسند بسماع سلم من سوّادة. قلنا: يعني لا يعل هذا الحديث بالانقطاع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/486 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2439، والبيهقي في "السنن" 8/14 من طريق أبي النضر، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6482) من طريق عمر بن حفص، عن مرجى بن رجاء، به.
وأخرجه ابن سعد بنحوه في "الطبقات" 7/48، والبخاري مطولاً في "التاريخ الكبير" 4/184، والبزار (1688) (زوائد) من طريقين عن سلم بن عبد الرحمن، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/168، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه مرجى بن رجاء، وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجال أحمد ثقات. وأورده كذلك 5/259، و8/196.
قال السندي: قوله: بذود، أي: بنوق.
قوله: "غذاء رباعهم"، الرباع، بكسر الراء: جمع رَبْع، وهو ما ولد من الإبل في الربيع، وقيل: ما ولد في أول النتاج، وإحسان غذائها، أي: لا يُسْتَقْصى حلب أُمهاتِها إبقاءً عليها.
قوله: "لا يعبطوا"، من عبط الضرع كضرب- بالعين المهملة- إذا أدماه.
(1) قال السندي: هند بن أسماء بن حارثة، أسلمي، له صحبة.
مات في خلافة معاوية.(25/324)
15962 - حَدَّثَنَا (1) يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ هِنْدِ بْنِ أَسْمَاءَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ هِنْدِ بْنِ أَسْمَاءَ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِي مِنْ أَسْلَمَ فَقَالَ: " مُرْ قَوْمَكَ فَلْيَصُومُوا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ وَجَدْتَهُ (2) مِنْهُمْ قَدْ أَكَلَ فِي أَوَّلِ يَوْمِهِ فَلْيَصُمْ آخِرَهُ " (3)
__________
(1) هذا الحديث في نسخة (س) من زيادات عبد الله بن أحمد.
(2) في (ق) : وجدت.
(3) حديث صحيح، حبيب بن هند بن إسماء الأسلمي، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/327، وذكر أنه روى عنه عمرو بن أبي عمرو وعبد الله بن أبي بكر، وكذا ذكر ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/110، وزاد في الرواة عنه: عبد الرحمن بن حرملة، وابن حرملة إنما يروي عنه يحيى بن هند ابن حارثة الوارد ذكره في الرواية التالية. وقال ابن حبان في "الثقات" 6/117: روى عنه عبد الله بن أبي بكر وأهلُ المدينة، قلنا: وقد جعل ابنُ عبد البر حبيبَ ابن هند أخا يحيى بن هند، فتعقبه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة هند بقوله: ليس حبيب أخاً ليحيى، بل هند والد يحيى ابن عم حبيب، وقد جاء في الرواية الآتية أن الذي بعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو أسماء بن حارثة، وأنه أخو هند بن حارثة، فقال الحافظ في "الفتح" 4/142: فيحتمل أن يكون كل من أسماء وولده هند أرسلا بذلك. ويحتمل أن يكون أَطْلَق في الرواية الاولى على الجد اسم الأب، فيكون الحديث من رواية حبيب بن هند عن جده أسماء، فتتحد الروايتان. والله أعلم. قلنا: الرواية التي ذكر أنه أطلق فيها على الجد اسم الأب هي التي ذكرها الحافظ بلفظ: عن حبيب بن هند بن أسماء، عن
أبيه، فساغ له أن يقول ما نقلناه عنه، لكن رواية أحمد كما ترى ليست بلفظ: عن أبيه، وإنما بلفظ التصريح باسمه، فقال: عن هند بن أسماء! لكن ورد بلفظ: عن أبيه عند البخاري في "التاريخ الكبير"، والطحاوي في "شرح=(25/325)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المعاني" و"شرح المشكل"، وقد ذكر الحافظ في "الفتح" أن هند بن حارثة الأسلمي- وهو أخو أسماء بن حارثة- عَمُّ هند بن أسماء بن حارثة الأسلمي، قال المعلمي اليماني في تعليقه على "التاريخ الكبير" 8/239: وقد تطلبت تراجم هؤلاء الخمسة: أسماء بن حارثة، أخوه هند بن حارثة، هند بن أسماء ابن حارثة، ابنه حبيب، يحيى بن هند بن حارثة، فرأيت خللاً واضطراباً في هذا الكتاب (يعني التاريخ الكبير) وكتاب ابن أبي حاتم والثقات، وتفصيلُ ذلك يطول، والحاصلُ أنَّ الصحبة ثابتةٌ لأسماء بن حارثة وأخيه هند، والمبعوثُ يوم عاشوراء أسماءُ، كما علم مما مر، وفي "طبقات ابن سعد" و"المستدركِ" و"الإصابة" روايات أخرى تُصَرِّحُ بذلك، وقد يُمكن أن يكون أخوه بُعِث معه، وأما هند بنُ أسماء بن حارثة، فإن كان لا دليل على صحبته إلا الرواية الآتية فلا صحبة له، ثم ذكر أنه يمكن تصحيح هذه الرواية بأن يقال: لعله سَقَطَ هنا "عن أبيه" بعد قوله: عن هند بن أسماء، ويكون أسماءُ هو الذي بعثه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وحينئذ تُوافق هذه الروايةُ الروايةَ التاليةَ والآتيةَ برقم (16716) ، وفيهما أن المبعوث إنما هو أسماءُ بنُ حارثة، ويصح حينئذ أيضاً ما أوَله الحافظ في "الفتح" فيما قدمناه، ويؤيد ذلك أيضاً ما ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" عقب الرواية (1064) أن موسى بن عقبة روى عن يحيى بن الوليد، عن عبادة بن الصامت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أسماء بن حارثة، وما رواه ابنُ سعد، كما سيرد في تخريج الرواية الآتية. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات، وقد صرح ابنُ إسحاق بالتحديث. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد: هو ابن عمرو بن حزم
الأنصاري.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 5/416 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/238-239 من طريق يونس بن بكير، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/73، وفي "شرح المشكل"=(25/326)
15963 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدِ بْنِ (1) حَارِثَةَ، وَكَانَ هِنْدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ،
__________
= (2275) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (545) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد، وسقط لفظ: عن أبيه عند الطبراني.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/185، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجال أحمد ثقات.
وسيأتي برقم (15963) و (16716) .
وله شاهدٌ من حديث سلمة بن الأكوع عند البخاري (1924) ، ومسلم (1135) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء أن من أَكَلَ فليُتِمَّ أو فليَصُم، ومن لم يأكل فلا يأكُل، وسيرد (16507) .
وآخر من حديث ابن عباس قال: أرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قرية على رأس أربعة فراسخ يوم عاشوراء، فأمر من أكل ألا يأكل بقية يومه ومن لم يأكل أن يتم صومه، وسلف برقم (2058) .
وثالث من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8716) .
ورابع من حديث محمد بن صيفي، سيرد 4/388.
وخامس من حديث عم عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي، سيرد 5/409.
وسادس من حديث الرُبيِّع بنت مُعوَذ، سيرد 6/359.
وسابع من حديث عبد الله بن بدر، سيرد 6/467.
وثامن من حديث أبي سعيد الخدري عند الطحاوي في "شرح المشكل"، (2274) .
وتاسع من حديث مجزأة بن زاهر، عن أبيه عند البزار (1047) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2276) .
قال السندي: "مُرْ قومَك" أي: أمرَ إيجابٍ، كما يقتضيه السَوْق، فكأنَّ الصومَ كان حينئذٍ واجباً ثم نُسخ وجوبُه.
(1) تحرف في (م) إلى: "عن".(25/327)
وَأَخُوهُ الَّذِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ قَوْمَهُ بِصِيَامِ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ، فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ هِنْدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فَقَالَ: " مُرْ قَوْمَكَ بِصِيَامِ هَذَا الْيَوْمِ " قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدْتُهُمْ قَدْ طَعِمُوا؟ قَالَ: " فَلْيُتِمُّوا آخِرَ يَوْمِهِمْ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يحيى بن هند بن حارثة، فلم يرو عنه غير عبد الرحمن بن حرملة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل". وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن حرملة، فقد روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو مختلف فيه.
وصحابيُّه أسماءُ بن حارثة لم تقع له رواية في الكتب الستة. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (869) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1064) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وتحرف اسم وهيب في مطبوع الطبراني إلى: وهب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (869) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1064) من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي، والطبراني في "الأوسط" (2588) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/349، وفي "معرفة الصحابة" (1064) من طريق سهل بن بكار، كلاهما عن وهيب، به.
وأخرجه البزار (1048) من طريق عبد العزيز بن محمد- وهو الدراوردي-، عن عبد الرحمن بن حرملة، به.
وأخرجه ابن حبان (3618) من طريق سهل بن بكار، عن وهيب، عن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن أسماء بن حارثة، به.
وفي ذكر سعيد بن المسيب في هذا الإسناد وقفة، فإن سهل بن بكار- عند الطبراني- إنما رواه عن وهيب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند ابن حارثة، وكذلك رواه عفان بن مسلم ومحمد بن عبد الله الرقاشي فيما ذكرناه=(25/328)
حَدِيثُ جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ (1)
__________
= آنفاً، والدراوردي أيضاً رواه عن ابن حرملة، عن يحيى بن هند عند البزار، وقد ذكر أبو نعيم في "معرفة الصحابة" عقب الرواية (1064) طرق الحديث، فلم يذكر فيها سعيد بن المسيب.
وأخرجه الحاكم 3/529-530 من طريق أبي هشام المخزومي، عن وهيب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أبيه هند ابن حارثة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه يوم عاشوراء. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: وهو يخالف الرواية التي صُرِّح فيها أن أخاه أسماء هو الذي بعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إلا أن يقال: يمكن أن يكون أخوه بعث معه كما ذكر المعلمي اليماني.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 4/322، والحاكم 3/529 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن سعيد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جده، عن أسماء بن حارثة، به. وسقط من مطبوع ابن سعد: "عن أبيه".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/185 وقال: رواه أحمد هكذا شبه المرسل، ورواه ابنه عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أبيه، ورجاله ثقات.
قلنا: لا ندري ما يريد الهيثمي بقوله: شبه المرسل! وفي إسناد الحديث تصريح عبد الرحمن بن حرملة بسماع الحديث من يحيى بن هند بن حارثة، وهو قد رواه عن عمه أسماء بن حارثة. ورواية عبد الله التي أشار إليها سترد برقم (16716) وفي إسنادها أوهام نذكرها في موضعها.
وقد سلف برقم (15962) وذكرنا هناك شواهده التي يصح بها.
(1) قال السندي: جارية بن قدامة، تميمي، سعدي.
يقال له: عم الأحنف، وكان الأحنف يدعوه عمه على سبيل التعظيم له.
له صحبة، ذكر فيمن نزل البصرة من الصحابة.
وكان من أصحاب علي في الحروب، وهو الذي حرَّق عبد الله بن=(25/329)
15964 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ: جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي قَوْلًا وَأَقْلِلْ عَلَيَّ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ، قَالَ: " لَا تَغْضَبْ " فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: " لَا تَغْضَبْ " قَالَ يَحْيَى: قَالَ هِشَامٌ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= الحضرمي حين بعثه معاوية ليأخذ له البصرة، فوجه إليه عليٌّ أعينَ بن ضبيعة فقتل، فوجه جارية، فحاصر ابنَ الحضرمي، ثم حرَّق عليه.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقاتّ رجال الشيخين غير أن جارية بن قدامة لم يُخرج له الشيخان ولا أحدهما، وأخرج له النسائي في "مسند علي"، وقال المزِّي في "التهذيب": مختلف في صحبته، وقال يحيى بن سعيد القطان: وهم يقولون: لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قلنا: قد ذكره ابنُ سعد في "الطبقات" 7/56 فيمن نزل البصرة من الصحابة، وقال أبو حاتم: له صحبة، وذكره في الصحابة
أبو نعيم، وابنُ عبد البر وابن مندة وابن الأثير، والحافظ، وقال في "التقريب": صحابي على الصحيح. وقوله في جارية إنه عم الأحنف أو ابن عمه كما في الرواية 5/370، قال الطبراني في "الكبير" 2/261: كان الأحنف يدعوه عمه على سبيل الإعظام، وقال أبو نعيم: قيل: ليس بعمه ولا ابن عمه أخي أبيه، وإنما سماه عمه توقيراً، وقال ابن الأثير في "أسد الغابة": وهذا أصح، فإنهما
لا يجتمعان. إلا في كعب بن سعد بن زيد بن مناة..، فإن أراد بقوله: "ابن عمه" أنهما من قبيلة واحدة، فربما يَصِحُّ له ذلك. يحيى بن سعيد: هو القطان، هتشام: هو ابن عروة بن الزبير، وقول يحيى: قال هشام: قلت: يا رسول الله، يعني أن هشاماً ذكر في الحديت أن جارية بن قُدامة هو الذي سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما غيَّره يحيى لشكِّه في صحبتَه. =(25/330)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/237، وابن حبان (5690) والطبراني في "الكبير" (2095) ، والخطيب في "تاريخه" 3/108، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/122 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وجاء عند ابن بشكوال أن السائل هو جارية، لا رجل.
وقد اختلف فيه على هشام بن عروة:
فأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/533، ومن طريقة ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1168) ، والطبراني (2105) عن عبدة بن سليمان، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف، عن جارية بن قدامة، عن ابن عم له من بني تميم سأل النبيّ ... فذكره.
وأخرجه الطبراني (2104) من طريق ابن أبي شيبة، عن عبدة بن سليمان، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف، عن عم له من بني تميم، عن جارية بن قدامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله.
وأخرجه ابن حبان (5689) من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني (2106) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن هشام، عن أبيه، عن ابن عم له وهو جارية بن قدامة أنه قال: يا رسول الله ...
وأخرجه الطبراني (2093) و (2094) و (2096) من طريق حماد بن سلمة ومسلمة بن قعنب القعنبي، وعمرو بن الحارث على الترتيب، والحاكم 3/615 من طريق مسلمة القعنبي، كلهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأخنف، عن جارية بن قدامة، قال: قلت: يا رسول الله.
وأخرجه الطبراني (2097) من طريق علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف، عن جارية بن قدامة أن عمه أتى النبي..
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/237 من طريق وهيب، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف، عن بعض عمومتَه قال: قلت: يا رسول الله.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 7/246 من طريق صدقة بن عبد الله ومن =(25/331)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، كلاهما عن هشام عن أبيه، عن الأحنف، عن عمه أنه قال: يا رسول الله....
وأخرجه الطبراني (2099) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن هشام، عن عروة، عن طلحة بن قيس، عن الأحنف، عن جارية، عن ابن عم له قال: قلت بزيادة: طلحة بن قيس، ولعلها من أوهام محمد بن عبد الرحمن الطفاوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2101) ، وفي "الأوسط" (7487) من طريق أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء، عن محمد بن كريب، عن أبيه، قال: شهدت الأحنف بن قيس يحدث عن عمه- وعمه جارية بن قدامة- أنه قال: يا رسول الله قل لي قولاً ينفعني الله به ... وقال في "الأوسط": لم يروِ هذا الحديث عن كريب إلا ابنه محمد، تفرد به أبو زهير، والمشهور من حديث هشام بن عروة عن أبيه، عن جارية بن قدامة.
وأورده الدارقطني في "العلل" 5/3 وأورد فيه الاختلاف على هشام، وذكر الاختلاف في تعيين الرجل صاحب الحديث.
وأورد الاختلاف على هشام كذلك الحافظُ في "الإصابة" 2/53 ورجَّح ما روى أحمد عن يحيى بن سعيد وغيره، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف، عن جارية بن قدامة، قال: قلت: يا رسول الله أوصني ...
وسيأتي هذا الطريق بالرواية 5/34.
وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً 5/34 و370 و372.
وقوله: "أن رجلاً سأل": السائل هو جارية بن قدامة كما سيرد في الروايات الآتية للحديث. وقيل: هو أبو الدرداء، وقيل: سفيان بن عبد الله الثقفي، ومنهم من أبهمه. انظر "غوامض الأسماء المبهمة" لابن بشكوال 1/121.
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص في=(25/332)
حَدِيثُ ذِي الْجَوْشَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15965 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ (1) ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ (2) لِتَتَّخِذَهُ، قَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَقِيضَكَ (3) بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ (4) " فَقلْتُ: مَا كُنْتُ لِأَقِيضَكَ (5) الْيَوْمَ بِغُرَّةٍ (6) قَالَ: " فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ " ثُمَّ قَالَ: " يَا
__________
= الرواية (6635) .
قال السندي: قوله: "وأقلل" من الإقلال، أي اجعله مختصراً.
"أعقله": أضبطه وأجعله حاضراً عندي لاختصاره.
(1) قال السندي: ذو الجوشن الضبابي، قيل: اسمه أوس، وقيل: شرحبيل، وهو الأشهر. له صحبة، نزل الكوفة.
قيل: لقب بذلك، لأنه دخل على كسرى، فأعطاه جوشناً، فكان أول عربي لبسه، وقيل: لأن صدره كان ناتئاً، وكان فارساً شاعراً. والجوشن: الدرع، والصدر.
(2) تحرف في (م) إلى: ابن العرجاء.
(3) في (ظ 12) و (ص) وهامش (ق) : أقاضيك، وفي هامش (ظ 12) : أُقايضك.
(4) كلمة: "فعلت" من (ظ 12) و (ص) و (ق) .
(5) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : لأقاضيك، وفي هامش (ظ 12) : لأقايضك.
(6) وقع في (م) و (ق) : بعده، وهي نسخة السندي، وشرح عليها، فقال:=(25/333)
ذَا الْجَوْشَنِ، أَلَا تُسْلِمُ، فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ هَذَا (1) الْأَمْرِ " قُلْتُ: لَا، قَالَ: " لِمَ؟ " قُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا بِكَ، قَالَ: " فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَغَنِي (2) ، قَالَ (3) : قُلْتُ: أَنْ تَغْلِبْ عَلَى مَكَّةَ وَتَقْطُنْهَا، قَالَ: " لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَا بِلَالُ، خُذْ حَقِيبَةَ الرَّحْلِ (4) فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ " فَلَمَّا أَنْ أَدْبَرْتُ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ (5) بَنِي عَامِرٍ " قَالَ: فَوَاللهِ إِنِّي لَبِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنْ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ النَّاسُ؟ قَالَ: قَدْ غَلَبَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: هَبِلَتْنِي أُمِّي، فَوَاللهِ لَوْ أُسْلِمُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لَأَقْطَعَنِيهَا (6)
__________
= أي بعد ما قلت لك ما قلت. وسمى الفرس غُرَّةَ، وأكثر ما جاء ذكر الغُرة في الحديث إنما يراد به العبدُ والأمةُ.
(1) لفظ "هذا" ليس في (ظ 12) .
(2) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : قد بلغني.
(3) في نص الحديث فيما سيأتي 4/68 زيادة: "فإنا نهدي لك" بعد قال.
ولفظ الزيادة في "معجم الطبراني": "عُقْدٌ بك".
(4) في (م) و (ق) و (ص) : الرجل. بالجيم.
(5) في هامش (س) زيادة كلمة: "فرسان". (خ) .
(6) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- لم يسمع من ذي الجوشن، وإنما سمعه من ابنِه شمر عنه، نصَّ على ذلك سفيان الثوري في الرواية (15966/2) ، وابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 146، وأبو القاسم البغوي فيما نقله عنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/90، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح، غير أن صحابيه ذا=(25/334)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الجوشن أخرج له أبو داود فحسب، واسمه: أوس، وقيل: شرحبيل، وقيل: عثمان، وسمي ذا الجوشن لأنه كان ناتىء الصدر.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (2786) ، والطبراني في "الكبير" (7216) ، والبهيقي في "السنن" 9/108 من طريق مسدد، والطبراني في "الكبير" (7216) من طريق أبي جعفر النهشلي، كلاهما عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. ولفظ الطبراني: "لغبوا" بدل "ولعوا".
وأورده المنذري في "مختصر سنن أبي داود" (2668) ثم قال: والحديث لا يثبت، فإنه دائر بين الانقطاع أو رواية من لا يعتمد على روايته.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/162 وقال: روى أبو داود بعضه، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبوه- ولم يسق المتن- والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
وسيأتي بالأرقام (15966) و (16633) و (16634) و (16635) .
قال السندي: قوله: "بابن القرحاء" بالمد، تأنيث الأقرح، وهو ما كان على جبهته قُرْحة- بالضم- وهي بياض يَسيرٌ في وجه الفرس دون الغُرة.
"لتتخذه" أي: لنفسك.
"أن أُقاضيك" هكذا في أصلنا، أي: أصالحك، وفي بعض الأصول أقيضك به، وهو الذي في كُتُب الغريب من قاضه يقبضه، أي: أعوضك عنه.
(والمقايضة في البيوع: المعاوضة وهي أن يُعطيَ الرجل متاعاً، ويأخُذَ متاعاً آخر لا نقد فيه) .
"من أول هذا الأمر": من أول أهله.
"وَلِعُوا بك" من ولع به، كفرح: إذا أُغْرِي به، كأنه أراد أن بينَك وبين قومك محاربة، ولا يُدرى أنَّ الأمر لمن يتقرر، ففي الإيمان بك مخاطرة، ويُحتمل أنه أراد أن الأمر غير متبين وإلا لكان قومك أعلم به.
"تَقْطُنها" من قَطَن بالمكان- كنصر- إذا أقام به، والجواب مقدر، أي: يكن لك الأمر أو نحوه.
"حقيبة الرحل": هي الزيادة التي تُجعل في مُؤخَّر القَتَب، والوعاء الذي =(25/335)
• 15966/1 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2) ،
• 15966/2 - قَالَ [عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدٍَ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ أَبِي شِمْرٍ الضِّبَابِيِّ، نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ (3) ، قَالَ
__________
= يجمع فيه الرجلُ زاده.
"لَبِأهلي" بفتح اللام، والباءُ بمعنى في، أي: لَفيهم.
"بالغور"- بفتح الغين المعجمة-: الأرض المنخفضة، والغور من كل شيء عمقه.
"هبلتني": فقدتني.
"لو أُسلم" من الإسلام.
"الحِيرة" بكسر حاء، بلدة قديمة بظهر الكوفة.
"لأقطَعَنِيها"، أي: أعطانيها.
(1) هذا الحديث في (ظ 12) و (ص) من زوائد عبد الله بن أحمد، وذكر أنه من الزوائد الحافظ فى "أطراف المسند" 2/321.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، إلا أنه من زيادات عبد الله بن أحمد، وشيخاه فيه أبو بكر بن أبي شيبة والحكم بن موسى- وهو القنطري- ثقتان.
وهو عند ابن أبي شيبة 14/375-376، ومن طريقه أخرجه ابن سعد 6/47، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1506) ، والطبراني في "الكبير" (7216) .
وسيأتي مكرراً برقم (16633) عن الحكم بن موسى، وبرقم (16635) عن أبي بكر بن أبي شيبة.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ عبد الله هنا هو محمد=(25/336)
سُفْيَانُ: " فَكَانَ ابْنُ ذِي الْجَوْشَنِ جَارًا لِأَبِي إِسْحَاقَ، لَا أُرَاهُ إِلَّا سَمِعَهُ مِنْهُ "
__________
= ابن عباد المكي، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 8/527 من طريق عبد الله بن أحمد، عن محمد بن عباد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (15965) .(25/337)
حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ
15967 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّهُ طَبَخَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِدْرًا فِيهَا (2) لَحْمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا " فَنَاوَلْتُهُ فَقَالَ: " نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا " فَنَاوَلْتُهُ فَقَالَ: " نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا " فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ كَمْ لِلشَّاةِ مِنْ ذِرَاعٍ؟ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ سَكَتَّ لَأَعْطَتْكَ ذِرَاعًا مَا دَعَوْتَ بِهِ " (3)
__________
(1) قال السندي: أبو عبيد مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قيل: لا يعرف اسمه.
(2) في (س) و (ق) و (م) : فيه، والمثبت من (ظ 12) و (ص) وهامش (س) .
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن صحابيه لم يخرج له سوى الترمذي في "الشمائل". عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبان العطار: هو أبان بن يزيد، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/204 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/22، والترمذي في "الشمائل" (170) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (472) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (842) من طرق عن أبان العطار، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/311، وقال: رواه أحمد=(25/338)
حَدِيثُ الْهِرْمَاسِ بْنِ زِيَادٍ (1)
15968 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى " (3)
__________
= والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير شهر بن حوشب، وقد وثقه غير واحد.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5089) ، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: "ناولني"، أي: أعطني، وكان أحب اللحم إليه لحم الذراع.
قوله: "لأعطتك"، أي: القدر أو الشاة، قيل: لعل سبب قطع الكلام هذا الأمر العظيم أنه قطع التوجه الذي كان له حال سكوته.
(1) قال السندي: الهرماس بن زياد، باهلي، صحابي سكن اليمامة، وهو آخر من مات بها من الصحابة بعد المئة.
(2) في (م) : عمارة، وهو تحريف.
(3) إسناده حسن، عكرمة بن عمار، وهو العجلي- وإن كان من رجال مسلم- لا يرقى حديثه إلى رتبة الصحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/553، والبخاري في "التاريخ" 8/246، وأبو داود (1954) ، والنسائي في "الكبرى" (4095) ، وابن خزيمة (2953) ، وابن حبان (3875) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (532) و (533) - وعنده زيادات-، والبيهقي في "السنن" 5/140 من طرق عن عكرمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (15969) و5/7. =(25/339)
15969 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وهُوَ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ أَبِي يَوْمَ الْأَضْحَى، " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَتِهِ بِمِنًى " (1)
15970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْهِرْمَاسِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى بَعِيرٍ نَحْوَ الشَّامِ " (2)
__________
= وفي الباب من حديث أبي بكرة الثقفي عند البخاري (67) ، وسيرد 5/37.
ومن حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف (15886) .
ومن حديث عامر المزني، سلف (15920) .
ومن حديث قيس بن عائذ، سيرد 4/78.
(1) إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا هو هاشم ابن القاسم.
وأخرجه ابن سعد 5/553، وابن أبي شيبة 2/189، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1252) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده ضعيف، عبد الله بن واقد: هو أبو قتادة الحراني، له ترجمة في "التهذيب" وفروعه تمييزاً، قال الحافظ في "التقريب": متروك، وكان أحمد يثني عليه، وقال: لعله كبر واختلط، وكان يدلس. قلنا: وقد اختلف عليه.
فأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/537 من طريق أبي أمية عمرو بن هشام الحراني، عن عبد الله بن واقد، به، بلفظ: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي على راحلته نحو المشرق.
وصلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التطوع على دابته حيث توجهت به، سلف بإسنادٍ صحيح من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4470) . وذكرنا هناك أحاديث الباب.(25/340)
• 15971 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ [أَبِي] (2) عَلِيٍّ أَبُو مُحَمَّدٍ، مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ وَكَانَ أَصْلُهُ أَصْبَهَانِيًّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ هِرْمَاسٍ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ أَبِي، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعِيرٍ وَهُوَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا " (3)
__________
(1) في (س) و (ق) و (م) : حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن عمران، وهو وهم، والمثبت من (ظ 12) و (ص) : يعني أن هذا الحديث من زوائد عبد الله، وكذلك جاء في "أطراف المسند" 5/428.
(2) ما بين حاصرتين مثبت من "ذكر أخبار أصبهان" 2/46، و"تهذيب الكمال" و"التقريب".
(3) حديث حسن دون قوله: "لبيك بحجة وعمرة معاً"، فإنها زيادة منكرة، عبد الله بن عمران الأصبهاني، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يغرب. قلنا: وقد أخطأ في هذا الحديث، إذ دخل حديث في حديث فيما ذكر أبو حاتم في "العلل" (872) فقد قال ابن أبي
حاتم: سألت أبي عن حديث رواه عبد الله بن عمران، عن يحيى بن الضريس، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبي بهما جميعاً: "لبيك بحجة وعمرة". قال أبي: فذكرته لأحمد بن حنبل فأنكره، قال أبي: أرى دخل لعبد الله بن عمران حديث في حديث، وسرقه الشاذكوني، لأنه حدث به بَعْدُ عن يحيى بن الضريس. قلنا: وأشار إلى نكارته الحافظ في "أطراف المسند" 5/429.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (534) ، وفي "الأوسط" (4323) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1254) عن محمد بن أبي غالب، عَن عبد الله بن عمران، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (534) من طريق سليمان بن داود=(25/341)
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو (1)
15972 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زُرَارَةَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: " غَفَرَ اللهُ لَكُمْ (2) " قَالَ: وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ، قَالَ: فَاسْتَدَرْتُ لَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ، أَرْجُو أَنْ يَخُصَّنِي دُونَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ: " غَفَرَ اللهُ لَكُمْ " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ الْفَرَائِعُ وَالْعَتَائِرُ، قَالَ: " مَنْ شَاءَ فَرَّعَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يُفَرِّعْ، وَمَنْ شَاءَ عَتَرَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرْ فِي الْغَنَمِ أُضْحِيَّةٌ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا " (3)
__________
= الشاذكوني، عن يحيى بن الضريس، به. والشاذكوني متروك.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/235، وقال: رواه عبد الله في زياداته، والطبراني في"الكبير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات!
وقد سلف بإسناد حسن (15969) بلفظ: كنت ردف أبي يوم الأضحى، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب على ناقته بمنى.
(1) قال السندي: الحارث بن عمرو، باهلي، ثم سهمي، نزل البصرة.
(2) في (ظ 12) : لك.
(3) إسناده حسن، يحيى بن زُرارة السهمي: هو ابن عبد الكريم- ولقبُه كُريم بالتصغير- ابن الحارث بن عمرو، صدوق حسن الحديث، روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبّان في "الثقات"، ولا نعلم فيه جرحاً، وقد تُوبع، وأبوه زُرارة=(25/342)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قيل: له رؤية، وذكره ابنُ حبان في "ثقات التابعين"، وقال: من زعم أن له صحبة فقد وهم، وقد روى عنه جمع. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، والحارثُ بن عمرو من سهم باهلة، كنيته أبو مسقبة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "المجتبى" 7/169، وفي "الكبرى" (4553) ، والحاكم 4/236، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1066) مختصراً، والطبراني في "الكبير" (3350) من طريق عفان، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، فإنَّ الحارث بن عمرو السهمي صحابي مشهور، وولده بالبصرة مشهورون، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/168 و169، وفي "الكبرى" (4552) و (4553) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (420) مختصراً بطرفه الأول، والبزار (3347) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (3350) ، وفي "الأوسط" (5924) من طرق عن يحيى بن زرارة، به. وقال الطبراني في"الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن الحارث بن عمرو إلا من حديث ولده بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "الأدب المفرد" (1148) ، وفي "خلق أفعال العباد" ص 80، وفي "التاريخ الكبير" 2/260 و3/438، وأبو داود (1742) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد المثاني" (1257) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1065) ، والطبراني في "الكبير" (3351) والحاكم
4/232، والبيهقي في "السنن" 5/28 من طريق عتبة بن عبد الملك السهمي، عن زُرَارة، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/216 و3/269، وقال: رجاله ثقات.
وأخرجه بنحوه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1258) ، والطبراني في "الكبير" (3352) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن سهل بن حُصين الباهلي، عن زُرارة، عن الحارث بن عمرو السهمي أنه أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع وهو على ناقته العضباء، وكان الحارث رجلاً جسيماً، فنزل إليه الحارث، فدنا منه حتى حاذى وجهه بركبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأهوى =(25/343)
وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زُرَارَةَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّهِ الْحَارِثِ
__________
= نبيُّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح وجه الحارث، فما زالت نضرة على وجه الحارث حتى هلك، فقال الحارث: يا نبي الله ادع الله لي، فقال: "اللهم اغفر لنا" ...
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/402 وقال: رجاله ثقات.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/260: قال أبو هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا فرع ولا عَتِيرة"، وهذا أصح. قلنا: يعني أنه ثبت النهي عنهما في حديث أبي هريرة السالف برقم (9301) ، وورد التخيير فيهما في حديث الحارث هذا، وسلف في باب التخيير فيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6713) .
وفي الباب أيضاً عن نُبَيْشَة الهُذَلي عند أبي داود (2830) ، والنسائي 7/169- 170، وسيرد 5/75.
وعن مِخنف بن سليم عند النَّسَائي 7/167-168، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1058) ، وسيرد 5/76.
وانظر ما ذكرنا مبسوطاً في هذه المسألة في حديث عبد الله بن عمرو (6713) .
وسلف ذكر خطبة الوداع من حديث ابن عباس برقم (2036) ، وسيرد ذكرها أيضاً من حديث نبيط بن شريط 4/305.
ومن حديث أبي حرة الرقاشي، سيرد 5/72-73.
ومن حديث أبي نضرة، سيرد 5/411.(25/344)
حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ (1)
15973 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلْقَى مِنَ الْمَذْيِ شِدَّةً، فَكُنْتُ أُكْثِرُ الِاغْتِسَالَ مِنْهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " إِنَّمَا يُجْزِئُكَ مِنْهُ الْوُضُوءُ " فَقُلْتُ: كَيْفَ بِمَا يُصِيبُ ثَوْبِي؟ فَقَالَ: " يَكْفِيكَ أَنْ تَأْخُذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَتَمْسَحَ بِهَا مِنْ ثَوْبِكَ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ أَصَابَ " (2)
__________
(1) قال السندي: سهل بن حنيف، أنصاري أوسي، يكنى أبا سعيد، أو أبا عبد الله، وأبا ثابت. من أهل بدر، وكَان من السابقين.
وثبت يوم أحد حين انكشف الناس، وبابع يومئذ على الموت، وشهد أيضاً الخندق والمشاهد كلها.
واستخلفه عليٌّ على البصرة بعد الجمل، ثم شهد بيعة صفين، ويقال: آخى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين علي.
مات بالكوفة، وصلى عليه عليٌّ، فكبر ستاً، وقال: إنه بدري.
(2) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن عبيد بن السباق، فقد روى له أصحاب السنن خلا النسائي. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/91، وأبو داود (210) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1913) ، وابن خزيمة (291) ، وابن حبان (1103) ، والطبراني في "الكبير" (5594) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.=(25/345)
15974 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: " اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرُدَّ أَمْرَهُ لَرَدَدْنَاهُ، وَاللهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَنْ عَوَاتِقِنَا مُنْذُ أَسْلَمْنَا لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ، إِلَّا هَذَا الْأَمْرَ مَا سَدَدْنَا خَصْمًا، إِلَّا انْفَتَحَ لَنَا خَصْمٌ آخَرُ " (1)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (468) ، والترمذي (115) ، وابن ماجه (506) ، والدارمي 1/184، وابن خزيمة (291) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/47، والطبراني في "الكبير" (5593) و (5594) و (5595) من طرق عن ابن إسحاق، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ولا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق في المذي مثل هذا، وقد اختلف أهل
العلم في المذي يصيب الثوب، فقال بعضهم: لا يجزىء إلا الغسل، وهو قول الشافعي وإسحاق، وقال بعضهم: يجزئه النَّضْح، وقال أحمد: أرجو أن يجزئه النَضْح بالماء.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (662) .
وعن المقداد بن الأسود عند مسلم (303) (19) ، وسيرد 6/5.
قال السندي: قوله: "إنما يجزئك"، بفتح الياء من الجزاء، أو بضمها من الإجزاء، أي: يكفيك.
قوله: "فتمسح"، أي: تغسل، وظاهره أنه يكفي المرة الواحدة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الحميدي (404) ، والطبراني في "الكبير" (5600) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3181) و (7308) ، ومسلم (1785) (95) ، وابن أبي=(25/346)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عاصم في "الآحاد والمثاني" (1911) ، والطبراني في "الكبير" (5598) و (5599) و (5601) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري (4189) ، ومسلم (1785) (96) ، والطبراني في "الكبير" (5602) و (5603) و (5605) من طريقين عن أبي وائل، به.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "اتهموا رأيكم"، أي: إنكم تقاتلون إخوانكم في الإسلام عن اجتهادِ اجتهدتموه، وهو يحتمل الخطأ، فكونوا على حذر.
قوله: "يوم أبي جندل"، أي: يوم الحديبية حين جاء أبو جندل وهو مسلم مقيَّد، معذب في الله، وقد جرى الصلح على رَدِّ من جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم مسلماً، فردَّه مع كونه شاقاً على المسلمين، فكأنه يشير إلى أن الصلح خير.
قوله: "أمره"، أي: أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: "لرددناه": ومع ذلك صبرنا لما رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلح من خير.
قوله: "عن عواتقنا"، أي: على عواتقنا كما في البخاري ومسلم (وهو الوجه) .
قوله: "يفظعنا"، أي: ينزل بنا. وقال الحافظ في "الفتح" 13/288: أي يوقعنا في أمر فظيع، وهو الشديد في القبح ونحوه.
قوله: "أسهل"، أي: الوضع. وقال الحافظ: وهو كناية عن التحول من الشدة إلى الفرج.
قوله: "خصماً"، بضم فسكون، أي: جانباً منه.
وقال الحافظ في "الفتح" 13/288: ومراد سهل أنهم كانوا إذا وقعوا في شدة يحتاجون فيها إلى القتال في المغازي والفتوح العمرية عمدوا إلى سيوفهم فوضعوها على عواتقهم، وهو كناية عن الجد في الحرب، فإذا فعلوا ذلك انتصروا، وهو المراد بالنزول في السهل، ثم استثنى الحرب التي وقعت بصفين لما وقع فيها من إبطاء النصر وشدة المعارضة من حجج الفريقين، إذ حجة علي ومن معه ما شرع لهم من قتال أهل البغي حتى يرجعوا إلى الحق، وحجة=(25/347)
15975 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي مَسْجِدِ أَهْلِهِ أَسْأَلُهُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ بِالنَّهْرَوَانِ، فِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ، وَفِيمَا فَارَقُوهُ، وَفِيمَا اسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ، قَالَ: كُنَّا بِصِفِّينَ فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِأَهْلِ الشَّامِ اعْتَصَمُوا بِتَلٍّ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ بِمُصْحَفٍ، وَادْعُهُ إِلَى كِتَابِ اللهِ، فَإِنَّهُ لَنْ يَأْبَى عَلَيْكَ، فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ، لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ، وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [آل عمران: 23] ، فَقَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ، قَالَ: فَجَاءَتْهُ الْخَوَارِجُ، وَنَحْنُ نَدْعُوهُمْ يَوْمَئِذٍ الْقُرَّاءَ، وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا نَنْتَظِرُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَلَى التَّلِّ أَلَا نَمْشِي إِلَيْهِمْ بِسُيُوفِنَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَتَكَلَّمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، يَعْنِي الصُّلْحَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ
__________
= معاوية ومن معه ما وقع من قتل عثمان مظلوماً، ووجود قتلته بأعيانهم في العسكر العراقي، فعظمت الشبهة حتى اشتد القتال، وكثر القتل في الجانبين، إلى أن وقع التحكيم، فكان ما كان.(25/348)
أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ، وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ، أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: " بَلَى " قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا، وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللهُ بَيْنَنَا، وَبَيْنَهُمْ؟ فَقَالَ: " يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي أَبَدًا " قَالَ: فَرَجَعَ وَهُوَ مُتَغَيِّظٌ، فَلَمْ يَصْبِرْ، حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ، وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ، أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ، وَلَمَّا يَحْكُمِ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ أَبَدًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ قَالَ: فَأَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَرَ، فَأَقْرَأَهَا إِيَّاهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَفَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه البخاري (4844) ، والنسائي في "الكبرى" (11504) ، والطبري في "التفسير" 26/70، والبيهقي في "السنن" 9/222 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
واْخرجه ابن أبي شيبة 14/438-439، و15/317-318، والبخاري (3182) ، ومسلم (1785) (94) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1912) مختصراً، والطبراني في "الكبير" (5604) ، والبيهقي 9/222 من طريقين عن عبد العزيز بن سياه، به.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: عن هؤلاء القوم، أي: الخوارج.
قوله: "فيما استجابوا له": أولاً، "وفيما فارقوه": آخراً.
قوله: "استحر"، أي: اشتدَّ.(25/349)
15976 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَتِيهُ (1) قَوْمٌ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، مُحَلَّقَةٌ رُءُوسُهُمْ "
وَسُئِلَ عَنْ الْمَدِينَةِ؟ فَقَالَ: " حَرَامٌ آمِنًا، حَرَامٌ آمِنًا " (2)
__________
(1) في الأصول: يليه، وفي (م) : بلية، وكلاهما خطأ، والمثبت من مسلم وغيره: ممن خرج الحديث. وتكلف السندي في توجيه "يليه" فقال: أي: يلي المشرق من الولاية أو الولي بمعنى القرب، أي: يسكنوا فيه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. العوام: هو ابن حوشب، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.
وقوله: "يتيه قوم قبل المشرق محلقة رؤوسهم":
أخرجه ابن أبي شيبة 15/331، ومسلم (1068) (160) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (909) ، والطبراني في "الكبير" (5609) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/429 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وعندهم ما خلا الطبراني: يتيه قوم..
وقوله: وسئل عن المدينة فقال: "حرام أمناً، حرام أمناً":
أخرجه الطبراني في "الكبير" (5612) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد وأخرجه ابن أبي شيبة 12/182 و14/198-199، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/192، والطبراني في "الكبير" (5610) و (5611) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، به.
وفي الباب في حرمة المدينة، سلف من حديث أبي هريرة برقم (7218) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: حرام أمناً: هو مصدر يأمن، وفي مصادر التخريج: حرامٌ آمن على الوصف.
قلنا: وقد أشار الحافظ في "أطراف المسند" 2/544 أن هذا الحديث=(25/350)
15977 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِزَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَامِرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فِي الْحَرُورِيَّةِ، قَالَ: أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ، لَا أَزِيدُكَ عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَذْكُرُ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنْ هَاهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْعِرَاقِ - يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " قُلْتُ: هَلْ ذَكَرَ لَهُمْ عَلَامَةً؟ قَالَ: " هَذَا مَا سَمِعْتُ لَا أَزِيدُكَ عَلَيْهِ (1)
15978 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي
__________
= مختصر من الحديث الذي بعده.
(1) حديث صحيح، حزام بن إسماعيل العامري، من رجال التعجيل روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/304، ومسلم (1068) (159) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (908) ، والطبراني في "الكبير" (5607) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/428 من طريق علي بن مُسْهِر، والبخاري (6934) ، ومسلم (1068) (159) ، والطبراني في "الكبير" (5608) من طريق عبد الواحد بن زياد، والنسائي في "الكبرى" (8090) ، والطبراني في "الكبير" (5607) من طريق محمد بن فُضَيْل، ثلاثتهم عن أبي إسحاق الشيباني، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3831) وذكرنا هناك أحاديث الباب.(25/351)
الرَّبَابُ، وَقَالَ يُونُسُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَتْ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ: مَرَرْنَا بِسَيْلٍ فَدَخَلْتُ فَاغْتَسَلْتُ مِنْهُ، فَخَرَجْتُ مَحْمُومًا، فَنُمِيَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا ثَابِتٍ يَتَعَوَّذُ "، قُلْتُ: يَا سَيِّدِي وَالرُّقَى صَالِحَةٌ؟ قَالَ: " لَا رُقْيَةَ إِلَّا فِي نَفْسٍ، أَوْ حُمَةٍ، أَوْ لَدْغَةٍ " قَالَ عَفَّانُ: " النَّظْرَةُ،، وَالْحُمَةُ وَاللَّدْغَةُ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الرباب جدة عثمان بن حكيم، انفرد بالرواية عنها حفيدها عثمان، وذكرها الذهبي في "الميزان" في فصل في النسوة المجهولات، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم: وهو الأنصاري فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10086) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (257) - من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/408-409 مختصراً من طريق يونس بن محمد، به: وفيه: "مروا أبا ثابت فليتصدَّق".
وأخرجه أبو داود (3888) ، والنسائي في "الكبرى" (10873) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1034) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/329، والطبراني في "الكبير" (5615) ، والحاكم 4/413 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه
الذهبي.
وانظر (15980) .
ويشهد له حديث عائشة عند البخاري (5741) بلفظ: رخص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرقية من كل ذي حُمَة. و (5738) بلفظ: أمرني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو أمر- أن يسترقى من العين. وسيرد 6/63. =(25/352)
15979 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ يَعُودُهُ، قَالَ: فَوَجَدْنَا عِنْدَهُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، قَالَ: فَدَعَا أَبُو طَلْحَةَ إِنْسَانًا فَنَزَعَ نَمَطًا تَحْتَهُ، فَقَالَ لَهُ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: لِمَ تَنْزِعُهُ؟ قَالَ: لِأَنَّ فِيهِ تَصَاوِيرَ، وَقَدْ قَالَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدْ عَلِمْتَ، قَالَ سَهْلٌ: أَوَلَمْ يَقُلْ: " إِلَّا مَا كَانَ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ " قَالَ: بَلَى وَلَكِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِي (1)
__________
= وحديث أنس عند مسلم (2196) بلفظ: رخص في الحمة والنملة والعين، وسلف (12173) .
وحديث ابن عباس السالف برقم (2448) ، وانظر حديث أبي سعيد الخدري (10985) .
قال السندي: قوله: فنمي ذلك، على بناء المفعول، مخفف أو مشدد: من نميت الحديث إذا رفعته.
قوله: "مروا أبا ثابت": كنية سهل بن حنيف.
قوله: الرقى، بضم راء مقصور: جمع رقية.
قوله: صالحة: أي جائزة.
قوله: "نفس ": كنى بها من العين.
قوله: "أو حُمَة"، بضم ففتح: السُّمّ.
قوله: "أو لدغة": أي: عض بالأسنان، كما في الحية، أراد أن هذه الأشياء أحق بالرقية لشدة ضررها، ولم يرد الحصر، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح لغيره، وفي هذا الإسناد مقال، ففي قول عبيد الله بن عبد الله- وهو ابن عتبة بن مسعود- أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده قال: فوجد عنده سهل بن حنيف ما أنكره أهل العلم، فقد ذكره ابن عبد البر=(25/353)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "التمهيد" 21/192، فقال: أنكر ذلك بعض أهل العلم، وقال: لم يلق عبيد الله أبا طلحة.. من أجل أن بعض أهل السير قال: توفي أبو طلحة سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان، رضي الله عنه، وعبيد الله لم يكن في ذلك الوقت ممن يصح له سماع.
ثم قال: واختلف في وفاة أبي طلحة، وأصح شيء في ذلك ما رواه أبو زرعة، قال: سمعت أبا نعيم يحدث عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: سرد أبو طلحة الصوم بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين سنة. فيكف يجوز أن يقال: إنه مات سنة أربع وثلاثين، وهو قد صام بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين سنة، إذا كان ذلك كما ذكرنا صَحَّ أن وفاته لم تكن إلا بعد خمسين سنة من الهجرة، والله أعلم.
قلنا: فعلى هذا يمكن أن يكون عبيد الله بن عبد الله قد أدرك أبا طلحة، لأن وفاة عبيد الله كانت سنة (98) هـ على أصح الأقوال، إلا أن الدارقطني في "العلل" 6/9، والمزي في "تحفة الأشراف" 3/251 ذكرا أن بينهما ابن عباس، وهو الصواب.
ثم قال ابن عبد البر: وأما سهل بن حنيف، فلا يشك عالم أن عبيد الله بن عبد الله لم يره ولا لقيه ولا سمع منه، وذِكْرُهُ في هذا الحديث خطأ لا شك فيه، لأن سهل بن حنيف توفي سنة ثمانٍ وثلاثين، وصلى عليه عليٌّ رضي الله عنه، ولا يذكره في الأغلب عبيد الله بن عبد الله لصغر سنة يومئذ، والصواب في ذلك- والله أعلم- عثمان بن حنيف، وكذلك رواه محمد بن إسحاق، عن أبي
النضر، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: انصرفت مع عثمان بن حنيف إلى دار أبي طلحة نعوده، فذكر الحديث.
قلنا: وطريق محمد بن إسحاق أخرجه النسائي والطحاوي كما سيأتي في التخريج، وإذا صح إدراك عبيد الله بن عبد الله لأبي طلحة تكون القصة قد استقامت بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/966، ومن طريقه أخرجه الترمذي =(25/354)
15980 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ، وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ، اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا
__________
= (1750) ، والنسائي في "المجتبى" 8/212، وفي "الكبرى" (9766) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/285، وابن حبان (5851) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9765) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/285 من طريق محمد بن إسحاق، عن سالم أبي النضر، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، قال: خرجت أنا وعثمان بن حنيف نعود أبا طلحة في شكوى ... فذكر الحديث.
وأخرجه بنحوه البخاري (5958) ومسلم (2106) (85) وسيرد 4/28 من طريق الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد، عن أبي طلحة صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة". قال بسر: ثم اشتكى زيد، فعدناه، فإذا على بابه سِتْرٌ فيه صورة، فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول؟ فقال عبيد الله: ألم تسمعه حين قال: "إلا رقماً في ثوب". وهذا لفظ البخاري.
قال السندي: قوله: نمطاً، بفتحتين: بساط لطيف له خمل.
قوله: "رقما"، بفتح فسكون: نفشاً.
قوله: ولكنه أطيب لنفسي: أي النزع، ويدل الحديث على أنه لا منع من الرَّقْم.(25/355)
رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَلُبِطَ بِسَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ؟ وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَمَا يُفِيقُ، قَالَ: " هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: " عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟ " ثُمَّ قَالَ لَهُ: " اغْتَسِلْ لَهُ " فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ، وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ (1)
__________
(1) حديث صحيح، أبو أويس- وهو عبد الله بن عبد الله المدني، وإن كان مختلفاً فيه، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وأبو أمامة بن سهل: هو أسعد بن سهل.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/939- ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7618) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2895) ، والطبراني في "الكبير" (5575) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/163-، وأخرجه عبد الرزاق (19766) ، والنسائي في "الكبرى" (10037) - وهو في "عمل اليوم والليلة"
(209) -، والطبراني في "الكبير" (5574) من طريق معمر، وابن أبي شيبة 8/58-59، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2896) ، والطبراني في "الكبير" (5578) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/242 من طريق ابن أبي ذئب، والنسائي في "الكبرى" (7617) و (10036) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (208) -، وابن ماجه (3509) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2894) ، والبيهقي في "السنن" 9/351-352، من طريق سفيان بن عيينة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2898) و (2899) ، والطبراني في "الكبير" =(25/356)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (5579) من طريق عُقَيْل بن خالد، وابن حبان (6106) من طريق إسحاق بن يحيى الكلبي، والطبراني في "الكبير" (5573) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع، و (5576) من طريق معاوية بن يحيى الصفدي، و (5577) ، والحاكم 3/411، والبيهقي في "السنن" 9/352 من طريق يونس بن يزيد، والحاكم 3/410-411 من طريق الجراح بن منهال، عشرتهم عن الزهري،
بهذا الإسناد. ومن طريق ابن أبي ذئب ذكر كيفية الغسل.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/938، والنسائي في "الكبرى" (7616) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2895) م، وابن حبان (6105) ، والطبراني في "الكبير" (5580) و (5581) و (5582) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (204) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/237-238 من طريقين عن أبي أمامة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10038) - وهو في "عمل اليوم والليلة".
(210) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2897) من طريق جعفر بن بُرْقان، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن عامر بن ربيعة، به.
قال النسائي: جعفر بن برقان في الزهري ضعيف، وفي غيره لا بأس به.
قلنا: وقد سلف من حديث عامر بن ربيعة برقم (15700) ، وانظر تعليقنا عليه هناك.
قال السندي: قوله: وساروا، أي: الصحابة.
قوله: "الخرار" بفتح الخاء وتشديد الراء الأولى: موضع قرب الجحفة.
قوله: "كاليوم"، أي: كمرئي اليوم.
قوله: "ولا جلد مخبأة": عطف على مقدر، أي: ما رأيت شيئاً ولا جلد مخبأة، بتشديد الباء، بعدها همزة، يقال: جارية مخبأة، أي: مستَّرة.
قوله: "فلبط"، على بناء المفعول، أي: صرع به.
قوله: "هل لك في سهل"، أي: هل لك رغبة في إصلاح أمره.
قوله: "وما يفيق": من الإفاقة.(25/357)
15981 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَنْصَارِيُّ، بِقُبَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْكَرْمَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبِي: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ - يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ - فَيُصَلِّيَ فِيهِ كَانَ كَعَدْلِ (1) عُمْرَةٍ " (2)
__________
= قوله: "بركت"، بتشديد الراء، أي: دعوت بالبركة.
قوله: "وداخلة إزاره"، قيل: هو الفرج، وقيل: ما يلي البدن من الإزار.
قوله: "يكفىء"، أي: يقلب.
وانظر "زاد المعاد" 4/157-159 (طبعة مؤسسة الرسالة 1996) ، و"فتح الباري" 10/204- 205.
(1) في (ق) : فإنه يعدل.
(2) صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن، محمد بن الكرماني- وهو محمد ابن سليمان المدني القُبَائي المعروف بالكرماني-، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولا نعلم فيه جرحاً، ومجمع بن يعقوب وثقه ابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين والنسائي وأبو حاتم: لا بأس
به، وهو متابع، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح ابن الطباع، وأبو أمامة: هو أسعد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5558) ، والحاكم 3/12 من طريق محمد ابن عيسى الطباع أخي إسحاق، عن مجمع بن يعقوب، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: وصحح إسناده العراقي في تخريج "الإحياء" 1/260.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/96، وابن ماجه (1412) ،=(25/358)
15982 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكَرْمَانِيِّ،
__________
= والطبراني (5559) و (5561) و (5562) من طرق عن محمد بن سليمان الكرماني، به، وزاد بعضُهم ذكر التطهر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/373 و12/210، وعبد بن حميد في "المنتخب" (469) ، والبخاري في "التاريخ" 8/378-379، وابنُ شَبَّة في "تاريخ المدينة" 1/41 و43، والطبراني (5560) من طريق موسى بن عبيدة، عن يوسف بن طهمان، عن أبي أمامة، به، بلفظ: "من توضأ فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قُباء، فركع فيه أربع ركعات، كان ذلك كعدل عمرة"، وفي رواية الطبراني:
"كان ذلك عدل رقبة". وزاد البخاري: "ومن خرج على طهر لا يُريد إلا مسجدي هذا يُريد مسجد المدينة ليُصَلي فيه كان بمنزلة حجة".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/11، وقال: رواه ابن ماجه وغيره، وقالوا: كعدل عمرة، وهنا (أي عند الطبراني) كعدل رقبة، رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف.
وسيأتي برقم (15982) و (15983) .
وفي الباب عن أسيد بن ظهير عند ابن أبي شيبة 2/373، والترمذي (324) ، وابن ماجه (1411) بلفظ: "الصلاة في مسجد قباء كعمرة". وقال الترمذي: غريب.
وعن أبي سعيد الخدري عند ابن سعد في "الطبقات" 1/244 ولفظه: "من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم جاء مسجد قُباء، فصلى فيه، كان له أجر عمرة".
وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 2/373، وابن حبان (1627) ، ولفظه: "من صلى فيه كان كعدل عمرة".
قال السندي: قوله: "كان كعَدْل" ضبط بفتح فسكون، أي: كان أجره كأجر العمرة.(25/359)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، (1)
15983 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكَرْمَانِيُّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
15984 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَخْبَرَهُ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ مَوْلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ سَهْلًا، أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ قَالَ: " أَنْتَ رَسُولِي إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ، وَيَأْمُرُكُمْ بِثَلَاثٍ: لَا تَحْلِفُوا بِغَيْرِ اللهِ، وَإِذَا تَخَلَّيْتُمْ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ، وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَا تَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ، وَلَا بِبَعْرَةٍ " (3)
__________
(1) صحيح بشواهده، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا هو قتيبة ابن سعيد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/37، وفي "الكبرى" (778) عن قتيبة ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وذكرنا في الرواية السابقة شواهده.
(2) صحيح بشواهده، وهو مكرر (15981) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عليُّ بنُ بحر، وشيخه حاتم هو ابن إسماعيل، وهما ثقتان.
وأخرجه عمر بن شَبَّة في "تاريخ المدينة" 1/40، وابن ماجه (1412) من طريقين عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وتحرف اسم محمد بن سليمان في مطبوع "تاريخ المدينة" إلى: محمد بن أبي سليمان.
(3) ما ورد فيه من نهي صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عبد الكريم ابن أبي المُخارق، ولجهالة الوليد بن مالك، ومحمدِ بنِ قيس، وكلاهما من=(25/360)
15985 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ، وَهُوَ يقَدِرُ (1) عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ أَذَلَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
= رجال "التعجيل"، والأول هو ابن عباد بن حُنيف، أورده البخاري وابنُ أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات، عبدُ الرزّاق: هو ابن هَمّام الصنعاني، وروح: هو ابن عُباد القيسي، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (15920) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/170 و172 مختصراً، والحاكم 3/412 من طريق أبي عاصم، عن ابن جُريج، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/205 و4/177 وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف.
وقوله: "لا تحلفوأ بغير الله" له شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (4523) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وقوله: "إذا تخلَّيتم فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7368) .
وآخر من حديث أبي أيوب الأنصاري عند البخاري (394) ، ومسلم (264) ، وسيرد 5/416 و417 و421.
وقوله: "ولا تستنجوا بعظم ولا ببعرة" له شاهد من حديث ابن مسعود، سلف برقم (4375) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1) في (م) : قادر.
(2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة- وهو عبد الله- وموسى بن جبير- وهو الأنصاري- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال: يخطىء =(25/361)
15986 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ مُكَاتَبًا فِي رَقَبَتِهِ، أَظَلَّهُ اللهُ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " (1)
__________
= ويخالف، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5554) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (428) من طريقين عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7633) من طريق عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، عن موسى بن جبير، به. وعبد الله بن عياش، من رجال "التهذيب"، لين الحديث، ويبدو أنه تحرف في نسخة "الشعب" التي نقل عنها الشيخ ناصر الدين الألباني في "الضعيفة" (2402) إلى الغساني، فقال: لم
أعرفه!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/267، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وهو حسن الحديث، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وانظر حديث جابر بن عبد الله، وأبي طلحة الآتي برقم (16368) .
(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن سهل بن حنيف، من رجال "التعجيل"، لم يذكروا في الرواة عنه سوى عبد الله بن محمد بن عقيل، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، فهو في عداد المجاهيل، وعبد الله بن محمد بن عقيل، حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (471) عن زكريا بن عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3818) من طريق علي بن =(25/362)
15987 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ سَهْلًا، حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ غَارِمًا فِي عُسْرَتِهِ، أَوْ مُكَاتَبًا فِي رَقَبَتِهِ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " (2)
__________
= معبد، عن عبيد الله بن عمرو، به.
وأخرجه الحاكم 2/217- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/320- من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبراني في "الكبير" (5591) من طريق يحيى الحماني، كلاهما عن عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: بل عمرو رافضي متروك.
قلنا: وقد اختلف عنه فيه.
فأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (93) من طريق أبي داود الطيالسي عن عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن سهل ابن حنيف، عن أبيه، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/241، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الله بن سهل بن حنيف ولم أعرفه، وبقية رجال حديثهم حسن، وأورده كذلك 5/283 ونسبه إلى الطبراني.
وسيأتي مطولاً برقم (15987) .
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (126) ، ولفظه: "من أظل رأس غازٍ، أظله الله يوم القيامة".
(1) في النسخ الخطية و (م) : يحيى بن بكير، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/542.
(2) حديث ضعيف دون قوله: "أو غارماً في عسرته"، فهو صحيح لغيره، عبد الله بن سهل بن حنيف، سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم=(25/363)
حَدِيثُ رَجُلٍ يُسَمَّى طَلْحَةَ، وَلَيْسَ هُوَ بِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ
15988 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ، أَنَّ طَلْحَةَ حَدَّثَهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَلَيْسَ لِي بِهَا مَعْرِفَةٌ، فَنَزَلْتُ فِي الصُّفَّةِ مَعَ رَجُلٍ فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كُلَّ يَوْمٍ مُدٌّ مِنْ تَمْرٍ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَ ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ: " لَوْ وَجَدْتُ خُبْزًا، أَوْ لَحْمًا لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ، أَمَا إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ تُدْرِكُوا، وَمَنْ أَدْرَكَ ذَاكَ مِنْكُمْ أَنْ يُرَاحَ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ، وَتَلْبَسُونَ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ " قَالَ: فَمَكَثْتُ أَنَا
__________
= (15986) ، وعبد الله بن محمد بن عقيل، مختلف فيه، حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زهير بن محمد: هو التميمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/250، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (94) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3819) ، والطبراني في "الكبير" (5590) ، والحاكم 2/89، والبيهقي في "السنن"10/320، وفي "الشعب" (4277) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
وقوله: "أو غارماً في عسرته" حديث صحيح، سلف نحوه من حديث أبي اليسر الأنصاري السالف برقم (15520) ، وذكرنا هناك شواهده.(25/364)
وَصَاحِبِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرَ، حَتَّى جِئْنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ فَوَاسَوْنَا وَكَانَ خَيْرَ مَا أَصَبْنَا هَذَا التَّمْرُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي هند، وأبي حرب- وهو ابن أبي الأسود- فمن رجال مسلم، وأبو حرب قيل: اسمه محجن، وقيل: عطاء. وصحابيه طلحة- وهو ابن عمرو البصري- لم تقع له رواية في شيء من الكتب الستة، وليس له غير هذا الحديث.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 3/90 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1434) و (1435) ، والبزار (3673) ، وابن حبان (6684) ، والطبراني في "الكبير" (8160) و (8161) ، والحاكم 3/15 و4/548، وأبو نعيم في "الحلية" 1/374 من طرق عن داود بن أبي هند، به.
قال البزار: وطلحة هذا سكن البصرة، وهو طلحة بن عمرو، ولم يرو إلا هأءا الحديث. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وزاد الحاكم 4/549: قال داود: قال لي أبو حرب: يا داود هل تدري ما كان أستار الكعبة يومئذ؟ قلت: لا. قال: ثيابٌ بيضٌ كان يُؤتى بها من اليمن.
وزاد البزار وأبو نعيم: الخُنُف: برودٌ شبه اليمانية.
وفي الباب عن أبي جحيفة عند البزار (3671) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/323، وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الجبار بن العباس وهو ثقة.
وعن ابن مسعود عند البزار (3672) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/323، وقال: رواه البزار وإسناده جيد.
قال السندي: قوله: "وتخرَّقت عنا الخُنف" ضبط بضمتين في "النهاية" جمع خَنِيف، وهو نوعٌ غليظ من أردإ الكتان، أراد ثياباً تُعمل منه كانوا =(25/365)
حَدِيثُ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ (1)
15989 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ الْأَشْجَعِيُّ وَهُوَ أَبُو مَالِكٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ نُعَيْمٍ، قَالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: حِينَ قَرَأَ كِتَابَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، قَالَ لِلرَّسُولَيْنِ: فَمَا تَقُولَانِ أَنْتُمَا؟ قَالَا: نَقُولُ: كَمَا قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا " (2)
__________
= يلبسونها.
"ومَنْ أدرك ذاك منكم" خبره مقْدر، أي: فقد كفاه أو نحو ذلك، والجملة معترضة.
وقوله: "أن يُراح" على بناء المفعول، بدلٌ من قوله: "أَن تُدركوا" إن فَتَح همزة "أن" في "أَنْ تُدْرِكوا" وإن كسرها على أنها حرف شرط فقولُه: "أن يُراح" خبر "توشكون".
"بالجفان"- بكسر الجيم-، جمع جَفْنَة- بفتح فسكون-: وهي القصعة الكبيرة.
وذكر الحديث في "الإصابة" بلفظ: "أما أنكم تُوْشكون" لا يخلو عن بُعد.
"إلا البَرِير": هو ثمر الأراك إذا اسودَّ وبلغ، وقيل: هو اسم له في كل حال.
(1) قال الحافظ في "الإصابة": نعيم بن مسعود بن عامر، صحابي مشهور.
أسلم ليالي الخندق، وهو الذي أوقع الخُلف بين الحيين: قريظة وغطفان في وقعة الخندق، فخالف بعضهم بعضاً، ورحلوا عن المدينة.
قتل في أول خلافة علي، قبل قدومه البصرة، في وقعة الجمل، وقيل: مات في خلافة عثمان، والله تعالى أعلم.
(2) حديث صحيح بطرقه وشاهده، إسحاق بن إبراهيم الرازي- وهو ختن سلمة بن الفضل-، روى عنه جمع، وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر.=(25/366)
حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ
15990 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ بِالصَّهْبَاءِ عَامَ خَيْبَرَ، فَلَمَّا صَلَّى الْعَصْرَ دَعَا بِالْأَطْعِمَةِ، فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِسَوِيقٍ،
__________
= وقال أبو حاتم- كما في "الجرح والتعديل" 2/208-: سمعت يحيى بن معين أثنى عليه خيراً. قلنا: وقد توبع، وسلمة بن الفضل- وهو الأبرش، وإن يكن ضعيفاً- قويٌ في المغازي، وقد توبع أيضاً، وبقية رجاله ثقات، ومحمدُ بنُ إسحاق صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وسلمة بن نُعيم له صحبة.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 5/348 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2761) ، والحاكم 2/142-143 من طريق محمد بن عمرو الرازي- وهو ثقة-، عن سلمة بن الفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2863) ، والحاكم 3/52، والبيهقي في "السنن"9/211، وفي "الدلائل" 5/332 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
وأخرجه مطولاً ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1309) من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، عن شيخ من أشجع، عن سلمة بن نعيم، به.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3642) .
قال السندي: قوله: "لولا أن الرسل لا تقتل"، أي: لئلا تنقطع الكتب والمراسيل.(25/367)
قَالَ: فَلُكْنَا - يَعْنِي أَكَلْنَا - مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَتِ الْمَغْرِبُ تَمَضْمَضَ وَتَمَضْمَضْنَا مَعَهُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد- شيخ أحمد- هو القطان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6699) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15799) .(25/368)
حَدِيثُ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ (1)
15991 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ (2) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَمَا حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ: " ذَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
__________
(1) قال الحافظ في "الإصابة": الأقرع بن حابس، تميمي، دارمي، وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مكة وحنيناً والطائف، وهو من المؤلفة قلوبهم، وقد حسن إسلامه، وكان حكماً في الجاهلية.
قال ابن دريد: إنما قيل له الأقرع لقرع كان برأسه، وكان شريفاً في الجاهلية والإسلام.
واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيَّره إلى خراسان، فأصيب بالجوزجان هو والجيش، وذلك في زمن عثمان. وقيل: قُتل باليرموك في عشرة من بنيه، والله أعلم.
(2) في هامش (س) : لشين.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو سلمة بن عبد الرحمن- وهو ابن عوف القرشي- لم يثبت سماعه من الأقرع بن حابس، فقد نقل الحافظ في "الإصابة" - في ترجمة الأقرع- عن ابن منده قوله: رُوي عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى، فذكره مرسلاً، وهو الأصح، قال الحافظ: وكذا رواه الروياني من طريق عمرر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: نادى الأقرع. فذكره مرسلاً، ووقع=(25/369)
حَدِيثُ رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ
15992 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ، عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ، أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ
__________
= في رواية جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الأقرع، فهذا يدل على أنه تأخر. قلنا: وسيأتي مرسلاً أيضاً في الرواية 6/394. وقال الحافظ في "التعجيل": ورواية أبي سلمة عن الأقرع منقطعة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1178) ، والطبراني في "الكبير" (878) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1033) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/130 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/108، وقال: رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي أحمد رجال الصحيح إن كان أبو سلمة سمع من الأقرع، وإلا فهو مرسل كإسناد أحمد الآخر.
وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً 6/393-394.
وله شاهد من حديث البراء بن عازب عند الترمذي (3267) ، والنسائي في "الكبرى" (11515) ، وابن جرير 26/121، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/296 وفيه عن البراء بن عازب في قوله: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) [الحجرات: 4] ، قال: فقام رجل، فقال: يا
رسول الله، إن حمدي زين، وإن ذمي شين. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذاك الله". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قال السندي: قوله: "زَيْن" بفتح فسكون، وكذا "الشََّيْن"، ثم الزين نقيض الشين، والشين: هو العيب.(25/370)
خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَمَرَّ رَبَاحٌ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ، مِمَّا أَصَابَتِ الْمُقَدِّمَةُ، فَوَقَفُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ خَلْقِهَا، حَتَّى لَحِقَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَانْفَرَجُوا عَنْهَا، فَوَقَفَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ " فَقَالَ لِأَحَدِهِمْ: " الْحَقْ خَالِدًا فَقُلْ لَهُ: لَا تَقْتُلُوا (1) ذُرِّيَّةً، وَلَا عَسِيفًا " (2)
__________
(1) في النسخ: لا تقتلون. وضبب فوقها في (س) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مُرقَّع بن صيفي- وهو حفيد رباح بن الرَّبيع- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عنه الحافظ في "التقريب": صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما، وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، واختُلف في اسمه، فقيل: رباح، بالموحدة، وقيل: رياح بالتحتانية، قال البخاري في "التاريخ" 3/314: وبعضهم قال: رياح ولم يثبت. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/222 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8628) ، وابنُ ماجه (2842) ، وأبو يعلى (1546) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/221، وابنُ حبان (4789) ، والطبراني في "الكبير" (4619) (4620) ، والبيهقي في "السنن" 9/91 من طرق عن المغيرة بن عبد الرحمن، به. وتحرف اسم رباح بن الربيع في مطبوع "شرح معاني الآثار" إلى رباح بن حنظلة الكاتب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/314، وأبو داود (2669) ، والنسائي في "الكبرى" (8625) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/345،=(25/371)
15993 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّ رَبَاحًا جَدَّهُ ابْنَ الرَّبِيعِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (1)
__________
= والطبراني في "الكبير" (4621) ، والبيهقي في "السنن" 9/82،وابنُ عبد البر في"التمهيد"16/140 من طريق عمر بن مُرَقع، والبخاري في "التاريخ" 3/314، والطبراني (4622) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن مُرَقع بن صيفي، به.
وسيأتي بالأرقام (15993) و (15994) و (15995) و4/178 و178-179 و346 عن حنظلة أخي رباح ابن الربيع.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4739) بلفظ: نهى عن قتل النساء والصبيان، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
والنهي عن قتل العسيف والوصيف مرَّ من حديث الأسود بن سريع برقم (15420) .
قال السندي: قوله: "على مقدِّمته" بكسر الدال المشددة، أي: أوائل جيشه.
"ولا عَسِيفاً"، أي: أجيراً، أي: إذا لم يقاتل، كما نبَّه عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "ما كانت هذه لتقاتل".
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 3/314، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2751) ،والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6138) ، والحاكم 2/122، والطبراني (4617) و (4618) من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: وهكذا رواه المغيرة بن عبد الرحمن [كما سلف
(15992) ] ، وابن جريج [كما سيأتي (15995) ] عن أبي الزناد، فصار=(25/372)
15994 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُرَقِّعِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ رَبَاحٍ أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (1)
15995 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ التَّمِيمِيُّ، شَهِدَ عَلَى جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍ الْحَنْظَلِيِّ الْكَاتِبِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ (2)
__________
= الحديث صحيحاً على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وسيأتي برقم (15994) و4/178، وقد سلف برقم (15992) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. حسين بن محمد: هو المرُّوذي.
وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً 4/178. وسلف أول مرة برقم (15992) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- لم يسمع من أبي الزناد. وقد سلف بإسناد قوي برقم (15992) . عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (96) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد.
وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً 4/346.
وذكرنا شواهده برقم (15992) .(25/373)
حَدِيثُ أَبِي مُوَيْهِبَةَ (1) مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
15996 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ فُضَيْلٍ (2) ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ، فَصَلَّى عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةِ قَالَ: " يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ أَسْرِجْ لِي دَابَّتِي " قَالَ: فَرَكِبَ وَمَشَيْتُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ، فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، وَأَمْسَكَتِ الدَّابَّةُ، وَوَقَفَ عَلَيْهِمْ - أَوْ قَالَ: قَامَ عَلَيْهِمْ - فَقَالَ: " لِيَهْنِكُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ أَتَتِ الْفِتَنُ، كَقِطَعِ اللَّيْلِ، يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا الْآخِرَةُ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى، فَلْيَهْنِكُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ "، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: " يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنِّي أُعْطِيتُ - أَوْ قَالَ: خُيِّرْتُ - مَفَاتِيحَ مَا يُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، وَالْجَنَّةَ أَوْ لِقَاءَ رَبِّي " فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخْبِرْنَا (3) ، قَالَ: " لَأَنْ
__________
(1) قال السندي: أبو مويهبة، ويقال له: أبو موهبة، وأبوموهوبة، مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل: كان من مولدي مزينة، وشهد غزوة المريسيع. وكان ممَّن يقود بعائشة جملها.
اشتراه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقه، وكان رجلاً صالحاً، لا يُعرف اسمه.
(2) قيده الدارقطني والذهبي وابنُ ناصر الدين: فَصِيل، بفتح الفاء وكسر الصاد المهملة، ووقع في "التاريخ الكبير"، و"الكامل" لابن عدي: فُضَيل، بالضاد المعجمة. انظر "توضيح المشتبه" 7/109.
(3) كذا في الأصول الخطية، ووقع في رواية الطبراني والخطيب: فاخترنا، قال السندي: "فأخبرنا" بالباء الموحدة أمر من الإخبار، ويحتمل أن =(25/374)
تُرَدَّ عَلَى عَقِبِهَا مَا شَاءَ اللهُ، فَاخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " فَمَا لَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا حَتَّى قُبِضَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ مَرَّةً: " تُرَدُّ عَلَى عَقِبَيْهَا " (1)
__________
= يكون بالتاء المثناة من فوق، أمر من الاختيار، وهو الموافق للرواية الثانية.
(1) إسناده ضعيف لجهالة عُبيد بن جُبير- وهو مولى الحكم بن أبي العاص- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، والحكم بن فَصِيل مختلف فيه، ووثقه ابنُ معين وأبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعَّفه جماعة، وقال ابن عدي في "الكامل" 2/633: ما تفرد به لا يتابع عليه، وباقي رجاله رجال الصحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/340 مختصراً، والخطيبُ في "تاريخه" 8/222 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (872) من طريق محمد بن أبان الواسطي، عن الحكم بن فَصِيل، به، لكن وقع فيه بدل عبيد بن جبير: عبيد ابن حنين، وهو وهم، فقد قال الدارقطني في "المؤتلف" 1/365: ومن قال في هذا عبيد بن حنين فهو وهم، ثم قال: وعُبيد بن حنين رجل آخر يروي عن أبي سعيد الخدري، روى عنه سالم أبو النضر.
وسيأتي برقم (15997) .
ولقصة تخييره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الدنيا وبين ما عند الله، واختياره ما عند الله أصلٌ صحيح من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (466) ، سلف في "المسند" برقم (11135) و (11863) .
وسلف أيضاً من حديث أبي المعلى في مسند المكيين برقم (15922) .
قال السندي: "أسرج" من الإسراج. "لِيهنِكُم" بكسر اللام، مثل لِيَرمِ، من رمى، وهو مهموز استعمل استعمال الناقص تخفيفاً.
"أَتَت"، أي: جاءت. =(25/375)
15997 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْعَبْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ، مَوْلَى الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ فَانْطَلِقْ مَعِي "، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ قَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْمَقَابِرِ، لِيَهْنِ لَكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ، مِمَّا أَصْبَحَ فِيهِ النَّاسُ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللهُ مِنْهُ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يَتْبَعُ أَوَّلُهَا آخِرَهَا (1) ، الْآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الْأُولَى " قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: " يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا، وَالْخُلْدَ فِيهَا، ثُمَّ الْجَنَّةَ، وَخُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَالْجَنَّةِ " قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي، فَخُذْ مَفَاتِيحَ الدُّنْيَا، وَالْخُلْدَ فِيهَا، ثُمَّ الْجَنَّةَ، قَالَ: " لَا وَاللهِ يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي، وَالْجَنَّةَ " ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَبُدِئَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
__________
= "كقِطَع" بكسر ففتح، جمع قطْعة، أي: كأنها قطعات الليل في الظلام.
"لِأن ترد" بكسر اللام وفتح الهمزة، والفعل على بناء المفعول من الرَّد بتشديد الدال، والضميرُ للأمة، والجار والمجرور متعلق بقوله: "فاخترت" بناءَ على زيادة الفاء، ومثله قوله: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) [المطففين: 26] ، وأمثاله في القرآن كثيرة، أي: لأجل ما يقع فيهم من الارتداد والفتن
اخترتُ لقاء الله تعالى.
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : يتبع آخرُها أولها.(25/376)
وَجَعِهِ الَّذِي قبَضَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ حِينَ أَصْبَحَ (1)
__________
(1) حديث صحيح في استغفاره لأهل البقيع واختياره لقاء ربه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن عمر العَبَلي- وهو من بني العَبَلات- فقد روى عنه ابنُ إسحاق، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، ولجهالة عُبيد بن جُبير كما ذكرنا في الرواية السابقة. وبقيةُ رجاله ثقات.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، ومحمد بن إسحاق صرح بالتحديث، وعبدُ الله بن عمرو: هو ابن العاص الصحابي الجليل.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 9/73-74، والطبراني في "الكبير" 22/ (871) ، والحاكم 3/55-56، والبيهقي في "الدلائل" 7/163 من طريقين عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، إلا أنه عجبٌ بهذا الإسناد. ووافقه الذهبي. قلنا: وقد وقع في إسناده: عبيد لله ابن عمر بن حفص، بدل عبد الله بن عمر العبلي، وقوله: ابن حفص وهم نبَّه عليه الحافظُ في "الإصابة". ووقع في رواية البخاري والطبراني والحاكم: عبيد ابن حنين، وقد نقلنا في الرواية السابقة عن الدارقطني أنه وهم.
وأخرجه مختصراً ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (467) ، والبزار (863) من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن عمر، عن عُبيد بن حنين مولى الحكم، به، وتحرف اسمُ عبيد بن حنين عند ابن أبي عاصم إلى: عُبيد الله بن حنين.
وأخرجه الدارمي 1/36-37 من طريق بكر بن سليمان، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن عمر بن علي بن عدي، عن عبيد مولى الحكم، به. وبكر بن سليمان: هو البصري، قال أبو حاتم: مجهول. وقال الذهبي في "الميزان": روى عنه شهاب بن معمر، وخليفة بن خياط، ولا بأس به إن شاء الله.
وأخرجه الحاكم 3/56، والدولابي 1/57-58، والبيهقي في "الدلائل" 7/162 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن عمر بن ربيعة، عن عبيد مولى الحكم، به. قلنا: وقد قال الحاكم: عن عبد الله بن=(25/377)
حَدِيثُ رَاشِدِ بْنِ حُبَيْشٍ
15998 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ حُبَيْشٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَعْلَمُونَ مَنِ الشَّهِيدُ مِنْ أُمَّتِي؟ " فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقَالَ عُبَادَةُ: سَانِدُونِي، فَأَسْنَدُوهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّابِرُ الْمُحْتَسِبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ
__________
= ربيعة، فقال الحافظ في "الإصابة": فكأنه نسبه لجده الأعلى. ووقع عنده أيضاً: عن عبيد بن عبد الحكم، فقال الحافظ: والصواب: عن عبيد مولى الحكم.
وأخرجه الدولابي 1/58 من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن عمر بن ربيعة، عن عبيد بن حنين، به.
وخالفهم محمد بن سلمة الحراني فيما أخرجه الدولابي أيضاً 1/58، وأبو نعيم في "الحلية" 2/27 من طريقه عن ابن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة ابن أبي مالك، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي مويهبة، به.
ومحمد بن سلمة ثقة، وابن إسحاق لم يصرح هنا بالتحديث، قال الحافظ في "الإصابة": فكأنَّ لابن إسحاق فيه شيخين إن كان محفوظاً.
وسلف نحوه برقم (15996) .
وللاستغفارِ لأهلِ البقيع شاهدٌ من حديث عائشة عند مسلم (974) ، وسيرد 6/180.(25/378)
وَجَلَّ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ " (1) قَالَ: وَزَادَ فِيهَا أَبُو الْعَوَّامِ: " سَادِنُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالْحَرْقُ، (2)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه ضعف وانقطاع، قَتَادة- وهو ابن دِعامة- لم يسمع من مسلم بن يسار. ومحمدُ بنُ بكر- وهو البرساني- سمع من سعيد بن أبي عَرُوبة بعد الاختلاط، وقد زاد في إسناده أبا الأشعث الصنعاني، وهو شراحيل بن آدة. وراشدُ بن حُبَيش مختلف في صحبته، قال الحافظ في "الإصابة": ذكره أحمد وابنُ خزيمة والطبراني وغيرهم في الصحابة، وقال البغوي: يُشَك في سماعه، وذكره في التابعين البخاري وأبو حاتم والعسكري وغيرهم. قلنا: فعلى قول من لم يثبت صحبته يكون مرسلاً أيضاً.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 2/187 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2788) من طريق عبد الأعلى السامي، عن سعيد بن أبي عروبة، به. لم يذكر أبا الأشعث الصنعاني. وعبد الأعلى ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وهو أوثق من محمد بن بكر البرساني.
قال الحافظ بعد أن ذكر طريق سعيد عن قتادة هذا: قال ابن منده: تابعه معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة، ورواه سفيان بن عبد الرحمن، عن قتادة، فقال: عن راشد، عن عبادة، وهو الصواب.
قلنا: وسيأتي من طرق أخرى عن عبادة بن الصامت في مسنده 5/315.
وسيأتي برقم (15999) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (8092) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وفيه ذكر هؤلاء الخمسة- وذكرهم البخاري (2829) عدا النفساء- وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2) في (ظ 12) و (ص) : الحريق.(25/379)
وَالسَّيْلُ "، (1)
15999 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ عَنْ رَاشِدِ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ يَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
(1) أبو العوام سادن بيت المقدس- وهو من رجال "التعجيل"- روى عن بعض الصحابة ومنهم عبادة بن الصامت، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عنه أهل الشام ومصر، وذكر ابن أبي حاتم عن الإمام أحمد أنه قال فيه: لا أدري ما اسمه.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/187 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. ووقع في المطبوع منه: السِّل.
ويشهد لقوله: "والحرق شهادة" حديثُ جابر بن عتيك عند مالك في "الموطأ" 1/233-234 وأبي داود (3111) ، والنسائي 4/13، وابن حبان (3189) (3190) . وسيرد 5/446.
وقوله: "السَّيْل"، هكذا ورد في جميع النسخ، وفي "غاية المقصد" وهو يوافق معنى الغريق، لكن قيده الحافظ في "الفتح" 6/43: والسِّلّ: بكسر المهملة وتشديد اللام. يعني ذاك المرض المعروف، فلعله يندرج حينئذ مع من مات بالطاعون.
قال السندي: "فأرَمَّ القومُ" بفتح الهمزة والراء وتشديد الميم، أي: سكتوا، كأنهم أطبقوا شفاههم، وروي "فأزَمَ" بزاي مفتوحة وميم مخففة، ومعناه مثل الأول، أي: أمسكوا عن الكلام.
"لقليل"، أي: القدر قليل، فلذا أفرد، و"الغَرَق" بفتحتين، وكذا الحَرَق، و"البطن"، أي: الموت بدائه، "يجرُّها" خبرٌ عن النفساء، "بسَرَرِهِ" بفتحتين.
(2) إسناده ضعيف لإبهام شيخ قتادة وهو ابن دعامة السدوسي. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير راشد بن حبيش فمختلف في صحبته، وهو=(25/380)
حَدِيثُ أَبِي حَبَّةَ الْبَدْرِيِّ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16000 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي حَبَّةَ الْبَدْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ لَمْ يَكُنْ، قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ هَذِهِ السُّورَةَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أُبَيُّ، إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ هَذِهِ السُّورَةَ " فَبَكَى وَقَالَ: ذُكِرْتُ ثَمَّةَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (2)
__________
= من رجال "التعجيل". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وقد سلف قبله (15998) من رواية راشد بن حبيش، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) قال السندي: أبو حبة البدري، بالحاء المهملة وبالموحدة هو الصواب، وقيل بالنون، أو الياء التحتانية، بدري، قيل: اسمه عامر، وقيل: مالك، وقيل: ثابت، وأنكر بعضهم أن يكون في البدريين من يكنى أبا حبة.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو بن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات، رجال الصحيح.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/66 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (823) من طريقين عن حماد بن سلمة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/311-312، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه علي بن زيد، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. =(25/381)
16001 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَبَّةَ الْبَدْرِيَّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البينة: 1] إِلَى آخِرِهَا، قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَهَا أُبَيًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيٍّ: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ هَذِهِ السُّورَةَ " قَالَ أُبَيٌّ: وَقَدْ ذُكِرْتُ ثَمَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَبَكَى أُبَيٌّ (1)
__________
=وسيأتي برقم (16001) .
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند البخاري (3809) ، ومسلم (799) (122) ، رسلف (12320) .
وآخر من حديث أبي بن كعب، وسيرد 5/131 قال السندي: قوله: ثمة: أي عند الله.
قوله: فبكى: أي حياء أو فرحاً.
وقوله: "أن أقرئك هذه السورة" قال الحافظ في "الفتح": 8/726: أي أعلمك بقراءتي عليك كيف تقرأ، حتى لا تتخالف الروايتان. قلنا: لأن رواية البخاري من حديث أنس: "أن أقرأ عليك" وفي روايةٍ: أن أقرئك القرآن"
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/520- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1965) - والدولابي في "الكنى" 1/24-25، والطبراني في "الكبير" 22/ (823) من طريق عفان، بهذا الإسناد.(25/382)
حَدِيثُ أَبِي عُمَيْرٍ (1)
16002 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُعَرَّفٌ (2) يَعْنِي ابْنَ وَاصِلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ ابْنَةُ طَلْقٍ، امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ سَنَةَ تِسْعِينَ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا هَذَا، أَصَدَقَةٌ؟ أَمْ هَدِيَّةٌ؟ " قَالَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: " فَقَدِّمْهُ إِلَى الْقَوْمِ " وَحَسَنٌ يَتَعَفَّرُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَخَذَ الصَّبِيُّ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَأَدْخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصْبُعَهُ فِي فِي الصَّبِيِّ، فَنَزَعَ (3) التَّمْرَةَ، فَقَذَفَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " فَقُلْتُ لِمُعَرَّفٍ: أَبُو عُمَيْرٍ جَدُّكَ؟ قَالَ: جَدُّ أَبِي، (4)
__________
(1) قال السندي: أبو عمير، ويقال: أبو عميرة- قيل: ضبطه في "التجريد" بفتح العين- رُشيد بن مالك، له صحبة، ووقع أسيد كما في الرواية الآتية برقم (16003) موضع رشيد، والصواب رشيد كما تقدم.
(2) في (س) و (ق) و (م) : معروف. قال السندي: والصواب مُعَرِّف.
(3) في (ظ 12) و (ص) : فانتزع.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حفصة بنت طلق، فقد ذكرها الحافظ في "تعجيل المنفعة"، ولم يذكر في الرواة عنها سوى معرف بن واصل: وهو السَّعْدي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/45، وابن أبي شيبة 3/215-216 و14/279-280، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/334، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2736) ، والدولابي في "الكنى" 1/84، والطحاوي في=(25/383)
16003 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَرَّفٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِي عَمِيرَةَ أُسَيْدِ بْنِ مَالِكٍ جَدِّ مُعَرَّفٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
__________
= "شرح معاني الآثار" 2/9-10 و3/297، والطبراني في "الكبير" (4632) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/76 و77 من طرق عن معرف ابن واصل، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/89، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير"، الا أن أحمد سماه أسيد بن مالك، وسماه الطبراني رشيد، وفيه حفصة بنت طلق، ولم يرو عنها غير معرف بن واصل، ولم يوثقها أحد.
وانظر ما بعده.
وله شاهد بنحوه من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح، سلف برقم (7758) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: يتعفَّر، من التعفر، وهو التمرغ في التراب، كما هو شأن الصغار حالة اللعب أو الغضب.
قوله: "آل محمد"، بالنصب على الاختصاص، والحديث يدل على أن ما حرم على الكبار لا يمكن منه الصغار.
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هنا، هو حسن بن موسى الأشيب، وسمى فيه أبا عمير أسيد بن مالك، والصواب أنه رشيد فيما ذكر السندي نقلاً عن ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة أسيد بن مالك.(25/384)
حَدِيثُ (1) وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ (2) مِنَ الشَّامِيِّينَ
16004 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ رُؤْبَةَ التَّغْلِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّصْرِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْأَةُ تَحُوزُ ثَلَاثَ مَوَارِيثَ، عَتِيقَهَا وَلَقِيطَهَا، وَوَلَدَهَا الَّذِي لَاعَنَتْ عَلَيْهِ " (3)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : بقية واثلة بن الأسقع.
(2) قال السندي: واثلة بن الأسقع، ليثي، قيل: واثلة بن عبد الله بن الأسقع. كان ينسب لجده. وقيل: الأسقع لقب. واسمه عبد الله.
أسلم قبل تبوك وشهدها.
كان من أهل الصُّفَّة، نزل بالشام، شهد فتح دمشق وحمص وغيرها.
مات سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مئة وخمس سنين، وقيل: غير ذلك.
وهو آخر من مات بدمشق من الصحابة.
(3) إسناده ضعيف، لضعف عمر بن رؤبة، قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: صالح الحديث ولا تقوم به الحجة، وقال ابن عدي: أنكروا عليه أحاديثه عن عبد الواحد النصري. وقال الذهبي في "الميزان" 3/196: ليس بذاك، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقد وثقه دُحيم، وهو معروف بتساهله
في توثيق الشاميين، وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو داود (2906) ، والترمذي (2115) ، والنسائي في "الكبرى" (6361) ، وابن ماجه (2742) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5137) ،=(25/385)
* 16005 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: جَاءَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ وَنَحْنُ نَبْنِي مَسْجِدَنَا، قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُصَلَّى فِيهِ، بَنَى الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي الْجَنَّةِ أَفْضَلَ مِنْهُ " (1)
__________
= والطبراني في "الكبير" 22/ (181) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1707، والدارقطني في "السنن" 4/89، والبيهقي في "السنن" 6/240 و259 من طرق عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن غريب، لا يعرف إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن حرب. وقال البيهقي: هذا غير ثابت.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (479) ، وابنُ أبي شيبة 11/408 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عمر بن رؤبة، به، موقوفاً.
وسيأتي برقم (16011) و4/106-107.
قال السندي: قوله: "تحوز" بحاء مهملة وزاي، أي: تجمع عتيقَها بالنصب، بدلٌ من ثلاث، بتقدير ميراث عتيقها.
و"لقيطها"، أي: الذي التقطته من الطريق وربَّته، قالوا: هذا إذا لم يترك وارثاً، فمالُهُ لبيتِ المال، وهذه المرأةُ أولى بابٍ يُصرف إليها من غيرها من آحاد المسلمين، وبهذا المعنى قيل: إنها تَرِثه، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن يحيى الخشني، ولجهالة بشر بن حيان: وهو الخشني كذلك. فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 2/71، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/354، ولم يذكرا في الرواة عنه غير الحسن بن يحيى، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجاهيل، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"، مع أنه على شرطهما.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/71، والطبراني في "الكبير" 22/ (213) ، وابن عدي في "الكامل" 2/736 من طريق هيثم بن خارجة،=(25/386)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ هَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ
16006 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ وَاثِلَةَ يَعْنِي ابْنَ الْأَسْقَعِ، قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِقُرْصٍ فَكَسَرَهُ فِي الْقَصْعَةِ (1) ، وَصَنَعَ فِيهَا مَاءً سُخْنًا، ثُمَّ صَنَعَ فِيهَا وَدَكًا (2) ، ثُمَّ سَفْسَفَهَا، ثُمَّ لَبَّقَهَا، ثُمَّ صَعْنَبَهَا ثُمَّ قَالَ: " اذْهَبْ فَاْئتِنِي بِعَشَرَةٍ أَنْتَ عَاشِرُهُمْ "
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (920) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (213) ، وابن عدي في "الكامل" 2/736 من طريقين عن الحسن ابن يحيى، به. وقال ابن عدي: ولا أعلم يروي هذا الحديث بهذا الإسناد غير الحسن بن يحيى الخشني.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/7، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه الحسن بن يحيى الخشني، ضعفه الدارقطني، وابن معين في رواية، ووثقه في رواية، ووثقه دحيم وأبو حاتم.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7056) ، وذكرنا هناك شواهده، منها حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7889) . وأما حديثُ عثمان السالف برقم (434) : "بنى الله له مثله في الجنة" فليس المراد بالمثلية فيه المطابقة كما حققه الحافظ في "الفتح" 1/546.
(1) في النسخ الخطية: الصفة، قال السندي: والظاهر أنه تحريف، والصواب: القصعة. قلنا: وهي المثبتة من "أطراف المسند" 5/441 و (م) .
(2) في (م) : ووكأ، وهو تحريف.(25/387)
فَجِئْتُ بِهِمْ فَقَالَ: " كُلُوا وَكُلُوا مِنْ أَسْفَلِهَا، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ أَعْلَاهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ أَعْلَاهَا، فَأَكَلُوا مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا " (1)
__________
(1) إسناده حسن، ابن لهيعة: وهو عبد الله: صدوق إذا سمع منه أحد العبادلة، وعبد الله بن المبارك منهم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب: وهو ابن زياد الخراساني، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه ابن ماجه (3276) مختصراً، والطبراني في "الكبير" 22/ (216) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (328) نحوه مطولاً من طريق عمر بن الدَّرَفْس- ويقال عمرو- عن عبد الرحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة، به. وقال البوصيري في "الزوائد" 4/10: هذا إسناد فيه مقال، عبد الرحمن بن أبي قسيمة لم أر من جرحه، ولا من وثقه، وعمر بن الدرفس ذكره البخاري فيمن اسمه عمرو، وتبعه على ذلك ابن حبان في كتاب "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، ما في حديثه إنكار، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه بنحوه مطولاً الطبراني في "الكبير" 22/ (208) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/22-23 من طريق سليمان بن حيان العدوي- أو العذري- عن واثلة، به.
وأخرجه الحاكم 4/116-117 من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن واثلة، به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: خالد وثقه بعضهم، وقال النسائي: ليس بثقة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/305، وقال: عند ابن ماجه طرف من آخره، ورواه أحمد، ورجاله موثقون، وأورده كذلك 8/305، وقال: رواه كله الطبراني بإسنادين، وإسناده حسن.
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2439) .
قال السندي: قوله: "سفسفها"، أي: جعلها كالدقيق.
قوله: "ثم لَبّقَها"، أي: خلطها خلطاً شديداً. =(25/388)
16007 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيَّ " (1)
__________
= قوله: "صعنبها"، بصاد وعين مهملتين، ثم نون، ثم موحدة، أي: جعل لها رأساً مرتفعاً.
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سُلَيم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علَيَّة، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري، وأبو مليح بن أسامة هو الهذلي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (190) من طريق إسماعيل ابن علية - وقرن معه جرير بن عبد الحميد- بهذا الإسناد.
وقد اختلف عنه فيه.
فأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (189) من طريق مسدد بن مسرهد، وروح بن عبد المؤمن المقرىء، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، ثلاثتهم عن إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن أبي المليح، عن واثلة، به. دون ذكر أبي بردة في الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/98، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة مدلس وقد عنعنه!
وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2125) ، إسناده ضعيف، فيتقوَّى به.
وقد أورد الحافظ في "أطراف المسند" 5/443 إسناداً آخر لهذا الحديث هو: عن أبي النضر، عن شيبان، عن ليث، به. ولم نقف عليه في نسخنا الخطية ولا في (م) .
قال السندي: قوله: "أُمرت"، أي: أمر ندب مؤكد.
قوله: "يكتب": يفرض.(25/389)
16008 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَعْظَمَ الْفِرَى ثَلَاثَةٌ: أَنْ يَفْتَرِيَ الرَّجُلُ عَلَى عَيْنَيْهِ، يَقُولُ: رَأَيْتُ وَلَمْ يَرَ، وَأَنْ يَفْتَرِيَ عَلَى وَالِدَيْهِ، فَيَدَّعِي إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يَقُولُ: سَمِعَنِي وَلَمْ يَسْمَعْ مِنِّي " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن صالح: وهو الحضرمي، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "القراءة خلف الإمام"، وأصحاب السنن. ربيعة بن يزيد: هو الدمشقي.
وأخرجه الحاكم 4/398 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن حبان (32) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (164) من طريقين عن معاوية بن صالح، به.
وسيأتي بالأرقام (16015) و4/106 و107.
وقوله: "أن يفتري الرجل على عينيه"، سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5711) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "وأن يفتري على والديه فيدعي إلى غير أبيه، أو يقول سمعني ولم يسمع مني"، سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6592) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السنْدي: قوله: "الفِرَى"، ضبط بكسر فاء وقصر: جمع فِرْية بمعنى الكذب، أي: أعظمها إثماً.
قوله: "رأيت"، أي: في النوم أو أعم منه ومن اليقظة.
قوله: "سمعني"، أي: يكذِّب في الرواية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالى أعلم.(25/390)
16009 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو فَضَالَةَ الْفَرَجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ " يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَبَزَقَ تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ عَرَكَهَا بِرِجْلِهِ "، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَبْزُقُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: "هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ " (2)
16010 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَاثَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَاحِبًا لَنَا قَدْ أَوْجَبَ، فَقَالَ
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : هشام، وفي "أطراف المسند" 5/442 هاشم، وهو الأشبه.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي فضالة الفرج بن فضالة الحمصي، ولجهالة أبي سَعْد، وهو الحميري الحمصي.
وأخرجه الطيالسي (1013) و (1357) ، وأبو داود (484) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (212) من طريقين عن أبي فضالة، بهذا الإسناد.
والتنخع في المسجد عن يسار المصلي أو تحت قدمه اليسرى، سلف بإسنادٍ صحيح من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11025) ، وذكرنا أحاديث الباب في رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب السالفة برقم (4509) ، وانظر حديث عبد الله بن الشِّخِّير برقم (16313) .
قال السندي: ثم عركها، أي: دلكها، صريح في جواز رمي البزاق في المسجد إذا دفنه أو محاه كما هو مذهب مالك، ويؤيده الأحاديث الصحيحة الصريحة في ذلك، لكنْ كثير منهم يؤولها.(25/391)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَعْتِقْ رَقَبَةً مِثْلَهُ يَفُكَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ، مِنَ النَّارِ " (1)
16011 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحِمْصِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رُؤْبَةَ التَّغْلِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّصْرِيُّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْأَةُ تَحْرِزُ (2) ثَلَاثَ مَوَارِيثَ عَتِيقَهَا، وَلَقِيطَهَا، وَوَلَدَهَا الَّذِي تُلَاعِنُ عَلَيْهِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، إبراهيم بن أبي عبلة لم يسمع هذا الحديث من واثلة بن الأسقع، بينهما الغريف الديلمي: وهو الغريف بن عياش بن فيروز. كما سيأتي في الرواية رقم (16012) و4/107. والغريف مجهول كما سنبينه ثمة. ابن علاثة: هو زياد بن عبد الله العُقَيلي، أبو سهل.
قال السندي: قوله: أوجب، أي: النار لنفسه بارتكاب ما يقتضي ذلك، وهذا يقتضي أن المرتكب للذنوب كما ينبغي أن يتوب ينبغي أن يأتي بالحسنات لمحو السيئات، ويحتمل أن هذا قتل نفساً فأُمر بالكفارة.
وسيأتي برقم (16012) .
(2) في (م) : تحوز.
(3) إسناده ضعيف لضعف عمر بن رؤبة، وقد بسطنا الكلام فيه في الرواية (16004) ، وفيه بقية بن الوليد مدلس تدليس التسوية، وقد دلس عن شيخه أبي سلمة، وهو سليمان بن سليم. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6360) و (6420) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2870) و (5136) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (182) ، والدارقطني في "السنن" 4/90، والحاكم 4/340-341 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وقد وقع في إسناد الحاكم: عبد العزيز بن عبد الله البصري بدل: عبد الواحد بن عبد الله النصري، وهو تحريف. قال الحاكم: صحيح =(25/392)
16012 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْغَرِيفِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيَّ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَاحِبٍ لَنَا قَدْ أَوْجَبَ، فَقَالَ: " أَعْتِقُوا عَنْهُ يُعْتِقِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ (1) عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: هو في السنن الأربعة من طريق عمر بن رؤبة، عن عبد الواحد بن عبد الله، عن واثلة.
وقد سلف برقم (16004) .
(1) لفظ "منه" ساقط من (م) .
(2) حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال الغريف الدَّيْلَمي، وهو الغريف بن عياش بن فيروز، فقد انفرد بالرواية عنه إبراهيم بن أبي عبلة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وقال ابن حزم: مجهول، وذكره بالعين المهملة. قلنا: وكذلك ذكره الحاكم في "المستدرك" 2/212، وبقية رجاله ثقات. إبراهيم بن إسحاق: هو الطالقاني، وضمرة بن ربيعة: هو الفِلَسْطيني.
وأخرجه أبو داود (3964) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (738) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (219) ، وفي "مسند الشاميين" (43) ، والحاكم 2/212، والبيهقي في "السنن" 8/132-133 من طرق عن ضمرة بن ربيعة، بهذا الإسناد.
وقد تابع ضمرةَ بن ربيعة في ذكر الغريف ابنُ المبارك كما سيأتي بالرواية، 4/107 وهانىء بن عبد الرحمن عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (734) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (37) ، ويحيى بن حمزة عند الطحاوي كذلك في "شرح مشكل الآثار" (735) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (220) ، وفي "مسند الشاميين" (40) ، والخطيب في "الفقية والمتفقه" 2/45.
ورواه مالك بن أنس عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (737) ،=(25/393)
16013 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سِبَاعٍ، قَالَ:
__________
= وعبد الله بن سالم الأشعري عند النسائي في "الكبرى" (4892) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (739) ، وابن حبان (4307) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (38) ، والحاكم 2/212، والبغوي في "شرح السنة" (2417) كلاهما عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عبد الله بن الديلمي، عن واثلة، به.
وهذا إسناد صحيح- عبد الله- هو ابن فيروز- الديلمي ثقة من كبار التابعين روى له أصحاب السنن إلا الترمذي، وهذه متابعة قوية للغريف.
وقد جعل الحاكم الغريف لقباً لعبد الله بن الديلمي، وعدَّهما واحداً، وتابعه على ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني في "الضعيفة" 2/308، وهو خطأ، بل إن عبد الله بن فيروز هو عم الغريف كما ذكر المِزِّي.
وأخرجه الحاكم 12/212 من طريق أيوب بن سويد الرملي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عبد الأعلى بن الديلمي، عن وائلة، به. وأيوب بن سويد ضعيف، وزعم الحاكم أن عبد الأعلى هو عبد الله بن الديلمي!
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4890) من طريق مالك بن مهران الدمشقي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن رجلٍ، عن واثلة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (222) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن عبدة بن أبي لبابة، عن فيروز الديلمي، عن الغريف بن عياش، عن واثلة، به. وحجاج ضعيف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (736) من طريق عبد الرحمن ابن حسان الفلسطيني، عمن سمع واثلة، عن واثلة، به.
وقد وقع اختلاف في متن الحديث، ففي رواية ضمرة هذه "أعتقوا عنه"، وفي رواية هانىء بن عبد الرحمن ويحيى بن حمزة وابن المبارك "فليعتق"، وهو الأرجح، وانظر ما قاله الإمام الطحاوي في التوفيق بين الروايتين.
وفي إعتاق الرقبة يعتق الله بكل عضو منها عضواً منه أصل صحيح من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9441) وذكرنا هناك أحاديث الباب.(25/394)
اشْتَرَيْتُ نَاقَةً مِنْ دَارِ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، فَلَمَّا خَرَجْتُ بِهَا، أَدْرَكَنَا وَاثِلَةُ وَهُوَ (1) يَجُرُّ رِدَاءَهُ، فَقَالَ: يَا عَبَدَ اللهِ، اشْتَرَيْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: هَلْ بَيَّنَ لَكَ مَا فِيهَا؟ قُلْتُ: وَمَا فِيهَا؟ قَالَ: إِنَّهَا لَسَمِينَةٌ ظَاهِرَةُ الصِّحَّةِ، قَالَ: فَقَالَ: أَرَدْتَ بِهَا سَفَرًا، أَمْ أَرَدْتَ بِهَا لَحْمًا؟ قُلْتُ: بَلْ أَرَدْتُ عَلَيْهَا الْحَجَّ، قَالَ: فَإِنَّ بِخُفِّهَا نَقْبًا، قَالَ: فَقَالَ صَاحِبُهَا: أَصْلَحَكَ اللهُ، مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا (2) تُفْسِدُ عَلَيَّ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يَبِيعُ شَيْئًا أَلَّا يُبَيِّنُ مَا فِيهِ، وَلَا يَحِلُّ لِمَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ أَلَّا يُبَيِّنُهُ " (3)
__________
(1) لفظ "وهو" ليس في (ظ 12) .
(2) في (م) : أصلحك الله أي هذا.
(3) إسناده ضعيف، لجهالة أبي سباع، قال الذهبي في "الميزان": مجهول، وبقية رجال الإسناد ثقات غير أبي جعفر الرازي- وهو عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان- فصدوق سيئ الحفظ. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ويزيد بن أبي مالك: هو يزيدُ بنُ عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي
ثقةٌ روى له أصحابُ السُّنَن إلا الترمذي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (217) مختصراً، والحاكم 2/9- 10، والبيهقي في "السنن" 5/320، والخطيب في "تاريخه"، 11/144 من طريق هاشم بن القاسم أبي النضر، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابنُ ماجه (2247) من طريق بقية بن الوليد، عن معاوية بن يحيى، عن مكحول وسليمان بن موسى، عن واثلة بن الأسقع، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من باع عيباً لم يبينه، لم يزل في مقت الله، ولم تزل الملائكة تلعنه". قال البوصيري في "الزوائد" 3/30: هذا إسناد ضعيف لتدليس بقية بن الوليد، وضَعْفِ شيخه. =(25/395)
16014 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَقِمْ فِيَّ حَدَّ اللهِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، أَتَاهُ الرَّابِعَةَ فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَقِمْ فِيَّ حَدَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَدَعَاهُ، فَقَالَ: " أَلَمْ تُحْسِنِ الطُّهُورَ - أَوِ الْوُضُوءَ - ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا آنِفًا؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: " اذْهَبْ فَهِيَ كَفَّارَتُكَ " (1)
__________
= وقال الرازي في "العلل" 1/391-392: سألت أبي عن حديث رواه يزيد ابن عبد ربه، عن بقية، عن معاوية بن يحيى، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول وسليمان بن موسى، عن واثلة بن الأسقع، ... ثم ساقه.. فقال أبي: هذا حديث منكر، ومعاوية بن يحيى: هو الصدفي.
وفي الباب عن عقبة بن عامر عند ابن ماجه (2246) ، والحاكم 2/8 بلفظ: "المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلمٍ باع من أخيه بيعاً فيه عيبٌ إلا بيَّنه" وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وسيرد 4/158.
(1) إسناده ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سُلَيْم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (191) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني كذلك 22/ (191) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به.=(25/396)
16015 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَعْظَمَ الْفِرْيَةِ ثَلَاثٌ: أَنْ يَفْتَرِيَ الرَّجُلُ عَلَى عَيْنَيْهِ، يَقُولُ: رَأَيْتُ وَلَمْ يَرَ، وَأَنْ يَفْتَرِيَ عَلَى وَالِدَيْهِ، يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَأَنْ يَقُولَ: قَدْ سَمِعْتُ وَلَمْ يَسْمَعْ " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7312) عن محمد بن خالد، وابن حبان (1727) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، كلاهما عن الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثني شداد بن عمار، حدثني واثلة بن الأسقع، به. وقال النسائي: لا نعلم أن أحداً تابع الوليد على قوله: "عن واثلة"، والصواب: عن أبي أمامة، والله أعلم.
قلنا: قد تابعه عليه محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي عند الطبراني 22/ (162) ، لكن لا يفرح بهذه المتابعة، لأن محمد بن كثير كثير الغلط.
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (163) عن محمد بن إبراهيم النحوي، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن أبي أمامة، به. ومحمد بن إبراهيم لم نقع على ترجمته، والوليد بن مسلم مدلس، وقد عنعن.
وحديث أبي أمامة أخرجه مسلم (2765) من طريق عكرمة بن عمار، عن شداد، عن أبي أمامة، نحوه، وسيرد 5/262-263.
قال السندي: قوله: أصبت حداً: علم أنه أصاب ذنباً زعم فيه حداً خطأ، وإلا فليس للإمام الإعراض عن إقامة الحدود بعد ثبوتها، ويمكن أن يقال: هذا إعراض عن الإثبات لا عن إقامة الحد بعد ثبوته، وبينهما فرق، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (16008) إلا أن شيخ أحمد هنا هو زيد بن الحباب.(25/397)
16016 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَيَّانُ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ عَلَى أَبِي الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَجَلَسَ قَالَ: فَأَخَذَ أَبُو الْأَسْوَدِ يَمِينَ وَاثِلَةَ فَمَسَحَ بِهَا عَلَى عَيْنَيْهِ، وَوَجْهِهِ لِبَيْعَتِهِ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ وَاثِلَةُ: وَاحِدَةٌ، أَسْأَلُكَ عَنْهَا؟ قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: كَيْفَ ظَنُّكَ بِرَبِّكَ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: وَأَشَارَ بِرَأْسِهِ، أَيْ حَسَنٌ قَالَ وَاثِلَةُ: أَبْشِرْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، حيان أبو النضر: هو الأسدي الشامي، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح، وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 3/55، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/244-245، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يذكره الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"،
مع أنه من شرطهما. والوليد بن مسلم: هو الدمشقي، قد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (211) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (641) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (209) ، وفي "الأوسط" (403) من طريق يزيد بن عبيدة، عن حيان أبي النضر، به.
وبنحوه أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (215) ، وفي "الأوسط" (7947) من طريق يونس بن ميسرة بن حَلْبَس، عن واثلة، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1005) من طريق أيوب بن سويد، عن=(25/398)
16017 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ، أَنَّهُمَا سَمِعَاهُ مِنْ حَيَّانَ أَبِي النَّضْرِ، يُحَدِّثُ بِهِ وَلَا يَأْتِيَانِ عَلَى حِفْظِ الْوَلِيدِ بْنِ (1) سُلَيْمَانَ (2)
16018 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا إِنَّ
__________
= عتبة بن أبي حكيم، عن واثلة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/318، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، ورجال أحمد ثقات.
وسيأتي برقم (16017) و4/106.
وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (7422) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وأبو الأسود: هو يزيد بن الأسود الجُرَشي من سادة التابعين بالشام، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 4/136-137.
(1) في (س) و (م) : من، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق) .
(2) إسناده صحيح كسابقه، رجاله ثقات. سعيد بن عبد العزيز: هو التنوخي الدمشقي.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (909) ، ومن طريقه الدارمي 2/305، والدولابي في "الكنى" 2/137-138، والطبراني في "الكبير" 22/ (210) ، والحاكم 4/240، وأخرجه ابن أبي الدنيا (2) ، وابن حبان (633) ، والبيهقي في "الشعب" (1006) من طريق شبابة بن سوار، وأخرجه ابن حبان (634) و (635) من طريق صدقة بن خالد، ثلاثتهم عن هشام بن الغاز، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16016) ، وسيأتي 4/106.(25/399)
فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فِي ذِمَّتِكَ، وحَبْلِ جِوَارِكَ فَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، وَعَذَابَ النَّارِ، أَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ، وَالْحَقِّ، اللهُمَّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " (1)
16019 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّصْرِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ، وَعِرْضُهُ، وَمَالُهُ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَالتَّقْوَى هَاهُنَا "، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْقَلْبِ
قَالَ: " وَحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ، أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل مروان بن جناح: وهو الأموي الدمشقي، والوليد بن مسلم قد صرح بالتحديث عند ابن ماجه والطبراني، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه أبو داود (3202) ، وابن ماجه (1499) ، وابن حبان (3074) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (214) ، وفي "الدعاء" (1188) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/252 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، وقال أبو نعيم: تفرَّد به مروان عن يونس.
قال السندي: قوله: "يقول ألا إن فلان": أي يقول في صلاة الجنازة يدعو للمَيْت.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عياش- وهو الحمصي- ثقة في روايته عن الشاميين، ضعيف في غيرهم، ويحيى بن يزيد - وهو رهاوي من أهل الجزيرة،- قال فيه البخاري: لم يصحَ حديثه، ثم إن فيه انقطاعاً، يحيى بن يزيد لا يروي عن عبد الوهاب وهو ابن بخت المكي،=(25/400)
حَدِيثُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ (1)
• 16020 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] (2) ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
__________
= بينهما زيد بن أبي أُنيْسة كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (183) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2688 من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عبد الوهاب المكي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود مختصراً- كما في "التحفة" 9/78- من طريق محمد ابن المبارك، عن ابن عياش، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الوهَّاب، به، وقال المزي: في رواية أبي الحسن بن العبد، ولم يذكره أبو القاسم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" في موضعين 4/172 مختصراً و8/83، وقال في الثاني: عزاه المزي إلى أبي داود باختصار، ولم أجده في نسختي، وقال: رواه أحمد وإسناده جيد!
وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة عند مسلم (2564) .
وقد سلف برقم (7727) .
(1) قال ابن الأثير في "أسد الغابة": ربيعة بن عباد، من بني الديل بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة، مدني.
قال السندي: عُمِّر عمراً طويلاً، ولا أدري متى مات، وقيل: مات في خلافة الوليد بن مروان، كذا في "الإصابة".
(2) وقع هذا الحديث وما بعده إلى آخر مسند ربيعة بن عباد الديلي في (س) و (ق) و (م) من حديث الإمام أحمد، وهو خطأ، بل هو من زيادات ابنه عبد الله كما في (ظ 12) و (ص) ، وصرح به الحافظ في "أطراف المسند" 2/340.(25/401)
الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ الْقَارِظِيِّ (1) ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدِّيلِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا لَهَبٍ بِعُكَاظٍ، وَهُوَ يَتْبَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا قَدْ غَوَى، فَلَا يُغْوِيَنَّكُمْ عَنْ آلِهَةِ آبَائِكُمْ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفِرُّ مِنْهُ، وَهُوَ عَلَى أَثَرِهِ، وَنَحْنُ نَتْبَعُهُ، وَنَحْنُ غِلْمَانُ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ أَبْيَضَ النَّاسِ، وَأَجْمَلَهُمْ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: القرظي.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات، عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيد: هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد الدراوردي، ضُعِّف في عبيد الله بن عمر العمري فحسب، ووثقه ابنُ سعد ومالك وابنُ مَعِين ويعقوب بن سفيان والعجلي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقد تُوبع، وابن أبي ذئب: هو
محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب. وربيعة بن عباد الديلي رضي الله عنه لم تقع له رواية في شيء من الكتب الستة.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 2/214 من طريق عبد الله بن أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (963) من طريق عبد الله بن موسى التيمي والطبراني في "الكبير" (4588) من طريق عبد الله بن وهب، وشعيب بن إسحاق، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4590) من طريق ابن وهب، أن بكير بن عبد الله بن الأشج حدثه عن ربيعة بن عباد، به.
وسيأتي بالأرقام: (16021) (16022) (16023) (16024) (16025) (16026) (16027) و4/341 و341-342.
قال السندي: قوله: "أحول": من الحَوَل- بفتحتين-، وهو عيب في العين=(25/402)
• 16021 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدَّيْلِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْمَجَازِ يَدْعُو النَّاسَ "، وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ، يَقُولُ: لَا يَصُدَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِ آلِهَتِكُمْ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ (1)
__________
= معروف، والظاهر أنه بالنصب على الحال، لكن "ذو غديرتين" لا يوافقه، فينبغي أن يرفع بتقدير: هو أحول، وبجعل الجملة حالاً، والله تعالى أعلم.
والغديرتان: ذؤابتا الشعر.
(1) إسناده حسن، محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- صدوق حسن الحديث، أخرج له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه ربيعة بن عباد لم تقع له رواية في شيء من الكتب الستة. عبد الوهّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (961) ، والطبراني في "الكبير" (4584) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والطبراني أيضاً (4585) من طريق النضر بن شميل، والبيهقي في "السنن" 9/7 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وقد وقع في الرواية التي قبلها أنه رأى أبا لهب بعكاظ، وسيرد في الرواية (16024) أن ذلك كان بمنى، ويجمع بينهما بتعدد الحادثة، أو بإطلاق منى على ذي المَجَاز على سبيل التوسع.
وذو المَجَاز: موضع سوقٍ لمكة في الجاهلية بعَرَفة على فرسخ منها، كانت تقام إذا أَهلَّ هلال ذي الحجة، وتستمر إلى يوم التروية، وهو الثامن من ذي الحجة.
وكانت عكاظُ ومَجَنَةُ وذو المجاز أسواقاً لمكة في الجاهلية، انظر: "معجم البلدان"، و"الروض المعطار"، ومسند أحمد (14456) .
وانظر ما قبله، وسيأتي برقم (16022) و (16024) .(25/403)
• 16022 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ بِذِي الْمَجَازِ " وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ، يَقُولُ: لَا يَغْلِبَنَّكُمْ هَذَا؟ عَنْ دِينِكُمْ وَدِينِ آبَائِكُمْ، قُلْتُ لِأَبِي وَأَنَا غُلَامٌ: مَنْ هَذَا الْأَحْوَلُ، الَّذِي يَمْشِي خَلْفَهُ؟ قَالَ: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ، قَالَ عَبَّادٌ: أَظُنُّ بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَبَيْنَ رَبِيعَةَ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ (1)
• 16023 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] ، حَدَّثَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الْمُسَيِّبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدِّيلِيِّ، وَكَانَ جَاهِلِيًّا أَسْلَمَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، تُفْلِحُوا " وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا، وَهُوَ لَا يَسْكُتُ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، بين محمد بن عمرو وربيعة، محمد بن المنكدر كما قال عباد في آخر الرواية، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه ربيعة من رجال "التعجيل ". عَبَّاد بن عَبّاد: هو ابن أبي صفرة الأزدي.
وانظر ما قبله، والرواية (16020) .
(2) في (ص) و (ق) وهامش (س) : فأسلم.(25/404)
يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا " إِلَّا أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْوَلَ وَضِيءَ الْوَجْهِ، ذَا غَدِيرَتَيْنِ يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ، كَاذِبٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ، قُلْتُ: إِنَّكَ كُنْتَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرًا، قَالَ: لَا وَاللهِ إِنِّي يَوْمَئِذٍ لَأَعْقِلُ (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن عبد الرحمن بن أبي الزناد ينزل عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح- أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (964) ، والطبراني في "الكبير" (4582) ، والحاكم 1/15 من طريقين عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: وإنما استشهدتُ بعبد الرحمن بن أبي الزناد اقتداءَ بهما، فقد استشهدوا جميعاً به.
وسيأتي من طريق ابن أبي الزناد أيضاً برقم (16026) و4/350.
وقد سلف مختصراً برقم (16020) .
وله شاهد من حديث طارق بن عبد الله المحاربي عند ابن أبي شيبة 14/300، والنسائي 8/55 وصححه ابن حبان (6562) .
وآخر من حديث عبد الله بن كعب بن مالك عند ابن سعد 1/216 وأبي نعيم في "الدلائل" (219) ، وفي إسنادهما الواقدي.
وفي الباب أيضاً عن منيب الأزدي عند الطبراني في "الكبير" 20/ (805) وفي إسناده منيب بن مدرك، وهو مجهول.
وعن مدركة بن الحارث الأزدي عند الطبراني في "الكبير" 20/ (806) ، وفي إسناده الوليد بن مسلم لم يصرح بالتحديث في طبقات السماع كلها.
قال السندي: قوله: "مُتَقَصِّفون عليه": بقاف وصاد وفاء، أي مجتمعون=(25/405)
• 16024 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحُسَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عِبَادٍ الدِّيلِيَّ، يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ بمِنًى فِي مَنَازِلِهِمْ، قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ، يَقُولُ: هَذَا يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَدَعُوا دِينَ آبَائِكُمْ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ فَقِيلَ: هَذَا أَبُو لَهَبٍ (1)
__________
= عليه تعجباً مما يقول.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن سلمة بن أبي الحسام- وهو أبو عمرو السدوسي- ضعفه النسائي والدولابي في "الكنى" 2/43، ولم يعرفه ابن معين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وسعيد بن أبي الربيع السمان قال أحمد: ما أراه إلا صدوقاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (959) من طريق أبي كامل الجحدري الفضيل بن حسين، والطبراني في "الكبير" (4583) من طريق محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والحاكم 1/15 من طريق عبد الله بن رجاء، ثلاثتهم عن سعيد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ورواته عن آخرهم ثقات أثبات، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (960) ، والطبراني في "الكبير" (4587) ، وفي "الأوسط" (1510) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن سعيد بن سلمة، عن زيد بن أسلم، ومحمد بن المنكدر، عن ربيعة بن عباد، به. وسمى الطبراني الموضع: ذا المجاز. وقال الطبراني في "الأوسط": لم يروِ هذا الحديث عن زيد إلا سعيد، تفرد به عبد الصمد. =(25/406)
• 16025 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] ، حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ عِبَادٍ الدِّيلِيَّ، قَالَ: إِنِّي لَمَعَ أَبِي رَجُلٌ شَابٌّ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْبَعُ (1) الْقَبَائِلَ، وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ، وَضِيءٌ ذُو جُمَّةٍ، يَقِفُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَبِيلَةِ فَيَقُولُ: " يَا بَنِي فُلَانٍ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ، آمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تُصَدِّقُونِي وَتَمْنَعُونِي (2) حَتَّى أُنْفِذَ عَنِ اللهِ مَا بَعَثَنِي بِهِ " فَإِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَقَالَتِهِ، قَالَ الْآخَرُ: مِنْ خَلْفِهِ يَا بَنِي فُلَانٍ، إِنَّ هَذَا يُرِيدُ مِنْكُمْ أَنْ تَسْلُخُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَحُلَفَاءَكُمْ مِنَ الْحَيِّ بَنِي مَالِكِ بْنِ أُقَيْشٍ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْبِدْعَةِ وَالضَّلَالَةِ، فَلَا تَسْمَعُوا لَهُ، وَلَا تَتَّبِعُوهُ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ (3)
__________
= وأخرجه الطبراني (4586) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جده، عن ربيعة، به.
وقد سلف من طريق محمد بن المنكدر برقم (16021) ، وانظر الرواية (16020) .
وقوله: بمنى، سبق في الرواية التي قبلها أنه بذي المجاز، ولعله على سبيل التوسع، فذو المجاز بعرفة، قريبة من مِنى.
(1) في (ق) : يتتبع.
(2) لفظ "وتمنعوني" ليس في (س) و (م) .
(3) إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس، وباقي=(25/407)
• 16026 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: رَبِيعَةُ بْنُ عِبَادٍ الدِّيلِيُّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَمُرُّ فِي فِجَاجِ ذِي الْمَجَازِ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَتْبَعُونَهُ " وَقَالُوا: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: وَرَجُلٌ أَحْوَلُ، وَضِيءُ الْوَجْهِ، ذُو غَدِيرَتَيْنِ يَتْبَعُهُ فِي فِجَاجِ ذِي الْمَجَازِ، وَيَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ (1)
• 16027 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدَّيلِيِّ، وَعَمَّنْ (2) حَدَّثَهُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
__________
= رجاله ثقات غير أن مسروق بن المرزبان حسن الحديث، وابن إسحاق- وهو محمد- قوي الحديث إذا صرح بالتحديث. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4589) من طريق مسروق بن المرزبان، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وسيأتي برقم (16027) ، وقد سلف مختصراً برقم (16020) باسناد صحيح.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مختصر (16023) غير أن شيخ عبد الله هنا هو محمد بن بكار، وهو ابن الرَّيان، وهو ثقة أخرج له مسلم وأبو داود.
وسلف بإسناد صحيح برقم (16020) .
(2) الواو قبل "عمن" سقطت من (ظ 12) و (س) و (م) وهو خطأ وجاءت=(25/408)
عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ، قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأَذْكُرُهُ يَطُوفُ عَلَى الْمَنَازِلِ بِمِنًى، وَأَنَا مَعَ أَبِي غُلَامٌ شَابٌّ، وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ، كُلَّمَا (1) وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ قَالَ: " أَنَا رَسُولُ اللهِ، يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " وَيَقُولُ الَّذِي خَلْفَهُ: إِنَّ هَذَا يَدْعُوكُمْ إِلَى أَنْ تُفَارِقُوا دِينَ آبَائِكُمْ، وَأَنْ تَسْلُخُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَحُلَفَاءَكُمْ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أُقَيْشٍ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْبِدْعَةِ وَالضَّلَالِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (2)
__________
= على الصواب في "أطراف المسند" 2/340.
(1) في (م) : فلما.
(2) اسناداه ضعيفان، في الإسناد الأول حسين بن عبد الله- وهو ابن عبيد الله بن العباس- وهو ضعيف، وفي الثاني رجل لم يسم، وسماه الطبراني سعيد بن سلمة، وهو ضعيف أيضاً. وباقي رجاله ثقات غير أن صحابيه من رجال التعجيل، سعيد بن يحيى بن سعيد: هو ابن أبان الأموي.
وأخرجه بإسناديه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (962) من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بالإسناد الثاني الطبراني في "الكبير" (4587) ، وفي "الأوسط" (1510) من طريق سعيد بن سلمة، عن زيد بن أسلم، به. وقال في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن زيد إلا سعيد، تفرد به
عبد الصمد.
وقد سلف برقم (16025) ، وبإسناد صحيح مختصراً برقم (16020) .(25/409)
بَاقِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَيَأْتِي حَدِيثُهُ فِي مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ (1) (2)
16028 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً بِبَصَرِهِ، فَقُلْتُ: تَنْظُرُ إِلَيْهَا، وَأَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَلْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةً لِامْرَأَةٍ
__________
(1) قوله: ويأتي حديثه في مسند الشاميين من (م) وكتب في هامش (س) .
(2) قال السندي: محمد بن مسلمة، أنصاري أوسي، أبو عبد الرحمن، ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول. وهو ممن سمي في الجاهلية محمداً.
شهد المشاهد بدراً وما بعدها إلا غزوة تبوك، فإنه تخلف بإذن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له أن يقيم بالمدينة.
وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشرف، وكان من فضلاء الصحابة، واستخلفه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة في بعض غزواته.
وكان ممن اعتزل الفتنة، فلم يشهد الجمل ولا صفين. وقال حذيفة في حقه: إني لأعرف رجلاً لا تضره الفتنة، فذكره.
وكان عند عمر معداً لكشف الأمور المعضلة في البلاد، وكان رسوله في الكشف على سعد بن أبي وقاص حين بنى القصر بالكوفة.
قيل: مات بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين، وقيل: قتله أهل الشام، دخل عليه في داره رجل فقتله.(25/410)
فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال محمد بن سليمان بن أبي حثمة، فإنه لم يرو عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وحجاج بن أرطاة مدلس، وقد عنعنه. وباقي رجال الإسناد ثقات، رجال الشيخين. وقد اختلف فيه على حجاج بن أرطاة:
فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1991) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (501) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (519) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/13-14 من طريق أبي شهاب الحناط، وابن أبي شيبة 4/356، ومن طريقه ابن ماجه (1864) ، وابن أبي عاصم (1990) ، والطبراني 19/ (500) عن حفص بن غياث، كلاهما عن حجاج بن أرطاة، به.
وأخرجه الطبراني 19/ (503) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن حجاج، به. إلا أنه قال: عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبيه.
قال الطبراني: هكذا رواه عبد الواحد بن زياد، عن الحجاج، عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبيه.
وأخرجه الطيالسي (1186) ، والطبراني 19/ (505) من طريق حماد بن سلمة، عن حجاج، عن محمد بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: رأيت محمد ابن مسلمة، فذكر نحوه.
قال الطبراني: هكذا رواه حماد بن سلمة، وخالف الناس فيه، قد اختلف الرواة عن الحجاج بن أرطاة في هذا الحديث، والصواب عندي- والله أعلم- ما رواه حفص بن غياث ويزيد بن هارون عن الحجاج، عن محمد بن سليمان ابن أبي حثمة، عن محمد بن مسلمة.
قلنا: وذكر أنه وهم حمادُ بن سلمة أيضاً الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 3/ب. =(25/411)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم (1992) ، وابن حبان (4042) ، والطبراني 19/ (504) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/302 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن حجاج، عن سهل بن محمد بن أبي حثمة، عن سليمان بن أبي حثمة، قال: رأيت محمد بن مسلمة ... - فذكره.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 3/ب: خالفهم أبو معاوية الضرير، فقلب إسناده، ولم يضبطه، فقال: عن الحجاج، عن سهل بن محمد بن أبي حثمة، عن عمه سليمان بن أبي حثمة، عن محمد بن مسلمة. والصحيح قول عبد الواحد بن زياد ومن تابعه عن الحجاج.
قلنا: الصواب أن الصحيح قول يزيد بن هارون ومن وافقه كما ذكر الطبراني، لأن عبد الواحد بن زياد رواه كما سلف عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبيه، ولم يتابعه أحد. وقد سقط حجاجُ بن أرطاة من إسناد ابن حبان. وفاتنا أن ننبه على وهم أبي معاوية الضرير هناك.
وأخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة" 1/307، ومن طريقه البيهقي 7/85 عن عمرو بن عون، عن أبي شهاب الحناط عبد ربه بن نافع، عن حجاج، عن ابن أبي مليكة، عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة، به. زاد ابن أبي مليكة في الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (10338) ، ومن طريقة الطبراني 19/ (499) عن يحيى بن العلاء، عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة، عن سهل بن أبي حثمة قال: مرّ ناسٌ من الأنصار بمحمد بن مسلمة وهو يطالع جارية ... فذكره بنحوه.
وأخرجه الطبراني 19/ (502) ، والحاكم 3/434 من طريق إبراهيم بن صرمة، عن يحيى بن سعيد- وهو الأنصاري- عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة، به.
قال الحاكم: هذا حديث غريب، وإبراهيم بن صِرمة ليس من شرط الكتاب، فتعقبه الذهبي بقوله: ضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: شيخ. قلنا:=(25/412)
16029 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ، فَإِذَا فُسْطَاطٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللهُ إِنَّكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ بِمَكَانٍ، فَلَوْ خَرَجْتَ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتَ، وَنَهَيْتَ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّهُ سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، وَفُرْقَةٌ، وَاخْتِلَافٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُدًا، فَاضْرِبْ بِهِ عُرْضَهُ، وَاكْسِرْ نَبْلَكَ، وَاقْطَعْ، وَتَرَكَ، وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ " فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: " فَاضْرِبْ بِهِ حَتَّى تَقْطَعَهُ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ يُعَافِيَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "، فَقَدْ كَانَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ ثُمَّ اسْتَنْزَلَ سَيْفًا كَانَ مُعَلَّقًا بِعَمُودِ الْفُسْطَاطِ، فَاخْتَرَطَهُ فَإِذَا سَيْفٌ مِنْ خَشَبٍ، فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= وقال ابن معين: كذاب خبيث، وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر المتن والسند.
والحديث سيأتي 4/225 من طريق سهل بن أبي حثمة، عن محمد بن سلمة، ومختصراً 4/226 من طريق رجل من أهل البصرة عن محمد بن سلمة.
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في جواز النظر إلى المرأة التي يُراد خطبتها في مسند أبي هريرة، عند تخريج الرواية (7842) ، فيصح هذا القسم بها.
قال السندي: قوله: "يطارد امرأةً" أي يُخادعها لينظر إليها، ومنه طارد حيَّةً ليصيدها. "خطبة" بكسر الخاء المعجمة.(25/413)
وَاتَّخَذْتُ هَذَا أُرْهِبُ بِهِ النَّاسَ، (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات، رجال الصحيح. أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 15/50-51 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/37- ومن طريقه ابن ماجه (3962) - عن يزيد ابن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي بردة، به، وزاد ابن ماجه: أو علي بن زيد بن جدعان، شك أبو بكر.
قلنا: قد رواه مؤملُ بنُ إسماعيل كما في الرواية رقم (16030) ، وعفان بن مسلم في الرواية رقم (16031) ، وحجاج بن منهال عند الطبراني 19/ (517) ، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أبي بردة، به.
فالحديث حديث علي بن زيد، وذكر ثابت البناني في الإستناد خطأ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (513) ، والحاكم 3/117، والبيهقي في "السنن" 8/191 من طريق يحيى الحمَّاني، عن إبراهيم بن سعد، عن سالم ابن صالح بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، عن محمد بن مسلمة، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى الحِمَّاني، وسالم بن صالح بن إبراهيم مجهول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (518) من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن محمد بن مسلمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (524) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن إسحاق بن سليمان، عن موسى بن عبيدة، عن الزبير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن بعض ولد محمد بن مسلمة، عن محمد ابن مسلمة. واقتصر على المرفوع منه.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (1311) عن أحمد بن محمد بن=(25/414)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= صدقة، عن محمد بن إسماعيل البخاري، عن محمد بن مسلمة المخزومي، عن محمد بن إبراهيم بن دينار، عن عبيد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن محمد بن مسلمة. ورجاله ثقات، واقتصر على المرفوع منه، وقول محمد بن مسلمة في آخره: ففعلت ما أمرني به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي نحوه 4/225، وانظر كلامنا عليه هناك.
ولبعضه شاهد من حديث أبي بكرة الثقفي عند مسلم (2887) (13) ، وسيرد 5/48، ولفظه عند مسلم "إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من السَّاعي إليها، ألا فإذا نزلت أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه" قال: فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: "يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر، ثم لينْجُ إن استطاع النَّجَاء، اللهم هل بلَّغْت، اللهم هل بلَّغت، اللهم هل بلَّغت " قال: فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن أُكرِهْتُ حتى يُنْطَلَق بي إلى أحد الصفين، أو إحدى الفئتين، فضربني رجل بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال: "يبوءُ بإثمه وإثمك، ويكون من أصحاب النَّار" وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7796) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فرقة" بضم الفاء: أي افتراق واختلاف.
قوله: "أحد" بضمتين: اسم الجبل المعروف.
قوله: "عرضه" بضم فسكون: أي جانبه.
قوله: "واكسر نبلك": أي سهمك. هكذا في بعض الأصول، وفي بعضها: سيتك، بكسر سين وفتح ياء مخففة، وهي طرف القوس إلى موضع الوتر، وللقوس سيتان، وهاؤه عوض عن الواو.
قوله: "خاطئة" بالهمزة: أي مذنبة تقتلك بلا ذنب.
قوله: "فاخترطه ": أي: أخرجه من الغمد.
قوله: أرهب: من الإرهاب.(25/415)
16030 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: مَرَرْنَا بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا فُسْطَاطٌ مَضْرُوبٌ، فَذَكَرَهُ قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، وفُرْقَةٌ فَاضْرِبْ بِسَيْفِكَ عُرْضَ أُحُدٍ "، (1)
16031 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: مَرَرْنَا بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا فُسْطَاطٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه، وهو مكرر (16029) إلا أن شيخ أحمد هنا هو مؤمل بن إسماعيل العَدَوي.
(2) إسناده ضعيف كسابقه، وهو مكرر (16029) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.(25/416)
حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ زَيْدٍ، أَوْ زَيْدِ بْنِ كَعْبٍ
16032 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَمِيلُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: صَحِبْتُ شَيْخًا مِنَ الْأَنْصَارِ، ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ يُقَالُ لَهُ: كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ أَوْ زَيْدُ بْنُ كَعْبٍ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَضَعَ (1) ثَوْبَهُ، وَقَعَدَ عَلَى الْفِرَاشِ، أَبْصَرَ بِكَشْحِهَا بَيَاضًا، فَانْحَازَ (2) عَنِ الْفِرَاشِ، ثُمَّ قَالَ: " خُذِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ "، وَلَمْ يَأْخُذْ مِمَّا أَتَاهَا شَيْئًا (3)
__________
(1) في (م) : وضع، وهو خطأ.
(2) في (ظ 12) : فامَّاز. قلنا: وهو مطاوع: مازه، بمعنى عزله، ووقع في "أسد الغابة": فانماز، وهما واحد.
(3) إسناده ضعيف، لضعف جميل بن زيد- وهو الطائي- قال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن حبان: واهي الحديث، وقال البغوي: ضعيف جداً، وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال البخاري: لم يصح حديثه. ثم إن في إسناد حديثه هذا اضطراباً، قال أبو القاسم البغوي في "معجمه"- فيما نقله الحافظ في "التعجيل"-: الاضطراب في حديث الغفارية منه. وقال ابنُ عبد البر: وفي هذا الخبر اضطراب كثير. قلنا: سيرد بيانه.
وأخرجه ابن الأثير 4/478 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقد اختلف الرواة على جميل بن زيد فيه:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/223، والطحاوي في "شرح=(25/417)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مشكل الآثار" (646) من طريق عباد بن العوام، عنه، عن كعب بن زيد الأنصاري، به، دون قوله: ولم يأخذ مما آتاها شيئاً.
وأخرجه الطحاوي (648) من طريق حفص بن غياث، عنه، عن زيد بن كعب، قال: ...
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/256-257 من طريق محمد بن جابر، عنه، عن زيد بن كعب، قال كعب: تزوج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة من بني غفار ...
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (829) ، والطحاوي (647) ، والحاكم 4/34 من طريق أبي معاوية الضرير، عنه، عن زيد بن كعب بن عجرة، قال: تزوج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الحاكم: عن زيد بن كعب بن عجرة، عن أبيه.
قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/423: هو زيد بن كعب، ومنهم من يقول: كعب بن زيد، واحد، لا يقول: ابن عجرة.
وأخرجه الطحاوي (649) من طريق محمد بن أبي حفص، عنه، بمثل إسناد أبي معاوية. وفيه: وأعطاها الصداق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/223 من طريق محمد بن فضيل، عنه، عن عبد الله بن كعب قال: تزوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطحاوي 2/108 من طريق محمد بن عمر العطار، والبيهقي 7/256 من طريق أبي يحيى، كلاهما عنه، عن سعد بن زيد الأنصاري ...
وفيه: فأكمل لها الصداق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/223، وأبو يعلى (5699) ، والطحاوي (644) و (645) ، وابن عدي في "الكامل" 2/593، والبيهقي 7/213-214 و257 من طرق عنه، عن ابن عمر، قال: تزوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الخ بألفاظٍ مختلفة. =(25/418)
حَدِيثُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ (1)
16033 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ، الظُّهْرِ - أَوِ الْعَصْرِ - وَهُوَ حَامِلٌ الْحَسَنَ - أَوِ الْحُسَيْنَ - فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ، فَصَلَّى، فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ، سَجْدَةً أَطَالَهَا فَقَالَ: إِنِّي رَفَعْتُ (2) رَأْسِي، فَإِذَا الصَّبِيُّ
__________
= وقد نقل الحافظ في "تعجيل المنفعة" عن جميل بن زيد قال: هذه أحاديث ابن عمر، ما سمعت منه شيئاً، وإنما قالوا لي: اكتب حديث ابن عمر، فقدمت المدينة فكتبتها.
ونقل عن أبي القاسم البغوي قوله: وقد روى (يعني جميل بن زيد) عن ابن عمر أحاديث يقول فيها: سألت ابن عمر، مع أنه لم يسمع من ابن عمر شيئاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/300 وقال: جميل ضعيف. قلنا: ولم يذكر شيئاً من اضطرابه.
(1) قال السندي: شداد بن الهاد، قيل: اسم الهاد أسامة بن عمرو، وقيل: بل اسم شداد أسامة بن عمرو، واسم الهاد عمرو، ليثي، حليف بني هاشم، وإنما قيل لأبيه: الهاد، لأنه كان يوقد النار ليلاً للسائرين.
له صحبة، شهد الخندف، وسكن المدينة، وتحول إلى الكوفة.
(2) في (س) و (ظ 12) و (ق) : وضعت. قال السندي: هكذا في النسخ، والصواب رفعت رأسي كما في النسائي [2/230] .. وكذا في "المسند" في آخره [6/467] ، فإن هذا الحديث هو الذي ختم الإمام به "مسنده".(25/419)
عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ فِي سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ، هَذِهِ سَجْدَةً قَدْ أَطَلْتَهَا، فَظَنَنَّا أَنَّهُ (1) قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: " فَكُلُّ (2) ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ " (3)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) ، وهامش (س) : أنك.
(2) في (ق) وهامش (س) : كل.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى النسائي. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن أبي يعقوب نُسِبَ إلى جده وهو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/100-101، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (934) ، والنسائي في "المجتبى" 2/229- 230، وفي "الكبرى" (727) ، والحاكم 3/626-627 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7107) ، والحاكم 3/165-166 من طريقين عن جرير بن حازم، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وسيكرر 6/467 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: قد حدث أمر: كناية عن الموت والمرض.
قوله: "فكل ذلك لم يكن": أي ما وقع شيء مما قلتم.
قوله: "ارتحلني": اتخذني راحلة بالركوب على ظهري.
قوله: "أن أعجله": من التعجيل أو الإعجال.(25/420)
حَدِيثُ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ
16034 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَهُ عَلَى سَرِيَّةٍ، فَخَرَجْتُ فِيهَا فَقَالَ: " إِنْ أَخَذْتُمْ فُلَانًا فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ "، فَلَمَّا وَلَّيْتُ نَادَانِي، فَقَالَ: " إِنْ أَخَذْتُمُوهُ فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّهُ لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ، إِلَّا رَبُّ النَّارِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن حمزة الأسلمي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب": ضعفه ابن حزم، وعاب ذلك عليه القطب الحلبي، وقال: لم يضعفه قبله أحد- قلنا: وقد توبع. والمغيرة بن عبد الرحمن: هو الحِزامي، مختلف فيه،
قال أحمد: ما بحديثه بأس، وقال أبو داود: لا بأس به، وقال ابن حجر في "التقريب": ثقة، له غرائب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بالقوي. قلنا: وقد توبع كذلك، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وهو عند سعيد بن منصور في "سننه" (2643) ومن طريقه أخرجه أبو داود (2673) ، والطبراني في "الكبير" (2990) ، والبيهقي في "السنن" 9/72.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2376) ، وأبو يعلى (1536) ، والطبراني (2990) من طرق عن المغيرة بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي برقم (16035) و (16036) .
وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (8068) .
وذكرنا هناك أحاديث الباب. =(25/421)
16035 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَرَهْطًا مَعَهُ، إِلَى رَجُلٍ مِنْ عُذْرَةَ، فَقَالَ: " إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَى فُلَانٍ، فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ "، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا تَوَارَوْا مِنْهُ نَادَاهُمْ - أَوْ أَرْسَلَ فِي أَثَرِهِمْ - فَرَدُّوهُمْ ثُمَّ قَالَ: " إِنْ أَنْتُمْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ، وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ، فَإِنَّمَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ رَبُّ النَّارِ " (1)
16036 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادٌ، أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَنْظَلَةُ بْنُ عَلَيٍّ الْأَسْلَمِيُّ، أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيَّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَرَهْطًا مَعَهُ سَرِيَّةً إِلَى رَجُلٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
__________
= قال السندي: قوله: أمَّره، بتشديد الميم: أي جعله أميراً.
قوله: "فاقتلوه": فهذا النسخ قبل العمل.
قوله: "إلا رب النار": قيل فيما عدا القصاص.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنظلة بن علي: وهوالأسلمي، وصحابي الحديث فمن رجال مسلم.
محمد بن بكر: هو البُرْساني، ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وزياد بن سَعْد: هو الخراساني.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. =(25/422)
16037 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ: " إِنْ شِئْتَ صُمْتَ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْطَرْتَ " (2)
__________
= وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (9418) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (2996) إلا أنه سقط من المطبوع فيها اسم زياد بن سعد من الإسناد، وتحرف حنظلة بن علي إلى حنظلة بن عبد الله.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/72 من طريق الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به.
وانظر ما قبله.
(1) في النسخ الخطية و (م) : شعبة، وهو تحريف، والمثبت من "أطراف المسند"، 2/285، و"إتحاف المهرة" 4/335.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، قتادة: وهو ابن دعامة السدوسي لم يسمع من سليمان بن يسار، وسليمان بن يسار لم يسمع من حمزة بن عمرو الأسلمي، بينهما أبو مرواح الغفاري كما سيأتي في التخريج. ومحمد بن جعفر - وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد توبع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2374) من طريق عبد الأعلى السَّامي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/69 من طريق روح ابن عبادة، والطبراني في "الكبير" (2984) من طريق محمد بن بشر، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به. وسماعهم من سعيد قبل الاختلاط.
وأخرجه الطيالسي (1175) ، والنسائي في "المجتبى" 4/185، وفي "الكبرى" (2602) ،والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/69، والطبراني في "الكبير" (2982) و (2983) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/185 و186، وفي "الكبرى" (2603) و (2604) و (2605) و (2606) و (2607) وابن خزيمة (2153) ، والطحاوي=(25/423)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "شرح معاني الآثار" 2/69، والطبراني في "الكبير" (2985) (2986) من طرق عن سليمان بن يسار، به. وقال النسائي: مرسل.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/186، وفي "الكبرى" (2609) من طريق عمران بن أبي أنس، عن سليمان بن يسار، عن أبي مرواح الغفاري، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، به. وقال المزي في ترجمة أبي مرواح: وهو الصحيح.
وأخرجه أبو داود (2403) ، والطبراني في "الكبير" (2995) ، والحاكم 1/433 من طريق محمد بن حمزة الأسلمي، والنسائي في "المجتبى" 4/186، وفي "الكبرى" (2607) و (2608) من طريق حنظلة بن علي الأسلمي، كلاهما عن حمزة بن عمرو الأسلمي، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" 4/187، وفي "الكبرى" (2612) و (2617) ، والطبراني في "الكبير" (2978) و (2979) و (2980) من طريق عروة بن الزبير، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، به. قلنا: وهذا مرسل، قال المزي: المحفوظ عن عروة، عن أبي مرواح، عن حمزة، به.
قلنا: ومن هذه الطريق أخرجه مسلم (1121) (107) ، والنسائي في "المجتبى" 4/186 و187، وفي "الكبرى" (2611) ، والطبري في "التفسير" (2891) ، وابن خزيمة (2026) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/71، وابن حبان (3567) ، والطبراني في "الكبير" (2981) ، والدارقطني في "السنن" 2/189، والبيهقي في "السنن" 4/243 من طريق عروة بن الزبير، عن أبي مرواح، عن حمزة، به. قال المزي: وهو المحفوظ عن عروة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/185-186، وفي (2610) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2375) ، والطبراني في "الكبير" (2988) من طريق عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن حمزة، به.
قال المزي في ترجمة أبي مرواح: الصحيح: عن عمران بن أبي أنس، عن سليمان بن يسار، عن أبي مرواح، عن حمزة، به. =(25/424)
16038 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حَمْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا عَلَى جَمَلٍ آدَمَ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى، وَنَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: " لَا تَصُومُوا هَذِهِ الْأَيَّامَ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ " قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرَ لَنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُنَادِي كَانَ بِلَالًا (1)
__________
= وأخرج الطبراني في "الكبير" (2997) من طريق أبي الأشعث العطار أنه سأل حمزة عن الصيام في السفر، فقال: كنا نصوم ونفطر، ولا يعيب المفطر على الصائم، ولا الصائم على المفطر.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/159، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وأبو الأشعث العطار لم أعرفه.
قلنا: وسيأتي من حديث عائشة في مسندها 6/46 وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3813) ، وحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11083) .
قال السندي: قوله: "إن شئت صمت ": أي يجوز الوجهان، وعليه الجمهور، واختلفوا بعد ذلك من الأفضل في صوم الفرض.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2875) ، والدارقطني 2/212 من طريق عبدة بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (2987) ، من طريق محمد بن بشر وهو العبدي، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به. وقال الدارقطني: قتادة لم يسمع من سليمان بن يسار.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4970) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (567) .(25/425)
16039 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ (1) يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ، فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَسَمُّوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ لَا تُقَصِّرُوا عَنْ حَاجَاتِكُمْ " (2)
__________
(1) في (م) : عبيد الله، وهو تحريف.
(2) إسناده حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي- حسن الحديث إلا عند المخالفة، علق له البخاري، واستشهد به مسلم. ومحمد بن حمزة: وهو الأسلمي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات.
عتاب: هو ابن زياد الخراساني، وعلي بن إسحاق: هو المروزي وأخرجه الدارمي 2/285-286، والنسائي في "الكبرى" (10338) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (504) - وابن خزيمة (2546) ، وابن حبان (1703) ، والطبراني في "الكبير" (2994) ، وفي "الأوسط" (1945) ، والحاكم1/444
من طرق عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/131، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجالها رجال الصحيح غير محمد بن حمزة، وهو ثقة.
وفي الباب عن أبي لاس الخزاعي سيرد 4/221 وعن أبي هريرة عند ابن خزيمة (2547) ، والحاكم 1/444 وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (6684) وعن عمر بن الخطاب عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (497) .(25/426)
حَدِيثُ عُلَيْمٍ،
16040 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عُلَيْمٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عَلَى سَطْحٍ مَعَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَبْسًا الْغِفَارِيَّ، وَالنَّاسُ يَخْرُجُونَ فِي الطَّاعُونِ، فَقَالَ عَبَسٌ: يَا طَاعُونُ خُذْنِي، ثَلَاثًا يَقُولُهَا، فَقَالَ لَهُ عُلَيْمٌ: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ فَإِنَّهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ عَمَلِهِ، وَلَا يُرَدُّ فَيُسْتَعْتَبَ " فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتًّا: إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَاسْتِخْفَافًا (1) بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَنَشْوًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُقَدِّمُونَهُ يُغَنِّيهِمْ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ فِقْهًا " (2)
__________
(1) في النسخ عدا (م) : واستخفاف. ومثله في "التاريخ الكبير" فيكون معطوفاً على مرفوع.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله- وهو النخعي- سيئُ الحفظ، لا يقبل منه ما تفرد به، وعثمان بن عمير ضعيف، وعُليم، ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/286 وقال: شيخ، روى عن سلمان الفارسي، وروى عنه زاذان. وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/40، وقال: عُليم الكندي، روى عن سلمان، وروى عنه مسلم بن يزيد أبو صادق الأزدي، سمعت أبي يقول ذلك، وباقي رجال الإسناد ثقات. زاذان أبو عمر: هو الكندي، ويقال له: أبو عبد الله. وعبس الغفاري- هو ابن عابس،=(25/427)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ويقال: عابس بن عبس- قال الحافظ في "التعجيل": وفي إسناد حديثه اختلاف.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" ص 80-81 عن يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/80، والطبراني في "الكبير" 18/ (61) من طريقين عن شريك بن عبد الله، به.
وأخرجه أبو عبيد ص 81، والبزار (1610) "زوائد" من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن ليث- وهو ابن أبي سُليم- عن أبي اليقظان عثمان بن عمير، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/245 وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط" و"الكبير".. وفي إسناد أحمد عثمان بن عمير البجلي، وهو ضعيف، وأحد إسنادي "الكبير" رجاله رجال الصحيح. قلنا: أحد إسنادي الطبراني الذي أشار إليه الهيثمي سيرد قريباً.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/80، والطبراني 18/ (58) و (59) و (60) من طرق عن ليث بن أبي سُليم، عن عثمان بن عمير، عن زاذان، عن عابس الغفاري، لم يذكروا عُليماً في الإسناد. وفي رواية الطبراني (58) : فقال ابن عم له قد كانت له صحبة: لِمَ تتمنى الموت، وفي رواية (59) : فقال ابن أخ له.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/316-317، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وأحمد بنحوه ... وفي إسناده ليث بن أبي سُلَيم، وفيه كلام.
وأخرجه الطبراني 18/ (62) عن أحمد بن علي الأبّار، عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس - وهو ابن أبي إسحاق السبيعي- و18/ (63) من طريق مندل- وهو ابن علي العنزي- كلاهما عن موسى- وهو ابن عبد الله الجهني- عن زاذان، عن عابس الغفاري قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتخوف على أمته ست خصال، فذكرها ... ، ولم يذكر القصة. والإسناد الأول صحيح=(25/428)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني أيضاً في "الكبير" 18/ (57) ، وفي "الأوسط" (8731) من طريق عبد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم- وهو أبو عبد الرحمن الدمشقي- عن أبي أمامة، عن عابس الغفاري، به. وإسناده ضعيف لضعف من هم دون أبي أمامة.
وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" وضعفه.
وله شاهد من حديث عوف بن مالك الأشجعي أخرجه أحمد 6/22 عن وكيع، عن النهاس بن قهم أبي الخطاب، عن شداد أبي عمار الشامي، قال: قال عوف بن مالك: يا طاعون خذني إليك، قال: فقالوا: أليس قد سمعتَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: "ما عُمِّرَ المسلم كان خيراً له"؟ قال: بلى، ولكنى أخاف ستاً. إمارة السفهاء، وبيع الحكم، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، ونشواً ينشؤون يتخذون القرآن مزامير، وسفك الدم. وفي إسناده النهاس بن قهم، وهو ضعيف، وشداد أبو عمار- وهو ابن عبد الله الدمشقي- لم يسمع من عوف ابن مالك.
وآخر من حديث الحكم بن عمرو الغفاري عند الطبراني في "الكبير" (3162) ، والحاكم 3/443، أخرجاه من طريق الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، حدثنا جميل بن عبيد الطائي، حدثنا أبو المعلى، عن الحسن، قال: قال الحكم بن عمرو الغفاري: يا طاعون خذني
إليك، فقال له رجل من القوم: بم تقول هذا؟ وقد سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "ألا لا يتمنَّينَّ أحدكم الموت"؟. قال: قد سمعت ما سمعتم، ولكني أبادر ستاً: بيع الحكم، وكثرة الشرط ... الحديث. والحسن- وهو البصري- لم يذكروا له سماعاً من الحكم بن عمرو الغفاري، وقد سقط اسمه من إسناد الطبراني. وأبو المعلى لم نعرفه، وقد سكت عليه الحاكم هو والذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/206-207، وقال: وأبو المعلى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. =(25/429)
حَدِيثُ شُقْرَانَ (1) مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16041 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُقْرَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: رَأَيْتُهُ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَجِّهًا إِلَى خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ، يُصَلِّي عَلَيْهِ يُومِئُ إِيمَاءً " (2)
__________
= قال السندي: قوله: "عند انقطاع عمله" أي: فإن العمل ينقطح عند الموت ولا يُردُ إلى الدنيا بعد الموت. "فيستَعْتب" على بناء الفاعل: أي: يرجع عن الإساءة ويطلب رضى الله بالتوبة. "بادروا" أي: اطلبوا من الله تعالى أن يميتكم قبل هذه الست. "إمرة" بكسر الهمزة، أي إمارتهم. "الشُّرط" بضم ففتحِ، جمع شُرْط، بضمٍّ فسكون، وهو من يتقدم بين يدي الأمير لتنفيذ أوامره. "الحكم" أي: القضاء، أي: يتوسل إليه بالرشوة. "ونشواً" المشهور أنه بفتحٍ فسكون، وقيل: بفتحتين، وعلى الوجهين فآخره همزة، أي: جماعةً أحداثاً، وهو على الثاني جمع ناشىء، كَخَدَم جمع خادم، وعلى الأول تسمية بالمصدر.
"يقدمونه" من التقديم، أي: الناس يقدمون هذا الشاب في الصلاة.
(1) قال السندي: شقران مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قيل: اسمه صالح بن عدي، وكان حبشياً، شهد بدراً وهو عبد، فلم يُسهم له، ثم أُعتق، لكن قيل: كان على الأسَراء، فكل من افتدى أسيراً وهب له شيئاً، فحصل له أكثر مما حصل لمن له سهم.
وقد جاء أنه الذي وضع القطيفة في قبره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مسلم بن خالد: وهو الزَّنْجي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وصحابيه لم يخرج له سوى الترمذي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7410) من طريق أسود بن عامر، بهذا=(25/430)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ (1)
16042 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا، ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي، فَسِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا، حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الشَّامَ فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ، فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ: قُلْ لَهُ: جَابِرٌ
__________
= الإسناد.
وأخرجه الطبراني كذلك في "الكبير" (7410) ، وفي "الأوسط" (2782) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/372 من طريق محمد بن عبد الوهاب الحارثي، عن مسلم بن خالد، به.
وقال الطبراني: لا يُرْوى هذا الحديث عن شقران إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به مسلم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/162، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه مسلم بن خالد الزنجي، ضعفه أحمد وغيره، ووثقه الشافعي وابن حبان وأبو أحمد بن عدي.
ويشهد له حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4520) وإسناده صحيح، وذكرنا أحاديث الباب في الرواية رقم (4470) .
(1) قال السندي: عبد الله بن أنيس الجهني، أبو يحيى المدني، حليف بني سلمة من الأنصار.
مات بالشام سنة أربع وخمسين، وكان أحد من يكسر أصنام بني سلمة من الأنصار.(25/431)
عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَخَرَجَ يَطَأُ ثَوْبَهُ فَاعْتَنَقَنِي، وَاعْتَنَقْتُهُ، فَقُلْتُ: حَدِيثًا بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِصَاصِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ، أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - أَوْ قَالَ: الْعِبَادُ - عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا " قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بُهْمًا؟ قَالَ: " لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ [بُعْدٍ كَمَا يَسْمَعُهُ مِنْ] (1) قُرْبٍ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ، حَتَّى (2) أَقُصَّهُ مِنْهُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ، حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمَةُ " قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا؟ قَالَ: " بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ " (3)
__________
(1) ما بين حاصرتين سقط من الأصول، واستدرك من "مجمع الزوائد" ومن "تغليق التعليق"، ومن عامة المصادر التي خرجت الحديث.
(2) في (ص) و (ظ 12) : "لا" بدل "حتى". و"حتى" ليست في (س) .
(3) إسناده حسن، القاسم بن عبد الواحد المكي، سئل عنه أبو حاتم فقال: يُكتب حديثُه، ثم سُئل: يحتج بحديثه؟ قال: يحتج بحديث سفيان، وشعبة.
قلنا: وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي: وثق.
قلنا: ولا نعلم فيه جرحاً. وعبد الله بن محمد بن عَقِيل قال الحافظ في "التلخيص": أما إذا انفرد فيُحَسَّن، وأما إذا خالف فلا يُقبل، وقال الذهبي في "الميزان": حديثه في مرتبة الحسن، قلنا: وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه عبد الله بن أنيس قد أخرج له أبو داود=(25/432)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والترمذي. همّام بن يحيى: هو العَوْذي.
وأخرجه الحافظ في "تغليق التعليق" 5/355 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/133، ونسبه إلى أحمد والطبراني في "الكبير" وضعفه بعبد الله بن محمد بن عقيل.
وأخرجه الحارثُ بنُ أبي أسامة (45) "زوائد"، والحاكم 2/437، و4/574، والبيهقي مختصراً في "الأسماء والصفات" ص 78 و273، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1748) ، وفي "الرحلة" (31) ، وابنُ عبد البر في "بيان العلم" ص 122 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وجاء عند البيهقي والحاكم في الموضع الأول: رحل جابر إلى مصر بدل: الشام. وعند الحاكم في الموضع الثاني: الشك بين مصر أو الشام. زاد الحاكم في الموضع الأول: وتلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اليوم تُجْزَى كل نفس بما كسبت لا ظُلْمَ اليوم) [غافر:17] .
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وحسَّن الحافظ في "الفتح" 1/174 إسناد قسم الارتحال منه.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (970) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، وفي "خلق أفعال العباد" ص 92، وفي "التاريخ" 7/169- 170 (مختصراً) عن داود بن شبيب البصري، والحارث بن أبي أسامة (44) "زوائد"، وابن عبد البر في "بيان العلم" ص 122 من طريق هدبة بن خالد، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (514) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2034) ، والخطيب في "الرحلة" (31) ، وابن عبد البر في "بيان العلم" ص 123، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة القاسم بن عبد الواحد، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/355 من طريق شيبان بن فروخ، أربعتهم عن همام، بهذا الإسناد.
وزادوا فيه: وأومأ بيده إلى الشام، بعد قوله: "يحشر الناس يوم القيامة".
وأخرجه الخطيب في "الرحلة" (32) من طريق عبد الوارث بن سعيد التنوري، والطبراني بنحوه في "الأوسط" (8588) من طريق داود بن وازع،=(25/433)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كلاهما عن القاسم بن عبد الواحد، به.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "مسند الشاميين" (156) عن الحسن بن جرير الصوري، عن عثمان بن سعيد الصيداوي، عن سليمان بن صالح، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن الحجاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به. قال الحافظ في "الفتح" 1/174: وإسناده صالح.
وأخرجه مطولاً الخطيب في "الرحلة" (33) من طريق مقاتل بن حيان، عن أبي جارود العنسي- وهو بالنون الساكنة-، عن جابر، قال: بلغني حديث في القصاص. ولم يسم الصحابي، وسمى المكان: مصر. قال الحافظ في "الفتح" 1/174: وفي إسناده ضعف.
وعلقه البخاري في "صحيحه" 1/173 قال: ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد. وعلقه أيضاً في موضع آخر 13/454 قال: ويُذكر عن جابر، عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يحشُرُ اللهُ العبادَ فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديَّان".
وقد وصله الحافظ في "التغليق"، كما سلف في التخريج.
وقال الحافظ في "الفتح" 1/174: وادعى بعض المتأخرين أن هذا ينقض القاعدة المشهورة أن البخاري حيث يعلق بصيغة الجزم يكون صحيحاً، وحيث يعلق بصيغة التمريض يكون فيه علة، لأنه علقه بالجزم هنا، ثم أخرج طرفاً من متنه في كتاب التوحيد بصيغة التمريض ... وهذه الدعوى مردودة، والقاعدة بحمد الله غير منتقضة، ونظر البخاري أدق من أن يعترض عليه بمثل هذا، فإنه
حيث ذكر الارتحال فقط جزم به، لأن الإسناد حسن واعتضد. وحيث ذكر طرفاً من المتن لم يجزم به، لأن لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى الرب ويحتاج إلى تأويل، فلا يكفي فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها، ولو اعتضدت، ومن هنا يظهر شفوف علمه، ودقة نظره، وحسن تصرفه رحمه الله. =(25/434)
16043 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
__________
= وقال البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 273: وهذا حديث تفرد به القاسم بن عبد الواحد، عن ابن عقيل. والقاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي لم يحتج بهما الشيخان أبو عبد الله البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، ولم يخرجا هذا الحديث في الصحيح بإسناده، وإنما أشار
البخاري إليه في ترجمة الباب، واختلف الحفاظ في الاحتجاج بروايات ابن عقيل لسوء حفظه، ولم يثبت صفة الصوت- في كلام الله عز وجل أو في حديث صحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيرُ حديثه، وليس بنا ضرورة إلى إثباته.
وفي الباب في حشر الناس عراة غرلاً عن ابن عباس، سلف برقم (1950) .
وعن عائشة، سيرد 6/89- 90.
وفي باب القصاص: عن عثمان، سلف برقم (520) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7204) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11095) .
وعن أبي ذر، سيرد 5/173.
وعن عائشة، سيرد 6/280.
وفي الصوت أورد البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 274-276 أحاديث توهم إثبات الصوت لله تعالى، وردها، فانظرها.
قال السندي: قوله: "يَطَأُ ثوبه" لعله من العجلة.
"حديثاً"، أي: أسمعني حديثاً، أو أطلب حديثاً.
"غُرْلا" ضبط بضم معجمة فسكون راءِ، أي: غير مختونين.
"بُهْماً" ضبط بضم فسكون.
"الديان" يُجازي العباد على أعمالهم.
"حتى أُقِصّه" ضُبِط من الإقصاص.
(1) وقع في (م) : حدثنا عبد الله بن يونس، بدل: حدثنا يونس بن محمد.
وهو خطأ.(25/435)
الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ: الشِّرْكَ بِاللهِ، وَعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ، وَالْيَمِينَ الْغَمُوسَ، وَمَا حَلَفَ حَالِفٌ بِاللهِ يَمِينًا صَبْرًا، فَأَدْخَلَ فِيهَا مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ، إِلَّا جَعَلَهُ اللهُ نُكْتَةً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) صحيح دون قوله: "وما حلف حالف بالله يميناً ... "، وهذا إسناد ضعيف، هشام بن سعد، ضعفه يحيى القطان وأحمد وابن معين والنسائي وابن سعد وابن حبان وابن عبد البر ويعقوب بن سفيان، وقال أبو زرعة: شيخ محله الصدق، وقال في موضع آخر: واهي الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يونس بن محمد: هو المؤدِّب، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/5، والترمذي في "السنن" (3020) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2036) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (893) ، والحاكم 4/296 من طرق عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
ورواية ابن أبي شيبة هي لطرفه الثاني.
وقال الترمذي: وأبو أمامة الأنصاري هو ابن ثعلبة، ولا نعرف اسمه، وقد روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا حديث حسن غريب.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وحسنه الحافظ في "الفتح" 10/411.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3261) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/327 من طريقين عن الليث بن سعد، به.
وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث.
وأخرجه ابن أبي عاصم (2035) ، وابن حبان (5563) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/180 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن محمد بن=(25/436)
16044 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ يَعْنِي الْمَخْرَمِيَّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ، وَسَأَلُوهُ عَنْ لَيْلَةٍ يَتَرَاءَوْنَهَا فِي رَمَضَانَ؟ قَالَ: " لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ " (1)
__________
= زيد بن قنفذ، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن أُنيس، به.
وأورده مختصراً الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/105، وقال: رجاله موثقون.
وقوله: "إن من أكبر الكبائر ... " يشهد له حديث ابن عمرو، وقد سلف برقم (6884) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "وما حلف حالفٌ بالله ... " في الباب: عن عبد الله بن مسعود، بلفظ: "من حلف على يمين يقتطع بها مال مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان"، وقد سلف برقم (3576) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "صبراً" يصبر لأجله، وهو ما يكون في محل القضاء عند الحاكم.
"مثل جناح"، أي: من الكذب.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو بكر بن حزم- وهو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري- لم يسمع من عبد الله بن أنيس، بينهما عبد الرحمن بن كعب بن مالك كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/86، والبيهقي في "السنن" 4/309، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/212 من طريق يحيى بن أيوب- وهو المصري- عن يزيد بن الهاد، عن أبي بكر بن حزم، عن عبد الرحمن بن كعب ابن مالك، عن عبد الله بن أنيس، به.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 21/211 من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن يزيد بن الهاد، عن أبي بكر بن محمد بن حزم، عن عبد الله=(25/437)
16045 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأُرَانِي صَبِيحَتَهَا أَسْجُدُ فِي مَاءٍ، وَطِينٍ، فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْصَرَفَ وَإِنَّ أَثَرَ الْمَاءِ، وَالطِّينِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ " (1)
__________
= ابن عبد الرحمن بن كعب، عن عبد الله بن أُنيس، به، والدراوردي له أوهام.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف" (7689) و (7690) و (7692) و (7694) ، وأبو داود (1379) ، والنسائي في "الكبرى" (3401) و (3402) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/86 و88، وأبو نعيم في "الحلية" 2/5 من طرق عن عبد الله بن أنيس، به.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "وسألوه عن ليلة"، أي: ليلة القدر.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله: هو سالم بن أبي أمية.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3674) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1168) ، والبيهقي في "السنن" 4/309، وفي "الشعب" (3674) من طريق أنس بن عياض، به.
وأخرجه ابن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 111 من طريق سليمان بن بلال، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/210 من طريق الواقدي، كلاهما عن الضحاك بن عثمان، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/320- ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7691) - عن أبي النضر أن عبد الله بن أنيس قال لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر نحوه. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/210: هذا حديث منقطع، ولم=(25/438)
16046 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَدْ سَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ، قَالَ: جَلَسَ مَعَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِهِ فِي مَجْلِسِ جُهَيْنَةَ - قَالَ: فِي رَمَضَانَ - قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى، سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ هَذَا الشَّهْرِ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى نَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ؟ قَالَ: " الْتَمِسُوهَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ " وَقَالَ: وَذَلِكَ مَسَاءَ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَهِيَ إِذًا يَا رَسُولَ اللهِ أَوَّلُ ثَمَانٍ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأَوَّلِ ثَمَانٍ، وَلَكِنَّهَا أَوَّلُ السَّبْعِ (1) إِنَّ الشَّهْرَ لَا يَتِمُّ " (2)
__________
= يلق أبو النضر عبد الله بن أنيس ولا رآه، ولكنه يتصل من وجوه شتى صحاح ثابتة.
وانظر ما قبله، وانظر كذلك حديث أبي سعيد الخدري، السالف برقم (11034) .
قال السندي: قوله: "أنسيتها" على بناء المفعول: من الإنساء، ومثل هذا جاء في حديث أبي سعيد الخدري: لكن في ليلة إحدى وعشرين.
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) ، وهامش (س) : سبع.
(2) حديث حسن، عبد الله بن عبد الله بن خبيب، من رجال "التعجيل"، لم يذكروا في الرواة عنه سوى أخيه معاذ، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه ابن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 110، وابن خزيمة=(25/439)
16047 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنِ أَبِيهِ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ سُفْيَانَ بْنِ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيَّ (1) يَجْمَعُ لِي النَّاسَ لِيَغْزُوَنِي، وَهُوَ بِعُرَنَةَ (2) ، فَأْتِهِ فَاقْتُلْهُ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْعَتْهُ لِي حَتَّى أَعْرِفَهُ، قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لَهُ إِقْشَعْرِيَرَةً " قَالَ: فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا بِسَيْفِي (3) حَتَّى وَقَعْتُ عَلَيْهِ، وَهُوَ بِعُرَنَةَ مَعَ ظُعُنٍ يَرْتَادُ لَهُنَّ مَنْزِلًا، وَحِينَ كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَجَدْتُ مَا وَصَفَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْإِقْشَعْرِيرَةِ فَأَقْبَلْتُ
__________
= (2185) و (2186) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5481) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/85-86، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/213 و214 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو داود (1380) ، وابن نصر في "قيام الليل" ص 110-111، وابن خزيمة (200) ، والبيهقي 4/309 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن ضمرة بن عبد الله بن أُنيس، عن عبد الله بن أُنيس، به.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: "إن الشهر"، أي: هذا الشهر الذي هذه الليلة منه.
(1) "الهذلي " ليس في (س) و (م) .
(2) في (ظ 12) و (ق) و (ص) ونسخة في (س) ونسخة السندي: بعرفة.
قال السندي: قوله: بعرفة: هي موقف الحاج، وفي بعض النسخ: بعُرَنة بضم عين وفتح راء ونون، وهي اسم موضع بعرفة.
(3) في (ظ 12) و (ص) وهامش (س) : سيفي.(25/440)
نَحْوَهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُحَاوَلَةٌ (1) تَشْغَلُنِي عَنِ الصَّلَاةِ، فَصَلَّيْتُ وَأَنَا أَمْشِي نَحْوَهُ أُومِئُ بِرَأْسِي الرُّكُوعَ، وَالسُّجُودَ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ قَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ سَمِعَ بِكَ، وَبِجَمْعِكَ لِهَذَا الرَّجُلِ فَجَاءَكَ لِهَذَا، قَالَ: أَجَلْ أَنَا فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ شَيْئًا حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ السَّيْفَ حَتَّى قَتَلْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ، وَتَرَكْتُ ظَعَائِنَهُ مُكِبَّاتٍ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآنِي فَقَالَ: " أَفْلَحَ الْوَجْهُ " قَالَ: قُلْتُ: قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " صَدَقْتَ " قَالَ: ثُمَّ قَامَ مَعِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ بِي (2) بَيْتَهُ فَأَعْطَانِي عَصًا، فَقَالَ: " أَمْسِكْ هَذِهِ عِنْدَكَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ أُنَيْسٍ " قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهَا عَلَى النَّاسِ فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الْعَصَا؟ قَالَ: قُلْتُ: أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْسِكَهَا، قَالُوا: أَوَلَا تَرْجِعُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ أَعْطَيْتَنِي هَذِهِ الْعَصَا؟ قَالَ: " آيَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ الْمُتَخَصِّرُونَ (3) يَوْمَئِذٍ (4) " قَالَ:، " فَقَرَنَهَا عَبْدُ اللهِ بِسَيْفِهِ فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُ حَتَّى إِذَا
__________
(1) في (ق) : مجاولة.
(2) تحرف في (م) إلى: في.
(3) تحرف في (م) إلى: المنحصرون.
(4) في (س) و (م) : يوم القيامة.(25/441)
مَاتَ أَمَرَ بِهَا فَصُبَّتْ (1) مَعَهُ فِي كَفَنِهِ "، ثُمَّ دُفِنَا جَمِيعًا (2)
__________
(1) في (ق) : فغيبت.
(2) ابن عبد الله بن أُنيس- وهو عبد الله بن عبد الله بن أنيس كما جاء مبيناً من رواية محمد بن سلمة الحرَّاني عن محمد بن إسحاق عند البيهقي-. ترجم له البخاري في "التاريخ" 5/125، وابنُ أبي حاتم 5/90، وابن حبان في "الثقات" 5/37، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن محمد بن إسحاق روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة، وقد صرح بالتحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه أبو يعلى (905) ، وابن خزيمة (983) ، وابن حبان (7160) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (445) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه أبو داود (1249) (مختصراً) ، وصححه ابن خزيمة (982) من طريق عبد الوارث، عن محمد بن إسحاق، به. وحسَّن الحافظ إسناد أبي داود في "الفتح" 2/437.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/256، وفي "الدلائل" 4/42 من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله يعني ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه عبد الله بن أنيس به.
وهو في "سيرة ابن هشام" 2/619-620 عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، غير أنه سقط من إسناده ابن عبد الله بن أُنيس، به.
وأخرجه بنحوه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2031) عن يعقوب ابن حميد، عن عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد ابن كعب قال: قال عبدُ الله بن أُنيس، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً: "من لي من خالد ... "، وهذا إسناد منقطع، محمد بن كعب- وهو القرظي- لم يدرك عبد الله بن أنيس. =(25/442)
16048 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
__________
= وأخرجه مختصراً جداً ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2032) عن صلت بن مسعود الجحدري، عن يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، حدثني عمي الحسن بن يزيد، عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه سرية وحده.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/203 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وفيه راو لم يُسَمّ وهو ابن عبد الله بن أنيس، وبقية رجاله ثقات.
وفى الباب عن عروة مرسلاً عند البيهقي في "الدلائل" 4/40، قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله بن أُنيْس....
وعن موسى بن عقبة عند البيهقي في "الدلائل" 4/40-41 مرسلاً قال: وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله بن أُنيس السلمي.
وسيأتي برقم (16048) .
قال السندي: "اقشعريرة" المشهور قشعريرة، بلا ألف، وهي قيام الشعر على الجلد. قلنا: وهي الرِّعدة، كما في "اللسان" وغيره.
"مع ظُعُن" ضبط بضمتين، أي: نساء راكبات.
"يرتاد": يطلب.
"وحين كان وقت العصر"، أي: وصلتُ إليه، أو وقعتُ عليه، ففيه تقديرٌ تركه اعتماداً على السابق.
"محاولة"- بالحاء المهملة-: طلبُ الشيء بحيلة. قلنا: وضبطت في (ق) بالجيم، ومعناه: المجاولة والمصاولة.
"أومىء": استدل به أبو داود على جواز ذلك الطلب، ويلزم منه مثله للمطلوب بالأولى.
"مُكبّات"، أي: ساقطات باكيات، اسم فاعل من أكبَّ بتشديد الباء.
"المتخصرون" المُتَخَصِّر: من يمسك العصا بيده، وقد يتكىءُ عليها، قيل: المراد هاهنا هم الذين يأتون ومعهم أعمال صالحة يتكؤون عليها، والله تعالى أعلم.(25/443)
أُنَيْسٍ، عَنْ آلِ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيِّ لِيَقْتُلَهُ، وَكَانَ يُجَمِّعُ لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِعُرَنَةَ (2) وَهُوَ فِي ظَهْرٍ لَهُ، وَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الْعَصْرِ، فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُحَاوَلَةٌ (3) تَشْغَلُنِي عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ وَأَنَا أَمْشِي أُومِئُ إِيمَاءً، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ قُلْتُ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى ذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِقَتْلِهِ إِيَّاهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) في (م) : أبي بدل آل. وهو خطأ.
(2) في (ظ 12) و (ص) و (س) : بعرفة. وفي هامش (س) : بعرنة.
(3) في (س) : مجاولة.
(4) هو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هو يحيى بن آدم، وشيخه ابن إدريس هو عبد الله، وهما ثقتان روى لهما الجماعة، وصرَّح محمدُ بنُ إسحاق بالتحديث في الرواية السابقة.
وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 14/343 عن عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عبد الله بن أُنيس إلى خالد ابن سفيان ... مختصراً.
وانظر ما قبله.
قوله: "آل عبد الله بن أُنيْس" المرادُ به عبد الله بن أُنيس نفسه، قال في "معجم متن اللغة": ويقالُ: آل فلان، ويُراد به نفسه، ولا يستعمل إلا فيما له شرف غالباً.
وقال السندي: قوله: "وهو في ظهر"، أي: في جِمال للنساء.(25/444)
حَدِيثُ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ (1)
16049 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: وقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ، بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ " فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: " مَا أَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا "، فَقِيلَ: قَدْ فَضَّلَكُمْ عَلَى كَثِيرٍ (2)
__________
(1) قال السندي: أبو أسيد، مالك بن ربيعة الأنصاري الساعدي، مشهور بكنيته، شهد بدراً وأُحداً وما بعدها، وكان معه رايةُ بني ساعدة يوم الفتح.
واختلف في موته اختلافاً متبايناً جداً، فقيل: هو آخر البدريين موتاً، وقيل: مات في خلافة عثمان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وقول عبد الله بن أحمد: قال أبي: وقال ابن جعفر: هو محمد بن جعفر، وقد روى الحديث كذلك عن شعبة إلا أنه قال فيه: عن أبي أُسيد، ولم يقل السَّاعدي.
وأخرجه البخاري (3789) ، ومسلم (2511) (177) ، والترمذي (3911) ، والنسائي في "الكبرى" (8339) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1795) و (1906) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1355) - ومن طريقه مسلم (2511) - والبخاري (3807) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (579) من طرق عن شعبة، به. =(25/445)
16050 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ " ثُمَّ قَالَ: " وَفِي كُلِّ الْأَنْصَارِ (1) خَيْرٌ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (2511) (178) ، وابن أبي عاصم (1793) من طريقين عن أبي أسيد، به، وزاد مسلم قول أبي أسيد: والله، لو كنتُ مؤثراً بها أحداً لآثرت بها عشيرتي.
وسيأتي بالأرقام (16050) (16051) (16052) (16053) وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (7628) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب إلا أن في حديث أبي هريرة تقديم بني عبد الأشهل على بني النجار.
قال القرطبي في "المفهم" 6/471: وهذا تعارض مشكل، غير أن الأولى رواية أبي أسَيْد لقرابة بني النجار من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دون غيرهم، فإنهم أخواله.. ولاختصاص نزول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهم، وكونه عندهم، وهذه مزية لا يلحقهم أحد فيها.
قلنا: وقوله: فقال سَعْد بن عبادة. قال الحافظ في "الفتح" 7/116: هو من بني ساعدة أيضاً، وكان كبيرهم يومئذ.
(1) في (م) : وفي كل دور الأنصار خير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1794) ، (1907) والطبراني في "الكبير"19/ (590) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري مختصراً (6053) ، والنسائي في "الكبرى" (8341) من =(25/446)
16051 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ " ثُمَّ قَالَ: " وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ " فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: " جَعَلَنَا (1) رَابِعَ أَرْبَعَةٍ أَسْرِجُوا لِي حِمَارِي "، فَقَالَ ابْنُ أَخِيهِ: أَتُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ (2)
16052 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ
__________
= طريقين عن سفيان، به.
وأخرجه النسائي كذلك (8342) من طريق صالح بن كيسان، عن أبي الزناد، به.
وانظر ما قبله.
(1) في (ظ 12) و (ص) : أجعلنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين وأخرجه بنحوه مسلم (2511) (179) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (589) من طريقين عن عبد الله بن ذكوان، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(25/447)
بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ "، (1)
16053 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُسَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَيْرُ دِيَارِ الْأَنْصَارِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
16054 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، رَجُلٌ كَانَ يَكُونُ بِالسَّاحِلِ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ أَوْ أَبِي (3) أَسِيدِ (4) بْنِ ثَابِتٍ - شَكَّ سُفْيَانُ - أَنَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة.
وأخرجه مسلم (2511) ، والنسائي في "الكبرى" (8340) من طريق أبي داود- وهو الطيالسي- عن حرب بن شداد، بهذا الإسناد وأخرجه البخاري (3790) من طريق شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وقد سلف برقم (16049) .
(3) سقطت كلمة "أبي" من النسخ الخطية و (م) ، واستدركت من "أطراف المسند"6/9.
(4) جزم الدارقطني في "العلل" 7/32-33 أن راوي هذا الحديث هو أبو أَسيد،- يعني بفتح الهمزة- وقال: يقال: اسمه عبد الله بن ثابت، ومن قال فيه أبو أُسيد بالضم، فقد وهم. قلنا: وبذلك جزم الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/193، فقال: وقول أبي الحسن هذا صحيح، وعبد الله بن=(25/448)
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُوا الزَّيْتَ، وَادَّهِنُوا بِالزَّيْتِ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ " (1)
__________
= ثابت: هو أبو أَسيد الأنصاري، ثم جزم الخطيب أن من أخرج هذا الحديث من مسند أبي أُسيد الساعدي فقد وهم. قلنا: قد ذكر الحافظ في "النكت الظراف" 9/125 أنه يَرِد عليهم أن أحمد وإسحاق وغيرهما أخرجا هذا الحديث في مسند أبي أُسيد الساعدي، وأن مسدداً أخرج الحديث كذلك في
"مسنده" من رواية الثوري، فقال: عن أسيد أو أبي أسيد، ورواه الثوري عند أحمد أيضاً على الشك: عن أبي أسيد أو أبي أسيد بالفتح أو الضم.
(1) إسناده ضعيف، لجهالة عطاء الرجل الذي كان يكون بالساحل- وهو الشامي- لم يروِ عنه غير عبد الله بن عيسى، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" 3/77: ليَّنَ البخاريُ حديثه، وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيبه ": قال البخاري عن سفيان: لم يُقم حديثه. وقال ابن عدي في "الكامل" 5/2004: عطاء الشامي ليس بمعروف. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يرو له سوى الترمذي والنسائي. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/6، والنسائي في "الكبرى" (6702) ، والدولابي في "الكنى" 1/15، والخطيب في "الموضح" 2/194 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وسموا الصحابي أبا أَسيد الأنصاري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/6، والترمذي (1852) ، والدارمي 2/102، والدولابي 1/15، والحاكم 2/397-398، والخطيب في "الموضح" 2/193-194، والبغوي في "شرح السنة" (2871) من طرق عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، به. وصحابيه عندهم أبو أَسيد
الأنصاري، غير أن الترمذي والحاكم لم يذكرا نسبته، وقد قرن الترمذي بأبي =(25/449)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= نعيم أبا أحمد الزبيري، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن عبد الله بن عيسى. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الخطيب أيضاً 2/194 من طريق الطبراني، عن فضيل بن محمد الملطي، عن أبي نعيم، عن سفيان، به، إلا أنه سمى صحابيه أبا أُسيد الساعدي. فقال الخطيب: وهو وهم، وأُراه من الملطي أو من الطبراني.
والصواب عن أبي أَسيد كما ذكرناه قبل بفتح الألف.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" (1185) ، والخطيب 2/195 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، به، إلا أنه قال: عن أسيد أو أبي أسيد ابن ثابت، شك في ذلك.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (2870) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به، فقال: عن أسيد بن ثابت أو أبى أسيد الأنصاري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (596) ، والخطيب 2/194 من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الله بن عيسى، به. فقال: عن أبي أسيد.
وأخرجه الخطيب 2/195 من طريق الجراح بن الضحاك الكندي، عن عبد الله بن عيسى، به، غير أنه أخطأ خطأ فاحشاً- كما قال الخطيب- فسمى عطاء ابنَ أبي رباح.
وأخرجه النسائي (6701) من طريق حسن- وهو ابن صالح- عن عبد الله ابن عيسى، به، إلا أنه قال: عن رجل من الأنصار.
وانظر الحديث التالي.
وللحديث شاهد أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (19568) ، ومن طريقه الترمذي عقب الحديث (1851) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق عن معمر، وكان عبد الرزاق يضطرب في رواية هذا الحديث، فربما ذكر فيه عن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وربما رواه على الشك، فقال: أحسبه عن=(25/450)
16055 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَطَاءٍ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِي أَسِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا
__________
= عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وربما قال: عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/15-16: روى عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث، ثم قال: حدث مرة عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هكذا رواه دهراً، ثم قال بعدُ: زيد بن أسلم، عن أبيه أحسبه عن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم لم يمت حتى جعله عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلا شك-.
قلنا: قد صوب ابن معين أنه معضل، فقال في "تاريخه" (595) برواية الدوري: حدث معمر عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كلوا الزيت وادهنوا به"، ثم قال: ليس هو بشيء، إنما هو عن زيد مرسلاً، يعني بالمرسلِ المنقطعَ، ويُراد به في هذه الرواية الإعضال.
وله شاهد آخر لا يُفرح به من حديث أبي هريرة، عند ابن ماجه (3320) ، والحاكم 2/398. وفي إسناده عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبُري. قال الذهبي في تعقبه على الحاكم: عبد الله واهٍ، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": متروك.
وثالث لا يُفرح به أيضاً من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط" (8336) بلفظ: "ائتدموا من هذه الشجرة"، وفي إسناده موسى بن زكريا شيخ الطبراني، وهو متروك، والنضر بن طاهر وليث- وهو ابن أبي سُليم- وهما ضعيفان.(25/451)
بِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ " (1)
16056 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ كَانَ يَقُولُ: أَصَبْتُ يَوْمَ بَدْرٍ سَيْفَ ابْنِ عَايذِ الْمَرْزُبَانِ، فَلَمَّا " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ (2) أَنْ يَؤُدُّوا (3) مَا فِي أَيْدِيهِمْ "، أَقْبَلْتُ بِهِ حَتَّى أَلْقَيْتُهُ فِي النَّفَلِ، قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَمْنَعُ شَيْئًا يُسْأَلُهُ "، قَالَ: فَعَرَفَهُ الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيُّ فَسَأَلَهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَعْقُوبَ فِي مَغَازِي أَبِيهِ، أَوْ سَمَاعٌ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ بَنِي سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: أَصَبْتُ سَيْفَ بَنِي عَايذ الْمَخْزُومِيِّينَ الْمَرْزُبَانِ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ أَنْ يُؤَدُّوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ النَّفَلِ، أَقْبَلْتُ بِهِ حَتَّى أَلْقَيْتُهُ فِي النَّفَلِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَمْنَعُ شَيْئًا يُسْأَلُهُ، فَعَرَفَهُ الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي
__________
(1) هو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع: وهو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/401-402 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وذكر البخاري في "الكنى" 9/6 أن وكيعاً قال: عن أسيد أو أبي أسيد بن ثابت.
(2) لفظ "الناس" ليس في (ق) و (م) .
(3) في (ق) وهامش (س) : يردوا.(25/452)
الْأَرْقَمِ فَسَأَلَهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ (1)
16057 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ، وَأَبَا أُسَيْدٍ، يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) حديث ضعيف، وله إسنادان، الأول: يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر أن أبا أسيد كان يقول ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم لم يدرك أبا أُسيد، بينهما بعض بني ساعدة كما سيأتي في
الإسناد الثاني.
والإسناد الثاني: قرىء على يعقوب في "مغازي" أبيه أو سماع قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر، قال: حدثني بعض بني ساعدة عن أبي أسيد.. وهذا إسناد ضعيف كذلك لإبهام الرواي عن أبي أسيد، ووالد يعقوب: وهو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، لم يسمع هذا الحديث من ابن
إسحاق، لأنه قال فيه: قال ابن إسحاق. فقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل: كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال: حدثني، وإذا لم يكن قال: قال.
وأورد الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/91-92، وقال: رواه كله أحمد، وفيه راوٍ لم يسمَّ، وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد بنحوه من حديث الأرقم بن أبي الأرقم عند الطبراني في "الأوسط" (6033) ، وفي إسناده يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال أبو حاتم: شيخ مديني مجهول.
قال السندي: قوله: المرزبان، ضبط بالنصب على أنه اسم السيف.
قوله: في النفل، بفتحتين: أي في الغنيمة.
قوله: يسأله، على بناء المفعول.(25/453)
إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وربيعة بن أبي عبد الرحمن هو المعروف بربيعة الرأي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/53، وفي "الكبرى" (808) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (177) ، وابن حبان (2049) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (713) ، والبيهقي في "السنن" 2/441 من طريق يحيى بن يحيى، والدارمي 2/293 عن عبد الله بن مسلمة، وأبو عوانة 1/414 من طريق ابن أبي مريم، ثلاثتهم عن سليمان بن بلال، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد أو أبي أسيد، به على الشك. وقال مسلم بإثره: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال، قال: بلغني أن يحيى الحِمَّاني يقول: وأبي أسيد. قلنا: يعني أن يحيى الحماني تابع أبا عامر العقدي بروايته بواو العطف.
وأخرجه مسلم (713) ، وابن حبان (2048) ، والبيهقي 2/441 من طريق بشر بن المفضل، عن عمارة بن غزية، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد أو عن أبي أسيد، به على الشك، ولم يسق مسلم لفظه، وعند ابن حبان والبيهقي زيادة، ولفظه عند ابن حبان "إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك". وقال البيهقي: ولفظ التسليم فيه محفوظ.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1665) عن إبراهيم بن محمد، وابن ماجه (772) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن عمارة بن غزية، عن =(25/454)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد السَاعدي وحده. وعند ابن ماجه زيادة: "فليسلم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه أبو عوانة 1/414، والطبراني في "الدعاء" (426) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عمارة بن غزية، عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد وأبي أُسيد، به مرفوعاً. بلفظ: "إذا جاء أحدكم المسجد فليسلم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليقل: اللهم إني أسألك من فضلك"، وهذا لفظ أبي عوانة.
وأخرجه الدارمي 1/324 من طريق يحيى بن حسان، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد، وأبي أُسيد، به مرفوعاً.
وأخرجه أبو داود (465) - ومن طريقه البيهقي 2/442- عن محمد بن عثمان الدمشقي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد أو أبي أسيد، به مرفوعاً على الشك، وزاد: "فليسلم أو ليصل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
وأخرجه البيهقي 2/442 من طريق أبي الجماهر، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبى حميد أو أبي أسيد على الشك، وفيه لفظ التسليم.
وأخرجه أبو عوانة 1/414 عن محمد بن النعمان بن بشير، عن عبد العزيز ابن عبد الله الأويسي، عن عبد العزيز محمد الدراوردي، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد وحده، بلفظ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول إذا دخل المسجد: "اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وسهل لنا أبواب رزقك".
وسيكرر 5/425 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "أبواب رحمتك": فإن المسجد دار تجارة الآخرة، فلذا خصت الرحمة بدخوله، وخروج المؤمن عنه غالباً لحاجة الرزق، فلذلك خُصَّ بالخروج.(25/455)
16058 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، وأَبِي أُسَيْدٍ (1) ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ، وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ، فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ أَشْعَارُكُمْ، وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ " (2)
__________
(1) في (م) : وعن أبي أسيد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه البزار (187) (زوائد) ، وابن حبان (63) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه يروى من وجه أحسن من هذا.
وأخرجه ابن سعد 1/387 عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن سليمان بن بلال، به. إلا أن في المطبوع منه: عن أبي حُميد أو أبي أُسيد على الشك.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/149- 150، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح.
وقد سلف نحوه من حديث أبي هريرة (8801) ، وسيكرر 5/425 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "إذا سمعتم الحديث عني"، أي: مروياً عني، وهذا إنما يكون إذا سمع من غيره لا منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولذلك عُدِّي بعن لا بمن، إذِ السماع منه لا يتصور فيه ذلك.
قوله: "تعرفه قلوبكم"، أي: يقبله القلب، ولا يلحق به الوحشة للنفس، وهذا إما بالعرض على أصول الدين المعلومة، فإذا لم يكن مخالفاً يقبله القلب، أو بمعرفة رجال الإسناد، فإنهم إذا كانوا ثقاتٍ أثباتاً يتسارع القلب إلى القبول، ويحتمل أن يكون هذا الحديث من قبيل "استفتِ قلبك، البِرُّ ما=(25/456)
16059 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ بَدْرِيًّا، وَكَانَ مَوْلَاهُمْ، قَالَ: قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ بَعْدَ مَوْتِهِمَا أَبَرُّهُمَا بِهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ خِصَالٌ أَرْبَعَةٌ: الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا، فَهُوَ الَّذِي بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ بِرِّهِمَا بَعْدَ مَوْتِهِمَا " (1)
__________
= اطمأنت إليه النفس، وأطمأنَّ إليه القلبُ، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك" حديث حسن، رواه أحمد [4/228] والدارمي [2/246] وغيرهما كما في الأربعين للنووي، رحمه الله تعالى. وهذا محمول على الأمر المشتبه، وإلا فما ثبت الأمرُ به في الشرع بلا معارض فهو برّ، وما ثبت النهي عنه كذلك فهو إثم، والمراد أن قلب المؤمن ينظر بنور الله إذا كان قوي الإيمان ... وهذا يقتضي أنه ينبغي الرجوعُ إلى الأصول المعلومة الثابتة من الدين فيما اشتبه من الحديث، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال علي بن عبيد، فقد انفرد بالرواية عنه ابنه أُسيد بن علي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، وبقية رجاله ثقات. يونس بن محمد: هو ابن مسلم البغدادي المؤدب، وعبد الرحمن بن
الغسيل: هو عبد الرحمن بن سليمان.
وأخرجه الخطيب في "الموضح" 1/76 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =(25/457)
16060 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، أَوْ (1) حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَالْقَوْمُ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ لَنَا: " إِذَا كَثَبُوكُمْ (2) - يَعْنِي غَشُوكُمْ - فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ - وَأُرَاهُ قَالَ -: وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ " (3)
__________
= وأخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (88) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (35) ، وأبو داود (5142) ، وابن ماجه (3664) ، وابن حبان (418) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (592) ، والحاكم 4/154، والبيهقي في "السنن" 4/28، وفي "الآداب" (4) ، والخطيب في "الموضح" 1/76-77 من طرق عن عبد الرحمن بن الغسيل، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!
وأخرجه بنحوه الخطيب في "الموضح" 1/78 من طريق موسى بن يعقوب، عن أسيد بن علي.
واختلف عنه فيه فأخرجه الخطيب كذلك 1/77 من طريق القاسم بن أبي الزناد، عن موسى ابن يعقوب، عن أسيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن أبي أسيد، به، فزاد في الإسناد: عن جده.
قال السندي: قوله: "والصلاة عليهما": يحتمل أن المراد صلاة الجنازة أو الدعاء بالرحمة، وعلى التقديرين، فالاستغفار لهما كالتفسير للصلاة، فلذا عَدَّ جميعاً واحدة.
(1) في "أطراف المسند" 6/8: عن، وهو تحريف.
(2) في (م) ، وهامش (س) : أكثبوكم. قلنا: وهي الموافقة لرواية البخاري.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، والشك في هذا الإسناد لا يؤثر لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة. عباس بن سهل: هو ابن سعد السَّاعدي.
وأخرجه البخاري (3984) و (3985) ، وأبو داود (2663) ، والبيهقي في=(25/458)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "السنن" 9/155، وفي "الدلائل" 3/70 من طريق محمد بن عبد الله بن الزبير: وهو أبو أحمد الزبيري، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، بهذا الإسناد. وقرن البخاري والبيهقي بحمزة الزبير بن المنذر بن أبي أُسيد، وورد في إحدى روايتي البخاري: المنذر بن أبي أسيد. قال الحافظ في "الفتح" 7/306: قيل هو عمه، وقيل: هو هو لكن نسب إلى جده، والأول أصوب، كذا في هذه الرواية، ووقع في التي بعدها المنذر بن أبي أسيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/381، والبخاري (2900) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (581) ، والحاكم 3/21، والبيهقي في "السنن" 9/155، والبغوي في "شرح السنة" (2704) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، به. دون قوله: "واستبقوا نبلكم".
وأخرجه الطبراني 19/ (582) من طريق يحيى الحماني، والحاكم 2/96 - ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 3/70- من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، كلاهما عن عبد الرحمن بن الغسيل، به.
ووقع في مطبوع الحاكم: عن العباس بن سهل بن سعد عن أبيه، بزيادة عن أبيه في الإسناد، وهو خطأ، وقد زادها محقق الطبراني، وليست في أصله، فوهم كذلك.
وأخرج عبد الرزاق في "المصنف" (9295) عن إبراهيم، وأبو داود (2664) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/155- من طريق إسحاق بن نجيح- وليس بالملطي- كلاهما عن مالك بن حمزة، عن أبيه حمزة، به، بلفظ "إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل، ولا تَسُلُّوا السيوف حتى يغشوكم". وإسناده
ضعيف، إسحاق بن نجيح مجهول، وإبراهيم غير منسوب، فلم نعرفه.
قال السندي: قوله: "كثبوكم": أي قاربوكم بحيث يمكن وصول السهم إليهم، إذ المطلوب قتلهم بالسهام، لا ضياع السهام.(25/459)
16061 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ (1) بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابٌ لَهُ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ: الشَّوْطُ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ مِنْهُمَا، فَجَلَسْنَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْلِسُوا "، وَدَخَلَ هُوَ وَقَدْ أُتِيَ (2) بِالْجَوْنِيَّةِ فَعَزَلت (3) فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ (4) بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ، وَمَعَهَا دَايَةٌ لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَبِي لِي نَفْسَكِ " قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ؟ قَالَتْ: إِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، قَالَ: " لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ "، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: " يَا أَبَا أُسَيْدٍ، اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا " قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ أَبِي أَحْمَدَ: امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْجَوْنِ يُقَالُ لَهَا: أَمِينَةُ (5)
__________
(1) في (م) : عن أبي حمزة، بزيادة أبي، وهو خطأ.
(2) في النسخ الخطية: أوتي. قال السندي: الظاهر بلا واوِ كما في البخاري.
(3) لفظ "فعزلت" ساقط من (م) .
(4) في (ظ 12) و (ق) و (م) و (س) : أمية، وفي (ص) أميمة، وهو الصواب، وقد جاء في هامش (س) : كذا في بعض النسخ، وفي بعضها أميمة، وهو الصواب.
وقال السندي: والمشهور إضافة بيت إلى أميمة، لكن ردَّه كثير بأن الجونية هي أميمة، فالصواب تنوين بيت، وجعل أميمة بدلاً من الجونية.
(5) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.
وأخرجه البخاري (5257) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (642) ،=(25/460)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطبراني في "الكبير" 19/ (583) من طرق عن عبد الرحمن بن الغسيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5255) ، وابن الجارود (758) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (641) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (583) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، به.
وأخرجه ابن سعد بغير هذه السياقة 8/145-146، عن هشام بن محمد، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، به.
قلنا: وهشام بن محمد: هو الكلبي، متروك الحديث.
وعلقه البخاري مختصراً بصيغة الجزم (5256) عن الحسين بن الوليد النيسابوري، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن عباس بن سهل، عن أبيه وأبي أسيد، به.
قال الحافظ في "الفتح" 9/360: وكأن حمزة حُذِفَ من رواية الحسين بن الوليد، فصار الحديث من رواية عباس بن سهل، عن أبي أُسيد، وليس كذلك، والتحرير ما وقع في الرواية الثالثة. قلنا: يعني الرواية التي سلفت برقم (5257) في التخريج، وهي الموافقة لروايتنا في المسند.
وأخرجه بغير هذه السياقة ابن سعد 8/144 و146، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (643) من طريق موسى بن عبيدة، وهو الرَّبَذي، عن عمر بن الحكم، عن أبي أُسيد الساعدي، به. قلنا: موسى بن عبيدة ضعيف جداً.
وسيكرر في مسند سهل بن سعد الساعدي 5/339 سنداً ومتناً.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (5254) ، وابن ماجه (2037) ، وعند ابن ماجه أن اسمها عمرة بنت الجون، وأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أسامة أو أنساً، فمتعها بثلاثة أثواب رازقية. قلنا: في إسناده عبيد بن القاسم، وهو متروك الحديث.
قال السندي: قوله: داية، لفظ معرب، يقال للمرضعة والقابلة.
قوله: "هبي": أمر من الهبة، قال ذلك تطييباً لقلبها، وإلا فالظاهر أنها=(25/461)
16062 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا، يَقُولُ: أَتَى أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، فَدَعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُرْسِهِ، فَكَانَتْ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَهِيَ الْعَرُوسُ، قَالَ: تَدْرُونَ مَا سَقَتْ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " أَنْقَعَتْ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلَةِ (2) فِي تَوْرٍ (3) "
__________
= جاءت منكوحة.
قولها: "للسوقة"، أي: لواحد من الرعية، جهلت قدره صلوات الله وسلامه عليه، وقد جاء أنها حين رجعت قالوا لها: إنك لغير مباركة. فقالت: خدعت.
قوله: "بمعاذ"، بفتح الميم، والتنكير للتعظيم، أي: بمن يستحق أن يستعاذ به.
قوله: "رازقيتين"، براء، ثم زاي مكسورة، والرازقية ثياب من كتّان أبيض طوال، قيل: متعها بذلك.
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : سقيت.
(2) في (ظ 12) و (ص) : من الليل.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب بن عبد الرحمن: هو القاري المدني الإسكندراني، أبو حازم: هو سلمة بن دينار، راوية سهل بن سَعْد السَّاعدي.
وأخرجه البخاري (5591) ، ومسلم (2006) (86) ، والنسائي في "الكبرى" (6623) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5183) و (5597) ، وفي "الأدب المفرد" (746) عن يحيى بن بُكَير، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (5176) و (6685) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والبخاري (5182) ، ومسلم (2006) (87) من طريق أبي غسان محمد ابن مُطَرِّف، وابن حيويه في "من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة" =(25/462)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ
* 16063 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ مُوسَى بْنَ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ [عَبْدَ اللهِ بْنَ] (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُبَابِ الْأَنْصَارِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُنَيْسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُمْ تَذَاكَرُوا هُوَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا الصَّدَقَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ذَكَرَ غُلُولَ الصَّدَقَةِ إِنَّهُ " مَنْ غَلَّ فيْهَا بَعِيرًا، أَوْ شَاةً أُتِيَ بِهِ يَحْمِلُهُ
__________
= ص 14-15. من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ثلاثتهم عن أبي حازم، به.
قال السندي: قوله: "فكانت امرأته": التي لها الوليمة.
قوله: "خادمهم"، أي: خادم أهل الوليمة فيها.
قوله: "أنقعت"، أي: جعلتها نبيذاً.
قلنا: قوله في تور: التور: إناء من حجارة أو من نحاس أو من خشب، قاله الحافظ في"الفتح"10/56، وقد بين في الرواية (5182) عند البخاري أنه كان من حجارة.
وقال الحافظ كذلك 9/251: "وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه، ولا يخفى أن محل ذلك عند أمن الفتنة، ومراعاة ما يجب عليها من الستر".
(1) ما بين حاصرتين ساقط من النسخ الخطية و (م) ، وقد أثبت من "أطراف المسند" 2/682، وانظر ترجمته في "التهذيب" وفروعه.(25/463)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ: بَلَى (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري، لم يذكروا في الرواة عنه غير موسى بن جبير وهو الأنصاري المدني، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب" مقبول، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن جبير، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له أبو داود وابن ماجه. هارون بن معروف: هو المروزي، وابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو المصري.
وأخرجه ابن ماجه (1810) ، والطبري في "التفسير" (8162) من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9503) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "غلول الصدقة"، بضم الغين: الخيانة فيها.(25/464)
حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ (1)
16064 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ، لَا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلَا مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ " (2)
__________
(1) قال السندي: عمرو بن الأحوص، جشمي، شهد اليرموك في زمن عمر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة حال سليمان بن عمرو ابن الأحوص، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أبي سعيد مولى بني هاشم- وهو عبد الرحمن بن
عبد الله بن عبيد البصري- فمن رجال البخاري، وهو ثقة، وصحابيُّ الحديث لم يروِ له إلا أصحاب السنن. زائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (1163) و (3087) ، والنسائي في "الكبرى" (9169) ، وابن ماجه (1851) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (59) من طرق عن زائدة، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وانظر الرواية (15507) .
وقوله: "لا يجني جانٍ إلا على نفسه" له شاهد من حديث أبي رمثة، سلف برقم (7105) ، وإسناده حسن.
وآخر من حديث رجل من بني يربوع، سيرد 5/377 بإسنادٍ صحيح على =(25/465)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= شرط الشيخين.
وثالث من حديث أسامة بن شريك عند ابن ماجه (2672) أخرجه عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، عن عمرو بن عاصم، عن أبي العوام القطان، عن محمد بن جحادة، عن زياد بن علاقة، عنه، به، مرفوعاً. وأبو العوام القطان- وهو عمران بن داور- قال أحمد: أرجو أن يكون صالح
الحديث، وقال البخاري: صدوق يهم، وضعفه أبو داود والنسائي والعقيلي وابن معين في رواية الدوري وابن محرز، وقال في رواية عبد الله بن أحمد، عنه: صالح الحديث. وباقي رجاله ثقات، غير عمرو بن عاصم فصدوق حسن الحديث.
وقوله: "لا يجني والد عن ولده ولا مولود عن والده": له شاهد من حديث أبي رمثة، سلف برقم (7107) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم، ولفظه: "أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه".
وآخر من حديث الخشخاش العنبري، سيرد 4/344-345 و5/81.
وثالث من حديث طارق بن عبد الله المحاربي، عند النسائي 8/55، وابن ماجه (2670) ،وصححه ابن حبان (6562) بلفظ: "ألا لا تجني أمٌ على ولد، ألا لا تجني أمٌ على ولد".
ورابع عند النسائي 7/127 من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق مرسلاً. وهو الصواب كما ذكر النسائي، يعني من غير ذكر ابن عمر، ولفظه: "لا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه ولا بجريرة أخيه".
قال السندي: قوله: "لا يجني جانٍ إلا على نفسه"، أي: لا يتعدى إثمُ جنايةِ أحدٍ إلى غيره، وإن كانت الدية يتحملُها العاقلة في الخطأ.(25/466)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ (1)
16065 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ (2) مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ (3) ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعَ خُرَيْمَ بْنَ فَاتِكٍ الْأَسَدِيَّ، يَقُولُ: " أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ، كَيْفَ يَشَاءُ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمًّا أَوْ غَيْظًا أَوْ حُزْنًا " (4)
__________
(1) قال السندي: خريم بن فاتك، أبو يحيى، ويقال: أبو أيمن، أسدي.
وفاتك من أجداده.
صحابي شهد الحديبية، واختلف في شهوده بدراً. نزل الكوفة، ومات زمن معاوية.
(2) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : عن، وهو تحريف.
(3) تحرف في النسخ الخطية و (م) إلى: خالد، والتصويب من "أطراف المسند" 2/305، وكتب التراجم.
(4) أثر ضعيف، أيوب بن ميسرة بن حلبس، ذكر الحافظ في "التعجيل" أنه لم يرو عنه غير اثنين، وقال في "لسان الميزان": رأيت له ما ينكر، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات، محمد بن أيوب بن ميسرة من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال
أبو حاتم: صالح لا بأس به، ليس بمشهور، وقال الذهبي في "الميزان": ما فيه مغمز. وذكر الحافظ أن مراد أبي حاتم من قوله: ليس بمشهور، أنه لم يشتهر في العلم اشتهار غيره من أقرانه مثل سعيد بن عبد العزيز وأنظاره لا أنه مجهول، كما فهم أبو العباس النباتي، فأورده في ذيل "الكامل في الضعفاء"! =(25/467)
16066 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَيَّافٌ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنِ ابْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ بَكِيلٍ، عَنِ أَبِيهِ شَرَاحِيلَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّ لِي أَرْحَامًا بِمِصْرَ يَتَّخِذُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَعْنَابِ، قَالَ: وَفَعَلَ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " لَا تَكُونُوا بِمَنْزِلَةِ الْيَهُودِ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا، وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا " قَالَ: قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَخَذَ عُنْقُودًا فَعَصَرَهُ، فَشَرِبَهُ؟ قَالَ: " لَا بَأْسَ " فَلَمَّا سَرَتْ (1) قَالَ: " مَا حَلَّ شُرْبُهُ حَلَّ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"، (4163) من طريق الوليد بن مسلم، عن محمد بن أيوب بن ميسرة، عن أبيه، عن خريم، مرفوعاً. وفي إسناده الوليد ابن مسلم، وهو ممن يدلس تدليس التسوية، وهو شر أنواع التدليس، وقد رواه بالعنعنة، فلا يصح رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (4535) وقال: رواه الطبراني هكذا مرفوعاً، وأحمد موقوفاً، ولعله الصواب، ورواتهما ثقات، والله أعلم.
وذكره أيضاً الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/60، وقال: رواه الطبراني وأحمد موقوفاً على خريم، ورجالهما ثقات.
قال السندي: قوله: "سوط الله" مدحٌ لأهل الشام.
"وحرامٌ"، أي: ممتنع وقوعاً، لا حرامٌ شرعاً، وإلا فالحرمة الشرعية عامة غير مقصودة هاهنا، وعلى هذا فهو كقوله تعالى: (وحرامٌ على قريةٍ) [الأنبياء: 95] .
"أن يظهروا": أن يغلبوا، أي: لا يقع للمنافقين غلبة في الشام على المؤمنين، كما يمكن أن تقع في البلاد الأُخر.
(1) في (ظ 12) و (ص) : ثرت، وفي (ق) : شربت، وفي (م) : نزلت.
وفي (س) : شرت. وقال السندي: لعله بالمهملة من السَّيْر. قلنا: وهو الأشبه.(25/468)
بَيْعُهُ " (1)
16067 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ (2) بْنُ مَيْمُونٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، رَفَعَهُ قَالَ: " أَيُّمَا شَجَرَةٍ أَظَلَّتْ عَلَى قَوْمٍ فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ، مِنْ قَطْعِ مَا أَظَلَّ (3) أَوْ أَكْلِ ثَمَرِهَا " (4)
__________
(1) أثر حسن، طياف الإسكندراني وشيخه مجهولان فيما ذكر الحافظ في "التعجيل" 1/638 إلا أنهما قد توبعا، وشراحيل بن بكيل- بموحدة، ثم كاف وزن عظيم-، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". هيثم بن خارجة: هو الخراساني.
وأخرجه البخاري مختصراً في "التاريخ الكبير" 4/255، عن عبيد الله بن سعيد: وهو اليشكري، عن بشر بن السَّرِي، عن الليث بن سَعْد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن شراحيل بن بكيل، أنه سأل ابن عمر عن بيع العصير، فقال: ما حل شربه حَلَّ ثمنه. وهذا إسناد حسن.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/66، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن بكيل وطياف، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6997) .
قال السندي: قوله: "أرحاماً"، أي: قرابة.
قوله: "من هذه الأعناب"، أي: خمراً.
(2) في (ق) و (م) : عبد الله، وهو تحريف.
(3) في الأصول: ظل، والمثبت من (م) وابن عساكر.
(4) إسناده ضعيف لإرساله، مكحول- وهو الشامي- تابعي، لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد ربه بن ميمون الأشعري، فقد قال الحسيني في "الإكمال": مجهول، وتعقبه الحافظ في "التعجيل"، فقال: هذه مجازفة صعبة، وذكر أنه ولي قضاء دمشق، وقد روى عنه جمع، =(25/469)
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16068 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا فِي السُّوقِ يَوْمَ الْعِيدِ يَنْظُرُ، وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ " (1)
__________
= وذكره ابن حبان في "الثقات". هيثم: هو ابن خارجة الخراساني، والعلاء بن الحارث: هو ابن عبد الوارث الحضرمي.
وقد أورده السيوطي في "الجامع الكبير" 1/368 ونسبه إلى ابن عساكر.
قال السندي: قوله: "أظلت على قوم"، أي: خرج ظلها من دار صاحبها إلى دار آخرين.
قوله: "فصاحبه"، أي: صاحب الظل، أي: من وقع الظل في داره.
قوله: "من قطع ما أظل"، أي: القدر الذي صار ظلاً في داره.
(1) إسناده ضعيف لضعف المنكدر بن محمد. قال ابن عيينة: لم يكن بالحافظ، وقال ابن معين: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: كان كثير الخطأ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه، وضعفه أبو داود والنسائي والجوزجاني، وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله، فقطعته العبادة عن مراعاة الحفظ، فكان يأتي
بالشيء توهماً، فبطل الاحتجاج بأخباره، وانفرد أحمد بتوثيقه، وقال فيه مرة يحيى بن معين: ليس به بأس. قلنا: وقد انفرد بهذا الحديث وهو ممن لا يحتمل تفرده، واختلف عليه فيه كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات.
إبراهيم بن إسحاق: هو ابن عيسى الطالقاني.
وأخرجه أبو يعلى (935) من طريق إبراهيم بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (494) من طريق عبد الله بن موسى التيمى، عن المنكدر بن محمد، به، ولفظه: "رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا انصرف من=(25/470)
16069 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيَزِيدُ، قَالَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالَدٍ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: " ذَكَرَ طَبِيبٌ الدَّوَاءَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ الضُّفْدَعَ تَكُونُ فِي الدَّوَاءِ، فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهَا " (2)
* 16070 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَهَارُونُ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُقَطَةِ الْحَاجِّ " وَقَالَ هَارُونُ فِي حَدِيثِهِ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ (3)
__________
= العيدين أتى وسط المُصَلَّى، فقام، فنظر إلى الناس كيف ينصرفون، وكيف سمتهم، ثم يقف ساعة، ثم ينصرف".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/206، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال الطبراني موثقون، وإن كان فيهم المنكدر بن محمد بن المنكدر، فقد وثقه أحمد وأبو داود، وابن معين في رواية، وضعفه غيرهم. قلنا: لم نقع على توثيق أبي داود له، بل ثبت عنه
خلاف ذلك في سؤالات الآجري. وحديثه عند الطبراني في "الكبير" في القسم المخروم منه.
(1) في النسخ الخطية و (م) : جبير، وهو تحريف، والمثبت من "أطراف المسند" 4/267، وانظر ما سلف برقم (15757) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (15757) . هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج: وهو ابن النعمان=(25/471)
حَدِيثُ عِلْبَاءَ
16071 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِلْبَاءَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى حُثَالَةِ النَّاسِ " (1)
__________
= الجوهري، فمن رجال البخاري وحده، وهو ثقة. وعبد الله بن أحمد، وهو من رجال النسائي، وهو ثقة كذلك، وقد توبعا. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو المصري، وبكير ابن الأشج: هو بكير بن عبد الله بن الأشج.
وأخرجه مسلم (1724) ، وأبو داود (1719) ، والنسائي في "الكبرى" (5805) ، وابن حبان (4896) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/473 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (676) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4703) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/140 من طريق أسامة بن زيد، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، به.
قلنا: وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (7242) : "ولا تحل لقطتها إلاّ لمنشد": يعني: مُعَرِّف.
قال السندي: وقد جاء استثناء من يُعَرِّف، فقيل: يعرف دائماً، وقيل: سنة كما في سائر البلاد. وإنما خُصَّ بالنهي لزيادة التأكيد كما خص في الإحرام النهي عن الفسوق، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير علي بن ثابت: وهو الجزري، فقد روى له أبو داود والترمذي، وصحابيه ليس له رواية في الكتب الستة.(25/472)
حَدِيثُ هَوْذَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جِدِّهِ (1)
16072 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ هَوْذَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/77، والطبراني في "الكبير" 18/ (156) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/1680، والحاكم 4/495- 496 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (156) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1956 من طريق علي بن ثابت، به. وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن عبد الحميد غير علي بن ثابت.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3735) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السنديمما: قوله: "حثالة الناس": الحثالة من كل شيء رديئه.
(1) قال الحافظ في "التعجيل" 2/333: سياق الحديث عند أحمد ليس فيه ما يقتضي أن يكون لهوذة، بل ظاهره أنه لولده معبد بن هوذة. وقد جزم أكثر من صنف في الصحابة بأن صحابي هذا الحديث هو معبد بن هوذة لا هوذة، لكن وقع عند ابن شاهين: عبد الرحمن بن معبد بن هوذة، عن أبيه،
عن جده، فسقط من النسب عنده النعمان، فجرى على ظاهره، فترجم لهوذة، وكذا وقع عند ابن منده: عبد الرحمن بن النعمان بن هوذة، فسقط معبد، فجرى على ظاهره أيضاً، فترجم لهوذة، والذي يتحرر أن الصحبة لمعبد بن هوذة، وهو راوي الحديث.(25/473)
عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْإِثْمِدِ الْمُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (15906) إلا أن شيخ أحمد هنا هو علي ابن ثابت الجزري.
وأخرجه أبو داود (2377) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (802) ، من طريق علي بن ثابت، بهذا الإسناد، وزادا: "ليتقه الصائم"، قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر.
وقد سلف نحوه برقم (15906) .
وله شاهد من حديث جابر عند ابن أبي شيبة 8/598، وابن ماجه (3496) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1085) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، والترمذي في "الشمائل" (50) من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً بلفظ: "عليكم بالإثمد عند
النوم فإنه يشد البصر، وينبت الشعر". وإسناده ضعيف، إسماعيل بن مسلم ضعيف، ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن.(25/474)
حَدِيثُ بَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ (1)
16073 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَاهُ أَبِي عَنْهُ وَهُوَ حَيٌّ - قَالَ: حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْغَسَّانِيُّ، مِنْ أَهْلِ الرَّمْلَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ (2) الْكِنَانِيِّ، وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الرَّمْلَةِ، أَنَّهُ شَهِدَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ الْجُهَنِيِّ يَوْمَ قُتِلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَا الْيَمَانِ، إِنِّي قَدِ احْتَجْتُ الْيَوْمَ إِلَى كَلَامِكَ، فَقُمْ فَتَكَلَّمْ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَامَ بِخُطْبَةٍ لَا يَلْتَمِسُ بِهَا إِلَّا رِيَاءً وَسُمْعَةً، أَوْقَفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَوْقِفَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ " (3)
__________
(1) قال السندي: بشير بن عقربة، بفتَح أوله وكسر المعجمة، جهني، كنيته أبو اليمان، له ولأبيه صحبة، وقد جزم كثير بأن اسمه بشر. قلنا: ترجم له البخاري فيمن اسمه بشر، ونقل ابن السكن عنه أنه قال: بشر أصح. وقال الحافظ في "الإصابة": سماه محمد بن المبارك عن حجر بن الحارث بشراً، وقال سعيد بن منصور: بشير بن عقربة.
(2) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : عون، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 12) ، و"أطراف المسند" 1/637، وترجمته في "تعجيل المنفعة".
(3) إسناده حسن، حجر بن الحارث، وعبد الله بن عوف الكناني من رجال "تعجيل المنفعة"، روى عنهما جمع، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". وترجم لهما البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً. =(25/475)
حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ (1)
16074 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، قُتِلَ أَحَدُهُمَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= وأخرجه ابن سعد 7/429، والبخاري في "التاريخ الصغير" 1/159، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/330، والطبراني في "الكبير" (1227) من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2582) ، والطبراني في "الكبير" (1228) من طريق شريح بن عبيد، عن بشير بن عقربة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/191، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وأحمد، ورجاله موثقون.
قال السندي: قوله: "موقف رياء وسمعة"، أي: موقفاً يجزيه فيه جزاء الرياء والسمعة، أو يظهر فيه رياءه وسمعته، أو موقفاً يظهر له فيه أنه كرامة ويكون فيه فضيحة يسمع بها الخلق، والله تعالى أعلم.
قلنا: وعمرو بن سعيد بن العاص هو المعررف بالأشدق. قتل سنة (69) وقيل (70) هـ له ترجمة في "تهذيب الكمال" وفروعه. قال الذهبي في "السير" 3/449: استخلفه عبد الملك بن مروان على دمشق لما سار ليملك العراق، فتوثب عمرو على دمشق، وبايعوه، فلما توطدت العراق لعبد الملك،
وقُتِلَ مصعب، رجع، وحاصر عمراً بدمشق، وأعطاه أماناً مؤكداً، فاغترَّ به عمرو، ثم بعد أيام غدر به وقتله. وانظر "الكامل" لابن الأثير 4/297-303.
(1) قال السندي: عبيد بن خالد، سلمي، يكنى أبا عبد الله، له صحبة، وشهد صفين مع علي، وبقي إلى أيام الحجاج.(25/476)
ثُمَّ مَاتَ الْآخَرُ فَصَلَّوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قُلْتُمْ؟ " قَالَ: قُلْنَا: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، اللهُمَّ أَلْحِقْهُ بِصَاحِبِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَيْنَ صَلَاتُهُ بَعْدَ صَلَاتِهِ؟ وَأَيْنَ صِيَامُهُ أَوْ عَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ؟ مَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، عبد الله بن رُبيِّعة، قيل: له صحبة، ونفاها أبو حاتم، وذكره ابن حبان في "ثقات التابعين"، ووثقه ابنُ سعد في "الطبقات" 6/196، وذكره في التابعين، وقد روى عنه جمع، روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير
أن صحابي الحديث، إنما روى له أبو داود والنسائي. أبو النضر: هو هاشم ابن القاسم، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي، وعمرو بن مرة: هو ابن عبد الله الجملي، المرادي، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.
وأخرجه الطيالسي (1191) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/371، وأخرجه أبو داود (2524) عن محمد بن كثير، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1395) من طريق أبي أسامة، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1341) ، ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 4/74 عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن ربيعة السلمي- وكان من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عن عبيد بن خالد، به، مرفوعاً. ونقل الحافظ في "الإصابة" عن البخاري قوله: لم يتابع شعبة على ذلك. قلنا: يعني على ذكر الصحبة لعبد الله بن ربيعة. وسقط عبيد بن
خالد السلمي في مطبوع "الزهد".
وسيأتي برقم 4/219.
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم 4/219.
وفي الباب: عن طلحة، سلف برقم (1403) .
وعن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1534) .
قال السندي: قوله: "قُتل" على بناء المفعول. =(25/477)
حَدِيثُ رَجُلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16075 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ - وَهُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ - أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا عَاصِبًا رَأْسَهُ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " أَمَّا بَعْدُ، يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ، وَأَصْبَحَتِ الْأَنْصَارُ لَا تَزِيدُ عَلَى هَيْئَتِهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا الْيَوْمَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَأَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ " (1)
__________
= "فأين"، أي: إذا كان دون صاحبه، ويكون المطلوب لحوقه به، فقد بطل صلاتُه وغيرها، بل هو فوق صاحبه بما فعل من الأعمال بعده، وبه ظهر فضيلة العمر إذا كان مع التوفيق.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم ابن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الحمصي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/39، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيأتي برقم 5/224.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (3799) ، ومسلم (2510) (176) ، وقد سلف (12650) .
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (3013) .
وعن عائشة عند الدارمي 1/38، والبزار (2799) (زوائد) ، والدارمي 1/38. =(25/478)
حَدِيثُ خَادِمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16076 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ خَادِمٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَقُولُ لِلْخَادِمِ: " أَلَكَ حَاجَةٌ؟ " قَالَ: حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَاجَتِي قَالَ: " وَمَا حَاجَتُكَ؟ " قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: " وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا؟ " قَالَ: رَبِّي قَالَ: " إِمَّا لَا، فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: عاصباً، أي: شاد العصابة برأسه.
قوله: "تزيدون"، أي: مالاً وإقبالاً وأعواناً، وهذا إشارة إلى أن الملك فيهم، وبحتمل أن المراد أن الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام باقية، فيمكن الزيادة في المهاجرين بخلاف النصرة فقد انقطعت بوفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا يمكن الزيادة في الأنصار، وإلى الأول يشير قوله: "على هيئتها" كما لا يخفى.
قوله: "عيبتي"، بفتح، فسكون.
قوله: "آويت، بالمد أو القصر، والثاني أظهر، أي: موضع الأسرار الذي جئت إليه ورجعت.
(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زياد بن أبي زياد - واسمه ميسرة، وهو مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وخالد الواسطي: هو ابن عبد الله، وعمرو بن يحيى الأنصاري: هو ابن عمارة المازني. =(25/479)
حَدِيثُ وَحْشِيٍّ الْحَبَشِيِّ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16077 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ، قَالَ لِي عُبَيْدُ اللهِ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ،
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/249، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وقد سلف نحوه من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي برقم (16578) و (16579) فانظره.
قال السندي: قوله: "مما يقول"، أي: ممن يسأل عن حاجة الخادم.
"إمّا لا" بكسر الهمزة وتشديد الميم، بإدغام نون "إن" الشرطية في ميم "ما" الزائدة، والتقدير، أي: لا تترك هذه الحاجة، وفيه تعظيم لهذه الحاجة، وأنها تحتاج إلى معين، فكن أنت معيناً لي على قضائها بكثرة السجود.
(1) قال السندي: وحشي بن حرب الحبشي، مولى بني نوفل، قيل: قتل حمزة يوم أحد، ثم شارك في قتل مسيلمة.
يكنى أبا سلمة، وقيل: أبو حرب.
شهد وحشي اليرموك، ثم سكن حمص، ومات بها، وقد عاش إلى خلافة عثمان.
(2) في (س) و (م) : أسامة، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق) ، وهو الصواب.(25/480)
وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ، قَالَ: فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ، قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ (1) فَرَدَّ عَلَيْنَا (2) السَّلَامَ، قَالَ: وَعُبَيْدُ اللهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَا وَاللهِ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ قِتَالٍ ابْنَةُ أَبِي الْعِيصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَاسْتَرْضَعَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ، فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ، قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللهِ وَجْهَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ، قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ ابْنَ عَدِيٍّ (3) بِبَدْرٍ، فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ يَوْمَ عِينِينَ - قَالَ: وَعِينِينُ جُبَيْلٌ تَحْتَ أُحُدٍ، وَبَيْنَهُ وَادٍ - خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ، فَلَمَّا أَنْ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ قَالَ: خَرَجَ سِبَاعٌ: مَنْ مُبَارِزٌ (4) ؟ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ يَا سِبَاعُ يا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ: يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ (5) ،
__________
(1) لفظ "عليه" ساقط من (م) .
(2) لفظ "علينا" ليس في (ظ 12) و (ص) .
(3) جاء في هامش (ظ 12) و (ص) : ابن الخيار.
(4) قال السندي: أي: هل من مبارز كما في البخاري، أو هي موصولة، وهو على التقديرين حال، أي: قائلاً ذلك.
(5) في (م) : فقال سباع بن أم أنمار يا ابن مقطعة البظور، وفيه سقط.(25/481)
أَتُحَادُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ، وَأَكْمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ، حَتَّى إِذَا مَرَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ، حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ الْعَهْدُ بِهِ، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ، قَالَ: فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَامُ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلِ (1) ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: " آنْتَ وَحْشِيٌّ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِذْ قَالَ: " مَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ عَنِّي وَجْهَكَ " قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ، قَالَ: قُلْتُ: لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ (2) مَا كَانَ، قَالَ: فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرٌ رَأْسُهُ، قَالَ: فَأَرْمِيهِ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَدبَّ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : للرسل، والمثبت من هامش (س) ، وهو الموافق لرواية البخاري.
(2) في البخاري: فكان من أمره.(25/482)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ: فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ [يَقُولُ] : " فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ: وَاأَمِيرُ (1) الْمُؤْمِنِينَ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ " (2)
__________
(1) في (م) : أمير.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري. عبد الله بن الفضل: هو الهاشمي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/97- 98 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4072) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/241 من طريق حُجين بن المثنى، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2949) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (483) ، والطبراني في "الكبير" (2950) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و (2947) ، وفي "الأوسط" (1821) من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن عبد الله بن الفضل، به. وقد سقط من مطبوع ابن أبي عاصم اسم عبد الله بن الفضل من الإسناد، وفيه سليمان بن جعفر، وهو تحريف، صوابه سليمان عن جعفر.
وتحرف كذلك في مطبوع الطبراني جعفر إلى حفص!
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1314) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (484) ، والبيهقي في "السنن" 9/97 عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ... فذكر الحديث.
قال الحافظ في "الفتح" 7/368: المحفوظ عن جعفر بن عمرو قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي ...
قال السندي: قوله: هل لك في وحشي، أي: رغبة في زيارته. =(25/483)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوله: "حميت"، بفتح حاء مهملة وكسر ميم: زق كبير للسمن، أي: مثله، وكان سميناً.
قوله: "معتجر"، بكسر الجيم، أي: لف العمامة على رأسه من غير أن يديرها تحت حنكه، كذا ذكره العسقلاني، وقال غيره: الاعتجار بها أن يلفها على رأسه، ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئاً تحت ذقنه، وقال: وكأنه غطى وجهه بعد الاعتجار، وبه ظهر قوله: ما يرى وحشي.. إلخ.
قوله: "فاسترضع"، أي: طلب له من يرضعه.
قوله: "قدميك"، أي: كأنهما مثل قدمي ذلك الغلام. قال الحافظ في "الفتح" 7/369: وبين الرؤيتين قريب من خمسين سنة، فدل ذلك على ذكاء مفرط، ومعرفة تامة بالقيافة.
قوله: "يوم عينين"، تثنية عين: اسم جبل عند أحد، والمراد عام وقعة أحد.
قوله: "مقطعة البظور": جمع بظر، وهي اللحمة تقطح من فرج المرأة عند ختانها، تعيير بأن أمه كان أمَةَ ختَّانة للنساء.
قوله: "أتحادّ الله ورسوله"، أي: تعارضه وتعاديه.
قوله: "كأمس الذاهب"، أي: قتله، فلحق الماضي.
قوله: "وأُكمنت"، على بناء المفعول، أي: أُمرت بأن أختفي له، وفي البخاري: كمنت، بلا همزة، وهو كنصر أو سمع: اختفيت.
قوله: "رميته"، أي: بحربتي كما في الرواية.
قوله: "في ثنته"، بضم المثلثة، وتشديد النون، أي: في عانته.
قوله: "ذلك العهد به": كناية عن الموت.
قوله: "فشا"، أي: ظهر.
قوله: "فأرسل"، على بناء المفعول، أي: من الطائف. وفي البخاري: فأرسلوا، أي: أهل الطائف.
قوله: "لا يهيج"، بفتح حرف المضارع، أي: لا يزعجهم ولا ينالهم بمكروه. =(25/484)
16078 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا نَأْكُلُ وَمَا (1) نَشْبَعُ، قَالَ: " فَلَعَلَّكُمْ (2) تَأْكُلُونَ مُفْتَرِقِينَ (3) ، اجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا
__________
= قوله: "إذ قال"، أي: قال ما سبق حين قال هذا القول، فإذ ظرف للقول السابق.
قوله: "أن تغيب" بتشديد الياء.
قوله: "فأكافىء"، أي: أفعل من الحسنة ما يساوي قتل حمزة من السيئة.
قوله: "من أمرهم"، أي: أمر الناس من المحاربة العظيمة.
قوله: "ثلمة"، أي: خلل الجدار المكسور.
قوله: "جمل": في عظم الجثة.
قوله: "أورق": لونه كالرماد. وقال الحافظ: وكان ذلك من غبار الحرب.
قوله: "ثائر": منتشر شعر رأسه.
قوله: "ودب": أسرع ووثب.
قوله: "على هامته"، أي: رأسه.
لحوله: "وا أمير المؤمنين": لقبوا مسيلمة الكذاب بذلك.
وقال الحافظ في "الفتح" 7/371: في قول الجارية أمير المؤمنين نظر، لأن مسيلمة كان يدعي أنه نبي مرسل من الله، وكانوا يقولون له يا رسول الله ونبي الله، والتلقيب بأمير المؤمنين حدث بعد ذلك، وأول من لقب به عمر، وذلك بعد قتل مسيلمة بمدة، فليتأمل هذا. ثم قال: ويحتمل أن تكون الجارية أطلقت عليه الأمير باعتبار أن أمر أصحابه كان إليه، وأطلقت على أصحابه المؤمنين باعتبار إيمانهم به، ولم تقصد إلى تلقيبه بذلك، والله أعلم.
(1) في (ق) : فلا.
(2) في (ق) : لعلكم.
(3) في (ق) : متفرقين.(25/485)
اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ " (1)
__________
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، الوليد بن مسلم يدلِّس تدليس التسوية، وقد عنعن. ووحشي بن حرب وأبوه حرب ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، غير أن- حرباً لم يرو عنه غير ابنه، ومع ذلك فقد حسنه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" 2/5.
وأخرجه أبو داود (3764) ، وابن ماجه (3286) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (481) ، وابن حبان (5224) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (368) ، والحاكم 2/103، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/350، والبيهقي في "السنن" 5/258، وفي "الآداب" (566) ، وفي "الشعب" (5835) من طرقٍ عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. ولم يصححه الحاكم ولا الذهبي.
وأورده الحاكم شاهداً.
وللحديث شواهد:
أولها: حديث جابر عند أبي يعلى (2045) ، والطبرانى فى "الأوسط" (7313) ، وأبي الشيخ في "الثواب"، بلفظ: "إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/21: فيه عبد المجيد بن أبي رواد، وهو ثقة، وقد ضعَّف، وأشار المنذري إلى توثيقه بعد أن أورد الحديث في "الترغيب والترهيب" 3/134.
وثانيها: حديث عمر عند ابن ماجه (3287) بلفظ: "كلوا جميعاً ولا تتفرقوا، فإن البركة مع الجماعة"، قال المنذري: وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، واهي الحديث.
وثالثها: حديث أنس بلفظ: "كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يأكل وحده"، قال الحافظ العراقي: رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" بسندٍ ضعيف.
ورابعها: حديث أنس أيضاً قال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يجمع له غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلاً على ضَغَفِ، أي: اجتماع الناس، وإسناده صحيح، وقد سلف (13859) .
وخامسها: حديث جابر، بلفظ: "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام =(25/486)
حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ مُكَيْثٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16079 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ بَعْضِ بَنِي رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ (2) ، عَنْ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُسْنُ الْخُلُقِ نَمَاءٌ، وَسُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ، وَالْبِرُّ زِيَادَةٌ فِي الْعُمُرِ، وَالصَّدَقَةُ تَمْنَعُ مِيتَةَ السَّوْءِ " (3)
__________
= الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية"، وهو عند مسلم برقم (2059) ، وقد سلف (14222) .
(1) قال السندي: رافع بن مكيث، جهني، شهد بيعة الرضوان، وكان أحد من حمل راية جهينة يوم الفتح.
(2) قوله: عن رافع بن مكيث، ليس في النسخ الخطية و (م) ، والتصويب من ترجمة الحديث، ومن "أطراف المسند" 2/338 ومصادر التخريج.
(3) إسناده ضعيف، لإبهام راويه عن رافع بن مَكِيث، ولجهالة عثمان بن زفر- وهو الجهني- فلم يرو عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يرو له سوى أبي داود. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد البصري.
وأخرجه القضاعي في "مسنده" (244) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. بلفظ: "حسن الملكة نماء، وسوء الملكة شؤم".
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20118) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (5162) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2562) ، وأبو يعلى (1544) ، والطبراني في "الكبير" (4451) ، والقضاعي (245) ، وابن الأثير في =(25/487)
حَدِيثُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِر
16080 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ (1) عَبْدَ الْمُنْذِرِ، لَمَّا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَهْجُرَ دَارَ قَوْمِي وَأُسَاكِنَكَ، وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُجْزِئُ عَنْكَ الثُّلُثُ " (2)
__________
= "أسد الغابة" 2/200. ولفظ رواية عبد الرزاق: "حسن الملكة نماء" بدل حسن الخلق، وجاءت عند أبي داود "يمن" بدل: "نماء".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/22، وقال: رواه أحمد من طريق بعض بني رافع، ولم يسمه، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/302 من طريق عبد الله- وهو ابن المبارك- عن معمر، به.
وأخرجه أبو داود (5163) من طريق بقية- وهو ابن الوليد- عن عثمان بن زفر، عن محمد بن خالد بن رافع بن مكيث، عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال المنذري في "مختصر السنن" (5000) : هذا مرسل، الحارث بن رافع تابعي، وفي إسناده بقية بن الوليد، وفيه مقال.
قال السندي: قوله: "نماء" بفتح ومد، أي: زيادةٌ في الخير.
"زيادة في العمر"، أي: سببٌ لها.
(1) سقط لفظ "بن" من (م) .
(2) هو مكرر (15750) سنداً ومتناً.(25/488)
حَدِيثُ مُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ غُلَامٍ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ، أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16081 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ غُلَامٍ مِنْ أَهْلِ قُباءٍ، أَنَّهُ أَدْرَكَهُ شَيْخًا، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَاءٍ فَجَلَسَ فِي فَيْءِ الْأَجَمِّ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، فَاسْتَسْقَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسُقِيَ، فَشَرِبَ وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَأَنَا أَحْدَثُ الْقَوْمِ، فَنَاوَلَنِي فَشَرِبْتُ، وَحَفِظْتُ أَنَّهُ صَلَّى بِنَا يَوْمَئِذٍ الصَّلَاةَ، وَعَلَيْهِ نَعْلَاهُ لَمْ يَنْزِعْهُمَا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، مجمع بن يعقوب إنما رواه عن محمد بن إسماعيل ابن مجمع، عن بعض أهله، عن الصحابي من أهل قباء، كما سيرد في الرواية 4/221، وفيها أن هذا الصحابي هو عبد الله بن أبي حبيبة. وراويه عنه مبهم.
وسيرد تخريجه هناك، ونذكر أحاديث الباب ثمة. العطاف في هذا الإسناد: هو ابن خالد المخزومي.
وسيكرر بهذا الإسناد والمتن 4/334.
الأُجم: بالضم، وبضمتين، وبالتحريك، جمع أجمة، وهي الشجر الكثير الملتف. وقد وقع في النسخ: الأحمر بدل الأجم، وهو خطأ، وجاء على الصواب في الرواية 4/334، وفي "أطراف المسند" 8/321، لكن جاء فبهما كلمة فناء بدل فيء، وفيء أشبه.(25/489)
حَدِيثُ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ (1)
16082 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ: " تَصَدَّقْنَ، وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ " قَالَتْ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ، فَقَالَتْ: لَهُ أَيَسَعُنِي أَنْ أَضَعَ صَدَقَتِي فِيكَ، وَفِي بَنِي أَخِي - أَوْ بَنِي أَخٍ لِي - يَتَامَى؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: سَلِي عَنْ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا عَلَى بَابِهِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ تَسْأَلُ عَمَّا أَسْأَلُ عَنْهُ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا بِلَالٌ، فَقُلْنَا: انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلْهُ عَنْ ذَلِكَ، وَلَا تُخْبِرْ مَنْ نَحْنُ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ هُمَا؟ " فَقَالَ زَيْنَبُ: فَقَالَ: " أَيُّ الزَّيَانِبِ؟ " قَالَ: زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ، وَزَيْنَبُ الْأَنْصَارِيَّةُ، فَقَالَ: " نَعَمْ لَهُمَا أَجْرَانِ، أَجْرُ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ " (2)
__________
(1) قال السندي: زينب امرأة عبد الله، ثقفية، اختلف في اسم أبيها، قيل: معاوية، وقيل: أبو معاوية، وقيل: عبد الله بن معاوية، وزوجها ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2364) و (9201) ، وفي "المجتبى" 5/92-93 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =(25/490)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطيالسي (1653) ، والدارمي 1/389، والترمذي (636) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (725) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (1466) ، ومسلم (1000) ، والنسائي في "الكبرى" (9202) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/22 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري (1466) ، وابن خزيمة (2464) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/22، والطبراني في "الكبير" 24/ (729) من طريق الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن أبي عبيدة، عن عمرو بن الحارث، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (730) من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، به.
وسيأتي بالأرقام (16083) و (16084) و6/363، وبنحوه برقم (16085) و (16086) من حديث رائطة امرأة عبد الله وهي زينب، ويقال لها رائطة كذلك.
قال الحافظ في "الفتح" 3/328: ويقال: هما ثنتان عند الأكثر، وممن جزم به ابن سعد، وقال الكلاباذي: رائطة هي المعروفة بزينب، وبهذا جزم الطحاوي، فقال: رائطة هي زينب لا يعلم أن لعبد الله امرأة في زمن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيرها.
وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3569) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "تصدقن": أمر من التصدق.
قولها: "من حليكن" بضم فكسر فتشديد، أي: لو لم تتيسَّر الصدقة إلا من الحلي، لكان مطلوباً، فكيف لو تيسر من غيرها.
قولها: "خفيف اليد"، أي: قليل الأموال التي تصاحب اليد، فالمراد بذات اليد الأموال.
قولهما: "ولا تخبر"، أي: من نفسك، وإلا فبعد السؤال منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعيَّن الإخبار. =(25/491)
16083 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّدَقَةِ، فَقَالَ: " تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (1)
16084 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنْ زَيْنَبَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ " فَذَكَرَهُ (2)
__________
= قوله: "زينب"، أي: كل منهما زينب.
قوله: "نعم": عدم التعرض لكون الصدقة فرضاً أو تطوعاً يدل على جواز الفرض، وهو الموافق لإطلاق (إنما الصَّدَقاتُ للفُقَراء) [سورة التوبة: 60] من غير فرق بين الفقير القريب والبعيد، لكنْ كثير من أهل العلم يحمله على التطوع، فلعله يجيب عن عدم التعرض بظهور أنها تطوع عنده.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، منصور- وهو ابن المعتمر- لم يدرك عمرو بن الحارث، وقد روي عن ابن نمير، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث، به، متصلاً كما سيأتي في التخريج.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/111، وابن خزيمة (2463) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (727) ، والبيهقي في "السنن" 4/178 من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16082) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16082) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق الصنعاني، وشيخه هو سفيان الثوري.(25/492)
حَدِيثُ رَائِطَةَ (1) امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16085 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ رَائِطَةَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ - وَكَانَتْ امْرَأَةً صَنَاعًا، وَكَانَتْ تَبِيعُ وَتَصَدَّقُ - فَقَالَتْ لِعَبْدِ اللهِ يَوْمًا: لَقَدْ شَغَلْتَنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَصَدَّقَ مَعَكُمْ، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ أَنْ تَفْعَلِي، فَسَأَلَا عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ " (2)
__________
(1) قال السندي: رائطة، ويقال: ريطة بنت عبد الله بن معاوية، ثقفية، امرأة ابن مسعود، قيل: اسمها زينب ورائطة لقب لها فهي السابقة، وقيل: هما ثنتان. قلنا: وجزم الطحاوي أن رائطة هي زينب كما سلف، وقال الحافظ في "التعجيل" 2/652-653. ومما يقوي ذلك أن الحديث واحد، أخرجه أحمد من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة [في المطبوع: عبد الله بن عبد الله الثقفي!] ،
عن رائطة في الصدقة بالحلي، وأخرجه الشيخان وغيرهما من رواية زينب الثقفية امرأة ابن مسعود.
قلنا: وقد سلف برقم (16082) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي الزناد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان، فهو مختلف فيه، حسن الحديث، وقد توبع كما في تخريج الرواية الآتية برقم (16086) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود: وهو الهاشمي، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد"، وأصحاب السنن، وهو ثقة، وقد توبع كذلك. =(25/493)
16086 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ رَائِطَةَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأُمِّ وَلَدِهِ، وَكَانَتْ امْرَأَةً صَنَاعَ الْيَدِ، قَالَ: فَكَانَتْ تُنْفِقُ عَلَيْهِ وَعَلَى وَلَدِهِ مِنْ صَنْعَتِهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: لَقَدْ شَغَلْتَنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ عَنِ الصَّدَقَةِ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَصَدَّقَ مَعَكُمْ بِشَيْءٍ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللهِ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ أَنْ تَفْعَلِي، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي امْرَأَةٌ ذَاتُ صَنْعَةٍ أَبِيعُ مِنْهَا، وَلَيْسَ لِي وَلَا لِوَلَدِي وَلَا لِزَوْجِي نَفَقَةٌ غَيْرَهَا، وَقَدْ شَغَلُونِي عَنِ الصَّدَقَةِ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ، فَهَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِيمَا أَنْفَقْتُ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ فَإِنَّ لَكِ فِي ذَلِكَ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (666) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3468) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/121 من طريق ابن أبي أُويس، عن ابن أبي الزناد، به.
وسيأتي برقم (16086) ، وقد سلف نحوه برقم (16082) .
قال السندي: قوله: وكانت امرأة صناعاً: في "القاموس": امرأة صناع اليدين- كسحاب- حاذقة ماهرة بعمل اليدين، وامرأتان صناعان، ونسوة صُنعُ ككتب.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق، قد صرح بالتحديث هنا فانتفت شبهة تدليسه، وهو صدوق، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.=(25/494)
حَدِيثُ أُمِّ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ
16087 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي يَوْمَ النَّحْرِ، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا (1) وَلَا يُصِيبُ بَعْضُكُمْ، وَإِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، فَرَمَى بِسَبْعٍ، وَلَمْ يَقِفْ وَخَلْفَهُ رَجُلٌ يَسْتُرُهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟، قَالُوا: الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ (2)
__________
= وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1877) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/23-24 من طريق الليث بن سعد، وابن حبان (4247) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (669) من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني في "الكبير" 24/ (667) من طريق أبي أويس، و24/ (668) من طريق مسلمة بن قعنب القعنبي، و24/ (670) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي في "السنن" 4/178-179 من طريق أنس بن عياض، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 13/13 من طريق وهيب بن خالد، سبعتهم عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (19696) عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن امرأة ... وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/118، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، ولكنه ثقة، وقد توبع.
وقد سلف برقم (16085) .
(1) لفظ "بعضاً" سقط من (م) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف يزيد- وهو ابن أبي زياد القرشي الهاشمي- ولجهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص، فقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول، وقال=(25/495)
16088 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ، وَكَانَتْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ وَهُوَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَإِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا،
__________
= الحافظ في "التقريب": مقبول. وابنُ فضيل: هو محمد، وهو ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (389) من طريق محمد بن عبد الله بن الزبير، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً وبألفاظٍ مختلفة ابن سعد 8/306، وابن أبي شيبة 8/51-52 و11/92، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1567) ، وأبو داود (1966) و (1967) و (1968) ، وابن ماجه (3028) و (3031) و (3532) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3291) و (3292) ،
و (3293) ، والطبراني 25/ (386) و (387) و (388) ، والبيهقي في "السنن" 5/130، وفي "الدلائل" 5/444 من طرق عن يزيد بن أبي زياد، به.
وسيأتي بنحوه في الأرقام (16088) و (16089) و5/290 و379 و6/376 و379. وقد سُمِّيت الصحابية في بعض هذه الروايات أم جندب.
وسيكرر بإسناده ومتنه 6/379 ولرمي النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمرةَ العقبة من بطن الوادي شواهد، منها حديث ابن مسعود، سلف برقم (3548) ، وذكرنا هناك بقية الشواهد.
ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصى الخذف" شواهد: منها حديثُ ابن عباس، وقد سلف برقم (1851)
وحديث الفضل بن عباس، وقد سلف برقم (1794) و (1796) .
وحديثُ رجل اسمه معاذ: سيرد 4/61
وحديث جابر: عند مسلم (1299) .(25/496)
بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (1)
16089 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَمِعَتْهُ يَقُولُ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ وَارْمُوا الْجَمْرَةَ - أَوِ الْجَمَرَاتِ - بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية السابقة.
(2) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية (16087) .
وأخرجه الطيالسي (1660) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (385) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.(25/497)
مسند الإمام أحمد ابن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه
شعيب الأرنؤوط - إبراهيم الزيبق
الجزء السادس والعشرون
مؤسسة الرسالة(26/1)
اعتمدنا في تحقيق مسند المكيين النسخ الخطية التالية:
1- نسخة المكتبة الظاهرية، ورمزها (ظ 12) .
2- نسخة دار الكتب المصرية، ورمزها (س) .
3- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل، ورمزها (ص) .
4- نسخة المكتبة القادرية ببغداد، ورمزها (ق) .
وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا فى الحواشي إلى أهم فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها (م) .
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره:
• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في مسند المكيين: 593 حديثا.
عدد الأحاديث الضعيفة فيه: 197 حديثا.
عدد الأحاديث التي توقفنا في الحكم عليها: 10 أحاديث.(26/7)
مُسْنَدُ الْمَدَنِيِّينَ
بَقِيَّةُ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ
16090 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى سُتْرَةٍ فَلْيَدْنُ مِنْهَا، مَا لَا يَقْطَعُ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع بن جبير: هو ابن مُطْعِم النوفلي.
وأخرجه الطيالسي (1342) بنحوه، والشافعي في "السنن" (بدائع المنن) 1/67، والحميدي (401) ، وابن أبي شيبة 1/279، وأبو داود (695) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2072) ، والنسائي في "الكبرى" (824) ، وفي "المجتبى" 2/62، وابن خزيمة (803) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/458، وفي "شرح مشكل الآثار" (2613) ، وابن حبان (2373) ، والطبراني في "الكبير" (5624) ، والحاكم 1/251-252، والبيهقي في "السنن" 2/272 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/290-291 عن سليمان بن داود أبي الربيع: وهو الزهراني، عن إسماعيل بن جعفر، عن موسى بن عيسى بن لبيد، عن صفوان بن سُلَيْم، به.
وقد اختلف فيه على إسماعيل بن جعفر.
فقد أخرجه البخاري كذلك في "التاريخ الكبير" 7/291 عن قتيبة، عن=(26/9)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إسماعيل بن جعفر، عن موسى بن عيسى بن إياس، عن صفوان، عن نافع، عن سهل بن سعد الساعدي.
وأشار إلى هذه الرواية أبو داود، فقال: قال بعضهم: عن نافع بن جبير، عن سهل بن سعد، واختلف في إسناده.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (447) ، والبيهقي في "السنن" 2/272 من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد أنه سمع صفوان يحدث عن محمد بن سهل، عن أبيه، أو عن محمد بن سهل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به.
قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة محمد بن سهل بن أبي حثمة: هو مرسل أو منقطع، لأنَّه إن كان المحفوظ عن محمد بن سهل، فهو مرسل، لأنه تابعي، لم يولد إلاَّ بعد موت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، فإنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما مات كان سن سهل بن أبي حثمة ثماني سنين، وإن كان عن سهل فهو منقطع، لأنَّ صفوان لم يسمع من سهل.
قلنا: وأشار إلى هذا الإسناد أبو داود، فقال: رواه واقد بن محمد، عن صفوان، عن محمد بن سهل، عن أبيه، أو عن محمد بن سهل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه عبد الرزَّاق في "المصنَّف" (2303) ، والبيهقي في "السنن" 2/272 من طريق داود بن قيس، عن نافع بن جبير، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به مرسلاً.
وأخرجه عبد الرزاق (2305) عن ابن عيينة، عن صفوان، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا صلّى أحدكم فليصل إلى سترة" وهذا إسناد معضل.
ولا يضرُ هذا الاختلاف في صحّة الحديث، فقد قال البيهقي: قد أقام إسناده سفيان بن عيينة، وهو حافظ حجّة.
وفي الباب عن ابن عمر بن الخطاب سلف برقم (4614) .
وعن أبي هريرة، سلف (7392) .
وعن سبرة بن معبد، سلف برقم (15340) . =(26/10)
16091 - أَخْبَرَنَا (1) سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعَ بُشَيْرَ بْنَ يَسَارٍ، مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ، قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا حَدِيثُ ابْنِ حَارِثَةَ، يُخْبِرُ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، وَوُجِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَتِيلًا فِي قَلِيبٍ مِنْ قُلُبِ خَيْبَرَ، فَجَاءَ عَمَّاهُ، وَأَخُوهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، وَعَمَّاهُ حُوَيِّصَةُ وَمُحَيِّصَةُ فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " الْكِبَرَ، الْكِبَرَ "، فَتَكَلَّمَ أَحَدُ عَمَّيْهِ - إِمَّا حُوَيِّصَةُ، وَإِمَّا مُحَيِّصَةُ، قَالَ سُفْيَانُ: نَسِيتُ أَيُّهُمَا (2) الْكَبِيرُ مِنْهُمَا - فَقَالَا (3) : يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا وَجَدْنَا عَبْدَ اللهِ قَتِيلًا فِي قَلِيبٍ مِنْ قُلُبِ خَيْبَرَ، ثُمَّ ذَكَرَ يَهُودَ وَشَرَّهُمْ وَعَدَاوَتَهُمْ، قَالَ: " لِيُقْسِمْ مِنْكُمْ خَمْسُونَ: إِنَّ يَهُودَ قَتَلَتْهُ " قَالُوا: كَيْفَ نُقْسِمُ عَلَى مَا لَمْ نَرَ؟ قَالَ: " فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ يَحْلِفُونَ أَنَّهُمْ لَمْ يَقْتُلُوهُ " (4) قَالُوا: كَيْفَ نَرْضَى بِأَيْمَانِهِمْ، وَهُمْ مُشْرِكُونَ، قَالَ: فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ، فَرَكَضَتْنِي بَكْرَةٌ مِنْها (5) ، قِيلَ: لِسُفْيَانَ فِي الْحَدِيثِ: " وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟ "
__________
= وعن سهل بن سعد الساعدي عند البخاري (496) ، ومسلم (508) .
قال السندي: قوله: ما لا يقطع، أي قدراً أو دنواً لا يقطع به، فالعائد إلى "ما" مقدر، ويحتمل أن "ما" نافية، ولا تأكيد له، والجملة بيان لفائدة الدنو.
(1) في (ص) : حدثنا.
(2) في (ظ 12) و (ص) : أيهم.
(3) في (ص) و (م) : فقال.
(4) في (ظ 12) : لم يقتلوا.
(5) في (م) : منه، وهو تحريف.(26/11)
قَالَ: هُوَ ذَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18259) ، والحميدي (403) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5625) ، والبيهقي في "السنن" 8/119، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/200-201- ومسلم (1669) (2) ، والنسائي في "المجتبى" 8/11، وفي "الكبرى" 4/211، وابن الجارود (798) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم بإثر الرواية رقم (6143) عن سفيان بن عيينه، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/197 عن يونس عن سفيان ابن عيينة، به إلا أنه ذكر البداءة بأيمان اليهود، وكذلك أخرجه البيهقي من طريق الحميدي، على خلاف رواية الحميدي، فلعلّه وهم من النساخ.
وقد أشار إلى ذلك أبو داود بإثر الرواية رقم (4520) فقال: ورواه ابن عيينة، عن يحيى، فبدأ بقوله: "تبرئكم يهود بخمسين يميناً يحلفون"، وقال: وهذا وهم من ابن عيينة.
قلنا: رواية من رواه عن سفيان ليس كذلك، وأثبتهم فيه الحميدي، ولم ترد وفق ما قاله أبو داود إلا من رواية يونس عن سفيان عند الطحاوي كما سلف، ورواه الشافعي عنه بما يرجح أنه قدم الأنصار.
فأخرجه في "الأم" 6/78 عن ابن عيينة، به، وقال: إلا أن ابن عيينة كان لا يثبت أَقدَّمَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأنصاريين في الأيمان أم يهود، فيقال في الحديث: إنه قَدَّمَ الأنصاريين، فيقول: فهو ذاك. أو ما أشبه هذا.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/114 (ترتيب السندي) عن سفيان بن عيينة، به مختصراَ بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدأ بالأنصاريين، فلما لم يحلفوا رد الأيمان على يهود.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/113 (ترتيب السندي) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2545) - والبخاري (3173) ، ومسلم (1669) (2) ،=(26/12)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والنسائي في "المجتبى" 8/9- 10، وفي "الكبرى" (6917) و (6918) (6919) ، والبيهقي في "السنن" 8/118، والدارقطني في "السنن" 3/108-109 من طريقين عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/382- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/120- والبخاري (6898) ، ومسلم (1669) (5) ، وأبو داود (1638) مختصراً و (4523) ، والنسائي في "المجتبى" 8/12، وفي "الكبرى" (6921) ، وابن خزيمة (2384) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/198، والطبراني في "الكبير" (5629) والدارقطني 3/110 من طرق عن سعيد بن عبيد، عن بُشَيْر،
به، وفي رواية سعيد: "تأتون بالبينة على من قتله" ولم تقع هذه اللفظة في رواية يحيى بن سعيد، ولم يذكر عرض الأيمان على المُدَّعين.
قال الحافظ في "الفتح" 12/234: وطريق الجمع أن يقال: حفظ أحدهم ما لم يحفظ الآخر، فيحمل على أنه طلب البينة أولاً، فلم تكن لهم بينة، فعرض عليهم الأيمان فامتنعوا، فعرض عليهم تحليف المُدَّعى عليهم فأبوا.
وفي رواية سعيد كذلك: فوداه مئة من إبل الصدقة خلاف ما في رواية يحيى بن سعيد: فوداه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عنده.
قال الحافظ في "الفتح" 12/235: وجمع بعضهم بين الروايتين باحتمال أن يكون اشتراها من إبل الصدقة بمالٍ دفعه من عنده، أو المراد بقوله: "من عنده": أي بيت المال المرصد للمصالح، وأطلق عليه صدقة باعتبار الانتفاع به مجاناً لما في ذلك من قطع المنازعة وإصلاح ذات البين، وقد حمله بعضهم على ظاهره فحكى القاضي عياض عن بعض العلماء جواز صرف الزكاة في المصالح العامة، واستدل بهذا الحديث وغيره.
وانظر وجوهاَ أخرى للتوفيق ذكرها الحافظ.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/878- ومن طريقه عبد الرزاق في "المصنف" (18258) ، والنسائي في "المجتبى" 8/11، وفي "الكبرى" (6920) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/197-198- عن يحيى بن سعيد، عن=(26/13)
16092 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ
__________
= بُشَيْر مرسلاً.
وسيأتي برقم (16096) و (16097) ، وسيأتي من حديث سهل ورافع برقم (17277) و (17278) .
قال السندي: قوله: قليب بفتح قاف وكسر لام: بئر لم تطو، يذكر ويؤنث.
قوله: حويصة ومحيصة، بضم، ففتح، ثم ياء مشددة مكسورة أو مخففة ساكنة: وجهان مشهوران فيهما، أشهرهما التشديد.
قوله: "الكبر الكبر" بضم فسكون: بمعنى الأكبر، نصبه بتقدير عام، أي قَدم الأكبر، قالوا هذا عن تساويهم في الفضل، وأما إذا كان الصغير ذا فضل فلا بأس أن يتقدم.
قوله: "ليقسم": من الإقسام: أي ليحلف.
قوله: "فتبرئكم": من الإبراء أو التبرئة: أي يرفعون ظنكم وتهمتكم، أو دعوتكم عن أنفسهم، وقيل: يخلصوكم من اليمين بأن يحلفوا، فتنتهي الخصومة بحلفهم.
قوله: "فوداه": أي أعطى ديته، قالوا: إنما أعطى دفعاَ للنزل وإصلاحاً لذات البين، وجبرا لما يلحقهم من الكسر بواسطة قتل قريبهم، وإلا فأهل القتيل لا يستحقون إلا أن يحلفوا أو يستحلفوا المُدَّعى عليهم مع نكولهم، ولم يتحقق شيء من الأمرين.
قوله: "بكرة"، بفتح فسكون: أي ناقة شابة.
قوله: "دم صاحبكم": أي دية صاحبكم المقتول، وعليه الجمهور، أو دم صاحبكم القاتل الذي تَدَّعون عليه أنه قتل، وعليه مالك، فأوجب القصاص، والله تعالى أعلم.(26/14)
الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ (1) ، وَرَخَّصَ فِي الْعَرَايَا، أَنْ تُشْتَرَى (2) بِخَرْصِهَا يَأْكُلُهَا أَهْلُهَا رُطَبًا " قَالَ سُفْيَانُ: " قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: وَمَا عِلْمُ أَهْلِ مَكَّةَ بِالْعَرَايَا؟ قُلْتُ: أَخْبَرَهُمْ عَطَاءٌ، سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ " (3)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : الثمر بالثمر، وهو تصحيف.
(2) في هامش (س) : كذا في نسخة أخرى، وفي رواية أن تباع، فلعل اللفظة محرفة عن أن تشترى. قلنا: وكلاهما بمعنى، وهي الموافقة لرواية البخاري وغيره.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/327 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/151 (ترتيب السندي) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/29-30، وابن عبد البرّ في "التمهيد" 2/326-327، والبغوي في "شرح السنة" (2073) - والحميدي في "مسنده" (402) ، وابن أبي شيبة 7/129- ومن طريقهما الطبراني في "الكبير" (5633) - والبخاري (2191) ، ومسلم (1540) (69) ، وأبو داود (3363) ، وبنحوه
النسائي في "المجتبى" 7/268، وفي "الكبرى" (6133) ، وابن حبان (5002) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وقوله في آخر الحديث: "قال لي يحيى بن سعيد: وما علم أهل مكة بالعرايا؟ قلت: أخبرهم عطاء، سمعه من جابر"، جاء بنحوه عند البخاري (2191) . قال سفيان: فقلت ليحيى وأنا غلام: إن أهل مكة يقولون: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص لهم في بيع العرايا، فقال: وما يدري أهل مكة؟ قلت: إنهم يروونه عن جابر، فسكت.
وقال الحافظ في "الفتح" 4/389: محل الخلاف بين رواية يحيى بن سعيد ورواية أهل مكة أن يحيى بن سعيد قيد الرخصة في بيع العرايا بالخرص، وأن يأكلها أهلها رُطَباً. وأما ابن عيينة في روايته عن أهل مكة فأطلق الرخصة في=(26/15)
16093 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ (1) : حَدَّثَنَا خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) بْنِ مَسْعُودِ بْنِ نِيَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: أَتَانَا وَنَحْنُ فِي مَسْجِدِنَا (3) ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا خَرَصْتُمْ فَخُذُوا وَدَعُوا، دَعُوا الثُّلُثَ، فَإِنْ لَمْ تَدَعُوا أَوْ تَجُدُّوا - شُعْبَةُ الشَّاكُّ - الثُّلُثَ أَوِ الرُّبُعَ " (4)
__________
= بيع العرايا، ولم يقيّدها بشيء مما ذكر.
ووجه السندي المعنى وجهة أخرى، فقال: وقوله: وما علم أهل مكة: إذ ليس عندهم نخل حتى يعرفوا العرايا.
وسيأتي 4/140 و5/364- 365.
وقد سلف في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4490) ، وتقدم شرحه هناك وبرقم (4541) .
(1) قوله: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال. ساقط من (م) .
(2) قوله: عن عبد الرحمن، ساقط من (م) .
(3) في هامش (س) : في أبي داود: في مجلسنا، وفي النسائي: ونحن في السوق.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن مسعود ابن نيار، وقد تقدم الكلام عليه في الرواية (15713) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/194، والنسائي في "المجتبى" 5/42، وفي "الكبرى" (2270) ، وابن خزيمة (2319) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وشك شعبة فيما رواه محمد بن جعفر ويحيى بن سعيد القطان، قد رواه أيضاً حفص بن عمر عند أبي داود، وحجاج بن محمد الأعور عند أبي داود، وسليمان بن حرب عند الطبراني، ولم يرد عند غيرهم، واللفظ عندهم: "فإن=(26/16)
16094 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخبَرنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ نِيَارٍ، قَالَ: أَتَانَا سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ فِي مَسْجِدِنَا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا خَرَصْتُمْ فَخُذُوا (1) وَدَعُوا، دَعُوا الثُّلُثَ (2) فَإِنْ لَمْ تَجُدُّوا أَوْ تَدَعُوا (3) فَالرُّبُعَ " (4)
16095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ (5) بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عمْرٍو، وَالْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ،
__________
= لم تدعوا الثلث، فدعوا الربع" دون شك.
وقد سلف برقم (15713) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه وسيرد (16094) .
(1) في هامش (س) : فجدوا، نسخة.
(2) في (م) الثلث فالربع، وجاء في هامش (س) كذا في نسخة أيضاً، والذي في أبي داود والنسائي: فدعوا الربع.
(3) في (ظ12) و (ص) و (ق) : وتدعوا.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن مسعود ابن نيار، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (15713) . وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه الحاكم 1/402 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقرن مع يحيى عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/42، وفي "الكبرى" (2270) ، وابن خزيمة (2319) من طريق يحيى القطان، به.
وانظر ما قبله، وسلف برقم (15713) ، وذكرنا ثمة شواهده وشرحه.
(5) في (م) : حدثنا سفيان، عن عبد القدوس، وهو خطأ.(26/17)
عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: كَانَتْ حَبِيبَةُ ابْنَةُ سَهْلٍ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيِّ فَكَرِهَتْهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَا أَرَاهُ (1) فَلَوْلَا مَخَافَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَبَزَقْتُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ الَّتِي أَصْدَقَكِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَرَدَّتْ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ خُلْعٍ كَانَ فِي الْإِسْلَامِ (2)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) و (م) : لأراه، والمثبت من (س) و (ق) ، قال السندي: قوله: لا أراه، أي: لا أقدر أن أنظر إليه من شدة الكراهة والنفْرَةِ.
(2) حسن لغيره، ولهذا الحديث إسنادان.
الأول: عبد القدوس بن بكر بن خُنَيْس، قال: أخبرنا الحجاج، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو.
والثاني: عبد القدوس بن بكر بن خنيس، عن الحجاج، عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة، عن عمه سهل بن أبي حثمة.
والإسنادان ضعيفان، مدارهما على الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف.
محمد بن سليمان بن أبي حثمة، لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5637) من طريق الإمام أحمد بالإسنادين.
وأخرجه ابن ماجه (2057) من طريق أبي خالد الأحمر، عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/4، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس.
قلنا: أخرجه البزار (1515) من حديث أنس، وعن عمر موقوفاً برقم (1514) . =(26/18)
16096 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ أَخُو بَنِي حَارِثَةَ يَعْنِي فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ إِلَى خَيْبَرَ يَمْتَارُونَ مِنْهَا تَمْرًا، قَالَ: فَعُدِيَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَهْلٍ فَكُسِرَتْ عُنُقُهُ، ثُمَّ طُرِحَ فِي مَنْهَرٍ مِنْ مَنَاهِرِ عُيُونِ خَيْبَرَ، وَفَقَدَهُ أَصْحَابُهُ، فَالْتَمَسُوهُ حَتَّى وَجَدُوهُ فَغَيَّبُوهُ، قَالَ: ثُمَّ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، وَابْنَا عَمِّهِ حُوَيِّصَةُ، وَمُحَيِّصَةُ - وَهُمَا كَانَا أَسَنَّ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ذَا قَدَمِ (1) الْقَوْمِ
__________
= وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (5273) و (5275) و (5276) ، ولفظه: أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خُلُقٍ ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتردين عليه حديقته؟ " قالت: نعم. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقبل الحديقة، وطلقها تطليقةً".
وآخر من حديث حبيبة بنت سهل، سيرد 6/433-434.
وقد اختلف في تسمية امرأة ثابت، فهي هنا وكما سيأتي في مسندها 6/433 حبيبة بنت سهل.
وجميلة بنت أبي، أو بنت عبد الله بن أبي، أو زينب بنت عبد الله بن أبي أو مريم المغالية، في قول ثالث.
وقد أورد هذه الأقوال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/398-399 ونقل عن البيهقي قوله: اضطرب الحديث في تسميهَ امرأة ثابت، ويمكن أن يكون الخُلْع تعدد من ثابت.
(1) في (م) إذا أقدم القوم، وهو تحريف.(26/19)
وَصَاحِبَ الدَّمِ - فَتَقَدَّمَ (1) لِذَلِكَ فَكَلَّمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ابْنَيْ عَمِّهِ حُوَيِّصَةَ، وَمُحَيِّصَةَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكِبَرَ الْكِبَرَ " فَاسْتَأْخَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ عُدِيَ عَلَى صَاحِبِنَا فَقُتِلَ، وَلَيْسَ لَنَا (2) بِخَيْبَرَ عَدُوٌّ إِلَّا يَهُودَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُسَمُّونَ قَاتِلَكُمْ ثُمَّ تَحْلِفُونَ عَلَيْهِ خَمْسِينَ يَمِينًا، ثُمَّ تُسْلِمُهُ " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا كُنَّا لِنَحْلِفَ عَلَى مَا لَمْ نَشْهَدْ، قَالَ: " فَيَحْلِفُونَ لَكُمْ خَمْسِينَ يَمِينًا وَيَبْرَءُونَ مِنْ دَمِ صَاحِبِكُمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنَّا لِنَقْبَلَ أَيْمَانَ يَهُودَ، مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْكُفْرِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَحْلِفُوا عَلَى إِثْمٍ، قَالَ: فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ مِائَةَ نَاقَةٍ، قَالَ: يَقُولُ سَهْلٌ: " فَوَاللهِ مَا أَنْسَى بَكْرَةً مِنْهَا حَمْرَاءَ رَكَضَتْنِي وَأَنَا أَحُوزُهَا " (3)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) : فيقوم.
(2) لفظ "لنا" ليس في (م) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم الزهري.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/202-203 من طريق أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن بُشَيْر، به، وقرن معه الزهري.
وأخرجه الدارمي 2/188-189 من طريق يزيد بن زريع، والبيهقي في "السنن" 8/126 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به. =(26/20)
16097 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبِي لَيْلَى (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ أَخْبَرَهُ، وَرِجَالٌ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحُوَيِّصَةَ، وَمُحَيِّصَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: " فَتَحْلِفُ يَهُودُ؟ " قَالُوا: لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ، فَوَدَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ (2)
__________
= وقد سلف برقم (16091) ، وسيأتي (16097) .
قال السندي: قوله: فعدي: على بناء المفعول، وكذا كسرت وطرح.
وقوله: "في منهر من مناهر عيون خيبر". قال في "النهاية": المنهر: خرق في الحصن نافِذٌ يدخل فيه الماء، وهو مفعل من النهر، والميم زائدة.
قوله: "ذا قدم"، بفتحتين: أي ذا سبق وتقدّيم لقرابته بالمقتول فوق قرابة
بقية القوم. قوله: "ثم تسلمه": من التسليم، والضمير لليهود، أي: تسلمه اليهود إليكم للقصاص، وهو ظاهر في مذهب مالك.
(1) هكذا في النسخ الخطية و (م) ، وفي "أطراف المسند" 2/540 عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بزيادة "بن"، وقد اختلف في اسمه، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" وفروعه.
(2) إسناده صحيح، من فوق الإمام الشافعي على شرط الشيخين.
وهو عند الشافعي في "مسنده" 2/114 (ترتيب السندي) مختصراَ، و2/112-113 مطولاً، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 8/117.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/877.
وأخرجه البخاري (7192) ، ومسلم (1669) (6) ، وأبو داود (4521) ، والنسائي في "المجتبى" 8/5-7، وفي "الكبرى" (6913) و (6914) ، وابن ماجه (2677) ، وابن الجارود في "المنتقى" (799) ، وأبو عوانة كما في=(26/21)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ (1)
16098 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي أَبَا مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَسِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ: أَفْتِنَا فِي نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنْهُ " (2)
__________
= "إتحاف المهرة" 6/70، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/198-199، والطبراني في "الكبير" (5630) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال " 34/236-237- والبغوي في "شرح السنة" (2547) من طرق، عن مالك، بهذا الإسناد.
(1) قال السندي: قرشي أسدي، أمه أسماء بنت الصديق رضي الله تعالى عنهم، وهو أول مولود ولد للمهاجرين بعد الهجرة، وحنكَهُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسماه باسم جده، وبرَك عليه، وكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وبويع بالخلافة سنة أربع وستين، عقب موت يزيد بن معاوية، ولم يتخلف عنه إلا بعض الشام.
وجاء أنه بايع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن سبع أو ثمان، أمره بذلك الزبير، فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رآه وبايعه.
وجاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم، فشرب عبد الله دمه، فقال له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ويلٌ للنَاس مِنكَ، وويلٌ لك مِن النَاس، لا تمسُك النارُ إلا تَحِلَّة القَسَم". فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم.
وعن عمرو بن دينار: ما رأيت مصلياً أحسن صلاة منه، وجاء أنه إذا قام للصلاة كأنه عمود.
وقتل في جمادى الأولى، سنة ثلاث وسبعين من الهجرة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد العزيز بن أسِيْد: وهو البصري، فقد انفرد بالرواية عنه سعيد بن يزيد، ولم يؤثر توثيقه عن غير=(26/22)
16099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى جَاوَزَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ " (1)
__________
= ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب ": مقبول.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 18/114 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/124-125، وأبو يعلى (6809) والطبراني في "الكبير" (315) قطعة من الجزء (13) من طريق إسماعيل بن إبراهيم وهو المعروف بابن عُلَيَّة، به.
وسيأتي برقم (16124) و (16131) .
قال السندي: قوله: ينهى عنه: ثبت النهي ونسخه.
قلنا: سلف النهي من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4465) وذكرنا هناك أحاديث الباب، وثبت النسخ من حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4319) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) إسناده ضعيف لضعف حجاج: وهو ابن أرطاة، وعبد القدوس بن بكر ابن خُنَيْس، قال أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه ابن حبان، وذكر محمود بن غيلان عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة، أنهم ضربوا على حديثه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (242) (قطعة من الجزء13) من طريق عبد القدوس بن بكر بن خنيس، عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/101، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وفيه حجاج بن أرطاة، واختلف في الاحتجاج به.
وقد سلف برقم (15600) من حديث مالك بن الحويرث بلفظ "حتى يحاذي بها فروع أُذنيه"، وهو حديث صحيح.
قال السندي: قوله: حتى جاوز بهما أذنيه: لعله فعل ذلك لبيان الجواز، =(26/23)
16100/1 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ وَأَنَا شَاهِدٌ، سَمِعْتُ ابْنَ عَجْلَانَ، وَزِيَادَ بْنَ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو (1) هَكَذَا، وَعَقَدَ ابْنُ الزُّبَيْرِ (2)
__________
= أو هو محمول على ما جاء من أنه حاذى بهما فروع أذنيه، فإن فيه مجاوزة الأسفل!
(1) لفظ "يدعو": مثبت من (ظ12) و (ص) وهامش (ق) ، وهي كذلك في "أطراف المسند" 3/8. قال السندي: لفظة "يدعو" موجودة في أصلنا، ساقطة من بعض الأصول.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن عجلان- وهو محمد- فقد أخرج له مسلم متابعة والبخاري تعليقاً، وقد توبع.
سفيان: هو ابن عيينة، وزياد بن سَعْد: هو الخراساني.
وأخرجه الحميدي (879) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/308، وأبو يعلى (6806) من طريقين عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن عامر، به. وألفاظهم متقاربة.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (588) من طريق سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن عامر، به.
وأخرجه أبو داود (989) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (676) -
والنسائي في "المجتبى" 3/37-38، وفي "الكبرى" (1192) ، وأبو عوانة 2/226-227، والطبراني في "الكبير" (238) (قطعة من الجزء13) ، والبيهقي في "السنن" 2/131-132 من طريق ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن ابن عجلان، عن عامر، به بنحوه.
وأخرجه أبو عوانة 2/225-226 من طريق عمرو بن دينار، عن عامر بن عبد الله، به بنحوه. =(26/24)
16100/2 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ فِي التَّشَهُّدِ، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ، وَلَمْ يُجَاوِزْ بَصَرُهُ إِشَارَتَهُ " (1)
__________
= وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: يدعو هكذا: أي حال التشهد ... وهذا بيان بالإشارة بالإصبع حال التشهد مع العقد.
(1) حديث صحيح، محمد بن عجلان- وإن كان فيه كلام خفيف يَحُطًُّهُ عن رتبة الصحيح- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (990) ، والنسائي في "المجتبى" 3/39، وفي "الكبرى" (1198) ، وأبو يعلى (6807) ، وابن خزيمة (718) ، وأبو عوانة 2/226، وابن حبان (1944) ، والبيهقي في "السنن" 2/132، والبغوي في "شرح السنة" (677) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 2/485- ومن طريقه مسلم (579) (113) ، والبيهقي 2/131- وابن حبان (1943) ، والدارقطني 1/349- 350 من طريق أبي خالد الأحمر، وأخرجه مسلم (579) (113) ، والبيهقي 2/131 من طريق الليث بن سعد، والطبراني في "الكبير" (240) من طريق سليمان بن بلال، و (241) من طريق روح بن القاسم، أربعتهم عن ابن
عجلان، به.
وأخرجه مسلم (579) (112) ، وأبو داود (988) ، وابن خزيمة (696) ، وأبو عوانة 2/225، والبيهقي 2/130 من طريق عثمان بن حكيم، عن عامر، به بنحوه.
وانظر ما قبله.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم=(26/25)
16101 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَبِيدَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ رَجُلًا حَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كَاذِبًا، فَغَفَرَ لَهُ " (2) قَالَ: شُعْبَةُ: مِنْ قَبْلِ التَّوْحِيدِ
16102 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
__________
= (6000) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في (م) والنسخ الخطية خلا (ظ 12) عن أبي عبيدة، بزيادة أبي، وهو خطأ، وقد ضرب عليها في (ظ 12) .
(2) إسناده ضعيف، فقد اضطرب فيه عطاء بن السائب لاختلاطه، وعَدَّه الإمام الذهبي في "الميزان" 3/72 من مناكيره، وقد سلف الكلام عليه في مسند ابن عباس في الرواية رقم (2280) ، أبو البختري: هو سعيد بن فيروز الطائي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6005) ، والبزار (2178) (البحر الزخار) والطبراني في "الكبير" (287) (قطعة من الجزء13) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقال النسائي: ولا أعلم أحداَ تابع شعبة على قوله: عن أبي البختري، عن عبيدة، عن أبن الزبير.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (586) و (587) ، والبزار (2177) (البحر الزخار) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/238 من طرق عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/83، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح! قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.
وانظر حديث ابن عباس برقم (2280) ، فقد ذكرنا هناك أوجه اضطرابه.
قال السندي: قوله: من قبل التوحيد: أي من أجل اشتمال حلفه على لا إله إلا هو، ففيه ترغيب في قول: لا إله إلا الله.(26/26)
عَنْ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِ أَبِيكَ، فَجُجَّ عَنْهُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "أنت أكبر ولد أبيك" وهذا إسناد ضعيف. فقد انفرد يوسف بن الزبير بهذه اللفظة، ولم يتابعه أحد عليها، نبه على ذلك ابن أبي حاتم في "العلل" 1/282-283 وهو ممن لا يحتمل تفرده، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الحال. ثم إنّه قد اختلف فيه على منصور، فرواه سفيان وجرير- كما في الرواية رقم (16125) - هكذا، ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد- كما في الرواية 6/429- عن منصور، عن مجاهد، عن مولى لابن الزبير، عن ابن الزبير، عن سودة بنت زمعة، به، يعني بزيادة سودة في
الإسناد، ولكن ليس فيه هذه اللفظة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/120 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (263) (قطعة من الجزء13) من طريق أبي حذيفة عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2544) من طريق عبيدة بن حميد النحوي، عن منصور، به، ولم يسق لفظه.
وسيأتي مطولاَ برقم (16125) ، ومن حديث سودة بنت زمعة 6/429.
وله شاهد دون قوله: "أنت أكبر ولد أبيك".
من حديث الفضل بن عباس، وقد سلف (1812) .
ومن حديث ابن عباس، سلف (1890) .
ومن حديث علي، سلف (562) .
ومن حديث أبي رَزِين العُقَيلي سيرد (16184) . =(26/27)
16103 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: إِنَّا لَبِمَكَّةَ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَنَهَى عَنِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ صَنَعُوا ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: وَمَا عِلْمُ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِهَذَا، فَلْيَرْجِعْ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فَلْيَسْأَلْهَا، فَإِنْ لَمْ يَكُنِ الزُّبَيْرُ قَدْ رَجَعَ إِلَيْهَا حَلَالًا وَحَلَّتْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَسْمَاءَ فَقَالَتْ: يَغْفِرُ اللهُ لِابْنِ عَبَّاسٍ، وَاللهِ لَقَدْ أَفْحَشَ، وَاللهِ قَدْ صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ " لَقَدْ حَلُّوا وَأَحْلَلْنَا وَأَصَابُوا النِّسَاءَ " (1)
__________
= قال السندي: قوله: "فحجّ عنه": أي فينبغي للأكبر أن يتحمل المُؤَن.
قلنا: ولكن هذه اللفظة لم تصحَّ.
(1) إسناده حسن، ابن إسحاق- وهو محمد- صدوق، حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن يسار، فقد أخرج له أبو داود في "المراسيل"، وهو ثقة. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري.
وسيأتي نحوه في مسند أسماء بنت أبي بكر 6/350.
وقد سلف بإسنادٍ ضعيف في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم (6240) أن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير سئلوا عن العمرة قبل الحج في المتعة، فقالوا: نعم، سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
وانظر تعليقنا عليه.
والتمتع بالعمرة إلى الحج سلف بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمر ابن الخطاب برقم (4822) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: أنكر: لعدم علمه به. =(26/28)
16104 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ خُصُومَةٌ، فَدَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَعَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ سَعِيدٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: هَاهُنَا، فَقَالَ: لَا، قَضَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَنَّ الْخَصْمَيْنِ يَقْعُدَانِ بَيْنَ يَدَيِ الْحَكَمِ " (1)
__________
= قوله: وما علم ابن الزبير: أي قوله هنا من غير علم.
قوله: فإن لم يكن: الجواب مقدر، أي: فليقل ذلك، لكن قد جاء أن الزبير بقي محرماً، وإنما أسماء حلت، نعم الاستشهاد يكفي فيه حل أسماء وحدها.
قوله: لقد أفحش: لما في كلامه من الإنباء أنه دخل بها.
قوله: لقد حلوا: أي الرجال.
قوله: وأحللنا: أي النساء.
(1) إسناده ضعيف لضعف مصعب بن ثابت، ولانقطاعه، مصعب بن ثابت، لم يسمع من جده عبد الله بن الزبير، بينهما ثابت كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات، خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري من رجال "التعجيل".
وأخرجه أبو داود (3588) - ومن طريقه البيهقي في "السنن " 10/135- عن
أحمد بن منيع، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد مختصراً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (246) (قطعة من الجزء13) من طريق حجاج بن إبراهيم الأزرق، عن ابن المبارك، به، وفيه عمرو بن العاص بدل عمرو بن الزبير.
وأخرجه الحاكم 4/94 من طريق عبدان، عن مصعب بن ثابت، عن أبيه ثابت، أن أباه عبد الله، فذكر الحديث، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه!
وله شاهد لا يفرح به من حديث أم سلمة عند أبي يعلى (5867) =(26/29)
16105 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ بن الزبير، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ (1) ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، لَا
__________
= و (6924) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (622) ، والدارقطني 4/205، والبيهقي 10/135، ولفظه عند البيهقي "من ابتلي بالقضاء بين الناس، فليعدل بينهم في لحظه وإشارته ومقعده" وفي إسناده عباد بن كثير الثقفي، وهو متروك الحديث.
والمشهور في ذلك ما روي عن عمر بن الخطاب في كتاب القضاء الذي بعثه إلى أبي موسى الأشعري، وفيه "آسِ بين الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلك".
وكتاب القضاء هذا أورده ابن القيم في "إعلام الموقعين" 1/85-86 وشرحه شرحاً مسهباً، وقال: وهذا كتاب جليل تلقاه العلماء بالقبول، وبنوا عليه أصول الحكم والشهادة.
قلنا: رواه الدارقطني في "سننه" 4/207 من طريق أحمد، عن سفيان بن عيينة، عن إدريس الأودي، عن سعيد بن أبي بردة، وأخرج الكتاب، فقال: هذا كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين. وسعيد بن أبي بردة: هو سعيد بن أبي بردة عامر بن أبي عبد الله بن قيس الأشعري.
قال السندي: قوله: لا: أي لا أجيء هناك.
قوله: قضاء، بالنصب: أي نأخذ قضاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) لفظ: عن أبي الزبير، سقط من النسخ الخطية و (م) ، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 3/13.(26/30)
إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، وَلَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ " (1)
16106 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس، فقد أخرج له البخاري مقروناً بغيره، واحتَج به مسلم، وقد صرح بالسماع في الرواية الآتية برقم (16122) ، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه مسلم (594) (139) من طريق عبد الله بن نمير بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/232- ومن طريقه مسلم (594) (140) ، والبيهقي 2/185- وأبو داود (1507) - ومن طريقه أبو عوانة 2/245، والبيهقي 2/185- والنسائي في "المجتبى" 3/70، وفي "الكبرى" (9956) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (128) - وأبو يعلى (6811) ، وابن حبان (2008) و (2009) ، من طريقين عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/99 (ترتيب السندي) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (716) - ومسلم (594) (141) ، وابن خزيمة (741) ، وأبو عوانة 2/246، والطبراني في "الدعاء" (681) من طريقين عن أبي الزبير، به.
وسيرد برقم (16122) .
قال السندي: قوله: في دبر كل صلاة: في القاموس: الدبر بالضم، وبضمتين: نقيض القبل، ومن كل شيء عقبه ومؤخره.. والمراد بالصلاة المكتوبةُ، وظاهره أنه يقول بعد السلام قبل السُنَّة، وقيل بعدها.
وقوله: حين يسلم: يؤيد الأول. قلنا: يعني أن يقولها بعد السلام.
قوله: يهلل: من التهليل: أي يوحد الله تعالى.
قوله: بهن: أي بهذه الكلمات.(26/31)
فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: " فَمَا كَانَ عُمَرُ يَسْمَعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ "، يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] (1)
16107 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) وَهُوَ فُرَاتٌ الْقَزَّازُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جَعَلَهُ عَلَى الْقَضَاءِ، إِذْ جَاءَهُ كِتَابُ ابْنِ الزُّبَيْرِ: سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْجَدِّ؟ وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَلِيلًا دُونَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَكِنَّهُ أَخِي فِي الدِّينِ، وَصَاحِبِي فِي الْغَارِ "، جَعَلَ الْجَدَّ أَبًا، وَأَحَقُّ مَا أَخَذْنَاهُ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود: وهو الضبي، فمن رجال مسلم.
نافع بن عمر: هو الجمحي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وكان قاضياً لعبد الله بن الزبير، ومؤذناً له.
وسيرد مطولاً برقم (16133) .
(2) هكذا سمي أبوه في هذه الرواية، وجاء في "تهذيب الكمال" وفروعه: فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز، دون أن يسميه.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج: وهو ابن أرطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معمر بن سليمان الرقي، فقد أخرج له أصحاب السنن خلا أبي داود.
وأخرجه أبو يعلى (6805) من طريق مُعَمَر بن سليمان، بهذا الإسناد. =(26/32)
16108 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، فِي يَوْمِ الْعِيدِ يَقُولُ حِينَ " صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ قَامَ يَخْطُبُ النَّاسَ: أَيُّهَا (2) النَّاسُ، كُلًّا كَذَا سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة مختصراً 11/389 من طريق سفيان الثوري، عن فرات، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (291) (قطعة من الجزء13) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/307 من طريق الحسن بن فرات، عن أبيه فرات، به. وقال: غريب من حديث سعيد بن جبير، وفرات القزاز.
وسيأتي برقم (16112) و (16120) .
وقوله: "لو كنت متخذاً خليلاً ... ".
سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3580) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: جعل الجد أباً.
سلف من حديث ابن عباس برقم (3385) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: جعل الجد: أي جعل أبو بكر، كأنه جواب عما يقال: فما فعل ذاك الذي ذكرت حاله؟ وبما أفتى في الجد؟.
(1) في (م) : ابن الزبير.
(3) في (م) : يا أيُّها.
(3) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (319) (قطعة من الجزء13) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/201،وقال: رواه أحمد، ورجاله=(26/33)
16109 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَوْتَرَ بِسَجْدَةٍ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى يُصَلِّيَ بَعْدَ صَلَاتِهِ بِاللَّيْلِ " (1)
__________
= ثقات.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4602) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: كلاًّ، بالنصب: أي افعلوا كلاَّ، أو فعلت كلاَّ، من الصلاة والخطبة.
وقوله: سنة الله: بدل من "كلاًّ".
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، نافع بن ثابت: هو ابن عبد الله بن الزبير، من رجال "التعجيل"، لم يدرك جده عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة.
وأخرجه البزار (732) (زوائد) والطبراني في "الكبير" (250) (قطعة من الجزء 13) من طريق أبي سلمة، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلم أحداً رواه بهذا اللفظ إلا ابن الزبير، ولا له عنه أحسن من هذا الطريق.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/272، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير"، وفيه نافع بن ثابت- وثابت هو ابن عبد الله بن الزبير- ذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يسمع نافع من جده عبد الله بن الزبير، ولم يدركه، وإنما روى عن أبيه ثابت.
قلنا: وانظر حديث ابن عمر بن الخطاب السالف برقم (4710) .
قال السندي: قوله: وأوتر بسجدة: كأنه كان يفعل أحياناً كذلك حين يقدم الوتر، فقد جاء أنه أوتر أول الليل أيضاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: بَعْدُ، بالضم. =(26/34)
16110 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ (1) الْمَصَّةُ، وَالْمَصَّتَانِ " (2)
__________
قوله: صلاتَه، بالنصب، ونصب بعد بإضافته إلى ما بعدها غير ظاهر.
(1) في (ق) و (م) : الرضاع.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/101، وفي "الكبرى" (5456) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/21 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (13925) ، وابن أبي شيبة 4/285، والنسائي في "الكبرى" (5458) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4557) و (4558) و (4559) و (4560) ، وابن حبان (4225) ، والطبراني في "الكبير" (252) و (253) و (254) (قطعة من الجزء 13) ، والطبراني في "الأوسط" (6245) ، والبيهقي
في "السنن" 7/454، والبغوي في "شرح السنة" (2284) من طرق عن هشام ابن عروة، به، لكن قرن النَّسائي بابن الزبير عائشة.
وأخرجه البيهقي 7/454 من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، عن يحيى ابن سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن الزبير، عن عائشة، به، ولم يسق لفظه، فجعله من مسند عائشة.
وأخرجه كذلك ابن حبان (4227) من طريق إسماعيل بن زكريا الكوفي، عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به، فأسقط من الإسناد ابن الزبير.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (520) من طريق حماد بن زيد، عن ابن أبي مليكة، عن ابن الزبير، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5450) من طريق أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، به. =(26/35)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وسيأتي من طريق أيوب عن ابن أبي مليكة، عن ابن الزبير، عن عائشة 6/31، 95-96، 216.
وأخرجه الطحاوي (4555) من طريق يونس عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، به. وسيأتي من طريق يونس عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به، 6/247.
قال الحافظ في "الفتح" 9/147: وحديث "المصّتان" جاء أيضاً من طرق صحيحة، لكن قال بعضهم: إنه مضطرت، لأنه اختلف فيه هل هو عن عائشة أو عن الزبير، أو عن ابن الزبير أو عن أم الفضل، لكن لم يقدح الاضطراب عند مسلم، فأخرجه من حديث أم الفضل زوج العياس أن رجلاً من بني عامر قال: يا رسول الله، هل تحرم الرضعة الواحدة؟ قال: "لا". وفي رواية له عنها: "لا تحرم الرضعة ولا الرضعتان ولا المصَّة ولا المصَّتان".
قلنا: سيأتي حديث أم الفضل 6/339 و340 إلاّ أن حديث الزبير قد أعله الحفاظ، وقالوا: غير محفوظ.
فقد أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/454، وعلقه في "سننه" إثر الحديث (1150) ، والنسائي في "الكبرى" (5457) ، والبزار في "المسند" (967) ، وأبو يعلى (688) ، والطحاوي في "شرح مشكل الاَثار" (4561) ، وابن حبان (4226) ، والطبراني في "الكبير" (248) من طريق محمد بن دينار الطاحي، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، به. وعندهم خلا الترمذي والطبراني والبزار زيادة: و"الإملاجة والإملاجتان".
قال الترمذي: وهو غير محفوظ، والصحيح عند أهل الحديث حديث ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وقال: فسألت محمداً- يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: الصحيح عن ابن الزبير، عن عائشة، وحديث محمد بن دينار أخطأ فيه، وزاد فيه: عن الزبير، إنما هو هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال البزار: هذا الحديث قد روي عن ابن الزبير من وجوه، ولا نعلم=(26/36)
16111 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ ابْنَةُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ أَسْعَدَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ، عَلَى ابْنَتِهَا أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ بِهَدَايَا، ضِبَابٍ، وَقِرظٍ (1) ، وَسَمْنٍ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَأَبَتْ أَسْمَاءُ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا، وَتُدْخِلَهَا بَيْتَهَا، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} [الممتحنة: 8] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا وَأَنْ تُدْخِلَهَا بَيْتَهَا (2)
__________
=أحداً رواه عن ابن الزبير، عن الزبير إلا محمد بن دينار، عن هشام.
وقال المزي في "تحفة الأشراف" 4/328: ولم يتابعه- يعني محمد بن دينار- أحد على هذا القول.
قال السندي: قوله: "لا يحرم" من التحريم، ومن يرى أن المصة تحرم يقول: كان هذا أول الأمر، ثم نسخ.
(1) في (ظ12) و (س) و (ق) و (ص) : ضباباً وقرظ، وفي هامش (س) لعله: وأقط. قال السندي: وقرظ، بفتحتين: ورق يدبغ به، قيل: ولعله وأقط.
(2) إسناده ضعيف لضعف مصعب بن ثابت: وهو ابن عبد الله بن الزبير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1639) ، وابن سعد في "الطبقات" 8/252، والطبري في "التفسير" 28/66، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (878) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. =(26/37)
16112 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: إِنَّ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا سِوَى اللهِ حَتَّى أَلْقَاهُ لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ " (1) جَعَلَ الْجَدَّ
__________
= وأخرجه الحاكم 2/485-486 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن عبد الله بن المبارك، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جدِّه، قال: قدمت قتيلة، فذكره، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/66، وابن عدي في "الكامل" 6/2359 من طريق بشر بن السري، عن مصعب بن ثابت، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/123، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيأتي من حديث أسماء بنت أبي بكر 6/344، وهو عند البخاري (5978) ، ومسلم (1003) ، وفيه أن أسماء هي التي سألتِ النبيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) حديث صحيح، ابن جريح: وهو عبد الملك بن عبد العزيز- وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/288-289 عن وكيع، والبيهقي 6/46 من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن ابن جريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (47) مختصراً، والبخاري (3658) ، والدارمي 2/353 مختصراً، والبيهقي في "السنن" 6/246، والبغوي في "شرح السنة" (2220) من طريق أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19049) عن ابن جريح، قال: سمعت من أبي يحدث أن ابن الزبير كتب إلى أهل العراق، فذكره.
وقد سلف نحوه برقم (16107) ، وسيكرر (16120) سنداً ومتناً.(26/38)
أَبًا
16113 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَالزُّبَيْرُ حَوَارِيَّ (1) ، وَابْنُ عَمَّتِي " (2)
__________
(1) في (م) : وحواري الزبير.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة، فرواه يونس- ومن تابعه كما سيأتي في التخريج-، عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، كما في هذه الرواية، ورواه سليمان ابن حرب، عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً ليس فيه ابن الزبير كما في الرواية الآتية برقم (16115) ، ورواه مرسلاً كذلك يحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، مرسلاً كما في الرواية رقم (16114) . ورواه فرات الأسدي عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، مرفوعاً كما عند البزار (2593) (زوائد) ، ورواه يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام، مرفوعاً كما عند الحاكم 3/362، وتابع يونس بن بكير محاضِرُ بن المورع كما ذكر الدارقطني في
"العلل " 4/242، وقال: إن كان يونس بن بكير ومحاضر حفظا حديث الزبير، فقد أغربا عن هشام.
ورواه أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، مرفوعاً، وقد سلف 3/314، وقد تابع أبا معاوية أبو أسامة كما عند مسلم (2415) ، وهو الصحيح، وانظر تخريجه ثمة.
وأخرجه البزار (2598) (زوائد) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1392) ، وفي "الآحاد والمثاني" (193) ، والطبراني في "الكبير" (261) (قطعة من الجزء13) من طرق عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن=(26/39)
16114 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، ووَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، مُرْسَلٌ، (1)
16115 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، مُرْسَلٌ لَيْسَ فِيهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ (2)
16116 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: خَاصَمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ الزُّبَيْرَ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلزُّبَيْرِ: سَرِّحِ الْمَاءَ، فَأَبَى فَكَلَّمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ " فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ كَانَ (3) ابْنَ عَمَّتِكَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ: " احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الْجُدُرِ " قَالَ
__________
= عبد الله بن الزبير، به.
وأخرجه البزار (2599) (زوائد) من طريق أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن ابن الزبير، به.
وسيأتي برقم (16114) و (16115) .
(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة.
وأخرجه ابن سعد 3/105 عن أنس بن عياض الليثي، عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً.
وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وانظر ما قبله.
(3) أن كان، قال السندي: بفتح الهمزة: حرف مصدري أو مخفف أنَّ واللاَّم مقمرة: أي: حكمت بذاك لكونه ابن عمتك، وروي بكسر الهمزة على أنه مخفف إن، والجملة استئنافية في موضع التعليل.(26/40)
الزُّبَيْرُ: وَاللهِ إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] إِلَى قَوْلِهِ {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (1) [النساء: 65] "
16117 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (6814) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (519) ، والبخاري (2359) ، ومسلم (2357) ، وأبو داود (3637) ، والترمذي (1363) ، و (3027) ، والنسائي في "المجتبى" 8/245، وفي "الكبرى" (5977) و (11110) ، وابن ماجه (15) و (2480) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (633) ، وابن حبان (24) ، والطبراني في "الكبير" (260) (قطعة من الجزء13) ، والبيهقي في "السنن" 6/153 و10/106 من طرق عن الليث بن سعد، به.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (1021) ، والنسائي في "المجتبى" 8/238-239، وفي "الكبرى" (5963) ، والطبري في "التفسير" (9912) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (632) من طريق ابن وهب، عن الليث ويونس، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه الزبير.
قال أبو حاتم في "العلل" 1/395: أخطأ ابن وهب في هذا الحديث، الليث لا يقول عن الزبير.
وقال الحافظ في "الفتح" 5/35: كان ابن وهب حمل رواية الليث على رواية يونس، وإلا فرواية الليث ليس فيها ذكر الزبير، والله أعلم.
وقد سلف من حديث الزبير برقم (1419) ، وتم شرحه هناك.(26/41)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ صَلَاةٍ فِي هَذَا "
(1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حبيب المعلم، فقد أخرج له البخاري متابعة، واحتج به مسلم.
يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (521) ، والبزار (425) (زوائد) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1183) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (597) و (598) ، وابن حبان (1620) ، وابن عدي في "الكامل" 2/817، والبيهقي في "السنن " 5/246، وفي "الشعب" (4141) و (4142) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/24-25 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقال ابن عبد البر: أسند حبيب المعلم هذا الحديث وجََّده، ولم يخلط في لفظه ولا في معناه.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1367) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (4143) من طريق الربيع بن صبيح، عن عطاء، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف" (9133) عن ابن جريج، قال: أخبرنا عطاء أنه سمع ابن الزبير، فذكر نحوه.
وأخرجه كذلك (9134) عن ابن جريج، قال: أخبرني سليمان بن عتيق مثل خبر عطاء هذا. قلنا: يعني عن ابن الزبير.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/4-5، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" بنحو البزار، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح.
وقد سلف نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص برقم (1605) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(26/42)
16118 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَقَالَ يُونُسُ: عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، قَالَ عَفَّانُ: يَخْطُبُنَا، وَقَالَ يُونُسُ: وَهُوَ يَخْطُبُ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ " (1)
16119 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثُوَيْرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَصُومُوه، فَإِنَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5833) ، والنسائي في "المجتبى" 8/200، وفي "الكبرى" (9583) و (11344) - وهو في "التفسير" (364) - وأبو يعلى (6815) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/246 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (314) (قطعة من الجزء13) من طريق حماد بن واقد الصفار، عن ثابت، به.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (9586) وأبو يعلى (6817) من طريق خليفة بن كعب، عن ابن الزبير موقوفاً.
وقد سلف من حديث عمر بن الخطاب برقم (123) ، وصرح هناك عبد الله ابن الزبير بسماعه الحديث من عمر بن الخطاب، فهو هنا مرسل صحابي.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (5364) ، وقد ذكرنا أحاديث الباب في رواية أبي سعيد الخدري السالفة برقم (11179) .
قال السندي: قوله: "من لبس الحرير": أي من الرجال.(26/43)
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صُومُوهُ " (1)
16120 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: إِنَّ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا سِوَى اللهِ حَتَّى أَلْقَاهُ لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ " (2) جَعَلَ الْجَدَّ أَبًا
16121 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف جدّاً لضعف ثوير: وهو ابن أبي فاختة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَبيعي.
وأخرجه البزار (1050) (زوائد) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/76، والطبراني في "الكبير" (293) (قطعة من الجزء13) ، وابن عدي في "الكامل" 2/533 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/184، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، وثوير ضعيف.
وسيأتي برقم (16132) .
وقد ثبت نسخ فرضية صوم عاشوراء فيما سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (4024) ، وذكرنا هناك التخيير في صومه، فانظره لزاماً.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (16112) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16110) ، إلاَّ أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.(26/44)
16122 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ - أَوِ الصَّلَوَاتِ - يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، أَهْلُ النِّعْمَةِ وَالْفَضْلِ، وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس، فقد أخرج له البخاري مقروناً بغيره، واحتج به مسلم. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّةَ، وحجاج بن أبي عثمان: هو الصَّوَّاف.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص496 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (594) ، وأبو داود (1506) - ومن طريق أبي عوانة 2/245- والنسائي في "المجتبى" 3/69، وفي "الكبرى" (11461) ، وأبو يعلى (6810) ، وابن خزيمة (740) ، وابن حبان (2010) ، والطبراني في "الكبير" (308) (قطعة من الجزء13) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 496 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (309) و (310) و (311) و (312) من طرق عن أبي الزبير، به.
وقد سلف برقم (16105) . =(26/45)
16123 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَلِيًّا ذَكَرَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّهَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي، يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا، وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا " (1)
16124 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ،
__________
= قال السندي: قوله: "أهل النعمة": بالرفع، أي هو، أو بالنصب: أي أمدح أو أذكر أو أعني، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو السختياني.
وأخرجه الترمذي (3869) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2957) ، والطبراني في "الكبير" (277) (قطعة من الجزء13) و22/ (1013) ، والحاكم 3/159 من طريق إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن علية. وعند ابن أبي عاصم والطبراني: "ويغضبني ما أغضبها".
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، هكذا قال أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن الزبير، وقال غير واحد: عن ابن أبي ملكية عن المسور بن مخرمة، ويحتمل أن يكون ابن أبي مليكة روى عنهما جميعاً.
قلنا: حديث المِسوَر بن مخرمة عند البخاري (3729) ، ومسلم (2449) ، وسيرد 4/323 و326، مطولاً.
وقال الحافظ في "الفتح": ورجَّح الدارقطني وغيره طريق المسور ... نعم يحتمل أن يكون ابن الزبير سمع هذه القطعة فقط، أو سمعها من المسور فأرسلها.
قال السندي: قوله: ذكر ابنة أبي جهل: أي بالنكاح.(26/46)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَنِ الْجَرِّ وَالدُّبَّاءِ (1)
16125 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ رُكُوبَ الرَّحْلِ، وَالْحَجُّ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: " أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ، أَكَانَ ذَلِكَ يُجْزِئُ عَنْهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاحْجُجْ عَنْهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الحكم: وهو عمران بن الحارث السلمي من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وقد اقتصرت النسخ الخطية على سؤال أبي الحكم لابن الزبير، وجاء لفظه في "أطراف المسند" 3/10: سألت عبد الله بن الزبير، فقال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الجر والدباء.
قلنا: وقد أخرجه بلفظ "الأطراف" الدارمي 2/117، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/223 من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد، وفيه سؤال أبي الحكم لعدد من الصحابة، معهم ابن الزبير.
وقد سلف في مسند عمر بن الخطاب برقم (185) ، وفيه كذلك سؤال أبي الحكم لعدد من الصحابة، منهم ابن الزبير.
(2) حديث صحيح دون قوله: "أنت أكبر ولده"، يوسف بن الزبير، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16102) ، وبقية رجاله ثقات رجال=(26/47)
16126 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَّتَ لِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ (1) " (2)
__________
= الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/117-118، والدارمي 2/41، وأبو يعلى (6812) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2545) ، والبيهقي في "السنن" 4/329، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/390 و9/132 من طريق جرير، بهذا الإسناد.
قلنا: وهذا السائل من خثعم هو الذي روى حديثه الفضل بن عباس السالف برقم (1812) ، وقد سماه الحافظ في "الفتح" 4/68 حصين بن عوف الخثعمي، وقد روي الحديث من عدة طرق كان السائل فيه أيضاً امرأة، فقال الحافظ: والذي يظهر لي من مجموع هذه الطرق أن السائل رجل وكانت ابنته معه، فسألت أيضاً والمسؤول عنه أبو الرجل وأمه جميعاً.
قلنا: وليس في هذه الطرق أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأله "أنت أكبر ولده؟ " والقصة واحدة مما يدل على ضعف هذه اللفظة.
وقد سلف مختصراَ برقم (16102) .
(1) في (م) : قرناً.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أيوب وهو السختياني لم يسمع من ابن الزبير، أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/216، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح إلاَّ أن أيوب بن أبي تميمة لم يسمع من ابن الزبير. =(26/48)
16127 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَمْعَةَ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ، وَكَانَ تَبَطَّنَهَا، وَكَانُوا يَتَّهِمُونَهَا فَوَلَدَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَوْدَةَ: " أَمَّا الْمِيرَاثُ فَلَهُ، وَأَمَّا أَنْتِ فَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكِ بِأَخٍ " (1)
__________
= وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4455) .
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6697) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) حديث صحيح دون قوله: "فإنه ليس لكِ بأخ"، وهذا إسناد ضعيف، مجاهد: وهو ابن جبر المكي لم يسمع من ابن الزبير، بينهما يوسف بن الزبير، وهو القرشي الأسدي، مولى آل الزبير، كما سيأتي في التخريج، ويوسف روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وقد انفرد بهذه اللفظة، ولا يحتمل تفرده، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (13820) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4256) ، والطبراني في "الكبير" (264) (قطعة من الجزء13) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/180-181، وأبو يعلى (6813) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4257) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/115، والدارقطني 4/240، والحاكم 4/96-97، والبيهقي 6/87، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/465 من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني في "الكبير" (265) (قطعة من الجزء13) من طريق قيس ومفضل ابن مهلهل، ثلاثتهم عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه كذلك في=(26/49)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الميزان".
وأخرجه ابن أبي شيبة- فيما ذكره الحافظ في "أطراف المسند" 3/12- ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4255) عن الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير أو عن مولى لابن الزبير- شك منصور- عن ابن الزبير، به نحوه.
وله شاهد من حديث عائشة عند البخاري (6749) ، ومسلم (1457) وسيأتي 6/37 و129، ولفظه عند مسلم: عن عائشة، أنها قالت: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام، فقال سعد: هذا يا رسول الله، ابنُ أخي عتبة بن أبي وقاص، عهد إليَّ أنه ابنه، انظر إلى شبهه. وقال عبد بن زمعة: هذا أخي يا رسول الله، ولد على فراش أبي، من وليدته. فنظر رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى شبهه، فرأى شبهاً بيِّنا بعُتْبة. فقال: "هو لك يا عبد، الولد للفراش وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة". قالت: فلم ير سودةَ قط.
وسيأتي نحوه في مسند سودة بنت زمعة 6/429.
وقوله: "ليس لكِ بأخ". ضعفها الخطابي في "معالم السنن" 3/280، وتبعه النووي فقال: هذه الزيادة باطلة مردودة، فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 12/37 وعلى فرض ثبوتها فقد أوّلها الحافظ، فقال: معنى قوله: "ليس لكِ بأخ": بالنسبة للميراث من زمعة، لأن زمعة مات كافراً، وخلف عبد بن زمعة والولد المذكور وسودة، فلاحق لسودة في إرثه، بل حازه عبد قبل الاستلحاق، فإذا استلحق الابن المذكور شاركه في الإرث دون سودة، فلهذا قال لعبد: "هو أخوك"، وقال لسودة: "ليس لكِ بأخ".
وقال القرطبي: ويحتمل أن يكون ذلك لتغليظ أمر الحجاب في حق أمهات المؤمنين.
وقال البيهقي 6/87: ويحتمل أن يكون المراد بقوله- إن كان قاله- فإنه ليس لك بأخ شبهاً، وإن كان بحكم الفراش أخاً، فلا يكون لقوله: "هو أخوكَ يا عبد" مخالفاً، فقد ألحقه بالفراش حتى حكم له بالميراث، وبالله التوفيق.=(26/50)
16128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ، لَقَدْ " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلَانًا، وَمَا وُلِدَ مِنْ صُلْبِهِ " (1)
__________
= قوله: تبطنها: من تبطن الرجل جاريته إذا باشرها وجامعها. "اللسان" (بطن) ، قال امرؤ القيس:
كأَنِّي لم أَرْكَبْ جَوَاداً لِلَذةٍ ... ولم أَتَبَطَّنْ كاعِبَاً ذاتَ خلخالِ
وقد أخطأ المعلق على مسند أبي يعلى (6813) في هذا الحرف فقرأه يَبْطُنُ.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البزار (1623) (زوائد) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، ولفظه: ورَبِّ هذا البيت، لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني (299) (قطعة من الجزء13) من طريقين عن إسماعيل ابن أبي خالد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (289) (قطعة من الجزء13) .
وأخرجه الحاكم 4/481 من طريق أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري، عن إبراهيم بن منصور، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن سوقة، عن الشعبي، عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن الحكم وولده، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: الرشديني ضعفه ابن عدي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/241، وقال: رواه أحمد والبزار، والطبراني بنحوه، وعنده رواية كرواية أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بإسنادِ صحيح برقم (6520) وفيه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليدخلن عليكم رجل لعين" ولم يذكر ولده.
وعند البزار في "البحر الزخار" (2273) من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن البهي مولى الزبير قال: كنت في=(26/51)
16129 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَتَذْكُرُ يَوْمَ " اسْتَقْبَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمَلَنِي وَتَرَكَكَ، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْتَقْبَلُ بِالصِّبْيَانِ إِذَا جَاءَ مِنْ سَفَرٍ " (1)
__________
= المسجد ومروان يخطب، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: والله ما استخلف أحداً من أهله، فقال مروان: أنت الذي نزلت فيك: (والذي قال لوالديه: أف لكما) فقال عبد الرحمن: كذبت، ولكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن أباك.
قال السندي: قوله: فلاناً: أي الحكم.
قوله: وما ولد: عطف على فلان: أي ولده فلان، والمراد مروان، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عَياش في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم ابن نافع الحمصي.
وأخرجه الحاكم 3/555-556 من طريق الوليد بن مزيد، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
قلنا: وفي هذه الرواية قلب، وقد سلف من حديث عبد الله بن جعفر في مسنده برقم (1742) بإسنادِ صحيح على شرط الشيخين أن عبد الله بن جعفر قال لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، قال: فحملنا وتركك. يعني أن المتروك هو عبد الله بن الزبير.
وجاء في الرواية نفسها بسياق آخر: أتذكر إذ تلقينا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنا وأنتَ وابن عباس؟ فقال: نعم، فحملنا وتركك. يعني دون قوله: "قال " قبل "فحملنا"، كما في السياق الأول. ويكون القائل "فحملنا" هو عبد الله بن الزبير.
قال الحافظ في "الفتح" 6/192 في سقوط "قال" التي بعد نعم: وبإثباتها=(26/52)
* 16130 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَعْلِنُوا النِّكَاحَ " (1)
__________
= توافق رواية البخاري، وبحذفها تخالفها، والله أعلم.
قلنا: ورواية البخاري التي أشار إليها الحافظ هي (3082) وفيها: قال ابن الزبير لابن جعفر رضي الله عنهم: أتذكر إذ تلقينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.
وقال الحافظ: والذي في البخاري أصح.
(1) حسن لغيره وهذا إسناده فيه عبد الله بن الأسود القرشي، من رجال "التعجيل"، انفرد بالرواية عنه عبد الله بن وهب، قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/328 من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2214) (البحر الزخار) ، وابن حبان (4066) ، والطبراني في "الكبير" (235) (قطعة من الجزء13) ، وفي "الأوسط" (5141) ، والحاكم 2/183- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/288- وأبو نعيم في "الحلية" 8/328 من طرق عن عبد الله بن وهب، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!
وله شاهد من حديث محمد بن حاطب، سلف برقم (15451) بإسناد حسن، ولفظه: "فصلُ ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح" فالحديث حسن لغيره.
وآخر لا يفرح به من حديث عائشة عند الترمذي (1089) ، ولفظه: "أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف"، وفي إسناده=(26/53)
16131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ أَبِي (1) مَسْلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الْعَزِيزِ (2) بْنَ أَسِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ؟ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ " (3)
16132 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَصُومُوه فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِصَوْمِهِ " (4)
__________
= عيسى بن ميمون الواسطي الأنصاري، وهو متروك. قال أحمد بن سنان القطان، عن عبد الرحمن بن مهدي: استعديت على عيسى بن ميمون في هذه الأحاديث عن القاسم بن محمد في النكاح وغيره، فقال: لا أعود. فيما ذكره المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمته.
وانظر حديث الربيع بنت معوذ، سيرد 6/359، وحديث عائشة، سيرد 6/269.
والحديث الآتي برقم (16626) .
ومعنى أعلنوا النكاح: إذاعتُه بين الناس والإشهاد يقوم مقام الإعلان، وقال المالكية: الإعلان فرضٌ ولا يغني عنه الإشهاد.
(1) في (م) : بن، بدل أبي، وهو تحريف.
(2) في (م) : عبد الله بن أسيد، وهو تحريف.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد العزيز بن أسيد، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16098) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/303 من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16098) ، وانظر (16124) .
(4) إسناده ضعيف جداً، وهو مكرر (16119) إلا أن شيخ أحمد هنا هو=(26/54)
16133 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ أَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الْآخَرُ بِغَيْرِهِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: إِنَّمَا أَرَدْتَ خِلَافِي، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ، " فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] إِلَى قَوْلِهِ {عَظِيمٌ} [الحجرات: 3] "، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: " فَكَانَ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ - وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ - إِذَا حَدَّثَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ (1) كَأَخِي السِّرَارِ، لَمْ يَسْمَعْهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ " (2)
__________
= حسين بن محمد: وهو ابن بهرام المَرُّوذي.
(1) في (م) : حديثه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (7302) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري كذلك (4845) ، والترمذي (3266) ، والطبري في "التفسير" 26/119، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (335) و (336) والطبراني في "الكبير" (275) (قطعة من الجزء13) من طرق عن نافع بن عمر، به.
وأخرجه البخاري (4367) و (4847) ، والنسائي في "المجتبى" 8/226، وفي "الكبرى" (11514) - وهو في "التفسير" (534) - وأبو يعلى (6816) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (337) ، والطبراني (276) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص287، والبغوي في "التفسير" 6/218 من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، به. =(26/55)
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ (1)
16134 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: كُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَانَا بِالْبَقِيعِ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ (2) التُّجَّارِ - فَسَمَّانَا بِاسْمٍ أَحْسَنَ مِنْ اسْمِنَا - إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ، وَالْكَذِبُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ " (3)
__________
= وقد سلف مختصراً برقم (16106) .
قال السندي: قوله: فكان عمر: لعله خصَّه بالذكر لأنه كان جهير الصوت بخلاف أبي بكر، رضي الله تعالى عنهما.
قوله: كأخي السرار: قال الحافظ في "الفتح": السرار: بكسر السين وتخفيف الراء: أي الكلام السر، ومنه المساررة. وأما قوله: كأخي، فقال ابن الأثير: معنى قوله: "كأخي السرار" لصاحب السرار قاله الخطابي، ونقل عن ثعلب أن المعنى كالسرار، ولفظ "أخي" صلة.
قال: والمعنى: كالمناجي سراً.
(1) قال السندي: غفاري، وقيل: جهني أو بجلي، سكن الكوفة، وله صحبة.
(2) في (ظ12) و (ص) : معاشر.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم: وهو ابن بهدلة، فقد أخرج له الشيخان مقروناً بغيره، وهو حسن الحديث وقد توبع، وصحابيه لم يخرج له إلا أصحاب السنن. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.=(26/56)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (914) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (438) - ومن طريقه الحاكم 2/5- وأبو داود (3327) ، والنسائي في "المجتبى" 7/14-15، وفي "الكبرى" (4740) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1014) و (1015) ، وابن الجارود في "المنتقى" (557) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (914) من طريق سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد وعاصم بن بهدلة، وقرنوا معهما عبد الملك بن أعين، عن
أبي وائل، به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/14، وفي "الكبرى" (4739) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن أعين، عن أبي وائل، به.
وأخرجه بنحوه الترمذي (1308) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (912) و (913) من طرق عن عاصم، به، وقال الترمذي: حديث قيس بن أبي غرزة حديث حسن صحيح، رواه منصور والأعمش وحبيب بن أبي ثابت وغير واحد عن أبي وائل، عن قيس بن أبي غرزة، ولا نعرف لقيسٍ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير هذا.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/15 و247، وفي "الكبرى" (4742) ، والطبراني في " الكبير" 18/ (915-919) ، وفي "الصغير" (130) ، والحاكم 2/5، وأبو نعيم في "الحلية" 7/125-126، والخطيب في "تاريخه" 5/203-204 من طرق عن أبي وائل، به.
وسيأتي بالأرقام (16135) و (16136) و (16137) و (16138) و (16139) (16140) .
وفي الباب من حديث البراء بن عازب عند ابن أبي شيبة 7/21-22، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2082) ، والبيهقي في "الشعب" (4848) .
وآخر من حديث رفاعة عند الترمذي (1210) ، والطحاوي في "شرح=(26/57)
16135 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: كُنَّا نَبْتَاعُ الْأَوْسَاقَ بِالْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ، قَالَ: فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِمَّا كُنَّا نُسَمِّي بِهِ أَنْفُسَنَا، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ (1) التُّجَّارِ إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ، وَالْحَلِفُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ " (2)
__________
= مشكل الآثار" (2083) وانظر تتمة تخريجه هناك.
قال السندي: قوله: كنا: أي معشر التجار.
قوله: نسمَّى: على بناء المفعول، ويحتمل بناء الفاعل، بتقدير: أي أنفسنا.
قوله: السماسرة، بفتح السين الأولى وكسر الثانية، جمع سِمْسار، بكسر السين: وهو القيِّم بأمر البيع، والحافظ له.
قال الخطابي: هو اسم أعجمي، وكان كثير ممن يعالج البيع والشراء فيهم العجم، فتلقوا هذا الاسم عنهم، فغيّره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتجار الذي هو من الأسماء العربية.
قوله: "التجار"، بضم فتشديد، أو كسر وتخفيف.
قوله: "الحَلِف"، بفتح حاء مهملة وكسر لام: اليمين الكاذبة، ذكره السيوطي في بعض الحواشي، قلت (القائل السندي) : ويجوز سكون اللام أيضاً، ذكره في "المجمع" وغيره. والحلف اليمين مطلقاً، وتخصيص الكاذبة جاء مِن ضمِّ الكذب إلى الحلف.
قوله: "فشوبوه"، بضم الشين: أمر من الشوب بمعنى الخلط، أمرهم بذلك ليكون كفارة لما يجري بينهم من الكذب وغيره، والمراد بها صدقة غير معينة حسب تضاعيف الآثام.
(1) في (ظ12) و (ص) : معاشر.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلاَّ أن صحابيه لم يخرج=(26/58)
16136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي السُّوقِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ السُّوقَ يُخَالِطُهَا اللَّغْوُ، وَحَلِفٌ فَشُوبُوهَا بِصَدَقَةٍ " (1)
16137 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ
__________
= له سوى أصحاب السنن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/21، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (908) ، عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1204) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2080) و (2081) - والطبراني في "الكبير" 18/ (905) و (907) ، والبيهقي في "السنن" 5/265-266، والخطيب في "تاريخه" 10/132 من طرق عن الأعمش، به.
وانظر ما قبله، وسيكرر 4/279-280.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/15، وفي "الكبرى" (4741) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (903) ، والحاكم 2/5 من طريق مسلم ابن إبراهيم، عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (904) من طريق أبي عوانة، عن مغيرة، به.
وقد سلف برقم (16134) .(26/59)
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَبِيعُ الرَّقِيقَ، نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ بَيْعَكُمْ هَذَا يُخَالِطُهُ لَغْوٌ، أَوْ حَلِفٌ (1) ، فَشُوبُوهُ بِصَدَقَةٍ، أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ صَدَقَةٍ " (2)
16138 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: كُنَّا نَبِيعُ الرَّقِيقَ فِي السُّوقِ، وَكُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ، فَسَمَّانَا رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَحْسَنَ مِمَّا سَمَّيْنَا بِهِ أَنْفُسَنَا، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ (3) التُّجَّارِ، إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ، وَالْأَيْمَانُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ " (4)
__________
(1) في (م) و (ق) : وحلف.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقَات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وأخرجه الطيالسي (1205) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2080) ، والبيهقي في "السنن" 5/266- وعبد الرزاق في "المصنف" (15962) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2081) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (909) ، وابن عدي في "الكامل" 2/814، والحاكم 2/6 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (910) مختصراً و (911) من طريقين عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وقد سلف برقم (16134) .
(3) في (ظ 12) و (ص) : معاشر.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج=(26/60)
16139 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: كُنَّا نُسَمَّى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّمَاسِرَةَ، فَمَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ (1) التُّجَّارِ، إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ، وَالْحَلِفُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ " (2)
16140 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، مَوْلَى صُخَيْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْهَى عَنْ بَيْعٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهَا مَعَايِشُنَا، قَالَ: فَقَالَ: "
__________
= له سوى أصحاب السنن. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (906) ، والحاكم 2/6 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16134) .
(1) في (ظ12) و (ص) : معاشر.
(2) إسناده صحيح كسابقه.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 24/75 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3326) والترمذي (1208) ، وابن ماجه (2145) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2079) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16134) .(26/61)
لَا خِلَابَ إِذًا " وَكُنَّا (1) نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) ، قال: وكنا.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، إبراهيم مولى صُخَيْر- وهو إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي- لم يدرك أحداً من الصحابة، ثم إنه- وإن روى له البخاري- قد ضُعِّف، وقوله: عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعله قيس بن أبي غرزة كما جاء مصرحاً به في الروايات السابقة، وهو ما ذهب إليه أحمد إذ أورده في مسنده، وهو من رواية شقيق بن سلمة عنه، فلعل إبراهيم سمعه من
شقيق، وأخطأ فيما زاده فيه.
وقوله: وكنا نسمى السماسرة، الحديث، سلف بإسناد صحيح برقم (16134) وما بعده.
وأورده الهيثمي بتمامه في "مجمع الزوائد" 4/79، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!
وقوله: "لا خلاب" سلف بسياق آخر من حديث ابن عمر رقم (5036) وإسناده صحيح.(26/62)
حَدِيثُ أَبِي سَرِيحَةَ الْغِفَارِيِّ (1) حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ
16141 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا (2) وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: " مَا تَذْكُرُونَ؟ " قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوا (3) عَشْرَ آيَاتٍ: الدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، والدَّابَّةُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَيَأْجُوجُ، وَمَأْجُوجُ، وَثَلَاثُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ (4) تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ " (5) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " سَقَطَ كَلِمَةٌ "
__________
(1) قال السندي: غفاري مشهور بكنيته، شهد الحديبية، وذُكِرَ فيمن بايع تحت الشجرة، ثم نزل الكوفة.
مات سنة اثنين وأربعين، قيل: صلى عليه زيد بن أرقم.
(2) لفظ "علينا" من (م) و (ق) ، وهو نسخة في هامش (س) .
(3) في النسخ الخطية و (م) "ترون " بإثبات النون، وقد ضبب فوقها في (س) والمثبت من (ق) وهو الوجه.
(4) قال السندي: هكذا في هذه الرواية بلا ذكر المضاف إليه كما نبَّه عليه أبو عبد الرحمن، وسيجيء ما يدل على أن المراد: من قبل عدن. قلنا: أبو عبد الرحمن يعني عبد الله بن أحمد بن حنبل، وقد أشار إلى ذلك عقب هذه الرواية.
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم. فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القزاز، أبو الطفيل: هو عامر=(26/63)
16142 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَمَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَوْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً - فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَاذَا أَشَقِيٌّ (1) أَمْ سَعِيدٌ؟ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَكْتُبَانِ، فَيَقُولَانِ: مَاذَا؟ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقُولُ
__________
= ابن واثلة.
وأخرجه الحميدي (827) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (3033) - ومسلم (2901) (39) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4250) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1013) ، وابن حبان (6843) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1067) ، وأبو داود (4311) ، والترمذي (2183) ، والنسائي في "الكبرى" (11380) و (11482) - وهو في "التفسير" (400) و (502) - والطبراني في "الكبير" (3029) و (3030) و (3032) من طرق عن فرات القزاز، به.
وأخرجه الطبراني (3034) من طريق الوليد بن الوليد، عن سعيد بن بشير، عن قتادهّ عن أبي الطفيل، به. والوليد بن الوليد الدمشقّي متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني كذلك (3060) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن الربيع بن عميلة، عن أبي سريحة، به. وابن أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ.
وسيأتي بالأرقام: (16143) و (16144) و6/10.
قال السندي: قوله: "إلى محشرهم": أي أرض الشام، كذا قالوا. وقد ذكروا ترتيب الآيات تقدماً وتأخراً، والأقرب التوقف، فالتفويض إلى عالِمِه.
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : شقي.(26/64)
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَكْتُبَانِ، فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ، وَأَثَرُهُ، وَمُصِيبَتُهُ، وَرِزْقُهُ، ثُمَّ تُطْوَى الصَّحِيفَةُ، فَلَا يُزَادُ عَلَى مَا فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم. سفيان: هو ابن عُيينة. وعمرو: هو ابن دينار.
أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة، وهو صحابي، فيكون هذا الحديث من رواية صحابي عن صحابي.
وأخرجه الحميدي (826) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (3039) - ومسلم (2644) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (180) ، وفي "الآحاد والمثاني" (1010) ، والآجري في "الشريعة" ص82-183، اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1045) ، والبيهقي في "الاعتقاد والهداية" ص113 من طريق سفيان ابن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1011) ، والطبراني في "الكبير" (3038) ، واللالكائي (1046) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، به، نحوه.
وأخرجه مسلم (2645) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (179) ، وابن حبان (6177) ، والطبراني في "الكبير" (3036) و (3040) و (3044) و (3045) ، والآجري في "الشريعة" ص183، واللالكائي (1047) من طرق عن أبي الطفيل، به، نحوه.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3624) .
قال السندي: قوله: "فيكتبان": ظاهره أن الضمير للملكين، وإفراد الملك فيما سبق لحمله على الجنس، والمراد ملكان، فحيث جاء الإفراد، رُوعي اللفظ، وحيث جاء التثنية رُوعي المراد.
وأما قوله: "فيقولان ماذا ... " إلخ، فالظاهر أنه تأكيد وتكرير للأول، والله تعالى أعلم.(26/65)
16143 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ تَحْتَهَا نَتَحَدَّثُ، قَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا تَذْكُرُونَ؟ " قَالُوا: السَّاعَةَ، قَالَ: " إِنَّ السَّاعَةَ لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ (1) عَشْرَ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَالدَّابَّةُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تُرَحِّلُ النَّاسَ " - فَقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُهُ، وَأَحْسِبُهُ قَالَ -: " تَنْزِلُ مَعَهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا " قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ رَجُلٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، لَمْ يَرْفَعْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَحَدُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ " وَقَالَ الْآخَرُ: " رِيحٌ تُلْقِيهِمْ فِي الْبَحْرِ " (2)
__________
(1) ضبب فوقها في (س) ، وجاء في هامشها: تروا، نسخة، قلنا: وهو الجادة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فإنه لم يخرج له سوى مسلم، لكن اختلف في رفعه ووقفه.
وأخرجه بتمامه مسلم (2901) (41) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً (2901) (40) ، والترمذي (2183) ، وابن حبان (6791) ، والطبراني في "الكبير" (3028) من طرق عن شعبة، به.
وقوله: قال شعبة: وحدثني بهذا الحديث رجل عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، ولم يرفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(26/66)
16144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غُرْفَةٍ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرَوْنَ (1) عَشْرَ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانُ، وَالدَّابَّةُ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ، وَمَأْجُوجَ، وَخُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَالدَّجَّالِ، وَثَلَاثُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ - أَوْ تَحْشُرُ
__________
قلنا: الرجل الذي روى عنه شعبة هو عبد العزيز بن رُفَيعْ، كما جاء مصرَحاً به عند مسلم وابن حبان، وقد وقفه، ورجح الدارقطني وقفه في "التتبع" ص258، فقال بعد ذكر رواية فرات بن القزاز المرفوعة: وهذا لم يرفعه غير فرات عن أبي الطفيل من وجه يصح مثله، ورواه عبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن ميسرة عن أبي الطفيل موقوفًا، وأما النووي، فرجح رواية الرفع، فقال: في "شرح مسلم" بعد أن نقل كلام الدارقطني: وقد ذكر مسلم رواية ابن رفيع موقوفة كما قال، ولا يقدح هذا في الحديث فإن فرات بن القزاز (في "شرح مسلم": عبد العزيز بن رفيع وهو خطأ، فإن راوي الرفع فرات وليس عبد العزيز بن رفيع) . حافظ متفق على توثيقه فزيادته مقبولة.
وقد سلف برقم (16141) .
قال السندي: قوله: في غرفة، بضم غين معجمة: العليَّة.
قوله: "تُرَحّلُ النَاسَ"، من الترحيل، في "القاموس": رَحَلَ كمنع: أي انتقل، ورَحَلْتُهُ ترحيلاَ، فهو راحل.
(1) ضبب فوقها في (س) .(26/67)
النَّاسَ، تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا " (1)
16145 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ (2) بِمَوْتِ النَّجَاشِيِّ، قَالَ: فَقَالَ (3) : " صَلُّوا عَلَى أَخٍ لَكُمْ بِغَيْرِ بِلَادِكُمْ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه لكن اختلف في رفعه ووقفه.
وأخرجه الترمذي (2183) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/130 مختصراً و163، والترمذي (2183) ، وابن ماجه (4041) مختصراً، و (4055) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1012) ، والطبراني في "الكبير" (3031) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به.
وقد سلف برقم (16141) .
(2) في (ظ 12) و (ص) و (ق) ، وهامش (س) و (ق) . خَبَّرَ
(3) لفظ "فقال" من هامش (س) و (م) .
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه ثم يخرج له سوى مسلم، وعبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- من رجال مسلم كذلك وقد توبع، وسماعه هو وروح من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، ولقتادة سماع من أبي الطفيل فيما ذكره العلائي في "جامع التحصيل" ص312 عن علي ابن المديني، وروايته عنه في "صحيح مسلم".
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 14/445 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3047) من طريق شعيب بن إسحاق، عن سعيد، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني (3048) من طريق عمران بن داور القطان، عن=(26/68)
16146 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ يَوْمًا فَقَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، مَاتَ بِغَيْرِ بِلَادِكُمْ " قَالُوا: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ " قَالَ: " صُحْمَةُ النَّجَاشِيُّ " وَقَالَ أَزْهَرُ: " صَحْمَةُ "، وَقَالَ أَزْهَرُ: أَبِي الطُّفَيْلِ اللَّيْثِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ (1)
16147 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: " صَلُّوا عَلَى أَخٍ لَكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ أَرْضِكُمْ " قَالُوا: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " صُحْمَةُ النَّجَاشِيُّ " فَقَامُوا فَصَلَّوْا عَلَيْهِ (2)
__________
= قتادة، به.
وسيأتي برقم (16146) و (16147) .
وقد سلف نحوه من حديث أبي هريرة برقم (7147) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر مسند ابن جارية الأنصاري (16606) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين كسابقه، إلا أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم، وأزهر بن القاسم: وهو المكي، مختلف فيه، حسن الحديث، روى له أصحاب السنن خلا الترمذي، وقد توبع. المثنى: هو ابن سعيد الضبَعِي.
وأخرجه الطيالسي (1068) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/432، وابن ماجه (1537) ، والطبراني في "الكبير" (3046) من طريقين عن المثنى، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج=(26/69)
حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ (1)
16148 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ عُقْبَةَ، وَلَكِنِّي لِحَدِيثِ عُبَيْدٍ أَحْفَظُ قَالَ: تَزَوَّجْتُ فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: إِنِّي قد أَرْضَعْتُكُمَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فُلَانَةَ ابْنَةَ فُلَانٍ، فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَرْضَعْتُكُمَا (2) وَهِيَ كَاذبةٌ (3) ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ، فَقَالَ (4) : " كَيْفَ بِهَا وَقَدْ زَعَمَتْ أَنَّهَا أَرْضَعَتْكُمَا؟ دَعْهَا عَنْكَ " (5)
__________
= له سوى مسلم، وأبو سعيد مولى بني هاشم هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، فقد أخرج له البخاري متابعة، وقد توبع.
وانظر ما قبله.
(1) قال السندي: قرشي نوفلي، قيل: هو أبو سِروعة، وقيل: أبو سروعة أخوه.
مات في خلافة ابن الزبير، وجاء أنه أسلم يوم الفتح.
(2) في (ظ 12) و (ص) : قد أرضعتكما.
(3) في (س) و (م) : كافرة، وهي تحريف.
(4) في (م) : فقال لي، وفي (س) : فقال لها.
(5) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري، وكذلك عبيد بن أبي مريم: وهو المكي وليس له فيه إلا هذا الحديث، ولكنه متابع. فقد سمعه ابنُ أبي مليكة منه عن عقبة، وسمعه من عقبة دون واسطة كما صرح بذلك في هذا الإسناد.=(26/70)
16149 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أُمَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أَبِي إِهَابٍ (1) ، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ
__________
= إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه البخاري (5104) ، وأبو داود (3604) ، والترمذي (1151) ، والنسائي في "المجتبى" 6/109، وفي "الكبرى" (6028) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4571) ، والدارقطني 4/175-176، والبيهقي 7/463 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13968) و (15435) ، وأبو داود (3603) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4569) و (4570) ، وابن حبان (4216) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (974) و (975) ، والدارقطني 4/177 من طرق عن أيوب، به.
وسيأتي بالأرقام (16149) و (16153) و (16154) و4/383، وسيكرر 4/383 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: قد أرضعتكما: أي أرضعتُكَ وزوجتَكَ.
وقوله: فأعرض عني: كأنه أعرض لجزمه بكذبها بلا موجب، فأعرض عنه تأديباً له، وتنبيهاً على أنه لا ينبغي تكذيب أحد من غير بينة.
قوله: "كيف بها": أي كيف يزعم بها الكذب بلا دليل.
قوله: "وقد زعمت أنها قد أرضعتكما": أي وهو أمر ممكن، ولا دليل على خلافه، ولا يمكن لكما علم خلافه قطعاً، إذ الارتضاع يكون في حالة لا علم للإنسان فيها.
قوله: "دعها عنك": أي فارِقْها، قيل: أمره بذلك احتياطاً، وإلا فلا يثبت الرَضاع بقول واحدة، وقيل: بل هو الحكم، وهو الظاهر ما لم يثبت دليل على خلافه، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : إيهاب، وهو خطأ.(26/71)
سَوْدَاءُ - يَعْنِي - فَذَكَرَتْ أَنَّهَا أَرْضَعَتْكُمَا (1) ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَكَلَّمْتُهُ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا هِيَ سَوْدَاءُ، قَالَ: " فَكَيْفَ وَقَدْ قِيلَ؟ " (2)
__________
(1) عند الحميدي، فقالت: إني قد أرضعتكما، وعند الطبراني: أرضعتنا.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري.
وأخرجه الحميدي (579) عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (976) من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، به وقرن معه أيوب بن موسى.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/196 و14/175-176، والبخاري (88) و (2052) و (2640) و (2660) ، والنسائي في "الكبرى" (6027) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4573) و (4574) ، وابن حبان (4218) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (972) و (973) ، والدارقطني 4/177، والبيهقي 7/463، والبغوي في "شرح السنة" (2286) من طريقين عن ابن أبي مليكة، به.
وانظر ما قبله، وسيكرر 4/383 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: إنما هي سوداء: أي فلا اعتماد على قول مثلها.
قوله: "فكيف": أي فكيف لك مباشرتها.
قوله: "وقد قيل": إنها أختك.
قلنا: وقوله: تزوجت ابنة أبي إهاب: قال الحافظ في "الفتح" 1/184: اسمها غَنِيَّة- بفتح المعجمة وكسر النون بعدها ياء تحتانية مشدَدة، وكنيتها أم يحيى.. وأبو إهاب، بكسر الهمزة، لا أعرف اسمه، وهو مذكور في الصحابة.
ثم قال 5/268: ثم وجدت في النسائي أن اسمها زينب، فلعل غنية=(26/72)
16150 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: " أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنُّعَيْمَانِ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فِي الْبَيْتِ فَضَرَبُوهُ بِالْأَيْدِي والْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ " قَالَ: فَكُنْتُ مِمَّنْ ضَرَبَهُ (1)
16151 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ سَرِيعًا، فَدَخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَأَى
__________
= لقبها، أو كان اسمها، فغُيِّر بزينب كما غير اسم غيرها.
قلنا: لم نقع على رواية النسائي التي فيها تسميتها بزينب، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. أيوب: هو السختياني.
وأخرجه الحاكم 4/374 من طريق محمد بن أبي بكر، عن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2316) و (6774) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (475) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (978) ، والحاكم 4/373 -374، والبيهقي 8/317 من طريق عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب، به.
وسيأتي برقم (16155) ، وسيكرر 4/383 سنداً ومتناً.
وقد سلف نحوه من حديث أبي هريرة برقم (7985) .(26/73)
مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مِنْ تَعَاجُبِهِمْ، لِسُرْعَتِهِ (1) قَالَ: " ذَكَرْتُ وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ تِبْرًا عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يُمْسِيَ - أَوْ يَبِيتَ (2) - عِنْدَنَا، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ (3)
"16152- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : وليس عليه، وعند السندي: وليس ما عليه، وقال: أي ليس فعله ذلك ما كان عليه من العادة، بل فعل ذلك يومئذِ على خلاف العادة. قلنا: والمثبت من (ظ12) ، وهي رواية البخاري من طريق روح. وكذلك رواه البيهقي من طريق أحمد.
(2) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : تمسي أو تبيت.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري.
وأخرجه البيهقي 2/349 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1221) من طريق روح بن عبادة، به.
وأخرجه البخاري (851) و (1430) و (6275) ، والنسائي في "المجتبى" 3/84، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (477) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (979) من طرق عن عمر بن سعيد، به.
وسيأتي برقم (16152) و4/383، وسيكرر 4/383 سنداً ومتناً.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال البخاري، أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/238-239، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (476) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (979) من طريق أبي=(26/74)
16153 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ - أَوْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ - أَنَّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ يَحْيَى ابْنَةَ أَبِي إِهَابٍ (1) ، فَجَاءَتْ أَمَةٌ (2) سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَتَنَحَّيْتُ فَذَكَرْتُهُ (3) لَهُ، فَقَالَ: " فَكَيْفَ وَقَدْ زَعَمَتْ أَنْ (4) قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا فَنَهَاهُ عَنْهَا " (5)
__________
= أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16151) ، وسيكرر 4/383 سنداً ومتناً.
(1) في (م) : إِيهَابٍ، وهو خطأ.
(2) في (م) : امْرَأَةٌ.
(3) في هامش (س) : ثم ذكرته.
(4) في (ظ12) و (ص) : إني، وفي (ق) . أنها.
(5) إسناده صحيح على شرط البخاري صحابيه من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين، ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (16154) ، وكذلك عند البخاري، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/463 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2659) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه الدارمي 2/157، والبخاري (2659) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4572) و (4575) ، وابن حبان (4217) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (971) ، والدارقطني 4/177، والحاكم 3/432، والبيهقي 7/463 من طرق عن ابن جريج، به.
وقد سلف برقم (16148) .(26/75)
16154 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ (1) عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرٍ أَخْبَرَهُ - أَوْ سَمِعَهُ (2) مِنْهُ - إِنْ لَمْ يَكُنْ خَصَّهُ بِهِ أَنَّهُ نَكَحَ ابْنَةَ أَبِي إِهَابٍ (3) ، فَقَالَتْ أَمَةٌ سَوْدَاءُ: قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا، فَجِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَجِئْتُ فَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: " فَكَيْفَ وَقَدْ زَعَمَتْ أَنْ قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا فَنَهَاهُ عَنْهَا " (4)
16155 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالنُّعَيْمَانِ - أَوْ ابْنِ النُّعَيْمَانِ - وَهُوَ سَكْرَانُ، قَالَ: فَاشْتَدَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ مَنْ فِي الْبَيْتِ أَنْ يَضْرِبُوهُ فَضَرَبُوهُ " قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: " فَشَقَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشَقَّةً شَدِيدَةً " قَالَ عُقْبَةُ: فَكُنْتُ فِيمَنْ ضَرَبَهُ (5)
__________
(1) في (ظ12) ، قال: إن.
(2) في (ظ12) و (ص) : سمعته.
(3) في (م) : إيهاب، وهو خطأ.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (13967) و (15436) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (970) . وانظر ما قبله.
(5) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(26/76)
حَدِيثُ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ وَهُوَ أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ (1)
16156 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهيب ابن خالد: هو الباهلي، أيوب: هو السختياني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2454) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/157، والطبراني في "الكبير"17/ (977) ، من طريق سليمان بن حرب، وعفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6775) ، والبيهقي في "السنن" 8/317 من طريق سليمان بن حرب، عن وهيب بن خالد، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5295) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2454) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/157 من طريق معلى بن أسد، عن وهيب، به.
وقد سلف برقم (16150) .
وقد روي هنا بالشك: بالنعيمان أو ابن النعيمان. وقد سلف برقم (16150) "بالنعيمان" بلا شك، وهو ما رجحه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة نعيمان: فقال: الراجح النعيمان بلا شك.
ونعيمان: هو ابن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم ابن مالك بن النجار الأنصاري، شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها، وكان كثير المزْحِ، يضحك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مُزَاحه، وأخباره مشهورة، ذكر بعضها الحافط في "الإصابة"، وتوفي نعيمان في خلافة معاوية.
(1) أوس بن أبي أوس وهو أوس بن حذيفة، ترجم له الحافظ في "الإصابة"، وقال: روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصح من طريقه أحاديث، وهو والد عمرو بن أوس، وجد عثمان بن عبد الله بن أوس.=(26/77)
عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى كِظَامَةَ قَوْمٍ فَتَوَضَّأَ " (1)
__________
= أما أوس بن أوس دون أبي، فقد ترجم له كذلك الحافظ في "الإصابة" وقال: روى له أصحاب السنن الأربعة أحاديث من رواية الشاميين عنه، ثم ذكر أنه غير أوس بن أبي أوس، وأنهما اثنان، وخَطَأ ابن معين وأبا داود في عَدّهما واحداً، وقال: التحقيق أنهما اثنان، وهو الذي انتهى إليه المزي في "تهذيب الكمال".
قلنا: وممن ذهب إلى أنهما واحد الإمام أحمد في هذا المسند، والبخاري، وابن حبان.
(1) إسناده ضعيف، لجهالة حال والد يعلى- وهو عطاء العامري- فقد انفرد بالرواية عنه ابنه يعلى، وقال ابن القطان: مجهول الحال، ما روى عنه غير ابنه يعلى، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا بابنه، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
ثم إنه اختلف فيه على يعلى، فقد تابع هشيماً شعبة كما في الرواية الآتية برقم (16158) ورواه حماد بن سلمة كما في الرواية الآتية برقم (16165) وشريك (16168) و (16181) كلاهما عن يعلى بن عطاء، عن أوس بن أبي أوس، عن أبيه، فلم يذكرا في الإسناد والد يعلى، وجعلا الحديث من رواية أوس بن أبي أوس عن أبيه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 20/134 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (160) - ومن طريقة البيهقي في "السنن" 1/286- والطبراني في "الكبير" 1/ (603) ، والحازمي في "الاعتبار" ص61 من طريق هشيم بن بشير، به وزاد أبو داود والبيهقي: ومسح على نعليه وقدميه، وعند الطبراني والحازمي: ومسح على قدميه.
قلنا: وهذه الزيادة في المسح على النعلين ستأتي برقم (16158) . =(26/78)
16157 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى بِنَعْلَيْهِ، وَهُوَ يُصَلِّي فَيَلْبَسُهُمَا، وَيَقُولُ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ " (1)
16158 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ،
__________
= قال السندي: قوله: كظامة قوم: بكسر كاف، فظاء معجمة وميم: هي كالقناة، وهي آبار تحفر في الأرض متناسقةً، ويُخْرَقُ بعضها إلى بعض، فيجتمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها، فتسيح على وجه الأرض.
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن أبي أوس، يقال: اسمه عبد الرحمن، ويقال: ابن عمرو بن أوس، انفرد بالرواية عنه النعمان بن سالم: وهو الطائفي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقد فرَق المزي بين الذي روى حديث: استوكف ثلاثاَ، وبين الذي روى حديث الصلاة في النعلين، ثم قال عن الثاني
منهما: أظنه الذي قبله. وعدَهما واحداً ابن حجر في "تهذيب التهذيب" و"التقريب". وهو الأشبه، وسيأتي الحديثان من روايته برقم (16159) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطيالسي (1109) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/512، والطبراني في "الكبير" 1/ (604) من طرق عن شعبة، به.
وسيرد بالأرقام (16159) و (16167) و (16169) و (16177) و (16179) .
وقد ثبتت صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النعلين عن غير واحد من الصحابة، ذكرناهم في مسند ابن مسعود، في الرواية رقم (4397) .
(2) في (س) و (م) : يعلى بن أمية، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 12) و (ص) ، و (ق) .(26/79)
وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ " (1)
16159 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْسٍ (2) ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي نَعْلَيْهِ، وَاسْتَوْكَفَ ثَلَاثًا " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، والد يعلى- وهو عطاء العامري- مجهول، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16156) . يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (978) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 1/ (607) و (608) ، والحازمي في "الاعتبار" ص61 من طريق يحيى بن سعيد، به. وقال الحازمي: لا يعرف هذا الحديث مجوداً متصلاً إلا من حديث يعلى بن عطاء، وفيه اختلاف أيضاً، وعلى تقدير ثبوته ذهب بعضهم إلى نسخه.
وانظر (16156) .
قال السندي: وقوله: ومسح على نعليه: قيل: محمول على ما إذا كان النعل فوق الخف، والمسح يكون على الخف. أو على الوضوء على الوضوء، وقد جاء فيه الاكتفاء بالمسح.
قلنا: وقد أجاب العلماء عن أحاديث المسح على النعلين بثلاثة أجوبة، ذكرها الزيلعي في "نصب الراية" 1/188-189، فراجعه لزاماً، وانظر "الاعتبار" للحازمي ص61.
(2) في (ظ12) و (ص) : ابن أوس.
(3) إسناده ضعيف لجهالة ابن أبي أوس، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16157) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/415 عن وكيع بن الجراح الرؤاسي، بهذا=(26/80)
16160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَوْسًا، يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ، فَكُنَّا فِي قُبَّةٍ، فَقَامَ مَنْ كَانَ فِيهَا غَيْرِي وَغَيْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَارَّهُ، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ " قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ يَقُولُهَا تَعَوُّذًا فَقَالَ: " رُدَّهُ " ثُمَّ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا حُرِّمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ، وَأَمْوَالُهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا " (1)
__________
= الإسناد، دون قوله: واستوكف ثلاثاَ.
وقوله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في نعليه، سلف برقم (16157) ، وذكرنا هناك أن ذلك ثابت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن غير واحد من الصحابة.
وقوله: استوكف ثلاثاً سيأتي كذلك برقم (16170) وقد ثبت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً، وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6684) ، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: واستوكف: أي استقطر الماء وصبه على يديه ثلاث مرات، وبالغ حتى وكف الماء منهما.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فقد روى له أصحاب السنن ما خلا الترمذي. وفي قول شعبة عن النعمان: سمعت أوساً وقفة، فقد رواه حاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن أوس، فزاد في الإسناد عمرو بن أوس، وهو الأشبه، وقد روى شعبة في الرواية السالفة حديثاَ عن النعمان بن سالم بواسطة ابن أبي أوس
عن أوس، وقد ورد في "أطراف المسند" 1/566، و"إتحاف المهرة" 2/423 ذكر عمرو بن أوس في الإسناد من رواية شعبة، ولعله سبق قلم من الحافظ، إذ أورد المزي رواية شعبة في "تحفة الأشراف" 2/5 بإسقاط عمرو بن أوس من الإسناد، كما في هذه الرواية، ثم إن شعبة لم يضبط متن هذا الحديث=(26/81)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كما سيجيء في آخره.
وقد تابع سماك بن حرب شعبة في إسقاط عمرو بن أوس من الإسناد، ولكنه اضطرب فيه كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/80-81 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1110) ، والدارمي 2/218 من طريقين عن شعبة، به.
وقد تابع شعبةَ سماكُ بن حرب، واختلف عنه فيه.
فأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/80، وأبو نعيم في "الحلية" 1/348 من طريق زهير بن معاوية، وأبو يعلى (6862) من طريق أبي عوانة كلاهما عن سماك بن حرب، عن النعمان بن سالم، قال: سمعت أوساً فذكر الحديث.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18698) عن إسرائيل بن يونس، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن سالم، عن رجل قال: دخل علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعلَّقه النسائي في "المجتبى" 7/80 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/79 من طريق الأسود بن عامر، عن إسرائيل، عن سماك، عن النعمان بن بشير، قال: كنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فذكر الحديث، وأخطأ في اسم الصحابي.
وسيأتي برقم (16163) و (16164) .
وقوله: "أمرت أن أقاتل الناس ... ". سلف من حديث أبي هريرة (8163) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فسارَّه: أي تكلَّم معه سرًّا.
قوله: "فاقتله": الضمير لمن تكلم فيه السار: ولكن ظاهر رواية ابن ماجه في الفتن أنه أمر غير السار بقتل السارّ [قلنا: انظر تخريج الرواية رقم (16163) ] ثم الأقرب في هذا الحديث أن يقال: إنه أذن أولاً بالقتل عملاً=(26/82)
فَقُلْتُ لِشُعْبَةَ: أَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ، ثُمَّ قَالَ: " أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ شُعْبَةُ: أَظُنُّهَا مَعَهَا وَمَا أَدْرِي
16161 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَغَسَلَ أَحَدُكُمْ رَأْسَهُ، وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ غَدَا أَوْ ابْتَكَرَ، ثُمَّ دَنَا فَاسْتَمَعَ، وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا، كَصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامِ (2) سَنَةٍ " (3)
__________
=بباطن الأمر، ثم ترجَّح عنده العمل بالظاهر لكونه أعم، وأشمل له ولأمته، فمال إليه، وترك العمل بالباطن، والأحاديث تشهد بأنه كان له العمل بالباطن، وكان يعمل أحياناً به.
(1) في (ظ 12) : ابن أوس، دون أبي، وانظر تعليقنا على الاختلاف في اسم الصحابي في الحاشية رقم (1) ، ص77.
(2) في (ق) : أو قيام.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد تالف، محمد بن سعيد: وهو المصلوب، متروك كذبوه، وقد قلبوا اسمه على مئة وجه ليخفى، ولم يدرك أوساً، وعمر بن محمد، هكذا ورد في هذا الإسناد، ولم نقع على ترجمته، وورد عند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/263 يحيى بن محمد، فلعله يحيى بن عبد الله ابن محمد بن صيفي، فإنه يقال فيه كذلك يحيى بن محمد وهو من شيوخ ابن جريج، وله ترجمة في "التهذيب" وفروعه. وابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز مدلس، وقد عنعن.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (5566) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (587) .=(26/83)
16162 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ (1) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ "
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلَاتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ؟ - يَعْنِي وَقَدْ بَلِيتَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ (2) صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ "
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 1/ (588) من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن سعيد: وهو المصلوب، عن عبادة بن نسي، عن أوس، به.
وأخرجه الطيالسي (1114) من طريق محمد بن قيس، عن محمد بن سعيد، عن أوس، به.
وأخرجه أبو داود (346) من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبادة بن نسي، عن أوس الثقفي، به، وهذا إسناد صحيح.
وسيأتي بأسانيد صحيحة وحسنة بالأرقام (16172) و (16173) و (16174) و (16175) و (16176) و (16178) .
وفي الاغتسال يوم الجمعة سلف من حديث ابن عمر بن الخطاب برقم (4466) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: واغتسل: أي سائر جسده، وإفراد الرأس للاهتمام به لأنهم أصحاب الأشعار، وغسل الرأس لصاحب الشعر لا يخلو عن تعب.
(1) في (ظ12) : ابن أوس، وانظر تعليقنا على الاختلاف في اسم الصحابي في أول مسنده.
(2) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، غير صحابيه فمن رجال=(26/84)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أصحاب السنن.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (976) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/516- ومن طريقه ابن ماجه (1085) و (1636) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1577) - والدارمي 1/369، وأبو داود (1047) و (1531) ، والنسائي في "المجتبى" 3/91، وفي "الكبرى" (1666) ، وإسماعيل بن إسحاق في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (22) ، وابن خزيمة (1733) و (1734) ، وابن حبان (910) ، والطبراني في
"الكبير" (589) ، والحاكم 1/278 و4/560، وأبو نعيم في "المعرفة" (976) ، والبيهقي في "السنن " 3/248، وفي "فضائل الأوقات" (275) من طرق عن حسين بن علي الجُعْفي، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه النووي في الأذكار.
ووقع عند ابن ماجه اسم الصحابي شداد بن أوس، وهو وهم، نبه عليه المِزِّي في "تحفة الأشراف" 2/4 و4/143.
وله شاهد من حديث أبي الدرداء وأبي أمامة، أوردهما ابن القَيم في "جلاء الأفهام " ص 85-86، وكلاهما ضعيف إلا أنهما يصلحان للشواهد.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (10970) .
وقد أعلَّ هذا الحديثَ بعضُ الحفاظ بما لا مقدح فيه، انظر بيان ذلك في "جلاء الأفهام" ص81- 85.
قال السندي: قوله: "وفيه النفخة": أي الثانية.
قوله: "الصعقة": الصوت الهائل يفزع له الإنسان، والمراد النفخة الأولى، أو صعقة موسى عليه الصلاة والسلام، وعلى هذا فالنفخة يحتمل الأولى أيضاً.
قوله: "فأكثروا": تفريع على كون الجمعة من أفضل الأيام.
قوله: "فإن صلاتكم ... " إلخ: تعليل للتفريع، أي هي معروضة علي كعرض الهدايا على من أهديت إليه، فهي من الأعمال الفاضلة، المقربة لكم=(26/85)
16163 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَوْسًا أَخْبَرَهُ، قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّفَّةِ، وَهُوَ يَقُصُّ عَلَيْنَا وَيُذَكِّرُنَا إِذْ جَاءَهُ (1) رَجُلٌ فَسَارَّهُ، فَقَالَ: "
__________
= إليّ كما يقرب الهدية المُهْدِي إلى المهدَى إليه، وإذا كانت بهذه المثابة، فينبغي إكثارها في الأوقات الفاضلة، فإن العمل الصالح يزيد فضلاَ بواسطة فضل الوقت، وعلى هذا لا حاجة إلى تقييد العرض بيوم الجمعة كما قيل.
قوله: أرمت، بفتح الراء، أصله أرممت، من أرمَّ، بتشديد الميم، إذا صار رميماً، فحذفوا إحدى الميمين كما في ظَلَلْتَ، ولفظه إما على الخطاب، أو الغيبة على أنه مسند إلى العظام، ووجه السؤال أنهم فهموا عموم الخطاب في قوله: "فإن صلاتكم معروضة" للحاضرين، ولمن يأتي بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورأوا أن الموت في الظاهر مانعٌ عن السماع والعرض، فسألوا عن كيفية العرض، وعلى هذا فقولهم: "وقد أرمت" كناية عن الموت، والجواب بأن الله حَرَّم ... إلخ كناية عن كون الأنبياء أحياء في قبورهم، أو بيان لما هو خرق للعادة المستمرة بطريق التمثيل، أي ليجعلوه مقيساً عليه للعرض بعد الموت الذي هو خلاف العادة المستمرة. ويحتمل أن المانع عندهم من العرض فناء البدن لا مجرد الموت ومفارقة الروح البدن، لجواز عود الروح إلى البدن ما دام سالماً، فأشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بقاء البدن، وهذا هو ظاهر السؤال والجواب. بقي أن السؤال منهم على هذا الوجه يشعر بأنهم اعتقدوا أن العرض على الروح المجردة غير ممكن، فينبغي أن يبين لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يمكن ذلك، ويمكن الجواب عنه بأن سؤالهم اقتضى أمرين، مساواة الأنبياء عليهم السلام وغيرهم بعد الموت، وأن العرض على الروح المجردة غير ممكن، والاقتضاء الأول أسوأ، فأرشدهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ما يزيله، وأَخَّر ما يزيل الثاني إلى وقت يناسبه تدرجاً في التعليم، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : جاء، وفي (ظ12) و (ص) ، وهامش (ق) : أتاه.(26/86)
اذْهَبُوا فَاقْتُلُوهُ " قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ، دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَشْهَدُ (1) أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " قَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ (2) يَا رَسُولَ اللهِ (3) ، فَقَالَ: " اذْهَبُوا فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ حُرِّمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ، وَأَمْوَالُهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا " (4)
16164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ أَوْسٍ (5) ، قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا
__________
(1) في هامش (س) : هل يشهد، نسخة، وفي (ق) : أتشهد، وعند ابن أبي شيبة وابن ماجه: هل تشهد. وانظر تعليق السندي على الحديث السالف برقم (16160) .
(2) في (ظ 12) ، و (ص) : قالوا: نعم، وفي (م) : قال الرجل: نعم، نعم (مرتين) .
(3) لفظ: يا رسول الله من (ق) و (م) ، وهو نسخة في هامش (س) .
(4) إسناده صحيح، النعمان بن سالم- وهو الطائفي- من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى أصحاب السنن خلا الترمذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/743 و10/123 مختصراً، و12/376 مطولاً - ومن طريقه ابن ماجه (3929) - والنسائي في "المجتبى" 7/81 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16160) .
(5) قوله: أخبره عن أبيه أوس، ليس في (ظ 12) .(26/87)
وَيُوصِينَا، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
16165 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي يَوْمًا " تَوَضَّأَ فَمَسَحَ (2) على النَّعْلَيْنِ " فَقُلْتُ لَهُ: أَتَمْسَحُ عَلَيْهِمَا؟ فَقَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ " (3)
16166 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ أَتَوْا
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وانظر ما قبله.
(2) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (ق) ، ونسخة في (س) : رأيت أبي يوماً يمسح ...
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، يعلى بن عطاء لم يدرك أوس بن أبي أوس، بينهما والده عطاء العامري كما سلف برقم (16156) و (16158) ، وهو مجهول الحال كما بينا ذلك.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/96، وابن حبان (1339) ، والطبراني في "الكبير" 1/ (605) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1113) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/287- عن حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن أوس الثقفي أن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح على نعليه، وقال البيهقي: وهو منقطع.(26/88)
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمُوا مِنْ ثَقِيفٍ، مِنْ بَنِي مَالِكٍ، أَنْزَلَنَا فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بَيْنَ بُيُوتِهِ، وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، وَلَا نَبْرَحُ (1) حَتَّى يُحَدِّثَنَا، وَيَشْتَكِي قُرَيْشًا، وَيَشْتَكِي (2) أَهْلَ مَكَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ: " لَا سَوَاءَ، كُنَّا بِمَكَّةَ مُسْتَذَلِّينَ، ومُسْتَضْعَفِينَ (3) ، فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَتْ سِجَالُ الْحَرْبِ عَلَيْنَا، وَلَنَا " فَمَكَثَ عَنَّا لَيْلَةً لَمْ يَأْتِنَا حَتَّى طَالَ ذَلِكَ عَلَيْنَا بَعْدَ الْعِشَاءِ، قَالَ: قُلْنَا: مَا أَمْكَثَكَ عَنَّا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبٌ مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَرَدْتُ أَنْ لَا أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ " قَالَ: فَسَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحْنَا، قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: نُحَزِّبُهُ ثَلَاثَ سُوَرٍ، وَخَمْسَ سُوَرٍ، وَسَبْعَ سُوَرٍ، وَتِسْعَ سُوَرٍ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً، وَحِزْبَ الْمُفَصَّلِ مِنْ قَاف حَتَّى يُخْتَمَ (4)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) و (ق) : يبرح، وفي هامش (س) : فلا.
(2) لفظ: ويشتكي، ليست في (ص) .
(3) في هامش (س) : أو مستضعفين، نسخة.
(4) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، وعثمان ابن عبد الله بن أوس الثقفي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": محله الصدق. وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (973) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/411 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1108) وابن أبي شيبة 2/501-502، وأبو داود=(26/89)
16167 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي نَعْلَيْهِ " (1)
__________
= (1393) ، وابن ماجه (1345) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1523) و (1578) و (1579) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1371) و (1372) و (1373) ، والطبراني في "الكبير" 1/ (599) (600) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (973) من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، بهذا الإسناد.
وقد سقط من مطبوع الطبراني في الرواية رقم (600) اسم عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي من الإسناد.
وسيكرر هذا الحديث 4/343.
قال السندي: قوله: أنزلنا، بفتح اللام، والضمير للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: في قبة: خيمة.
قوله: "لا سواء". أي الأيام غير متساوية.
قوله: "سجال الحرب" بكسر سين، وخفة جيم، جمع سَجْل، وهو الدلو المملوءة ماء، وفيه تشبيه الحرب بالسجال، تكون بالنوبة فتكون تارة لهذا وتارة لذاك.
قوله: "طرأ"، بهمزة، وقد يترك: يريد أنه أغفله عن وقته، ثم ذكره فقرأه.. والحزب ما يجعله على القسمة من قراءة أو صلاة كالورد.
قوله: تحزبون، من التحزيب: وهو تجزئة القرآن، واتخاذ كل جزء حزباً له.
قوله: ثلاث سور: أي الحزب ثلاث سور من بقرة وتاليتيها، والآخر خمس سور إلى براءة، والثالث سبع سور إلى النحل، والرابع تسع سور إلى الفرقان، والخامس إحدى عشرة من الشعراء إلى يس، والسادس ثلاث عشرة إلى الحجرات، ثم إلى الآخر.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16159) دون قوله: واستوكف ثلاثاً.(26/90)
16168 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ " (1)
16169 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، جَدُّهُ أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ، كَانَ يُصَلِّي وَيُومِئُ إِلَى نَعْلَيْهِ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَأْخُذُهُمَا فَيَنْتَعِلُهُمَا، وَيُصَلِّي فِيهِمَا، وَيَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ " (2)
16170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ جَدِّهِ (3) ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ واسْتَوْكَفَ ثَلَاثًا " أَيْ غَسَلَ كَفَّيْهِ (4)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي. ولانقطاعه يعلى بن عطاء لم يدرك أوس بن أبي أوس، بينهما والد يعلى: وهو عطاء العامري، وهو مجهول الحال كما بينا ذلك في الرواية رقم (16156) .
وسيأتي برقم (16181) ، وقد سلف (16158) .
(2) إسناده ضعيف، الرجل الذي جدُّه أوس بن أبي أوس، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16157) ، وانظر تخريجه ثمة.
(3) في (م) : عن جده أوس.
(4) إسناده ضعيف لجهالة ابن أبي أوس، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16157) .
وأخرجه الطيالسي (1111) ، والدارمي 1/176، والنسائي في "المجتبى" 1/64، وفي "الكبرى" (87) ، والبغوي في "الجعديات" (1725) ، والطبراني=(26/91)
16171 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَوْسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَاسْتَوْكَفَ ثَلَاثًا "، يَعْنِي غَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، فَقُلْتُ لِشُعْبَةَ: أَدْخَلَهُمَا فِي الْإِنَاءِ، أَوْ أغَسَلَهُمَا خَارِجًا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي (1)
16172 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ (2) ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ (3) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا، وابْتَكَرَ، فَدَنَا، وَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ، كَأَجْرِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " (4)
__________
= في "الكبير" 1/ (602) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (977) ، والبيهقي في "السنن" 1/46 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16159) ، وانظر تعليقنا عليه، وسيأتي برقم (16171) (16180) .
وقوله: أي غسل كفيه: هو من كلام النعمان بن سالم كما سيجيء في الرواية رقم (16180) ، وانظر رواية البيهقي.
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن أبي أوس، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16157) ، وهو مكرر (16170) ، وانظر (16159) .
(2) في (س) : عن جابر، وفي (م) : عن جابر بن عبد الله!
(3) في (ظ12) و (ص) : أوس بن أوس، وأشير إلى لفظ "أبي" في (س) على أنه نسخة، وانظر الاختلاف في اسم الصحابي في أول مسند أوس بن أبي أوس الثقفي.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن صحابيه لم=(26/92)
16173 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ (1) الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سمعْتُ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى، وَلَمْ يَرْكَبْ فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ، وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ
__________
= يخرج له إلا أصحاب السنن، أبو الأشعث الصنعاني: هو شراحيل بن آده.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1729) ، وابن خزيمة (1758) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/281- ومن طريقه البيهقي 3/227- من طريق أبي جعفر أحمد بن عبد الحميد الحارثي، عن الحسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد: إلا أن لفظه: "غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام" بدل قوله: "كان له بكل خطوة كأجر سنة صيامها وقيامها".
قلنا: وهذه اللفظة تفرد بها أحمد بن عبد الحميد الحارثي، لم يتابعه عليها أحد، وسكت عنها الحاكم والذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق (5570) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (581) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (975) - من طريق أبي قلابة، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1774) من طريق سليمان بن موسى، كلاهما عن أبي الأشعث، وقد سلف من طريق عثمان الشامي، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، برقم (6954) ، وانظر تعليقنا عليه.
وقد سلف برقم (16161) ، وسيكرر 4/104 سنداً ومتناً.
(1) في (ظ 12) و (ص) : أوس بن أوس، وأشير إلى لفظ "أبي" في (س) على أنه نسخة. وانظر تعليقنا على الاختلاف في اسم الصحابي في الحاشية رقم (1) ، ص77.
(2) في (م) : رأيت.(26/93)
بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " (1)
16174 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ (2) الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " ثُمَّ غَدَا وَابْتَكَرَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن صحابيه لم يخرج له إلا أصحاب السنن.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/93- ومن طريقه ابن ماجه (1087) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1573) ، والطبراني في "الكبير" (585) - وأبو داود (345) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/229، وفي "فضائل الأوقات" (270) ، والبغوي في "شرح السنة" (1065) - وابن حبان (2781) ، والحاكم 1/282 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (974) من طريق محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، به.
وقد سلف برقم (16172) ، وانظر (16161) .
(2) في (م) : أوس بن أبي أوس، وانظر تعليقنا على الاختلاف في اسمه أول مسند أوس بن أبي أوس الثقفي.
(3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن إسحاق: وهو الطالقاني، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة، وصحابيه لم يرو له غير أصحاب السنن.
وقد سلف برقم (16172) ، وانظر (16161) .(26/94)
16175 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الْجُمُعَةَ، فَقَالَ: " مَنْ غَسَّلَ أوِ اغْتَسَلَ (3) ، ثُمَّ غَدَا وَابْتَكَرَ، وَخَرَجَ يَمْشِي وَلَمْ يَرْكَبْ، ثُمَّ دَنَا مِنَ الْإِمَامِ، فَأَنْصَتَ لَهُ (4) وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ (5) سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " قَالَ: وَزَعَمَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ أَنَّهُ حَفِظَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ أَنَّهُ (6) قَالَ لَهُ: " بِكُلِّ خُطْوَةٍ كَأَجْرِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " قَالَ يَحْيَى: " وَلَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ: مَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ " (7)
__________
(1) في (م) : علي بن المبارك، وهو تحريف.
(2) في النسخ الخطية و (م) : أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني عبد الرحمن الدمشقي، قال: حدثني أبو الأشعث، بزيادة: عبد الرحمن الدمشقي في الإسناد، وهو اسم مقحم، لم يرد في "أطراف المسند" 2/565، وقد سلف كذلك على الجادة في الرواية رقم (16172) ، ولعله سهو من الناسخ قديم كرَّر فيه اسم عبد الرحمن بن يزيد، لأنه هو عبد الرحمن الدمشقي.
(3) في (ظ12) و (ص) : وَاغْتَسَلَ.
(4) لفظ "لَهُ" ليس في (م) و (ق) .
(5) في (ق) : أجر.
(6) لفظ "أنه" ليس في (ظ 12) و (ص) .
(7) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن صحابيه فلم يخرج له سوى أصحاب السنن. =(26/95)
16176 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَغَسَّلَ ثُمَّ ابْتَكَرَ، وَغَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ جَلَسَ قَرِيبًا مِنَ الْإِمَامِ حَتَّى يُنْصِتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا عَمَلُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا " (1)
16177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْسٍ،
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/97، وفي "الكبرى" (1691) (1692) ، والطبراني في "الكبير" (584) من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي، عن عبد الرحمن بن يزيد، بهذا الإسناد.
وقوله: قال: وزعم يحيى بن الحارث ... إلخ. القائل: هو ابن جابر كما جاء مصرحاً به عند الطبراني (584) : قال ابن جابر: فحدثتُ بهذا الحديث يحيى بن الحارث الذماري، فقال: أنا سمعتُ أبا الأشعث يحدثُ به عن أوس ابن أوس، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم قال: "له بكل قدم عملُ سنةٍ صيامِها وقيامِها". قال ابن جابر: فحفظ يحيى ونسيت. قال الوليد يعني- ابن مسلم-:
فذكرت ذلك لأبي عمرو الأوزاعي، فقال: ثبت الحديث أن له بكل قدم عمل سنة.
قلنا: ورواية يحيى بن الحارث ستأتي برقم (16178) .
وقد سلف برقم (16172) ، وانظر (16161) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، راشد بن داود الصنعاني مختلف فيه، حسن الحديث، وقد توبع، وإسماعيل بن عياش ثقة في روايته عن الشاميين، وهذه منها.
وقد سلف برقم (16172) ، وانظر (16161) .(26/96)
قَالَ: كَانَ جَدِّي أَوْسٌ أَحْيَانًا يُصَلِّي فَيُشِيرُ إِلَيَّ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَأُعْطِيهِ نَعْلَيْهِ وَيَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ " (1)
16178 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ (2) ، ثُمَّ غَدَا فَابْتَكَرَ (3) ، وَجَلَسَ مِنَ الْإِمَامِ قَرِيبًا فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ (4) بِكُلِّ خَطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا " (5)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن أبي أوس، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16157) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/415، 492- ومن طريقه ابن ماجه (1037) - عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وتحرف في مطبوع ابن أبي شيبة: النعمان بن سالم إلى إسماعيل بن سالم!
وقد سلف برقم (16157) ، وانظر تعليقنا عليه.
(2) في (ف) : أو اغتسل.
(3) في (ق) : وابتكر.
(4) لفظ "له "ليس في (م) .
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يحيى بن الحارث: وهو الذماري فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وصحابيه لم يرو له غير أصحاب السنن كذلك. سفيان. هو الثوري، عبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو الأشعث: هو شراحيل بن آده.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1575) ، وابن خزيمة=(26/97)
16179 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ فُلَانًا أَوْسٌ جَدُّهُ، قَالَ: كَانَ جَدِّي يَقُولُ لِي: وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ يُومِئُ إِلَيَّ، نَاوِلْنِي النَّعْلَيْنِ، فَأُنَاوِلُهُمَا إِيَّاهُ فَيَلْبَسُهُمَا وَيُصَلِّي فِيهِمَا وَيَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ " (1)
16180 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
__________
= (1767) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/369، من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وعند ابن خزيمة: "كان له من الأجر أجر سنة صيامها وقيامها".
وأخرجه الترمذي (496) ، والنسائي في "الكبرى" (1708) ، وابن خزيمة (1767) ، والطبراني في "الكبير" (582) ، والحاكم 1/282 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الترمذي (496) ، والطبراني في "الكبير" (583) من طريقين عن عبد الله بن عيسى، به.
وأخرجه الدارمي 1/363، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1574) و (1576) ، والنسائي في "المجتبى" 3/95، 102- 103، وفي " الكبرى" (1707) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/368-369، والبغوي في "شرح السنة" (1064) من طرق عن يحيى بن الحارث، به. وقال الترمذي: حديث أوس بن أوس حديث حسن.
وقد سلف (16172) ، وانظر (16161) .
(1) إسناده ضعيف، فلان الراوي عنه نعمان بن سالم هو ابن أبي أوس، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16157) . وقد سلف تخريجه ثمة، فانظره، وراجع تعليقنا عليه.(26/98)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ (1) عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فَاسْتَوْكَفَ ثَلَاثًا " قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ اسْتَوْكَفَ ثَلَاثًا؟ قَالَ: غَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا (2)
16181 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ الْعَرَبِ، " فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ "، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: " مَا أَزِيدُكَ عَلَى مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ " (3)
__________
(1) لفظ "ابن" ساقط من (م) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة ابن عمرو بن أوس، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16157) ، وذكرنا هناك الاختلاف في اسمه، وهو مكرر (16170) ، وانظر (16159) .
قلنا: والسائل: أي شيء استوكف ثلاثاً. هو شعبة يسأل النعمان بن سالم.
وانظر رواية البيهقي 1/46.
(3) إسناده ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، ولانقطاعه، يعلى بن عطاء لم يدرك أوس بن أبي أوس، بينهما والد يعلى: وهو عطاء العامري، وهو مجهول الحال كما بينا ذلك في الرواية رقم (16156) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/190 و14/234- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 1/ (606) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/97 من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد.
وقد سلف مختصراً برقم (16168) ، وانظر (16156) (16158) .(26/99)
حَدِيثُ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ الْمُنْتَفِقِ (1)
16182 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ تُعَبَّرْ، فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ "
قَالَ: " وَالرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ: " لَا يَقُصُّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ، أَوْ ذِي رَأْيٍ " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو رزين العُقيلي، بتقديم الراء المهملة على الزاي المنقوطة، لقيط بن عامر بن المنتفق، كاسم الفاعل من الانتفاق. قيل: هو لقيط بن صَبِرَة، ولقيط بن عامر نسبة إلى الجد، وقيل: بل غيره، ورجحه الحافظ في "الإصابة"، ومال كثير إلى الأول.
قلنا: وممن جعلهما واحداً المزي في "تهذيب الكمال"، وابن معين وأحمد ابن حنبل، وإليه نحا البخاري، وتبعه ابن حبان وابن السكن فيما ذكره الحافظ في "تهذيب التهذيب" وقال: وأما علي ابن المديني، وخليفة بن خياط، وابن أبي خيثمة وابن سعد ومسلم والترمذي وابن قانع والبغوي وجماعة فجعلوهما اثنين. وقال الترمذي: سألتُ عبد الله بن عيد الرحمن عن هذا، فأنكر أن يكون لقيط بن صبرة هو لقيط بن عامر، والله أعلم.
(2) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وكيع بن عُدُس، انفرد بالرواية عنه يعلى بن عطاء: وهو العامري، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال ابن قتيبة: غير معروف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وقد اختلف في اسم أبيه، فرواه هشيم وشعبة: عُدُس، بالعين، ورواه حماد بن سلمة: حدس بالحاء، واختلف أيهما=(26/100)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الصواب، فقال أحمد: حدس هو الصواب، كما سيأتي عقب الرواية رقم (16189) ، وقال الترمذي: عدس هو الأصح، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه مختصراً أبو داود (5020) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (4766) - عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/50- ومن طريقه ابن ماجه (3914) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1473) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (464) - وابن حبان (6050) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (461) من طرق عن هشيم، به.
وسيأتي بالأرقام (16183) و (16191) و (16195) و (16197) و (16205) .
وقوله: "الرؤيا على رجل طير ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت".
له شاهد من حديث أنس عند الحاكم 4/391 من طريق عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله، فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً" وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
قلنا: وفي اتصاله وقفة، فهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20354) مرسلاً.
وآخر من حديث عائشة- عند الدارمي 2/131 بسند حسنه الحافظ في "الفتح" 12/432- قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر، يختلف - يعني في التجارة- فأتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إن زوجي غائب وتركني حاملاً، فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت، وأني ولدت غلاماً أعور. فقال: "خير، يرجع زوجك إن شاء الله صالحاً، وتلدين غلاماً براً" فذكرت ذلك
ثلاثاً، فجاءت ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غائب، فسألتها فأخبرتني بالمنام، فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك، وتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي، فجاء=(26/101)
16183 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، (1)
__________
= رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "مه يا عائشة، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا، فاعبروها على
خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها".
وأخرج سعيد بن منصور بسند صحيح عن عطاء: كان يقال: الرؤيا على ما أَوَّلت.
وقوله: "الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف (7183) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (7044) .
وقوله: "لا يقصها إلا على وادّ أو ذي رأي".
له شاهد من حديث طويل لأبي هريرة عند الترمذي (2280) ، والدارمي 2/126، ولفظه عند الترمذي "لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح" وقال: هذا حديث حسن صحيح، قلنا: وسيأتي بنحو هذا اللفظ في الرواية رقم (16183) .
قال السندي: قوله: "على رجل طير"، بكسر الراء: أي كأنها معلقة برجل الطير. قيل: هذا مَثَلٌ، والمراد أنها لا تستقر قرارها ما لم تعبر، فإن الطير في غالب أحواله لا يستقر، فكيف ما يكون على رجله؟ قوله: "ما لم تعبر"، على بناء المفعول: من عبر كنصر، ويجوز التشديد.
وقوله: "جزء.. إلخ": حقيقة التجزؤ لا تُدْرى، والروايات أيضاً مختلفة، والقدر الذي أريد إفهامه هو أن الرؤيا لها مناسبة بالنبوة من حيث إنها اطلاع على الغيب بواسطة الملك إذا كانت صالحة.
قوله: "لا يقصها": أي: الرائي، أي: لا ينبغي له أن يقص.
قوله: "إلا على وادّ"، بتشديد الدال: أي محب للرائي ليعبرها بأحسن عبارة.
(1) في (ص) و (م) : عدس، وتقرأ في (س) على الوجهين. قلنا: رواية حماد بن سلمة: حدس- بالحاء- وانظر كلامنا عليه في الرواية رقم (16182) .(26/102)
عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا مُعَلَّقَةٌ بِرِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا صَاحِبُهَا، فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا وَقَعَتْ، وَلَا تُحَدِّثُوا (1) بِهَا إِلَّا عَالِمًا، أَوْ نَاصِحًا، أَوْ لَبِيبًا، وَالرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)
16184 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ
__________
(1) في (ق) وهامش (س) : فلا، وجاء في هامش (س) . تحدثن.
(2) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وكيع بن حدس سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16182) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1472) ، وابن حبان (6055) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (463) ، وابن عبد البر: 1/283 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وعند ابن أبي عاصم والطبراني: "ستة وأربعين جزءاً من النبوة"، وعند ابن حبان: "سبعين جزءاً من النبوة".
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 1/283: اختلاف آثار هذا الباب في عدد أجزاء الرؤيا من النبوة ليس ذلك عندي باختلاف تضاد وتدافع والله أعلم، لأنه يحتمل أن تكون الرؤيا الصالحة من بعض من يراها، على ستة وأربعين جزءاً، أو خمسة وأربعين جزءاً، أو أربعة وأربعين جزءاً، أو خمسين جزءاً، أو سبعين جزءاً، على حسب ما يكون الذي يراها من صدق الحديث، وأداء الأمانة، والدين المتين، وحسن اليقين، فعلى قدر اختلاف الناس فيما وصفنا تكون الرؤيا منهم على الأجزاء المختلفة العدد، والله أعلم، فمن خلصت له نيته في عبادة ربه ويقينه وصدق حديثه، كانت رؤياه أصدق، وإلى النبوة أقرب كما أن الأنبياء يتفاضلون، والنبوة كذلك، والله أعلم.
قلنا: وانظر أحاديث الباب التي ذكرناها في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7044) وتعليق ابن حجر في "الفتح" عليها.(26/103)
عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ، وَلَا الْعُمْرَةَ، وَلَا الظَّعْنَ، قَالَ: " حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النعمان بن سالم فمن رجال مسلم، وغير صحابيه فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن. وكيع: هو ابن الجراج الرؤاسي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن أوس: هو ابن أبي أوس الثقفي.
وأخرجه الترمذي (930) ، والنسائي في "المجتبى" 5/117، وابن ماجه (2906) ، وابن الجارود في "المنتقى" (500) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/389 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1091) ، وأبو داود (1810) ، والنسائي في "المجتبى" 5/111، وابن خزيمة (3040) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2546) ، وابن حبان (3991) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (457) و (458) ، والحاكم 1/481، والبيهقي في "السنن" 4/329، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/389-390 من طرق عن شعبة، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين
ووافقه الذهبي!
وسيأتي بالأرقام (16190) و (16199) و (16203) ، وسيكرر برقم (16185) سنداً ومتناً.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن الزبير برقم (16102) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: ولا الظعن، بفتحتين، أو سكون الثاني، مصدر ظعن يظعن، بالضم إذا سار. وفي "المجمع": الظعن الراحلة، أي: لا يقوى على السير ولا على الركوب من كبر السن. قال السيوطي في "حاشية النسائي": قال=(26/104)
16185 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ، وَلَا الْعُمْرَةَ، وَلَا الظَّعْنَ، قَالَ: " حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ " (1)
16186 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكُلُّنَا يَرَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ: " يَا أَبَا رَزِينٍ، أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ مُخْلِيًا بِهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَاللهُ أَعْظَمُ " (2)
__________
= الإمام أحمد: ولا أعلم في إيجاب العمرة حديثاً أجود من هذا ولا أصح منه.
ولا يخفى أن الحج والعمرة عن الغير ليسا بواجبين على الفاعل، فالظاهر حمل الأمر على الندب، وحينئذٍ ففي دلالة الحديث على وجوب العمرة خفاء لايخفى، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه سنداً ومتناً.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال وكيع بن حدس، وقد سلف الكلام عليه والاختلاف في اسم أبيه في الرواية رقم (16182) ، وبقية رجاله ثقَات.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (261) عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (180) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (258) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 179، والحاكم 4/560، واللالكائي (838) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه=(26/105)
16187 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عَبْدِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَيَضْحَكُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا (1)
__________
= الذهبي! ورواية الحاكم بنحو رواية بهز الآتية برقم (16192) .
وأخرجه الطيالسي (1094) ، وأبو داود (4731) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص46، وابن أبي عاصم في "السنة" (459) ، وابن حبان (6141) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (465) والآجري في "الشريعة" ص262، وفي "التصديق بالنظر" (38) ، والدارقطني في "الرؤية" (186) و (187) و (189) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
قلنا: وقد أقحم في إسناد ابن أبي عاصم لفظ "عن جعفر" بين يعلى ووكيع.
وأخرجه أبو داود (4731) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص178، والطبراني في "الكبير" 19/ (466) ، والدارقطني في "الرؤية" (188) و (190) ، واللالكائي (839) من طرق عن شعبة، عن يعلى، به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السُنَّة" (257) من طريق هشيم، عن يعلى، به.
وسيأتي برقم (16192) مطولاً، و (16198) .
قال السندي: قوله: وما آية ذلك: أي: علامته.
قوله: "مخلياً به": اسم فاعل من أخلى، أي: منفرداً برؤيته من غير أن يزاحمه صاحبه في ذلك.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. =(26/106)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن ماجه (181) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1092) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (554) ، وعبد الله ابن أحمد في "السنة" (264) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (469) ، والآجري في "الشريعة" ص 279- 280، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 473 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (16201) .
قال السندي: قوله: "من قنوط عباده": القنوط هو اليأس، ولعل المراد هاهنا هو الحاجة والفقر، أي يرضى عليهم، ويُقْبِلُ عليهم بالإحسان إذا نظر إلى فقرهم وفاقتهم وذُلِّهم، وإلا فالقنوط من رحمته تعالى يوجب الغضب لا الرضا، قال تعالى: "لا تقنطوا من رحمة الله"، وقال: "لا تيأسوا من روح
الله) الآية، إلا أن يقال: ذاك هو القنوط بالنظر إلى كرمه وإحسانه، مثل أن لا يرى له كرماً وإحساناً، أو يرى قليلاً فيقنط لذلك، فهذا هو الكفر المنهي عنه أشد النهي، وأما القنوط بالنظر إلى أعماله وقبائحه، فهو مما يوجب للعبد تواضعاً وخشوعاً وانكساراً، فيوجب الرضا، ويجلب الإحسان والإقبال من الله تعالى، ومنشأ هذا القنوط هو الغيبة عن صالح الأعمال، واستعظام المعاصي إلى الغاية، وكل منهما مطلوب محبوب، ولعل هذا هو سبب مغفرة من أمر أهله بإحراقه بعد الموت حين أيس من المغفرة. [قلنا: انظر مسند عبد الله بن مسعود الرواية رقم (3785) ] .
قوله: "وقرب غِيَرِه"، ضبط بكسر معجمة، ففتح ياء: بمعنى تغير الحال، وهو اسم من قولك غيرت الشيء فتغير، وضميره لجنس العبد، والمراد تغير حاله من القوة إلى الضعف، ومن الحياة إلى الموت، وهذه الأحوال مما تجلب الرحمة لا محالة في الشاهد، فكيف لا يكون أسباباً عادية لجلبها من
أرحم الراحمين.
والأقرب أن الغير بمعنى تغيير الحال وتحويله، وبه تُشْعِرُ عبارة "القاموس"، لا تغير الحال، وتحوله كما في "النهاية"، والضمير لله، والمعنى أنه تعالى=(26/107)
16188 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ (1) ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَالَ: " كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ " (2)
__________
= يضحك من أن العبد يصير آيساً من الخير بأدنى شر وقع عليه مع قرب تغييره تعالى الحال من شر إلى خير، ومن مرض إلى عافية، ومن بلاء ومحنة إلى سرور وفرحة، لكن الضحك على هذا لا يمكن تفسيره بالرضا.
قوله: "لن نعدم" من عدِمه- كعلمه-. إذا فقده، يريد أن الرب تعالى إذا كان من صفاته الضحك فلا نفقد خيره، بل كلما اجتمعنا إلى خيره وجدناه، فإنّا إذا أظهرنا الفاقة لديه يضحك فيعطي.
(1) في (ظ12) وهامش (س) : عدُس. قلنا: والمثبت هو الموافق لرواية حماد بن سلمة. انظر تعليقنا على الاختلاف في اسم أبيه في الرواية رقم (16182) .
(2) إسناده ضعيف، وكيع بن حدس سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16182) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (3109) ، وابن ماجه (182) ، والطبري في "التفسير" (17981) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن!
وأخرجه الطيالسي (1093) ، وأبن أبي عاصم في "السنة" (612) ، والطبري في "التفسير" (17980) وفي "التاريخ" 1/37-38، وابن حبان (6141) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (468) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (85) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص376 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (16200) .
قال السندي: قوله: أين كان ربنا: قيل: هو بتقدير: أين كان عرشه،=(26/108)
16189 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ (1) ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَمِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ أُمِّي؟ قَالَ: " أُمُّكَ فِي النَّارِ " قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ مَنْ مَضَى مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ مَعَ أُمِّي " (2)
__________
= قال: ويدل عليه "ثم خلق عرشه على الماء" أي: جعل، وعلى هذا يحمل قوله: قبل أن يخلق خلقه على غير العرش، وما يتعلق به، وحينئذِ لا إشكال في الحديث أصلاً.
والعَمَاء، بالفتح والمدِّ: السحاب، ومن لا يقدر مضافاً يقول: ليس المراد من العماء شيئاً موجوداً غير الله، لأنه حينئذٍ يكون من قبيل الخلق، والكلام مفروض قبل أن يخلق الخلق. بل المراد: ليس معه شيء، ويدل عليه رواية: كان في عمى- بالقصر- مفسر به. قال الترمذي: قال يزيد: العماء، أي ليس معه شيء، وعلى هذا كلمة "في" في قوله: "في عماء" بمعنى مع، أي كان مع عدم شيء آخر، ويكون حاصل الجواب الإرشاد إلى عدم المكان، وإلى أنه لا أين ثمة فضلاً عن أن يكون هو في مكان. وقال كثير من العلماء: هذا من حديث الصفات، فنؤمن به ونكل علمه إلى عالمه.
قلنا: يتجه هذا في الخبر الصحيح المتلقى بالقبول عملاً وتصديقاً أما إذا كان ضعيفاً كهذا الخبر، فلا يُعتدُّ به، ولا يُعَوَّلُ عليه.
و"ما" في "ماتحته": نافية لا موصولة، وكذا في "وما فوقه".
(1) في (س) و (ق) و (م) و (ص) : حدس، والمثبت من (ظ 12) وهامش (س) ، وهو الموافق لرواية شعبة، وقد سلف ذلك في كلامنا على الرواية رقم (16182) .
(2) إسناده ضعيف، وكيع بن عدس سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16182) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (638) ، والطبراني في "الكبير"=(26/109)
قَالَ أَبِي: " الصَّوَابُ: حُدُسٌ "
16190 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ وَلَا الظَّعْنَ، قَالَ: " حُجَّ عَنْ أَبِيكَ
__________
=19/ (471) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1090) عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/116، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. ووقع في المطبوع منه: عن أبي رزين، عن عمه، بزيادة "عن"، وهو خطأ.
قلنا: وفي الباب من حديث أنس سلف برقم (12192) ، وهو عند مسلم (203) (347) بلفظ: أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: "في النار"، فلما قفَّى دعاه، فقال: "إن أبي وأباك في النار".
وآخر من حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار (93) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (326) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/139، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (588) ، والضياء في "المختارة" 1/333.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/118،117 وقال: رواه البزار والطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح.
قلنا: وروى عبد الله بن عمر نحو حديث سعد عند ابن ماجه (1573) .
وثالث من حديث عمران بن حصين عند الطبراني في "الكبير" 18/ (548) و (549) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/117، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح.
وانظر لزاماً التعليق الذي كتبناه على حديث أنس السالف برقم (12192) .(26/110)
وَاعْتَمِرْ " (1)
16191 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ لَقِيطٍ عَنْ عَمِّهِ، رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ - أَشُكُّ أَنَّهُ زاد (2) : " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يُخْبِرْ بِهَا فَإِذَا أَخْبَرَ بِهَا وَقَعَتْ " (3)
16192 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدَسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ
__________
(1) إسناده صحيح: وهو مكرر (16184) : إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/283 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وستكرر رواية عفان- وقد قرن معه بهز- برقم (16199) .
(2) في (م) : "قَالَ" بدل "زاد".
(3) حديث حسن لغيره: وهذا إسناد وقع فيه خطأ، فقد سقط منه وكيع ابن عدس، ورواه أبو رزين، عن عمه، ولم ندرِ أهذا الخطأ من أحد الرواة أم من النُّساخ، فقد سلف برقم (16182) أن يعلى بن عطاء يرويه عن وكيع بن عدس أو حدس عن عمه أبي رزين، وكذلك رواه من رواه عن يعلى في أطرافه كلها، ولم نقف عليه في "أطراف المسند"، ولم نجده في مطبوع "المصنف" لعبد الرزاق.
وقد سلف برقم (16182) ، وذكرنا هناك شواهده.(26/111)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَنْظُرُ (1) إِلَى الْقَمَرِ مُخْلِيًا بِهِ؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: " فَاللهُ أَعْظَمُ "
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ: " أَمَا مَرَرْتَ بِوَادِي أَهْلِكَ مَحْلًا؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: " أَمَا مَرَرْتَ بِهِ يَهْتَزُّ خَضِرًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى قَالَ: " ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ مَحْلًا؟ " قَالَ: بَلَى قَالَ: " فَكَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى وَذَلِكَ آيَتُهُ فِي خَلْقِهِ " (2)
16193 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ (3) ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَمِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي اللهُ
__________
(1) في (ق) : يرى. قلنا: وهو الموافق للرواية السالفة برقم (16186) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، وقد سلف الكلام عليه والاختلاف في اسم أبيه في الرواية رقم (16182) .
وقوله: "أليس كلكم ينظر إلى القمر مخلياً به".
أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (265) عن أبيه، عن بهز بن أسد العمي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16186) .
وقوله: "أما مررت بوادي أهلك محلاً؟ " ... إلخ
أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص507، وفي "الاعتقاد" ص145 من طريق عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (16193) و (16196) ، وانظر (16194) .
(3) في (س) و (ق) و (ص) و (م) : حدس، والمثبت من (ظ12) وهو الموافق لرواية شعبة كما أسلفنا في تعليقنا على الاختلاف في اسم أبيه في الرواية رقم (16182) .(26/112)
الْمَوْتَى؟ فَقَالَ: " أَمَا مَرَرْتَ بِالْوَادِي مُمْحِلًا، ثُمَّ تَمُرُّ بِهِ خَضِرًا؟ - قَالَ شُعْبَةُ: قَالَهُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّتَيْنِ - كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ
الْمَوْتَى " (1)
16194 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى؟ قَالَ: " أَمَا مَرَرْتَ بِأَرْضٍ مِنْ أَرْضِكَ مُجْدِبَةٍ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصَبَةً؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " كَذَلِكَ النُّشُورُ "
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا (2) الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِمَّا
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال وكيع بن عدس، وقد سلف الكلام عليه والاختلاف في اسم أبيه في الرواية رقم (16182) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (639) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (470) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1089) ، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص507 عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/85، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثقون، قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.
وقد سلف مطولاً برقم (16192) .
(2) في (ظ12) و (ص) : ما، والواو نسخة في (س) .(26/113)
سِوَاهُمَا، وَأَنْ تُحْرَقَ فِي النَّارِ (1) أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تُشْرِكَ بِاللهِ، وَأَنْ تُحِبَّ غَيْرَ ذِي نَسَبٍ لَا تُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ فَقَدْ دَخَلَ حُبُّ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِكَ، كَمَا دَخَلَ حُبُّ الْمَاءِ لِلظَّمْآنِ فِي الْيَوْمِ الْقَائِظِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ لِي بِأَنْ أَعْلَمَ أَنِّي مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: " مَا مِنْ أُمَّتِي - أَوْ هَذِهِ الْأُمَّةِ - عَبْدٌ يَعْمَلُ حَسَنَةً فَيَعْلَمُ أَنَّهَا حَسَنَةٌ، وَأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَازِيهِ بِهَا خَيْرًا، وَلَا يَعْمَلُ سَيِّئَةً فَيَعْلَمُ أَنَّهَا سَيِّئَةٌ، ويَسْتَغْفَرُ (2) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا وَيَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ إِلَّا هُوَ، إِلَّا وَهُوَ مُؤْمِنٌ " (3)
__________
(1) في (م) : بالنار.
(2) في (م) : واستغفر.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، سليمان بن موسى، وهو الأشدق لم يدرك أحداً من الصحابة فيما قاله الترمذي في "العلل" 1/313 نقلاً عن البخاري وبقية رجاله ثقات.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/53- 54، وقال: رواه أحمد، وفى إسناده سليمان بن موسى، وقد وثقه ابن معين وأبو حاتم، وضعفه آخرون.
قلنا: فاته أن يعله بالانقطاع.
وقوله: يا رسول الله، كيف يحي الله الموتى.. إلخ سلف برقم (16192) .
قال السندي: قوله: "من أن تشرك": أي أن ترى الشرك بمنزلة جزائه لكمال التصديق، فتكرهه ككراهة جزائه، ولاشك أن نار الدنيا أحب من جزاء الشرك الذي هو نار الآخرة، فمن صار الشرك عنده كجزائه فلاشك أنه يحب نار الدنيا عليه.(26/114)
16195 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ عُدُسٍ (1) ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَهِيَ عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا، فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا، وَقَعَتْ " قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ: " لَا يُحَدِّثُ بِهَا إِلَّا حَبِيبًا أَوْ لَبِيبًا " (2)
16196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، (3)
__________
(1) في (س) و (ق) و (م) : حُدُسٍ، قلنا: رواية شعبة: عُدُسٍ.
انظر تعليقنا على ذلك في الرواية رقم (16182) .
(2) حديث حسن لغيره، وكيع بن عُدُس، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16182) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطيالسي (1088) - ومن طريقه الترمذي (2278) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (681) - والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/178، والدولابي في "الكنى" 29، والترمذي، (2279) ، والدارمي 2/126، والبغوي في "الجعديات" (1722) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 19/ (461) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3281) - وابن حبان (6049) من طرق عن
شعبة، بهذا الإسناد.
وصحح إسناده الحاكم 4/390 ووافقه الذهبي! وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وحسنه الحافظ في "الفتح" 12/432.
وقوله: "إن رؤيا المسلم جزء من أربعين جزءاَ من النبوة"، سلف برقم (16183) ، وانظر تعليقنا ثمة. وانظر (16182) .
(3) في (س) و (ق) و (م) : حدس، والمثبت من (ظ 12) و (ص) ، وهو الموافق لرواية شعبة كما ذكرنا في تعليقنا على الاختلاف في اسم أبيه في=(26/115)
عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى؟ فَقَالَ: " أَمَا مَرَرْتَ بِوَادٍ مُمْحِلٍ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ خَصْبًا (1) - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: - ثُمَّ تَمُرُّ بِهِ خَضِرًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى " (2)
16197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَهْزٌ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ حُدَسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَهِيَ عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا سَقَطَتْ " وَأَحْسِبُهُ قَالَ: " لَا يُحَدِّثُ بِهَا إِلَّا حَبِيبًا أَوْ لَبِيبًا " (3)
16198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
__________
= الرواية رقم (16182) .
(1) في (ق) و (م) : خصيباً.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16193) إلا أن شيخ أحمد محمد بن جعفر قرن هنا بعبد الرحمن بن مهدي.
(3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وكيع بن عدس سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16182) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4767) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق بهز برقم (16195) ، وانظر (16182) .(26/116)
يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ (1) ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ - قَالَ بَهْزٌ: الْعُقَيْلِيِّ - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ بَهْزٌ: أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَيْفَ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ فَقَالَ: " أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَنْظُرُ إِلَى الْقَمَرِ مُخْلِيًا بِهِ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " فَإِنَّهُ أَعْظَمُ " (2)
16199 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو رَزِينٍ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ أَبِي رَزِينٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يُطِيقُ الْحَجَّ، وَلَا الْعُمْرَةَ، وَلَا الظَّعْنَ، قَالَ: " حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ " (3)
16200 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ
__________
(1) في (س) : عدس، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق) و (م) ، وهو الموافق لرواية حماد بن سلمة كما ذكرنا في تعليقنا على الاختلاف في اسم أبيه في الرواية رقم (16182) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16192) إلا أن شيخ أحمد بهز بن أسد العَمِّي قرن هنا بعبد الرحمن بن مهدي.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (16184) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو بهز بن أسد العَمي، وعفان بن مسلم الصفار، وقد سلفت رواية عفان برقم (16190) .(26/117)
عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ قَالَ: " فِي عَمَاءٍ مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ " (1)
16201 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدَسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ - قَالَ حَسَنٌ: الْعُقَيْلِيِّ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عَبْادِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ " قَالَ أَبُو رَزِينٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَيَضْحَكُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ الْعَظِيمُ، لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا؟ قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ: " نَعَمْ لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا " (2)
16202 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ وَهُوَ لَقِيطُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رَزِينٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نَذْبَحُ فِي رَجَبٍ ذَبَائِحَ، فَنَأْكُلُ مِنْهَا وَنُطْعِمُ مِنْهَا، مَنْ جَاءَنَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَأْسَ بِذَلِكَ " قَالَ: فَقَالَ وَكِيعٌ: " فَلَا أَدَعُهَا
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16188) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو بهز وهو ابن أسد العَمِّي.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16187) ، إلا أن شيخي أحمد هنا هما بهز بن أسد العمي، وحسن بن موسى الأشيب.(26/118)
أَبَدًا " (1)
16203 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَمِّهِ (2) أَبِي رَزِينٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي أَدْرَكَ الْإِسْلَامَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ، وَلَا الْعُمْرَةَ، وَلَا الظَّعْنَ، قَالَ: " حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، وكيع بن حدس سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16182) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري- والقائل: أخبرني أبو رزين: هو وكيع بن حدس نفسه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/255 عن عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/71، والدولابي في "الكنى" 1/29، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1060) ، وابن حبان (5891) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (467) ، والبيهقي في "السنن" 9/312 من طرق عن أبي عوانة، به.
وسيأتي برقم (16204) .
وانظر ما سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6713) ، وحديث أبي هريرة برقم (7135) .
قال السندي: قوله: "لا بأس بذلك": أي إذا لم يقصد بذلك غير الله، والمنسوخ إنما هو ما قصد به غير الله.
(2) كذا في النسخ الخطية و (م) : عن عمه، وهي سبق قلم من الناسخ، فعمرو بن أوس ثقفي، وأبو رزين عُقيلي! ولم ترد هذه اللفظة عند الدارقطني وقد أخرجه من طريق يزيد شيخ أحمد، ولم يرد هذا الإسناد في "أطراف المسند"، وقد استدركه محققه في هامشه.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (16184) إلا أن شيخ أحمد هنا هو يزيد=(26/119)
16204 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عدسٍ أَبِي مصلت (1) الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ وَهُوَ لَقِيطُ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رَزِينٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نَذْبَحُ فِي رَجَبٍ ذَبَائِحَ فَنَأْكُلُ مِنْهَا، وَنُطْعِمُ مِنْهَا (2) ، مَنْ جَاءَنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَأْسَ بِذَلِكَ " فَقَالَ وَكِيعٌ: " لَا أَدَعُهَا أَبَدًا " (3)
16205 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ (4) ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَمِّهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَهِيَ - يَعْنِي - عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ (5) مَا
__________
= بن هارون.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/283 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) ، وضبب فوقها في (س) ، وجاء في هامشها كذا في نسخه أخرى. قلنا: والذي في "تهذيب الكمال" وفروعه: أبو مُصْعَبَ، وهو الصواب.
(2) منها، ليست في (ظ12) و (ص) .
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16202) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن حماد، وهو الشيباني.
(4) في (س) و (ق) و (م) : حُدُسٍ، قلنا: ورواية شعبة: عدس، انظر تعليقنا على ذلك في الرواية رقم (16182) .
(5) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (س) : طير.(26/120)
لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا وَقَعَتْ " (1)
• 16206 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] ، كَتَبَ إِلَيَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ الزُّبَيرِيِّ، كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَدْ عَرَضْتُهُ وسَمَعْتُهُ (2) عَلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ، فَحَدِّثْ بِذَلِكَ عَنِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَيَّاشٍ السَّمَعِيُّ الْأَنْصَارِيُّ الْقُبَائِيُّ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ دَلْهَمِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ دَلْهَمٌ: وَحَدَّثَنِيهِ أَبِي الْأَسْوَدُ (3) ، عَنِ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ، أَنَّ لَقِيطًا خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ: نَهِيكُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ، قَالَ لَقِيطٌ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبِي حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِانْسِلَاخِ رَجَبٍ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَيْنَاهُ حِينَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَقَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكُمْ صَوْتِي مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، أَلَا لَأُسْمِعَنَّكُمْ، أَلَا فَهَلْ مِنِ امْرِئٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ؟ فَقَالُوا: اعْلَمْ لَنَا مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلَا
__________
(1) حديث حسن لغيره، وكيع بن عدس سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16182) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1474) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (462) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق شعبة برقم (16195) ، وانظر (16182) .
(2) في (م) : وجمعته، وهو تحريف.
(3) لفظ "الأسود" ليس في (ظ 12) .(26/121)
ثُمَّ (1) لَعَلَّهُ أَنْ يُلْهِيَهُ حَدِيثُ نَفْسِهِ، أَوْ حَدِيثُ صَاحِبِهِ، أَوْ يُلْهِيَهُ الضُّلَّالُ، أَلَا إِنِّي مَسْئُولٌ، هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلَا اسْمَعُوا تَعِيشُوا، أَلَا اجْلِسُوا، أَلَا اجْلِسُوا " قَالَ (2) : فَجَلَسَ النَّاسُ، وَقُمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي حَتَّى إِذَا فَرَغَ (3) لَنَا فُؤَادُهُ، وَبَصَرُهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَكَ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ؟ فَضَحِكَ لَعَمْرُ اللهِ، وَهَزَّ رَأْسَهُ، وَعَلِمَ أَنِّي أَبْتَغِي لِسَقَطِهِ، فَقَالَ: " ضَنَّ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ بِمَفَاتِيحَ خَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ، لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ "، وَأَشَارَ بِيَدِهِ، قُلْتُ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: " عِلْمُ الْمَنِيَّةِ، قَدْ عَلِمَ مَتَى (4) مَنِيَّةَ أَحَدِكُمْ، وَلَا تَعْلَمُونَهُ، وَعِلْمُ الْمَنِيِّ حِينَ يَكُونُ فِي الرَّحِمِ قَدْ عَلِمَهُ، وَلَا تَعْلَمُونَهُ (5) ، وَعَلِمَ مَا فِي غَدٍ، [قَدْ عَلِمَ] مَا (6) أَنْتَ طَاعِمٌ غَدًا، وَلَا تَعْلَمُهُ، وَعَلِمَ يَوْمَ الْغَيْثَ، يُشْرِفُ عَلَيْكُمْ آزِلِينَ آزِلِينَ مُشْفِقِينَ، فَيَظَلُّ يَضْحَكُ قَدْ عَلِمَ أَنَّ غَيْرَكُمْ (7) إِلَى
__________
(1) قال السندي: بضم المثلثة: أي بعثوه ثم لعله. أو بفتح المثلثة، أي: ألا هناك من بعثه قومه، والمراد: أي فيكم.
(2) لفظ "قال" ليس في (ظ 12) و (ص) ، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.
(3) قال السندي: إذا فرغ: ضبط من التفريغ، ونصب الفؤاد، ويجوز أن يكون من الفراغ، ورفع الفؤاد.
(4) لفظ "متى" ليس في (م) .
(5) في (م) : ولا تعلمون.
(6) في (م) : وما أنت، بزيادة "واو"، وهو خطأ، وما بين حاصرتين من السنة لابن أبي عاصم والطبراني.
(7) أي: تغير حالكم من الجدب إلى الخصب، ولفظ ابن أبي عاصم: قد=(26/122)
قُرْبٍ (1) " قَالَ لَقِيطٌ قُلْتُ (2) :: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا، وَعَلِمَ يَوْمَ السَّاعَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنَا مِمَّا تُعَلِّمُ النَّاسَ، وَمَا تَعْلَمُ، فَإِنَّا مِنْ قَبِيلٍ لَا يُصَدَّقُ (3) تَصْدِيقَنَا أَحَدٌ مِنْ مَذْحِجٍ الَّتِي تَرْبَأُ (4) عَلَيْنَا، وَخَثْعَمٍ الَّتِي تُوَالِينَا، وَعَشِيرَتِنَا الَّتِي نَحْنُ مِنْهَا، قَالَ: " تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ، ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ، ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحَةُ لَعَمْرُ إِلَهِكَ، مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا مَاتَ، وَالْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ مَعَ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَصْبَحَ رَبُّكَ يُطِوفُ (5) فِي الْأَرْضِ، وَخَلَتْ عَلَيْهِ الْبِلَادُ، فَأَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاءَ تَهْضِبُ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ مَصْرَعِ قَتِيلٍ، وَلَا مَدْفِنِ مَيِّتٍ، إِلَّا شَقَّتِ الْقَبْرَ (6) عَنْهُ، حَتَّى تَجْعَلَهُ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ، فَيَسْتَوِي جَالِسًا، فَيَقُولُ رَبُّكَ: مَهْيَمْ لِمَا كَانَ فِيهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَمْسِ، الْيَوْمَ، وَلِعَهْدِهِ بِالْحَيَاةِ يَحْسَبُهُ، حَدِيثًا بِأَهْلِهِ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَجْمَعُنَا بَعْدَ مَا تُمَزِّقُنَا الرِّيَاحُ
__________
= علم أن غوثكم قريب.
(1) في (ظ12) و (ص) و (ق) : قريب.
(2) لفظ: قلت، ساقط من (م) .
(3) في (س) و (م) : لا يصدقون، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق) .
(4) من ربأ يربأ كمنع يمنع: إذا علا وارتفع، ولفظ الطبراني: تعلو.
(5) في (ق) و (م) : يطيف، وفي (ظ 12) : فأصبح يطوف.
(6) في هامش (س) : الأرض، نسخة.(26/123)
وَالْبِلَى، وَالسِّبَاعُ؟، قَالَ: " أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلَاءِ اللهِ، الْأَرْضُ أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا، وَهِيَ مَدَرَةٌ بَالِيَةٌ، فَقُلْتَ: لَا تَحْيَا أَبَدًا، ثُمَّ أَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا السَّمَاءَ، فَلَمْ تَلْبَثْ عَلَيْكَ إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا، وَهِيَ شَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَجْمَعَهُمْ (1) مِنَ الْمَاءِ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ نَبَاتَ الْأَرْضِ فَيَخْرُجُونَ (2) مِنَ الْأَصْوَاءِ، وَمِنْ (3) مَصَارِعِهِمْ فَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَيَنْظُرُ إِلَيْكُمْ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ وَنَحْنُ (4) مِلْءُ الْأَرْضِ وَهُوَ شَخْصٌ وَاحِدٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَةٌ مِنْهُ صَغِيرَةٌ تَرَوْنَهُمَا وَيَرَيَانِكُمْ، سَاعَةً وَاحِدَةً لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا، وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَرَاكُمْ، وَتَرَوْنَهُ مِنْ أَنْ تَرَوْنَهُمَا، وَيَرَيَانِكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا يَفْعَلُ بِنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ إِذَا لَقِينَاهُ؟ قَالَ: " تُعْرَضُونَ عَلَيْهِ بَادِيَةٌ لَهُ صَفَحَاتُكُمْ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ، فَيَأْخُذُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ بِيَدِهِ غَرْفَةً مِنَ الْمَاءِ فَيَنْضَحُ قَبِيلَكُمْ (5)
__________
(1) في هامش (س) : يجمعكم، نسخة.
(2) في (ص) : فتخرجون، وتقرأ بالوجهين في (ظ 12) و (س) .
(3) في (ظ12) و (ص) و (ق) : أو من.
(4) في (س) و (م) : نحن، دون واو.
(5) في نسخة السندي: فيبلكم، مضارع بلَّ، قال: هكذا في أصلنا، وفي نسخ المجمع: قبلكم، بكسر قاف وفتح موحدة: أي في جانبكم، وفي بعض=(26/124)
بِهَا، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تُخْطِئُ وَجْهَ أَحَدِكُمْ مِنْهَا قَطْرَةٌ، فَأَمَّا الْمُسْلِمُ فَتَدَعُ وَجْهَهُ مِثْلَ الرَّيْطَةِ الْبَيْضَاءِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتَخْطِمُهُ بمِثْل الْحَمِيمِ (1) الْأَسْوَدِ، أَلَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَفْتَرِقُ عَلَى إِثْرِهِ الصَّالِحُونَ، فَيَسْلُكُونَ جِسْرًا مِنَ النَّارِ، فَيَطَأُ أَحَدُكُمُ الْجَمْرَ، فَيَقُولُ: حَسِّ يَقُولُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ: أَوَانُهُ، أَلَا فَتَطَّلِعُونَ عَلَى حَوْضِ الرَّسُولِ عَلَى أَظْمَأِ، وَاللهِ نَاهِلَةٍ (2) عَلَيْهَا قَطُّ، مَا رَأَيْتُهَا، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا يَبْسُطُ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَدَهُ، إِلَّا وُقِعَ (3) عَلَيْهَا قَدَحٌ يُطَهِّرُهُ مِنَ الطَّوْفِ، وَالْبَوْلِ، وَالْأَذَى، وَتُحْبَسُ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَلَا تَرَوْنَ مِنْهُمَا وَاحِدًا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَبِمَا نُبْصِرُ؟ قَالَ: " بِمِثْلِ بَصَرِكَ سَاعَتَكَ هَذِهِ، وَذَلِكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فِي يَوْمٍ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ، وَاجَهَتْ (5) بِهِ الْجِبَالَ "
__________
= النسخ: قبيلكم، بقاف مفتوحة، وباء موحدة مكسورة، ثم ياء تحتية ساكنة: أي نوعكم وقبيلتكم، والمراد النَّاس.
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) ، وفي مصادر التخريج: الحُمَم، وهي جمع حممة: وهي الفحمة.
(2) في (م) : ناهلة عليها، بزيادة: عليها.
(3) في (م) : وضع.
(4) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (س) و (ق) : تخنس. قال السندي: تحبس، بحاء مهملة وباء موحدة، على بناء المفعول، أو بخاء معجمة ونون، على بناء الفاعل، أي: تغيب.
(5) في (ظ12) و (ص) : وواجهت. وهي كذلك عند الطبراني.(26/125)
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَبِمَا نُجْزَى مِنْ سَيِّئَاتِنَا وَحَسَنَاتِنَا؟ قَالَ: " الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا، إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِمَّا الْجَنَّةُ، إِمَّا النَّارُ (1) قَالَ: " لَعَمْرُ إِلَهِكَ إِنَّ لِلنَّارِ لَسَبْعَةَ أَبْوَابٍ، مَا مِنْهُنَّ بَابَانِ إِلَّا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا، وَإِنَّ لِلْجَنَّةِ لَثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ مَا مِنْهُمَا بَابَانِ إِلَّا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَعَلَى مَا نَطَّلِعُ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " عَلَى أَنْهَارٍ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى، وَأَنْهَارٍ مِنْ كَأْسٍ (2) مَا بِهَا مِنْ صُدَاعٍ، وَلَا نَدَامَةٍ، وَأَنْهَارٍ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ، وَمَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ، وَبِفَاكِهَةٍ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَعْلَمُونَ (3) ، وَخَيْرٌ مِنْ مِثْلِهِ مَعَهُ، وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَنَا (4) فِيهَا أَزْوَاجٌ، أَوْ مِنْهُنَّ مُصْلِحَاتٌ؟ قَالَ: " الصَّالِحَاتُ لِلصَّالِحِينَ، تَلَذُّونَهُنَّ (5) مِثْلَ لَذَّاتِكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَيَلْذَذْنَ بِكُمْ غَيْرَ أَنْ لَا تَوَالُدَ " قَالَ لَقِيطٌ: فَقُلْتُ: أَقُصِيَ (6) مَا نَحْنُ بَالِغُونَ، وَمُنْتَهُونَ إِلَيْهِ؟ فَلَمْ
__________
(1) في (ص) : ما الجنة ما النار، وفي (ق) : ما الجنَة وما النار، وكذلك وقع في ابن أبي عاصم ومعجم الطبراني.
(2) في (ظ 12) و (ص) : كأس خمر، وجاء فوق كلمة خمر، علامة نسخة.
(3) في هامش (س) : ما لا تعلمون، نسخة.
(4) في (س) و (م) : ولنا، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق) ، وهامش (س) .
(5) في هامش (س) و (م) : تلذونهن، وفي (ص) : تلذون بهن.
(6) في الطبراني: ما أفضل.(26/126)
يُجِبْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، على (1) مَا أُبَايِعُكَ؟ قَالَ: فَبَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، وَقَالَ: " عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَزِيَالِ الْمُشْرِكِ، وَأَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللهِ إِلَهًا غَيْرَهُ " قُلْتُ: (2) وَإِنَّ لَنَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ، وَالْمَغْرِبِ؟ فَقَبَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، وَظَنَّ أَنِّي مُشْتَرِطٌ شَيْئًا لَا يُعْطِينِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: نَحِلُّ مِنْهَا حَيْثُ شِئْنَا، وَلَا يَجْنِي امْرُؤٌ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ (3) ، فَبَسَطَ يَدَهُ، وَقَالَ: " ذَلِكَ لَكَ تَحِلُّ حَيْثُ شِئْتَ، وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ إِلَّا نَفْسُكَ " قَالَ: فَانْصَرَفْنَا عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَذَيْنِ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مِنْ أَتْقَى النَّاسِ فِي الْأُولَى، وَالْآخِرَةِ " فَقَالَ لَهُ كَعْبُ ابْنُ الْخُدَارِيَّةِ أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ: مِنْ هُمْ (4) يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بَنُو الْمُنْتَفِقِ أَهْلُ ذَلِكَ " قَالَ: فَانْصَرَفْنَا، وَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِأَحَدٍ مِمَّنْ (5) مَضَى مِنْ خَيْرٍ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ؟ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ عُرْضِ قُرَيْشٍ: وَاللهِ إِنَّ أَبَاكَ الْمُنْتَفِقَ لَفِي النَّارِ، قَالَ: فَلَكَأَنَّهُ وَقَعَ حَرٌّ بَيْنَ جِلْدِي وَوَجْهِي وَلَحْمِي مِمَّا قَالَ لِأَبِي عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ: وَأَبُوكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ثُمَّ إِذَا الْأُخْرَى
__________
(1) لفظ "على" ليس في (م) .
(2) في (ظ12) و (ص) : قال: قلت.
(3) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (س) : ولا يجني على امرئ إلا نفسه.
(4) في (س) و (ق) و (م) كتبت: منهم، كأنها حرف جر، والمثبت من (ظ12) و (ص) ، وهامش (ق) .
(5) في (س) : فيما، نسخة.(26/127)
أَجْمَلُ، (1) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَهْلُكَ؟ قَالَ: " وَأَهْلِي لَعَمْرُ اللهِ مَا أَتَيْتَ عَلَيْهِ مِنْ قَبْرِ عَامِرِيٍّ، أَوْ قُرَشِيٍّ مِنْ مُشْرِكٍ، فَقُلْ: أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ مُحَمَّدٌ، فَأُبَشِّرُكَ بِمَا يَسُوءُكَ، تُجَرُّ عَلَى وَجْهِكَ، وَبَطْنِكَ فِي النَّارِ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا فَعَلَ بِهِمْ ذَلِكَ وَقَدْ كَانُوا عَلَى عَمَلٍ لَا يُحْسِنُونَ إِلَّا إِيَّاهُ؟ وَكَانُوا يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ مُصْلِحُونَ؟ قَالَ: " ذَلِكَ لِأَنَّ (2) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ فِي آخِرِ كُلِّ سَبْعِ أُمَمٍ - يَعْنِي (3) - نَبِيًّا، فَمَنْ عَصَى نَبِيَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ، وَمَنْ أَطَاعَ نَبِيَّهُ كَانَ مِنَ الْمُهْتَدِينَ " (4)
__________
(1) في (م) : أجهل، وهو تحريف.
(2) في (ظ12) و (ص) : بأن.
(3) كلمة "يعني" من (م) و (ق) ، ونسخة في (س) .
(4) إسناده ضعيف، مسلسل بالمجاهيل، عبد الرحمن بن عياش، ودلهم ابن الأسود، وأبوه الأسود بن عبد الله بن حاجب، مجهولون، ولم يؤثر توثيقهم إلا عن ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل، وعاصم بن لقيط، إن لم يكن ابن صبرة، فهو مجهول كذلك. وبقية رجاله ثقات، ومع شدة ضعف هذا
الحديث وغرابته ونكارة بعض ألفاظه فقد حسن بعضُ من ينتحل صناعة الحديث في عصرنا الحديث السالف برقم (16201) بهذا الحديث في "صحيحته" (2810) وهو تساهل غير مُرْضٍ عند الحذاق في هذا الفن.
وهو عند عبد الله بن أحمد في "السنة" (951) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/249 عن إبراهيم بن حمزة، بهذا الإسناد مختصراً.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (524) و (636) والطبراني في=(26/128)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الكبير" 19/ (477) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة، وعبد الله بن الصقر السّكري ثلاثتهم عن إبراهيم بن المنذر، عن عبد الرحمن بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب، عن جده عبد الله، عن عمه لقيط بن عامر، به. وعن دلهم، عن الأسود، عن عاصم بن لقيط، به.
قلنا: وقد وقع في مطبوع الطبراني سقط ووهَمٌ استدركناه من "تهذيب الكمال" ترجمة عبد الرحمن بن عياش، فقد روى المزي هذا الحديث من طريقه، وقال: هكذا وقع في هذه الرواية: عن دلهم عن جده، والمحفوظ عن أبيه، عن جده.
وأخرجه الحاكم 4/560 من طريق يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، عن عبد الرحمن بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم بن الأسود، عن جده، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر، به وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري ضعيف.
قلنا: هكذا وقع في هذه الرواية: عن دلهم، عن جده، عن أبيه، ولعلها قلب، صوابها: عن أبيه، عن جده كما سيأتي، وهو المحفوظ.
وأخرجه أبو داود مختصراً برقم (3266) عن الحسن بن علي، عن إبراهيم ابن حمزة، عن عبد الملك بن عياش السمعي، عن دلهم، عن أبيه، عن عمه. وقال دلهم: وحدثنيه أبي الأسود، عن عاصم بن لقيط، أن لقيط بن عامر ...
قال المزي في ترجمة عبد الرحمن بن عياش بعد أن ساق هذه الرواية: وفي ذلك وهم وإسقاط.
قلنا: الوهم في تسمية عبد الرحمن بن عياش بعبد الملك بن عياش والإسقاط في عدم ذكر عبد الرحمن بن المغيرة، وجد دلهم في الإسناد.
وقال في "تحفة الأشراف": 8/334: أخشى أن يكون من زيادات ابن الأعرابي، فإني لم أجده في باقي الروايات، ولم يذكره أبو القاسم.=(26/129)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ثم قال: رواه غير واحد عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن عبد الرحمن ابن المغيرة، عن عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم، عن أبيه، عن جده، عن عمه لقيط بن عامر. وعن دلهم، عن أبيه، عن عاصم بن لقيط، عن لقيط.
قلنا: يعني بزيادة "عن جده" في الإسناد، وذكر المزي في "تهذيب الكمال" أن هذا هو المحفوظ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/338- 340، وقال: رواه عبد الله والطبراني بنحوه، وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل، ورجالها ثقات!
والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط، إن لقيطاً ...
وقد ساقه بتمامه ابن القيم في "زاد المعاد" 3/588-591، وقال: هذا حديث كبير جليل، تنادي جلالته وفخامته وعظمتُهُ أنه قد خرج من مشكاة النبوة، لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وهما من كبار علماء المدينة،
ثقتان محتج بهما في الصحيح، احتج بهما إمامُ أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه أئمة أهل السنة في كتبهم، وتلقوه بالقبول، وقابلوه بالتسليم والانقياد، ولم يطعن أحد منهم فيه ولا في أحد رواته! ثم ساق من رواه من الأئمة.
قلنا: والعجب من ابن القيم وغيره كيف ذهبوا إلى تقويته وتصحيحه وفيه ما فيه، وقد قال ابن كثير في "البداية والنهاية" 5/82: هذا حديث غريب جداَ، وألفاظه في بعضها نكارة. وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عاصم بن لقيط: وهو حديث غريب جداً.
قال السندي: قوله: "ألا إني قد خبأت" بالهمزة: أي أضمرت.
قوله: "صوتي": أي كلامي.
قوله: "الضلال"، بفتح والتخفيف: وهو خلاف الهدى، والمراد: ما كان عليه قبل من الضلال.
قوله: "مسؤول": أي فاسمعوا ليتم به البلاغ. =(26/130)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=قوله: "تعيشوا": تحيوا حياة طيبة في الدارين.
قوله: ما عندك: الظاهر أنه استفهام، ويحتمل أن "ما" موصولة مبتدأ، خبره من علم الغيب.
قوله: لسقطه، بفتحتين: وهو الردئ من الكلام، أي عرف أني جئته متكشفاَ عن أمره، طالباَ لرديء كلامه لأعرف به حقيقة أمره.
قوله: "ضن"، أي: لم يعط أحداً كما لا يعطي من يبخل بشيء، والمراد أنه المخصوص بها جل ثناؤه.
قوله: "علم المنية"، أي: الموت.
وقوله: "وعلم المني": الماء الذي يخلق منه الولد.
قوله: "يشرف": من الإشراف: أي ينظر إليكم نظر العالي إلى السافل.
قوله: "آزلين"، بالمد: اسم فاعل- كذا ضبط- أي صائرين إلى الضيق والشدة.
قوله: "عَلمنا": أمر من التعليم، وكذا قوله: مما تُعَلَمُ الناس، من التعليم، وما تَعْلَمُ: من العلم.
قوله: وعشيرتَنا: بالنصب: أي توالي عشيرتنا.
قوله: "الصائحة": أي الصيحة.
قوله: "لعمر إلهك": قسم بحياته تعالى.
قوله: "والملائكة"، أي: وكذلك الملائكة الذين هم مع الله مكانه يموتون، أو الملائكة هم الذين يبقون مع الله.
قوله: "يطوف"، أي: ينظر فيها.
قوله: "السماء": المطر.
قوله: "تهضب"، كتضرب، أي: تمطر.
قوله: "ما تدع"، أي: السماء.
قوله: "على ظهرها"، أي: ظهر الأرض.
قوله: "إلا شقت"، أي: السماء. =(26/131)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوله: "القبر"، بالنصب: مفعول به، وشق جاء لازماً ومتعدياً، يقال: شققت الشيء فشق.
قوله: "حتى تجعله"، أي: تجعل السماء ذلك القتيل أو الميت.
قوله: "من عند رأسه"، أي: رأس القبر، أي إذا انشق القبر عن الميت يخرج الميت حتى يصير عند رأس القبر.
قلنا: ورواية ابن القيم: "حتى يخلفه من عند رأسه": قال: هو من أخلف الزرع: إذا نبت بعد حصاده، شبه النشأة الآخرة بعد الموت بإخلاف الزرع بعدما حصد، وتلك الخلفة من عند رأسه كما ينبت الزرع.
قوله: "مهيم"، بقَتح ميم وسكون هاء، فتحتية ساكنة: أي ما أمْرُك وما شأنك، وهي كلمة يمانية.
قوله: "لما كان فيه"، أي: يقول ذلك لأجل ما كان فيه: أي للسؤال عن مدته، كأنه قيل له: متى مت؟.
قوله: "أمس"، أي: مت أمسِ.
قوله: "اليوم"، كأنه بمنزلة بدل الغلط، أي بل اليوم مت وبعثت.
قوله: "ولَعَهْدُه"، بفتح اللام والرفع.
قوله: "يحسِبُه"، أي: العهد.
قوله: "بأهله": بدل من قوله: بالحياة.
قوله: "في آلاء الله"، أي: في جملة ما أنعم به عليكم من المخلوقات، وهو يحتمل أن يكون متعلِّقاً بالمثل، أي بوجود المثل وتحققه في جملة المخلوقات التي مَنَّ الله تعالى بها على عباده، أو يكون خبراً مقدماً للأرض، وقيل: المحفوظ في إل الله- بكسر همزة وتشديد لام كما في "النهاية"- أي في
ربوبيَّته وإلاهيته وقدرته.
قوله: "أَشرَقْتَ"، بالخطاب، والجملة خبر للأرض إن كانت قوله: في ألاء الله.
قوله: "لا تحيا"، على بناء الفاعل من الحياة، أو المفعول من الإحياء.
قوله: "وهي شربة واحدة"، قيل: هي بفتحتين وتشديد الباء الموحدة،=(26/132)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهي الأرض المعشبة لا شجر بها كما في "القاموس"، ولكن في "الصحاح": شربة، بتشديد الباء، موضع، ويقال: ما زال فلان على شربة واحدة: أي على أمر واحد. وفي "النهاية "، بفتح الراء، أي: بلا تشديد الباءة حوض يكون في أصل النخل وحولها يملأ ماء لتشربه، قال: ومنه حديث لقيط، فجعله بفتحتين بلا تشديد. ثم قال: إن كان بالسكون فإنه أراد أن الماء قد كثر، فمن حيث أرادت أن تشرب شربت. ويروى بياء تحتية مع فتح الأول وسكون الثاني، أي: الأرض اخضرت بالنبات، فكأنها حنظلة واحدة. ثم قال في "النهاية": والرواية بالباء الموحدة.
قوله: "من الماء": الذي نزل من السماء عند البعث.
قوله: "على أن يجمع نبات الأرض": متعلق بمقدر، أي: كقدرته على أن يجمع نبات الأرض، وأما المفضل عليه فمقدر، أي: أقدر على إعادتهم من البدء على حد (وهو أهون عليه) ويجوز أن يكون هذا إشارة إلى المفضل عليه، أي: أن قدرته على جمعكم ثانياَ من الماء النازل من السماء أتم وأكثر
من قدرته على جمع نبات الأرض أولاً من العدم، ويكون الأتمية والأكثرية كما ذكروا في بيان قوله تعالى: (وهو أهون عليه) [الروم: 27] .
قوله: "فيخرجون": من الخروج أو الإخراج.
قوله: "من الأصواء"، أي: القبور.
قوله: "لاتضارُّون" بتخفيف الراء، من ضار يضير، على بناء المفعول، أو بالتشديد: على بناء المفعول أو الفاعل، على أن أصله لا تتضارون بتاءين والمراد: لا يلحقكم ضرر وزحام، ولا يؤذي بعضكم بعضاً.
قوله: "وترونه": بثبوت النون: على إبطال عمل "أن" حملاً لها على "ما" المصدرية.
قوله: "تعرضون": على بناء المفعول، من العرض.
قوله: "باديةً": ظاهرة.
قو له: "صفحاتكم": وجوهكم. =(26/133)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوله: "خافية"، أي: نفس خافية.
قوله: "غرفة". بفتح أو ضم، فسكون.
قوله: "الريطة"، بفتح فسكون: الملاءة، وقيل: كل ثوب رقيق لين من كتان، لم يكن قطعتين متضامتين بل واحدة.
قوله: "فتخطمه"، بخاء معجمة- كيضرب- من خطمه: ضرب أنفه.
قوله: "ويفترق"، أي: عن مكانهم بالانصراف والمشي عقبه.
قوله: "حَس"، ضبط بفتح مهملة وتشديد سين مهملة مكسورة، في "المجمع": هي كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما أحرقه على غفلة كالجمرة.
قوله: "أوانه": أي أوان وطء الجمر بما سبق منك من خبيث العمل، فما معنى الصياح؟.
قلنا: وجاء في كتَاب "السنة" لابن أبي عاصم و"معجم الطبراني" و"غريب الحديث" لابن قتيبة و"الفائق" للزمخشري: وإنه.
قال ابن الأثير في "منال الطالب" 240: وإنَّهْ، هكذا يُروى مقطوعاَ مما بعده، وفيه قولان: أحدهما أن "إنَ" بمعنى نعم، والهاء فيها للسَّكت. وقيل: إن "إن" هي التي للتأكيد والتحقيق، والهاء اسمُها، وخبرها محذوف، تقديره: وإنه كذلك، أو إنه كما تقول.
قال السندي: قوله: "على أظمأ" اسم تفضيل مضاف إلى ناهلة، والقسم معترض في البين، والناهلة المختلفة إلى المنهل، وهو كناية عن السرعة في الذهاب. ويمكن أن يقال: الأظماء جمع ظماء، بالكسر، وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد، والمراد: عقيب ما يحبسكم من الشرب من أنواع الهموم، أي على عطش شديد، وحينئذِ فالظاهر نصب ناهلة على الحال، والناهلة بالمعنى السابق.
قلنا: وفي السنة ومعجم الطبراني وغريب ابن قتيبة: لا يظمأ واللهِ ناهلُه.
والناهل: الذي شَرِبَ حتى رَوِيَ، أي: لا يعطش من روي منه بعد ذَلك.
قوله: "من الطوف"، أي: الغائط. =(26/134)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوله: "وتحبس"، بحاء مهملة وباء موحدة، على بناء المفعول، أو بخاء معجمة ونون على بناء الفاعل، أي: تغيب.
قوله: "فبما": ما استفهامية، نفيه إثبات ألفها مع حرف الجر. وفي "المجمع": فبِمَ، بسقوط الألف، وهو الأشهر.
قوله: "بمثل بصرك": البصر بمعنى الإبصار، أي: كما تبصر هذه الساعة بلا شمس وقمر تبصر تلك الساعة كذلك.
قوله: "وأَجْهَتْ"، يقال: أجهت الطرق، أي: وضحت.
قوله: "نجزى" بالنون، على بناء المفعول، من الجزاء.
قوله: "فعلى ما نطلع من الجنة"، أي: إذا دخلنا في الجنة، فماذا نشاهد فيها ونطلعُ عليه من قصورها.
قوله: "من كأس": من خمر.
قوله: "وبفاكهة"، أي: واسم بفاكهة.
قوله: "ما تعلمون": "ما" نافية، أي: ما تعلمون تلك الفاكهة.
قوله: "وخير"، أي: خير آخر من مثل ذلك في أنكم لا تعلمون معه، أو خير من تلك الفاكهة من مثل ذلك، أي: في المقدار معه، وعلى التقديرين فالتذكير بالتأويل بذلك، وخير يحتمل الرفع على الابتداء، خبره معه، والجر بالعطف على فاكهة، و"معه" صفة له.
قولد: "تلذونهم"، ضبط بفتح اللام، ولعل تذكير الضمير للفظ الأزواج.
قوله: "غير أن لا توالد": يحتمل أن المراد: لا توالد على عادة الدنيا، وإلا فإذا اشتهى أحد ولداً يكون كما جاء في الحديث. وقيل: حديث إذا اشتهى محمول على الفرض والتقدير، وإلا فلا أحد يشتهيه.
قوله: "وزيال المشرك"، ضبط بكسر الزاي، أي: تركه.
قوله: "وإن لنا ... " إلخ: كناية، أراد عدم لزوم الهجرة عليهم.
قوله: "إلا نفسه": ما عليه جناية غيرها.
قوله: "إن هذين": المراد بهما أبو رزين ورفيقه كما في "الإصابة". =(26/135)
حَدِيثُ العَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ (1)
• 16207 - قَالَ عَبْدُ اللهِ، بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ (2) ابْنٌ لِكِنَانَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَاهُ الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَعَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، لِأُمَّتِهِ بِالْمَغْفِرَةِ، وَالرَّحْمَةِ فَأَكْثَرَ الدُّعَاءَ، فَأَجَابَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:
__________
= قوله: ابن الخدارية: بضم المعجمة وتخفيف الدال.
قوله: "من عرْض قريش"، بضم فسكون، يقال: من عرض الناس، أي: من نواحيهم وليس بمخصوص.
قوله: "الأخرى"، أي: الكلمة أو المقالة الأخرى أجمل منها فاخترتها، ويحتمل أن يكون بالحاء المهملة، أي: الأحرى، أي: الأليق بالمقام أجمل، أي: علمت أن ذلك غير لائق بالمقام، واللائق به أولى، فعدلت إليه.
قوله: "وأهلي"، أي: كذلك، ويكفي في صدق ذلك كون بعض الأعمام كذلك.
قوله: "ما فعل بهم"، على بناء المفعول.
قوله: "في آخر كل سبع أمم": كأن المواد أيه لايتأخر عن هذا المقدار، أو المراد بالنبي الرسول.
وظاهر الحديث أنه لا تحقُّقٍّ لقولهم: لا يعذب أحد من أهل الفترة، وإنما هو فرَض، وإلا فالناس كلهم ممن قامت عليهم الحجة إلا أن يموت صغيراً، أو يكون مجنوناً، والله تعالى أعلم.
(1) قال السندي: العباس بن مِرْداس، سُلَمي، شهد الفتح وحنيناً في سبع مئة من قومه، أسلم بعد يوم الأحزاب، ويقال: إنه ممن حرَّم الخمر في الجاهلية، وكان ينزل البادية بناحية البصرة.
(2) في (م) ، وهامش (س) : قال: حدثني.(26/136)
أَنْ قَدْ فَعَلْتُ، وَغَفَرْتُ لِأُمَّتِكَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تَغْفِرَ لِلظَّالِمِ، وَتُثِيبَ الْمَظْلُومَ خَيْرًا (1) مِنْ مَظْلَمَتِهِ "، فَلَمْ يَكُنْ فِي تِلْكَ الْعَشِيَّةِ، إِلَّا ذَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَعَا غَدَاةَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَعَادَ يَدْعُو لِأُمَّتِهِ، فَلَمْ يَلْبَثِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَبَسَّمَ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، ضَحِكْتَ فِي سَاعَةٍ لَمْ تَكُنْ تَضْحَكُ فِيهَا، فَمَا أَضْحَكَكَ، أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ قَالَ: " تَبَسَّمْتُ مِنْ عَدُوِّ اللهِ إِبْلِيسَ، حِينَ عَلِمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدِ اسْتَجَابَ لِي فِي أُمَّتِي، وَغَفَرَ لِلظَّالِمِ، أَهْوَى يَدْعُو بِالثُّبُورِ وَالْوَيْلِ، وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ، فَتَبَسَّمْتُ مِمَّا يَصْنَعُ جَزَعُهُ " (2)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : خير.
(2) إسناده ضعيف، ابن كنانة بن العباس بن مرداس، هكذا وقع في أكثر الروايات مبهماً، وهو عبد الله كما جاء مصرحاً به عند ابن ماجه وابن عدي، وورد اسمه عند ابن أبي عاصم: نعيم، ولم نقع له على ترجمة، ولعله تحريف. وقد انفرد بالرواية عنه عبد القاهر بن السري، ولذلك قال ابن حجر
في "التقريب": مجهول، وقال البخاري: لم يصح حديثه. ووالده كنانة بن العباس، انفرد بالرواية عنه ابنه عبد الله، ولذلك أيضاً قال فيه ابن حجر في "التقريب" مجهول، وقد تناقض فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، ثم جازف، فأعاد ذكره في "المجروحين" وقال: حديثه
منكر جداً، لا أدري التخليط منه أو من ابنه، ومن أيهما كان فهو ساقط الاحتجاج بما روى، لعظيم ما أتى من المناكير عن المشاهير. قلنا: لم يذكر الحفاظ له إلا هذا الحديث الواحد، بل إن بعضهم عدَّه في الصحابة كابن منده فيما ذكره الحافظ في "تهذيب التهذيب"، وقال: ولم أر من ذكره في الصحابة=(26/137)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= على قاعدتهم في ذلك، وقد ذكرته في "الإصابة".
قلنا: ذكره في القسم الثاني ممن لهم رؤية. وعبد القاهر بن السري، قال فيه يعقوب بن سفيان: منكر الحديث، وقال ابن معين: صالح، وفي رواية: لم يكن به بأس، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. قلنا: هو إلى الضعف أقرب.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 14/251 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1390) ، وأبو يعلى (1578) من طريق إبراهيم بن الحجاج الناجي، به. واسم ابن كنانة عند ابن أبي عاصم: نعيم!
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 7/2-3، وأبو داود (5234) ، وابن ماجه (3013) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/295، وابن أبي عاصم (1391) ، والطبري في "التفسير" (3843) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1563) ، وابن عدي في "الكامل " 6/2094، والبيهقي في "السنن" 5/118 وفي "الشعب" (346) من طرق عن عبد القاهر بن السري، به. واسم ابن كنانة عند ابن ماجه وابن عدي: عبد الله.
وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في "الموضوعات"، ورَدَ الحكم عليه بالوضع ابنُ حجر في "القول المسدد": 35-38، (الحديث السابع) وذكر أن الحديث رواه ابن ماجه والطبراني، وأبو داود في "السنن" وسكت عليه، فهو صالح عنده.
ثم قال: وأما إعلال ابن الجوزي له تبعاً لابن حبان بكنانة، فلم يصب ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في ذلك، فإن ابن حبان تناقض كلامه فيه ...
ثم قال: ولا يلزم من كون الحديث لم يصح أن يكون موضوعاً.
وقد وجدت له شاهداً قوياً أخرجه أبو جعفر بن جرير في "التفسير" في سورة البقرة [ (3844) ] من طريق عبد العزيز بن أبي روَّاد، عن نافع، عن ابن=(26/138)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمر، فساق حديثاً فيه المعنى المقصود من حديث العباس بن مرداس، وهو غفران جميع الذنوب لمن شهد الموقف، وليس فيه قول أبي بكر وعمر.. وأورد ابن الجوزي الطريق المذكورة أيضاً، وأعلها ببشار بن بكير الحنفي راويها عن عبد العزيز، فقال: إنه مجهول.
قلت (القائل ابن حجر) : ولم أجد للمتقدمين فيه كلاماَ، وقد تابعه عبد الرحيم بن هارون [في المطبوع: هانئ وهو خطأ] الغساني، فرواه عن عبد العزيز نحوه، وهو عند الحسن بن سفيان في مسنده. والحديث على هذا قوي، لأن عبد الله بن كنانة لم يتهم بالكذب، وقد روي حديثه من وجه آخر، وليس ما رواه شاذاً، فهو على شرط الحسن عند الترمذي، وقد أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في "الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين"، والله الموفق.
قلنا: وكذلك أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/199 من طريق عبد الرحيم ابن هارون الغساني، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد، به. وعبد الرحيم بن هارون، قال أبو حاتم: مجهول لا أعرفه، وقال الدارقطني: متروك الحديث يكذب. وقال أبو نعيم: غريب، تفرد به عبد العزيز عن نافع، ولم يتابع عليه.
ثم قال الحافظ: ثم وجدت له طريقاً أخرى، ومن مخرج آخر بلفظ آخر، وفيه المعنى المقصود، وهو عموم المغفرة لمن شهد الموقف، أخرجه عبد الرزاق [ (8831) ] ومن طريقه الطبراني في "معجمه"، أخرجه عن إسحاق ابن إبراهيم الدبري، عنه، عن معمر، عمن سمع قتادة يقول: حدثنا خلاس بن
عمرو، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عرفهَ: "أيها الناس، إن الله- عز وجل- قد تطوَّل عليكم في هذا اليوم، فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم، ووهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، فادفعوا باسم الله" فلما كان بجَمْعِ، قال: "إن الله قد غفر لصالحيكم، وشفع صالحيكم في طالحيكم، تنزل المغفرة فتعمهم، ثم تَفَرَّقُ المغفرة في الأرض،
فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده، وإبليس وجنوده على جبل عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم، فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل، يقول:=(26/139)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كنت أستفزهم حقباً من الدهر، ثم جاءت المغفرة فغشيتهم، فيتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور".
رجاله ثقات أثبات معروفون إلا الواسطة بين معمر وقتادة، ومعمر قد سمع من قتادة غير هذا، ولكن بيَّن هنا أنه لم يسمعه إلا بواسطة، لكن إذا انضمت هذه الطريق إلى حديث ابن عمر عرف أن لحديث عباس بن مرداس أصلاً.
قلنا: سقط من مطبوع "المصنف" لعبد الرزاق اسم معمر من الإسناد، ولم نقع على الحديث فيما طبع من "معجم الطبراني" الكبير، فهو في القسم المخروم منه، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/257، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه راوٍ لم يسمَ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وقال الحافظ: ثم وجدت لأصل الحديث طريقاً أخرى أخرجها ابن منده في "الصحابة"، من طريق ابن أبي فديك، عن صالح بن عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، عن جده زيد، قال: وقف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشية عرفة، فقال: "أيها الناس، إن الله قد تطوَّل عليكم في يومكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، وغفر لكم ما كان منكم". وفي رواية هذا الحديث من لا يعرف حاله، إلا أن كثرة الطرق إذا اختلفت المخارج تزيد المتن قوة، والله أعلم.
قلنا: وقد بسط الحافظ الكلام على هذا الحديث بأوسع مما هنا في رسالة وضعها لجمح طرقه، سماها "قوة الحِجاج في عموم المغفرة للحُجَّاج"، وهي مطبوعة.
وقال البيهقي في "الشعب": وهذا الحديث له شواهد كثيرة، وقد ذكرناها في كتاب "البعث"، فإن صَحَّ بشواهده، ففيه الحجة، وإن لم يصح فقد قال الله عز وجل: (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء:48] وظلم بعضهم بعضاً دون الشرك.
قلنا: فات البيهقي وكذا الحافظ رحمهما الله أن هذه الأسانيد مع كونها ضعيفة فيها مخالفة للأحاديث الصحيحة الثابتة التي تنص على أن حقوق العباد=(26/140)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لا يغفرها الله إلا بالتوبة والتحلل من أصحابها.
ففد روى البخاري في "صحيحه" (2449) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من كانت له مَظْلِمةٌ لأخيه من عِرضه أو شيءِ، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهمٌ، وإن كان له عمل صالحٌ أُخِذَ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه".
ورواه مسلم في "صحيحه" (2581) من حديثه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أتدرون ما المفلس؟ " قالوا: المُفلِسُ فينا من لا درهم له ولا مَتاعَ، فقال: "إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دَمَ هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتُه قبل أن يُقضى ما عليه، أُخذَ من خطاياهُم فطرحت عليه، ثم طرح في النار".
وروى مسلم في "صحيحه" (1886) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يغفر للشهيد كُل ذنب، إلا الدَّيْن".
وقال الإمام النووي في مطلع باب التوبة من كتابه "رياض الصالحين" ص33، قال العلماء: التوبةُ واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي. فلها ثلاثة شروط: أحدها: أن يقلعَ عن المعصية. والثاني: أن يَنْدَمَ على فعلها. والثالث: أن يَعْزِمَ أن لا يعودَ إليها أبداً، فإن فقد أحد الثلاثة لم تَصحَّ توبته.
وإن كانت المعصيةُ تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يَبْرَأَ من حق صاحبها، فإن كانت مالاَ أو نَحوَهُ رَدَهُ، وإن كانت حَدَّ قَذْفٍ ونحوه مَكَّنَه منه أو طلب عَفْوَه، وإن كانت غيبةَ استحلَّه منها.
قال السندي: قوله: لأمته: أي لمن حج معه في حجه ذاك، أو لمن حج من أمته إلى القيامة، أو لأمته مطلقاً من حج أو لم يحج.
قوله: "أن قد فعلت": تفسير للإجابة.
قوله: "إلا من ظلم": من حرف جر، والاستثناء من مقدر: أي: غفرت=(26/141)
حَدِيثُ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ (1)
16208 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَزَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِجَمْعٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُكَ مِنْ جَبَلَيْ طَيِّئٍ أَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَأَنْضَيْتُ (2) رَاحِلَتِي، وَاللهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ حَبلٍ (3) إِلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ: " مَنْ شَهِدَ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ - يَعْنِي صَلَاةَ الْفَجْرِ - بِجَمْعٍ، وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نُفِيضَ (4) مِنْهُ، وَقَدْ أَفَاضَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عَرَفَاتٍ لَيْلًا، أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ وَقَضَى تَفَثَهُ " (5)
__________
= ذنوبهم من كلَّ عملٍ إلا من هذا العمل، فما غفرت ذنبهم الحاصلة منه.
قوله: "من مظلمته"، أي: بدل مظلمته، وهي بكسر اللام، وجوز الفتح والضم.
قوله: "إلا ذا": أي مغفرة ما عدا المظالم.
قوله: "جزعه": فاعل يصنع على المجاز، أي ما يصنع هو بسببه من الجزع.
(1) عروة بن مضرس- بمعجمة، وراء مشددة مكسورة، ثم مهملة-
صحابي، له حديث واحد في الحج، وكان طائياً من بيت الرياسة في قومه، وجده كان سيدهم، وكذا أبوه، قاله السندي.
(2) في (س) و (م) : أنصبت، والمثبت من (ظ12) و (ص) و (ق) ، وهامش (س) ، وهي نسخة السندي، وقال: وأنضيت، بنون وضاد معجمة، في "الصحاح" النضْو، بالكسر: البعير المهزول، والناقة نِضْوة، وأنضتها الأسفار.
وفي بعض النسخ: أنصبت، بصاد مهملة، وباء موحدة.
(3) في (ظ12) تقرأ بالوجهين، بالحاء والجيم، والأرجح بالحاء، قال السندي: من حبل، بفتح مهملة وسكون موحدة: المستطيل من الرمل.
(4) في (ظ12) و (ص) و (ق) : يفيض.
(5) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج=(26/142)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= له سوى أصحاب السنن، وزكريا- وهو ابن أبي زائدة- قد صرح بالسماع من الشعبي عند ابن خزيمة (2821) ، فانتفت شبهة تدليسه عنه، وقد توبع، هشيم - وهو ابن بشير- وابن أبي خالد: هو إسماعيل، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه ابن خزيمة (2820) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (891) ، والنسائي في "المجتبى" 5/263، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4691) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/208، وابن حبان (3851) ، والبيهقي في "السنن " 5/173 من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد وزكريا، به، وقرن معهما داود بن أبي هند. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الحميدي (900) ، والدارمي 2/59، وابن ماجه (3016) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2491) ، وابن خزيمة (2820) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4690) وفي "شرح معاني الآثار" 2/207-208، والطبراني في "الكبير" 17/ (385) و (386) و (387) و (389) و (390) و (391) و (392) ، وفي "الأوسط" (1318) و (3048) ، والدارقطني 2/239، والحاكم 1/463، والبيهقي 5/173 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط كافة أئمة الحديث، وهي قاعدة من قواعد الإسلام، وقد أمسك عن إخراجه الشيخان على أصلهما، لأن عروة بن مضرس لم يحدث عنه غير عامر الشعبي، وقد وجدنا عروة بن الزبير روى عنه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحميدي (901) ، وابن الجارود في "المنتقى" (467) ، وابن خزيمة (2821) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (378) ، والبيهقي 5/116 من طريقين عن زكريا بن أبي زائدة، به.
وأخرجه ابن خزيمة (2821) والطبراني في "الكبير" 17/ (382) من طريق داود بن أبي هند، والبيهقي 5/116 من طريق أبي فروة عروة بن الحارث الهمداني، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4693) من طريق مجالد بن=(26/143)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سعيد، ثلاثتهم عن الشعبي، به.
قلنا: وقد أخطأ ابن خزيمة في تعيين داود، فقال عقب هذه الرواية: داود هذا هو ابن يزيد الأودي، مع أنه ساقه من طريق سفيان بن عيينة، وقد جاء مصرحاً به أنه داود بن أبي هند عند الطبراني من طريق سفيان كذلك، وسلف ذكر طريق سفيان في صدر تخريح هذا الحديث، وأنه يرويه عن داود بن أبي هند.
وقد خالف مُطَرِّف بن طريف الحارثي في روايته عن الشعبي جمعاً ممن رواه عنه.
فقد أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/263، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4688) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (383) و (384) من طريق مطرف ابن طريف عن الشعبي، به، بلفظ: "من أدرك جمعاً والإمام واقف، فوقف مع الإمام، ثم أفاض مع الناس، فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك فلا حجَّ له".
وقال الطحاوي: هذا المعنى لمن فاته الوقوف بجمع، أنه لاحج له، فلم نعلم أحداً جاء به في هذا الحديث عن الشعبي غير مطرف.
ثم تأوله على معنى التغليظ والتوكيد في التخلف عن مزدلفة، فقال: قد يكون قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ومن لم يدرك فلا حج له" على معنى فلا حج له كحج من أدرك تلك الصلاة معه. ووجدنا ما قد دلنا على ذلك بالاستنباط والاستخراج وهو أنا قد وجدنا الوقوف بعرفة من صلب الحج، لا يجزئ الحجُ إلا بإصابته ولا يتم إلا به، ولم يعذر أحد في تركه بعذر ولا بغير عذر، وكانت جَمْع بخلاف ذلك، لأنا قد رأينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد رَخّص لزوجته سودة أن تفيض منها قبل أن تقف ... ولما كان الوقوف بجمع مما قد يرتفع بالعذر، وكان بخلاف الوقوف بعرفة الذي لا يرتفع بعذر ولا بغيره، عقلنا أن ما يرتفع بالعذر، فليس من صلب الحج.. وأنه مما قد يجزئ منه الدم ...
قلنا: وبهذا الحديث أخذ علقمة وعامر الشعبي وإبراهيم النخعي، والحسن البصري، وهو قول عبد الله بن الزبير، فقد قالوا: من لم ينزل بالمزدلفة،=(26/144)
16209 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَأمٍ، أَنَّهُ حَجَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُدْرِكِ النَّاسَ إِلَّا لَيْلًا وَهُوَ بِجَمْعٍ، فَانْطَلَقَ إِلَى عَرَفَاتٍ فَأَفَاضَ مِنْهَا، ثُمَّ رَجَعَ فَأَتَى جَمْعًا، فَقَالَ: يَا
__________
= وفاته الوقوف بها، فقد فاته الحج، ويجعلها عمرة. انظر "التمهيد" لابن عبد البر: 9/272.
وأخرجه الطبراني 17/ (381) من طريق خلف بن خليفة، عن داود بن يزيد الأودي، عن الشعبي، به، بلفظ: "من أدرك إفاضتنا أدرك الحج"، وداود ابن يزيد الأودي ضعيف.
وأخرجه الحاكم 1/463 من طريق عروة بن الزبير، عن عروة بن مضرس، به. ورواية عروة بن الزبير عن عروة بن مضرس فيها نظر فيما ذكر الدارقطني في "الإلزامات" ص85.
وسيأتي برقم (16209) و (18328) ، وسيأتي من طريق عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي 4/261 و262.
وفي الباب عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي، سيرد 4/309.
قال السندي: قوله: "بجمع": بفتح فسكون، أي: بمزدلفة.
قوله: "ليلاً أو نهاراً": يدل على أن الجمع بين جزء من النهار وجزء من الليل ليس بشرط، بل لو أدرك جزءاً من النهار وحده لكفى في حصول الحج.
قوله: "تَمَّ حجه"، أي: أَمِنَ من الفوات على أحسن وجه وأكمله، وإلا فأصل التمام بهذا المعنى بوقوف عرفة كما هو صريح الأحاديث، وأيضاً شهود الصلاة مع الإمام ليس بشرط للتمام عند أحد.
قوله: "قضى تفثه"، أي: أتمَ عدة إبقاء التفث، أعني الوسخ وغيره مما يناسب المحرم، فحل له أن يزيل عنه التفث بحلق الرأس وغيره.(26/145)
رَسُولَ اللهِ، أَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَأَنْضَيْتُ (1) رَاحِلَتِي، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ: " مَنْ صَلَّى مَعَنَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِجَمْعٍ، وَوَقَفَ مَعَنَا، حَتَّى نُفِيضَ (2) ، وَقَدْ أَفَاضَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عَرَفَاتٍ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ " (3)
__________
(1) في (س) و (م) : أنصبت، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق) ، وهامش (س) ، وهي نسخة السندي، وقال: وأنضيت، بنون وضاد معجمة، في "الصحاح" النضْو، بالكسر: البعير المهزول، والناقة نِضْوة، وأنضتها الأسفار.
وفي بعض النسخ: أنصبت، بصاد مهملة، وباء موحدة.
(2) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : يفيض.
(3) إسناده صحيح، وقد سلف الكلام عليه برقم (16208) ، أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه ابن سعد 6/31-32، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/31، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4692) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (377) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/334، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/273 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16208) .(26/146)
حَدِيثُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ (1)
16210 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ فُلَانٍ، وعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ (2) - وَلَمْ يَبْلُغْ أَبُو الزُّبَيْرِ هَذِهِ الْقِصَّةَ كُلَّهَا - أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ (3) ، أَتَى أَهْلَهُ فَوَجَدَ قَصْعَةَ ثَرِيدٍ مِنْ قَدِيدِ
__________
(1) قال السندي: أوسي، أخو أبي سعيد الخدري لأمه، يكنى أبا عمرو، وقيل غير ذلك.
وجاء إنه أول من دخل المدينة بسورة من القرآن، وهي سورة مريم.
وجاء أنه أصيبت عينه يوم بدر، وفي رواية: يوم أحد، فسالت حدقته، فوضع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راحته على حدقته، ثم غمزها. فكان لا يدري أي عينيه ذهبت، وفي رواية: فكانت أصحَّ عينيه.
وجاء أنه حضر العشاء مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلة غيم، فلما انصرف أعطاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العُرجُون، فقال: خذ هذا يستضيء لك، فإذا دخلت البيت ورأيت سواداً في زاوية البيت فاضربه قبل أن تتكلم، فإنه شيطان.
مات في خلافة عمر. فصلَّى عليه ونزل قبره. عاش خمساً وستين سنة.
(2) في (م) : جابر بن عبد الله.
(3) هكذا في النسخ الخطية و (م) ، وهو وهم من الراوي أو الناسخ صوابه: أن أبا سعيد أتى أهله، كما يدل عليه سياق هذه الرواية في قوله: فأتى قتادةَ بنَ النعمان، ففاعل أتى هو أبو سعيد بلا مرية، ويعززه ما جاء في الرواية الآتية برقم (16211) . وقد أشير إلى ذلك في هامش (س) في قوله: "أن أبا قتادة أتى أهله": هكذا وقع في النسخ، والظاهر أنه وهم من الراوي، والصواب أن أبا سعيد، كما تدل عليه الرواية الآتية، وكذلك قال السندي: قيل: الصواب "أبا سعيد".(26/147)
الْأَضْحَى فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، فَأَتَى قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ فَأَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي حَجٍّ فَقَالَ: " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ لَا تَأْكُلُوا الْأَضَاحِيَّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، لِتَسَعَكُمْ وَإِنِّي أُحِلُّهُ لَكُمْ، فَكُلُوا مِنْهُ مَا شِئْتُمْ " قَالَ: " وَلَا تَبِيعُوا لُحُومَ الْهَدْيِ وَالْأَضَاحِيِّ فَكُلُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَاسْتَمْتِعُوا بِجُلُودِهَا، وَإِنْ أُطْعِمْتُمْ مِنْ لُحُومِهَا شَيْئًا فَكُلُوهُ إِنْ شِئْتُمْ " (1)
__________
(1) أسانيده ضعيفة، وهي ثلاثة:
الأول منها: محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أُخْبِرْتُ أن أبا سعيد الخدري.
وهذا إسناد ضعيف لإعضاله، فإن ابن جريج يروي عن التابعين.
والثاني منها: محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن فلان.
وهذا إسناد ضعيف كذلك، فابن جريج مدلس وقد عنعن، والرجل المبهم هو زُبيد بن الحارث اليامي كما سيأتي مصرحاً به في الرواية رقم (16211) ، فهو منقطع، لأن زبيداً لم يلق أحداً من الصحابة.
وثالثها: محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، ولم يَبْلُغْ أبو الزبير هذه القصة كلها.
وهذا إسناد ضعيف كذلك، ابن جريج وإن صرح بالتحديث في الرواية (16112) إلا أن أبا الزبير، وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي مدلس كذلك، وقد عنعن، وقد وقف بعضها على جابر.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/26، وقال: رواه أحمد، وفي إسناد جابر راوِ لم يسمَ، وابن جريج غالب روايته عن التابعين.
وسيأتي بإسناد صحيح من حديث أبي سعيد وقتادة برقم (16213) بلفظ: "كلوا لحوم الأضاحي وادخروا"، وانظر (16214) . =(26/148)
16211 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنِي زُبَيْدٌ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، أَتَى أَهْلَهُ فَوَجَدَ قَصْعَةً مِنْ قَدِيدِ الْأَضْحَى، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، فَأَتَى قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ فَأَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَقَالَ: " إِنِّي (1) كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ لَا تَأْكُلُوا الْأَضَاحِيَّ، فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِتَسَعَكُمْ، وَإِنِّي أُحِلُّهُ لَكُمْ، فَكُلُوا مِنْهُ مَا شِئْتُمْ، وَلَا تَبِيعُوا لُحُومَ الْهَدْيِ، وَالْأَضَاحِيِّ فَكُلُوا، (2) وَتَصَدَّقُوا، وَاسْتَمْتِعُوا بِجُلُودِهَا، وَلَا تَبِيعُوهَا، وَإِنْ أُطْعِمْتُمْ مِنْ لَحْمِهَا (3) ، فَكُلُوا (4) إِنْ شِئْتُمْ " وقَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَالْآنَ فَكُلُوا، وَاتَّجِرُوا (5) وَادَّخِرُوا " (6)
__________
= وقد سلف حديث جابر 3/388، ولفظه. "نهى عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث"، ثم قال بعد ذلك: "كلوا وتزودوا وادخروا"، وهو حديث صحيح.
وقد سلف النهي عن ادخار لحوم الأضاحي من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4558) ، وذكرنا هناك أحاديث النسخ.
(1) في هامش (س) و (م) : إني.
(2) في (ظ12) و (ص) : وكلوا.
(3) في (ق) : لحومها.
(4) في (م) : فكلوا.
(5) في (ظ12) و (ق) : وانحروا، قال السندي: واتجروا، من الأجر لا من التجارة، قيل: والصواب في مثله ايتجروا بلا إدغام، أي: اطلبوا الأجر.
(6) إسناده ضعيف، ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس وقد عنعن، وزُبيد: وهو ابن الحارث اليامي لم يلق أحداً من الصحابة، فهو=(26/149)
16212 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، نَحْوَ حَدِيثِ زُبَيْدٍ هَذَا، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ لَمْ يَبْلُغْهُ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
16213 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ تَمِيمٍ، عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ قَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ وَادَّخِرُوا " (2)
__________
= منقطع. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/186، والطبراني في "الكبير" 19/ (7) من طريق ابن لهيعة، عن زبيد أن أبا سعيد أخبره، فذكر الحديث، وابن لهيعة ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/26، وقال: في "الصحيح" طرف يسير منه، وقال: رواه أحمد وهو مرسل صحيح الإسناد!.
قلنا: طرفه الذي في "الصحيح" سبق تخريجه في حديث أبي سعيد الخدري برقم (11176) فلينظر هناك.
(1) إسناده ضعيف، أبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس مدلس وقد عنعن، وقد وقف بعضه على جابر، وسلف بإسناده هذا برقم (16210) : إلا أن شيخ أحمد هنا هو حجاج بن محمد المصيصي.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم من طريق أبي سعيد الخدري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد، فمن رجال مسلم، وهو منقطع من طريق قتادة لأن عبد الرحمن لم يدرك عمه قتادة، فقد توفي قتادة سنة (23هـ) ، وولد عبد الرحمن سنة (35هـ) . =(26/150)
16214 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ أَبُو (1) جَعْفَرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، مَوْلَى بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَانَا أَنْ (2) نَأْكُلَ لُحُومَ نُسُكِنَا فَوْقَ ثَلَاثٍ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فِي سَفَرٍ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى أَهْلِي، وَذَلِكَ بَعْدَ الْأَضْحَى بِأَيَّامٍ، قَالَ: فَأَتَتْنِي صَاحِبَتِي بِسَلقٍ قَدْ جَعَلَتْ فِيهِ قَدِيدًا، فَقُلْتُ لَهَا: أَنَّى لَكِ هَذَا الْقَدِيدُ؟ فَقَالَتْ: مِنْ ضَحَايَانَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: أَوَلَمْ يَنْهَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنْ نَأْكُلَهَا فَوْقَ ثَلَاثٍ؟ قَالَ: فَقَالَتْ: " إِنَّهُ قَدْ رَخَّصَ لِلنَّاسِ بَعْدَ ذَلِكَ "، قَالَ: فَلَمْ أُصَدِّقْهَا، حَتَّى بَعَثْتُ إِلَى أَخِي قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيَّ أَنْ كُلْ طَعَامَكَ فَقَدْ صَدَقَتْ قَدْ " أَرْخَصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ " (3)
__________
= وهو مكرر (11449) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، وقد سلف تخريجه هناك.
وسيأتي 6/384.
(1) في (م) : بن جعفر، وهو خطأ.
(2) في (م) : عن أن، بزيادة "عن"، وقد أشير إليها في (س) على أنها نسخة.
(3) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن يسار والد محمد، فقد روى له أبو داود في "المراسيل"، وهو ثقة، وقد توبع.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. =(26/151)
حَدِيثُ رِفَاعَةَ بْنِ عَرَابَةَ الْجُهَنِيِّ (1)
16215 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ - أَوْ قَالَ: بِقُدَيْدٍ - فَجَعَلَ رِجَالٌ مِنَّا يَسْتَأْذِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ فَيَأْذَنُ لَهُمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ رِجَالٍ يَكُونُ شِقُّ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَلِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبْغَضَ إِلَيْهِمْ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ "، فَلَمْ نَرَ (2) عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا بَاكِيًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُكَ بَعْدَ هَذَا لَسَفِيهٌ. فَحَمِدَ اللهَ، وَقَالَ حِينَئِذٍ: " أَشْهَدُ عِنْدَ اللهِ لَا يَمُوتُ عَبْدٌ يَشْهَدُ أَنْ
__________
= وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/292 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (5) من طريق يزيد بن زريع، عن محمد بن إسحاق، به. ولم يذكر في الإسناد إسحاق بن يسار.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/26، وقال: حديث أبي سعيد في "الصحيح"، وإنما أخرجته لحديث امرأته، ثم قال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
قلنا: قد أخرجناه في "الصحيح" في تعليقنا على رواية أبي سعيد السالفة برقم (11176) .
(1) رفاعة بن عرابة- بفتح مهملة وموحدة- جُهَني مدني، صحابي، له حديث واحد، وقيل: ابن عرادة. قال الترمذي: وهو وَهَمٌ. وقال ابن حبان: جده عرادة، فهذا نَسَبَهُ إلى جده، قاله السندي.
(2) في (ظ12) و (ص) : فلم يرى!(26/152)
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ فِي الْجَنَّةِ "، قَالَ: " وَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، وَلَا عَذَابَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِكُمْ وَأَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ (1) فِي الْجَنَّةِ "، وَقَالَ: " إِذَا مَضَى نِصْفُ اللَّيْلِ - أَوْ قَالَ: ثُلُثَا اللَّيْلِ - يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي أَحَدًا غَيْرِي، مَنْ ذَا يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنِ الَّذِي يَدْعُونِي فأَستَجِيبُ لَهُ، مَنْ ذَا (2) الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ " (3)
__________
(1) في النسخ الخطية: مساكناَ- بالتنوين- وضبب فوقها في (س) .
وقال السندي: هكذا في النسخ، وفيها انصراف غير المنصرف من غير حاجة، فالظاهر مساكن.
(12 لفظ "ذا" نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له سوى النسائي وابن ماجه، وذكر مسلم أن عطاء بن يسار تفرَّد بالرواية عنه.
هلال بن أبي ميمونة: هو هلال بن علي بن أسامة. وحذفت الفاء من قوله فأستجيب وفأعطيه من الأصول، وما أثبتناه هو الجادة.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 132-133 من طريق إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن علَية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1291) و (1292) ، والدارمي 1/348، والبزار (3543) (زوائد) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 132-133، والطبراني في "الكبير" (4559) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/286 من طرق عن هشام الدستوائي، به. =(26/153)
16216 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ عَرَابَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: صَدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْتَأْذِنُونَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُكَ بَعْدَ هَذَا (1) لَسَفِيهٌ فِي نَفْسِي، ثُمَّ إِنَّ
__________
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4557) و (4558) و (4560) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/20 دون قوله: "إذا مضى ... "، وقال: رواه أحمد، وعند ابن ماجه بعضه، ورجاله موثقون.
قلنا: سيأتي الطرف الذي أخرجه ابن ماجه في الرواية رقم (16216) .
وسيأتي بالأرقام (16216) و (16217) و (16218) .
وقوله: "وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب".
سلف نحوه من حديث ابن مسعود برقم (3806) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "إذا مضى نصف الليل أو ثلثاه ... ".
سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3673) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "يكون شق الشجرة"، بكسر فتشديد: أي جانب الشجرة.
قوله: "ثم يسدد": من التسديد، أي يأتي بالاستقامة في الأعمال الصالحة، أو يداوم على ذلك.
قوله: "إلا سلك": دخل.
قوله: "أن لا يدخلوها": أي السابقون الذين لا حساب عليهم قبل بقية الأمة ولعل هذا مخصوص بالصحابة أو بالصالحين من الأمة.
(1) في (م) : هذه.(26/154)
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللهَ، وَقَالَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: " أَشْهَدُ عِنْدَ اللهِ "، وَكَانَ إِذَا حَلَفَ، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ عَبْدٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ (1) ، ثُمَّ يُسَدِّدُ، إِلَّا سَلَكَ، فِي الْجَنَّةِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (2)
__________
(1) في (م) زيادة: واليوم الآخر.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر ما قبله. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الحمصي، والأوزاعي: هو عبد الرحمن ابن عمرو.
وأخرجه الدارمي 1/347، والنسائي في "الكبرى، (10309) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (475) - من طريق أبي المغيرة، مختصراً. وتحرف في مطبوعي النسائي يحيى عن هلال إلى يحيى بن هلال!
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 11/483، والنسائي في "الكبرى" (10309) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (475) -، وابن ماجه (2090) و (4285) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 132-133، وابن حبان (212) ، والطبراني في "الكبير" (4556) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/207 من طرق عن الأوزاعي، به.
وأخرجه بتمامه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني". (2561) من طريق محمد بن مصعب القَرْقَساني، عن الأوزاعي، به. وفيه أن القائل: "إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه" هو رفاعة الجهني راوي الخبر، ومحمد بن مصعب ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (1367) مختصراً من طريق محمد بن مصعب كذلك عن الأوزاعي، به، بلفظ: "إن الله يمهل، حتى إذا ذهب من الليل نصفه أو ثلثاه ... " بزيادة لفظ: "إن الله يمهل". ومحمد بن مصعب ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (2091) ، وابن أبي عاصم (2560) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن الأوزاعي، به بلفظ: كانت يمين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي يحلف بها: "أشهد عند الله"، "والذي نفسي بيده". عبد الملك لين=(26/155)
16217 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ عَرَابَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ - أَوْ قَالَ: بِعرفة (1) - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
16218 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيَّ حَدَّثَهُ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ - أَوْ قَالَ: بِقُدَيْدٍ - جَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَ إِلَى
__________
= الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/408، وقال: عند ابن ماجه طرف يسير منه، وقال: رواه الطبراني والبزار بأسانيد، ورجال بعضهما عند الطبراني والبزار رجال الصحيح.
قلنا: رواية البزار سلفت في تخريج الرواية (16215) .
(1) جاء في هامش (س) ، ما نصُّه: قوله: أو قال بعرفة، الظاهر أنه تحريف، والصواب: أو قال بقديد كما في الرواية التي قبله، والتي بعده.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (16215) .
حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه مختصراً الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/318 عن آدم بن أبي إياس، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16215) .(26/156)
أَهْلِيهِمْ فَيُؤْذَنُ لَهُمْ، قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ خَيْرًا، وَقَالَ: " أَشْهَدُ عِنْدَ اللهِ، لَا يَمُوتُ عَبْدٌ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ، ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ فِي الْجَنَّةِ "
ثُمَّ قَالَ: " وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءُوا أَنْتُمْ، وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذَرَارِيِّكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ "
وَقَالَ: " إِذَا مَضَى نِصْفُ اللَّيْلِ، أَوْ ثُلُثُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي أَحَدًا غَيْرِي مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (16215) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.(26/157)
حَدِيثُ رَجُلٍ
16219 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُنَاجِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَزَعَمَ أَبُو سَلَمَةَ أَنَّهُ تَجَنَّبَ أَنْ يَدْنُوَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ (1) تَخَوُّفًا أَنْ يَسْمَعَ حَدِيثَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسَلِّمَ إِذْ مَرَرْتَ بِي الْبَارِحَةَ؟ " قَالَ: رَأَيْتُكَ تُنَاجِي رَجُلًا، فَخَشِيتُ أَنْ تَكْرَهَ أَنْ أَدْنُوَ مِنْكُمَا، قَالَ: " وَهَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَذَلِكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَلَوْ سَلَّمْتَ لَرَدَّ السَّلَامَ " (2) ، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ غَيْرِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ (3)
__________
(1) لفظ "ثم" ساقط من (م)
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/313- 314، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
(3) القائل "سمعتُ" هو موسى بن عقبة، وهذه الرواية فيها جهالة، فلا يُدْرى ممن سمع موسى بن عقبة أنه حارثة بن النعمان. نَعَمْ، قد أخرج البزار (2710) (2711) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (3225) من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم ابن عتيبة، عن مِقْسم مولى ابن عباس، عن ابن عباس،=(26/158)
16220 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ " (1)
__________
= قال: مر حارثة بن النعمان على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه جبريل يناجيه، فلم يسلم
عليه، فذكره نحوه. قلنا: وهذا إسناد ضعيف. الحكم ابن عُتيبة ثم يسمع من مقسم إلا أربعة أحاديث لين هذا منها.
وسيأتي من حديث حارثة بن النعمان بإسناد صحيح 5/433، وفيه أنه سلَم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وردَّ عليه جبريلُ السلامَ. ويجمع بين الروايتين بتعدد القصة، فالرجل الذي لم يسمَّ لم يسلم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما حارثة فقد لسلم عليه، والله أعلم.
قال السندسي: قوله: أنه تجنَب، بتشديد النون، من التجنب، أي: احترز. قوله: ثَمَّ، أي: في ذلك المكان.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (15801) سنداً ومتناً.(26/159)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ (1)
16221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ النِّسَاءَ فَوَعَظَ فِيهِنَّ، وَقَالَ: " عَلَامَ يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يُضَاجِعَهَا مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، أَوْ آخِرِ اللَّيْلِ " (2)
16222 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [الشمس: 12] ، انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَارِمٌ، عَزِيزٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ ابِنِ زَمْعَةَ (3) "
ثُمَّ وَعَظَهُمْ فِي الضَّحِكِ مِنَ الضَّرْطَةِ،
__________
(1) هو عبد الله بن زمعة ابن أخت أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهم من قال: إنه أخو سودة، وإنما هو عبد بن زمعة، بلا إضافة، وكان يسكن المدينة، يقال: قتل يوم الدار سنة خمس وثلاثين، وقيل: يوم الحرَة، ويقال: إن المقتول بالحرة ابنه يزيد، وكان له في الهجرة خمس سنين قاله السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (16222) و (16223) و (16224) ، وسيخرج هناك.
قال السندي: قوله: فوعظ فيهن، أي: وعظ الرجال في شأنهن.
قوله: "علام"، أي: لم يضرب، وكيف يستحسن ذلك منه مع أن المضاجعة عن قريب من ذلك يستبعده.
(3) كذا في النسخ الخطية و (م) ، وضبب فوقها في (س) ، ورواية=(26/160)
فَقَالَ: " إِلَامَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ؟ "
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " إِلَامَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ، ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يُضَاجِعَهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ " (1)
__________
= "الصحيحين" أبي زمعة، وهو الأسود بن المطلب بن أسد، وكان أحد المستهزئين، ومات على كفره بمكة، وقتل ابنه زمعة يوم بدرِ كافراً أيضاً، انظر "الفتح" 8/706 قلنا: والأسود هو جد عبد الله بن زمعة راوي الخبر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الرواية (4942) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وفيه: مثل أبي زمعة عم الزبير بن العوام.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (4942) و (5204) ، والترمذي (3343) ، والنسائي في "الكبرى" (11675) ، والدارمي 2/147، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (605) ، والطبري في "التفسير" 30/214، وابن حبان (4190) و (5794) ، والبيهقي في "السنن" 7/305 من طرق عن هشام ابن عروة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: "عارم"، بالراء المهملة: أي: خبيث شرير. قيل: عَرُمَ، بالضم والفتح والكسر: العُرَام الشدة والقوة والشراسة، ومعنى "عزيز منيع": ذو عِزة ومَنَعَة.
قوله: "مما يفعل"، أي: وكانوا في الجاهلية إذا وقع ذلك من أحدهم في المجلس يضحكون، فنهاهم عن ذلك، بأن الضحك عن أمر لا يعتاد، وهذا مما يعتاده كل أحد، فلا يحسن الضحك منه.
وقال القرطبي في "المفهم" 7/430: في قوله: ثم وعظهم في الضحك من الضرطة، أي: نهاهم وزجرهم عن ذلك، لأنه فعل عادي يستوي فيه الناس كلُّهم، وإن كان مما يستقبح، فحق الإنسان أن يستتر به، فإن غلبه بحيث يسمعه أحد، فلا يضحك منه، فإنه يتأذى الفاعل بذلك، ويخجل منه، وأذى=(26/161)
16223 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ النَّاقَةَ، وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَهَا، فَقَالَ: " {إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [الشمس: 12] ، انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَارِمٌ، عَزِيزٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ ابْنِ زَمْعَةَ " (1)
ثُمَّ ذَكَرَ النِّسَاءَ فَوَعَظَهُمْ فِيهِنَّ، فَقَالَ: " عَلَامَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ، وَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا، مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ "
ثُمَّ وَعَظَهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ مِنَ الضَّرْطَةِ، فَقَالَ: " عَلَامَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مما (2) يَفْعَلُ؟ " (3)
16224 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، وَعَظَهُمْ فِي النِّسَاءِ، وَقَالَ: " عَلَامَ يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْعَبْدِ، ثُمَّ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (4)
__________
= المسلم حرام، فالضحك من الضرطة حرام.
(1) انظر الحاشية رقم (3) من الحديث رقم (16222) .
(2) في (م) : عَلَى مَا يَفْعَلُ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الله بن نمير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/557، ومسلم (2855) ، وابن ماجه (1983) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16221) إلا أن شيخ أحمد هنا هو سفيان بن عيينة، وقوله: وعظهم في النساء، يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (569) ، والبخاري (3377) =(26/162)
حَدِيثُ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ (1)
16225 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ الضَّبِّيَّةِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ " قَالَ هِشَامٌ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، أَنَّ حَفْصَةَ رَفَعَتْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
= و (6042) ، والنسائي في "الكبرى" (5166) من طريق سفيان بن عُينية، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (16222) .
(1) هو سلمان بن عامر بن أوس الضبي، قال السندي: جاء أنه كان شيخاً في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عاش إلى خلافة معاوية، وقيل: مات في خلافة عثمان.
وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب": الصواب أنه تأخر إلى خلافة معاوية.
(2) إسناده ضعيف لجهالة الرّباب الضبية، وهي بنت صُلَيْع أم الرائح، فقد تفردت بالرواية عنها حفصة بنت سيرين، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل.
وقد اختلف في وقفه ورفعه، فرواه هشام: وهو ابن حسان الأزدي، موقوفاً، وقال: وحدثني عاصم الأحول أن حفصة رفعته إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم رواه مرفوعاً كذلك، كما سيأتي برقم (16232) ، وستأتي رواية عاصم: وهو ابن سليمان الأحول بالأرقام (16226) و (16228) و (16231) و (16242) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3324) و (3325) من طريق حماد بن=(26/163)
16226 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ عَمِّهَا سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّهُ طَهُورٌ "
" وَمَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ فَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى، وأَرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الْقَرَابَةِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ " (1)
__________
= مسعدة، وأخرجه كذلك (3326) من طريق يوسف بن يعقوب، كلاهما عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وقد سقط اسم الرباب في المطبوع من رواية حماد، وانظر "تحفة الأشراف" 4/25.
وسيأتي بالأرقام (16226) و (16228) و (16231) و (16232) و (16242) و4/214 و215، وسيكرر 4/213 سنداً ومتناً.
وقد ورد الإفطار على التمر أو على الماء عند عدمه من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث أنس، بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسواتٍ من ماء. وقد سلف 3/164 وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "على تمر": قيل: لأنه يقوي البصر، ويدفع الضعف الحاصل فيه بالصوم.
قوله: "طهور": فله زيادة فضل بذلك، فهو أحقُ بأن يستعمل في الإفطار الذي هو قربة وتتميم لقربة.
(1) حديث صحيح دون قوله: "فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب، وقد سلف الكلام عليها في الرواية السالفة برقم (16225) . وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وحفصة: هي بنت سيرين.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 35/172 من طريق الإمام أحمد،=(26/164)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومقطعاً الحميدي (823) ، والترمذي (658) و (695) وعقب الرواية رقم (1515) ، والنسائي في "الكبرى" (3320) و (6707) ، والدارمي 1/397، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/404- 405، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1138) ، وابن خزيمة (2067) و (2385) ، والطبراني في "الكبير" (6194) و (6198) و (6210) ، والبغوي في "شرح السنة" (1684) و (1743) من طريق سفيان بن عينية، به، وعندهم من طريقه زيادة: "فليفطر على تمر، فإنه بركة". قال النسائي: هذا الحرف، فإنه بركة، لا نعلم أن أحداً ذكره غير ابن عينية، ولا أحسبه محفوظاً.
وأخرجه مطولاً ومقطعاً عبد الرزاق في "المصنف" (7587) ، وابن أبي شيبة 3/107، وأبو داود (2355) ، والنسائي في "الكبرى" (3319) ، وابن ماجه (1699) ، والدارمي 1/397 و2/7، وابن خزيمة (2067) ، والطبراني في "الكبير" (6193) و (6195) و (6196) ، والحاكم 1/431- 432، والبيهقي في "السنن" 4/238، والبغوي في "شرح السنة" (1743) من طرق عن
عاصم، به. وقوله: "والصدقة على ذي القرابة ثنتان: صدقة وصلة" أخرجه ابن أبىِ عاصم (1139) ، والطبراني في "الكبير" (6207) و (6208) و (6209) من طرق عن حفصة، به.
وقوله: "فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور" سلف برقم (16225) ، وسيكرر برقم (17891) سنداً ومتناً.
وقوله: "مع الغلام عقيقته، فأميطوا عنه الأذى، وأريقوا عنه دماً".
علقه البخاري بصيغة الجزم في الرواية رقم (5471) عن غير واحد، عن عاصم وهشام، عن حفصة، به. وستأتي رواية هشام برقم (16232) وسيأتي بإسناد صحيح بالأرقام (16230) و (16236) و (16238) و (16239) و (16240) و (16241) ، وانظر (16232) و (16234) و4/214 و215. =(26/165)
16227 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ بِنْتِ صُلَيْعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّدَقَةُ
__________
= وفي الباب في العقيقة سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6737) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وعن عائشة عند أبي يعلى (4521) ، وابن حبان (5311) ، والحاكم 4/237.
وقوله: "والصدقة على ذي القرابة ثنتان: صدقة وصلة".
له شاهد من حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود ضمن حديث طويل، وفيه: "لها أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة"، وهو عند البخاري (1466) ومسلم (1000) ، وقد سلف (16082) .
وآخر من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7834) ، ولفظه: "إن الصدقة على ذي قرابة يضعف أجرها مرتين"، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/117، وقال: فيه عبد الله بن زحر، وهو ضعيف.
وثالث من حديث أبي طلحة الأنصاري، وهو عند الطبراني (4723) ، ولفظه: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم صدقة وصلة"، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/116، وقال: وفيه من لم أعرفه.
قال السندي: قوله: "ومع الغلام عقيقته"، أي: العقيقة حق من الحقوق التي هي كاللازمة للمولود، فكأنها معه لا تفارقه.
قوله: "أميطوا الأذى ": شعر الرأس، قلنا: وسيأتي تفسيرها كذلك من قول محمد بن سيرين في الرواية رقم (16240) ، وانظر "شرح مشكل الآثار" 3/72-77.
قوله: "والصدقة": ظاهر شمولها للفرض والنفل، وشمول ذي القرابة للقرابة القريبة والبعيدة.(26/166)
عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الْقَرَابَةِ اثْنَتَانِ: صِلَةٌ، وَصَدَقَةٌ " (1)
16228 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ أُمِّ الرَّائِحِ ابْنَةِ صُلَيْعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّهُ طَهُورٌ " (2)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف لجهالة الرباب بنت صُلَيْع، وقد سلف الكلام عليها في الرواية رقم (16225) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن عون: هو عبد الله البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/192، وابن ماجه (1844) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1136) ، والطبراني في "الكبير" (6212) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع ابن أبي شيبة: ابن سيرين، وهو خطأ.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/92، والدارمي 1/397، والفسوي في "المعرفة والتاريخ " 3/405، وابن خزيمة (2385) ، وابن حبان (3344) ، والطبراني في "الكبير" (6211) ، والحاكم 1/407، والبيهقي في "السنن" 4/174 من طرق عن ابن عون، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وقد سلف برقم (16226) ، وذكرنا هناك شواهده، وسيكرر برقم (17902) سنداَ ومتناً.
(2) إسناده ضعيف لجهالة الرباب أم الرائح ابنة صُلَيْع، وقد سلف الكلام عليها في الرواية رقم (16225) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي (695) من طريق وكيع بن الجراح الرؤاسي، بهذا=(26/167)
16229 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (1)
16230 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ فَأَرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (2)
__________
= الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح!
وقد سلف برقم (16226) ، وانظر (16225) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حفصة ابنة سيرين لم تسمع من سَلْمان بن عامر، بينهما الرباب بنت صُلَيْع، كما سلف برقم (16226) ، وكما سيأتي برقم (16232) ، وذكر المزي روايتها عن سلمان، وقال: إن كان محفوظاً، والرباب مجهولة كما سلف الكلام عليها في الرواية رقم (16225) . وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/236، ومن طريقه ابن ماجه (3164) عن ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/81 عن سعيد بن عامر، عن هشام، به.
وقد سلف برقم (16226) ، وسيأتي بإسناد صحيح برقم (16230) ، وسيكرر 4/215 سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري. هشيم: هو ابن بشير، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي، وابن سيرين:=(26/168)
16231 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ (1) فَإِنَّهُ طَهُورٌ " (2)
16232 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ بِمَاءٍ فَإِنَّ الْمَاءَ
__________
= هو محمد.
وقد روي موقوفاً كما في هذه الرواية، وسيأتي موقوفاَ كذلك من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين كما في الرواية الآتية برقم (16238) ، ولا يضره ذلك، فقد جاء مرفوعاً من طريق أيوب برقم (16236) و (16239) ، ومرفوعاً كذلك في الروايات بالأرقام (16238) و (16240) و (16241) .
وقال الحافظ في "الفتح" 9/592: الحديث مرفوع لا يضره رواية مَنْ وقفه.
وقد سلف برقم (16226) ، وسيكرر 4/214 سنداَ ومتناً.
(1) في (م) : ماء.
(2) إسناده ضعيف لجهالة الرباب، وقد سلف الكلام عليها في الرواية رقم (16225) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (695) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح!.
وقد سلف برقم (16226) ، وانظر (16225) ، وسيكرر بالأرقام (16237) و4/214 و215 سنداً ومتناً.(26/169)
طَهُورٌ "
وَقَالَ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "
وَقَالَ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صِلَةٌ، وَصَدَقَةٌ " (1)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "إذا أفطر أحدكم، فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر بماء، فإن الماء طهور"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب: وهي بنت صُلَيعْ، وقد سلف الكلام عليها في الرواية رقم (16225) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. هشام: هو ابن حَسَّان الأَزْدي.
وقوله: "إذا أفطر أحدكم، فليفظر على تمر، فإن لم يجد، فليفطر بماء، فإن الماء طهور".
هو عند عبد الرزاق في "المصنف" (7586) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (3515) ، والطبراني في "الكبير" (6192) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3321) و (3322) ، (3323) من طرق عن هشام بن حسان، به.
وقد سلف برقم (16225) من طريق هشام بن حسان موقوفاَ، وانظر (16226) ، وسيكرر 4/215 سنداً ومتناً.
وقوله: "مع الغلام عقيقته، فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى".
هو عند عبد الرزاق في "المصنف" (7958) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (2839) ، والترمذي (1515) ، والطبراني في "الكبير" (6199) ، والبيهقي في "السنن" 9/299.
وأخرجه عبد الرزاق (7959) - ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (6200) - عن معمر، عن أيوب، عن حفصة، به.
وقد سلف برقم (16226) ، وذكرنا هناك أسانيده الصحيحة. =(26/170)
16233 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ " (1)
16234 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " صَدَقَتُكَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ " (2)
__________
وقوله: "الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرَّحِم اثنتان: صلة وصدقة".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1137) من طريق ابن نمير، عن هشام، به.
وقد سلف برقم (16226) ، وذكرنا هناك شاهده.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حفصة- وهي بنت سيرين- لم تسمع من سلمان بن عامر، بينهما الرباب بنت صُلَيعْ كما سلف برقم (16226) و (16232) ، وذكر المزي روايتها عنه، وقال: إن كان محفوظاً، والرباب مجهولة الحال كما سلف الكلام عليها في الرواية رقم
(16225) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/174 من طريق حفص بن غياث، عن هشام، عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان، به.
وسيكرر برقم (17903) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في=(26/171)
16235 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ الرَّائِحِ ابْنَةِ صُلَيْعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: إِنَّهَا صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ " (1)
16236 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، وحَبِيبٌ، وَيُونُسُ، وَقَتَادَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (2)
__________
= الرواية السالفة برقم (16229) و (16233) .
وقوله: "صدقتك على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة وصِلة".
أخرجه الطبراني في "الكبير" (6206) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16226) ، وذكرنا هناك شواهده، وسيكرر 4/214 سنداً ومتناً.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب أم الرائح ابنة صُلَيْع، وهو مكرر (16227) إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن أبي عدي.
وقد سلف برقم (16226) ، وسيكرر 4/214 سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، حماد بن سلمة من رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري وأصحاب السنن، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأيوب: هو السختياني، وحبيب: هو ابن الشهيد، ويونس هو: ابن عبيد بن دينار العبدي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. =(26/172)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النَّسائي في "المجتبى" 7/164، وفي "الكبرى" (4540) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم في الرواية رقم (5471) عن الحجاج بن منهال عن حماد بن سلمة، عن أيوب وقتادة وهشام وحبيب، عن ابن سيرين، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1048) ، والطبراني في "الكبير" (6201) و (6202) و (6204) ، والبيهقي في "السنن" 9/298-299، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/307- 308 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وزاد بعضهم على بعض في شيوخ حماد بن سلمة.
وأخرجه البخاري (5472) ، ولكن قال فيه: وقال أصبغ: أخبرني ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، به، مرفوعاً.
قال الحافظ في "الفتح" 9/591: يعني لم يقل في أول الإسناد: أنبانا أصبغ، بل قال: "قال أصبغ"، لكن أصبغ من شيوخ البخاري قد أكثر عنه في الصحيح، فعلى قول الأكثر هو موصول كما قرره ابن الصلاح في "علوم الحديث"، وعلى قول ابن حزم: هو منقطع.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1049) ، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابنِ وَهْب، به، مرفوعاً.
وأخرجه الطبراني (3/6202) من طريق سالم بن أبي مطيع، عن قتادة، به.
وعلقه البخاري في الرواية رقم (5471) بصيغة الجزم عن يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين، عن سلمان، موقوفاً.
ووصله البيهقي في "السنن" 9/298 من طريق سليمان بن حرب، عن يزيد ابن إبراهيم، به. موقوفاً.
وأخرجه مرفوعاً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1050) عن محمد بن خزيمة، عن حجاج بن منهال، عن يزيد بن إبراهيم، به. =(26/173)
16237 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّهُ لَهُ طَهُورٌ " (1)
16238 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، لَمْ يَذْكُرْ أَيُّوبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَلْمَانَ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَنِ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (2)
__________
= وبنحوه أخرجه الطبراني في "الكبير" (6205) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن ابن سيرين، عن سلمان، به مرفوعاً.
وقد سلف برقم (16226) ، وسيكرر 4/215 سنداً ومتناً.
(1) إسناده ضعيف لجهالة الرباب، وهو مكرر (16231) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري. وقد روي من طريق أيوب موقوفاً. وتكلمنا على وقفه ورفعه في الرواية رقم (16230) وذكرنا هناك أنه لا يضره وَقْفه.
وأخرجه البخاري (5471) - ومن طريقه البغوي (2816) - عن أبي النعمان عارم، عن حماد بن زيد، به، موقوفاً.
وقال الإسماعيلي فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 9/590: لم يخرج البخاري في الباب حديثاً صحيحاً على شرطه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/298 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، به مرفوعاً.
وقد سلف برقم (16226) ، وسيكرر 4/215 سنداً ومتناً.(26/174)
16239 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَقَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (1)
16240 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، وَسَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ فَأَرِيقُوا عَنْهُ الدَّمَ، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (2) قَالَ: وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: " إِنْ لَمْ تَكُنْ إِمَاطَةُ الْأَذَى حَلْقَ الرَّأْسِ، فَلَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ "
16241 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَعَ الْغُلَامِ
__________
(1) إسناده صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16236) وسيكرر 4/215 سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وسعيد: وهو ابن أبي عروبة قد اختلط، وسماع عبد الوهَّاب بن عطاء منه قبل اختلاطه، وكان عالماً به، وقد توبع. ابن عون: هو عبد الله البصري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1050) من طريق يزيد بن إبراهيم، عن محمد بن سيرين، به مرفوعاً، وفيه: قال محمد: فَحرَصتُ أن أعلم ما "أميطوا عنه" فلم أجد أحداَ يخبرني.
وقد سلف برقم (16226) و (16230) ، وسيكرر 4/215 سنداً ومتناً.(26/175)
عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ الدَّمَ، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (1)
16242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ وَجَدَ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري وأصحاب السنن، همام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وقد سلف برقم (16226) و (16236) ، وسيكرر 4/215 سنداً ومتناً.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، حفصة وهي بنت سيرين لم تسمع من سلمان ابن عامر، بينهما الرباب بنت صُلَيعْ كما سلف بالرواية رقم (16226) - وكما سيأتي بالتخريج- والرباب مجهولة كما سلف الكلام عليها في الرواية رقم (16225) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3315) و (6710) ، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6197) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1876 من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (1181) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/239- عن شعبة، عن عاصم، عن حفصهَ، عن الرباب، عن سلمان بن عامر، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3314) و (6711) ، من طريق سلم بن قتيبة، عن شعبة، عن هشام بن حسان الأزدي، عن حفصة، عن سَلْمان بن عامر، به.=(26/176)
حَدِيثُ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ (1)
16243 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُشَيْرٍ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ،
__________
= وأخرجه النسائي كذلك (3316) وابن حبان (3514) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن حفصة، عن سلمان، به.
وأخرجه الترمذي (694) ، والطبراني في "الصغير" (1029) ، والحاكم 1/431، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/231-232، والبيهقي في "السنن" 4/239 من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به، وصححه الحاكم على شرطهما، ووافقه الذهبي.
قال الترمذي: حديث أنس لا نعلم أحداً رواه عن شعبة مثل هذا غير سعيد ابن عامر، وهو حديث غير محفوظ، ولا نعلم له أصلاً من حديث عبد العزيز ابن صهيب، عن أنس، وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أصحُّ من حديث سعيد بن عامر، وهكذا رووا عن شعبة، عن عاصم، عن حفصة بنت سيرين، عن سلمان، ولم يذكر فيه شعبة: "الرباب" (قلنا: كما في إسنادنا هذا) ، والصحيح ما رواه سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد: عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن سلمان ابن عامر.
قلنا: وقد سلف برقم (16226) من طريق سفيان بن عينية، وبرقم (16228) من طريق سفيان الثوري.
(1) قال الحافظ في "الإصابة": قرة بن إياس، جدُ إياس بن معاوية القاضي.
ذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق، وقال أبو عمر: قُتل في حرب الأزارقة في زمن معاوية، وأرَّخه خليفة سنة أربع وستين، فيكون معاوية المذكور هو ابن يزيد بن معاوية.(26/177)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ (1) فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَبَايَعْنَا، وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقٌ، فَبَايَعْتُهُ (2) فَأَدْخَلْتُ يَدِي مِنْ جَيْبِ الْقَمِيصِ، (3) فَمَسِسْتُ الْخَاتَمَ " قَالَ عُرْوَةُ: " فَمَا رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ، وَلَا اَبَنهُ (4) شِتَاءً، وَلَا حَرًّا (5) إِلَّا مُطْلِقَيْ أَزْرَارِهِمَا، لَا يَزُرَّانِ أَبَدًا " (6)
16244 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: " لَقَدْ عَمَّرْنَا مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ " ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِي (7) مَا الْأَسْوَدَانِ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ (8)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (ظ12) و (ص) و (ق) : قال: فبايعته.
(3) في (ق) ، وهامش (ظ12) و (س) و (ص) : قميصه.
(4) في (ص) و (ق) و (م) : ولا أباه، وفي (ظ12) ابنه، وجاءت كذلك في (س) لكن ضرب عليها، وجاء في هامشها "أباه" وعليها علامة الصحة.
قلنا: وأثبتنا ما في (ظ 12) لأنها موافقة لما سلف برقم (15581) ، وقد رواه أحمد كذلك من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم.
وانظر تعليقنا على الرواية المذكورة.
(5) في (ظ12) و (ص) : في شتاء ولا حر.
(6) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (15581) .
(7) في هامش (س) و (ص) : هل تدرون، نسخة.
(8) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير بسطام بن مسلم - وهو ابن نمير العَوْذي- فقد أخرج له البخاري، في "الأدب المفرد"، وأبو داود في "المسائل"، والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة، وصحابيه لم يخرج له سوى=(26/178)
16245 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ " أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَانَ حَلَبَ (1) وَصَرَّ " (2)
__________
البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه ابن سعد 1/407، والحارث بن أبي أسامة (1114) (زوائد) - ومن طريقه الحاكم 4/105، وأبو نعيم في "الحلية" 2/18-19 و302- وأخرجه البزار (3680) (زوائد) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه البزار (3680) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (51) من طريق جعفر بن سليمان الضبَعي، عن بسطام، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/321، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير بسطام ابن مسلم، وهو ثقة.
وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (7962) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) السندي: جَلَبَ- بالجيم- وهو الموافق لرواية الطيالسي. وقال: جَلَبَ: من الجَلْب، بسكون اللام، أي جلب المواشي إلى المدينة.
(2) إسناده صحيح، سليمان بن داود- وهو الطيالسي- من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن.
وهو عند الطيالسي (1077) ، ومن طريقه أخرجه البزار (2749) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (58) .
وأخرجه ابن سعد 7/32، وابن أبي شيبة 13/64 من طريقين عن شعبة، به. وعند ابن سعد: وقد صَرَّ وحَلَب لأهله.
وسيأتي برقم (16250) .(26/179)
16246 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: كَانَ أَبِي حَدَّثَنَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا أَدْرِي أَسَمِعَهُ مِنْهُ أَوْ حُدِّثَ عَنْهُ (1)
16247 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ الْخَبِيثَتَيْنِ، وَقَالَ: " مَنْ أَكَلَهُمَا فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا " وَقَالَ: " إِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ آكِلِيهِمَا فَأَمِيتُمُوهُمَا (2) طَبْخًا " قَالَ: يَعْنِي الْبَصَلَ
__________
= قال السندي: قوله: "وصَرَّ": أي ربط ضروعها كما هو عادة العرب إذا أرادوا بيع المواشي ربطوا الضروع.
(1) هذا الأثر إسناده صحيح على شرط مسلم إلى قائله معاوية بن قرة.
ولا يعني أن قرة لم تثبت له صحبة، فقد ثبت في الحديث الصحيح أن قرة أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمسح على رأسه، واستغفر له كما في الرواية الآتية برقم (16248) ، ولكن ما حدََّث به قرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هل سمعه منه أو حُدِّث عنه، هذا ما توقف فيه معاوية.
وسؤال شعبة لمعاوية عن أبيه، له صحبة؟، وقول معاوية: لا، كما سيأتي في الرواية رقم (16250) فهم منه شعبة أن لا صحبة له، مع أن شعبة هو الراوي لحديث (16245) وفيه: أنه أتى رسول الله. والجمهور على أن له صحبة، وهو الأظهر. وقد أول السندي جواب معاوية لشعبة بقوله: المراد من
الصحبة ها هنا الملازمة، فلهذا قال: لا، لا الصحبة المصطلحة، فإنَّه لا يصح نفيها.
(2) في (ظ 12) و (ص) : فأميتوهما.(26/180)
وَالثُّومَ (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا سند حسن من أجل خالد بن ميسرة.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 8/183 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3827) من طريق عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6681) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/238، والطبراني في "الكبير" 19/ (65) ، والبيهقي في "السنن" 3/8 من طرق عن خالد بن ميسرة، وهو الطفاوي، به.
وقوله: "من أكلهما فلا يقربن مسجدنا"، سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4619) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "إن كنتم لابُدَّ آكليهما، فأميتموهما طبخاً".
له شاهد من حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط" (3668) عن سليمان ابن داود بن يحيى الطبيب، عن شيبان بن فروخ، عن سلام بن مسكين، عن ثابت، عن أنس، به مرفوعاً، ورجاله ثقات غير شيخ الطبراني سليمان بن داود فلم نقع له على ترجمة.
وقد سلف بإسناد صحيح من حديث عمر موقوفاً برقم (186) ، وهو عند مسلم (567) (78) .
وروي عن علي بن أبي طالب عند أبي داود (3828) ، والترمذي (1808) من طريق مسدد، عن الجراح بن مليح والد وكيع، عن أبي إسحاق، عن شريك بن حنبل، عن علي أنه نُهي عن أكل الثوم إلا مطبوخاً، وعند الترمذي كذلك (1809) من طريق وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن شريك بن حنبل، عن علي قال: لا يَصْلُحُ أكل الثوم إلا مطبوخاً. وقال الترمذي: هذا الحديث ليس إسناده بذلك القوي، وقد روي هذا عن علي قوله، وروي عن شريك بن حنبل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. =(26/181)
16248 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَقَدْ كَانَ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ " (1)
16249 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ: " صَوْمُ الدَّهْرِ وَإِفْطَارُهُ " (2)
16250 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: جَاءَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ " فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ " قَالَ شُعْبَةُ: قُلْنَا: لَهُ صُحْبَةٌ (3) ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ عَلَى عَهْدِهِ قَدْ حَلَبَ وَصَرَّ (4)
__________
= قلنا: وشريك بن حنبل مجهول الحال.
قال السندي: قوله: "أميتموهما": من الإماتة، أي: أزيلوا رائحتهما.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد" و"أصحاب السنن".
وقد سلف برقم (15583) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (15584) سنداً ومتناً.
(3) في هامش (س) : أصحبه؟ نسخة.
(4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد روي موقوفاً، وسلف رفعه برقم (16245) و (16248) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/407، وقال: رواه كله أحمد بأسانيد، والبزار ببعضه، وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح، غير=(26/182)
حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ (1)
16251 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَصَابَ النَّاسَ قَرْحٌ، وَجَهْدٌ شَدِيدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ، وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ (2) نُقَدِّمُ؟ قَالَ: " أَكْثَرَهُمْ جَمْعًا، وَأَخْذًا (3) لِلْقُرْآنِ " (4)
__________
= معاوية بن قُرَّة، وهو ثقة!
قلنا: معاوية بن قرة من رجال الشيخين. وانظر تعليقنا على سؤال شعبة في الرواية السالفة برقم (16246) .
(1) قال السندي: هشام بن عامر، جاء أن اسمه كان شهاباَ، فسماه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هشاماً، نزل البصرة، وعاش إلى زمن زياد.
(2) في (ظ 12) و (ص) ، وهامش (س) : ما.
(3) في (ظ 12) ، وهامش (س) : أو أخذاً.
(4) حديث صحيح، حميد بن هلال: وهو العَدَوي اختلف في سماعه من هشام بن عامر الأنصاري، فقال أبو حاتم كما في "المراسيل" ص 46: حميد ابن هلال لم يلق هشام بن عامر، يدخل بينهم وبين هشام أبو قتادة العدوي، ويقول بعضهم: عن أبي الدهماء، والحفاظ لا يدخلون بينهم أحداً.
قلنا: وكذلك رواه أيوب السختياني عن حميد، عن هشام، دون واسطة كما سيأتي برقم (16254) و (16256) ، ورواه أيوب أيضاً بإدخال أبي الدهماء في الرواية (16262) ، ورواه جرير بن حازم، فأدخل بينهما سَعْد بن هشام كما في الرواية رقم (16263) و (16264) . ولكن يعكر على قول أبي حاتم ما ورد من تصريح حميد بن هلال بسماعه من هشام بن عامر من طريق معمر، عن=(26/183)
16252 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَشْتَرُونَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئَةً إِلَى الْعَطَاءِ، فَأَتَى عَلَيْهِمْ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ فَنَهَاهُمْ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَانَا أَنْ نَبِيعَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئَةً " وَأَنْبَأَنَا - أَوْ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا - أَنَّ
__________
= أيوب، عن حميد بن هلال، قال: أخبرني هشام بن عامر، وذلك برقم (16261) ، ولقاء حميد بن هلال لهشام بن عامر محتمل، فقد توفي هشام نحو سنة (50هـ) ، وتوفي حميد نحو سنة (105 هـ) ، وكلاهما عاش بالبصرة، ومن ثَمَّ قال الحافظ في "أطراف المسند": 5/432: والظاهر أن حميداً سمعه من أبي الدهماء، ومن سَعْد بن هشام، ثم سمعه من هشام نفسه. وكيع: هو ابن الجراح، وسليمان بن المغيرة: هو القيسي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/83، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفسوىِ في "المعرفة والتاريخ" 3/156 من طريق الحارث بن عمير البصري، عن سليمان بن المغيرة، به.
وسيأتي بالأرقام (16254) و (16256) و (16259) و (16261) و (16262) و (16263) و (16264) .
وفي الباب عن أنس، وقد سلف 3/128.
وآخر عن جابر بن عبد الله عند البخاري (1343) ، وأبي داود (3138) ، والترمذي (1036) ، والنسائي 4/62، وسيرد نحوه 5/431.
قال السندي: قوله: أصاب الناسَ قرح: هو بالفتح والضم: الجرح، وقيل: بالضم اسم، وبالفتح مصدر، وأراد القتل والهزيمة.
قوله: وجهد، بالفتح: أي تَعَبٌ ومشقَة.
قوله: "احفروا": أي لا يحفروا لكل ميت قبراَ على حدة، بل وسعوا قبراً واحداً، واجمعوا فيه أمواتاً.(26/184)
ذَلِكَ هُوَ الرِّبَا (1)
16253 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِمْ، قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ لِجِيرَانِهِ: إِنَّكُمْ لَتَخُطُّونَ إِلَى رِجَالٍ مَا كَانُوا بِأَحْضَرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَوْعَى لِحَدِيثِهِ مِنِّي، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، أَمْرٌ أَكْبَرُ (2) مِنَ الدَّجَّالِ " (3)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة: وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي لم يسمع من هشام بن عامر الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو يعلى (1554) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (14545) ، والبغوي في "الجعديات" (1175) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (458) من طريقين عن أيوب، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (459) من طريق سعيد بن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/114-115، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. قلنا: فاته أن ينسبه إلى الطبراني، ويعله بالانقطاع.
وسيأتي برقم (16266) .
وقد سلف مرفوعه بإسناد صحيح على شرط الشيخين من حديث عمر بن الخطاب برقم (162) ، وذكرنا أحاديث الباب في مسند أبي هريرة، في الرواية رقم (7558) .
(2) في (ظ 12) و (ص) :أكثر.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، والمبهمون من بعض أشياخ حُميد=(26/185)
16254 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَخُطُّونَ إِلَى أَقْوَامٍ مَا هُمْ بِأَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَّا، قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ، وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ (1) قُرْآنًا "، (2) وَكَانَ أَبِي أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا فَقُدِّمَ
__________
= قد جاء التصريح باسم أحدهم في الرواية رقم (16267) وهو أبو الدَّهْماء قِرْفة ابن بُهَيْس، وباسم آخر عند مسلم: وهو أبو قتادة العدوي البصري كما سيأتي في التخريج، وهما من رجال مسلم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم في "صحيحه"، وأصحاب السنن. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، وأيوب: هو
السختياني.
وأخرجه أبو يعلى (1555) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2946) (126) ، وأبو يعلى (1556) من طريق عبد العزيز ابن المختار، ومسلم كذلك (2946) (127) من طريق عبيد الله بن عمرو، كلاهما عن أيوب، عن حميد، عن رهط فيهم أبو قتادة، وقرن به أبا الدهماء في رواية عبد العزيز بن مختار.
وسيأتي بالأرقام (16255) و (16265) و (16267) .
(1) في (ظ 12) : أكثركم.
(2) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده في الرواية رقم (16251) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6501) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (444) - والنسائي في "المجتبى" 4/83 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وقرن به عبد الرزاق معمراً، وستأتي رواية معمر برقم (16261) . =(26/186)
16255 - قَالَ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَاللهِ مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَمْرٌ أَعْظَمُ مِنَ الدَّجَّالِ " (1)
16256 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَرْحَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالُوا: كَيْفَ تَأْمُرُ بِقَتْلَانَا؟ قَالَ: " احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا فِي الْقَبْرِ الِاثْنَيْنِ، وَالثَّلَاثَةَ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا " قَالَ هِشَامٌ: فَقُدِّمَ أَبِي بَيْنَ يَدَيْ اثْنَيْنِ (2)
__________
= وأخرجه أبو داود (3216) ، والنسائي في "المجتبى" 4/80-81، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/155، والطبري في "تهذيب الآثار" (751) و (752) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (447) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/413 و4/34، وفي "دلائل النبوة" 3/296 من طريق سفيان الثوري، والطبري في "تهذيب الآثار" (750) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والطبراني في "الكبير" 22/ (445) و (446) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم عن أيوب، به. وزاد الثوري: "وأعمقوا". قلنا: وهذه الزيادة سترد برقم (16264) .
وقد سلف برقم (16251) .
قال السندي: قوله: إنكم لتخطون، من خطا يخطو، كدعا يدعو: إذا مشى.
(1) حديث صحيح، وإسناده إسناد سابقه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16251) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/528 ص طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن أيوب، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط البخاري، وسكت عنه الذهبي. وتحرف في مطبوع الحاكم الطُفاوي إلى القطفاوي!.
وقد سلف برقم (16253) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه برقم (16251) . =(26/187)
16257 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، قَالَ شُعْبَةُ: قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَإِنْ كَانَ تَصَارَمَا (1) فَوْقَ ثَلَاثٍ فَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ عَنِ الْحَقِّ مَا دَامَا عَلَى صُرَامِهِمَا، وَأَوَّلُهُمَا فَيْئًا فَسَبْقُهُ (2) بِالْفَيْءِ، كَفَّارَتُهُ فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ، فَإِنْ مَاتَا عَلَى صُرَامِهِمَا لَمْ يَجْتَمِعَا فِي الْجَنَّةِ أَبَدًا " (3)
__________
= إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَة.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2582) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (749) عن إسماعيل ابن عُلَية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16251) .
(1) في (ظ12) و (ص) و (ق) : فإن تصارما وهو الموافق لرواية السندي.
وفي (م) : تصادرا.
(2) في (ظ 12) و (ص) ، وهامش (ق) : يسبقه.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد" ومسلم، وأصحاب السنن- يزيد الرِّشْك: هو يزيد بن أبي يزيد الضُّبَعي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6620) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (784) ، والطيالسي (1223) ، وأبو يعلى (1557) ، والبغوي في "الجعديات" (1537) ، وابن حبان (5664) ، والطبراني=(26/188)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "الكبير" 22/ (454) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6621) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (402) و (407) ، والطبراني في "الكبير" 22/455، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9093) من طريقين عن يزيد الرشْك، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/66، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (16258) .
وقد سلف نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاث من حديث سعد بن أبي وقاص برقم (1519) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر رواية ابن عمر السالفة برقم (5357) .
قال السندي: قوله: "فإن تصارما": من الصرم: أي تقاطعا.
قوله: "ناكبان": عادلان.
قوله: "على صرامهما"، بضم الصاد وفتحها: الحرب والداهية.
قوله: "وأولهما فيئاً": أي رجوعاَ إلى الملاقاة والتكلم وترك الهجر، وهو مبتدأ، وقوله: "سبقه بالفيء" مبتدأ ثان، خبره كفارته، والجملة خبر الأول.
قوله: "فلم يَرُدَّ عليه": أي لم يجب عن سلامه.
قوله: "ورَدَّ عليه سلامه": بعدم القبول، أي ما قبله، بل رَدَ على وجهه بترك الجواب عنه، فالأول رَدَّ السلام المعروف بالجواب عنه، والثاني ردَّه بعدم القبول، وترك الجواب عنه، ورَدُّ الملائكة من قبيل الأول.
قوله: "الشيطان": لرضاه بفعله.
قوله: "لم يجتمعا": أي بدخولهما فيها، ولعل المراد أنهما لم يستحقا ذلك، وفضل الله تعالى أوسع، وهذا تعظيم لذنب المقاطعة بين المسلمين إذا لم يكن عن موجب كالتأديب ونحوه.(26/189)
16258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ عَنِ الْحَقِّ، مَا دَامَا عَلَى صُرَامِهِمَا، وَأَوَّلُهُمَا فَيْئًا يَكُونُ سَبْقُهُ بِالْفَيْءِ كَفَّارَةً لَهُ، وَإِنْ سَلَّمَ فَلَمْ يَقْبَلْ وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ، رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ، وَإِنْ مَاتَا عَلَى صُرَامِهِمَا لَمْ يَدْخُلَا الْجَنَّةَ جَمِيعًا أَبَدًا " (1)
16259 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ: جَاءَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا وَاجْعَلُوا الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ " قَالُوا: فَأَيُّهُمْ نُقَدِّمُ؟ قَالَ: " أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا " قَالَ: فَقُدِّمَ أَبِي عَامِرٌ بَيْنَ يَدَيْ رَجُلٍ أَوْ اثْنَيْنِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16251) . بهز: هو ابن أسد العَمي.
وأخرجه أبو داود (3215) والفسوي في "المعرفة والتاريخ " 3/155، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2144) ، وأبو يعلى (1553) ، والطبراني في=(26/190)
16260 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَأْسَ الدَّجَّالِ مِنْ وَرَائِهِ حُبُكٌ، حُبُكٌ، فَمَنْ قَالَ: أَنْتَ رَبِّي، افْتُتِنَ، وَمَنْ قَالَ: كَذَبْتَ، رَبِّي اللهُ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، فَلَا يَضُرُّهُ - أَوْ قَالَ: فَلَا فِتْنَةَ عَلَيْهِ - " (1)
__________
= "الكبير" 22/ (449) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/29- 30، والبيهقي في "السنن" 3/413. وفي "الدلائل" 3/296 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق سليمان بن المغيرة برقم (16251) .
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة: وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي لم يسمع من هشام بن عامر، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20828) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (456) ، والحاكم 4/508، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/342-343، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني.
وقال كذلك: له حديث في الصحيح غير هذا.
قلنا: يشير إلى الرواية السالفة برقم (16267) فهي عند مسلم.
وسيأتي بنحوه 5/372 و410 من طريق أبي قلابة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال السندي: قوله: "من ورائه"، أي: من جهة القفا.
قوله: "حُبُك"، بضمتين، كما في قوله تعالى: (والسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُك) [الذاريات: 7] وهو خبر إن، والحبك في الأصل: الطرق، والمراد ها هنا كما=(26/191)
16261 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا، وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا "، فَكَانَ أَبِي ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا فَقُدِّمَ (1)
16262 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: شَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بِهِمْ مِنَ الْقَرْحِ، فَقَالَ: " احْفِرُوا وَأَحْسِنُوا، وَأَوْسِعُوا (2) وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا "، فَمَاتَ أَبِي، فَقُدِّمَ بَيْنَ
__________
= في "النهاية" أن شعر رأسه- أي من جهة القفا- متكسر من الجُعُودة، مثل الماء الساكن أو الرمل إذا هبت عليهما الرياح، فيتجعدان ويصيران طرائق.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16251) . عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (6501) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (444) ، وقرن مع معمر سفيانَ بنَ عُيينة.
قلنا: وقد سلفت رواية سفيان برقم (16254) ، وانظر (16251) .
(2) في (س) : وأوسعوا وأحسنوا، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (م) ، وهو الموافق لرواية أبي يعلى، وفي (ق) : ووسِّعوا وأحسنوا.(26/192)
يَدَيْ رَجُلَيْنِ، (1)
16263 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الدهماء: وهو قِرْفَة بن بُهَيس، فمن رجال مسلم، وكذلك صحابيه هشام ابن عامر. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه أبو يعلى (1558) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1713) ، وابن ماجه (1560) من طريق أزهر بن مروان، والنسائي في "المجتبى" 4/83، والطبراني في "الكبير" 22/ (448) ، والبيهقي في "السنن" 4/34، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/570 من طريق مسدَّد، كلاهما عن عبد الوارث، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (16251) .
(2) في النسخ الخطية و (م) سعيد، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 5/432، وكذلك في الرواية الآتية برقم (16264) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى مسلم، والبخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/81، والطبري في "تهذيب الآثار" (748) من طريق وهب بن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/155، والنسائي في "المجتبى" 4/83، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/413 و4/34، وفي "الدلائل"=(26/193)
16264 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ، يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، وَزَادَ فِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، وَزَادَ فِيهِ: وَأَعْمِقُوا (1)
16265 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (2)
16266 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ،
__________
= 3/297 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن حميد بن هلال، وقد سلف برقم (16251) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه أبو داود (3217) ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/414، وفي "الدلائل" 3/297 عن موسى بن إسماعيل، عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وهذه الزيادة سلفت من طريق الثوري في تخريج الرواية رقم (16254) .
وقد سلف برقم (16251) ، وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على هذا الإسناد في الرواية رقم (16251) غير أن شيخ أحمد هنا هو حسين بن محمد المروذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/133، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2144) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (450) و (453) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/254 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.
وقد سلف برقم (16253) .(26/194)
عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَدِمَ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ الْبَصْرَةَ، فَوَجَدَهُمْ يَتَبَايَعُونَ الذَّهَبَ فِي أُعْطِيَاتِهِمْ، فَقَامَ فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ نَسِيئَةً، وَأَخْبَرَنَا - أَوْ قَالَ - إِنَّ ذَلِكَ هُوَ الرِّبَا " (1)
16267 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُجَاوِزُونَ إِلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا كَانُوا أَحْصَى وَلَا أَحْفَظَ لِحَدِيثِهِ مِنِّي، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا بَيْنَ آدَمَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ " (2)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة لم يسمع من هشام بن عامر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (457) من طريقين عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16252) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيِح. أحمد بن عبد الملك: هو ابن واقد الأسدي الحَرَاني. أبو الدهماء: هو قِرْفة بن بُهَيْس.
وأخرجه مسلم (2946) (126) ، وأبو يعلى (1556) ، من طريق عبد العزيز ابن المختار، عن أيوب عن حميد، عن أبي الدهماء، به. وقرن معه أبو قتادة العدوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (451) ، من طريق عارم أبي النُعْمان، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد، أنَّ هشام بن عامر قال: فذكر الحديث، ولم يذكر أبا الدَّهماء في الإسناد. =(26/195)
حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ (1)
16268 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عُثْمَانُ: وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ (2) يُهْلِكُنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمْسِكْ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ " قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَ اللهُ مَا كَانَ بِي فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِي
__________
= وأخرجه الطبراني في الكبير، 22/ (452) عن محمد بن النضر الأزدي، حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد الحَرَّاني، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي قتادة، عن هشام بن عامر، به، مرفوعاً.
وقد سلف برقم (16253) .
(1) عثمان بن أبي العاص، ثقفي، أبو عبد الله، نزل البصرة، أسلم في وفد ثقيف، فاستعمله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الطائف، وأقرَه أبو بكر، ثم عمر، ثم استعمله عمر على عُمان والبحرين، ثم سكن البصرة حتى مات بها في خلافة معاوية، وهو الذي منع ثقيفاً عن الردة، خطبهم فقال: كنتم آخر الناس إسلاماً، فلا تكونوا أولهم ارتداداً. وجاء أنه شهد ولادة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى هذا عاش نحواً من مئة وعشرين سنة قاله السندي. قلنا: الذي في ترجمته من "تهذيب الكمال" أن أمه هي التي شهدت ولادة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنه كان حين قدم مع وفد ثقيف أصغر الوفد سناً، والله أعلم.
(2) في (ظ12) و (ص) : كان.(26/196)
وَغَيْرَهُمْ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله بن كعب السَّلَمي فقد أخرج له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وهو عند مالك في "الموطأ" ومن طريقه أخرجه أبو داود (3891) ، والترمذي (2080) ، والنسائي في "الكبرى" (7546) و (10837) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (999) - وابن حبان (2965) ، والطبراني في "الكبير" (8340) ، وفي "الدعاء" (1130) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"
(545) ، والحاكم 1/343، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/114. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرجه مسلم من حديث الجريرىِ عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عثمان ابن أبي العاص بغير هذا اللفظ.
قلنا: بل أخرجه مسلم بهذا اللفظ من طريق الزهري عن نافع كما سيأتي في التخريج.
وخالف زهيرُ بنُ محمد مالكاً في روايته عن يزيد في تسمية عمرو بن عبد الله بن كعب.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة 8/51 و10/316، وعبد بن حميد في "المنتخب" (382) ، وابن ماجه (3522) ، والطبراني في "الكبير" (8341) ، وفي "الدعاء" (1132) من طريق زهير بن محمد، عن يزيد بن خُصَيفة، عن عمر بن عبد الله بن كعب، عن نافع، به. فسمى عَمراً عُمَرَ، وجاء في مطبوع ابن ماجه "عمرو".
وقال الطبراني في "الدعاء": اتفق مالك بن أنس وإسماعيل بن جعفر في إسناد هذا الحديث، وخالفهما زهير بن محمد، ثم ذكر الحديث.
قلنا: رواية إسماعيل بن جعفر ستأتي 4/217.
وأخرجه ابن السني بنحوه مطولاً (578) من طريق ابن عجلان، عن يزيد ابن عبد الله بن خصيفة عن عثمان بن أبي العاص، به. فأسقط من الإسناد نافع ابن جبير. =(26/197)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مسلم (2202) ، والنسائي في "الكبرى" (10839) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1001) - ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/364، وابن حبان (2964) و (2967) ، والطبراني في "الدعاء" (1129) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/30، وفي "الاستذكار" (40039) من طريق ابن شهاب الزهري، عن نافع بن جبير، عن عثمان، به، وفيه زيادة: التسمية ثلاثاً، وفي آخره: "وأحاذر".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10840) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1002) - من طريق عثمان بن الحكم، عن يونس، عن ابن شهاب، عن نافع،
به ولم يسق لفظه، وإنما قال: وساق الحديث مرسلاً.
قلنا: عثمان بن الحكم هو الجذامي المصري، قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمتقن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8342) ، وفي "الدعاء" (1133) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عمرو بن كعب، عن نافع، به. وقال الطبراني في "الدعاء": هكذا قال ابن أبي فروة، عن يزيد، عن محمد بن عمر بن كعب لم يضبط الإسناد.
قلنا: ابن أبي فروة متروك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8356) ، وفي "الدعاء" (1128) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حُنَيْف، عن عثمان بن أبي العاص، به.
قلنا: حكيم بن حكيم لم يدرك عثمان بن أبي العاص.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/370- 371، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير حكيم بن حكيم بن عباد، وقد وثق. قلنا: فاته أن يعله بالانقطاع.
وسيأتي بالأرقام (16274) و4/217 و6/389.
وفي الباب من حديث أنس عند الترمذي (3588) والحاكم 4/219. =(26/198)
16269 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ رَوْحٌ: قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَامْرَأَةٍ، مِنْ قَيْسٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَخَطَئِي (1) وَعَمْدِي " وقَالَ الْآخَرُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ (2) أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي " (3)
__________
= قال السندي: قوله: وجع، بفتحتين: أي مَرَض.
(1) في (ظ 12) : خطئي (بدون واو) .
(2) لفظ "اللهم" ليس في (ظ 12) ، وفي (ق) : اللهم إني ...
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد: وهو ابن سلمة- وصحابيه، فمن رجال مسلم، والجريري: وهو سعيد ابن إياس وقد أختلط إلا أن سماع حماد منه قبل اختلاطه. أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير.
وأخرجه ابن حبان (901) ، والطبراني في "الكبير" (8369) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الدعاء" (1392) من طريق أبي عمر حفص بن عمر، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وفي رواية موسى بن إسماعيل: امرأة من قريش.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/177، وقال: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: وامرأة من قريش، ورجالهما رجال الصحيح.
وسيأتي 4/217.
وفي الباب في قوله: "اللهمَّ اغفر لي ذنبي وخطئي وعمدي".
من حديث عجوز من بني نمير سيأتي برقم (16555) .
ومن حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (6398) و (6399) ، ومسلم (2719) ، وسيرد 4/417. =(26/199)
16270 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي، فَقَالَ: " أَنْتَ إِمَامُهُمْ وَاقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ، وَاتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا " (1)
__________
= وفىِ الباب في قوله: "اللهمَّ أستهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي".
من حديث عمران بن حصين، سيرد 4/444.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. والجريري: وهو سعيد بن إياس فد اختلط إلا أن سماع حماد- وهو ابن سلمة- منه قبل اختلاطه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشِّخير.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/228، والطبراني في "الكبير" (8376) و (8378) ، وبتمامه أبو نعيم في "الحلية" 8/134 من طريق الحسن البصري، عن عثمان، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (16271) و (16272) و (16273) و (16275) و (16276) و (16277) و4/216 و217 و218.
وفي الباب في الأمر بالتخفيف في الصلاة من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4796) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "واقتد بأضعفهم": قيل هو عطف إنشائية على الخبرية بتأويل أمهم، وعدل إلى الاسمية دلالة على الثبات، وقد جعل فيه الإمام مقتدياً، والمعنى أن الضعيف يقتدي بصلاتك فاقتدِ أنتَ أيضاً بضعفه، واسلك له سبيل التخفيف في القيام والقراءة بحيث كأنه يقوم ويركع على ما يريد،
وأنك التابع الذي يركع بركوعه، والله تعالى أعلم.(26/200)
16271 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي، قَالَ: " أَنْتَ إِمَامُهُمْ فَاقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ، وَاتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا " (1)
16272 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي، قَالَ: " أَنْتَ إِمَامُهُمْ وَاقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ، وَاتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وصحابيه فقد روى لهما مسلم، وسعيد الجريري قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه. أبو العلاء: هو يزيد أخو مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير.
وأخرجه الحاكم 1/199، والبيهقي في "السنن" 1/429 من طريق عفان ابن مسلم الصفار، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وأخرجه ابن خزيمة (423) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/128، والطبراني في "الكبير" (8365) ، والحاكم 1/199، 201، والبغوي في "شرح السنة" (417) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وقد سلف برقم (16270) من رواية أبي العلاء عن عثمان، دون ذكر مطرف في الإسناد، فهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(26/201)
16273 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ "
وَكَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَنِي إِلَى الطَّائِفِ، قَالَ: " يَا عُثْمَانُ، تَجَوَّزْ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ فِي الْقَوْمِ الْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ " (1)
__________
= صحابيه فمن رجال مسلم. وسعيد الجريري- وهو ابن إياس- قد اختلط إلا أن سماع حماد بن زيد منه قبل اختلاطه.
وقد سلف برقم (16270) و (16271) ، وانظر (16273) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث عند الحميدي وغيره، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم.
قوله: "الصيام جُنَة كجنة أحدكم من القتال".
أخرجه ابن أبي شيبة 3/4-5، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1543) ، والطبراني في "الكبير" (8361) و (8363) من طريق إسماعيل بن عُلَية، والنسائي في "المجتبى" 4/167، وابن خزيمة (1891) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وعندهم زيادة ما عدا النسائي: "وصيام حسن ثلاثة أيام من الشهر"، وستأتي هذه الزيادة برقم (16279) .
وأخرجه النَسائي في "المجتبى" 4/167 من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند، قال: دخل مطرف على عثمان، نحوه مرسل.
وسيأتي برقم (16278) . =(26/202)
16274 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُنِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " امْسَحْهُ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ " قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَ اللهُ مَا كَانَ بِي، فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِي وَغَيْرَهُمْ (1)
16275 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ،
__________
= وقوله: "يا عثمان تجوز في الصلاة، فإن في القوم الكبير وذا الحاجة": أخرجه الطبراني في "الكبير" (8357) و (8363) من طريق عارم، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (118) ، والحميدي (905) ، وابن خزيمة (1608) ، والطبراني في "الكبير" (8358) من طريق سفيان بن عيينة، وابن ماجه (987) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1530) و (1542) ، والطبراني في "الكبير" (8359) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، وابن خزيمة (1608) من طريق ابن أبي عدي وسلمة بن الفضل، أربعتهم عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8377) و (8379) و (8380) من طريق الحسن البصري، عن عثمان، به نحوه.
وسيأتي نحوه برقم (16275) ، وانظر (16270) .
وقوله: "الصيام جُنَّة" سلف من حديث أبي هريرة (7492) وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث أبي عبيدة بن الجراح السالف برقم (1690) .
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16268) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو إسحاق بن عيسى ابن الطباع.(26/203)
قَالَ: سَمِعْتُ أَشْيَاخَنَا، مِنْ ثَقِيفٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمَّ قَوْمَكَ، وَإِذَا أَمَمْتَ (1) قَوْمَكَ فَأَخِفَّ بِهِمُ الصَّلَاةَ، فَإِنَّهُ يَقُومُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَالْمَرِيضُ، وَذُو الْحَاجَةِ " (2)
16276 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عُثْمَانُ أُمَّ قَوْمَكَ، وَمَنْ أَمَّ الْقَوْمَ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ، فَإِذَا صَلَّيْتَ لِنَفْسِكَ فَصَلِّ كَيْفَ شِئْتَ " (3)
__________
(1) في (ص) وهامش (س) : أميت.
(2) حديث صحيح، ولا يضر جهالة الرواة الذين حدَّث عنهم النعمان بن سالم الثقفي، لأنهم جمع، وقد بيَّنا ذلك في حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11737) ، فانظره لزاماً. محمد بن بكر: هو البُرْساني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8350) و (8351) و (8352) من طريق سماك بن حرب، عن النعمان بن سالم، عن عثمان بن أبي العاص، به دون ذكر الأشياخ من ثقَيف الذين سمع منهم النعمان، وسماك فيه كلام من جهة حفظه.
وقد سلف نحوه برقم (16270) وانظر ما بعده.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له سوى مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعمرو بن عثمان: هو ابن عبد الله بن موهب القرشي، وموسى بن طلحة: هو ابن عبيد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/55، وأبو عوانة 2/86 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (468) (186) ، وابن سعد 7/40، وأبو=(26/204)
16277 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَمَمْتَ (1) قَوْمًا فَأَخِفَّ بِهِمُ الصَّلَاةَ " (2)
16278 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ مُطَرِّفًا، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ دَعَا لَهُ بِلَبَنٍ لِيَسْقِيَهُ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ: إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
__________
= عوانة 2/87، والطبراني في "الكبير" (8339) ، والبيهقي في "السنن" 3/118 من طرق عن عمرو بن عثمان، به.
وقد سلف برقم (16275) ، وانظر (16270) .
(1) في (ص) وهامش (س) : أميت.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. عمرو بن مرة: هو المرادي الجملي.
وأخرجه مسلم (468) (187) ، والطبراني في "الكبير" (8338) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (940) ، وابن ماجه (988) ، وأبو عوانة 2/87، والبغوي في "الجعديات " (94) ، والطبراني في "الكبير" (8337) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/100، والبيهقي في "السنن " 3/116، وفي "الدلائل" 5/306 من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (16275) ، وانظر (16270) .
قال السندي: قوله: إذا أميت: أصله أممت، من أمَّ يؤمُّ، قلبت الميم الثانية ياء، مثل حجيت في حججت.(26/205)
الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ " (1)
16279 - وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صِيَامٌ حَسَنٌ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ " (2)
16280 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/167، وابن ماجه (1639) ، وابن خزيمة (2125) ، وابن حبان (3649) ، والطبراني في "الكبير" (8360) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8386) من طريق الحسن البصري، عن عثمان بن أبي العاص، به، بلفظ: "الصوم جنة يستجن بها العبد من النار".
وقد سلف برقم (16273) ، وسيأتي 4/217.
(2) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/219، وابن خزيمة (2125) ، وابن حبان (3649) ، والطبراني في "الكبير" (8360) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/219 من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند، قال عثمان بن أبي العاص نحوه مرسل.
وفي الباب في صيام ثلاثة أيام من كل شهر.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6766) .
وآخر من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7577) و (8434) .
وثالث من حديث معاوية بن قُرَة، سلف برقم (15584) .
وعن قتادة بن ملحان سيأتي 4/165.(26/206)
زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وقد اختلف عليه فيه كما سيأتي في التخريج، وسماع الحسن البصري من عثمان مختلف فيه، فقال المزي: قيل: لم يسمع منه، هكذا أورده بصيغة التمريض، وجزم الحافظ في "التهذيب " بعدم سماعه منه، ولكن يعكر عليه ما أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/212 عن الحسن قوله: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص، وهذا يثبت سماعه منه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البزار (3155) (زوائد) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (508) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8373) من طريق هدبة بن خالد، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 135، والطبراني في "الكبير" (8373) ، وفي "الدعاء" (137) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما، عن حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، به، بلفظ: "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول: هل من داع فأستجيب له، هل من مستغفر فاغفر له؟ " وهذا لفظ الطبراني.
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (17924) و (17937) .
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (140) من طريق عدي بن الفضل، عن علي ابن زيد، عن الحسن، عن كلاب بن أمية، عن عثمان، به مرفوعاً، بلفظ: "ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا، ثم يأمر منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من داع فاستجيب له؟ "=(26/207)
16281 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى كِلَابِ بْنِ أُمَيَّةَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى مَجْلِسِ الْعَاشِرِ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكَ هَاهُنَا؟ قَالَ:
__________
= قلنا: وعدي بن الفضل متروك، وكلاب بن أمية ترجمه الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ورقة 615-617، ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأخرج الطبراني في "الكبير" (8391) ، وفي "الأوسط" (2790) عن إبراهيم بن هاشم البغوي، عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عثمان بن أبي العاص، مرفوعاً، بلفظ: "تفتح أبواب السماء نصف الليل، فينادي منادٍ: هل من داع فيُسْتجاب له؟ هل من سائل فَيُعْطَى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار".
قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديثَ عن هشام إلا داود، تفرَّد به عبد الرحمن. قلنا: وهذا إسناد، رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن سلام، فهو صدوق، وقد تفرد به كما ذكر الطبراني.
ويشهد له حديث أبي هريرة وأبي سعيد الذي أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (482) عن إبراهيم بن يعقوب، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي هريرة وأبي سعيد مرفوعاً، بلفظ: "إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي، يقول: هل من داع يُسْتجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يُعْطى؟ " وهذا إسناد صحيح.
وانظر ما سلف من حديث أبي هريرة برقم (7792) ومن حديث أبي هريرة وأبي سعيد برقم (11295) . وانظر كذلك كلام القرطبي في تأويل النزول في "المفهم" 2/386-387، والحافظ في "الفتح" 3/30.(26/208)
اسْتَعْمَلَنِي هَذَا عَلَى هَذَا الْمَكَانِ - يَعْنِي زِيَادًا - فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلَى، فَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَانَ لِدَاوُدَ نَبِيِّ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةٌ يُوقِظُ فِيهَا أَهْلَهُ، فَيَقُولُ: يَا آلَ دَاوُدَ قُومُوا فَصَلُّوا، فَإِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ يَسْتَجِيبُ اللهُ فِيهَا الدُّعَاءَ، إِلَّا لِسَاحِرٍ أَوْ عَشَّارٍ "، فَرَكِبَ كِلاَبُ بْنُ أُمَيَّةَ سَفِينَتَهُ، فَأَتَى زَيِادًا فَاسْتَعْفَاهُ فَأَعْفَاهُ. (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابنُ جُدْعان، والاختلاف في سماع الحسن من عثمان سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16280) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1544) ، والطبراني في "الكبير" (8374) ، وفي "الدعاء" (139) من طريقين عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وعند الطبراني: الأُبُلَّة بدل البصرة.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (140) من طريق عدي بن الفضل، عن علي ابن زيد، عن الحسن، عن كلاب بن أمية، عن عثمان، به. وعدي بن الفضل متروك، وكلاب بن أمية ترجمه الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" 14/ورقة 615-617، ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأخرج نحوه الطبراني في "الكبير" (8371) من طريق أبي الجماهر عن خُليد بن دعلج، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن كلاب، عن عثمان، بلفظ: "إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا لبغي بفرجها أو عشار". قلنا: وخليد بن دعلج ضعيف.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (جزء التراجم الساقطة) ص 104-105 من=(26/209)
• 16282 -قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى كِلَابِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
__________
= طريق سلمة بن سليمان، عن خليد بن دعلج، عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان، فذكره نحو الحديث السابق.
وانظر ما سلف برقم (16280) .
وفي باب ذم العشَّار انظر حديث رويفع بن ثابت السالف برقم (17001) .
(1) إسناده ضعيف كسابقه، وهو مكرر (16281) إلا أن شيخ عبد الله بن أحمد هو عبيد الله بن عمر القواريري، وهو ثقة من رجال الشيخين.(26/210)
حَدِيثُ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ (1)
16283 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَوْ بَدْرٍ ـ أَنَا أَشُكُّ ـ عَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى صَلَاةِ عَبْدٍ لَا يُقِيمُ فِيهَا صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا " (2)
__________
(1) قال السندي: طلق بن علي- بسكون اللام- الحنفي، السُحيمي، - بمهملتين مصغراً- أبو علي اليمامي، مشهور، له صحبة ووفادة ورواية.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن بدر: وهو ابن عميرة الحنفي، يروي عن طلق بن علي بواسطة ابنه قيس بن طلق، كما سيأتي في الرواية (16285) ، وقد سمع منه عبد الله بن بدر، كما صرح بذلك البخاري في "تاريخه الكبير" 5/50، ويروي كذلك عنه بواسطة عبد الرحمن بن علي بن شيبان، كما هو عند الطبراني في "الكبير" (8261) ، ولكن في إسناد الطبراني من لا يعرف.
وقد اختلف فيه على عبد الله بن بدر، فرواه عكرمة بن عمار، عنه، كما في هذه الرواية، فشك في أنَّه. ابن زيد أو ابن بدر- وهو ابن بدر بلا خلاف- عن طلق بن علي، ورواه عكرمة كذلك كما عند الطبراني (8261) عن عبد الله ابن بدر، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن طلق بن علي، به، فزاد في الإسناد عبد الرحمن بن علي، ولكن في رواية الطبراني من لا تُعرف له ترجمة
كما سيأتي في التخريج.
ورواه أيوب بن عتبة- وهو ضعيف- كما في الرواية رقم (16284) ، عنه، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، به مرفوعاً، فجعله من حديث=(26/211)
16284 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى رَجُلٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ " (1)
__________
= علي بن شيبان.
ورواه يحيى بن أبي كثير- كما سلف (10799) - عنه، عن أبي هريرة، به مرفوعاً، فجعله من حديث أبي هريرة، وقد رواه عن يحيى عامرُ بنُ يساف، وهو ضعيف.
ورواه ملازم بن عمرو- كما في الرِّواية (16297) عنه، عن عبد الرحمن ابن علي بن شيبان، عن أبيه، مرفوعاً، ولكن بلفظ: "يا معشر المسلمين، إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود"، وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8261) عن بكر بن مقبل البصري، حدثنا محمد بن عبيد بن عقيل المقرئ، حدثنا جدي، حدثنا عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن بدر، حدثني عبد الرحمن بن علي، عن طلق بن علي، به مرفوعاً.
قلنا: ولم نقع على ترجمة محمد بن عبيد بن عقيل، ولا على ترجمة جده.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/120، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات!
وله شاهد لا يفرح به من حديث أنس الطويل عند أبي يعلى (3624) ، وفي إسناده سلسلة من الضعفاء، فقد رواه من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الصُدائي، حدثنا عَبَّاد المِنْقَري، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أنس مرفوعاَ، ومحمد بن الحسن وعباد وعلي بن زيد ضعفاء.
قلنا: ولم يتفطن الشيخ ناصر الدين الألباني لما في هذه الرواية من علل، فأثبتها في "صحيحته" (2536) .
(1) إسناده ضعيف لضعف أيوب بن عُتبة: وهو اليمامي، وبقية رجاله=(26/212)
16285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُلَازِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، فَأَطْلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِزَارَهُ، فَطَارَقَ (1) بِهِ رِدَاءَهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: " كُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " (2)
__________
= ثقات. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وانظر ما قبله، وسيأتي بإسناد صحيح من حديث علي بن شيبان كذلك برقم (16297) ، بلفظ: "يا معشر المسلمين، إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود".
(1) في (ظ12) و (ص) : فطارف.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل قيس بن طلق، فقد اختلف فيه، فضعفه أحمد والدارقطني، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس ممن تقوم به حجة، واختلف قول ابن معين فيه، فضعفه مرة، ووثقه أخرى، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: يقتضي أن يكون خبره حسناً لا صحيحاً، وبقية رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/311، وأبو داود (629) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/379، وابن حبان (2297) ، والطبراني في "الكبير" (8245) ، والبيهقي في "السنن" 2/240 من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1098) ، والطبراني في "الكبير" (8253) من طريق أيوب بن عُتْبة، عن قيس بن طلق، به.
قلنا: وطريق أيوب بن عتبة ذكره الحافظ في "أطراف المسند" 2/623 ولم نجده في "المسند".
وسيأتي برقم (16287) و (16289) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة بإسنادٍ صحيح، سلف برقم (7149) ،=(26/213)
16286 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: " إِنَّمَا هُوَ بَضْعَةٌ مِنْكَ أَوْ جَسَدِكَ " (1)
__________
= وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11072) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فطارق به رداءه: من طارق الثوب على الثوب إذا طبقه عليه، ويقال: طارق النعل إذا صيرها طاقاً فوق طاق، وركَّب بعضها على بعض، وإنما فعل ذلك ليعلم جواز ذلك بلا ضرورة.
قوله: "كلكم": على الإنكار، بتقدير حرف الاستفهام، وفيه بيان أن النظر في حال المسلمين يكفي، وفيه بيان أن ما يفعل حال الضرورة، فالأصل فيه الجواز على كل حال لا الاقتصار على حال الضرورة.
(1) حديث حسن، أيوب بن عُتْبة: وهو اليمامي- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وقيس بن طلق، مختلف فيه، حسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16285) . وحماد بن خالد: هو الخياط، روى له مسلم وأصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (596) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1096) ، والبغوي في "الجعديات" (3335) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/75-76، وابن عدي في "الكامل" 1/344، وابن الجوزي (596) من طرق عن أيوب بن عتبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/165، وأبو داود (182) ، والترمذي (85) ، والنسائي في "المجتبى" 1/103، وفي "الكبرى" (162) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1675) ، وابن الجارود في "المنتقى" (21) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/75-76، وابن حبان (1119) و (1120) ، والطبراني=(26/214)
16287 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ شَيْئًا، فَلَمَّا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ " طَارَقَ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ثَوْبَيْهِ فَصَلَّى فِيهِمَا " (2)
__________
= في "الكبير" (8243) ، والدارقطني 1/149، والبيهقي في "السنن" 1/134 من طريق عبد الله بن بدر، وابن حبان (1121) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن قيس بن طلق، به.
قال الترمذي: وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعض التابعين: أنهم لم يَرَوْا الوضوء من مسِّ الذكر، وهو قول أهل الكوفة وابن المبارك. وهذا الحديث أحسن شيء روي في هذا الباب.
وسيأتي برقم (16292) و (16295) ، وانظر ما يعارضه من حديث بسرة بنت صفوان 6/406.
قال السندي: قوله: "بضعة"، بفتح الباء وقد تكسر: أي قطعة، وفيه تعليل لعدم انتقاض الوضوء بمسِّ الذكر بعلة دائمة، والأصل دوام المعلول بدوام العلة، فهذا الحديث يؤيد بقاء هذا الحكم.
(1) في (ص) : طارف.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عيسى بن خُثَيْم، من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 388 وأبن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكرا فيه جرحاَ ولا تعديلاَ، وقيس بن طلق، مختلف فيه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16285) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فلم يخرج له سوى أصحاب السنن. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبان: هو ابن يزيد العطار.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/379، والطبراني في=(26/215)
16288 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ مِنْ امْرَأَتِهِ حَاجَةً فَلْيَأْتِهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى تَنُّورٍ " (1)
__________
= "الكبير" (8255) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن أبان، بهذا الإسناد.
وأورد الحافظ في "أطراف المسند" 2/623 إسناداً آخر من طريق يحيى ابن أبي كثير، رواه أحمد عن حسن بن موسى الأشيب، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، به. ولم نجده فيما بين أيدينا من نُسَخ خطية من المسند.
وقد سلف برقم (16285) .
(1) حديث ضعيف بهذه السياقة، لضعف محمد بن جابر: وهو ابن سَيار الحنفي، وقبس بن طلق، مختلف فيه، حسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16285) . موسى بن داود: هو الضبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8235) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2160 من طريقين عن محمد بن جابر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي 6/2160 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن جابر، به، بلفظ: سأل رجل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أرأيت الرجل يكون له في امرأته حاجة؟ قال: "ليس لها منعه، وإن كانت على رأس تنور".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/295، وقال: رواه أحمد، وفيه محمد بن جابر اليمامي، وهو ضعيف، وقد وثقه غير واحد!
وقال: روى له الترمذي- يعني لطلق بن علي- "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته، وإن كانت على تنور".
قلنا: وبهذا اللفظ أخرجه ابن أبي شيبة 4/306-307، والترمذي (1160) ، والنسائي في "الكبرى" (8971) - وهو في "عشرة النساء" (85) -=(26/216)
16289 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ طَلْقِ بن عَلِيٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَكُونُ وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ "
قَالَ: وَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، قَالَ: " وَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " (1)
__________
= وابن حبان (4165) ، والطبراني في "الكبير" (8240) ، والبيهقي في "السنن" 7/294 من طريق لازم بن عمرو، عن جده عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، به، مرفوعاً، بلفظ: "إذا الرجل دعا زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على التنور". وهذا لفظ الترمذي، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلنا: وفي رواية: "فَلْتُجِبْهُ".
وأخرجه الطيالسي (1097) ، والطبراني في "الكبير" (8248) من طريق أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، به، مرفوعاً، بلفظ: "لا يحل لامرأة أن تمنع زوجها ولو كان على ظهر قتب"، وأيوب بن عتبة، ضعيف.
وفي الباب عن زيد بن أرقم عند البزار (1472) (زوائد) .
قال السندي: قوله: "فليأتها"، أي: له أن يأتيها ويقضي حاجته منها، وإن كانت هي مشتغلة بحاجتها، وليس لها الاعتذار بذلك، وإن كانت الحاجة ضرورية كالتنور، فإن الإنسان إذا غفل عنه يتلف الخبز، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح لغيره، دون قوله: "لا يكون وتران في ليلة"، فهو حسن وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن جابر: وهو ابن سيار بن طلق السُحَيْمي الحنفي، وقد انفرد بزيادة "عن أبيه" في الإسناد، فجعله من حديث والد طلق بن علي، وجاء في "أطراف المسند" 2/623 عن علي بن طلق، به.
يعني عن طلق بن علي، فقلبه، وقال الحافظ: كذا قال. وعبد الله بن بدر لا يروي عن طلق، بينهما ابنه قيس بن طلق كما بينا في الرواية رقم (16283) ، وكما سيأتي في الرواية رقم (16296) .
وقوله: "لا يكون وتران في ليلة": سيأتي بإسناد حسن برقم (16296) =(26/217)
16290 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَأَتِمُّوا الْعِدَّةَ " (1)
16291 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيلَ فِي
__________
= وسيخرج هناك.
وقوله: "وكلكم يجد ثوبين" سلف برقم (16285) وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: "لا يكون وتران"، أي: إذا صلى الإنسان الوتر مرة فليس له أن يعيده مرة أخرى لصلاة الليل حتى يكون آخر الصلاة.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3777) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/437-438، والطبراني في "الكبير" (8238) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2160-2161، والبيهقي في "السنن" 4/208، من طرق عن محمد بن جابر، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (8258) عن أحمد بن عمرو الزئبقي البصري، عن محمد بن مسكين اليمامي، عن عبد الرحمن بن عوف بن حبان، عن أبيه، عن موسى بن عمير، عن قيس بن طلق، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/148، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه من لا أعرفه.
وسيأتي برقم (16294) .
ويشهد له حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4488) ، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(26/218)
الْأُفُقِ وَلَكِنَّهُ الْمُعْتَرِضُ الْأَحْمَرُ " (1)
16292 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ،
__________
(1) حديث حسن، محمد بن جابر: وهو ابن سَيار الحنفي- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وعبد الله بن النعمان: وهو السُّحَيْمي، وثقه ابن معين، والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقيس بن طلق، مختلف فيه، حسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16285) . موسى: هو ابن
داود الضَبّي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/27، وأبو داود (2348) ، والترمذي (705) ، وابن خزيمة (1930) ، والطبراني في "الكبير" (8257) ، والدارقطني 2/166 من طريق ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن النعمان، بهذا الإسناد. بلفظ: "كلوا واشربوا، ولا يهيدنكم الساطع المصْعِدُ، وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر". ومعنى: لا يهيدنكم، أي: لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا عن السجود، فإنه الصبح الكذاب.
وهذا لفظ الترمذي، وقال: حديث طلق بن علي حديث حسن غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم أنه لا يحرم على الصَّائم الأكل والشرب حتى يكون الفجر الأحمر المعترض، وبه يقول عامَّةُ أهل العلم.
وباللفظ السَّالف أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/54 من طريقين عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، به.
وقد أورد الحافظ في "أطراف المسند" 2/624 إسناداً آخر من طريق محمد بن جابر، رواه عنه أبو زكريا السيلحيني، ولم نجده فيما بين أيدينا من النسخ الخطية من المسند.
وفي الباب عن سمرة بن جندب عند مسلم (1094) ، وسيرد 5/13.
قال السندي: قوله: "ليس الفجر" بالرفع، والمراد هو الفجر الصادق المنوط به أمر الصوم والصلاة.(26/219)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَسِسْتُ ذَكَرِي أَوِ الرَّجُلُ يَمَسُّ ذَكَرَهُ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ؟ قَالَ: " لَا إِنَّمَا هُوَ مِنْكَ " (1)
16293 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: وَفَدْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا وَدَّعَنَا أَمَرَنِي فَأَتَيْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَحَسَا (2) مِنْهَا، ثُمَّ مَجَّ فِيهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَوْكَأَهَا، ثُمَّ قَالَ: " اذْهَبْ بِهَا وَانْضَحْ مَسْجِدَ قَوْمِكَ وَأْمُرْهُمْ يَرْفَعُوا بِرُءُوسِهِمْ أَنْ رَفَعَهَا (3) اللهُ "، قُلْتُ: إِنَّ الْأَرْضَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ بَعِيدَةٌ وَإِنَّهَا تَيْبَسُ، قَالَ: " فَإِذَا يَبِسَتْ فَمُدَّهَا " (4)
__________
(1) حديث حسن، محمد بن جابر: هو ابن سيار- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وقيس بن طلق، سلف الكلام عليه في الرواية (16285) ، وموسى بن داود: هو الضَّبِّي.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (597) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (426) ، وابن ماجه (483) ، وابن الجارود في "المنتقى" (20) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"، 1/75، والدارقطني 1/149، وأبو نعيم في "الحلية" 7/103، وفي "تاريخ أصبهان" 2/352، وابن الجوزي (599) من طرق عن محمد بن جابر، به.
وقد سلف برقم (16286) .
(2) في (م) : فحثا.
(3) في (ظ12) : إن رفعها (دون لفظ الجلالة) .
(4) إسناده ضعيف بهذه السياقة، محمد بن جابر: وهو ابن سيار. الحنفي=(26/220)
16294 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ هَذِهِ الْأَهِلَّةَ مَوَاقِيتَ لِلنَّاسِ، صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ
__________
= ضعيف، وعبد الله بن بدر: وهو الحنفي لم يسمع من طلق بن علي، بينهما ابنه قيس بن طلق، كما بينا في الرواية رقم (16283) ، وكما سيأتي في التخريج.
موسى بن داود: هو الضبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/38-39، وفي " الكبرى" (708) ، وابن حبان (1123) ، والطبراني في "الكبير" (8241) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/542-543 من طريق ملازم بن عمرو، عن جده عبد الله بن بدر، عن قيس ابن طلق، عن أبيه، به مرفوعاً بلفظ، قال: خرجنا وفداً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبايعناه، وصلينا معه، وأخبره أن بأرضنا بيعةً لنا، فاستوهبناه من فضل
طهوره، فدعا بماءِ فتوضأ، وتمضمض، ثم صبَّه في إداوة، وأمرنا، فقال: "اخرجوا، فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم، وانضحوا مكانها بهذا الماء، واتخذوها مسجداً" قلنا: إن البلد بعيد، والحر شديد، والماء ينشف. فقال: "مدُّوه من الماء، فإنه لا يزيده إلا طيباً". فخرجنا حتى قدمنا بلدنا، فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها، واتخذناها مسجداً، فنادينا فيه بالأذان. قال: والراهب رجل من طيِّئ، فلما سمع الأذان، قال: دعوة حقّ، ثم استقبل تَلْعةً من تلاعنا، فلم نره بعد. وهذا لفظ النسائي.
قال السندي: قوله: فحسا: أي أخذ منها قدر ما يمضمض به بفمه.
قوله: مج: رمى به.
قوله: أوكا: بلا همزة: أي ربط فمها.
قوله: "يرفعوا برؤوسهم"، أي: من الركوع، والمراد الجهاد والغلبة على الكفرة.(26/221)
غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَتِمُّوا الْعِدَّةَ " (1)
16295 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: " هَلْ هُوَ إِلَّا مِنْكَ، أَوْ بَضْعَةٌ مِنْكَ؟ " (2)
16296 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو السُّحَيْمِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي سِرَاجُ بْنُ عُقْبَةَ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ طَلْقٍ حَدَّثَهُمَا، أَنَّ أَبَاهُ طَلْقَ بْنَ عَلِيٍّ أَتَانَا فِي رَمَضَانَ وَكَانَ عِنْدَنَا حَتَّى أَمْسَى، فَصَلَّى بِنَا الْقِيَامَ فِي رَمَضَانَ، وَأَوْتَرَ بِنَا، ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى مَسْجِدِ رَيْمَانَ فَصَلَّى بِهِمْ حَتَّى بَقِيَ الْوَتْرُ، فَقَدَّمَ رَجُلًا فَأَوْتَرَ
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8237) وابن عدي في "الكامل" 6/2161 من طريقين عن محمد بن جابر، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/145، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وفيه محمد بن جابر، وهو صدوق، ولكن ضاعت كتبه وقَبِل التلقين.
وقد سلف نحوه برقم (16290) ، وذكرنا هناك شاهده.
(2) حديث حسن، وهو مكرر (16292) إلا أن شيخ أحمد هنا هو قُرَّان ابن تمام الأسدي الوالبي.(26/222)
بِهِمْ وَقَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ " (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل قيس بن طلق، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16285) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/286، وأبو داود (1439) ، والترمذي (470) ، والنسائي في "المجتبى" 3/229- 230، وفي "الكبرى" (1388) ، وابن خزيمة (1101) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/342، وابن حبان (2449) ، والبيهقي في "السنن" 3/36، وابن عبد البر في "الاستذكار" (6789) من طرق عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر، عن قيس، بهذا الإسناد. وقال
الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلنا: وحسن إسناده الحافظ في "الفتح" 2/481.
وأخرجه الطيالسي (1095) ، والمروزي في "قيام الليل" ص132، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/342، والطبراني في "الكبير" (8247) من طريق أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، به.
وأورد الحافظ في "أطراف المسند" 2/622-623 إسناداً من طريق أيوب ابن عتبة، عن قيس بن طلق، به. ولم نجده فيما بين أيدينا من نسخ "المسند".
وقد سلف برقم (16289) .(26/223)
حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ (1)
16297 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، (2) أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَلِيٍّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ شَيْبَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَصَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَحَ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ (3) إِلَى رَجُلٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، إِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُقِيمُ (4) صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ "
قَالَ: وَرَأَى رَجُلًا يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ، فَوَقَفَ حَتَّى انْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَقْبِلْ صَلَاتَكَ، لَا صَلَاةَ (5) لِرَجُلٍ فَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ "، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: " فَرْدًا (6) خَلْفَ الصَّفِّ " فَقَالَ (7) لَهُ " اسْتَقْبِلْ صَلَاتَكَ،
__________
(1) قال السندي: علي بن شيبان، حنفي، سُحَيْمي- بالتصغير- يمامي، أبو يحيى، كان أحد الوافدين من بني حنيفة.
(2) في هامش (س) : زيد.
(3) في (ص) و (ق) و (م) : عينيه.
(4) في هامش (س) : لم يقم.
(5) في (ظ12) : استقبل صلاتك لرجل، وهو الموافق لنسخة السندي، وقال: أي قال ذلك لرجل.
(6) قوله: "فرداً" في رواية عبد الصمد، بدل: "يصلي" في رواية سريج.
(7) من هنا إلى آخر الحديث ليس في (م) .(26/224)
فَلَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ " (1)
16298 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وسريج: هو ابن النعمان الجوهري، وملازم بن عمرو: هو حفيد عبد الله بن بدر، وكان يحيى القطان وأحمد بن حنبل يقدمانه على عكرمة ابن عمار.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد في "الطبقات" 5/551، وابن أبي شيبة 2/193 و14/156، وابن ماجه (871) و (1003) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/275-276، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1678) ، وابن خزيمة (593) و (667) و (872) و (1569) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3901) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/394، وابن حبان (1891) و (2202) ، و (2203) ، والبيهقي في "السنن" 3/105 من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد.
قوله: "إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود".
سيرد نحوه من حديث أبي مسعود البدري 4/119، وانظر حديث أبي سعيد الخدري (11532) .
وقوله: "لا صلاة لرجل فرد خلف الصف".
سيرد نحوه من حديث وابصة بن معبد 4/227-228.
قال السندي: قوله: "يصلي خلف الصف": كأنه كان مسبوقاً، فقام يتم ما فاته مع الإمام.
قوله: "لا صلاة لرجل فرد": ظاهره بطلان صلاة الفرد خلف الصف مطلقاً، لضرورة أم لا، ومن لا يرى البطلان حمله على نفي الكمال، والإعادة على التأديب، أو على النصح، والله تعالى أعلم.(26/225)
فَرَقَانِي وَمَسَحَهَا " (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل قيس بن طلق، وهو مختلف فيه، حسن
الحديث، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16285) ، وبقية رجاله ثقات، وعلي بن عبد الله: هو ابن المدينى.
وأخرجه الحاكم 4/416 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد وصححه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/326، وابن حبان (6093) ، والطبراني في "الكبير" (8244) ، والحاكم 4/416 من طرق عن ملازم بن عمرو، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8263) من طريق الحسن بن قزعة، عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله: وهو ابن بدر، عن طلق بن علي، به ولم يذكر قيساً في الإسناد.
وأخرجه الطبراني كذلك (8262) من طريق محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي قال: كنت أخلط الطين بالمدينة، فلدغني عقرب، فأتاني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعوذني حتى برأت.
وقد أورد الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 2/626 إسناداً آخر لهذا الحديث من طريق ملازم بن عمرو. وفيه: قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني بعض أصحابنا، حدثني ملازم بن عمرو، به. ولم نجده فيما بين أيدينا من نسخ "المسند".(26/226)
حَدِيثُ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ
16299 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ رَوْحٌ: فَأَتَوْا حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ نَسَمَةٍ تُولَدُ إِلَّا عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا " (1)
16300 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ مَدَحْتُ اللهَ بِمَدْحَةٍ، وَمَدَحْتُكَ بِأُخْرَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَاتِ، وَابْدَأْ بِمَدْحَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15588) ، وذكرنا هناك شاهده.
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15585) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/713، والبخاري في "الأدب المفرد" (342) ، والطبراني في "الكبير" (842) و (843) ، والبيهقي في "الشعب" (4365) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقد سقط من مطبوع ابن أبي شيبة اسم علي بن زيد من الإسناد.
وقد سلف مطولاَ برقم (15585) .
قال السندي: قوله: "بمدحة" بكسر الميم: ما يمدح به.(26/227)
16301 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا، وَرَجُلٌ أَحْمَقُ، وَرَجُلٌ هَرَمٌ، وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ، فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا، وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ، وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ (1) فَيَقُولُ: رَبِّ، مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ، فَيَأْخُذُ (2) مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ (3) بِيَدِهِ، لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا "، (4)
__________
(1) في هامش (س) : فترة، نسخة.
(2) في (ظ12) : فتأخذ، وفي هامش (ق) : فتؤخذ.
(3) في (ق) : والذي نفسي بيده.
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة: وهو ابن دعامة السدوسي مدلس وقد عنعن، ثم إن سماعه من الأحنف بن قيس مستبعد، لأنه ولد في البصرة سنة (60هـ) على أحد الأقوال، وتوفي الأحنف سنة (67هـ) على أصح الأقوال. ومعاذ بن هشام: وهو الدستوائي، مختلف فيه، حسن الحديث، فقد وثقه ابن معين مرة، وقال مرة: صدوق، ليس بحجة، وقال مرة: لم يكن بالثقة، وتوقف فيه أبو داود، ووثقه ابن قانع، واحتج به الشيخان، وقال ابن عدىِ: ربما يغلط في الشيء بعد الشيء، وأرجو أنه صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقد اختلف عنه فيه. فرواه هنا علي ابن المديني، عنه، عن أبيه هشام،=(26/228)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن قتادة، عن الأحنف، عن الأسود، به مرفوعاً.
ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/255 من طريق عبيد الله بن عمر، عنه، عن أبيه هشام، عن قتادة، عن الأسود بن سريع، به، مرفوعاً، فأسقط من الإسناد الأحنف بن قيس.
ورواه البزار (2174) (زوائد) من طريق محمد بن المثنى، عنه، عن أبيه هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع، به. فأدخل الحسن في الإسناد بدل الأحنف، والحسن لم يسمع من الأسود.
وسيأتي برقم (16302) عن علي ابن المديني، عنه، عن هشام، عن قتادة عن الحسن- وهو البصري- عن أبي رافع، عن أبي هريرة، به مرفوعاً، وهو الأشبه، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (1454) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الاعتقاد" ص111 من طريق علي ابن المديني، به.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (41) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (7357) ، والطبراني في "الكبير" (841) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (900) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (1456) عن معاذ بن هشام، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/215-216 وذكر أن رجال أحمد والبزار رجال الصحيح.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البغوي في "الجعديات " (2126) ، والبزار (2176) ، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/216، وقال: رواه البزار، وفيه عطية، وهو ضعيف.
وآخر من حديث أنس عند البزار (2177) ، وأبي يعلى (4224) ، وإسناده ضعيف كذلك.
قال السندي: قوله: "أربعة يوم القيامة"، أي: يختصمون ربهم أو يحتجون. =(26/229)
16302 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ قَتَادَةَ، (1) عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَ هَذَا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِهِ: " فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبُ إِلَيْهَا " (2)
__________
قوله: "هَرِم"، بفتح فكسر: من زال عقله بكبر السن.
قوله: "لو دخلوها"، أي: أجمعون، لكن منهم من يدخل، ومنهم من لا يدخل، وظاهر اللفظ أنه لا يدخل منهم أحد.
(1) سقط اسم قتادة من الإسناد في (س) و (ق) و (م) ، وهو مثبت من (ظ 12) و (ص) ، و"أطراف المسند" 1/257.
(2) إسناده حسن، من أجل معاذ بن هشام: وهو الدستوائي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16301) ، وقتادة: وهو ابن دعامة السدوسي، سماعه من الحسن- وهو البصري- ثابت، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو رافع: هو نُفَيعْ الصائغ.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (1455) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الاعتقاد" ص111 من طريق علي ابن المديني، به.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (42) ، وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/255 من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن معاذ بن هشام، به.
وأخرجه بنحوه البزار (2175) (زوائد) من طريق محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، به.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (514) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (404) من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أبي رافع، به.
وأخرجه بنحوه موقوفاً على أبي هريرة ابن جرير الطبري في "جامع البيان"=(26/230)
16303 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنِ سَرِيعٍ (1) وَكَانَ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَعْدٍ قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَصَّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ـ يَعْنِي الْمَسْجِدَ (2) الْجَامِعَ ـ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ غَزَوَاتٍ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ قَوْمٌ الذُّرِّيَّةَ بَعْدَمَا قَتَلُوا الْمُقَاتِلَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَلَا مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَتَلُوا الْمُقَاتِلَةَ حَتَّى تَنَاوَلُوا الذُّرِّيَّةَ "، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَيْسَ أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ خِيَارَكُمْ أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ نَسَمَةٌ تُولَدُ إِلَّا وُلِدَتْ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَمَا تَزَالُ عَلَيْهَا حَتَّى يُبِينَ عَنْهَا لِسَانُهَا، فَأَبَوَاهَا يُهَوِّدَانِهَا وَ (3) يُنَصِّرَانِهَا "، قَالَ: وَأَخْفَاهَا الْحَسَنُ (4)
__________
=15/54 من طريقين عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة.
وانظر ما قبله.
(1) في (م) : حدثنا الحسن بن الأسود بن سريع، وهو خطأ.
(2) في (ظ 12) و (ص) و (ق) : مسجد.
(3) في (ص) ، وهامش (س) و (م) : أو.
(4) إسناده ضعيف لانقطاعه. الحسن البصري رغم تصريحه بالسماع هنا من الأسود بن سريع، إلا أن الصحيح أنه لم يسمع منه كما بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (15588) .(26/231)
حَدِيثُ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ (1)
16304 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَبَهْزٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ قَتَادَةُ: أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَوْمِ الدَّهْرِ قَالَ: " مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ، أَوْ لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ "، وَقَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: " لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ " (2)
16305 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ
__________
(1) قال السندي: عبد الله أبو مطرف، أزدي له صحبة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم وأصحاب السنن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وبهز: هو ابن أسد العَمَي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير.
وأخرجه الطيالسي (1117) ، وابن أبي شيبة 3/78، والنسائي في "المجتبى" 4/207، وفي "الكبرى" (2684) ، وابن ماجه (1705) ، وابن خزيمة (2150) ، وابن حبان (3583) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/206-207، وفي "الكبرى" (2683) ، والدارمي 2/18 من طريق الأوزاعي، عن قتادة، به.
وسيأتي بالأرقام (16308) و (16315) و (16318) و (16320) و (16323) .
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6527) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(26/232)
عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: ـ وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: إِنَّهُ (1) انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَهُوَ يَقْرَأُ: " " {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 2] " "، قَالَ: " " يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ " " (2)
16306 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ:
__________
(1) لفظ: إنه، ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم وأصحاب السنن، وقتادة صرح بالسماع في الرواية الآتية برقم (16324) ، هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 30/284، والبيهقي في "الآداب" (970) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1148) ، ومسلم (2958) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1657) ، وابن حبان (3327) ، والحاكم 2/533-534، وأبو نعيم في "الحلية" 6/281، والخطيب في "تاريخه" 1/359 من طرق عن هشام، به.
وسيأتي بالأرقام (16306) و (16322) و (16324) و (16327) و (16328) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2959) .
قال السندي: قوله: "مالي مالي"، افتخاراً به، فهذا ألهاه التكاثر.
قوله: "إلا ما تصدقت"، أي: إلا ما انتفعت به، فلا وجه للافتخار بغيره.(26/233)
حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] ، يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ " (1)
16307 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم وأصحاب السنن. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه مسلم (2958) ، وابن حبان (701) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقد صرح قتادة بالتحديث عند ابن حبان.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (497) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (513) ، والترمذي (2342) و (3354) ، والنسائي في "المجتبى" 6/238، وفي "الكبرى" (11696) - وهو في "التفسير" (716) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1656) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/281، والقضاعي في "مسنده" (1217) ، والبيهقي في "السنن" 4/61، وفي "الزهد" (243) ، والبغوي في "شرح السنة" (4055) من طرق عن شعبة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: "وما لك" ما: النافية، وما بعدها جار ومجرور، وأما: "من مالك": فهو اسم المال مضاف إلى كاف الخطاب، ويمكن أن تكون "ما" موصولة، والجار والمجرور صلته.(26/234)
سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْتَ سَيِّدُ قُرَيْشٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّيِّدُ اللهُ "، قَالَ: أَنْتَ أَفْضَلُهَا فِيهَا قَوْلًا وَأَعْظَمُهَا فِيهَا طَوْلًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَقُلْ أَحَدُكُمْ بِقَوْلِهِ، وَلَا يَسْتَجِرُّهُ الشَّيْطَانُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (211) ، وأبو داود (4806) ، والنسائي في "الكبرى، (10076) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (247) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1484) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص22 من طريق أبي نضرة، عن مُطَرِّف، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 5/318 من طريق أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: وَفَدَ أبي.. فذكره نحوه.
وسيأتي برقم (16311) و (16316) .
قال السندي: قوله: "السيد الله": أشار إلى أن اسم السيد يطلق على المالك، وهذه الصفة حقيقة لله تعالى، ففي إطلاقه إيهام تركه أَوْلى. نعم، قد يطلق على معانِ يصح بها إطلاقه على غيره تعالى أيضاً، لكن تركه أقرب، سيما إذا كان فيه خوف الافتخار.
وقال الحَلِيمي في تفسير "السيد" من كتابه "المنهاج في شعب الإيمان" 1/192: ومعناه المحتاجُ إليه على الإطلاقِ، فإن سيدَ الناسِ هو رأسُهم الذي إليه يرجِعُونَ، وبأمره يعملُون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوته يستمدون، فإذا كانت الملائكة والإنسُ والجن خلقاً للباري جَلَّ ثناؤه ولم يكن بهم غُنيةٌ عنه
في بدء أمرهم وهو الوجودُ، إذ لو لم يوجدهم لم يوجدوا، ولا في الإبقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض العارضة أثناء البقاء، كان حقاَ له جل ثناؤه أن=(26/235)
16308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يَصُومُ الدَّهْرَ قَالَ: " لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ " (1)
16309 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ " (2)
__________
= يكون سيداً، وكان حقاً عليهم أن يدعوه بهذا الاسم.
قوله: فيها، أي: في قريش، متعلِّق ب "قولاً".
قوله: طولاً، بالفتح، أي: سَعَة وقدرة لنفاذ حكمك فيهم.
وقوله: ليقل أحدُكُم بقوله ولا يستجره الشيطان. قال ابن الأثير: أي لا يستعلينكم فيتخذكم جريًّا، أي: رسولاً ووكيلاً، وذلك أنهم كانوا مدحوه، فكره لهم المبالغة في المدح فنهاهم عنه، يريد: تكلموا بما يحضركم من القول ولا تتكلفوا كأنكم وكلاء الشيطان ورسلَه تنطِقُون عن لسانه.
(1) حديث صحيح، محمد بن جعفر- وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد توبع، وقتادة صرح بالتحديث في الرواية السالفة برقم (16304) .
وقد سلف برقم (16304) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم وأصحاب السنن. وسعيد الجُرَيْري- وهو ابن إياس- وإن كان قد اختلط سماع معمر- وهو ابن راشد- منه قبل الاختلاط.
أبو العلاء بن الشِّخِّير: هو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير. =(26/236)
16310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ثُمَّ تَنَخَّمَ تَحْتَ قَدَمِهِ، ثُمَّ دَلَكَهَا بِنَعْلِهِ، وَهِيَ فِي رِجْلِهِ " (1)
16311 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا: أَنْتَ وَلِيُّنَا، وَأَنْتَ سَيِّدُنَا، وَأَنْتَ أَطْوَلُ عَلَيْنَا، قَالَ يُونُسُ: وَأَنْتَ أَطْوَلُ لَنَا (2) عَلَيْنَا طَوْلًا، وَأَنْتَ أَفْضَلُنَا عَلَيْنَا فَضْلًا، وَأَنْتَ الْجَفْنَةُ الْغَرَّاءُ، فَقَالَ: " قُولُوا قَوْلَكُمْ،
__________
= وهو عند عبد الرزَّاق في "المصنَّف" (1500) .
وانظر ما بعده.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (1687) .
وسيأتي بالأرقام (16313) و (16319) و (16321) .
وانظر الرواية السالفة.
وصلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النعلين سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (4397) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
والتنخم في المسجد ودلكه سلف من حديث واثلة بن الأسقع برقم (16009) .
(2) لفظ "لنا" ليس في (م) .(26/237)
وَلَا يَسْتَجِرَّنَّكُمُ (1) الشَّيْطَانُ "، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: " وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ " (2)
16312 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ
__________
(1) في هامش (س) : يَسْتَجْرِيَنكُم، نسخة. قال السندي: وفي بعض النسخ: من الجَريِّ، بثبوت الياء كما هو مشهور. قلنا: وهو الموافق لرواية البخاري في "الأدب المفرد"، وأبي داود، وقد سلف تخريجهما في الرواية رقم (16307) ، وقال الخَطَّابي في "معالم السنن" 4/112: معناه لا يتخذنكم
جَرِياً، والجَرِيُّ الوكيل، ويقال: الأجير أيضاً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم، وسويد بن عمرو: وهو الكلبي من رجال مسلم، ولكنه توبع. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وغيلان: هو ابن جرير الأزدي المِعْوَلي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10075) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (246) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1482) من طريقين عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه برقم (16307) .
قلنا: وقوله: وأنت الجَفْنة الغَرَّاء: قال ابن الأثير في "النهاية": كانت العرب تدعو السيد المطْعام جَفْنة، لأنه يضعها ويُطْعم الناس فيها فسمي باسمها، والغراء: البيضاء: أي أنها مملوءة بالشَّحْم والدُّهْن.
قال السندي: قوله: "ولا يستجرَّنكم"، بتشديد الراء. من الجَر، وهو صحيح.(26/238)
كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ "، (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: لَمْ يَقُلْ مِنَ الْبُكَاءِ إِلَّا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
16313 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَتَنَخَّعَ فَدَلَكَهَا بِنَعْلِهِ الْيُسْرَى " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (904) ، وابن حبان (753) ، والحاكم 1/264، والبيهقي في "السنن" 2/251، وفي "الشُّعب" (774) ، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (109) - ومن طريقه الترمذي في "الشمائل" (316) ، والنسائي في "المجتبى" 3/13، وفي "الكبرى" (544) و (1135) ، والبيهقي في "السنن" 2/251، والبغوي في "شرح السنة" (729) - عن حماد بن سلمة، به. وفيه: يعني يبكي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (514) وأبو يعلى (1599) ، وابن خزيمة (900) ، وابن حبان (665) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (545) من طريق عبد الكريم بن رُشَيْد - ويقال: ابن راشد- عن مطرف، به.
وسيأتي برقم (16317) و (16326) .
قال السندي: قوله: أزيز، بفتح همزة وكسر زاي أُولى، أي: صوت وغليان بالبكاء.
قوله: المرجل: القِدْر، فإنه عند غليان الماء فيه بالنار يخرج منه صوت.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(26/239)
16314 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ يَعْنِي الطَّوِيلَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَوَامَّ الْإِبِلِ نُصِيبُهَا (1) ؟ قَالَ: " ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ " (2)
__________
= صحابيه فمن رجال مسلم وأصحاب السنن، والجُرَيري- وهو سعيد بن إياس وإن كان قد اختلط سماع- إسماعيل بن إبراهيم- وهو المعروف بابن عُلَية- منه قبل الاختلاط.
وأخرجه ابن خزيمة (878) ، وابن حبان (2272) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (554) (59) ، وأبو داود (483) ، والنسائي في "المجتبى" 2/52، وفي "الكبرى" (806) ، وابن خزيمة (878) ، والبيهقي في "السنن" 2/293 من طرق عن الجُرَيْرِي، به.
وأخرجه مسلم (554) (58) من طريق كهمس، عن أبي العلاء بن الشخير، به، وفيه: فدلكها بنعله، ولم يقل: اليُسْرى.
وقد سلف برقم (16310) .
(1) في (ظ12) و (ص) : يصيبها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" 1/22، 2/203، وابن سعد 7/34، والنسائي في "الكبرى" (5790) ، وابن ماجه (2502) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4722) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/133، وابن حبان (4888) ، والبيهقي في "السنن" 6/191، والبغوي في=(26/240)
16315 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ الدَّهْرَ لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ، وَمَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ " (1)
16316 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي
__________
= "شرح السنة" (2209) و (2210) ، من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنَّف" (18604) من طريق حبيب بن الشهيد، والنسائي في "الكبرى" (5791) من طريق الأشعث بن عبد الملك الحُمْراني، كلاهما عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/33 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف، به.
وفي الباب عن الجارود بن مُعَلى العبدي، سيرد 5/80، وهو الرجل الذي سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال السندي: قوله: هوام الإبل، ضبط بتشديد الميم، أي: ضوالُّها.
قوله: "حرق "، ضبط بفتحتين، أي: سببٌ للدخول في النار إذا لم يُؤَدَّ حقها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه الحاكم 1/435 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن ماجه (1705) ، وابن خزيمة (2150) ، والحاكم 1/435 من طريق يزيد بن هارون، به.
وقد سلف برقم (16304) .(26/241)
شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَقَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، قال (1) : سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْتَ سَيِّدُ قُرَيْشٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّيِّدُ اللهُ "، فَقَالَ: أَنْتَ أَفْضَلُهَا فِيهَا قَوْلًا، وَأَعْظَمُهَا فِيهَا طَوْلًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَقُلْ أَحَدُكُمْ بِقَوْلِهِ وَلَا يَسْتَجِرَّنَّهُ الشَّيْطَانُ أَوِ الشَّيَاطِينُ " (2)
16317 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي وَلِصَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ " (3)
16318 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ،
__________
(1) لفظ "قال" ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم وأصحاب السنن، وهو مكرر (16307) إلا أن أحمد قد قرن هنا الحجاج بمحمد بن جعفر.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10074) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (245) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1483) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (389) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (16312) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.(26/242)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ: " لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ "، أَوْ قَالَ: " لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ " (1)
16319 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ " قَالَ: " فَتَنَخَّعَ، فَتَفَلَهُ تَحْتَ نَعْلِهِ الْيُسْرَى "، قَالَ: " ثُمَّ رَأَيْتُهُ حَكَّهَا بِنَعْلَيْهِ (2) " (3)
16320 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ سُئِلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وقد سلف برقم (16304) .
(2) في (ق) ، وهامش (ص) : بنعله.
(3) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، لضعف علي بن عاصم: وهو الواسطي، وسماعه من الجُرَيري بعد الاختلاط، فقد قال أبو داود: كل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد. قلنا: وعلي بن عاصم لم يدرك أيوب.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (16310) ، وثبت بإسنادِ صحيح كذلك برقم (16313) ، أنه دلكها بنعله اليسرى.(26/243)
يَصُومُ الدَّهْرَ، فَقَالَ: " لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ " (1)
16321 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَيَبْزُقُ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى " (2)
16322 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: وهو ابن عبادة سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، وقتادة: وهو ابن دعامة السدوسي قد صرح بالتحديث في الرواية رقم (16304) . وهو مكرر (16308) .
وقد سلف برقم (16304) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وقد سمع من الجريري: وهو سعيد بن إياس قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم وأصحاب السنن.
وسلف نحوه من رواية أبي العلاء: وهو يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبيه دون واسطة أخيه مطرف، فهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه أبو داود (482) ، وابن خزيمة (879) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16310) .(26/244)
فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ " (1)
16323 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ الدَّهْرَ فَلَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ " (2)
16324 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: دُفِعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ " يَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، وَلَيْسَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهَاب: وهو ابن عطاء الخفاف من رجاله، وقد سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، وكان عالماً به، وقتادة صرح بالسماع في الرواية الآتية برقم (16324) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم.
وأخرجه مسلم (2958) من طريق محمد بن أبي عدي، عن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16305) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم وأصحاب السنن، وهو مكرر (16304) إلا أن شيخ أحمد هنا هو حسين: وهو ابن محمد بن بهرام المرُّوذي.(26/245)
فِيهِ قَوْلُ قَتَادَةَ يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثِ هَمَّامٍ (1)
* 16325 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي طَلْحَةَ الرَّاسِبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا وَهُوَ يَقْرَأُ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى خَتَمَهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبان- وهو ابن يزيد العطار- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم وأصحاب السنن. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/211 و6/281 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16305) .
وقوله: وليس فيه قول قتادة، يعني مثل حديث همام. قلنا: قول قتادة سيأتي في الرواية رقم (16327) ، وحديث همام سيأتي برقم (16328) من رواية بهز عنه.
قال السندي: قوله: دفعت، على بناء المفعول: جئت سريعاً كأني مدفوع.
(2) إسناده حسن، شداد بن سعيد، مختلف فيه، فقد وثقه أحمد وابن معين والنسائي، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال الذهبي: صالح الحديث، وضعفه عبد الصمد بن عبد الوارث، وقال العقيلي: في حفظه بعض الشيء، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقد
روى له مسلم متابعة، فمثله يكون حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فقد روى له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع.=(26/246)
16326 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ " يُصَلِّي وَلِصَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ " (1)
16327 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ: " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ " قَالَ: فَقَالَ: " يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ "، وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: كُلُّ صَدَقَةٍ لَمْ تُقْبَضْ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، (2)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (515) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11695) - وهو في "التفسير" (715) - عن أحمد بن مُصَرف بن عمرو، عن زيد بن الحباب، به. دون قوله: وهو يصلي قاعداً أو قائماً.
وانظر (16305) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16312) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم وأصحاب السنن، وقتادة صرح بالتحديث في الرواية السالفة برقم (16324) .
وأخرجه مسلم (2958) (3) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"=(26/247)
16328 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَهُ (1) يَقُولُ: فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَفَّانَ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ: قَتَادَةَ (2)
__________
= (1481) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1658) ، والحاكم 4/322 -323 من طرق عن همام: وهو ابن يحيى العوذي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16305) .
قال السندي: قوله: كل صدقة لم تقبض: أي فقوله: "أمضيت" إشارة إلى القبض.
(1) في (ظ12) و (ص) : فسمعته.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، وهو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هنا هو بهز بن أسد العَمِّي.(26/248)
حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ (1)
16329 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَوَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ـ قَالَ: وَكِيعٌ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فِي ثَوْبٍ ـ قَدْ أَلْقَى طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ " (2)
__________
(1) ربيب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه أم سلمة أم المؤمنين، ولد بالحبشة في السنة الثانية، وقيل: قبل ذلك، وولي البحرين زمن علي، وكان قد شهد معه الجمل، مات بالمدينة سنة ثلاثٍ وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (355) ، وابن خزيمة (761) ، والطبراني في "الكبير" (8278) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/314، ومسلم (517) ، وابن ماجه (1049) ، وابن خزيمة (761) ، وابن حبان (2292) ، والطبراني في "الكبير" (8286) من طريق وكيع بن الجراح الرؤاسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/140، وعبد الرزاق في "المصنف" (1365) ، والبخاري (354) و (356) ، ومسلم (517) (278) و (279) ، والترمذي (339) ، والنسائي في "المجتبى" 2/70، وفي "الكبرى" (840) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (683) ، وابن خزيمة (761) ،
و (771) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/379، وابن حبان (2291) و (2293) ، والطبراني في "الكبير" (8270-8287) ، والبيهقي في "السنن" 2/237 و238 من طرق عن هشام بن عروة، به. =(26/249)
16330 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِطَعَامٍ فَقَالَ: " يَا عُمَرُ ـ قَالَ هِشَامٌ ـ: يَا بُنَيَّ، سَمِّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ "، قَالَ: فَمَا زَالَتْ إِكْلَتِي بَعْدُ (1) (2)
__________
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8288) من طريق أبي الأسود، عن عروة، به.
وأخرجه الطبراني (8290-8293) من طرق عن عمر بن أبي سلمة، به.
وسيأتي بالأرقام (16333) و (16335) و (16336) ، وانظر (16341) و (16342) .
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11072) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) قوله: فما زالت إكلتي بعدُ. من (ق) و (ص) و (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لجهالة الرجل من مزينة، لكن أبا وجزة السعدي:- واسمه: يزيد بن عبيد- قد سمع من عمر بن أبي سلمة دون واسطة كما سيأتي برقم (16339) و (16340) ، وقد اختلف على هشام بن عروة في هذا الحديث، فرواه هنا عن أبي وجزة السعدي، عن رجل من مزينة، عن عمر بن أبي سلمة، وكذلك سيأتي في الرواية رقم (16331) ، ورواه عن أبيه عروة بن الزبير، عن عمر بن أبي سلمة، كما سيأتي برقم (16334) .
وسيأتي بإسنادٍ مستقيم برقم (16332) . إبراهيم بن إسماعيل: هو ابن مجمّع الأنصاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/83- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8298) - عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8301) من طريق محمد بن فليح، عن=(26/250)
16331 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، (1) عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بُنَيَّ، إِذَا أَكَلْتَ فَسَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " قَالَ: فَمَا زَالَتْ إِكْلَتِي بَعْدُ (2)
__________
= إبراهيم بن إسماعيل، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10108) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (277) - من طريق عبدة بن سليمان الكلابي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (152) من طريق يزيد بن عبد العزيز، كلاهما عن هشام بن عروة، به.
وفي رواية الطحاوي: عن جارٍ لعمر بن أبي سلمة.
وأخرجه الطيالسي (1358) عن ابن المبارك، وابن حبان (5211) من طريق محمد بن سواء، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبي وجزة، عن عمر ابن أبي سلمة، به. لم يذكرا في الإسناد الرجل من مزينة.
وأخرجه ابن حبان (5212) ، والطبراني في "الكبير" (8303) ، و (8306) من طرق عن عمر بن أبي سلمة، به.
وسيأتي بالأرقام (16331) و (16332) و (16334) و (16337) و (16338) و (15339) و (16340) .
قال السندي: قوله: فما زالت، أي: تلك الهيئة.
قوله: إكلتي، بكسر الهمزة، وقيل: وجاء فيه الضم، بمعنى الهيئة.
(1) في (م) : من بني مزينة.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10107) - وهو في "عمل اليوم والليلة"=(26/251)
16332 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: (1) قَالَ لِي يَعْنِي (2) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا غُلَامُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ "، فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ طُعْمَتِي بَعْدُ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ (3) (4)
__________
= (276) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (151) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(1) لفظ: قال، غير مكررة في (ظ 12) و (ص) .
(2) لفظ: "يعني" ليس في (م) .
(3) عبارة "وكانت يدي تطيش" ليست في (س) ، وعندها إحالة لكنها غير موجودة في الهامش.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (570) ، وابن أبي شيبة 8/292، والبخاري (5376) ، ومسلم (2022) (108) ، والنسائي في "الكبرى" (10109) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (278) - وابن ماجه (3267) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (157) و (158) ، والطبراني في "الكبير" (8299) و (8304) ، وفي "الدعاء" (886) ، والبيهقي في "السنن" 7/277، وفي "الآداب" (493) ، والبغوي في "شرح السنة" (2823) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5377) ، ومسلم (2022) (109) . والطبراني في "الكبير" (8305) من طريق محمد بن عمرو بن حلحلة، عن وهب بن كيسان، به مختصراً.
وأخرجه مالك 2/934- ومن طريقه البخاري (5378) ، والطحاوي في "شرح=(26/252)
16333 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ (1) قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشْتَمِلًا بِهِ " (2)
__________
= مشكل الآثار" (156) - عن ابن كيسان، قال: أُتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بطعام..
فذكره مرسلاً.
وأخرجه موصولاً من طريق مالك، الدارمي 2/94 و100، والنسائي في "الكبرى" (10110) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (279) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (154) من طريق خالد بن مخلد القطواني، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (155) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، كلاهما عن مالك، عن وهب بن كيسان، عن عمر بن أبي سلمة، به.
قال الحافظ في "الفتح" 9/524: كذا رواه أصحاب مالك في "الموطأ" عنه، وصورته الإرسال، وقد وصله خالد بن مخلد، ويحيى بن صالح الوحاظي، فقال: "عن مالك، عن وهب بن كيسان، عن عمر بن أبي سلمة" ...
وإنما استجاز البخاري إخراجه- وإن كان المحفوظ فيه عن مالك الإرسال- لأنه تبين بالطريق الذي قبله صحة سماع وهب بن كيسان، عن عمر بن أبي سلمة، واقتضى ذلك أن مالكاً قَصَّر بإسناده حيث لم يصرح بوصله، وهو في الأصل موصول، ولعله وصله مرة، فحفظ ذلك عنه خالد ويحيى بن صالح وهما ثقتان..
وقد سلف برقم (16330) .
(1) في (م) : عن أبي سلمة، قال: رأيت..
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه الحميدي (571) ، وابن خزيمة (770) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16329) .(26/253)
16334 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " (1)
16335 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، (2) قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، جَعَلَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف فيه على هشام، وسلف تبيان ذلك في الرواية رقم (16330) .
وأخرجه الحميدي (571) ، والنسائي في "الكبرى" (10104) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (274) - وابن ماجه (3265) ، والطبراني في "الكبير" (8299) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1857) ، والنسائي في "الكبرى" (10106) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (275) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (153) من طريق معمر، والنسائي في "الكبرى" (10105) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (274) - من طريق سعيد بن أبي عروبة، والطبراني في "الكبير" (8302) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (464) من طريق روح بن القاسم، ثلاثتهم
عن هشام بن عروة، به.
وقد سلف برقم (16330) .
(2) في (م) : يحيى بن أبي إسحاق، بزيادة "أبي"، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، يحيى بن إسحاق: وهو السَّيْلَحيني من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري.
وأخرجه مسلم (517) (280) ، وأبو داود (628) ، والطحاوي في "شرح=(26/254)
16336 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَذَكَرَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ (1) قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: " قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ " (2)
16337 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ (3) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ الْمُقْعَدِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُرِّبَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ،
__________
= معاني الآثار" 1/379، والطبراني في "الكبير" (8289) من طرق عن الليث ابن سعد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16329) .
(1) في (م) : عن، وهو تحريف.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن إسحاق لم يسمع هذا الحديث من يحيى بن سعيد الأنصاري، فقال: ذكر يحيى بن سعيد وهذا اللفظ حين يستعمله ابن إسحاق يعني أنه لم يسمعه كما صرح بذلك الإمام أحمد عقب الرواية الآتية برقم (16337) ، وحقها أن تأتي عقب هذا
الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم الزهري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (684) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد إلا أن فيه ابن إسحاق قد صرح بالتحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
قلنا: لا يُطمأن إلى هذا التصريح بالتحديث، لأنه لا يوثق بمطبوع "الآحاد والمثاني" لما فيه من أخطاء، بَلْهَ مخالفته لرواية أحمد.
(3) لفظ: "عن" ساقط من النسخ الخطية و (م) ، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند": 5/49.(26/255)
فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " اذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ امْرِئٍ مِمَّا يَلِيهِ " (1) ، إِذَا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَذَكَرَ لَمْ يَسْمَعْهُ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ (2) قَالَ:
16338 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكُمْ أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَجْزَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا بُنَيَّ، ادْنُهْ، وَسَمِّ اللهَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " (3)
__________
(1) حديث ضعيف بهذه السياقة لضعف ابن لهيعة، وقد تفرد به، وبقية رجاله ثقات. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (230) من طريق عبد الغفار بن داود الحراني، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، به وقال: لم يروه عن عبد الرحمن بن سعد إلا أبو الأسود، تفرد به ابن لهيعة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/26-27- وقال:- لعمر بن أبي سلمة حديث في الصحيح غير هذا- رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد، والرواية التي أشار إليها وهي في "الصحيح" سلفت برقم (16332) .
(2) هذه العبارة حقها أن تأتي عقب الرواية رقم (16336) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، فقد روى له البخاري متابعة، وهو ثقة، وأبي وَجْزَة: وهو يزيد بن عبيد السَّعْدي، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة كذلك. سليمان بن بلال: هو القرشي. =(26/256)
16339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ يَأْكُلُهُ فَقَالَ: " ادْنُ فَسَمِّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " (1)
16340 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَوْ أَخْبَرَنِي أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ادْنُ يَا بُنَيَّ، فَسَمِّ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " (2) ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَاهُ لُوَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (3)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8300) ، وفي "الدعاء" (884) من طريقين عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16330) .
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو موسى ابن داود الضبي، وهو ثقة من رجال مسلم.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (16338) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو منصور بن سلمة الخزاعي، وهو ثقة من رجال الشيخين.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وهو من زوائد عبد الله بن أحمد.
وأخرجه أبو داود (3777) ، وابن حبان (5215) من طريقين عن لوين: وهو محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي.(26/257)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيِّ
16341 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا (1) مَا عَلَيْهِ غَيْرُهُ " (2)
__________
(1) في (ق) : متوشحاً به.
(2) حديث صحيح على وهم في إسناده، فقد اختُلف فيه على عروة بن الزبير، فرواه ابنه هشام، عنه، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي كما في هذه الرواية، ورواه عبد الله بن ذكوان، عنه، عن عبد الله بن أبي أمية كما سيأتي في الرواية (16342) لكن من طريق ابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان، وهو المعروف بابن أبي الزناد، وهو ضعيف.
ولم يدرك عروة بن الزبير عبد الله بن أبي أمية لأنه استشهد بالطائف في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما كانت ولادة عروة بعد وفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيما ذكر ابن عبد البر، ولكن يعكر عليه قوله في الرواية: أخبرني عبد الله بن أبي أمية، قال الحافظ في "الإصابة": يحتمل أن يكون نسب إلى جده. قلنا: فيؤول الحديثُ إلى عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية.
إلا أن حديث عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية هذا لا يصح كذلك، لأنه قد اختلف فيه على هشام بن عروة، فقد رواه عنه ابن إسحاق، عن عروة، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية، ورواه عنه الأئمة الحفاظ، عنه، عن أبيه عروة، عن عمر بن أبي سلمة كما في "الصحيحين"، وقد سلف برقم
(16329) وهو ما رجحه الحافظان أبو حاتم وأبو زرعة فيما ذكره ابن أبي=(26/258)
16342 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّهُ " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فِي ثَوْبٍ (1) مُلْتَحِفًا بِهِ مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ " (2)
__________
= حاتم في "العلل" 1/86-87، وهو المرجح كذلك عند الأكثرين، فيما ذكر الحافظ في "التعجيل" 1/746، وذكر في "الإصابة" أن رواية ابن إسحاق وهم.
ومع هذا الاختلاف ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/48، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات!.
(1) في (ص) : في ثوب واحد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16341) ، وبينا هناك أن الحديث الصحيح هو حديث عمر بن أبي سلمة السالف برقم (16329) .(26/259)
حَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ (1)
16343 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بَنِ أَبِي سَلَمَةَ، (2) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَصَابَتْ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَقُلْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي، فَأْجُرْنِي فِيهَا، وَأَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا مِنْهَا "، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو سَلَمَةَ خَلَفَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَهْلِي خَيْرًا مِنْهُ (3)
__________
(1) أبو سلمة بن عبد الأسد: هو عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، من السابقين الأولين إلى الإسلام، أسلم بعد عشرة، كان أخاً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، تزوج أم سلمة، ثم صارت بعده إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان ابن عمة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمُّه مرة بنت عبد المطلب، وهو مشهور بكنيته أكثر من اسمه، ومات بالمدينة بعد أن رجعوا من بدر، كذا قال ابن منده. وقال ابن إسحاق: بعد أحد، وهو الصحيح. وجاء من حديث ابن عباس: أولُ من يُعطى كتابه بيمينه أبو سلمة بن عبد الأسد، وأول من يعطى كتابه بشماله أخوه سفيان بن عبد الأسد. هاجر هجرتين، وشهد بدراً، ومات بجرح أصابه بأحد. قاله السندي.
(2) قوله: ابن أبي سلمة، ليس في (م) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف لجهالة حال ابن عمر بن أبي سلمة، فقد انفرد بالرواية عنه ثابت البناني، ولم يؤثر توثيقه عن أحد غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": قيل اسمه محمد، وهو مقبول، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. روح: هو ابن عبادة، وثابت: هو ابن أسلم البناني. =(26/260)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10911) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1072) - من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد اختلف فيه على حماد بن سلمة.
فأخرجه الترمذي (3511) من طريق عمرو بن عاصم، والنسائي في "الكبرى" (10909) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1070) - من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عمر بن أبي سلمة، به، لم يذكرا في الإسناد ابن عمر بن أبي سلمة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وروي هذا الحديث من غير هذا الوجه، عن أم سلمة.
قلنا: وتحرف في مطبوع الترمذي عمر بن أبي سلمة إلى عمرو بن أبي سلمة.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/87- 88، وابن ماجه (1598) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (308) ، والطبراني في "الدعاء" (1229) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/185، وأبو نعيم في "الحلية" 2/3 من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، به، وسقط من مطبوع ابن سعد اسم عمر من الإسناد. وعبد الملك بن قدامة ضعيف، وأبوه مقبول.
وسيأتي بإسناد صحيح من حديث أم سلمة 6/309 وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "عندك أحتسب مصيبتي": أي أدخر أجرها، أو أطلبه من عندك.
قوله: "فأجُرْني": بسكون همزة، وضم جيم، ويجوز مدُ الهمزة على أنه من باب الأفعال، يقال: أجره وآجره، بالقصر والمد: إذا أثابه وأعطاه الأجر.
قوله: "وأبدلني": من الإبدال، أي: اجعل لي بدلاً مما فات عني في هذه المصيبة خيراً من الفائت فيها، ففي الكلام تجوز أو تقدير، والله تعالى=(26/261)
16344 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: أَتَانِي أَبُو سَلَمَةَ يَوْمًا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلًا فَسُرِرْتُ (1) بِهِ، قَالَ: " لَا يُصِيبُ (2) أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعَ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ "، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَحَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ اسْتَرْجَعْتُ وَقُلْتُ: اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْنِي خَيْرًا مِنْهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ لِي خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَدْبُغُ إِهَابًا لِي، فَغَسَلْتُ يَدَيَّ مِنَ الْقَرَظِ وَأَذِنْتُ لَهُ، فَوَضَعْتُ لَهُ وِسَادَةَ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَقَعَدَ عَلَيْهَا فَخَطَبَنِي إِلَى نَفْسِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ مَقَالَتِهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بِي أَنْ لَا تَكُونَ بِكَ الرَّغْبَةُ فِيَّ، وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ فِيَّ غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَخَافُ أَنْ تَرَى مِنِّي شَيْئًا يُعَذِّبُنِي اللهُ بِهِ، وَأَنَا امْرَأَةٌ قَدْ دَخَلْتُ فِي السِّنِّ، وَأَنَا ذَاتُ عِيَالٍ، فَقَالَ: " أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ
__________
= أعلم.
قولها: خلفني، ضبط بتخفيف اللام المفتوحة، أي: أعطاني خلفه.
(1) في هامش (س) : سررت، نسخة.
(2) في (م) : لا تصيب.(26/262)
الْغَيْرَةِ فَسَوْفَ يُذْهِبُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكِ (1) ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ السِّنِّ فَقَدْ أَصَابَنِي مِثْلُ الَّذِي أَصَابَكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْعِيَالِ فَإِنَّمَا عِيَالُكِ عِيَالِي "، قَالَتْ: فَقَدْ سَلَّمْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَقَدْ أَبْدَلَنِي اللهُ بِأَبِي سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : عنك.
(2) رجاله ثقات إلا أن المطلب- وهو ابن عبد الله بن حنطب- روايته عن الصحابة مرسلة، إلا أنسَ بن مالك، وسهلَ بن سعد، وسلمة بن الأكوع ومن كان قريباً من طبقتهم.
وأخرجه بنحوه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/246. من طريق يعقوب ابن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد.
وهو عند مسلم بغير هذه السياقة (918) (3) من حديث أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهُمَ أْجُرْني في مصيبتي واخلفْ لي خيراً منها، إلا أخلف الله له خيراً منها".
قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أيُ المسلمين خيرٌ من أبي سلمة؟ أوَّلُ بيت هاجر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم إني قلتُها، فأخلف الله لي رسولَ الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قالت: أرسل إليَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حاطبَ بن أبي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي له.
فقلت: إن لي بنتاً وأنا غيورٌ، فقال. "أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهبَ بالغيرة". وسيأتي بنحوه مطولاً بالأرقام 6/313 و314 و317، وانظر ما قبله.
قال السندي: قولها: من القرظ، بفتحتين: شيء يدبغ به الجلد.
قولها: أن لا تكون بك الرغبة في: لفظة بك متعلقة بالرغبة، أي: أن لا=(26/263)
حَدِيثُ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
16345 - حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ "، قَالَ بُسْرٌ: ثُمَّ اشْتَكَى فَعُدْنَاهُ، فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْرٌ فِيهِ صُورَةٌ، فَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللهِ الْخَوْلَانِيِّ رَبِيبِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَمْ يُخْبِرْنَا وَتَذْكُرِ (2)
__________
= يكون في الرغبة بك.
(1) أبو طلحة، زيد بن سَهْل: هو خزرجي، مشهور بكنيته، ووهم من سماه سهلاً، وإنما هو زيد بن سهل، وهو القائل:
أنا أبو طلحةَ واسْمِي زيدُ ... وكلَّ يومٍ في سلاحي صَيْدُ
كان من فضلاء الصحابة، وهو زوج أم سليم، مات سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان، ولكن جاء أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة دخل على أبي طلحة، فذكر الحديث في التصاوير، وعبد الله لم يدرك عثمان ولا علياً، وهذا يدل على تأخر وفاته، وقد صحَ له مناقب كثيرة، والله تعالى أعلم. قاله السندي.
قلنا: قول السندي إنه جاء أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة دخل على أبي طلحة، يشير إلى الرواية التي سلفت برقم (15979) وبينا هناك أن ابن عباس بينهما وهو الصواب كما سيأتي في الرواية رقم (16346/2) و (16353) .
(2) في (ظ12) و (ق) : تخبرنا وتذكر، وفي (س) و (ص) : يخبرنا وتذكر، وهو المثبت.(26/264)
الصُّوَرَ يَوْمَ الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ يَقُولُ: قَالَ: إِلَّا رَقْمًا فِي ثَوْبٍ، قَالَ هَاشِمٌ: أَلَمْ يُخْبِرْنَا زَيْدٌ عَنِ الصُّوَرِ يَوْمَ الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ حِينَ قَالَ: إِلَّا رَقْمًا فِي ثَوْبٍ، وَكَذَا قَالَ: يُونُسُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/410، والبخاري (5958) ، ومسلم (2106) (85) ، وأبو داود (4155) ، والنسائي في "المجتبى" 8/212-213، وفي "الكبرى" (9763) ، والشاشي (1067) و (1068) ، وابن حبان (5850) ، والطبراني في "الكبير" (4696) ، والبيهقي في "السنن" 7/271، والبغوي في "شرح السنة" (3222) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3226) ، ومسلم (2106) (86) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/285، والطبراني في "الكبير" (4698) ، والبيهقي في "السنن" 7/271، وفي "الآداب" (653) من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله، به.
وسيأتي بالأرقام (16346/2) و (16353) و (16369) وانظر حديث عبد الله ابن عمر السالف برقم (4727) .
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11858) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "لا تدخل الملائكة"، أي: ملائكة الرحمة والكرامة.
قوله: يوم الأول: من إضافة الموصوف، وتصحيحه عند من ينكر بتقدير يوم للزمان الأول.
قوله: إلا رَقْماً: بالنصب مستثنى من الصورة في قوله: فيه صورة، وقد جاء غالب الأحاديث بالإطلاق، بل بالتصريح بكراهة الرَّقْم، فالظاهر أن الرَّقْم في الكراهة دون غيره من الصور، وإلا فهو أيضاً لا يخلو عن شيء، والله تعالى أعلم.(26/265)
16346/1 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو طَلْحَةَ قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: أَنْبَأَنِي أَبُو طَلْحَةَ: (1) " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ " (2)
__________
(1) قوله: قال يحيى في حديثه: أنبأني أبو طلحة، ليست في (م) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج: وهو ابن أرطاة، وبقية رجاله ثقات رجاله الشيخين غير الحسن بن سَعْد- وهو ابن معبد القرشي الهاشمي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن أبي زائدة: هو يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة.
وأخرجه ابن ماجه (2971) ، وأبو يعلى (1416) و (1419) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/154، والطبراني في "الكبير" (4693) و (4694) من طريق أبي معاوية، عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4694) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن حجاج، به.
وأخرجه أبو يعلى (1416) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/154، والطبراني في "الكبير" (4694) من طريقين عن حجاج بن أرطاة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4706) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة، به بنحوه، وسعيد بن بشير هو الأزدي ضعيف.
وسيكرر برقم (16354) .
ويشهد له حديث عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم (161) وإسناده صحيح.
وآخر من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (733) . =(26/266)
16346/1 - وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةُ تَمَاثِيلَ " (1)
__________
= وثالث من حديث أنس بن مالك، سلف 3/99.
ورابع من حديث سراقة بن مالك، سيرد 4/175.
وخامس من حديث عمران بن حصين عند مسلم (1226) ، وسيرد 4/427.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (19483) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2106) (84) ، والترمذي (2804) ، والطبراني في "الكبير" (4686) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6308) ، والبغوي في "شرح السنة" (3212) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (3225) و (4002) ، والنسائي في "المجتبى" 8/212، وفي "الكبرى" (9771) ، والشاشي في "مسنده" (1048) ، والطبراني في "الكبير" (4687) ، وفي "الأوسط" (1366) ، والبيهقي في "الشعب" (6308) من طرق عن معمر، به.
وأخرجه الطيالسي (1228) ، والبخاري (4002) و (5949) ، ومسلم (2106) (84) ، والنسائي في "الكبرى" (9768) و (9770) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1894) ، والشاشي (1045) و (1049) ، وابن حبان (5855) ، والطبراني في "الكبير"، (4688) و (4690) و (4691) و (4692/1) ، وفي "الأوسط" (9159) ، وتمام الرازي في "فوائده" (1066) و (1067) و (1068) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/193-195 من طرق عن الزهري، به.
وقد سلف نحوه برقم (15979) ، وفيه أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة دخل=(26/267)
16347 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: لَمَّا صَبَّحَ (1) نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَقَدْ أَخَذُوا مَسَاحِيَهُمْ وَغَدَوْا إِلَى حُرُوثِهِمْ وَأَرْضِهِمْ، (2) فَلَمَّا رَأَوْا نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ الْجَيْشُ نَكَصُوا (3) مُدْبِرِينَ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ " (4)
__________
= على أبي طلحة، يعني ليس في الإسناد ابن عباس، وقد تكلمنا عليه هناك، فانظره لزاماً.
وقد سلف برقم (16345) .
قال السندي: قوله: "ولا صورة تماثيل" الظاهر تنوين صورة، وجعل ما بعده بدلاً، ويمكن أن يكون من إضافة العام إلى الخاص على وجه البيان على أن المراد بالتماثيل صور ذوي الأرواح.
(1) في (ظ12) : أصبح.
(2) في (ق) و (م) : أرضهم.
(3) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : ركضوا، والمثبت من (ظ 12) وهامش (س) ، وهو الموافق للرواية رقم (16358) ، وهي مكرر هذه الرواية.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد بن أبي عروبة اختلط، ولكن سماع روح- وهو ابن عبادة- منه قبل اختلاطه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4704) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (4703) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به.
وأخرجه بنحوه الشاشي (1055) ، والطبراني في "الكبير" (4705) من طريق ثابت البناني، عن أنس، به. =(26/268)
16348 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: قِيلَ لِمَطَرٍ الْوَرَّاقِ وَأَنَا عِنْدَهُ: عَمَّنْ كَانَ يَأْخُذُ الْحَسَنُ، أَنَّهُ " يَتَوَضَّأُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ "، قَالَ: أَخَذَهُ عَنْ أَنَسٍ، وَأَخَذَهُ أَنَسٌ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَخَذَهُ أَبُو طَلْحَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= وأخرجه بنحوه كذلك ابن أبي شيبة 14/462، والشاشي (1076) من طريق عمرو بن سعيد، عن أبي طلحة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/149، وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (16350) و (16351) ، وسيكرر برقم (16358) سنداً ومتناً.
وقد سلف من حديث أنس الطويل 3/102 و111 وهو عند البخاري (371) ، ومسلم (1365) .
قال السندي: قوله: لما صبَّحَ، بتشديد الباء، أي: نزل بها صباحاً.
(1) إسناده ضعيف، مطر الوراق، مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وقد انفرد به، وهو ممن لا يحتمل تفرده، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/51، والشاشي (1063) ، والطبراني في "الكبير" (4711) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/77 من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد، وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب مشهور، ثابت من حديث الحسن عن أنس، غريب من حديث مطر، لم يروه عنه إلا همام، حدث به
الإمام ابن حنبل، عن عفان نحوه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/62، والشاشي (1062) و (1064) ، والطبراني في "الكبير" (4711) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/339 من طريقين عن همام، به. =(26/269)
16349 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ رَجُلٍ آخَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ "، قال: وقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ، فَقَالَ: وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
= والوضوء مما غيرت النار ثابت من حديث أبي طلحة، كما سيأتي برقم (16349) و (16362) ، وقد ترك أبو طلحة العمل به فيما سيأتي بإسناد حسن برقم (16365) من حديث أُبي بن كعب وأَبي طلحة فيما رواه عنهما أنس بن مالك، قال: كنت أنا وأُبي وأبو طلحة جلوساً، فأكلنا لحماً وخبزاً، ثم دعوت بوضوء، فقالا: لِمَ تتوضأ؟ فقلت: لهذا الطعام الذي أكلنا. فقالا: أتتوضأ من االطيبات؟ لم يتوضأ من هو خير منك.
قلنا: وهذا الحديث معارض لحديث مطر الوراق هذا، وقد أوله ابن عبد البر في "التمهيد" 3/340 بقوله: "وهذا يحتمل أن يكون معناه، ممن أخذ الحسن الحديث الذي كان يحدث به عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الوضوء مما غيرت النار؟ فقال له: أخذه الحسن، عن أنس، وأخذه أنس عن أبي
طلحة، وأخذه أبو طلحة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس في هذا ما يدل على أن أبا طلحة عمل به بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذا على أن مطراً الوراق ليس ممن يحتج به".
وانظر ما بعده.(26/270)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وله ثلاثة أسانيد.
الأول: عبد الصمد، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن الأغر، عن رجل آخر، عن أبي هريرة، به مرفوعاً.
وقد سلف هذا الإسناد برقم (9907) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، قال: سمعت الأغر، قال: سمعت أبا هريرة فذكر نحوه مرفوعاً. يعني دون ذكر الرجل الآخر في الإسناد.
والثاني: عبد الصمد، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن الزهري، عن ابن أبي طلحة، عن أبيه، به مرفوعاً.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الشاشي (1075) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/106، والطبراني في "الكبير" (4728) من طريق حرمي بن عمارة بن أبي حفصة، عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي 1/106، والدولابي في "الكنى" 1/172، والشاشي (1078) من طريق حرمي بن عمارة بن أبي حفصة، وأخرجه أبو يعلى (1429) ، والطبراني في "الكبير" (4730) من طريق معاذ بن نصر العنبري، كلاهما عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو القاري، عن أبي طلحة، به مرفوعاً.
وأخرجه الشاشي (1070) و (1071) ، والطبراني في "الكبير" (4734) من طريق سعيد بن منصور، عن يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو القاري، عن أبي طلحة، به مرفوعاً نحوه.
والإسناد الثالث: عبد الصمد، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به مرفوعاً.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (7605) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وبينا أن الوضوء مما مسَّت النار منسوخ في قول الجمهور، وانظر=(26/271)
16350 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: صَبَّحَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَقَدْ أَخَذُوا مَسَاحِيَهُمْ وَغَدَوْا إِلَى حُرُوثِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ الْجَيْشُ نَكَصُوا مُدْبِرِينَ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ "، (1) قَالَ:
16351 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} [الصافات: 177] ، قَالَ: - حَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: صَبَّحَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
16352 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ، يُرَى فِي وَجْهِكَ الْبِشْرُ، قَالَ: " أَجَلْ،
__________
= تفصيل ذلك في "التمهيد" لابن عبد البر: 3/329- 345.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وقد سلف برقم (16347) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يونس بن محمد المؤدب البغدادي.(26/272)
أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا " (1)
16353 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف. أبو معشر- واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي- ضعيف، ثم إنه لم يدرك إسحاق بن كعب بن عجرة، فقد توفي في بغداد سنة (170هـ) ، وقتل إسحاق يوم الحَرة سنة (63هـ) ، وإسحاق هذا هو البلوي، مجهول الحال. سُرَيْج: هو ابن النعمان الجوهري.
وله طرق أخرى تزيد وهاء، فأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "مصنفه" (3113) ، والشاشي (1054) من طريق أبان بن أبي عَياش، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة، به مرفوعاً، وأبان متروك.
وأخرجه بنحوه كذلك أبو يعلى (1425) ، والطبراني في "الكبير" (4721) من طريق حماد بن عمرو النصيبي، عن زيد بن رفيع، عن الزهري، عن أنس، عن أبي طلحة، به مرفوعاً. وحماد بن عمرو متروك كذلك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4720) من طريق إبراهيم بن الوليد الطبراني، عن أبيه الوليد بن سلمة، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن الزهري، عن أنس، عن أبي طلحة، به مرفوعاً. والوليد بن سلمة متروك.
وانظر (16361) .
قال السندي: قوله: يُرى في وجهه البشر، بالكسر والسكون: الطلاقة، وبالفتح والسكون: الجمال.
قوله: "ورَدَّ عليه مثلها": ظاهره أنه يصلي عليه مرة واحدة، وقد جاء عشر مرات، فيحتمل أن يحمل هذا عليه، أي رد عليه عشر مرات مثلها، والله تعالى أعلم.(26/273)
عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ " (1)
16354 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ (2) أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو طَلْحَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ " (3)
16355 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا غَلَبَ قَوْمًا أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ بِعَرْصَتِهِمْ ثَلَاثًا " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة ابن مسعود.
وأخرجه الحميدي (431) ، وابن أبي شيبة 5/410 و8/478، والبخاري (3322) ، ومسلم (2106) (83) ، والنسائي في "المجتبى" 7/185 و8/212، وفي "الكبرى" (9769) ، وابن ماجه (3649) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1893) ، وأبو يعلى (1414) و (1430) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/282، والشاشي (1047) ، والطبراني في "الكبير" (4689) ، والبيهقي في "الآداب " (651) ، وفي "معرفة السنة" (11538) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (16345) .
(2) في (م) : عن، وهو تحريف.
(3) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (16346/1) .
(4) حديث صحيح، معاذ بن معاذ: وهو ابن نصر العنبري- وإن سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد اختلاطه- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.=(26/274)
16356 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَاتَلَ قَوْمًا فَهَزَمَهُمْ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثًا، وَأَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أَمَرَ بِصَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فَأُلْقُوا فِي قَلِيبٍ مِنْ قُلُبِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُنْتِنٍ، قَالَ: ثُمَّ رَاحَ إِلَيْهِمْ، وَرُحْنَا مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَيَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَيَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَيَا وَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا "، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُكَلِّمُ أَجْسَادًا لَا أَرْوَاحَ فِيهَا، قَالَ: " وَالَّذِي بَعَثَنِي
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/352، والدارمي 2/222، وأبو داود (2695) ، والترمذي (1551) ، والنسائي في "الكبرى" (8657) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1890) ، وأبو يعلى (1415) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1067) ، وابن حبان (4776) و (4777) ، والطبراني في "الكبير" (4702) ، والبيهقي في "السنن" 9/62-63، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/131،
من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال أبو داود: كان يحيى بن سعيد يطعن في هذا الحديث، لأنه ليس من قديم حديث سعيد، لأنه تغير سنة خمس وأربعين ولم يخرج هذا الحديث إلا بأخرة.
قلنا: قد تابع معاذَ بنَ معاذ عبد الوهاب بن عطاء الخفاف كما سيأتي برقم (16356) ، وروح بن عبادة كما سيأتي برقم (16359) ، وكلاهما سمع من سعيد قبل اختلاطه.
قال السندي: قوله: أحب أن يقيم بعرصتهم ثلاثاَ، أي: ثلاث ليال ليظهر فيها الشعائر، ويشكر الله تعالى فيها.(26/275)
بِالْحَقِّ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ "، قَالَ قَتَادَةُ: بَعَثَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِيَسْمَعُوا كَلَامَهُ تَوْبِيخًا وَصَغَارًا وَتَقْمِئَةً، (1) قَالَ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ: لَمَّا فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثًا (2)
__________
(1) هكذا في النسخ الخطية و (م) ، قال السندي: والذي في البخاري: ونقمة- بنون وقاف مكسورة- وفي رواية: ونقيمة، بزيادة تحتانية بعد القاف، وفي "القاموس": ونَقِمَةً- كفرحة- المكافأة بالعقوبة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهَاب بن عطاء الخفاف، فمن رجال مسلم وأخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد"، وسماعه من سعيد، وهو ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، وكان عالماً به.
وأخرجه الشاشي مختصراً (1050) من طريق عبد الوهّاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 12/353، ومسلم (2875) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1890) و (1891) و (1892) ، وأبو يعلى (1415) ، والشاشي (1065) ، والطبراني في "الكبير" (4701) و (4702) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد، به.
وقد سلف نحوه من حديث عمر بن الخطاب برقم (182) ، ومن حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (6145) ، وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: بصناديد قريش، أي: رؤساءهم الذين قتلوا.
قوله: فألقوا: على بناء المفعول.
قوله: في قليب: بئر.
قوله: بعثهم الله، أي: أحياهم في تلك الساعة على خلاف العادة، فلا=(26/276)
16357 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، وَحُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: " غَشِيَنَا النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا يَوْمَ بَدْرٍ (1) ـ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ ـ: وَكُنْتُ (2) فِيمَنْ غَشِيَهُ النُّعَاسُ يَوْمَئِذٍ، فَجَعَلَ (3) سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ " (4)
__________
= يشكل الحديث بقوله تعالى: (وما أنتَ بِمُسْمعٍ مَن في القبور) [فاطر: 22] كما ظنت عائشة رضي الله تعالى عنها، فإن ذاك محمول على العادة، فهذا جواب عن اعتراضها.
(1) كذا وقع عند أحمد، وكذلك هو في ابن حبان: يوم بدر، ووقع عند البخاري وغيره: يوم أحد. قال ابن كثير في "البداية" 4/28: إن أُحداً وقع فيها أشياء مما وقع في بدر، فذكر منها حصول النعاس حال التحام الحرب.
قال: وهذا دليل على طمأنينة القلوب بنصر الله وتأييده، وتمام توكلها على خالقها وبارئها. قال الله تعالى في غزوة بدر: (إذ يُغَشيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً منه) [الأنفال: 11] وقال في غزوة أحد: (ثم أَنْزَلَ عليكم مِنْ بَعْدِ الغََم أَمَنةً نُعَاساً يَغْشَى طائفةً منكم) [آل عمران: 154] يعني المؤمنين الكُمَّل.
(2) لفظ: كنت، ساقط من (م) .
(3) في (س) : قال: فجعل، بزيادة قال.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب البغدادي، وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المَرُّوذي. وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه البخاري (4562) من طريق حسين بن محمد، عن شيبان، به.
وفيه: يوم أحد.
وأخرجه ابن حبان (7180) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/273-274 من طريق يونس بن محمد، عن شيبان، به. وعند ابن حبان: يوم بدر، وعند البيهقي: يوم أحد.(26/277)
16358 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: لَمَّا صَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَقَدْ
__________
= وأخرجه البخاري (4068) ، والترمذي (3008) ، والطبري في "تفسيره" (8076) و (8077) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره " (1683) ، والشاشي (1060) ، والطبراني في " الكبير" (4699) و (4700) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/372 من طرق عن قتادة، به، وبعضهم قال: يوم أحد، وبعضهم لم يذكر اليوم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن سعد 3/505، وابن أبي شيبة 14/406، والترمذي (3007) ، والنسائي في "الكبرى" (11198) - وهو في "التفسير" (218) - وأبو يعلى (1422) ، والطبري (8075) و (8086) ، والشاشي (1058) و (1059) ، والطبراني في "الكبير" (4707) ، والحاكم 2/297، وأبو نعيم في "الدلائل" (421) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/272 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس، عن أبي طلحة، قال: رفعت رأسي يوم أحد، فجعلت أنظر، وما منهم يومئذِ أحد إلا يميد تحت جحفته من النعاس، فذلك قوله عز وجل: (ثَُم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاساً) وهذا لفظ الترمذي. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن سعد 3/505، والنسائي في "الكبرى" (11080) و (11199) - وهو في "التفسير" (100) و (219) - وأبو يعلى (1428) ، والطبري (8074) ، والطبراني (4708) من طريق حميد الطويل، عن أنس، به، بنحو اللفظ السابق.
وأخرجه الطبري (8078) من طريق الربيع، عن أنس، به، بنحو اللفظ السابق كذلك.
قال السندي: قوله: النُّعاس: أول النوم.
قوله: في مصافِّنا، بتشديد الفاء: أي في محال صفوفنا.(26/278)
أَخَذُوا مَسَاحِيَهُمْ وَغَدَوْا إِلَى حُرُوثِهِمْ وَأَرْضِيهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ الْجَيْشُ نَكَصُوا مُدْبِرِينَ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ " (1)
16359 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ، أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: مَا نُرَاهُ إِلَّا يَنْطَلِقُ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ (2) الرَّكِيِّ فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ، وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ: " يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ "، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ "، قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمُ اللهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا، وَتَقْمِئَةً وَحَسْرَةً وَنَدَامَةً، (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16347) سنداً ومتناً.
(2) في الأصول: شقَّة، والمثبت من (م) والبخاري، وشفة البئر: طرفه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسعيد: وهو ابن أبي عروبة=(26/279)
16360 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ شَيْبَانَ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: وَتَقْمِئَةً (1)
16361 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ مَوْلًى لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ زَمَنَ الْحَجَّاحِ فَحَدَّثَنَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبِشْرُ يُرَى فِي
__________
= قد اختلط، وسماع روح: وهو ابن عبادة منه قبل اختلاطه.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/92 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراَ البخاري (3065) و (3976) ، ومسلم (2875) ، وأبو داود (2695) ، وأبو يعلى (1431) ، والشاشي (1051) ، وابن حبان (4778) من طريق روح، به.
وقد سلف برقم (16356) ، ومختصراً برقم (16355) .
قال السندي: قوله: فقذفوا، على بناء المفعول، أي: ألقوا.
قوله: في طوي، بفتح طاء، وكسر واو، وشدة تحتية: بئر طوي بالحجارة أو غيرها، وجمعه أطواء، كشريف وأشراف.
قوله: مخبث: اسم فاعل من أخبث: إذا صاحب الخبثاء، أي: كان خبيثاً في ذاته، ثم صار أصحابه خبثاء أيضاً.
قوله: الركي، كطوي: البئر.
قوله: "أسركم" الهمزة للاستفهام، أي: أسركم الطاعة فرضاً، أي: أظهر لكم أنكم لو أطعتم كان خيراً.
قوله: ما تكلم: أي: أيُّ كلام تكلم وما فائدته.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه. وقد سلف في الرواية رقم (16356) أن هذه اللفظة من تأويل قتادة!.
وانظر ما قبله.(26/280)
وَجْهِهِ فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَرَى الْبِشْرَ فِي وَجْهِكَ، فَقَالَ: " " إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكٌ (1) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: أَمَا يُرْضِيكَ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ، إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا " " (2)
__________
(1) في هامش (س) : الملك، نسخة.
(2) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. سليمان مولى الحسن بن علي انفرد بالرواية عنه ثابت، وهو ابن أسلم البناني، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال النسائي: لا أعرفه، وقال الذهبي: يجهل، وكذلك جهله الحافظ في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/516، والنسائي في "المجتبى" 3/44، وفي "الكبرى" (1206) ، والحاكم 2/420 عن طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!.
وأخرجه الدارمي 2/317، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) ، والنسائي في "المجتبى" 3/50، وفي "الكبرى" (1218) و (9888) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (60) - والشاشي (1073) ، وابن حبان (915) ، والطبراني في "الكبير" (4724) ، والبغوي في "شرح السنة" (685) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (1) ، والطبراني في "الكبير" (4717) ، وفي "الأوسط" (4228) من طريق أبي بكر ابن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت، عن أنس عن أبي طلحة، به. وقال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا سليمان بن بلال، تفرد به أبو بكر بن أبي أويس.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4718) من طريق جسر بن فرقد، وكذلك (4719) من طريق صالح المري، كلاهما عن ثابت عن أنس، عن أبي طلحة،=(26/281)
16362 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ ـ قَالَ شُعْبَةُ: وَأُرَاهُ ذَكَرَهُ ـ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا أَنْضَجَتِ النَّارُ " (1)
__________
=به.
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 6/9-10 طريق عبيد الله بن عمر، وجسر ابن فرقد، وصالح المري، وقال: وكلهم وهم فيه على ثابت، والصواب ما رواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن سليمان مولى الحسن بن علي، عن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أبيه.
وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1662) ، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث أنس عند إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (4) ، وإسناده ضعيف.
وثالث من حديث عمر بن الخطاب عند إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (5) ، وإسناده ضعيف وبمجموع هذه الشواهد يتقوى الحديث، ويصبح حسناً لغيره.
وأخرج إسماعيل القاضي (3) عن إسحاق بن محمد الفروي، عن أبي طلحة الأنصاري، عن أبيه، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من صلَّى علَيَّ واحدة صلى الله عليه عشراً، فليكثر عدد ذلك أو ليقل". وإسناده ضعيف.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6568) ، بلفظ: "من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشراً" وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيأتي برقم (16363) ، وسيكرر برقم (16364) سنداً ومتناً.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16349) ، إلا أن شيخ=(26/282)
16363 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالسُّرُورُ يُرَى فِي وَجْهِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَرَى السُّرُورَ فِي وَجْهِكَ، فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكٌ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، قَالَ: بَلَى " (1) ،
16364 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ زَمَنَ الْحَجَّاجِ فَحَدَّثَنَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبِشْرُ يُرَى فِي وَجْهِهِ، فَذَكَرَهُ (2)
16365 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ (3) ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ،
__________
= أحمد هنا هو محمد بن جعفر، وانظر تخريجه هناك، وهذا الحديث منسوخ كما سلف بيانه.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16361) إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو كامل: وهو مظفر بن مدرك الخُرَاساني.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16361) سنداً ومتناً.
(3) في (م) : المبارك.(26/283)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو طَلْحَةَ جُلُوسًا، فَأَكَلْنَا لَحْمًا وَخُبْزًا، ثُمَّ دَعَوْتُ بِوَضُوءٍ فَقَالَا: لِمَ تَتَوَضَّأُ؟ فَقُلْتُ: لِهَذَا الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْنَا، فَقَالَا (1) : " أَتَتَوَضَّأُ مِنَ الطَّيِّبَاتِ؟ لَمْ يَتَوَضَّأْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ " (2)
__________
(1) في (م) : فقال، وهو خطأ.
(2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن زيد بن عقبة: هو المدني الأنصاري، من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد- وهو الخراساني- فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/27-28- ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/69- عن عقبة بن موسى، عن عبد الرحمن بن زيد الأنصاري أن أنس بن مالك، قدم العراق، فذكر نحوه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/69، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/340 من طريق الأوزاعي، عن أسامة بن زيد الليثي، عن عبد الرحمن بن زيد الأنصاري، قال: حدثني أنس بن مالك، فذكر نحوه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/69 من طريق يحيى بن أيوب، عن إسماعيل بن رافع ومحمد بن النِّيل، عن عبد الرحمن بن زيد الأنصاري، عن أنس بن مالك، قال: أكلت أنا وأبو طلحة وأبو أيوب الأنصاري طعاماً قد مسته النار، فذكر نحوه.
قال ابن عبد البر في "التمهيد": 3/341: هكذا ذكر الطحاوي هذا الخبر بهذا الإسناد، فقال فيه: وأبو أيوب، والمحفوظ من رواية الثقات: وأبي بن كعب، كما قال مالك والأوزاعي، وأظن الوهم فيه من يحيى بن أيوب أو من إسماعيل بن رافع، والله أعلم.
قلنا: ومحمد بن النيل: هو الفهري نسبه يحيى بن بكير، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 1/251، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/108،=(26/284)
16366 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ ثَابِتٍ كَانَ يَسْكُنُ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ فَغَيَّرَ عَلَيْهِ فَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيَّ، قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا (1) عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَرَأَ الرَّجُلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: " قَدْ أَحْسَنْتَ "، قَالَ: فَكَأَنَّ عُمَرَ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ، (2) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عُمَرُ، إِنَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ صَوَابٌ مَا لَمْ يُجْعَلْ عَذَابٌ مَغْفِرَةً أَوْ مَغْفِرَةٌ عَذَابًا "، وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ مَرَّةً أُخْرَى أَبُو (3) ثَابِتٍ مِنْ كِتَابِهِ (4)
__________
= ولم يذكرا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد.
وسيكرر في مسند أبي بن كعب 5/129 سنداَ ومتناَ، وانظر (16348) .
(1) في (م) : فاجتمعنا، وفي (ق) : فاجتمع.
(2) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (س) : ذاك.
(3) ضبب فوق لفظ "أبو" في (س) . قلنا: هي كنية حرب بن ثابت.
(4) إسناده حسن، حرب بن ثابت هو أبو ثابت المِنْقَري، ويقال: ابن أبي حرب، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 3/62، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/252 وفرق بين حرب بن أبي حرب وبين حرب بن ثابت، ولكنه قال في ترجمة الأخير: كأنه حرب بن أبي حرب الذي ذكرناه،
وفرق بينهما كذلك ابن حبان في "الثقات" 6/231 وقال مثل قول ابن أبي حاتم، وجزم الحافظ في "التعجيل" 1/439 أنهما واحد، ورَدَ على ابن حبان تفريقه بينهما، وقال: جعله اثنين، ثم شك فيه. وقد اشتبه الأمر على الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري، فقال: إنهما اثنان يقيناً. وكان قد اختلط عليه حرب بن أبي حرب براوِ آخر يروي عن شريح، والصواب أنهما واحد كما جزم بذلك الحافظ في "التعجيل"، وهو ما ذهب إليه البخاري في ترجمته، فقال: حرب بن أبي حرب أبو ثابت، عن إسحاق بن عبد الله بن=(26/285)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي طلحة الأنصاري، قاله عبد الصمد، وقال موسى: حدثنا حرب بن ثابت المنقري، يعد في البصرين.
ثم إن هناك من وَهَّم عبد الصمد في قوله بالإسناد: إسحاق بن عبد الله بن أبي طَلحة، فقال البخاري في "تاريخه الكبير" 1/382: وقال بعضهم: لُقِّن عبد الصمد، فقالوا: ابن عبد الله بن أبي طلحة، ولم يكن في كتابه ابن عبد الله، وقال كذلك 3/62: ويقال: إن هذا إسحاق ليس بابن أبي طلحة، وهم فيه
عبد الصمد من حفظه، وأصله صحيح.
قلنا: أتى البخاري بهذا القول مجهِّلا من قال ذلك في المرة الأولى، وممرِّضاً لقول في المرة الثانية، وهذا إشارة منه إلى رَدِّه، ثم إن الإمام أحمد أثبت هذا الحديث في مسند أبي طلحة دون شك، وعقب الحديث بقول عبد الصمد: أبو ثابت من كتابه، مستبعداً التلقين أو الوهم من الحفظ، وهو الموافق " يقول به الحفاظ فيما نقله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/239-240 بقوله: سمعت أبي يقول: يرون أنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري.
قلنا: وهذا إثبات لا يزول بصيغة تمريض أو جهالة قائل. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (16) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/151، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وذكره الحافظ في "الفتح" 9/26، ونسبه إلى الطبري، وفاته أن ينسبه لأحمد.
وذكره كذلك الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" ص21، وقال: وهذا إسناد حسن، وحرب بن ثابت هذا يكنى بأبي ثابت، لا نعرف أحداً جرحه.
قلنا: وأصله الصحيح الذي أشار إليه البخاري، سلف من حديث عمر برقم=(26/286)
16367 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: كُنَّا جُلُوسًا بِالْأَفْنِيَةِ فَمَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ، اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ "، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا جَلَسْنَا لِغَيْرِ مَا بَأْسٍ نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ، قَالَ: " فَأَعْطُوا الْمَجَالِسَ حَقَّهَا "، قُلْنَا: (1) وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: " غَضُّ الْبَصَرِ، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَحُسْنُ الْكَلَامِ " (2)
__________
= (277) وهو عند البخاري (2419) ، ومسلم (818) .
قال السندي: قوله: فغير، أي: عمر.
قوله: عليه: أي: على ذلك الرجل، أي: رَدَ عليه.
قوله: وجد من ذلك: وكان عمر أخذ من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على وجه آخر، فتعجب من ذلك.
قوله: "ما لم يُجْعل عذابٌ مغفرةً": بأن يقرأ بعد: (إنَّ الذين كفروا) : (أولئك أصحاب الجنة) أو بالعكس، والحاصل أن القراءة غير المغيرة لأصل المعنى على الوجوه السبعة المنزلة جائزة، وخفي ذلك على عمر، ثم ظهر له.
قلنا: وانظر لزاماً ما جاء في "شرح مشكل الآثار" 8/108-134 حول موضوع القراءة بالمعنى، فقد قال: إنما كان ذلك في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة، فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد.
(1) في (ظ12) و (ص) : قال: قلنا، بزيادة قال.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عثمان بن حكيم- وهو ابن عباد ابن حُنَيف الأنصاري، وعبد الله بن أبي طلحة والد إسحاق- كلاهما من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الواحد بن زياد: هو العَبْدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/81، ومسلم (2161) ، والطحاوي في "شرح=(26/287)
16368 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: وَحَدَّثَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ بَشِيرٍ مَوْلَى بَنِي مَغَالَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ (1) مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ
__________
= مشكل الآثار" (167) ، والشاشي (1072) ، والطبراني في "الكبير" (4725) ، والبيهقي في "الشعب" (9089) من طريق عفان، بهذا الإسناد وعند الطبراني زيادة: "وإهداء السبيل".
وأخرجه أبو يعلى (1421) ، والشاشي (1072) ، والطبراني في "الكبير" (4725) من طرق عن عبد الواحد، به. وسقط من مطبوع أبي يعلى عبد الله بن أبي طلحة من الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11362) - وهو في "التفسير" (382) - من طريق الفضل بن العلاء، عن عثمان بن حكيم، به، وزاد: "وإرشاد الضال".
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11309) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: ولمجالس الصعدات، بضم صادِ وعين مهملتين: هي الطرق وممرُ الناس، وهو جمع صُعُد، بضمتين جمع صعيد.
قوله: لغير ما بأس: أي لغير بأس، وما زائدة.
(1) في (ظ12) : منه.(26/288)
مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة يحيى بن سُلَيْم بن زيد، فقد انفرد بالرواية عنه الليث بن سعد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان إلا أن المزي ذكر في ترجمته قول النسائي: يحيى بن سُلَيْم ثقة، ثم قال: فلا أدري أراد هذا أو الذي بعده. قلنا: يعني يحيى بن سليم الطائفي، وهو الراجح، لأن الذهبي لم
يورد توثيق النسائي له في "الميزان" ولم يلتفت إليه الحافظ في "التقريب"، فقال: مجهول. وذكر المزي أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، ولم نجد ذكره في المطبوع منه. وإسماعيل بن بشير مولى بني مَغَالة، انفرد كذلك بالرواية عنه يحيى بن سُلَيْم، ولا يعرف له غير هذا الحديث، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد أخطأ في ترجمته، ونبه على خطئه الحافظ في "تهذيب التهذيب"، وجهَّله في "التقريب". وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أحمد بن الحجاج: هو البكري الدُّهْلي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (241) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/189، والبيهقي في "السنن" 8/168 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/347، وأبو داود (4884) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/300، والطبراني في "الكبير" (4735) ، وفي "مكارم الأخلاق" (137) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/189، والبيهقي في "السنن" 8/167، والبغوي في "شرح السنة" (3532) من طرق عن الليث بن سعد، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8637) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن بشير، عن جابر وأبي أيوب الأنصاري، به. فجعل أبا أيوب الأنصاري بدل أبي طلحة، وعبد الله بن صالح كاتب الليث ضعيف.
وانظر حديث سهل بن حُنَيْف السالف برقم (15985) ، وحديث أسماء بنت=(26/289)
16369 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ " (1)
__________
= يزيد الآتي 6/461، وحديث أبي الدرداء الآتي 6/450.
قال السندي: قوله "يخذل"، كينصر، أي: يترك نصره.
قوله: "تنتهك": انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل.
(1) حديث صحيح، سعيد بن يسار لم يتحرر لنا أمره أسمع من أبي طلحة أم لا، فهو لم يسمع على قول من ذكر أن وفاة أبي طلحة سنة (34هـ) ، وهو قد سمع على قول من ذكر أن وفاة أبي طلحة بعد الخمسين. وقد فصلنا ذلك في كلامنا على الرواية السالفة برقم (15979) ، والأشبه أن بينهما زيد بن خالد الجهني كما عند مسلم (2106) (87) وغيره كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/282 من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1432) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (537) من طريقين عن حماد بن سلمة، به. وفيه قصة.
وأخرجه مسلم (2106) (87) و (2107) ، وأبو داود (4154) ، والنسائي في "الكبرى" (9764) و (10392) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (558) - وابن حبان (5468) ، والطبراني في "الكبير" (4697) ، والبيهقي في "السنن" 7/271-272، وفي "شُعَب الإيمان" (6310) ، وفي "الآداب" (652) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأخرجه أبو داود (4153) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1895) ، والشاشي (1069) ، والطبراني (4695) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن يسار، عن زيد بن خالد الجهني، عن أبي طلحة الأنصاري، به مرفوعاً، أدخلا في الإسناد زيد بن خالد الجهني، وهو الأَشبه. =(26/290)
حَدِيثُ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ (1)
16370 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ " (2)
__________
= وقد سلف برقم (16345) .
(1) أبو شريح الخزاعي، ثم الكعبي، خويلد بن عمرو وهو الأشهر في اسمه، وقيل غير ذلك، اسلم قبل الفتح، وكان معه لواء خزاعة يوم الفتح، ذكره ابن سعد في طبقة الخندقيين، مات بالمدينة سنة ثمانِ وستين، قاله السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا بن إسحاق: هو المكي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2775) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وسيأتي بنحوه برقم (16374) ، وسيكرر 6/384.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6621) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر": قيل: أي إيماناً كاملاً، ولا وجه له، فإن الطلب غير مخصوص بالكامل، بل الناقص أحق بطلب الخير منه ليكمل، بل المراد أن هذه الخصال خصال أهل الإيمان لا ينبغي لهم تركها، فينبغي لكل مؤمن أن يأتي بها.
قوله: "ليصمت": كيسكت لفظاً ومعنى.(26/291)
16371 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، وَجَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَحَدٍ حَتَّى يُؤْثِمَهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ (1) يُؤْثِمُهُ؟ قَالَ: " يُقِيمُ عِنْدَهُ وَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ يَقْرِيهِ " (2)
16372 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، وَقَالَ رَوْحٌ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ " قَالَهَا
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : وكيف. قلنا: وهو الموافق لرواية مسلم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الحميد بن جعفر: وهو الأنصاري من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (48) (15) 3/1353 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك (48) (16) 3/1353 من طريق أبي بكر الحنفي، عن عبد الحميد بن جعفر، به.
وسيكرر 6/385- 386، وانظر (16374) .
قال السندي: قوله: "وجائزته"، أي: جائزة الضيف، أي: عطاؤه، فقيل: المراد أن يوسع في بِرِّه وإحسانه أول يوم، ثم يحضر في اليومين ما تيسَر، وقيل: المراد أن يعطيه، ما يجوز به مسافة يوم وليلة عند خروجه من بيته.
قوله: "حتى يؤثمه"، ضبط من التأثيم، أي يوقعه في الإثم، لأنه إذا قام عنده ولم يَقْرِهِ أَثِمَ به، والمراد حتى يوقعه في الحرج، فإنه قد يؤدي إلى الإثم.(26/292)
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَارُ لَا يَأْمَنُ جَارُه (1) بَوَائِقَهُ "، قَالُوا: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: " شَرُّهُ " (2)
16373 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ، أَنْ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ (3) بِهَا شَجَرَةً،
__________
(1) في (م) : الجار.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقول روح في هذا الإسناد: عن أبي هريرة لا يضر، لأن الروايتين محفوظتان، وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (7878) ، وفصَّلْنا هناك ما أجملناه هنا.
حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري.
وأخرجه الطيالسي (1340) ، والبخاري (6016) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (487) ، والبيهقي في "الشعب" (9534) ، وفي "الآداب" (77) من طرق عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، به.
وسيأتي 6/285.
وذكرنا شرحه وأحاديث الباب في حديث أبي هريرة السالف برقم (7878) .
(3) قال السندي: قال ابن الجوزي: أصحاب الحديث يقولونه بضم=(26/293)
فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ (1) لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا فَقُولُوا: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، إِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " (2)
__________
= الضاد المعجمة، وقال لنا ابن الخَشَّاب: هو بكسرها: أي يقطع.
(1) في (ظ12) : يرخص.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سَعْد.
وأخرجه البخاري (104) و (1832) و (4295) ، ومسلم (1354) ، والترمذي (809) ، والنسائي في "المجتبى" 5/205-206، وفي "الكبرى" (5846) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1493) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4791) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/261، والطبراني في "الكبير" 22/ (484) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/82-83 من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وسيأتي 6/285، وبنحوه برقم (16376) و (16377) و6/285.
قال السندي: قوله: لعمرو بن سعيد، وكان أمير المدينة ليزيد بن معاوية.
قوله: يبعث البعوث، بضم الباء: أي الجيوش لقتال ابن الزبير.
قوله: الغد، بالنصب، أي: ثاني يوم الفتح.
قوله: سمعته، أي: القول.
قوله: ووعاه، أي: حفظه.
قوله: وأبصرته، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يضر التفكيك في الضمائر لظهور القرينة، والمقصود المبالغة في تحقيق حفظه ذلك القول، وأَخذه عنه عِياناً.
قوله: أن حمد الله، أي: بأن حمد الله، بيان لكيفية التكلم، أو هو تفسير للتكلم، وأن تفسيرية.
قوله: "حَرَّمها الله"، أي: تحريمها بوحي الله تعالى وأمره، لا أنه اصطلح=(26/294)
16374 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنَانيَ (1) وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ "، قَالُوا: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثٌ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ "، وَقَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ "، وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ: " وَلَا يَثْوِي عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ " (2)
__________
= الناس على تحريمها بلا أمره.
قوله: "أن يسفك"، بكسر الفاء وحكي ضمها، أي: يسيل.
قوله: "فإن أحد": كلمة "إن" شرطية، كما في قوله تعالى: (وإنْ أَحَدٌ من المُشْرِكِيْنَ) الآية [التوبة: 6] .
قوله: "إنما أَذِن"، على بناء الفاعل، أي: الله، أو على بناء المفعول، أي: ففي القتال في مكة خصوصان خصوص بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخصوص بالوقت، وكل منهما يكفي في المنع، فكيف إذا اجتمعا؟.
قوله: "وقد عادت" كناية عن حرمتها بعد تلك الساعة.
قوله: "وليبلِّغ": من التبليغ أو الإبلاع.
(1) في (م) : إذ نادى، وهو تحريف!
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل: وهو مظفر بن مدرك الخراساني فقد روى له أبو داود في كتاب "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، وقد توبع.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6019) ، (6476) ، وفي "الأدب المفرد"=(26/295)
16375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، (1) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ، قَالَ يَزِيدُ السُّلَمِيِّ: عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَقَالَ
__________
(741) ، ومسلم (48) (14) 3/1352، والترمذي (1967) ، والنسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" 9/224- وأبو عوانة 4/58، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2776) و (2777) و (2778) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (476) ، والبيهقي في "السنن" 9/196-197 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً الحميدي (576) ، وابن أبي شيبة 12/477-478، والترمذي (1968) ، والنسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" 9/224- وابن ماجه (3675) ، والدارمي 2/98، والطبراني في "الكبير" 22/ (477- 483) ، من طرق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به.
وقوله: "ولا يثوي عنده حتى يحرجه"، سيأتي نحوه برقم (27231) ، بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف نحوه برقم (16370) و (16371) ، وسيأتي 6/385.
وقوله: "الضيافة ثلاث، فما كان وراء ذلك فهو صدقه عليه"، سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11045) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7873) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "يثوي"، كيرمي: أي ولا يقيم حتى يحرجه- بالحاء المهملة- من التحريج، بمعنى التضييق، أو بالخاء المعجمة من الإخراج.
(1) في (س) و (ق) و (م) : عن الحارث بن فضيل، عن فضيل، بزيادة: عن فضيل، وهي زيادة مقحمة، والمثبت من (ظ 12) و (ص) . وكذلك جاء على الصواب في "أطراف المسند": 7/12.(26/296)
يَزِيدُ ـ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أُصِيبَ بِدَمٍ أَوْ خَبْلٍ ـ الْخَبْلُ الْجِرَاحُ ـ فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَقْتَصَّ، أَوْ يَأْخُذَ الْعَقْلَ، أَوْ يَعْفُوَ، فَإِنْ أَرَادَ رَابِعَةً فَخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، فَإِنْ فَعَلَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ عَدَا بَعْدُ فَقَتَلَ فَلَهُ النَّارُ خَالِدًا فِيهَا مُخَلَّدًا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف سفيان بن أبي العوجاء السُّلَمِي، قال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى
له مسلم متابعة، والبخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند الطحاوي والطبراني.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/224، والدارقطني في "السنن" 3/96 من طريق محمد بن سلمة الحَرّاني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/188، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4904) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/174-175، والطبراني في "الكبير" 22/ (497) ، والمزي في "تهذيب الكمال " 11/177 من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/440-441، وأبو داود (4496) ، وابن ماجه (2623) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4905) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/175، والطبراني في "الكبير" 22/ (494) و (495) و (496) ، والبيهقي في "السنن" 8/52 من طرق عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (18454) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن الحارث بن فضيل، به.
قال السندي: قوله: "أوخبل": الخَبْل، بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء: فساد الأعضاء، أي من أصيب بقتل نفسٍ، أو قطع عضوٍ، يقال: بنو=(26/297)
16376 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَزِيدَ أَحَدِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيَّ، ثُمَّ الْكَعْبِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: أَذِنَ لَنَا رَسُولُ اللهِ يَوْمَ الْفَتْحِ فِي قِتَالِ بَنِي بَكْرٍ حَتَّى أَصَبْنَا مِنْهُمْ ثَأْرَنَا وَهُوَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَفْعِ السَّيْفِ، فَلَقِيَ رَهْطٌ مِنَّا الْغَدَ رَجُلًا مِنْ هُذَيْلٍ فِي الْحَرَمِ يَؤُمُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُسْلِمَ، وَكَانَ قَدْ وَتَرَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانُوا يَطْلُبُونَهُ فَقَتَلُوهُ، وَبَادَرُوا أَنْ يَخْلُصَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْمَنَ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَبًا أَشَدَّ مِنْهُ، فَسَعَيْنَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ نَسْتَشْفِعُهُمْ، وَخَشِينَا أَنْ نَكُونَ قَدْ هَلَكْنَا، فَلَمَّا
__________
= فلان يطالبون بدماء وخَبْل: أي بقطع أيد وأرجل، كذا في "النهاية". وفي "القاموس": الخبل- يعني بفتح فسكون-: فساد الأعضاء والفالج، ويحرك فيهما، وقطع الأيدي والأرجل. فقوله: الجراح، تفسير له، والإضافة قريب من إضافة أحد المترادفين ومثلها تُأوَّلُ بإضافة المسمَّى إلى الاسم، أي: أصيب
بمسمى الخبل، ويحتمل أن الخبل الثاني بمعنى المقطوع، أي بقطع المقطوع على المشارفة، مثل من قتل قتيلاً، وهذا أوضح.
قلنا: إن السندي قد قرأها على الإضافة، فأولها كما تقدم، والأقرب قراءتها على أن جملة: الخبل: الجراح، معترضة أوردها الراوي لتفسير الخبل.
قوله: "شيئاً من ذلك"، أي: مما ذكر من الأمور الثلاثة.
قوله: "ثم عدا": تجاوز الحدَّ.
قوله: "فله النار": تأويله كتأويل قوله: (وَمَنْ يقْتُلْ مُؤْمناً متعمداً ... ) الآية. [النساء: 93] .(26/298)
صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، وَإِنَّمَا أَحَلَّهَا لِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ أَمْسِ، وَهِيَ الْيَوْمَ حَرَامٌ كَمَا حَرَّمَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَإِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ قَتَلَ فِيهَا، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَ بِذَحْلٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنِّي وَاللهِ لَأَدِيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ، الَّذِي قَتَلْتُمْ "، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "وإن أعتى الناس على الله عز وجل ثلاثة: رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بذحل في الجاهلية" فحسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن يزيد من رجال "التعجيل"، وذكره المزي في "تهذيب الكمال" تمييزاً، انفرد بالرواية عنه الزهري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم الأزدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه مطولاَ ومختصراً البخاري في "التاريخ الكبير" 7/277، والفسوي في "المعرفة والتاريخ " 1/397- 398، والبيهقي في "السنن" 8/71 من طريق الليث بن سعد، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (500) ، والحاكم 4/349 من طريق ابن وهب، كلاهما عن يونس، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (16373) ، وسيأتي بإسناد صحيح 6/385، وانظر (16377) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أعتى الناس على الله عز وجل ثلاثة: رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بذحل في الجاهلية".
له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بإسناد حسن سلف برقم (6681) ، وذكرنا هناك شواهده.
وانظر (16378) . =(26/299)
16377 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ إِلَى مَكَّةَ بَعْثَهُ يَغْزُو ابْنَ الزُّبَيْرِ، أَتَاهُ أَبُو شُرَيْحٍ فَكَلَّمَهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى نَادِي قَوْمِهِ فَجَلَسَ فِيهِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَحَدَّثَ قَوْمَهُ كَمَا حَدَّثَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمَّا قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا (1) هَذَا إِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ مَكَّةَ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ عَدَتْ خُزَاعَةُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ فَقَتَلُوهُ وَهُوَ مُشْرِكٌ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا خَطِيبًا فَقَالَ: " أَيُّهَا (2) النَّاسُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
__________
= قال السندي: قوله: ثأرنا، بالهمزة بعد المثلثة: أي بدل ما أصابوا منا من الدماء.
قوله: يؤم، بالهمزة، أي: يقصد.
قوله: وَتَرَهم، أي: نقصهم وقتل منهم.
قوله: أن يخلص، أي: قاتله.
قوله: "وإن أعتى الناس"، أي: مِنْ أعتاهم.
قوله: "قتل فيها"، أي: في مكة.
قوله: "بذحل"، أي: بجناية.
قوله: "لأَدِيَنَّ": من ودى المقتول إذا أعطاه ديته، وهو بنون ثقيلة.
قوله: فوداه، أي: أعطى ديته.
(1) لفظ "يا" ليس في (م) .
(2) في (م) : يا أيها بزيادة "يا"، وقد ضرب عليها في (س) .(26/300)
وَالْأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ مِنْ حَرَامِ اللهِ تَعَالَى (1) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ فِيهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرًا، لَمْ تَحْلِلْ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ يَكُونُ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ لِي إِلَّا هَذِهِ السَّاعَةَ غَضَبًا عَلَى أَهْلِهَا، أَلَا ثُمَّ قَدْ رَجَعَتْ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ، أَلَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، فَمَنْ قَالَ لَكُمْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَاتَلَ بِهَا فَقُولُوا: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحَلَّهَا لِرَسُولِهِ وَلَمْ يُحْلِلْهَا لَكُمْ، (2) يَا مَعْشَرَ خُزَاعَةَ، ارْفَعُوا (3) أَيْدِيَكُمْ عَنِ الْقَتْلِ، فَقَدْ كَثُرَ أَنْ يَقَعَ، لَئِنْ قَتَلْتُمْ قَتِيلًا لَأَدِيَنَّهُ، فَمَنْ قُتِلَ بَعْدَ مَقَامِي هَذَا فَأَهْلُهُ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِنْ شَاءُوا فَدَمُ قَاتِلِهِ وَإِنْ شَاءُوا فَعَقْلُهُ "، ثُمَّ وَدَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ الَّذِي قَتَلَتْهُ خُزَاعَةُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ لِأَبِي شُرَيْحٍ: انْصَرِفْ أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَنَحْنُ أَعْلَمُ بِحُرْمَتِهَا مِنْكَ، إِنَّهَا لَا تَمْنَعُ سَافِكَ دَمٍ، وَلَا خَالِعَ طَاعَةٍ وَلَا مَانِعَ جِزْيَةٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: قَدْ كُنْتُ شَاهِدًا، وَكُنْتَ غَائِبًا فَقَدْ بَلَّغْتُ، وَقَدْ أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَلِّغَ شَاهِدُنَا غَائِبَنَا، وَقَدْ بَلَّغْتُكَ فَأَنْتَ وَشَأْنُكَ (4)
__________
(1) قوله: "من حرام الله تعالى"، ليست في (ظ12) ، وضرب عليها في (2) في (ظ12) و (ص) : لك.
(3) في (ق) و (م) : وارفعوا.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات=(26/301)
° 16378 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّ أَبِي حَدَّثَنَا عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ (1) أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ طَلَبَ بِدَمِ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، أَوْ بَصَّرَ عَيْنَيْهِ فِي النَّوْمِ مَا لَمْ
__________
= رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (2027) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/260، والطبراني في "الكبير" 22/ (485) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/83-84 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (16373) ، وسيأتي بإسناد صحيح كذلك 6/385.
قال السندي: قوله: "غضباً على أهلها": أي أن الله تعالى قد غضب على أهلها لقبيح أعمالهم من الشرك وغيره، فأحل لي مكة حتى ينتقم منهم على يدي.
قوله: "فقد كثر أن يقع"، أي: فقد كثر وقوعه.
قوله: "فدم قاتله" بالنصب، أي: فليأخذوا دمَ قاتله، أو بالرفع، أي: فدم قاتله لهم.
قوله: ولا مانع خزية، بكسر خاء معجمة، وإعجام راء: ما يُسْتحيا منه، أو من الهوان، أو بفتحها للمرة، أي: من يستحق الخِزْيَ ومَنَعَ نَفْسَه منه فالحَرَمُ لا يعيذُه. قيل: وقد حاد عمرو عن الجواب، وأتى بكلامٍ ظاهره حق، ولكن أراد به الباطل، فإن ابن الزبير لم يرتكب ما يجب عليه فيه شيء، بل هو أولى بالخلافة من يزيد، لأنه صحابي.
(1) في (م) : إن من، بزيادة: إن.(26/302)
تُبْصِر " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن إسحاق: وهو المدني، فيه كلام من جهة حفظه، وقال البخاري: ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه.
قلنا: وقد خالف هنا يونس بن يزيد الأيلي، فقد رواه عن الزهري، عن مسلم ابن يزيد، أحد بني سعد عن أبي شريح به نحوه، وقد سلف برقم (16376) .
وقد أورد البخاري في "تاريخه الكبير" 7/277 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني. وقال في حديث الزهري هذا: وجعل بعض الناس حديثه عن عطاء بن يزيد، ولا يصح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2303) و (2304) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1460) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (498) و (499) ، والحاكم 4/349 من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!
وأخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة"- فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 12/211- من طريق عمرو بن دينار، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد مرسلاً.
ومن طريق مسعر، عن عمرو بن مرة، عن الزهري، معضلاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/174، وقال: هو في "الصحيح" غير قوله: "أو بَصَر عينيه". رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
قلنا: قوله: "من أعتى الناس على الله عز وجل من قتل غير قاتله، أو طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام".
وقد سلف نحوه برقم (16376) ، وقد ذكرنا هناك شواهده.
وقوله: "أو بصر عينيه في النوم ما لم تبصر"، سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5711) ولفظه: "إن من أفرى الفرى أن يُرِيَ عينيه في المنام ما لم ترى". وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(26/303)
حَدِيثُ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ (1)
16379 - حَدَّثَنَا فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْكِلَابِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْهَمْدَانِيِّ،
__________
(1) الوليد بن عقبة: هو أخو عثمان لأمه، يكنى أبا وهب، أسر أبوه ببدر، فأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله، فقال: يا محمد، مَنْ للصبية؟ قال: النار. فقتل صبراً، وكان شديداً على المسلمين، كثير الأذى. وأسلم الوليد وأخوه عمار يوم الفتح، وحديث الكتاب يدل على أنه كان صغيراً يوم الفتح، وقد أخرجه أبو داود، ولكن ضعف بأن عبد الله الهمداني أبا موسى مجهول، وجاء ما يدل
على أنه كان كبيراً يومئذٍ، وقد جاء أنه خرج ليرد أخته أم كلثوم بنت عقبة حين خرجت مهاجرة قبل الفتح. وجاء أنه قدم المدينة في فداء بعض الأسرى يوم بدر، فكيف يكون صغيراً يوم الفتح؟.
وقال ابن عبد البر: لا خلاف بين أهل العلم بالقرآن أنه نزل فيه قوله تعالى: (إن جاءكُمْ فاسِقٌ بنبأٍ ... ) الآية [الحجرات: 6] وقد بعثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصدقاً إلى بني المصطلق، فعاد فأخبر عنهم أنهم ارتدُّوا، ومنعوا الصدقة، وقد خرجوا يتلقونه وعليهم السلاح، فظن أنهم خرجوا يقاتلونه، فرجع، فأخبر بارتدادهم، فبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد، فلما دنا منهم بعث عيوناَ ليلاً، فإذا هم ينادون بالصلاة ويصلون، فأتاهم خالد فلم ير منهم إلا طاعة وخيراً، فرجع،
فنزلت هذه الآية. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره وغيره.
وقد ولاه عثمان الكوفة حين استخلف بعد عزل سعد بن أبي وقاص، واستعظم الناس ذلك، وقصة صلاته بالناس الصبح أربعاً وهو سكران مشهورة، وقصة جلد عمر له بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضاً، وعزله عثمان بعد جلده عن الكوفة.
ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة، فلم يشهد مع علي ولا غيره إلى أن مات في خلافة معاوية، قاله السندي.(26/304)
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: " لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ جَعَلَ أَهْلُ مَكَّةَ يَأْتُونَهُ بِصِبْيَانِهِمْ فَيَمْسَحُ عَلَى رُءُوسِهِمْ وَيَدْعُو لَهُمْ، فَجِيءَ بِي إِلَيْهِ وَإِنِّي مُطَيَّبٌ بِالْخَلُوقِ، فَلَمْ (1) يَمْسَحْ عَلَى رَأْسِي، وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ أُمِّي خَلَّقَتْنِي بِالْخَلُوقِ فَلَمْ يَمَسَّنِي مِنْ أَجْلِ الْخَلُوقِ " (2)
__________
(1) في (م) : ولم.
(2) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله الهمداني وهو أبو موسى، فقد انفرد بالرواية عنه ثابت بن الحجاج الكلابي، وجهله الذهبي وابن حجر في "التقريب"، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/224: لايصح حديثه، وقال ابن عبد البر: أبو موسى هذا مجهول، والخبر منكر لا يصح. قلنا: ويقال في
هذا الحديث: عبد الله الهمداني، عن أبي موسى الهمداني، عن الوليد! وقال البخاري في "التاريخ الأوسط " (المطبوع خطأ باسم الصغير) 1/91: ليس يعرف أبو موسى ولا عبد الله، وقد خولف. وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5239) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/319، والطبراني في "الكبير" 22/ (406) ، والحاكم 3/100 والبيهقي في "السنن " 9/55، وفي "الدلائل " 6/397- 398 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/91 من طريق فياض بن محمد الرقي، به.
وأخرجه البخاري كذلك في "التاريخ الأوسط" 1/90، من طريق زيد بن أبي الزرقاء، والبخاري كذلك 1/90 والبيهقي في "السنن" 9/55 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن جعفر بن برقان، به.
وقد تحرف في مطبوع "التاريخ" جعفر إلى حفص!
وأخرجه أبو داود (4181) عن أيوب بن محمد الرقي، عن عمر بن=(26/305)
حَدِيثُ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ (1)
16380 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَبَالِغْ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا " (2)
__________
= أيوب، عن جعفر بن برقان، به.
وقد اختلف فيه على عمر بن أيوب، فرواه العقيلي في "الضعفاء" 2/319 من طريق المغيرة بن معمر الحَرَاني، عن عمر بن أيوب، عن جعفر بن برقان، عن ثابت، عن عبد الله الهمداني، عن أبي موسى، عن الوليد بن عقبة، به.
فزاد في الإسناد: عن أبي موسى. قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/91: وقال بعضهم: أبو موسى الهمداني، وليس يعرف أبو موسى ولا عبد الله، وقد خولف.
قلنا: وقد تحرَف في مطبوع "الضعفاء" للعقيلي ثابت إلى ليث!
قال السندي: قوله: بالخلوق، بفتح الخاء: طيب مركب من الزعفران وغيره، تغلب عليه الحمرة والصفرة من طيب النساء.
(1) قال السندي: لقيط بن صبرة، بفتح المهملة وكسر الموحدة. قيل: هو لقيط بن عامر أبو رزين، السابق ذكره، وصبرة جَدُّه، والأكثر على أنهما اثنان.
قلنا: انظر التعليق رقم (1) ص 100 من هذا الجزء من المسند.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، سفيان: هو الثوري، أبو هاشم: هو إسماعيل بن كثير المكي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/66، وفي "الكبرى" (98م) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (79) ، والطبراني في "الكبير" 19/=(26/306)
16381 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلِ الْأَصَابِعَ " (1)
__________
= (482) ، والحاكم 1/147-148، والبيهقي في "السنن" 1/50 و4/261 من طرق عن سفيان، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/11 و27، وأبو داود (2366) ، والترمذي (788) ، والنسائي في "المجتبى" 1/66، وابن ماجه (407) ، وابن الجارود في "المنتقى" (80) ، وابن خزيمة (150) (168) ، وابن حبان (1087) ، والحاكم 1/148، والبيهقي في "السنن" 1/76 من طريق يحيى بن سُلَيم الطائفي، عن أبي هاشم، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/229 من طريق مسعر، عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير، به. وذكر المزي في ترجمة إسماعيل أن مسعراً يروي عنه إن كان محفوظاً.
وسيأتي برقم (16383) ، ومطولاً برقم (16384) .
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه الحاكم 1/182 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (38) من طريق وكيع، به، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (79) ، والنسائي في "المجتبى" 1/79، وفي "لكبرى" (117) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (481) و (482) ، والحاكم 1/147-148، والبيهقي في "السنن" 1/50 و4/261 من طرق عن سفيان، به. =(26/307)
16382 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَبَحَ لَنَا شَاةً، وَقَالَ: " لَا تَحْسَبَنَّ ـ وَلَمْ يَقُلْ: لَا تَحْسَبَنَّ ـ أَنَا إِنَّمَا ذَبَحْنَاهَا لَكَ وَلَكِنْ لَنَا غَنَمٌ فَإِذَا بَلَغَتْ مِائَةً ذَبَحْنَا شَاةً " (1)
16383 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَأَبْلِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ مَا لَمْ تَكُ صَائِمًا " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/11، والترمذي (788) ، والنسائي في "المجتبى" 1/79، وفي "الكبرى" (117) ، وابن ماجه (448) ، وابن الجارود في "المنتقى" (80) ، وابن خزيمة (150) و (168) ، وابن حبان (1087) ، والحاكم 1/148، والبيهقي في "السنن" 1/76 من طريق يحيى بن سُلَيْم الطائفي، عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير، به.
وسيأتي مطولاً برقم (16384) .
قال السندي: قوله: "فخلل": من التخليل.
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وسيأتي مطولاً برقم (16384) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (16380) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3047) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وسيأتي مطولاً برقم (16384) .(26/308)
16384 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو هَاشِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ، جَدِّهِ وَافِدِ بْنِ (1) الْمُنْتَفِقِ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ نَجِدْهُ، فَأَطْعَمَتْنَا عَائِشَةُ تَمْرًا، وَعَصَدَتْ لَنَا عَصِيدَةً، إِذْ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَلَّعُ فَقَالَ: " هَلْ أُطْعِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ رَبَعَ (2) رَاعِي الْغَنَمِ فِي الْمُرَاحِ عَلَى يَدِهِ سَخْلَةٌ، قَالَ: " هَلْ وَلَدَتْ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاذْبَحْ لَنَا شَاةً "، ثُمَّ أَقْبِلْ عَلَيْنَا فَقَالَ: " لَا تَحْسَبَنَّ ـ وَلَمْ يَقُلْ لَا تَحْسَبَنَّ (3) ـ إِنَّا ذَبَحْنَا الشَّاةَ مِنْ أَجْلِكُمَا، لَنَا غَنَمٌ مِائَةٌ لَا نُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ عَلَيْهَا فَإِذَا وَلَّدَ الرَّاعِي بَهْمَةً أَمَرْنَاهُ بِذَبْحِ شَاةٍ "
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَأَسْبِغْ وَخَلِّلِ الْأَصَابِعَ، وَإِذَا اسْتَنْثَرْتَ فَأَبْلِغْ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا "
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي امْرَأَةً فَذَكَرَ مِنْ طُولِ لِسَانِهَا وَبَذَائِهَا (4) ، فَقَالَ: " طَلِّقْهَا "،
__________
(1) في (ظ12) و (ص) : بني.
(2) في (ق) و (ص) ، وهامش (س) : رتع، وقد أهملت في (ظ 12) . قال السندي: في نسخ: رتع، ولعله رجع، وفي "الأطراف": رفع. قلت (القائل السندي) : وفي أبي داود: دفع الراعي غنمه، أي: ساقها وأوصلها. قلنا: دفع هي رواية عبد الرزاق في "مصنفه" كذلك.
(3) قال السندي: قوله: "لا تحسِبن" بكسر السين، والثاني بفتحها، كأن مراد الراوي أنه حافظ للحديث حتى إنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نطق بالسين مكسورة لا مفتوحة.
(4) في (م) : إيذائها، وهو تحريف.(26/309)
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا ذَاتُ صُحْبَةٍ وَوَلَدٍ، قَالَ: " فَأَمْسِكْهَا وَأْمُرْهَا، فَإِنْ يَكُ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَفْعَلْ، وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أَمَتَكَ (1) " (2)
__________
(1) في (ظ 12) و (ص) ، وهامش (ق) : أميَّتك، وهي نسخة في (س) قال السندي: وفي بعض النسخ، أميتك بالتصغير.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وابن جريح: وهو عبد الملك بن عبد العزيز قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وشك عبد الرزاق في هذا الإسناد بقوله: عن أبيه أو جده، لا يضر، فقد روي: عن أبيه من غير شك من طريق يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج، كما سيأتي برقم
4/211، ثم إنه ورد مختصراً في الأرقام (16380) و (16381) و (16382) و (16383) عن أبيه دون شك كذلك، وكذلك في تخريج هذه الرواية كما سيأتي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (80) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (479) ، ولكن فيه عند الطبراني: عن أبيه دون شك.
وأخرجه بنحوه مختصراً الدارمي 1/179، وأبو داود (144) ، والبيهقي في "السنن" 1/52، من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والحاكم 1/148، و2/232-233، والبيهقي في "السنن" 1/51 من طريق الحجاج بن محمد المصيصي كلاهما عن ابن جريج، به، وفيه: عن أبيه دون شك.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/32-33 (ترتيب السندي) ، وأبو داود (142) و (3973) ، وابن حبان (1054) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (480) ، والبيهقي في "السنن" 7/303، وفي "المعرفة" (657) ، والبغوي في "شرح السنة" (213) ، من طريق يحيى بن سُلَيْم الطائفي، وأخرجه مختصراً الطيالسي (1341) من طريق الحسن بن أبي جعفر، وأخرجه البخاري مختصراً كذلك في "الأدب المفرد" (166) ، والحاكم 1/148 من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، ثلاثتهم عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير، به. وعندهم: عن أبيه دون=(26/310)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= شك.
قال السندي: قوله: يتقلَّع، أي: يمشي سريعاً.
قوله: "هل أُطعمتم": على بناء المفعول.
قوله: "في المُراح"، بضم الميم: مأوى الغنم والإبل ليلاً.
قوله: "سخلة"، بفتح فسكون: ولد المعز.
قوله: "هل ولَّدت"، بتشديد اللام، والخطاب للراعي، من وَلَّد الشاةَ توليداً: إذا حضر ولادتها، فعالجها حتى يخرج الولد منها، قيل: وتخفيف اللام مع سكون التاء غلط المحدِّثين.
قوله: "لا تحسِبَنَّ أَنا ذبحنا الشاة من أجلكما": فيه أنه ينبغي للمضيف أن يُري ضيفه أنه ليس بثقيل عليه.
قوله: "بهمة"، بفتح فسكون: ولد الشاة أول ما يولد، ذكراً أو أنثى، يعم الضأن والمعز، وقيل: مخصوص بالضأن.
قوله: "إذا توضأت": لعل الاقتصار على هذه الأمور مع أن السؤال كان عن الوضوء إما من الرواة بسبب أن الحاجة دعتهم إلى نقل البعض، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين كيفية الوضوء بتمامها، وإما من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بناء على أنه علم أن مقصد السائل البحث عن هذه الأمور وإن أطلق لفظه في السؤال، إما بقرينة حالِ، أو وحي أو إلهام.
قوله: وبذائها، بفتح ومد: الفحش في القول.
قوله: ذات صحبة، أي: قديمة.
قوله: "ولا تضرب"، أي: شديداَ كما تضرب الأَمَة عند الحاجة. قيل: هو نهي عن مطلق الضرب، وهو منسوخ بقوله تعالى: (واضربوهن) [النساء: 34] أو محمول على خلاف الأَوْلى، فيترك مهما أمكن، ويقتصر على الوعظ. وقيل: هو نهي عن ضرب كضرب الأمة. قلت (القائل السندي) : بل
كضرب الأمة الحقيرة عند أهلها كما يدل عليه التصغير، والتشبيه ليس لإباحة ضرب المماليك، بل لأنه مما جرى به عادتهم، وحديث: "لا ترفع عصاك عن=(26/311)
حَدِيثُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ (1)
16385 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ فِي الْآخِرَةِ، وَلَيْسَ عَلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ نَذْرٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ " (2)
__________
= أهلك". قيل: أريد به الأدب لا الضرب.
(1) قال السندي: ثابت بن الضحاك الأنصاري، شهد بيعة الرضوان، وقيل: بدراً، مات في أيَّام ابنِ الزبير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، ويزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1197) ، ومسلم (110) ، والترمذي (1527) و (1543) ، والدارمي 2/191- 192، وأبو عوانة: 1/44-45، والطبراني في "الكبير" (1332) ، والبيهقي في "الشعب" 10/30 من طرق عن هشام، به. وعند مسلم زيادة: "ومن ادَّعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قِلَّة، ومن حَلَفَ على يمين صَبْرٍ فاجرة". وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (15812) و (15984) ، (19715) ،=(26/312)
16386 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى الْإِسْلَامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ "
وَقَالَ: " مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عَذَّبَهُ اللهُ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " (1)
__________
= والبخاري (6047) ، ومسلم (110) (176) ، وأبو داود (3257) ، والنسائي في "المجتبى" 7/6 و19، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2129) ، وابن الجارود في "المنتقى" (924) ، وأبو عوانة 1/45، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (835) و (836) ، وابن حبان (4367) ، والطبراني في "الكبير" (1330) و (1333) و (1336) و (1337) ، والبيهقي في "الشعب" (5153) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسيأتي مختصراً بالأرقام (16386) و (16387) و (16389) و (16390) و (16391) و (16392) .
قال السندي: قوله: "كقتله": فإن لعنه كالقول بأنه كافر، إذ هو المستحق للعن، ولو كفر لاستحق القتل، فلعنه بمنزلة القول بأنه يستحق القتل، والشهادة عليه بأنه يستحق القتل كقتله.
قوله: "فيما لا يملك": ظاهره أنه لا ينعقد نذره أصلاً.
قوله: "ومن حلف بملَّة"، أي: راضياً بدخوله فيها. قيل: وإلا فليس بكافر، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني: وسفيان: هو الثوري. وخالد الحذاء: هو ابن مهران.
وأخرجه مسلم (110) (177) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/45-46 من طريق يزيد بن هارون، عن سفيان، به.
وأخرجه البخاري (1363) ، والنسائي في "المجتبى" 7/5-6، وابن ماجه (2098) ، وابن حبان (4366) ، والطبراني في "الكبير" (1338) ، و (1339) =(26/313)