13393 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ قَائِلًا مِنَ النَّاسِ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَمَا يُرِيدُ الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: " بَلَى إِنَّهُ لَيَعْمِدُ إِلَيْهَا، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ بِنِقَابِهَا وَأَبْوَابِهَا، يَحْرُسُونَهَا مِنَ الدَّجَّالِ " (1)
13394 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ: ك ف ر - مُهَجًّى، يَقُولُ: كَافِرٌ - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ أُمِّيٌّ وَكَاتِبٌ " (2)
13395 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا (3) أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ أُهْدِيَ لِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةٌ مِنْ سُنْدُسٍ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ الْحَرِيرِ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ مَنَادِيلَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ
__________
= عن شيبان، به. وتحرف شيبان إلى: سفيان، عند البغوي في "التفسير".
وانظر ما سلف برقم (12708) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12244) .
قوله: "أما يريد المدينةَ؟ " يعني الدجال.
والنقْاب: جمع نَقْب، وهو الطريق في الجبل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان " (1051) من طريق الحسن بن موسى، عن شيبان النحوي، بهذا الإسناد. وانظر (12004) .
(3) في (م) و (س) : وحدث.(21/90)
أَحْسَنُ مِنْ هَذَا " (1)
13396 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ وَهُوَ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ فَيَقُولُ: " تَرَاصُّوا وَاعْتَدِلُوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (2)
13397 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَلْيَمْشِ عَلَى هِينَتِهِ، فَمَا أَدْرَكَ صَلَّى، وَمَا سَبَقَهُ أَتَمَّ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (1200) ، والبخاري (2615) و (3248) ، ومسلم (2469) ، وأبو يعلى (3112) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وانظر (13148) .
قوله: "وكان ينهى- أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الحرير" هكذا وقع في رواية شيبان عن قتادة، ويُفْهم منها أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يلبسها، ووقع في رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فيما سلف برقم (13148) و (13455) ، ورواية عمر بن عامر عن قتادة عند البزار (2702) ، وهي عند مسلم إلا أنه لم يسق لفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبسها وذلك قبل أن ينهى عن الحرير. ويشدُّ هذه الرواية عن قتادة ما وقع فيما سلف برقم (12223) من رواية واقد بن عمرو بن سعد عن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبسها، والله تعالى اعلم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وهو مكرر (12255) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل سليمان بن حيان.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (166) ، ومعلقاً (167) ، والطبراني في "الأوسط " (4403) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.=(21/91)
13398 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رُقَيَّةَ لَمَّا مَاتَتْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلِ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أَهْلَهُ ". فَلَمْ يَدْخُلْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْقَبْرَ (1)
13399 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُغِيرُ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَيَسْتَمِعُ الْأَذَانَ، فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ أَمْسَكَ، وَإِلَّا أَغَارَ، فَاسْتَمَعَ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى الْفِطْرَةِ "، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ: " خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ " (2)
13400 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،
__________
= وانظر (12034) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وقد وهم في هذا الحديث فسمى ابنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هنا رقية، والصواب أنها أمُ كُلْثوم كما سبق تحقيقُه عند الحديث رقم (12275) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2512) من طريق عبيد الله بن محمد بن عائشة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13853) عن عفان، عن حماد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه أبو عوانة 1/336 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وانظر (12351) .(21/92)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مَلِكَ الرُّومِ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَقَةً مِنْ سُنْدُسٍ، فَلَبِسَهَا، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدَيْهَا تَذَبْذَبَانِ مِنْ طُولِهِمَا، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ مِنَ السَّمَاءِ، فَقَالَ: " وَمَا يُعْجِبُكُمْ مِنْهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَنْدِيلًا مِنْ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا ". ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلَبِسَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا " قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: " أَرْسِلْ بِهَا إِلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ " (1)
13401 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَزْمٌ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف ومتنه منكر، تفرد به بهذه السياقة علي بن زيد- وهو ابن جدعان- وهو ضعيف. وسيأتي من طريقه هكذا مرة أخرى برقم (13626) . وانظر (12093) .
مُسْتُقة، قال السندي: بضم ميم وسكون سين مهملة ومثناة فوقية مضمومة أو مفتوحة وقاف، قال الأصمعي: هي فروة طويلة الأكمام.
تَذَبْذَبان: مضارع من ذَبْذَبَ، إذا تحرَك واضطربَ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ميمون بن سياه، ومن دونه ثقات. يونس: هو ابن محمد المؤدَب، وحَزْم: هو ابن أبي حزم القُطَعي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق " (244) من طريق أحمد بن =(21/93)
13402 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، فَذَكَرَ شَيْئًا مِنَ التَّفْسِيرِ قَالَ: قَوْلُهُ: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلَأْتِ} [ق: 30] قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعِزَّةِ قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ " (1)
13403 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي يَوْمِ خَمِيسٍ، فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْغَدَاءِ، فَتَغَدَّى بَعْضُ الْقَوْمِ، وَأَمْسَكَ بَعْضٌ، ثُمَّ أَتَوْهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَفَعَلَ مِثْلَهَا، فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الْغَدَاءِ، فَأَكَلَ
__________
= المقدام العجلي، وأبو نعيم في "الحلية" 3/107 من طريق مسدد، كلاهما عن حزم بن أبي حزم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13811) عن أحمد بن عبد الملك، عن حزم.
وانظر ما سلف برقم (12588) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَحْوي.
وأخرجه عبد بن حميد (1183) ، ومسلم (2848) (37) ، والترمذي (3272) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6661) ، وأبو عوانة 1/187، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/221-222، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 348-349، والبغوي في "تفسيره " 4/225 من طريق آدم بن أبي إياس، عن شيبان النَحوي، به.
وانظر (12380) .(21/94)
بَعْضُ الْقَوْمِ، وَأَمْسَكَ بَعْضٌ، فَقَالَ لَهُمْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: لَعَلَّكُمْ اثْنَانِيُّونَ، لَعَلَّكُمْ خَمِيسِيُّونَ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ فَلَا يُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْطِرَ الْعَامَ، ثُمَّ يُفْطِرُ فَلَا يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: مَا فِي نَفْسِهِ أَنْ يَصُومَ الْعَامَ، وَكَانَ أَحَبُّ الصَّوْمِ إِلَيْهِ فِي شَعْبَانَ " (1)
13404 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
__________
(1) إسناده ضعيف، عثمان بن رُشيد ضعَّفه يحيى بن معين.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (4763) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عثمان بن رشيد، بهذا الإسناد. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أنس بن سيرين إلاَّ عثمان بن رشيد، تفرَّد به عبدُ الصمد.
وأخرج الترمذي (663) ، وأبو يعلى (3431) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/83، والبيهقي في "الشعب " (3819) ، والبغوي (1778) من طريق صدقة بن موسى، عن ثابت، عن أنس قال: سئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُ الصوم أفضلُ بعد رمضان؟ قال: "شعبان، لتعظيم رمضان ". وقال الترمذي: حديث غريب، وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي.
وقد سلف برقم (12012) عن حميد عن أنس قال: وكان- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصوم من الشهر حتى نقول: لا يفطر منه شيئاً، ويفطر حتى نقول: لا يصوم منه شيئاَ. وإسناده صحيح.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي في مسندها 6/39 قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم حتى نقول: قد صام: ويفطر حتى نقول: قد أفطر، وما رأيته صام شهراً أكثر من صيامه في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً. وهو متفق عليه.(21/95)
يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ " (1)
13405 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ قَوْمًا ذَكَرُوا عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْحَوْضَ - قَالَ حَسَنٌ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْحَوْضُ (2) - فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: مَا الْحَوْضُ؟، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَقَالَ: لَا جَرَمَ وَاللهِ لَأَفْعَلَنَّ. فَأَتَاهُ فَقَالَ: ذَكَرْتُمُ الْحَوْضَ؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً " يَقُولُ: " إِنَّ مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ، - أَوْ ما بَيْنَ صَنْعَاءَ وَمَكَّةَ -، وَإِنَّ آنِيَتَهُ أَكْثَرُ مِنْ نُجُومِ السَّمَاءِ " قَالَ حَسَنٌ: " وَإِنَّ آنِيَتَهُ لَأَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرمي.
وأخرجه أبو يعلى (2799) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وانظر (12379) .
(2) ما بين المعترضتين سقط من (م) ، وهو يفيد أن حسن بن موسى أدخل في روايته بين علي بن زيد وبين أنس الحسنَ البصريَ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان.
وأخرج ابن أبي عاصم في السنة (698) من طريق هدبة بن خالد،=(21/96)
13406 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ ذُكِرَ الْحَوْضُ عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَاللهِ لَأَفْعَلَنَّ بِهِ وَلَأَفْعَلَنَّ " (1)
13407 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا
__________
= وأبو يعلى (3355) من طريق عبد الرحمن بن سلام الجُمَحي، كلاهما عن حماد، عن ثابت، عن أنس: أن زياداً أو ابن زياد ذُكِرَ عنده الحوض فأنكر ذلك، فبلغ ذلك أنساً فقال: أمَا والله لأسُوءَنَّه غداً. فقال: ما أنكرتُم من الحوض؟ قالوا: سمعتَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكره؟ قال: نعم، ولقد أدركت عجائزَ بالمدينة لا يصلين صلاةَ إلا سَألْنَ الله تعالى أن يُورِدَهنَّ حوضَ محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اللفظ لابن أبي عاصم، وإسناده صحيح.
وأخرج الحاكم 1/78 من طريق مسدد، عن خالد بن الحارث، عن حميد، عن أنس، قال: دخلت على عبيد الله بن زياد ... فذكره بنحو لفظ ابن أبي عاصم، وصححه ووافقه الذهبي.
وانظر ما بعده.
وفي عدد آنية النجوم، انظر ما سلف برقم (11996) .
وفي سَعَة الحوض، انظر ما سلف برقم (12362) .
وانظر "فتح الباري " 11/467-468.
وعبيد الله بن زياد: هو ابن زياد بن أبيه الذي استلحقه معاويةُ بأبيه فقيل: زياد بن أبي سفيان، وعُبَيد الله هذا كان أميراً على العراق لمعاوية كما كان أبوه من قبل، قُتِل سنة 67 هـ. انظر "السير" 3/545-549.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.(21/97)
سِوَاهُمَا، وَرَجُلٌ يُحِبُّ رَجُلًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَرَجُلٌ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ يَهُودِيًّا وَنَصْرَانِيًّا (1) "، قَالَ حَسَنٌ: " أَوْ نَصْرَانِيًّا " (2)
13408 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا اسْتِعْمَالُهُ؟ قَالَ: " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ " (3)
13409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا، وَلَيْسَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فِي بَيْتِهَا، فَتَأْتِي فَتَجِدُهُ نَائِمًا، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ ذَفَّ عَرَقًا (4) ، فَتَأْخُذُ عَرَقَهُ بِقُطْنَةٍ فِي قَارُورَةٍ فَتَجْعَلُهُ فِي
__________
(1) سقطت الواو من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12783) .
قوله: "أن يرجع يهودياً أو نصرانياً" هكذا هو في هذه الرواية، والمحفوظ في حديث أنس في "الصحيحين " وغيرهما: "أن يرجع في الكفر" أو "يعود في الكفر"، انظر ما سلف (12002) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك. وانظر (12036) .
(4) في (ظ 4) و (ق) : ذو عَرَق، والجادة ما أثبتنا، وفي (م) و (س) : ذف عرقاَ، ثم أثبت صاحب النسخة (س) على هامشها ما في (ظ 4) و (ق) وصحح عليه، لكن أشار فوقه بضبه، فكأنه استشكلها فلذلك أثبت في صلب النسخة: ذف عرقاً، وعليه شرح السندي فقال: بفتح ذال معجمة وتشديد فاء،=(21/98)
سُكِّهَا " (1)
13410 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ شَجَرَةً كَانَتْ عَلَى طَرِيقِ النَّاسِ كَانَتْ تُؤْذِيهِمْ، فَأَتَاهَا رَجُلٌ فَعَزَلَهَا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَلَّبُ فِي ظِلِّهَا فِي الْجَنَّةِ " (2)
13411 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ يَعْنِي ابْنَ مِسْكِينٍ، عَنْ أَبِي ظِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ
__________
أي: سَرُع، و"عرقاً" تمييٌز مبين للفاعل، أي: سَرُع عرقُه، والذفيف السريع، وقد جاء "ذِفاف " ككِتاب وعَذَاب بمعنى البَلَل، فإن جاء الفعل منه فيمكن هذا منه بمعنى: ابتل، ولكن المعنى الأول الفعل منه مستعمل، ذكره الجوهري وغيره مع ظهوره كما لا يخفى. قلنا: وأما ما أثبتناه، فمعناه: صاحب عرق، فذو تأتي بمعنى: صاحب، أي: يكثر عرقُه إذا نام.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3769) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حميد، عن أنس- وفيه: وكان ثقيل النوم كثير العرق. وقوله: "كان ثقيل النوم " غريب غير محفوظ في حديث أنس.
وانظر ما سلف برقم (12000) .
قوله: "في سُكها" أثبتناه هكذا من (ظ 4) ، وفي (م) و (س) و (ق) : في مِسْكها. والسُُّك: نوع من الطيب معروف عندهم يُخلَط فيه المسك مع غيره من الطيب.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل أبي هلال: وهو محمد بن سُلَيم الراسبي. والحديث مكرر (12571) .(21/99)
لَيُنَادِي أَلْفَ سَنَةٍ: يَا حَنَّانُ، يَا مَنَّانُ " قَالَ: " فَيَقُولُ اللهُ لِجِبْرِيلَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِعَبْدِي هَذَا، فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلُ، فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُكِبِّينَ يَبْكُونَ، فَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ فَيُخْبِرُهُ، فَيَقُولُ: ائْتِنِي بِهِ، فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَيَجِيءُ بِهِ، فَيُوقِفُهُ عَلَى رَبِّهِ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ شَرَّ مَكَانٍ، وَشَرَّ مَقِيلٍ؟ فَيَقُولُ: رُدُّوا عَبْدِي، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تَرُدَّنِي فِيهَا فَيَقُولُ: دَعُوا عَبْدِي " (1)
13412 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ سِمَاكٍ يَعْنِي ابْنَ عَطِيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَفَعَهُ قَالَ: " إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، أبو ظلال- واسمه هلال بن أبي هلال القَسْملي- مجمع على ضعفه.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات " 3/267 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. قال: هذا حديث ليس بصحيح. وأعلَّه بأبي ظلال القسملي.
وأخرجه ابن خزيمة في. التوحيد" 2/749-750، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله " (110) ، وأبو يعلى (4210) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 84، وفي "البعث والنشور" (53) ، والبغوي في "شرح السنة" (4361) من طرق عن سلام بن مسكين، به.
ويُغني عن آخر الحديث ما سلف برقم (13313) بإسناد صحيح.
والحنان: الواسعُ الرحمة.(21/100)
الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (1)
13413 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ " (2)
13414 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ " (3)
13415 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ يَسُوقُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تَميمة السَّختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1989) ، وابن حبان (5209) من طريق سليمان بن حرب، والطحاوي (1988) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وانظر (11971) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطَّبّاع- فمن رجال مسلم. وانظر (12068) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وهو مكرر (12734) .(21/101)
بَدَنَةً، قَالَ: " ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا، وَيْحَكَ أَوْ وَيْلَكَ " (1)
13416 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ أَوْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ " (2)
13417 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الْعَجْزِ وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ وَالْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ " (3)
13418 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْبَصْرِيُّ الْقَصِيرُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قَطَن- وهو عمرو بن الهيثم- فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه البخاري (1690) ، والبيهقي 5/236 من طريق مسلم بن إبراهيم، وابن ماجه (3104) عن طريق وكيع، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بن إبراهيم بهشامٍ شعبةَ، وقد سلف حديث شعبة عند المصنف برقم (12774) من غير طريق مسلم عنه.
وانظر (12735) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قَطَن- وهو عمرو بن الهيثم- فمن رجال مسلم. وانظر (12187) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (13172) .(21/102)
أَمَرَنِي بِأَمْرٍ فَتَوَانَيْتُ عَنْهُ، أَوْ ضَيَّعْتُهُ، فَلَامَنِي، فَإِنْ لَامَنِي أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا قَالَ: " دَعُوهُ، فَلَوْ قُدِّرَ - أَوْ قَالَ: لَوْ قُضِيَ - أَنْ يَكُونَ كَانَ " (1)
13419 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ عِمْرَانَ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَشْرَ سِنِينَ،
__________
(1) حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح، وفيه انقطاع، فإنَّ عمران القصير- وهو ابن مسلم- لم يسمع من أنس وإنما رآه رؤيةً، وقد فرََّق بعضُ أهل العلم بين عمران بن مسلم القصير وبين عمران القصير الذي يروي عن أنس ويروي عنه جعفر بن بُرقان، ويغلب على ظننا أنهما واحد، وعلى كل فإنه لم ينفرد بهذا الحديث، كما سيأتي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 7/17 عن محمد بن كُنَاسة الأسدي، والعقيلي في "الضعفاء" 3/305 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن جعفر بن بُرْقان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (8070) ، والضياء في "المختارة" (1834) من طريق أبي يعلى، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن عَزْرةَ ابن ثابت، عن ثُمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 34-35 من طريق عباد بن ميسرة المنقري، عن علي بن زيد بن جُدْعان، عن سعيد بن المسيب، عن أنس. وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد وعلي بن زيد.
وقد روي الحديث عن أنس من طرق صحيحة لكن دون قوله في آخره "لو قدَّر- أو قضي- أن يكون كان "، انظر ما سلف برقم (11973) .(21/103)
فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
13420 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَيُّوبَ يَعْنِي الْقَصَّابَ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَفْتَرِشْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ فِي الصَّلَاةِ كَالْكَلْبِ " (2)
13421 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِي مَرَرْتُ بِرِجَالٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ " قَالَ: " فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ " (3)
13422 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: زَارَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِنَا، فَحَلَبْنَا
__________
(1) حديث صحيح. وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أيوب القصاب- وهو ابن أبي مسكين- وباقي رجاله ثقات. محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي.
وأخرجه النسائي 2/211-212 من طريق يزيد بن هارون، عن أيوب القصَّاب، بهذا الإسناد. وانظر (12066) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان. يونس: هو ابن محمد المؤدَّب. وانظر (12211) .(21/104)
لَهُ دَاجِنًا لَنَا، وَشُبْنَا لَبَنَهَا مِنْ مَاءِ الدَّارِ، وَعَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَمِنْ وَرَاءِ الرَّجُلِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا نَزَعَ الْقَدَحَ عَنْ فِيهِ أَوْ هَمَّ بِنَزْعِهِ، قَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ فَأَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَدَحَ الْأَعْرَابِيَّ، ثُمَّ قَالَ: " الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ " (1)
13423 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ يَعْنِي السَّلُولِيَّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقِيلُ عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ، وَكَانَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ عَرَقًا، فَاتَّخَذَتْ لَهُ نِطَعًا، فَكَانَ يَقِيلُ عَلَيْهِ، وَخَطَّتْ بَيْنَ رِجْلَيْهِ خَطًّا، فَكَانَتْ تُنَشِّفُ الْعَرَقَ فَتَأْخُذُهُ، فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ " فَقَالَتْ: عَرَقُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَجْعَلُهُ فِي طِيبِي، فَدَعَا لَهَا بِدُعَاءٍ حَسَنٍ (2)
13424 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ أُمَّ سُلَيْمٍ تَنْظُرُ إِلَى جَارِيَةٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6862) عن علي بن مسلم، عن يوسف بن يعقوب، بهذا الإسناد. وانظر (12077) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عمارة بن زادان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (12396) .
وقوله: "وخطَّت بين رجليه خطّاً" تفرد به عمارة ولم يتابع عليه.(21/105)
فَقَالَ: " شُمِّي عَوَارِضَهَا، وَانْظُرِي إِلَى عُرْقُوبَيْهَا " (1)
13425 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أَبُو نَصْرٍ الْعِجْلِيُّ الْخَفَّافُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ أَنْبَأَهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذْ عُرِضَ لِي نَهَرٌ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ "
__________
(1) حديث حسن، وإسناده كسابقه.
وأخرجه عبد بن حميد (1388) من طريق إسحاق بن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/166، وعنه البيهقي 7/87 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن يتزوج امرأةً، فبعث بامرأة لتنظر اليها، فقال: "شمَّي عَوارِضها، وانظُري إلى عُرقوبيها" قال: فجاءت إليهم فقالوا: أَلا نُغَدَّيك يا أم فلان؟ فقالت: لا آكل إلا من طعام جاءت به فلانة. قال: فصعدت في رفَّ لهم فنظرت إلى عُرقُوبيها، ثم قالت: قبليني يا بنيةُ. قال: فجعلت تقبَّلُها وهي تشمُ عارِضَها، قال: فجاءت فأخبرت. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وذكر البيهقي أن محمد بن كثير الصنعاني رواه أيضاً عن حماد موصولاً، إلا أنه لم يَسُق سنده إليه.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (216) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن ثابت مرسلاً. وذكر البيهقي 7/87 أن أبا النعمان- وهو محمد بن الفضل- رواه أيضاً عن حماد مرسلاً.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7842) .
العوارض: الأسنان التي في عُرْض الفم، وهي ما بين الثنايا والأضراس، واحدها: عارضٌ. أمرها بذلك لتعرف به نكهتَها وريح فمها أطيَّب أم خبيث.
والعرقوبان: عَصَبان غليظان فوق عقبي الإنسان.(21/106)
قَالَ: فَقُلْتُ: " يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ "، قَالَ: " فَضَرَبْتُ بِيَدَيَّ فِيهِ، فَإِذَا طِينُهُ الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَإِذَا رَضْرَاضُهُ اللُّؤْلُؤُ " (1) ، وقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ مِنْ كِتَابِهِ قَرَأْتُ: " قَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي: أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَرْضِهِ فَأَخْرَجَ مِنْ طِينِهِ الْمِسْكَ "
13426 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ (2) بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " مَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ فِطْرٍ قَطُّ، حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ " قَالَ: " وَكَانَ أَنَسٌ يَأْكُلُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ ثَلَاثًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَزْدَادَ أَكَلَ خَمْسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَزْدَادَ أَكَلَ وِتْرًا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم من أجل عبد الوهاب بن عطاء، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/323، وابن حبان (6474) ، والآجري في "الشريعة" ص 396 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (12675) .
الرَّضراض: الحَصَى، أو صِغارُها.
(2) تحرف في (م) و (س) و (ق) إلى: عبد الله، مكبراً.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. وانظر (12268) .(21/107)
13427 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى أَبُو طَلْحَةَ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ، فَأَمَرَ بِهِ فَصُنِعَ طَعَامًا ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَنَسُ، انْطَلِقْ ائْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَادْعُهُ، وَقَدْ تَعْلَمُ مَا عِنْدَنَا، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ يَدْعُوكَ إِلَى طَعَامِهِ، فَقَامَ وَقَالَ لِلنَّاسِ: " قُومُوا " فَقَامُوا. فَجِئْتُ أَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أَبِي طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: فَضَحْتَنَا، قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ. فَلَمَّا انْتَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَابِ قَالَ لَهُمْ: " اقْعُدُوا " وَدَخَلَ عَاشِرَ عَشَرَةٍ، فَلَمَّا جَلَسَ (1) أُتِيَ بِالطَّعَامِ تَنَاوَلَ فَأَكَلَ وَأَكَلَ مَعَهُ الْقَوْمُ حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ " قُومُوا وَلْيَدْخُلْ عَشَرَةٌ مَكَانَكُمْ " حَتَّى دَخَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَأَكَلُوا. قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: كَانُوا نَيِّفًا وَثَمَانِينَ. قَالَ: وَفَضَلَ لِأَهْلِ الْبَيْتِ مَا أَشْبَعَهُمْ (2)
__________
(1) في (م) : دخل.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. حصين ابن عبد الرحمن: هو السُّلمي.
وأخرجه أبو عوانة 5/383 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (43) ومسلم (2040) (143) ، وأبو عوانة 5/381- 382=(21/108)
13428 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ، فَعَرَضَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ قَالَ: فَأَقَامَهُ حَتَّى نَعَسَ بَعْضُ الْقَوْمِ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ " (1)
13429 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَافَرَ فِي رَمَضَانَ، فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَدَعَا بِمَاءٍ عَلَى يَدِهِ، ثُمَّ بَعَثَهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً شَرِبَ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ " (2)
13430 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " ثَارَتْ أَرْنَبٌ فَتَبِعَهَا النَّاسُ، فَكُنْتُ فِي أَوَّلِ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهَا فَأَخَذْتُهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا فَذُبِحَتْ، ثُمَّ شُوِيَتْ قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عَجُزَهَا فَقَالَ: ائْتِ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ أَرْسَلَ إِلَيْكَ بِعَجُزِ هَذِهِ الْأَرْنَبِ قَالَ: " فَقَبِلَهُ مِنِّي " (3)
__________
= و382 من طريق عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.
وانظر ما سلف برقم (12491) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. وانظر (12128) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. وانظر (12269) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم الواسطي.=(21/109)
13431 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ يَدْعُو " (1)
13432 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَنَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا " (2)
13433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَشُعْبَةَ، جَمِيعًا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ
__________
= وانظر ما سلف برقم (12182) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم وحنظلة السدوسي.
وأخرجه عبد الرزاق (4965) من طريق عثمان بن مطر، والطحاوي بنحوه 1/244 من طريق أبي هلال الراسبي، كلاهما عن حنظلة السدوسي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (14005) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن حنظلة.
وانظر ما سلف برقم (12117) .
(2) إسناده ضعيف جداً، أبو نصر: هو خثيمة بن أبي خثيمة البصري، وهو لين الحديث، وجابر: هو ابن يزيد الجعفي، وعبد الله بن واقد: هو الحراني، وهما ضعيفان، وقال البخاري في عبد الله بن واقد: منكر الحديث.
وانظر (12286) .(21/110)
خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا " (1)
13434 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَبْيَضِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِنَا الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مُحَلِّقَةٌ، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى قَوْمِي وَهُمْ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَأَجِدُهُمْ جُلُوسًا، فَأَقُولُ لَهُمْ: قُومُوا فَصَلُّوا، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّى " (2)
13435 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يزيد- وهو الكَلاعي الواسطي- فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة.
وسيأتي مكرراً من هذا الطريق برقم (13948) .
وأخرجه ابن خزيمة (1309) عن زياد بن أيوب، عن محمد بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (474) عن مسلم بن إبراهيم، عن هشام وشعبة وأبان، عن قتادة، عن أنس.
وانظر (12062) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي الأبيض، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، ورِبعي: هو ابن حِراش.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/190 من طريق عبد الله بن رجاء، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وانظر (12331) و (12912) .(21/111)
وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ " (1)
13436 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ مِغْفَرٌ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ " (2)
13437 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْإِقْعَاءِ وَالتَّوَرُّكِ فِي الصَّلَاةِ "، (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يزيد- وهو الواسطي الكَلاعي- فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه المصنف في "الزهد" ص 30 من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، بهذا الإسناد، وانظر (12360) و (13201) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير. وانظر (12068) .
(3) صحيح دون النهي عن التورك، ورجال إسناده رجال الصحيح. يحيى ابن إسحاق: هو السَّيلحيني.
وأخرجه البزار (549- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6174) ، والبيهقي 2/120 من طريق يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقال البزار: لا يُروَى عن أنس إلا من هذا الوجه، وأظنُ يحيى أخطأ فيه.
قلنا: يشير بذلك إلى الخلاف الذي وقع فيه على قتادة، فقد أخرجه هو برقم (550- كشف الأستار) من طريق محمد بن بكار، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، فذكره. وسعيد بن بشير ضعيف، والحسن=(21/112)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: " كَانَ أَبِي قَدْ تَرَكَ هَذَا الْحَدِيثَ "
13438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا يُحَذِّرُ قَوْمَهُ مِنَ الدَّجَّالِ الْكَذَّابِ فَاحْذَرُوهُ، فَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ (1) رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (2)
__________
=- وهو البصري- لم يصرَّح بسماعه من سمرة، وأخرج ابن ماجه (896) من طريق يزيد بن هارون، عن العلاء أبي محمد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال لي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا رفعتَ رأسَك من السجود، فلا تُقْعِ كما يُقعِي الكلبُ، ضع آليَتكَ بين قدميك، وألزِق ظاهرَ قدميك بالأرض ". وهذا إسناد واهٍ، فيه العلاء أبو محمد وقد اتُّهم بالوضع.
وفي باب النهي عن الإقعاء، انظر ما سلف في مسند علي بن أبي طالب برقم (1244) . وانظر الكلام عليه هناك.
قلنا: وأما النهي عن التورُّك فهو غريب منكر فقد ثبت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يتورك في الصلاة، فقد أخرج أبو داود (963) ، والترمذي (304) ، والنسائي 3/34 عن أبي حميد الساعدي أنه قال في صفة صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخَّر رِجْلَه اليسرى وقعد متوركاً على شِقَّه الأيسر. وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان برقم (1865) ، وسيأتي في مسند أبي حميد الساعدي 5/424.
وحديث أبي حميد هذا أخرجه البخاري في "صحيحه" (828) ، ولفظه عنده: وإذا جلس في الركعة الآخرة قَدَّم رجله اليسرى ونَصَبَ الأخرى وقَعَدَ على مَقْعَدَتِه. قلنا: وهو التورك. ولثبوته عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان الإمام أحمد رحمه الله قد ترك العمل بهذا الحديث كما أشار إلى ذلك ابنه عبد الله بإثره.
(1) في (م) و (س) و (ق) : ألا وإن.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات=(21/113)
13439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتِمُّوا الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ "
(1)
13440 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ يُقَالُ: (2) " أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ، (3) ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَإِنْ كَانَ نَقْصٌ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ " (4)
13441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ، كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ " (5)
__________
رجال الشيخين غير عبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفَاف- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (12004) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وانظر (12352) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : يقول، والمثبت من (ظ 4) .
(3) في (م) و (س) و (ق) : المقدَّم، والمثبت من (ظ 4) .
(4) رجاله ثقات رجال الشيخين، ومتن الحديث صحيح، انظر الحديث السالف.
حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَحْوي.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الوهاب بن عطاء، وهو من رجال مسلم، وباقي رجال الإسناد رجال الشيخين.
وأخرجه البزار (2802) و (2803) ، وأبو يعلى (2953) ، والطحاوي في=(21/114)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "شرح مشكل الآثار" 10/374 و14/222، والطبراني في "الكبير" (3488) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد- مطولاً عن أنس بلفظ: افتخر الحيَّان، الأوس والخزرج، فقالت الأوس: مِنَّا أربعة ليس فيكم مثلهم، منا من حَمَتْهُ الدَّبْرُ عاصم بن ثابت بن الأقلح، ومنا من أُجِيزت شهادتُه بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، ومنا غسيل الملائكة حنظلة الراهب، ومنا من اهتَز له العرشُ سعد بن معاذ، فقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن، لم يشاركهم غيرهم، معاذ بن جبل، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: فقيل لأنس: مَن أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.
وأخرجه ابن سعد 2/356، والبخاري (5003) ، ومسلم (2465) (120) ، وأبو يعلى (2878) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/216-217، والطحاوي 14/220 من طريق همام بن يحيى، وابن سعد 2/356 من طريق معمر، كلاهما عن قتادة، عن أنس. وقرن أبو عوانة بهمامٍ شعبةَ، وقد سقط قتادةُ من "شرح مسلم " للنووي، ومن "صحيح مسلم " طبعة محمد فؤاد عبد الباقي، واستدركناه من نسخة مسلم المطبوعة على هامش "إرشاد الساري " 9/352، ومن "تحفة الأشراف " 1/359.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "تغليق التعليق " 4/383، والطحاوي 14/221، والطبراني في "الأوسط " (1565) ، وابن حجر في "التغليق " 4/384 من طريق الحسين بن واقد، عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس. زاد الطبراني: قال أبو بكر بن صدقة: أبو زيد سعد بن عبيد القارئ الذي كان على القادسية، وهو أبو عمير بن سعد.
وأخرجه البخاري (5004) من طريق عبد الله بن المثنى، عن ثابت وثمامة، عن أنس. وجاء عنده بدل أبي بن كعب: أبو الدرداء. وقال في آخره: ونحن ورثناه، يعني أبا زيد.
وسيأتي الحديث برقم (13942) من طريق شعبة، عن قتادة.
قال العلماء: قول أنس لا مفهوم له، فلا يلزم أن لا يكون غير هؤلاء=(21/115)
13442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأُبَيٍّ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ الْقُرْآنَ "، قَالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَجَعَلَ يَبْكِي (1)
13443 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَهْطًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نَاسًا أَهْلَ ضَرْعٍ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ، اسْتَوْخَمْنَا الْمَدِينَةَ، " فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ وَرَاعٍ، وَأَمَرَهُمْ
__________
= الأربعة جمعه، فقد ذكر أبو عُبيدِ القُرَاء من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعدَّ من
المهاجرين الخلفاء الأربعة، وطلحة، وسعداً، وابن مسعود، وحذيفة، وسالماً، وأبا هريرة، وعبد الله بن السائب، والعبادلة، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة، وعدَّ ابنُ أبي داود من المهاجرين أيضاً تميم بن أوس الداري، وعقبة بن عامر، ومن الأنصار عُبادة بن الصامت، ومعاذاً الذي يُكنى أبا حليمة، ومجمع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلد، وغيرهم. وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انظر "فضائل القرآن " ص 46-47 لابن كثير، و"فتح الباري " 9/52 لابن حجر، و"عمدة القاري " 20/26-27.
وأبو زيد المذكور في هذا الحديث، قال الحافظ في "الفتح " 7/127-128: ذكر علي ابن المديني أن اسمه أوس، وعن يحيى بن معين: هو ثابت بن زيد، وقيل: هو سعد بن عبيد بن النعمان، وبذلك جزم الطبراني عن شيخه أبي بكر بن صدقة، قال: وهو الذي كان يقال له: القارئ، وكان على القادسية، واستشهد بها، وهو والد عمير بن سعد، وعن الواقدي: هو قيس بن السكن بن زعور بن حرام الأنصاري النجاري، ويرجحه قول أنس: "أحد عمومتي " فإنه من قبيلة بني حرام.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وانظر (12320) .(21/116)
أَنْ يَخْرُجُوا فِيهَا، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا "، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ، قَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، " فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ، حَتَّى مَاتُوا وَهُمْ كَذَلِكَ "، قَالَ قَتَادَةُ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتْ فِيهِمْ (1)
13444 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَهُوَ قَاعِدٌ " (2)
13445 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ (3) بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ (4) إِمَامٍ أَخَفَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الوهَّاب: وهو ابن عطاء الخفاف، فهو صدوق لا بأس به من رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وانظر (12668) .
وقول قتادة: وذكر لنا أن هذه الآية، أراد قوله تعالى: (إنَّما جزاءُ الذين يحاربون اللهَ ورسولَه) ، وهي الآية الثالثة والثلاثون من سورة المائدة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1967) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وانظر (12617) و (13260) .
(3) في (م) وحدها: عبيد الله. وهو خطأ.
(4) في (م) ونسخة على هامش (س) : خلف.(21/117)
صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَتَمَّ، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَيُخَفِّفُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَتَنَ أُمُّهُ " (1)
13446 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ - يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَمَّا الْمُؤْمِنُ، فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ فِي النَّارِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَدًا فِي الْجَنَّةِ، فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبيد بن أبي قرة وشريك- وهو ابن عبد الله بن أبي نَمِر- صدوقان لا بأس بهما.
وأخرجه البخاري (708) من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الثاني منه أبو يعلى (3623) من طريق أنس بن عياض، عن شريك بن أبي نمر، به.
وسيأتي الحديث بشطريه برقم (13523) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن سليمان بن بلال، والشطر الأول فقط برقم (13758) من طريق إسماعيل ابن جعفر، عن شريك.
وانظر ما سلف برقم (11967) و (12067) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الوهاب: وهو ابن عطاء الخفاف، وقد توبع فيما سلف برقم (12271) .
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1428) عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3231) ، ومسلم (2870) (72) ، والبيهقي في "السنن "=(21/118)
13447 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ نَخْلًا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فَفَزِعَ، فَقَالَ: " مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ؟ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ: نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ " قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ، فَسَأَلَهُ: مَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَإِنِ اللهُ هَدَاهُ، قَالَ: كُنْتُ أَعْبُدُ اللهَ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا، (1) فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا بَيْتُكَ كَانَ فِي النَّارِ، وَلَكِنَّ اللهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ، فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي، فَيُقَالُ لَهُ: اسْكُنْ. وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ،
__________
=4/80، وفي "إثبات عذاب القبر" (13) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، به - واقتصر أبو داود على قوله: "إن العبد إذا وُضع في قبره وتولَّى عنه أصحابه إنه ليَسمَع قَرع نعالهم ".
وسيأتي من طريق عبد الوهاب مطولاً في الحديث التالي.
(1) في (م) ونسخة في (س) : بعدها.(21/119)
فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً فَيَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ " (1)
13448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ "، (2)
13449 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (3)
13450 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1427) عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4751) و (4752) ، والبيهقى فى "إثبات عذاب القبر" (14) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، به.
وانظر ما قبله وما سلف برقم (12271) .
وسلف أوله بنحوه من طريق حميد عن أنس برقم (12007) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدََّسْتُوائي.
وسلف الحديث برقم (12842) عن وكيع عن هشام. وانظر (12734) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (12734) .(21/120)
وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا " (1)
13451 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلَا يَتْفُلْ أَمَامَهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَكِنْ لِيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ " (2)
13452 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي تَاسِعَةٍ وَسَابِعَةٍ وَخَامِسَةٍ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. وانظر (12062) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفاف- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (12063) .
(3) إسناده قوي على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه البزار (1029- كشف الأستار) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلم رواه عن قتادة إلا سعيد ولا عنه إلا
عبد الوهاب.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/320، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (3396) عن حميد، عن أنس، أنه قال: خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضان، فقال: "إني أُريت هذه الليلةَ في رمضان حتى تلاحى رجلان، فرفعت، فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة".
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/200: هكذا روى مالك هذا الحديث، لا=(21/121)
13453 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، وَاللهِ لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ " (1)
13454 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ قَتَادَةُ، وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَجَنَازَةُ سَعْدٍ مَوْضُوعَةٌ: " اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ " (2)
__________
= خلاف عنه في إسناده ومتنه، وفيه عن أنس: "خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما الحديث لأنس عن عبادة بن الصامت.
قلنا: وحديث أنس، عن عبادة بن الصامت، سيأتي في مسنده 5/313.
وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2520) .
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11679) .
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7905) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. وهو مكرر (12733) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم من أجل عبد الوهاب ابن عطاء الخفاف فهو من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه مسلم (2467) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 397 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (561) ، والطبراني في "الكبير" (5342) من طريق محمد بن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/215، وابن حبان (7032) من طريق محمد بن سواء، عن شعبة، عن قتادة، به. وزادا: فطفق المنافقون في جنازته، وقالوا: ما أخفَّها، فبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:=(21/122)
13455 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةَ حَرِيرٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْهَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَرِيرِ، فَلَبِسَهَا فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذِهِ " (1)
13456 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهَا بَدَنَةٌ، فَقَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْحَكَ " أَوْ " وَيْلَكَ ارْكَبْهَا "، شَكَّ هِشَامٌ (2)
__________
= "إنما كانت تحمله الملائكة معهم ".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5343) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11184) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف " 2/216، والبيهقي 3/273-274 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر (13148) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفاف- فمن رجال مسلم،=(21/123)
13457 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِيَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، وَعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ، وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللهُ لَهَا خَلْقًا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ " (1)
13458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ (2) فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا " (3)
__________
- وهو صدوق لا بأس به. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه الطحاوي 2/161 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد- وقرن بهشامٍ شعبةَ.
وسلف من طريق شعبة برقم (12774) ، ومن طريق هشام برقم (13415) . وانظر (12735) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2848) (38) ، والطبري في "تفسيره" 26/171 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7384) معلقاَ، وابن أبي عاصم في "السنة" (531) ، والنسائي في "الكبرى" (7725) ، والطبري 26/171 من طريق يزيد بن زريع، والخطيب في "تاريخه " 5/127 من طريق محمد بن سواء، كلاهما عن سعيد ابن أبي عروبة، به. وانظر (12380) .
(2) لفظة "إن" ليست في (ظ 4) و (س) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم.(21/124)
13459 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ يَهُودِيًّا مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَا قَالَ هَذَا؟ " قَالُوا: سَلَّمَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ قَالَ: كَذَا وَكَذَا " ثُمَّ قَالَ: " رُدُّوهُ عَلَيَّ "، فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " قُلْتَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ "، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكَ " أَيْ: وَعَلَيْكَ مَا قُلْتَ (1)
13460 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا،
__________
= وأخرجه البخاري (3251) ، والطبري في "تفسيره " 27/184، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (402) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم أيضاً (402) من طريق أبي عتاب- وهو سهل بن حماد- عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس. فأدخل الحسنَ بين قتادة وأنس، وهو غير محفوظ، فقد رواه عن سعيد من هو أحفظ من أبي عتاب وليس فيه الحسن.
وانظر (12070) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وسلف من طريقين آخرين عن سعيد بن أبي عروبة برقم (12427) و (13240) .
وانظر (12141) .(21/125)
فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ "، فَقُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: " قَدْرَ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً " (1)
13461 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ عَنِ الْوِصَالِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا لَا تُوَاصِلُوا؟ " قِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ، إِنَّ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي " (2)
13462 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ شَبَابٌ مِنَ الْأَنْصَارِ سَبْعِينَ رَجُلًا يُسَمَّوْنَ (3) الْقُرَّاءَ " قَالَ: " كَانُوا يَكُونُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا أَمْسَوْا انْتَحَوْا (4) نَاحِيَةً مِنَ الْمَدِينَةِ، فَيَتَدَارَسُونَ وَيُصَلُّونَ يَحْسِبُ أَهْلُوهُمْ أَنَّهُمْ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَحْسِبُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَنَّهُمْ عِنْدَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفاف- صدوق لا بأس به، وهو من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (12739) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. وانظر (12740) .
(3) في (م) ونسخة في (س) : يقال لهم.
(4) في (ظ 4) : تنحَّوا.(21/126)
أَهْلِيهِمْ، (1) حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي وَجْهِ الصُّبْحِ اسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ، وَاحْتَطَبُوا مِنَ الْحَطَبِ، فَجَاءُوا بِهِ فَأَسْنَدُوهُ إِلَى حُجْرَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا، فَأُصِيبُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتَلَتِهِمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ "، (2)
13463 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ فِتْيَةٌ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
13464 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ،
__________
(1) في (م) و (س) : في أهليهم.
(2) إسناده صحيح، عَبيدة بن حُميد من رجال البخاري، وحميد الطويل من رجالهما.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 2/199، وفي "الدلائل " 3/350 من طريق محمد بن جعفر، عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وانظر الحديثين التاليين.
وقوله في هذا الحديث: "فدعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قَتَلَتِهم خمسة عشر يوماً" سلف التعليق عليه عند الحديث رقم (13158) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو بكر- وهو ابن عياش- وإن روى له البخاري، صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وسلف عن أسود بن عامر مختصراً جداً برقم (13158) ، فقد اقتصر المصنف هناك على إخراج قوله: قنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين يوماً.(21/127)
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ شَبَابٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُسَمَّوْنَ الْقُرَّاءَ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ عبيدة (1)
13465 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " كَانَ أَنَسٌ إِذَا حَدَّثَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَغَ مِنْهُ، قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
13466 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَقَارِبَةً، وَصَلَاةُ أَبِي بَكْرٍ وَسَطٌ، وَبَسَطَ عُمَرُ فِي قِرَاءَةِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ " (3)
13467 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ صَبِيٌّ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، فَمَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ الْقَوْمَ خَشِيَتْ أَنْ
__________
(1) في (م) وحدها: فذكر معنى حديث أبي بكر، والمثبت من النسخ الخطية.
والحديث إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن جعفر.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قطن- وهو عمرو بن الهيثم بن قطن- فمن رجال مسلم. ابن عون: هو عبد الله ابن عون بن أَرْطَبان، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (13124) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله الأنصاري: هو ابن المثنَّى بن عبد الله بن أنس. وانظر (12116) .(21/128)
يُوطَأَ ابْنُهَا، فَسَعَتْ وَحَمَلَتْهُ، وَقَالَتْ: ابْنِي ابْنِي، قَالَ: فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِيَ ابْنَهَا فِي النَّارِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا، وَلَا يُلْقِي اللهُ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ " (1)
13468 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: مُرَّ بِشَيْخٍ كَبِيرٍ يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: مَا بَالُ هَذَا؟ قَالُوا: نَذَرَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَمْشِيَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ "، فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ، فَرَكِبَ (2)
13469 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " انْتَهَى إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا فِي غِلْمَانٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدَيَّ، فَأَرْسَلَنِي برِسَالَةٍ (3) وَقَعَدَ فِي ظِلِّ جِدَارٍ - أَوْ فِي جِدَارٍ - حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِسَالَةٍ، قَالَتْ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ، قَالَتْ: احْفَظْ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ بَعْدُ أَحَدًا قَطُّ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12018) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/129 من طريق مسدد، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. وانظر (12039) .
(3) في (م) و (س) : في رسالة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12060) .(21/129)
13470 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ "، فَقَالَ: " قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ " (1)
13471 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ يَسْتَحْمِلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَافَقَ مِنْهُ شُغْلًا، فَقَالَ: " وَاللهِ لَا أَحْمِلُكَ "، فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنِي، قَالَ: " وَأَنَا أَحْلِفُ لَأَحْمِلَنَّكَ " (2)
13472 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، (3) قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، أَوْ عَنِ (4) الدَّجَّالِ، فَقَالَ كَانَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/277، وفي "شعب الإيمان" (3709) من طريق أبي حاتم الرازي، عن محمد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
قوله: "قدمت المدينة" إلى قوله: "في الجاهلية" كذا وقع في رواية محمد ابن عبد الله الأنصاري مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو وهمٌ، والمحفوظ في حديث حميد أنه من قول أنس، انظر (12006) و (12827) و (13622) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12056) .
(3) زاد في (م) و (س) و (ق) : عن أنس.
(4) في (م) و (س) و (ق) : وعن.(21/130)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ " (1)
13473 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَوْمِهِ تَطَوُّعًا، قَالَ: " كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ شَيْئًا، وَمَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ، وَلَا نَرَاهُ نَائِمًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ " (2)
13474 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أُوَيْسِ بْنِ أَبِي أُوَيْسِ عَدِيدِ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُسَلْسَلُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسلف عن محمد بن عبد الله الأنصاري برقم (13076) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 3/17 من طريق أبي حاتم الرازي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. وانظر (12012) .
(3) متن الحديث صحيح، لكن من حديث أبي هريرة، فالمحفوظ في هذا الحديث عن الزهري أنه من روايته عن ابن أبي أُنيس، عن أبيه، عن أبي هريرة كما قال النسائي وأبو حاتم فى "العلل " 1/240-241، وقد سلف في مسنده بالأرقام (7780) و (7781) وْ (7782) و (7783) .(21/131)
13475 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَوْثَرِ، فَقَالَ: " هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللهُ فِي الْجَنَّةِ، تُرَابُهُ الْمِسْكُ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، تَرِدُهُ طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا مِثْلُ أَعْنَاقِ الْجُزُرِ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ، فَقَالَ: آَكِلُهَا (1) أَنْعَمُ مِنْهَا " (2)
__________
= وأما إسناد حديث أنس فضعيف، فإن ابن إسحاق مدلَّس ولم يذكر هنا أنه سمعه من الزهري.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وقوله في أويس بن مالك: عَديد بني تميم، أي: يُعَدُ منهم، فالعديد من القوم: الذي يُعدُ منهم، وهو حليفهم.
وأخرجه النسائي 4/128 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وخطَّأَ النسائي هذه الرواية، وقال: الصواب رواية يونس، عن ابن شهاب، عن ابن أبي أنس، أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/2 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والطبراني في "الأوسط " (7623) من طريق عبد الرحمن بن مغراء، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن الفضل بن عيسى الرقاشي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس. وزادا: " ... بعداً لمن أدرك رمضان ولم يغفر له. إذا لم يغفر له فيه فمتى". وهذا إسناد ضعيف جداً، الفضل بن عيسى منكر الحديث، ويزيد الرقاشي ضعيف.
(1) في (م) و (س) و (ق) : أكَلتُها، والمثبت من (ظ 4) و"المختارة" للضياء.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عبد الله بن مسلم=(21/132)
13476 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ، أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، (1) وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَاللهُ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ " (2)
__________
= الزهري- وإن روى له الشيخان- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2258) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 30/324 من طريق أبي أيوب العباسي- وهو سليمان بن داود الهاشمي- به.
وأخرجه الترمذي (2542) من طريق عبد الله بن مسلمة، عن محمد بن عبد الله بن مسلم، به. وجاء في روايته مكان "أبو بكر": "عمر". وحسنه.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (342) من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن مسلم، به.
وسيأتي برقم (13485) من طريق أبي أويس، عن محمد بن عبد الله بن مسلم. وانظر (13306) .
وقوله في الكوثر: "هو نهر أعطانيه الله فى الجنة ترابه المسك "، سلف ضمن حديث برقم (12008) .
(1) في (م) و (ق) : لو أن لابن آدم واديين من ذهب أحب أن له وادياً ثالثاً. وهي كرواية الترمذي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كَيْسان.
وأخرجه الترمذي (2337) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقال: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (6439) من طريق عبد العزيز الأويسي، عن إبراهيم بن=(21/133)
13477 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: " مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟ " قَالَ: فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَ ابْنَيْ عَفْرَاءَ قَدْ ضَرَبَاهُ حَتَّى بَرَكَ، قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: آنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟ آنْتَ الشَّيْخُ الضَّالُّ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ، أَوْ قَالَ: قَتَلَهُ قَوْمُهُ (1)
13478 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحِجَابِ، لَقَدْ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ، قَالَ أَنَسٌ: " أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ، قَالَ: وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِالْمَدِينَةِ، فَدَعَا النَّاسَ لِلطَّعَامِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَلَسَ مَعَهُ رِجَالٌ بَعْدَمَا قَامَ الْقَوْمُ حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَشَى، وَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، قَالَ: فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ فَرَجَعَ، وَرَجَعْتُ مَعَهُ الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ قَدْ قَامُوا فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بِالسِّتْرِ، وَأُنْزِلَ
__________
= سعد، به. وانظر (12717) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 4/227-228 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. وانظر (12143) .(21/134)
الْحِجَابُ " (1)
13479 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَابَعَ الْوَحْيَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ، أَكْثَرَ مَا كَانَ الْوَحْيُ يَوْمَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كيسان المدني.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 8/106-107، ومسلم (1248) (93) ، والنسائي في "الكبرى" (6616) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (130) من طريق يعقوب بن إبراهيم بهذا الإسناد. وانظر (12716) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4982) ، ومسلم (3016) ، والنسائي في "الكبرى" (7983) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 2/318 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (44) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شهاب الزهري، به.
وقد سلف عن أبي هريرة برقم (9190) : أنه كان يُعرَضُ على النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآنُ في كل سنة مرة، فلما كان العامُ الذي قُبِضَ فيه، عُرِضَ عليه مَرَتين.
وهو حديث صحيح، ونحوه عن ابن عباس سلف في مسنده أيضاً برقم (2042) .
قوله: "تابَعَ الوحيَ "، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح " 9/8: أي: أكثر إنزالَه قبل وفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والسرُُ في ذلك أن الوفود بعد فتح مكة كَثُروا وكَثُر سؤالهم عن الأحكام، فكثر النزول بسبب ذلك.
وقوله: "يوم توفي "، قال السندي: الظاهر أنه أراد باليوم الوقت وكنَّى به-(21/135)
13480 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ أَخَاهُ، (1) أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْكَوْثَرُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللهُ فِي الْجَنَّةِ، أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ "، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آكِلُوهَا أَنْعَمُ مِنْهَا " (2)
__________
= عن آخر العمر مطلقاً.
(1) تحرف في (ظ 4) و (ق) إلى: أن أباه، وجاء هكذا في (س) ، ثم أشار في هامشها إلى أنه في نسخة: أن أخاه، وصحح عليه. قلنا: وهو الصواب المحفوظ عن أبي أويس في هذا الحديث.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي أويس: وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبد الله بن عبيد الله
الزهري، وأخوه: هو عبد الله بن مسلم.
وأخرجه الحاكم 2/537 من طريق عاصم بن علي، والضياء في "المختارة" (2259) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عن أبي أويس، به. وفي رواية الحاكم: فقال أبو بكر، بدلاً من عمر.
وسيأتي برقم (13484) عن إبراهيم بن أبي العباس، عن أبي أويس.
وسلف برقم (13475) من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم، عن أبيه.
ومحمد صدوق حسن الحديث.
وقد سلف أيضاً برقم (13306) من طريق عبد الله بن مسلم، عن أخيه=(21/136)
13481 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا غَشِيَ قَرْيَةً بَيَاتًا لَمْ يُغِرْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ سَمِعَ تَأْذِينًا لِلصَّلَاةِ أَمْسَكَ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ تَأْذِينًا لِلصَّلَاةِ أَغَارَ " (1)
13482 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: (2) سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا كَانَ أَحَدٌ أَشَدَّ تَعَجُّلًا لِصَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنْ كَانَ أَبْعَدَ رَجُلَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ دَارًا مِنْ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ أَخُو بَنِي حَارِثَةَ، دَارُ أَبِي لُبَابَةَ بِقُبَاءَ وَدَارُ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ فِي بَنِي حَارِثَةَ، ثُمَّ إِنْ كَانَا لَيُصَلِّيَانِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ، ثُمَّ يَأْتِيَانِ
__________
= الزهري، عن أنس. وإسناده صحيح.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيتكرر برقم (13486) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/208 من طريق عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد- بلفظ حديث ابن أبي عدي عن حميد السالف برقم (13140) .
وانظر (12618) .
(2) القائل: هو عاصم بن عمر.(21/137)
قَوْمَهُمَا وَمَا صَلَّوْهَا لِتَبْكِيرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا " (1)
13483 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنَ الظُّهْرِ أَنَا وَعُمَرُ، حِينَ صَلَّاهَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِالنَّاسِ إِذْ كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ نَعُودُهُ فِي شَكْوًى لَهُ، قَالَ: فَمَا قَعَدْنَا مَا سَأَلْنَا عَنْهُ إِلَّا قِيَامًا، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَدَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي دَارِهِ، وَهِيَ إِلَى جَنْبِ دَارِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: فَلَمَّا قَعَدْنَا أَتَتْهُ الْجَارِيَةُ، فَقَالَتْ: الصَّلَاةَ يَا أَبَا حَمْزَةَ، قَالَ: قُلْنَا: أَيُّ الصَّلَاةِ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَ: الْعَصْرُ، قَالَ: فَقُلْنَا: إِنَّمَا صَلَّيْنَا الظُّهْرَ الْآنَ، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الصَّلَاةَ حَتَّى نَسَيْتُمُوهَا - أَوْ قَالَ: نُسِّيتُمُوهَا - حَتَّى تَرَكْتُمُوهَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولَ: " بُعِثْتُ (2) وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ " وَمَدَّ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةَ
__________
(1) إسناده حسن، ابن إسحاق صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/189 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4515) ، وفي "الأوسط" (7942) ، والدارقطني 1/254، والحاكم 1/195 و3/351 من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وفي تعجيل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لصلاة العصر، انظر ما سلف برقم (12644) .
(2) في (م) و (ق) ونسخة على هامش (س) : بعثت أنا.(21/138)
وَالْوُسْطَى، (1)
13484 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَوْثَرِ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: آكِلُهَا (2) أَنْعَمُ مِنْهَا، (3)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وذكره البخاري في "تاريخه الكبير" 3/355 من طريق حفص بن غياث، عن ابن إسحاق، به- واقتصر على المرفوع منه فقط.
وذكره أيضاً من طريق معاوية بن أبي مزرد، ومن طريق أسامة بن زيد الليثي، كلاهما عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، به- ولم يسق لفظه.
والمرفوع منه روي عن أنس من طرق أخرى، انظر ما سلف برقم (12245) .
وعمر المذكور في القصة: هو عمر بن عبد العزيز وكان زياد مولى ابن عياش صديقاً له.
وهشام بن إسماعيل: هو هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي، حَمُو عبد الملك بن مروان وأميره على المدينة، ولاه إياها سنة 82 هـ، وبقي أميراً عليها حتى عزله الوليد بن عبد الملك سنة 87 هـ بعمر بن عبد العزيز. وكان هشام قد أساء في ولايته للمدينة إلى بعض الفضلاء من أهلها.
وعمرو بن عبد الله بن أبي طلحة: هو ابن أخي أنس بن مالك لأمه، واستعمله عمر بن عبد العزيز في خلافته على عُمان.
(2) في (م) و (س) و (ق) : أكلتها، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (ق) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل=(21/139)
13485 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَوْثَرِ مِثْلَ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ سَوَاءً (1)
13486 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، (2) قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا غَشِيَ قَرْيَةً بَيَاتًا، لَمْ يُغِرْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ سَمِعَ تَأْذِينًا لِلصَّلَاةِ أَمْسَكَ، (3) وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ تَأْذِينًا لِلصَّلَاةِ أَغَارَ " (4)
__________
= أبي أُُويس: وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس، وباقي رجاله ثقات. وانظر (13480) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، وقد سلف برقم (13475) من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن عبد الله بن مسلم.
وأخرجه الطبري في "تفسيره " 3/324 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه أبي أويس، بهذا الإسناد.
(2) وقع في (م) والنسخ الخطية بعده زيادة مقحمة من سند الحديث التالي، وهي: حدثني يحى بن الحارث الجابر. والتصحيح من الحديث السالف بهذا الإسناد نفسه برقم (13481) ومن "أطراف المسند" لابن حجر 1/375.
(3) قوله: "فإن سمع تأذيناً للصلاة أمسك " سقط من (م) و (س) و (ق) ، واستدركناه من (ظ 4) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو=(21/140)
13487 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الْجَابِرُ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَعَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ، وَعَنِ النَّبِيذِ فِي الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ "، قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ: " أَلَا إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ، ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ، فَزُورُوهَا وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ أَنْ تَأْكُلُوهَا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّ النَّاسَ يُتْحِفُونَ ضَيْفَهُمْ، وَيُخَبِّئُونَ لِغَائِبِهِمْ، فَأَمْسِكُوا مَا شِئْتُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ فِي هَذِهِ الْأَوْعِيَةِ، فَاشْرَبُوا بِمَا شِئْتُمْ، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا، مَنْ (1) شَاءَ أَوْكَى سِقَاءَهُ عَلَى إِثْمٍ " (2)
__________
= مكرر (13481) .
(1) في (م) و (ق) ونسخة في هامش (س) : فمن.
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن الحارث، وهو يحيى بن عبد الله بن الحارث. وعبد الوارث مولى أنس، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أبو حاتم: هو شيخ.
وأخرجه أبو يعلى (3707) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومقطعاً ابنُ أبي شيبة 3/342 و8/159، وأبو يعلى (3705) و (3706) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والحاكم 1/376 من=(21/141)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن يحيى بن الحارث الجابر، عن عمرو بن عامر وحده، عن أنس.
وسيأتي من طريق أبي الأحوص عن يحيى بن الحارث، عن عمرو بن عامر وحده، عن أنس برقم (13615) .
وأخرجه البيهقي 4/77 من طريق أبي جعفر بن دحيم، عن محمد بن الحسين بن أبي الحنين، عن أبي حذيفة- يعني موسى بن مسعود النهدي-، عن إبراهيم بن طهمان، عن عمرو بن عامر وعبد الوارث، عن أنس. وأبو جعفر بن دحيم لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه البزار (1211- كشف الأستار) من طريق الحارث بن نبهان، عن حنظلة السدوسي، عن أنس. والحارث بن نبهان ضعيف.
وأخرجه الحاكم 1/376 من طريق عبدان الأهوازي، عن بشر بن معاذ العقدي، عن عامر بن يساف، عن إبراهيم بن طهمان، عن يحيى بن عباد، عن أنس مختصراً بلفظ: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها، فإنها تُرِق القلب، وتُدمعُ العين، وتُذكَّر الآخرة، ولا تقولوا هجراً". وهذا إسناد حسن من أجل عامر بن يساف، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أبو حاتم: صالح.
وللحديث شواهد عن علي، سلف برقم (1236) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (4319) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11329) .
وعن بريدة عند مسلم (1977) (37) ، وسيأتي 5/350.
وعن ابن عباس عند البزار (2908- كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط " (2730) وغيرهما. قال الهيثمي في "المجمع " 5/66: رواه البزار، وفيه يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات.
وعن ابن عمرو عند الطبراني في "الأوسط " (6819) .
وفي باب الأكل من الأضحية فوق ثلاث فقط عن جابر، سيأتي 3/388.=(21/142)
13488 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ فِي مَسْجِدِهِ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ آمِنًا لَا يَخَافُ، فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ " (1)
__________
= وعن قتادة بن النعمان، سيأتي 4/15.
وعن نبيشة الهذلي، سيأتي 5/75-76.
وعن سلمة بن الأكوع عند البخاري (5569) ، ومسلم (1974) ، وأبي عوانة 5/240.
وفي باب الشرب في الأوعية فقط عن جابر عند أبي عوانة 5/270، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/228، والبيهقي 8/310- 311.
وعن أبي بردة بن نيار عند الطحاوي 4/228.
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط " (5986) .
وانظر ما سلف في مسند أنس برقم (12071) .
الدُبَّاء: القَرْع اليابس.
والنقير: أصل النخلة ينقر وسَطه ثم ينبذ فيه.
والحَنْتَم: جمعه حَنَاتم، وهي الجِرار الخُضر.
والمزفت: المطلي بالزفت، ويقال له أيضاً: المقيَّر.
وقوله: "أوكى سقاءَه"، أي: شدَّه بالوِكاء، وهو الرباط.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطحاوي 1/418، وابن حبان فى (2746) من طريق عمرو بن=(21/143)
13489 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى الْقَائِلَةِ فَنَقِيلُ " (1)
13490 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= الحارث، وأبو يعلى (3634) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، والطحاوي 1/418 من طريق أسامة بن زيد، ثلاثتهم عن محمد بن المنكدر، بهذا الإسناد - ولفظه عند ابن حبان وحده: صليت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظهر بالمدينة أربع ركعات، ثم خرج إلى بعض أسفاره، فصلى لنا عند الشجرة ركعتين.
قلنا: والشجرة هي سمُرة كبيرة كانت بذي الحليفة، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينزلها من المدينة ويُحرِمُ منها، وهي على ستة أميال من المدينة. انظر "معجم البلدان " 3/325. وانظر (12079) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعةَ وأصحاب السنن، وهو صدوق.
وأخرجه ابن حبان (2809) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 2/106-107، والبخاري (905) و (940) ، وابن ماجه (1102) ، وابن خزيمة (1841) و (1877) ، وابن حبان (2810) ، والطبراني في "الأوسط " (8084) ، والبيهقي في "السنن " 3/241 من طرق عن حميد الطويل، به- وبعضهم ذكر فيه التبكير في صلاة الجمعة.
وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/331.
وعن سهل بن سعد الساعدي، سيأتي 3/433.(21/144)
وَقَدْ كَانَ بَيْنَ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ بَعْضَهُنَّ عَنْ بَعْضٍ "، قَالَ: فَجَاءَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، احْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ، وَاخْرُجْ إِلَى الصَّلَاةِ (1)
13491 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَقُرِّبَ الْعَشَاءُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (2)
13492 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ قَبَاءَ أُكَيْدِرَ حِينَ قُدِمَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَلْمِسُونَهُ بِأَيْدِيهِمْ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمِنْدِيلُ (3) سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (12014) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه البيهقي 3/74 من طريق أبي حاتم الرازي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حميد، عن أنس من فعله.
وانظر ما سلف برقم (11971) .
(3) في (م) و (س) و (ق) : لمناديل، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وباقي رجال=(21/145)
13493 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ يَعْنِي عَبْدَ الْمُؤْمِنِ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ السَّدُوسِيَّ، حَدَّثَنا أَخْشَنُ (1) السَّدُوسِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ - لَوْ أَخْطَأْتُمْ (2) حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمُ اللهَ لَغَفَرَ لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ - أَوْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - لَوْ لَمْ تُخْطِئُوا لَجَاءَ اللهُ بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ " (3)
__________
= الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وانظر ما سلف برقم (12093) .
(1) تحرف في (م) إلى: أخشم.
(2) في (م) و (س) و (ق) : أخطأتم، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في هامش (س) .
(3) صحيح لغيره، أخشنُ السدوسي لم يرو عنه غير عبد المؤمن بن عبيد الله - وهو ثقة- وصرح في روايته بسماعه من أنس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/61، ولم يذكر البخاري 2/65 ولا ابن أبي حاتم 2/346 فيه جرحاً، ولحديثه هذا شواهد يتقوى بها.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1544) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/65 من طريق موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (4226) ، والضياء (1545) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، كلاهما عن عبد المؤمن بن عبيد الله، به.
وأخرج الترمذي (3540) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/231 من طريق كثير ابن فائد، عن سعيد بن عبيد، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أنس، قال:=(21/146)
13494 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ جِئْتُ أَدْخُلُ كَمَا كُنْتُ أَدْخُلُ، قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَرَاءَكَ يَا بُنَيَّ " (1)
13495 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ الدَّجَّالُ حِينَ يَنْزِلُ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَتَرْجُفُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ
__________
= سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: قال الله: "يا ابن آدم إنك ما دَعَوتني ورَجَوتني
غَفَرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغتْ ذُنُوبك عَنان السماء ثم استغفرتَني غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنّك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقِيتني لا تُشرِكُ بي شيئاً لأتيتك بقُرابها مغفرة". واللفظ للترمذي، وأما رواية أبي نعيم دون قوله في أول رواية الترمذي: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي ". وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلنا: وكثير بن فائد قال الحافظ في "التقريب": مقبول.
ويشهد للشطر الأول ما سيأتي من حديث أبي ذر في مسند 55/153 و154 و169 و172. وهو في "صحيح مسلم " برقم (2687) .
وعن أبي هريرة عند ابن ماجه برقم (4248) وإسناده حسن.
ويشهد للشطر الثاني حديث أبي هريرة عند مسلم (2749) ، وقد سلف برقم (8082) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سَلم العلوي، وقد سلف الحديث من طريقه برقم (12366) .(21/147)
كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ " (1)
13496 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ " أَوْ: " أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ " (2)
13497 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَقَدْ دُعِيَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى خُبْزِ شَعِيرٍ، وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، قَالَ: وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمِ الْمِرَارِ وَهُوَ يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي.
وأخرجه البخاري (7124) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 1/400 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، به. وانظر (12986) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2304) (43) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (116) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2304) (43) ، وابن ماجه (4305) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.
وانظر ما سلف برقم (11996) .
قوله: "يُرى فيه "، أي: حوضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(21/148)
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ حَبٍّ، وَلَا صَاعُ تَمْرٍ، وَإِنَّ لَهُ يَوْمَئِذٍ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ، وَلَقَدْ رَهَنَ دِرْعًا لَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِالْمَدِينَةِ، أَخَذَ مِنْهُ طَعَامًا فَمَا وَجَدَ لَهَا مَا يَفْتَكُّهَا بِهِ " (1)
13498 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " (2)
13499 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَحْوي.
وأخرجه ابن ماجه (4147) ، وأبو يعلى (3059) و (3060) و (3061) ، والبيهقي 6/36-37 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد- وحديث ابن ماجه مختصر، ولفظه: "والذي نفس محمد بيده، ما أصبح عند آل محمد صاعُ حب ولا صاع تمرٍ " وإن له يومئذٍ تسع نسوة.
وأخرجه ابن حبان (5937) من طريق آدم، عن شيبان، به- واقتصر على قصة رهن الدرع.
وانظر (12360) .
قوله: "سمعته ذات يومٍ المرارَ"، أي: سمعته يقول ذلك مِراراً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3063) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وانظر (12228) .(21/149)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مِنْ لَدُنْ كَذَا إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا "، قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: إِلَّا لِعَلَفِ بَعِيرٍ (1)
13500 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَتَّهَا بِيَدِهِ " (2)
13501 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَبْتَلِيهِ اللهُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، إِلَّا قَالَ اللهُ لِلْمَلَكِ: اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، (3) فَإِنْ شَفَاهُ (4) غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ، وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/193 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (13063) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وانظر (13216) .
(3) في (م) : يعمله.
(4) في (م) ونْسخة على هامش (س) : شفاه الله.
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو ربيعة- وهو سنان بن ربيعة- حسن الحديث في المتابعات والشواهد. وهو مكرر (12503) .(21/150)
13502 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " بَنَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ، فَدَعَا رِجَالًا عَلَى الطَّعَامِ " (1)
13503 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ الْمُؤَذِّنَ - أَوْ بِلَالًا - كَانَ يُقِيمُ، فَيَدْخُلُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَسْتَقْبِلُهُ الرَّجُلُ فِي الْحَاجَةِ، فَيَقُومُ مَعَهُ حَتَّى تَخْفِقَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية، وبيان: هو ابن بشر الأَحمسي البَجَلي.
وأخرجه البخاري (5170) عن مالك بن إسماعيل، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3219) ، والطبري في "التفسير" 22/38 من طريق عمر ابن إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، والنسائي في. "الكبرى" (11417) من طريق شريك النخعي، كلاهما عن بيان بن بشر، به- وزادا فيه: فلما أكلوا وخرجوا قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منطلقاً قِبَل بيت عائشة، فرأى رجلين جالسين، فأنصرف راجعاً، فقام الرجلان فخرجا، فأنزل الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يُؤْذَنَ لكم إلى طعامٍ غير ناظرينَ إناهُ) . والإسنادان ضعيفان، في الأول عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو متروك، وفى الثاني شريك بن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ، وقد وقع في حديثهْما هذا مخالفة للثقات، فالمحفوظ في حديث أنس: أن الرجلين المذكورين كانا في بيت زينب بنت جحش وهي التي بَنَى بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه القصة، وفي بيتها في نزلت هذه الآية، انظر ما سلف برقم (12023) .(21/151)
عَامَّتُهُمْ رُءُوسُهُمْ " (1)
13504 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا عَلَا نَشْزًا مِنَ الْأَرْضِ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ " (2)
13505 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ عَلَى تِسْعِ نِسْوَةٍ فِي ضَحْوَةٍ " (3)
13506 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عمارة بن زاذان، وقد توبع فيما سلف برقم (12633) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عمارة بن زاذان وزياد النميري. وانظر (12281) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، مطر الوراق لم يسمع من أنس، وأبو هلال- وهو محمد بن سليم- ومطر حديثهما حسن في المتابعات والشواهد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل " 6/2220، وأبو نعيم في "الحلية" 3/76 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (11946) ، وفي بعض روايات الحديث: يطوف في ليلة واحدة، ولم يذكر أحدٌ الضحوةَ إلا في هذا الحديث.(21/152)
عِتْقَهَا صَدَاقَهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 8/124-125، وعبد بن حميد (1379) عن عارم محمد بن الفضل، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وزادا قول عبد العزيز لثابت: يا أبا محمد، أنت سألت أنساً: ما أمهَرَها، قال: أمهرها نفسها؟ وأخرجه البخاري (5086) ، ومسلم ص 1045 (85) ، والنسائي 6/114،
والبيهقي 7/58 من طريق قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن ثابت وشعيب بن الحبحاب، به.
وأخرجه مسلم ص 1045 (85) عن أبي الربيع الزهراني، وابن ماجه (1957) عن أحمد بن عبدة، كلاهما عن حماد بن زيد، عن ثابت وعبد العزيز ابن صهيب، به- وذكر ابن ماجه فيه الزيادة السابقة.
وأخرجه الدارمي (2242) عن مسدد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/20 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن حماد بن زيد، عن شعيب وحده، به.
وأخرجه أبو يعلى (3890) عن سليمان بن داود العتكي أبي الربيع الزهراني، وأبو عوانة 4/363-364 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيد، عن عبد العزيز وحده، به. ورواية أبي عوانة جاءت ضمن حديث مطول.
وأخرجه أبو يعلى (3351) عن أبي الربيع الزهراني، عن حماد بن زيد، عن ثابت وحده، به.
وأخرجه الدارقطني 3/286 من طريق الحسين بن واقد، عن ثابت وحده، به.
وسيأتي من طريق حماد بن زيد، عن ثابت وعبد العزيز برقم (13545) ، ومن طريق حماد بن سلمة عن شعيب وعبد العزيز برقم (14103) ، ومن طريق ثابت وحده عن أنس برقم (13982) .
وسلف من طريق شعيب وحده عن أنس برقم (12866) ، ومن طريق=(21/153)
13507 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ مِشْقَصًا - أَوْ مَشَاقِصَ شَكَّ عُبَيْدُ اللهِ - ثُمَّ مَشَى إِلَيْهِ، فَجَعَلَ يَخْتِلُهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، لَيَطْعَنُ بِهَا " (1)
13508 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْلِقَ الْحَجَّامُ رَأْسَهُ، أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ شَعَرَ أَحَدِ شِقَّيْ رَأْسِهِ بِيَدِهِ، فَأَخَذَ شَعَرَهُ، فجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَ: فَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَدُوفُهُ فِي
__________
= عبد العزيز وحده برقم (11957) .
وسلف ضمن حديث مطول في قصة خيبر من طريق معمر، عن ثابت برقم (12409) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6242) و (6900) ، ومسلم (2157) ، وأبو داود (5171) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "الإتحاف " 2/133، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (938) ، والبيهقي 8/338 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق عبيد الله بن أبي بكر برقم (13543) .
وانظر ما سلف برقم (12055) .
قوله: "يَختِلُه " من الخَتْل، أي: التخادع عن غفلة. قال في "النهاية" 2/10: أي: يداوره ويطلبه من حيث لا يشعر.(21/154)
طِيبِهَا " (1)
13509 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتِ أُمِّ حِرَامٍ، (2) وَأُمِّ سُلَيْمٍ وَأُمُّ حَرَامٍ خَلْفَنَا "، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ (3)
13510 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَالْحَسَنِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مُتَوَكِّئًا عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعَلَيْهِ ثَوْبُ قُطْنٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، فَصَلَّى بِهِمْ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (12483) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : أم سليم، والمثبت من (ظ 4) ، وهو الموافق لما جاء في الروايات (12914) و (13118) و (13594) عن حماد بن سلمة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12626) .
والقائل: "ولا أعلمه ... " هو ثابت البناني.
(4) إسناد حديث أنس صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأما حديث الحسن- وهو البصري- فمرسل.
وأخرجه ابن حبان (2335) من طريق داود بن شبيب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2140) عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس أو الحسن- شك أبو داود- أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الخ.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل " (127) من طريق عمرو بن عاصم، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 115 من طريق داود بن شبيب، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس. ولم يذكرا الحسن.(21/155)
13511 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ خَيْرَ مَنْزِلٍ، فَيَقُولُ لَهُ: سَلْ وَتَمَنَّهْ، فَيَقُولُ: مَا أَسْأَلُ وَأَتَمَنَّى إِلَّا أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلَ، لِمَا رَأَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، قَالَ: ثُمَّ يُؤْتَى بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ شَرَّ مَنْزِلٍ، فَيَقُولُ: أَتَفْتَدِي مِنْهُ بِطِلَاعِ الْأَرْضِ ذَهَبًا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: كَذَبْتَ، قَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَقُلُّ مِنْ ذَا؟ (1) فَلَمْ تَفْعَلْ، فَيُرَدُّ إِلَى النَّارِ " (2)
13512 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ،
__________
وسيأتي عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن وأنس - فيما يحسب حميد- برقم (13702) و (13988) ، وعن عبد الله بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس وحده برقم (13762) .
ورواه حبيب بن الشهيد فقال: عن الحسن عن أنس، وسيأتي برقم (13761) و (13763) .
وانظر الحديث السالف برقم (12617) .
(1) في (م) و (ق) : ذلك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر (13162) .
قوله: "بطِلاَع الأرض "، أي: بمِلْئها.(21/156)
وَعُمَرُ، وَنَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ حَتَّى دَخَلَ دَارَنَا، فَحُلِبَتْ لَهُ (1) شَاةٌ وَشُنَّ عَلَيْهِ مِنْ مَاءِ بِئْرِنَا، حَسِبْتُهُ قَالَ: فَشَرِبَ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَعُمَرُ مُسْتَقْبِلُهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَبُو بَكْرٍ، فَأَعْطَاهُ الْأَعْرَابِيَّ، وَقَالَ: " الْأَيْمَنُونَ "، قَالَ: فَقَالَ لَنَا أَنَسٌ: " فَهِيَ سُنَّةٌ، فَهِيَ سُنَّةٌ "، (2)
13513 - حَدَّثَنَا الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
__________
(1) لفظة "له" ليست في (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى، وزهير: هو ابن معاوية، وعبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري: هو ابن معمر بن حزم أبو طُوَالة.
وأخرجه أبو عوانة 5/351 من طريق أبي جعفر النفيلي ويحيى بن أبي بكير، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2571) ، ومسلم (2029) (126) ، وأبو يعلى (3674) ، وأبو عوانة 5/351-352، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 225 من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، به.
وانظر ما سلف برقم (12077) .
قوله: "وشُن عليه "، أي: صُبَّ عليه.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الهاشمي- وهو سليمان بن داود- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه مسلم (2029) (126) ، وأبو عوانة 5/352 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(21/157)
13514 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْخَشَفَةَ؟ فَقِيلَ: هَذِهِ الرُّمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " (1)
13515 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ، يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه عبد بن حميد (1346) ، وابن سعد في "الطبقات " 8/430، ومسلم (2456) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (317) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13829) عن عفان، عن حماد بن سلمة.
وسلف الحديث عن أنس برقم (11955) من طريق حميد عنه، لكن سماها هناك الغُميصاء بنت مِلْحان، وفي اسمها خلاف مشهور في كتب السير والتراجم.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (2273) من طريق الحكم بن عطية، عن ثابت به. بلفظ: "دخلت الجنة فسمعت حساً أمامي، فقيل: هذا بلال، ورأيت أم سليم بنت ملحان في الجنة". وإسناده ضعيف لضعف الحكم بن عطية، وفي السند إليه من لم نعرفه.(21/158)
يَعْقِلُونَ " (1)
13516 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ، (2) الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمَّا صَوَّرَ آدَمَ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ، عَرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ " (3)
13517 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ يَعْنِي الْمُخَرِّمِيَّ، (4) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْقَاعِدِ نِصْفُ صَلَاةِ الْقَائِمِ " (5)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1222) ، وفي "تفسيره " كما في "تفسير ابن كثير" 1/122 عن حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (12211) .
(2) في (م) : عثمان، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر عن عفان وحده برقم (13661) .
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف " 1/510، والحاكم 2/542 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وانظر (12539) .
(4) في (ظ 4) و (م) : المخزومي، وهو خطأ.
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم. وانظر (13236) .(21/159)
13518 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ " (1)
13519 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَنْعَتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا شَاءَ (2) أَنْ يَنْعَتَهُ، قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: " وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، أَزْهَرَ لَيْسَ بِالْآدَمِ، وَلَا بِالْأَبْيَضِ، الْأَمْهَقِ، (3) رَجِلَ الشَّعْرِ، لَيْسَ بِالسَّبْطِ، وَلَا الْجَعْدِ الْقَطَطِ، بُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ، أَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَتُوُفِّيَ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، لَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخُزاعي: هو منصور ابن سلمة بن عبد العزيز. وانظر (12068) .
(2) في (ظ 4) : بما شاء الله.
(3) في (م) : ولا الأمهق.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/413، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه " (33) ، ومسلم (2347) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 1/75، والآجري في "الشريعه" ص 438-439 من طرق عن سليمان بن بلال،=(21/160)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
بهذا الإسناد. ولم يذكر ابن سعد وأبو زرعة قولَه: بعث على رأس أربعين ... إلى آخر الحديث، واقتصر الآجري على هذه القطعة منه.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/919، وعبد الرزاق (6786) ، وابن سعد 1/413، والبخاري في "صحيحه " (3547) و (3548) و (5900) ، وفي "التاريخ الأوسط " المطبوع باسم "الصغير " 1/56، ومسلم (2347) ، والترمذي في "السنن " (3623) ، وفي "الشمائل " (1) و (366) ، وأبو يعلى (3642) و (3643) ، وأبو عوانة كما في " إتحاف المهرة" 1/75، والطبراني في "المعجم
الصغير" (328) ، وابن حبان (6387) ، والبيهقي في "الدلائل " 1/201-202 و202-203 و7/236، والبغوي (3635) من طرق عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به. وفيه عند البخاري (3547) ، والبيهقي 1/201- 202 زيادة: قال ربيعة: فرأيت شعراً من شعره فإذا هو أحمر، فسألت، فقيل: احْمَرََّ من الطيب.
وأخرج ابن سعد 1/414، والترمذي في "السنن " (1754) ، وفي "الشمائل " (2) ، وأبو يعلى (3763) ، والبيهقي 1/204، والبغوي (3640) من طريق حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبْعَةَ، ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم، وكان شعره ليس بجعد ولا سبط، أسمر اللون، إذا مشى يتكفَأ. وفي رواية البيهقي: وكان أبيض بياضُه إلى السمرة.
وانظر ما سيأتي من طريق حميد برقم (13715) .
وفي صفته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انظر ما سلف برقم (12382) و (13381) .
وفي سنه يوم بُعِثَ ومدة إقامته في مكة والمدينة ووفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر ما سلف
برقم (12529) .
وفي سنه يوم وفاته إلى آخر الحديث، انظر ما سلف برقم (12326) .
الرَّبْعة: الرجل بين الطول والقِصَر.
وقوله: "آدم " من الأدْمة: وهي السمرة الشديدة.
وقوله: "الأبيض الأمهق "، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/374: هو الكريه=(21/161)
13520 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْكَبُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ثَبَجَ الْبَحْرِ - أَوْ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ - هُمُ الْمُلُوكُ عَلَى الْأَسِرَّةِ " أَوْ " كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ " (1)
13521 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُمَا غَادِيَانِ إِلَى عَرَفَةَ، كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " كَانَ يُهِلُّ الْمُهِلُّ
__________
= البياض كلون الجِص، يريد أنه كان نيَّر البياض.
والرَجل والسَّبط والجَعْد سلف تفسيرها عند الحديث (12382) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة ابن عبد العزيز الخزاعي.
وهو في "الموطأ" 2/464-465، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "الصحيح " (2788) و (6282) و (7001) ، وفي "الأدب المفْرد" (952) ، ومسلم (1912) (160) ، وأبو داود (2491) ، والترمذي (1645) ، والنسائي 6/40، وأبو عوانة 5/87-88، وابن حبان (6667) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/61-62، والبيهقي 9/165-166، والبغوي (3730) - وزادوا فيه قصة لأم حرام بنت ملحان وأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا لها بأن تكون من هؤلاء القوم.
وسيأتي نحو هذه القصة مع الحديث من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أنس برقم (13790) و (13791) .
ورُوي الحديث عن أنس، عن أم حرام، وسيأتي في مسندها 6/361.(21/162)
مِنَّا، فَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ، فَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِ " (1)
13522 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " شَهِدْتُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا الْمَدِينَةَ، فَلَمْ أَرَ يَوْمًا أَضْوَأَ مِنْهُ، وَلَا أَحْسَنَ، (2) وَشَهِدْتُهُ يَوْمَ مَاتَ، فَلَمْ أَرَ يَوْمًا أَقْبَحَ مِنْهُ " (3)
13523 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَتَمَّ، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ وَرَاءَهُ فَيُخَفِّفُ، مَخَافَةَ أَنْ يَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ " (4)
13524 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَالْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَضَلَعِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12069) .
(2) في (م) : ولا أحسن منه.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي. وانظر (12234) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي رجاله رجال الصحيح، وشريك بن أبي نمر صدوق، لا بأس به. وانظر (13445) .(21/163)
الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ " (1)
13525 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ، فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا قَالَ: " هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ "، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ " (2)
13526 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ لَيْلًا، كَانَ يَدْخُلُ غُدْوَةً، أَوْ عَشِيَّةً " (3)
13527 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عمرو بن أبي عمرو- وهو مولى المطلب- صدوق جيد الحديث، وقد روى له الشيخان، وباقي رجال الإسناد ثقات، أبو سعيد- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم- من رجال البخاري، وسليمان بن بلال من رجالهما.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6369) ، وفي "الأدب المفرد" (801) ، والبغوي (1355) من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وانظر (12225) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد كسابقه. وانظر (12510) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد- وهو مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. وانظر (12263) .(21/164)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "، قَالُوا: وَمَا رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ "، وَحَضَّهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَسْبِقُوهُ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَنْصَرِفُوا قَبْلَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ، وَقَالَ: " إِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي وَمِنْ أَمَامِي " (1)
13528 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: بَلَغَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَرِيفِ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ، فَهَمَّ بِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ لَهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اسْتَوْصُوا بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا - أَوْ قَالَ: مَعْرُوفًا - اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ "، فَأَلْقَى مُصْعَبٌ نَفْسَهُ عَنْ سَرِيرِهِ، وَأَلْزَقَ خَدَّهُ بِالْبِسَاطِ، وَقَالَ: أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ فَتَرَكَهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. زائدة: هو ابن قدامة.
وانظر (11997) .
(2) المرفوع منه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان ومؤملٍ: وهو ابن إسماعيل، لكنّ مؤملاً قد توبع.
وأخرجه ابن سعد 2/253 عن عبيد الله بن محمد التيمي، وأبو يعلى (3998) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.(21/165)
13529 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا (1) حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا سَيِّدَنَا، وَابْنَ سَيِّدِنَا، وَيَا خَيْرَنَا، وَابْنَ خَيْرِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَرَسُولُ اللهِ، (2) وَاللهِ، مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَا رَفَعَنِي اللهُ "، (3)
__________
وانظر المرفوع منه فيما سلف برقم (12650) .
ومصعب بن الزبير: هو ابن الصحابي الجليل الزبير بن العوَّام، وأخو الخليفة عبد الله بن الزبير، وأخو العالم المشهور عُرْوة بن الزبير، كان مصعب فارساً شجاعاً، جميلاً وسيماً، ولي العراق لأخيه عبد الله، وقُتِلَ في وقعة جرت بينه وبين عبد الملك بن مروان في العراق في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين للهجرة. انظرالسير" 4/140- 145.
(1) في (م) و (ق) : عن.
(2) هكذا في (م) و (س) و (ق) : ورسول الله، وأشار في (س) على الواو بأنها في بعض النسخ وليست في جميعها، وهذه الواو لم تكن في أصل (ظ 4) ثم أقحمت بخط مغاير.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مؤمل بن اسماعيل، وقد توبع.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2079) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (2080) من طريق أحمد بن عمر الوكيعي، عن مؤمَل، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (248) من طريق العلاء بن عبد الجبار، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، عن أنس. وهذا إسناد صحيح، والعلاء بن عبد الجبار ثقة.
وحديث ثابت سيأتي بعد هذا الحديث.(21/166)
13530 - حَدَّثَنَاهُ الْأَشْيَبُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ وَقَالَ: " وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ " (1)
13531 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ الْيَهُودَ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّامُ عَلَيْكُمْ "، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ يَا إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، وَلَعْنَةُ اللهِ وَغَضَبُهُ، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، مَهْ "، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا؟ قَالَ: " أَوَمَا سَمِعْتِ مَا رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ؟ يَا عَائِشَةُ، لَمْ يَدْخُلِ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الأشيب: هو حسن بن موسى، وقد سلف الحديث مكرراً من طريقه برقم (12551) ، وسيتكرر من طريق عفان برقم (13596) .
قوله: "ولا يستجرينكم "، قال ابن الأثير: أي: لا يستغلبنكم فيتخذكم جَرِياَ، أي: رسولاً ووكيلاً. وذلك انهم كانوا مَدَحُوه، فكره لهم المبالغة في المدح، فنهاهم عنه، يريد: تكلَّموا بما يحضركم من القول ولا تتكلفوا كأنكم وكلاءُ الشيطان ورُسُلُه تنطقون عن لسانه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل- وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، والحديث بنحوه في الصحيح من رواية عائشة، وسيأتي في مسندها 6/37.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1668) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الضياء أيضاً (1669) من طريق محمود بن غيلان، عن مؤمل بن إسماعيل، به.(21/167)
13532 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، إِذْ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى الْفِطْرَةِ "، فقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَرَجَ هَذَا مِنَ النَّارِ " (1)
13533 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُرُّ بِالتَّمْرَةِ، فَمَا يَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَهَا إِلَّا مَخَافَةُ أَنْ تَكُونَ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ (2)
__________
وأخرج قوله: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نُزع من شيء إلا شانه" الضياءُ (1778) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، به. وقد سلف من هذا الطريق برقم (12689) بلفظ: "ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه ".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (466) ، والبزار (1963- كشف الأستار) من طريقين عن كثير بن حبيب الليثي، عن ثابت بلفظ: "ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء إلا شانه، وإن الله رفيق يحب الرفق ". لكن رواية البخاري دون قوله: "ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ".
وإسناده قوي.
وقصة سلام اليهود على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلفت من غير هذا الطريق عن أنس برقم (13193) و (13284) ، وإسناده صحيح.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل سيىء الحفظ، لكنه قد توبع، فانظر (12351) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وانظر ما سلف برقم (12190) .(21/168)
13534 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: (1) لَا أَتَزَوَّجُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُصَلِّي وَلَا أَنَامُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي " (2)
13535 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ جَالِسٌ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا فِي اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْبَرْتَهُ بِذَلِكَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " قُمْ فَأَخْبِرْهُ تَثْبُتِ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا "، فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: أَنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ، أَوْ قَالَ: أُحِبُّكَ لِلَّهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَحَبَّكَ الَّذِي
__________
(1) لفظة "لبعض" ليست في (م) و (س) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ مؤمَّل: وهو ابن إسماعيل، وقد توبع. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه عبد بن حميد (1318) عن محمد بن الفضل، ومسلم (1401) ، وابن حبان (14) من طريق بهز بن أسد، والبيهقي 7/77 من طريق علي بن عثمان اللاحقي، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث عن أسود بن عامر برقم (13727) ، وعن عفان برقم (14045) كلاهما عن حماد بن سلمة بالإسناد نفسه.
وأخرجه البخاري (5063) ، وابن حبان (317) ، والبيهقي 7/77، والبغوي (96) من طريق حميد الطويل، عن أنس.(21/169)
أَحْبَبْتَنِي فِيهِ (1)
13536 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي، فَبَسَطَ يَدَيْهِ وَجَعَلَ (2) ظَاهِرَهُمَا مِمَّا يَلِي السَّمَاءَ " (3)
13537 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْقَى رَجُلًا، فَيَقُولُ: " يَا فُلَانُ كَيْفَ أَنْتَ؟ " فَيَقُولُ: بِخَيْرٍ أَحْمَدُ اللهَ، فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَعَلَكَ اللهُ بِخَيْرٍ "، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " كَيْفَ أَنْتَ يَا فُلَانُ؟ " فَقَالَ: بِخَيْرٍ إِنْ شَكَرْتُ، قَالَ: " فَسَكَتَ عَنْهُ "، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّكَ كُنْتَ تَسْأَلُنِي فَتَقُولُ: جَعَلَكَ اللهُ بِخَيْرٍ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ سَكَتَّ عَنِّي، فَقَالَ لَهُ: " إِنِّي كُنْتُ أَسْأَلُكَ فَتَقُولُ: بِخَيْرٍ أَحْمَدُ اللهَ، فَأَقُولُ: جَعَلَكَ اللهُ بِخَيْرٍ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ قُلْتَ: بِخَيْرٍ (4) إِنْ شَكَرْتُ، فَشَكَكْتَ فَسَكَتُّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1703) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (12430) .
(2) لفظة "وجعل " ليست في (م) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ مؤمل، لكنه متابع، فانظر (12554) .
(4) لفظة "بخير" أثبتناها من (ظ 4) .(21/170)
عَنْكَ " (1)
13538 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ أَوْ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِآيَةِ الْحِجَابِ، " تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ، فَذَبَحَ شَاةً، فَدَعَا أَصْحَابَهُ، فَأَكَلُوا وَقَعَدُوا يَتَحَدَّثُونَ وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ وَهُمْ قُعُودٌ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ وَيَرْجِعُ وَهُمْ قُعُودٌ، وَزَيْنَبُ قَاعِدَةٌ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحْيِي مِنْهُمْ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ شَيْئًا، فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا
__________
(1) إسناده ضعيف لسوء حفظ مؤمل بن إسماعيل، والصحيح أنه مرسل كما سيأتي.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1536) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه بهذا الإسناد.
وخالف الحسنُ بن موسى الأشيبُ مؤملاً فرواه مرسلا، فقد أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (188) من طريقه عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... مرسلاً. ورجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه كذلك مرسلاً ابن أبي الدنيا في "الشكر" (38) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان " (4449) عن محمد بن علي بن الحسن، عن بشر ابن السَري، عن همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
ورجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن علي بن الحسن فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة.(21/171)
بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا} [الأحزاب: 53] الْآيَاتُ إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] ، قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجَابِ (1) مَكَانَهُ، فَضُرِبَ " (2)
13539 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ مَلَكَ الْمَطَرِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ (3) أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ: " امْلِكِي عَلَيْنَا الْبَابَ، لَا يَدْخُلْ عَلَيْنَا أَحَدٌ "، قَالَ: وَجَاءَ الْحُسَيْنُ لِيَدْخُلَ فَمَنَعَتْهُ، فَوَثَبَ فَدَخَلَ فَجَعَلَ يَقْعُدُ عَلَى ظَهَرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مَنْكِبِهِ، وَعَلَى عَاتِقِهِ، قَالَ: فَقَالَ الْمَلَكُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتُحِبُّهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فَجَاءَ بِطِينَةٍ حَمْرَاءَ، فَأَخَذَتْهَا أُمُّ سَلَمَةَ فَصَرَّتْهَا فِي خِمَارِهَا
__________
(1) في (م) : بحجاب.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل بن اسماعيل سيئ الحفظ، لكنه متابع، تابعه سليمان بن حرب: وهو ثقة من رجال الشيخين.
فقد أخرجه بنحوه ابنُ سعد في "الطبقات " 8/105-106، والبخاري (4792) ، والطبري في "التفسير" 22/38، والطبراني في "الكبير" 24/ (128) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12023) .
(3) لفظة "ربه" ليست في (ظ 4) و (س) .(21/172)
قَالَ: قَالَ ثَابِتٌ: " بَلَغَنَا أَنَّهَا كَرْبَلَاءُ " (1)
13540 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مِنْ كَذَا إِلَى كَذَا، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "، قَالَ حَمَّادٌ: وَزَادَ فِيهِ حُمَيْدٌ: " لَا يُحْمَلُ فِيهَا سِلَاحٌ
__________
(1) إسناده ضعيف، تفرد به عمارة بن زاذان عن ثابت، وقد قال الإمام أحمد: يروي عن ثابت عن أنس أحاديثَ مناكير، ومؤمَل- وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع.
وأخرجه البزار (2642- كشف الأستار) من طريق عبد الله بن رجاء، وأبو يعلى (3402) ، وابن حبان (6742) ، والطبراني في "الكبير" (2813) من طريق شيبان بن فروخ، كلاهما عن عمارة بن زاذان، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا عمارة.
وسيأتي عن عبد الصمد بن حسان، عن عمارة بن زاذان برقم (13794) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (648) .
وعن عائشة أو أم سلمة، سيأتي 6/294.
وعن أم سلمة عند ابن أبي شيبة 15/97-98، وعبد بن حميد (1533) ، والطبرا ني (2817) و (2819) و (2820) و (2821) .
وعن أبي أمامة عند الطبراني (8096) .
وعن أم الفضل بنت الحارث عند الحاكم 3/176-177.
قلنا: ولا يخلو إسناد واحد من هذه الشواهد من مقالٍ، فالحديث ضعيف.
وكربلاء: مدينة في العراق، تقع جنوب بغداد.(21/173)
لِقِتَالٍ " (1)
13541 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةٌ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ، إِلَّا قَالَ: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ مؤمل بن إسماعيل، لكنه قد توبع فيما سلف برقم (13063) .
وقوله: "لا يُحمل فيها سلاح لقتال " تفرد به مؤمل في حديث أنس، لكن يشهد له حديث أبي حسان الأعرج عن علي عند أحمد وقد سلف برقم (959) ، وعند أبي داود (2035) ، ورجاله رجال الصحيح إلا أن رواية أبي حسان عن علي مرسلة.
ويشهد له أيضاً حديث جابر، وسيأتي عند أحمد 3/347 و393، وفيه ابن لهيعة، وهو سيء الحفظ.
قلنا: وهذا النهي مخصوص بحمله للقتال، فأما إذا حمله لغير ذلك فجائز، بشرط أن لا يؤذيَ به أحداً، يدل عليه غير ما حديث، منها حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا مرَ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نَبْلٌ فليمسك على نِصالها، أن يصيبَ أحداً من المسلمين منها بشيء" أخرجه البخاري (7075) ، ومسلم (2615) ، وسيأتي في مسنده 4/397.
وحديث جابر قال: مر رجل بسهام في المسجد فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أمسِكْ بنصالها". أخرجه البخاري (7073) ، ومسلم (2614) ، وسيأتي في مسند 35/308.
(2) إسناده ضعيف، مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ، والحديث بهذه السيَاقة غير محفوظ عن أنس، فقد رواه الثقاتُ من أصحاب حماد بن سلمة بغير هذا اللفظ، كما سيأتي برقم (13572) ، وتابع حمادَ بن سلمة على لفظه=(21/174)
13542 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ، وَإِنَّ أَهْلَ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ " (1)
13543 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنْ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصٍ، أَوْ مَشَاقِصَ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخْتِلُهُ لِيَطْعَنَهُ " (2)
13544 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ذَا
__________
= الآتي حمادُ بن زيد ومعمر وجعفر بن سليمان، انظر ما سلف برقم (12939) وأما حديث مؤمل فقد أخرجه أبو يعلى (3481) ، وابن حبان (3026) ، والحاكم 1/378 من طريقه، بهذا الإسناد.
ويشهد له بنحو هذا اللفظ حديثُ أبي هريرة السالف برقم (8989) ، لكن إسناده ضعيف، فيه رجل مبهم.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ، وقد توبع فيما سلف برقم (12279) ، وعبد الرحمن بن بُديل صدوق حسن الحديث.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطبّاع- فمن رجال مسلم. وانظر (13507) .(21/175)
الْأُذُنَيْنِ " (1)
13545 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، (2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " أَعْتَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا " (3)
13546 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِ، وَأُمُّ سُلَيْمٍ، وَأُمُّ حَرَامٍ خَلْفَنَا عَلَى بِسَاطٍ " (4)
13547 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: اذْهَبْ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَغَدَّى عِنْدَنَا فَافْعَلْ، قَالَ: فَجِئْتُهُ
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وقد توبع. انظر (12164) .
(2) تحرف في (م) إلى: عبد العزيز بن سهيل.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج بن النعمان، فمن رجال البخاري.
وسلف من طريق حماد بن زيد، عن شعيب بن الحبحاب وعبد العزيز بن صهيب وثابت البناني برقم (13506) ، وسلف عن عبد العزيز وحده برقم (11957) .
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري. سريج: هو ابن النعمان. وانظر (12626) .(21/176)
فَبَلَّغْتُهُ، فَقَالَ: " وَمَنْ عِنْدِي؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: " انْهَضُوا "، قَالَ: فَجِئْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ وَأَنَا مُدْهَشٌ لِمَنْ أَقْبَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: مَا صَنَعْتَ يَا أَنَسُ؟ فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ، قَالَ: " هَلْ عِنْدَكِ سَمْنٌ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَدْ كَانَ مِنْهُ عِنْدِي عُكَّةٌ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ سَمْنٍ، قَالَ: " فَائْتِ بِهَا "، قَالَ: فَجِئْتُهُ بِهَا فَفَتَحَ رِبَاطَهَا، ثُمَّ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ أَعْظِمْ فِيهَا الْبَرَكَةَ "، قَالَ فَقَالَ: " اقْلِبِيهَا "، فَقَلَبْتُهَا، فَعَصَرَهَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُسَمِّي، قَالَ فَأَخَذَتْ تَقَعُ فدَرَّ (1) ، فَأَكَلَ مِنْهَا بِضْعٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا، فَفَضَلَ فِيهَا فَضْلٌ، فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَ: " كُلِي وَأَطْعِمِي جِيرَانَكِ " (2)
__________
(1) فِدَرٌ، أي: قِطع، وقد تصحفت في (م) و (س) و (ق) إلى: "قدر" بالقاف. وعند أبي عوانة: تقع فِدَراً، ولم يسق مسلم لفظ هذا الحديث عندما خرَجه، وفي حاشية السندي: "تَدُر" وعليه شرح، فقال: "فأخذت " أي: العُكهَ، أي: شَرَعت، وهو من أفعال المقاربة. "تَقَع "، أي: يقع ما فيها ويسيل ويسقط في الطعام. "تدرُ" من الدر، بمعنى الزيادة والكثرة، أي: أخذت في الزيادة والسَيَلان، وقد وقع هاهنا في النسخ (أي النسخ التي وقعت له) تحريف مفسد (يعني قدر، بالقاف) والصواب ما قلنا إن شاء الله تعالى، والله تعالى أعلم. اهـ.
(2) حديث صحيح، ورجاله رجال الصحيح. حرب بن ميمون: هو أبو الخطاب الأنصاري مولاهم.
وأخرجه مسلم (2040) (143) ، وأبو عوانة 5/386، والبيهقي في "الدلائل " 6/91 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12491) .(21/177)
13548 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ مِنْ بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَلَمَّا بَدَا لَنَا أُحُدٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ "، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا مِثْلَ مَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللهُمَّ بَارِكْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ " (1)
13349 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، أَخُو حَزْمِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ} {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56] ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ رَبُّكُمْ أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى أَنْ يُجْعَلَ مَعِي إِلَهًا آخَرَ، وَمَنْ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا آخَرَ فَهُوَ أَهْلٌ لِأَنْ أَغْفِرَ لَهُ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن أبي الزناد- وهو عبد الرحمن ابن عبد الله بن ذكوان- وعمرو بن أبي عمرو صدوقان. سريج: هو ابن النعمان. وانظر (12510) .
(2) إسناده ضعيف لضعف سهيل بن أبي حزم.
وأخرجه الحاكم 2/508 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
وصححه! وتعقبه الحافظ ابن حجر في "الإتحاف " 1/536 فقال: بل ضعيف لضعف سهيل، وقد ذكر البزار والترمذي أنه تفرَّد به.
وانظر (12442) .(21/178)
13550 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا " (1)
13551 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً " (2)
13552 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ، لَابْتَغَى إِلَيْهِمَا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج- وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري.
وأخرجه أبو عوانة 2/252 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (684) (314) ، والترمذي (178) ، وابن ماجه (696) ، والنسائي 1/293، وأبو يعلى (2854) ، وأبو عوانة 2/252، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/466، وابن حبان (1555) ، والبيهقي 2/218، والبغوي (393) من طرق عن أبي عوانة، به. وانظر (11972) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2006) ، وأبو يعلى (2848) ، وابن حبان (3466) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (13245) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (12228) .(21/179)
13553 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ " (1)
13554 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ دَابَّةٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ " (2)
13555 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَذَكَرَ رَجُلًا، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ (3) : اسْتَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فِي الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَمْكَنَكُمْ مِنْهُمْ "، قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ عَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَمْكَنَكُمْ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا هُمْ إِخْوَانُكُمْ بِالْأَمْسِ " قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرح البخاري. وانظر (12495) .
تنبيه: تكرر هذا الحديث في هذا الموضع سنداً ومتناً في (م) وسائر النسخ، ولا وجه له!
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. وانظر (12495) .
(3) في نسخة على هامش (س) : قالا، على اعتبار أن الحديث مروي عن أنس موصولاً، وعن الحسن مرسلاً.(21/180)
اللهِ: اضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ عَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِلنَّاسِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَى (1) أَنْ تَعْفُوَ عَنْهُمْ، وَتَقْبَلَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ، قَالَ: فَذَهَبَ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْغَمِّ، قَالَ: فَعَفَا عَنْهُمْ، وَقَبِلَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ، قَالَ: وَأَنْزَلَ اللهُ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68] (2)
13556 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَوْبٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ " (3)
13557 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَاعِدًا مُتَوَشِّحًا بِثَوْبٍ - قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ بُرْدًا -، ثُمَّ دَعَا
__________
(1) في (م) : إن ترى.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم: وهو ابن صهيب الواسطي. ولم يقع لنا عند غير الإمام أحمد من حديث أنس.
ويشهد له حديث عمر، السالف برقم (208) ، وإسناده حسن.
وحديث عبد الله بن مسعود، السالف برقم (3632) ، وإسناده ضعيف.
وحديث ابن عمر عند الحاكم 2/329، وإسناده حسن.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. وانظر (12617) .(21/181)
أُسَامَةَ فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى نَحْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: " يَا أُسَامَةُ ارْفَعْنِي (1) إِلَيْكَ " قَالَ يَزِيدُ: " وَكَانَ فِي الْكِتَابَ الَّذِي مَعِي عَنْ أَنَسٍ، فَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَنَسٍ، وَأَنْكَرَهُ، وَأَثْبَتَ ثَابِتًا " (2)
13558 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَخَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيَمْشِ عَلَى هِينَتِهِ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا سُبِقَهُ " (3)
__________
(1) في (ظ 4) ونسخة في (س) : ارفع.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، فإن كان أنس محفوظاً فيه، فالإسناد متصل صحيح.
وأخرجه الترمذي (363) من طريق محمد بن طلحة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/406، وفي "شرح مشكل الآثار" (5649) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/192 من طريق يحيى بن أيوب، وابن حبان (2125) من طريق سليمان بن بلال، ثلاثتهم عن حميد، عن ثابت، عن أنس. ولم يذكر فيه الترمذي والطحاوي وابن حبان قوله: ثم دعا أسامة ... الخ. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال: وهكذا رواه يحيى بن أيوب عن حميد، عن ثابت، عن أنس، وقد رواه غير واحد عن حميد، عن أنس، ولم يذكروا فيه: "عن ثابت "، ومن ذكر فيه " عن ثابت " فهو أصح.
وانظر ما قبله.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. خالد: هو ابن مهران الحذاء، ومحمد: هو ابن سيرين.
وانظر حديث أنس فيما سلف برقم (12034) .(21/182)
° 13559 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ - صَاحِبُ الطَّعَامِ - قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ - وَلَيْسَ بِجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ - عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَلِيقٍ النَّصْرَانِيِّ لِيَبْعَثَ إِلَيْهِ بِأَثْوَابٍ إِلَى الْمَيْسَرَةِ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: بَعَثَنِي إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتَبْعَثَ إِلَيْهِ بِأَثْوَابٍ إِلَى الْمَيْسَرَةِ، فَقَالَ: وَمَا الْمَيْسَرَةُ؟ وَمَتَى الْمَيْسَرَةُ؟ وَاللهِ مَا لِمُحَمَّدٍ ثَاغِيَةٌ (1) وَلَا رَاغِيَةٌ، فَرَجَعْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: " كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ، أَنَا خَيْرُ مَنْ بَايَعَ، (2) لَأَنْ يَلْبَسَ أَحَدُكُمْ ثَوْبًا مِنْ رِقَاعٍ شَتَّى، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ بِأَمَانَتِهِ - أَوْ فِي أَمَانَتِهِ - مَا لَيْسَ عِنْدَهُ " (3)
__________
وانظر حديث أبي هريرة فيما سلف برقم (8967) .
(1) تصحفت في (م) إلى: شائقة. والثاغية: الشاة، والراغية: البعير.
(2) في (م) : يبايع.
(3) إسناده ضعيف، أبو سلمة صاحب الطعام وجابر بن يزيد لا يعرفان، انظر ترجمتهما في "تعجيل المنفعة" (1295) و (124) . وقال أبو حاتم في "العلل " 1/378: هذا حديث منكر.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق " (349) ، وفي "الأسماء المبهمة" ص 59 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وقد وقع في الإسناد في المطبوع من "المتفق والمفترق " خطأ، فيصحح من "الأسماء المبهمة" ومن "المسند".
وأخرجه البزار (1305- كشف الأستار) ، وابن عدي في "الكامل " 1/392، والطبراني في "الأوسط " (1499) من طريق أسيد بن زيد الجمال، عن أبي بكر ابن عياش، عن عاصم، عن أنس بن مالك قال: بعث بي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى يهودي أستْلفُ له إلى الميسرة. فقال: أيُ ميسرة له؟ هو الذي لا أصل له ولا=(21/183)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ "
13560 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
فرع. فرجعتُ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فقال: "كذب عدوُّ الله، أما لو أعطانا لأديْنا إليه ". وإسناده ضعيف لضعف أسيد بن زيد. وعاصم: جاء في الطبراني والبزار تقييده بالأحول، ونفى ابن عدي أن يكون الأحول، فقال: وعاصم المذكور في الإسناد عاصم بن بهدلة ليس هو عاصم الأحول. قلنا: وعليه يكون الإسناد منقطعاً، فعاصم بن بهدلة لم يرو عن أنس.
وأخرجه بنحوه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 58، وفي "تاريخ بغداد" 3/155 من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، عن عبد السلام بن حرب الملائي، عن الأعمش، عن أنس. وهذا إسناد ضعيف جداً من أجل محمد بن يونس الكديمي، ثم هو منقطع، فإن
الأعمش لم يسمع من أنس.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، عبد الوهاب بن عطاء- وهو الخَفَاف- صدوق لا بأس به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/34 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (104) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سليمان التيمي، عن الأسود بن هلال، قال: بلغني أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من لقي الله ... ". وهو مرسل.
وانظر ما سيأتي في مسند معاذ 5/228 من طريق أبي حصين عن الأسود بن هلال عن معاذ بن جبل.
وسلف حديث أنس برقم (12606) من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه،=(21/184)
13561 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ حَرْثٌ وَنَخْلٌ وَقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِهِ "، فَقَالُوا: لَا نَبْتَغِي بِهِ ثَمَنًا إِلَّا عِنْدَ اللهِ، قَالَ: فَقَطَعَ النَّخْلَ، وَسَوَّى الْحَرْثَ، وَنَبَشَ قُبُورَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، وَفِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُمْ يَنْقُلُونَ الصَّخْرَ لِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ: " اللهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ " (1)
13562 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُحْشَرُ (2) الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَهْتَمُّونَ لِذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى
__________
= عن أنس.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وسلف الحديث برقم (12242) و (13208) ، وسلف دون قوله: وفي مرابض الغنم، وهذه القطعة وحدها سلفت برقم (12335) .
(2) في (م) و (س) ونسخة في (ظ 4) : يُحبس، وهي كذلك عند البخاري، والمثبت من (ظ 4) و (ق) ونسخة في (س) .(21/185)
يُرِيحُنَا (1) مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُونَا، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ (2) رَبِّكَ "، قَالَ: " فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ أَكْلَهُ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا، وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا، أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، قَالَ: فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ سُؤَالَهُ اللهَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ كَذَبَهُنَّ، قَوْلَهُ: إِنِّي سَقِيمٌ، وَقَوْلَهُ: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا وَأَتَى عَلَى جَبَّارٍ مُتْرَفٍ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: أَخْبِرِيهِ أَنِّي أَخُوكِ فَإِنِّي مُخْبِرُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللهُ تَكْلِيمًا، وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ، وَقَالَ: فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَتْلَهُ الرَّجُلَ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللهِ وَرُوحَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : فيريحنا.
(2) في (م) و (س) : إلى، والمثبت من (ظ 4) و (ق) ونسخة في (س) .(21/186)
عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ، (1) غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ "، قَالَ: " فَيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ مُحَمَّدُ، (2) وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ " " فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُ رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ (3) فَأُدْخِلُهُمْ فِي الْجَنَّةِ "، قَالَ هَمَّامٌ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " فَأُخْرِجُهُمْ (4) مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي الثَّانِيَةَ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ مُحَمَّدُ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ "، قَالَ: " فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ (5) فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - قَالَ هَمَّامٌ وَأَيْضًا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأُخْرِجُهُمْ (6) مِنَ النَّارِ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - قَالَ: ثُمَّ أَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي الثَّالِثَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ (7) وَقَعْتُ
__________
(1) قوله: "عبد الله ورسوله " ليس في (ظ 4) .
(2) في (م) و (ق) : يا محمد.
(3) في (م) و (س) و (ق) : فأُخرجهم.
(4) في "البخاري ": فأَخرج فأُخرِجُهم.
(5) في (ظ 4) : فأُخرجهم.
(6) في "البخاري ": فأَخرج فأُخرِجُهم.
(7) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : فإذا رأيت ربي.(21/187)
سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ،، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأُخْرِجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - قَالَ هَمَّامٌ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأُخْرِجُهُمْ (1) مِنَ النَّارِ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - فَلَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ " أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ "، ثُمَّ تَلَا قَتَادَةُ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] ، قَالَ: هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وَعَدَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) في "البخاري": فأَخرج فأُُخرجُهم.
(2) حديث صحيح دون قوله: "في داره" فقد تفرد بهذا الحرف همام بن يحيى، عن قتادة، وذكر بعض أهل العلم أن في حفظ همام شيئاً، وقد يقع له أخطاء في روايته، وسيأتي الكلام على هذا الحرف لاحقاً.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (804) ، وابن منده في "الإيمان " (863) من طريق هدبة بن خالد، عن همام، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم (7440) فقال: وقال حجاج بن منهال: حدثنا همام بن يحيى ... فذكره، ووصله من هذا الطريق أبو نعيم والإسماعيلي في "مستخرجيهما" على البخاري كما في "تغليق التعليق " 5/349.
وانظر (12153) .
ويشهد لقول قتادة في آخره: هو المقام المحمود، غيرُ ما حديث، انظر (9684) من مسند أبي هريرة.
قوله: "في داره " سلف في أول التعليق أنها من تفردات همام، لكن وجهها=(21/188)
13563 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " (1)
13564 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُهُ إِلَى مَنْكِبَيْهِ " (2)
__________
= الخطابي في "أعلام الحديث " 4/2355، فقال: وقوله: "في داره" يُوهِمُ مكاناً، ومعناه: أي: في داره التي دوَّرَها لأوليائه، وهي الجنة، كقوله عز وجل: (لهم دارُ السلام عند ربهم) [الأنعام: 127] ، وكقوله: (واللهُ يدعو إلى دار السَلام) [يونس: 25] ، وكما يقال: بيتُ الله، وحَرَمُ الله، يريدون بيتَ
الله الذي جعله مثابةً للناس، والحرمَ الذي جعله أمْناً لهم، ومثله: رُوح الله، على سبيل التفضيل له على سائر الأرواح، وإنما ذلك في ترتيب الكلام كقوله عز وجل: (إنَ رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون) [الشعراء: 27] فأضاف الرسول إليهم، وإنما هو رسول الله أرسله إليهم. قلنا: وقد جاء الحديث عن أنس بلفظ الجنة مكان قوله: "في دارمه، انظر رقم (12469) من طريق عمرو بن أبي عمرو، و (13590) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس. وهو أصحُُ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه ابن سعد 3/412 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقَرَن بشعبة وهيبَ بن خالد. وانظر (12357) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3098) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (13841) ، وانظر (12175) .(21/189)
13565 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا: كَمْ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " أَرْبَعًا: عُمْرَتَهُ الَّتِي صَدَّهُ عَنْهَا الْمُشْرِكُونَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَتَهُ أَيْضًا فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَتَهُ حَيْثُ (1) قَسَمَ غَنِيمَةَ حُنَيْنٍ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَتَهُ مَعَ حَجَّتِهِ " (2)
13566 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَسْقِ اللهَ لَنَا "، قَالَ: " فَاسْتَسْقَى وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً "، قَالَ: " فَأُمْطِرْنَا فَمَا جَعَلَتْ تُقْلِعُ، فَلَمَّا كَانَتِ (3) الْجُمُعَةُ قَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَهَا عَنَّا "، قَالَ: " فَدَعَا قَالَ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى السَّحَابِ يُسْفِرُ يَمِينًا وَشِمَالًا وَلَا يُمْطِرُ مِنْ جَوْفِهَا قَطْرَةً " (4)
__________
(1) في (م) : حين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13687) . وانظر (12372) .
تنبيه: تكرر بعد هذا الحديث في (ظ 4) و (س) الحديثان السالفان بالرقمين (13561) و (13562) ، وكتب عليهما في (ظ 4) : معاد، وفي (س) : مكرر.
(3) في (م) و (س) و (ق) : أتت.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3104) من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1015) و (6093) و (6342) من طريق أبي عوانة، وبرقم (6093) ، والطبراني في "الدعاء" (959) من طريق سعيد بن=(21/190)
13567 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا بَزَقَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْزُقْ عَنْ شِمَالِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى " (1)
13568 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ نَعْلُهُ لَهَا قِبَالَانِ " (2)
13569 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: " وَقَدْ رَأَيْتُ خَلَفَ بْنَ خَلِيفَةَ وَقَدْ قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: يَا أَبَا أَحْمَدَ "، حَدَّثَكَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، قَالَ أَبِي: " فَلَمْ أَفْهَمْ كَلَامَهُ كَانَ قَدْ كَبِرَ فَتَرَكْتُهُ "، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالْبَاءَةِ،
__________
= أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به.
وسيأتي من طريق شيبان عن قتادة برقم (13743) .
وانظر ما سلف برقم (12019) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13846) .
وأخرجه أبو يعلى (3107) ، والبغوي (492) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12063) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13845) وقرن بعفان هناك بهزاً.
وأخرجه ابن سعد 1/478، وأبو يعلى (3101) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 117، والبغوي (3153) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12229) .(21/191)
وَيَنْهَى عَنِ التَّبَتُّلِ نَهْيًا شَدِيدًا، وَيَقُولُ: " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ (1) الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
13570 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْحَلْقَةِ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ، يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا اللهَ؟ " قَالَ: فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى " (3)
13571 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " إِنِّي إِمَامُكُمْ فَلَا تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ، وَلَا بِالسُّجُودِ، وَلَا بِالْقِيَامِ، (4) فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي "،
__________
(1) لفظة "بكم" ليست في (ظ 4) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي، خلف بن خليفة وحفص- وهو ابن عمر المعروف بابن أخي أنس- صدوقان لا بأس بهما. وهو مكرر (12613) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وهو مكرر (12611) .
(4) في (ظ 4) ونسخة في (س) : بقيام.(21/192)
ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ " (1)
13572 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ عَلَيْهِ (2) جَنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَجَبَتْ "، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَجَبَتْ "، ثُمَّ قَالَ: (3) " أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ " (4)
13573 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَمْلَى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المختار بن فلفل، فمن رجال مسلم. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأخرجه أبو عوانة 2/136 من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل وعفان، بهذا الإسناد. وانظر (11997) .
(2) في (ظ 4) : به.
(3) قوله: "ثم قال " ليس في (ظ 4) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1357) عن أبي الوليد الطيالسي، وأبو يعلى (3353) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث برقم (13541) عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بلفظ آخر. وانظر (12939) .(21/193)
عَلَيْهِ " سَمِيعًا "، يَقُولُ: كَتَبْتُ سَمِيعًا بَصِيرًا، قَالَ: " دَعْهُ "، وَإِذَا أَمْلَى عَلَيْهِ " عَلِيمًا حَكِيمًا "، كَتَبَ: عَلِيمًا حَلِيمًا - قَالَ حَمَّادٌ نَحْوَ ذَا - قَالَ: وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ مَنْ قَرَأَهُمَا قَدْ قَرَأَ قُرْآنًا كَثِيرًا، فَذَهَبَ فَتَنَصَّرَ، فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتُ أَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ مَا شِئْتُ فَيَقُولُ: " دَعْهُ "، فَمَاتَ فَدُفِنَ فَنَبَذَتْهُ الْأَرْضُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: " وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ مَنْبُوذًا فَوْقَ الْأَرْضِ " (1)
13574 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ، وَعُيَيْنَةَ، وَالْأَقْرَعَ، وَسُهَيْلَ بْنَ عَمَرٍو فِي الْآخِرِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، وَهُمْ يَذْهَبُونَ بِالْمَغْنَمِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَتَّى فَاضَتْ، فَقَالَ: " أَفِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنُ أُخْتِنَا، قَالَ: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَالَ: " أَقُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " أَنْتُمُ الشِّعَارُ، وَالنَّاسُ الدِّثَارُ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في فضائل القرآن كما في "الإتحاف " 1/467 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2020) ، وعبد بن حميد (1354) ، وأبو عوانة في المنافقين كما في "الإتحاف" 1/467 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وقد سلف بنحوه برقم (13324) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت.
وانظر ما سلف برقم (12215) .(21/194)
يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى دِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَهُمْ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ "، وَقَالَ حَمَّادٌ: أَعْطَى مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ يُسَمِّي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ (1)
13575 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَقَدَمِي تَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْنَاهُمْ حِينَ بَزَغَتِ الشَّمْسُ، وَقَدْ أَخْرَجُوا مَوَاشِيَهُمْ وَخَرَجُوا بِفُؤُوسِهِمْ، وَمَكَاتِلِهِمْ وَمُرُورِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} [الصافات: 177] "، قَالَ: فَهَزَمَهُمُ اللهُ، قَالَ: وَوَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وقوله: "ابن أخت القوم منهم " سلف من طريق معاوية بن قرة عن أنس برقم (12187) .
وانظر ماسلف برقم (12594) و (12608) .
قوله: "أنتم الشعار والناس الدَّثار" سلف شرحه عند حديث أبي هريرة برقم (9434) .
عيينة: هو ابن حِصْن الفزاري، والأقرع: هو ابن حابس التميمي.(21/195)
فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تُصَنِّعُهَا (1) وَتُهَيِّئُهَا، وَهِيَ صَفِيَّةُ ابْنَةُ حُيَيٍّ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيمَتَهَا التَّمْرَ وَالْأَقِطَ وَالسَّمْنَ، قَالَ: فُحِصَتِ الْأَرْضُ أَفَاحِيصَ، وَجِيءَ بِالْأَنْطَاعِ فَوُضِعَتْ فِيهَا، ثُمَّ جِيءَ بِالْأَقِطِ وَالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ، فَشَبِعَ النَّاسُ، قَالَ وَقَالَ النَّاسُ: مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا أَمْ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ؟ فَقَالُوا: إِنْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا حَتَّى قَعَدَتْ عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ دَفَعَ وَدَفَعْنَا، قَالَ: فَعَثَرَتِ النَّاقَةُ الْعَضْبَاءُ، قَالَ: فَنَدَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَدَرَتْ، قَالَ: فَقَامَ فَسَتَرَهَا، قَالَ: وَقَدْ أَشْرَفَتِ النِّسَاءُ، فَقُلْنَ: أَبْعَدَ اللهُ الْيَهُودِيَّةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَوَقَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِي وَاللهِ لَقَدْ وَقَعَ "
وَشَهِدْتُ وَلِيمَةَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَكَانَ يَبْعَثُنِي فَأَدْعُو النَّاسَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ وَتَبِعْتُهُ، وَتَخَلَّفَ رَجُلَانِ اسْتَأْنَسَ بِهِمَا الْحَدِيثُ لَمْ يَخْرُجَا، فَجَعَلَ يَمُرُّ بِنِسَائِهِ يُسَلِّمُ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ: " سَلَامٌ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ؟ فَيَقُولُ: " بِخَيْرٍ "، فَلَمَّا رَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَلَمَّا بَلَغَ
__________
(1) في (م) و (ق) : تُصْلِحُهَا. والمثبت من (ظ 4) و (س) ونسخة في (ق) .(21/196)
الْبَابَ إِذَا هُوَ بِالرَّجُلَيْنِ قَدِ اسْتَأْنَسَ بِهِمَا الْحَدِيثُ، فَلَمَّا رَأَيَاهُ قَدْ رَجَعَ قَامَا فَخَرَجَا، قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ، أَوْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ بِأَنَّهُمَا قَدْ خَرَجَا فَرَجَعَ، وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ الْبَابِ أَرْخَى الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الْآيَاتِ: (1) {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53] حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا (2)
__________
(1) في (م) ونسخة في (س) : وأنزل الله الحجاب هذه الآيات. بزيادة لفظة "الحجاب ".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 2/109، ومسلم ص 1045 (87) و (1428) (87 م) وص 1428 (121) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد- واقتصر ابن سعد ومسلم في الموضع الثالث على قصة أبي طلحة وقصة خيبر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/461-462 عن يزيد بن هارون، وأبو عوانة 4/362-363 من طريق عبيد الله بن محمد، وابن حبان (7212) من طريق هدبة بن خالد، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به- دون قصة زينب بنت جحش ونزول آية الحجاب.
وسلف كذلك برقم (12240) عن يزيد بن هارون، عن حماد.
وأخرجه مختصراً أبو داود (2997) من طريق بهز بن أسد، والبيهقي 6/304 من طريق عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، به- بلفظ: وقع في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبعة أرؤُس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها. قال حماد: وأحسبه قال: وتعتدُّ في بيتها، وهي صفية بنت حيي.
وأخرج ابن ماجه (2272) من طريق الحسين بن عروة وعبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: ان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشترى صفية=(21/197)
13576 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ الْيَهُودَ، كَانَتْ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ، أَخْرَجُوهَا مِنَ الْبَيْتِ، فَلَمْ يُؤَاكِلُوهَا، وَلَمْ يُجَامِعُوهَا، فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي
__________
= بسبعة أَرؤس. قال عبد الرحمن: من دحية الكلبي.
ولقصة زينب بنت جحش ونزول آية الحجاب انظر (13025) .
ولقول أنس: كنت رديف أبي طلحة ... وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الله أكبر خربت خيبر ... " وقصة صفية، انظر ما سلف برقم (11992) من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس، وبرقم (12940) من طريق عبد العزيز وثابت، وما سيأتي برقم (13862) من طريق ثابت وحده، لكن دون قصة صفية.
قوله: "خرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم "، قال النووي في "شرح مسلم " 9/223-224: أما الفؤوس، فبهمزة ممدودة على وزن فُعول: جمع فَأس بالهمز، وهي معروفة، والمكاتل: جمع مِكْتَل، وهو القُفَة. والمرور جمع مَر بفتح الميم، وهو معروف نحو المجرفة وأكبر منها، يقال لها: المساحي.
وقوله: "فُحِصَت الأرض أفاحيصَ "، قال: هو بضم الفاء وكسر الحاء المهملة المخففة، أي: كشف التراب من أعلاها، وحفرت شيئاً يسيراً ليجعل الأنطاع في المحفور، ويصب فيها السمن، فيثبت ولا يخرج من جوانبها، وأصل الفَحْص الكشف، وفَحَصَ عن الأمر وفحص الطائرُ لبيضه، والأفاحيص
جمع أُفحوص.
والأنطاع: جمع نَطْع: وهو الجلد.
وقوله: "نَدَر رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وندرت " قال النووي: أي: سقط، وأصل النُدور: الخروج والإنفراد، ومنه: كلمة نادرة، أي: فردة عن النظائر.
وقوله: "أُسكُفَة الباب ": عتبته.(21/198)
الْمَحِيضِ} [البقرة: 222] حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ، قَالَتِ الْيَهُودُ: مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِنَا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ؟ فَجَاءَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ كَذَا وَكَذَا، أَفَلَا نَنْكِحُهُنَّ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا، فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، وَاسْتَقْبَلَهُمَا هَدِيَّةٌ مِنْ لَبَنٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمَا فَسَقَاهُمَا، فَظَنَنَّا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمَا (1)
13577 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ رَجُلٍ أَوْجَزَ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَقَارِبَةً، وَكَانَتْ صَلَاةُ أَبِي بَكْرٍ مُتَقَارِبَةً، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ مَدَّ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ "، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَامَ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ، وَكَانَ يَقْعُدُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَوْهَمَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12354) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه تاماً ومختصراً الطيالسي (2030) ، ومسلم (473) ، وأبو داود (853) ، وأبو يعلى (3360) ، وأبو عوانة 2/90، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات " (3471) و (3472) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (629) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقرن أبو داود بثابتٍ حميداً. =(21/199)
13578 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ، فَإِذَا هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي، وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا، فَإِذَا حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى تُرْبَتِهِ، فَإِذَا (1) مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ، وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ " (2)
13579 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي " (3)
__________
= وانظر في إيجاز صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما سلف برقم (11967) من طريق
حميد عن أنس.
ولقوله: كانت صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر متقاربة حتى مدَّ عمر في صلاة الفجر، انظر ما سلف برقم (12116) من طريق حميد عن أنس.
ولآخر الحديث انظر ما سلف برقم (12653) من طريق معمر، عن ثابت.
(1) في (م) و (س) و (ق) : فإذا هو.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (3529) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12542) .
والمِسكة الذَّفِرة: هي المسكة شديدة الرائحة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2680) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12664) .(21/200)
13580 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " اللهُمَّ آتِنَا (1) فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " (2)
13581 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " لَقَدْ سَقَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِي هَذَا الشَّرَابَ كُلَّهُ: الْعَسَلَ، وَالْمَاءَ، وَاللَّبَنَ " (3)
__________
(1) في (م) ونسخة في (س) : اللهم ربنا آتنا، وفي (ق) : ربنا آتنا، بدون لفظ: اللهم. والمثبت من (ظ 4) و (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1301) ، وأبو يعلى (3525) ، والبغوي (1381) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/248، وأبو يعلى (3397) ، وابن حبان (938) ، والطبراني في "الدعاء" (122) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وانظر (13163) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه مسلم (2008) ، وأبو يعلى (3513) ، وأبو عوانة 5/320 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وزادوا جميعاً "والنبيذ" ولم يُذكر الماءُ في روايهَ أبي يعلى.
وأخرجه عبد بن حميد (1307) و (1356) ، والترمذي في "الشمائل " (197) ، وأبو يعلى (3503) و (3788) و (3868) ، وأبو عوانة 5/321، وابن حبان (5394) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 221-222، والحاكم 4/105، وأبو نعيم في "الحلية" 6/261، والبيهقي 8/299، والبغوي (3020) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقرنوا فيه بثابت حميداً الطويل-(21/201)
13582 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوِصَالِ، قَالَ: فَقِيلَ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: " إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (1)
13583 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَجُلًا رُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَكِرَ، فَأَمَرَ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ رَجُلًا فَجَلَدَهُ كُلُّ رَجُلٍ جَلْدَتَيْنِ بِالْجَرِيدِ
__________
= غير ابن حبان وأبي الشيخ والبيهقي. وزادوا جميعاً فيه: "والنبيذ"، ولم يذكر أبو الشيخ العسلَ، وزاد في آخر الحديث: فلولا أني رأيت أصابعه في هذه الحلقة لجعلت عليها الذهب والفضة.
وأخرجه أبو الشيخ ص 211 و222 من طريق محمد بن مصعب، عن حماد، عن هشام بن زيد، عن أنس. وزاد فيه: السويق والنبيذ.
وأخرج البخاري (5638) من طريق عاصم الأحول قال: رأيتُ قدحَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أنس بن مالك، وكان قد انصدع فَسَلْسَلَهُ بفضة، قال: وهو قدح جيد عريضٌ من نُضَار (وهو نوع خشب للأواني) ، قال: قال أنس: لقد سَقَيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا القدح أكثرَ من كذا وكذا. قال: وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد، فأراد أنس أن يجعل مكانَها حلقةً من ذهب أو فضة، فقال له أبو طلحة: لا تُغيَّرنَ شيئاً صنعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتركه.
وفي قدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر أيضاً ما سلف برقم (12410) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه أبو يعلى (3099) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (2874) عن هدبة بن خالد، عن همام، به. وانظر (12740) .(21/202)
وَالنِّعَالِ " (1)
13584 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، فَإِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ، صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ رَكِبَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي.
وأخرجه البيهقي 8/319 من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2894) عن هدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/158 من طريق موسى بن داود، كلاهما عن همام، به. وانظر (12139) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُقيل: هو ابن خالد.
وأخرجه البخاري (1112) ، ومسلم (704) (46) ، وأبو داود (1218) ، والنسائي 1/284، وأبو عوانة 2/352، والطبراني في "الأوسط " (8021) ، والبيهقي 3/161 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1111) ، والبيهقي 3/161 من طريق حسان بن عبد الله الواسطي، وأبو داود (1218) ، وأبو عوانة 2/352، وابن حبان (1592) ، والبيهقي 3/161 من طريق يزيد بن موهب، كلاهما عن المفضل بن فضالة، به.
وسيأتي برقم (13799) عن يحيى بن غيلان، عن المفضل بن فضالة.
وأخرجه الدارقطني 1/390 من طريق عبد الله بن صالح، عن المفضل والليث وابن لهيعة، عن عقيل، به. بلفظ: ان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أراد أن يجمع بين الظهر والعصر أَخَّر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر ثم يجمع=(21/203)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بينهما. وعبد الله بن صالح تُكلم في حفظه، لكنه قد توبع.
وأخرجه مسلم (704) (47) عن عمرو بن محمد الناقد، وأبو عوانة 2/351 عن عيسى بن أحمد البلخي، وابن حبان (1456) من طريق سعيد بن بحر القراطيسي، والدارقطني 1/389- 390، والبيهقي 3/161 من طريق الحسن بن محمد بن الصباح، أربعتهم عن شَبَابة بن سَوَّار، عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، به. بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخَّر الظهر حتى يدخلَ أولُ وقت العصر ثم يجمع بينهما.
وهؤلاء الرواة عن شبابة كلهم ثقات.
وخالفهم إسحاق بن راهويه عن شبابة، كما أخرجه البيهقي 3/162 فقال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا كان في سفر فزالت الشمسُ صلى الظهر والعصر جميعاً ثم ارتحل. قلنا: وهذه صورة جمع التقديم، وقد أنكره أبو داود فيما نقله عنه الحافظ في "التلخيص" 2/49، والعيني في "عمدة القاري" 7/156. ومع ذلك فقد صحح إسناده ابنُ القيم في "زاد المعاد" 1/479، والنووي في "المجموع " 4/372، وقال الحافظ في "الفتح " 2/583: وأعِلَّ بتفرُد إسحاق بذلك عن شبابة، ثم تفرّد جعفر الفريابي به عن إسحاق، وليس ذلك بقادحٍ، فإنهما إمامان حافظان.
ثم أورد الحافظ في "الفتح" 2/583 طريقاً أخرى للحديث فيها جمع التقديم، وعزاها للحاكم في "الأربعين" فقال: وقد وقع نظيره- يعني نظير رواية إسحاق عن شبابة- في "الأربعين" للحاكم قال: حدثنا محمد بن يعقوب، هو الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني- هو أحد شيوخ مسلم- قال: حدثنا حسان ابن عبد الله الواسطي [يعني: عن المفضل بن فضالة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس، كما نقله في "التلخيص " 2/49] ، فذكر الحديث، وفيه: "فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر والعصر ثم ركب ". ثم نقل عن العلائي قوله: هكذا وجدته بعد التتبع في نسخ كثيرة من "الأربعين" بزيادة العصر، وسند هذه الزيادة جيد. =(21/204)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
قال الحافظ: وهي متابعة قوية لرواية إسحاق بن راهويه إن كانت ثابتة، لكن في ثبوتها نظر، لأن البيهقي أخرج لهذا الحديث [3/61 ا] عن الحاكم، بهذا الإسناد مقروناً برواية أبي داود، عن قتيبة، وقال: إن لفظهما سواء، إلا أن في رواية قتيبة: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي رواية حسان: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: وقد أخرجه البخاري أيضاً (1111) عن حسان بن عبد الله الواسطي، بهذا الإسناد، وليس فيه لفظة: "والعصر".
وأخرجه مسلم (704) (48) ، وأبو داود (1219) ، والنسائي 1/287، وابن خزيمة (696) ، وأبو عوانة 2/351، والطحاوي 1/164، والبيهقي 3/161، والبغوي (1040) من طريق جابر بن إسماعيل، عن عقيل بن خالد، به. بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا عَجِلَ عليه السفرُ، يؤخِّر الظهرَ إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما، ويؤخر المغربَ حتى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيبُ
الشَّفَق.
وأخرج ابن أبي شيبة 2/456-457 عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن حفص بن عبد الله بن أنس قال: كنا نسافر مع أنس بن مالك، فكان إذا زالت الشمس وهو في منزل لم يركب حتى يصلي الظهر. فإذا راح فحضرت صلاة العصر، فإن سار من منزله قبل أن تزول فحضرت الصلاة قلنا له: الصلاةَ، فيقول: سيروا، حتى إذا كان بين الصلاتين نزل فجمع بين الظهر والعصر، ثم يقول: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا وصل ضَحْوَتَه برَوْحَتِه صنع هكذا.
وأخرج البزار (688- كشف الأستار) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن حفص قال: كان أنس إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أَخَّر الظهر إلى آخر وقتها، وصلاها، وصلى العصر في أول وقتها، ويصلي المغربَ في آخر وقتها، ويصلي العشاء في أول وقتها، ويقول: هكذا كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجمع بين الصلاتين في السفر. قال البزار: لا نعلم أحداً تابع حفص بن عبيد الله على هذه الرواية، ورواه الزهري بخلاف ما رواه حفص. قال الهيثمي في "المجمع " 2/160: وفيه ابن إسحاق وهو ثقة، ولكنه =(21/205)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مدلس.
وعلقه أبو داود بإثر حديث علي بن أبي طالب في الجمع برقم (1234) فقال: وروى أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله أن أنساً كان يجمع بينهما حين يغيب الشفق ويقول: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع ذلك.
وقد سلفت رواية حفص، عن أنس برقم (12408) بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في السفر. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرج الطبراني في "الأوسط " (7548) من طريق هارون بن عبد الله الحمََّال، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا محمد بن سعدان، حدثنا ابن عجلان، عن عبد الله بن الفضل، عن أنس بن مالك: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا كان في سفر فزاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر والعصر جميعاً، وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس جمع بينهما في أول وقت العصر، وكان يفعل ذلك في المغرب والعشاء.
قلنا: وفي هذه الرواية صورة جمع التقديم والتأخير، وإسنادها ضعيف لضعف يعقوب بن محمد الزهري، قال أحمد: ليس بشيء، ليس يسوى شيئاً، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أبو حاتم: هو على يدي عدل (يعني أنه هالك) ، أدركته فلم أكتب عنه.
وقد رُوِيَ في جمع التقديم أيضاً حديثان: الأول عن ابن عباس، والثاني: عن معاذ بن جبل.
أما حديث ابن عباس فقد سلف في "المسند" برقم (3480) قال: ألا أحدثكم عن صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفر؟ قال: قلنا: بلى. قال: كان إذا زاغت الشمس في منزله، جمع بين الظهر والعصر قبل أن يركب، وإذا لم تزغ له في منزله، سار حتى إذا حانت العصر نزل، فجمع بين الظهر والعصر، وإذا حانت المغرب في منزله، جمع بينها وبين العشاء، وإذا لم تحن في منزله
ركب حتى إذا حانت العشاء نزل، فجمع بينهما. وفي إسناده حسين بن عبد الله=(21/206)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن عبيد الله وهو ضعيف. وضعفه به الحافظ في "الفتح " 2/583، ثم قال: لكن له شواهد من طريق حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس، لا أعلمه إلا مرفوعاً: أنه كان إذا نزل منزلاً في السفر، فأعجبه أقام فيه حتى يجمع بين الظهر والعصر، ثم يرتحل، فإذا لم يتهيأ له المنزل مد في السير حتى ينزلْ فيجمع بين الظهر والعصر. أخرجه البيهقي [3/164] ورجاله ثقات، إلا أنه مشكوك في رفعه، والمحفوظ أنه موقوف، وقد أخرجه البيهقي [3/164 عقيب الحديث السابق] من وجه آخر مجزوماً بوقفه على ابن عباس، ولفظه: إذا كنتم سائرين ... فذكر نحوه.
وقال أيضاً في "التلخيص" 1/186 بعد أن ضعف الطريق الأولى بحسين ابن عبد الله: لكن له طريق أخرى أخرجه يحيى بن عبد الحميد الحماني في "مسنده " عن أبي خالد الأحمر، عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وروى إسماعيل القاضي في "الأحكام" عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن كريب، عن ابن عباس، نحوه، وسكت عنهما. قلنا: وفي إسناد الأول منهما: الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وهو ليس بذاك القوي، وفي إسناد الثاني إسماعيل بن أبي أويس، وهو ليس بالقوي.
وبعد هذا، فإن إطلاقنا الصحةَ على حديث ابن عباس هذا في "المسند" (3480) ، فيه وقفة.
أما حديث معاذ بن جبل: فسيأتي في "المسند" 5/241-242 عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ بن جبل: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زَيغْ الشمس أَخر الظهر حتى يجمعَها إلى العصر يصليهما جميعاً، وإذا ارتحل بعد زَيغْ الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً، ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب، أخَّر المغرب حتى يصليَها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عجَل العشاءَ فصلاها مع المغرب. =(21/207)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال الترمذي (554) بعد أن أخرج الحديث من طريق أحمد عن قتيبة: وحديث معاذ حديث حسن غريب، تفرد به قتيبة، لا نعرف أحداً رواه عن الليث غيره، والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ من حديث أبي الزبير عن أبي الطفيل، عن معاذ: ان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع في غزوة تبوك بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء. رواه قرة بن خالد وسفيان الثوري ومالك وغير واحد
عن أبي الزبير المكي.
قلنا: وروايات قرة بن خالد وسفيان ومالك ستأتي في "المسند" على التوالي 5/229 و230 و237. وقد خالفهم هشام بن سعد، عن أبي الزبير، فيما أخرجه أبو داود (1208) ، ومن طريقه الدارقطني 1/392، والبيهقي 3/162 عن يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الرملي، حدثنا المفضل بن
فضالة والليث، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ ابن جبل فذكر نحو حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل.
قال العيني في "عمدة القاري " 7/156: أنكر أبو داود هذا الحديث، وهشام بن سعد ضعفه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتَج به، وقال أحمد: لم يكن بالحافظ.
وقال الحافظ في "الفتح " 2/583: أعلَه جماعة من أئمة الحديث بتفرد قتيبة، عن الليث، وأشار البخاري إلى أن بعض الضعفاء أدخله على قتيبة، حكاه الحاكم في "علوم الحديث " [ص 120-121] ، وله طريق أخرى عن معاذ بن جبل أخرجها أبو داود من رواية هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل. وهشام مختلف فيه، وقد خالفه الحفاظ من أصحاب أبي الزبير كمالك
والثوري وقرة بن خالد وغيرهم فلم يذكروا في روايتهم جمع التقديم.
وقد رَدَ ابنُ القيم في "زاد المعاد" 1/478-481 على الحاكم فقال: إن أبا داود رواه عن يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الرملي، حدثنا المفضل بن فضالة، عن الليث [كذا جعله عن الليث مع أنه عن المفضل والليث معاً] ، عن هشام بن سعد، عن أبي الطفيل، عن معاذ، فذكره. فهذا المفضل قد تابع قتيبة=(21/208)
13585 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوَسِّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ، وَيَنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " (1)
__________
[كذا، مع أن متابعه هو يزيد الرملي] ، وإن كان قتيبة أجلَّ من المفضل وأحفظ، لكن زال تفرُدُ قتيبة به، ثم إن قتيبة صرح بالسماع، فقال: حدثنا، ولم يعنعن، فكيف يقدح في سماعه، مع أنه بالمكان الذي جعله الله به من الأمانة، والحفظ، والثقة، والعدالة.
قلنا: وقد أخرجه أحمد 5/233 عن حماد بن خالد، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل، ْ قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك لا يروح حتى يُبرِد حتى يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. ومعنى هذا أنه أخر الظهر إلى وقت العصر.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رِشْدين بن سعد. قرة: هو ابن خالد السدُوسي.
وأخرجه البخاري (2067) ، ومسلم (2557) (20) ، وأبو داود (1693) ، والنسائي في "الكبرى" (11429) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 2/311، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3070) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق " ص 44، وابن حبان (439) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والبخاري في "صحيحه" (5986) ، وفي "الأدب " (56) ، ومسلم (2557) (21) ، وأبو عوانة، والطحاوي (3072) ، والخرائطي ص 44، وابن حبان (438) ، والبيهقي في "السنن " 7/27، وفي "الشعب " (7946) ، والبغوي (3429) من طريق عُقيل بن خالد، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، عن أنس.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (251) من طريق زيد بن بشر الحضرمي،=(21/209)
13586 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ قُرَّةَ، وَعُقَيْلٍ، وَيُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ مِنْ ذَهَبٍ، الْتَمَسَ مَعَهُ وَادِيًا آخَرَ، وَلَنْ يَمْلَأَ فَمَهُ إِلَّا التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ "، (1)
13587 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، فَذَكَرَهُ (2)
13588 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلَا تُقَرِّبُوهُ السَّوَادَ " (3)
__________
= عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير، عن أنس بن مالك.
وانظر ما سلف برقم (12588) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وقد توبع. قرة: هو ابن خالد السَّدوسي، وعقيل: هو ابن خالد، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/245 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وفيه بعض الأخطاء.
وأخرجه مسلم (1048) (117) ، وابن حبان (3235) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به. وانظر (12717) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12717) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ عبد الله بن لهيعة.
وأخرجه البزار (2980- كشف الأستار) من طريق سعيد بن بشير، عن =(21/210)
13589 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ أَنَسٍ، حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِصَلَاةِ الْمُنَافِقِ: يَدَعُ الْعَصْرَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ - أَوْ عَلَى قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ - قَامَ فَنَقَرَهَا نَقَرَاتِ الدِّيكِ، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا " (2)
13590 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ،
__________
= قتادة، عن أنس مرفوعاً، بلفظ: "غيَّروا الشيب " أو قال: "إن أحسن ما غَيرتُم به الشيبَ، الحناءُ والكَتَم ". وسعيد بن بشير ضعيف.
وقد سلف بنحوه من طريق محمد بن سيرين عن أنس ضمن قصة إسلام أبي قحافة برقم (12635) . وإسناده صحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7545) بلفظ: "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى"، وفي بعض طرقه بلفظ: "غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود، واجتنبوا السواد"، وعنه أيضاً برقم (7274) بلفظ: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم "، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) تحرف في (م) وسائر النسخ الخطية إلى: عبد الله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله.
وأخرجه أبو يعلى (4642) ، وعنه ابن حبان (260) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وقد روياه بهذا الإسناد عن أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة.
وانظر ما سلف برقم (11999) .(21/211)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُطَوَّلُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، قَالَ: فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا فَإِنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، فَإِنَّهُ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَقُولُ عِيسَى أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ، هَلْ كَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ مُحَمَّدًا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ "، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ
__________(21/212)
اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلِيَقْضِ بَيْنَنَا " قَالَ: " فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَآتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدُ فَيُفْتَحُ لِي فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ بَعْدِي، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ "، قَالَ: " فَأُخْرِجُهُمْ ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ بَعْدِي، فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: " أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ "، قَالَ: " فَأُخْرِجُهُمْ "، قَالَ: " ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ (1) مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، قَالَ: فَأُخْرِجُهُمْ (2)
__________
(1) لفظة "أخرج " سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/613 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 2/614 من طريق محمد بن كثير الثقفي، عن حماد بن سلمة، به.
وقد سلف الحديث في مسند ابن عباس برقم (2693) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، به.(21/213)
13591 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، (1) عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ بَكَتْ حِينَ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهَا: تَبْكِينَ؟ فَقَالَتْ: " إِنِّي وَاللهِ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَمُوتُ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى الْوَحْيِ الَّذِي انْقَطَعَ عَنَّا مِنَ السَّمَاءِ " (2)
13592 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُعَادَ فِي الْكُفْرِ " (3)
13593 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ،
__________
= وقوله: "فآتي باب الجنة فآخذُ بحلقة الباب فأستفتحُ فيقال: من أنت؟ فاقول: محمد. فيُفتَح لي " سلف من طريق سليمان عن ثابت، عن أنس برقم (12397) .
وانظر ما سلف برقم (12153) .
(1) تحرف في (م) إلى: حُمَيْد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد 8/226 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (13215) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12765) .(21/214)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِي مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ " (1)
13594 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى أُمَّ حَرَامٍ، فَأَتَيْنَاهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، فَقَالَ: " رُدُّوا هَذَا فِي وِعَائِهِ وَهَذَا فِي سِقَائِهِ، فَإِنِّي صَائِمٌ "، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا، فَأَقَامَ أُمَّ حَرَامٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا، وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ - فِيمَا يَحْسَبُ ثَابِتٌ - قَالَ: فَصَلَّى بِنَا تَطَوُّعًا عَلَى بِسَاطٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً، خُوَيْدِمُكَ أَنَسٌ، ادْعُ اللهَ لَهُ، فَمَا تَرَكَ يَوْمَئِذٍ خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا، وَلَا الْآخِرَةِ إِلَّا دَعَا لِي بِهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ "، قَالَ أَنَسٌ: " فَأَخْبَرَتْنِي ابْنَتِي (2) أَنِّي قَدْ دَفَنْتُ مِنْ صُلْبِي بِضْعًا وَتِسْعِينَ، وَمَا أَصْبَحَ فِي الْأَنْصَارِ رَجُلٌ أَكْثَرَ مِنِّي مَالًا، ثُمَّ قَالَ أَنَسٌ: يَا ثَابِتُ، مَا أَمْلِكُ صَفْرَاءَ، وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12504) .
(2) في (ظ 4) : فأخبرني ابني، وهو خطأ، فقد سلف أن ابنته الكبرى أُمينة أخبرته بذلك، انظر (12053) .(21/215)
خَاتَمِي (1)
13595 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ يَتَوَضَّئُونَ، وَبَقِيَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ وَالثَّمَانِينَ، وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بَعِيدَةً، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِخْضَبٍ فِيهِ مَاءٌ، مَا هُوَ بِمَلْآنَ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ، وَجَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِمْ، وَيَقُولُ: " تَوَضَّئُوا " حَتَّى تَوَضَّئُوا كُلُّهُمْ، وَبَقِيَ فِي الْمِخْضَبِ نَحْوُ مَا كَانَ فِيهِ، وَهُمْ نَحْوُ السَّبْعِينَ إِلَى الْمِائَةِ " (2)
13596 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، يَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، وَيَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا، فَقَالَ: " قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَجْرِكُمُ (3) الشَّيْطَانُ - أَوِ الشَّيَاطِينُ، إِحْدَى الْكَلِمَتَيْنِ - أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللهِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/496 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود بنحوه (608) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.
وانظر (13013) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (12794) .
والمِخضَبُ: إناء تُغسل فيه الثياب.
(3) في هامش (س) : يستجرينكم، وهو الموافق للرواية السالفة.(21/216)
وَرَسُولُهُ، (1) مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللهُ " (2)
13597 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلَانِ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ " (3)
13598 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ " (4)
13599 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ "، قَالَ: " ثُمَّ تَهَجَّاهُ ك ف ر، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ " (5)
__________
(1) في (م) و (س) تكرر قوله: "أنا محمد عبد الله ورسوله "، وفي الأولى منهما "أنا محمد بن عبد الله ورسوله " بزيادة ابن، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (13530) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12105) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العَنْبري. وانظر (12459) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2933) (101) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "الإتحاف " 2/54، وابن منده في "الإيمان " (1052) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (13206) .(21/217)
13600 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (1)
13601 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، (2) عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا، ثُمَّ تَرَكَهُ " (3)
13602 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، (4) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وُهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1987) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5463) ، والبيهقي 3/73 من طريق معلى بن أسد، وأبو يعلى (2796) من طريق عباس بن الوليد النرسي، كلاهما عن وهيب بن خالد، به. وانظر (11971) .
(2) تحرف هذا الإسناد في (م) إلى: حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أنس بن سيرين، عن قتادة، عن أنس.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. وسيأتي مكرراً برقم (13641) .
وأخرجه أبو يعلى (3096) من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس 0 وانظر (12150) .
(4) زاد في (م) قتادةَ بين حماد بن سلمة وبين أنس بن سيرين، وهو خطأ.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(21/218)
13603 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى حُلَّةً مِنَ النَّارِ إِبْلِيسُ، فَيَضَعُهَا عَلَى حَاجِبِهِ، وَيَسْحَبُهَا وَهُوَ يَقُولُ: يَا ثُبُورَهُ، وَذُرِّيَّتُهُ خَلْفَهُ وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا ثُبُورَهُمْ، حَتَّى يَقِفُوا (1) عَلَى النَّارِ، فيَقُولُ: يَا ثُبُورَاهُ، وَيَقُولُونَ: يَا ثُبُورَهُمْ، فَيُقَالُ: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [الفرقان: 14] " (2)
13604 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ أَشَدُّ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْ فِئَةٍ " (3)
__________
حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 2/286 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12911) .
(1) في (ظ 4) : يقفون، وفي (م) و (س) و (ق) : يقف، والجادة ما أثبتنا، وهو الموافق لما سلف برقم (12536) .
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/109، وعبد بن حميد (1225) عن عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12536) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان.
وشكُه فيه لا يضرُ، فقد رواه عن أنس بغير شك في الحديث السالف برقم (12095) .(21/219)
13605 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِزَارُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ " فَلَمَّا رَأَى شِدَّةَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: " إِلَى الْكَعْبَيْنِ، لَا خَيْرَ فِيمَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ " (1)
13606 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ " (2)
13607 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ " (3)
13608 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ، قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَنَائِمَ فِي قُرَيْشٍ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ، إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، وَإِنَّ غَنَائِمَنَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ " قَالُوا: هُوَ الَّذِي بَلَغَكَ، وَكَانُوا لَا يَكْذِبُونَ، فَقَالَ: " أَمَا تَرْضَوْنَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12424) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (12445) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12316) .(21/220)
أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا - أَوْ شِعْبًا - وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا - أَوْ شِعْبًا (1) - لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ، أَوْ شِعْبَ الْأَنْصَارِ "، (2)
13609 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: قَالَتِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَعْطَى قُرَيْشًا إِنَّ هَذَا الْعَجَبُ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
13610 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسًا وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ، قَالَ: فَقَالَ يَوْمًا: " كُلُوا، فَوَاللهِ مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَغِيفًا رَقِيقًا، وَلَا شَاةً سَمِيطًا، حَتَّى لَحِقَ بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ " (4)
13611 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَنْصَرِفْ، فَلْيَنَمْ " (5)
__________
(1) قوله: "وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً" سقط من (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد.
وهو مكرر (12730) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. وانظر (12296) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي. وانظر=(21/221)
13612 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
13613 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تَزْهُوَ، وَعَنْ بَيْعِ الْعِنَبِ حَتَّى يَسْوَدَّ، وَعَنْ بَيْعِ الْحَبِّ حَتَّى يَشْتَدَّ " (2)
13614 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " مَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
13615 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ
__________
= (11971 م) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13857) .
وأخرجه أبو يعلى (3382) و (3520) ، وأبو عوانة 4/74، والبغوي (2481) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12443) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي (1228) ، والحاكم 2/19، والبيهقي 5/301 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (13314) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (13124) .
والقائل: ما سمعته.... هو حميدٌ.(21/222)
زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَعَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، وَعَنْ هَذِهِ الْأَنْبِذَةِ فِي الْأَوْعِيَةِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ: " أَلَا إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقُلُوبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، فَزُورُوهَا، وَلَا تَقُولُوا هَجْرًا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّ النَّاسَ يَبْتَغُونَ أَدَمَهُمْ، وَيُتْحِفُونَ ضَيْفَهُمْ، وَيَرْفَعُونَ لِغَائِبِهِمْ، فَكُلُوا وَأَمْسِكُوا مَا شِئْتُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الْأَوْعِيَةِ، فَاشْرَبُوا فِيمَا شِئْتُمْ مَنْ شَاءَ، أَوْكَى سِقَاءَهُ عَلَى إِثْمٍ " (1)
13616 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ وَهُوَ مَحْمُومٌ، فَقَالَ: " كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ "، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: بَلْ حُمَّى تَفُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَهُ (2)
__________
(1) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن الحارث. أبو الأحوص: هو سلام بن سُلَيم الحنفي مولاهم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/159 عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد، مختصراً بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الأنبذة في الأوعية، ثم قال بعدُ: "إني نهيتكم عن الأنبذة في الأوعية، فاشربوا فيما شئتم، من شاء أوكى سقاءه على إثم ".
وأخرج الحاكم 1/375 من طريق زكريا بن عدي، عن أبي الأحوص، به.
أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فانها تذكركم بالموت ".
وانظر (13487) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو ربيعة- وهو سنان بن ربيعة-=(21/223)
13617 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيبٌ فَرَدَّهُ قَطُّ " (1)
13618 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَجَرَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا "، قَالَ: فَقُلْتُ: فَالْأَكْلُ، قَالَ: " أَشَرُّ وَأَخْبَثُ " (2)
13619 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَأُتِيَ
__________
= حسن الحديث في المتابعات والشواهد.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (535) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وروى القصة نفسها ابن عباس فيما أخرجه البخاري في "صحيحه" (3616) و (5656) و (5662) و (7470) ، وفي "الأدب المفرد" (514) و (526) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1039) ، وابن حبان (2959) ، وانظر تتمة تخريجه فيه.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل المبارك: وهو ابن فضالة.
وأخرجه ابن سعد 1/399 عن عفان، بهذا الإسناد. وانظر (13364) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5979) ، وفي "السنن" 7/281 من طريق عفان، عن همام وأبان بن يزيد، بهذا الإسناد- مختصراً دون ذِِكْر الأكل.
وانظر (12185) .(21/224)
بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَرِبَ فِي رَمَضَانَ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ " (1)
13620 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: إِنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ: اسْتَحْمَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلْتَنَا، قَالَ: " وَأَنَا أَحْلِفُ بِاللهِ لَأَحْمِلَنَّكُمْ " (2)
13621 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَارِئٌ وَغَيْرُ قَارِئٍ "، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا: مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ (3)
13622 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (12269) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (12836) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (13385) .(21/225)
قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ " (1)
13623 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا كَانَ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ رُؤْيَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا، لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ " (2)
13624 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: إنَّهُ لَمَّا أَقْبَلَ أَهْلُ الْيَمَنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ جَاءَكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ مِنْكُمْ قُلُوبًا " قَالَ أَنَسٌ: وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ جَاءَ بِالْمُصَافَحَةِ (3)
13625 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَيُّ اللِّبَاسِ كَانَ أَحَبَّ - أَوْ أَعْجَبَ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (1134) ، والحاكم 1/294 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (12006) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الترمذي في "السنن " (254) ، وفي "الشمائل " (328) ، والبيهقي في "شعب الإيمان " (8936) ، والبغوي (3329) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12345) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (13212) .(21/226)
قَالَ: الْحِبَرَةُ " (1)
13626 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ مَلِكَ الرُّومِ، أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتُقَةً مِنْ سُنْدُسٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدَيْهَا تَذَبْذَبَانِ مِنْ طُولِهِمَا، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَلْتَمِسُونَهَا وَيَقُولُونَ: أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ هَذِهِ مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ: " وَمَا يُعْجِبُكُمْ مِنْهَا؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَنْدِيلٌ مِنْ مَنَادِيلِ سَعْدٍ (2) فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ "، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى جَعْفَرٍ، قَالَ: فَلَبِسَهَا جَعْفَرٌ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا "، قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: " ابْعَثْ بِهَا إِلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ " (3)
13627 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُنْتَبَذَ التَّمْرُ وَالْبُسْرُ جَمِيعًا " (4)
13628 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. وهو مكرر (12377) .
(2) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : سعد بن معاذ.
(3) إسناده ضعيف ومتنه منكر، وقد سلف من هذا الطريق برقم (13400) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3102) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12378) .(21/227)
أَنَسٌ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَحَدٌ يَسُرُّهُ يَرْجِعُ - وَقَالَ بَهْزٌ: أَنْ يَرْجِعَ - إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا، إِلَّا الشَّهِيدُ، فَإِنَّهُ وَدَّ لَوْ أَنَّهُ رَجَعَ - قَالَ بَهْزٌ: رَجَعَ إِلَى الدُّنْيَا - فَاسْتُشْهِدَ لِمَا رَأَى مِنَ الْفَضْلِ " (1)
13629 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَا يُحِبُّهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ " (2)
13630 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَخَضَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " لَمْ يَبْلُغْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر من طريق بهز وحده برقم (14083) .
وأخرجه البغوي (2627) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (217) ، وأبو يعلى (2879) ، وابن حبان (7452) من طريق هدبة بن خالد، والبيهقي في "شعب الإيمان " (4243) من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام بن يحيى، به. وانظر (12003) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (3474) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2004) ، وأبو يعلى (7 ول 2) ، وأبو عوانة 1/33، وابن منده في "الإيمان " (297) ، والبغوي بإثر (3474) من طرق عن همام بن يحيى، به. وانظر (12801) .(21/228)
ذَلِكَ، إِنَّمَا كَانَ شَيْئًا فِي صُدْغَيْهِ، وَلَكِنَّ أَبَا (1) بَكْرٍ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " (2)
13631 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " (3)
13632 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " وَيْلَكَ ارْكَبْهَا " (4)
13633 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ،
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : ولكنْ أبو.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 1/432 عن عفان، بهذا الإسناد- لكن لم يذكر أبا بكر.
وانظر (12994) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2736) ، وأبو يعلى (3105) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (13009) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3106) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6159) من طريق موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (2869) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن همام بن يحيى، به. وانظر (12735) .(21/229)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، الْكَلِمَةُ (1) الطَّيِّبَةُ، وَالْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ "، (2)
13634 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
13635 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِصَامٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثَ (3) مَرَّاتٍ، وَيَقُولُ: " إِنَّهُ أَرْوَى، وَأَمْرَأُ، وَأَبْرَأُ "، قَالَ أَنَسٌ: " وَأَنَا أَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا " (4)
13636 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (5) بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنِ التَّكْبِيرِ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أَسْمَعُ؟ فَقَالَ: " يُكَبِّرُ
__________
(1) في (م) و (ق) ونسخة في هامش (س) : والكلمة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (3253) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2224) ، وأبو يعلى (2870) من طريق هدبة بن خالد، عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (12179) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل أبي عصام: وهو المزني البصري.
وأخرجه أبو عوانة 5/347، والبغوي (3038) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12186) .
(5) في (ظ 4) : أبو عبد الرحمن، وهو خطأ.(21/230)
إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَإِذَا قَامَ بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ "، قَالَ: فَقَالَ لَهُ حَكِيمٌ: عَمَّنْ تَحْفَظُ هَذَا؟ قَالَ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، ثُمَّ سَكَتَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ حَكِيمٌ: وَعُثْمَانَ؟ قَالَ: وَعُثْمَانَ (1)
13637 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن الأصم، فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (13699) .
وأخرجه الطيالسي (2076) ، والنسائي 3/2، والبيهقي 2/68، والمزي في ترجمة عبد الرحمن ابن الأصم من "تهذيب الكمال " 16/536-537، والضياء في "المختارة" (2281) و (2282) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وانظر (12259) .
قلنا: وحكيم الذي سأل أنساً هكذا وقع اسمه عند المصنف، وهكذا هو عند الطيالسي والمزي والضياء، ووقع اسمه عند النسائي: حطيم، وضبطه السيوطي في شرحه عليه بضم الحاء وبالطاء المهملتين، ووقع عند البيهقي: خطيم، وقال: هذا هو الصواب بالخاء المعجمة، وقيل: حطيم بالحاء.
وذكره الحافظ الدارقطني في "المؤتلف والمختلف " 2/922 بالحاء المهملة، وقال: هو شيخ كان يجالس أنس بن مالك، هو مذكور في حديث ليث بن أبي سُليم عن عبد الرحمن الأصم، عن أنس. ونقله عنه ابن ماكولا في "الإكمال " 3/168.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، المغيرة بن زياد لا يعرف، وانظر=(21/231)
13638 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ " (1)
13639 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَصْحَابُهُ مُخَالِطُو الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ، فَقَالَ: " نَزَلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ
__________
= ترجمته في "تعجيل المنفعة" (1062) ، وهو لم ينفرد بهذا الحديث، فقد توبع عليه، انظر ما سلف برقم (12383) .
وأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (494) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (848) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1907) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3875) ، وابن حبان (4708) ، والبغوي (3410) ، والضياء (1903) و (1904) من طريق عفان، به- ولفظه عندهم: "جاهِدُوا المشركين بأيديكم وألسنتِكم ".
وأخرجه هكذا الضياء (1642) من طريق أبي يعلى، عن زهير بن حرب، عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. فجعله من حديث ثابت عن أنس.
وسلف الحديث من طريق حميد برقم (12246) .(21/232)
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا (1) جَمِيعًا "، قَالَ: فَلَمَّا تَلَاهَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: هَنِيئًا مَرِيئًا، قَدْ بَيَّنَ اللهُ لَكَ مَاذَا يَفْعَلُ بِكَ، فَمَاذَا يَفْعَلُ بِنَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الفتح: 5] حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ (2)
13640 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، أَخْبَرَهُ، " أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ شَكَوَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُمَّلَ، فَرَخَّصَ لَهُمَا فِي قَمِيصِ (3) الْحَرِيرِ فِي غَزَاةٍ لَهُمَا " (4)
13641 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا ثُمَّ تَرَكَهُ " (5)
13642 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ،
__________
(1) قوله: "وما فيها" ليس في (ظ 4) و (س) ، وأثبتناه من (م) و (ق) ونسخة في هامش (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/501، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/158، والبغوي في "تفسيره " 4 /188، وفي "شرح السنة" (4019) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12226) .
(3) في (ظ 4) ونسخة في (س) : قمص، بالجمع.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12992) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13601) .(21/233)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ حَادِيًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، قَالَ: وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ، لَا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ "، قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ (1)
13643 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ: " أَنَّ خَيَّاطًا بِالْمَدِينَةِ دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامِهِ، قَالَ: فَإِذَا خُبْزُ شَعِيرٍ بِإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، وَإِذَا فِيهَا قَرْعٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ "، قَالَ أَنَسٌ: " لَمْ يَزَلِ الْقَرْعُ يُعْجِبُنِي مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ " (2)
13644 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ يَعْنِي الْمُزَنِيَّ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 10/227 من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6211) ، ومسلم (2323) (73) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (527) ، وأبو يعلى (2868) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف " 2/194، وابن حبان في "صحيحه " (5801) ، وفي "روضة العقلاء" ص 77، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (513) من طرق عن همام بن يحيى، به.
وأخرجه مسلم (2323) (73) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (526) ، وأبو يعلى (3126) ، وأبو عوانة في المناقب، والبغوي (3577) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
وانظر ما سلف برقم (12041) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12861) .(21/234)
سَمِعْتُ عَطَاءً يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَيْمُونَةَ، يُحَدِّثُ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُرْفَعْ إِلَيْهِ قِصَاصٌ قَطُّ، إِلَّا أَمَرَ بِالْعَفْوِ "، (1) قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: " كُنْتُ أُحَدِّثُهُ عَنْ أَنَسٍ، فَقَالُوا لِي (2) عَنْ أَنَسٍ لَا شَكَّ فِيهِ، فَقُلْتُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَنَسٍ "
13645 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَثَابِتٌ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ، وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ "، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِلَّا خَيْرًا "، فَقَالَ الرَّجُلُ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ، فَقُلْتُهَا، فَقَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا "، وَزَادَ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ (3) فَلْيَمْشِ عَلَى نَحْوِ مَا كَانَ يَمْشِي فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن بكر المزني، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه النسائي 8/37-38، والبيهقي 8/54 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد، وانظر (13220) .
(2) في (م) والنسخ الخطية: له، وما أثبتناه أبينُ في المراد.
(3) في (س) : إذا جاء أحدكم إلى الصلاة.(21/235)
وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ "، (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: (2) " وَالْإِرْمَامُ: السُّكُوتُ "
13646 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ:
[البحر الرجز]
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ... عَلَى الْإِسْلَامِ مَا بَقِينَا أَبَدَا،
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
اللهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ ... فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ،
وَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ عَلَيْهِ إِهَالَةٌ سَنِخَةٌ فَأَكَلُوا مِنْهَا، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 2/99، والبغوي (633) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
إلا أن البغوي لم يذكر ثابتاً في حديثه.
وأخرجه دون زيادة حميد عن أنس في آخره: مسلمٌ (600) من طريق عفان، به.
وانظر (12713) .
(2) هو عبد الله بن الإمام أحمد.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيتكرر برقم (14068) .(21/236)
13647 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا بِيَدِهِ " (1)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (1319) ، ومسلم (1805) (130) ، وأبو يعلى (3324) ، وأبو عوانة 4/358-359، وابن حبان (7259) من طرق عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية مسلم وأبي يعلى وابن حبان دون قصة الإهالة السنخة في آخره.
وقوله في الرجز "على الإسلام " شك حماد عند مسلم في هذا الحرف، فقال: "أو قال: على الجهاد"، قلنا: وهو الجادة، فإن الرجز لا يستقيم وزنه بلفظ: "على الإسلام "، وجاء على الصواب في رواية أبي يعلى وعنه ابن حبان: "على القتال ".
وأخرجه عبد بن حميد (1286) من طريق سليمان بن المغيرة، وأبو يعلى (3337) من طريق زكريا بن يحيى الذارع، كلاهما عن ثابت، به. ولفظ عبد بن حميد: عن أنس بن مالك قال: إنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الخندق ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحفر معنا وينقل حتى إني لأرى الغبار بين عُكَنِه (أي: طياتِ بطنه) وعلى جلده، ونحن من الجَهْدِ ما يعلم الله تعالى، قال: فأُتينا بخُبْزِ شَعيرٍ أُودِمَ بوَدَكٍ سنخٍ (أي: دسم لحم متغير الرائحة) ، فجعلنا نأكل ويأكل معنا، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم إن النَّعيمَ نعيمُ الآخرة". ورواية أبي يعلى مختصرة: قال: كان
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " اللهم إن الخير خير الآخرهْ فاغفر للأنصار والمهاجره"
وانظر ما سلف برقم (12722) .
قوله: "إهالة سنخة" سلف شرحه عند الحديث رقم (12861) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (13216) .(21/237)
13648 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ أَجْمَعَ " وَرُبَّمَا (1) قَالَ حَمَّادٌ: فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ (2)
13649 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: " اللهُمَّ إِنَّكَ (3) إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ " (4)
13650 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ حَتَّى يُقَالَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يُقَالَ قَدْ أَفْطَرَ، (5) وَقَدْ قَالَ مَرَّةً: أَفْطَرَ أَفْطَرَ أَفْطَرَ "، (6)
13651 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ مِثْلَ هَذَا (7)
__________
(1) في (م) و (س) : هكذا، وربما. بزيادة كلمة "هكذا".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الدارمي (754) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12632) .
(3) لفظة "إنك " ليست في (م) و (س) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (12538) مقروناً فيه بعفان عبدُ الصمد بن عبد الوارث.
(5) في (ظ 4) ونسخة في (س) : قد أفطر قد أفطر. مرتين.
(6) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (12624) .
(7) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف مطولاً عن ابن أبي عدي عن حميد برقم (12012) .(21/238)
13652 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُغِيرُ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَكَانَ يَسْتَمِعُ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وَإِلَّا أَغَارَ، فَاسْتَمَعَ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ: " الْفِطْرَةُ " (1) ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ: " خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ " (2)
13653 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، وَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ، وَلَا مُؤْوِيَ " (3)
__________
(1) في (م) : على الفطرة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1300) ، والترمذي (1618) ، وأبو عوانة 1/335-336 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ورواية أبي عوانة مختصرة بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع رجلاً يقول: الله أكبر فقال: "الفطرة" قال: لا إله إلا الله، فقال: "خرجت من النار".
وانظر (12351) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الترمذي في "السنن " (3356) ، وفي "الشمائل " (256) ، وأبو يعلى (3523) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف " 1/463، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (346) ، والبغوي (1318) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12552) .(21/239)
13654 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " مَرَّ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، ثُمَّ دَعَانِي فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ لَهُ فَجِئْتُ، وَقَدْ أَبْطَأْتُ عَنْ أُمِّي، فَقَالَتْ: مَا حَبَسَكَ أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَاجَةٍ، فَقَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ وَمَا هِيَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّهَا (1) سِرٌّ، قَالَتْ: لَا تُحَدِّثْ بِسِرِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا "، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ، يَا ثَابِتُ لَوْ كُنْتُ حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا لَحَدَّثْتُكَ " (2)
13655 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ بِي؟ " ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: " أَلَا تَقُولُونَ أَتَيْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَخَائِفًا فَآَمَّنَّاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ؟ " فَقَالُوا: بَلْ لِلَّهِ الْمَنُّ عَلَيْنَا وَلِرَسُولِهِ (3)
13656 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاصَلَ فِي رَمَضَانَ،
__________
(1) في (ظ 4) ونسخة في (س) : إنه.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 1/466، وفي المناقب كما في "الإتحاف " 1/496 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وانظر (12784) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12021) .(21/240)
فَوَاصَلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ مُدَّ لِي الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (1)
13657 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَهُوَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1353) ، وأبو يعلى (3282) ، وابن حبان (6414) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (12248) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيتكرر برقم (14072) .
وأخرجه أبو عوانة 4/309 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1204) ، ومسلم (1791) ، وأبو يعلى (3301) ، وأبو عوانة 4/309- 310 و310، والطحاوي في "شرح معاني الآثار' 1/502، وابن حبان (6575) ، والبيهقي في "الدلائل " 3/262 و262-263، والبغوي في "التفسير" 1/350، والواحدي في "أسباب النزول " ص 103، وابن حجر في "تغليق التعليق " 4/108 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وعلقه البخاري في المغازي: باب (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) قال: قال حميد وثابت، فذكره.
وانظر ما سلف برقم (11956) .(21/241)
13658 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ أَنَسَ بْنَ النَّضْرِ تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَئِنْ رَأَيْتُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ اللهُ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقْبَلَ أَنَسٌ، فَرَأَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ مُنْهَزِمًا، (1) فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْروٍ، أَيْنَ؟ أَيْنَ؟ قُمْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ، فَحَمَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا اسْتَطَعْتُ مَا اسْتَطَاعَ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ: فَمَا عَرَفْتُ أَخِي إِلَّا بِبَنَانِهِ، وَلَقَدْ كَانَتْ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ ضَرْبَةً، مِنْ بَيْنِ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ، وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ، وَطَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] إِلَى قَوْلِهِ {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] " (2)
13659 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ،
__________
(1) في (ظ 4) : ينهزم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 4/307 و5/38-39 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 1/135، والطبري في "التفسير" 21/146-147، وأبو عوانة 5/38، وابن حبان (4772) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وانظر (13015) .(21/242)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ الْعَضْبَاءَ كَانَتْ لَا تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ، فَسَابَقَهَا فَسَبَقَهَا الْأَعْرَابِيُّ، (1) فَكَأَنَّ ذَلِكَ اشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ " (2)
13660 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ كَانَ بَلَاءً فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: اصْبُغُوهُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ (3) فِيهَا صَبْغَةً، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ، أَوْ شَيْئًا تَكْرَهُهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَكْرَهُهُ قَطُّ، ثُمَّ يُؤْتَى بِأَنْعَمِ النَّاسِ كَانَ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيَقُولُ: اصْبُغُوهُ فِيهَا صَبْغَةً، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ،
__________
(1) في (ظ 4) و (ق) : فسبقها الأعرابي على قعود له.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1315) و (1344) ، وهناد في "الزهد" (573) ، والبخاري تعليقاً بإثر الحديث (2872) ، وأبو داود (4802) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (227) ، وأبو يعلى (3345) و (3346) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1902) ، وابن حجر في "تغليق التعليق " 3/439-440 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب " (1009) من طريق سفيان بن حسين، عن ثابت، به.
وانظر ما سلف برقم (12010) .
(3) في (م) : فيصبغونه.(21/243)
قُرَّةَ عَيْنٍ قَطُّ، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، مَا رَأَيْتُ خَيْرًا قَطُّ، وَلَا قُرَّةَ عَيْنٍ قَطُّ " (1)
13661 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ صَوَّرَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ، عَرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ " (2)
13662 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَنَسٍ: هَلْ شَابَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " مَا شَانَهُ اللهُ بِالشَّيْبِ، مَا كَانَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ إِلَّا سَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ " (3)
13663 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/248، وأبو يعلى (3521) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (13112) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (13516) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 1/431 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6292) من طريق هدبة بن خالد، والحاكم 2/608، والبيهقي في "الدلائل " 1/231-232 من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وانظر (12474) .(21/244)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَخٍ لِي لِيُحَنِّكَهُ فِي الْمِرْبَدِ، قَالَ: " فَرَأَيْتُهُ يَسِمُ شِيَاهًا - أَحْسَبُهُ قَالَ: - فِي آذَانِهَا " (1)
13664 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ " (2) ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: (3) " أَظُنُّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَحْسَبُ أَنِّي قَدْ أَسْقَطْتُهُ "
13665 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِهْقَانَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ " (4)
13666 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12725) .
والمِربَد: الموضع الذي تُحبَس فيه الإبل والغنم، وهو بكسر الميم وفتح الباء، من رَبَدَ بالمكان: إذا أقام فيه، ورَبَده: إذا حَبَسَه. قاله ابن الأثير في "النهاية".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (812) من طريق الحسين بن الفضل البجلي، عن عفان، بهذا الإسناد- ورفعه دون شك. وانظر (12231) .
(3) هو ابن الإمام أحمد، ووَقْفُه ليس منه كما ظن، وإنما هو من قتادة فيما سيذكره شعبة عنه بإثر الحديث الآتي برقم (13900) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن دِهقان. وهو مكرر (13098) .(21/245)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُمْ سَأَلُوا نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا حَتَّى أَجْهَدُوهُ بِالْمَسْأَلَةِ، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " لَا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ " فَأَشْفَقَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ قَدْ حَضَرَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ لَا أَلْتَفِتُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا وَجَدْتُ كُلَّ رَجُلٍ لَافًّا رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي، فَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ يُلَاحَى فَيُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ: " أَبُوكَ حُذَافَةُ "، قَالَ: ثُمَّ قَامَ عُمَرُ - أَوْ قَالَ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ - فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، عَائِذًا بِاللهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ قَطُّ، صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ هَذَا الْحَائِطِ "، (1)
13667 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بِمِثْلِهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/212 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري تعليقاً (7090) و (7091) من طريق يزيد بن زريع، ومسلم (2359) (137) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به. وقرن البخاري في الرواية الثانية بسعيدٍ سليمانَ التيمي.
وانظر (12820) .(21/246)
قَالَ: " وَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ إِذَا سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] " (1)
13668 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ، فَادْعُوا " (2)
13669 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ - قَالَ: طَلَبْنَا عِلْمَ الْعُودِ الَّذِي فِي مَقَامِ الْإِمَامِ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى أَحَدٍ يَذْكُرُ لَنَا فِيهِ شَيْئًا -، قَالَ مُصْعَبٌ: فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَبَّابٍ صَاحِبُ الْمَقْصُورَةِ: فَقَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَوْمًا، فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي لِمَ صُنِعَ هَذَا؟ وَلَمْ (3) أَسْأَلْهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ مَا أَدْرِي لِمَ صُنِعَ، فَقَالَ أَنَسٌ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ عَلَيْهِ يَمِينَهُ، ثُمَّ يَلْتَفِتُ إِلَيْنَا، فَقَالَ: " اسْتَوُوا وَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/212 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (12820) .
(2) إسناده صحيح. وهو مكرر (12584) .
(3) في (ظ 4) : وما.
(4) إسناده ضعيف لضعف مصعب بن ثابت وجهالة محمد بن مسلم بن السائب.(21/247)
13670 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ، كَانَ يَحْدُو بِالرِّجَالِ، وَأَنْجَشَةَ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَحَدَا فَأَعْنَقَتِ الْإِبِلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدًا سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ " (1)
13671 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ " (2)
__________
= وأخرجه أبو داود (669) ، ومن طريقه البيهقي 2/22، والبغوي (811) عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (670) ، وابن حبان (2168) ، والبيهقي 2/22، والبغوي بإثر الحديث (811) من طريق حميد بن الأسود، وابن حبان (2170) من طريق بشر بن السري، كلاهما عن مصعب بن ثابت، به.
وأما الأمر بتسوية الصفوف فقد سلف بأسانيد صحيحه، انظر (12011) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل شيخ المصنف- وهو مظفر بن مُدرِك- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه الطيالسي (2048) ، وعبد بن حميد (1343) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1264) ، والبيهقي 10/227 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (12761) .
قوله: "أعنقت الإبل "، أي: أسرعت.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل غسان بن الربيع: وهو ابن=(21/248)
13672 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَزْدَوَيْهِ، (1) قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، (2) وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَامِلٌ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَكَانَ بِهِ وَضَحٌ شَدِيدٌ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يُصَلِّي بِنَا، فَقَالَ أَنَسٌ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ (3) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْفَتَى، كَانَ يُخَفِّفُ (4) فِي تَمَامٍ " (5)
__________
= منصور الأزدي البصري.
وأخرجه عبد بن حميد (1311) ، ومسلم (2822) ، والترمذي (2559) ، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "الإتحاف " 1/475، وابن حبان (716) ، والبيهقي في "الشعب " (9795) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (12559) .
(1) اختلفت نسخنا من "المسند" في رسم هذا الاسم، فبعضها فيها: بُوذَوَيه، والبعض الآخر كما أثبتنا، وهو الموافق لما في مصادر ترجمته، و"تبصير المنتبه " 1/77.
(2) في (ظ 4) و (ق) : عمر بن أبي يزيد.
(3) في (م) و (س) : أشبه صلاة برسول الله، والمثبت من (ظ 4) و (ق) ونسخة في (س) .
(4) في (ظ 4) و (س) : يُخفُّ.
(5) إسناده حسن، أمية بن شبل وثقه ابن معين كما في "الجرح والتعديل "2/302، وقال علي ابن المديني: ما بحديثه بأس، وذكره الذهبي في "الميزان " 1/276 وأورد له حديثاً منكراً. وعثمان بن يزدويه روى عنه جمع،=(21/249)
13673 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ يَعْنِي الْحَبَطِيُّ أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: أَخِي هَارُونُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنِي (1) قَالَ: أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ الْمَكَانَ بَعِيدٌ، وَنَحْنُ يُعْجِبُنَا أَنْ نَعُودَكَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ عَادَ مَرِيضًا، فَإِنَّمَا (2) يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ " قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الصَّحِيحُ الَّذِي يَعُودُ الْمَرِيضَ، فَالْمَرِيضُ مَا لَهُ؟ قَالَ: " تُحَطُّ عَنْهُ ذُنُوبُهُ " (3)
13674 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَعَمَلٍ لَا يُرْفَعُ، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَقَوْلٍ لَا يُسْمَعُ " (4)
__________
= وذكره ابن حبان في "الثقات " 8/123. وإبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، وقد روى له بو داود والنسائي، وهو ثقة.
وانظر ما سلف برقم (12465) .
(1) زاد في (م) و (س) و (ق) لفظة "أبي" بعد قوله: "حدثني" وهو خطأ صوبناه من (ظ 4) و"أطراف المسند" 1/526. وهو الموافق لمكرره السالف برقم (12782) .
(2) لفظة "فإنما" ليست فى (ظ 4) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة هارون بن أبي داود. وهو مكرر (12782) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(21/250)
13675 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ يَعْنِي ابْنَ مِسْكِينٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي: لِمَ صَنَعْتَ كَذَا " (1)
13676 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " شَهِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيمَةً، مَا فِيهَا خُبْزٌ وَلَا لَحْمٌ " (2)
13677 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، صَاحِبُ الدَّقِيقِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَصِّ
__________
= وانظر (13003) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6038) ، ومسلم (2309) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف " 1/522، وابن حبان (2894) من طرق عن سلام بن مسكين، بهذا الإسناد. وانظر (13021) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن معدان روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقد تابعه ثابت البناني فيما أخرجه أبو يعلى برقم (4229) عن علي بن الجعد، عن سلام بن مسكين، عن عمر بن معدان وثابت البناني، عن أنس، فالإسناد من جهة ثابت صحيح، ولفظه عند أبي يعلى: شهدت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليمة ... الخ، وهو الموافق لما سلف برقم (11953) .(21/251)
الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا " (1)
13678 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ نَاسٌ النَّارَ حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ، (2)
13679 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَبْصَرَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، قَالُوا: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ " (3)
13680 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] " (4)
13681 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صدقة بن موسى، لكنه قد توبع، انظر (12232) .
محمد بن يزيد: هو الكَلاَعي الواسطي، وأبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12258) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12270) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11991) .(21/252)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، وَيُكَبِّرُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ (1) يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا " (2)
13682 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " رَخَّصَ - أَوْ أَرْخَصَ - النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ، مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا " (3)
13683 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، إِمْلَاءً عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رِعْلًا، وَعُصَيَّةَ، وَذَكْوَانَ، وَبَنِي لَحْيَانَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا، وَاسْتَمَدُّوا عَلَى قَوْمِهِمْ، فَأَمَدَّهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ فَقَتَلُوهُمْ، فَقَنَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى هَذِهِ الْأَحْيَاءِ: عُصَيَّةَ، وَرِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبَنِي لَحْيَانَ "
__________
(1) في (م) : رأيتهما.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12894) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13885) .
وأخرجه البخاري (2922) ، ومسلم (2076) (25) ، وابن حبان (5430) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (12230) .(21/253)
وحَدَّثَنَا أَنَسٌ: " أَنَّا قَرَأْنَا بِهِمْ قُرْآنًا: بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا، ثُمَّ نُسِخَ أَوْ رُفِعَ " (1)
13684 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ، أَتَاهُ شَيْخٌ، أَوْ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " (2) وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، (3) مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ عَمَلٍ: صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ، وَلَكِنِّي أَحَبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " (4)
13685 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا حَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ بِمِنًى، أَخَذَ شِقَّ رَأْسِهِ الْأَيْمَنَ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ نَاوَلَنِي، فَقَالَ: " " يَا أَنَسُ، انْطَلِقْ بِهَذَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ " "، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ مَا خَصَّهَا بِهِ مِنْ ذَلِكَ تَنَافَسُوا فِي الشِّقِّ الْآخَرِ، هَذَا يَأْخُذُ الشَّيْءَ، وَهَذَا يَأْخُذُ الشَّيْءَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وهو مكرر (12064) .
(2) فى (م) و (ف) ونسخة في (س) : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) في (م) و (ف) ونسخة في (س) : بالحق نبياً.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر بن عياش، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. وانظر (12762) .(21/254)
قَالَ مُحَمَّدٌ: " " فَحَدَّثْتُهُ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيَّ، فَقَالَ: " " لَأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهُ شَعَرَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ أَصْبَحَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَفِي بَطْنِهَا " " (1)
13686 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي قَطُّ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ قَطُّ، أَسَأْتَ، وَلَا بِئْسَ مَا صَنَعْتَ " (2)
13687 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا كَمْ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " اعْتَمَرَ أَرْبَعًا: عُمْرَتَهُ الَّتِي صَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ عَنْهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَتَهُ أَيْضًا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَتَهُ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَتَهُ مَعَ حَجَّتِهِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لسوء حفظ مؤمل، وقد صح بغير هذه السياقة، انظر ما سلف برقم (12092) و (13508) .
وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/281 من طريقين عن مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق - وهو المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك.
وانظر (12251) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13565) .(21/255)
13688 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا تَرَى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ قَالَ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] وَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَرْضِي بَيْرُحَاءَ، وَإِنِّي أَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَخٍ بَخٍ بَيْرُحَاءُ خَيْرٌ رَابِحٌ " فَقَسَمَهَا بَيْنَهُمْ حَدَائِقَ (1)
13689 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، قَالَ: أُرْسِلَتِ الْخَيْلُ زَمَنَ الْحَجَّاجِ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ أَمِيرٌ عَلَى الْبَصْرَةِ، قَالَ: فَأَتَيْنَا الرِّهَانَ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْخَيْلُ، قُلْنَا: لَوْ مِلْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَسَأَلْنَاهُ، أَكُنْتُمْ تُرَاهِنُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ فِي قَصْرِهِ فِي الزَّاوِيَةِ، فَسَأَلْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَكُنْتُمْ تُرَاهِنُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَاهِنُ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَاللهِ، لَقَدْ رَاهَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (2455) من طريق بهز بن أسد، عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (12438) .(21/256)
لَهُ، (1) يُقَالُ لَهُ: سَبْحَةٌ، (2) فَسَبَقَ النَّاسَ، فَانْتَشَى لِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ " (3)
13690 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي الْمَسْجِدِ حَبْلًا (4) بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الْحَبْلُ؟ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِحَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، تُصَلِّي فَإِذَا أَعْيَتْ تَعَلَّقَتْ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِتُصَلِّ مَا أَطَاقَتْ، فَإِذَا أَعْيَتْ فَلْتَجْلِسْ "، (5)
13691 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (6)
13692 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ،
__________
(1) لفظة "له " ليست في (ظ 4) و (س) ، وأثبتناها من (م) و (ق) ونسخة في (س) ، ومن الموضع السالف برقم (12627) .
(2) تحرف في (م) إلى: شجة.
(3) إسناده حسن، سعيد بن زيد- وهو أخو حماد بن زيد- صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات لكن في أبي لَبيد- وهو لِمَازةُ بن زَبَّار- كلام ينزله عن رتبة الصحيح.
وأخرجه الدارمي (2430) ، والدارقطني 4/301 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12627) .
(4) في (م) و (ق) وهامش (س) : حبلاً ممدوداً.
(5) حديث صحيح، وإسناده هنا مرسل، رجاله ثقات رجال الصحيح، وانظر ما بعده، وما سلف برقم (12915) .
(6) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله، وما سلف برقم (12916) .(21/257)
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ: - كَأَنَّهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ - " الْإِزَارُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ "، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، (1) فَقَالَ: " أَوْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَلَا خَيْرَ فِي أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ " (2)
13693 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: " أَصَابَ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، وَمَا فِي (3) السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، فَثَارَ سَحَابٌ أَمْثَالُ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْنَا الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) قوله: "فشق عليهم " ليست في (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق - وهو المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. وانظر (12424) .
(3) في (م) : وما ترى في.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، والأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو.
وأخرجه بأطول مما هنا البخاري (1033) عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (933) و (1018) ، ومسلم (897) (9) ، والنسائي 3/166، وابن الجارود (256) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (370) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/354، وفي "دلائل النبوة" 6/139،=(21/258)
13694 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ، وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ " (1)
13695 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ عُمُرِهِ بِالْعَمَلِ الَّذِي لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَإِذَا كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ تَحَوَّلَ، فَعَمِلَ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ عُمُرِهِ بِالْعَمَلِ الَّذِي لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّارَ، فَإِذَا كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ تَحَوَّلَ، فَعَمِلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ الْجَنَّةَ " (2)
13696 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "
__________
= والبغوي (1167) من طرق عن الأوزاعي، به.
وانظر ما سلف برقم (12019) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وهو مكرر (12998) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه أبو يعلى (3829) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1979) عن إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (12214) .(21/259)
يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، (1) ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ وَأَهْلُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَقَدْ آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ؟ قَالَ: " إِنَّ الْقُلُوبَ بِيَدِ اللهِ يُقَلِّبُهَا " (2)
13697 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذَا ابْنُ آدَمَ، وَهَذَا أَجَلُهُ، وَثَمَّ أَمَلُهُ " (3)
13698 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ، فَرُبَّمَا قَالَ: " رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا "، فَإِذَا رَأَى الرَّجُلُ الرُّؤْيَا (4) الَّذِي لَا يَعْرِفُهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، كَانَ أَعْجَبَ لِرُؤْيَاهُ إِلَيْهِ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ (5) ، فَقَالَتْ: يَا
__________
(1) في (ظ 4) : القلب.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، أبو سفيان- واسمه طلحة بن نافع- روى له البخاري مقروناً، ومسلم وأصحاب السنن، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الواحد: هو ابن زياد، وسليمان بن مهران: هو الأعمش.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (757) من طريق كثير بن يحيى، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وانظر (12107) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (12444) .
(4) في (م) : فإذا رأى الرؤيا الرجلُ.
(5) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : فجاءت إليه امرأة.(21/260)
رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ وَجْبَةً ارْتَجَّتْ (1) لَهَا الْجَنَّةُ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّتْ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَجِيءَ بِهِمْ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ طُلْسٌ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا، فَقِيلَ: اذْهَبُوا بِهِمْ إِلَى نَهَرِ الْبَيْدَخِ أَوِ الْبَيْدَحِ فَغُمِسُوا فِيهِ، فَخَرَجُوا مِنْهُ وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ أُتُوا بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَعَدُوا عَلَيْهَا، وَأُتُوا بِصَحْفَةٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَمَا يَقْلِبُونَهَا لِشِقٍّ إِلَّا أَكَلُوا فَاكِهَةً مَا أَرَادُوا. وَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ تِلْكَ السَّرِيَّةِ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَمْرِنَا كَذَا وَكَذَا، وَأُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ حَتَّى عَدَّ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا الَّذِينَ عَدَّتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيَّ بِالْمَرْأَةِ "، فَجَاءَتْ قَالَ: " قُصِّي عَلَى هَذَا رُؤْيَاكِ "، فَقَصَّتْ، فَقَالَ: هُوَ كَمَا قَالَتْ (2)
13699 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنِ التَّكْبِيرِ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَقَالَ: " يُكَبِّرُ إِذَا
__________
(1) في (ظ 4) و (س) : الْتجت. وقد سلف التعليق عليها عند الحديث (12385) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان- وهو ابن المغيرة- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاًَ ومقروناً.
وأخرجه أبو عوانة في الرؤيا كما في "الإتحاف " 1/531 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12385) .(21/261)
رَكَعَ، وَإِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَإِذَا قَامَ بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ "، قَالَ: فَقَالَ لَهُ حَكِيمٌ عَمَّنْ تَحْفَظُ هَذَا؟ قَالَ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالَ لَهُ حَكِيمٌ: وَعُثْمَانَ؟ قَالَ: وَعُثْمَانَ (1)
13700 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَذَكَرَهُ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ - وَأَشَارَ عَبْدُ الْعَزِيزِ -، فَجَعَلَ ظَهْرَهُمَا مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ " (2)
13701 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَّزَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ جَوَّزْتَ؟ قَالَ: " سَمِعْتُ بُكَاءَ صَبِيٍّ، فَظَنَنْتُ أَنَّ أُمَّهُ مَعَنَا تُصَلِّي، فَأَرَدْتُ أَنْ أُفْرِغَ لَهُ أُمَّهُ "،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن ابن الأصم، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (13636) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، وهو المروزي فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه بتمامه في قصة الاستسقاء: البخاريُ (932) و (3582) ، وأبو داود (1174) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/140، وفي "السنن " 3/356 من طريق مسدَد، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف بتمامه من رواية حميد، عن أنس برقم (12019) .(21/262)
وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا: " فَظَنَنْتُ أَنَّ أُمَّهُ تُصَلِّي مَعَنَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أُفْرِغَ لَهُ أُمَّهُ "، قَالَ عَفَّانُ: " فَوَجَدْتُهُ عِنْدِي فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَحُمَيْدٍ، وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (1)
13702 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَنْ أَنَسٍ - فِيمَا يَحْسَبُ حُمَيْدٌ - " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ مُتَوَشِّحٌ بِثَوْبِ قُطْنٍ، قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ " (2)
13703 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاوَرَ حَيْثُ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: إِيَّانَا يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبِحَارَ لَأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بِرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا - قَالَ عَفَّانُ: قَالَ
__________
(1) إسناده من جهة حميد وثابت صحيح على شرط الشيخين، وأما من جهة علي بن زيد- وهو ابن جُدْعان- فضعيف، وقد سلف من طريق حميد برقم (12877) ، ومن طريق ثابت برقم (12547) .
(2) إسناد حديث أنس صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأما حديث الحسن فمرسل.
وسيتكرر برقم (13988) ، وانظر (13510) .(21/263)
سُلَيْمَانُ: (1) عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ: الغْمَادِ (2) - فَنَدَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا، وَوَرَدَتْ عَلَيْهِمْ رَوَايَا قُرَيْشٍ، وَفِيهِمْ غُلَامٌ أَسْوَدُ لِبَنِي الْحَجَّاجِ، فَأَخَذُوهُ وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ، فَيَقُولُ: مَا لِي عِلْمٌ بِأَبِي سُفْيَانَ، وَلَكِنْ هَذَا أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، فَإِذَا قَالَ ذَاكَ ضَرَبُوهُ، فَإِذَا ضَرَبُوهُ، قَالَ: نَعَمْ، أَنَا أُخْبِرُكُمْ، هَذَا أَبُو سُفْيَانَ، فَإِذَا تَرَكُوهُ، فَسَأَلُوهُ قَالَ: مَا لِي بِأَبِي سُفْيَانَ عِلْمٌ، وَلَكِنْ هَذَا أَبُو جَهْلٍ، وَعُتْبَةُ، وَشَيْبَةُ، وَأُمَيَّةُ فِي النَّاسِ، قَالَ: فَإِذَا قَالَ هَذَا أَيْضًا ضَرَبُوهُ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ انْصَرَفَ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَتَضْرِبُونَهُ إِذَا صَدَقَكُمْ، (3) وَتَتْرُكُونَهُ إِذَا كَذَبَكُمْ "، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا " يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَمَا أَمَاطَ أَحَدُهُمْ عَنْ مَوْضِعِ يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
13704 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
__________
(1) في (م) و (ق) : "قال حماد: قال سليم "، وفي (ظ 4) : "قال حماد: قال سليمان "، والمثبت من (س) ومما سلف برقم (13295) .
(2) تحرف في (م) إلى: البغماد.
(3) في (ظ 4) و (ق) : صدق.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (13297) .(21/264)
بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً " (1)
13705 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فَاسْتُجِيبَ لَهُ، وَإِنِّي اسْتَخْبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
13706 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمُرُّ بِالتَّمْرَةِ، فَمَا يَمْنَعُهُ مِنْ أَخْذِهَا إِلَّا مَخَافَةُ أَنْ تَكُونَ مِنْ صَدَقَةٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل " 3/1213، والبيهقي في "الشعب " (3908) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/354 و6/140 من طرق عن حماد ابن سلمة، هذا الإسناد. وانظر (11950) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12376) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (3094) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12913) .(21/265)
13707 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُخْتَارِ: أَخْبَرَنِي، قَالَ: (1) سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّهُ وَامْرَأَةً مِنْهُمْ، فَجَعَلَ أَنَسًا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْمَرْأَةَ خَلْفَ ذَلِكَ " (2)
13708 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، وَأَنَسٌ يَوْمَئِذٍ حَيٌّ، قَالَ أَنَسٌ: (3) لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ " لَتَمَنَّيْتُهُ (4)
__________
(1) قوله: "أخبرني، قال " ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن المختار، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 2/76 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (975) ، والنسائي 2/86-87، وأبو عوانة 2/75، والبيهقي 3/106-107 من طرق عن شعبة، به. وانظر (13019) .
(3) زيادة من مصادر التخريج لا بدَّ منها لبيان القائل.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الواحد: هو ابن زياد العَبْدي، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان.
وأخرجه أبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف " 2/356 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2680) (11) عن حامد بن عمر، عن عبد الواحد بن زياد، به.
وأخرجه البخاري (7233) ، وأبو عوانة من طريق أبي الأحوص، وأبو عوانة من طريق عمرو بن أبي قيس، كلاهما عن عاصم الأحول، به.
وانظر ما سلف برقم (11979) .(21/266)
13709 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، قَالَتْ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: بِمَ مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ؟ فَقُلْتُ: بِالطَّاعُونِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " (1)
13710 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ "، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: " لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، (2) أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ " (3)
13711 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، قَالَ: (4) جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا ابْنٌ لَهَا، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13335) .
(2) قوله: "عن ذلك " ليس في (ظ 4) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان العطَار- وهو ابن يزيد- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. وانظر (12065) .
(4) في (ظ 4) ونسخة في (س) : أن أنساً قال.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12305) .(21/267)
13712 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا ابْتَلَى اللهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، قَالَ لِلْمَلَكِ: اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، فَإِنْ شَفَاهُ، غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ، وَإِنْ قَبَضَهُ، غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ " (1)
13713 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهُ بِيَدِ نَفْسِهِ، وَيُكَبِّرُ عَلَيْهَا " (2)
13714 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، يَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتَيْهِمَا، وَيَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، وَيُسَمِّي وَيُكَبِّرُ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل أبي ربيعة: وهو سنان بن ربيعة. والحديث مكرر (12503) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات غير أبان- وهو ابن يزيد العَطَّار- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً.
وأخرجه البغوي (1118) من طريق الحسين بن الفضل، عن عفان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (12466) عن يونس بن محمد، عن أبان العطار.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه البخاري (5564) عن الحجاج بن منهال، وأبو يعلى (2877) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر (11960) .(21/268)
13715 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَرَ، وَلَمْ أَشُمَّ مِسْكَةً، وَلَا عَنْبَرَةً، أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
13716 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد - وهو أبو الوليد العتكي- وهو ثقة. خالد: هو ابن عبد الله الواسطي. وسيتكرر برقم (13819) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 1/414 عن خلف بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد أيضاً، والبزار (2389- كشف الأستار) من طريقين عن حميد الطويل، به.
وأخرج شطره الأول- في لون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البزار (2388) ، والخطيب في "تاريخه " 5/197، والضياء في "المختارة" (1955) و (1956) ، والبيهقي في "الدلائل " 1/203 من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي، به.
وأخرجه أيضاً الضياءُ (1957) من طريق عبد الوهَاب الثقفي، عن حميد، به.
وأخرج شطره الثاني أبو يعلى (3761) ، وابن حبان (6304) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، به.
وقد سلف من طريق حميد برقم (12048) . وانظر ما سلف من حديث ربيعة بن أبي عبد الرحمن برقم (13519) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(21/269)
13717 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، (1) قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ، نَجِيءُ أَنَا وَغُلَامٌ مِنَّا بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ " (2)
13718 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا يَوْمًا، ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ قَالَ: " قَدْ رَأَيْتُ أَيُّهَا النَّاسُ، مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلَاةَ، الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ فِي قِبَلِ هَذَا الْجِدَارِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ " يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (3)
__________
= وأخرجه أبو عوانة 1/232، والبيهقي 1/194، والبغوي (277) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12105) .
(1) في (م) : عن أبي معاذ، عن عطاء بن أبي ميمونة، بزيادة عن، وهو خطأ. وكانت كذلك في (ظ 4) و (س) ثم رمجت. وعطاء كنيته أبو معاذ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وستتكرر برقم (14026) .
وأخرجه أبو عوانة 1/195 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12100) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح: وهو ابن سليمان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري (749) عن محمد بن سنان، و (6468) من طريق محمد ابن فليح، والطبراني في "الأوسط " (4962) من طريق المعافى بن سليمان، ثلاثتهم عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12659) .(21/270)
13719 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ مَنْ لَا أَتَّهِمُهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِلَالٌ يَمْشِيَانِ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بِلَالُ، (1) هَلْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ؟ " قَالَ: لَا، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَسْمَعُهُ، قَالَ: " أَلَا تَسْمَعُ أَهْلَ هَذِهِ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ؟ " يَعْنِي قُبُورَ الْجَاهِلِيَّةِ (2)
13720 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " مَا رَأَيْتُ إِمَامًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِمَامِكُمْ هَذَا " قَالَ: " وَكَانَ عُمَرُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يُطِيلُ الْقِرَاءَةَ " (3)
13721 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: "
__________
(1) قوله: "يا بلال " ليست في (ظ 4) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح- وهو ابن سليمان- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سريج: هو ابن النعمان.
وأخرجه الحاكم 1/40، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (96) من طريق المعافى بن سليمان، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12530) .
قوله: "في البقيع " غلط، والمحفوظ في قصة بلال أن الحادثة كانت في نخل لأبي طلحة كما سلف برقم (12530) .
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن مساحق. وانظر (12465) .(21/271)
رَأَيْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَدَحًا كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ ضَبَّةُ فِضَّةٍ "، (1)
13722 - حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ فَذَكَرَهُ (2)
13723 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمِرْبَدِ، وَهُوَ يَسِمُ غَنَمًا " - قَالَ شُعْبَةُ حَسِبْتُهُ قَالَ - فِي آذَانِهَا " (3)
13724 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ " (4)
13725 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، لكنه متابع. وهو مكرر (12411) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول. وهو مكرر (12410) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12725) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (677) (303) ، وأبو عوانة 2/281 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف (12064) .(21/272)
عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو، يَلْعَنُ رِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ " (1)
13726 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (2)
13727 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَاسًا سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عِبَادَتِهِ فِي السِّرِّ، قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَسْأَلُونَ عَمَّا أَصْنَعُ، أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي " (3)
13728 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13951) .
وأخرجه مسلم (677) (303) ، وأبو عوانة 2/281 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. وانظر (12150) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12903) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه البيهقي 7/77 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. وانظر (13534) .(21/273)
أَشْهُرٍ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ: " الصَّلَاةَ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] " (1)
13729 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقَامُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/127، وعنه أبو يعلى (3979) عن أسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2059) ، وأبو يعلى (3978) ، والطبري في "تفسيره" 22/6، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (774) ، والطبراني في "الكبير" (2671) ، والقَطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" لأحمد (1340) و (1341) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي عن عفان، عن حماد بن سلمة برقم (14040) .
وله شاهد لا يفرح به من حديث أبي الحمراء عند عبد بن حميد (475) ، والطبري 22/6، والطحاوي (775) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/131، والطبراني 3/ (2672) و22/ (525) . وفي إسناده أبو داود الأعمى نفيع بن الحارث، وهو متهم بالوضع.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الأوسط " (8123) ، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف، وفيه أيضاً من لا يُعرف.
وثالث من حديث أبي برزة عند الطبراني، ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/169 وقال: وفيه عمر بن شبيب المُسْلي، وهو ضعيف.
قلنا: وهذه الشواهد لا ينتهض بها الحديث، لكن صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أيقظ علياً وفاطمة رضي الله عنهما للصلاة دون أن يتلو هذه الاَية، كما في حديث علي السالف برقم (571) .(21/274)
يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ اللهُ " (1)
13730 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَأَتَى قَوْمَهُ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءَ رَجُلٍ لَا يَخَافُ الْفَاقَةَ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَجِيءُ إِلَيْهِ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ دِينُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا " (2)
13731 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَائِلٌ، فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَةٍ، فَوَحَشَ بِهَا، ثُمَّ جَاءَ سَائِلٌ آخَرُ، فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَةٍ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَمْرَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْجَارِيَةِ: " اذْهَبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَعْطِيهِ الْأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا الَّتِي عِنْدَهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 1/101 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3418- كشف الأستار) ، والحاكم 4/495 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وزادا فيه الحديثَ الآتي برقم (14047) .
وانظر (12660) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12790) .
(3) إسناده ضعيف لضعف عمارة بن زاذان. وقد سلف الحديث برقم (12574) عن أسود بن عامر، قال: حدثنا عمارة بن زاذان، وذِكْر إسرائيل - وهو ابن يونس بن أبي إسحاق- فيه من المزيد في متصل الأسانيد. =(21/275)
13732 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ فِي حِجْرِ أَبِي طَلْحَةَ يَتَامَى، فَابْتَاعَ لَهُمْ خَمْرًا، فَلَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَجْعَلُهُ خَلًّا؟ قَالَ: " لَا "، قَالَ: فَأَهْرَاقَهُ (1)
13733 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ حُسَيْنٌ: عَنِ السُّدِّيِّ، وَقَالَ أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا السُّدِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ أَبِي هُبَيْرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ فِي حِجْرِ أَبِي طَلْحَةَ يَتَامَى، فَابْتَاعَ لَهُمْ خَمْرًا، فَلَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
__________
= وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (9134) من طريق عباس الدُّوري، عن أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الليث: وهو ابن أبي سليم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق.
وأخرجه الترمذي (1293) ، والدارقطني 4/265 من طريق المعتمر بن سليمان، والدارقطني أيضاً 4/266 من طريق موسى بن أَعين، كلاهما عن الليث، عن يحيى بن عباد، عن أنس، عن أبي طلحة أنه قال: يا نبي الله، إني اشتريتُ خمراً لأيتام في حجري ... فذكره. فجعله من حديث أبي طلحة. قال الترمذي: روى الثوري هذا الحديث، عن السدي، عن يحيى بن عباد، عن أنس: أن أبا طلحة كان عنده، وهذا أصح من حديث الليث. قلنا: وحديث الثوري هذا سلف برقم (12191) .
وانظر الحديث التالي.(21/276)
أَصْنَعُهُ خَلًّا؟ قَالَ: " لَا "، قَالَ: فَأَهْرَاقَهُ (1)
13734 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَحَجَّاجٌ، (2) قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ "، قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَكَانَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: فَأَنْتُمْ؟ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ "، ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدُ، فَقَالَ: " مَا لَمْ يُحْدِثْ " (3)
13735 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ أَسْوَدُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَاصُّو صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيَاطِينَ تَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المرُوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، والسدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن.
وأخرجه الدارمي (2115) ، والبيهقي 6/37 من طريق عبيد الله بن موسى، والدارقطني 4/265 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر (12191) .
(2) وقع في (م) وهامشي (ظ 4) و (س) : "حدثنا إسرائيل " بين أسود بن عامر وبين حجاج، وهذه الزيادة لم ترد في متن النسخ الخطية ولا في "أطراف المسند".
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف عن حجاج وحده برقم (13017) .(21/277)
الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ "، وَقَالَ عَفَّانُ: إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ (1)
13736 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: عَادَ (2) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا كَانَ يَخْدُمُهُ يَهُودِيًّا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، قَالَ: فَجَعَلَ يُنْظَرُ إِلَى أَبِيهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: قُلْ: مَا يَقُولُ لَكَ، قَالَ: فَقَالَهَا: (3) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " صَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ "، وَقَالَ غَيْرُ أَسْوَدَ: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ "،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان - وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً.
وأخرجه أبو داود (667) ، وابن خزيمة (1545) ، وابن حبان (2166) ، والبيهقي 3/100، والبغوي (813) من طريق مسلم بن إبراهيم، والنسائي 2/92 من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، كلاهما عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. وقرن ابن حبان بأبان شعبةَ.
وسيتكرر عن عفان وحده برقم (14017) . وانظر (12813) .
وانظر في قصة تخلُّل الشياطين للصفوف ما سلف برقم (12572) .
الحَذَف، قال ابن الأثير في "النهاية": هي الغنم الصغار الحجازية، واحدتها حَذَفَة بالتحريك. وقيل: هي صِغارٌ جُرْد ليس لها آذان ولا أذناب، يُجاءُ بها من جُرَشِ اليمن.
(2) في (ظ 4) : دعا، وفي هامشها كما هو مثبت، وكتب عليه: نسخة.
(3) قوله: "فقالها" سقط من (ظ 4) .(21/278)
قَالَ: فَقَالَ لَهُ: قُلْ: مَا يَقُولُ لَكَ مُحَمَّدٌ (1)
13737 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَجَابِرٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، (2) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَنَّانِي بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا "، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
13738 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ " (4)
13739 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. عبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، وعبد الله بن جَبْر: هو عبد الله بن عبد الله بن جبر، وقيل: جابر.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7500) ، والحاكم 1/363 و4/291 من طرق عن شريك النخعي، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12792) .
(2) تحرف في (م) إلى: أبي نضرة.
(3) إسناده ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وجابر شيخ شريك: هو ابن يزيد الجُعفي، وأبو نصر: هو خيثمة بن أبي خيثمة، وهما ضعيفان. عاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وأخرجه ابن السُُني في "عمل اليوم والليلة" (406) من طريق فهد بن حيان، عن عبد الله بن المبارك، عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد. وفهد بن حيان ضعيف.
وانظر (12286) .
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، لكنه قد توبع.
انظر (12164) .(21/279)
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: " أَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ " (1)
13740 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ (2) أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَبْصَرَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، قَالُوا: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ " (3)
13741 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ، (4) فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ؟ - وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ - فَإِنْ كَانَ فِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحْوي.
وأخرجه الترمذي (3157) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2914) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.
وسيأتي حديث الإسراء والمعراج مطولاً من طريق قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة في مسنده 4/207.
وسلفت هذه القطعة ضمن الحديث الطويل برقم (12505) من طريق ثابت، عن أنس.
(2) في (ظ 4) : وجدت، بدل قوله: سمعت!
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (922) من طريق الحسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. وانظر (12361) .
(4) في (ظ 4) كرّر قوله: "أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بعد "سراقة"!(21/280)
الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اَجْتَهَدْتُ (1) عَلَيْهِ الْبُكَاءَ، فَقَالَ: " يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى "، قَالَ قَتَادَةُ: وَالْفِرْدَوْسُ: رَبْوَةُ الْجَنَّةِ، وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا (2)
13742 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ،
__________
(1) في (م) : أجتهد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2809) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/872، والبيهقي 9/167 من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (13200) .
قوله: "إن أم الربيع" كذا هي عند البخاري وابن خزيمة والبيهقي، قال الحافظ في "الفتح " 6/26: كذا لجميع رواةِ البخاري، وقال بعد ذلك: "وهي أم حارثة بن سراقة" وهذا الثاني هو المعتمد، والأول وهمٌ، نبَه عليه غير واحد، من آخرهم الدمياطي فقال: قوله: "أم الربيع بنت البراء"- وهي رواية
البخاري- وهمٌ، وإنما هي بنت النضر عمة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن عمرو.
ثم قال الحافظ: لكن ليس في نسب الربيع بنت النضر أحدٌ اسمه البراء، فلعله كان فيه "الربيع عمََّة البراء" فإن البراء بن مالك أخو أنس بن مالك، فكل منهما ابن أخيها مالك بن النضر، وقد رواه الترمذيُ وابنُ خزيمة أيضاً من طريق سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، فقال: عن أنس أن الربيع بنت النضر أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان ابنها حارثة بن سراقة أصيب يوم بدر ... الحديث. قلنا: وقد سلف تخريج طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عند الرواية رقم (13200) .(21/281)
وَرَدِيفُهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا غَيْرُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، إِذْ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ " قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، فقَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ (1) ، قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا "، قَالَ: " فَهَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّهُمْ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ " (2)
__________
(1) قوله في المرة الأخيرة: "ثم سار ساعة، فقال: يا معاذ بن جبل، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك " سقط من (م) و (ق) ، وأثبتناه من (ظ 4) و (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المَرُوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه عبد بن حميد (1199) عن يونس بن محمد المؤدب، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق قتادة عن أنس عن معاذ نفسه في مسنده 5/242، وروي أيضاً مثله من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، عن أنس، عن معاذ، وسيأتي 5/228 و236.
واخرج البخاري (128) ، ومسلم (32) ، وابن منده في "الإيمان " (93) ، والبغوي في "شرح السنة" (49) من طريق هشام الدستوائي، والطيالسي (1965) ، وأبو يعلى (3228) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/173، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/287 من طريق شعبة بن الحجاج، كلاهما عن قتادة، حدثنا=(21/282)
13743 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا (1) أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، وَأَمْحَلَتِ الْأَرْضُ، وَقَحَطَ النَّاسُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ، وَمَا نَرَى كَثِيرَ سَحَابٍ، فَاسْتَسْقَى، فَنَشَأَ السَّحَابُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ مُطِرُوا حَتَّى سَالَتْ مَثَاعِبُ الْمَدِينَةِ، وَاضْطَرَدَتْ طُرُقُهَا أَنْهَارًا، فَمَا زَالَتْ كَذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ مَا تُقْلِعُ، ثُمَّ قَامَ (2) ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَوْ غَيْرُهُ وَنَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ (3) يَحْبِسَهَا عَنَّا، فَضَحِكَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا "، فَدَعَا رَبَّهُ، فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَصَدَّعُ عَنِ الْمَدِينَةِ يَمِينًا وَشِمَالًا يُمْطِرُ مَا حَوْلَهَا، وَلَا يُمْطِرُ فِيهَا شَيْئًا (4)
__________
= أنس ابن مالك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعاذ رديفه على الرحل- قال: "يا معاذ بن جبل "، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثاً) . قال: "ما من أحدِ يشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صِدْقاً من قلبه، إلا حَرَمه الله على النار" قال: يا رسول الله، أفلا أُخبِر به الناسَ فيستبشروا؟ قال: "إذاً يَتكِلوا". وأخبر بها معاذ عند موته تأثُماً. أي: مخافة الإثم.
وهذا نحو حديث سليمان التيمي، عن أنس السالف برقم (12606) .
(1) في (ظ 4) : وحدث.
(2) في سائر أصولنا الخطية: ثم قال، وهو خطأ، والمثبت من (م) .
(3) في (ظ 4) : لنا.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(21/283)
13744 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ - قَالَ: وَرُبَّمَا قَعَدْنَا إِلَيْهِ أَنَا وَهُوَ، قَالَ: وَكَانَ مِنْ فِتْيَانِنَا أَحْدَثُ مِنِّي سِنًّا - يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّ أَنَسًا وَامْرَأَةً، فَجَعَلَ أَنَسًا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْمَرْأَةَ خَلْفَهُمَا " (1)
13745 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ "، قَالَ: وَكَانَ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الْحَرْبِ، ثُمَّ يَنْثُرُ كِنَانَتَهُ، وَيَقُولُ: وَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ وَنَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ (2)
__________
= وأخرجه أبو عوانة في الاستسقاء كما في "الإتحاف " 2/175 من طريق يونس بن محمد، عن شيبان، بهذا الإسناد. وانظر (13566) .
قوله: "مثاعب المدينة"، أي: مسايل مائها.
وقوله: "اضْطَرَدَت "، كاطرَدت، واطَّردت الأشياءُ: إذا تبع بعضُها بعضاً، واطرَدَ الماءُ: إذا تتابع سَيَلانُه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن المختار، فمن رجال مسلم. وانظر (13019) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان.
وأخرجه الحميدي (1202) ، وسعيد بن منصور في "سننه (2898) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (802) ، وأبو يعلى (3983) و (3993) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/309، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/224 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاريُ المرفوعَ منه.(21/284)
13746 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا عُرِضَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبٌ قَطُّ فَرَدَّهُ " (1)
13747 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: فُزِّعَ النَّاسُ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ بَطِيئًا، ثُمَّ خَرَجَ يَرْكُضُ وَحْدَهُ، فَرَكِبَ النَّاسُ يَرْكُضُونَ خَلْفَهُ، فَقَالَ: " لَمْ تُرَاعُوا إِنَّهُ لَبَحْرٌ "، قَالَ: فَوَاللهِ مَا سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ (2)
13748 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أُتِيَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ، فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ عَلَيْهِ، وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا، فَقَالَ أَنَسٌ: "
__________
= وقد سلف الحديث عن سفيان بن عيينة مختصراً: "لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئه". انظر (12095) . ولبقية الحديث انظر ما سلف برقم (12024) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، مبارك بن فضالة- وإن كان مدلساً- قد صرح بالتحديث فيما سلف برقم (13617) ، وهو صدوق حسن الحديث. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُوذي. وانظر (13364) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2969) ، والبيهقي 10/200 من طريق حسين بن محمد المرُوذي، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12494) .(21/285)
إِنَّهُ كَانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ " (1)
13749 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ: " أَنَّ أَنَسًا كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ، وَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المروذي، وجرير: هو ابن حازم، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه البخاري (3748) ، والبزار (2648- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2841) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (1395) ، والبزار (2646) من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، به.
وأخرجه المصنف في "الفضائل " (1394) ، والترمذي (3778) ، وابن حبان (6972) ، والطبراني في "الكبير" (2879) من طريق هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس.
وأخرجه البزار (2647) ، والطبراني (2878) من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس.
وأخرجه البزار (2649) من طريق يوسف بن عبدة، عن ثابت وحميد، عن أنس.
وقد سلف برقم (12674) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أنس: أن الحسن هو الذي كان أشبههم برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وانظر التوفيق بينه وبين حديثنا هذا هناك.
الوَسِمة: بفتح الواو وكسر السين، وفي لغة بتسكينها، والكسر أفصح، وهو نبات يُختَضَبُ بورقه، يميلُ إلى السواد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 1/399، والبخاري (5929) ، والبغوي (3170) من=(21/286)
13750 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَدَنَةٍ - أَوْ هَدِيَّةٍ -، فَقَالَ لِلَّذِي مَعَهَا - أَوْ لِصَاحِبِهَا -: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ - أَوْ هَدِيَّةٌ -، قَالَ: " وَإِنْ " (1)
13751 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَجِمُ، وَلَمْ يَكُنْ يَظْلِمُ أَحَدًا أَجْرَهُ " (2)
13752 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعُو عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَرَكَهُ " (3)
__________
= طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وانظر (12176) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكير بن الأخنس، فمن رجال مسلم. مِسْعر: هو ابن كِدَام.
وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف " 1/436 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وانظر (12711) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، ومسعر: هو ابن كِدَام.
وأخرجه البخاري (2280) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 2/155، وأبو نعيم في "الحلية" 7/247 من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وانظر (12206) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين،=(21/287)
13753 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا زَمَانٌ يَأْتِي عَلَيْكُمْ إِلَّا أَشَرُّ مِنَ الزَّمَانِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ، سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
13754 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ " (2)
13755 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْجَنَّةَ
__________
= وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/245 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر (12150) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12162) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس: وهو ابن أبي إسحاق السَبيعي.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1565) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (643) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (364) من طريق أبي نعيم، به. وانظر (11998) .(21/288)
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَطُّ إِلَّا قَالَتِ الْجَنَّةُ اللهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَلَا اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ إِلَّا قَالَتِ النَّارُ اللهُمَّ أَجِرْهُ " (1)
13756 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، (2) حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ: " أَنَّ يَهُودِيًّا أَخَذَ أَوْضَاحًا عَلَى جَارِيَةٍ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَيْهَا فَرَضَّ رَأْسَهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَأَدْرَكُوا الْجَارِيَةَ وَبِهَا رَمَقٌ، فَأَخَذُوهَا (3) وَجَعَلُوا يَتْبَعُونَ بِهَا النَّاسَ، أَهَذَا هُوَ؟ أَوْ هَذَا هُوَ؟ فَأَتَوْا بِهَا عَلَى الرَّجُلِ، فَأَوْمَتْ إِلَيْهِ بِرَأْسِهَا، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرُضَّ رَأْسُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1312) ، والبيهقي في "الدعوات " (269) ، وأبو نعيم الأصفهاني في "صفة الجنة" (67) ، والضياء في "المختارة" (1557) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد- واقتصر أبو نعيم الأصفهاني على الشطر الأول منه في سؤال الجنة.
وانظر (12170) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : حُسين، والمثبت من (ظ 4) . فإن كان حسناً: وهو ابن موسى الأشيب، أو كان حسيناً: وهو ابن محمد المروذي، فكلاهما ثقة من رجال الشيخين.
(3) في (م) : فأخذوا الجارية، وفي (س) : أخذوها الجارية، وضبّب على لفظة الجارية.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان - وهو ابن يزيد العطَار- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً.
وأخرجه النسائي 8/22 من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، وابن الجارود (837) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذَكي،=(21/289)
13757 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمْ يَبْلُغْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّيْبِ مَا يَخْضِبُهُ، وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَضَبَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ، حَتَّى يَقْنُوَ شَعْرُهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " (2)
13758 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ وَلَا أَتَمَّ صَلَاةً مِنْ (3) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، (4)
__________
= كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. ورواية ابن الجارود بنحوه.
وانظر (12741) .
(1) في (م) و (س) و (ق) : حُسين، والمثبت من (ظ 4) . وقد سلف الحديث عن هاشم وحسين- يعني المروذي- عن أبان.
(2) إسناده قوي، محمد بن راشد- وهو المكحولي- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مكحول- وهو الشامي- فمن رجال مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب. وانظر (13051) .
(3) في (م) : أخف وأتم من صلاةِ.
(4) حديث صحيح- وهذا إسناد قوي، شريك ابن أبي نمر صدوق لا بأس به. سليمان بن داود: هو الهاشمي.
وأخرجه مسلم (469) (190) ، والبيهقي 3/114 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به. وانظر (13445) .(21/290)
13759 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ مِثْلَهُ (1)
13760 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الْعَصْرَ، فَجَلَسَ يُمْلِي خَيْرًا حَتَّى يُمْسِيَ، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ ثَمَانِيَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، المعلََّى بن زياد لم يَلْقَ أنس بن مالك، وبينهما في هذا الحديث يزيد الرقاشي، كما سيأتي في التخريج، وهو ضعيف.
وأخرجه البيهقي في "الشعب " (563) من طريق الحسن بن الربيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (4087) و (4126) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (670) من طرق عن حماد بن زيد، ْ عن المعلى بن زياد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس. ووقع في المطبوع من "مسند أبي يعلى": "الهقل بن زياد، وعن يزيد الرقاشي " فأما الهقل فهو محرف عن المعلى، وأما الواو في "وعن يزيد" فهي ليست موجودة في أصله المخطوط، وجاء على الصحيح في كتاب ابن السني "عمل اليوم والليلة" (670) ، فقد أخرجه من طريقه.
وأخرجه الطيالسي (2104) ، والبيهقي في "الشعب " (560) و (562) من طرق عن يزيد الرقاشي، عن أنس. وإسناده ضعيف لضعف يزيد.
وأخرجه أبو داود (3667) ، والبيهقي (561) و (562) من طريق موسى بن خلف العَمَي، عن قتادة، عن أنس. وإسناده حسن.(21/291)
13761 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ، (2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَدْ تَوَشَّحَ بِهِ، فَصَلَّى بِهِمْ (3) " (4) ،
__________
= وأخرجه أبو يعلى (3392) من طريق أبي عبيدة، عن محتسب بن عبد الرحمن أبي عائذ، عن ثابت، عن أنس. ومحتسب ضعيف.
ووقع عند كل من أخرج الحديث- عدا طريق الحسن بن الربيع- ذِكرُ الله مكان قوله: "يملي خيراً".
ويشهد للفظ الذكر حديثُ أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي، وسيأتي في مسنده 5/253- 254. وإسناده ضعيف.
(1) تحرف في (م) في هذا الحديث والحديث التالي إلى: عبد الله.
(2) قوله: "عن الحسن" سقط من (م) .
(3) في (م) : "متوشحاً في ثوب قطري، فصلى بهم، أو قال: مشتملا فصلى بهم " بدل قوله: وعليه ثوب قد توشح به، فصلى بهم.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبيد الله بن محمد - وهو ابن عائشة التَيمي- فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه.
والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/381 من طريق عبيد الله بن محمد التيمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (58) ، وأبو يعلى (2785) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1849) من طريق محمد بن الفضل، وابن حبان (2335) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 115 من طريق داود بن شبيب، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي الحديث عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة برقم (13763) ، وانظر (13510) .(21/292)
13762 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ مِثْلَهُ (1)
13763 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَكَّأُ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ مُتَوَشِّحًا فِي ثَوْبٍ قِطْرِيٍّ، فَصَلَّى بِهِمْ " أَوْ قَالَ: " مُشْتَمِلًا بِهِ (2) فَصَلَّى بِهِمْ " (3)
13764 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (4) بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مُوسَى بْنَ
__________
(1) إسناده صحيح. وانظر (13510) .
(2) لفظة "به " زدناها من (ظ 4) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البزار (593- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/381، والضياء في "المختارة" (1850) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. وانظر (13761) .
قوله: "ثوب قِطري ": قال ابن الأثير في "النهاية" 4/80: هو ضرب من البُرود، فيه حُمْرة ولها أعلام، فيها بعض الخشونة، وقال الأزهري: في أعراض البحرين قرية يقال لها قَطَر، وأحسَب الثيابَ القطريةَ نُسبت إليها، فخففوا وكسروا القاف للنسبة، وقالوا: قِطْري، والأصل: قَطَري.
(4) تحرف في (م) و (س) إلى: عَبْد الله.(21/293)
عِمْرَانَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الْمَاءَ، لَمْ يُلْقِ ثَوْبَهُ حَتَّى يُوَارِيَ عَوْرَتَهُ فِي الْمَاءِ " (1)
13765 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصَمِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ إِذَا رَفَعُوا، وَإِذَا وَضَعُوا " (2)
13766 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا فِي أَصْحَابِهِ، إِذْ مَرَّ بِهِمْ يَهُودِيٌّ فَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَضَى دَعَاهُ، فَقَالَ: " كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: سَامٌ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ "، أَيْ مَا قُلْتُمْ (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان. تفرد به أحمد.
ويشهد لمعناه حديث أبي هريرة السالف برقم (9091) : "إن بني إسرائيل كانوا يغتسلون عراة، وكان نبي الله موسى منه الحياء والستر، وكان يستتر إذا اغتسل، فطعنوا فيه بعورة ... الخ ".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن ابن الأصم، فمن رجال مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي 2/68 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وانظر (12259) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبان: هو ابن يزيد العطار. وانظر (12427) .(21/294)
13767 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] أَوْ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245] قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: وَكَانَ لَهُ حَائِطٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَائِطِي لِلَّهِ، وَلَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهُ لَمْ أُعْلِنْهُ، (1) فَقَالَ: " اجْعَلْهُ فِي قَرَابَتِكَ " أَوْ " أَقْرَبِيكَ " (2)
13768 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً مِنْكُمْ " (3) ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ:
[البحر الرجز]
غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّهْ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ،
فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ، فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ (4)
13769 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " أَوْلَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَنَى بِزَيْنَبَ
__________
(1) في (ظ 4) : لم أعلمه، وضبب عليها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو السَّهْمي.
وأخرجه الترمذي (2997) من طريق عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر (12144) .
(3) لفظة "منكم "سقطت من (ظ 4) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 4/106 عن عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر (12026) .(21/295)
بِنْتِ جَحْشٍ، فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ صَبِيحَةَ بِنَائِهِ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ، وَيَدْعُو لَهُنَّ، وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُونَ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ رَأَى رَجُلَيْنِ جَرَى بَيْنَهُمَا الْحَدِيثُ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَانِ (1) نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ، وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ "، قَالَ: " فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَمْ أُخْبِرَ؟ فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ " (2)
13770 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا عَنْ مَنَازِلِهِمْ إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ، فَكَرِهَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَعْرَى الْمَدِينَةُ، فَقَالَ: " يَا بَنِي سَلِمَةَ، أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ " (3)
13771 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَارَ (4) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهَا لَيْلًا، (5) فَلَمَّا أَصْبَحْنَا الْغَدَاةَ رَكِبَ وَرَكِبَ الْمُسْلِمُونَ، وَرَكِبْتُ
__________
(1) في (م) : فلما رأيا، بدل قوله: فلما رأى الرجلان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4794) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار، 4/333 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد. وانظر (12023) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12033) .
(4) تحرفت في (م) : إلى شاور.
(5) لفظة "ليلاً" ليست في (م) .(21/296)
خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجَ أَهْلُ خَيْبَرَ بِمَكَاتِلِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ إِلَى زُرُوعِهِمْ وَأَرْضِيهِمْ، (1) فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ، رَجَعُوا هِرَابًا، وَقَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} (2) [الصافات: 177] "
13772 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتْ يَدَ الْخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الْقَصْعَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّ الْكَسْرَيْنِ، وَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ، وَيَقُولُ: " غَارَتْ أُمُّكُمْ، غَارَتْ أُمُّكُمْ "، وَيَقُولُ لِلْقَوْمِ: " كُلُوا "، وَحَبَسَ الرَّسُولَ حَتَّى جَاءَتِ الْأُخْرَى بِقَصْعَتِهَا، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ قَصْعَتُهَا، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةُ لِلَّتِي كَسَرَتْ (3)
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : أراضيهم، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س) ، وهو القياس، و"أراضي " جمع على غير قياس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 2/108-109 عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حميد، به. وانظر (13140) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3355) من طريق عبد الله بن بكر السََّهمي، بهذا الإسناد. وانظر (12027) .(21/297)
13773 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِي مِنَ اللَّيْلِ: " يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَيَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَيَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَيَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تُنَادِي أَقْوَامًا قَدْ جَيَّفُوا؟ قَالَ: " مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا " (1)
13774 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، لِيَحْفَظُوا عَنْهُ " (2)
13775 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ، فَقُلْتُ: مَنْ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12020) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو السَهْمي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5835) ، والضياء في "المختارة" (1928) من طريق عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر (11963) .(21/298)
الْخَطَّابِ " (1)
13776 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ يَجْرِي، حَافَّتَاهُ (2) خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى مَا يَجْرِي فِيهِ، فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا (3) الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ " (4)
13777 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: " أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (5)
13778 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1958) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (195) ، وفي "صفة الجنة" (414) ، وفي "أخبار أصبهان " 1/351 من طريق عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر (12046) .
(2) في (ظ 4) ونسخة في (س) : حافتيه.
(3) في (ظ 4) ونسخة في (س) : هو.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12008) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو السَّهْمي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5623) من طريق عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر (12011) .(21/299)
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (1)
13779 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ "، فَذَكَرَ (2) يَعْنِي ذَكَرَ حَدِيثَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ،
13780 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ، أَوْ مَوْضِعُ قَدَمِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عَمْرو بن المُهلَب الأزدي، وزائدة: هو ابن قُدامة.
وأخرجه البخاري (719) ، والبيهقي 2/21 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (12011) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن طلحة: وهو ابن مصرف اليامي. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. والحديث مكرر (12436) .
وقوله في آخر الحديث "فذكر ... الخ " لعله- أي الإمام أحمد- يريد أنَ أبا النضر حدَثه نحو ما حدثه سليمان بن داود الذي سيسوق لفظ حديثه بإثره، والله تعالى أعلم.(21/300)
الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الْأَرْضِ، (1) لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (2)
13781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " مَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ، أَوْ نَائِمًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ "، قَالَ: " وَكَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَقُولَ: لَا نَرَاهُ يُرِيدُ أَنْ (3) يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا، وَيُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَقُولَ: لَا نَرَاهُ يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ شَيْئًا " (4)
13782 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، أَوْ عَنِ (5) الدَّجَّالِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ " (6)
13783 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ،
__________
(1) في (ظ 4) : إلى أهل الأرض، بزيادة لفظة "أهل "، وإسقاطها أقوى في المعنى المراد.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود - وهو الهاشمي- فمن رجال السنن. وهو مكرر (12437) .
(3) قوله: "يريد أن " ليس في (ظ 4) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو السَهْمي.
وانظر (12012) .
(5) في (م) و (س) و (ق) : وعن.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12833) .(21/301)
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " بَعَثَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعِي بِمِكْتَلٍ فِيهِ رُطَبٌ، فَلَمْ أَجِدِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ، إِذَا هُوَ عِنْدَ مَوْلًى لَهُ قَدْ صَنَعَ لَهُ ثَرِيدًا - أَوْ قَالَ: ثَرِيدَةً - بِلَحْمٍ وَقَرْعٍ، فَدَعَانِي، فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ، فَرَأَيْتُهُ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ، فَجَعَلْتُ أَدَعُهُ قِبَلَهُ، فَلَمَّا تَغَدَّى وَرَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَضَعْتُ الْمِكْتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُ وَيَقْسِمُ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهِ " (1)
13784 - حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ عُمَرَ، فَلَمْ يَجْهَرُوا بِ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] " (2)
13785 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12052) .
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، الأحوص بن جواب صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات.
قال ابن حجر في "الإتحاف " 1/538: جزم أبو حاتم [في "العلل " 1/86] بأن الأعمش أخطأ فيه، وإنما هو عن شعبة، عن قتادة، عن أنس. وقال البزار: لا نعلم روى الأعمش عن شعبة غير هذا الحديث، ولا نعلم حدث به عن الأعمش إلا عمار بن رزيق.
قلنا: قد سلف الحديث برقم (12810) من طريق شعبة، عن قتادة.
وأخرجه ابن خزيمة (497) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/203، والبغوي (582) من طريق الأحوص بن جواب، بهذا الإسناد.(21/302)
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " (1)
13786 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا يَبْنِي عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ، فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ، أَمَرَنَا بِالْأَنْطَاعِ، فَأُلْقِيَ فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ، فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّأَ لَهَا خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود - وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه مسلم (2446) ، والترمذي في "السنن " (3887) ، وفي "الشمائل " (176) ، وأبو يعلى (3670) و (3673) ، وابن حبان (7113) ، والبغوي (3963) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (12597) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود - وهو الهاشمي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير.
وأخرجه البخاري (5085) و (5159) ، والنسائي 6/134، وابن حبان (7213) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاريُ (4212) و (4213) و (5387) ، والنسائي 6/134، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/28، والبيهقي=(21/303)
13787 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ (1) ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِنْ قَلْبِي، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ لَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ، وَإِلَّا، فَسَوْفَ تَرَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ لَهَا: " هَبِلْتِ؟ أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟ إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى " (2)
13788 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سُفْيَانَ،
__________
= 7/259 من طرق عن حميد، به.
وانظر ما سلف بالأرقام (11952) و (11953) و (11992) و (13575) .
(1) لفظة "غرب " ليست في (ظ 4) و (س) ، وأثبتناها من (م) و (ق) .
(2) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه البخاري (6567) عن قتيبة بن سعيد، والنسائي في "الكبرى" (2831) ، وابن حبان (7391) من طريق علي بن حُجْر، كلاهما عن إسماعيل ابن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/289، والبخاري (3982) و (6550) ، وأبو يعلى (3730) ، والطبراني في "الكبير" (3236) ، والحاكم 3/208، والبيهقي في "البعث والنشور" (224) من طرق عن حميد الطويل، به.
وانظر ما سلف برقم (12252) .
قوله: "هَبِلْتِ " بفتح الهاء وكسر الباء، من الهَبَلِ: وهو الثكلُ (أي: فقدان الحبيب أو الولد) ، قال ابن الأثير في "النهاية": وقد استعاره ها هنا لفقد المَيْز والعقل مما أصابها من الثُكل بولدها، كأنه قال: أفقدتِ عقلَكِ بفقد ابنك، حتى جعلْتِ الجِنَانَ جنة واحدة؟(21/304)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي جَبْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، (1) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَكْفِي أَحَدَكُمْ مُدٌّ مِنَ (2) الْوَضُوءِ " (3)
13789 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثْتُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُؤَذِّنُونَ " (4)
13790 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: اتَّكَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ابْنَةِ
__________
(1) كذا في سائر الأصول الخطية: جبر بن عبد الله، وهو خطأ قديم نبَه عليه ابن حجر في "الأطراف " 1/343 فقال: والصواب: عبد الله بن عبد الله بن جبر. وقال في "التهذيب ": هو من مقلوب الأسماء.
(2) في (م) : في، والمثبت من النسخ الخطية.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو عوانة 1/233 من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد- وزاد فيه: "ويكفي من الغسل الصاع ". وسقط منه: عبد الله بن عيسى.
وأخرجه مع الزيادة أبو يعلى (4307) من طريق أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن عبد الله بن عيسى، به. وانظر (12105) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الواسطة بين الأعمش وأنس.
وانظر (12729) .(21/305)
مِلْحَانَ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَضَحِكَ، فَقَالَتْ: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " مِنْ أُنَاسٍ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ، غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللهِ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ "، قَالَتْ: ادْعُ اللهَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُمْ (1) "، فَنَكَحَتْ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قَالَ: فَرَكِبَتْ فِي الْبَحْرِ مَعَ ابْنَةِ (2) قَرَظَةَ، حَتَّى إِذَا هِيَ قَفَلَتْ، رَكِبَتْ دَابَّةً لَهَا بِالسَّاحِلِ، فَوَقَصَتْ بِهَا، فَسَقَطَتْ، فَمَاتَتْ، (3)
13791 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
__________
(1) في (ظ 4) ونسخة في هامش (ق) : فيهم.
(2) تحرفت في (م) و (س) و (ق) إلى: "ابنها"، وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا من (ظ 4) وهامش (ق) . وابنة قرظة: هي فاختة- وقيل: كنود- بنت قرظة، زوجة معاوية بن أبي سفيان التي خرجت معه في تلك الغزوة، وهي غزوة قبرس، وكان أميرها، وذلك في سنة سبع- وقيل: ثمان- وعشرين. انظر "تاريخ خليفة بن خياط" ص 160، و"الإصابة" لابن حجر 8/190.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3676) ، وأبو عوانة 5/86-87 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/314، وأبو يعلى (3675) ، وأبو عوانة 5/86-87 من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، به.
وأخرجه مسلم (1912) (162) ، وأبو عوانة 5/86 من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو يعلى (3677) ، وأبو عوانة 5/85-86 من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن، به.
وانظر ما بعده وما سلف برقم (13520) .(21/306)
بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنَةِ مِلْحَانَ، فَاتَّكَأَ عِنْدَهَا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
13792 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.
وأخرجه البخاري (2877) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف زيد العمي: وهو زيد بن الحَوَاري أبو الحواري. زائدةُ: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (33) من طريق عبد الله بن رجاء، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4 و10/451، وابن ماجه (469) ، وبإثره من زيادات أبي الحسن القطان، وابنُ السني (33) من طرق عن عمرو بن عبد الله ابن وهب، به.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب سيأتي في مسند عقبة بن عامر 4/153 بإسناد صحيح، وسلف في مسند عمر برقم (121) بإسناد ضعيف. وعن ثوبان أخرجه الطبراني في "الكبير" (1441) ، وفي "الأوسط " (4892) ، وابن السني=(21/307)
13793 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَبْقَى مِنَ الْجَنَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَبْقَى، فَيُنْشِئُ اللهُ لَهَا خَلْقًا مَا شَاءَ " (1)
13794 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْمَطَرِ أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُذِنَ لَهُ، فَقَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ: " احْفَظِي عَلَيْنَا الْبَابَ، لَا يَدْخُلْ أَحَدٌ "، فَجَاءَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، فَوَثَبَ حَتَّى دَخَلَ، فَجَعَلَ يَصْعَدُ عَلَى مَنْكِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: أَتُحِبُّهُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَإِنَّ أُمَّتَكَ تَقْتُلُهُ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ فَأَرَاهُ تُرَابًا أَحْمَرَ، فَأَخَذَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ذَلِكَ التُّرَابَ فَصَرَّتْهُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهَا، قَالَ: " فَكُنَّا نَسْمَعُ يُقْتَلُ بِكَرْبَلَاءَ " (2)
__________
= (32) . وإسناده ضعيف.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (12541) .
(2) إسناده ضعيف، تفرد به عمارة بن زاذان عن ثابت، وقد قال الإمام أحمد: يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2813) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (492) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" أيضاً 6/469 من طريق عبد الصمد بن حسان، بهذا الإسناد. وانظر (13539) .(21/308)
13795 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ ثَلَاثَ حَصَيَاتٍ، فَوَضَعَ وَاحِدَةً، ثُمَّ وَضَعَ أُخْرَى بَيْنَ يَدَيْهِ (1) ، وَرَمَى بِالثَّالِثَةِ، فَقَالَ: " هَذَا ابْنُ آدَمَ، وَهَذَا أَجَلُهُ، وَذَاكَ أَمَلُهُ الَّتِي رَمَى بِهَا " (2)
13796 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِهِ، يَقُولُ: تَعَالَ نُؤْمِنْ بِرَبِّنَا سَاعَةً، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ، فَغَضِبَ الرَّجُلُ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَرَى إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ يُرَغِّبُ عَنْ إِيمَانِكَ إِلَى إِيمَانِ سَاعَةٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ ابْنَ رَوَاحَةَ، إِنَّهُ يُحِبُّ الْمَجَالِسَ الَّتِي تَتَبَاهَى (3) بِهَا الْمَلَائِكَةُ " (4)
__________
(1) في (م) : يديه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عمارة بن زاذان متكلم فيه، لكن حديثه حسن في المتابعة، وقد سلف نحوه بإسناد صحيح عن أنس برقم (12238) .
(3) في (م) : تباهى.
(4) إسناده ضعيف، عمارة بن زاذان وزياد بن عبد الله النميري متكلم فيهما، وقد تفرَدا بهذا الحديث بهذه السياقة، ولم يتابعهما عليه أحد.
عبد الصمد: هو ابن حسَان.
وأخرج ابن أبي شيبة 11/43 من طريق موسى بن مسلم الكوفي الطحان، عن عبد الرحمن بن سابط، قال: كان عبد الله بن رواحة يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: تعالوا نؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ونزدد إيماناً، تعالوا=(21/309)
13797 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ، وَمَا مَسِسْتُ شَيْئًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا شَمَمْتُ طِيبًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
13798 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
__________
= نذكره بطاعته لعله يذكرنا بمغفرته. رجاله ثقات، لكن عبد الرحمن بن سابط لم يلق عبد الله بن رواحة.
وأخرج البيهقي في "الشعب " (50) من طريق أحمد بن يونس، عن شيخ من أهل المدينة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، أن عبد الله بن رواحة قال لصاحب له: تعال حتى نؤمن ساعة. قال: أولسنا بمؤمنين؟ قال: بلى، ولكنا نذكر الله فنزداد إيماناَ. وإسناده ضعيف لجهالة الشيخ من أهل المدينة، وعطاء بن يسار لم يلق ابن رواحة.
وفي الباب عن معاذ بن جبل، علقه البخاري في أول كتاب الإيمان، ووصله ابن أبي شيبة 11/26، والبيهقي في "الشعب " (44) ، والحافظ في "التغليق " 2/20 و21 من طريق الأسود بن هلال، قال: كان معاذ يقول لرجل من إخوانه: اجلس بنا فلنؤمن ساعة، فيجلسان يتذاكران الله ويحمدانه. وهذا لفظ ابن أبي شيبة. وصحح الحافظ إسناده في "الفتح " 1/48.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عمارة: وهو ابن زاذان. عبد الصمد: هو ابن حسان.
وقصة خدمة أنس للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلفت من طريق ثابت برقم (13021) ، ومن
طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (11988) .
وصفة كف النبي وطيب ريحه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلفت من طريق ثابت برقم (13317) .
وأسانيدها كلها صحيحة.(21/310)
بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، (1) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي عَيَّاشٍ زَيْدِ بْنِ صَامِتٍ الزُّرَقِيِّ وَهُوَ يُصَلِّي، وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، يَا مَنَّانُ، يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى " (2)
__________
(1) زاد في (م) و (س) و (ق) : "عن عاصم " بين عبد العزيز بن مسلم وإبراهيم بن عبيد، وهذه الزيادة ليست في (ظ 4) ولا في شيء من مصادر التخريج. وهي زيادة أُقحمت قديماَ في بعض نسخ "المسند"، فإن ابن حجر أوردها في هذا الإسناد في "أطرافه " 1/271 في حين أنه أسقطها في "الإتحاف " 1/394 وهو الصواب.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قابل للتحسين، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند غير المصنف، وعبد العزيز بن مسلم- وهو مولى آل رفاعة- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات ".
وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 347 من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/27، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (174) ، والطبراني في "الصغير" (1038) ، والضياء في "المختارة" (1514) من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه الحاكم 1/504 من طريق عياض بن عبد الله الفِهْري، عن إبراهيم ابن عبيد، به.
وانظر ما سلف برقم (12205) .(21/311)
13799 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَنْزِلُ فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، وَإِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ، صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ " (1)
13800 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، (2) حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَتَتَرَّسُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتُرْسٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَنُ الرَّمْيِ، فَكَانَ إِذَا رَمَى أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى مَوَاقِعِ نَبْلِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن غيلان، فمن رجال مسلم. عُقيل: هو ابن خالد.
وأخرجه عبد بن حميد (1165) ، وأبو عوانة 2/352، والدارقطني 1/390 من طريق يحيى بن غيلان، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن قتيبة بن سعيد، عن المفضل برقم (13584) .
(2) كذا هو في (م) وسائر النسخ الخطية و"أطراف المسند" و"إتحاف المهرة": إسحاق بن إبراهيم الطالقاني، وهو خطأ قديم، والصواب: إبراهيم ابن إسحاق الطالقاني أبو إسحاق كما في نسخة في (س) وكتب التراجم، ومسند أبي عوانة، فالاسم مقلوب.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، فقد روى له مسلم في المقدمة وأبو داود والترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه أبو عوانة 4/308-309 من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق=(21/312)
13801 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " (2)
13802 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِضَّةً، فَصُّهُ مِنْهُ " (3)
__________
= الطالقاني، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2902) ، وأبو عوانة 4/309 و310، والبيهقي 9/162 من طرق عن ابن المبارك، به.
وأخرجه أبو عوانة 4/308-309 من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سَمَاعة، عن الأوزاعي، به.
وانظر ما سلف برقم (12024) .
(1) كذا في (م) وسائر النسخ الخطية: إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وقد سلف على الصواب: إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ برقم (13305) . وانظر التعليق على الحديث الذي قبله.
(2) إسناده صحيح. وهو مكرر (13305) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود- وهو الضبي أبو عبد الله الطرسوسي- فقد روى له مسلم وأبو داود والنسائي، وهو ثقة. زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه ابن سعد 1/472، والنسائي 8/174 من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/472، وأبو داود (4217) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 130 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، والترمذي في "السنن " (1740) ، وفي "الشمائل " (89) من طريق حفص بن عمر الطنافسي،=(21/313)
13803 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ مَالِكِ (1) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنِّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يُنْعِشُ لِسَانَهُ حَقًّا يُعْمَلُ بِهِ بَعْدَهُ، إِلَّا أَجْرَى عَلَيْهِ (2) أَجْرَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ وَفَّاهُ اللهُ ثَوَابَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
= كلاهما عن زهير بن معاوية، به.
وأخرجه البخاري (5870) ، والبغوي (3139) ، والنسائي 8/174، وأبو يعلى (3827) ، وابن حبان (6391) من طريق معتمر بن سليمان، والنسائي 8/173-174 و193، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 130 من طريق عاصم ابن بهدلة، كلاهما عن حميد، به. وانظر (11951) .
وفصُّ الخاتم: القطعة الصغيرة التي تركَّب في رأسه.
(1) في (ظ 4) : خالد، وهو تحريف.
(2) في (م) ونسخة في (س) : إلا أجرى الله عليه.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل عبيدِ الله بن موهب- وهو عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب التيمي- ومالكِ بن محمد بن حارثة. عبدُ الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه البيهقي في "الشعب " (8680) من طريق نُعيم بن حماد، و (8681) من طريق الحسن بن عيسى، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن ماجه (205) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أَيُّما داع دعا إلى ضلالةٍ فاتبعَ، فإن له مثلَ أوزار من اتبعه، ولا يَنْقُص من أوزارهم شيئاً، وأيما داع دعا إلى هدىَ، فإنَ له مثلَ أُجور من اتبعه، ولا يَنْقُص من أُجورهم شيئاً". وإسناده ضعيف لضعف سعد بن سنان.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9160) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من=(21/314)
13804 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، رَضِيعِ عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ (1) مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِائَةً، فَيَشْفَعُونَ لَهُ، إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ "، قَالَ سَلَّامٌ: فَحَدَّثْتُ (2) بِهِ شُعَيْبَ بْنَ الْحَبْحَابِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
= دعا إلى هدىَ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاَ، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاَ". وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "ينعش لسانه حقاَ"، قال السندي: في "القاموس ": نَعَشَه الله كمنعه: رفعه، كأنعشه ونعشَه، أي: بالتشديد، فاللفظ يحتمل ثلاثة أوجه، ورَفعُ الحق: إظهاره وتشهيره.
(1) قوله: "من الناس " ليس في (م) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : فحدثنا، والمثبت من (ظ 4) وهامشي (س) و (ف) .
(3) إسناداه- أي: إسناد عائشة وإسناد أنس- صحيحان. عتاب: هو ابن زياد الخراساني، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله ابن زيد الجَرْمي، وعبد الله رضيع عائشة: هو ابن يزيد.
وأخرجه مسلم (947) ، والطبراني في "الأوسط" (6036) ، والبيهقي 4/30 من طريق الحسن بن عيسى، والنسائي 4/75، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (272) من طريق سويد بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بالإسنادين جميعاً.(21/315)
13805 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيمَتَيْنِ لَيْسَ فِيهِمَا خُبْزٌ وَلَا لَحْمٌ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَيُّ شَيْءٍ فِيهِمَا؟ قَالَ: " الْحَيْسُ " (1)
13806 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَاقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدْنًا كَثِيرَةً، وَقَالَ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ "، وَإِنِّي لَعِنْدَ فَخِذِ نَاقَتِهِ الْيُسْرَى (2)
__________
= وسيأتي حديثُ عائشة في مسندها 6/32.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (1488) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (269) . وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وفي الباب عن مالك بن هبيرة، سيأتي 4/79 ولفظه: "ما من مؤمن يموت فيصلَي عليه أُمةٌ من المسلمين بلغوا أن يكونوا ثلاثة صفوف إلا غُفر له " قال: فكان مالك بن هبيرة يتحرَى إذا قَل أهل جنازة أن يجعلهم ثلاثة صفوف.
وعن ميمونة، سيأتي 6/331، ولفظه: "ما من مسلم يُصلي عليه أُمةٌ إلا شُفعوا فيه " وقال أبو المليح: الأمَة: أربعون إلى مئة فصاعداً.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله العمري: وهو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. وانظر (11953) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل يعمر بن بشر: وهو الخراساني، روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات "، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك.
وانظر ما سلف برقم (11958) .(21/316)
13807 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ رَهْبَانِيَّةٌ، وَرَهْبَانِيَّةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف زيدِ العمي- وهو ابن الحَوَاري- وقد أُعِلَّ بالإرسال. سفيان: هو الثوري، وأبو إياس: هو معاوية بن قُرة المُزَني.
وهو في "الجهاد" لابن المبارك (16) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (33) ، وأبو يعلى في "مسنده " (4204) ، وابن عدي في "الكامل " 3/1056 و4/1545، والبيهقي في "الشعب" (4227) .
وأخرجه ابن عدي 3/1056 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن سفيان، وأخرجه ابن أبي شيبة 5/295 عن وكيع، عن سفيان، عن زيد العمي، عن أبي إياس، مرسلاَ.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2309) عن محمد بن فضيل بن غزوان، عن الحجاج بن دينار، عن معاوية بن قرة، مرسلاَ. ورجاله ثقات، فالمرسل أصح من الموصول.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف ضمن حديث برقم (11774) .
وإسناده ضعيف.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7708) . وإسناده ضعيف.
(2) وقع هنا في (م) و (س) : "أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يخضب قط، إنما كان البياض في مقدم لحيته في العنفقة قليلاً، وفي الرأس نبذ يسير لا يكاد يُرى. وقال المثنى: والصدغين.
قال أبي: حدثناه علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله، أخبرنا المثنى، عن قتادة،=(21/317)
13808 - (1)
13809 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَخْضِبْ قَطُّ، إِنَّمَا كَانَ الْبَيَاضُ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ، وَفِي الْعَنْفَقَةِ قَلِيلًا، وَفِي الرَّأْسِ نَبْذٌ يَسِيرٌ، لَا يَكَادُ يُرَى "، وَقَالَ الْمُثَنَّى: " وَالصُّدْغَيْنِ (1) " (2)
13810 - حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى، عَنْ قَتَادَةَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (3)
13811 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ
__________
= فذكر مثله " وهذا خطأ واضطراب، والصواب ما أثبتناه من (ظ 4) و (ق) ، فليس الحديث بهذا اللفظ في "الأطراف " من رواية حميد، وإنما هو فيه من رواية قتادة، وقد سلف الحديث بنحوه من رواية حميد برقم (13078) .
(1) في (م) و (س) : "وقال المثنى: عن قتادة، فذكر مثله " بدل قوله: وقال المثنى: والصدغين.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب- وهو ابن زياد الخراساني- فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 1/432، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/120 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وانظر (13263) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن اسحاق - وهو السلمي مولاهم المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. وانظر ما قبله.(21/318)
يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَيُزَادَ (1) فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "، قَالَ: وَقَالَ السَّالَحِينِيُّ: " يُبَارَكَ لَهُ فِي رِزْقِهِ "، وَقَالَ: " وَالِدَيْهِ " أَيْضًا، وقَالَ يُونُسُ: " وَالِدَيْهِ "، وَقَالَ: " يُزَادَ (2) لَهُ فِي رِزْقِهِ " (3)
13812 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ كَلَامٌ، فَقَالَ خَالِدٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: تَسْتَطِيلُونَ عَلَيْنَا بِأَيَّامٍ سَبَقْتُمُونَا بِهَا، فَبَلَغَنَا أَنَّ ذَلِكَ ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " دَعُوا لِي أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنْفَقْتُمْ مِثْلَ أُحُدٍ - أَوْ مِثْلَ الْجِبَالِ - ذَهَبًا، مَا بَلَغْتُمْ أَعْمَالَهُمْ " (4)
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : يزاد له.
(2) في هامش (س) : في نسخة: يزداد.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ميمون بن سياه، ومَن دونه ثقات.
ويونس المذكور: هو ابن محمد المؤدب شيخ المصنف، وقد سلف الحديث من روايته عن حَزْم برقم (13401) .
وأما السالحيني: فهو يحيى بن إسحاق، ولم نقع على روايته فيما بين أيدينا من مصادر.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك الحرَاني، فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2046) من طريق عبد الله بن أحمد، عن=(21/319)
13813 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الصَّيْقَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجْنَا نَصْرُخُ بِالْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً، وَقَالَ: " لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، وَلَكِنْ سُقْتُ الْهَدْيَ، وَقَرَنْتُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ " (1)
13814 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ:
__________
= أبيه، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده برقم (11079) ، وهو عند مسلم (2541) (222) .
وعن يوسف بن عبد الله بن سلام، سيأتي 6/6.
وعن ابن أبي أوفى عند المصنف في "فضائل الصحابة" (13) ، والبزار (2592- كشف الأستار) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي أسماء الصَّيقل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك الحراني، فمن رجال البخاري. زهير: هو ابن معاوية، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَبيعي.
وسلف برقم (12502) عن أسود بن عامر أو حسن بن موسى، عن زهير ابن معاوية.
ونزيد في تخريجه هنا: "تاريخ واسط " لبحشل ص 65 من طريق الحسن بن موسى، و"الأسامي والكنى" لأبي أحمد الحاكم 1/391-392 من طريق عبد الرحمن بن عمرو الحراني، كلاهما عن زهير بن معاوية، به. واقتصر الحاكم على أوله.(21/320)
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَطِشُّ عَلَيْهِمْ " (1)
13815 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحُدَّانِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِمَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: " افْتَرَضَ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ صَلَوَاتٍ خَمْسًا "، قَالَ: هَلْ قَبْلَهُنَّ أَوْ بَعْدَهُنَّ؟ قَالَ: " افْتَرَضَ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ صَلَوَاتٍ خَمْسًا " قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن أبي الصهباء، روى عنه جمع، وذكره البخاري في "تاريخه " 5/298، وابن أبي حاتم 5/246، فلم يأثرا فيه جرحاَ ولا تعديلاَ، وذكره ابن حبان في "الثقات " 7/85، وفاتَ الحسيني وابن حجر أن يترجما له مع أنه من شرطهما وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه موقوفاَ المصنف في "الزهد" ص 107-108، وأبو يعلى (4041) عن محمد بن أبي بكر المقدَّمي، عن عبد الرحمن بن أبي الصهباء، عن أبي غالب قال: سمعت العلاء بن زياد قال: قلت لأنس: كيف يُبعثُ الناس يوم القيامة؟ قال: يُبعثون والسماءُ تطشُّ عليهم. وذِكْر العلاء بن زياد فيه من المزيد في متصل الأسانيد.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم (2940) ضمن حديث طويل، وفيه: "ثم يرسل الله- أو ينزل الله- مطراَ كانه الطَّل فتنبت منه اجساد الناس ". وسلف برقم (6555) .
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (4935) ، ومسلم (2955) (141) في ما بين النفختين: "ثم ينزل الله من السماء ماءَ فينبتون كما ينبت البقل ".
تطش: من الطَّش، وهو المطر الخفيف.(21/321)
بِالْحَقِّ، لَا أَزِيدُ فِيهِنَّ شَيْئًا، وَلَا أُنْقِصُ مِنْهُنَّ شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ " (1)
13816 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ، عَنْ الْحِجَامَةِ لِلْمُحْرِمِ، فَقَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ " (2)
13817 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَحْمَلَهُ، فَقَالَ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (5067) من طريق أحمد بن عبد الملك الحرَاني، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 1/228-229 عن قتيبة بن سعيد، وأبو يعلى (2939) ، وابن حبان (1447) و (2416) ، والدارقطني 1/229- 230، والحاكم 1/201 من طريق نصر بن علي، كلاهما عن نوح بن قيس، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وانظر ما سلف برقم (12457) .
وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله، سلف ضمن حديث برقم (1390) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله- وهو المديني- فمن رجال البخاري. معتمر: هو ابن سليمان.
وأخرجه ابن خزيمة (2658) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12682) .(21/322)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ " (1)
13818 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَرَ، وَلَمْ أَشُمَّ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
13819 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، أَنَّهُمْ سَأَلُوا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَكَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشَاءَ الْآخِرَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى كَادَ يَذْهَبُ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلُّوا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ "، قَالَ أَنَسٌ: وَكَأَنِّي
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد - وهو أبو الوليد العتكي- وهو ثقة. خالد بن عبد الله: هو ابن عبد الرحمن الطحان الواسطي.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1901) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب " (268) ، وأبو داود (4998) ، والترمذي في "السنن " (1991) ، وفي "الشمائل " (238) ، وأبو يعلى (3776) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 86، والبيهقي 10/248، والبغوي (3605) ، والضياء (1899) و (1900) من طرق عن خالد بن عبد الله، به.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد، وهو ثقة. وهو مكرر (13715) .(21/323)
أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ، وَرَفَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى (1)
13820 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَصَابَنَا مَطَرٌ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَسَرَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: " إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 1/362-363، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 11/57، والبغوي بإثر (376) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1292) ، ومسلم (640) (222) ، والنسائي 8/194، وأبو يعلى (3313) ، وأبو عوانة 1/362-363، وابن حبان (1537) و (1750) ، والبيهقي 1/375 من طرق عن حماد بن سلمة، به- واقتصر النسائي على قصة الخاتم.
وأخرج مسلم (2095) (63) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان خاتم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه. وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى.
وقد سلف الحديث من طريق حميد برقم (12880) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن سليمان، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/743، وأبو عوانة كما في "الإتحاف " 1/447 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12365) .(21/324)
13821 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ أَصْحَابُهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَصَلَّى بِهِمْ فَخَفَّفَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ فَأَطَالَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَصَلَّى بِهِمْ (1) فَخَفَّفَ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالُوا: جِئْنَاكَ الْبَارِحَةَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَصَلَّيْتَ بِنَا فَخَفَّفْتَ، ثُمَّ دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَأَطَلْتَ، فَقَالَ: " إِنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِكُمْ "، قَالَ حَمَّادٌ، وَكَانَ حَدَّثَنَا هَذَا الْحَدِيثَ ثَابِتٌ، عَنْ ثُمَامَةَ، فَلَقِيتُ ثُمَامَةَ فَسَأَلْتُهُ (2)
13822 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا - يَعْنِي - فَلْيُصَلِّهَا "، (3) قَالَ (4) : فَلَقِيتُ حَجَّاجًا الْأَحْوَلَ فَحَدَّثَنِي بِهِ (5)
__________
(1) قوله: "فصلى بهم " ليس في (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثمامة: هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك. وانظر (12570) .
(3) زاد في (س) : إذا ذكر.
(4) القائل: هو يزيد بن زريع.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج الأحول: هو ابن حجاج الباهلي.(21/325)
13823 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَحَمَّادٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَى الْمَرِيضِ قَالَ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، اشْفِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا "، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: " لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا " (1)
13824 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ "، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: قَالَ: " وَلَكِنِ الْمُبَشِّرَاتُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: " رُؤْيَا الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ
__________
= وأخرجه ابن ماجه (695) ، والنسائي 1/293، وأبو يعلى (3065) ، وابن خزيمة (991) ، وأبو عوانة 1/385 من طرق عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وانظر (11972) .
(1) إسناده من جهة حميد صحيح على شرط مسلم، ومن جهة حماد - وهو ابن أبي سليمان- حسن لأجله.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1042) ، وأبو يعلى (3873) ، والبغوي (1413) من طريق عفان، بهذا الإسناد- ولم يذكر فيه أبو يعلى والبغوي حمادَ بن أبي سليمان.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (543) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن حميد وحماد، به.
وانظر ما سلف برقم (12532) .(21/326)
أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ " (1)
13825 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا، وَكَأَنَّ ظُبَةَ سَيْفِي انْكَسَرَتْ، فَأَوَّلْتُ أَنِّي أَقْتُلُ صَاحِبَ الْكَتِيبَةِ (2) . . . . " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المختار بن فلفل، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي (2272) ، والحاكم 4/391 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل.
وقد سقط من مطبوع "مستدرك الحاكم " أول السند وهو: "حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن بكر العدل، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا عفان ابن مسلم " ويستدرك من "إتحاف المهرة" 2/329- 330.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/53 عن عبد الله بن إدريس، عن المختار بن فلفل، به.
وانظر ما سلف برقم (12037) .
(2) بعد هذا في (ظ 4) : كذا في كتاب الشيخ بياض، وفي (م) بعد قوله "الكتيبة": "وأن رجلاَ من أهل بيتي يقتل "، وفي (س) و (ق) : "وأول رجل من أهل بيتي يقتل فأَوَّلْتُ "، وكتب في هامش (ق) : بياض في الأصل، كذا في كتاب ابن الإمام بياض. ونُرَجحُ ما في (ظ 4) فهو الموافق لما قاله عفان فيما رواه عنه ابن أبي شيبة 11/69 فقد ذكر عنه أنه قال: كان بعد هذا شيء لم أَدْرِ ما هو.
(3) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/69 عن عفان، بهذا الإسناد. =(21/327)
13826 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: " يَا خَالُ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، قَالَ: خَالٌ أَمْ عَمٌّ؟ قَالَ: " بَلْ خَالٌ "، قَالَ: وَخَيْرٌ لِي أَنْ أَقُولَهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
13827 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ قُرَيْشًا صَالَحُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِمْ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: " اكْتُبْ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "، فَقَالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَلَا نَدْرِي مَا بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَلَكِنْ اكْتُبْ مَا نَعْرِفُ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ، فَقَالَ: " اكْتُبْ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ "، قَالَ: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَاتَّبَعْنَاكَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ اسْمَكَ، وَاسْمَ أَبِيكَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= وأخرجه البزار (2131- كشف الأستار) ، والحاكم 3/198 من طريق عبد الواحد بن غياث، عن حماد بن سلمة، به. ولفظه: "رأيت فيما يرى النائم كأن ظبة سيفي انكسرت، وكأني مردف كبشاً، فأولت أن ظبة سيفي قَتْل رجل من قومي، وأني مردف كبشاً أني أقتلُ كبش القوم " فقَتَلَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلحة ابن أبي طلحة، كان صاحب لواء المشركين، وقُتل حمزة بن عبد المطلب.
واللفظ للبزار.
قوله: "ظُبَةُ سيفي "، أي: حدُّ سيفي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (3512) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1639) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12543) .(21/328)
اكْتُبْ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ "، وَاشْتَرَطُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَنْ جَاءَ مِنْكُمْ لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكُمْ، وَمَنْ جَاءَ مِنَّا رَدَدْتُمُوهُ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَكْتُبُ هَذَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيْهِمْ فَأَبْعَدَهُ اللهُ " (1)
13828 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَا يَبْلُغُ عَمَلَهُمْ، قَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/439، ومسلم (1784) ، وأبو عوانة 4/241 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد- وفي آخره عندهم: "ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فَرَجاَ ومَخرجاَ".
وأخرجه أبو يعلى (3323) ، وابن حبان (4870) ، والبيهقي 9/226-227 من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، به- وعندهم: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعلي: "اكتب: هذا ما صالَحَ عليه محمدٌ رسول الله ". وزادوا في آخره: "ومَن أتانا منهم فرددْناه عليهم، جعل الله له فَرَجاً ومخرجاً".
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3187) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة عفان، أما متابعه أبو كامل - وهو مظفَر بن مُدْرِك البغدادي- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة.
وسلف عن أبي كامل وحده برقم (12625) .(21/329)
13829 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْخَشْفَةُ؟ فَقِيلَ الرُّمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ " (1)
13830 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ (2) أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ "، وَقَالَ: " مَا نَفَضْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَيْدِي حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا " (3)
13831 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ (4) خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَصَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَاتَ بِهَا حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد 8/430، وأبو يعلى (3505) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد- وقرن ابن سعد بعفان بن مسلم سليمانَ بنَ حرب. وانظر (13514) .
(2) لفظة "المدينة" سقطت من (م) .
(3) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر ابن سليمان- وهو الضُّبَعي- فمن رجال مسلم. وانظر (12234) .
(4) لفظة "بن " تحرفت في (م) إلى: حدثنا.(21/330)
صَلَّى الصُّبْحَ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَلَمَّا انْبَعَثَتْ بِهِ سَبَّحَ وَكَبَّرَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ الْبَيْدَاءَ، ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحِلُّوا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَنَحَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ بَدَنَاتٍ بِيَدِهِ قِيَامًا، وَضَحَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ (1) بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ " (2)
__________
(1) لفظة "بالمدينة" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه البخاري (1551) و (1712) و (1714) ، وأبو داود (1796) ، والطحاوي 1/418، والبيهقي 5/9 و9/279، والبغوي (1879) من طرق عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد- والحديث عند بعضهم مختصر.
وأخرجه مختصراً بقصة قصر الصلاة أبو عوانة 2/347 من طريق عبد الوهاب الثقفي، وفي الحج كما في "الإتحاف " 2/75 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، به- وزاد في الحج قصة الجمع في التلبية بين الحج والعمرة.
وأخرج قصة النحر والأضحية أبو داود (2793) ، وأبو عوانة 5/192 من طريق موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، به.
وأخرج قصة النحر فقط ابن خزيمة (2794) من طريق أحمد بن إسحاق، عن وهيب بن خالد، به.
وأخرج قصة الأضحية فقط البخاري (5554) ، وأبو يعلى (2806) و (2807) ، والبيهقي 9/272-273 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني، به.
وقد سلف مختصراً بقصة قصر الصلاة برقم (12083) عن سفيان بن عيينة، عن أيوب. ومختصراَ بقصة الجمع في التلبية بين الحج والعمرة برقم (12678) من طريق معمر بن راشد، عن أيوب.
ولقصة إحلال المُحْرمين انظر ما سلف برقم (12450) .(21/331)
13832 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ لِلْعِشَاءِ الْآخِرَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِي حَاجَةٌ، فَقَامَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَعَسَ الْقَوْمُ، أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَذْكُرْ وُضُوءًا " (1)
13833 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (2)
13834 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: " فِي النَّارِ "، قَالَ: فَلَمَّا قَفَّا دَعَاهُ، فَقَالَ: " إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ " (3)
__________
= ولقصة الأضحية انظر ما سلف برقم (11960) .
قوله: "ثم جمع بينهما"، أي: جمع بين الحج والعمرة في التلبية.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (12633) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (148) ، وأبو يعلى (3526) ، وأبو عوانة 1/101، وابن حبان (6849) ، وابن منده في "الإيمان " (447) ، والبغوي (4283) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12660) .
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم، وسلف الكلام عليه برقم (12192) .
وأخرجه مسلم (203) ، وأبو يعلى (3516) ، وأبو عوانة 1/99، وابن حبان (578) ، وابن منده في "الإيمان " (926) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/190، وفي "دلائل النبوة" 1/151 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. =(21/332)
13835 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ جَالِسًا، وَعِنْدَهُ ابْنَةٌ لَهُ، فَقَالَ أَنَسٌ: " جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَلْ لَكَ فِيَّ حَاجَةٌ؟ " فَقَالَتْ ابْنَتُهُ: مَا كَانَ أَقَلَّ حَيَاءَهَا، فَقَالَ: " هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ، رَغِبَتْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا " (1)
13836 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "، (2)
13837 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ "،
__________
= قَفَى، قال في "النهاية" 4/94: أي: ذهب مُوَلياَ، وكأنه من القفا، أي: أعطاه قفاه وظهره.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ومرحوم: هو ابن عبد العزيز العطَار.
وأخرجه البخاري (5120) و (6123) ، وابن ماجه (2001) ، والنسائي في "المجتبى" 6/78-79 و79، وفي "الكبرى" (11413) ، وأبو يعلى (3483) من طرق عن مرحوم بن عبد العزيز العطار، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/246، والبغوي (4171) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (13190) .(21/333)
فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
13838 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَوُوا، اسْتَوُوا، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي، كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ " (2)
13839 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا يُصِيبُهُمْ سَفْعٌ - قَالَ بَهْزٌ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ - يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ "، (3) قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: " عُوقِبُوا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وهو مكرر (13631) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (14053) .
وأخرجه أبو يعلى (3514) ، والبغوي (808) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 2/91، وأبو يعلى (3291) ، وأبو عوانة 2/39، وأبونعيم في "دلائل النبوة" (353) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقرنوا - عدا النسائي- بثابتٍ حميداً.
وسلف من طريق ثابت برقم (12646) ، ومن طريق حميد برقم (12011) .
(3) في (م) ونسخة في هامش (س) : الجهنميين.(21/334)
بِذُنُوبٍ أَصَابُوهَا "، قَالَ هَمَّامٌ: " لَا أَدْرِي فِي الرِّوَايَةِ هُوَ، أَوْ كَانَ يَقُولُهُ قَتَادَةُ؟ " (1)
13840 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسًا، أَخْبَرَهُ، أَنَّ جَارِيَةً وُجِدَ رَأْسُهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ بِكِ هَذَا؟ أَفُلَانٌ؟ أَفُلَانٌ؟ حَتَّى سَمَّوْا الْيَهُودِيَّ، فَأَوْمَأَتْ بِرَأْسِهَا، قَالَ: فَأُخِذَ الْيَهُودِيُّ، فَجِيءَ بِهِ، فَاعْتَرَفَ، " فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُضَّ رَأْسُهُ بِالْحِجَارَةِ " (2)
13841 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
قلنا: قد وقعت هذه الزيادة، وهي قوله: "عوقبوا بذنوب أصابوها" مرفوعةَ في حديث قتادة وثابت عن أنس السالف برقم (12662) .
وانظر (12361) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه الدارمي (2355) ، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 2/178، والبيهقي 8/62 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة من طريق أبي داود الطيالسي وعمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، به.
وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق يزيد بن زريع، عن شعبة، عن قتادة، به.
وانظر (12741) .(21/335)
عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُهُ مَنْكِبَيْهِ "، قَالَ بَهْزٌ: إِنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعَرًا يَضْرِبُ (1) مَنْكِبَيْهِ (2)
13842 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا مَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا مَا سَجَدْتُمْ " (3)
13843 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ، بَعَثَتْ مَعَهُ بِقِنَاعٍ فِيهِ رُطَبٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَقَبَضَ قَبْضَةً، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ - وَذَكَرَهُ إِمَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - ثُمَّ أَكَلَ أَكْلَ رَجُلٍ يُعْرَفُ أَنَّهُ يَشْتَهِيهِ " (4)
13844 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ (5) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ: " أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: فَأَرَمَّ الْقَوْمُ،
__________
(1) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : يضرب بين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف من طريق بهز مقروناً بوكيع برقم (12175) ، ومن طريق عفان برقم (13564) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6644) من طريق حَبان بن هلال، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر (12148) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12267) .
(5) في (م) : إلى النبي، وهو خطأ.(21/336)
قَالَ: فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا قُلْتُهَا، وَمَا أَرَدْتُ بِهَا إِلَّا الْخَيْرَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدِ ابْتَدَرَهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا، فَمَا دَرَوْا كَيْفَ يَكْتُبُونَهَا حَتَّى سَأَلُوا رَبَّهُمْ، فَقَالَ: اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي " (1)
13845 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ بَهْزٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ نَعْلُهُ لَهَا قِبَالَانِ " (2)
13846 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا بَزَقَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْزُقْ عَنْ شِمَالِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى " (3)
13847 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ وَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لِي "،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه أبو يعلى (3100) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.
وقد سلف مكرراَ من طريق بهز وحده برقم (12988) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف مكرراَ عن عفان وحده برقم (13568) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13567) .(21/337)
قَالَ: " قَالَ لَعُمَرَ "، قَالَ: " ثُمَّ سِرْتُ سَاعَةً، فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ خَيْرٍ مِنَ الْقَصْرِ الْأَوَّلِ "، قَالَ: " فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ وَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لِي " قَالَ: " قَالَ: لِعُمَرَ، وَإِنَّ فِيهِ لَمِنَ الْحُورِ الْعِينِ، يَا أَبَا حَفْصٍ، وَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَدْخُلَهُ إِلَّا غَيْرَتُكَ "، قَالَ: فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا عُمَرَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا عَلَيْكَ فَلَمْ أَكُنْ لِأَغَارَ (1)
13848 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةٌ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ (2) نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، وَلَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ "، قَالَ بَهْزٌ: قَالَ هَمَّامٌ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَزَادَ مَعَ هَذَا الْكَلَامِ {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (679) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " 1/259 من طريق محمد بن سنان العَوَقي، عن همام، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/259 من طريق مِسْعر، عن قتادة، به.
وانظر ما سلف برقم (12046) .
(2) في (م) و (س) : كل من.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وبهز: هو ابن أسد العَمًي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه أبو عوانة 2/252، والبغوي في "شرح السنة" (394) ، وفي "تفسيره" 3/214 من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.(21/338)
13849 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1) ، قَالَ عَفَّانُ: فَسَأَلْتُ حَمَّادًا، فَحَدَّثَنِي بِهِ، وَذَهَبَ فِي جُذَاذِهِ (2)
__________
= وأخرجه البخاري (597) ، ومسلم (684) (314) ، وأبو داود (442) ، وأبو يعلى (2856) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (451) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/466، وأبو عوانة 1/385 و2/252، وابن خزيمة (993) ، وابن حبان (2648) ، والبيهقي 2/218 و330 و456، والبغوي في "شرح السنة" (394) من طرق عن همام، به.
وانظر (11972) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/56، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/330، والبغوي (3286) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد- واقتصر ابن أبي شيبة على قوله: "إن الشيطان لا يتمثل بي ".
وأخرجه البخاري (6994) ، والترمذي في "الشمائل " (394) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 1/545 من طريق معلى بن أسد، وأبو يعلى (3285) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، كلاهما عن عبد العزيز بن المختار، به.
والشطر الثاني من الحديث سلف من طريق شعبة، عن ثابت برقم (12931) .
ويشهد للشطر الأول منه حديث ابن عباس السالف برقم (2525) .
(2) قوله: جذاذه، كذا وقع في (ظ 4) ، والجُذَاذ: فصل الشيء عن الشيء وقطعه عنه، والمعنى: أنه جعل هذا الحديث حديثين. وفي (م) ونسخة في (س) : حزاره، من الحَزْر، وهو تصحيف، وفي (ق) : حزازه، والحِزاز:=(21/339)
13850 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ؟ وَعِنْدَهُ غُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ، فَقَالَ: " إِنْ يَعِشْ هَذَا، فَعَسَى أَنْ لَا يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " (1)
13851 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤَ، وَكَانَ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ، وَمَا مَسِسْتُ دِيبَاجًا (2) قَطُّ وَلَا حَرِيرًا، وَلَا شَيْئًا قَطُّ، أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ، مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِنْ رِيحِهِ " (3)
13852 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، قَالَ: " عَلَى (4) الْفِطْرَةِ "، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ
__________
= الاستقصاء، أي: أنه ذكر الحديث بتمامه. وحماد: هو ابن سلمة، وهو رواية ثابت.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "الإتحاف" 1/512 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (13386) .
(2) في (ظ 4) ونسخة في (س) : ديباجة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (13317) .
(4) لفظة"على"ليست في (ظ 4) .(21/340)
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ: " خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ " (1)
13853 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رُقَيَّةَ لَمَّا مَاتَتْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أَهْلَهُ اللَّيْلَةَ " (2)
13854 - حَدَّثَنَا عَفَّانٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ أُنَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ، فِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَدَارَسُونَ (3) بِاللَّيْلِ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ، وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ وَالْفُقَرَاءِ، فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَعَرَّضُوا (4) لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْمَكَانَ، فَقَالُوا: اللهُمَّ أَبْلِغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ، فَرَضِينَا عَنْكَ، وَرَضِيتَ عَنَّا،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12351) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البخاري في " التاريخ الأوسط " 1/44، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 3/163، والحاكم 4/47 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم. وانظر (13398) .
(3) في (م) : ويتدارسونه.
(4) في الأصول و (م) : فتفرقوا، والتصويب من مسند أبي عوانة، وفي مسلم وابن سعد: فبعثهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم، فعرضوا لهم.(21/341)
قَالَ: فَأَتَى رَجُلٌ حَرَامًا خَالَ أَنَسٍ مِنْ خَلْفِهِ، فَطَعَنَهُ بِرُمْحِهِ حَتَّى أَنْفَذَهُ، فَقَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " إِنَّ إِخْوَانَكُمُ الَّذِينَ قُتِلُوا قَالُوا لِرَبِّهِمْ: بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ، فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا " (1)
13855 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، فَيَبْقَى مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَبْقَى، ثُمَّ يُنْشِئُ اللهُ لَهَا خَلْقًا مِمَّا يَشَاءُ " (2)
13856 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد 3/514-515، ومسلم ص 1511 (147) ، وأبو عوانة 5/41-42 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/42-43 من طريق أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، به.
وانظر (12402) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (2848) (39) ، وأبو يعلى (3524) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12541) .(21/342)
خُلُقًا " (1)
13857 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ " (2)
13858 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، أَنَّ أَنَسًا، سُئِلَ عَنْ شَعَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا رَأَيْتُ شَعْرًا أَشْبَهَ بِشَعْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَعَرِ قَتَادَةَ، فَفَرِحَ يَوْمَئِذٍ قَتَادَةُ " (3)
13859 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْتَمِعْ لَهُ غَدَاءٌ، وَلَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وعبد الوارث: هو ابن سعيد بن ذكوان العَنْبري، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/390 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2310) (55) عن شيبان بن فروخ وأبي الربيع الزهراني، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، به.
وسلف برقم (13209) عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه في أول حديث فيه قصة أبي عمير وصلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على البساط.
وأخرجه في أول حديث آخر مسلم (2310) (54) ، وأبو داود (4773) من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13612) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (13238) .(21/343)
عَشَاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ، إِلَّا عَلَى ضَفَفٍ " (1)
13860 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ يَهُودِيًّا دَعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خُبْزِ شَعِيرٍ، وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، فَأَجَابَهُ " وَقَدْ قَالَ أَبَانُ أَيْضًا: أَنَّ خَيَّاطًا (2)
13861 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان ابن يزيد العطار، فقد روى له البخاري تعليقاً، واحتج به مسلم.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل " (138) ، وأبو يعلى (3108) ، وابن حبان (6359) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 1/404، والبيهقي في "الشعب " (1462) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 278 من طريق عبد الوارث بن
سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به- دون قوله: من خبز ولحم.
وأخرجه المصنف في "الزهد" ص 9، وأبو عبيد في "غريب الحديث " 1/346 من طريق مالك بن دينار، عن الحسن، مرسلاً. ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يشبع من الخبز واللحم إلا على ضفف.
والضَّفَف- بضادٍ وفاءَين- قال ابن الأثير فى "النهاية": الضيق والشّدة، أي: لم يشبع منهما إلا عن ضيق وقلّة.
وقيل: إن الضَفَف اجتماعُ الناس، يقال: ضفَ القومُ على الماء يضفُون ضفاً وضَفَفاً، أي: لم يأكل خبزاً ولحماً وحده، ولكن يأكل مع الناس.
وقيل: الضفف أن تكون الأكلَةُ أكثَرَ من مقدار الطعام، والخَفَفُ أن تكون بمقداره.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (13201) .
وقوله: "إهالة سنخة" سلف تفسيره عند الحديث (12861) .(21/344)
قَالَ أَنَسٌ: " مَا أَعْرِفُ فِيكُمُ الْيَوْمَ شَيْئًا كُنْتُ أَعْهَدُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ قَوْلَكُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: " قَدْ صَلَّيْتُمْ (1) حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ، أَفَكَانَتْ تِلْكَ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " قَالَ: فَقَالَ: " عَلَى أَنِّي لَمْ أَرَ زَمَانًا خَيْرًا لِعَامِلٍ مِنْ زَمَانِكُمْ هَذَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ زَمَانًا مَعَ نَبِيٍّ " (2)
13862 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنِّي لَرَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: وَأَبُو طَلْحَةَ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَإِنِّي لَأَرَى (3) قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَمْهَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَرَجَ أَهْلُ الزَّرْعِ إِلَى زُرُوعِهِمْ، (4) وَأَهْلُ الْمَوَاشِي إِلَى مَوَاشِيهِمْ، قَالَ:
__________
(1) في (م) : قد صليتَ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً ومقروناً.
وأخرجه أبو يعلى (3330) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات " (3195) ، والضياء في "المختارة" (1723) من طريق هدبة بن خالد، وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1512) ، ومن طريقه الضياء (1724) ، كلاهما (هدبة وابن المبارك) عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (11977) .
وقوله: "ليس قولَكم ": "ليس " هنا حرف استثناء بمنزلة "إلا"، وما بعدها منصوب على الاستثناء.
(3) في (ظ 4) : وإني أرى.
(4) في (ظ 4) : زرعهم.(21/345)
كَبَّرَ ثُمَّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} [الصافات: 177] " (1)
13863 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَآخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: أَيْ أَخِي، أَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالًا، فَانْظُرْ شَطْرَ مَالِي، فَخُذْهُ، وَتَحْتِي امْرَأَتَانِ، فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ حَتَّى أُطَلِّقَهَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، فَدَلُّوهُ عَلَى السُّوقِ، فَذَهَبَ فَاشْتَرَى وَبَاعَ وَرَبِحَ، فَجَاءَ بِشَيْءٍ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَلْبَثَ، فَجَاءَ وَعَلَيْهِ رَدْعُ زَعْفَرَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَهْيَمْ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، فَقَالَ: " مَا أَصْدَقْتَهَا؟ " قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: " أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ "، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَلَوْ رَفَعْتُ حَجَرًا لَرَجَوْتُ أَنْ أُصِيبَ ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وسلف في أول حديث طويل برقم (13575) من طريق حماد عن ثابت.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد 3/126 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1333) عن أحمد بن إسحاق الحضرمي،=(21/346)
13864 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ "، قَالَ: " فَجَازَ ذَلِكَ " (1)
13865 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَأَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ " قَالَ: فُزِّعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً، قَالَ: فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ سَبَقَهُمْ، وَهُوَ يَقُولُ: " لَمْ تُرَاعُوا؟ " قَالَ: وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ، عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِلنَّاسِ: " لَمْ تُرَاعُوا؟ "
__________
= وأبو داود (2109) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به - ورواية أبي داود مختصرة بنحوه.
وانظر (12685) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 7/237 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1978) ، وأخرجه أيضاً البخاري (5148) عن سليمان ابن حرب، كلاهما (الطيالسي وسليمان) عن شعبة، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه " (612) ، وابن سعد 3/125، وابن أبي شيبة 4/187 و14/184، ومسلم (1427) (80) ، وأبو يعلى (3205) ، والطبراني في "الأوسط " (3304) ، والبيهقي 7/37 من طرق عن قتادة، به - ولفظه عند ابن سعد بنحو لفظ الحديث السابق.
وسيأتي بالأرقام (13902) و (13903) و (13904) و (13962) .
وانظر ما سلف برقم (12685) .(21/347)
قَالَ: وَقَالَ: " إِنَّا وَجَدْنَاهُ بَحْرًا "، أَوْ " إِنَّهُ لَبَحْرٌ " يَعْنِي الْفَرَسَ (1)
13866 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، وَثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْنِ لَهُ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَذَرَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِهِ نَفْسَهُ، فَلْيَرْكَبْ " (2)
13867 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَ الْمَالُ أَقْحَطْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلَكَ الْمَالُ فَاسْتَسْقِ لَنَا، فَقَامَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَاسْتَسْقَى - وَوَصَفَ حَمَّادٌ: بَسْطَ يَدَيْهِ حِيَالَ صَدْرِهِ، وَبَطْنُ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ - وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، فَمَا انْصَرَفَ حَتَّى أَهَمَّتِ الشَّابَّ الْقَوِيَّ نَفْسُهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَمُطِرْنَا إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَ الْبُنْيَانُ، وَانْقَطَعَ الرُّكْبَانُ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَكْشِطَهَا عَنَّا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا "، فَانْجَابَتْ حَتَّى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/455-456 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12494) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد، وهو إذا أطلق في حديث عفان فالمراد به ابن سلمة، وهو من رجال مسلم.
وانظر (12038) و (12039) .(21/348)
كَانَتِ الْمَدِينَةُ كَأَنَّهَا فِي إِكْلِيلٍ (1)
13868 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أُخْبِرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ بِقُدُومِهِ وَهُوَ فِي نَخْلِهِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيٌّ، فَإِنْ أَخْبَرْتَنِي بِهَا آمَنْتُ بِكَ، وَإِنْ لَمْ تَعْلَمْهُنَّ عَرَفْتُ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ، قَالَ: فَسَأَلَهُ عَنِ الشَّبَهِ، وَعَنْ أَوَّلِ (2) شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَعَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاسَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا "، قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ قَالَ: " أَمَّا الشَّبَهُ: إِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ ذَهَبَ بِالشَّبَهِ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ ذَهَبَتْ بِالشَّبَهِ، وَأَمَّا أَوَّلُ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا أَوَّلُ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاسَ فَنَارٌ تَخْرُجُ (3) مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَتَحْشُرُهُمْ إِلَى الْمَغْرِبِ "، فَآمَنَ، وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ وَإِنَّهُمْ إِنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (3509) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (13016) .
قوله: "فانجابت ... الخ "، أي: انجمعت السُحُب، وتَقَبَّضَ بعضُها إلى بعضِ، وانكشفت عن المدينة. قاله ابن الأثير في "النهاية".
(2) في (ظ 4) و (س) : وأول.
(3) لفظة "تخرج " ليست في (ظ 4) .(21/349)
سَمِعُوا بِإِسْلَامِي بَهَتُونِي (1) ، فَأَخْبِئْنِي عِنْدَكَ، وَابْعَثْ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي، فَخَبَّأَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ فَجَاءُوا، فَقَالَ: " أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: هُوَ خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَعَالِمُنَا وَابْنُ عَالِمِنَا، فَقَالَ: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ، تُسْلِمُونَ؟ " فَقَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ فَأَخْبِرْهُمْ، فَخَرَجَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، (2) وَجَاهِلُنَا وَابْنُ جَاهِلِنَا، فَقَالَ ابْنُ سَلَامٍ: قَدْ أَخْبَرْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ (3)
13869 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنْ فَارِسِيًّا كَانَ جَارًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : يبهتوني.
(2) في (م) و (س) و (ق) : أشرنا وابن أشرنا.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه أبو يعلى (3414) عن إبراهيم بن الحجاج، وابن حبان (7423) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (247) من طريق شيبان بن فرُّوخ، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2050) و (2051) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 6/252 عن حماد بن سلمة، عن ثابت وحده، به- واقتصر على قصة الأوائل.
وأخرجه أيضاً مختصراً أبو يعلى (3782) من طريق أبي خالد الأحمر، عن حميد وحده، به- واقتصر على قصة أول أشراط الساعة.
وسلف بطوله عن حميد وحده برقم (12057) .(21/350)
مَرَقَتُهُ أَطْيَبَ شَيْءٍ رِيحًا، فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ هَكَذَا - وَصَفَ حَمَّادٌ بِيَدِهِ أَيْ تَعَالَ - فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ: وَعَائِشَةُ مَعِي، يُومِئُ إِيمَاءً، فَقَالَ الرَّجُلُ بِيَدِهِ: هَكَذَا - وَوَصَفَ حَمَّادٌ أَيْ: لَا - قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَكَذَا "، أَيْ: لَا، قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ أَنْ تَعَالَ، قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، يَقُولُ: ذَا كَذَا وَذَا كَذَا (1) - وَوَصَفَ حَمَّادٌ ذَا، أَيْ لَا - وَيَقُولُ ذَا، أَيْ: لَا، فَقَالَ: هَكَذَا أَيْ قُومَا، فَذَهَبَا (2)
13870 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ، كَانَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ حِنْدِسٍ، فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا، فَجَعَلَا يَمْشِيَانِ فِي ضَوْئِهَا، فَلَمَّا تَفَرَّقَا، أَضَاءَتْ عَصَا الْآخَرِ "، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا: فَلَمَّا تَفَرَّقَا أَضَاءَتْ عَصَا ذَا وَعَصَا ذَا (3)
13871 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
__________
(1) في (م) و (ق) : يقول كذا ويقول كذا، والمثبت من (ظ 4) و (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12243) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد 3/606، والحاكم 3/288 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق " 4/79 من طريق عبيد الله بن محمد العَيْشي، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (12404) .(21/351)
ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ حَارِثَةَ ابْنَ الرُّبَيِّعِ جَاءَ يَوْمَ بَدْرٍ نَظَّارًا، وَكَانَ غُلَامًا، فَجَاءَ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَوَقَعَ فِي ثُغْرَةِ نَحْرِهِ، فَقَتَلَهُ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ الرُّبَيِّعُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَسَأَصْبِرُ، وَإِلَّا فَسَيَرَى اللهُ مَا أَصْنَعُ، قَالَ: فَقَالَ: " يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى " (1)
13872 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ: إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ (2) ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي (3) ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ (4) بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " (5)
13873 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (223) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12252) .
(2) في (م) :إليه.
(3) لفظة "مِني " ليست في (ظ 4) .
(4) لفظة "منه " ليست في (ظ 4) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وقد سلف الحديث عن محمد بن جعفر وحده برقم (12319) ، وعن حجاج وحده برقم (12287) .(21/352)
حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَقَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ أُنْزِلَ أَمْ كَانَ يَقُولُهُ: " لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ - وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " (1)
13874 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ - أَوْ لِجَارِهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ "، وَلَمْ يَشُكَّ حَجَّاجٌ: " حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " (2)
13875 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَحَتَّى يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (12803) ، وعن حجاج بن محمد برقم (12804) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12801) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقوله: "وحتى يحب المرء لا يحبه إلا لله " لم يروه عن شعبة في هذا=(21/353)
13876 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا (1) قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، وَيُسَمِّي وَيُكَبِّرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، رَأَيْتُهُ يَذْبَحُهَا بِيَدِهِ، وَاضِعًا قَدَمَهُ - يَعْنِي - عَلَى صَفْحَتِهِمَا "، (2)
13877 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (3)
13878 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ،
__________
= الحديث غير روح بن عبادة، وهو قطعة من حديث سلف برقم (12765) من رواية شعبة عن قتادة.
وأخرج حديث روح بن عبادة دون هذا الحرف أبو عوانة 1/33.
(1) في (م) و (ق) : عن.
(2) أسانيده صحيحة على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وسلف برقم (12894) عن محمد بن جعفر مقروناً بوكيع، وبرقم (13681) عن محمد بن جعفر وحده.
وسلف برقم (12147) عن يحيى بن سعيد وحده.
وانظر ما بعده.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسلف الحديث عن يحيى بن سعيد وحده برقم (12147) ، وعنه مقرونا بغيره برقم (13876) ، وعن وكيع مختصراً برقم (12183) .(21/354)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسٌ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
13879 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ " (2)
13880 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَجَلَدَهُ نَحْوَ الْأَرْبَعِينَ، وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ "، " فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ اسْتَشَارَ النَّاسَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَخَفُّ الْحُدُودِ ثَمَانُونَ، (3) فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ "، وَقَالَ حَجَّاجٌ: ثَمَانُونَ وَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (11960) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12802) .
(3) في (م) وحدها: ثمانون، وهو خطأ، فإن المصنف سيشير لاحقاً إلى وقوعها مرفوعة في رواية حجاج وحده.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12805) .
قوله: "أخف الحدود ثمانين "، قال الحافظ في "الفتح " 12/64: قال ابن دقيق العيد: فيه حذف عامل النصب، والتقدير: اجعَلْه، وتعقبه الفاكهي فقال: هذا بعيد أو باطِل، وكأنه صَدَر عن غير تأمُل لقواعد العربية ولا لمراد المتكلم، إذ لا يجوز: أَجوَدَ الناس الزيدَين، على تقدير: اجعلهم، لأن=(21/355)
13881 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَالْحَجَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْنَا، فَكَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ: " قُولُوا وَعَلَيْكُمْ " (1) ، وقَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: " لَمْ أَسْأَلْ قَتَادَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، هَلْ سَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ؟ "
13882 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعَهُ (2) مِنْهُ؟: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ
__________
= مراد عبد الرحمن الإخبار بأخف الحدود لا الأمر بذلك، فالذي يظهر أن راوي النصب وَهِمَ، واحتمال توهيمه أَوْلى من ارتكاب ما لا يجوز لفظاَ ولا معنى.
ورَدَ عليه تلميذه ابن مرزوق بأن عبد الرحمن مستشارٌ، والمستشارُ مسؤول، والمستشير سائل، ولا يَبعُد أن يكون المستشارُ آمراً. قال: والمثال الذي مَثَل به غير مطابقِ.
قلت (القائل ابن حجر) : بل هو مطابق لما ادّعاه أن عبد الرحمن قَصَدَ الإخبارَ فقط، والحق أنه أَخبَرَ برأيه مستنداَ إلى القياس، وأقربُ التقادير: أخفَّ الحدود أجدُه ثمانين، أو أجِدُ أخفَ الحدود ثمانين، فنصبهما.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12141) .
(2) في (م) والنسخ الخطية: سمعته، والصواب ما أثبتناه وهو مما سلف برقم (12806) .(21/356)
السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَفْشُوَ الزِّنَا، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ، وَتبْقَى النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ (1) وَاحِدٌ " (2)
13883 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وتَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ قَيِّمَ خَمْسِينَ امْرَأَةً رَجُلٌ وَاحِدٌ " (3)
13884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: - قَالَ حَجَّاجٌ: حِينَ أُنْزِلَتْ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] ، وَقَالَا جَمِيعًا: - " إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] "، قَالَ: وَقَدْ سَمَّانِي؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَبَكَى (4)
__________
(1) لفظة "قيم " ليست في (م) و (س) ، وهي من (ظ 4) و (ق) ونسخة على هامش (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12806) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (11944) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11691) ، وأبو يعلى (3246) من طريق حجاج بن محمد وحده، بهذا الإسناد.
وسلف عن محمد بن جعفر برقم (12320) .(21/357)
13885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رُخِّصَ - أَوْ رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا " (1)
13886 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " رُخِّصَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، ولِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ - يَعْنِي - لِعِلَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا "، قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: رَخَّصَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
13887 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ فِي الْحَرِيرِ " (3)
13888 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، (4) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسلف عن محمد بن جعفر وحده برقم (13682) . وانظر (12230) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12863) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2921) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (12230) .
(4) قوله: "عن شعبة" سقط من (م) .(21/358)
اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ " (1)
13889 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلَا يَبْزُقَنَّ - قَالَ: قَالَ حَجَّاجٌ فَلَا يَبْصُقَنَّ - بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ شِمَالِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ " (2)
13890 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] "، (3)
13891 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ شَكَّ فِي عُثْمَانَ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12808) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وهو مكرر (12809) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القَطَان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وهو مكرر (12135) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1975) ، والبخاري في "صحيحه " (743) ، وفي "القراءة خلف الإمام " (117) و (118) ، وابن خزيمة (492) ، والدارقطني 1/316، والبيهقي 2/51 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن الدارقطني بشعبة في أحد طريقيه حماداً وعمران القطان، والحديث عند البخاري في=(21/359)
13892 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقُولُ: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (1) [الفاتحة: 1] "
13893 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ قَتَادَةُ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَسْتَفْتِحُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِرَاءَةَ؟ قَالَ: " إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ، مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ " (2)
13894 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: " يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الدُّبَّاءَ، قَالَ: فَأُتِيَ بِطَعَامٍ " - أَوْ دُعِيَ لَهُ -، قَالَ أَنَسٌ: " فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ، فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِمَا أَعْلَمُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ " (3)
13895 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
__________
= "الصحيح " (743) ، وفي "القراءة" (117) ، والبيهقي دون ذكر عثمان.
وانظر (11991) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهذا الحديث مجموعاَ مع ما بعده سلف من هذا الطريق برقم (12810) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12811) .(21/360)
وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ بَعْدِي - وَرُبَّمَا قَالَ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي - إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ " (1)
13896 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ " (2)
13897 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْتَدِلُوا فِي
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.
وقد سلف عن محمد بن جعفر برقم (12321) ، وعن يحيى بن سعيد القطان برقم (12148) .
(2) أسانيده صحيحة على شرط الشيخين.
وسلف برقم (12812) عن محمد بن جعفر وحجاج، وبرقم (12840) عن وكيع، وبرقم (12149) وعن يحيى بن سعيد القطان.(21/361)
الصَّلَاةِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ كَانْبِسَاطِ الْكَلْبِ "، هَكَذَا قَالَ يَزِيدُ: اعْتَدِلُوا فِي الصَّلَاةِ،
(1)
13898 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ "، فَذَكَرَهُ (2)
13899 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ " (3)
13900 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ إِقَامَةَ الصَّفِّ "، (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسلف من هذا الطريق برقم (13091) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1322) ، وأبو عوانة 2/183-184 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وقرن الدارمي بهاشمٍ سعيدَ بنَ الربيع، وقال فيه: "اعتدلوا في الركوع "!
وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12813) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12841) .
وانظر ما بعده.(21/362)
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: عَنْ قَتَادَةَ، مَا رَفَعَهُ؟ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي الْحَدِيثَ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ: هَذَا أَحَدُهَا (1)
13901 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتِمُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ - يَعْنِي - مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ " (2)
13902 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَازَ ذَلِكَ " (3)
13903 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ وَسُفْيَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلىَ وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ " (4)
__________
(1) أبو قَطَن: هو عمرو بن الهيثم، ثقة من رجال مسلم، وهو القائل: فظننتُ وأما عبد الله بن عثمان: فهو المروزي الملقَّب عَبْدان، ثقة من رجال الشيخين، وهو وأبو قَطَن أقران.
روى هذا الحديث عفان، عن شعبة، عن قتادة، موقوفاً، سلف عند برقم (13664) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (13864) .
(4) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.(21/363)
13904 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " تَزَوَّجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَازَ ذَلِكَ " (1) ، قَالَ: وَكَانَ الْحَكَمُ يَأْخُذُ بِهَذَا
13905 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَاسْتَعَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا لَنَا (2) يُقَالُ لَهُ: مَنْدُوبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا " (3)
__________
= وأخرجه مسلم (1427) (81) عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع، عن شعبة، عن قتادة وحميد، عن أنس- وزاد فيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: "أولم ولو بشاةِ".
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/6، والحميدي (1218) ، والبخاري (3937) و (5072) و (5167) ، وابن الجارود (715) من طريق سفيان بن عيينة، عن حميد، به. والحديث عندهم- غير ابن الجارود- مطوََّل، وقد سلف عن حميد مطولاً برقم (12976) .
وأما حديث قتادة، فقد سلف برقم (13864) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وانظر ما قبله. والحَكَم المذكور في آخر الحديث هو الحكم بن عتيبة الكِنْدي.
(2) في (م) و (ق) ونسخة على هامش (س) : فرساً لأبي طلحة، والمثبت من (ظ 4) و (س) ونسخة في (ق) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12744) .(21/364)
13906 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْبُزَاقَ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا "، (1)
13907 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَبَهْزٌ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ بَهْزٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَاسْتَعَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (2)
13908 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ أَنَا
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يزيد الواسطي، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة.
وانظر (12062) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وبهز: هو ابن أَسد العمي، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه أبو يعلى (3223) من طريق بهز وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/209 من طريق وكيع وأبي النضر، به.
وسلف الحديث عن وكيع ومحمد بن جعفر برقم (12851) ،وسيأتي عن بهز وحده برقم (14100) ، وانظر (12744) .(21/365)
وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ "، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي أُصْبُعَيْهِ: السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، قَالَ شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: " كَفَضْلِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى "، فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَهُ عَنْ أَنَسٍ، أَمْ قَالَهُ قَتَادَةُ (1)
13909 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْحَكَ " فِي الثَّالِثَةِ (2)
13910 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْحَكَ " (3)
13911 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسلف برقم (12322) عن محمد بن جعفر وحده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وهو مكرر (12774) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12735) .(21/366)
حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ، وَوَالِدِهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (1)
13912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَمَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ " (2)
13913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارَ فَقَالَ: " أَفِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ " فَقَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ " - قَالَ حَجَّاجٌ: أَوْ " مِنْ أَنْفُسِهِمْ "، فَقَالَ: " إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12814) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12765) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12766) .(21/367)
13914 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] ، قَالَ: " الْحُدَيْبِيَةُ " (1)
13915 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكَانُوا لَا يَجْهَرُونَ بِ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] " (2)
13916 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ كِتَابًا، قَالُوا: إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا، قَالَ: فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " (3)
13917 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قال: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف ضمن سياقة مطولاً برقم (12779) عن حجاج بن محمد، عن شعبة. فانظر تمام تخريجه هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12845) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12720) .(21/368)
وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ، وَالْأَمَلُ " (1)
13918 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: " انْشَقَّ الْقَمَرُ (2) فِرْقَتَيْنِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ويحيى بن سعيد: هو القطَان.
وقد سلف الحديث مكرراَ عن محمد بن جعفر وحده برقم (12203) ، وعن يحيى بن سعيد وحده برقم (12142) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : انشق القمر على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بزيادة: "على عهد رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وهذه الزيادة ليست في النسخة العتيقة (ظ 4) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2802) (47) ، والطبري في "التفسير" 27/84 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3254) ، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 2/195، والطبري 27/85، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1461) من طريق حجاج بن محمد، به- وقال أبو يعلى في حديثه: مرتين، مكان قوله: فرقتين، ولفظ الحديث عند الآخرين: انشق القمر على عهد رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين.
وأخرجه البخاري (4868) ، ومسلم (2802) (47) ، وأبو يعلى (2929) و (2930) و (3141) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (708) من طرق عن شعبة، به.
وانظر (12688) .(21/369)
13919 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ أَنَسًا، يَقُولُ: " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
13920 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، وَهِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا فَأْلَ (2) "، قَالَ: قِيلَ: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "، وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود- وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. وسيأتي مكرراَ برقم (13958) لكن من رواية عبد الله بن أحمد عن أبي داود.
وهو في "مسند الطيالسي " (1960) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2802) (47) ، والطبري في "التفسير" 27/85، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 2/195، والبيهقي في "الدلائل " 2/264.
وانظر (12688) .
(2) كذا وقع هنا في الأصول "وَلَا فَأْلَ"، وهو خطأ، والصواب: "وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ" وهو ما سلف في حديث محمد بن جعفر، وهو المحفوظ في الحديث. وله شواهد سلفت الإشارة إليها عند الحديث (12179) .
(3) أسانيده صحيحة على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وسلف الحديث عن محمد بن جعفر وحده برقم (12323) ، وسلف عن وكيع برقم (12179) .(21/370)
13921 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ، وَقَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: اللهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ فَأَكْرِمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ (1)
13922 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ: " هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ " (2)
13923 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ بَرِيرَةَ تُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12768) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (12324) ، وعن وكيع ومحمد بن جعفر برقم (12858) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وهو مكرر رقم (12159) .(21/371)
13924 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: " وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " (1)
13925 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَافِرَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر " (2)
13926 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، غَيْرَ الشَّهِيدِ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ " (3)
13927 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12769) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12770) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12771) .(21/372)
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ " (1)
13928 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ - مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَنْ كَانَ (2) فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً "، (3)
13929 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ "، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ، وَزَادَ فِيهِ: " أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ دُودَةً " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12773) .
(2) في (ظ 4) : وكان.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وهو مكرر (12772) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (1173) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/700،=(21/373)
13930 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَبَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُوَاصِلُوا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ - وَقَالَ بَهْزٌ: إِنِّي أَظَلُّ أَوْ أَبِيتُ - أُطْعَمُ وَأُسْقَى " (1)
13931 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ (2) قَالَ: " وَيْحَكَ - أَوْ وَيْلَكَ - ارْكَبْهَا " (3)
13932 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً قَدْ
__________
= وابن منده في "الإيمان " (872) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ماقبله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمًي، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وسلف الحديث عن بهز برقم (12776) ، وعن يزيد بن هارون برقم (13088) .
(2) زاد في (م) ونسخة على هامش (س) مرة ثالثة: "قال: اركبها. قال: إنها بدنة".
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي.
وسيتكرر برقم (14098) . وانظر (12735) .(21/374)
دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، وَإِنِّي (1) اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي " (2)
13933 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ قَتَادَةُ، أَخْبَرَنِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ الْأَنْصَارَ، فَقَالَ: " هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنَ أُخْتٍ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ "، وَقَالَ مَرَّةً: " مِنْهُمْ "، قَالَ شُعْبَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، فَحَدَّثَنِي بِهِ عَنْ أَنَسٍ (3)
13934 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْنَا، فَكَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: " قُولُوا وَعَلَيْكُمْ " (4)
13935 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَاَ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا
__________
(1) في (م) : وإني قد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة. وهو مكرر (13170) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12777) ، والزيادة التي بين المعقوفين منه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13087) .(21/375)
تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1)
13936 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ: " اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "، قَالَ شُعْبَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِقَتَادَةَ، فَقَالَ: كَانَ أَنَسٌ يَقُولُ هَذَا " (2)
13937 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا، قَالَ: " وَكَانَ أَنَسٌ يَكْرَهُهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابن عُبادة. وهو مكرر (13179) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود- وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. وهو مكرر (13186) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود- وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (3241) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13967) من رواية عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبي عبد الله السلمي، عن أبي داود، به.
وأخرجه أبو يعلى (3145) من طريق حَرَمي بن عُمارة، عن شعبة، به.
ولفظه: قال قتادة: سألت أنساً عن النبيذ، فقال: ما سمعت من رسول الله فيه شيئاً.=(21/376)
13938 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِثَوْبٍ حَرِيرٍ، فَجَعَلُوا يَمَسُّونَهُ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا " أَوْ " أَلْيَنُ مِنْ هَذَا "، أَوْ قَالَ: " مِنْدِيلُ " (1)
13939 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي " (2)
13940 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ " (3)
13941 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= والسؤال هنا عن النبيذ مطلقاً خطأ في رواية حَرَمي، والصواب رواية الطيالسي بأنه مقيَد بنبيذ الجر، فإن الطيالسي أتقن رواية من حَرَمي.
قلنا: والنهي عن الانتباذ في الجرِّ قد تناقله الصحابة عن بعضهم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4914) و (4915) ، وهذا النهي منسوخ بغير ما حديث سلفت الإشارة إليها عند حديث أنس برقم (13487) ، وأصحها حديث بريدة عند مسلم (1977) ،وسيأتي عند المصنف 5/355.
وانظر "فتح الباري " 10/58-62.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (13188) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (13192) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12857) .(21/377)
يَنَامُونَ، ثُمَّ يُصَلُّونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القَطَان.
وأخرجه الترمذي (78) ، والبيهقي في "السنن" 1/120 من طريق محمد ابن بشار، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وزاد البيهقي في آخره: على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه بنحوه ابن حزم في "المحلى" 1/224 من طريق قاسم بن أصبغ، عن محمد بن عبد السلام الخشني، عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد القطان، به- وزاد فيه: فيضعون جنوبهم.
وهذه الزيادة في حديث ابن بشار شاذَة، تفرَد بها محمد بن عبد السلام الخشني- وهو ثقة- عن محمد بن بشار، فقد رواه عنه الترمذي وتمتام محمد ابن غالب عند البيهقي كما سلف فلم يذكرا فيه هذه الزيادة، والترمذي وتمتام إمامان حافظان، ويُرجح روايتَهما على رواية محمد بن عبد السلام أن الإمام أحمد رواه عن يحيى بن سعيد دون هذه الزيادة.
وأخرجه كذلك دون الزيادة: مسلم (376) (125) من طريق خالد بن الحارث، وأبو يعلى (3240) من طريق شبابة بن سوَار، وأبو عوانة 1/266 من طريق أبي عامر العَقَدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3448) من طريق هاشم بن القاسم، أربعتهم عن شعبة، به.
وروى هذه الزيادة في حديث قتادة أيضاً سعيد بن أبي عروبة عند البزار (282- كشف الأستار) ، وأبي يعلى (3199) ، وهي شاذَة كذلك، فقد رواه عن قتادة معمرٌ وهشام الدستوائي وأبو هلال الراسبي فلم يذكروها، وحديث هؤلاء الثلاثة عند عبد الرزاق (483) ، وابن أبي شيبة 1/132، وأبي داود السجستاني (200) ، وأبي القاسم البغوي في "الجعديات " (3246) ، والطحاوي في "شرح المشكل " (3444) ، والدارقطني 1/130 و130- 131 و131، والبيهقي في "السنن " 1/119- 120، وفي " المعرفة" (159) .
وأخرجه الشافعي 1/34، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (157) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (163) ، قال الشافعي: أخبرنا الثقةُ، عن=(21/378)
13942 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ - قَالَ يَحْيَى: كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ -: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ "، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَبُو زَيْدٍ؟ قَالَ: أَحَدُ عُمُومَتِي (2)
__________
= حميد، عن أنس قال: كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينتظرون العِشاء فينامون
- أحسبه قال: قعوداً- حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون. ونقل البيهقي عن شيخه الحاكم أن مراد الشافعي بالثقة عن حميد الطويل هو إسماعيل ابن عُلَية.
وانظر ما سلف برقم (12633) من حديث ثابت عن أنس.
وحديث ابن عباس السالف برقم (2195) .
قوله: "كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " محمول على نوم الجالس.
وانظر "شرح مشكل الآثار" 9/55- 71.
(1) قوله: "عن قتادة" سقط من (م) و (س) و (ق) ، وأثبتناه من (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه البخاري (3810) ، والترمذي (3794) ، والنسائي في "الكبرى" بإثر الحديث (8000) من طريق يحيى بن سعيد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/216-217 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.
وأخرجه الطيالسي (2018) ، ومسلم (2465) (119) ، والنسائي في "الكبرى" (8000) و (8286) ، وأبو يعلى (3198) و (3255) ، وأبو عوانة، وابن حبان (7130) ، والبيهقي 6/211 من طرق عن شعبة، به. =(21/379)
13943 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا "، قَالَ: قُلْتُ: فَالْأَكْلُ؟ قَالَ: " ذَاكَ أَشَدُّ " (1)
13944 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ " (2)
__________
= وانظر (13441) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12871) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات " (975) عن علي بن الجعد، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1115- كشف الأستار) ، وأبو القاسم البغوي (976) ، والطبراني في "الأوسط " (4951) ، والبيهقي 5/75 من طريق عمر بن إبراهيم، عن قتادة، به، مرفوعاَ. وعمر بن إبراهيم- وهو العبدي البصري- في حديثه عن قتادة ضعف، فالإسناد ضعيف.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل " 1/275-276: سألت أبي عن حديث رواه عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَِ فقال: "الحجر الأسود من حجارة الجنة". قال أبي: أخطأ عمر بن إبراهيم، ورواه شعبة وعمرو بن الحارث المصري، عن قتادة، عن أنس، موقوفاً.
قلنا: وقد سلف عن ابن عباس برقم (2795) مرفوعاَ، لكنه بإسناد ضعيف، وذكرنا عنده حديث أنس هذا شاهداَ له دون الإشارة إلى وقفه، وهو سَبْقُ قلم، وإلا فكان ينبغي التنويه بأن هذا الحديث لا يصح إلا موقوفاً، والله تعالى أعلم.
وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً: "إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ... " سلف برقم (7000) وإسناده ضعيف، والصواب وقفه =(21/380)
13945 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَأَبُو نُوحٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ أَبُو نُوحٍ: وسَمِعَهُ مِنْهُ، وحَدَّثَنَا هَاشِمٍ، وَالْحَجَّاجِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ " (1)
13946 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ (2) حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " يَذْهَبُ الرِّجَالُ، وَيَبْقَى النِّسَاءُ " (3)
13947 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَدِينَةُ (4) يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ، وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ
__________
= كما سلف تحقيقه هناك.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح- وهو عبد الرحمن بن غزوان- فمن رجال البخاري. يزيد: هو ابن هارون، وهاشم: هو ابن القاسم، والحجاج: هو ابن محمد الأعور.
وأخرجه الدارمي (1260) عن هاشم بن القاسم وحده، بهذا الإسناد.
وسلف عن يزيد وحجاج برقم (12773) و (13927) . وانظر (12734) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : ألا أحدثكم، والمثبت من (ظ 4) ونسخة على هامش (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وهو مكرر (12807) .
(4) في (ظ 4) ونسخة في (س) : للمدينة.(21/381)
اللهُ
13948 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ يَعْنِي ابْنَ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَشُعْبَةَ، جَمِيعًا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبُزَاقُ - وَقَالَ يَزِيدُ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ فِي حَدِيثِهِمَا: النُّخَاعَةُ - فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا " (1)
13949 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ قَتَادَةُ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ " قُلْتُ: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وانظر (12244) .
(2) أسانيده صحيحة، رجالها ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يزيد الواسطي، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (3088) ، وأبو عوانة 1/404 من طريق يزيد بن هارون وحده، بإسناده.
وسلف الحديث عن محمد بن يزيد الواسطي برقم (13433) .
وانظر (12062) .(21/382)
الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ " (1)
13950 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، وَقَتَادَةَ، وَحَمْزَةَ الضَّبِّيِّ، أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَسًا، يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ هَكَذَا " وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، فَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: كَفَضْلِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى (2)
13951 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَلْعَنُ رِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ " (3)
13952 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبَنِي فُلَانٍ، وَعُصَيَّةَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ "،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وانظر (12179) .
(2) إسناده صحيح. وهو مكرر (13319) .
هاشم: هو ابن القاسم، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبَعي، وحمزة الضبي: هو ابن عمرو العائذي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13725) .(21/383)
قَالَ مَرْوَانُ - يَعْنِي - فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: قَنَتَ عُمَرُ؟ قَالَ: " عُمَرُ، لَا " (1)
13953 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلَا يَتْفِلَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَتْفِلْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ " (2)
• 13954 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُلَاطِفُنَا كَثِيرًا، حَتَّى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُبيد البصري- فمن رجال البخاري.
وسلف الحديث عن أبي سعيد مولى بني هاشم دون سؤال مروان برقم (13265) .
ومروان هذا: هو الأصفر، أبو خلف البصري، وهو ثقة من رجال الشيخين، والراوي عنه هو شعبة، فقد أخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/244 من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، عنه قال: سألت أنساً: أَقنَتَ عمرُ؟ فقال: قد قَنَتَ من هو خيرٌ من عمر. فلم ينفِ قنوت عمر ولم يثبته.
وقد سلف عن أنس إثبات قنوته برقم (12698) لكن بإسناد ضعيف.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أَسد العَمّي. وسيأتي مكرراَ برقم (14099) .
وأخرجه أبو يعلى (3220) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (12063) .(21/384)
إِنَّهُ قَالَ لِأَخٍ لِي صَغِيرٍ: " يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ " (1)
13955 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ "، أَوْ قَالَ: اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرَ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ "، قَالَ شُعْبَةُ: " كَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: هَذَا فِي قَصَصِهِ " (2)
13956 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد بن عامر: هو الضُبَعي أبو محمد البصري.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف " 1/336 عن محمد بن عمر بن علي، عن سعيد بن عامر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12137) .
تنبيه: وقع هذا الحديث في (م) والنسخ الخطية على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله، فإن محمد بن بشار من شيوخ عبد الله، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 1/475، و"إتحاف المهرة"2/267.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وهو مكرر (12722) .(21/385)
عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَبَحَ وَسَمَّى وَكَبَّرَ " (1)
• 13957 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَمْ يَكُونُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] "، قَالَ شُعْبَةُ: " فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، نَحْنُ سَأَلْنَاهُ عَنْهُ " (2)
• 13958 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12893) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو عبد الله السلمي لم يذكر له الخطيب البغدادي في "تاريخه" 14/404 راوياً سوى عبد الله بن أحمد، ولم يَأثر توثيقه عن أحدٍ من أهل العلم، ولم يُسمه، فهو مجهول فيما نحسب، لكنه قد توبع، وأبو عبد الله هذا لم يذكر له الحافظ ابن حجر ترجمة في
"تعجيل المنفعة" مع أنه من شرطه، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وأخرجه مسلم (399) (51) عن محمد بن المثنى، وأبو يعلى (3245) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، كلاهما عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد - ولم يسق مسلم لفظه.
وانظر (11991) ، وفاتنا هناك أن نشير إلى هذا الموضع.(21/386)
سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
13959 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَحَتَّى يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي كُفْرٍ بَعْدَ إِذْ نَجَّاهُ (2) اللهُ مِنْهُ، وَلَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ، وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "، (3)
13960 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْقَ بْنَ حَبِيبٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (4)
• 13961 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، سَمِعُوا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وسلف الحديث برقم (13919) من رواية الإمام أحمد عن أبي داود الطيالسي.
(2) في (ظ 4) : أنجاه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة. وهو مكرر (13151) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة، ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو مكرر (13152) .(21/387)
مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
13962 - حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ " (2) ، قَالَ: " فَكَانَ الْحَكَمُ يَأْخُذُ بِهِ " (3)
• 13963 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (4) حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي،
__________
(1) حديث صحيح متواتر، وقد حكى العقيلي في "الضعفاء" 1/270 عن الأثرم عن أحمد أنه أنكر من حديث حَرَمي بن عمارة- وهو صدوق لا بأس به من رجال الشيخين- عن شعبة هذا الحديثَ وحديثاً آخر، ثم قال: الحديثان معروفان من حديث الناس، وإنما أنكرهما أحمد من حديث شعبة.
قلنا: ولم ينفرد حرمي بهذا الحديث عن شعبة، فقد تابعه عليه جماعة، انظر ما سلف برقم (13100) و (13188) .
وأخرجه أبو يعلى (2909) و (3147) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (406) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب علي " (107) ، وفي "الأوسط " (1951) من طرق عن حرمي بن عمارة، عن شعبة، عن قتادة وحده، عن أنس. وسيأتي من هذا الطريق برقم (13970) .
وأخرجه الدارمي (236) من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن عبد العزيز وحماد بن أبي سليمان والتيمي وعتاب مولى ابن هرمز، عن أنس.
(2) في (م) و (ق) : نواة من ذهب.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شبابة: هو ابن سَوَار العنبري.
وانظر (13904) .
(4) وقع هذا الحديث في (م) و (س) و (ق) : على أنه من رواية عبد الله عن=(21/388)
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " (1)
• 13964 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، (3) عَنْ حُمَيْدٍ، وَشُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ، يَسُرُّهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، إِلَّا الشَّهِيدَ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ فِي الدُّنْيَا، (4) لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ " (5)
__________
= أبيه الإمام أحمد، والصواب أنه من زياداته كما في (ظ 4) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ العنبري.
وأخرجه أبو يعلى (2950) ، وابن حبان (234) من طريق عبيد الله بن معاذ، بهذا الإسناد. وانظر (12801) .
(2) وقع هذا الحديث والذي بعده في (م) على أنه من رواية عبد الله عن أبيه، والصواب أنه من زياداته كما في النسخ الخطية.
(3) تحرف في (م) إلى: الأحول.
(4) قوله: "في الدنيا" ليس في (ظ 4) .
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو خالد الأحمر: واسمه سليمان ابن حيان، وهو- وإن كان من رجال الشيخين- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو قد روى هذا الحديث عن حميد عن أنس، ورواه عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، بيَّن ذلك أبو غسان الجيَّاني وغيره فيما نقله النووي في
"شرح مسلم " 13/23.
وهو في "المصنف " لابن أبي شيبة 5/289، وعنه مسلم (1877) (108) .=(21/389)
• 13965 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ " (1)
• 13966 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، (2) حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ أَنَسًا: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْجِبُهُ الدُّبَّاءُ، قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ (3)
__________
= وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (26) ، والبخاري (2795) ، والترمذي (1643) ، وأبو يعلى (3797) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان " (851) ، والبغوي في "شرح السنة" (2628) ، وفي "التفسير" 1/370 من طرق عن حميد، عن أنس.
وانظر (12003) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الله السلمي، وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (13957) ، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وأخرجه أبو يعلى (3262) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وانظر (12732) .
(2) في (س) و (ق) في هذا الموضع والموضع التالي: أبو عبد الله السلمي العنبري، بزيادة "العنبري" في نسب أبي عبد الله السلمي، وهو خطأ فيما يغلب على ظننا، وهو كما أثبتناه في "أطراف المسند" 1/473 و485، ولم يذكر الخطيبُ العنبريَ في نسب هذا الرجل عندما ترجمه في "تاريخه " 14/404.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وهو في "مسند الطيالسي " من رواية يونس بن حبيب عنه برقم (1976) .=(21/390)
• 13967 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: " لَمْ أَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا "، وَكَانَ أَنَسٌ يَكْرَهُهُ (1)
• 13968 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِىُّ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُلْقَى فِي النَّارِ، وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ - أَوْ رِجْلَهُ - عَلَيْهَا، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ " (2)
__________
= وانظر (12811) .
(1) حديث صحيح. وقد سلف برقم (13937) من رواية الإمام أحمد عن أبي داود الطيالسى.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل حرمي بن عمارة، فهو صدوق لا بأس به من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجالهما أيضاً.
وأخرجه أبو عوانة 1/186، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 349 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3140) ، وابن حبان (268) ، والدارقطني في "الصفات " (2) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، به.
وأخرجه البخاري (4848) و (7384) من طريق عبد الله بن الأسود، عن حرمي، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (532) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/219-220، والدارقطني في "الصفات " (3) من طريق أشعث بن عبد الله=(21/391)
• 13969 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُنَيْدِيُّ، (1) حَدَّثَنَا رَجُلٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ - وَكَانَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مُعْجَبًا -، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ " (2)
• 13970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (3)
• 13971 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " مُطِرْنَا بَرَدًا وَأَبُو طَلْحَةَ صَائِمٌ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ
__________
= الخراساني، عن شعبة، به.
وانظر (12380) .
(1) لفظة "الجنيدي " ليست في (ظ 4) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن شعبة. محمد ابن أحمد الجنيدي شيخ عبد الله بن أحمد، له ترجمة في "التعجيل "، وهو صدوق. وانظر (12813) .
(3) حديث صحيح متواتر، سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (13970) .
وأخرجه أبو يعلى (2909) و (3147) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (107) ، وابن الجوزي في "الموضوعات " 1/77 من طريق عبيد الله ابن عمر القواريري، بهذا الإسناد.(21/392)
مِنْهُ، قِيلَ لَهُ: أَتَأْكُلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ قَالَ: " إِنَّمَا هَذَا بَرَكَةٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. معاذ والد عبيد الله: هو ابن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، أبو عمرو البصري.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 6/ورقة 625 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1022- كشف الأستار) ، وابن عساكر 6/ورقة 625 من طريق أبي عوانة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 5/115 من طريق خالد ابن قيس، كلاهما عن قتادة، عن أنس قال: رأيت أبا طلحة يأكل البَرَدَ وهو صائم، ويقول: إنه ليس بطعام ولا شراب. ونقل البزار عن سعيد بن المسيب أنه كرهه، وقال: إنه يقطع الظمأ. ثم قال البزار: لا نعلم هذا الفعل إلا عن
أبي طلحة.
وأخرجه الطحاوي 5/116 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد، عن ثابت، عن أنس قال: كان أبو طلحة يأكل البرد وهو صائم، فإذا سئل عن ذلك قال: بركة على بركة. في التطوع.
وأخرجه البزار (1021) ، وأبو يعلى (1424) و (3999) ، والطحاوي في "شرح المشكل " (1864) ، وابن عساكر 6/ورقة 625 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن علي ابن زيد بن جدعان، عن أنس. وزادوا في آخره: فأتيت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته ذلك، فقال: "خذها عن عمك " وبعضهم جعل الحادثة في رمضان. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وضعَف الطحاويُ رواية علي بن زيد بن جدعان، وقال: ما كان من أبي طلحة في حديثه الذي رويناه عنه من حديث قتادة وثابت لما لم يقف عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيحمده أو يذمُه منه لم يكن فيه حجة، وكان الأمر في ذلك على ما في الآية التي تلونا- يعني قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسود من الفجر ثم أتمُوا الصيام إلى الليل) . [البقرة187]- مما يمنع ذلك.(21/393)
• 13972 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ (1) بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، وَيُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، وَاضِعًا عَلَى صِفَاحِهِمَا قَدَمَهُ " (2)
• 13973 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ (1) بْنُ سَعْدٍ، (3) قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْقُوبُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْتَدِلُوا فِي سُجُودِكُمْ، وَلَا يَفْتَرِشْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ (4) افْتِرَاشَ الْكَلْبِ، أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي - أَوْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي - إِذَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ " (5)
__________
(1) تحرف في (م) و (س) و (ق) إلى: عبيد الله، والصواب ما أثبتنا من (ظ 4) ، فإن عبد الله بن أحمد لا يروي عن عبيد الله بن سعد أخي عبد الله. وأبو القاسم هي كنية عبد الله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع فيما سلف برقم (11960) .
(3) تحرف في (م) إلى: سعيد.
(4) في (ظ 4) : ذراعه.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، لكنه قد توبع فيما سلف برقم (12149) .(21/394)
• 13974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ عُمُومَةً لَهُ شَهِدُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ، فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا، وَأَنْ يَخْرُجُوا إِلَى عِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن سعيد بن عامر - وهو الضبعي البصري- قال فيه أبو حاتم: كان في حديثه بعض الغلط. قلنا: وهذا الحديث مما غلط فيه، كما قال البزار والبيهقي، وإنما رواه شعبة عن أبي بشر- وهو بيان بن بشر- عن أبي عمير بن أنس، عن عمومته من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه جاء رَكْب إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشهدوا ... وسيأتي من هذا الطريق في "المسند" 5/57 من رواية محمد بن جعفر عن شعبة.
وأخرجه البزار (972- كشف الأستار) ، وابن حبان (3456) ، والبيهقي 4/249 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ربعي بن حراش، عن بعض أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي
4/314 ولفظه: أصبح الناس لتمام ثلاثين يوماً فجاء أعرابيان فشهدا أنهما
أهلاَه بالأمس عشيةَ، فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس أن يفطروا. وإسناده صحيح.
وفي باب قبول شهادة رجلين على رؤية الهلال أيضاً عن عبد الرحمن بن
زيد بن الخطاب عن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند المصنف 4/321، والنسائي
4/132-133. وإسناده جيد.
وفي قبول شهادة الواحد العدل في رؤية الهلال عن ابن عمر عند أبي داود (2342) وغيره، وصححه ابن حبان (3447) . وإسناده على شرط مسلم.
وعن ابن عباس عند أصحاب السنن الأربعة وغيرهم، وصححه ابن حبان (3446) ، وفي إسناده سماك بن حرب عن عكرمة، وفي روايته عن عكرمة اضطراب، وقد اختلف عليه فمنهم من رواه عنه موصولاَ، ومنهم من أرسله، ورجحَ المرسَلَ غيرُ واحد ممن خرجه.(21/395)
13975 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ هَوَازِنَ جَاءَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ بِالنِّسَاءِ، وَالصِّبْيَانِ، وَالْإِبِلِ، وَالْغَنَمِ، فَجَعَلُوهَا صُفُوفًا، يَكْثُرُونَ (1) عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا الْتَقَوْا وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عِبَادَ اللهِ، أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ "، ثُمَّ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: فَهَزَمَ اللهُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَمْ يُضْربْ بِسَيْفٍ، وَلَمْ يُطْعَنْ (2) بِرُمْحٍ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ: " مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ "، قَالَ: فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا، وَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ، وَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ضَرَبْتُ رَجُلًا عَلَى حَبْلِ الْعَاتِقِ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ، وَأُجْهِضْتُ (3) عَنْهُ - وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا: فَأُعْجِلْتُ عَنْهُ - فَانْظُرْ مَنْ أَخَذَهَا، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنَا أَخَذْتُهَا فَأَرْضِهِ مِنْهَا، وَأَعْطِنِيهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، أَوْ سَكَتَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ لَا يُفِيئُهَا اللهُ عَلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِهِ، (4) وَيُعْطِيكَهَا،
__________
(1) تحرفت في (م) إلى: وكثرن.
(2) في (م) : يضربوا ... يطعنوا.
(3) في (ظ 4) : وأجهضت عليه عنه. كأنه أراد أن يرمج لفظة "عليه " ثم نسي.
(4) في (ظ 4) : أسوده.(21/396)
قَالَ: (1) فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " صَدَقَ عُمَرُ "، وَلَقِيَ أَبُو طَلْحَةَ، أُمَّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: مَا هَذَا مَعَكِ؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ إِنْ دَنَا مِنِّي بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ أَنْ أَبْعَجَ بِهِ بَطْنَهُ، (2) قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ، انْهَزَمُوا بِكَ؟ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ كَفَانَا (3) ، وَأَحْسَنَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ " (4)
13976 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، وَجَمَعَتْ
__________
(1) في (م) وسائر النسخ هنا زيادة: "فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صدق عمر"، وهو تكرار فيما نظنُّ، والله أعلم.
(2) في (ظ 4) : أبعج في بطنه، وفي (س) : أبعج بطنه، والمثبت من (م) و (ق) ونسخة في (س) .
(3) في (م) و (س) و (ق) : كفى، والمثبت من (ظ 4) وهو الموافق لما سلف برقم (12977) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/530-532 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/353 من طريق عفان، به، مختصراً جداً: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم أحد: "من قتل كافراً فله سلبه" فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً.
كذا جعله يوم أحد، والمحفوظ أنه يوم حنين.
وانظر (12977) .(21/397)
هَوَازِنُ، وَغَطَفَانُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمْعًا كَثِيرًا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ (1) فِي عَشَرَةِ آلَافٍ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ، قَالَ: وَمَعَهُ الطُّلَقَاءُ، قَالَ: فَجَاءُوا بِالنَّعَمِ وَالذُّرِّيَّةِ، فَجُعِلُوا خَلْفَ ظُهُورِهِمْ، قَالَ: فَلَمَّا الْتَقَوْا، وَلَّى النَّاسُ، قَالَ: وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ، قَالَ: فَنَزَلَ، وَقَالَ: " إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: وَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ لَمْ يُخْلَطْ بَيْنَهُمَا كَلَامٌ، وَالْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ: " أَيْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ "، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، امْشِ (2) نَحْنُ مَعَكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: " أَيْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ "، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ مَعَكَ، ثُمَّ نَزَلَ بِالْأَرْضِ، وَالْتَقَوْا، فَهَزَمُوا، وَأَصَابُوا مِنَ الْغَنَائِمِ، فَأَعْطَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطُّلَقَاءَ، وَقَسَمَ فِيهَا، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نُدْعَى عِنْدَ الْكُرْهِ، وَتُقْسَمُ الْغَنِيمَةُ لِغَيْرِنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَهُمْ، وَقَعَدَ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: " أَيْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ " فَسَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، لَوْ أَنَّ النَّاسَ سَلَكُوا وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَأَخَذْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ "، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ، تَحُوزُونَهُ إِلَى بُيُوتِكُمْ؟ "، قَالُوا: رَضِينَا يَا رَسُولَ اللهِ، رَضِينَا، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قَالَ هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ: فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: وَأَنْتَ
__________
(1) لفظة "يومئذ" ليست في (ظ 4) .
(2) تحرف في (م) و (س) إلى: أيش، والتصويب من (ظ 4) و (ق) .(21/398)
شَاهِدُ (1) ذَاكَ، قَالَ: " فَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْ ذَاكَ؟ (2) "
13977 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ غُلَامًا يَهُودِيًّا كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: " أَسْلِمْ "، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ (3) وَهُوَ يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي (4) مِنَ النَّارِ " (5)
13978 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ غُلَامًا مِنَ الْيَهُودِ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ،
__________
(1) في (م) و (س) : تشاهد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وهو مكرر (12978) ، لكن لم يسق لفظه هناك.
(3) قوله: "من عنده " ليس في (ظ 4) .
(4) لفظة "بي " ليست في (ظ 4) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الصحيح " (1356) و (5657) ، وفي "الأدب المفرد" (524) ، وأبو داود (3095) ، والنسائي في "الكبرى" (8588) ، والبيهقي 3/383 و6/206، والبغوي (57) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص 646 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. ورواية البخاري الثانية مختصرة. وانظر (12792) .(21/399)
فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ وَهُوَ بِالْمَوْتِ، فَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَنَظَرَ الْغُلَامُ إِلَى أَبِيهِ، وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ مَاتَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي مِنَ النَّارِ " (1)
13979 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ طَهْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " إِنَّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي سِرًّا، لَا أُخْبِرُ بِهِ أَحَدًا أَبَدًا حَتَّى أَلْقَاهُ " (2)
13980 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وحماد: هو ابن زيد. وهو مكرر (13375) .
(2) إسناده صحيح، هاشم بن القاسم من رجال الشيخين، وعيسى بن طهمان من رجال البخاري.
وانظر ما سلف برقم (12060) .
(3) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه الدُولابي في "الكنى" 1/121 من طريق خلف بن تميم، والطبراني في "طرق حديث من كذب علي متعمدا" (118) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (564) ، وابن الجوزي في "الموضوعات " 1/80 من طريق الفضل بن دكين، كلاهما عن عيسى بن طهمان، بهذا الإسناد.
وانظر (11942) .(21/400)
13981 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ الْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ، فَقَالَ: " لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ، وَعُمْرَةٍ مَعًا " (1)
13982 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْتَقَ صَفِيَّةَ ابْنَةَ حُيَيٍّ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا " (2)
13983 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيَّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ الْمُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ، قَامَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ، حَتَّى يَخْرُجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ كَذَلِكَ - يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ - وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْأَذَانِ، وَالْإِقَامَةِ إِلَّا قَرِيبٌ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، إلا أنه قد توبع فيما سيأتي برقم (13984) .
وانظر ما سلف برقم (11958) .
(2) إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد- وهو الصنعاني-، ورباح- وهو ابن زيد القرشي مولاهم- روى لهما أبو داود والنسائي، وهما ثقتان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وانظر (13506) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (625) ، وابن خزيمة (1288) ، وابن حبان (1589) =(21/401)
13984 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَعْدٍ، مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ، فَأَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ كَمَا أَقُولُ، ثُمَّ لَبَّى، قَالَ: " لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا "، قَالَ: وَقَالَ سَالِمٌ: وَقَدْ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: " وَاللهِ إِنَّ رِجْلِي لَتَمَسُّ رِجْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّهُ لَيُهِلُّ بِهِمَا جَمِيعًا " (1)
13985 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قُلْتُ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي، رَحْمَةُ اللهِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، لَوْ عَاشَ
__________
= و (2489) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1441) ، والنسائي 2/28-29، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5499) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (3986) ، والبخاري (503) ، والبيهقي 2/476 من طريق سفيان الثوري، عن عمرو بن عامر، به.
وانظر ما سلف برقم (12310) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن المغيرة، فمن رجال البخاري. أبو عوانة: هو الوضَاح بن عبد الله اليَشْكُري.
وأخرجه أبو يعلى (3630) ، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف " 2/17 من طريق غيلان بن جامع، عن عثمان بن المغيرة، بهذا الإسناد- دون قصة علي.
وانظر (13981) .(21/402)
كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا "
قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَنْصَرِفُ إِذَا صَلَّيْتُ عَنْ يَمِينِي، أَوْ عَنْ يَسَارِي؟ قَالَ: " أَمَّا أَنَا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ " (1)
13986 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، وَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: بَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ "، قَالَ: فَغَضِبَ، ثُمَّ قَالَ: " بَلَى، بَلَى، قَدْ
__________
(1) إسناده حسن من أجل السدي: وهو إسماعيل بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن سعد 1/140 من طريق عفان مقروناً بيحيى بن حماد وموسى ابن إسماعيل التبوذكي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد- مختصراً بقصة إبراهيم.
وأخرجه مسلم (708) ، والنسائي 3/81، والبيهقي 2/295 من طريق قتيبة ابن سعيد، وأبو عوانة 1/250 من طريق الحجاج بن المنهال، كلاهما عن أبي عوانة، به- مختصراً بقصة الصلاة.
ولقوله: "لو عاش كان صديقاَ نبياَ" انظر (12358) .
ولقصة انصرافه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصلاة انظر (12359) .
وأخرج ابن سعد 1/140، وأبو يعلى (3660) من طريق عطاء بن عجلان، عن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على ابنه إبراهيم فكبر عليه أربعاً.
وإسناده ضعيف جداً، عطاء بن عجلان متروك، وفي إسناد أبي يعلى محمد ابن عبيد الله الفزاري، وهو متروك أيضاً.
ولمسألة صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنه إبراهيم انظر "نصب الراية" 2/279-280، و"زاد المعاد" 1/513-515.(21/403)
حَالَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ قُرَيْشٍ، وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِهِ " (1)
13987 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " حَالَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " (2)
13988 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَنْ أَنَسٍ - فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَرَجَ يَتَوَكَّأُ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ مُتَوَشِّحٌ بِثَوْبِ قُطْنٍ قَدْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم الأحول: هو ابن سليمان.
وأخرجه مسلم (2529) (204) عن محمد بن الصباح، عن حفص بن غياث، بهذا الإسناد.
وانظر الحديث التالي، وما سلف برقم (12089) و (12658) .
قوله: "بلى، بلى" يعني أنه بلغه قولُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا حلف في الإسلام "، إلا أنه بيًن له أَن الذي أَبْطَلَه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الحِلْف الذي يقوم على العصبية، أو ما يخالف حكم الإسلام، وقد استدلَ أنس على ذلك بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقام حِلْفاً في الإسلام في داره لنُصْرة المظلوم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (3357) عن حوثرة بن أشرس، (4028) وعن عبد الأعلى بن حماد النرسي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ماقبله.(21/404)
خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ " (1)
13989 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُتَّهَمُ بِامْرَأَةٍ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا لِيَقْتُلَهُ، فَوَجَدَهُ فِي رَكِيَّةٍ يَتَبَرَّدُ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، (2) فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ، مَا لَهُ مِنْ ذَكَرٍ " (3)
13990 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
__________
(1) إسناد حديث أنس صحيح على شرط مسلم، وأما حديث الحسن فمرسل.
وهو مكرر (13702) .
(2) لفظة "يده " ليست في (ظ 4) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2771) (59) ، وأبو عوانة في المنافقين كما في "إتحاف المهرة" 1/498، والحاكم 4/39 و39-40 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن علي عند الطحاوي في "شرح المشكل " (4953) . وإسناده حسن. وانظر تمام تخريجه هناك.
المرأة: هي مارية القبطية أم إبراهيم ولد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما في مصادر التخريج.
والركيَّة: بئر صغير لم يكتمل حفره.(21/405)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: فِي أَمْرِ اللهِ عُمَرُ - وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " (1)
13991 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَرِدَنَّ الْحَوْضَ عَلَيَّ رِجَالٌ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ رُفِعُوا إِلَيَّ فَاخْتُلِجُوا دُونِي، فَلَأَقُولَنَّ: (2) يَا رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي، (3) فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله ابن زيد الجَرْمي.
وأخرجه ابن سعد 2/341 و347 و3/60 و176 و291 و412 و499 و586 و7/388، والنسائي في "الكبرى" (8242) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (808) ، والبيهقي 6/210 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد- والحديث عند ابن سعد مقطع.
وأخرجه الطيالسي (2096) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2240) ، وأخرجه البيهقي 6/210 من طريق سهل بن بكار، كلاهما (الطيالسي وسهل ابن بكار) عن وهيب بن خالد، به.
وانظر (12904) .
(2) في (ظ 4) و (ق) ونسخة في (س) : فأقول.
(3) في (ظ 4) : "أُصيحابي، أصيحابي " مصغراً. وكذا هو في بعض نسخ=(21/406)
بَعْدَكَ " (1)
13992 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا، فَلَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ " (2)
__________
= "الصحيحين "، انظر "إرشاد الساري " للقسطلاني 9/339، و"شرح صحيح مسلم " للنووي 15/64.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2304) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/122 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1213) ، والبخاري (6582) ، وأبو عوانة من طريق مسلم بن إبراهيم، وأبو عوانة من طريق معلَّى بن أسد، كلاهما عن وهيب بن خالد، به. وانظر (12418) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (5429) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5832) ، وأبو يعلى (3930) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/247، وأبو عوانة 2/66 و5/452، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات " (1461) و (1469) و (1515) ، وابن حبان (5435) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/422، وفي "الآداب " (574) ، وفي "شعب الإيمان " (6087) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي 4/247 من طريق أسد بن موسى، عن شعبة، عن حميد الطويل، عن أنس، قال: كنا نتحدث بذلك. يعني أن من لبس الحرير في الدنيا، فلن يلبسه في الآخرة.
وانظر (11985) .(21/407)
13993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً " (1)
13994 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ (2) الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي " (3)
13995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيْبٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ "، قَالَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (1937) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1696) ، والبخاري (1923) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 2/110، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/236، وفي "شعب الإيمان" (3908) من طرق عن شعبة، به. وانظر (11950) .
(2) في (ظ 4) و (ق) : ما كانت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1059) ، وابن حبان (968) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (11979) .(21/408)
أَنَسٌ: " وَأَنَا أُضَحِّي بِهِمَا " (1)
13996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّتْ عَلَيْهِ جَنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ: " وَجَبَتْ، وَجَبَتْ "، وَمَرَّتْ عَلَيْهِ (2) جَنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: " وَجَبَتْ، وَجَبَتْ "، فَقَالَ: عُمَرُ، يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْلُكَ الْأَوَّلُ: وَجَبَتْ، وَقَوْلُكَ الْآخَرُ: وَجَبَتْ؟ قَالَ: " أَمَّا الْأَوَّلُ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقُلْتُ: وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَأَمَّا الْآخَرُ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقُلْتُ: وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ (3) " (4)
13997 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5553) ، وأبو يعلى (3928) ، وأبو عوانة 5/210، والبيهقي 9/259 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (11984) .
(2) في (ظ 4) : ومرت به.
(3) في (ظ 4) : الأرض.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2062) ، والبخاري (1367) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 2/114، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3303) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات " (1489) ، وابن حبان (3023) و (3027) ، والبيهقي 4/74-75، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1507) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (12938) .(21/409)
صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَوِّزُهَا، وَيُكْمِلُهَا " يَعْنِي يُخَفِّفُ الصَّلَاةَ (1)
13998 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ "، فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: " أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا " (2)
13999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى الْخَلَاءَ، قَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبْثِ، وَالْخَبِيثِ - أَوِ الْخَبَائِثِ - "، قَالَ شُعْبَةُ: " وَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعًا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 2/88-89 من طريق محمد بن جعفر غُندر، بهذا الإسناد. وانظر (11990) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز: هو ابن صُهيب.
وأخرجه البخاري (4201) ، والدارقطني 3/186، وأبو يعلى (3926) ، والبيهقي 7/128 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (11957) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (142) و (6322) ، وأبو داود (5) ، والترمذي (5) ، وابن الجارود في "المنتقى" (28) ، وأبو يعلى (3914) ، وابوالقاسم البغوي في "الجعديات " (1473) ، وأبو عوانة 1/216، وابن حبان (1407) ، والطبراني في "الدعاء" (359) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (17) ، وأبو محمد=(21/410)
14000 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِيكَ، وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ " (1)
14001 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَكُنَّا نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَسَأَلْتُهُ: كَمْ أَقَمْتُمْ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشَرَةَ أَيَّامٍ، قُلْتُ: فَبِمَ أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ (2) " (3)
__________
= البغوي في "شرح السنة" (186) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/4671 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقُرن بشعبة عند أبي يعلى وابن حبان وابن السني حمادُ بن سلمة وهشيمُ بن بشير.
وانظر (11947) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف من هذا الطريق ضمن الحديث رقم (12105) .
(2) في (م) و (ق) : وحجةِ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي مولاهم البصري.
وأخرجه مسلم (693) (15) ، وابن الجارود (224) ، وأبو عوانة 2/346-347 و347، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/418 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد- دون قصة الإهلال.
وقد سلفت قصة الإهلال بالحج والعمرة برقم (11958) ، وسلفت قصة=(21/411)
14002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ مَعًا "، أَوْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
14003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا مِنَّا فَحَجَمَهُ، فَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ، صَاعًا أَوْ صَاعَيْنِ، وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ " (2)
14004 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ، رِعْلٍ، وَبَنِي لِحْيَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَذَكْوَانَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ " (3)
__________
= القصر في السفر برقم (12945) . وقُرن في قصة الإهلال بيحيى حميد الطويل وعبد العزيز بن صهيب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11958) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2129) ، والبخاري (2281) ، ومسلم (1577) (64) ، والبيهقي 9/337 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (3 ول 12) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه البخاري بإثر الحديث (4090) من طريق يزيد بن زريع، عن=(21/412)
14005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَنَتَ شَهْرًا (1) بَعْدَ الرُّكُوعِ " (2)
14006 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَّا عِنْدَ الِاسْتِسْقَاءِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (3)
14007 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (4) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَإِنَّ كَفَّارَتَهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا " (5)
__________
= سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (12150) .
(1) الرواية في (ظ 4) : قنت بعد الركوع، دون إثبات لفظة "شهراً"، وهذه اللفظة ثابتة في باقي النسخ، وهو الموافق للرواية السالفة برقم (13431) من طريق حنظلة السدوسي، عن أنس.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حنظلة: وهو ابن عبيد الله - وقيل: ابن عبد الرحمن- السََّدوسي. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (13431) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (12867) .
(4) في (ظ 4) ونسخة في (س) : سعيد. وكلٌ من شعبة وسعيد بن أبي عروبة ثقة من رجال الشيخين، وكلاهما روى هذا الحديث عن قتادة.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (1556) من طريق أبي داود الطيالسي، وأبو عوانة 2/252-253 من طريق بكر بن بكار، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. =(21/413)
14008 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: " إِنْ كَانَ الْمُؤَذِّنُ لَيُؤَذِّنُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنُرَى أَنَّهَا الْإِقَامَةُ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ يَقُومُ فَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ " (1)
14009 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ الضَّبِّيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " مَا صَلَّيْتُ - يَعْنِي - وَرَاءَ رَجُلٍ، أَوْ
__________
= وسلف الحديث من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة برقم (11972) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه ابن ماجه (1163) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5500) من طريق عبد الرحمن ابن زياد الرصاصي، والدارقطني 1/267 من طريق كثير بن هشام، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (837) (303) ، وأبو عوانة 2/265، والدارقطني 1/267 و268، والبيهقي 2/475، والبغوي (895) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال: كنا بالمدينة، فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري، فيركعون ركعتين ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد، فيحسب أن الصلاة قد صُليت من كثرة من يصليهما.
وأخرجه الدارقطني 1/267 من طريق ثابت البناني، عن أنس، بنحو لفظ عبد العزيز بن صهيب.
وانظر ما سلف برقم (12310) .(21/414)
أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، أَخَفَّ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَمَامٍ " (1)
14010 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ سُلَيْمٍ، سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: الْمَرْأَةُ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ: " إِذَا رَأَتْ ذَلِكَ فِي مَنَامِهَا فَلْتَغْتَسِلْ "، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَحْيَتْ: أَوَيَكُونُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ؟ مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَمِنْ أَيِّهِمَا سَبَقَ - أَوْ عَلَا - يَكُونُ الشَّبَهُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، حمزة الضبي لم ينسبه شعبة هنا، وروى عنه هذا الحديث قيس بن الربيع عند الخطيب في "المتفق والمفترق " فسماه: حمزة بن غزوان الضبي، وتابعه على ذلك الدارقطني في "المؤتلف والمختلف " 4/1747، وابن ماكولا في "الإكمال " 7/16، ولم يترجم له أحد بهذا الاسم
فيما بين أيدينا من كتب التراجم، والمحفوظ في هذه الطبقة هو حمزة بن عمرو العائذي الضبي، روى عن أنس وغيره، وروى عنه شعبة وغيره، وثقه النسائي وابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ، وروى له مسلم مقروناً وأبو داود والنسائي. فلعل ما وقع في رواية قيس بن الربيع وهم منه، فإنه كان قد تغيَّر بأَخَرَة وتكلم فيه بعضُ أهل العلم بسبب أوهامه من جرَاء ذلك.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (610) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال فيه: عن حمزة، لم ينسبه.
وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (481) من طريق قيس بن الربيع الأسدي، عن حمزة بن غزوان الضبي، عن أنس.
وانظر ما سلف برقم (11967) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم=(21/415)
14011 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: انْطَلَقَ حَارِثَةُ ابْنُ عَمَّتِي يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غُلَامًا نَظَّارًا مَا انْطَلَقَ لِلْقِتَالِ، قَالَ: فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ، قَالَ: فَجَاءَتْ أُمُّهُ عَمَّتِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنِي حَارِثَةُ، إِنْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَإِلَّا فَسَيَرَى اللهُ مَا أَصْنَعُ؟ قَالَ: " يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ فِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى " (1)
14012 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ، فَجَاءَه رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: " أَمَا إِنَّهَا قَائِمَةٌ، فَمَا (2) أَعْدَدْتَ لَهَا؟ "، قَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ عَمَلٍ، غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: " فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكَ مَا احْتَسَبْتَ "، قَالَ: ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " فَأَتَى الرَّجُلُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
__________
= (12222) عن محمد بن جعفر، وعن يزيد بن هارون، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري معلقاً ومقروناَ.
وانظر (12252) .
(2) في (ظ 4) ونسخة في (س) : فماذا.(21/416)
الْبَيْتِ، فَإِذَا غُلَامٌ مِنْ دَوْسٍ مِنْ رَهْطِ أَبِي هُرَيْرَةَ يُقَالُ لَهُ: سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا الْغُلَامُ إِنْ طَالَ بِهِ (1) عُمُرٌ لَمْ يَبْلُغْ بِهِ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "، قَالَ الْحَسَنُ: وَأَخْبَرَنِي أَنَسٌ أَنَّ الْغُلَامَ كَانَ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَقْرَانِي (2)
__________
(1) في (ظ 4) ونسخة في (س) : طال له.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك بن فضالة، وقد صرح بالتحديث هو والحسن البصري.
وأخرجه أبو يعلى (2758) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص 236-237 من طريق هدبة بن خالد، عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.
وزاد فيه بعد قوله: "ولك ما احتسبتَ ": أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمََ قال: "تسألونني عن الساعة! والذي نفسي بيده، ما على الأرض نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مئة سنة".
وانظر (13362) .
وقوله في هذا الحديث: "غلام من دوس، يقال له: سعد بن مالك "، جاء في روايات أخرى ما يخالفه، فقد سلف برقم (12993) : أنه غلام للمغيرة بن شعبة، وبرقم (13386) : أنه غلام من الأنصار اسمه محمد، وجاء في رواية مسلم (2953) (138) : أنه من أزد شنوءة، ودوس من أزد شنوءة. واستظهر الحافظ في "الإصابة" 3/91 تعددَ القصة، قلنا: ويؤيد ذلك حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري (6511) ، ومسلم (2952) ، قالت: كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر إلى أصغرهم، فيقول: "إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم ".
وانظر "فتح الباري " 10/555-556.
وقوله في آخر الحديث: "من أقراني لما وقع في (ظ 4) ونسخة في (س) :=(21/417)
14013 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْقَنَّادُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: " يَقُولُ: رَبُّكُمْ إِذَا تَلَقَّانِي عَبْدِي شِبْرًا، تَلَقَّيْتُهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَلَقَّانِي ذِرَاعًا، تَلَقَّيْتُهُ بَاعًا، وَإِذَا تَلَقَّانِي يَمْشِي، تَلَقَّيْتُهُ أُهَرْوِلُ " (1)
14014 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ "، وَأَوْمَأَ عَفَّانُ بِالسَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى (2)
14015 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ حَارِثَةُ أُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَتْ
__________
= من أترابي، وكلاهما بمعنى، والمراد من أقران أنس بن مالك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إبراهيم أبو إسماعيل القناد: هو ابن عبد الملك، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وقد أورد العقيلي 1/58 هذا الحديث في ترجمة إبراهيم القناد، وقال: غير محفوظ من حديث قتادة. قلنا: لم يصب العقيلي في ذلك، فقد تابع إبراهيمَ القناد في هذا الحديث شعبةُ فيما سلف برقم (12233) ، ومعمرُ ابن راشدٍ فيما سلف برقم (12405) ، وهما ثقتان ضابطان، مكثران عن قتادة.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/98 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان بن يزيد العطار روى له البخاري تعليقاً، واحتج به مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (12245) .(21/418)
أُمُّ حَارِثَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنْ كَانَ ابْنِي أَصَابَ الْجَنَّةَ، وَإِلَّا أَجْهَدْتُ عَلَيْهِ الْبُكَاءَ، قَالَ: " يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ فِي جَنَّةٍ، وَإِنَّ حَارِثَةَ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى " (1)
14016 -، وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ وَاللَّفْظِ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " لَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (2)
14017 - وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " رَاصُّوا صُفُوفَكُمْ، (3) وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بَيْنَ الْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهُ الْحَذَفُ " (4)
14018 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ الْمُؤْمِنَ حَسَنَةً، يُثَابُ عَلَيْهَا الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ " (5) ، قَالَ: " وَأَمَّا الْكَافِرُ، فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/873 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. وانظر (13200) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وانظر (13179) .
(3) في (م) و (س) و (ق) : تراصوا صفوفكم.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو مكرر (13735) ، وقُرِن بعفان هناك أسودُ بن عامر.
(5) في (ظ 4) و (ق) : وثوابها في الآخرة. والمثبت من (م) و (س) ونسخة=(21/419)
إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا " (1)
14019 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ بِبَرَاءَةٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: ثُمَّ دَعَاهُ، قَالَ: فَبَعَثَ بِهَا عَلِيًّا، قَالَ: " لَا يُبَلِّغُهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي " (2)
14020 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ " (3)
14021 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ جَابِرٍ
__________
= على هامش (ظ 4) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وبهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (280) ، والبغوي (4118) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (12237) من طريق بهز ويزيد بن هارون، كلاهما عن همام.
(2) إسناده ضعيف لنكارة متنه، سماك بن حرب ليس بذاك القوي. حماد: هو ابن سلمة. وهو مكرر (13214) ، لكن قُرِن هناك بعفان عبدُ الصمد بن عبد الوارث. وانظر التعليق عليه هناك.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وقد سلف برقم (12537) عن عفان مقروناً بعبد الصمد بن عبد الوارث.(21/420)
الْحُدَّانِيُّ، (1) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ أَذْهَبْتُ كَرِيمَتَيْهِ، ثُمَّ صَبَرَ وَاحْتَسَبَ، كَانَ ثَوَابُهُ الْجَنَّةَ " (2)
14022 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ قَدْ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمِيطِي قِرَامَكِ هَذَا عَنِّي، فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي " (3)
14023 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ،
__________
(1) تحرف في (م) الى: الحَرَّاني.
(2) إسناده قوي، نوح بن قبس: هو الأزدي البصري، والأشعث بن جابر: هو ابن عبد الله بن جابر الحداني، نُسب إلى جده، وهما لا بأس بهما.
وأخرجه أبو يعلى (4285) ، والطبراني في "الأوسط " (8442) ، والبيهقي في "الشعب " (9961) و (9962) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/446، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق " 1/239، وابن حجر في "تغليق التعليق " 5/35 من طرق عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (5653) من طريق أشعث الحداني، به.
وانظر ما سلف برقم (12468) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وعبد الوارث: هو ابن سعيد.
وأخرجه أبو عوانة 2/72 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12531) .(21/421)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ " (1)
14024 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ، فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَتَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ رَجُلًا، فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا: أَتَحِلُّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا، حَتَّى يَكُونَ الْآخَرُ قَدْ ذَاقَ مِنْ عُسَيْلَتِهَا، وَذَاقَتْ مِنْ عُسَيْلَتِهِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، حفص بن عمر- وهو المعروف بابن أخي أنس- وخلف بن خليفة صدوقان لا بأس بهما، وعفان ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1892) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 8/263- 264، والحاكم 1/104، والبيهقي في "الشعب " (1979) ، والضياء في "المختارة" (1891) من طريق قتيبة بن سعيد، والطبراني في "الدعاء" (1367) ، والبيهقي في "الشعب " (1779) من طريق سعيد بن منصور، كلاهما عن خلف بن خليفة، به.
وانظر ما سلف برقم (13003) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن دينار- وهو الطاحي العبدي- سيئ الحفظ، وقد روي من غير طريقه موقوفاً. يحيى بن يزيد: هو الهُنائي. =(21/422)
14025 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: ذَهَبْتُ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَا، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، (1) قَالَ: فَسَمِعْتُ أَنَسًا، قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُلَقِّنُنَا هُوَ: " فِيمَا اسْتَطَعْتُم (2) " (3)
14026 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، (4) قَالَ:
__________
= وأخرجه البزار (1505- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (4199) و (4199- مكرر) ، والطبراني في "الأوسط " (2393) ، وابن عدي في "الكامل " 6/2205، والبيهقي 7/375-376 من طرق عن محمد بن دينار العبدي، بيذا الإسناد. وقال البزار: رواه شعبة، عن يحيى بن يزيد، عن أنس، موقوفاً.
قلنا: رواية شعبة الموقوفة أخرجها ابن أبي شيبة 4/275 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يحيى بن يزيد، عن أنس قال: لا تحل للأول حتى يجامعها الآخر ويدخل بها.
وشعبة ثقة حافظ، وأما مخالفه محمد بن دينار العبدي فسيئ الحفظ.
لكن قد صح في هذا الباب مرفوعاً عن غير أنس، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4776) .
(1) العبارة في (ظ 4) : ذهبت انا وحميد بن عبد الرحمن إلى أنس بن مالك.
(2) في (م) : فيما استطعت.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، جعفر بن معبد روى عنه اثنان، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات ".
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1843) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (13264) .
(4) في (م) : ميمون.(21/423)
سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ نَجِيءُ أَنَا وَغُلَامٌ مِنَّا بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ " (1)
14027 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي (2) إِسْرَائِيلَ (3) قَالَ:، سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: " شَيْخٌ ثِقَةٌ "، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " بَعَثَتْنِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، فَرَأَيْتُهُ قَائِمًا فِي يَدِهِ الْمِيسَمُ، يَسِمُ (4) الصَّدَقَةَ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13717) .
(2) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(3) جاء هذا الإسناد عند الحافظ في "أطراف المسند" 1/277، وفي "إتحاف المهرة" 1/403 كما يلي: قال عبد الله بن أحمد: حدثنا ابن أبي إسرائيل. وبنى على ذلك أنه من زوائد عبد الله، وقد رمز الحسينيُّ في "الإكمال " لعلي بن أبي إسرائيل في ترجمته برمز عبد الله بن أحمد (عب) وقال: روى عنه أحمد خارج "المسند". وتابعه الحافظ ابن حجر في "التعجيل ".
والإسناد في أصولنا الخطية: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا علي بن أبي إسرائيل " لذلك أبقيناه من رواية الإمام أحمد نفسه، وهو كذلك في "تاريخ بغداد" 11/350 حيث أخرجه الخطيب من طريق "المسند"، وقد نصَّ ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 6/175 على رواية الإمام أحمد عن علي هذا ولم يذكر أن عبد الله روى عنه.
(4) في (ظ 4) : يسم به، بزيادة "به ".
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد لا بأس به، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن أبي إسرائيل، فهو من رجال "التعجيل "، وقد وثقه الإمام أحمد هنا وفي "العلل" له 1/ (2028) ، وقال الحافظ في "التعجيل ": أخشى أنه إسحاق بن أبي إسرائيل المشهور. قلنا: هذا مستبعد، لأنه ثبت توثيق الإمام=(21/424)
14028 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُخْتَ الرُّبَيِّعِ أُمَّ حَارِثَةَ، جَرَحَتْ إِنْسَانًا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقِصَاصُ، الْقِصَاصُ "، فَقَالَتْ أُمُّ الرُّبَيِّعِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُقْتَصُّ مِنْ فُلَانَةَ؟ لَا وَاللهِ لَا يُقْتَصُّ مِنْهَا أَبَدًا، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ يَا أُمَّ رُبَيِّعٍ، كِتَابُ اللهِ "، قَالَتْ: لَا وَاللهِ، لَا يُقْتَصُّ مِنْهَا أَبَدًا، (1) قَالَ: فَمَا زَالَتْ حَتَّى قَبِلُوا مِنْهَا الدِّيَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ عِبَادِ
__________
أحمد لعلي وروايته عنه، بينما لم يوثق إسحاق بن أبي إسرائيل ولم يرو عنه كما في ترجمته في "التهذيب"، فهو غيره، والله أعلم. أبو اسحاق الفَزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/350 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في اللباس كما في "إتحاف المهرة" 1/402 من طريق أبي صالح محبوب بن موسى الفراء، عن أبي إسحاق الفزاري، به.
وأخرجه البخاري (1502) ، ومسلم (2119) (112) ، وأبو عوانة، وابن حبان (4533) ، والبيهقي 7/34-35 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به. وفي روايات البخاري وابن حبان والبيهقي: أن أنساً ذهب إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأخيه عبد الله بن أبي طلحة ليحنكه، وهو الأمر الذي بعثته به أمه أم سليم. وسلفت قصة التحنيك مطولة برقم (12028) من طريق حميد الطويل، عن أنس.
وانظر أيضاً ما سلف برقم (12725) .
والمِيسَم: اسم للآلة التي يكْوَى بها.
(1) لفظة "أبداً" لم ترد في (ظ 4) .(21/425)
اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، لكن وهم حماد في غير موضع منه كما سنبينه لاحقاً.
وأخرجه مسلم (1675) ، والنسائي 8/26-27، وأبو يعلى (3519) ، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 1/497، والبيهقي 8/39 و64، وابن الأثير في "أُسد الغابة" 7/109 من طرق عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1350) ، وأبو عوانة من طريق سليمان بن حرب، وأبو يعلى (3396) ، وعنه ابن حبان (6491) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وعلقه البخاري 12/214 في كتاب الديات: باب القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات، قال: وجرحت أخت الربيع إنسانا، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "القصاص ".
قلنا: قد سلف الحديث من طريق حميد الطويل، عن أنس برقم (12302) ، وفيه: أن المراة التي وقعت منها الجناية هي الربيع بنت النضر نفسها وليست أختها، وأن جنايتها هي كسر سن جارية، وليست جراحة إنسان، وأن الذي أقسم أن لا يقتصَ منها أخوها أنس بن النضر، وليس أمها. ولهذه
الأسباب ذكر بعضُ الشراح احتمالَ كونهما قصتين، قال النووي في "شرح مسلم " 6/163: قال العلماء: المعروف رواية البخاري- يعني رواية حميد-، ثم قال: إنهما قضيتان. وقال البيهقي: ظاهر الخبرين يدل على كونهما قصتين، وإلا فثابت أحفظ.
قلنا: احتمال تعدد القصة بعيد، والراوي عن ثابت هو حماد بن سلمة، وقد عُرِفَ أنه قد يقع له أوهام على ثقته وجلالته، وقد خالفه في هذه الرواية جمع من الثقات الذين رووه عن حميد، بينما مدار رواية ثابت عليه، فرواية حميد هي الصواب، وإلى هذا الرأي ذهب ابنُ التركماني في "الجوهر النقي " 8/39- 40. وانظر "فتح الباري " 12/214-215.(21/426)
14029 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَأَتَى قَوْمَهُ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا (1) يَخَافُ الْفَاقَةَ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَجِيءُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ دِينُهُ (2) أَحَبَّ إِلَيْهِ - أَوْ أَعَزَّ عَلَيْهِ - مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا " (3)
14030 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَحُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ " (4)
14031 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِمَقْبَرَةٍ لِبَنِي النَّجَّارِ فِي حَائِطٍ،
__________
(1) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : مَن لا.
(2) في (س) و (ق) : حتى يكون الله. والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س) ، وهو الموافق للروايات السالفة للحديث.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/481 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12790) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في صفة الجنة كما في "الإتحاف" 1/475، والبغوي (4114) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12559) .(21/427)
وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، فَإِذَا هُوَ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ، فَحَاصَتِ الْبَغْلَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ " (1)
14032 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعَا أُبَيًّا، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ "، فَقَالَ: سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: " اللهُ سَمَّاكَ لِي "، فَجَعَلَ يَبْكِي (2)
14033 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ، يَسُرُّهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، إِلَّا الشَّهِيدَ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وانظر (12007) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. وقتادة: هو ابن دِعامة السَدُوسي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/340 و3/499-500، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5588) ، وأبو عوانة في فضائل القرآن كما في "إتحاف المهرة" 2/183، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/28-29 من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد- زاد ابن سعد والطحاوي في آخره: قال قتادة: نُبئت أنه قرأ عليه: (لم يكن) . وهذه الزيادة عند ابن عبد البر أيضاً، لكن من قول أنس.
وقد سلف برقم (12919) عن بهز، وعن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن همام. وانظر (12320) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(21/428)
14034 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَنَزَلَتْ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] "، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً، فَنَادَى: أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ، (1) أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ (2)
__________
= حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 5/33 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12273) .
(1) جملة "ألا إن القبلة قد حولت " الأولى لم ترد في (ظ 4) و (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد 1/242، ومسلم (527) ، وأبو عوانة 2/82 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1045) ، والنسائي في "الكبرى" (11008) ، وأبو يعلى (3826) ، وابن خزيمة في "صحيحه " (430) و (431) ، وأبو عوانة 2/82، والبيهقي 2/11 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وعند أبي داود وأبي يعلى والبيهقي قُرن بثابتِ حميدٌ الطويل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/334، والبزار (421- كشف الأستار) ، والدارقطني 1/274 من طريق جميل بن عبيد، عن ثمامة بن عبد الله، عن جده أنس. ولفظه: جاء منادي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن القبلة قد حُولت. والإمام في الصلاة قد صلى ركعتين، فقال المنادي: قد حُولت القبلة إلى الكعبة.
فصلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة. وسنده قوي، ولم يذكر ما هي الصلاة التي كانوا يصلونها، إلا أنه ذكر أنها رباعية. =(21/429)
14035 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ سُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فِيهَا كُثْبَانُ الْمِسْكِ، فَإِذَا خَرَجُوا إِلَيْهَا هَبَّتِ الرِّيحُ " - قَالَ حَمَّادٌ: أَحْسِبُهُ قَالَ: شَمَالِيٌّ (1) -، قَالَ: " فَتَمْلَأُ، وُجُوهَهُمْ، وَثِيَابَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ مِسْكًا، فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا "، قَالَ: " فَيَأْتُونَ أَهْلِيهِمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا، وَيَقُولُونَ لَهُنَّ: وَأَنْتُمْ قَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا " (2)
__________
= وأخرج البزار (420) ، والطبري في "التفسير" 2/403، وابن خزيمة (434) من طريق عثمان بن سعد الكاتب، عن أنس قال: انصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو بيت المقدس وهو يصلي الظهر، وانصرف بوجهه إلى الكعبة، فقال السفهاءُ من الناس: (ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) [البقرة:142] .
وعثمان بن سعد ليس بالقوي.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4642) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
(1) في (ق) ونسخة في (ظ 4) و (س) : شمالاً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/150، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 1/472 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي في "السنن " (2842) ، ومسلم (2833) ، وأبو عوانة، وابن حبان (7425) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/253، وفي "صفة الجنة" (417) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (374) ، والبغوي (4389) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه بنحوه الدارمي (2841) عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس - مرفوعاً.
وأخرجه بنحوه الحسين المروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك "=(21/430)
14036 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] ، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَى رَبَّنَا يَسْأَلُنَا مِنْ أَمْوَالِنَا، وَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَرْضِي بَيْرُحَاءَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْعَلْهَا فِي قَرَابَتِكَ "، فَقَسَمَهَا بَيْنَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ عَفَّانُ: وَقَالَ يَزِيدُ: عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: بَرِيحَا، وقَالَ
__________
= (1491) من طريق محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، موقوفا.
وأخرجه كذلك ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم " (241) ، وابن أبي شيبة 13/102، والبيهقي في "البعث " (375) من طريق سليمان التيمي، عن أنس.
وأخرجه أيضاً بنحوه موقوفاً عبد الرزاق (20881) عن معمر، عن قتادة، عن أنس.
قوله: "إن لأهل الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة" قال النووي في "شرح مسلم " 17/170: المراد بالسوق مَجْمَع لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا، ومعنى "يأتونها كل جمعة" أي: في مقدار كل جمعة، أي: أسبوع، وليس هناك حقيقة أسبوع لفقد الشمس والقمر.
وقوله: "قال شمالي" قال السندي: لعله قال: "ريح شمالي" موقع "الريح "، والمشهور: ريح شمال، بلا ياء النسبة، والشمال بالفتح- وقد تكسر- اسم لريح معروفة، ولعل ياء النسبة- إن صحت- فهي كما في قول القائل: الجِني، لفرد من أفراد الجن. قلنا: جاء هذا الحرف عند جميع من خرج الحديث غير المصنف: ريح شمال، ودون شك. وقال النووي في "شرح مسلم ": خص ريح الجنة بالشمال، لأنها ريح المطر عند العرب، كانت تهب من جهة الشام، وبها يأتي سحاب المطر، وكانوا يرجون السحابة الشامية.(21/431)
عَفَّانُ: " سَأَلْتُ عَنْهَا غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَزَعَمُوا أَنَّهَا بَيْرُحَاءُ، وَأَنَّ بَرِيحًا (1) لَيْسَ بِشَيْءٍ (2) "
__________
(1) في (م) وحدها: بيرحاء.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 1/487، والدارقطني 4/191 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (998) (43) ، وأبو داود (1689) ، والنسائي 6/231، والطبري في "تفسيره " 3/348، وابن خزيمة (2460) ، وابن حبان (7183) ، والدارقطني 4/191، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/165 و280، وفي "الشعب " (3423) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/216، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/421-422 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وعلقه البخاري 5/379 (فتح الباري) عن ثابت، به.
وانظر ما سلف برقم (12144) .
قوله: "بيرحاء" كذا هو في حديث عفان عن حماد، وضبطناه على الوجه الأشهر، وقد روي هذا اللفظ وضبط على وجوه، فقد قيل فيه: بئرحاء، على أنه كلمتان، وهكذا ضبط في نسخة (س) في هذا الحديث!
وفي طرق أخرى عن حماد بن سلمة: بريحا! وهي رواية مسلم، ولم ترد "بريحا" في غير رواية حماد ورواية يزيد التي ذكرها عفان بإثر حديثه، وقد أخرج عبد بن حميد (1413) ، وأبو يعلى (1865) هذا الحديث من طريق يزيد ابن هارون، عن حميد الطويل، به. وفيه عندهما: حائطي الذي بمكان كذا وكذا، لم يذكر اسم المكان.
وقال الباجي: أفْصَحُها بفتح الباء وسكون الياء وفتح الراء مقصور، وكذا جزم به الصغاني، وقال: إنه فَيْعَلى من "البَراح "، قال: ومن ذكره بكسر الموحدة، وظن أنها بئر من آبار المدينة، فقد صَحَف.
وأما يزيد المذكور في حديث عفان: فهو ابن زريع، فعفان يروي عنه، =(21/432)
14037 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ " (1)
14038 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا بُنَيَّ " (2)
14039 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ،
__________
= وهو يروي عن حميد.
وانظر "مشارق الأنوار" 1/115، و"فتح الباري " 3/324 و5/397.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سَلام أبي المنذر، فهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه ابن سعد 1/398، وابن أبي عاصم في "الزهد" (234) ، والنسائي 7/61، وأبو يعلى (3530) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/160، والضياء في "المختارة" (1736) من طرق عن عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12293) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري، والجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار- ويقال: ابن عثمان- اليشكري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/83، وابن سعد في "الطبقات " 7/20 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/20، ومسلم (2151) ، وأبو داود (4964) ، والترمذي (2831) ، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" 1/403، وأبو يعلى (4317) ، والبيهقي 10/200 من طرق عن أبي عوانة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وانظر ما سلف برقم (12366) .(21/433)
قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ الْيَوْمَ ذُنُوبًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَبَائِرِ " (1)
14040 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ إِذَا خَرَجَ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ (2) ، يَقُولُ: " الصَّلَاةُ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جُدْعان- وقد توبع. سعيد بن زيد: هو سعيد بن زيد بن درهم أخو حماد بن زيد، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه عبد بن حميد (1224) ، وابن عدي في "الكامل " 3/1214 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، عن سعيد بن زيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12604) .
(2) في (ظ 4) : إذا خرج إلى الصلاة. ولم يذكر الفجر.
(3) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه عبد بن حميد (1223) ، وعنه الترمذي (3206) ، وأخرجه الحاكم 3/158 من طريق الحسين بن الفضل البجلي، كلاهما (عبد بن حميد والحسين ابن الفضل) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه- وقرن الحسين بن الفضل في إسناده بعلي بن زيد حميداً الطويل.
قلنا: قد تفرد الحسين بن الفضل بزيادة متابعة حميد الطويل لعلي بن زيد،=(21/434)
14041 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَخْرُجُ أَرْبَعَةٌ مِنَ النَّارِ - قَالَ أَبُو عِمْرَانَ: أَرْبَعَةٌ، قَالَ ثَابِتٌ: رَجُلَانِ - فَيُعْرَضُونَ عَلَى اللهِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمْ (1) إِلَى النَّارِ، قَالَ: فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْجُو إِذَا أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ لَا تُعِيدَنِي فِيهَا، فَيُنْجِيهِ اللهُ مِنْهَا " (2)
__________
= وهذا الحديث غير محفوظ عن حميد، وقد خالف الحسينَ بن الفضل في ذلك الإمام أحمد وعبدُ بن حميد، فروياه عن عفان دون ذكر حميد، وخالفه أيضاً جمع من الثقات الذين رووه عن حماد بن سلمة دون ذكر حميدِ، وقد سلف تخريجه من هذه الطرق برقم (13728) .
(1) في (ظ 4) و (م) : بهما.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو عمران: هو عبد الملك بن حبيب الجَوْني.
وأخرجه أبو عوانة 1/187، وابن منده في "الإيمان " (860) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/315، والبغوي (4362) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1312) ، ومسلم (192) ، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله " (71) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (853) ، وأبو عوانة 1/187، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5667) ، وابن منده في "الإيمان " (860) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/315 و6/253، والبيهقي في "البعث والنشور" (52) من طرق عن حماد بن سلمة، به- زاد أبو عوانة في إحدى طرقه: "ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشىء الله خلقاَ فيسكنه فضول=(21/435)
14042 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا فُلَانُ، هَذِهِ فُلَانَةُ زَوْجَتِي "، فَقَالَ: الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ بِهِ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأَظُنَّ بِكَ، قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ " (1)
14043 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلَهُ ذَاتَ يَوْمٍ صِبْيَانُ الْأَنْصَارِ، وَالْإِمَاءُ، فَقَالَ: " وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ " (2)
__________
= الجنة".
وأخرجه بنحوه ابن حبان (632) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد، عن ثابت وحده، به- زاد في آخره: "فيدخله الجنة".
وأخرجه موقوفا أبو يعلى (3359) من طريق عبد الرحمن بن سلام الجمحي، عن حماد، به.
وأخرجه كذلك موقوفاً (3292) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد، عن ثابت وحده، به- وثم يسق متنه بتمامه، بل أحال إلى حديث عبد الرحمن بن سلام، وزاد في آخره: "فيدخلون الجنة".
وقد سلف برقم (13313) عن حسن بن موسى، عن حماد.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 1/482 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12262) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (3517) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (4329) من طريق هدبة بن خالد، والحاكم 4/80 من=(21/436)
14044 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، (1) حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ لَهُ حَادٍ جَيِّدُ الْحُدَاءِ، وَكَانَ حَادِيَ الرِّجَالِ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا حَدَا أَعْنَقَتِ الْإِبِلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدًا سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ " (2)
14045 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصُومُ، وَلَا أُفْطِرُ، فَقَامَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ، قَالُوا كَذَا وَكَذَا، لَكِنْ أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي " (3)
14046 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ،
__________
= طريق محمد بن كثير، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم.
وانظر (12522) .
(1) قوله: "حدثنا عفان " سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12761) .
أعنقت الإبل، أي: أسرعت في السير حتى مدَت أعناقَها.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه النسائي 6/60 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (13534) .(21/437)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي حَاجَةً؟ فَقَالَ: " يَا أُمَّ فُلَانٍ، انْظُرِي إِلَى أَيِّ الطَّرِيقِ شِئْتِ "، فَقَامَ مَعَهَا يُنَاجِيهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا " (1)
14047 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْطِرَ (2) السَّمَاءُ، وَلَا تُنْبِتَ الْأَرْضُ، وَحَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ، وَحَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتَمُرُّ بِالنَّعْلِ فَتَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَيَقُولُ: (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول " (194) ، وأبو يعلى (3518) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1349) ، ومسلم (2326) ، وأبو داود (4819) ، وأبو يعلى (3472) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 30، وابن حبان (4527) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/331-332 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وانظر ما سلف برقم (11941) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : حتى لا تمطر، والمثبت من (ظ 4) ، وهو الموافق لمصادر التخريج وروايات الحديث الأخرى، ولفظة "لا" ثابتة في المطبوع من "مسند أبي يعلى" (3527) ، وهي في أصله المخطوط 1/ورقة 170 مضافة إضافة في هامشه، وليست في متنه، وإضافتها خطأ.
(3) وقعت هذه الجملة في (م) و (س) و (ق) هكذا: "حتى إن المرأة لتمر بالبعل، فينظر إليها، فيقول.. " وهو تصحيف، وهي في (ظ 4) غير منقوطة، والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق لما عند البزار (3418- كشف الأستار) ، والحاكم 4/495، وما في "مجمع الزوائد" 7/331. وهو تعبير مألوف عند=(21/438)
لَقَدْ كَانَ لِهَذِهِ مَرَّةً رَجُلٌ "، ذَكَرَهُ مَرَّةً حَمَّادٌ، هَكَذَا، وَقَدْ ذَكَرَهُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَشُكُّ فِيهِ، وَقَدْ قَالَ أَيْضًا: عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَحْسِبُ (1)
14048 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا السُّنَّةَ وَالْإِسْلَامَ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي
__________
العرب، ومثله قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث السالف برقم (8437) عن أبي هريرة:
"يوشك أن تمر المرأة بالنعل فتقول: إن هذه نعل قرشي ".
وأما ما وقع في "مسند أبي يعلى" (3527) : "حتى إن المرأة لتمر بالرَجُل، فيأخذها فينظر إليها ... " فهو تحريف أو خطأ من بعض الرواة، والله أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرّح حماد برفعه في رواية أخرى كما أشار المصنف.
وأخرجه أبو يعلى (3527) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3418- كشف الأستار) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 4/495 من طريق علي بن عثمان اللاحقي و4/495 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به، مرفوعا دون شك، ومجموعاً مع الحديث السالف برقم (13729) . وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
ولقوله: "تمطر السماء ولا تنبت الأرض ". انظر ما سلف برقم (12429) .
وسيأتي في الحديث (13298) قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أمام الدَجال سنين خداعة" وقد فُسرتْ هذه السنين بأنها التي يكثر فيها المطر، ولا تنبت فيها الأرض.
ولقوله: "يكون لخمسين امرأة قيم " انظر ما سلف برقم (11944) .(21/439)
عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَقَالَ: " هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (1)
14049 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ مَعَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَإِذَا مَعَ أُمِّ سُلَيْمٍ خِنْجَرٌ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: مَا هَذَا مَعَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ الْكُفَّارِ أَبْعَجُ بِهِ بَطْنَهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ؟ تَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ، انْهَزَمُوا بِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنَّ اللهَ قَدْ كَفَانَا (2) وَأَحْسَنَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد 3/411، ومسلم (2419) (54) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/488 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12261) .
(2) في (س) : كفى.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد 8/425، وأبو يعلى (3510) ، وأبو عوانة 4/317 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/425، وعبد بن حميد (1202) ، ومسلم (1809) ، وأبو يعلى (3411) ، وابن حبان (7185) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (291) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/60 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وانظر (12108) .(21/440)
14050 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيَ يُوسُفُ شَطْرَ الْحُسْنِ " (1)
14051 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَثَابِتٌ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] "، إِلَّا أَنَّ حُمَيْدًا لَمْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/196 و11/565، والطبري في "التفسير" 12/207، والحاكم 2/570 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ورواية الطبري والحاكم: "أُُعطي يوسفُ وأمهُ شطر الحسن ". وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو يعلى (3373) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/253 من طريق شيبان بن فروخ، عن حماد، به، لكنه عند أبي يعلى موقوف من قول أنس.
وقد ضبب عليه في أصله المخطوط 1/ورقة 163.
وقد سلف مرفوعاً ضمن حديث الإسراء الطويل برقم (12505) من طريق حماد، به. وانظر تمام تخريجه هناك.
وفي الباب عن ابن مسعود موقوفاً، عند ابن أبي شيبة 4/196 و11/565-566، والطبري في "تفسيره " 22/207، والطبراني في "الكبير" (8555) و (8557) . ولفظه: أعطي يوسف وأمه ثلثي الحسن. وفي رواية: ثلث الحسن. قال الهيثمي في "المجمع " 8/203: رجاله رجال الصحيح.
وقال عند رواية الثلث: الظاهر أنه وهم.
وعن أبي سعيد الخدري مرفوعاً عند الحاكم 2/571. وإسناده ضعيف جداً. فيه عمارة بن جوين، وهو متروك.(21/441)
يَذْكُرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
14052 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ، فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا، وَالْعَاقِبَةَ فِي الْآخِرَةِ، وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ " (2)
14053 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَوُوا، اسْتَوُوا (3) فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ "، (4)
14054 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (3093) ، والبغوي (581) من طريق عفان، بهذا الإسناد- إلا أن البغوي لم يذكر فيه حميداً.
وقد سلف الحديث برقم (12714) عن أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، عن حماد، به. وليس فيه أن حميداً لم يذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد اختلفت الرواية عن حميد في رفعه ووقفه كما بيناه هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/68، وأبو يعلى (3528) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة " 1/497 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (13219) .
(3) لفظة "استووا" الثانية ليست في (م) و (ق) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (13838) .(21/442)
عَنْ أَنَسٍ، بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " اسْتَوُوا وَتَرَاصُّوا " (1)
14055 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللهِ وَمَا يَخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَمَا لِي وَلَا لِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبِطُ بِلَالٍ " (2)
14056 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا رَهِقُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: " مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا، وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ؟ " فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمَّا أَرْهَقُوهُ أَيْضًا، قَالَ: " مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنِّي، وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ؟ " حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَاحِبِيهِ: " مَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه أبو يعلى (3291) ، وأبو عوانة 2/39، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (353) من طرق عن حماد بن سلمة، عن حميد، به- وقرن بحميد عندهم ثابت البناني. وانظر (12011) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/150 و6/252 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12212) .(21/443)
أَنْصَفْنَا إِخْوَانَنَا " (1)
14057 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَثَابِتٌ، وَحُمَيْدٌ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة ثابت البناني، وأما متابعه علي بن زيد- وهو ابن جُدْعان- فضعيف.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8651) ، وأبو عوانة 4/315-316 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد- ولم يذكر أبو عوانة عليَّ بن زيد.
وأخرجه عبد بن حميد (1387) ، وابن أبي شيبة 1/3994، ومسلم (1789) (100) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (219) ، وأبو يعلى (3319) ، وأبو عوانة 4/316، وابن حبان (4718) ، والبيهقي في "السنن " 9/44، وفي "الدلائل " 3/234 من طرق عن حماد بن سلمة، به- ولم يذكر أبو يعلى وابن حبان عليَّ بن زيد، وزاد ابن حبان في آخره: قال: "اللهم إنك إن تشأ لا تُعبَد في الأرض "، وقد سلفت هذه الزيادة مفردةَ برقم (12538) عن عبد الصمد، وعفان عن حماد.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4414) .
قوله: "رَهِقَه " كفَرِحَ، غشيه ولحقه، أو دنا منه، سواء أخذه أو لم يأخذه، وأرهق الرجلَ: أدركه.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أنصفنا إخواننا"، وفي (س) ونسخة في (ق) : "ما أنصفنا أصحابنا" وهي رواية مسلم، قال النووي في "شرح مسلم " 12/147-148: الرواية المشهورة فيه "ما أنصَفْنا" بإسكان الفاء، و"أصحابَنا" منصوب مفعول به، هكذا ضبطه جماهير العلماء من المتقدمين والمتأخرين، ومعناه: ما أنصفت قريشٌ الأنصارَ، لكون القرشيَّينِ لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحداً بعد واحد. وذكر القاضي [في "مشارق الأنوار" 2/16] وغيره أن بعضهم رواه: "ما أنصَفَنا" بفتح الفاء، والمراد على هذا الذين فَرُّوا من القتال، فإنهم لم ينصفوا.(21/444)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: غَلَا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، غَلَا السِّعْرُ، سَعِّرْ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ الْمُسَعِّرُ (1) الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ الرَّزَّاقُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ، وَلَا مَالٍ " (2)
14058 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ،
__________
(1) في (م) : إن الله هو المسعر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1631) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3451) ، والبيهقي 6/29، والضياء في "المختارة" (1630) من طريق عفان بن مسلم، به.
وأخرجه الدارمي (2545) ، وابن ماجه (2200) ، والترمذي (1314) ، وأبو يعلى (2861) ، والطبري في "التفسير" 2/594، وابن حبان (4935) ، والبيهقي في "السنن " 6/29، وفي "الأسماء والصفات " ص 65، والضياء (1630) من طرق عن حماد بن سلمة، به- ولم يذكر الضياء قتادةَ وحميداَ.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (761) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن سليمان بن موسى الدمشقي، عن ثابت البناني، عن أنس.
وأخرجه أبو يعلى (2774) من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن البصري، عن أنس.
وسلف برقم (12591) من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة وثابت، عن أنس.(21/445)
عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ (1) يَتَتَرَّسُ بِهِ، وَكَانَ رَامِيًا، وَكَانَ إِذَا رَمَى (2) رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَخْصَهُ يَنْظُرُ أَيْنَ يَقَعُ سَهْمُهُ، وَيَرْفَعُ أَبُو طَلْحَةَ صَدْرَهُ، وَيَقُولُ: هَكَذَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، لَا يُصِيبُكَ سَهْمٌ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَشُورُ (3) نَفْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: إِنِّي جَلْدٌ يَا رَسُولَ اللهِ، فَوَجِّهْنِي فِي حَوَائِجِكَ، وَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ " (4)
__________
(1) لفظة "خلفه" لم ترد في (ظ 4) .
(2) في (ظ 4) : فكان إذا ما رمى.
(3) في (ق) ونسخة في (س) : يسود، وفي (م) : يسوق، والمثبت من (ظ 4) و (س) ، وهو الصواب، قال في "النهاية" 2/508: "يَشُور نفسه بين يدي رسول الله "، أي: يعرضها للقتل، وقيل: يسعى ويخفُّ ليُظْهِرَ بذلك قوتَه.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد 3/506-507، وأبو عوانة 4/307-308، والخطابي في "غريب الحديث " 1/433 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1347) ، وأبو يعلى (3412) ، وأبو عوانة 4/307، والحاكم 2/116 من طرق عن حماد بن سلمة، به- ورواية أبي يعلى مختصرة.
وانظر ما سلف برقم (12024) .
قوله: رفع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شخصه، أي: مد جسمه وتطاول ليرى موقع السهم.
وقول أبي طلحة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هكذا لا يصيبك سهم، أي: يشير بيده للنبي=(21/446)
14059 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ بِمِنًى، أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ شِقَّ رَأْسِهِ، فَحَلَقَ الْحَجَّامُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَجْعَلُهُ فِي سَكِّهَا، (1) وَكَانَ يَجِيءُ فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى نِطْعٍ، وَكَانَ مِعْرَاقًا، فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ، وَتَجْعَلُهُ فِي قَارُورَةٍ لَهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا تَجْعَلِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ " قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ عَرَقُكَ أُرِيدُ أَنْ أَدُوفَ بِهِ طِيبِي (2)
14060 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] ، قَالَ: قَعَدَ
__________
= صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا يشرف برأسه كي لا تصيبه سهامُ المشركين.
(1) في (م) و (س) و (ق) : مسكها، والمثبت من (ظ 4) و"طبقات ابن سعد"، والشُك: نوع من الطيب.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 8/429 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الثاني بنحوه البخاري (6281) ، ومن طريقه البغوي (3660) من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس.
وقد سلفت قصة حلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (12483) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وسلفت قصة دَوفِ الطيب بعرق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (12396) من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت، وانظر شرحه هناك.(21/447)
ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِي بَيْتِهِ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: " يَا أَبَا عَمْرٍو، مَا شَأْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ لَا يُرَى؟ أَشْتَكَى؟ "، فَقَالَ: مَا عَلِمْتُ لَهُ بِمَرَضٍ، وَإِنَّهُ لَجَارِي، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ، فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي كُنْتُ مِنْ أَشَدِّكُمْ رَفْعَ صَوْتٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، وَقَدْ هَلَكْتُ أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (1)
14061 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَحُمَيْدٍ، وَثَابِتٍ، (2) عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَاجْتَوَوْهَا، فَبَعَثَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ، وَقَالَ: " اشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا، وَأَبْوَالِهَا "، فَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَاقُوا الْإِبِلَ، وَارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ، فَأُتِيَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ مِنْ خِلَافٍ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، وَأَلْقَاهُمْ بِالْحَرَّةِ "، قَالَ أَنَسٌ: " قَدْ كُنْتُ أَرَى أَحَدَهُمْ يَكْدُّ (3) الْأَرْضَ بِفِيهِ حَتَّى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 1/68-69 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وانظر (12399) .
وفي ذِكْر سعد بن معاذ في هذا الحديث إشكال فصَّلنا القول فيه عند الحديث رقم (12480) .
(2) قوله: "وحميد وثابت " سقط من (م) .
(3) في الأصول: يكدم، وهو خطأ، إذ لا فرق عند إثباتها هكذا بينها=(21/448)
مَاتُوا "، وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: " يَكْدُمُ الْأَرْضَ بِفِيهِ حَتَّى مَاتُوا "، (1)
__________
= وبين ما سيُنْقَل عن حماد في آخر الحديث. وجاء هذا الحرف على الصواب في "سنن الترمذي " (72) ، ومن هناك أثبتناه.
ومعنى "يكدُ": ينتزع بشدة، ومعنى "يكدم ": يقضَمُ بأدنى فمه. ووقع في الرواية السالفة برقم (12668) بلفظ: يقضمون حجارتها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي (72) و (1845) و (2042) ، وأبو يعلى (3508) و (3871) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وروايتا الترمذي الأخيرتان مختصرتان، وقال: حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود (4367) ، وأبو يعلى (3311) ، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 1/502، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/108، وفي "شرح مشكل الآثار" (1815) من طرق عن حماد بن سلمة، به. ورواية الطحاوي في "المعاني " مختصرة، ولم يسق لفظه في "شرح المشكل ".
وأخرجه النسائي 7/97- 98 من طريق بهز بن أسد، عن حماد بن سلمة، عن قتادة وثابت، به- ولم يذكر حميداً.
وأخرجه البخاري (5685) ، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 1/521 من طريق سلام بن مسكين، عن ثابت وحده، به. وزاد البخاري بإثره: قال سلام: فبلغني أن الحجاج قال لأنس: حدثني بأشدَّ عقوبة عاقبه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فحدثه بهذا، فبلغ الحسن- أي: البصري- فقال: وَدِدْتُ أنه لم يحدثه.
وسلف الحديث برقم (12042) من طريق حميد وحده، وبرقم (12668) من طريق قتادة وحده.
وقوله: "من خلاف "، قال أبو داود بإثر الحديث (4368) من "سننه ": لم يذكر هشام عن قتادة "من خلاف " ورواه شعبة عن قتادة، وسلام بن مسكين=(21/449)
14062 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، (1) وَهَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ بِنَحْوِ حَدِيثِ حَمَّادٍ (2)
14063 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْتَلِفُ إِلَى الشَّامِ، وَكَانَ يُعْرَفُ، وَكَانَ
__________
= عن ثابت، جميعاً عن أنس، لم يذكرا "من خلاف"، ولم أجد في حديث أحد "قطع إيديهم وأرجلهم من خلاف " إلا في حديث حماد بن سلمة.
(1) سقط "حماد" من (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة همام- وهو ابن يحيى- وأما متابعه حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وسيأتي برقم (14086) عن بهز وعفان، عن همام وحده، وزاد في آخره هناك: قال قتادة عن محمد بن سيرين: إنما كان هذا قبل أن تنزل الحدودُ.
وأخرجه أبو يعلى (3872) ، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 2/165، والبيهقي 9/70 من طريق عفان، بهذا الإسناد- وزاد فيه أبو يعلى والبيهقي قول محمد بن سيرين.
وأخرجه البخاري (5686) ، ومسلم (1671) (13) ، وأبو يعلى (3872) ، وأبو عوانة، والبيهقي 10/4 من طرق عن همام وحده، به- زاد البخاري والبيهقي قول محمد بن سيرين.
وانظر ما قبله وما سلف برقم (12668) .
وأخرج قول ابن سيرين مفرداً أبو داود (4271) عن محمد بن كثير، وعن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن همام، عن قتادة، عن محمد بن سيرين.
قلنا: وقد ذهب بعض أهل العلم اعتماداً على هذا القول وغيره إلى القول بنسخ الأحكام التي في حديث العرنيين. وانظر الكلام على هذه المسألة في "فتح الباري " 1/340- 341.(21/450)
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُعْرَفُ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَنْ (1) هَذَا الْغُلَامُ بَيْنَ يَدَيْكَ؟ قَالَ: هَذَا يَهْدِينِي السَّبِيلَ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ نَزَلَا الْحَرَّةَ، وَبَعَثَا إِلَى الْأَنْصَارِ، فَجَاءُوا، فَقَالُوا: قُومَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ، قَالَ: " فَشَهِدْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ، وَلَا أَضْوَأَ مِنْ يَوْمٍ دَخَلَ عَلَيْنَا فِيهِ، وَشَهِدْتُهُ يَوْمَ مَاتَ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا كَانَ أَقْبَحَ، وَلَا أَظْلَمَ مِنْ يَوْمٍ مَاتَ فِيهِ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
14064 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَيَّفُوا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " يَا أُمَيَّةُ بْنَ خَلَفٍ، يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، يَا عُتْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ، يَا شَيْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا "، قَالَ: فَسَمِعَ عُمَرُ صَوْتَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُنَادِيهِمْ
__________
(1) في (م) : ما.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/516، والدارمي (88) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد- واقتصر الدارمي على الشطر الثاني منه.
وانظر (12234) .
والغلام في قولهم لأبي بكر: من هذا الغلام؟ يريدون به الكهلَ، يقال للصبي وللكهل: غلام، وهو من الأضداد.(21/451)
بَعْدَ ثَلَاثٍ، وَهَلْ يَسْمَعُونَ؟ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] ؟ فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا " (1)
14065 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ مَاتَ لَهُ ابْنٌ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: لَا تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أُخْبِرُهُ، فَسَجَّتْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ وَضَعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامًا، فَأَكَلَ، ثُمَّ تَطَيَّبَتْ لَهُ، فَأَصَابَ مِنْهَا، فَعَلِقَتْ بِغُلَامٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، إِنَّ آلَ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فُلَانٍ عَارِيَةً، فَبَعَثُوا إِلَيْهِمْ ابْعَثُوا إِلَيْنَا بِعَارِيَتِنَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في المغازي كما في "إتحاف المهرة" 1/465 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
قلنا: واستشهاد عمر بقوله تعالى: (إنك لا تُسمع الموتى) لا يحفظ إلا في طريق عفان هذه عن حماد بن سلمة، فقد سلف الحديث برقم (13296) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، ورواه مسلم (2874) عن هداب بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، فلم يذكراه، كذلك رواه سليمان بن المغيرة عن
ثابت فيما سلف برقم (182) فلم يذكره، ورواه أيضاً حميد الطويل فيما سلف برقم (12020) ، وقتادة فيما سلف برقم (12471) كلاهما عن أنس فلم يذكراه، فهو غير محفوظ في حديث أنس.
والذي استدلَ بهذه الآية هو عائشة رضي الله عنها في إنكارها على ابن عمر لروايته هذا الحديث، انظر "صحيح البخاري " (1370) و (1371) و (3979) و (3980) ، وشرح الحافظ ابن حجر عليه في "الفتح " 3/234 و7/302 -304.(21/452)
فَأَبَوْا أَنْ يَرُدُّوهَا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لَيْسَ لَهُمْ ذَلِكَ، إِنَّ الْعَارِيَةَ مُؤَدَّاةٌ إِلَى أَهْلِهَا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَبَضَهُ فَاسْتَرْجَعَ، قَالَ أَنَسٌ: فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَهُمَا فِي لَيْلَتِهِمَا "، قَالَ: فَعَلِقَتْ بِغُلَامٍ، فَوَلَدَتْ، فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَمَلْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ، وَهُوَ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَخَذَ التَّمَرَاتِ فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ فَلَاكَهُنَّ، ثُمَّ جَمَعَ لُعَابَهُ، ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُبُّ الْأَنْصَارَ التَّمْرَ "، فَحَنَّكَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ، فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ شَابٌّ أَفْضَلَ مِنْهُ، (1)
14066 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ سَلَّامٌ، وَذَكَرَهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد 8/432-433 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2056) ، ومن طريقه البيهقي 4/65-66 عن حماد بن سلمة، به مطولاً، وقرن بحمادِ سليمانَ بنَ المغيرة وجعفرَ بن سليمان.
وقد سلفت قصة التحنيك عن عفان برقم (12795) . وانظر (13026) .
وقوله: فعَلِقَتْ بغلام قال السندي: من "عَلِق" كفَرحِ، أي: حبلت بما جرى بينهما تلك الليلة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلام أبو المنذر: هو سلام بن سليمان المزني، وهو صدوق، وقد رَوَى هذا الحديثَ عن ثابت عن أنس.=(21/453)
14067 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَعُودُهُ، وَقَدْ صَارَ كَالْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ: " هَلْ سَأَلْتَ اللهَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: اللهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا طَاقَةَ لَكَ بِعَذَابِ اللهِ، هَلَّا قُلْتَ: اللهُمَّ آتِنَا (1) فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " (2)
14068 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ:
[البحر الرجز]
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا (3) مُحَمَّدَا ...
__________
= وانظر ما قبله.
(1) في (م) : اللهم ربنا آتنا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2688) (24) ، وأبو يعلى (3511) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 1/489 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2049) من طريق عبيد الله بن محمد التيمي، عن حماد بن سلمة، به.
وانظر (12049) .
(3) في (ظ 4) ونسخة في (س) : بايعنا، وهو خطأ، فإنه لا يستقيم وزن الرجز بهذه اللفظة.(21/454)
عَلَى الْإِسْلَامِ مَا بَقِينَا أَبَدَا،
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
اللهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ ... فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ،
فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، فَأَكَلُوا مِنْهَا، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَة " (1)
14069 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، وَأَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ - يَعْنِي ظِئْرِهِ - فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ، وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ "، قَالَ لِي أَنَسٌ: " فَكُنْتُ أَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ "، وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَاهُ آتٍ (2)
14070 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو مكرر (13646) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد 1/150، وأبو يعلى (3507) ، والبغوي (3708) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12221) .(21/455)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَالرَّجُلُ يُحِبُّ الرَّجُلَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَالرَّجُلُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " (1)
14071 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا، وَكَانَ لِي أَخٌ صَغِيرٌ، وَكَانَ لَهُ نَغْرٌ يَلْعَبُ بِهِ، فَمَاتَ، (2) فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: " مَا شَأْنُ أَبِي عُمَيْرٍ حَزِينًا؟ "، فَقَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ " (3)
14072 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ يَسْلِتُ الدِّمَاءَ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (12783) عن عفان مقروناً به مؤمَل بن إسماعيل.
(2) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : فمات نغره الذي كان يلعب به.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (847) ، وأبو داود (4969) من طريق موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (3347) ، وابن حبان (109) من طريق حوثرة بنِ أشرسَ، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأنظر (13325) .
(4) في (م) : الدماء.(21/456)
عَنْ وَجْهِهِ: " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ "، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] (1)
14073 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ قِيَامِ السَّاعَةِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ "، قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ فَإِنَّهَا قَائِمَةٌ "، قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ عَمَلٍ، غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "، قَالَ: " فَمَا فَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ مَا فَرِحُوا، بِهَذَا الْحَدِيثِ "، قَالَ: فَكَانَ أَنَسٌ يَقُولُ: " فَنَحْنُ نُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ " (2)
14074 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ خَالَهُ حَرَامًا أَخَا أُمِّ سُلَيْمٍ فِي سَبْعِينَ إِلَى بَنِي عَامِرٍ، فَلَمَّا قَدِمُوا، قَالَ لَهُمْ خَالِي: أَتَقَدَّمُكُمْ، فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَّا كُنْتُمْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (13657) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12715) .(21/457)
مِنِّي قَرِيبًا، قَالَ: فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ، إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ مِنْهُمْ كَانَ قَدْ صَعِدَ الْجَبَلَ " - قَالَ هَمَّامٌ: فَأُرَاهُ قَدْ ذَكَرَ مَعَ الْأَعْرَجِ آخَرَ مَعَهُ عَلَى الْجَبَلِ - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ، أَنَّ: " جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ، فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ "، قَالَ أَنَسٌ: كَانُوا يَقْرَءُونَ: " أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ (1) لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا "، قَالَ: " ثُمَّ نُسِخَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا، عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبَنِي لِحْيَانَ، وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ، أَوْ عَصَوْا الرَّحْمَنَ " (2)
14075 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " التُّفَالُ (3) فِي
__________
(1) في (ظ 4) : أن قد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 3/515 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (13195) .
(3) في (م) ونسخة في هامش (س) : التُفل، وكلاهما صحيح، قال في "اللسان": التفل والتُفال: البصاق.(21/458)
الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهُ دَفْنُهُ (1) " (2)
14076 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " كَانَ يَمُدُّ صَوْتَهُ مَدًّا " (3)
14077 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا: يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بَعْدَ التَّكْبِيرِ، بِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] فِي الصَّلَاةِ "، قَالَ عَفَّانُ: يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ التَّكْبِيرِ (4)
14078 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ،
__________
(1) في (م) : دفنها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان بن يزيد- وهو العطار- روى له البخاري تعليقاً، واحتج به مسلم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه أبو داود (474) عن مسلم بن إبراهيم، عن أبان، بهذا الإسناد، وقرن بأبانٍ شعبةَ بن الحجاج وهشاماً الدَستُوائي. وانظر (12062) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13002) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري في "جزء القراءة خلف الإمام " (123) عن حجاج بن منهال، وأبو يعلى (2881) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر (11991) .(21/459)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ (1) أَشْرَاطِ السَّاعَةِ " - قَالَ هَمَّامٌ: وَرُبَّمَا قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ "، قَالَ هَمَّامٌ: كِلَاهُمَا قَدْ سَمِعْتُ - " حَتَّى يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَتُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ " (2)
14079 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ "، قَالَ: " قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ: " فَضَرَبْتُ بِيَدِي فَإِذَا طِينُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ " (3)
14080 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنِ الْوِصَالِ "، قَالَ: قِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: " إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي، وَيَسْقِينِي " (4)
__________
(1) في (م) : إنَ مِن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6808) ، وأبو يعلى (2892) ، وابن حبان (6768) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/342 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وانظر (11944) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (12989) مقروناً فيه ببهزٍ عفانُ بن مسلم.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12740) .(21/460)
14081 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ الزَّوَالِ، فَاحْتَاجَ أَصْحَابُهُ إِلَى الْوُضُوءِ، قَالَ: " فَجِيءَ بِقَعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يَسِيرٌ، فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّهُ فِيهِ، فَجَعَلَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ "، قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: " زُهَاءَ ثَلَاثِ مِائَةٍ " (1)
14082 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ " (2)
14083 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَحَدٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا، إِلَّا الشَّهِيدَ، فَإِنَّهُ وَدَّ أَنْ (3) يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا، فَاسْتُشْهِدَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِمَا رَأَى مِنَ الْفَضْلِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الفريابي في "دلائل النبوة" (21) ، وأبو يعلى (2895) ، وابن حبان (6547) ، وأبو نعيم في "الدلائل " (317) من طريق هدبة بن خالد، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/234 من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (12742) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12801) .
(3) في (م) : يود أنه، وفي نسخة في (س) : يود أن.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (13628) عن بهز بن أسد مقروناً بعفان بن مسلم.(21/461)
14084 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ يَهُودِيًّا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا قَالَ: " السَّامُ عَلَيْكُمْ "، فَأُخِذَ الْيَهُودِيُّ، فَجِيءَ بِهِ فَاعْتَرَفَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدُّوا عَلَيْهِمْ مَا قَالُوا " (1)
14085 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ دَعَاهُ خَيَّاطٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا خُبْزُ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٌ سَنِخَةٌ، قَالَ: فَإِذَا فِيهَا قَرْعٌ، قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ "، قَالَ: فَجَعَلْتُ أُقَرِّبُهُ (2) قُدَّامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَنَسٌ: " لَمْ أَزَلْ يُعْجِبُنِي الْقَرْعُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ " (3)
14086 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَقَالَ بَهْزٌ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَهْطًا مِنْ عُرَيْنَةَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّا قَدِ اجْتَوَيْنَا الْمَدِينَةَ، فَعَظُمَتْ بُطُونُنَا، وَانْتَهَشَتْ أَعْضَادُنَا، (4) فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (12995) عن بهز بن أسد مقروناً بعفان بن مسلم.
(2) في (ظ 4) ونسخة في (س) : أقدمه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12811) .
(4) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : أعضاؤنا، والمثبت من (ظ 4) =(21/462)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِي الْإِبِلِ، فَيَشْرَبُوا (1) مِنْ أَلْبَانِهَا، وَأَبْوَالِهَا "، قَالَ: " فَلَحِقُوا بِرَاعِي الْإِبِلِ، فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا، وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلُحَتْ بُطُونُهُمْ، وَأَلْوَانُهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوا الرَّاعِي، وَاسْتَاقُوا (2) الْإِبِلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ، فَجِيءَ بِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، (3) وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ "، قَالَ قَتَادَةُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: " إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْحُدُودُ " (4)
14087 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ، حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً فَأَقْبَلَ
__________
= و (س) .
(1) المثبت من (م) و (ق) ونسختين في هامشي (ظ 4) و (س) ، وهو الجادة، وفي (ظ 4) و (س) : ويشربون.
(2) في (م) : وساقوا.
(3) زاد في (ق) ونسخة في (س) في هذا" الموضع: من خلاف. وهذه الزيادة خطأ، ولم ترد في (م) و (ظ 4) و (س) . وقال أبو داود بإثر الحديث (4368) : لم أجد "من خلاف" إلا في حديث حماد بن سلمة. يعني روايته عن قتادة وثابت وحميد، وهي السالفة برقم (14061) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف عن عفان وحده برقم (14062) ، وقرن فيه هناك بهمام حماد بن سلمة.
وانظر ما سلف برقم (12042) .
قوله: "وانتهَشت أعضادُنا"، قال ابن الأثير في "النهاية": أي: هُزِلت.
والمنهوشُ: المهزول المجهودُ.(21/463)
عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " إِنِّي إِمَامُكُمْ فَلَا تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ، وَلَا بِالسُّجُودِ، وَلَا بِالْقِيَامِ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي "، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ " (1)
14088 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَ: فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ لِأَهْلِهَا: لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ - فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ بَهْزٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: - قَالَتْ أُمِّي: يَا أَنَسُ، لَا يُطْعَمْ شَيْئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَبَاتَ يَبْكِي، وَبِتُّ مُجْتَنِحًا عَلَيْهِ أُكَالِئُهُ حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَغَدَوْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا مَعَهُ مِيسَمٌ، فَلَمَّا رَأَى الصَّبِيَّ مَعِي قَالَ: " لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ "، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَوَضَعَ الْمِيسَمَ مِنْ يَدِهِ (2) وَقَعَدَ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، المختار بن فلفل من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي مولاهم. وهو مكرر (13571) .
(2) قوله: "من يده" لم يرد في (ظ 4) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، ومسلم احتجاجاً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وحديث بهز الذي أحال إليه المصنف هو السالف برقم (13026) . وانظر=(21/464)
14089 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ، وَقَالَ: " إِذَا مَا وَقَعَتْ (1) لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ "، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلِتَ الصَّحْفَةَ، وَقَالَ: " إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةَ " (2)
14090 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابِهِ (3) مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِلْمًا، فَعَفَا عَنْهُمْ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ
__________
= (12795) .
وقول أنس رضي الله عنه: "مجتنحاً عليه" أي: مائلا عليه، يعني: أعطف عليه وأعتني به.
وقوله: أكالئه، أي: أحرسه وأهتم بشأنه.
(1) في (م) : إذا وقعت.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد- وهو ابن سلمة- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه الترمذي في "سننه " (1803) ، وفي "الشمائل " (141) ، وأبو عوانة 5/366 و369 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (12815) .
(3) لفظة "وأصحابه " أثبتناها من (م) و (س) ، ولم ترد في (ظ 4) و (ق) .(21/465)
عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] (1)
14091 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اتَّخَذَ خَاتَمًا، وَنَقَشَ فِيهِ نَقْشًا، فَقَالَ: " إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا، وَنَقَشْتُ فِيهِ نَقْشًا، فَلَا يَنْقُشْ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِهِ " (2)
14092 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْقَرْعَ " - أَوْ قَالَ: الدُّبَّاءَ - قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُهُ، فَجَعَلْتُ أَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ (3)
14093 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11510) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (12227) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحعى العَوْذي.
وأخرجه أبو يعلى (3943) ، وعنه ابن حبان (5497) عن هُدبة بن خالد، عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (11989) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3243) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (12811) .(21/466)
بِخَمْسَةِ مَكَاكِيكَ، وَيَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ " (1)
14094 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيًّا إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ (2) ، أَلَا إِنَّهُ الْأَعْوَرُ الْكَذَّابُ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَفَرَ " (3)
14095 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهْلُ الْكِتَابِ إِذَا سَلَّمُوا عَلَيْنَا، كَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: " قُولُوا: وَعَلَيْكُمْ " (4)
14096 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِ (5) مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ " (6)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12105) .
(2) المثبت من (م) و (س) و (ق) ، وفي (ظ 4) ونسخة في (س) : إلا أنذر الدجالَ أمتَه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12004) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3214) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (12141) .
(5) في (م) - الصفوف.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3212) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر=(21/467)
14097 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ كَمَا يَبْسُطُ الْكَلْبُ " (1)
14098 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " وَيْحَكَ - أَوْ وَيْلَكَ - ارْكَبْهَا " (2)
14099 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلَا يَتْفُلَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ أَو تَحْتَ قَدَمِهِ " (3)
14100 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَتْ بِالْمَدِينَةِ فَزْعَةٌ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= (12813) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3216) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وقرن به وهب بن جرير. وانظر (12066) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي. وهو مكرر (13931) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (13953) . وما بين المعقوفين منه، وهو الموافق للروايات الأخرى عن قتادة عن أنس.(21/468)
فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ، يُقَالُ لَهُ: مَنْدُوبٌ، فَرَكِبَهُ، وَقَالَ: " مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا " (1)
14101 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ضَخْمًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّيَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، وَدَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَبَسَطُوا لَهُ حَصِيرًا، وَنَضَحُوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ "، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: " مَا رَأَيْتُهُ صَلَّاهَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ " (2)
14102 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ أَصْحَابُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ فَخَفَّفَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ فَأَطَالَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ فَخَفَّفَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ فَأَطَالَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْتَ فَجَعَلْتَ تُطِيلُ إِذَا دَخَلْتَ، وَتُخَفِّفُ إِذَا خَرَجْتَ قَالَ: " مِنْ أَجْلِكُمْ فَعَلْتُ مَا فَعَلْتُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (13907) عن بهز بن أسد مقروناً بوكيع بن الجراح وأبي النضر هاشم بن القاسم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12917) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =(21/469)
14103 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا " (1)
14104 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا " (2)
14105 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَجَرَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا "، قَالَ قَتَادَةُ: فَسَأَلْنَا أَنَسًا عَنِ الْأَكْلِ، قَالَ: " الْأَكْلُ أَشَدُّ " (3)
14106 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ،
__________
= حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وهو مكرر (12918) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (4162) عن غسان بن الربيع، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق عبد العزيز بن صهيب وحده برقم (11957) ، ومن طريق شعيب وحده برقم (12866) ، ومن طريق عبد العزيز وشعيب وثابت البناني برقم (13506) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد، وهمام: هو ابن يحيى العَوذي. وانظر (12687) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12185) .(21/470)
عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كُنْتُ غُلَامًا جَوَادًا فَصِدْتُ أَرْنَبًا فَشَوَيْنَاهَا، فَأَرْسَلَ مَعِي أَبُو طَلْحَةَ بِعَجُزِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا " (1)
14107 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا، أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: (2) قَدْ سُئِلْتَ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو داود (3791) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (12182) .
وقول أنس رضي الله عنه: "كنت غلاماَ جَوَادا" أي: سريعا مثل الفرس الجواد. ويوضح ذلك روايةُ شعبة عن هشام السالفة برقم (12182) ، ففيها: أنفجنا أرنبا بمَر الظَهران، فسعى عليها الغلمان حتى لَغَبوا، فأدركتُها.
وفي رواية حماد عند أبي داود: "كنت غلاماَ حَزَوَراً" والحَزَوَر، قال في "القاموس ": الغلام القوي.
(2) في (ظ 4) : "قال له "، وفي (م) و (ق) : "يقال له "، والمثبت من (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، علي بن عبد الله: هو ابن المديني الإمام الثبت، وهو من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
هشام أبو معاذ: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه البخاري (6538) عن علي ابن المديني، بهذا الإسناد. =(21/471)
14108 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ أَحَبَّ الثِّيَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَهَا الْحِبَرَةُ " (1)
14109 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ (2) مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ "، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: هَلْ كَانَ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ " (3)
__________
وأخرجه مسلم (2805) (52) ، وأبو يعلى (2926) و (2976) و (3021) ، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 2/255، وابن حبان (7351) من طرق عن معاذ بن هشام، به. وانظر (13288) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه البخاري (5813) ، ومسلم (2079) ، والترمذي في "الجامع " (1787) ، وفي "الشمائل " (60) ، والنسائي 8/203، وأبو يعلى (3012) ، وأبو عوانة 5/467، والبغوي (3066) من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وانظر (12377) .
(2) لفظة "الواحدة" ليست في (ظ 4) و (س) ، وأثبتناها من (م) و (ق) ونسخة في (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه البخاري (268) ، وأبو يعلى (2941) و (3176) و (3203) ،=(21/472)
14110 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَدَ تَمْرَةً، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً لَأَكَلْتُهَا " (1)
__________
= والنسائي في "الكبرى" (9033) ، وابن خزيمة (231) ، وابن حبان (1208) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 232، والإسماعيلي كما في "الفتح " 1/378، والبيهقي 7/54، والبغوي (270) من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
ورواية أبي يعلى والإسماعيلي من طريق محمد بن المثنى عن معاذ، وفيها: أعطي قوة إربعين. قال الحافظ: وهي رواية شاذة من هذا الوجه.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 232 من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به.
وانظر (12640) .
قال البخاري بإثر روايته: قال سعيد- يعني ابن أبي عروبة- عن قتادة: أن أنساً حدثهم: تسع نسوة. قلنا: رواية "تسع نسوة" هي رواية يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، وخرجناها عند الحديث (12701) . وانظر كلام الحافظ على اختلاف الروايتين في "الفتح " 1/378.
وفي باب ما أُعطي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القوة على الجماع انظر "طبقات ابن سعد" 1/374، و"فتح الباري " 1/378.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله- وهو ابن المديني- فمن رجال البخاري. معاذ: هو ابن هشام ابن أبي عبد الله الدَستُوائي.
وأخرجه مسلم (1071) (166) ، وأبو يعلى (2975) و (3011) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة 2/199 من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وانظر (12913) .(21/473)
14111 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) آخِرُ مُسْنَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.
وأخرجه مسلم (200) (341) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (798) ، وأبو يعلى (3022) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/627 و636 و901، وابن منده في "الإيمان " (917) من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وانظر (12376) .(21/474)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد - هيثم عبد الغفور
الجزء الثاني والعشرون
مؤسسة الرسالة(22/1)
النسخ الخطية المعتمدة في مسند جابر بن عبد الله:
1- نسخة المكتبة الظاهرية (ظ 4) ، والموجود منها ينتهي بانتهاء
الحديث (14630) .
2- نسخة دار الكتب المصرية (س) .
3- نسخة المكتبة القادرية ببغداد (ق) .
ووضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في حاشية هذه
الطبعة، وأشرنا في الهوامش إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها ب (م) .
الرموز المستعملة قي زيادات عبد الله بن أحمد، ووجاداته، وما رواه عن ابيه وعن شيخ أبيه أو غيره، هي:
• دائرة صغيرة سوداء لزياداته.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في مسند جابر: 1093 حديثا
عدد الأحاديث الضعيفة فيه: 79 حديثا
عدد الأحاديث التي لم نجزم بصحتها أو ضعفها: 15 حديثا.(22/7)
مُسْنَدُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
14112 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَلَقٍ مِنْ أَفْلَاقِ الْحَرَّةِ، وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: " نِعْمَتِ الْأَرْضُ الْمَدِينَةُ، إِذَا خَرَجَ الدَّجَّالُ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا مَلَكٌ، لَا يَدْخُلُهَا، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، رَجَفَتْ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، لَا يَبْقَى مُنَافِقٌ، وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، وَأَكْثَرُ - يَعْنِي - مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، وَذَلِكَ يَوْمُ التَّخْلِيصِ، وَذَلِكَ يَوْمَ تَنْفِي الْمَدِينَةُ الْخَبَثَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، يَكُونُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْيَهُودِ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَاجٌ، وَسَيْفٌ مُحَلًّى، فَتُضْرَبُ رَقَبَتُهُ بِهَذَا الضَّرْبِ الَّذِي عِنْدَ مُجْتَمَعِ السُّيُولِ "
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كَانَتْ فِتْنَةٌ، وَلَا تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَكْبَرَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَلَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ حَذَّرَهُ أُمَّتَهُ، (1) وَلَأُخْبِرَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مَا أَخْبَرَهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ قَبْلِي "، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (2)
__________
(1) في (م) : حذر أمته.
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين=(22/9)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إلا أنه منقطع، فإن زيد- وهو ابن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب- لم يسمع من جابر. أبو عامر: هو العقدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي.
وانظر ما سيأتي برقم (15233) .
وسيأتي بعضه ضمن حديث طويل من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (14954) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تنفي المدينة الخبث ... " سيأتي من طريق محمد بن المنكدر، عن جابر برقم (14284) .
وقصة عور الدجال وحدها ستأتي برقم (14569) من طريق أبي الزبير.
وأخرج الطبراني في "الأوسط " (2186) من طريق علي بن عاصم، عن سعيد الجُرَيْري، عن أبي نضرة، عن جابر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أهل المدينة اذكروا يوم الخلاص"، قالوا: وما يوم الخلاص؟ قال: "يقبل الدجال حتى ينزل بذُبابِ (جبل بالمدينة) ، فلا يبقى في المدينة مشرك ولا مشركة ولا كافر، ولا منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة، إلا خرج إليه، ويخلص
المؤمنون، فذلك يوم الخلاص ... " الحديث. وسنده ضعيف، علي بن عاصم - وهو الواسطي- ضعيف.
ولأول الحديث إلى قوله: "وأكثر من يخرج إليه النساء" شاهد من حديث ابن عمر، سلف في "المسند" برقم (5353) بإسناد ضعيف.
ومن حديث محجن بن الأدرع، سيأتي 5/32.
ومن حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث، سيأتي أيضاً 5/41.
ولقوله: "يكون معه سبعون ألفاً من اليهود" شاهد من حديث أنس، سلف في "المسند" برقم (13344) .
وقوله: "ولا من نبي إلا وقد حذر ... " له شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف في "المسند" برقم (1526) ، ومن حديث ابن عمر برقم (4804) . ومن حديث أنس (12004) .(22/10)
14113 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ، قَالَ: سَأَلَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ: " تَبُلُّ الشَّعْرَ، وَتَغْسِلُ الْبَشَرَةَ "، قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ؟ قَالَ: " كَانَ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا "، قَالَ: إِنَّ رَأْسِي كَثِيرُ الشَّعْرِ، قَالَ: " كَانَ رَأْسُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ رَأْسِكَ، وَأَطْيَبَ " (1)
__________
قوله: "فَلَق"، هو بفتحتين: المطمئن من الأرض بين ربوتين.
وقوله: "نقَب"، هو الطريق بين الجبلين، وأنقاب: جمع قلة للنَقْب.
وقوله: "الخبث" بفتحتين أو بضم فسكون، هو الشر والفساد ونحوه، وخبثُ الحديد: هو ما تلقيه النار من وسخه وقذره ونحو ذلك إذا أذيب.
و"الساج": هو الطيْلَسان الأخضر، وقيل: هو الطيلسان المقور يُنسج كذلك، وهو من لباس العجم.
و"قبته" بضم فتشديد، أي: خيمته.
و"الظرِب"، قال السندي: هو بفتح ظاء معجمة وكسر راء مهملة: الجبل الصغير، وهو هكذا في أصلنا. وفي بعض النسخ كما في (س) و (ق) بالضاد المعجمة، والصواب: الظاء.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد- وهو المدني- فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث.
والحسن بن محمد المذكور في القصة: هو الحسن بن محمد (المعروف بابن الحنفية) بن علي بن أبي طالب الهاشمي.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (1801) عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (996) ، وابن أبي شيبة 1/64 عن ابن عيينة، عن=(22/11)
14114 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " بَايَعْنَا نَبِيَّ اللهِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ " (1)
__________
= عمرو بن دينار، عن جابر موقوفاً: يغرف الجنب على رأسه ثلاث غرفات من الماء.
وسيأتي برقم (15037) من طريق معمر، عن زيد بن أسلم، به.
وسيأتي من طريق محمد بن علي برقم (14188) ، ومن طريق بشر بن أبي بشير برقم (15021) ، كلاهما عن جابر.
وانظر ما سيأتي بالأرقام (14250) و (14259) و (14752) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7418) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن قيس - وهو اليشكري- فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة سمع من جابر وكتب عنه صحيفة، ومات قبله، وأبو بشر- وهو جعفر بن أبي وحشية- لم يسمع منه، وإنما حَدَث عن صحيفته التي عن جابر. يحيى بن حماد: هو
الشيباني، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه بأتم مما هنا الترمذي (1591) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبو يعلى (1908) و (2301) ، والطبري في "تفسيره" 26/87 من طريق الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، وفي 26/87 أيضاً من طريق القاسم بن عبد الله ابن عمرو، عن محمد بن المنكدر، ثلاثتهم (أبو سلمة، وأبو سفيان، ومحمد) عن جابر.
وسيأتي بأتم مما هنا برقم (14823) من طريق أبي الزبير، عن جابر.
وفي الباب عن معقل بن يسار عند مسلم (1858) ، وسيأتي 5/25، قال: لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفرَ. =(22/12)
14115 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: غَزَوْنَا - أَوْ سَافَرْنَا - مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ بِضْعَةَ عَشَرَ وَمِائَتَانِ، (1) فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ فِي الْقَوْمِ مِنْ مَاءٍ؟ " فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى بِإِدَاوَةٍ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَصَبَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَدَحٍ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَتَرَكَ الْقَدَحَ، فَرَكِبَ النَّاسُ الْقَدَحَ تَمْسَحُوا، وَتَمْسَحُوا، (2) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى رِسْلِكُمْ " حِينَ سَمِعَهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ، قَالَ: فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّهُ فِي الْمَاءِ وَالْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
وعن عبد الله بن زيد عند البخاري (2959) ، ومسلم (1861) ، وسيأتي 4/42: لما كان زمن الحرَّة أتاه آتِ، فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، فقال: لا أبايع على هذا أحداً بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن سلمة بن الأكوع عند البخاري (2960) ، ومسلم (1860) ، وسيأتي 4/47 وقد سُئل: على أي شيء بايعتم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية؟ قال: على الموت.
وانظر التعليق على هذه الأحاديث في "الفتح " 6/117-119.
(1) في الأصول الخطية: مئتين. والمثبت من (م) ، وهو الصواب.
(2) في (م) و (س) : "يمسحوا ويمسحوا" بالتحتانية، لكن رُمجت الواو في (س) ، وهما خطأ. وفي (ق) : "تمسحوا" مرة واحدة، والمثبت من (ظ 4) .
قال السندي في "حاشيته": صيغة أمر من التمسح، أي: يقول بعضهم لبعض: تمسحوا، كأنهم قصدوا بذلك التبرك دون الوضوء، ورأوا جواز ذلك لضرورة، ورأوا أن التيمم عند العجز عن المسح.(22/13)
بِسْمِ اللهِ "، ثُمَّ قَالَ: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ "، فَوَالَّذِي هُوَ ابْتَلَانِي بِبَصَرِي لَقَدْ رَأَيْتُ الْعُيُونَ، عُيُونَ الْمَاءِ، يَوْمَئِذٍ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما رفعها (1) حَتَّى تَوَضَّئُوا أَجْمَعُونَ (2)
14116 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، مَعَنَا النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، طُفْنَا بِالْبَيْتِ،
__________
(1) قوله: "فما رفعها" لم يرد في (م) و (س) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نُبَيح- وهو ابن عبد الله- العَنَزي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، فقد وثقه أبو زرعة وابن حبان والعجلي، وصحح له الترمذي وابن حبان وابن خزيمة والحاكم، وقد جهله ابن المديني، وقال الحافظ ابن حجر فيه: مقبول!
وأخرجه الدارمي (26) عن أبي النعمان محمد بن الفضل، والبيهقي في "الدلائل" 4/117-118 من طريق مسدد بن مسرهد، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (14860) من طريق عَبِيدة بن حُميد، عن الأسود بن قيس، به.
وأخرج نحوه مسلم (3013) من طريق عبادة بن الوليد، عن جابر.
وانظر ما سيأتي برقم (14522) من طريق سالم بن أبي الجعد، و (14697) من طريق أنس بن مالك، كلاهما عن جابر.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3807) ، وانظر شواهده هناك.
قوله: "فركب الناس القَدَح"، أي: ازدحموا عليه، والقَدَح: إناء للشرب يُرْوي الرَجُلين، والجمع: أقداح.(22/14)
وَبِالصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحْلِلْ "، قُلْنَا: أَيُّ الْحِلِّ قَالَ: " الْحِلُّ كُلُّهُ "، قَالَ: فَأَتَيْنَا النِّسَاءَ، وَلَبِسْنَا الثِّيَابَ، وَمَسِسْنَا الطِّيبَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ، وَكَفَانَا الطَّوَافُ الْأَوَّلُ بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ، وَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْتَرِكَ فِي الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ، كُلُّ سَبْعَةٍ مِنَّا فِي بَدَنَةٍ، فَجَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا الْآنَ، أَرَأَيْتَ عُمْرَتَنَا هَذِهِ لِعَامِنَا (1) هَذَا أَمْ لِلْأَبَدِ؟ (2) فَقَالَ: " لَا، بَلْ لِلْأَبَدِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا الْآنَ، فِيمَ الْعَمَلُ الْيَوْمَ؟ أَفِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ، وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ، أَوْ فِيمَا نَسْتَقْبِلُ؟ قَالَ: " لَا، (3) بَلْ فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ، وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ " قَالَ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ: فَسَمِعْتُ مَنْ سَمِعَ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: قَالَ: " اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ "، (4)
__________
(1) في (ظ 4) : ألعامنا؟ بهمزة الاستفهام.
(2) في (ظ 4) و (ق) ونسخة في هامش (س) : أو للأبد.
(3) حرف "لا" لم يرد في (ظ 4) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي-، فقد روى له البخاري مقروناً بغيره، واحتج به مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه حجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جابر كما سيأتي برقم (14418) . أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي، وزهير: هو ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي الكوفي.
وأخرجه الخطيب في "المدرج" 1/561-562، وابن حبان (3919) من=(22/15)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق يحيى بن آدم وأبي نعيم الفضل بن دكين، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1737) ، وأخرجه مسلم مفرقاً (1213) (138) و (2648) عن أحمد بن يونس ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" مفرقاً (2721) و (2722) و (2723) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (74) عن علي بن الجعد، أربعتهم (الطيالسي وأحمد ويحيى وعلي) عن زهير بن معاوية، به- واقتصر أبو القاسم البغوي في الموضع الثاني، وأبو محمد البغوي في روايتهما على سؤالي سراقة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واقتصر الطيالسي ومسلم في الموضع الثاني وأبو داود على سؤاله عن العمل وحده.
وأخرجه الطحاوي 2/140 مختصراً من طريق ابن لهيعة، وابن حبان مفرقاً (337) من طريق روح بن القاسم، و (3924) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والآجري في "الشريعة" ص 174 من طريق ابن أبي ليلى، ثلاثتهم عن أبي الزبير، به. ورواية الآجري مختصرة بقصة سؤال سراقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العمل.
وأخرج ابن ماجه (2967) من طريق محمد بن المنكدر، عن جابر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان أفردوا بالحج.
وقصة الإهلال بالحج وحده ستأتي ضمن حديث من طريق أبي الزبير برقم (14944) و (15163) و (15244) ، ومن طريق عطاء برقم (14238) ، ومن طريق محمد بن علي الباقر برقم (14440) ، ومن طريق مجاهد برقم (14833) ، ومن طريق أبي سفيان برقم (14380) .
وقصة الطواف ستأتي ضمن حديث من طريق أبي الزبير برقم (15163) ، ومن طريق محمد بن علي بن الحسين الباقر برقم (14440) ، ومن طريق عطاء برقم (14942) ، ومن طريق أبي سفيان برقم (14923) .
وقصة السعي ستأتي ضمن حديث من طريق أبي الزبير برقم (15163) ، ومطولة من طريق محمد بن علي ضمن حديثه الطويل برقم (14440) ، ومن=(22/16)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق أبي سفيان برقم (14923) ، ومن طريق عطاء برقم (14942) .
وقصة التمتع ستأتي ضمن حديث من طريق أبي الزبير برقم (14418) و (14944) و (15039) ، ومن طريق عطاء برقم (14238) ، ومن طريق محمد ابن علي الباقر برقم (14440) ، ومن طريق مجاهد برقم (14833) ، ومن طريق أبي سفيان برقم (14923) ، ومختصراً بلفظ: متعتان كانتا على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنهانا عنهما عمر فانتهينا من طريق أبي نضرة برقم (14479) .
وقصة الإهلال بالحج يوم التروية ستأتي ضمن حديث من طريق أبي الزبير برقم (14418) و (15039) و (15163) ، ومن طريق عطاء برقم (14238) .
ورويت من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه ضمن حديثه الطويل، انظر تخريجه عند الحديث رقم (14440) .
وقوله: كفانا الطواف الأول بين الصفا والمروة، سيأتي من طريق أبي الزبير برقم (14414) و (15155) ، وضمن حديث من طريق عطاء برقم (14900) .
وقصة الاشتراك في الهدي ستأتي من طريق أبي الزبير برقم (14127) و (14229) و (15043) و (15045) ، ومن طريق عطاء برقم (14265) ، ومن طريق أبي سفيان برقم (14498) ، ومن طريق الشعبي برقم (14593) ، ومن طريق سليمان بن قيس برقم (14808) .
وسؤال سراقة عن الحج سيأتي ضمن حديث من طريق أبي الزبير برقم (15163) ، ومن طريق عطاء برقم (14279) ، ومن طريق محمد بن علي الباقر برقم (14440) .
وسؤاله عن العمل سيأتي من طريق أبي الزبير برقم (14600) ، ومن طريق محمد بن المنكدر برقم (14258) .
وفي باب إفراد الحج، والإحلال لمن لم يسق الهدي عن ابن عمر، سلف برقم (4822) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اكتفى بطواف واحد بين الصفا والمروة عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (6391) ، وانظر الكلام عيله عند الحديث رقم=(22/17)
قَالَ حَسَنٌ: قَالَ زُهَيْرٌ: ثُمَّ لَمْ أَفْهَمْ كَلَامًا تَكَلَّمَ بِهِ أَبُو الزُّبَيْرِ، فَسَأَلْتُ يَاسِينَ، (1) فَقُلْتُ: كَيْفَ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ "
14117 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ،
__________
= (5350) .
وعن أبي قتادة وأبي سعيد الخدري وابن عباس عند الدارقطني وسؤال سراقة بن مالك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العمرة، سيأتي في مسنده 4/175.
ويشهد لسؤاله عن العمل: حديث أبي بكر، وقد سلف برقم (19) .
وعمر، سلف برقم (196) .
وعلي، سلف برقم (621) .
وعبد الله بن مسعود، سلف برقم (3553) .
وعبد الله بن عمر، سلف برقم (5140) .
وذي اللحية، سيأتي 4/67.
وعمران بن حصين، سيأتي 4/427.
وأبي الدرداء، سيأتي 6/441.
(1) في (م) وسائر الأصول: "قال زهير: فسألت ياسين: ما قال؟ قال: ثم لم أفهم كلاماً تكلم به أبو الزبير، فسألت رجلاً" ولا يخفى أن فيه اضطراباً، والصواب ما أثبتناه، ومعناه في "مسند الطيالسي" و"الجعديات". وحسن المذكور في هذه الجملة: هو حسن بن موسى الأشيب، وهو شيخ ثالث للإمام
أحمد في هذا الحديث، وياسين: هو ابن معاذ الزيات كما جاء مقيداً عند الطيالسي، وهو ضعيف.(22/18)
وَلَا غُولَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي-، فقد روى له البخاري مقروناً بغيره واحتج به مسلم. وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر كما سيأتي برقم (15103) ، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه مسلم (2222) (107) عن أحمد بن يونس ويحيى بن يحيى النيسابوري، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 13 من طريق هيثم ابن جميل، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3251) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3251) عن علي بن الجعد، أربعتهم عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث عن الحسن بن موسى، عن زهير برقم (14349) ، ومن طريق ابن جريج، عن أبي الزبير برقم (15103) .
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته" (38) و (39) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (783) ، وأخرجه ابن أبي شيبة 9/43، ومسلم (2222) (108) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (281) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3183) من طريق يزيد بن إبراهيم التُستَري، وأبو يعلى (1789) من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم (ابن طهمان ويزيد وحماد) عن أبي الزبير، به.
وأخرجه الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 15 من طريق هشام ابن أبي عبد الله الدسْتُوائي، عن قتادة، عن جابر. ولفظه: "لا عدوى، ولا طيرة (وكل إنسان ألزمناه طائرَه في عُنقِه) [الإسراء:13] ". ورجاله ثقات إلا أن قتادة لم يسمع من جابر شيئاً.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1502) .
وعن ابن عباس، سلف برقم (2425) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (4198) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (4775) .(22/19)
14118 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلَا يَمْشِ (1) فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَ شِسْعَهُ، وَلَا يَمْشِ فِي خُفٍّ وَاحِدَةٍ، وَلَا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَحْتَبِ بِالثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَلَا يَلْتَحِفُ الصَّمَّاءَ " (2)
__________
= وعن أبي هريرة، سلف برقم (7620) .
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12180) .
وعن السائب بن يزيد، سيأتي 3/449-450.
وانظر تتمة شواهده وشرحه في هذه المواضع.
وقوله: "ولا غُول"، قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 14/216- 217: قال جمهور العلماء: كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفَلَوات- وهي جنس من الشياطين (!) - تتراءى للناس، وتتَغَول تَغوُلاَ- أي: تتلون تلوناً-، فتضلهم عن الطريق، فتهلكهم، فأبطل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاك، وقال آخرون: ليس المراد بالحديث نفي وجود الغُول، وإنما معناه: إبطال ما تزعمه العرب من
تلون الغول بالصور المختلفة واغتيالها، قالوا: ومعنى "لا غُول": أي لا تستطيع أن تضل أحداً.
(1) سبق أن ذكرنا غير مرة أن هذا وما بعده نهي جاء بصيغة النفى، وهو جائز في العربية.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فقد روى له البخاري مقروناً بغيره واحتج به مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر عند المصنف برقم (14178) ، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه مسلم (2099) (71) ، وأبو داود (4137) ، والنسائي في=(22/20)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
="الكبرى" (9798) ، وأبو عوانة 5/506 و507، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2724) و (2725) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1360) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6277) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3159) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث عن هاشم بن القاسم، عن زهير برقم (14504) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/294، وأبو عوانة 5/331 و509 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، به. اقتصر ابن أبي شيبة في روايته على النهي عن الأكل بالشمال، ورواية أبي عوانة ليس فيها أول الحديث، وهو قوله: "إذا انقطع ... " إلى قوله: "حتى يصلحه"، وفي الموضع الأول من روايته زيادة.
وسيأتي من طرق عن أبي الزبير بالأرقام (14121) و (14178) و (14198) و (14452) و (14489) و (14587) و (14705) و (14770) و (14856) و (14897) و (14899) و (14951) و (15153) .
وسيأتي من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر برقم (14546) .
ويشهد للشطر الأول من الحديث- وهو قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا انقطع شسع أحدكم، فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلح شسعه، ولا يمش في خف واحدة"- حديثُ أبي هريرة، وقد سلف برقم (7447) .
وللنهي عن الأكل بالشمال شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (4537) .
وللنهي عن الاحتباء في الثوب الواحد والتحاف الصماء شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8251) .
ومن حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11023) .
ومن حديث ابن عمر، سلف برقم (6356) .
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا يَلْتَحِف الصماء"، قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 14/76: قال الأصمعي: هو أن يَشتَمِلَ بالثوب حتى يُجَلًلَ به جسده لا يرفع=(22/21)
14119 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرِبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا جُعِلَ مِنْبَرٌ، حَنَّتْ حَنِينَ النَّاقَةِ إِلَى وَلَدِهَا، فَأَتَاهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَسَكَنَتْ " (1)
__________
= منه جانباً، فلا يبقى ما يُخرِجُ منه يدَه، وهذا يقوله أكثر أهل اللغة، قال ابن قتيبة: سُميت صماء لأنه سد المنافذَ كلها، كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق ولا صدع، قال أبو عبيدة وأما الفقهاء فيقولون: هو أن يشتملَ بثوب ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه، فيضعه على أحد منكبيه.
وقوله: "ولا يَحتبي بالثوب الواحد"، قال النووي أيضاً 14/76: الاحتباء: هو أن يقعد الإنسان على أليَيْهِ، وينصب ساقيه، ويحتوي عليهما بثوب أو نحوه أو بيده، وهذه القِعدة يقال لها: الحُبْوة- بضم الحاء وكسرها-، وكان هذا الاحتباء عادةَ للعرب في مجالسهم، فإن انكشف معه شيء من عورته، فهو حرام.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن أبي كَرِب، فقد روى له ابن ماجه، وفي "الميزان" للذهبي 2/156: قال ابن المديني: مجهول، لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، قلت: بلى، روى عنه سليمان ابن كيسان التميمي، له حديث عن جابر في "ويل للعراقيب من النار"، وقد وثقه أبو زرعة. قلنا: توثيق أبي زرعة له في "الجرح والتعديل" 4/57، وذكره ابن حبان في "الثقات". إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/562 من طريق آدم بن أبي إياس، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (35) ، وأبو يعلى (2177) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق السبِيعي، به - ورواية الدارمي مختصرة. =(22/22)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الدارمي (34) ، والبخاري (918) و (3585) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/195، وفي "دلائل النبوة" 2/560-561 و561 من طرق عن يحيى بن سعيد، عن حفص بن عبيد الله بن أنس، عن جابر.
وأخرجه الدارمي (33) و (1562) ، والطبراني في "الأوسط" (5947) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/556 من طريق الزهري، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/556 من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن سعيد بن المسيب، عن جابر.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (595) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (302) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر.
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (304) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/562 و563 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر.
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (304) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/562 من طريق أبي إسحاق، عن كريب، عن جابر.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5495) من طريق عطية بن سعد العَوْفي، عن جابر.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5253) عن معمر، عن الزهري، عن رجل سماه، عن جابر.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن جابر بالأرقام (14142) و (14206) و (14282) .
وفي الباب عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (2236) .
وعن أنس بن مالك، سلف في مسند ابن عباس برقم (2237) ، وفي مسنده برقم (13362) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (5886) .
وعن أبي بن كعب، سيأتي 5/137.(22/23)
14120 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ " (1)
__________
= وانظر شرح الحديث وتتمة شواهده في المواضع السالفة المذكورة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالسماع عند غير المصنف. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه مسلم (518) (282) من طريق عبد الله بن نمير، وأبو يعلى (2105) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1051) ، ومسلم (518) (238) ، وابن خزيمة (762) ، وأبو عوانة 2/63، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/381، والبيهقي 2/237 من طرق عن أبى الزبير، به.
وسيأتي الحديث من طريق أبي الزبير بالأرقام (14136) و (14203) و (14344) و (14469) و (14844) و (15138) و (15205) .
وسيأتي عن يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر ابن عبد الله، عمن رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (14848) .
وسيأتي عن يزيد بن هارون، عن حجاج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري برقم (15054) ، وقد سلف في مسنده برقم (11072) .
وأخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/379 من طريق القعقاع بن حكيم قال: دخلنا على جابر بن عبد الله وهو يصلي في ثوب واحد، وقميصه ورداؤه في المشجب، فلما انصرف قال: أما والله ما صنعت هذا إلا من أجلكم، إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن الصلاة في ثوب واحد، فقال: "نعم، ومتى يكون لأحدكم ثوبان؟ ".
وأخرج عبد بن حميد (1094) من طريق زيد بن حسن، عن جابر: أن رسول الله صلى في ثوب واحد متزراً به.(22/24)
14121 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، أَوْ يَمْشِيَ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، أَوْ يَحْتَبِي بِثَوْبٍ وَاحِدٍ، أَوْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ " (1)
__________
= وأخرج أبو داود (633) ، والبيهقي 2/239 من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: أمنا جابر بن عبد الله في قميص ليس عليه رداء، فلما انصرف، قال: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في قميص.
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة 1/314 من طريق أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين، قال: أَمَّنا جابر بن عبد الله في ثوب واحد متوشحاً به.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن جابر بن عبد الله بالأرقام (14496) و (14518) و (14594) و (14695) و (14789) و (15023) و (15131) .
وفي باب الصلاة في ثوب واحد، انظر حديث أبي هريرة، سلف برقم (7466) .
وحديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11072) .
وحديث عمر بن أبي- سلمة، سيأتي 4/27.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره. يحيى: هو ابن آدم ابن سليمان، سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه أبو عوانة 5/358-359 و508-509 من طريق مصعب بن المقدام، عن سفيان الثوري، به. وقال فيه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمس الرجلُ ذكره بيمينه، بدل قوله: نهى أن يأكل الرجل بشماله. قلنا: وهذا خطأ ووهم من مصعب بن المقدام، حيث جعل هذا الحرف- نعني قوله: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمس الرجل ذكره بيمينه- من حديث الثوري عن أبي الزبير عن جابر، وإنما هو من حديث الثوري، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير،
عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. قاله أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان كما في=(22/25)
14122 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: " رَأَيْتُ أَشْعَثَ بْنَ سَوَّارٍ عِنْدَ أَبِي الزُّبَيْرِ قَائِمًا وَهُوَ يَقُولُ: كَيْفَ قَالَ؟ وَإِيشِ قَالَ؟ "
14123 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ، وَخَيْرُهَا الْمُؤَخَّرُ "، ثُمَّ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فَاغْضُضْنَ أَبْصَارَكُنَّ، لَا تَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الْأُزُرِ " (1)
__________
= "العلل" 1/22. وسيأتي حديث أبي قتادة في "المسند" 4/383، وهو متفق عليه.
وانظر ما سلف برقم (14118) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 64 عن حسين بن علي، وأبو نعيم في "الحلية" 9/23 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (15161) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن زائدة، والشطر الأول فقط سيأتي برقم (14551) من طريق سفيان الثوري، عن ابن عقيل.
ويشهد للشطر الأول حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7362) ، وهو حديث صحيح. وانظر تتمة شواهده هناك.(22/26)
14124 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولُ: إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ بَرَكَ بِهِ بَعِيرٌ قَدْ أَزْحَفَ بِهِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: " مَا لَكَ يَا جَابِرُ؟ "، فَأَخْبَرَهُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَعِيرِ، ثُمَّ قَالَ: " ارْكَبْ يَا جَابِرُ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَا يَقُومُ، فَقَالَ لَهُ: " ارْكَبْ "، فَرَكِبَ جَابِرٌ الْبَعِيرَ، ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَعِيرَ بِرِجْلِهِ، فَوَثَبَ الْبَعِيرُ وَثْبَةً، لَوْلَا أَنَّ جَابِرًا تَعَلَّقَ بِالْبَعِيرِ لَسَقَطَ مِنْ فَوْقِهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَابِرٍ: " تَقَدَّمْ يَا جَابِرُ الْآنَ عَلَى أَهْلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، تَجِدْهُمْ قَدْ يَسَّرُوا لَكَ كَذَا وَكَذَا " حَتَّى ذَكَرَ الْفُرُشَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ، وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ، وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ " (1)
__________
= وأما الشطر الثاني فقد سلف من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن. أبي سعيد الخدري برقم (10994) ، ويشهد له حديث سهل بن سعد الآتي عند المصنف 3/433، ولفظه: لقد رأيتُ الرجال عاقدي أزرِهم في أعناقهم مثلَ الصبيان من ضيق الأزُر خلف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال قائل: يا معشر النساء، لا تَرفَعنَ رؤوسكن حتى يَرْفَعَ الرجال. وهو متفق عليه.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المكي المقرئ، وحَيْوَة: هو ابن شُريح بن صفوان التجِيبي، وأبو هانئ: هو حُمَيد بن هانئ الخَولاني المصري، وأبو عبد الرحمن الحُبُلِي: هو عبد الله بن يزيد المَعَافري.
وأخرج قصة الفرش منه أبو عوانة 5/470، والبيهقي في "شعب الإيمان"=(22/27)
14125 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ: " لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ " (1)
__________
= (6295) و (6583) و (9623) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجها أيضاً مسلم (2084) ، وأبو داود (4142) ، والنسائي في "المجتبى" 6/135، وفي "الكبرى" (5574) ، وأبو عوانة 5/471، وابن حبان (673) ، والبيهقي في "الشعب" (6296) من طريق عبد الله بن وهب، عن حميد بن هانئ، به. وفي أوله عند البيهقي: "تقدم يا جابر ... " كما عند
المصنف.
وأخرجها أيضاً ابن المبارك في "الزهد" (762) ، ومن طريقه البغوي (3127) عن حيوة بن شريح، عن أبي هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجابر ... الحديث. هكذا هو بصورة المرسل.
وستأتي من الطريق نفسها برقم (14475) .
ولقصة الجمل انظر ما سيأتي برقم (14195) .
وقوله: "أزْحَف به" بفتح الهمزة وسكون الزاي وفتح الحاء المهملة، أي: أعْيا وكَل، فقام ووقف بجابر.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فراش للرجل ... " قال السندي: أي: لا ينبغي للإنسان أن يتخِذَ من الفرش فوق ثلاث، وهذا إذا لم يكن له ولد أو خادم، ولا تنبغي الزيادة على قدر الحاجة.
وقوله: "للشيطان"، أي: للافتخار والإسراف الذي هو مما يحمل عليه الشيطان، ويرضى به، فكأنه له أو هو من عمل الشيطان، والله أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان - وهو طلحة بن نافع الواسطي الإسكاف-، فقد=(22/28)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= روى له البخاري مقروناً، واحتج به مسلم، وهو صدوق لا بأس به، وقد صرح بسماعه من جابر عند ابن حبان (637) . يحيى بن آدم: هو الأموي مولاهم الكوفي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي، والأعمش: هو سليمان بن مِهران الأسدي مولاهم الكوفي.
وأخرجه ابن حبان (636) من طريق محمد بن كثير العبدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1779) ، وعبد بن حميد (1015) ، ومسلم (2877) (81) ، وأبو داود (3113) ، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (1) ، وأبو يعلى (1907) ، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 3/173، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3097) ، وابن حبان (637) و (638) ، والطبراني في "الأوسط" (1613) ، وأبو نعيم في"الحلية" 5/87 و8/121، والبيهقي في "السنن" 3/377-378، وفي "شعب الإيمان" (1011) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1455) من طرق عن سليمان الأعمش، به.
وقرن أبو نعيم في روايته في الموضع الأول بسليمان الأعمش عبدَ الملك بن أبجر.
وسيأتي الحديث عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش برقم (14532) ، وعن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير وعبد الله بن نمير عن الأعمش برقم (14386) .
وسيأتي أيضاً من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (14481) و (14580) و (15197) .
وفي باب حسن الظن بالله تعالى عن أبي هريرة، سلف برقم (7422) .
وعن أنس بن مالك، سلف أيضاً برقم (13939) .
وعن واثلة بن الأسقع، سيأتي 3/491.
قال النووي في "شرح مسلم" 17/209: قال العلماء: هذا تحذير من القنوط، وحث على الرجاء عند الخاتمة، ومعنى حُسْن الظن بالله تعالى: أن=(22/29)
14126 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (1) ، لَا تُعْطُوهَا أَحَدًا، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ " (2)
__________
= يظن أنه يرحمه، ويعفو عنه.
(1) في (م) و (س) : ولا تعطوها، بزيادة واو.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالتحديث عند غير المصنف. سفيان: هو الثوري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" برقم (16876) ، مختصراً: "من أعمر شيئاً فهو له".
وأخرجه البيهقي 6/173 من طريق يحيى بن يحيى، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1625) (27) ، وابن حبان (5141) ،والبيهقي 6/173من طريق أيوب السختياني، والنسائي 6/274، وابن حبان (5140) من طريق ابن جريج، كلاهما عن أبي الزبير، به. ولفظ رواية ابن جريج: "من أُعمر شيئاً فهو له حياته ومماته".
وسيأتي الحديث برقم (15176) عن عبد الرزاق وأبي نعيم، عن سفيان.
وسيأتي من طريق أبي الزبير بالأرقام (14230) و (14254) و (14341) و (14407) و (15017) و (15136) و (15176) وسيأتي من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن برقم (14131) ، ومن طريق عطاء بن أبي رباح برقم (14172) ، ومن طريق سليمان بن يسار برقم
(15077) ، ثلاثتهم عن جابر.
وانظر ما سيأتي برقم (14197) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4801) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "لا تعطوها أحداً" قال السندي: أي: اغتراراً بأنه يرجع إليكم بعد =(22/30)
14127 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " نَحَرْنَا بِالْحُدَيْبِيَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَدَنَةَ عَنْ
__________
= موته، وهذا القيد مرعي بقرينة ما بعده، وهذه الجملة تفسير للإمساك، فاندفع ما يتوهم أنه كيف يأمرهم بالإمساك وقد بعث بالأمر بالإنفاق كما يدل عليه الكتاب والسنة.
"فمن أُعمر" على بناء المفعول، أي: أُعطي شيئاً مدَة عمره.
"فهو له"، أي: لمن أُعمر لا يرجع إلى المالك الأول، فلا ينبغي له أن يُعطي بظن الرجوع.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 8/293: العمرى جائزة بالاتفاق، وهي أن يقول الرجل لآخر: أعمرتُك هذه الدار، أو جعلتها لك عمرَك، فقبل، فهي كالهبة إذا اتصل بها القبض، ملكها المعمَر، ونفذ تصرفه فيها، وإذا مات تورث منه سواء قال: هي لعقبك من بعدك أو لورثتك، أو لم يقل، وهو قول
زيد بن ثابت، وابن عمر، وبه قال عروةُ بن الزبير، وسليمان بن يسار ومجاهد، وإليه ذهب الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأصحاب الرأي. قال حبيب بن أبي ثابت: كنا عند عبد الله بن عمر، فجاءه أعرابي، فقال: إني أعطيت بعضَ بني ناقةَ حياته وإنها تناتجت، فقال: هي له حياتَه وموته، قال: فإني تصدقت بها عليه، قال: فذلك أبعد لك منها.
وذهب جماعة إلى أنه إذا لم يقلْ: هي لعقبك من بعدك، فإذا مات يعودُ إلى الأول، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أيما رَجل أعمر عمرى له ولعقبه" وهذا قول جابر، ورُوي عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر قال: "إنّما العُمرى التي أجاز رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقول: هي لك ولعقبك، فأما إذا قال: هي لكَ ما عشتُ، فإنها ترجع إلى صاحبها. قال معمر: وكان الزهري يُفتي به، وهذا قول مالك، ويُحكى عنه أنهُ قال: العمرى تمليكُ المنفعة دون الرقبة، فهي لهُ مدة عمره، ولا يورث، وإن جعلها له ولعقبه، كانت المنفعة ميراثاً عنه.(22/31)
سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وسيأتي تصريحه بالسماع عند المصنف برقم (15047) . روح: هو ابن عبادة.
وهو في "الموطأ" 2/486، ومن طريقه أخرجه الدارمي (1956) ، ومسلم (1318) (350) ، وأبو داود (2809) ، وابن ماجه (3132) ، والترمذي (904) و (1502) ، والنسائي في "الكبرى" (4122) ، وابن خزيمة (2901) ، والطحاوي 4/174 و175، وابن حبان (4006) ، والبيهقي 5/168-169 و216 و234 و9/294.
وأخرجه الدارمي (1955) ، وابن حبان (4004) ، والدارقطني 2/244، والبيهقي 6/78 من طريق سفيان الثوري، ومسلم (1318) (351) ، والبيهقي 5/234، والبغوي (1131) من طريق زهير بن معاوية، والطحاوي 4/175 من طريق ابن أبي ليلى، وابن خزيمة (2901) ، والبيهقي 5/234 من طريق عمرو بن الحارث، أربعتهم عن أبي الزبير، به.
وسيأتي الحديث من طريقين عن أبي الزبير برقم (14229) و (15043) .
وهو قطعة من الحديث الطويل في قصة الحديبية من طريق أبي الزبير، سيأتي برقم (15259) .
وسيأتي الحديث من طريق عطاء برقم (14265) ، ومن طريق أبي سفيان برقم (14398) ، ومن طريق الشعبي برقم (14593) ، ومن طريق سليمان بن قبس برقم (14808) ، أربعتهم عن جابر. وفي رواية أبي سفيان وسليمان: أنهم نحروا سبعين بَدَنةَ.
وانظر حديث الحج السالف برقم (14116) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2484) .
وعن حذيفة بن اليمان، سيأتي 5/405.
وعن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الأوسط" (6124) .
وعن أنس بن مالك عند الطحاوي 4/175، والطبراني في "الأوسط"=(22/32)
14128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُوتِرْ " (1)
14129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ: سَمِعَ ابْنَيْ جَابِرٍ، يُحَدِّثَانِ عَنْ أَبِيهِمَا، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ، شَقَّ قَمِيصَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ، فَقِيلَ لَهُ
__________
= (6021) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي-، فمن رجال مسلم. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي مولاهم المكي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9804) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (239) ، وأبو عوانة 1/219.
وأخرجه مسلم (1300) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/520، والبيهقي 5/90 من طريق مَعْقِل بن عبيد الله الجَزَري، عن أبي الزبير، به. ولفظه: "الاستجمار تَوٌ، ورمي الجِمار تَوٌ، والسعْي بين الصفا والمَرْوة توٌ، والطواف توٌٌ، وإذا استجمر أحدكم، فليستجمر بتو". والتو: هو
الوتر.
وسيأتي الحديث من طريق أبي الزبير برقم (14608) ، ومن طريق أبي سفيان برقم (15296) ، كلاهما عن جابر.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7221) . ونزيد في شواهده هنا حديث سلمان الفارسي، سيأتي 5/437، وحديث عائشة سيأتي 6/108.
والاستجمار: هو التَمَسُُح بالجِمار، وهي الأحجار الصغار. "النهاية" 1/292.(22/33)
فَقَالَ: " وَاعَدْتُهُمْ يُقَلِّدُونَ هَدْيِي (1) الْيَوْمَ، فَنَسِيتُ " (2)
14130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَا يَوْمَ النَّحْرِ بِالْمَدِينَةِ، فَتَقَدَّمَ رِجَالٌ فَنَحَرُوا، وَظَنُّوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَحَرَ، فَأَمَرَ مَنْ كَانَ قَدْ نَحَرَ قَبْلَهُ أَنْ يُعِيدَ بِنَحْرٍ (3) آخَرَ، وَلَا وَلَا يَنْحَرُوا حَتَّى
__________
(1) في (م) ونسخة في (س) : هدياً.
(2) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن عطاء- وهو ابن أبي لَبيبة- ليس بذاك القوي، ثم قد اختُلِفَ عليه في إسناده، فرواه داود بن قيس الفراء، عنه، عن ابني جابر، كما هنا، ورواه حاتم بن إسماعيل، عنه، عن عبد الملك بن جابر ابن عتيك، عن جابر، كما سيأتي برقم (15298) ، ورواه زيد بن أسلم، عنه، عن نفر من بني سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيأتي في "المسند" 5/426.
ولجابر ثلاثة أبناء: عبد الرحمن وعقيل ومحمد.
وأخرجه البزار (1107- كشف الأستار) من طريق عثمان بن اليمان، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد. وتحرف فيه "ابني جابر" إلى: أبي جابر.
قوله: "شق قميصه" قال السندي: أي: من جيبه حتى أخرجه من رجليه كما في رواية.
"واعدتهم"، أي: الذين ذهبوا إلى مكة.
"فنسيت" وفي رواية: "فلم أكن أخرج قميصي من رأسي" وكان بعث ببدن وأقام (يعني بالمدينة) . وقال المحقق ابن الهمام: أخرج الستة عن عائشة: بعث رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالهدي فأنا فتلتُ قلائدها بيدي، ثم أصبح فينا حلالاً. قال: وهذا الحديث يخالف حديث عبد الرحمن بن عطاء صريحاَ فيجب الحكم بغلطه، يريد أنهما متعارضان مع أن حديث عائشة أرجح سنداً فيجب تقديمه
وترك حديث جابر، والله تعالى أعلم.
(3) في (م) و (س) : ينحر آخر، بالياء التحتية، وفي (ظ 4) بدون نقط،=(22/34)
يَنْحَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
14131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِنَّمَا الْعُمْرَى الَّتِي أَجَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَقُولَ: هِيَ لَكَ، وَلِعَقِبِكَ، فَأَمَّا إِذَا قَالَ: هِيَ لَكَ مَا عِشْتَ، فَإِنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى صَاحِبِهَا " (2)
__________
= والمثبت من (ق) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه الطحاوي 4/171 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد، وسيأتي برقم (14471) و (14759) .
قوله: "فأمر من كان نحر قبله" قال السندي: أي: يعيد، وأخذ به مالك، فقال: ينبغي أن يؤخر الذبح عن الإمام، والجمهور على جواز الذبح بعد الصلاة، وإن كان قبل الإمام، وهو ظاهرُ غالبِ الأحاديث الواردة في هذا الباب، فلعلهم تركوا هذا الحديث لذلك، والله تعالى أعلم.
قلنا: ومن الحجة للجمهور في قولهم إن حديث جابر قد روي على غير هذا اللفظ كما سيأتي برقم (14927) من طريق حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، وفيه هناك أن النهي من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قصد به النهي عن الذبح قبل الصلاة وليس قبل ذبحه، وفي هذا الباب أحاديث أخرى، وانظر تفصيل المسألة في "شرح معاني الآثار" للطحاوي 4/171-174.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3555) ، ومن طريقه البيهقي 6/172 عن أحمد بن حنبل. بهذا الإسناد.(22/35)
14132 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَزَوَّجْتَ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: " أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ "، فَقُلْتُ: لَا بَلْ ثَيِّبًا، لِي أَخَوَاتٌ وَعَمَّاتٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَضُمَّ إِلَيْهِنَّ خَرْقَاءَ مِثْلَهُنَّ، قَالَ: " أَفَلَا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا؟ "، قَالَ: " لَكُمْ أَنْمَاطٌ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَّى؟ فَقَالَ: " أَمَا (1) إِنَّهَا سَتَكُونُ لَكُمْ أَنْمَاطٌ "، فَأَنَا الْيَوْمَ أَقُولُ لِامْرَأَتِي
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16887) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1625) (23) ، وابن الجارود (988) ، وابن حبان (5139) ، والبيهقي 6/172.
وسيأتي بنحوه من طريق الزهري برقم (14871) و (15290) .
ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، بلفظ: "العمرى لمن وُهبت له"، وسيأتي برقم (14243) و (14270) و (15290) .
وانظر ما سلف برقم (14126) .
قوله: "إنما العمرى التي أجاز" قال السندي: أي: ألزمَ، وحكمه بعدم ردها إلى الأول، قالوا: هذا اجتهاد من جابر، ولعله أخذ من مفهوم حديث: "أيما رجل أُعمر عمرى له ولعقبه" والمفهوم لا يعارض المنطوق، ولا حجة في الاجتهاد، فلا يخص به الأحاديث المطلقة، والله تعالى أعلم.
وانظر تفصيل الكلام على حديث أبي سلمة عن جابر في "التمهيد" 7/112-123.
(1) وقع هنا في الميمنية: "فقال: خف أما إنها" بزيادة كلمة "خف " في متن الحديث، وهو خطأ شنيع، إذ هذه الكلمة إنما يضعها النساخ فوق الكلمة للدلالة على أنها مخففة لا مشددة، وهي كذلك في (س) ، حيث جاءت فوق كلمة "أما" لتدل على أنها تقرأ بالتخفيف.(22/36)
نَحِّي عَنِّي أَنْمَاطَكِ، فَتَقُولُ: نَعَمْ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ لَكُمْ أَنْمَاطٌ؟ " فَأَتْرُكُهَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرج الشطر الثاني منه أبو عوانة 5/470 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً البخاري (3631) ، ومسلم (2083) (40) ، والترمذي (2774) ، والبيهقي في "الشعب" (6294) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه كذلك البخاري (5161) ، ومسلم (2083) (39) ، وأبو داود (4145) ، والنسائي في "المجتبى" 6/136، وفي "الكبرى" (5575) ، وأبو يعلى (1978) و (2015) ، وأبو عوانة 5/469-470، وابن حبان (6683) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، به.
وسيأتي هذا الشطر عن وكيع، عن سفيان الثوري برقم (14226) .
وأخرجه بتمامه الحميدي (1227) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، به.
وأخرج الشطر الأول منه ضمن حديث مطول الدارمي (2216) ، والبخاري (2406) و (2967) ، ومسلم (715) (110) ص 1221- 1222، والنسائي 7/298 من طريق مغيرة بن مقسم الضبي، والبخاري (5079) و (5245) و (5247) ، ومسلم (715) (57) ص 1088، وأبو يعلى (1850) و (2123) من طريق سيار أبي الحكم، كلاهما عن عامر الشعبي، عن جابر.
وسيأتي الحديث بتمامه ضمن حديث مطول من طريق وهب بن كيسان، عن جابر برقم (15026) .
وسيأتي الشطر الأول منه من طرق عن جابر بالأرقام (14176) و (14237) و (14306) و (14376) و (14861) و (14896) و (15013) .
وقوله: "لي أخوات ... "، قال السندي: موقعه بعد قوله: "قال: أفلا=(22/37)
14133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَعْتَقَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا، لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، عَنْ (1) دُبُرٍ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَبْتَاعُهُ مِنِّي "، فَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَنَا أَبْتَاعُهُ، فَابْتَاعَهُ، فَقَالَ عَمْرٌو: قَالَ جَابِرٌ: " غُلَامٌ قِبْطِيٌّ، وَمَاتَ عَامَ الْأَوَّلِ "، زَادَ فِيهَا أَبُو الزُّبَيْرِ: " يُقَالُ لَهُ يَعْقُوبُ " (2)
__________
= بكراً تلاعبها؟ "كما في الأحاديث المشهورة، فإنه ذكرها اعتذاراً عن ترك البكر إلى الثيب.
وأنماط: جمع نَمَط- بفتحتين-، وهو ضَرْب من البُسُط لطِيفٌ له خَمْل رقيق.
(1) في (م) : على.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (16662) ، ومن طريقه أخرجه ابن الجارود (984) .
وأخرجه الشافعي 2/68، والبخاري (6716) و (6947) ، ومسلم ص 1289 (58) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4929) ، وابن حبان (4930) ، والبيهقي 1/3080 من طريق حماد بن زيد، ومسلم ص 1289 (58) ، والبيهقي 10/311 من طريق مطر الوراق، والشافعي 2/68، والبيهقي 10/309 من طريق حماد بن سلمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4926) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "الإتحاف" 3/292 من طريق أيوب السختياني، أربعتهم عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وقرن مطر في روايته بعمرو عطاءَ وأبا الزبير، ولم يسق مسلم لفظها.
وسيأتي الحديث من طريق عمرو بن دينار برقم (14311) و (14958) .=(22/38)
14134 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، ح وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: وَقَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَقَالَ لِي عَطَاءٌ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ الرُّطَبِ، وَالْبُسْرِ، وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، نَبِيذًا " (1)
__________
= وانظر ما سيأتي بالأرقام (14215) و (14216) و (14987) و (15229) .
ورواية أبي الزبير التي سمى المدبَرَ فيها يعقوبَ، ستأتي برقم (14273) .
وفي الباب عن عائشة، موقوفاً سيأتي في "المسند" 6/40.
قوله: "من يبتاعه" قال السندي: أي: يشتريه، وفيه ان للإمام إبطال تصرُف من تصرَف تصرفاً غير لائق، وأنه يجوز بيع المدَبر، ومن لا يقول به منهم، يقول: لعل تدبره كان مقيداً بمرض ونحوه، ومنهم من يقول: لعله كان مَديناً فبطل تدبيره، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق بالأرقام (16966) و (16978) و (16979) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1986) (18) ، وأبو عوانة 5/279.
وأخرجه أبو يعلى (2238) ، وأبو عوانة 5/279 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/180، وأبو يعلى (1872) من طريق حفص بن غياث، والبخاري (5601) من طريق أبي عاصم النبيل، وأبو عوانة 5/278-279 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، ثلاثتهم عن ابن جريج، وأخرجه مسلم (1986) (17) ، وأبو داود (3703) ، وابن ماجه (3395) ، والترمذي (1876) ، والنسائي 8/290، وأبو عوانة 5/279- 280 و280،=(22/39)
14135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ، سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّشْرَةِ، فَقَالَ: " مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ " (1)
__________
= وابن حبان (5379) ، والبيهقي 8/30 من طريق الليث بن سعد، والنسائي 8/290 من طريق مالك بن دينار، وأبو يعلى (2325) من طريق مسعر، ثلاثتهم عن عطاء، به.
وسيأتي الحديث من طريق عطاء بالأرقام (14199) و (14240) و (14416) و (14917) و (14968) .
وأخرجه الطيالسي (1705) ، وعبد الرزاق (16974) ، والنسائي 8/291 من طريق عمرو بن دينار، عن جابر.
وأخرج عبد الرزاق (16969) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 8/181 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، وأحمد في "الأشربة" (147) ، والنسائي 8/288 من طريق شعبة، ثلاثتهم عن محارب بن دثار، عن جابر قال: البسرُ والتمر خمرٌ. ورواية أحمد: التمر والزبيب أو التمر والبسر خمر.
وخالفهم الأعمش فرفعه، أخرجه النسائي 8/288 من طريق الأعمش، عن محارب بن دثار، عن جابر مرفوعاً. بلفظ: "الزبيب والتمر هو الخمر".
وسيأتي الحديث من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (15177) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2499) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9750) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقيل بن معقل- وهو ابن منبه اليماني- فقد روى له أبو داود، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (3868) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
والحديث في "مصنف" عبد الرزاق برقم (19762) ، وأخرجه من طريقه البيهقي 9/351.=(22/40)
• حَدَّثَنَا عبد الله، قال أبي: عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ هُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ بْنُ عَقِيلٍ، قَالَ: ذَهَبْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَقِيلٍ، وَكَانَ عَسِرًا لَا يُوصَلُ إِلَيْهِ، فَأَقَمْتُ عَلَى بَابِهِ بِالْيَمَنِ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، حَتَّى وَصَلْتُ إِلَيْهِ فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ، وَكَانَ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرٍ، فَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَسْمَعَهَا مِنْ عُسْرِهِ، وَلَمْ يُحَدِّثْنَا بِهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ لِأَنَّهُ كَانَ حَيًّا، أَفَلَمْ أَسْمَعْهَا مِنْ أَحَدٍ "
14136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، ح وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ "، قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: " وَرَأَيْتُ أَنَا جَابِرًا يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ "، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حَدِيثِهِ: وَرَأَيْتُ جَابِرًا يُصَلِّي وَلَمْ
__________
= وفي الباب عن الحسن البصري، عن أنس عند الحاكم 4/418.
وعن الحسن مرسلاً عند أبي داود في "المراسيل" (453) . وانظر التعليق عليه.
قوله: "النشرة" قال السندي: بضم نون وسكون شين معجمة، نوع من الرُقْية يعالج بها المجنون، ولعله كان مشتملاً على أسماء الشياطين، أو كان بلسان غير معلوم، فلذلك جاء أنها سحر، وسمي نشرة لانتشار الداء، وانكشاف البلاء به. وانظر"شرح السنة"14/159للبغوي. و"فتح الباري" 10/232-233.
تنبيه: جاء قوله: "عقيل بن معقل.. إلخ" في (م) والأصول الخطية بإثر الحديث رقم (14139) ، ولا وجه لوجوده هناك.(22/41)
يُسَمِّ أَبَا الزُّبَيْرِ (1)
14137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، ح وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ نَهَارًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا خَمَّرْتَهُ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا "، " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرس- فقد احتج به مسلم وأخرج له البخاري مقروناً بغيره. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين المُلائي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1366) بإسناده ومتنه.
وانظر ما سلف برقم (14120) .
وقوله: "متوشحاَ به"، قال النووي في "شرح مسلم" 4/233: قال ابن السكيت: التوشح: أن يأخذ طرفَ الثوب الذي ألقاه على منكبه الأيمن من تحت يده اليسرى، ويأخذ طرفه الذي القاه على الأيسر من تحت يده اليمنى، ثم يعقدهما على صدره.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالسماع من جابر فيما سيأتي في مسند أبي حميد الساعدي عند المصنف 5/425.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/228، والنسائي في "الكبرى" (6633) ، وأبو عوانة 5/326 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق أبي صالح برقم (14367) ، ومن طريق أبي سفيان برقم (14974) كلاهما عن جابر. ورواية أبي صالح فيها النبيذ بدل اللبن.=(22/42)
14138 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا سَجَدَ جَافَى حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (1)
__________
= وانظر ما سيأتي برقم (14228) .
وسيأتي الحديث من طريق جابر، عن أبي حميد الساعدي في مسند أبي حميد 5/425.
قوله: "ألا خمرته" قال السندي: من التخمير، أي: غطيته.
"ولو أن تعرض" المشهور فتح التاء وضم الراء. وقال أبو عبيدة: بكسر الراء من العرض خلاف الطول، أي: تمده عليه عرضاً، أي: إن لم تقدر أن تغطيه، فلا أقل من وضع العود عرضاً صيانة من الشيطان.
وقوله: "هو بالبقيع". هكذا هو في نسخنا بالباء الموحدة، واختلف في ضبط هذا الحرف في حديث أبي حميد عند البخاري (5606) ، ومسلم (2010) ، فقيل: هو بالنون، ويبعد عن المدينة عشرين فرسخاً. انظر "مشارق الأنوار" 1/115.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، ومنصور: هو ابن المعتمر السُُلَمي الكوفي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2922) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2010) ، وابن خزيمة (649) ، والطبراني في "الكبير" (1745) ، وفي "الأوسط" (3007) ، وفي "الصغير" (271) ، والبيهقي 2/115. وسقط معمر من المطبوع من "مسند أبي يعلى".
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/231، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/326 من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر بن راشد، به. ولفظه عند الخطيب: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد جافى بين جنبيه.
وأخرجه كذلك الخطيب 10/326 من طريق فضيل بن عياض، عن منصور ابن المعتمر، به. =(22/43)
14139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوكَ عِشْرِينَ يَوْمًا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ " (1)
__________
وانظر ما سيأتي برقم (14276) و (14609) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2073) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف أيضاً برقم (11113) .
وعن عبد الله بن أقرم الخزاعي، سيأتي 4/35.
وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري، سيأتي 4/119.
وعن عدي بن عميرة الحضرمي، سيأتي 4/193.
وعن أحمر بن جزء السدوسي، سيأتي 4/342.
وعن عبد الله بن مالك بن بحينة، سيأتي 5/345.
وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/424.
وعن ميمونة بنت الحارث، سيأتي 6/332.
وقوله: "جافى"، أي: باعد، والمراد: باعد عَضُدَيه عن جَنْبَيه، من الجفاء: وهو البعد عن الشيء، يقال: جفاه: إذا بَعُد عنه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1235) ، وابن حبان (2749) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4335) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1139) ، وابن حبان (2752) ، والبيهقي 3/152.
وأخرجه البيهقي 3/152 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن أبي أنيسة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: غزوتُ مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة تبوك، فأقام بها بضع عشرة، فلم يزد على ركعتين حتى رجع. وفي إسناده أبو أنيسة ولم نتبينه.
وأخرجه مرسلا ابن أبي شيبة 2/454 من طريق علي بن المبارك، عن=(22/44)
14140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ، ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَبَّاسٌ يَنْقُلَانِ حِجَارَةً، فَقَالَ عَبَّاسٌ: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ مِنَ الْحِجَارَةِ، فَفَعَلَ، فَخَرَّ إِلَى الْأَرْضِ، وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: " إِزَارِي إِزَارِي "، فَشُدَّ عَلَيْهِ إِزَارُهُ (1)
__________
= يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، قال: أقام رسول الله بتبوك عشرين ليلة يصلي صلاة المسافر ركعتين.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3939) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك، قال: أقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتَبوك عشرين ليلة يقصر الصلاة.
قلنا: هكذا جعله من حديث أنس بن مالك وهو غير محفوظ، فيه عمرو بن عثمان الكلابي، وهو ضعيف، ويحيى بن أبي كثير لم يسمع من أنس.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1958) .
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12945) .
وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/430.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (1103) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (3829) ، ومسلم (340) (76) ، وأبو عوانة 1/282، وابن حبان (1603) .
وأخرجه البخاري (1582) من طريق أبي عاصم، وأبو عوانة 1/281 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (14332) و (14578) و (15068) .
وفي الباب عن المسور بن مخرمة عند مسلم (341) ، وأبي داود (4016) ، وأبي عوانة 1/282.(22/45)
14141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَصَمُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ " (1)
__________
= قوله: "لما بنيت الكعبة" قال السندي: بناها قريش قبل ظهور نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
"من الحجارة" لأجل الحجارة، وكانوا في الجاهلية لا يحترزون عن كشف العورة.
"فخَرَّ إلى الأرض"، أي: سقط، أدََّبه الله تعالى بذلك.
"وطمحت" في "القاموس": طَمَحَ بصره إليه، كمنع: ارتفع. وفي الحديث دلالة على أن الله تعالى يحفظ أنبياءه قبل النبوة عن المكروهات والمنكرات.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي-، فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10021) و (19251) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الاَثار" 3/213، وابن منده في "الإيمان" (29) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به.
وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري عن أبي الزبير برقم (14209) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/122، ومسلم (35) (21) ، وابن ماجه (3928) ، والنسائي 7/79، وأبو يعلى (2282) ، وأبو عوانة في الإيمان كما في "إتحاف المهرة" 3/170، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/213، وابن منده في "الإيمان" (26) و (28) ، والبيهقي في "السنن" 3/92 و8/19
و9/182، وفي "الاعتقاد" ص 35 من طرق عن سليمان الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1746) ، وفي "الأوسط" (4298) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/22، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/315، وابن الشجري=(22/46)
14142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ، يَسْتَنِدُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ مِنْبَرُهُ، اسْتَوَى عَلَيْهِ، اضْطَرَبَتْ تِلْكَ السَّارِيَةُ كَحَنِينِ النَّاقَةِ، حَتَّى سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ، حَتَّى نَزَلَ إِلَيْهَا فَاعْتَنَقَهَا، فَسَكَنَتْ "، وَقَالَ رَوْحٌ: فَسَكَنَتْ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: فَاضْطَرَبَتْ تِلْكَ السَّارِيَةُ، وَقَالَ رَوْحٌ: اضْطَرَبَتْ كَحَنِينِ (1)
__________
= في "أماليه" 1/14-15 من طريقين عن سفيان بن عامر، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن جابر.
وسيأتي من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر برقم (14560) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8163) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عُبادة، وابن بكر الذي أشار المصنف إلى روايته في آخر الحديث: هو محمد بن بكر البُرْساني، وسيأتي حديثه عنده برقم (14468) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5254) .
وأخرجه الشافعي في "مسنده" ص 142-143 عن عبد المجيد بن عبد العزيز، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/561، وأخرجه النسائي 3/102 من طريق ابن وهب، كلاهما عن ابن جريج، به.
وانظر ما سلف برقم (14119) .
وقوله: "استوى عليه" كذا جاء دون واو، وهو بدل من جملة: صنع له، وجواب "لما" قوله: اضطربت تلك السارية. قاله السندي.(22/47)
14143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُقِيمُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ يُخَالِفُهُ إِلَى مَقْعَدِهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: افْسَحُوا " (1)
14144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُقِيمُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: افْسَحُوا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن سليمان بن موسى- وهو الأموي مولاهم الدمشقي الأَشدق- روايته عن جابر مرسلة كما قال يحيى بن معين، ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/313 عن البخاري: أن سليمان بن موسى لم يدرك أحداً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما ورد هنا في سند هذا الحديث والذي بعده من تصريحه بالسماع من جابر، فوهمٌ لا ندري ممن هو،
فقد أخرج الحديث الشافعي في "مسنده" 2/187 عن عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رَوََّاد- وهو أعلم الناس بحديثِ ابن جريج-، وعبد الرزاق في "مصنفه" (5591) ، كلاهما (عبد المجيد وعبد الرزاق) عن ابن جريج، قال سليمان بن موسى: عن جابر. هكذا بصيغة العنعنة، والله تعالى أعلم. قلنا: ومع هذا فقد توبع سليمان على هذا الحديث، تابعه أبو الزبير عند مسلم وغيره، وسيأتي تخريجه من هذا الطريق عند المصنف برقم (14685) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4659) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي بعض طرق حديث ابن عمر: سأل ابن جريج نافعاً: في يوم الجمعة؟ قال: في يوم الجمعة وغيره.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثم يخالفه"، قال السندي: أي: يجيء خلفه.
(2) حديث صحيح. وانظر ما قبله.(22/48)
14145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ خَطَبَ يَوْمًا، فَذَكَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ قُبِضَ، فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ، وَقُبِرَ لَيْلًا، فَزَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ إِنْسَانٌ إِلَى ذَلِكَ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ "، (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي-، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الحاكم 1/368-369 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3148) عن أحمد بن حنبل، به.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6549) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/468، والحاكم 1/368-369، والبيهقي 3/403.
وأخرجه مسلم (943) ، والنسائي 4/33 و82، وابن الجارود (546) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/468، وابن حبان (3103) ، والبيهقي 4/32، والبغوي (1478) من طريق الحجاج بن محمد المِصيصي، عن ابن جريج، به. واقتصر البغوي على قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا كفن أحدكم ... " إلى آخره، وهذا الحرف لم يذكره ابن حبان في روايته.
وأخرجه الطحاوي 1/316 من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه ابن ماجه (1521) من طريق إبراهيم بن يزيد المكي، عن أبي الزبير، به. ولفظه: لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا. وفيه إبراهيم بن يزيد المكي، وهو متروك.(22/49)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسيأتي الحديث من طرق عن أبي الزبير بالأرقام (14524) و (14766) و (14993) و (15087) .
وأخرجه الحاكم 1/369، وابن حبان (3034) من طريق إبراهيم بن عَقِيل ابن مَعْقِل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله، فذكر الحديث. ووقع في الحديث عند الحاكم: ولا يصلى عليه، وعند ابن حبان: أو يصلى عليه. وقالا في روايتهما: "إذا ولي أحدكم أخاه"، بدل: "إذا كفن أحدكم ". وإسناده قوي.
وأخرجه العقيلي 3/474-475، ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/909 من طريق القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جده، عن جابر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا ترمسوا موتاكم، لا تدفنوا بليل". وفيه القاسم بن محمد بن عبد الله، وهو متروك، وبه أعله ابن الجوزي.
وسيأتي الحديث من طريق سليمان بن موسى، عن جابر برقم (14146) ، ومن طريق نصر بن راشد، عمن حدثه، عن جابر برقم (15287) .
وفي اختيار الكفن الحسن انظر ما سيأتي برقم (14601) .
وفي هذا الباب عن أبي قتادة عند الترمذي (995) ، وابن ماجه (1474) .
وإسناده حسن.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غير طائل"، أي: حقير غير كامل الستر.
وقوله: "فزجر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقبر الرجل بالليل": اختلف أهل العلم في الدفن ليلاً: فكره الحسن البصري ذلك إلا لضرورة، ومما يستدل له به حديث جابر هذا، والصحيح أن النهي في هذا الحديث ليس هو من طريق منع الدفن ليلاً على إطلاقه، وإنما هو لعلةِ، وقد قيل في تعليله: إن الدفن نهاراً يحضره كثير من الناس، ويصلون عليه، ولا يحضره في الليل إلا أفراد قليلون، فيفوته
كثرة دعاء المسلمين المرغب فيه. وقيل: إنه لإرادة رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصلي على جميع موتى المسلمين، لما يكون لهم في ذلك من الفضل والخير بصلاته عليهم. وقيل: إن سبب ذلك أن قوماً كانوا يسيئون اكفان موتاهم، فيدفنونهم=(22/50)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ليلاً، لئلا تبين رَدَاءَةُ الكفن. والعلتان الأخيرتان بينتان في الحديث، والظاهر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قصدهما معاً كما ذكر الطحاوي والقاضي عياض.
وذهب عامةُ أهل العلم إلى إباحة الدفن ليلاً، وأجابوا عن حديث جابر بما ذكرنا من التعليل، واستدلوا أيضاً بحديث أبي هريرة السالف برقم (9037) : أن إنساناً كان يقم المسجد أسودَ، فمات-أو ماتت-، ففقدها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "ما فعل الإنسان الذي كان يقم المسجد؟ " فقيل له: مات، قال: "فهلا آذنتموني به" فقالوا: إنه كان ليلا. قال: "فدلوني عِلى قبرها" فأتى القبر فصلى عليها. ومثله حديث أنس برقم (12517) : أن أسودَ كان ينظف المسجد، فمات، فدفن ليلا، وأتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبر، فقال: "انطلقوا إلى قبره". ومثله حديث ابن عباس أيضاً، السالف برقم (1962) ، ولفظه عند البخاري (1340) : صلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رجل بعدما دفن بليلة، قام هو وأصحابه، وكان سأل عنه، فقال: "من هذا؟ " فقالوا: فلان، دفن البارحة، فصلوا عليه.
وفي هذه الأحاديث لم ينكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفنهم بالليل، بل كان إنكاره لعدم إعلامه بأمرهم.
واستدلوا أيضاً بما رواه أبو داود (3164) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/513 عن جابر قال: رأى ناس ناراً في المقبرة، فأتوها، فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القبر، وإذا هو يقول: "ناولوني صاحبكم" فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر. وإسناده حسن. وبحديث عائشة الآتي في "المسند" 6/62 قالت: ما علما بدفن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء.
ومعلوم أن دفنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بحضرة أصحابه، ولم يُؤْثَر عن أحد منهم إنكارُ ذلك.
واستشهدوا أيضاً بغير ذلك من الآثار الثابتة عن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم دفنوا ليلاً. انظر "شرح معاني الآثار" 1/513-515، و"فتح الباري" 3/207-208، و"المغني" 3/503-504، و"شرح مسلم"7/11-12.(22/51)
14146 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، سُئِلَ جَابِرٌ عَنِ الْكَفَنِ، فَأَخْبَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا، فَذَكَرَ رَجُلًا قُبِضَ فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
14147 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " قَامَ
__________
وقوله: "حتى يصلى عليه": ضبطها النووي في "شرح مسلم" 7/11 بفتح اللام بالبناء للمفعول، والمراد: حتى يصلي عليه جماعة المسلمين. وجاءت مجودةَ في (س) بكسر اللام بالبناء للفاعل، وكذلك ضبطها ابن حجر في "فتح الباري" 3/208، فقال: مضبوط بكسر اللام، والمراد: حتى يصلي عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وإحسان الكفن أو تحسينه: ليس المراد به السرَف فيه والمغالاة ونفاسته، وإنما المراد نظافته ونقاؤه وكثافته وستره وتوسطه. "شرح مسلم" 7/11.
و"كفنه": ضبط بوجهين: بإسكان الفاء على المصدر، أي: تكفينه، فشمل الثوب والهيئة وعمله، وبفتح الفاء: أي: الثوب الذي يكفن به، وكلاهما صحيح، إلا أن الفتح أصوب وأظهر وأقرب إلى لفظ الحديث. "شرح مسلم" 7/12، و"حاشية السندي".
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، سليمان بن موسى- وهو الأموي مولاهم الدمشقي الأشدق- لم يسمع من جابر. محمد بن بكر: هو البُرْساني البصري، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز الأموي مولاهم المكي.
وانظر ما قبله.(22/52)
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَنَازَةٍ مَرَّتْ بِهِ حَتَّى تَوَارَتْ "، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَيْضًا: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا، يَقُولُ: " قَامَ النَّبِيُّ وَأَصْحَابُهُ لِجَنَازَةِ يَهُودِيٍّ حَتَّى تَوَارَتْ " (1)
14148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْهَى أَنْ يُقْعَدَ عَلَى الْقَبْرِ، وَأَنْ يُقَصَّصَ، أَوْ يُبْنَى عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6309) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (960) (79) و (80) ، والنسائي 4/47، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/482،والبيهقي4/26- 27و27.
وأخرجه أبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/482من طريق حجاج بن محمد المِصيصي، عن ابن جريج، به.
وسيأتي الحديث من طريقين عن أبي الزبير برقم (14525) و (14723) ، ومن طريقه عُبيد الله بن مِقْسم برقم (14427) ، كلاهما عن جابر.
وفي باب القيام للجنازة عن أبي هريرة، سلف برقم (7593) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف أيضاً برقم (6573) ، وقد استوفينا الكلام على شواهده وشرحه هناك، فلينظر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (3225) عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6488) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (970) (94) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/440.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/335 و337 و339، وعبد بن حميد (1075) ، ومسلم (970) (94) ، وأبو داود (3226) ، والنسائي 4/86، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/440، والطحاوي 1/516، وابن حبان (3163) ، والحاكم 1/370، والبيهقي 4/4 من طريق حفص بن غياث، والترمذي (1052) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/440=(22/53)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق محمد بن ربيعة، وأخرجه الطحاوي 1/515، وابن حبان (3164) ، والحاكم 1/370 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. ورواية الحديث مختصرة عند بعضهم، وقرن معظمهم في حديثه بأبي الزبير سليمان بن موسى، وزاد بعضهم من طريق سليمان بن موسى وأبي الزبير معاً: ونهى أن يكتب عليه، وكذا من طريق أبي الزبير وسليمان بن موسى
كل على حِدةِ، وزاد بعضهم أيضاً: ِ أو يزاد عليه. وإسناد هاتين الزيادتين: إن كان من طريق سليمان بن موسى، ففيه الانقطاع بينه وبين جابر، فإن روايته عنه مرسلة، وإن كان من طريق أبي الزبير، فلم يصرح فيه هو ولا ابن جريج الراوي عنه بالسماع.
وسيأتي الحديث عن حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج برقم (14647) ، وبعضه من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني برقم (14565) كلاهما عن أبي الزبير.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8408) من طريق قتادة، عن سليمان بن قيس اليشكري، وأخرجه أيضاً الطبراني في "الأوسط" (5980) من طريق أشعث، عن الحسن البصري، كلاهما (سليمان والحسن) عن جابر.
وأخرجه الطحاوي مختصراً 1/516 من طريق نصر بن راشد، عن جابر قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نجلس على القبور.
وانظر ما بعده وما سيأتي برقم (15286) .
وفي باب النهي عن الجلوس على القبر، سلف عن أبي هريرة برقم (8108) ، وانظر تتمة شواهده والكلام على فقهه هناك.
وفي باب النهي عن البناء على القبر وتجصيصه عن أم سلمة، سيأتي 6/299، وعن أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه (1564) .
ويشهد له أمرُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتسوية القبور في حديث علي السالف برقم (741) ، وسيأتي أيضاً من حديث فضالة بن عبيد 6/18.
وقوله: "يقصَص" التَقْصيص: هو التجصيص، والقَصة- بفتح القاف =(22/54)
14149 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: قَالَ: قَالَ جَابِرٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْهَى أَنْ (1) يَقْعُدَ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ، وَأَنْ يُجَصَّصَ، أَوْ أَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ " (2)
__________
= وتشديد الصاد-: هي الجِص.
والنهي عن القعود على القبر، سلف الكلام عليه عند حديث أبي هريرة برقم (8108) .
وأما البناء على القبر، وتجصيصه، والكتابة عليه، فعامة أهل العلم على كراهته. انظر "المجموع شرح المهذب" 5/298، و"المغني شرح الخرقي" 3/439، و"البناية شرح الهداية" 2/1041.
(1) في (ظ 4) و (ق) : عن أن يقعد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، سليمان بن موسى- وهو الأموي مولاهم الدمشقي الأشدق- لم يسمع من جابر، وابن جريج- وهو عبد الملك ابن عبد العزيز- لم يصرح بالتحديث. محمد بن بكر: هو البُرْساني أبو عثمان البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/335، وعبد بن حميد (1075) ، وأبو داود (3226) ، والنسائي 4/86، والبيهقي 4/4 من طريق حفص بن غياث، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة، ولم يذكر النسائي في روايته النهي عن القعود على القبر، وقرنوا جميعاً سوى ابن أبي شيبة بسليمان أبا الزبير، وزادوا جميعاً في حديثهم: ونهى أن يكتب عليه، وزاد النسائي والبيهقي أيضاً: أو يزاد عليه.
وزيادة النهي عن الكتابة على القبر أخرجها ابن ماجه مفردة (1563) من طريق حفص بن غياث، عن ابن جريج، به.
وأخرجها الطبراني في "الأوسط" (7695) عن محمد بن داود، عن عبد الله ابن عمر بن أبان، عن عبد الرحيم بن سليمان، عن قيس بن الربيع، عن ابن=(22/55)
14150 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ تُوُفِّيَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنَ الْحَبَشِ أصحمة (1) ، هَلُمَّ فَصُفُّوا "، قَالَ: فَصَفَفْنَا، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ (2) وَنَحْنُ، (3)
14151 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ،
__________
= جريج، عن سليمان بن موسى، عن عطاء، عن جابر. وفي إسناده قيس بن الربيع- وهو الأسدي الكوفي-، وهو ضعيف يعتبر به، ومحمد بن داود- وهو ابن جابر الأحمسي البغدادي- شيخ الطبراني، ترجم له الخطيب في "تاريخه" 5/263، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً. وانظر الحديث السالف.
(1) لفظة "أصحمة" ليست في (م) و (ق) ، وأثبتناها من (ظ 4) ونسخة في هامش (س) ، وهي ثابتة في "المصنف".
(2) لفظة "عليه" ليست في (ظ 4) و (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح القرشي، مولاهم المكي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6406) .
وأخرجه الحميدي (1291) ،والبخاري (1320) و (3877) ،والنسائي 4/69، والبيهقي 4/49-50 من طرق عن ابن جريح، به- بعضهم يزيد فيه على بعض.
وسيأتي الحديث عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج برقم (14433) .
وسيأتي أيضاً من طريق قتادة، عن عطاء بالأرقام (14151) و (14962) وانظر ما سيأتي برقم (14827) و (14889) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7147) ، وقد استوفينا شواهده هناك.(22/56)
عَنْ جَابِرٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وقَالَ: " اسْمُ النَّجَاشِيِّ أَصْحَمَةُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفَاف فمن رجال مسلم.
سعيد: هو ابن أبي عَرُوبة، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي البصري، وعطاء: هو ابن أبي رباح المكي.
وأخرجه البيهقي 4/50 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد - ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بلغه موتُ النجاشي قال: "صلوا على أخ لكم مات بغير بلادكم"، قال: فصلى عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصفنا صفوفاً، قال جابر: وكنت في الصف الثاني أو الثالث. قال: وكان اسم النجاشي أَصحمة.
وأخرجه البخاري (3878) عن عبد الأعلى بن حماد، وأبو يعلى (2185) عن محمد بن المنهال، كلاهما عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، به. ولفظه: أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على النجاشي، فصفنا وراءه، فكنت في الصف الثاني أو الثالث. وذكر الحافظ ابن حجر فىِ "أطراف المسند" 2/62 أن الإمام أحمد أخرجه عن بهز، عن يزيد بن زريع، عن قتادة، فأسقط سعيداً منه، ولا يعرف ليزيد رواية عن قتادة، وطريق بهز هذا ليس في نسخنا الخطية من "المسند"!
وسيأتي برقم (14962) عن محمد بن جعفر عن سعيد بن أبي عروبة.
وأخرجه الطيالسي (1681) ، والبخاري (1317) ، وأبو يعلى (1773) ، والبيهقي 4/29 من طرق عن قتادة، به- ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على النجاشي، فكنت في الصف الثاني أو الثالث.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4375) من طريق أبي بكر الهذلي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن جابر، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين مات النجاشي: "إن أخاكم أصحمة قد مات" فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصلى عليه كما يصلي على الجنائز، وكبر عليه أربعاً. فخالف في إسناده، فجعله من حديث قتادة عن سعيد بن المسيب، وفي متنه فزاد قوله: وكبر عليه أربعاً. وأبو بكر الهذلي هذا متروك الحديث، لكن التكبير عليه أربعاً محفوظ عن جابر من=(22/57)
14152 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا نَخْلًا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَتَعَوَّذُوا (1) مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " (2)
14153 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَجَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ بَيْنَ (3) أَيْدِيهِمْ: " اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ " (4)
__________
= حديث سعيد بن مينا عنه، وسيأتي برقم (14889) .
وانظر ما قبله.
(1) في (ظ 4) و (س) : تَعوَذوا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6742) ،ومن طريقه أبو عوانة في الجنائز كما في"الإتحاف"3/477.
وأخرجه البزار (871- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2149) ، والطبراني في "الأوسط" (4625) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (204) من طرق عن أبي الزبير، به. ورواية أبي يعلى مختصرة. وعند الطبراني: يعذبون في القبور من النميمة، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
وسيأتي الحديث عن جابر، عن أم مبشر في مسندها 6/362.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12007) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(3) في (م) و (ق) : موضوعة بين أيديهم.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم.(22/58)
14154 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ: أَخْبَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ: سَأَلَ (1) جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ: " أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ "، قَالَ: " نَعَمْ وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ " (2)
__________
= والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (6747) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2466) ، والترمذي (3848) ، وأبو عوانة في المناقب والجنائز كما في "الإتحاف" 3/458، وابن حبان (7029) ، والطبراني (5336) .
وأخرجه الطبراني (5338) من طرق عن أبي الزبير، به.
وأخرجه البخاري (3803) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (563) ، وابن حبان (7031) ، والحاكم 3/207، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 397 من طريق أبي صالح، والطبراني (5339) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن جابر.
وسيأتي من طريق أبي الزبير برقم (14768) .
ومن طريق أبي سفيان، عن جابر برقم (14400) .
وانظر ما سيأتي برقم (14505) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11184) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) في (م) والأصول الخطية: سمع، والمثبت من "مصنف" عبد الرزاق، وهو الصواب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الحميد بن جبير: هو ابن شيبة بن عثمان العبدري، ومحمد بن عباد بن جعفر: هو ابن رفاعة المخزومي.
والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (7808) ، ومن طريقه أخرجه مسلم=(22/59)
14155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَصِلَ الْمَرْأَةُ بِرَأْسِهَا شَيْئًا " (1)
__________
= (1143) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "الإتحاف" 3/322.
وأخرجه الدارمي (1748) ، والبخاري (1984) ، والبيهقي 4/301- 302 من طريق أبي عاصم النبيل، والنسائي في "الكبرى" (2746) ، وأبو عوانة من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2747) من طريق يحيى القطان، و (2748) من طريق النضر بن شميل، و (2749) ، وأبو يعلى (2206) من طريق حفص ابن غياث، ثلاثتهم عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر فذكره، وليس فيه عبد الحميد بن جبير. قلنا: وابن جريج سمع من محمد بن عباد، فيكون الإسناد الأول الذي فيه عبد الحميد بن جبير من المزيد في متَصل الأسانيد.
وأخرجه عبد الرزاق (7809) عن إبراهيم بن يزيد الخوزي، أنه سمع محمد ابن عباد بن جعفر يحدث بهذا الحديث. قلنا: وإبراهيم الخوزي متروك.
وسيأتي الحديث عن سفيان بن عيينة، عن عبد الحميد بن جبير برقم (14353) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6771) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "صيام يوم الجمعة" قال السندي: أي: منفرداً، ولذلك قال كثير بكراهته وهو الأوجه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5070) و (5096) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2126) ، وأبو عوانة في اللباس كما في "الإتحاف" 3/3485، وابن =(22/60)
14156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ النَّوَافِلَ فِي كُلِّ جِهَةٍ، وَلَكِنَّهُ يَخْفِضُ السُّجُودَ مِنَ الرَّكْعَةِ، وَيُومِئُ إِيمَاءً " (1)
__________
= حبان (5515) ، والبيهقي 2/426.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1133) من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (15152) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4724) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
ولمسألة وصل الشعر انظر رسالة أبي علي الحسن بن مسعود اليوسي، الرسالة الثانية والثلاثين من رسائله 2/524-527.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4521) .
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/65-66 و66، وابن الجارود (228) ، وابن حبان (2524) و (2525) ، والبيهقي 2/5 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد- وقف الشافعي في الموضع الأول على قوله: في كل جهة، ولم يسق لفظه في الموضع الثاني وأحاله على حديث عثمان بن عبد الله بن سراقة عن جابر، وسيأتي في "المسند" برقم (14200) ، ولم يقل فيه ابن حبان: وهو على راحلته.
وسيأتي الحديث عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن أبي الزبير برقم (15071) .
وسيأتي أيضاً من طرق عن أبي الزبير بالأرقام (14345) و (14555) و (14588) و (14622) و (14642) و (14788) و (14907) و (15061) و (15175) .
وأخرجه عبد الرزاق (4520) عن ابن مجاهد، عن أبيه، عن جابر: أن=(22/61)
14157 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِنَّمَا جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشُّفْعَةَ فِي كُلِّ مَالٍ لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ، وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ، فَلَا شُفْعَةَ " (1)
__________
= رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي على راحلته تطوعاً حيث توجهت به، ويجعل السجود أخفض من الركوع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/496، وعبد بن حميد (1124) عن مسعر، عن بكير بن الأخنس، عن جابر، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي على الدابة أينما كان وجهه.
وأخرجه ابن خزيمة (1266) من طريق جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جابر، قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي على راحلته متوجهاً إلى تبوك.
وللحديث طرق أخرى عن جابر، ستأتي بالأرقام (14200) و (14272) و (14783) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4470) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "يخفض السجود من الركعة"، أي: يجعل سجوده أخفض من ركوعه، فالمراد بالركعة هنا: الركوع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3514) ، ومن طريقه البيهقي 6/102-103 عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
والحديث عند عبد الرزاق في "المصنف" (14391) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1080) ، والبخاري (2213) ، وابن ماجه (2499) ، والترمذي (1370) ، وابن الجارود (643) ، والطحاوي4/122،وابن حبان (5184) و (5186) ،والدارقطني 4/232،والبيهقي6/102 و103.
وأخرجه البخاري (2495) و (6976) من طريق هشام بن يوسف،=(22/62)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والشافعي 2/165 عن الثقة، كلاهما عن معمر، به.
وأخرجه النسائي 7/321 من طريق صفوان بن عيسى، عن معمر، به، مرسلاً، ثم يذكر فيه جابراً.
وأخرجه البيهقي 6/103 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر رفعه: "إذا وقعت الحدود فلا شفعة". وفي إسناده سلم بن إبراهيم الوراق، وهو ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق أبي سلمة برقم (14999) و (15289) .
وانظر ما سيأتي برقم (14253) و (14292) و (14854) .
وفي الباب عن علي وابن مسعود، سلف برقم (923) .
وعن الشريد بن سويد، سيأتي 4/389.
وعن سمرة بن جندب، سيأتي 5/8 و13.
وعن أبي رافع، سيأتي 6/10 و390.
وعن أبي هريرة عند أبي داود (3515) ، وابن ماجه (2497) ، وصححه ابن حبان (5185) .
وعن ابن عباس، عند ابن ماجه (2493) .
وعن أنس عند الطحاوي 4/122، وصححه ابن حبان (5182) .
تنبيه: قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/437: حكى ابن أبي حاتم، عن أبيه ("العلل" 1/478) أن قوله: "فإذا وقعت الحدود ... إلخ" مدرج من كلام جابر، وفيه نظر، لأن الأصل أن كل ما ذكر في الحديث فهو منه حتى يثبت الإدراج بدليل، وقد نقل صالح بن أحمد عن أبيه أنه رجَّح رفعها. اهـ.
قوله: "وصرفت الطرق" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/436: أي: بُينت مصارف الطرق وشوارعها، كأنه من التصرف أو من التعريف، وقال ابن مالك: معناه خلصت وبانت، وهو مشتق من الصرْف بكسر الصاد، الخالص، من كل شيء.
وقال الإمام البغوي في "شرح السنة" 8/241: اتفق أهل العلم على ثبوت =(22/63)
14158 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ، وَتَرَكَ دَيْنًا فَإِلَيَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا، فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ " (1)
__________
= الشفعة للشريك في الرَّيع المنقسم إذا باع أحدُ الشركاء نصيبه قبل القسمة، فللباقين أخذه بالشفعة بمثل الثمن الذي وقع عليه البيع، وإن باع بشيء متقوِّم من ثوب أو عبد، فيأخذه بقيمة ما باعه به.
واختلفوا في ثبوت الشفعة للجار، فذهب أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومَنْ بعدهم إلى أن لا شفعة للجار، وأنها تختص بالمشاع دون المقسوم، هذا قول عمر وعثمان رضي الله عنهما، وهو قول أهل المدينة سعيد ابن المسيب، وسليمان بن يسار، وعمر بن عبد العزيز والزهري،ويحيى بن سعيد الأنصاري، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وهو مذهب مالك، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور. وذهب قوم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلى ثبوت الشفعة للجار، وهو قول الثوري، وابن المبارك وأصحاب الرأي غير أنهم قالوا: الشريك مقدم على
الجار.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (2956) عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
وسيأتي ضمن خطبة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (14340) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه، عن جابر.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7861) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "فإلي" قال السندي: أي: فأمر دَيْنه يرجع إلى، فأنا أتحملُه وأؤديه،=(22/64)
14159 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي عَلَى رَجُلٍ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَأُتِيَ بِمَيِّتٍ، فَسَأَلَ: " هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، دِينَارَانِ (1) ، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، فَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ " (2)
__________
= فبين لهم أن مقتضى الأولوية أن يحسن إليهم، ويتحمل عنهم ديونهم، لا أن يأخذ عنهم أموالهم.
(1) في (ظ 4) و (س) : دينارين، قال السندي: بمعنى ترك دينارين. والرفع أظهر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (15257) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1081) ، وأبو داود (3343) ، والنسائي 4/65- 66، وابن الجارود (1111) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/607، وابن حبان (3064) .
وخالف معمراً غيرُ واحدِ فجعلوه من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، انظر ما سلف في مسنده برقم (7899) .
وستأتي قصة تركه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاةَ على من عليه دين من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر برقم (14536) .
وفي الباب عن أبي قتادة نفسه، سيأتي حديثه في مسنده 5/301-302، وإسناده صحيح.
وعن أسماء بن يزيد عند الطحاوي في "شرح المشكل" (4144) ، والطبراني في"الكبير"24/ (466) ، وإسناده حسن.(22/65)
14160 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجْرِ، قَالَ: " لَا تَسْأَلُوا الْآيَاتِ، وَقَدْ سَأَلَهَا قَوْمُ صَالِحٍ، فَكَانَتْ تَرِدُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، وَتَصْدُرُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ، فَعَقَرُوهَا، وَكَانَتْ تَشْرَبُ مَاءَهُمْ يَوْمًا، وَيَشْرَبُونَ لَبَنَهَا يَوْمًا، فَعَقَرُوهَا، فَأَخَذَتْهُمْ صَيْحَةٌ أَهْمَدَ اللهُ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ مِنْهُمْ، إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا كَانَ فِي حَرَمِ اللهِ "، قِيلَ: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هُوَ أَبُو رِغَالٍ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ أَصَابَهُ مَا أَصَابَ قَوْمَهُ " (1)
__________
قوله: "عليه دين" قال السندي: أي: لم يترك وفاءً.
"هما عليَّ" يدل على صحة الكفالة عن الميت.
(1) حديث قوي، وهذا إسناد على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، وأبي الزبير، فمن رجال مسلم، وأبو الزبير مدلس، وقد عنعن، واختلف على ابن خثيم فيه فرواه مرة عن أبي الزبير، وأخرى عن عبد الرحمن بن سابط كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه الطبري 8/230 (14820) ، والطحاوي في "المشكل" (3755) ، والحاكم 2/320 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1844) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3756) ، وابن حبان (6197) ، والحاكم 2/340-341 من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن خثيم، به. قلنا: ومسلم بن خالد الزنجي ضعيف.
وأخرجه الطبري 8/230 مختصراً من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن عبد الله بن عثمان، عن جابر. وهذا إسناد منقطع، فإن عبد الله بن عثمان لم يسمع من جابر.(22/66)
14161 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَْخَبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " خَرَصَهَا ابْنُ رَوَاحَةَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ وَسْقٍ، وَزَعَمَ أَنَّ الْيَهُودَ لَمَّا خَيَّرَهُمْ ابْنُ رَوَاحَةَ، أَخَذُوا الثَّمَرَ، وَعَلَيْهِمْ عِشْرُونَ أَلْفَ وَسْقٍ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9065) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن أبي الزبير، به. وابن لهيعة ضعيف.
وأخرجه مختصراً الطبري 14/50، والطحاوي في "شرح المشكل" (3757) من طريقين عن يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد، عن داود بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عثمان، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، عن جابر. وسنده قوي.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (3088) ، والطحاوي (3753) . وإسناده ضعيف.
الحِجْر: هو اسم ديار ثمود، ولا يزال الحجر معروفاً، ويقع في الحجاز جنوبي تيماء، وقاعدة تلك البلاد مدينة العُلا.
و"الآيات" قال السندي: أي: الأمور العظام الخارقة للعادة.
"وكانت"، أي: الناقة "تَرِد" من الورود، أي: ترد الماء. "وتصدر"، أي: ترجع.
"أهمد الله" في "القاموس" الهمود في الأرض: أن لا يكون بها حياة ولا عود ولا نبت ولا مطر.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم. ابن بكر: هو محمد البُرْساني.
وأخرجه أبو داود (3415) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7205) .(22/67)
14162 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَدَقَةَ فِيمَا
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/194-195 عن محمد بن بكر وحده، به.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (193) عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به.
وسيأتي مطولاً من طريق أبي الزبير برقم (14953) .
وأخرج عبد الرزاق (7201) عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: خَرْصهم هذا على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فأَخبَرني عن ابن رواحة أنه خرص بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين يهود، وقال: إن شئتم فلنا، وإن شئتم فلكم. قالوا: بهذا قامت السماوات والأرض. قلنا: وعطاء- وهو ابن أبي رباح- لم يدرك عبد الله بن رواحة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2255) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (4663) .
وعن عائشة، سيأتي 6/163.
وعن سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار مرسلاً عند مالك في "الموطأ" 2/703-704.
قوله: "خَرَصها" قال السندي: من الخرص (بفتح خاء وحكي كسرها، وبسكون الراء) بمعنى التخمين، والضمير لخيبر.
"الوَسْق" بفتح أو كسر فسكون: ستون صاعاً.
"زعم" أي جابر بمعنى قال، وليس المراد هاهنا بالزعم القول الباطل.
"خيّرهم" أي: بين أن يكون التمر لهم وعليهم نصف ما خَمََّن للمؤمنين، أو يكون التمر للمؤمنين وعليهم نصف ما خمََّن لليهود، فهذا دليل على جواز الخرص والضمان به، وعلى أنهم كانوا يخمنون تخميناً يرضى به الخصم، وإلا لما قبلوا حين خُيروا، وعلى أنه ينبغي التخيير بعد التخمين.(22/68)
دُونَ خَمْسَةِ (1) أَوَاقٍ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ ذَوْدٍ " (2)
__________
(1) في (م) و (س) : خمس.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن عمرو بن دينار لم يسمعه من جابر كما قال ابن خزيمة، ومحمد بن مسلم- وهو الطائفي- سيئ الحفظ، فأسقط الواسطة بين عمرو وبين جابر، ورواه ابن جريج عن عمرو، عن غير واحد، عن جابر، وهو الصواب كما سيأتي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7251) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (2305) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/288، وتحرف في مطبوع ابن خزيمة "محمد بن مسلم" إلى: محمد بن إسحاق.
وأخرجه تاماً ومقطعاً بنحوه عبد بن حميد (1103) ، وابن ماجه (1794) ، وابن خزيمة (2304) و (2305) ، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/35، وفي "شرح مشكل الآثار" (1483) ، والطبراني في "الأوسط" (8478) ، والدارقطني2/94، والحاكم1/400 و401- 402، والبيهقي 4/128 من طرق عن محمد بن مسلم الطائفي، بهذا الإسناد. وقرن بعضهم بجابر أبا سعيد الخدري. وقال ابن خزيمة: هذا الخبر لم يسمعه عمرو بن دينار عن جابر. قلنا: ومع هذا فقد صححه الحاكم على شرط مسلم! وحسَن البوصيري إسناده في "مصباح الزجاجة" ورقة (117) !
وأخرج عبد الرزاق (7250) ، ومن طريقه ابن خزيمة (2306) عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، قال: سمعت عن غير واحد، عن جابر ابن عبد الله أنه قال: ليس فيما دون خمسة أواق صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق من الحب صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق من الحلو صدقة. قال أبو بكر بن خزيمة: هذا هو الصحيح، لا رواية محمد بن مسلم الطائفي، وابن جريج أحفظ من عددٍ مثل محمد بن مسلم. وقال: يعني بالحلو: التمر.
قلنا: لكن يشهد لرواية محمد بن مسلم الطائفي رواية أبي الزبير، وعن جابر =(22/69)
14163 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: (1) سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ يَوْمَ الْفِطْرِ، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَلَمَّا فَرَغَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَزَلَ، فَأَتَى النِّسَاءَ فَذَكَّرَهُنَّ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلَالٍ، وَبِلَالٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ يُلْقِينَ فِيهِ النِّسَاءُ صَدَقَةً "، قَالَ: " تُلْقِي الْمَرْأَةُ فَتْخَهَا، وَيُلْقِينَ وَيُلْقِينَ "، قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: فَتْخَتَهَا (2)
__________
= عند مسلم (980) ، وابن خزيمة (2298) و (2299) ،والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/35، والدارقطني 2/93، والبيهقي 4/120 من طريق أبي الزبير، عن جابر- واقتصر الطحاوي على قطعة الخمسة أوسق.
وأخرج منه قوله: "ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة" يحيى بن آدم في "الخراج" (447) ، وأبو عبيد في "الأموال" (1427) ، وابن أبي شيبة 3/137 من طريق أبي الزبير أيضاً عن جابر لكن من قوله.
وأخرج الحديث مرفوعاً عبد الرزاق (7256) ، والبيهقي 4/120- 121 من طريق ابن أبي نجيح وأيوب وقتادة ويحيى بن أبي كثير، عن ابني جابر، عن جابر.
وله شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (5670) ، وإسناده ضعيف.
وثان من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11030) ، وهو متفق عليه.
وثالث من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9221) ، وإسناده صحيح.
قوله: "صدقة" أي: زكاة. وانظر تتمة شرحه عند حديث أبي هريرة.
(1) القائل هو عطاء.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد البُرْساني البصري، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي=(22/70)
14164 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ،
__________
= رباح.
وأخرجه أبو داود (1141) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/263 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5631) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (978) ، ومسلم (885) ، وابن خزيمة (1444) و (1459) ، وأبو عوانة في العيدين كما في "إتحاف المهرة" 3/243، وابن حزم في "المحلى" 5/87- 88، والبيهقي 3/298. وذكر فيه بيان عطاء لابن جريج أن هذه
الصدقة ليست زكاة الفطر.
وأخرجه البخاري (958) و (961) ، وأبو عوانة في العيدين كما في "إتحاف المهرة" 3/243، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/353، والفريابي في "أحكام العيدين" (93) و (95) من طرق عن ابن جريج، به. ورواية البخاري في الموضع الأول والفريابي في الموضع الثاني مختصرة.
وأخرج النسائي في "الكبرى" (1765) من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن عطاء، عن جابر، قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عيد، فبدأ فصلى، ثم خطب.
وسيأتي الحديث بالأرقام (14329) و (14369) و (14420) و (14421) و (15055) و (15085) و (15101) .
وفي الباب عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (1902) .
وفي باب بدء الصلاة قبل الخطبة في العيد عن ابن عمر، سلف برقم (4602) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب وعظه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنساء، وأمره لهن بالتصدق عن ابن مسعود، سلف برقم (3569) ، وقد ذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وقوله: "فَتَخَها" قال السندي: بفتحتين وإعجام خاء، كقَصَب وقَصَبة، وهي خواتيم كبار تلبس في أصابع اليد أو الرجل، وقيل: خواتيم لا فصوص لها.(22/71)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارًا قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا " (1)
14165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، أَوْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: (2) " أَنَا أَشُكُّ " أَخْبَرَهُ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الضَّبُعِ، فَقَالَ: " حَلَالٌ "، فَقُلْتُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (8450) .
وسيأتي عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي الزبير برقم (14459) ، ويأتي تخريجه هناك.
وانظر ما سيأتي برقم (14424) و (15046) .
وفي باب النهي عن الوسم عن ابن عباس عند مسلم (2118) .
وعن أبي سعيد الخدري وابن عمر عند ابن أبي شيبة 5/406-407 و407.
قوله: "وسم" قال السندي: من الوسم بمعنى العلامة، أي: جعل العلامة في وجهه ليعرف ولا يختلط، وهذا جائز في غير الوجه لا في الوجه تشريفاً للوجه.
(2) أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن الإمام أحمد.
(3) إسناده على شرط مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8681) . وسقط منه: عبد الرحمن بن عبد الله.
وأخرجه ابن ماجه (3236) ، وأبو يعلى (2127) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/164، وفي "شرح مشكل الآثار" (3465) و (3466) ،=(22/72)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والدارقطني 2/245-246 و246، والبيهقي 9/318-319 من طرق عن إسماعيل بن أمية. بهذا الإسناد- ولفظه عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: سألتُ جابراً عن الضبُع، فقلتُ: أصيد هي؟ قال: نعم. قلت: آكلُها؟ قال: نعم.
قلت: أسمعتَ هذا من رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم.
وسيأتي مثله برقم (14425) و (14449) من طريق ابن جريج عن عبد الله ابن عبيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/77، والدارمي (1941) ، وأبو داود (3801) ، وابن ماجه (3085) ، وأبو يعلى (2159) ، وابن الجارود (439) ،وابن خزيمة (2646) ،والطحاوي في "شرح المعاني" 4/164، وفي "شرح المشكل" (3467) و (3468) و (3469) و (3470) ، وابن حبان (3964) ، والدارقطني
2/246، والحاكم 1/452، والبيهقي 5/183 من طريق جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد، به- ولفظه: جعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الضبُع يصيبه المحرمُ كبشاً، وجعله من الصيد. وتحرف جرير بن حازم في "مسند" أبي يعلى إلى محمد بن خازم، ولم ينبه عليه محققه!
وأخرجه الدارقطني 2/246-247 و247، والبيهقي 5/183 من طريق أجلح بن عبد الله، عن أبي الزبير، عن جابر رفعه: "في الضبع إذا أصابه المحرم كبش، وفي الظبي شاة، وفي الأرنب عَناق، وفي اليربوع جفرة". قلنا: وأجلح ليس بالقوي، وقد خالفه غير واحد ممن هو أوثق منه: فقد أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" 1/414، ومن طريقه الشافعي 1/330-331، وعبد الرزاق (8224) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 9/96،والبغوي (1993) ،وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" 9/96 من طريق سفيان بن عيينة، ومن طريق ابن عون، ثلاثتهم (مالك وسفيان وابن عون) عن أبي الزبير، عن جابر: أن عمر قضى في الضبع بكبش. قال البيهقي: وكذلك رواه أيوب السختياني وسفيان الثوري والليث وغيرهم عن أبي الزبير.(22/73)
* 14166 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ زَيْدٍ الصَّنْعَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ الْمَكِّيَّ،
__________
= وأخرج ابن خزيمة (2648) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3472) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/165، والدارقطني 2/245، والحاكم 1/453، والبيهقي 5/183 من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن إبراهيم ابن ميمون الصائغ، عن عطاء، عن جابر مرفوعاً: "الضبع صيد، فإذا أصابه المحرم ففيه جزاء كبش مُسِن، وتؤكل" قلنا: حسان بن إبراهيم ليس بذاك القوي، وقد خالفه غيره فلم يرفعوه.
فأخرجه ابن خزيمة (2647) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 9/98، وفي "شرح المعاني" 2/165، والدارقطني 2/247، والبيهقي 5/183 من طريق منصور بن زاذان، عن عطاء، عن جابر قال: قضى في الضبع بكبش. هكذا قال: قضى، ولم يذكر من هو.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" 9/98 من طريق عبد الكريم بن مالك، عن عطاء، عن جابر قوله.
وأخرجه البيهقي 5/184 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر قال قضى عمر في الضبع كبشاً ... قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 7/271: اختلف أهل العلم في إباحة
لحم الضبع، فروي عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يأكل الضَّبُع، ورُوي عن ابن عباس إباحة لحم الضبُع، وهو قوله عطاء، وإليه ذهب الشافعي، وأحمدُ وإسحاق وأبو ثور، وكرهه جماعةٌ، يُروى ذلك عن سعيد بن المسيب، وبه قال ابن المبارك ومالك والثوري، وأصحاب الرأي واحتجوا بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن أكل كُل ذي نابِ من السباع. وهذا عند الآخرين عام خصَه حديث جابر.
وانظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي 9/92 وما بعدها، و"نصب الراية" 4/193-194.(22/74)
عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْهِرِّ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن زيد الصنعاني.
وأخرجه المزي في ترجمة عمر بن زيد الصنعاني من "التهذيب" 21/351 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3480) و (3807) عن أحمد بن حنبل وحده، به.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" برقم (8749) ، ومن طريقه أخرجه عبد ابن حميد (1044) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/157، وأبو داود (3807) ، وابن ماجه (3250) ، والترمذي (1280) ، والدارقطني 4/290، والحاكم 2/34، والبيهقي 6/10- 11.
ولفظه عندهم غير البخاري: "نهى عن أكل الهر وثمنه". وقال الترمذي: حديث غريب.
وأخرجه الدارقطني 3/72 من طريق خير بن نعيم، عن أبي الزبير، به.
وإسناده حسن.
وسيأتي النهي عن ثمن الكلب والهر برقم (14652) من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير، ومن طريق خير بن نعيم عن عطاء بن أبي رباح، كلاهما عن جابر، وانظر تمام تخريجه هناك.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 8/24: فمن ذهب إلى ظاهره، وكره بيع السنَور (الهر) أبو هريرة وجابر، وبه قال طاووس ومجاهد، وجوََّز الأكثرون بيعه، وهو قول ابن عباس، وإليه ذهب الحسن وابن سيرين والحكم وحماد، وبه قال مالك والثوري وأصحاب الرأي، والشافعي وأحمد
وإسحاق، وتأول بعضُهم الحديث على بيع الوحشي منه الذي لا يُقدَرُ على تسليمه.
وقال البيهقي 6/11: ومنهم من زعم أن ذلك كان في ابتداء الإسلام حين كان محكوماً بنجاسته، ثم حين صار محكوماً بطهارة سؤره، حل ثمنه، وليس على واحد من هذين القولين (يعني هذا والقول بأنه الوحشي) دلالة بينة، والله أعلم.(22/75)
• حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ لىِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " اكْتُبْ عَنِّى وَلَو حَدِيثًا وَاحِدًا مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ. فَقُلْتُ: " لَا. وَلاَ حَرْفًا "
• حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ وَكِيعٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَذَكَرَ عَبْدَ الرَّزَّاقِ فَقَالَ: " يُشْبِهُ رِجَالَ أهل الْعِرَاقِ "
• حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِى يَقُولُ: " وَمَاكَانَ فِى قَرْيَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِئْرٌ، فَكُنَّا نَذْهَبُ نُبَكِّرُ عَلَى مَيْلَيْنِ، نَتَوَضَّأُ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْمَاءَ " (1)
14167 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ جَابِرٌ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " (2)
__________
(1) هذه الأقوال الثلاثة في حق عبد الرزاق وقعت في (م) والنسخ الخطية بإثر الحديث رقم (14170) ، وحقها أن تكون هنا كما أثبتنا، والقولان الثاني والثالث منها لم يردا في (ظ 4) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس. ولم يصرح بالسماع من سليمان بن موسى، وهذا الأخير لم يسمع من جابر، والصحيح عن جابرموقوفاً، وانظر ما بعده.
ويشهد له مرفوعاً حديث عمران بن حصين عند مسلم (1641) ، وسيأتي 4/430.
حديث عائشة عند البخاري (6700) ، وسيأتي 6/36، وآخر عنها سيأتي 6/247 قوله: "لا وفاء لنذر في معصية الله" قال السندي: لا يدل على أنه لا ينعقد، وإنما يدل على أنه لا يجب عليه الإتيان بالمعصية، فلا ينافي ما جاء أن فيه كفارة اليمين.
وانظر تمام البحث في "الفتح" 11/587 وما بعدها.(22/76)
14168 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " وَلَمْ يَرْفَعَاهُ (1)
14169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ قَتْلَى أُحُدٍ حُمِلُوا مِنْ مَكَانِهِمْ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ رُدُّوا الْقَتْلَى إِلَى مَضَاجِعِهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن بكر: هو محمد البُرْساني، وأبو الزبير: هو محمد بنُ مسلم بن تَدْرُس.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (15823) . وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نبيح- وهو ابن عبد الله العَنَزي- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه الترمذي وأبو زرعة والعجلي وابن حبان، وصحح له ابن خزيمة والحاكم.
وأخرجه الطيالسي (1780) ، ومن طريقه الترمذي (1717) . وأخرجه ابن حبان (3183) من طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما (الطيالسي ومحمد بن كثير) عن شعبة، بهذا الإسناد. وزاد الطيالسي: فلما وفيت الرجل التمر الذي كان له على أبي جئت أسعى كأني شرارة. وستأتي هذه الزيادة منفردة في الحديث التالي. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، ونبيح ثقة.
وأخرجه أبو داود (3165) ، والنسائي 4/79، والبيهقي 4/57 من طريق سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، به.
وهذا الحديث قطعة من حديث طويل من طريق الأسود بن قيس، سيأتي برقم (15281) . وسيأتي مختصراً كما هو هنا عن ابن عيينة، عن الأسود برقم (14305) .=(22/77)
14170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " انْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَأَتَيْتُهُ كَأَنِّي شَرَارَةٌ " (1)
14171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، ح وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، (2) عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ، قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْإِسْكَافُ: إِنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ: " أَنَّ سُلَيْكًا جَاءَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ "، قَالَ مُحَمَّدٌ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ يَتَجَوَّزُ فِيهِمَا " (3)
__________
= وانظر ما سيأتي برقم (15258) .
قوله: "أن رُدُوا القتلى" قال السندي: "أن" تفسير لما في النداء من معنى القول، والحديث يدل على كراهة نقل الميت إلى محل آخر، لا سيما الشهيد.
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1780) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرج قوله: "أتيته كأني شرارة" الحاكم 4/281 من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به- وزاد في أوله مرفوعاً: "لا تمشوا بين يدي ولا خلفي، فإن هذا مقام الملائكة". وسيأتي بهذه الألفاظ ضمن الحديث الطويل برقم (15281) من طريق أبي عوانة عن الأسود بن قيس.
وانظر ما سيأتي برقم (14359) من طريق الشعبي، عن جابر.
(2) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : روح وعبد الوهاب، وروح ليس في (ظ 4) و (س) ، ولم يذكره ابن حجر في "أطراف المسند" 2/26.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، عبد الوهاب: هو=(22/78)
14172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا، أَوْ مِيرَاثٌ لِأَهْلِهَا " (1)
__________
ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، والوليد أبو بشر: هو ابن مسلم بن شهاب العنبري، وطلحة الإسكاف: هو أبو سفيان بن نافع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6699) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1117) عن أحمد بن حنبل، عن محمد بن جعفر وحده، به.
وأخرجه الدارقطني 2/13 من طريق أبي بحر البكراوي، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وسيأتي الحديث من طريق طلحة أبي سفيان، عن جابر برقم (14405) ، ومن طريق أبي سفيان، عن جابر، عن السُّليك برقم (15180) .
وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (1828) من طريق معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني، وبرقم (1831) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/158 من طريق محمد بن المنكدر، وابن حبان (2504) ، والدارقطني 2/16 من طريق مجاهد بن الحجاج، والطبراني (6710) و (6711) من طريق الحسن، أربعتهم عن جابر ابن عبد الله.
وسيأتي من طريق عمرو بن دينار برقم (14309) ، ومن طريق أبي الزبير برقم (14906) ، كلاهما عن جابر.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11197) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "يتجوز فيهما" قال السندي، أي: يسرع بتقليل القراءة للمسارعة إلى سماع الذكر المطلوب في تلك الساعة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة،=(22/79)
14173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، أَنَّ مُحَمَّدًا، حَدَّثَ، أَنَّ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ حَدَّثَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُمْ: " نَهَوْا عَنِ الصَّرْفِ " وَرَفَعَهُ رَجُلَانِ مِنْهُمْ (1)
__________
= وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه مسلم (1625) (31) من طريق خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 6/277-278 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
وأخرجه الشافعي 2/168، والحميدي (1290) ، وأبو داود (3556) ، والنسائي 6/273، والطحاوي 4/93، وابن حبان (5127) ، والبيهقي 6/175، والبغوي (2198) من طريق ابن جريج، والنسائي 6/272-273 من طريق مالك بن دينار، والطبراني في "الكبير" (1747) من طريق يعقوب بن عطاء، ثلاثتهم عن عطاء، به. ولفظ رواية ابن جريج: "لا تعمروا ولا ترقبوا،
فمن أرقب شيئاً أو أرقبه فهو سبيل الميراث ". ولفظ رواية يعقوب بن عطاء: "من أُعمر عمرى فهي له ولعقبه ".
وسيأتي من طريق عطاء بالأرقام (14174) و (14175) و (14429) و (14886) و (14920) و (15212) .
وانظر ما سلف برقم (14126) .
قوله: "لأهلها" قال السندي: أي: الذين دخلَتْ في ملكهم، لا من خرجت منهم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن سعيداً- وهو ابن أبي عروبة- لم يسمعه من محمد بن سيرين، بينهما فيه مطر الوراق- وهو حسن الحديث في المتابعات- كما سيأتي برقم (14179) .
وسلف الحديث عن محمد بن جعفر في مسند أبي سعيد أيضا برقم (11047) .=(22/80)
14174 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ " (1)
14175 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يحدث (2) عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ " (3)
__________
= وسلف من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني عن محمد بن سيرين في مسند أبي هريرة برقم (9638) ، وفي مسند أبي سعيد برقم (11049) ، وهو صحيح.
والنهي عن الصرف محمول على ما إذا كان بالنسيئة، أو كان بالزيادة مع اتحاد الجنس.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه الطيالسي (1680) ، ومن طريقه البيهقي 6/173، وأخرجه ابن حبان (5129) من طريق النضر بن شميل كلاهما (الطيالسي والنضر) عن شعبة، بهذا الإسناد، وتحرف شعبة في مطبوع البيهقي إلى: شعيب. وانظر (14172) .
(2) لفظة "يحدث" لم ترد في (م) و (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1625) (30) ، والنسائي 6/273 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.(22/81)
14176 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يُحَدِّثُ غَيْرَ مَرَّةٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكَ وَلِلْعَذَارَى وَلِعَابِهَا " (1)
14177 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَرْبُ خَدْعَةٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه الطيالسي (1726) عن شعبة، بهذا الإسناد، وفي الحديث عنده زيادة.
وسيأتي الحديث عن هاشم بن القاسم وأسود بن عامر، عن شعبة برقم (15193) ، وفيه زيادة سؤال شعبة لعمرو بن دينار عن هذا الحديث، وانظر تمام تخريجه هناك.
وسيأتي الحديث أيضاً عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار برقم (14306) .
وانظر ما سلف برقم (14132) .
قوله: "مالك وللعذارى ... "، أي: ما جرى بينك وبينهنَ حتى تركتهن ورغبت في الثيب. قاله السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس-، فمن رجال مسلم، وقد صرح بسماعه من جابر عند بعض من خرّج الحديث فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه أبو عوانة 4/77، وابن حبان (4763) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (12) من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.(22/82)
14178 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَرَوْحٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرًا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وَلَا تَحْتَبِيَنَّ فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ، وَلَا تَأْكُلْ بِشِمَالِكَ، وَلَا تَشْتَمِلْ الصَّمَّاءَ، وَلَا تَضَعْ إِحْدَى رِجْلَيْكَ عَلَى الْأُخْرَى إِذَا اسْتَلْقَيْتَ "، قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: أَوَضْعُهُ رِجْلَهُ عَلَى الرُّكْبَةِ مُسْتَلْقِيًا؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: " أَمَّا الصَّمَّاءُ: فَهِيَ إِحْدَى اللِّبْسَتَيْنِ، تَجْعَلُ دَاخِلَةَ إِزَارِكَ، وَخَارِجَتَهُ عَلَى إِحْدَى عَاتِقَيْكَ "، قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَا يَحْتَبِي فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ مُفْضِيًا، قَالَ: كَذَلِكَ سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: " لَا يَحْتَبِي فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ "، قَالَ حَجَّاجٌ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ عَمْرٌو لِي: " مُفْضِيًا " (1)
__________
= وأخرجه القضاعي (11) من طريق وهب عن جابر.
وانظر ما سيأتي برقم (14308) .
وفي الباب عن علي، سلف برقم (697) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وانظر شرحه عند الحديث السالف برقم (616) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً. حجاج: هو ابن محمد المِصيصي، وروح: هو ابن عُبادة القيسي، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعمرو المذكور في آخر الحديث: هو عمرو بن دينار المكي.
وأخرجه أبو عوانة 5/508 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، بهذا الإسناد.(22/83)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مختصراً أبو داود (4865) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/277 من طريق حماد بن سلمة، والترمذي (2766) ، وأبو يعلى (2031) ، والطحاوي 4/277 من طريق خداش بن عياش، وأبو يعلى (2181) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، والطحاوي 4/277 من طريق سفيان الثوري، وابن حبان (5551) من طريق الوليد بن مسلم، وأبو عوانة 5/358 و508،
وابن حبان (1273) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، ستتهم عن ابن جريج، به- واقتصروا جميعاً على القطعة الأخيرة من الحديث، وهي قوله: "لا تضع إحدى رجليك على الأخرى إذا استلقيت" إلا أبا عاصم فإنه روى الحديث دونها، واقتصر عند أبي عوانة على النهي عن المشي بالنعل الواحدة، والأكل بالشمال، وفي الحديث عند ابن حبان زيادة.
وسيأتي الحديث عن محمد بن بكر، عن ابن جريج برقم (14452) .
وانظر ما سلف برقم (14118) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا تضع إحدى رجليك على الأخرى إذا استلقيت" قد يُفهِم ظاهره التعارضَ بينه وبين حديث عبد الله بن زيد المازني الآتي في "المسند" 4/38: أنه رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستلقياً في المسجد، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى. وهو في الصحيح.
ولأهل العلم في التوفيق بينهما ودفع هذا التعارض أقوالٌ: أحدها: أن النهي الوارد في ذلك منسوخ، وجَزَمَ به الطحاوي وابن بطال ومن تبعهما.
والثاني: أن النهي عام، لأنه قولٌ يتناول الجميعَ، وفعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد يُدعى قَصْرُهُ عليه، وأنه خاص به، فلا يؤخذُ منه الجواز. وفيه نظرة لأنه ثبت عن غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يفعلون ذلك، فدَل على أنه ليس خاصاً به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل هو جائز مطلقاً، فإذا تَقَرر هذا، صار بين الحديثين تعارضْ، فيُصارُ إلى الجمع والتوفيق بينهما بوجه من وجوه الجمع.
والثالث: أن النهيَ عن الاستلقاء رافعاً إحدى رجليه على الأخرى محمول=(22/84)
14179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا - يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُمْ: " نَهَوْا عَنِ الصَّرْفِ "، رَفَعَهُ رَجُلَانِ مِنْهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
14180 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَقَامَ صَفٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَصَفٌّ خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِالَّذِي (2) خَلْفَهُ رَكْعَةً، وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ هَؤُلَاءِ حَتَّى قَامُوا فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ، وَجَاءَ أُولَئِكَ حَتَّى قَامُوا مَقَامَ هَؤُلَاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً، وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= على حالة تَظْهَرُ فيها العورةُ أو شيءٌ منها، وأما فعلُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان على وجه لا
يظهرُ منها شيء، وهذا لا بأسَ به، ولا كراهةَ فيه.. وهذا أولى والله أعلم، وهو الذي جَزَمَ به البيهقي والبغوي والنووي وابن حجر وغيرهم.
انظر "فتح الباري" 1/563، و"شرح صحيح مسلم" 14/77-78، و"شرح معاني الآثار" 4/277، و"سنن البيهقي" 2/224، و"شرح السنة" 2/378.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مطر- وهو ابن طهمان الوراق-. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وهو مكرر الحديث السالف في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11048) وانظر (14173) .
(2) في (ظ 4) : بالذين.(22/85)
رَكْعَتَانِ، (1) وَلَهُمْ رَكْعَةً " (2)
__________
(1) في (م) و (ظ 4) : ركعتين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة، ويزيد الفقير: هو ابن صهيب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/462، والطبري في "التفسير" 5/248، وابن خزيمة (1347) ، وابن حبان (2869) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 3/174-175، وابن خزيمة (1347) و (1348) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (1789) ، والنسائي 3/175، وابن خزيمة (1364) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/310، والبيهقي 3/263 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وابن خزيمة (1348) من طريق مسعر بن كدام، والطبري 5/248 من طريق أبي موسى، وأبو عوانة 2/362 من طريق سليمان بن أبي سليمان الشيباني، أربعتهم عن يزيد الفقير، به.
وأخرج ابن خزيمة (1351) ، والطحاوي 1/318، وابن حبان (2888) ، والحاكم 1/336 من طريق شرحبيل أبي سعد، عن جابر، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة الخوف، قال: قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطائفة من خلفه، وطائفة من وراء الطائفة التي خلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قعود، ووجوههم كلهم إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكبرت الطائفتان، فركع وركعت الطائفة التي خلفه والأخرى قعود، ثم سجد وسجدوا أيضاً والآخرون قعود، ثم قام فقاموا ونكصوا خلفهم حتى كانوا مكان أصحابهم قعوداً، وأتت الطائفة الأخرى، فصلى بهم ركعة وسجدتين، والآخرون قعود، ثم سلم فقامت الطائفتان كلتاهما، فصلوا لانفسهم ركعة وسجدتين. قلنا: وشرحبيل أبو سعد ضعيف، وبعضهم اتهمه.
وقد اختلف الرواة عن جابر في كيفية صلاة الخوف وعدد ركعاتها لكل من الإمام والمأمومين، فانظر رواية عطاء برقم (14436) ، ورواية أبي سلمة برقم=(22/86)
14181 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَقَالَ: " لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ " (1)
__________
= (14928) ، ورواية سليمان بن قيس برقم (14929) و (15190) ، ورواية أبي الزبير برقم (15019) ،أربعتهم عن جابر. وانظر"شرح السنة"للبغوي4/280-286،و"زاد المعاد"1/529-532.
وفي باب صلاة الخوف عن ابن مسعود، سلف برقم (3561) ، وذُكِرت بعض أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها هنا: أحاديث سهل بن أبي حثمة، وأبي عياش الزرقي، وأبي بكرة، وحذيفة بن اليمان، وستأتي في "المسند" على التوالي 3/448 و4/59 و5/39 و385.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن مرة: هو ابن عبد الله بن طارق الجَمَلي.
وأخرجه مسلم (1856) (72) ، والفريابي في "الدلائل" (34) و (35) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1729) ، ومن طريقه ابن سعد 2/98، وأبو عوانة 4/448، والفريابي (36) . وأخرجه أبو عوانة 4/488 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما (الطيالسي وحجاج) عن شعبة، به. ورواية الطيالسي مطولة.
وأخرجه البخاري (5639) ، ومسلم (1856) (74) ، وابن حبان (6538) ، والفريابي (37) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/96 و117 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: ألفاً وأربع مئة. وقد سلفت الرواية مطولة في مسند ابن مسعود بإثر الحديث (3807) عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قلت لجابر بن عبد الله: كم كان الناس يومئذ؟ قال: كنا ألفاً وخمس مئة.(22/87)
14182 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ح وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، قَالَ:
__________
=وأخرج البخاري (4153) ، وأبو عوانة4/489، وابن حبان (4874) ، والبيهقي في "السنن"5/235، وفي "الدلائل" 4/97 من طريق قتادة، قال: قلت لسعيد بن المسيب: بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول: كانوا أربَعَ عشْرة مئةَ، فقال لي سعيد: حدثني جابر كانوا خمس عشرة مئة الذين بايعوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية.
وأخرج الطبري في "تاريخه" 2/116، والبيهقي في "الدلائل" 4/98 من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: نحرنا عام الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة. فقلنا لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: ألفاً وأربع مئة، بخيلنا ورجلنا. هذا لفظ البيهقي.
وسيأتي من طريق سالم بن أبي الجعد بالأرقام (14522) و (14806) و (14933) .
وسيأتي من طريق عمرو بن دينار (14313) ، ومن طريق الذيال بن حرملة (14330) ، وأبي الزبير برقم (14823) ، ثلاثتهم عن جابر.
وانظر ما سيأتي برقم (14697) .
وفي الباب عن البراء بن عازب، سيرد 4/290.
وعن معقل بن يسار، سيرد 5/25.
وعن المسيب بن حزن، سيرد 5/433.
قوله: "لكفانا"، أي: الماء الذي خرج من بين أصابعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديبية، كما جاء مبيناً في بعض روايات هذا الحديث، ورواية المصنف هنا مختصرة.
وأما عدد الذين حضروا بيعة الرضوان تحت الشجرة، فقد وقع الخلاف فيه، فقيل: ألف وثلاث مئة، وقيل: ألف وخمس مئة، وقيل: ألف وأربع مئة، والأخير هو المشهور. وانظر "فتح الباري" 7/440.(22/88)
فَذَكَرْتُ (1) ذَلِكَ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: عَلَى يَدَيَّ دَارَ الْحَدِيثُ، " تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) في (م) : فذكر. وقوله: "فذكرت ذلك لجابر"، أي: فتوى ابن عباس
في المتعة كما سيأتي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة - وهو منذر بن مالك بن قطعة- فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم وأصحاب السنن.
وأخرجه مسلم (1217) (145) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد، عن أبي نضرة قال: كان ابن عباس يأْمر بالمُتْعة، وكان ابن الزبير ينهى عنها، فذكرتُ ذلك لجابر ... فذكره، وزاد في آخره إن عمر رضي الله عنه قد شدَد في النهي عن المتعة.
وأخرجه الطيالسي (1792) ، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 3/574، وابن حبان (3940) ، والبيهقي 5/21 من طرق عن شعبة، به.
مطولاً بنحو لفظ حديث همام عن قتادة السالف في مسند عمر برقم (369) .
وأخرجه عبد الرزاق (14025) و (14028) ، ومن طريقه مسلم (1405) (16) عن ابن جريج، عن أبي الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق، الأيام على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبي بكر، حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث.
وسيأتي في مسند سلمة بن الأكوع 4/47 من طريق الحسن بن محمد، عن جابر بن عبد الله، وسلمة بن الأكوع قالا: كنا في جيش، فأتانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "إنه قد أذن لكم أن تستمتعوا، فاستمتعوا".
وسيأتي الحديث من طريق أبي نضرة بالأرقام (14479) و (14834) و (14916) .
وسيأتي من طريق عطاء بن أبي رباح برقم (14268) .
قلنا: وقد اتفق علماءُ المسلمين على أن المتعةَ كانت مباحة في أْوَلِ الإسلامِ، ثم حرَمها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فتح مكةَ حرمةَ مؤبدةَ إلى يوم القيامةِ، وجاء ذلك صريحاً في حديثِ سَبْرَةَ بنِ معبد الجهني عندَ مسلم (1406) (21) : أنه كان مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ=(22/89)
14183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ح وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " أَحْسَنَتِ الْأَنْصَارُ، تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي " (1)
__________
= فقال: "يا أيُها الناس إني قد كنتُ أَذِنتُ لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرَّم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء، فليُخل سبيلَه، ولا تأخذوا مما آتيتُموهن شيئاً".
وفي هذا الحديث التصريحُ بالمنسوخ والناسخ في حديثٍ واحدٍ من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه التصريحُ بتحريم نكاحِ المتعة إلى يوم القيامة، وعليه انعقد الاتفاق.
ويُحْمَلُ ما جاءَ في حديث جابر من قوله: إنهم كانوا يتمتَّعُونَ على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، بأنَّه لم يبلُغْهُ النسخُ، وهذا الحمل وإن كان فيه نظر، يتحتم المصير إليه لحديث سبرة. وأيضاً نحن متعبَّدون بما بلغنا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد صح لنا عنه التحريمُ المؤبد، فمخالفةُ جابر وكذا ابن عباس غيرُ قادح في حجيته، ولا قائمة لنا بالمعذرة عن العملِ به.
وانظر كلام ابن القيّم رحمه الله على حديث علي رضي الله عنه: "نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نكاج المتعة"في "زاد المعاد" 3/343-345.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2133) (6) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1730) ، والبخاري في "صحيحه" (3114) ، وفي "الأدب المفرد" (839) ، ومسلم (2133) (7) ، والحاكم 4/277 من طرق عن شعبة، به.
ووقع في رواية الطيالسي "قاسم" بدل: محمد.
وسيأتي الحديث دون القصة من طريق الأعمش، عن سالم برقم (14227) و (14363) مقتصراً على قوله: "تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي".(22/90)
14184 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " إِذَا دَخَلْتَ لَيْلًا فَلَا تَدْخُلْ عَلَى (1) أَهْلِكَ حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ "
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلْتَ فَعَلَيْكَ الْكَيْسَ، وَالْكَيْسَ " (2)
__________
= وسيأتي عن هشيم، عن حصين، عن سالم برقم (14249) انه سماه القاسم.
ومن طريق شعبة، عن حصين، عن سالم برقم (14963) أنه سماه محمداً.
ومن طريق معمر، عن منصور بن المعتمر، عن سالم برقم (14973) أنه سماه القاسم.
وسيأتي من طريق شعبة، عن منصور بن المعتمر، عن سالم برقم (14964) أنه سماه محمداً.
وعن زياد البكائي، عن منصور، عن سالم برقم (15130) أنه سماه محمداً.
وسيأتي من طرق أخرى عن جابر، فرواه محمد بن المنكدر عنه برقم (14296) وفيه: أنه سماه القاسم فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَسمِ ابنك عبد الرحمن".
ورواه أبو الزبير عن جابر برقم (14357) ، ولم يذكر اسمه، وذكر الحديث: "من تسمى باسمي فلا يكتني بكنيتي".
وأخرجه عبد بن حميد (1025) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (961) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر. وفيه: أنه سماه محمداً. وسيأتي في المسند من هذه الطريق برقم (14364) مختصراً لم يذكر فيه اسمه.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7377) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) لفظة "على" لم ترد في الأصول الخطية، وأثبتناها من (م) و"صحيح البخاري".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سَيار: هو أبو الحكم العَنَزي الواسطي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. =(22/91)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري (5246) ، والنسائي في "الكبرى" (9145) ، وابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/197 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الأول منه الطيالسي (1786) ، ومسلم ص 1527 (182) ، وأبو عوانة 5/114، والبيهقي 5/260، وأبو نعيم في "الحلية" 8/315 من طرف عن شعبة، به، وسيأتي الشطر الأول منه عن هاشم بن القاسم، عن شعبة برقم (14822) .
وسيأتي الشطر الأول منه أيضاً من طريق سيار أبي الحكم برقم (14248) ، ومن طريق عاصم بن سليمان برقم (15265) ، كلاهما عن الشعبي، عن جابر.
وأخرج هذا الشطر ابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة"، 3/197 من طريق مغيرة بن مقسم، عن الشعبي، به.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (5185) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 1/306 من طريق هُشيم بن بَشِير، عن إسماعيل بن سالم، عن الشعبي، عن جابر قال: كنت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فلما دنونا من المدينة، أردتُ ان أتعجل، فقال: "أمْهِلْ حتى تَستَحِدَ المُغِيبةُ، وتمتشِطَ الشَعِثَةُ".
وأخرج أبو داود (2777) من طريق مغيرة بن مِقْسم، عن الشعبي، عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن أَحسنَ ما دخلَ الرجلُ على أهله إذا قَدِمَ من سفر، أولُ الليل".
وسيأتي الشطر الأول من الحديث بنحوه من طرف عن جابر بالأرقام (14191) و (14194) و (14327) ، وضمن حديث برقم (14376) .
وسيأتي الشطر الثاني ضمن حديث مطول برقم (14896) من طريق أبي سفيان، و (15026) من طريق وهب بن كيسان، كلاهما عن جابر.
وفي باب النهي عن دخول الرجل على أهله ليلاً عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1513) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (5814) . =(22/92)
14185 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَنْ ذَا؟ " فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا، أَنَا "، قَالَ مُحَمَّدٌ: كَأَنَّهُ كَرِهَ قَوْلَهُ: أَنَا (1)
__________
= وعن أنس، سلف برقم (12263) .
وعن عبد الله بن رواحة، سيأتي 3/451.
قوله: "إذا دخلت ليلاً"، أي: شارفت على الدخول، أو إذا قدمت.
"حاشية السندي"، و"لفتح" 9/342.
و"الشَعِثة": هي التي تَلبَدَ واغْبرَ شعرُ رأسِها. "اللسان" 2/160.
و"تَستَحِدَ المُغِيبةُ": الاستحداد: هو استفعال من الحديد، وهو حلقُ العانَةِ به. والمُغِيبة: هي المرأة التي غاب عنها زوجُها. "النهاية" 1/353 و3/399.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فعليك الكَيْسَ والكَيْْسَ": الكَيْس- بفتح فسكون-: أصله العقل، والمراد هاهنا: الجماع لطلب الولد والنسل، فجعل طلب الولد والنسل عقلاً. وبذلك فسره ابن الأعرابي والبخاري والقاضي عياض، وبه جزم ابن حبان، ويؤيده قول في رواية محمد بن إسحاق، عن وهب بن كيسان، عن جابر قال: فدخلنا حين أمسينا، فقلت للمرأة: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرني أن أعمل عملاً كيساً، قالت: سمعاً وطاعة، فدونك. قال: فبِت معها حتى أصبحت. وهي بنحوها في "المسند" برقم (15026) . انظر "الفتح" 9/342.
وفي الحديث إشارة الى ان علة النهي في الدخول على الأهل ليلاً، إنما هو كراهة أن يجد الرجل أهله على غير أهبة من التنظف والتزين المطلوب من المرأة، فيكون ذلك سبباً للنفرة بينهما، والله أعلم. "الفتح" 9/340.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (163) من طريق محمد بن=(22/93)
14186 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ح وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ (1) بْنَ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَجِعٌ لَا أَعْقِلُ "، قَالَ: " فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَبَّ عَلَيَّ - أَوْ قَالَ: صَبُّوا عَلَيَّ - فَعَقَلْتُ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَا يَرِثُنِي إِلَّا كَلَالَةٌ، فَكَيْفَ الْمِيرَاثُ؟ قَالَ: فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرْضِ " (2)
__________
= جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1710) ، وابن أبي شيبة 8/647، وعبد بن حميد (1084) ، والدارمي (2630) ، والبخاري في "الصحيح" (6250) ، وفي "الأدب المفرد" (1086) ، ومسلم (2155) ، وأبو داود (5187) ، وابن ماجه (3709) ، والترمذي (2711) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (328) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 3/545، وأبو القاسم البغوي في
"الجعديات" (1732) و (1734) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (164) ، وابن حبان (5808) ، والبيهقي 8/340، والبغوي (3323) و (3324) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (14439) و (14909) .
قوله: "أنا أنا"، قال السندي: كرره تأكيداً، وهو الذي يفهم منه الإنكار عرفاً، وإنما كرهه لأن السؤال للاستكشاف، ودفع الإبهام، ولا يحصل ذلك بمجرد "أنا" إلا أن يضم إليه اسمه أو كنيته أو لقبه، نعم قد يحصل التعيين بمعرفة الصوت، لكنَ ذاك مخصوص بأهل البيت، ولا يعمُ غيرهم عادةَ.
(1) في (ظ 4) ونسخة على هامش (س) : عن محمد بن المنكدر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5676) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. =(22/94)
14187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي، قَالَ: جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَنْهَوْنِي وَرَسُولُ
__________
= وأخرجه الطيالسي (1709) ، والدارمي (733) ، والبخاري (194) و (6743) ، ومسلم (1616) (8) ، والنسائي في "الكبرى" (7512) ، والطبري 4/276، وابن حبان (1266) ، والبيهقي 1/235 و6/212، والبغوي (2219) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (4577) ، ومسلم (1616) (6) ، والنسائي في "الكبرى" (6323) و (11091) ، وابن الجارود (956) ، والطبري4/276، والبيهقي6/212، والواحدي في "اسباب النزول" ص96 من طريق ابن جريج، والترمذي (2096) ، والحاكم 2/303 من طريق عمرو بن قيس، ومسلم
(1616) (7) من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن محمد بن المنكدر، به - وفيه عند بعضهم في أوله: عادني رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر ماشيين.
وسيأتي برقم (15011) قولُ جابر: جاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعاودني ليس براكبٍ بغلاً ولا بِرْذوناًَ.
وسيأتي الحديث بتمامه من طريق محمد بن المنكدر برقم (14299) ، ومن طريق أبي الزبير برقم (14998) .
وسيأتي برقم (14298) و (15011) .
وسيأتي بنحوه من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (14998) .
قوله: "آية الفرض" هي قوله تعالى: (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) [النساء: 176] ، كما سيأتي برقم (14298) . وقيل: هي قوله تعالى: (يُوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظِّ الأنثيين) [النساء: 11-12] . وانظر "الفتح" 8/243.
والكلالة: هم مَن عدا الولد والوالد.(22/95)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَنْهَانِي، قَالَ: فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَبْكِينَ - أَوْ لَا تَبْكِينَ - مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهِا (1) حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ "، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: " تُظَلِّلُهُ " (2)
14188 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مِخْوَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ،
__________
(1) في (م) : بأجنحتهم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1244) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/555 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.
وأخرجه الطيالسي (1711) ، وابن سعد 3/561، والبخاري تعليقاً (4080) ، ومسلم (1471) (130) ، والنسائي في "المجتبى" 4/13، وفي "الكبرى" (8247) ، وأبو عوانة، وابن حبان (7021) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/297، وفي "السنن" 3/407 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (6693) ، ومن طريقه مسلم (1471) (130) ، وأبو عوانة عن معمر، ومسلم (1471) (130) ، وأبو عوانة من طريق ابن جريج وعبد الكريم الجزري، كلاهما عن ابن المنكدر، به.
وسيأتي برقم (14295) .
وأخرجه مختصراً بن سعد 3/561 من طريق أبي الزبير، عن جابر.
قوله: "ينهوني" قال السندي: لأن الميت قد يلحقه تغير لا يَحسُن إظهاره.
"لا ينهاني" ففيه تقرير للكشف عند الأمن من التغير.
"ما زالت الملائكة تظله" بيان أنه لا حاجة إلى البكاء على من نال خيراً عظيماً، فإن البكاء على الآموات لا على الأحياء، والله تعالى أعلم.(22/96)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا " - قَالَ شُعْبَةُ: أَظُنُّهُ فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ - فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ، فَقَالَ جَابِرٌ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكْثَرَ شَعْرًا مِنْكَ وَأَطْيَبَ " (1)
14189 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّهِ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي قَتْلَى أُحُدٍ: " لَا تُغَسِّلُوهُمْ، فَإِنَّ كُلَّ جُرْحٍ - أَوْ كُلَّ دَمٍ - يَفُوحُ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مخول: هو ابن راشد النهدي مولاهم، ومحمد بن علي: هو ابن حسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بمحمد الباقر. والرجل من بني هاشم المذكور في القصة: هو الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، كما جاء مصرحاً به في بعض الروايات.
وأخرجه البخاري (255) من طريق محمد بن بشار، والنسائي 1/207 من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد مختصراً.
وأخرجه بنحوه البخاري (252) ، والنسائي 1/127-128، والبيهقي 1/195 من طريق أبي إسحاق السبيعي، والبخاري (256) من طريق معمر بن يحيى، كلاهما عن محمد بن علي، به.
وسيأتي من طريق محمد بن علي أبي جعفر الباقر بالأرقام (14430) و (14975) و (15052) .
وانظر ما سلف برقم (14113) .
(2) حديث صحيح، عبد رب: كذا وقع في النسخ الخطية، قال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة": وهو غلط أو تحريف من أحد الرواة، وإلا فقد=(22/97)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أخرج الحديث المحاملي في الجزء الثالث من "أماليه" رواية الأصبهانيين عنه، فقال فيه: عن عبد ربه بن سعيد، عن الزهري، وهذا هو الصواب، وعبد ربه ابن سعيد: هو الأنصاري، ثقة مشهور. قلنا: ولجابرِ ثلاثةُ ابناء. عبد الرحمن وهو ثقة، ومحمد: وهو صدوق، وعَقِيل: وهو مجهول، تفرد بالرواية عنه صدقة بن يسار، ولم يوثقه أحد إلا ابن حبان.
وذكره أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1638) فقال: رأيت في كتاب أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، قال: سمعتُ عبد ربه ... إلخ، فذكره في عبد ربه باسمه في الذين روى عنهم شعبة، وهذا يقوّي ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر.
وأخرج عبد بن حميد (1119) ، والبخاري (1343) و (1345) و (1346) و (1347) و (1353) و (4079) ، وأبو داود (3138) و (3139) ، وابن ماجه (1514) ، والترمذي (1036) ، والنسائي 4/62، وابن الجارود (552) ، والبيهقي 4/10، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1500) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن جابر قال: كان النبي يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: "أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ " فإذا أُشير له إلى أحدهما قدَمه في اللحد، وقال: "انا شهيد على هؤلاء يوم القيامة" وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يُغسَّلوا، ولم يُصل عليهم.
وأخرج ابن سعد 3/13، والبيهقي 4/11 من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه بعد ذكر قصة مقتل حمزة يوم أحد: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقف بين ظهراني القتلى فقال: "أنا شهيد على هؤلاء" لفُّوهم في دمائهم، فإنه ليس من جريح يجرح في الله، إلا جاء جرحه يوم القيامة يَدْمى، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك"
فقال: "قدموا أكثرهم قرآناً فاجعلوه في اللَّحْد".
قلنا: وعبد الرحمن بن عبد العزيز ليس بذاك القوي، ورواية الليث بن سعد=(22/98)
14190 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُ نَاضِحَانِ لَهُ، وَقَدْ جَنَحَتِ الشَّمْسُ، وَمُعَاذٌ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، فَدَخَلَ مَعَهُ الصَّلَاةَ، فَاسْتَفْتَحَ مُعَاذٌ الْبَقَرَةَ، أَوِ النِّسَاءَ - مُحَارِبٌ الَّذِي يَشُكُّ - فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلُ ذَلِكَ صَلَّى، ثُمَّ خَرَجَ، قَالَ: فَبَلَغَهُ أَنَّ مُعَاذًا نَالَ مِنْهُ - قَالَ حَجَّاجٌ: يَنَالُ مِنْهُ - قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ " أَوْ " فَاتِنٌ، فَاتِنٌ، فَاتِنٌ " - وَقَالَ حَجَّاجٌ: " أَفَاتِنٌ، أَفَاتِنٌ، أَفَاتِنٌ " - " فَلَوْلَا قَرَأْتَ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا،
__________
= هي الصحيحة.
وسيأتي الحديث عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير، عن جابر 5/431.
وسيأتي من طرق عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير دون ذكر جابر 5/431.
وانظر ما سيأتي برقم (14952) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7302) ، وهو متفق عليه.
وعن أنس، سلف برقم (12300) ، وهو حسن لغيره.
قال البغوي في "شرح السنة" 5/366-367: اتفق العلماء على أن الشهيد المقتول في معركة الكفار لا يُغسل. واختلفوا في الصلاة عليه، فذهب أكثرهم إلى أنه لا يُصلَى عليه، وهو قول أهل المدينة، وبه قال مالك، والشافعي، وأحمد. وذهب قوم إلى أنه يُصلى عليه، لأنه روي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم صلى على حمزة، وهو قول الثوري، وأصحاب الرأي، وبه قال إسحاق.(22/99)
فَصَلَّى وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ، وَذُو الْحَاجَةِ، أَوِ الضَّعِيفُ " (1) ، أَحْسِبُ مُحَارِبًا الَّذِي يَشُكُّ فِي الضَّعِيفِ " (2)
__________
(1) في (م) والنسخ الخطية: والضعيف، لكن الإشارة بعده إلى شك محارب في هذا الحرف يعضد ما أثبتناه، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه الطيالسي (1728) ، وعبد بن حميد (1102) ، والبخاري (705) ، وأبو عوانة 2/158، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/213، والبيهقي 3/116 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "المجتبى" 2/97-98 و172، وفي "الكبرى" (11652) و (11673) من طريق الأعمش، والطحاوي 1/213، وأبو عوانة 2/158 من طريق سعيد بن مسروق، والنسائي في "الكبرى" (11664) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/136 من طريق مسعر، والطبراني في "الأوسط" (2682) من طريق محمد بن قيس، و (7783) ، من طريق سليمان الشيباني، خمستهم عن محارب بن دثار، به. وقرن النسائي في الموضع الأول من "المجتبى" وفي (11673) من "الكبرى" بمحارب أبا صالح السمان. وفي رواية الأعمش: أنها العشاء، وفي رواية الباقين: أنها المغرب. هكذا اختُلِفَ على محارب في الصلاة أهي المغرب أم العشاء، وسيأتي الحديث مختصراً من طريق سفيان الثوري عن محارب برقم (14202) وذكر أنها الفجر، وهذا
اختلاف ثالث.
وسيأتي الحديث من طريق عبيد الله بن مقسم برقم (14241) ، ومن طريق عمرو بن دينار برقم (14307) و (14960) ، كلاهما عن جابر، وفي هذين الطريقين أن الصلاة كانت صلاة العشاء. وهو الصحيح إن شاء الله تعالى.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12247) .
وعن حزم بن أبي كعب عند أبي داود (791) ، والبيهقي 3/117. وتحرف=(22/100)
14191 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، ح وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، أَخْبَرَنِي أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ طُرُوقًا "، أَوْ قَالَ: " كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا " (1)
__________
= "حزم بن أبي كعب" في المطبوع من أبي داود إلى: حزم بن أُبي بن كعب!
قوله: "جنحت الشمس" قال السندي: أي: مالت للغروب.
"يصلي المغرب" قد جاء مثل هذه الواقعة في صلاة العشاء، وهو أصح.
"صلى" أي: لنفسه منفرداً.
"نال منه" أي: قال: إنه منافق، إذ قَدَمَ أمر الدنيا على أمر الآخرة.
قال البغوي في "شرح السنة" 3/73: وفيه دليل على أن الخروج عن متابعة الإمام بالعذر لا يُفسِدُ الصلاةَ، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يأمر الرجل بإعادة الصلاة.
وفيه أن على الإمام تخفيف الصلاة، وأن يقتدي فيه بأضعفهم.
وفيه جواز صلاة المفترض خلف المتنفل، لأن معاذاَ كان يُؤدي فرضه مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم يرجع إلى قومه فيؤمهم، هي له نافلة، ولهم فريضة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم ص 1528 (185) ، وابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/319 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1724) ، والبخاري (5243) ، ومسلم ص 1528 (185) ، وأبو داود (2776) ، وأبو عوانة 5/115، والطبراني في "الأوسط" (4756) ، وفي "الصغير" (678) ، والبيهقي 5/260 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري، عن محارب بن دثار برقم (14232) .=(22/101)
14192 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بِعْتُ مِنْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا (1) فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتِ الْمَسْجِدَ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ "، ثُمَّ وَزَنَ لِي - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ أَمَرَ فَوُزِنَ لِي -، فَأَرْجَحَ لِي، فَمَا زَالَ عِنْدِي مِنْهَا شَيْءٌ حَتَّى أَصَابَهَا أَهْلُ الشَّامِ يَوْمَ الْحَرَّةِ (2)
__________
= وانظر ما سلف برقم (14184) .
وقوله: "طُرُوقاً" قال أهل اللغة: الطُرُوق- بالضم-: المجيء بالليل من سفر أو من غيره على غفلة، ويقال لكل آت بالليل: طارق، ولا يقال بالنهار إلا مجازاً، وقيل في معناه غير ذلك. انظر "الفتح" 9/340.
(1) في (م) ونسخة في هامش (س) : بعيراً لي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محارب: هو ابن دثار السدوسي الكوفي.
وأخرجه البخاري (2604) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً الطيالسي (1725) و (1727) ، وعبد بن حميد (1098) و (1100) ، والدارمي (2584) ، والبخاري معلقاً بإثر الحديث (3089) ، وهو صولا (3087) و (3090) ، ومسلم (715) (72) ، وص 1223 و1224 (115) و (116) ، والنسائي 7/283، وأبو عوانة 1/416، وابن حبان (2715) ، والبيهقي 6/32، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/467-468 من
طرق عن شعبة، به. وسمى معاذ العنبري عن شعبة ثمن البعير: وُقِيتين ودِرْهماً أو درهمين عند البخاري في الموضع الأول، وعند مسلم في الموضع الثاني وعند ابن حجر، وقال معاذ في المواضع السالفة وخالد بن الحارث عند مسلم في الموضع الثالث، كلاهما عن شعبة: فلما قدم صراراً، أمر ببقرة فذبحت، فأكلوا منها. وستأتي هذه القطعة من الحديث مفردة عن وكيع عن شعبة برقم=(22/102)
14193 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو النَّضْرِ يَعْنِي هَاشِمًا فِي سَفَرٍ، (1) قَالَ يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَرَأَى رَجُلًا قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَقَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ، قَالُوا: هَذَا رَجُلٌ صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ
__________
= (14213) .
وسيأتي بعض الحديث عن وكيع برقم (14234) ، وعن عفان برقم (14915) ، كلاهما عن شعبة، عن محارب بن دثار، ومن طريق مسعر بن كدام عن محارب بن دثار برقم (14235) (14432) .
وانظر ما سيأتي برقم (14195) .
وفي باب الصلاة في المسجد للقادم من السفر عن كعب بن مالك سيأتي 3/455.
وفي باب حسن القضاء عن أبي هريرة، سلف برقم (8897) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "يوم الحَرة" يريد الأيام التي وقع فيها القتالُ بين أهل الشام وبين أهل المدينة في حرة وَاقِمٍ التي تقع شرقي المدينة، وكانت سنة 63 هـ وهي ليزيد بن معاوية على أهل المدينة، وتعد كما يقول ابن حزم في "جوامع السير" ص 357-358 من أكبر مصائب الإسلام وخرومه، لأن أفاضلَ المسلمين وبقيةَ الصحابة وخيارَ المسلمين من جِلَة التابعين قُتلوا جهراً ظلما في الحرب وصبراً.
(1) في (ظ 4) : سفره، بالهاء.(22/103)
الْبِرُّ أَنْ تَصُومُوا فِي السَّفَرِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وللإمام أحمد في هذا الحديث ثلاثة شيوخ: محمد بن جعفر، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ويزيد بن هارون. محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة: هو محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ينسبونه إلى جد أبيه، ومنهم
من ينسبه إلى جده لأمه: محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، وجدَاهُ سعدٌ وأسعدُ أخوان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/14، ومسلم (1115) (92) ، والطبري 2/155، وابن خزيمة (2017) ، وابن حبان (3552) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1721) ، ومن طريقه مسلم (1115) (92) ، والبيهقي 4/242. وأخرجه عبد بن حميد (1079) عن يزيد بن هارون، والدارمي (1709) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "الإتحاف" 3/350 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، والبخاري (1946) ، والبيهقي 4/242-243، والبغوي (1764) من طريق آدم بن أبي إياس، ومسلم (1115) (92) من طريق معاذ بن معاذ، والدارمي (1709) ، وأبو داود (2407) ، والطحاوي 2/62، وأبو عوانة من طريق أبي الوليد الطيالسي، والنسائي 4/177 من طريق خالد ابن الحارث، والطحاوي 2/62 من طريق روح بن عبادة، وابن حبان (3552) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، تسعتهم عن شعبة، به.
وسيأتي من طريق شعبة أيضاً عند المصنف بالأرقام (14410) و (14426) و (15282) .
وأخرجه الطبري 2/155 عن الحسين بن يزيد السبيعي، عن ابن إدريس، عن محمد بن عبد الرحمن، به. وقال عقبه: أخشى أن يكون هذا الشيخ غلط، وبين ابن إدريس ومحمد بن عبد الرحمن، شعبةُ.
وأخرجه النسائي 4/176 عن محمد بن المثنى، عن عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن، عن=(22/104)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رجل، عن جابر.
وأخرجه ايضاً 4/176 عن محمود بن خالد، عن الفريابي، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثني من سمع جابراً، فذكره.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/176 من طريق وكيع، عن علي بن المبارك، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2566) ، و"المجتبى" 4/176 من طريق شعيب بن إسحاق، والطحاوي 2/62 من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما (شعيب والوليد) ، عن الأوزاعي، كلاهما (علي والأوزاعي) عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر. وقال النسائي في "الكبرى" عقبه: هذا خطأ، ومحمد بن عبد الرحمن لم يسمع هذا الحديث من جابر. ونقل ابن أبي حاتم في "العلل" 1/247 عن أبيه بأن من قال فيه: ابن عبد الرحمن بن ثوبان، فقد وهم، وإنما هو ابن عبد الرحمن بن سعد.
وسيأتي الحديث في "المسند" من طريق عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد، عن جابر منقطعاً برقم (14794) .
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (1883) و (2203) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن إبراهيم بن يزيد الخُوزي، عن أبي الزبير، عن جابر. وإسناده ضعيف جداً من أجل سفيان بن وكيع وإبراهيم الخُوزي.
لكن سيأتي نحو هذه القصة من غير هذا الطريق عن أبي الزبير بالأرقام (14508) و (14529) و (14530) .
وأخرجه عبد الرزاق (4470) مختصراً من طريق محمد بن المنكدر، عن جابر.
وأخرج الطيالسي (1667) ، والشافعي 1/268، وعبد الرزاق (4474) ، والحميدي (1289) ، ومسلم (1114) ، والترمذي (710) ، والنسائي 4/177، وأبو يعلى (1880) ، وابن خزيمة (2019) ، والطحاوي 2/65، وابن حبان (2706) و (3549) و (3551) ، والبيهقي 4/241 و246، والبغوي (1767) من طريق محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله=(22/105)
14194 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلْتُمْ لَيْلًا فَلَا يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ طُرُوقًا "، فَقَالَ جَابِرٌ: " فَوَاللهِ لَقَدْ طَرَقْنَاهُنَّ بَعْدُ " (1)
14195 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي عَامِرٌ،
__________
= صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى، بلغ كراع الغميم، فصام
الناس. ثم دعا بقَدَح من ماء فرفعه، حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال: "أولئك العصاة، أولئك العصاة".
وفي الباب عن كعب بن عاصم الضمري، سيأتي 5/434.
وعن ابن عمر عند ابن ماجه (1665) ، وصححه ابن حبان (3548) .
قال البغوي في "شرح السنة" 6/308: يحتج بهذا الحديث من لا يرى الصوم في السفر، وهو عند عامتهم مقصور على من يُجهده الصوم، ويؤديه إلى مثل الحالة التي صار إليها الرجل الذي جاء في الحديث.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نُبيح العَنَزي- وهو ابن عبد الله أبو عمرو الكوفي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/523 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1768) ، وابن حبان (2713) من طريق محمد بن كثير، كلاهما (الطيالسي ومحمد بن كثير) عن شعبة، به. وليس عند ابن حبان قول جابر الذي في آخر الحديث. ولفظ الطيالسي: "إذا غاب الرجل، فلا يأتي أهله طروقاً".
وسيأتي من طريق نُبيح العَنَزي بالأرقام (14304) و (14862) و (15203) و (15285) .
وانظر ما سلف برقم (14184) .(22/106)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لِي فَأَعْيَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أُسَيِّبَهُ، قَالَ: فَلَحِقَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، وَدَعَا لَهُ، فَسَارَ سَيْرًا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ، وَقَالَ: " بِعْنِيهِ بِوُقِيَّةٍ "، فَكَرِهْتُ أَنْ أَبِيعَهُ، قَالَ: " بِعْنِيهِ "، فَبِعْتُهُ مِنْهُ، وَاشْتَرَطْتُ حُمْلَانَهُ إِلَى أَهْلِي، فَلَمَّا قَدِمْنَا أَتَيْتُهُ بِالْجَمَلِ، فَقَالَ: " ظَنَنْتَ حِينَ مَاكَسْتُكَ أَنْ أَذْهَبَ بِجَمَلِكَ، خُذْ جَمَلَكَ، وَثَمَنَهُ هُمَا لَكَ "، (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القَطَان أبو سعيد البصري، وزكريا: هو ابن أبي زائدة وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه أبو داود (3505) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 6/330 و14/275 ومسلم ص 1221 (109) ، والترمذي (1253) ، والنسائي في "المجتبى" 7/297، وفي "الكبرى" (8817) ، وابن الجارود (635) ، وأبو يعلى (2124) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/41، وفي "شرح مشكل الآثار" (4408) ، وابن حبان (6519) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، به.
وأخرجه بنحوه الدارمي (2216) ، والبخاري (5079) و (5245) و (5247) ، ومسلم ص 1088 (57) ، وأبو يعلى (1850) و (2123) من طريق هشيم، عن سيار أبي الحكم، عن الشعبي، به- وفي حديثه عندهم زيادة.
وسيأتي الحديث عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن زكريا بن أبي زائدة في الحديث الذي بعده برقم (14196) .
وسيأتي أيضاً من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن المغيرة بن مقسم، عن الشعبي برقم (14222) .
وأخرجه بنحوه مسلم ص 1223 (113) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4411) ، وعبد بن حميد (1069) من طرق عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن أبي الزبير، عن جابر. ووقع عندهم جميعاً: فبعته منه=(22/107)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بخمس أواق. وقال مسلم في روايته: فزادني وقيةً، وقال الطحاوي: فزادني.
دون ذِكرِ لمقدار الزيادة، وقال عبد بن حميد: وزادني قيراطاً.
وأخرجه بنحوه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4413) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن جابر. وابن أبي ليلى لم يدرك جابراً، وهو وشريك سيئا الحفظ.
وأخرجه البخاري تعليقاً بإثر الحديث (2718) عن محمد بن المنكدر، عن جابر، ووصله البيهقي 5/337 من طريق المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر. ولم يسوقا من لفظه سوى قوله: شرط- أي جابر- ظهره إلى المدينة.
وأخرجه البخاري تعليقاً بإثر الحديث (2718) عن أبي الزبير، عن جابر، ووصله البيهقي 5/337 من طريق عبد الله بن عبد الوهَاب الحَجَبي، عن حماد ابن زيد، عن أيوب السختياني، عن أبي الزبير، عن جابر. ولم يذكرا لفظه، إلا أنهما قالا فيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أفقَرْناكَ ظهره إلى المدينة".
ووصله أيضاً ابن حجر في "تغليق التعليق" 3/405-406 من طريق سلمة ابن كهيل، عن أبي الزبير، عن جابر. وفيه: "قد أخذته منك بأربعين درهماً، وحملناك عليه في سبيل الله".
وأخرجه الحميدي (1285) ، والنسائي 7/299 من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر. لكن فيه عند النسائي: "وقد أعَرْتُك ظهرَه إلى المدينة". وذكر الحميدي في روايته قصة الجمل دون البيع.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (2718) عن زيد بن أسلم، عن جابر، ووصله البيهقي 5/337 من طريق عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جابر. ولم يسوقا من لفظه سوى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"ولك ظهره حتى ترجع".
وعلقه البخاري بإثر الحديث (2718) عن داود بن قيس، عن عُبيد الله بن مِقْسم، عن جابر: اشتراه بطريق تبوك، أحسبه قال: بأربع أواق.
وسيأتي الحديث من طرق عن جابر بالأرقام (14251) و (14376) =(22/108)
14196 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ وَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: فَاسْتَثْنَيْتُ حُمْلَانَهُ إِلَى أَهْلِي (1)
14197 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، ح وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَعْطَى أُمَّهُ حَدِيقَةً
__________
= و (14480) و (14864) و (15013) و (15026) و (15276) .
وانظر ما سلف أيضاً برقم (14192) .
وقد اختلف الرواةُ عن جابر في هذه الواقعة: هل وقع الشرطُ في العقد عند البيع، أو كان ركوبُه للجمل بعد بيعه إباحةَ من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد شرائه على طريق الإعارة؟ وقد عَرَضَ ابن حجر لهذا الاختلاف، وما يترتبُ عليه في "الفتح" 5/318-319، فانظر تفصيل الكلام فيه هناك.
وقد اختلفوا عنه أيضاً في تحديد ثمن الجمل، والقولُ فيه ما قاله القرطبي كما في "الفتح" 5/321 حيث قال: اختلفوا في ثمن الجمل اختلافاً لا يقبل التلفيق، وتكلُفُ ذلك بعيدٌ عن التحقيق، وهو مبني على أمر ثم يستقم ضبطُه، مع أنه لا يتعلق بتحقيق ذلك حكم، وإنما تَحَصَّلَ من مجموع الروايات عنه أنه باعه البعير بثمن معلوم بينهما، وزاده عند الوفاء زيادةَ معلومةَ، ولا يَضُرُ عدمُ العلم بتحقيق ذلك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نُعيم: هو الفضل بن دكين، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.
وأخرجه البخاري (2718) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4409) ، والبيهقي 5/337، والبغوي (2116) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(22/109)
مِنْ نَخْلٍ حَيَاتَهَا، فَمَاتَتْ فَجَاءَ إِخْوَتُهُ، فَقَالُوا: نَحْنُ فِيهِ شَرْعٌ سَوَاءٌ، فَأَبَى، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَهُمْ مِيرَاثًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن إبراهيم - وهو ابن الحارث التيمي- ثم يسمع من جابر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وروح: هو ابن عبادة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/183، ومن طريقه البيهقي 6/174 عن معاوية ابن هشام، عن سفيان الثوري، عن حميد بن قيس الأعرج، عن طارق المكي، عن جابر، وقرن البيهقي بأبي بكر بن أبي شيبة أخاه عثمان.
وأخرجه أبو داود (3557) ، والبيهقي 6/174 من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن حميد بن قيس الأعرج، عن طارق ابن عمرو المكي، عن جابر. ومعاوية بن هشام القصار قال عنه ابن عدي: وقد أغرب عن الثوري بأشياء، وأرجو أنه لا بأس به.
قلنا: اضطرب معاوية بن هشام فيه على سفيان، والمحفوظ عن سفيان روايته هذا الحديث عن حميد بن قيس الأعرج، عن محمد بن إبراهيم، عن جابر، كما رواه عنه يحيى بن سعيد القطان وروح بن عبادة عند المصنف.
وأما حبيب بن أبي ثابت، فالمحفوظ عنه أنه رواه عن حميد الكندي، عن جابر، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 10/167، ومن طريقه الطحاوي 4/93 عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن حميد الكندي، عن جابر، قال: نَحَلَ رجل منا أمه نخلاً حياتَها، فلما ماتت، قال: أنا أحقُ بنخلي، فقضى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها ميراث. قلنا: وإسناده إلى حبيب صحيح، وأما حميد الكندي فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/232، وسكت عنه.
وأخرج عبد الرزاق (16886) ، ومن طريقه مسلم (1625) (28) ، والبيهقي 6/173 عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر قال: أعَمَرت امرأة بالمدينة حائطاً لها ابناً لها، ثم توفي وتوفيت بعده، وترك ولداً، وله إخوة بنو المعمرة،=(22/110)
14198 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَلَسَ - أَوْ اسْتَلْقَى - أَحَدُكُمْ، فَلَا يَضَعْ رِجْلَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى " (1)
__________
= فقال ولد المُعمرة: رجع الحائط إلينا، وقال بنو المُعمَر: بل كان لأبينا حياتَه وموتَه، فاختصموا إلى طارق مولى عثمان، فدعا جابراً فشهد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعُمْرى لصاحبها، فقضى بذلك، ثم كتب إلى عبد الملك فأخبره بذلك، وأخبر بشهادة جابر، قال عبد الملك: صدق جابر. وأمضى ذلك طارق، فإن ذلك الحائط لبني المُعمَر حتى اليوم.
وأخرج الشافعي 2/169، وابن أبي شيبة 7/137، ومسلم (1625) (29) ، وأبو يعلى (1835) ، والطحاوي 1/91، والبيهقي 6/173- 174، والمزي في ترجمة طارق بن عمرو من "التهذيب" 13/349 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سليمان بن يسار: أن طارقاً كان أميراً بالمدينة قضى بالعمرى للوارث عن قول جابر بن عبد الله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي من هذا الطريق برقم (15077) .
وطارق بن عمرو هذا: هو مولى عثمان بن عفان، وكان عبد الملك بن مروان ولاه المدينة سنة ثلاث وسبعين، فوليَها خمسة أشهر.
وانظر ما سلف برقم (14126) .
الشرع: ضُبِط في قواميس اللغة على أوجُه: بفتح الشين والراء، وفتح الشين وكسرها مع تسكين الراء، وهو المِثْل، يقال: هذا شرع هذا، وهما شِرعان، أي: مِثلان. و"سواء" تفسير له.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي-، فقد احتج به مسلم وروى له البخاري مقروناً بغيره، وقد صرح بالسماع عند المصنف برقم (14178) .
يحيى بن سعيد: هو القطان أبو سعيد البصري.(22/111)
14199 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الرُّطَبِ وَالْبُسْرِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ " (1)
14200 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ فِي غَزْوَةِ أَنْمَارٍ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (2099) (74) من طريق روح بن عبادة، عن عبيد الله بن الأخنس، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (14118) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1986) (18) ، والنسائي 8/290 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وسيتكرر الحديث برقم (14416) ، وانظر (14134) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن عبد الله بن سراقة- وهو العَدَوي المدني سبط عمر بن الخطاب - فقد أخرج له البخاري هذا الحديث الواحد، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد ابن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي المدني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/493، وابن حبان (2520) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1800) ، والشافعي 1/65 و66، والبخاري (4140) ، وأبو يعلى (2120) ، والبيهقي 2/4، والمزي في ترجمة عثمان بن عبد الله بن سراقة من "تهذيبه" 19/415 من طرق عن ابن أبي ذئب، به- وزاد بعضهم في
حديثه: يصلي تطوُعاً، وفي أبي يعلى بدل: نحو المشرق، قوله: حيث=(22/112)
14201 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولًا " (1)
14202 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ فِي الْفَجْرِ - وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ: الْمَغْرِبَ - فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= وجهت.
وانظر ما سلف برقم (14156) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير- واسمه محمد بن مسلم ابن تدرس- قد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (14981) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/583 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1759) ، وأبو داود (2558) ، والترمذي (2163) ، وابن حبان (5946) ، والحاكم 4/290، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/224 من طرق عن حماد بن سلمة، به، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وسيأتي برقم (144885) و (14981) من طريق أبي الزبير، ومن طريق سليمان بن موسى عن جابر برقم (14980) .
وسيأتي من طريق حميد عن الحسن مرسلاً برقم (14885) .
وانظر ما سيأتي (14310) .
وروي نحوه من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن بنة الجهني عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيأتي برقم (14742) ، وابن لهيعة سيئ الحفظ.
وفي الباب عن أبي بكرة، سيأتي 5/41-42.
قوله: "مسلولاَ" أي: منزوعاً من غمده.(22/113)
أَفَتَّانًا، أَفَتَّانًا " (1)
14203 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ " (2)
14204 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ مَسْحِ الْحَصَى،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/55 عن وكيع، بهذا الإسناد، ولم يعيَّن الصلاةَ وأخرجه النسائي 2/168 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به. وجاء فيه تعيين الصلاة بأنها صلاة المغرب كما أشار إليه المصنف.
وقد سلف مطولاً من طريق شعبة عن محارب برقم (14190) ، وفيه: أن الصلاة هي المغرب.
قوله: "أفتاناً" قال السندي: أي: أتكون فتاناً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي- فمن رجال مسلم وروى له البخاري مقروناً. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي أبو سعيد البصري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/313، ومن طريقه مسلم (518) (281) عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (518) (282) عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وانظر (14120) .(22/114)
فَقَالَ: " وَاحِدَةٌ، وَلَئِنْ تُمْسِكْ عَنْهَا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ مِائَةِ نَاقَةٍ (1) كُلُّهَا سُودُ الْحَدَقَةِ " (2)
__________
(1) في (م) : بدنة.
(2) إسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد- وهو الخَطْمي المدني مولى الأنصار- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/411-412، وابن خزيمة (897) ، وابن حبان في كتاب "الصلاة" كما في "الإتحاف" 3/151 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1145) عن عبيد الله بن موسى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1433) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به. ولفظه: "لأن يمسك أحدكم يده عن الحصى، خير له من مئة ناقة سوداء الحدقة، فإن غلب أحدَكم الشيطانُ، فليمسح مسحة واحدة".
وسيأتي بالأرقام (14514) و (15124) و (15227) و (15228) .
قلنا: ويغني عنه حديث معيقيب بن أبي فاطمة عند البخاري (1207) ، ومسلم (546) ، وسيأتي في "المسند" 3/426، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد: "إن كنت فاعلاً فواحدة".
وحديث أبي ذر، سيأتي 5/163، وصححه ابن خزيمة (916) ، وابن حبان (2273) ، ولفظه عند أحمد: سألته عن مسح الحصى فقال: "واحدة أو دَعْ".
وحديث حذيفة، سيأتي 5/385 و402، ولفظه كلفظ حديث أبي ذر، وإسناده ضعيف.
والحَدَقَة: هي السواد المستدير وسط العين.
قال البغوي في "شرح السنة" 3/159: كره عامةُ أهل العلم مسحَ الحصى في الصلاة، وقد جاءت الرخصةُ بمرة واحدة تسويةً لمكان سجوده، ورخص فيه مالك أكثرَ من مرَة.(22/115)
14205 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: صُرِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَرَسٍ عَلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ، فَوَجَدْنَاهُ يُصَلِّي، فَصَلَّيْنَا بِصَلَاتِهِ، وَنَحْنُ قِيَامٌ، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِنْ صَلَّى قَائِمًا، فَصَلُّوا، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا، وَلَا تَقُومُوا وَهُوَ جَالِسٌ كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ فَارِسٍ بِعُظَمَائِهَا " (1)
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/325-326، وأبو داود (602) ، وابن ماجه (3485) ، وابن خزيمة (1615) ، وابن حبان (2114) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وليس في رواية أبي داود وابن خزيمة أول الحديث وهو قوله: "إنما جعل الإمام ليؤتم به"، ورواية ابن ماجه مختصرة بقصة سقوط النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الفرس.
ورواية ابن أبي شيبة وأبي داود وابن حبان مطولة بلفظ: ركب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرساً بالمدينة فصَرَعه على جِذْم نخلة فانفكت قدمه، فأتيناه نعوده فوجدناه في مَشربةٍِ لعائشة يسبح جالساً، قال: فقمنا خلفه، فسكت عنا، ثم أتيناه مرة أخرى نعوده، فصلى المكتوبة جالساً، فقمنا خلفه، فأشار إلينا، فقعدنا، قال: فلما قضى الصلاة، قال: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلى جالساً فصلوا
جلوساً، وإذا صلى الإمام قائماً فصلوا قياماً، ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (960) من طريق أبي عوانة الوضاح، وأبو داود (602) ، وأبو يعلى (1896) ، وابن خزيمة (1615) ، وابن حبان (2112) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبيهقي 3/79-80 من طريق=(22/116)
14206 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، قَالَ: فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَهَا غُلَامٌ نَجَّارٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا، أَفَلَا آمُرُهُ أَنْ (1) يَتَّخِذَ لَكَ مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: " بَلَى "، قَالَ: فَاتَّخَذَ لَهُ مِنْبَرًا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَأَنَّ الْجِذْعُ الَّذِي كَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ كَمَا يَئِنُّ الصَّبِيُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا بَكَى لِمَا فَقَدَ مِنَ الذِّكْرِ " (2)
__________
= جعفر بن عون، ثلاثتهم عن الأعمش، به مطولاً دون قوله في أوله: "إنما جعل الإمام ليؤتم به".
وسيأتي من طريق أبي الزبير برقم (14590) ، ومن طريق سالم بن أبي الجعد برقم (15251) كلاهما عن جابر.
وأخرج عبد بن حميد (1152) من طريق إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن جابر رفعه: "الإمام جُنة، فإن صلى قائماً فصلوا قياماً، وإن صلى جالساً فصلوا جلوساً".
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5679) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7144) ، وذكرنا شرحه وشواهده هناك.
(1) لفظة "أن" لم ترد في (ظ 4) و (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أيمن أبي عبد الواحد- وهو الحَبَشي المكي المخزومي مولاهم-، فقد روى عن غير واحد من الصحابة، ودخل على عائشة وروى عنها، ولم يرو عنه غير ابنه عبد الواحد، ووثقه أبو زرعة الرازي وابن حبان، واحتج به البخاري في غير ما حديث من "صحيحه". وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. =(22/117)
14207 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ ظَنَّ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَسْتَيْقِظَ آخِرَهُ، فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ ظَنَّ مِنْكُمْ (1) أَنَّهُ يَسْتَيْقِظُ آخِرَهُ، فَلْيُوتِرْ آخِرَهُ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَهِيَ أَفْضَلُ " (2)
14208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ خَلَّفْتُمْ بِالْمَدِينَةِ
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 11/485-486، ومن طريقه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (303) عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (449) و (2095) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/560 من طريق خلاد بن يحيى، والبخاري (3584) ، والبيهقي في "السنن" 3/195 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن عبد الواحد بن أيمن، به.
وانظر ما سلف برقم (14119) .
(1) لفظة "منكم" ليست في (ظ 4) و (س) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، لكنه متابع. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
وأخرجه مسلم (755) (163) ، وأبو عوانة 2/291، والبيهقي 3/35 من طريق معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (14624) و (14745) من طريق أبي الزبير، وبرقم (14381) (15179) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، كلاهما عن جابر.
وانظر ما سيأتي برقم (14323) .
قوله: "أن لا يستيقظ آخره" قال السندي: أي: آخر الليل، والحاصل أن الوتر آخر الليل أفضلُ، فلا ينبغي أن يوتر أول الليل إلا من لا يعتمد على قيام آخر الليل من النوم، والله تعالى أعلم.(22/118)
رِجَالًا، مَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، وَلَا سَلَكْتُمْ طَرِيقًا، إِلَّا شَرَكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ " (1)
14209 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي بِهَا (2) دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ "، ثُمَّ قَرَأَ فَذَكِّرْ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَّكِرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (3) } الغاشية
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان - وهو طلحة بن نافع - فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1911) ، وأبو عوانة 5/84-85 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1027) ، ومسلم (1911) ، وابن ماجه (2765) ، يعلى (2291) ، وأبو عوانة 5/85، وابن حبان (4714) ، والبيهقي 9/24 طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (14675) من طريق أبي الزبير عن جابر.
وفي الباب عن أنس سلف برقم (12009) .
قوله: "لقد خلفتم" قال السندي: بالتشديد من التخليف أي: تركتم خلفكم.
"إلا شَرَكوكم" من شَرِكَ في المال، كسمع، أي: صار شريكاً فيه.
"حبسهم المرض" فيه فضل النية، وأن من نوى عملاً ومنعه عنه مانع فهو مثل العامل.
(2) لفظة "بها" ليست في (ظ4) و (ق) .
(3) هكذا هي بالسين في الأصول التي بين أيدينا ومصادر تخريج=(22/119)
[22-23] (1)
14210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "
__________
= الحديث، وهي قراءة هشام بن عمار وقُنْبُل وابن ذكوان وحفص في أحد الوجهين عنهم، ووقع في (م) ونسخة في (س) : (بمصيطر) بالصاد، وهي قراءة الجمهور. انظر "النشر في القراءات العشر" 2/378، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" 2/372.
وقد أخرج الحاكم 2/255 من طريقين عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فذكر إنما أنت مذكر. لست عليهم بمصيطرِ) بالصاد (إلا من تولى وكفر) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالتحديث فيما سلف برقم (14141) .
وكيع: هو ابن الجَرَّاح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/123 و12/376، ومسلم (21) (35) ، والطبري في "التفسير" 30/167 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (21) (35) ، والترمذي (3341) ، والطبري 30/166-167 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11670) ، والطبري 30/167، وأبو عوانة في الإيمان كما في "إتحاف المهرة" 3/404، وابن منده في "الإيمان" (30) ، والحاكم 2/522، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 96 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وانظر (14141) .(22/120)
مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهْرِيقَ (1) دَمُهُ " (2)
14211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: مَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ ثَلَاثًا، لَمْ يَذُوقُوا طَعَامًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَاهُنَا كُدْيَةً مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُشُّوهَا بِالْمَاءِ "، فَرَشُّوهَا، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ - أَوِ الْمِسْحَاةَ - ثُمَّ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ "، فَضَرَبَ ثَلَاثًا، فَصَارَتْ كَثِيبًا يُهَالُ، قَالَ جَابِرٌ: فَحَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ شَدَّ عَلَى بَطْنِهِ حَجَرًا (3)
__________
(1) في (ظ 4) ونسخة على هامش (س) : هُريق.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع الواسطي- فمن رجال مسلم،. وهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/290-291 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2392) ، والطبراني في "الصغير" (713) من طريق مالك ابن مغول، وابن حبان (4639) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، به. ورواية الطبراني فيها زيادات.
وسيأتي بهذا الإسناد برقم (14233) ، وفيه زيادة: أن أفضل الصلاة طول القنوت.
وسيأتي من طريق أبي الزبير، عن جابر برقم (14727) .
وفي الباب عن عبد الله بن حبشي، سيأتي 3/411-412.
وعن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/385.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(22/121)
14212 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، (1) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ - أَوْ أَهْلِهِ - فَهُوَ عَاهِرٌ " (2)
__________
= أيمن المكي والد عبد الواحد، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/418، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/422-424 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد- زاد فيه البيهقي قصة دعوة جابر لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الطعام. وستأتي هذه القصة من طريق سعيد بن ميناء، عن جابر برقم (15028) .
وأخرجه الدارمي (42) ، والبخاري (4101) ، وأبو عوانة 4/355، والبيهقي في "الدلائل" 3/415-417 و422-424 من طرق عن عبد الواحد بن أيمن، به. مطولاً بقصة دعوة جابر لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يسق أبو عوانة لفظه.
وسيأتي الحديث بأخصر مما هنا عن وكيع برقم (14220) .
وأخرج أبو يعلى (2004) من طريق إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما كان يوم الخندق نظرت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدته قد وضع حجراً بينه وبين إزاره يقيم صُلْبَه من الجوع.
وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/303.
قوله: "كُدْية"، أي: قطعة عظيمة صُلبة لا يعمل فيها الفأس.
"المِعْول": الفأس.
"المِسْحَاة": المِجْرفة.
"كثيبا"، أي: رملاً.
"شد على بطنه حجراً" من شدة الجوع.
(1) تحرف في (م) و (س) و (ق) إلى: حسين.
(2) إسناده ضعيف، عبد الله بن محمد بن عقيل تفرد به عن جابر ولم يتابعه عليه أحد، ومثله لا يقبَل عند التفرد. حسن: هو ابن صالح بن صالح ابن حي.(22/122)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (2078) عن أحمد بن حنبل وعثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/161، وابن الجارود (686) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الدارمي (2233) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2705) و (2706) و (2707) ، وابن عدي في "الكامل" 2/727، وأبو نعيم في "الحلية" 7/333، والبيهقي 7/127 من طرق عن الحسن بن صالح، به.
وأخرجه الطيالسي (1675) ، والترمذي (1111) ، والطبراني في "الأوسط" (4794) من طرق عن عبد الله بن محمد، به.
وسيأتي برقم (15031) من طريق ابن جريج، وبرقم (15092) من طريق القاسم بن عبد الواحد، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل.
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن عدي في "الكامل" 7/2557. وإسناده ضعيف جداً.
وعن ابن عمر عند أبي داود وغيره، قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/165: وأخرجه أبو داود (2079) من حديث العمري، عن نافع، عن ابن عمر، وتعقبه بالتضعيف وبتصويب وقفه، ورواه ابن ماجه (1960) من حديث ابن عمر، وفيه مندل بن علي، وهو ضعيف، وقال أحمد بن حنبل: هذا حديث منكر، وصَوَّب الدارقطني في "العلل" وقف هذا المتن على ابن عمر.
ولفظ الموقوف أخرجه عبد الرزاق (12980) عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أنه وجد عبداً له تزوج بغير إذنه، ففرَق بينهما، وأبطل صداقه، وضربه حدًّا. اهـ. قلنا: وتابع معمراً عن أيوب سعيدُ بن أبي عروبة عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 4/261-262. وانظر "نصب الراية" 3/204.
قال البغوي في "شرح السنة" 9/62: ولو نكح العبد بغير إذن المولى، فالنكاح باطل، وهو قول أكثر أهل العلم. وذهب مالك وأصحاب الرأي إلى أن النكاح موقوف، فإن أجازه المولى جاز، وإذا نكح العبد بغير إذن المولى=(22/123)
14213 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَحَرُوا جَزُورًا، أَوْ بَقَرَةً "، وَقَالَ مَرَّةً: " نَحَرْتُ جَزُورًا، أَوْ بَقَرَةً " (1)
14214 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَمَّنْ سَمِعَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (2)
__________
= فوطئ، فلا حدَّ، ويجب المهر متعلقاً بذمته إلى أن يعتق على أصح القولين.
والثاني: تباع رقبته فيه كدين الجناية.
قوله في الحديث: "عاهر"، أي: زان.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3089) ، وأبو داود (3747) ، والبيهقي 5/261 من طريق وكيع، بهذا الإسناد- دون قوله: وقال مرة: نحرت جزوراَ أو بقرة.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (3089) عن معاذٍ العنبري، عن شعبة، به.
ووصله مسلم ص 1223-1224 (115) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/467- 468، وفي حديثه عندهم زيادة، وقال فيه عندهم: فلما قدم صراراً أمر ببقرة فذبحت، فأكلوا منها. وصِرار: موضع بظاهر المدينة على ثلاثة أميال منها من جهة المشرق.
وأخرجه مسلم ص 1224 (116) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به. وقال فيه عنده: أمر ببقرة فنُحرت، ثم قسم لحمها.
وسيأتي هذا الحديث ضمن حديث مطول من طريق وهب بن كيسان، عن جابر برقم (15026) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن جابر، لكنه متابع. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.=(22/124)
14215 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَاعَ الْمُدَبَّرَ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 7/112 و14/226 من طريق وكيع وحده، وأبو يعلى (2139) من طريق عبد الرحمن وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3435) من طريق يحيى القطان، والبيهقي 5/326 من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، كلاهما عن سفيان، به.
وأخرجه أبو حنيفة برقم (338) ، ومن طريقه أبو يوسف في "كتاب الآثار" (829) ، والبيهقي 5/326 عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً، بلفظ: "من باع نخلاً مؤبراً أو عبداً له مال، فالثمرة والمال للبائع، إلا أن يشترط المشتري".
وسيأتي برقم (14325) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن جابر، ومن طريق نافع، عن ابن عمر.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4552) .
وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/326.
وعن علي عند البيهقي 5/326.
قوله: "وله مال" قال السندي: أي: للعبد.
"المبتاع"، أي: المشتري. والجمهور على أن إضافة المال إلى العبد مجازية كإضافة السرج إلى الفرس، فإن العبد عندهم لا يملك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، وأبو الزبير قد صرح بسماعه من جابر عند غير واحد ممن خرَّج الحديث. سفيان: هو الثوري.
وسيأتي الحديث مطولاً عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري برقم (14970) ، ويأتي تخريجه من طريق الثوري هناك.
وسيأتي مختصراً برقم (14217) من طريق سلمة بن كهيل، ومطولاً برقم (14273) من طريق أيوب، كلاهما عن أبي الزبير.=(22/125)
14216 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَسُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَاعَ الْمُدَبَّرَ " (1)
• 14217 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ: (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ
__________
=وسيأتي عن عطاء بن أبي رباح وأبي الزبير، كلاهما عن جابر برقم (14934) .
وسلف من طريق عمرو بن دينار، عن جابر برقم (14133) .
والمدبَّر: هو العبد الذي يوصي صاحبه بأن يعتق بعد موته.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي خالد: هو إسماعيل، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/304، وفي "الكبرى" (5002) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2230) ، وابن ماجه (2512) من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد وحده، به.
وأخرجه ابن حبان (4929) من طريق أبي عمرو بن العلاء، عن عطاء بن أبي رباح، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (4934) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، به- ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر ببيع خِدْمَةِ المدبر. قال الطحاوي: فكان في هذا الحديث أن الذي أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيعه من المدبر خدمته لا رقبته.
وسيأتي من طريق إسماعيل بن أبي خالد وحده مطولاً برقم (14972) ، ويأتي تتمة تخريجه هناك، ومن طريق شريك النخعي عن سلمة برقم (15196) ، ومن طريق شريك، عن سلمة، عن عطاء وأبي الزبير معاً برقم (14934) .
وانظر الحديث السالف.
(2) وقع في (م) و (س) و (ق) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ،=(22/126)
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَاعَ الْمُدَبَّرَ " (1)
14218 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْضَعَ فِي وَادِي مُحَسِّرٍ " (2)
__________
= والصواب أنه من زيادات عبد الله كما في (ظ 4) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكنه متابع.
وانظر (14215) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، ولم يصرح هنا بالتحديث، لكنه قد صرح فيما سيأتي برقم (14418) بأنه سمع حجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جابر، وهو متابع أيضاً، فقد روي هذا الحديث ضمن حديث جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جابر في حديث الحج الطويل، وسيأتي تخريجه من هذا
الطريق عند الحديث رقم (12440) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/81، والترمذي (886) ، وابن خزيمة (2862) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي 5/267، وابن خريمة (2862) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وسيأتي الحديث بأطول مما هنا مجموعاَ مع الذي يليه من طريق سفيان الثوري برقم (14553) و (14946) و (15207) ، وانظر تتمة تخريجه في الموضع الأول.
وفي الباب عن علي، سلف برقم (562) .
وعن الفضل بن عباس، سلف برقم (1794) ، وهو عند الدارمي (1891) ، ومسلم (1282) ، والبيهقي 5/126، وأوضحها رواية الدارمي والبيهقي.=(22/127)
14219 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) قَالَ: " لِتَأْخُذْ أُمَّتِي مَنَاسِكَهَا، وَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (2)
14220 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " لَمَّا حَفَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ الْخَنْدَقَ، أَصَابَهُمْ
__________
= وعن أسامة بن زيد، وسيأتي 5/208.
وانظر حديث ابن عباس، السالف برقم (1896) .
قوله: "أَوْضَعَ" قال السندي: أي: أسرع وأجرى ناقته.
"وادي محسر": هو بين مزدلفة ومِنى، وهو من مِنى.
(1) قوله: "أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالتحديث عند المصنف في غير هذا الموضع.
وأخرجه ابن أبي شيبة "المصنف- الجزء الذي نشره العمروي" ص 254- 255 عن وكيع، بهذا الإسناد مختصراً بلفظ: "ارموها بمثل حصى الخذف".
وسيأتي الحديث مجموعاً مع الذي قبله من طريق سفيان الثوري بالأرقام (14553) و (14946) و (15207) .
وسيأتي تاماً ومختصراً من طرق، عن أبي الزبير بالأرقام (14360) و (14419) و (14437) و (14618) و (14831) و (14983) و (15041) .
وفي باب الرمي بمثل حصى الخذف عن عثمان التيمي عند الدارمي (1898) .
قوله: "لتأخذ أمتي مناسكها"، قال السندي: أمر بتعلم المناسك، وهو يدلُّ على وجوب التعلم، ولا يلزم منه وجوب كل المناسك أو بعضها.
"بمثل حصى الخذف"، أي: بالحصى الذي يُرْمَى به بين الأصبعين، والمقصود بيان القدر.(22/128)
جَهْدٌ شَدِيدٌ، حَتَّى رَبَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَرًا مِنَ الْجُوعِ " (1)
14221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ح وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ فِي الْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَهَا - أَوْ يُلْعِقَهَا -، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أيمن المكي والد عبد الواحد، فمن رجال البخاري.
وهو في "زهد" وكيع (124) ، ومن طريق وكيع أخرجه هنَّاد في "الزهد" (765) ، وأبو عوانة 4/354-355، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/422.
وسلف بأطول مما هنا عن وكيع برقم (14211) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالتحديث في رواية ابن جريج عنه. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (2033) (134) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، وزاد في أوله: "إذا وقعت لقمة أحدكم، فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان".
وسيأتي الحديث كرواية مسلم هذه عند المصنف بالأرقام (14552) و (14629) و (14938) و (15237) من طريق أبي الزبير، وستأتي الزيادة مفردة من طريق أبي الزبير برقم (14224) ، ومن طريق أبي سفيان عن جابر برقم (14388) .
وأخرجه ابن ماجه (3270) من طريق أبي داود الحَفَري، والبيهقي في "الشعب" (5856) من طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن الثوري، به.
وأخرجه عبد بن حميد (630) ، والنسائي في "الكبرى" (6767) ، وأبو يعلى (2246) ، وأبو عوانة 5/366 و370، وابن حبان (5253) ، والبيهقي=(22/129)
14222 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ح وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ "، (1)
__________
= (5854) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض، وطريق ابن جريج سلفت في مسند ابن عباس برقم (2672) .
وسيأتي الحديث بنحوه برقم (15224) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4514) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "حتى يَلْعقها" قال السندي: أي: يلحسها بنفسه.
"أو يُلْعِقها" بالضم، أي: يمكن غيره من لحسها كالجارية والولد مما يجيء منه لحس أصابعه عادة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، وقد صرح أبو الزبير بالتحديث في رواية ابن جريج عنه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (2059) (179) ، والنسائي في "الكبرى" (6774) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2059) (179) من طريق عبد الله بن نمير، وأبو عوانة 5/423 من طريق محمد بن يوسف، كلاهما عن سفيان، به.
وسيأتي الحديث من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير برقم (15104) .
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7320) .
وعن ابن عمر عند عبد الرزاق (19557) .
قوله: "طعام الواحد" قال السندي: حثٌّ على الاكتفاء بالقليل من الطعام، وعلى مواساة الفقير.(22/130)
14223 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ (1)
14224 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيُمِطْ مَا بِهَا مِنَ الْأَذَى، وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافح-، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه الترمذي (1820) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/28 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2059) (181) ، وأبو يعلى (1902) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو يعلى (2289) ، وأبو عوانة 5/423-424 من طريق عبد الله ابن نمير، كلاهما عن الأعمش، به.
وسيأتي الحديث عن أبي معاوية، عن الأعمش برقم (14389) .
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس-، فمن رجال مسلم، وقد صرح بالتحديث في رواية ابن جريج عنه. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (2033) (134) من طريق عبد الرزاق وحده، بهذا الإسناد - وزاد فيه: "ولا يمسح يده بالمنديل حتى يَلْعقها أو يُلْعِقها، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة"، وقد سلفت هذه الزيادة برقم (14221) .
وأخرجه أبو يعلى (2247) ، والبيهقي في "الشعب " (5855) من طريق ابن=(22/131)
14225 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الْإِدَامُ (1) الْخَلُّ " (2)
__________
= جريج، عن أبي الزبير، به.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12815) .
قوله: "فليُمط"، قال السندي: من الإماطة، أي: لِيُزِلْ.
"للشيطان"، أي: لطاعة الشيطان الآمر بتركها تكبراً وافتخاراً.
(1) في (م) : الأدم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان طلحة بن نافع، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي (1774) ، والدارمي (2048) ، ومسلم (2052) (167) و (168) ، وأبو داود (3821) ، والنسائي في "المجتبى" 7/14، وفي "الكبرى" (2338) ، وأبو يعلى (2211) ، وأبو عوانة 5/402-403 و403 و403-404 و404 و405، والبيهقي في "الشعب" (5941) و (5942) ، وفي "الآداب" (520) من طرق عن المثنى بن سعيد، بهذا الإسناد- وبعضهم يذكر فيه قصة، وسيأتي الحديث بهذه القصة عن بهز بن أسد، عن المثنى برقم (15293) .
وأخرجه الترمذي (1839) ، وأبو عوانة 5/407 من طريق أبي الزبير، وأبو عوانة 5/407 و408، والطبراني في "الكبير" (1749) من طريق عطاء، كلاهما عن جابر.
وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً من طريق أبي سفيان بالأرقام (14261) و (14807) و (14925) و (15058) و (15186) و (15191) .
وسيأتي من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير برقم (14985) ، ومن طريق محارب بن دثار برقم (14988) .
وفي الباب عن عائشة عند مسلم (2051) ، والترمذي (1840) ، وابن=(22/132)
14226 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجْتُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ اتَّخَذْتُمْ أَنْمَاطًا؟ "، قَالَ: قُلْتُ: أَنَّى لَنَا أَنْمَاطٌ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهَا سَتَكُونُ "، وَأَنَا أَقُولُ لِامْرَأَتِي: نَحِّي عَنِّي نَمَطَكِ، فَتَقُولُ: أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ " (1)
14227 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي، فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ " (2)
__________
= ماجه (3316) .
وعن أم سعد الأنصارية عند ابن ماجه (3318) .
وعن ابن عباس عند أبي عوانة 5/408، والبيهقي في "الشعب" (5945) .
وعن أبي هريرة وابن عمر وأنس عند أبي عوانة 5/408.
قوله: "نعم الإدام الخل"، قال السندي: قيل: لأنه أقل مؤنة، وأقرب إلى القناعة، قال القاضي: وهو مدح للاقتصاد في المأكل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: ابن الجَرَّاح، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وابن المنكدر: هو محمد التَّيْمي المدني.
وأخرجه مسلم (2083) (40) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (14132) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه مسلم (2133) (5) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (3114) ، وفي "الأدب المفرد" (839) ، ومسلم (2133) (7) ، والحاكم 4/277 من طريق شعبة، والبخاري في=(22/133)
14228 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَغْلِقُوا أَبْوَابَكُمْ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ، وَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ، وَأَوْكُوا أَسْقِيَتَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَلَا يَكْشِفُ غِطَاءً، وَلَا يَحُلُّ وِكَاءً، وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ الْبَيْتَ عَلَى أَهْلِهِ " يَعْنِي: الْفَأْرَةَ (1)
__________
= "الصحيح" (3115) ، وفي "الأدب المفرد" (842) من طريق سفيان الثوري، والطحاوي 4/338 من طريق محمد بن خازم، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
وانظر (14183) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير فطر- وهو ابن خليفة-، فقد روى له البخاري مقروناً بغيره، وأصحاب السنن، وهو ثقة، وأبو الزبير قد صرح بالسماع من جابر عند الحميدي.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 8/230 من طريق وكيع، بهذا الإسناد - ولفظه: "غلقوا أبوابكم، وخمروا آنيتكم، وأَوكوا أسقيتكم".
وأخرجه ابن خزيمة (132) ، وعنه ابن حبان (1275) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن فطر بن خليفة، به- وزاد فيه: "وكفُّوا فَواشيَكم وأهليكم عند غروب الشمس إلى أن تذهب فجوة العشاء". وسيأتي مثله برقم (15256) من طريق زهير بن معاوية عن أبي الزبير. وفجوة العشاء: اشتداد الظلام.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مالك في "الموطأ" 2/928-929، والحميدي (1273) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1221) ، ومسلم (2012) (96) ، وأبو داود (3732) ، وابن ماجه (360) و (3410) و (3771) ، والترمذي (1812) ، وأبو يعلى (1837) و (2258) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1081) و (1083) و (1776) و (1777) ، وأبو عوانة 5/330 و331، وابن حبان (1271) من طرق عن أبي الزبير، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (19873) من طريق قتادة، وابن خزيمة (133) ،=(22/134)
14229 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَحَرْنَا الْبَعِيرَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ " (1)
__________
= وابن حبان (1274) ، والحاكم 4/140 من طريق وهب بن منبه، كلاهما عن جابر.
وسيأتي الحديث تاماً ومقطعاً من طريق أبي الزبير بالأرقام (14342) و (14899) و (15015) و (15137) و (15145) و (15256) .
وانظر ما سيأتي بالأرقام (14283) و (14434) و (14829) و (14830) و (14870) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8752) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "أغلقوا"، قال السندي: من الإغلاق، وهو مقيد بالليل كما جاء في الحديث.
"وخمََّروا" من التخمير، أي: غطوا.
"وأَوْكُوا" بفتح الهمزة، وضم الكاف من الإيكاء، أي: شدوا أفواهها واربطوها بالوِكاء، وهو الخيط، والمراد فعل الكل بِاسْم الله كما جاء، صَوْناً لهذه الاشياء من الشيطان، كما قال: "فإن الشيطان لا يفتح "، أي: إذا أُغْلِق بِاسْم الله.
"وِكاء" بكسر الواو، أي: خيطاً ربط به فم القِرْبة.
"الفُوَيسقة" بالتصغير للتحقير، والمراد الفأرة، سُميت فويسقة لكونها من المؤذيات، "تُضرِم" من الإضرام، أي: توقد.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس-، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1318) (352) عن محمد بن حاتم، عن وكيع، بهذا=(22/135)
14230 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ، وَلَا تُعْمِرُوهَا، فَإِنْ (1) أُعْمِرَ عُمْرَى، فَهِيَ سَبِيلُ الْمِيرَاثِ " (2)
14231 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ خَالِي يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ، فَلَمَّا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى، أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، وَإِنِّي أَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ، فَقَالَ: " مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ " (3)
__________
- الإسناد. وانظر (14127) .
(1) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : فمن أعمر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/138-139، ومسلم (1625) (27) من طريق
وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (14126) .
(3) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع-، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (2199) (62) ، والطحاوي 4/328 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1026) ، ومسلم (2199) (62) ، وأبو يعلى (1913) و (1914) و (2006) و (2007) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 3/174، والطحاوي 4/328، وابن حبان (6091) و (6097) ، والحاكم 4/328 من طرق عن الأعمش، به. وعند بعضهم: يرقي من الحية، وسيأتي بهذا اللفظ من حديث ابن لهيعة عن أبي الزبير برقم (15235) .
وسيأتي برقم (14382) من طريق أبي سفيان، وانظر تتمة تخريجه هناك.=(22/136)
14232 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَارِبٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا، أَنْ يُخَوِّنَهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ " (1)
__________
= وسيأتي من طريق أبي الزبير برقم (14584) .
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12173) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
"الرُّقى" قال السندي: بضم الراء، وفتح القاف، مقصور، جمع رُقْية، بضم فسكون: العُوذة (التعويذ) . والمراد ما كان بأسماء الأصنام والشياطين، لا ما كان بالقرآن وغيره. ولعل خال جابر فهم العموم، فبين له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن مثل رقيتك لا يضر، وقد علم أن رقيته غير مشتملة على الشرك، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوْري، ومحارب: هو ابن دِثار السدوسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/523، ومن طريقه مسلم ص 1528 (184) ، وابن حبان (4182) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1101) ، والدارمي (2631) ، ومسلم ص 1528 (184) ، والنسائي في "الكبرى" (9141) ، وأبو عوانة 5/116 من طرق عن سفيان الثوري، به. وفي الدارمي ومسلم: قال سفيان: قوله: "أو يخونهم، أو يلتمس عثراتهم" ما أدري شيء قاله محارب، أو شيء هو في الحديث؟ قلنا: هذه الزيادة انفرد بها سفيان الثوري، وشك فيها في رواية مسلم والدارمي وقد سلف الحديث (14191) بدونها من طريق شعبة بن الحجاج، عن محارب بن دثار، عن جابر، وسلف أيضاً برقم (14184) ، من طريق الشعبي عن جابر، فقال فيه: "حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة".
وأخرج أبو عوانة 5/116 من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان الثوري، عن محارب بن دثار، عن جابر، قال: أتى ابن رواحة امرأته وامرأة تمشطها، فأشار بالسيف، فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً. وسيأتي في حديث عبد الله بن رواحة 3/451.(22/137)
14233 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ "
قَالَ: وَسُئِلَ أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " طُولُ الْقُنُوتِ " (1)
14234 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ،
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع-، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي (1777) عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن الأعمش، بهذا الإسناد- وزاد في أوله: أن رجلاَ قال: يا رسول الله، أي الإسلام أفضل؟ قال: "أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، أو قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده". وستأتي هذه الزيادة مفردة برقم (14995) من طريق الأعمش.
وأخرج شطره الثاني ابن أبي شيبة 2/474-475، وابن خزيمة (1155) من طريق وكيع، به.
وأخرجه كذلك أبو يعلى (2296) ، وابن خزيمة (1155) ، وابن حبان (1758) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي هذا الشطر برقم (14368) عن أبي معاوية ويعلى ووكيع.
وأما الشطر الأول فقد سلف برقم (14210) عن وكيع.
وسيأتي الحديث بشطريه ضمن حديث مطول من طريق أبي الزبير برقم (15210) .
وفي الباب عن عبد الله بن حبشي، سيأتي 3/411-412.
وعن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/385.
قوله: "طول القنوت"، قال السندي: أي: ذات طول القنوت، قالوا: المراد بالقنوت في هذا الحديث هو القيام، ولذا استدل به مَنْ فضل طولَ القيام على كثرة السجود.(22/138)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: اشْتَرَى مِنِّي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا، فَوَزَنَ لِي ثَمَنَهُ، وَأَرْجَحَ لِي، (1) قَالَ: فَقَالَ لِي: " هَلْ صَلَّيْتَ؟ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ " (2)
14235 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ لِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَيْنٌ، فَقَضَانِي وَزَادَنِي " (3)
14236 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشُونَ أَمَامَهُ إِذَا خَرَجَ،
__________
(1) لفظة "لي" ليست في (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن الجارود (589) عن محمود بن آدم، عن وكيع، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الصلاة.
وانظر (14192) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسعر: هو ابن كِدام الهِلالي الكوفي.
وأخرجه عبد الرزاق (15359) ، والحميدي (1287) ، وعبد بن حميد (1099) ، والبخاري (443) و (2394) و (2603) ، والنسائي 7/283، والبيهقي 5/351 من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بأطول مما هنا عن يحيى بن سعيد القطان، عن مسعر بن كِدام برقم (14432) ، وانظر تمام تخريجه هناك.
وانظر ما قبله.(22/139)
وَيَدَعُونَ ظَهْرَهُ لِلْمَلَائِكَةِ " (1)
14237 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، ح وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا جَابِرُ، أَتَزَوَّجْتَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " بِكْرًا أَوْ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نبيح- وهو ابن عبد الله العنزي- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه الترمذي وأبو زرعة والعجلي وابن حبان، وصحح له ابن خزيمة والحاكم.
وأخرجه ابن ماجه (246) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2075) ، وابن حبان (6312) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 94 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 19، والحاكم 2/411 و4/281، وأبو نعيم في "الحلية" 7/117 من طرق عن سفيان، به. ولفظه عند ابن منيع وأبي نعيم: "امشوا أمامي، وخلوا ظهري للملائكة".
وأخرجه الحاكم 4/281 من طريق شعبة، عن الأسود، به. بلفظ: "لا تمشوا بين يديَّ ولا خلفي فإن هذا مقام الملائكة ... ". وصححه.
وسيأتي برقم (14556) عن أبي أحمد، عن سفيان.
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (15281) من طريق أبي عوانة، عن الأسود.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6549) ، ولفظه: ما رأيت رسول الله يطأ عقبه رجلان.
وعن أبي السوار، عن خاله، سيأتي 5/294، ولفظه: "إن ناساً يتبعوني، وإني لا يعجبني أن يتبعوني"، يعني: يسيرون خلفه.(22/140)
ثَيِّبًا؟ "، قَالَ: قُلْتُ: ثَيِّبًا، قَالَ: " أَلَا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنَّ لِي أَخَوَاتٌ، فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُنَّ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ لَدِينِهَا، وَمَالِهَا، وَجَمَالِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ " (1)
14238 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العَرْزَمي-، فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو القَطَّان، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الترمذي مختصراً (1086) ، والبيهقي 7/80 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن أبي شيبة 4/310، والدارمي (2171) ، ومسلم ص 1087 (54) ، وابن ماجه (1860) ، والنسائي 6/65 من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.
وأخرجه النسائي 6/61 من طريق سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، عن عطاء، به- دون قوله: قلت يا رسول الله، كنَّ لي ... إلى آخر الحديث.
وانظر ما سلف برقم (14132) .
وفي باب ما تنكح المرأة لأجله عن أبي هريرة، سلف برقم (9521) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَرِبَتْ يَداكَ"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/184: تَرِبَ الرجل، إذا افتَقَرَ، أي: لَصِقَ بالتراب، وهذه الكلمة جارية على ألسِنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المُخاطَب، ولا وقوعَ الأمرِ به، كما يقولون: قاتَلَه الله، وكثيراً تَرِدُ للعرب أَلفاظ ظاهرُها الذم، وإنما يريدون بها المدحَ كقولهم: لا أبَ لك، ولا أمَّ لك، وهَوَتْ أمه، ولا أرضَ لك، ونحو ذلك.(22/141)
الْحِجَّةِ، وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَنَا أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً، فَضَاقَتْ بِذَلِكَ صُدُورُنَا، وَكَبُرَ عَلَيْنَا، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَحِلُّوا، فَلَوْلَا الْهَدْيُ الَّذِي مَعِي لَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا تَفْعَلُونَ "، فَفَعَلْنَا، - وَطِئْنَا النِّسَاءَ (1) - مَا يَفْعَلُ الْحَلَالُ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَشِيَّةُ التَّرْوِيَةِ - أَوْ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ - جَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ، وَلَبَّيْنَا بِالْحَجِّ، (2)
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : حتى وطئنا النساء.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه مسلم (1216) (142) من طريق عبد الله بن نمير، والنسائي 5/248 من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1568) ، ومسلم (1216) (143) و (144) ، وابن ماجه (2980) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2435) و (4303) و (4304) و (4305) ، وفي "شرح المعاني" 2/191 و192، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 3/267 و269، وابن حبان (3921) من طرق عن عطاء بن أبي رباح، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه ابن خزيمة (2926) ، والبيهقي 5/23-24 من طريق عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد وعطاء، به مختصراً، وزادا فيه: "فمن لم يكن معه هَدي، فليصم ثلاثة أيام وسبعةَ إذا رجع إلى أهله، ومن وجد هدياَ فلينحر"، فكنا ننحر الجزور عن سبعة. وسيأتي مختصراً من طريق مجاهد برقم
(14833) .
وسيأتي من طريق عطاء بن أبي رباح بالأرقام (14239) و (14279) و (14409) و (14900) و (14942) و (14943) ، والحديث في بعض هذه المواضع أطول مما هنا.
وسلف من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (14116) .=(22/142)
14239 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمِينَ بِالْحَجِّ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، جَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ، لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ (1)
14240 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّمْرِ وَالْبُسْرِ، وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، أَنْ يُنْبَذَا " (2)
14241 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ
__________
= قوله: "فكَبُرَ علينا" قال الأُبي في "شرح مسلم" 4/239-240: يعني أنه شق عليهم أن يحلوا ويبقى هو محرماً، وما كانوا ليرغبوا بأنفسهم عن نفسه مع ما كانوا عليه من كمال التأسي حين رَأوْهُ لم يحل.
"وجعلنا مكة بظهر" معناه أهللنا عند إرادتنا الذهاب إلى منى.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق، وعبد الملك: هو ابن أبا سليمان العَرْزمي.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1986) (16) ، وأبو يعلى (1868) ، وأبو عوانة 5/279 و280، والبيهقي 8/306 من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وانظر (14134) .(22/143)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ، فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ الصَّلَاةَ " (1)
14242 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه أبو داود (599) ، وابن خزيمة (1633) ، وابن حبان (2404) ، والبيهقي 3/86 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يعيق ابن حبان الصلاة.
وأخرجه الشافعي 1/104، ومن طريقه البغوي (857) عن إبراهيم بن محمد، وابن حبان (2401) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن ابن عجلان، به. ووقع في رواية إبراهيم بن محمد: فيصلي لهم العشاء وهي له نافلة. قال البغوي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه مطولاً أبو داود (793) ، وابن خزيمة (1634) ، والبيهقي 3/116-117، والبغوي (601) من طريق خالد بن الحارث، عن محمد بن عجلان، به. وزادوا في آخره: وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للفتى: "كيف تصنع يا ابنَ أخي إذا صليت؟ " قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دنْدَنتك ودنْدَنَةُ معاذ" فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني ومعاذا حولَ هاتين" أو نحو ذا.
وسلف مطولاً برقم (14190) من طريق محارب بن دثار، عن جابر.
قوله: "العشاء"، قال السندي: يدلُّ على أنه كان يُصلي الفرض، لأن العشاء اسم للفرض لا للنفل، وكذا يدلُّ عليه "فيصلي بهم تلك الصلاة" ضرورة أنه لا يصلي بهم النفل، وإنما يصلي بهم الفرض. والحديث دليل قوي على أن من أدَّى الفرضَ له أن يصلي بالقوم ذلك الفرض، وأن اقتداءهم به
صحيح، ويلزم منه اقتداء المفترض بالمتنفل.(22/144)
فَلْيَزْرَعْهَا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، أَوْ عَجَزَ عَنْهَا، فَلْيَمْنَحْهَا أَخَاهُ، وَلَا يُؤَاجِرْهَا (1) " (2)
__________
(1) في (ظ 4) : ولا يؤجرها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العَرْزَمي-، فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه النسائي 7/36-37 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ص 1176 (91) ، والنسائي 7/36، وابن حبان (5148) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.
وأخرجه أبو يعلى (2035) من طريق حجاج بن أرطاة، والطحاوي 4/107 من طريق ابن جريج، كلاهما عن عطاء، به.
وسيأتي من طريق عطاء بالأرقام (14269) و (14813) و (14918) و (14967) و (15211) .
وسيأتي الحديث من طريق أبي الزبير برقم (14352) ، ومن طريق أبي سفيان برقم (15006) ، ومن طريق سعيد بن مينا برقم (15283) ، ثلاثتهم عن جابر.
وانظر ما سيأتي برقم (14876) .
وفي الباب عن رافع بن خديج، سيأتي 3/463.
قوله: "ولا يؤاجرها" قال النووي في "شرح مسلم" 10/198: معناه أنهم كانوا يدفعون الأرض إلى من يزرعها ببذرٍ من عنده على أن يكون لمالك الأرض ما ينبت على الماذيانات (مسايل المياه) وأقبال الجداول، أو هذه القطعة والباقي للعامل، فنهوا عن ذلك لما فيه من الغَرَر، فربما هلك هذا دون ذاك وعكسه.
واختلف العلماء في كراء الأرض، فقالط طاووس والحسن البصري: لا يجوز بكل حال، سواء أكْراها بطعام أو ذهب أو فضة أو بجزء من زَرْعها،=(22/145)
14243 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى لِمَنْ وُهِبَتْ لَهُ " (1)
__________
= لإطلاق حديث النهي عن كراء الأرض.
وقال الشافعي وأبو حنيفة وكثيرون: تجوز إجارتُها بالذهب والفضة وبالطعام والثياب وسائر الأشياء، ولكن لا تجوز إجارتها بجزء ما يخرج منها كالثلث والربع، وهي المخابرة، ولا يجوز أيضاً أن يشترط له زرع قطعة معينة.
وقال ربيعة: يجوز بالذهب والفضة فقط، وقال مالك: يجوز بالذهب والفضة وغيرهما إلا الطعام.
وقال أحمد وأبو يوسف ومحمد بن الحسن وجماعة من المالكية وآخرون: تجوز إجارتُها بالذهب والفضة، وتجوز المزارعةُ بالثلث والربع وغيرهما، وبهذا قال ابن سريج وابن خزيمة والخطابي وغيرهم من محققي أصحابنا، وهو الراجح المختار. اهـ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى شيخ المصنف: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى الراوي عن أبي سلمة: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/92 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1687) ، ومن طريقه البيهقي 6/173، وأخرجه مسلم (1625) (25) ، والنسائي 6/277، وابن حبان (5130) من طريق خالد بن الحارث، ومسلم (1625) (25) من طريق معاذ بن هشام، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد ومعاذ) عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه أبو داود (3550) من طريق أبان بن يزيد العطار، والنسائي 6/277 من طريق أبي إسماعيل القناد، والطحاوي 4/92 من طريق الأوزاعي، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسيأتي من طريق أبي سلمة بالأرقام (14270) و (14871) و (15231) =(22/146)
14244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَهَى (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأَوْعِيَةِ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: فَلَا بُدَّ لَنَا، قَالَ: " فَلَا إِذًا " (2)
__________
= و (15290) .
وسلف برقم (14126) من طريق أبي الزبير، عن جابر. وانظر (14131) .
تنبيه: وقع بإثر هذا الحديث في (م) : وحدثناه أبو داود عن سفيان نحوه.
وليس هذا الإسناد في شيء من النسخ الخطية، سوى أنه في هامش نسخة (س) ، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 2/170، لذلك حذفناه.
(1) في (م) و (س) و (ق) : لما نهى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري بإثر (5592) تعليقاً، وأبو داود (3699) ، والطحاوي 4/228، وابن حزم في "المحلى" 7/515 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5592) ، والنسائي 8/312، والبيهقي 8/310 من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن أبي شيبة 8/161، والترمذي (1870) ، والنسائي 8/312 من طريق أبي داود عمر بن سعد الحفري، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه البخاري بإثر الحديث (5592) عن عبد الله بن محمد الجُعْفي المُسْنَدي، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، به.
وأخرج الطحاوي 4/228، والبيهقي 8/310-311 من طريق يعقوب بن مجاهد، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إني كنت نهيتكم أن تنتبذوا في الدُّبَّاء والحَنْتَم والمزفَّت، فانتبذوا ولا أحِلُّ مُسكِراً".
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6497) .=(22/147)
14245 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَعِينُهُ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، قَالَ: فَقَالَ: " آتِيكُمْ "، قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ لِلْمَرْأَةِ: لَا تُكَلِّمِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا تَسْأَلِيهِ، قَالَ: فَأَتَانَا فَذَبَحْنَا لَهُ دَاجِنًا كَانَ لَنَا، فَقَالَ: " يَا جَابِرُ، كَأَنَّكُمْ عَرَفْتُمْ حُبَّنَا اللَّحْمَ " (1) ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي - أَوْ صَلِّ عَلَيْنَا -، قَالَ: فَقَالَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: أَلَيْسَ قَدْ نَهَيْتُكِ، قَالَتْ: تَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا، وَلَا يَدْعُو لَنَا (2)
__________
= قوله: "نهى عن الأوعية" جاء تفسيرها في رواية عبد الرحمن بن جابر عن أبيه، وسيأتي أيضاً من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (14267) وفيه تفسيرها بأنها الدباء والنقير والجر والمزفت، والنهي عنها هو النهي عن الانتباذ فيها.
"فلا إذاً" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/59: جواب وجزاء، أي: إذا كان كذلك لا بد لكم منها، فلا تدعوها.
(1) في (م) : اللحم.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نبيح- وهو ابن عبد الله العنزي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. سفيان: هوالثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/519، وابن حبان (916) و (984) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. واقتصر ابن حبان في الموضع الأول على قصة الدعاء.
وأخرجه مختصراً الترمذي في "الشمائل" (180) من طريق أبي أحمد الزبيري، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (423) من طريق يحيى بن آدم، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وسيأتي هذا الحديث ضمن حديث طويل من طريق الأسود بن قيس برقم=(22/148)
14246 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " الظُّهْرُ كَاسْمِهَا، وَالْعَصْرُ بَيْضَاءُ حَيَّةٌ، وَالْمَغْرِبُ كَاسْمِهَا، وَكُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ نَأْتِي مَنَازِلَنَا، وَهِيَ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ، فَنَرَى مَوَاقِعَ النَّبْلِ، وَكَانَ يُعَجِّلُ الْعِشَاءَ وَيُؤَخِّرُ، وَالْفَجْرُ كَاسْمِهَا، وَكَانَ يُغَلِّسُ بِهَا " (1)
__________
= (15281) ، ويأتي تتمة تخريجه هناك.
قوله: "داجن" قال السندي، أي: غنماً ملازماً للبيت.
(1) إسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، فإنه يعتبر به في المتابعات والشواهد فيحسَن حديثه، ومَن دونه ثقات من رجال الشيخين.
سفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق (2056) ، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1011) عن سفيان الثوري، به مختصراً بلفظ: الظهر كاسمها، يقول: بالظهيرة.
وأخرجه عبد بن حميد (1035) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به مختصراً بلفظ: كنا نصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المغرب، ثم نرجع إلى منازلنا وهي ميل، ونحن نبصر مواقع النبل.
وأخرج أبو يعلى (2048) من طريق ابن المبارك، عن سفيان الثوري، به: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي الظهر إذا زالت الشمس.
وسيأتي مختصراً ببيان وقت المغرب عن عبد الرزاق، عن سفيان برقم (14971) .
وأخرج عبد بن حميد (1128) من طريق أبي بكر المدني، عن جابر قال: كنا نصلي مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المغرب ونحن ننظر إلى السَّدف. قلنا: والسَّدَف: آخر بياض النهار.
وأخرج ابن المنذر في (1029) من طريق وهب بن كيسان، عن جابر قال: كنا=(22/149)
14247 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ، وَيَرْحَمُهُنَّ، وَيَكْفُلُهُنَّ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ "، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ: فَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ "، قَالَ: فَرَأَى بَعْضُ الْقَوْمِ، أَنْ لَوْ قَالُوا لَهُ وَاحِدَةً، لَقَالَ: " وَاحِدَةً " (1)
__________
= نصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المغرب ثم نرجع فنتناضل حتى نبلغ منازلنا في بني سلمة
فننظر إلى مواقع نبلنا من الإسفار.
وسيأتي بيان الأوقات الخمسة جميعها من طريق وهب بن كيسان برقم (14538) ، ومن طريق عطاء بن أبي رباح برقم (14790) ، ومن طريق محمد بن عمرو بن الحسن بن علي برقم (14969) ، ثلاثتهم عن جابر. وانظر في هذا الباب حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11249) .
وسيأتي بيان وقت صلاة المغرب من طريق عقبة بن عبد الرحمن برقم (14542) ، ومن طريق القعقاع بن حكيم برقم (15096) كلاهما عن جابر.
فهذا القدر منه صحيح بمجموع طرقه، وانظر تمام تخريجه عند حديث عقبة بن عبد الرحمن.
قوله: "الظهر كاسمها" قال السندي: أي: يؤخذ وقتها من اسمها الدال على الظهيرة، بمعنى شدة الحر عند نصف النهار.
"والعصر بيضاء"، أي: ذات بياض.
"والمغرب كاسمها"، أي: تُصلَّى وقت الغروب.
"يعجل العشاء"، أي: حيناً "ويؤخر" حيناً آخر.
"يغلس" من التغليس: وهو ظلمة آخر الليل.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن=(22/150)
14248 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، (1) عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا رَجَعْنَا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فَقَالَ: " أَمْهِلُوا حَتَّى نَدْخُلَ لَيْلًا - أَيْ عِشَاءً - لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ، وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ " (2)
__________
= جدعان- لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (78) ، والبيهقي في "الشعب" (11025) من طريق سعيد بن زيد، والبزار (1908- كشف الأستار) من طريق حاتم بن وردان، والطبراني في "الأوسط" (4757) من طريق أبي حرة، ثلاثتهم عن علي بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/550، والبزار (1908) ، وأبو يعلى (2210) ، والطبراني في "الأوسط" (5153) من طرق عن محمد بن المنكدر، به.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11384) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "يؤويهن" من الإيواء، أي: يهيئ لهن المنزل وما يتعلق به.
(1) في (ظ4) : شيبان، وفي هامشها: سيار: وهو الموافق لسائر النسخ الخطية.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بَشِير السُّلَمي الواسطي، وسَيار: هو أبو الحكم العَنَزي الواسطي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/315 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2778) عن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه الدارمي (2216) ، والبخاري (5079) و (5245) و (5247) ، ومسلم ص 1527 (181) وص 1088 (57) ، والنسائي في "الكبرى" (9144) ، وأبو يعلى (1850) ، وابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/197،=(22/151)
14249 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ، فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقُلْنَا: لَا نُكَنِّيكَ بِهِ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْنَا لَهُ، فَقَالَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا بُعِثْتُ قَاسِمًا بَيْنَكُمْ " (1)
__________
= وأبو عوانة 5/114-115، وابن حبان (2714) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/315 من طريق هشيم بن بشير، به. وفي الحديث عند بعضهم زيادة.
وانظر (14184) .
وقوله: "حتى ندخل ليلاً- أي عشاء-": هذا التفسير -يعني: عشاء- وقع في نفس الخبر، وفيه إشارة إلى أحد وجهي الجمع بين هذا الأمر بالدخول ليلاً، والنهي عن الطروق ليلاً الثابت في أحاديث أخرى: بأن المراد بالأمر الدخول في أول الليل، وبالنهي الدخول في أثنائه.
والوجه الثاني: أن يقال: إن الأمر بالدخول ليلاً لمن عُلِمَ خبرُ مجيئه
ووصوله. أَو أَعلَم أهله بذلك، فاستعدُّوا له، والنهي إنما هو لمن لم يفعل ذلك، بأن قَدِمَ بَغْتةً. انظر "الفتح " 9/122-123 و341-342.
قلنا: والراجح الوجه الثاني، إن شاء الله تعالى.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، هشيم -وإن لم يصرح بالتحديث- قد توبع على أن أحمد قال: لبس أحد أصح حديثاً عن حصين من هشيم، وكان لا يكاد يدلس عن حصين. قلنا: وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وأخرجه البخاري (6187) ، ومسلم (2133) (4) ، والبيهقي 9/308 من طريق خالد بن عبد الله الطحان، ومسلم (2133) (4) من طريق عبثر بن القاسم، كلاهما عن حُصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وانظر (14183) .(22/152)
14250 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي مولاهم، لكنه متابع.
وأخرجه أبو داود (93) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/65-66، وعبد بن حميد (1114) ، وابن خزيمة (117) ، والبيهقي 1/195 من طريق محمد بن فضيل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/50، والبيهقي 1/195 من طريق أبي عوانة الوضاح، كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، به. وقرن محمد بن فضيل بيزيد حصينَ بن عبد الرحمن، ولفظ حديثه: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يجزئ من الوضوء المد من الماء، ومن الجنابة الصاع " فقال رجلٌ: ما يكفيني. فقال جابر: قد كفى من هو خير منك وأكثر شعراً، رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهذا اللفظ سيأتي في "المسند" عن علي بن عاصم، عن يزيد بن أبي زياد برقم (14976) ، وانظر ما سلف برقم (14113) .
وأخرجه من طريق حصين وحده عن سالم بن أبي الجعد الحاكم 1/161.
وأخرجه عبد بن حميد (1070) ، وابن ماجه (269) من طريق الربيع بن بدر، عن أبي الزبير، عن جابر. والربيع ضعيف.
وأخرج البخاري (252) ، والنسائي 1/127-128، والبيهقي 1/195 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي جعفر الباقر: أنه كان عند جابر هو وأبوه وعنده قوم، فسألوه عن الغُسل، فقال: يكفيك صاع. فقال رجل: ما يكفيني.
فقال جابر: كان يكفي من هو أوفى منك شَعراً وخير منك. ثم أمَّنا في ثوب.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2628) .
وعن أنس، سلف برقم (12105) .=(22/153)
14251 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، (1) عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَاشْتَرَى مِنِّي بَعِيرًا، فَجَعَلَ لِي ظَهْرَهُ حَتَّى أَقْدَمَ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا قَدِمْتُ أَتَيْتُهُ بِالْبَعِيرِ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، وَأَمَرَ لِي بِالثَّمَنِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ لَحِقَنِي، قَالَ: قُلْتُ: لَعَلَّهُ (2) قَدْ بَدَا لَهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَتَيْتُهُ، دَفَعَ إِلَيَّ الْبَعِيرَ، وَقَالَ: " هُوَ لَكَ "، فَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَعْجَبُ، قَالَ: فَقَالَ: اشْتَرَى مِنْكَ الْبَعِيرَ، وَدَفَعَ إِلَيْكَ الثَّمَنَ، وَوَهَبَهُ لَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: " نَعَمْ " (3)
14252 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ،
__________
= وعن سفينة، سيأتي 5/222.
وعن عائشة، سيأتي 6/121.
(1) في (ظ 4) و (ق) : شيبان، وهو خطأ.
(2) لفظة "لعله" سقطت من (م) و (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي هُبيرة- وهو يحيى بن عَباد بن شَيْبان-، فمن رجال مسلم. هُشيم: هو ابن بَشِير السلَمي الواسطي، وسَيار: هو أبو الحكم العَنَزي.
وأخرجه أبو يعلى (1965) و (2125) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4410) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. ووقع عند أبي يعلى في الموضع الأول تحديد ثمن البعير بأوقيتين، وقال الطحاوي في روايته: فبعتُه إياه بسبعِ أو تسعِ أواقٍ، ولي ظهرُه حتى أَقدَمَ.
وانظر ما سلف برقم (14195) .(22/154)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رُمِيَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَوْمَ أُحُدٍ بِسَهْمٍ، فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُوِيَ عَلَى أَكْحَلِهِ " (1)
14253 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَارُ أَحَقُّ
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع-، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1018) ، ومسلم (2207) ، وأبو يعلى (2287) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 3/172، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/321، والحاكم 4/214 و417، والبيهقي 9/342 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن الأعمش بالأرقام (14257) و (14379) و (14989) .
وأخرج الطحاوي 4/321 من طريق ابن لهيعِة، عن أبي الزبير، عن جابر: أن أُبي بن كعب أو سعداً رُمِيَ رميةً في يده، فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طبيباً فكَوَاهُ عليها. وابن لهيعة- وهو عبد الله- سيئ الحفظ.
وسيأتي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كوى سعد بن معاذ في أكحله من حديث جابر برقم (14343) .
وفي باب جواز الكى حديث جابر الآتي برقم (14707) .
وسيأتي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كوى سعداً أو أسعد بن زرارة في حلقه من الذبحة من حديث شعيب بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/65 و5/378. وهو عند الترمذي (2050) من حديث أنس بن مالك، وعند ابن ماجه (3492) من حديث يحيى بن أبي أُمامة الأنصاري.
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3701) .
قوله: "أكحله" هو وَريدٌ في وسط الذراع.(22/155)
بِشُفْعَةِ جَارِهِ، يَنْتَظِرُ بِهَا، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا، إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا " (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العَرْزَمي- فمن رجال مسلم، وهو- وإن كان ثقة- قد أخطأ في هذا الحديث في رأي بعضهم. قال ابن معين: هو حديث لم يُحدِّث به أحد إلا عبد الملك عن عطاء، وقد أنكره عليه الناس، ولكن عبد الملك ثقة صدوق لا يُرَدُّ على
مثله. وقال: قال شعبة: لو جاء عبد الملك بآخر مثل هذا لرميتُ بحديثه.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة يخطئ، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء. ونقل أبو زرعة الدمشقي عن أحمد وابن معين في حديث الشفعة قولهما: قد كان هذا الحديثُ يُنكَرُ عليه.
وقال صاحب "التنقيح" محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي، ونقله عنه الإمام الزيلعي في "نصب الراية" 4/174: واعلم أن حديث عبد الملك بن أبي سليمان حديث صحيح، ولا منافاةً بينه وبينَ روايةِ جابرٍ المشهورةِ وهي "الشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدودُ فلا شفعة"، فإن في حديث
عبد الملِكِ إذا كان طريقها واحداً، وحديث جابر المشهور لم يَنْفِ فيه استحقاقَ الشفعة إلا بشرطِ تَصَرُّفِ الطرق، فنقول: إذا اشترك الجارانِ في المافع كالبئر، أو السطح أو الطريق، فالجارُ أحق بسقب جاره لحديث عبد الملك، وإذا لم يشتركا في شيء مِن المنافع، فلا شُفعة لحديث جابرِ المشهور، وطعن شعبة في عبد الملك بسبب هذا الحديث لا يقدحُ فيه، فإنه ثقة، وشعبة لم يكن من
الحُذََّاق في الفقه ليجمع بينَ الأحاديث إذا ظهر تعارُضها، إنما كان حافظاً، وغيرُ شعبة إنما طعن فيه تبعاً لشعبة وقد احتجَّ بعبدِ الملك مسلم في "صحيحه"، واستشهد به البخاريُّ، ويُشبه أن يكون إنما لم يخرجا حديثه هذا لِتفرده به، وإنكارِ الأئمة عليه فيه، وجعله بعضهم رأياً لعطاء أدرجه عبد الملك
في الحديث. ووثقه أحمد والنسائي وابن معين والعجلي، وقال الخطيب: لقد أساء شعبةُ حيث حدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي، وترك التحديث عن=(22/156)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الملك بن أبي سليمان، فإن العرزمي لم يختلف أهل الأثر في سقوط روايته، وعبد الملك ثناؤهم عليه مستفيض. وانظر لزاماً كلام الإمام ابن القيم في "تهذيب السنن" 5/167.
وأخرجه أبو داود (3518) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2494) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/121 من طريق هشيم بن بشير، به.
وأخرجه عبد الرزاق (14396) ، وابن أبي شيبة 7/165-166، والدارمي (2627) ، والترمذي (1369) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 2/229، والطحاوي 4/120، والعقيلي في "الضعفاء" 3/31، وابن عدي في "الكامل" 1941، والبيهقي 6/106 من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، به، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ولا نعلم أحداً روى هذا الحديث غير عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر. وقد تكلم شعبة في عبد الملك بن أبي سليمان من أجل هذا الحديث، وعبد الملك هو ثقة مأمون عند أهل الحديث، لا نعلم أحداً تكلم فيه غير شعبة من أجل هذا الحديث، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم أن الرجل أحق بشفعته وإن كان غائباً، فإذا قدم فله الشفعة وإن تتطاول ذلك.
وانظر ما سلف برقم (14157) .
"يُنتَظر" بصيغة المفعول، أي: الجار. "بها" أي: بشفعته.
"إذا كان طريقهما" أي: طريق الجارين أو الدارين.
قال الشافعي في كتاب "اختلاف الحديث" المطبوع في حاشية "الأُم" 4/6: روى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله مفسراً أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الشفعة فيما لم يقسَم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة" وأبو سلمة من الحفاظ، وروى أبو الزبير- وهو من الحفاظ- عن جابر ما يوافق قول أبي سلمة، ويخالف ما روى عبدُ الملك، قال: سمعنا بعضَ أهل العلم بالحديث يقول: نخاف أن لا يكون هذا الحديث محفوظاً. يعني: حديث عبد الملك عن=(22/157)
14254 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا، (1) وَالرُّقْبَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا " (2)
14255 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا،
__________
= عطاء.
(1) لفظة "لأهلها" لم ترد في (ظ 4) و (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، فقد صرح أبو الزبير بالسماع من جابر عند غير المصنف. داود: هو ابن أبي هند.
وأخرجه أبو داود (3558) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2383) ، والترمذي (1351) ، والنسائي في "المجتبى" 6/274، وفي "الكبرى" (6571) ، وأبو يعلى (1851) ، وابن حبان (5136) من طريق هشيم، به. واقتصر أبو يعلى على شطره الأول. ولفظ رواية ابن حبان: "لا تُعمِرُوا أموالكم، فمن أُعمِرَ شيئاً حياتَه، فهو له ولورثته إذا مات".
وقال الترمذي: حسن.
وأخرجه ابن ماجه (2383) ، والنسائي في "المجتبى" 6/274، وفي "الكبرى" (6570) ، وابن الجارود (989) ، وأبو يعلى (2214) ، وابن حبان (5128) ، والبيهقي 6/175 من طرق عن داود بن أبي هند، به. واقتصر النسائي في روايته على شطره الثاني. وانظر (14126) .
قوله: "الرُّقبى جائزة" قال السندي: هي أن يقول: جعلتُ لك هذه الدارَ سُكْنى، فإن متُّ قبلك فهي لك، وإن متَّ قبلي عادت إليَّ. من المراقبة، لأن كلاًّ منهما يَرقُبُ موتَ صاحبه. ومعنى "جائزة" مستمرة إلى الأبد، لا رجوع لها إلى المُعطي أصلاً.(22/158)
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
14256 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ، بَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ فِي سَفَرٍ، فَنَفِدَ زَادُنَا، فَمَرَرْنَا بِحُوتٍ قَذَفَهُ الْبَحْرُ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَأْكُلَ مِنْهُ، فَمَنَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثُمَّ إِنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، كُلُوا، قَالَ: فَأَكَلْنَا مِنْهُ أَيَّامًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنْ كَانَ بَقِيَ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ، فَابْعَثُوا بِهِ إِلَيْنَا "، (2)
__________
(1) حديث صحيح متواتر، وهذا إسناد على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/763، والدارمي (231) ، وابن ماجه (33) ، وأبو يعلى (1847) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6478) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالتحديث فيما سيأتي عند المصنف برقم (14337) و (15047) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/381، والنسائي 7/208، وابن الجارود (878) ، وأبو يعلى (1954) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاَ ومختصراً إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (193) ، والطيالسي (1744) ، والحميدي (2343) ، والنسائي 7/207-208 و208-209، وأبو يعلى (1786) و (1956) ، وأبو عوانة 5/147-148 و151-152 و153 و153-154، وابن حبان بإثر (5259) ، والطبراني (1760) من طرق عن أبي الزبير، به.
وأخرجه مسلم (1935) ، وأبو عوانة 5/152- 153 و153، وابن حبان=(22/159)
14257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَكَوَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= (5261) من طريق عبيد الله بن مقسم، عن جابر.
وسيأتي الحديث مطولاً من طريق أبي الزبير بالأرقام (14337) و (14338) (15047) .
وسيأتي برقم (14286) من طريق وهب بن كيسان، وبرقم (14315) من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن جابر.
وأخرج مسلم (3014) من طريق عبادة بن الوليد، عن جابر: شكا الناس إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجوع، فقال: "عسى الله أن يُطعِمَكم" فأتينا سِيفَ البحر، فزَخَرَ زخرة، فألقى دابة ... فذكر نحوه. قلنا: والظاهر أنهما حادثتان، وانظر "الفتح" 8/81.
وفي الباب عن ابن عمر عند الدارقطني 4/266.
(1) في (م) و (ق) زيادة: بيده، وهذه اللفظة أُقحمت في (ظ 4) إقحاماً فوق السطر، وهي نسخة في هامش (س) . ولم ترد هذه اللفظة في رواية مسلم، ويغلب على ظننا أن إثباتها خطأ، لأن الحديث سيأتي برقم (14379) وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر طبيباً فكواه، وهو المحفوظ. وقوله: "فكواه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" يحمل على أنه أمر بذلك، والله أعلم.
وإسناد الحديث قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم. سليمان: هو ابن مهران الأعمش.
وأخرجه مسلم (2207) (74) ، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 3/172 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (14252) .(22/160)
14258 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ الْعَمَلُ؟ أَفِي شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ أَوْ فِي شَيْءٍ نَسْتَأْنِفُهُ؟ فَقَالَ: " بَلْ فِي شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ "، قَالَ: فَفِيمَ الْعَمَلُ إِذًا؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ " (1)
14259 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا أَنَا فَأُفْرِغُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جُدْعان- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وسلف الحديث ضمن حديث مطول من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (14116) ، وسنده صحيح.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به، وهشيم قد صرح بالتحديث عند مسلم. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه الطيالسي (1778) ، ومسلم (328) (56) ، وأبو يعلى (2011) ، وأبو عوانة تعليقاً 1/297 والبيهقي 1/177-178 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وعندهم جميعاً أن الذي سأل النبي هم ناس من أهل الطائف، وسيأتي هذا الحديث من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (14752) . وانظر ما سلف برقم (14113) .
وأخرجه كلفظ الجماعة البيهقي 1/177 من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن حفص بن غياث، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جابر.=(22/161)
14260 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا، لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ (1) فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ، (2) فَإِذَا جَلَسَ اغْتَمَسَ فِيهَا " (3)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/64، وعنه ابن ماجه (577) عن حفص بن غياث، به. لكن وقع في روايته أن السائل هو جابر، وهو خطأ.
(1) في (م) ونسخة في (س) : في الرحمة، بزيادة "في"، وخاض الرحمة: أي: دخلها.
(2) في (م) ونسخة في (س) : يرجع.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه.
أخرجه ابن أبي شيبة 3/234، وابن حبان (2956) ، والحاكم 1/350، والبيهقي في "السنن" 3/380، وفي "الشعب" (9179) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/274 من طريق هشيم بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (775- كشف الأستار) من طريق عبد الله بن حمران، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم- ولم ينسبه- به.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "الإتحاف" 3/280، وابن عبد البر 24/274 من طريق الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، سمع عمر بن الحكم قال: سمعت جابراً، فذكره. وقال ابن عبد البر عقبه: هو خطأ من الواقدي، ولم يسمعه عبد الحميد من عمر بن الحكم، وإنما رواه عن أمه
عنه، والله أعلم، والواقدي ضعيف عند أكثرهم. اهـ.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (522) من طريق خالد بن الحارث، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني أبي: أن أبا بكر بن حَزْم ومحمد بن المنكدر في ناس من أهل المسجد، عادوا عمر بن الحكم بن رافع الأنصاري، قالوا: يا أبا حفص، حدثنا، قال: سمعتُ جابر بن عبد الله=(22/162)
14261 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ " (1)
__________
= قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من عاد مريضاً خاض في الرحمة، حتى إذا قعد استقرَّ فيها". قلنا: وقد جعل ابن معين عمر بن الحكم بن ثوبان وعمر بن الحكم بن رافع واحداً.
وأخرجه ابن عبد البر 24/274 من طريق بكر بن بكار، وأبو يعلى كما في "الإتحاف" 3/281 من طريق عبد الله بن حمران عن عبد الحميد بن جعفر، كلاهما عن أمه مندوس بنت علي: أن أبا بكر بن حزم ومحمد بن المنكدر، كسياق البخاري. ثم قال الحافظ: فتبين أن عبد الحميد كان ربما دلَّسه. ثم قال: فإن كان محفوظاً فيكون عبد الحميد حدث به عن أبيه وعن أمه.
وسيأتي الحديث في "المسند" 3/460 من طريق عمر بن الحكم بن ثوبان عن كعب بن مالك، لكن في إسناده أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن، وهو ضعيف.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12782) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم. وهشيم- وهو ابن بشير- مدلس وقد عنعنه لكنه متابع، تابعه أبو عوانة اليشكري فيما يأتي برقم (14925) و (15191) . أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه أبو عوانة الإسفراييني 5/406 من طريق إبراهيم بن موسى، عن هشيم، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بأطول مما هنا عن سريج بن النعمان، عن هشيم برقم (15186) .
وانظر (14225) .(22/163)
14262 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " أَكَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ خُبْزًا وَلَحْمًا فَصَلَّوْا، وَلَمْ يَتَوَضَّئُوا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان- لكنه متابع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/47، وأبو يعلى (1963) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (639) و (640) ، وأبو يعلى (2160) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/65، والطبراني في "الأوسط" (4971) ، وابن حبان بإثر الحديث (1130) وبرقم (1132) و (1137) و (1138) و (1139) و (1145) ، والبيهقي 1/156 من طرق عن محمد بن المنكدر، به- والحديث عند بعضهم ضمن قصة، وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وسيأتي من طريق محمد بن المنكدر برقم (14299) و (14453) .
وأخرجه ابن ماجه (489) من طريق عمرو بن دينار، وعبد الله بن محمد بن عقيل، كلاهما عن جابر. وسيأتي من طريق ابن عقيل عن جابر برقم (14299) .
وأخرجه عبد الرزاق (647) و (648) و (649) و (664) ، وابن أبي شيبة 1/48-49 و49، والطحاوي 1/67 و68، والبيهقي 1/157 من طرق عن جابر موقوفاً ولم يذكر فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانظر ما سيأتي برقم (14920) .
وأخرج أبو داود (192) ، والنسائي 1/108، وابن الجارود (24) ، وابن خزيمة (43) ، والطحاوي 1/67، وابن حبان (1134) ، والبيهقي 1/155-156، والحازمي في "الاعتبار" ص 48، وابن حزم في "المحلى" 1/243 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: كان آخر الأمرين من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْك الوضوء مما مَست النار.
وأخرج البخاري (5457) ، وابن ماجه (3282) من طريق سعيد بن=(22/164)
14263 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ " (1)
14264 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَكَانَ النَّبِيُّ إِنَّمَا يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً،
__________
= الحارث، عن جابر: أنه سأله عن الوضوءِ مم مَستِ النار، فقال: لا، قد كنا زمانَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا نجدُ مثل ذلك من الطعام إلا قليلاً، فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديلُ إلا أكُفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1988) .
وعن عمرو بن أمية، سيأتي 4/139، وهو متفق عليه.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدرس- فمن رجال مسلم، وقد صرح هشيم بالتحديث عند غير المصنف، بينما لم يصرح أبو الزبير في هذا الحديث بسماعه.
وأخرجه مسلم (1598) ، وابن الجارود (646) ، وأبو يعلى (1849) و (1960) ، والبيهقي 5/275، والبغوي (2054) من طريق هشيم، بهذا الإسناد- وزادوا فيه: "هم سواء".
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3725) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "آكل الربا" قال السندي: أي: آخذه، وعبر عنه بالآكل، لأنه أعظم المنافع من المال، ولذلك عبر عن المعطي بالمُوكِل.(22/165)
وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، فَلْيُصَلِّ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ " (1)
14265 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كُنَّا نَتَمَتَّعُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَذْبَحُ الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، نَشْتَرِكُ فِيهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سيار: هو أبو الحكم العَنَزي، ويزيد الفقير: هو ابن صهيب الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/402 و11/432، وعبد بن حميد (1154) ، والدارمي (1389) ، والبخاري (335) و (438) و (3122) ، ومسلم (521) ، والنسائي 1/209- 211 و2/56، وأبو عوانة 1/395، وابن حبان (6398) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1438) و (1439) ، والبيهقي في "السنن" 1/212 و2/329 و433 و6/291 و9/4، وفي "الدلائل" 5/472- 473،
والبغوي (3616) من طريق هشيم، بهذا الإسناد- وعند بعضهم "وأَعطِيتُ الشفاعة" وبها تتم الخمس. وعند البعض الأخر مختصر.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2742) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان- فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه أبو داود (2807) ، ومن طريقه البيهقي 5/234 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1318) (355) ، والنسائي في "الكبرى" (4120) ، وأبو يعلى (2034) ، وابن خزيمة (2902) من طريق هشيم، به.=(22/166)
14266 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ غُسْلٌ فِي سَبْعَةِ أَيَّامٍ، كُلَّ جُمُعَةٍ " (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة في الحج والذبائح كما في "إتحاف المهرة" 3/268 من طريقين عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.
وسيأتي الحديث من طريق عطاء برقم (14422) و (14914) ، وسيأتي من طريق عطاء أيضاً ضمن حديث الحج برقم (14943) .
وانظر ما سلف برقم (14116) .
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الصحيح، وأبو الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- لم يصرح بالتحديث، لكنه قد توبع.
وأخرجه النسائي 3/93، وابن خزيمة (1747) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/82 من طريق بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/93 و95، وابن خزيمة (1747) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/116، وابن حبان (1219) من طرق عن داود بن أبي هند، به.
وأخرجه عبد بن حميد (1072) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به.
وأخرج عبد بن حميد (1077) من طريق أبان بن أبي عياش، عن أبي نضرة، عن جابر مرفوعاً "من توضأ يوم الجمعة فبها ونِعْمت، ومن اغتسل فهو أفضل". وإسناده ضعيف، أبان متروك.
وأخرج ابن خزيمة (1746) ، والطبراني في "الأوسط" (4279) من طريق محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً "الغسل يوم الجمعة واجب على كل مُحتلمٍ". وإسناده حسن.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8503) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (4466) ، وانظر تتمة الشواهد عند هذين الموضعين.=(22/167)
14267 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْبِذُ (1) لَهُ فِي سِقَاءٍ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ سِقَاءٌ، نُبِذَ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ بِرَامٍ "
قَالَ: " وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْجَرِّ، وَالْمُزَفَّتِ " (2)
__________
قوله: "على كل مسلم غسل" قال السندي: ظاهره الوجوب، وقد حمله العلماء على تأكيد الندب.
"كل جمعة" بالجر، على أنه بدل من "كل سبعة" أو بالنصب على أنه ظرف، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) و (س) : ينتبذ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان- وأبي الزبير، فهما من رجال مسلم، وأبو الزبير قد صرح بسماعه فيما سلف في مسند ابن عمر برقم (4914) وفيما سيأتي برقم (14289) و (15122) .
وأخرجه النسائي 8/310 من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الأول منه الطيالسي (1751) ، وابن أبي شيبة 8/140، ومسلم (1999) (61) ، وابن ماجه (3400) ، والنسائي 8/302، وأبو يعلى (1769) ، وابن حبان (5396) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص209 و210، والبغوي (3023) من طرق عن أبي الزبير، به- وفيه عند بعضهم زيادات.
وسيأتي هذا الشطر بالأرقام (14289) و (14499) و (15059) .
وأخرج الشطر الثاني منه النسائي 8/310 من طريق خالد بن الحارث، عن عبد الملك، به.
وسيأتي هذا الشطر بالأرقام (14843) و (14851) و (15060) و (15143) .=(22/168)
14268 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كُنَّا نَتَمَتَّعُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، حَتَّى نَهَانَا عُمَرُ أَخِيرًا " يَعْنِي النِّسَاءَ (1)
__________
= والحديث بشطريه سلف في مسند ابن عمر برقم (4914) ، وسيأتي برقم (15122) .
وفي باب الانتباذ في سِقاء وتور، عن ابن عباس، سلف برقم (3337) .
وعن عائشة، سيأتي 6/46-47.
وعن سهل بن سعد، سيأتي 3/498.
وفي باب النهي عن الانتباذ في الدباء والنقير ... الخ عن ابن عمر سلف برقم (4465) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "تَوْر": أي: إناء من "بِرام" بالكسر، أي: من حِجارة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العَرْزمي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الطحاوي 3/26 من طريق هشيم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وتحرف هشيم فيه إلى: هشام، ولفظه: كانوا يتمتعون من النساء، حتى نهاهم عمر.
وسيأتي الحديث من طريق ابن جريج، عن عطاء برقم (15073) .
وأخرج الدَّارقطني 3/243 من طريق يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن جابر قال: كنا ننكح على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على القبضة من الطعام. قلنا: ويعقوب بن عطاء ضعيف، وقد صح هذا اللفظُ عن جابر في نكاح المتعة، انظر ما سلف برقم (14182) .
قوله: "حتى نهانا عمر" قال السندي: أي: حين تَبين له نسخُ ذلك، وقد
خَفِيَ الناسخُ على ناس قبل ذلك، حتى أظهره عمر، والناسخ معلوم بلا شك.(22/169)
14269 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ (1) لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَزْرَعَهَا، أَوْ عَجَزَ عَنْهَا، فَلْيَمْنَحْهَا أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، وَلَا يُؤَاجِرْهَا " (2)
14270 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى لِمَنْ وُهِبَتْ لَهُ " (3)
14271 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً، فَلَهُ مِنْهَا - يَعْنِي أَجْرًا -، وَمَا أَكَلَتِ الْعَوَافِي مِنْهَا، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ " (4)
__________
(1) في (ظ4) : كان.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وسيتكرر الحديث برقم (15211) .وانظر (14242) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وانظر (14243) .
(4) حديث صحيح، واختلف على هشام بن عروة فيه، قال ابن عبد البر في "التمهيد" 22/280: اختلف فيه على هشام: فروته عنه طائفةٌ عن أبيه مرسلاً، وهو أصح ما قيل فيه إن شاء الله، وروته طائفةٌ عن هشام، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، وروته طائفةٌ عن هشام، عن وهب بن كيسان، عن جابر،=(22/170)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وروته طائفةٌ عن هشام، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع عن جابر، وبعضهم يقول فيه: عن هشام، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن جابر، وفيه اختلاف كثير.
قلنا: لكنَّ هشاماً متابعٌ في حديث جابر، فقد روى الحديث أيضاً أبو الزبير عن جابر، كما سيأتي برقم (14839) بلفظ حديثنا.
وحديث جابر أخرجه النسائي في "الكبرى" (5758) ، وابن حجر في "التعليق" 2/309-310 من طريق عباد بن عباد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1379) ، والنسائي (5757) ، وأبو يعلى (2195) ، والطبراني في "الأوسط" (4776) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/310 من طرق عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني، عن هشام بن عروة. به.
وقال الطبراني: لم يروه عن أيوب إلا عبد الوهاب.
وأخرجه ابن حبان (5205) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن هشام، به بإسقاط أيوب، وهو كذلك في "موارد الظمآن" (1136) ، و"إتحاف المهرة" 3/593! ولفظ الحديث عند الترمذي وابن حبان وابن حجر: "من أحيا أرضاً ميتة فهي له" بدل: "فله منها أجر" وسيأتي بهذا اللفظ عند المصنف برقم
(14636) من طريق حماد بن زيد، عن هشام، به.
وعلقه البخاري بصيغة التمريض في باب من أحيا أرضاَ مواتاً، من كتاب الحرث والمزارعة.
وسيأتي برقم (14361) و (14500) و (15081) من طريق هشام بن عروة، عن عبيد الله بن عبد الرحمن، عن جابر، بلفظ: "له بها أجر" في الموضعين الأَوَّلين، وفي الأخير بلفظ: "فهي له".
وأخرجه أبو داود (3073) ، والترمذي (1378) ، والنسائي في "الكبرى" (5761) ، والبيهقي 6/99 و142 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سعيد بن زيد مرفوعاً كلفظ حديث مالك الآتي.=(22/171)
14272 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَكْتُوبَةَ، نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (605) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/743، والشافعي 2/134، ويحيى بن آدم في "الخراج" (266) و (267) و (268) و (272) ، وأبو عبيد في "الأموال" (704) ، وابن أبي شيبة 7/74، وابن زنجويه في "الأموال" (1053) ، والنسائي في "الكبرى" (5762) ، والبيهقي 6/142 و143 من طرق عن هشام ابن عروة، عن أبيه عروة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا بلفظ: "من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وليس لعرق ظالمٍ حقٌ " قلنا: وتابع هشاماً عن عروة في إرساله غيرُ واحد انظر "سنن أبي داود" (3074) و (3075) و (3076) ، و"سنن البيهقي" 6/99 و142 وانظر ما سيأتي بالأرقام (14912) و (15088) و (15201) .
وفي باب من أحيا أرضاً فهي له عن سمرة بن جندب، سيأتي 5/12.
وعن عائشة، سيأتي 6/120، وهو في "صحيح البخاري" (2335) .
وعن عبد الله بن عمرو عند أبي يوسف في "الخراج" ص64.
وعن أبي أسيد عند يحيى بن آدم في "الخراج" (276) ، وإسناده ضعيف بمرة.
وعن عمرو المزني عند يحيى بن آدم (279) ، والطحاوي 3/268، وإسناده ضعيف.
وعن فضالة بن عبيد عند الطبراني في "الكبير" (823) ، وفي "مسند الشاميين" (288) ، وإسناده جيد إن صح سماع مكحول من فضالة.
قوله: "العوافي" جمع عافية، وهي الطيور والسباع الواردة لطلب الرزق.(22/172)
الْقِبْلَةَ " (1)
14273 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو مَذْكُورٍ أَعْتَقَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الرحمن: هو ابن ثوبان القرشي مولاهم المدني، وليس له عن جابر في "الصحيح" غير هذا الحديث. وسيأتي مكرراً برقم (14533) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/494 عن ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1798) ، والدارمي (1513) ، والبخاري (400) و (1099) ، والبيهقي 2/6 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، به، وفي حديث البخاري في الموضع الأول: حيث توجهت، بدل: نحو المشرق، وقال الطيالسي في حديثه: يصلى تطوعاً.
وأخرجه البخاري (1094) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، به. ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القِبْلةِ.
وأخرجه ابن الجارود (227) من طريق بشر بن بكر، وابن خزيمة (976) ، وابن حبان (2521) من طريق الوليد بن مسلم، وابن خزيمة (1263) من طريق محمد بن مصعب، ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وقال بشر بن بكر في حديثه: حيث توجهت به، بدل: نحو المشرق، وزاد الوليد بن مسلم في أول الحديث: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة فكان يصلي تطوعاً، ولفظ حديث محمد بن مصعب: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي حيث توجهت به راحلته، فإذا أراد المكتوبة أو الوتر، أناخ فصلى بالأرض، وقوله: أو الوتر، منكر، مما تفرد به محمد بن مصعب هذا- وهو ابن صدقة القَرْقَسائي-، وهو ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد.
وسيأتي من طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير برقم (15038) .
وانظر ما سلف برقم (14156) .(22/173)
غُلَامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ: يَعْقُوبُ، عَنْ دُبُرٍ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَدَعَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَنْ يَشْتَرِيهِ، مَنْ يَشْتَرِيهِ؟ " فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّحَّامُ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، وَقَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فَقِيرًا، فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ، وَإِنْ كَانَ فَضْلٌ، (1) فَعَلَى عِيَالِهِ، وَإِنْ كَانَ فَضْلٌ، (1) فَعَلَى ذِي (2) قَرَابَتِهِ - أَوْ قَالَ: عَلَى ذِي (2) رَحِمِهِ -، وَإِنْ كَانَ فَضْلٌ، (1) فَهَاهُنَا، وَهَاهُنَا " (3)
__________
(1) لفظة "فضل" جاءت في المواضع الثلاثة من أصولنا الخطية وبعض مصادر التخريج "فضلاً" بالنصب، والجادة ما أثبتناه، فإن "كان" هنا تامة، والله تعالى أعلم.
(2) لفظة "ذي" جاءت في الموضعين في (م) و (س) : ذوي.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي
الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالتحديث في بعض المصادر التي خرَّجت الحديث. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه أبو داود (3957) ، ومن طريقه البيهقي 10/309- 310 عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (997) ، والنسائي 7/304، وابن خزيمة (2445) و (2452) ، والبيهقي 10/310 من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه عبد الرزاق (16681) ، وابن حبان (3342) و (4932) و (4934) من طرق عن أيوب السختياني، به.
وأخرجه الشافعي 2/68-69، ومسلم (997) وص 1289 (59) ، والنسائي 5/69- 70 و7/304، والطحاوي في "المشكل" (4932) ، والبيهقي 10/309 من طريق الليث بن سعد، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه الشافعي 2/69، والحميدي (1222) ، والبيهقي 10/308-309=(22/174)
14274 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى أَتَى سَرِفَ، وَهِيَ تِسْعَةُ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ " (1)
__________
= من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، به. وقرن سفيانُ بأبي الزبير عمرَو ابنَ دينارِ، ولم يذكر سفيان في حديثه قوله: "إذا كان أحدكم فقيراً ... الخ".
وأخرجه الشافعي 2/68-69، والطيالسي (1748) ، ومن طريقه البيهقي 10/310 عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، به. وتحرف حماد في مطبوع الطيالسي إلى: هشام.
وأخرجه الشافعي 2/68، ومن طريقه البيهقي 10/309 من طريق ابن جريج، والطحاوي (4933) ، والخطيب 7/49، وابن حبان (3339) من طريق عزرة بن ثابت، وأبو يعلى (2167) من طريق حبيب، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2720) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4931) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2427) من طريق زهير بن معاوية، والطحاوي (4932) من طريق ابن لهيعة، خمستهم عن أبي الزبير، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وسيأتي برقم (14970) من طريق أبي الزبير، وبنحوه سيأتي برقم (14987) من طريق مجاهد، عن جابر. وانظر (14215) في بيع المدبر فقط.
وانظر ما سيأتي برقم (14531) .
وفي باب الصدقة على النفس والعيال عن أبي هريرة، سلف برقم (7419) .
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير الأجلح -وهو ابن عبد الله الكندي- فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن، وهو صدوق، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- لم يصرح بسماعه من جابر عند أحد ممن=(22/175)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= خرَّج هذا الحديث.
وأخرجه عبد الرزاق (4432) عن إبراهيم بن يزيد الخوزي، وأبو داود (1215) ، والنسائي 1/287، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، والدارقطني كما في "التمهيد" 12/207، والبيهقي 3/164، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/206 من طريق مالك بن أنس، كلاهما عن أبي الزبير، بهذا الإسناد- دون ذكر المسافة بين مكة وسَرِف، وقلب إبراهيم بن يزيد متن الحديث، فجعل إتيانه من سرف إلى مكة، ويزيد متروك الحديث.
وسيأتي الحديث مقلوباً كذلك من طريق الحجاج بن أرطاة، عن أبي الزبير برقم (15074) .
وفي حديث ابن لهيعة عن أبي الزبير أنه قال: سألت جابراً: هل جمع رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المغرب والعشاء؟ قال: نعم، زمان غزونا بني المُصطَلق.
وسيأتي برقم (14749) .
وأخرج ابن حبان (1590) من طريق قرة بن خالد، عن أبي الزبير، عن جابر قال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر.
ورجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن أبا الزبير لم يصرًح بالسماع.
وأخرج ابن أبي شيبة 2/456 من طريق علي بن مسهر، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر، قال: جمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. وابن أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ.
وأخرج عبد بن حميد (1130) عن يعلى بن عبيد، عن أبي بكر المدني، عن جابر قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجمع بين الصلاتين الأولى والعصر في السفر. وإسناده ضعيف، أبو بكر المدني: هو الفضل بن مبشر، وهو ضعيف.
وأخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، وابن عبد البر
12/217 من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: جمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء للرخص من غير=(22/176)
14275 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ الْمَكْتُوبَاتِ، كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ بِبَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ " (1)
__________
= خوف ولا علة.
وفي باب الجمع في السفر عن ابن عمر، سلف برقم (4472) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "فلم يصل" قال السندي: أي المغرب.
"حتى أتى سرف" بفتح فكسر، وهذا الحديث صريح في جواز تأخير المغرب إلى وقت العشاء، إذ لا يمكن الوصول إلى سرف مع بقاء وقت المغرب في العادة.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري متابعةً، وهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه عبد بن حميد (1014) ، والدارمي (1182) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (87) و (90) ، وأبو يعلى (2292) ، وأبو عوانة 2/21، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4963) و (4964) ، وابن حبان (1725) ، والبيهقي 3/63، والبغوي (343) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق الأعمش برقم (14408) و (14853) .
وأخرجه المروزي (89) من طريق أبي معاوية، و (91) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن عبيد بن عمير، مرسلاً.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8924) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "مثل الصلوات الخمس" قال السندي: في إزالة الذنوب. "كمثل نهر" في إزالة الدرن (وهو الوسخ) ، وظاهره عموم المحو للصغائر والكبائر،=(22/177)
14276 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلَا يَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ الْكَلْبِ " (1)
14277 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سِرْتُمْ فِي الْخِصْبِ، فَأَمْكِنُوا الرِّكَابَ أَسْنَانَهَا، وَلَا تُجَاوِزُوا الْمَنَازِلَ، وَإِذَا
__________
= وأهل العلم خصَه بالصغائر. قلنا: قد جاء في حديث أبي هريرة السالف برقم (8715) : إن الصلوات الخمس تكفر ما بينهما ما اجتنبت الكبائر، وهو حديث صحيح.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه ابن خزيمة (644) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
ووقع فيه: "افتراش السَّبُع" بدل: "الكلب".
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/258 و259، وأبو يعلى (2008) و (2285) ، وابن خزيمة (644) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3098) ، وابن حبان في كتاب "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 3/182 والطبراني في "الأوسط" (1613) و (1752) و (4480) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/365 من طرق عن سليمان الأعمش، به. ووقع في الحديث عند ابن خزيمة: "افتراش السبع" بدل: "الكلب".
وسيأتي من طريق الأعمش برقم (14381) و (15178) .
وانظر الحديث السالف برقم (14138) .
ومعنى الحديث: أن لا يَبْسُطَ ذراعيه في السجود كما يَبْسُطُ الكلبُ والسَّبُعُ ذراعيه، بل يرفعهما عن الأرض. "شرح السنة" 3/143، و"النهاية" 3/429-430.(22/178)
سِرْتُمْ فِي الْجَدْبِ، فَاسْتَجِدُّوا (1) ، وَعَلَيْكُمْ بِالدَّلْجِ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ، وَإِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلَانُ، فَبَادَرُوا (2) بِالْأَذَانِ، وَإِيَّاكُمْ وَالصَّلَاةَ عَلَى جَوَادِّ (3) الطَّرِيقِ، وَالنُّزُولَ عَلَيْهَا، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ، وَالسِّبَاعِ، وَقَضَاءِ الْحَاجَةِ، فَإِنَّهَا الْمَلَاعِنُ " (4)
__________
(1) في (ظ 4) : فاستنجدوا.
(2) في (م) و (س) : فنادوا.
(3) في (ظ 4) : جوانب، وكتب على هامشها: جواد.
(4) صحيح لغيره دونَ قوله: "وإذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان" ورجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من جابر.
هشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي.
وأخرجه عبد الرزاق (9247) ، وابن خزيمة (2549) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (523) من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (329) ، وابن خزيمة (2548) من طريق سالم، عن الحسن، به. ورواية ابن ماجه مختصرة بآخره.
وسيأتي برقم (15091) عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان.
وأخرجه البزار (3129- كشف الأستار) من طريق يونس بن عبيد، وابن عدي في "الكامل" 5/1760 من طريق عمرو بن عبيد، كلاهما عن الحسن البصري، عن سعد بن أبي وقاص، قال: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا تغولت لنا، أو إذا رأينا الغول ننادي بالأذان. وقال البزار عقبه: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع الحسن من سعد شيئاً.
ويشهد له دون قصة الغيلان: حديث أنس عند أبي داود (2571) ، والبزار (1694) و (1696) ، وابن خزيمة (2555) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (113) ، وانظر تمام تخريجه فيه، وهو حديث صحيح.
وثان من حديث أبي هريرة عند مسلم (1926) ، وقد سلف في مسنده برقم (8442) .=(22/179)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وثالث من حديث ابن عباس عند البزار (1695) ، وسنده حسن.
ورابع من حديث معدان أبي خالد عند الطبراني في "الكبير" 8/19، ورجاله رجال الصحيح.
ويشهد لقصة الغيلان حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (7432) ، وإسناده ضعيف بمرة.
قوله: "في الخِصْب"، قال السندي: بكسر خاء معجمة: كثرة العُشْب والرعي.
" فأَمكِنوا"، أي: مكنُوا.
"الركاب"، أي: الإبل.
"أسنانَها" جمع سنن، وهو بدل من الركاب، أي: مكنوا أسنانها من الرعي والأكل، أي: دعوها ساعة فساعة حتى ترعى، وقيل: الأسنان جمع "سِن" بمعنى ما تأكله الإبل وترعاه من العشب، فإن السن يطلق عليه، فالمراد بالأسنان: المرعى، والمعنى: أَمكِنوا الإبل من مرعاها.
"الجَدْب" القحط وزناً ومعنىً.
"فاستَجِدوا"، أي: اجتهدوا في السير، وأسرعوا فيه. قلنا: ووقع في رواية ابن خزيمة (2548) : فانجوا، وفي الأخرى (2549) : فاستنجوا، وهذه الأخيرة ستأتي عند المصنف برقم (15091) . ومعناه: اطلبوا النجاة.
"بالدُّلج" بضم ففتح: جمع دُلْجة، كظُلَم جمع ظُلْمة، والدُّلْجة: السير بالليل أو آخره، والأول أنسبُ بالحديث، حيث قال: "فإن الأرض تطوى بالليل" من غير فرق بين أوله وآخره.
"تغوَّلت"، أي: تلونت وظهرت في ألوان مختلفة وصور شتى.
"الغيلان" سحرة الجن تفتن الناس بالإضلال عن الطرق.
"بالأذان" دفعاً لشرها، فإن الشياطين تتفرق عند الأذان.
"على جوادَّ الطريق" بتشديد الدال، جمع جادة بالتشديد، وهي معظم الطريق.=(22/180)
14278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ "، قَالَ جَعْفَرٌ: قَالَ أَبِي: " وَقَضَى بِهِ عَلِيٌّ بِالْعِرَاقِ "، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: (1) " كَانَ أَبِي قَدْ ضَرَبَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: وَلَمْ يُوَافِقْ أَحَدٌ الثَّقَفِيَّ (2) عَلَى جَابِرٍ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَرَأَهُ عَلَيَّ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ صَحَّ " (3)
__________
"الملاعن" المحالّ الجالبة للعن على صاحبها، فإن العادة جرت بلعن من يقضي الحاجة في الطرق سواء جاز لعنه شرعاً أم لا.
(1) هو عبد الله بن الإمام أحمد.
(2) في (ظ4) : ثم لم يوافَق الثقفي.
(3) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : هو صح، بزيادة "هو".
والحديث إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر- وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن ماجه (2369) ، والترمذي (1344) ، وابن الجارود (1008) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/144-145، والدارقطني 4/212، والبيهقي 10/170، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/136 من طريق عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في الأيمان والنذور كما في "إتحاف المهرة" 3/340، والبيهقي 10/170، وابن عبد البر 2/138 من طريق إبراهيم بن أبي حية، والطبراني في "الأوسط" (7345) ، وابن عبد البر 2/135 من طريق عبيد الله بن عمر، وابن عبد البر 2/136-137 من طريق يحيى بن سليم، و137 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن رداد، أربعتهم عن جعفر بن محمد، به.
وأخرجه ابن عبد البر 2/134 من طريق عثمان بن خالد المدني، عن=(22/181)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مالك، عن جعفر بن محمد، به. وقال: هكذا حدَّث به عثمان بن خالد، عن مالك مسنداً، والصحيح فيه عن مالك أنه مرسل في روايته. وقد تابع عثمانَ ابن خالد إسماعيلُ بن موسى الكوفي فرواه أيضاً عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/721، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الأيمان والنذور، والطحاوي 4/145، والبيهقي 10/169، وأخرجه ابن أبي شيبة 14/225، والطحاوي 4/145 من طريق سفيان الثوري، والترمذي (1345) ، والبيهقي 10/169 من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة، والبيهقي 10/169 من طريق يحيى بن أيوب، والبيهقي 10/169 من طريق ابن جريج، خمستهم (مالك والثوري وإسماعيل ويحيى وابن جريج) عن جعفر ابن محمد، عن أبيه مرسلاً، ولم يذكروا جابراً.
قلنا: وقد رجح الإرسالَ الترمذيُّ وأبو عوانة الإسفراييني وابن عبد البر، لكن قال الدارقطني في كتابه "العلل"- فيما نقله الزيلعي في "نصب الراية" 4/100-: كان جعفر بن محمد ربما أرسل هذا الحديث، وربما وصله عن جابر، لأن جماعة من الثقات حفظوه عن أبيه، عن جابر، والقول قولهم،
لأنهم زادوا، وهم ثقات.
وأخرجه الدارقطني 4/212 من طريقين عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً. قلنا: ومحمد بن علي لم يسمع من جده علي ابن أبي طالب كما نص عليه غيرُ واحد من الأئمة.
وأخرجه الدارقطني- كما في "التمهيد" 2/137-138- من طريق محمد بن عبد الرحمن بن رَدَّاد، و138 من طريق ابن ردادِ أيضاً عن مالك، كلاهما (ابن رداد ومالك) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب. قلنا: ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد، قال أبو حاتم الرازي: ذاهب الحديث ليس بقوي، ولينه أبو زرعة الرازي.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (1712) ، وقد سلف=(22/182)
14279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ (1) يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ، وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ هَدْيٌ إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَطَلْحَةَ، وَكَانَ عَلِيٌّ قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ وَمَعَهُ الْهَدْيُ، فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، وَيَطُوفُوا (2) ، ثُمَّ يُقَصِّرُوا، وَيَحِلُّوا إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ، فَقَالُوا: نَنْطَلِقُ إِلَى
__________
= برقم (2224) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "قضى باليمين مع الشاهد" قال السندي: حال من اليمين، أي: قضى باليمين حال كونه مع الشاهد الواحد، أي أنَّ المدَّعِي عجز عن الشاهد الآخر، فقضى بيمينه مع الشاهد الواحد، وجعل يمينه بمنزلة الشاهد الثاني.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/153: ولم يأت عن أحد من الصحابة أنه أنكر اليمين مع الشاهد، بل جاء عنهم القول به، وعلى القول به جمهور التابعين بالمدينة، سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وعروة وسالم، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعُبيد الله بن عبد الله،
وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار، وعلي بن حسين، وأبو جعفر محمد بن علي، وأبو الزناد وعمر بن عبد العزيز، وبه قال مالك وأصحابه والشافعي وأتباعه، وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد وأبو ثور وداود بن علي وجماعة أهل الأثر.
وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري والأوزاعي: لا يقضى باليمين مع الشاهد الواحد، وهو قول عطاء والحكم بن عتيبة وطائفة. وانظر تمام البحث فيه.
(1) تحرفت في (ظ 4) و (ق) إلى: حسين.
(2) في (م) و (س) و (ق) : ويطوفوا، بزيادة الواو.(22/183)
مِنًى، وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ (1) مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، (2) مَا أَهْدَيْتُ، وَلَوْلَا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ "، وَأَنَّ عَائِشَةَ حَاضَتْ، فَنَسَكَتْ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنَّهَا لَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا طَهُرَتْ طَافَتْ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَنْطَلِقُونَ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَأَنْطَلِقُ بِالْحَجِّ؟ فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الْحَجِّ فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَأَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَقَبَةِ وَهُوَ يَرْمِيهَا، فَقَالَ: أَلَكُمْ هَذِهِ خَاصَّةً يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، بَلْ لِلْأَبَدِ " (3)
__________
(1) في (م) و (س) : أستقبل.
(2) في (م) : أستدبر.
(3) إسناده قوي، رجاله رجال الشيخين.
وأخرجه البيهقي 5/4 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1789) ، ومن طريقه البيهقي 5/3-4 عن أحمد ابن حنبل، به- دون قصة عائشة وسراقة.
وأخرجه البخاري (1651) و (1785) ، وابن خزيمة (2785) من طريق عبد الوهاب الثقفي، به- رواية ابن خزيمة مختصرة جداً.
وأخرجه البخاري (7230) ، والبيهقي 5/40 و95 من طريق يزيد بن زريع، عن حبيب المعلم، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4231) من طريق ابن جريج، عن عطاء وأبي الزبير، عن جابر- واقتصر على قصة عائشة.=(22/184)
14280 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ رَوْحٌ ابْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِوَرِكِهِ - أَوْ ظَهْرِهِ - " (1)
__________
= وسيأتي الحديث دون قصة قدوم علي بالهدي برقم (14942) من طريق معقل بن عبيد الله عن عطاء. وانظر و (14238) .
ولإهلال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر ما سيأتي برقم (14380) .
وستأتي قصة عائشة وحدها مطولة برقم (14322) من طريق أبي الزبير عن جابر.
وستأتي أيضاً من حديث عائشة نفسها في مسندها 6/34.
قوله: "ألكم هذه خاصة" قال السندي: أي: العمرة في أيام الحج، وقيل: هذه الفعلة التي هي فسخ إحرام الحج بالعمرة، والجمهور على الأول، وأحمد على الثاني.
وعبد الرحمن الذي خرج مع عائشة إلى التنعيم: هو أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قطن- وهو عمرو بن الهيثم بن قطن- وأبي الزبير- وهو محمد بن مسلم- فمن رجال مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر.
هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه الطيالسي (1747) ، وأبو داود (3863) ، والنسائي في "الكبرى" (3831) ، وابن خزيمة (2660) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 3/528، والبيهقي 9/339- 340 و340 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3082) ، وابن خزيمة (2661) من طريق ابن خثيم عن أبي الزبير، به.=(22/185)
14281 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِقَلِيلٍ - أَوْ بِشَهْرٍ -: " مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ - أَوْ مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ الْيَوْمَ مَنْفُوسَةٍ - يَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ حَيَّةٌ " (1)
__________
= وسيأتي عن أبي قطن وكثير بن هشام برقم (15097) .
وسيأتي من طريق أبي الزبير بالأرقام (14857) و (14908) .
ويشهد له حديث ابن عباس في "الصحيحين ": أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وهو محرمٌ. وانظر ما سلف في مسنده برقم (1849) .
قوله: "من وَثءٍ" قال السندي: بفتح واوِ وسكون مثلثة آخره همزة، والعامة تقول بالياء، وهو غلط، وَجَع يُصيب اللحم لا يبلغ العظم، أو يصيبُ العظم من غير كسر.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرةِ -وهو المنذر بن مالك بن قطعة- فمن رجال مسلم. سليمان التيمي: هو ابن طرْخان.
وأخرجه مسلم و (2538) (218) ، والحاكم 4/499 من طريق المعتمر بن
سليمان، عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم و (2538) (220) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (375) و (376) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/127 من طريق سالم ابن أبي الجعد، والحاكم 4/499 من طريق وهب بن منبه، كلاهما عن جابر.
وسيأتي الحديث من طريق أبي نضرة برقم (15056) .
وسيأتي من طريق أبي سفيان برقم (14372) ، ومن طريق الحسن برقم (14493) ، ومن طريق أبي الزبير برقم (14451) ، ومن طريق عبد الرحمن بن آدم صاحب السقاية برقم (15057) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5617) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(22/186)
14282 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ - أَوْ قَالَ: إِلَى جِذْعٍ -، ثُمَّ اتَّخَذَ مِنْبَرًا "، قَالَ: " فَحَنَّ الْجِذْعُ "، قَالَ جَابِرٌ: " حَتَّى سَمِعَهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، حَتَّى أَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ لَمْ يَأْتِهِ لَحَنَّ أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
14283 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ح وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، الْمَعْنَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: -: " إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (1417) عن أبي بشر بكر بن خلف، عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6508) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان بن طَرْخان التيمي، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5207) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (305) من طريق العلاء بن مسلمة البصري، عن شيبة أبي قلابة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، به. وفيه زيادة. وهذا إسناد ضعيف، لجهالة العلاء ابن مسلمة البصري وشيخه، وأما ما وقع للحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/398 من أن العلاء بن مسلمة هذا هو الرَّوَّاس وأنه متروك، فوهمٌ منه رحمه الله، إذ هو
العلاء بن مسلمة الهذلي البصري كما جاء مصرحاً به عند الطبراني وأبي نعيم، وأما الرَّوَّاس ذاك فآخر، وهو بغدادي كما في مصادر ترجمته لا بصري.
وانظر ما سلف برقم (14119) .(22/187)
الْكِلَابِ، وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ، فَإِنَّهَا تَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَقِلُّوا الْخُرُوجَ إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ، فَإِنَّ اللهَ يَبُثُّ فِي لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ مَا شَاءَ، وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ، وَغَطُّوا الْجِرَارَ، وَأَكْفِئُوا الْآنِيَةَ "، قَالَ يَزِيدُ: وَأَوْكُوا الْقِرَبَ (1)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له أهل السنن، وقرنه مسلم بغيره، وقد صرح بالتحديث في بعض مصادر التخريج. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.
وأخرجه أبو يعلى (2221) ، والحاكم 4/283-284، والبغوي (3060) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1157) ، وابن حبان (5517) من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، والبخاري في "الأدب المفرد" (1234) من طريق أحمد بن خالد، وأبو داود (5103) من طريق عبدة، وابن خزيمة (2559) من طريق جرير، أربعتهم عن محمد بن إسحاق، به. ورواية جرير مختصرة: "أقلوا الخروج إذا هَدأت الرجل، إن الله يبث في ليله من خلقه ما شاء".
وأخرجه مختصراً البخاري في "الأدب المفرد" (1233) ، وأبو داود (5104) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (942) من طريق سعيد بن زياد، عن جابر. وإسناده ضعيف لجهالة سعيد بن زياد.
وانظر ما سلف برقم (14228) ، وما سيأتي برقم (14830) .
وفي باب التعوذ من صوت الحمير عن أبي هريرة سلف برقم (8064) .
قوله: "هدأت الرجل" قال السندي: بهمزة بعد الدال أي: بعد انقطاع الأرجل عن المشي في الطريق ليلاً.
"يبث" من البث بتشديد المثلثة، أي: ينشر.(22/188)
14284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَوُعِكَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَقِلْنِي، فَأَبَى، ثُمَّ أَتَاهُ، (1) فَقَالَ: أَقِلْنِي، فَأَبَى، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: خَرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَتَنْصَعُ طَيِّبَهَا " (2)
__________
(1) في (م) : ثم أتاه فأبى، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو في "موطأ مالك" 2/886، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (7209) و (7211) و (7322) ، ومسلم (1383) ، والترمذي (3920) ، والنسائي 7/151، والطحاوي في "شرح المشكل" (1730) ، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 3/547، وابن حبان (3732) و (3735) ، والبغوي (2015) .
وأخرجه الطيالسي (1714) عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، به.
وأخرجه أبو يعلى (2174) من طريق أبي الزبير، عن جابر.
وسيأتي من طريق محمد بن المنكدر بالأرقام (14300) و (14937) و (15217) .
وانظر ما سلف (14112) ، وما سيأتي برقم (15132) و (15233) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7232) .
قوله: "فوُعِك" على بناء المفعول، أي: أخذته الحُمى.
وقوله: "أَقِلْني، فأبى"، قال النووي في "شرح مسلم" 9/155: قال العلماء: إنما لمْ يُقِلْهُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيعتَه، لأنه لا يجوز لمن أسلم أن يترك الإسلام، ولا لمن هاجَرَ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمقام عنده أن يترك الهجرةَ ويذهب إلى وطنه أو غيره، قالوا: وهذا الأعرابي كان ممن هاجر، وبايع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على=(22/189)
14285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَاحْتَسَبَهُمْ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: " وَاثْنَانِ "، قَالَ مَحْمُودٌ: فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: أَرَاكُمْ لَوْ قُلْتُمْ وَاحِدًا، لَقَالَ: وَاحِدٌ، (1) قَالَ: " وَأَنَا وَاللهِ أَظُنُّ ذَاكَ " (2)
__________
= المقام معه. وانظر "الفتح" 13/200.
والكِير: جهاز يستعمله الحداد وغيره للنفخ في النار لإشعالها.
والخَبَث: الوسخ الذي تخرجه النار عند النفخ عليها.
ويَنْصَع: من النصوع، وهو الخُلوص، والمعنى أنها إذا نَفَت الخبثَ تميز الطَّيبُ واستقر فيها.
قال السندي: قيل: يحتمل أن يكون هذا في زمنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي آخر الزمان حين خروج الدجال حين ترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج منها كل كافر ومنافق إلى الدجال، ويحتمل أن يكون في أزمنة متفرقة.
(1) في (م) ونسخة في (س) في الموضعين: وواحد.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له أهل السنن. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (146) ، وابن حبان (2946) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر هذه الشواهد عند حديث ابن مسعود، السالف برقم (3554) .(22/190)
14286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً ثَلَاثَ مِائَةٍ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَنَفِدَ زَادُنَا، فَجَمَعَ أَبُو عُبَيْدَةَ زَادَهُمْ، فَجَعَلَهُ فِي مِزْوَدٍ، فَكَانَ يَقُوتُنَا (1) حَتَّى كَانَ يُصِيبُنَا كُلَّ يَوْمٍ تَمْرَةٌ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَمَا كَانَتْ تُغْنِي عَنْكُمْ تَمْرَةٌ؟ قَالَ: قَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ ذَهَبَتْ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّاحِلِ، فَإِذَا حُوتٌ مِثْلُ الظَّرِبِ (2) الْعَظِيمِ، قَالَ: فَأَكَلَ مِنْهُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ثَمَانِيَ (3) عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلَاعِهِ (4) فَنَصَبَهُمَا، ثُمَّ أَمَرَ بِرَاحِلَةٍ فَرُحِلَتْ، فَمَرَّتْ تَحْتَهُمَا، (5) فَلَمْ يُصِبْهَا شَيْءٌ " (6)
__________
(1) في (م) : يقيتنا.
(2) المثبت من (م) ونسخة في (س) ، وهو كذلك في "الموطأ"، وفي الأصول: الظراب.
(3) المثبت من نسخة في (س) ومن مصادر التخريج، وفي الأصول: ثمان.
(4) المثبت من (م) و (س) ، وفي (ظ 4) و (ق) : أضلاعها.
(5) المثبت من (م) ومصادر التخريج، وفي الأصول: تحتها.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو في "موطأ" مالك 2/930، ومن طريقه أخرجه البخاري (2483) و (4360) ، ومسلم (1935) (21) ، والنسائي في "الكبرى" (8792) ، وابنْ حبان (5262) ، والبيهقي 9/252، والبغوي (2806) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (8666) ، والبخاري (2983) ، ومسلم (1935) (20) ، وابن ماجه (4159) ، والترمذي (2475) ، والنسائي 7/207،=(22/191)
14287 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، أَنَّهُ: سَمِعَ يَحْيَى، ح وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، الْمَعْنَى، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ، أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قَالَ يَحْيَى: فَقُلْتُ: لِأَبِي سَلَمَةَ: أَوْ اقْرَأْ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا، أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، فَقُلْتُ: أَوْ اقْرَأْ؟ فَقَالَ جَابِرٌ: أُحَدِّثُكُمْ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي، نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ أَمَامِي، وَخَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ، فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ "، قَالَ الْوَلِيدُ فِي حَدِيثِهِ: " فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ، فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ "، وَقَالَا فِي حَدِيثِهِمَا: " فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي، فَدَثَّرُونِي، وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً، فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ
__________
= والبغوي (2805) من طريق هشام بن عروة، ومسلم (1935) (21) ، والبيهقي 9/252 من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عن وهب بن كيسان، به- وقع في إسناد الترمذي في بعض النسخ: عن هشام بن عروة عن أبيه عن وهب، بزيادة "عن أبيه"، وهو خطأ نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" 2/385.
وانظر ما سلف برقم (14256) .
قوله: "يقُوتُنا" قال السندي: من قات فلان أهله تقُوتهم، أي يعطينا قدر القوت.
"الظرِب": الجبل الصغير.(22/192)
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 2] ، (1)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو.
وأخرجه مسلم (161) (257) ، والطبري 29/143، وأبو عوانة 1/115، وابن حبان (35) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص295 من طريق الوليد ابن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4922) ، والطبري 29/143، وأبو عوانة 1/114- 115 من طريق وكيع، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11632) ، وأبو يعلى (1948) ، وأبو عوانة 1/113-114 و114، والبيهقي في "الدلائل" 2/155- 156 من طرق عن الأوزاعي، به.
وأخرجه مسلم (161) (258) من طريق عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك، به.
وأخرجه الطيالسي (1687) ، والبخاري (4923) و (4924) ، وأبو عوانة 1/114 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/312، والنسائي في "الكبرى" (11633) من طريق شيبان النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن جابر.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/312-313 من طريق شيبان أيضاً، عن يحيى، عن إبراهيم قوله.
وقال المزي في "التحفة" 2/165 عن طريق أبي سلمة: هو المحفوظ.
وسيأتي من طريقه بالأرقام (14288) و (14483) و (15033) و (15035) و (15214) .
قوله: "أُنزل قبلُ" قال السندي: بالضم، أي: قبل غيره، والمراد: أُنزل أولاً.
"جاورت" أي: أقمت.=(22/193)
14288 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ؟ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي، نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ (1) الْوَادِي فَنُودِيتُ "، فَذَكَرَ أَيْضًا قَالَ: " فَنَظَرْتُ فَوْقِي فَإِذَا أَنَا بِهِ قَاعِدٌ (2) عَلَى عَرْشٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجُئِثْتُ مِنْهُ، فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي (3) "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
= "فإذا هو على العرش" أي: الملَك الذي جاءني بحراء حين نزلت (اقرأ) .
قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" بعد سياقه لرواية الزهري عن أبي سلمة في الصحيح، وهي الآتية برقم (14483) : وهذا السياق هو المحفوظ، وهو يقتضي أنه نزل الوحيُّ قبل هذا، لقوله: "فإذا الملَك الذي جاءني بحراء" وهو جبريل حين أتاه بقوله تعالى: (اقرَأ بِاسْمِ ربك) ثم إنه حصل بعد هذا فَتْرة، ثم نزل المَلكُ بعد هذا، ووجه الجمع أن أول شيء نزل بعد فترة الوحي هذه السورة.
(1) في (م) ونسخة في (س) : فاستبطنت بطن الوادي.
(2) في (م) : فإذا هو قاعد.
(3) في (ظ4) : زملوني.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان العطار- وهو ابن يزيد- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً.
وأخرجه أبو عوانة 1/114 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1949) ، وابن حبان (34) من طريق هدبة بن خالد، عن أبان، به.
وسيتكرر الحديث برقم (15214) . وانظر الحديث السالف.=(22/194)
14289 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ، " كَانَ يُنْبَذُ (1) لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِقَاءٍ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ سِقَاءٌ، فَتَوْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ " (2)
14290 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، فَقَالَ: " اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ " (3)
__________
= قوله: "فجُئِثْت" قال السندي: على بناء المفعول بجيم وهمز ومثلثة، أي فَزِعتُ. قلنا: وفي بعض الروايات: فَجُثِثْتُ، وهو المعنى نفسه.
(1) في (م) و (س) : ينتبذ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم-.
وأخرجه الشافعي 2/95، والحميدي (1283) ، والبغوي (3029) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5413) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، به.
وانظر (14267) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، وقد صرح أبو الزبير بالتحديث فيما سيأتي مكرراً برقم (15079) .
وأخرجه الحميدي (1284) ، وأبو يعلى (2114) ، والطحاوي 4/130 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث رافع بن رفاعة، سيأتي 4/341.
وآخر من حديث محيَّصة بن مسعود، سيأتي 5/435.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7976) في النهي عن كسب الحجَّام.
قوله: "ناضحك": هو البعير الذي يُستعمل لسقاية الزرع، قال السندي:=(22/195)
14291 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ، دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقِ اللهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ " (1)
__________
= أي: لا تستعمله في طعامك ونحوه، واستعمله في علف دوابك، وبهذا يقول أحمد، وحمله غيره على التنزيه أو النسخ، والله تعالى أعلم.
قلنا: وقد ثبت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وأعطى الحجامَ أجره، انظر ما سلف في حديث ابن عباس برقم (2155) . وانظر "شرح معاني الآثار" 4/132.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الشافعي 2/147، والحميدي (1720) ، وابن أبي شيبة 6/239، ومسلم (1522) ، وابن ماجه (2176) ، والترمذي (1223) ، وابن الجارود (574) ، وأبو يعلى (1839) ، والطحاوي 4/11، وابن حبان (4964) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 7/256 من طريق ابن جريج، وابن حبان (4960) من طريق سفيان الثوري، والبيهقي 5/347 من طريق عبد الملك بن عمير، ثلاثتهم عن أبي الزبير، به. ولفظه عند البيهقي: "دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض، فإذا استَنْصَح أحدُُكم أخاه فلينصحه".
وسيأتي بالأرقام (14340) و (15141) و (15142) و (15220) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (10235) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "لا يبيع حاضر لباد" قال ابن الأثير في "النهاية" 1/398-399: الحاضر: المقيم في المدن والقرى، والبادي: المقيم بالبادية. والمنهي عنه أن يأتي البدويُّ البلدةَ ومعه قُوت يبغي التسارعَ إلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحَضَري: اتركه عندي لأغاليَ في بيعه، فهذا الصنيع مُحرم، لما فيه من
الإضرار بالغير، والبيع إذا جرى مع المغالاة منعقدٌ. وهذا إذا كانت السلعة مما تَعُمُّ الحاجةُ إليها كالأقوات، فإن كانت لا تَعُمُّ، أو كثر القوت واستغني عنه،=(22/196)
14292 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّكُمْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، أَوْ نَخْلٌ، فَلَا يَبِيعُهَا حَتَّى يَعْرِضَهَا عَلَى شَرِيكِهِ " (1)
14293 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ
__________
ففي التحريم تردُّدٌ، يعوَّل في أحدهما على عموم ظاهر النهي، وحسم باب الضرر. وفي الثاني على معنى الضرر وزواله. وقد جاء عن ابن عباس أنه سئل عن معنى "لا يبع حاضر لباد" فقال: لا يكون له سمساراً.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالتحديث عند غير المصنف.
وأخرجه الحميدي (1272) ، وابن ماجه (2492) ، والنسائي 7/319- 320، وأبو يعلى (1835- مكرر) ، وابن الجارود (641) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (14403) ، وابن أبي شيبة 7/168 من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، به- وزاد في آخره: "فإن شاء أخذه، وإن شاء تركه".
وأخرج النسائي 7/321 من طريق حسين بن واقد، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشفعة والجِوار.
وسيأتي الحديث من طريق أبي الزبير بالأرقام (14326) و (14339) و (14403) و (15095) و (15279) .
وانظر ما سلف برقم (14157) .
قوله: "فلا يبيعها" بإثبات الياء، وهو نفي بمعنى النهي، قال السندي: هذا صريح في أنه لا ينبغي للبائع أن يبيع بلا عَرْض للبيع على الشفيع.(22/197)
عُنُقِي ضُرِبَتْ، قَالَ: " لِمَ يُحَدِّثُ أَحَدُكُمْ بِلَعِبِ الشَّيْطَانِ؟ " (1)
14294 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ، فَقَالَ: لَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرَّح أبو الزبير بالتحديث فيما سيأتي برقم (15110) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/57، والحميدي (1286) ، وأبو يعلى (1840) و (1858) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق أبي الزبير برقم (14779) و (15110) ، ومن طريق أبي سفيان عن جابر برقم (14383) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8763) .
قوله: "لم" قال السندي: بكسر اللام للسؤال عن العلة، والمراد ها هنا الإنكار، أي: لا ينبغي ذكْرُ أمثال هذه الرؤيا، فإنها من لَعِبِ الشيطان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وابن المنكدر: هو محمد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/368، وابن أبي شيبة 11/515، والحميدي و (1228) ، وعبد بن حميد (1087) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (298) ، ومسلم (2311) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (376) ، وأبو يعلى (2001) ، وأبو عوانة في "المناقب" كما في "الإتحاف" 3/543، وابن حبان في "الصحيح" (6376) و (6377) ، وفي "روضة العقلاء" ص252 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (380) ، والطيالسي (1720) ، وابن سعد 1/368، وأحمد في "الزهد" ص 4، وهناد في "الزهد" (632) ، والدارمي (70) ، والبخاري في "الصحيح" (6034) ، وفي "الأدب المفرد" (279) ،=(22/198)
14295 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ جَابِرًا: جِيءَ بِأَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُسَجًّى، فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْشِفَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَنْهَانِي قَوْمِي، فَسَمِعَ بَاكِيَةً - وَقَالَ مَرَّةً: صَوْتَ صَائِحَةٍ - قَالَ: فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " فَقَالُوا: ابْنَةُ عَمْرٍو - أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو - قَالَ: " فَلِمَ تَبْكِينَ " أَوْ قَالَ: " أَتَبْكِينَ؟ فَمَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَتْ " (1)
__________
= ومسلم (2311) ، والترمذي في "الشمايل" (352) ، وابن أبي الدنيا (376) ، وأبو عوانة في "المناقب"، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ص 51، والبيهقي في "الدلائل" 1/325-326، والبغوي (3685) و (3686) من طريق سفيان الثوري، عن ابن المنكدر، به.
وأخرجه ابن سعد 1/368، وابن أبي الدنيا (376) ، وابن حبان (6376) من طرق أخرى عن محمد بن المنكدر، به.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12977) .
وعن أبي أَسيد الساعدي، سيأتي 3/497.
وعن سهل بن سعد عند الدارمي (71) ، وسيأتي بنحوه في "المسند" 5/333- 334.
وعن عائشة عند أبي الشيخ ص 52.
وعن ابن عباس عنده أيضاً ص 52-53.
قوله: "لا" قال السندي: بيان لكمال جوده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: لم يكن من دأبه أن لا يعطي ويمتنع عن الإعطاء، لما جُبِلَ عليه من كمال الكرم. نعم إن لم يوجد الشيء عنده يذكر للسائل حقيقة الحال أحيانا، ويذكر له أنه لو كان عندنا لأعطيناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(22/199)
14296 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ، فَأَسْمَاهُ الْقَاسِمَ، فَقُلْنَا: لَا نُكَنِّيكَ أَبَا الْقَاسِمِ، وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " أَسْمِ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ " (1)
14297 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرًا، يَقُولُ: نَدَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا،
__________
= وأخرجه الحميدي (1261) ، والبخاري (1293) و (2816) ، ومسلم (2471) (129) ، والنسائي 4/11-12، وأبو يعلى (2021) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/555 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر (14187) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وابن المنكدر: هو محمد.
وأخرجه الحميدي (1232) ، وابن أبي شيبة 8/672، والبخاري في "الصحيح" (6186) و (6189) ، وفي "الأدب المفرد" (815) ، ومسلم (2133) (7) ، وأبو يعلى (2016) ، والطحاوي 4/339- 340، وأبو عوانة في الأسامي كما في "الإتحاف" 3/555، والبيهقي 9/308، والبغوي (3366) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2133) (7) ، وأبو عوانة من طريق روح بن القاسم، عن ابن المنكدر، به.
وانظر ما سلف برقم (14183) .
وفي باب التسمية بعبد الرحمن عن ابن عمر، سلف برقم (4774) .(22/200)
وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ "، قَالَ سُفْيَانُ: " سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1264) .
وأخرجه الحميدي (1231) ، والبخاري (2847) و (2997) و (7261) ، ومسلم (2415) ، والنسائي في "الكبرى" (8860) ، وأبو يعلى (2022) ، وأبو عوانة 4/301، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3563) ، وأبو عوانة 4/301، والبيهقي في "السنن" 6/148 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2415) ، والنسائي في "الكبرى" (8211) و (8841) و (8842) و (11159) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/548، وابن حبان (6985) من طريق هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، به.
وسيأتي في "المسند" من طريق هشام بن عروة مختصراً برقم (14374) .
وأخرجه أبو يعلى (2082) من طريق فليح بن سليمان، عن ابن المنكدر، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (227) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر.
وسيأتي الحديث من طريق محمد بن المنكدر بالأرقام (14374) و (14634) و (14712) و (14936) .
وسيأتي من طريق وهب بن كيسان عن جابر برقم (14375) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (680) .
وعن عبد الله بن الزبير، سيأتي 4/4.
وفي باب قصة ذهاب الزبير إلى بني قريظة عن عبد الله بن الزبير، سلف في مسند أبيه برقم (1409) .
قوله: "ندب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" قال السندي: أي: دعاهم.=(22/201)
14298 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا، يَقُولُ: مَرِضْتُ، فَأَتَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعُودُنِي هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ مَاشِيَيْنِ، وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَلَمْ أُكَلِّمْهُ، فَتَوَضَّأَ فَصَبَّهُ عَلَيَّ، فَأَقَمْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي، وَلِي أَخَوَاتٌ؟ قَالَ: " فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} (1) [النساء: 176] ، {إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ} [النساء: 176] لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ " (2)
__________
"فانتدب" أي: أجاب.
"حواري" بكسر الراء وتشديد الياء مفرد، بمعنى الخالص والناصر، ومعنى "لكل نبي حواري" أي: ممن له أتباع، وإلا فقد جاء أن منهم من يجيء يوم القيامة وليس معه تابع.
(1) أُقحم في منتصف الآية في (م) و (س) و (ق) : "كان ليس له ولد وله أخوات" ولم ترد في (ظ 4) فحذفناها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (2886) ، ومن طريقه البيهقي 6/224 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد- لكن وقف إلى قوله تعالى: (في الكلالة) ثم زاد: من كان ليس له ولد وله أخوات.
وأخرجه الحميدي (1229) ، والبخاري في "الصحيح" (5651) و (6723) و (7309) ، وفي "الأدب المفرد" (511) ، ومسلم (1616) (5) ، وابن ماجه (1436) و (2728) ، والترمذي (2097) و (3015) ، والنسائي في "المجتبى" 1/87، وفي "الكبرى" (71) و (7498) ، وأبو يعلى (2018) ، وابن الجارود و (958) ، والطبري 6/41، وابن خزيمة (106) ، والبيهقي 6/223 من طريق سفيان بن عيينة، به- واقتصر ابن ماجه في الموضع الأول على قوله: عادني رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وأنا في بني سَلِمَة.=(22/202)
14299 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: عَنْ جَابِرٍ - وَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرًا - فَظَنَنْتُهُ: سَمِعَهُ (1) مِنْ ابْنِ عَقِيلٍ، ابْنُ (2) الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكَلَ لَحْمًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (3)
__________
= وانظر (14186) .
(1) في (ظ4) : سمع.
(2) في (م) و (س) و (ق) : وابن المنكدر بزيادة الواو.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عقيل، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن إلا النسائي، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد. وابن المنكدر -وهو محمد- سواء سمع الحديث من ابن عَقيل عن جابر أم لا، قد توبع كما سيأتي في التخريج.
وسيأتي الحديث من طريق ابن جريج عن ابن المنكدر برقم (14453) وفيه التصريح بسماع ابن المنكدر من جابر، فلعلَّ ابن المنكدر سمعه من جابر وسمعه من ابن عقيل عن جابر، فحدث به على الوجهين، والله تعالى أعلم.
وأخرجه ابن ماجه (489) ، وأبو يعلى (2017) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر وابنِ عقيل، عن جابر. وقرن ابنُ ماجه بهما عمرو بنَ دينار.
وأخرجه مختصراً البيهقي 1/154-155 من طريق سفيان، عن ابن المنكدر وحده، به.
وأخرج الحميدي (1266) ، والترمذي في "السنن" (80) ، وفي "الشمائل" (181) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر وابن عقيل، به بقصة مطولة بنحو الحديث الآتي برقم (15020) .
وسلف من طريق محمد بن المنكدر وحده عن جابر برقم (14262) .
وسيأتي مختصراً ومطولاً من طريق ابن عقيل وحده عن جابر برقم=(22/203)
" وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَكَلَ لبأ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ "
" وَأَنَّ عُمَرَ أَكَلَ لَحْمًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ "
14300 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ: جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فَأَسْلَمَ، فَبَايَعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ حُمَّ (1) فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَقِلْنِي، فَقَالَ: " لَا أُقِيلُكَ "، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: أَقِلْنِي، فَقَالَ: " لَا أُقِيلُكَ "، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: أَقِلْنِي، فَقَالَ: " لَا "، فَفَرَّ، فَقَالَ: " الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَتَنْصَعُ طَيِّبَهَا " (2)
14301 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ، لَقَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا، وَهَكَذَا وَهَكَذَا "، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَيْنٌ، أَوْ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنَا، قَالَ: فَجِئْتُ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ قَدْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ لَأَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " ثَلَاثًا، قَالَ: فَخُذْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ - قَالَ بَعْضُ
__________
= (15020) و (15080) و (15162) .
اللبَأ -بكسر اللام وفتح الباء-: أول اللبن عند الولادة، والمقصود من هذا بيان أنه لا وضوء مما له دسم، وأما قوله: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل لحماً ثم صلى ولم يتوضأ، فالمقصود منه بيان أنه لا وضوء مما مسَّته النار.
(1) لفظة "حُمَّ" لم ترد في (م) ، وفي (ظ 4) و (س) : جاء.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (1241) ، وأبو يعلى (2023) ، وابن خزيمة في الحج كما في "الإتحاف" 3/547 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد- ورواية أبي يعلى مختصرة. وانظر (14284) .(22/204)
مَنْ سَمِعَهُ: فَوَجَدْتُهَا خَمْسَ مِائَةٍ - فَأَخَذْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَلَمْ يُعْطِنِي، فَقُلْتُ: إِمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي، وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي، قَالَ: أَقُلْتَ تَبْخَلُ عَنِّي؟ وَأَيُّ دَاءٍ (1) أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟ مَا سَأَلْتَنِي مَرَّةً إِلَّا وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُعْطِيَكَ (2)
__________
(1) في (ظ 4) : الداء.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وابن المنكدر: هو محمد.
وأخرجه الشافعي 2/197، والحميدي (1233) ، وابن سعد 2/318، وابن أبي شيبة 9/98، والبخاري (2598) و (3137) و (4383) ، ومسلم (2314) (60) ، وأبو يعلى (2019) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/540، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (354) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/210- 211، وفي "الاستذكار" (20649) و (20651) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد- والحديث عند بعضهم مختصر.
وأخرجه ابن سعد 2/317-318، والبخاري (3164) ، وأبو عوانة ني
المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/540، والطحاوي ني "شرح المشكل "
(356) من طرق عن محمد بن المنكدر، به. ورواية بعضهم مختصرة.
وسيأتي من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (14328) .
وأخرجه مختصراً الحميدي (1233) ، وابن سعد 2/318، والبخاري (2296) و (3137) و (4383) ، ومسلم (2314) (60) ، وأبو يعلى (1966) و (2020) ، والطحاوي (355) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/210-211، وفي "الاستذكار" (20650) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي بن الحسين، عن جابر. وسقط من إسناد أبي يعلى (1966) محمد بن على.=(22/205)
14302 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا " (1) ،
__________
= وأخرجه ابن سعد 2/318 من طريق حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف و2/319 من طريق جعفر بن محمد، كلاهما عن محمد بن علي بن الحسين، عن جابر. وهو مختصر في الموضع الأول، ولفظه في الموضح الثاني: "قضى علي بن أبي طالب دَيْنَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقضى أبو بكر عِدَاته".
وأخرجه مختصراً البزار (2461- كثف الأستار) ، وأبو يعلى (1962) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/212-213 من طريق الشعبي، وأبو يعلى (1961) من طريق خالد الحذاء، عن بعض شيوخه، والحاكم 3/80 من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، ثلاثتهم عن جابر- وفي رواية أبي يعلى (1961) زيادة: قال- يعني أبا بكر-: فإذا حال عليه الحول فأدِّ زكاته. قلنا: وهذه الزيادة ستأتي ضمن الحديث رقم (14328) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند ابن سعد 2/318.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن جابر الحضرمي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو المكي المقرئ أبو عبد الرحمن
وأخرجه عبد بن حميد (1116) ، والبيهقي 4/292 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 4/292 من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به.
وأخرجه البيهقي أيضاً 4/292 من طريق ابن وهب، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن جابر، به.=(22/206)
14303 - حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
14304 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرٍ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ نَطْرُقَ النِّسَاءَ، ثُمَّ طَرَقْنَاهُنَّ بَعْدُ " (2)
__________
= وسيأتي مكرراً عن عبد الله بن يزيد برقم (14477) و (14710) . وانظر الحديث التالي.
وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري عند مسلم (1164) ، وسيأتي في "المسند" 5/417، وهو في "صحيح ابن حبان" (3634) .
وآخر من حديث ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي في مسنده 5/280، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان برقم (3635) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة- وهو عبد الله- وضعف عمرو بن جابر. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه البيهقي 4/292 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نُبيح- وهو ابن عبد الله العَنَزي أبو عمرو الكوفي- فقد احتَجَ به أصحاب السنن، وهو ثقة.
سفيان: هو ابن عيينة، والأسود: هو ابن قيس العَبْدي.
وأخرجه الحميدي (1297) ، والترمذي (2712) ، وأبو يعلى (1843) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وليس عند الترمذي قولُ جابر في آخر الحديث: ثم طَرَقْناهنَ بعدُ. وقال الترمذي عقبه: حسن صحيح.
وانظر (14194) .(22/207)
14305 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَ بِقَتْلَى أُحُدٍ أَنْ يُرَدُّوا إِلَى مَصَارِعِهِمْ " (1)
14306 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ نَكَحْتَ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ "، قُلْتُ: ثَيِّبًا، قَالَ: " فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا، وَتُلَاعِبُكَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ تسْعَ (2) بَنَاتٍ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ خَرْقَاءَ مِثْلَهُنَّ، وَلَكِنْ امْرَأَةً تُمَشِّطُهُنَّ، وَتَقُومُ (3) عَلَيْهِنَّ، قَالَ: " أَصَبْتَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه الحميدي (1298) ، وابن ماجه (1516) ، والنسائي 4/79. وابن الجارود (553) ، وأبو يعلى (1842) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر (14169) .
(2) في (م) و (ق) : سبع، وهو خطأ، والصحيح في رواية سفيان ما أثبتناه.
(3) في (م) و (ظ 4) و (س) : تقيم، والمثبت من (ق) ونسخة في هامش (س) ومن مصادر التخريج.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وعمرو: هو ابن دينار الجُمَحي مولاهم المكي.
وأخرجه الطيالسي مختصراً (1707) ، والحميدي (1227) ، والبخاري (4052) ، ومسلم ص1088 (56) ، وأبو يعلى (1974) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1706) ، والبخاري (5367) و (6387) ، ومسلم=(22/208)
14307 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ، كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا - وَقَالَ مَرَّةً: ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِقَوْمِهِ - فَأَخَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً (1) - وَقَالَ مَرَّةً: الصَّلَاةَ - وَقَالَ مَرَّةً: الْعِشَاءَ - فَصَلَّى مُعَاذٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَ يَؤمُّ (2) قَوْمَهُ، فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ، فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى، فَقِيلَ: نَافَقْتَ يَا فُلَانُ، قَالَ: مَا نَافَقْتُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذًا يُصَلِّي مَعَكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا نَحْنُ أَصْحَابُ نَوَاضِحَ، وَنَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، وَإِنَّهُ جَاءَ (3) يَؤُمُّنَا فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ اقْرَأْ بِكَذَا وَكَذَا "،
__________
= ص1087- 1088 (56) ، والترمذي (1100) ، والنسائي 6/61، وأبو يعلى (1990) و (1991) ، وابن حبان (7138) ، والبيهقي 7/80 من طريق حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، به.
وسيأتي الحديث من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار برقم (14961) و (15193) . دون قوله: قلت: يا رسول الله، قتل أبي ... إلى آخر الحديث.
وستأتي هذه القطعة ضمن حديث من طرق عن جابر بالأرقام (14237) و (14376) و (14861) و (15026) .
وانظر ما سلف برقم (14132) .
(1) لفظة "ليلة" لم ترد في (ظ 4) ، والعبارة في (م) : فأخر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلةً الصلاة، وقال مرة: العشاء.
(2) لفظة "يؤم" لم ترد في (م) و (ق) .
(3) لفظة "جاء" لم ترد في (ظ 4) .(22/209)
قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَذَكَرْنَا لِعَمْرٍو، فَقَالَ: أُرَاهُ قَدْ ذَكَرَهُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (790) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده" 1/103 و103-104، وفي "السنن المأثورة" (7) ، والحميدي (1246) ، ومسلم (465) و (178) ، وأبو داود (600) ، والنسائي 2/102-103، وابن الجارود (327) ، وأبو يعلى (1827) ، وابن خزيمة (521) و (1611) ، وأبو عوانة 2/155 و156، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/213-214، وفي "شرح مشكل الآثار"
(4215) ، وابن حبان (2400) و (2402) ، والبيهقي 3/85 و112، والبغوي (599) من طريق سفيان بن عيينة، به- ولم تُعيَّن الصلاة في بعض هذه المصادر.
وأخرجه البخاري (6106) ، والطبراني في "الأوسط" (7359) من طريق سليم بن حيان، عن عمرو بن دينار، به. ولم يعين سليمٌ الصلاةَ، وفيه تسمية السُّوَر التي أمره بالقراءة بها وهي: (والشَّمس وضحاها) ، و (سبح اسم ربك الأعلى) ونحوهما.
وأخرجه مسلم (465) (180) ، وأبو عوانة 2/156-157، وابن حبان (2403) ، والبيهقي 3/86 من طريق منصور بن زاذان، عن عمرو بن دينار، به. مختصراً بقوله: إن معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاءَ الآخرة، ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة.
وأخرجه بنحو لفظ منصور بن زاذان البخاريُّ (711) ، ومسلم (465) (181) ، وأبو عوانة 2/157، والبيهقي 3/85 من طرق عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن عمرو بن دينار، به.
ورواه قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار بدون ذِكْر أيوب، أخرجه كذلك الترمذيُ (583) ، وابن حبان (1524) ، والبغوي=(22/210)
14308 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو، جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَقَالَ مَرَّةً عَمْرو، سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَرْبُ خَدْعَةٌ " (1)
__________
= و (858) . وسمى قتيبة في روايته الصلاةَ المغربَ.
وأخرجه أبو عوانة 2/157 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، عن عمرو بن دينار مختصراً ولم يعين الصلاة.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/136 من طريق هشام الدستوائي، عن عمرو بن دينار، به، مختصراً كذلك.
وأخرجه مختصراً الشافعي في "مسنده" 1/104، وفي "السنن المأثورة" (9) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/409، والدارقطني 1/274 و275، والبيهقي 3/86 من طريق ابن جريح، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: كان معاذ يصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاءَ ثم ينطلق إلى قومه فيصليها، هي له تطوع، وهي لهم مكتوبة.
وسيأتي من طريق شعبة عن عمرو بن دينار برقم (14960) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "المسند" 1/103 و104، وفي "السنن المأثورة" (8) ، وعبد الرزاق (3725) ، ومسلم (465) (179) ، وابن ماجه (836) و (986) ، والنسائي في "المجتبى" 2/172-173، وفي "الكبرى" (11667) ، وابن خزيمة (521) ، وأبو عوانة 2/156 و156-157، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4216) ، والبيهقي 1/392-393 و3/116 من طريق أبي الزبير، عن جابر.
وانظر ما سلف برقم (14190) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي.
وأخرجه الطيالسي (1698) ، والحميدي (1237) ، وابن أبى شيبة 12/530، والبخاري (3030) ، ومسلم (1739) ، وأبو داود (2636) ،=(22/211)
14309 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا: دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَصَلَّيْتَ؟ "، قَالَ: لَا، قَالَ: " صَلِّ رَكْعَتَيْنِ " (1)
__________
= والترمذي (1675) ، والنسائي في "الكبرى" (8643) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1051) ، وأبو يعلى (1826) و (1968) و (2121) ، وأبو عوانة 4/77، والقضاعي في "مسند الشهاب" (9) و (10) ، والبيهقي 7/40 و9/150، والبغوي (2690) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (14177) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 1/140، والحميدي (1223) ، والدارمي (1555) ، والبخاري (931) ، ومسلم (875) (55) ، وابن ماجه (1112) ، وابن الجارود (293) ، وأبو يعلى (1830) و (1969) ، وابن خزيمة (1832) ، وأبو عوانة في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 3/286، والطبراني في "الكبير" (6704) ، والدارقطني 2/15، والبيهقي 3/193، والبغوي (1083) من طريق سفيان بن
عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (930) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (160) ، ومسلم (875) (54) ، وأبو داود (1115) ، والترمذي (510) ، والنسائي 3/107، وأبو يعلى (1988) و (1989) ، وابن خزيمة (1833) ، وأبو عوانة، والطبراني في "الكبير" (6702) و (6703) و (6705) و (6706) و (6707) ، وفي "الأوسط" (6409) و (9054) ، والدارقطني 2/15، والبيهقي
3/217 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي برقم (14959) من طريق شعبة، وبرقم (14966) و (15067) من طريق ابن جريج، كلاهما عن عمرو بن دينار.
وانظر ما سلف برقم (14171) .(22/212)
14310 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قُلْتُ: لِعَمْرٍو، أَسَمِعْتَ جَابِرًا يَقُولُ: مَرَّ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ مَعَهُ سِهَامٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا "؟، فَقَالَ: نَعَمْ (1)
14311 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو،
__________
(1) قوله: "فقال نعم" لم يرد في (ظ4) ، وكذا في رواية البخاري برقم (451) ، وانظر "الفتح" 1/546- 547.
والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (1252) ، وابن أبي شيبة 2/436 و8/582، والدارمي (633) و (1402) ، والبخاري (451) و (7073) ، ومسلم (2614) (120) ، وابن ماجه (3777) ، والنسائي 2/49، وأبو يعلى (1833) و (1971) و (1995) ، وابن خزيمة (1316) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/303، وابن حبان (1647) ، والبيهقي 8/23 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7074) ، ومسلم (2614) (121) ، وأبو يعلى (1994) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/303، والبيهقي 8/23 من طرق عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، به.
وسيأتي من طريق أبي الزبير عن جابر برقم (14781) .
وانظر الحديث السالف برقم (14201) .
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/410.
قوله: "بنصالها" جمع نَصْل، وهو: حديدة الرمح والسهم والسكين.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/547: وفي الحديث إشارة إلى تعظيم قليل الدم وكثيره، وتأكيد حُرْمة المسلم، وجواز إدخال السلاح المسجد.
قال السندي: وكذلك ينبغي أن يكون حكمُ الأسواق وغيرها مما فيه زِحامُ الناس.(22/213)
سَمِعَ جَابِرًا: " بَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا مُدَبَّرًا، فَاشْتَرَاهُ ابْنُ النَّحَّامِ، عَبْدًا قِبْطِيًّا مَاتَ عَامَ الْأَوَّلِ فِي إِمْرَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، دَبَّرَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ " (1)
14312 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُخْرِجُ اللهُ مِنَ النَّارِ قَوْمًا، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 2/69، وعبد الرزاق في "المصنف" (16663) ، والحميدي (1222) ، وسعيد بن منصور (339) ، وابن أبي شيبة 6/174 و14/153، والبخاري (2231) ، ومسلم ص 1289 (59) ، وابن ماجه (2513) ، والترمذي (1219) ، وابن الجارود (983) ، وأبو يعلى (1825)
و (1977) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4928) ، والبيهقي 1/3080 و308-309، والبغوي (2426) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - والحديث عند بعضهم مختصر. وانظر (14133) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار. وسيتكرر برقم (15076) .
وأخرجه الطيالسي (1704) ، والحميدي (1245) ، ومسلم (191) (317) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/212، وابن أبي عاصم في "السنة" (839) و (840) ، وأبو يعلى (1831) و (1973) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/669، وابن حبان (7483) ، والآجري في "الشريعة" (344) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد- وفي رواية ابن حبان قصة.
وأخرج الطيالسي (1703) ، والبخاري (6558) ، ومسلم (191) (318) ، ويعقوب بن سفيان 2/212-213، وابن أبي عاصم (841) ، وأبو يعلى (1992) و (1993) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 668، والآجري (344) =(22/214)
14313 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعْتُ جَابِرًا، قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ " (1)
__________
= من طريق حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، به- ولفظه: "إن الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة"، واللفظ لمسلم.
وأخرج ابن خزيمة في "التوحيد" 2/670 من طريق عمرو بن الحارث، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: سمعت أذناي من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "سيخرج أناس من النار".
وسيأتي بنحوه مطولاً ومختصراً من طريق أبي الزبير برقم (14491) و (15048) ، ومن طريق طلق بن حبيب برقم (14534) ، ومن طريق يزيد بن صهيب الفقير برقم (14828) ، ومن طريق أبي سفيان طلحة بن نافع برقم (15198) ، أربعتهم عن جابر.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4337) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7717) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11016) و (11127) .
وعن أنس، سلف برقم (12153) و (12258) .
وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/434.
وعن حذيفة بن اليمان، سيأتي 5/391.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 2/198، والحميدي (1225) ، وابن أبي شيبة 14/439-440، وعبد بن حميد (1104) ، والبخاري (4154) و (4840) ، ومسلم (1856) (71) ، والنسائي في "الكبرى" (11507) ، وأبو عوانة 4/251 و488، والبيهقي في "السنن" 5/235 و236، وفي "الدلائل" 4/97 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواية البخاري الثانية ليس فيها المرفوع من
الحديث.=(22/215)
14314 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ (1) جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ أُحُدٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنْ قُتِلْتُ فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: " فِي الْجَنَّةِ "، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ كُنَّ فِي يَدِهِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: تَخَلَّى (2) مِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا (3)
__________
= وانظر ما سلف برقم (14181) .
قوله: "أنتم اليوم خير أهل الأرض" لما قال السندي: لكونهم أهل بيعة الرضوان، وقد قال تعالى فيهم: (لقد رَضِيَ الله عن المؤمنين إذ يُبايِعُونَك تحتَ الشجرةِ) الآية.
(1) في (م) : سمعت.
(2) في (م) ونسخة في (س) : وتخلى، بزيادة الواو.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (1249) ، والبخاري (4046) ، ومسلم (1899) ، والنسائي 6/33، وأبو يعلى (1972) ، وأبو عوانة 5/34، وابن حبان (4653) ، والبيهقي في "السنن" 9/43 و99، وفي "الدلائل" 3/243، والبغوي (3789) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
قوله: "قال رجل" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/354: لم أقف على اسمه، وزعم ابنُ بَشكُوال أنه عُمير بن الحُمام، وهو بضم المهملة وتخفيف الميم، وسبقه إلى ذلك الخطيب، واحتج بما أخرجه مسلم (1901) من حديث أنس "أن عمير بن الحُمام أخرج تمرات فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حَيِيتُ حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، ثم قاتل حتى قُتل". قلت: لكن وَقَعَ التصريحُ في حديث أنس أن ذلك كان يوم بدر، والقصة التي في الباب وقع التصريح في حديث جابر أنها كانت يوم أُحد، فالذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لرجلين، والله أعلم.
وفيه ما كان الصحابة عليه من حب نصر الإسلام، والرغبة في الشهادة ابتغاءَ مرضاة الله.=(22/216)
14315 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعَ عَمْرٌو، جَابِرًا يَقُولُ: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثِ مِائَةِ رَاكِبٍ أَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَأَقَمْنَا عَلَى السَّاحِلِ حَتَّى فَنِيَ زَادُنَا، حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ، ثُمَّ إِنَّ الْبَحْرَ أَلْقَى دَابَّةً، يُقَالُ: لَهَا الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ، حَتَّى صَلَحَتْ أَجْسَامُنَا، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَنَصَبَهُ، وَنَظَرَ إِلَى أَطْوَلِ بَعِيرٍ، فَجَازَ تَحْتَهُ، وَكَانَ رَجُلٌ يَجْزُرُ ثَلَاثَةَ جُزُرٍ، ثُمَّ ثَلَاثَةَ جُزُرٍ، ثُمَّ ثَلَاثَةَ جُزُرٍ، فَنَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ " (1)
__________
= قلنا: وحديث أنس المشار إليه سلف في مسنده برقم و (12398) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (8667) ، والحميدي (1242) و (1244) ، والدارمي (2012) ، والبخاري (4361) و (5494) ، ومسلم (1935) (18) و (19) ، والنسائي 7/207- 208، وأبو يعلى (1955) ، وأبو عوانة 5/143-144 و144-145 و145، وابن حبان (5259) ، والبيهقي 9/251 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
زاد عبد الرزاق والحميدي (1244) والبخاري (4361) وأبو عوانة 5/145: قال عمرو: أخبرنا أبو صالح: أن قيس بن سعد قال لأبيه: كنتُ في الجيش فجاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، ثم جاعوا، قال نُهيِتُ.
وسيأتي الحديث من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار برقم (14336) .
وانظر ما سلف برقم (14256) .
قوله: "الخَبَط" قال السندي: بفتحتين: الورقُ الساقط من الشجر.
"يَجزُر" ينحر.=(22/217)
14316 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، لَمَّا نَزَلَتْ: {هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65] ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعُوذُ بِوَجْهِكَ "، فَلَمَّا نَزَلَتْ: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65] ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعُوذُ بِوَجْهِكَ "، فَلَمَّا نَزَلَتْ {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] ، قَالَ: " هَذِهِ أَهْوَنُ أَو (1) أَيْسَرُ " (2)
__________
= "جُزُر" بضمتين جمع جزور، أي: إبل. "فنهاه" أي: خوفاً من قِلَّة الراحلة.
(1) في (م) و (س) و (ق) : وأيسر، بالواو، والمثبت من (ظ4) ونسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 10/211، والحميدي (1259) ، والبخاري (7313) ، والترمذي (3065) ، والطبري 7/222-223 و223، وأبو يعلى (1829) و (1967) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/27-28، وابن حبان (7220) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص302، وفي "الاعتقاد" ص89 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (4628) و (7406) ، وفي "خلق أفعال العباد" (40) ، والنسائي في "الكبرى" (11164) ، وأبو يعلى (1982) و (1983) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 302 من طريق حماد بن زيد، وابن أبي عاصم في "السنة" (300) من طريق حماد بن سلمة، وعبد الرزاق في "تفسيره" 1/211، والنسائي (11165) من طريق معمر، ثلاثتهم عن عمرو، به.
قوله: (عذاباً من فوقكم) قال السندي: أي: الرجم من السماء.
(أو من تحت أرجلكم) أي: الخسف من الأرض.
(أو يلبسكم شيعاً) أي: يخلطكم ويجمعكم في معركة القتال يقاتل=(22/218)
14317 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، ذَكَرُوا (1) الرَّجُلَ يُهِلُّ بِعُمْرَةٍ فَيَحِلُّ، هَلْ لَهُ أَنْ يَأْتِيَ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ فَسَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: لَا، حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ، وَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَالَ: " {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] " (2)
14318 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، " كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ " (3)
__________
= بعضكم بعضاً.
(1) في (م) : وذكروا، بزيادة الواو.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسلف الحديث من هذا الطريق في مسند ابن عمر برقم (4641) . ولم يُشَرْ هناك إلى هذا الموضع من مسند جابر.
قوله: "هل له أن يأتي قبل أن يطوف" يعني: أهله كما جاء صريحاً في الرواية السالفة الذكر.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن عَمْراً -وهو ابن دينار- لم يسمعه من جابر كما صرح هو بذلك فيما سيأتي برقم (14957) ، والواسطة بينهما هو عطاء بن أبي رباح- كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/217، والحميدي (1257) ، والبخاري (5208) و (5209) ، ومسلم (1440) (136) ، وابن ماجه (1927) ، والترمذي (1137) ، والنسائي في "الكبرى" (9093) ، والطحاوي 3/35، والبيهقي=(22/219)
14319 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: " كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الْهَدْيِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ " (1)
__________
= 7/228 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن جابر، وستأتي طريق عطاء عن جابر برقم (15032) .
وأخرجه مسلم (1440) (138) ، وأبو يعلى (2255) ، والطحاوي 3/35، وابن حبان (4195) ، والبيهقي 7/228 من طريق أبي الزبير، عن جابر قال: كنَّا نعزل على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبلغ ذلك نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم ينهنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/219 عن يحيى بن سعيد، عن الحسن بن ذكوان، عن الحسن، عن جابر.
وانظر ما سيأتي برقم (14346) .
قوله: "والقرآن ينزل" قال السندي: أي: فلو كان حراماً لنزل بحرمته القرآن.
وانظر "شرح مشكل الآثار" 5/168-177، و"صحيح ابن حبان" 9/508-509.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (1260) ، وابن أبي شيبة 4/57، والبخاري (2980) و (5424) و (5567) ، ومسلم (1972) (32) ، والنسائي في "الكبرى" (4154) ، وأبو عوانة 5/237، والبيهقي 9/291 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو عوانة 5/237 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، وأبو نعيم في "الحلية" 7/120 من طريق برد بن سنان، كلاهما عن عطاء، به.
بلفظ: الأضاحي.
وسيأتي الحديث من طريق عطاء برقم (14412) و (14956) ، ومن طريق أبي الزبير (15139) و (15168) . وانظر ما سيأتي برقم (14509) .=(22/220)
14320 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ مَكِّيٍّ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ، وَوَضَعَ الْجَوَائِحَ " (1)
__________
= وفي الباب عن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1975) ، وسيأتي 5/277.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن عتيق، فمن رجال مسلم. حميد الأعرج: هو ابن قيس المكي.
وأخرجه أبو داود (3374) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 2/151، وأبو داود (3374) ، والدارقطني 3/31، والبيهقي 5/306، والبغوي (2083) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرج شطره الأول الشافعيُّ 2/145، والحميدي (1281) ، وابن أبي شيبة 7/320، ومسلم ص1178 (101) ، وابن ماجه (2218) ، والنسائي 7/266 و294، وأبو يعلى (1844) ، وابن الجارود (597) ، والطحاوي 4/25، وابن حبان (4995) ، والبيهقي 5/302 من طريق سفيان بن عيينة، به. وقال الطحاوي: قال يونس (يعني شيخه: وهو ابن عبد الأعلى) : قال لنا سفيان: هو (أي: بيع السنين) بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها. قلنا: وسيأتي النهي عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها برقم (14350) و (14994) .
وأخرج شطره الأول الشافعي 2/145، والحميدي (1282) ، والنسائي 7/294 من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر.
وأخرج الشطر الثاني الشافعي 2/152، والحميدي (1280) ، ومسلم (1554) (17) ، والنسائي 7/265، وابن الجارود (640) ، وأبو يعلى (2132) ، وأبو إسحاق إبراهيم بن سفيان في زوائده على مسلم بإثر (1554) (17) ، والحاكم 2/40، والبيهقي 5/306 من طريق سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج، به.=(22/221)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج هذا الشطر أيضاً الحميديُّ (1279) ، والطحاوي 4/34، والدارقطني 3/31، والحاكم 2/40- 41، والبيهقي 5/306 من طريق سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر. ولفظه عند الحميدي، ومن طريقه الدارقطني: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر الجوائح بشيء، قال سفيان: فلا أدري كم ذلك الوضعُ.
وأخرج الدارمي (2556) ، ومسلم (1554) ، وأبو داود (3470) ، وابن ماجه (2219) ، والنسائي 7/264-265 و265، وابن الجارود (639) ، والطحاوي 4/34 و35، وابن حبان (5034) و (5035) ، والدارقطني 3/30 و31، والحاكم 2/36، والبيهقي 5/306 من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير أنه سمع جابراً يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن بعت من أخيك ثمراً فأصابته جائحة، فلا يحلُّ لك أن تأخذ منه شيئاً، بم تأخذ مال أخيك بغير حق".
وسيأتي بنحوه في "المسند" من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير برقم (15239) .
وسيأتي النهي عن بيع السنين ضمن الحديث (14921) من طريق أَبي الزبير وسعيد بن ميناء.
وسيأتي بلفظ: نهى عن بيع ثمر النخل سنتين أو ثلاثا برقم (14371) ، وبلفظ: نهى عن المعاومة، ضمن الحديث و (14358) ، وكلاهما من طريق أبي الزبير.
وسيأتي أيضاً من طريق عطاء وأبي الزبير برقم (15083) . وانظر أيضاً ما سيأتي من طريق عطاءٍ برقم (15246) .
وفي باب النهي عن بيع السنين عن ابن عباس عند البزار (1281- كشف الأستار) .
وعن سمرة عند الطبراني في "الكبير" (6870) .
وفي باب وضع الجوائح عن أنس عند البخاري (2198) ، ومسلم (1555) ، واختلف في رفعه ووقفه، انظر "الفتح" 4/398-399.
قوله: "نهى عن بيع السنين" قال السندي: هو أن يبيع ثمرة نخلة أو=(22/222)
14321 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَا جَابِرًا - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ -، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا - أَوْ دَارًا - فَسَمِعْتُ فِيهَا صَوْتًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: لِعُمَرَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهَا، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ يَا أَبَا حَفْصٍ "، فَبَكَى عُمَرُ، وَقَالَ مَرَّةً: (1) فَأَخْبَرَ بِهَا عُمَرَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَعَلَيْكَ يُغَارُ قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَمْرٍو، سَمِعَا جَابِرًا، (2)
__________
= نخلات بأعيانها سنتين أو ثلاثا مثلا، فإنه بيعُ شيء لا وجود له حال العقد.
"وضع الجوائح" هي جمع جائحة، وهي آفة تهلك الثمرة. قال الخطابي: والأمر بوضعها عند الفقهاء للندب من طريق المعروف والإحسان لا على سبيل الوجوب والإلزام، وقال أحمد وجماعة من أصحاب الحديث: هو لازم بقدر ما هلك، وقيل: محمول على ما هلك قبل تسليم المبيع إلى المشتري، فإنه في ضمان البائع، بخلاف ما هلك بعد التسليم، لأن المبيع قد خرج من عُهْدة البائع بالتسليم إلى المشتري، فلا يلزمه ضمان ما يعتريه بعده، واستدلوا بحديث أبي سعيد الخدري (سلف برقم 11317) فلو كانت الجوائح موضوعة لم يصر مديوناً بسببها، والله تعالى أعلم.
قلنا: وانظر "المغني" 6/177، و"التمهيد" 2/193- 198.
(1) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : مرة أخرى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار، ومحمد: هو ابن المنكدر.
وأخرجه مسلم (2394) ، والنسائي في "الكبرى" (8125) ، وأبو يعلى (2014) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف " 3/553-554 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/28، والحميدي (1235) ، ومسلم (2394) ،=(22/223)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: " وَجَدْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، إِلَى آخِرِ حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى "
° 14322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ: " مَا لَكِ تَبْكِينَ؟ "، قَالَتْ: أَبْكِي أَنَّ النَّاسَ أَحَلُّوا، وَلَمْ أَحْلِلْ، وَطَافُوا بِالْبَيْتِ، وَلَمْ أَطُفْ، وَهَذَا الْحَجُّ قَدْ حَضَرَ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاغْتَسِلِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَحُجِّي "، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَلَمَّا طَهُرْتُ، قَالَ: " طُوفِي بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَدْ أَحْلَلْتِ مِنْ حَجِّكِ، وَمِنْ عُمْرَتِكِ "، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْ عُمْرَتِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ طُفْتُ حَتَّى حَجَجْتُ، قَالَ: " فَاذْهَبْ بِهَا يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ " (1)
__________
= وأبو يعلى (1976) من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار وحده، به.
وأخرجه الحميدي (1236) ، ومسلم (2394) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر وحده، به.
وأخرجه البخاري (5226) و (7024) ، والنسائي (8126) ، وأبو عوانة، وابن حبان (6886) من طريق عبيد الله بن عمر، عن ابن المنكدر، به.
وسيأتي ضمن حديث من طريق محمد بن المنكدر بالأرقام (15002) و (15003) و (15189) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8470) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم.=(22/224)
° 14323 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: " مَتَى تُوتِرُ؟ " قَالَ: أَوَّلَ اللَّيْلِ بَعْدَ الْعَتَمَةِ، قَالَ: " فَأَنْتَ يَا عُمَرُ "، قَالَ: آخِرَ اللَّيْلِ، قَالَ: " أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَأَخَذْتَ بِالثِّقَةِ، (1) وَأَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ، فَأَخَذْتَ بِالْقُوَّةِ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (1213) (136) ، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 3/450 من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1042) ، وأبو داود (1786) ، والنسائي في "الكبرى" (4231) ، والطحاوي 2/201، وأبو عوانة من طرق عن ابن جريج، به.
وأخرجه مسلم (1213) (137) من طريق مطر الوراق، عن أبي الزبير، به. وزاد: فكانت عائشة إذا حجت صنعت كما صنعت مع نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي الحديث من طريق الليث، عن أبي الزبير برقم (15244) .
وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/43.
قولها: "أبكي أن الناس أحلوا" قال السندي: بفتح "أنَّ" بتقدير اللام، وهذا من الكنايات الحسنة عن الحيض، أي أن الناس فرغوا من العمرة، وأنا بسبب الحيض ما فرغتُ منها.
"فاغتسلي" أي: لإحرام الحج.
"إني أجد في نفسي من عمرتي" ظاهره أنها صارت قارنةً حين أحرمت بالحج، فدخلت عُمْرَتُها بالحج، لا أنها فسخت العمرة بالحج، لكنها لأجل أنها ما طافت للعمرة وجدت في نفسها شيئاً، والله تعالى أعلم.
(1) في نسخة في (س) ونسخة في (ق) : بالوُثْقى.
(2) إسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد: وهو ابن عقيل، فإنه يعتبر به في المتابعات والشواهد فيحسن حديثه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال=(22/225)
° * 14324 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلِجُوا عَلَى الْمُغِيبَاتِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ أَحَدِكُمْ مَجْرَى الدَّمِ "، قُلْنَا: وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَمِنِّي، وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ،
__________
= الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (1671) ، وابن أبي شيبة 2/282 و440، وعبد بن حميد (1034) ، وابن ماجه (1202) ، وأبو يعلى (1821) ، والطحاوي 1/342 من طرق عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة الثانية مختصرة.
وسيأتي برقم (14535) عن عبد الصمد ومعاوية بن عمرو، عن زائدة.
وانظر الحديث السالف برقم (14207) .
وفي الباب عن أبي قتادة الأنصاري عند أبي داود (1434) ، وابن خزيمة (1084) ، والحاكم 1/301، والبيهقي 3/35. ورجاله ثقات، لكن قال ابن خزيمة: هذا عند أصحابنا عن حماد مرسل، ليس فيه أبو قتادة.
وعن ابن عمر عند ابن ماجه بإثر (1202) ، وابن خزيمة (1085) ، وابن حبان (2446) ، والحاكم 1/301، والبيهقي 3/36، وإسناده ضعيف.
وعن عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/و (838) . وإسناده ضعيف.
وعن أبي هريرة عند البزار (736- كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (5059) ، وفي إسناده سليمان بن داود اليمامي ضعيف بمرة. وعند أبي نعيم في "الحلية" 3/172 وإسناده ضعيف. والصحيح عن سعيد بن المسيب مرسلاً دون ذكر أبي هريرة أخرجه كذلك ابن أبي شيبة 2/282،
والطحاوي 1/342.(22/226)
فَأَسْلَمَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، وقد جمع مجالد في هذا المتن ثلاثة أحاديث، وهي صحيحة، الأول: "لا تلجوا على المغيبات"، والثاني: "إن الشيطان يجري من أحدكم مَجْرى الدم"، والثالث: "لكن الله أعانني عليه فأَسلم". عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه الدارمي (2782) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والترمذي (1172) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (110) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن مجالد بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي عقبه: حديث غريب من لهذا الوجه، وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه.
وأخرج عبد بن حميد (1073) ، ومسلم (2171) ، والنسائي في "الكبرى"
(9215) من طريق هشيم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ألا
لا يبيتنَّ رجل عند امرأة ثَيبٍ، إلا أن يكون ناكحاً، أو ذا محرم".
وأخرج البيهقي في "الشعب" (5441) من طريق عاصم بن هلال، حدثنا أيوب قال: أظنه عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تسافر المرأة إلا ومعها محرم، ولا يدخل عليها إلا وعندها محرمٌ". قلت: يا رسول الله إنما ندخل عليهن ليطعمننا. قال: "فليدخل أحدكم حين يدخل، وليعلم أن الله يراه".
وسيأتي النهي عن الدخول على المغيبات فقط برقم (15278) من طريق مجالد. وانظر الحديث رقم (14651) .
ولقوله: "لا تلجوا على المغيبات" شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6595) ، وهو في الصحيح.
ولقوله: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" شاهد من حديث أنس، سلف برقم (12592) ، وهو في الصحيح أيضاً.
ولقوله: "لكن الله أعانني عليه فأَسلم" شاهد من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3648) ، وهو في الصحيح.
قوله: "لا تلِجُوا" قال السندي: من الولوج، أي: لا تدخلوا "على=(22/227)
° * 14325 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَحَدَّثَنَاهُ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى "، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، أَنَّ نَافِعًا، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَلَهُ مَالُهُ، وَعَلَيْهِ دَيْنُهُ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ وَمَنْ (1) أَبَّرَ نَخْلًا، فَبَاعَهُ بَعْدَ تَوْبِيرِهِ، فَلَهُ ثَمَرَتُهُ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "، (2)
__________
= المغيبات" اسم فاعل من الإغابة، أي: على النساء التي غاب أزواجهن عن البيوت.
(1) من هنا إلى آخر الحديث سقط من (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي وهب: وهو عُبيد الله بن عُبيد الكَلاعِي، وسليمان بن موسى: وهو المعروف بالأشدق، وقد رواه موسى هنا بإسنادين، الأول: عن نافع عن ابن عمر، والثاني: عن عطاء عن جابر.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1117، ومن طريقه البيهقي 5/325-326 عن أحمد بن الحسن الصوفي، عن الحكم بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4983) ، وابن حبان (4924) ، وابن عدي 3/1117، والبيهقي 5/325-326 من طريق حفص بن غيلان، عن سليمان ابن موسى، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/113 من طريق أشعث بن سوار، عن أبي الزبير، عن جابر، وعن نافع عن ابن عمر، به موقوفاً عليهما.
وسلف شطر الحديث الأول برقم (14214) من طريق سلمة بن كهيل عمن سمع جابراً، عن جابر.
وسلف شطره الثاني من طرق عن نافع عن ابن عمر في مسنده، انظر=(22/228)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (4502) و (5162) و (5306) و (5487) .
واختلف على نافع في شطر الحديث الأول -وهو قصة بيع العبد- فروي عنه عن ابن عمر مرفوعاً، وروي عنه عن ابن عمر عن عمر مرفوعاً وموقوفاً.
أما رواية نافع عن ابن عمر مرفوعاَ فأخرجها عن نافع جماعة:
عبد ربه بن سعيد، وسلف حديثه في مسند ابن عمر برقم (5491) .
يحيى بن سعيد الأنصاري، أخرجه من طريقه البيهقي 5/325.
عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله، عن نافع به، أخرجه أبو داود (3962) ، وابن ماجه (2529) ، والنسائي في "الكبرى" (4981) ، والبيهقي 5/325 من طريقين عن عبيد الله بن أبي جعفر. بلفظ "من أعتق عبداً" بدل: "من باع عبداً".
وأخرجه النسائي (4980) من طريق ثالث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع، به، ليس فيه بكير بن عبد الله.
وأما رواية نافع عن ابن عمر عن عمر مرفوعاَ، فأخرجها النسائي (4989) من طريق ابن إسحاق، عن نافع، به. وقال- كما في "التحفة" 8/70-: هذا خطأ، والصواب حديث ليث بن سعد وعبيد الله وأيوب. قلنا: وهو الآتي.
وأما رواية نافع عن ابن عمر عن عمر موقوفاً، فأخرجها محمد بن الحسن في "الموطأ" (793) ، وأبو داود (3434) ، والبيهقي 5/324 من طريق مالك، والنسائي في "الكبرى" (4985) من طريق الليث بن سعد، و (4986) من طريق عبيد الله بن عمر، و (4987) من طريق أيوب السختياني،- وطريق أيوب سلفت في "المسند" بإثر الحديث (5491) - أربعتهم عن نافع، به موقوفاً. وجاء في
مطبوع سنن أبي داود الحديث مرفوعاَ والتصويب من "التحفة" 8/69-70 ومصادر التخريج، وسقط من مطبوع سنن النسائي "عمر" والتصويب من "التحفة" أيضاً. وانظر لزاماَ التعليق على الحديث السالف برقم (4552) في مسند ابن عمر.
قوله: "فله ماله" قال السندي: أي: فللبائع مال العبد.=(22/229)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِلَى هَاهُنَا وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي وَالْبَاقِي سَمَاعٌ "
14326 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا قَوْمٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ رِبَاعَةٌ، أَوْ دَارٌ، فَأَرَادَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَبِيعَ نَصِيبَهُ، فَلْيَعْرِضْهُ عَلَى شُرَكَائِهِ، فَإِنْ أَخَذُوهُ فَهُمْ أَحَقُّ بِهِ بِالثَّمَنِ (2) "
14327 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا " (3)
__________
= "وعليه دَيْنه" أي: وعلى البائع دين العبد، ولعل هذا إذا كان مأذوناً أو أنه أخذ الدين لمولاه. اهـ.
وتوبير النخل وتأبيره: تلقيحه.
(1) تحرف في (م) إلى: البكاري.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زياد بن عبد الله ليس بالقوي في غير ابن إسحاق، والحجاج بن أرطاة مدلس، وقد عنعن. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدرُس.
وسيأتي الحديث عن يزيد بن هارون عن الحجاج برقم (15095) .
وانظر (14292) .
الرِّباعة- بكسر الراء-: المنزل.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً من أجل نصر بن باب- وهو الخراساني أبو سهل المَرْوَزي نزيل بغداد-، وحجاج- وهو ابن أرطاة النَّخَعي=(22/230)
14328 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ،، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: " يَا جَابِرُ، لَوْ قَدْ جَاءَنَا مَالٌ لَحَثَيْتُ لَكَ، ثُمَّ حَثَيْتُ لَكَ "، قَالَ: فَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُنْجِزَ لِي تِلْكَ الْعِدَةَ، فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ، فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَنَحْنُ لَوْ قَدْ جَاءَنَا شَيْءٌ لَحَثَيْتُ لَكَ، ثُمَّ حَثَيْتُ لَكَ، ثُمَّ حَثَيْتُ لَكَ، قَالَ: فَأَتَاهُ مَالٌ، فَحَثَى لِي حَثْيَةً، ثُمَّ حَثْيَةً، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ فِيهَا صَدَقَةٌ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهَا (1) الْحَوْلُ، قَالَ: فَوَزَنْتُهَا فَكَانَتْ أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ (2)
14329 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعِيدَيْنِ بِغَيْرِ أَذَانٍ، وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَنَا، ثُمَّ نَزَلَ فَمَشَى إِلَى
__________
= الكوفي- مدلِّس، وقد عنعنه، لكن سيأتي بإسناد حسن عن أبي الزبير عن جابر.
برقم (15250) ، وصحَّ من طرق أخرى عن جابر، انظر ما سلف برقم (14184) .
(1) لفظة "عليها" ليست في (م) و (ق) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 3/211-212 من طريق نوح بن أبي مريم، عن أبي الزبير، بهذا الإسناد. ونوح هذا متهم بالوضع.
وانظر ما سلف برقم (14301) .
ولقوله: "ليس عليك فيها صدقة حتى يحول عليها الحول "انظر" مصنف ابن أبي شيبة" 13/157 و158، و"نصب الراية" 2/328-330.
قوله: "تلك العِدَة" بكسر العين، أي: ذلك الوعد.(22/231)
النِّسَاءِ وَمَعَهُ بِلَالٌ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي تُومَتَهَا، وَخَاتَمَهَا إِلَى بِلَالٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً لأجل نصر بن باب: وهو الخُراساني المَرْوزي. حجاج: هو ابن أرطاة النَّخعي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وسلف الحديث بنحوه برقم (14163) بإسناد صحيح.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/252 من طريق مسدد، عن حصين ابن نمير، عن الفضل بن عطية، عن عطاء، عن جابر. وأحال على حديث ابن عمر السالف قبله، ولفظه: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عيد، فبدأ، فصلى بغير أذان ولا إقامة، ثم خطب. وقد سلف حديث جابر في مسند ابن عمر برقم (5871م) عن علي بن عبد الله، عن حصين بن نمير، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/168 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو نعيم في "الحلية" 7/164 من طريق محمد بن عبيد الله العَرْزمي، كلاهما عن عطاء، عن جابر. ولفظ حديث ابن أبي ليلى: صلى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَِ يوم العيد بغير أذان ولا إقامة. ولفظ العرزمي: صلى بهم العيدين بغير أذان ولا إقامة، لم يصل قبلها، ولا بعدها.
وأخرج البخاري (960) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 5/84 من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، وعبد الرزاق في "مصنفه" (5627) ، ومن طريقه مسلم (886) ، والبيهقي 3/284، كلاهما (هشام وعبد الرزاق) عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر وابن عباس، قالا: لم يكن يؤذن يوم الفطر، ولا يوم الأضحى. زاد عبد الرزاق في حديثه: ثم سألته (السائل: هو ابن جريح) بعد حين عن ذلك، فأخبرني قال: أخبرني جابر: أن لا أذان للصلاة يوم الفطر حين يخرج الإمام، ولا بعد ما يخرج، ولا إقامة، ولا نداء، ولا شيء. لا نداء يومئذ ولا إقامة. وحديث ابن عباس سلف في مسنده برقم (2062) .
وقد سلف أيضاً في مسند ابن عباس برقم (2172) عن محمد بن ربيعة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر. وأحاله على حديث ابن عباس السالف قبله،=(22/232)
14330 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ، كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: " كُنَّا أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ " (1)
قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ مِنَ الصَّلَاةِ " (2)
__________
= ولفظه: شهدت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العيد، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكلهم صلى قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة.
وفي باب صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة عن ابن عمر، سلف برقم (4967) ، وانظر بقية أحاديث الباب عنده.
وقوله: "تُومَتَها"، التومَة- بالضم-: واحدة التُّوَمِ أو التُّومِ، وهي حبّة تصاغ من الفِضة كالدُّرة، أو هي القُرْط فيه حبَّة. "اللسان" 12/74، و"النهاية" 1/200.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداَ من أجل نصر بن باب، وحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعنه.
لكنه سلف بإسناد صحيح برقم (14313) .
(2) إسناده ضعيف إسناد سابقه.
وأخرج ابن ماجه (868) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير: أن جابر بن عبد الله كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع فعل مثلَ ذلك، ويقول: رأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل مثلَ ذلك.
وفي الباب عن وائل بن حجر، سيأتي 4/316 و317 من طريقين عنه في الأول مجهول، والثاني فيه عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه.
وعن ابن عباس عند ابن ماجه (865) ، وإسناده ضعيف.
وعن عمير بن حبيب عند ابن ماجه (861) ، وإسناده ضعيف.
وانظر "شرح مشكل الآثار" 15/30-59.(22/233)
14331 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً: اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ، وَلَا بَأْسَ بِهِ يَدًا بِيَدٍ "، (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب، وحجاج- وهو ابن أرطاة- وأبو الزبير مدلسان، ولم يصرخا بالسماع.
وأخرجه الترمذي (1238) ، وابن ماجه (2271) ، وأبو يعلى (2025) من طرق عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 4/60 من طريق أشعث بن سوار، والطبراني في "الأوسط" (2762) من طريق بحر بن كنيز، كلاهما عن أبي الزبير، به.
وأشعث وبحر كلاهما ضعيف.
وسيأتي عن يزيد بن هارون، عن حجاج بن أرطاة برقم (15063) و (15094) .
وفي الباب عن سمرة بن جندب، سيأتي 5/12، وفي سماع الحسن البصري من سمرة خلاف بين أهل العلم.
وعن جابر بن سمرة، سيأتي 5/99. وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس عند ابن حبان (5028) ، واختلف في وصله وإرساله.
وعن ابن عمر عند الطحاوي 4/60، والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" 4/105، وإسناده حسن في الشواهد.
وانظر له شواهد أخرى عند حديث ابن عمر السالف برقم (5885) .
قال الحافظ في "الفتح" 4/419: قال ابن بطال: اختلفوا في ذلك، فذهب الجمهور إلى الجواز، لكن شَرَطَ مالكٌ أن يختلف الجنسُ، ومَنَعَ الكوفيون وأحمد مطلقاً، لحديث سمرة المخرَج في "السنن" ورجاله ثقات إلا أنه اختلف في وصله وإرساله، فرجَح البخاري وغير واحد إرساله، وعن جابر عند الترمذي وغيره وإسناده لين، وعن جابر بن سمرة عند عبد الله في زيادات=(22/234)
• حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ: قُلْتُ لِأَبِي: " سَمِعْتُ أَبَا خَيْثَمَةَ يَقُولُ: نَصْرُ بْنُ بَابٍ كَذَّابٌ؟، فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، كَذَّابٌ، إِنَّمَا عَابُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ (1) حَدَّثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، وَإِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ، فَلَا يُنْكَرُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْهُ "
14332 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ جَابِرًا، يُحَدِّثُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْقُلُ مَعَهُمْ حِجَارَةَ الْكَعْبَةِ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ، يَا ابْنَ أَخِي، لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبَيْكَ دُونَ الْحِجَارَةِ "، قَالَ: " فَحَلَّهُ، فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ عُرْيَانًا " (2)
14333 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مَرَّتَيْنِ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ،
__________
= "المسند"، وعن ابن عمر عند الطحاوي والطبراني. واحتُج للجمهور بحديث عبد الله بن عمرو: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره أن يجهز جيشاً. وفيه: فابتاع البعير بالبعيرين بأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه الدارقطني وغيره، وإسناده قوي. قلنا: وقد سلف حديث عبد الله بن عمرو هذا بنحوه في مسنده برقم (6593) .
وانظر "شرح السنة" 8/73- 75.
(1) في (ظ4) و (ق) ونسخة في (س) : لأنه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وسيتكرر الحديث برقم (14578) .
وأخرجه البخاري (364) ، ومسلم (340) (77) ، وأبو يعلى (2243) ، والبيهقي 2/227 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وانظر (14140) .(22/235)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ، حَتَّى إِذَا دَفَعْنَا إِلَى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ بَنِي النَّجَّارِ، إِذَا فِيهِ جَمَلٌ لَا يَدْخُلُ الْحَائِطَ أَحَدٌ إِلَّا شَدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ حَتَّى أَتَى الْحَائِطَ، فَدَعَا الْبَعِيرَ، فَجَاءَ وَاضِعًا مِشْفَرَهُ إِلَى الْأَرْضِ، حَتَّى بَرَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَاتُوا خِطَامَهُ "، (1) فَخَطَمَهُ، وَدَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِهِ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ، قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، إِلَّا يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا عَاصِيَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ " (2)
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : خطاماً.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مصعب بن سلام مختلف فيه، لكنه متابع، والذيال بن حرملة روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان فحديثه حسن.
الأجلح: هو ابن عبد الله بن حُجَيَّة.
وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (279) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/473، وعبد بن حميد (1122) ، والدارمي (18) ، وأبو نعيم (279) من طرق عن الأجلح، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12744) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/30 من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأجلح، عن ذيال بن حرملة، عن ابن عباس. قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 6/142 عن رواية الطبراني: هذا من هذا الوجه عن ابن عباس غريب جداً، والأشبه رواية الإمام أحمد عن جابر، اللهم إلا أن يكون الأجلح قد رواه عن الذيال، عن جابر وعن ابن عباس، والله أعلم.
وأخرجه بنحوه البيهقي في "الدلائل" 6/28 من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن رجل من بني سلمة ثقة، عن جابر.=(22/236)
14334 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ "، ثُمَّ يَرْفَعُ صَوْتَهُ، وَتَحْمَرُّ وَجْنَتَاهُ، وَيَشْتَدُّ غَضَبُهُ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: " أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ، بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ هَكَذَا - وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى - صَبَّحَتْكُمُ (1) السَّاعَةُ وَمَسَّتْكُمْ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ، وَعَلَيَّ " وَالضَّيَاعُ: يَعْنِي وَلَدَهُ الْمَسَاكِينَ (2)
__________
= وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12614) ، وذكرنا شواهده هناك.
وانظر "البداية" لابن كثير 6/141.
قوله: "إلا شد عليِه" قال السندي: أي: حمل عليه كالوحشي.
"مِشفَره" بكسر ميم وفتح فاء: كالشفَةِ من الإنسان.
(1) في (ظ4) ونسخة في (ق) : ضحتكم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مصعب بن سلام، وقد توبع.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد في "الطبقات" 1/376-377، والدارمي (206) ، ومسلم (867) (43) و (44) ، وابن ماجه (45) ، وابن الجارود (297) و (298) ، وأبو يعلى (2111) ، وأبو عوانة في الجمعة كما في "الإتحاف" 3/329، وابن حبان (10) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (8) ، والبيهقي 3/206-207 و207 و213 و214 من طرق عن جعفر بن محمد، بهذا الإسناد.
وسيأتي مختصراً برقم (14431) و (14630) ، ومطولاً برقم (14984) .
ولقوله: "من ترك مالاً فلأهله ... " انظر ما سلف برقم (14158) .=(22/237)
° 14335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: " وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي، وَسَمِعْتُهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ "، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
= ولقوله: "إن أصدق الحديث ... وكل بدعة ضلالة" شاهد عن العرباض، سيأتي 4/126.
وعن ابن مسعود عند ابن ماجه (46) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (25) ، واللالكائي (84) ، وقد روي موقوفاً من قول ابن مسعود عند اللالكائي (85) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 189، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" ص24، وروي نحوه موقوفاً عند البخاري (6098) و (7277) ، وفي الرواية الموقوفة عند البيهقي واللالكائي زيادة: "كل ضلالة في النار"، وهي في
بعض طرق جابر كما سيأتي عند الحديث (14984) .
وفي باب قوله: "بعثت أنا والساعة كهذا"، سلف عن أنس برقم (12245) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "ضَياعاً" قال السندي: بفتح الضاد بمعنى الهلاك، أريد به الصغار الذين يُخاف عليهم الهلاك، أو بكسرها جمع ضائع، كالجياع جمع جائع.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وكل بدعة ضلالة" وهو من العام الذي أريد به الخاص بدليل قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المخرج في "الصحيح": "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". وقد ثبت عن الإمام الشافعي قوله: المحدثات من الأمور ضربان أحدهما: ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة. وما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهذه محدثة غير
مذمومة. رواه البيهقي في "المدخل" ص206.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: والمرادُ بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يَدُل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعاً، وإن كان بدعة لغة.
وقال الحافظ ابن حجر: والمراد به ما أحدث وليس له أصل في الشرع ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة.(22/238)
أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَفَلَ مَعَهُمْ، فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ يَوْمًا فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَظِلُّ تَحْتَ ظل (1) شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، قَالَ جَابِرٌ: فَنِمْنَا بِهَا نَوْمَةً، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا فَأَتَيْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ، وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللهُ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللهُ، فَشَامَ سَيْفَه (1) وَجَلَسَ "، فَلَمْ يُعَاقِبْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ (2)
__________
(1) لفظة "ظل" لم ترد في (م) و (س) .
(1) في (م) و (ق) : السيف.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري (2910) و (2913) و (4134) ، ومسلم ص 1787 (14) ، والنسائي في "الكبرى" (8772) ، والبيهقي في "السنن" 6/319، وفي "الدلائل" 6/373 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1082) ، والبخاري (4139) ، ومسلم ص 1786 (13) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/374، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به.
وأخرجه البخاري (2913) ، ومسلم ص1786 (13) ، والنسائي في "الكبرى" (8852) ، وأبو عوانة في "المناقب" كما في "الإتحاف" 3/149، وابن حبان (4537) من طريق إبراهيم بن سعد، والبخاري (4135) من طريق=(22/239)
14336 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " غَزَوْنَا جَيْشَ الْخَبَطِ، وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا، فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ حُوتًا، لَمْ نَرَ مِثْلَهُ، يُقَالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ، وَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، فَكَانَ الرَّاكِبُ يَمُرُّ تَحْتَهُ " (1)
14337 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُخْبِرُ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ (2) عَمْرٍو
__________
= محمد بن أبي عتيق، كلاهما عن الزهري، عن سنان بن أبي سنان وحده، به.
وسيأتي بنحوه برقم (14928) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة وحده.
وانظر ما سيأتي برقم (14929) و (15190) من طريق سليمان بن قيس اليشكري، عن جابر.
قوله: "قفل" قال السندي: أي: رجع.
"القائلة": الاستراحة نصف النهار.
"العِضاه" بكسر العين، آخره هاء: كل شجر عظيم له شوك.
"اخترطَ سيفه"، أي: كشفه وسلَّه من غمده.
"صَلْتاً" بفتح صاد وضمها، وسكون لام، أي: مكشوفاً.
"فشامَ سيفَه"، أي: ردَّه إلى غِمْده.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه البخاري (4362) و (5493) ، وأبو عوانة 5/148-149، والبيهقي 9/251، والبغوي (2804) من طريق يحيى القطان، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (14315) .
(2) في (م) و (س) : خبر.(22/240)
هَذَا وَزَادَ فِيهِ، قَالَ: وَزَوَّدَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ، فَكَانَ يَقْبِضُ لَنَا قَبْضَةً قَبْضَةً، ثُمَّ تَمْرَةً تَمْرَةً، فَنَمُصُّهَا، (1) وَنَشْرَبُ عَلَيْهَا الْمَاءَ حَتَّى اللَّيْلِ، ثُمَّ نَفِدَ مَا فِي الْجِرَابِ، فَكُنَّا نَجْتَنِي الْخَبَطَ بِقِسِيِّنَا، فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا، فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: غُزَاةٌ وَجِيَاعٌ فَكُلُوا، فَأَكَلْنَا، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَنْصِبُ الضِّلَعَ مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَيَمُرُّ الرَّاكِبُ عَلَى بَعِيرِهِ تَحْتَهُ، وَيَجْلِسُ النَّفَرُ الْخَمْسَةُ فِي مَوْضِعِ عَيْنِهِ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ، وَادَّهَنَّا حَتَّى صَلَحَتْ أَجْسَامُنَا، وَحَسُنَتْ سَحْنَاتُنَا، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، قَالَ جَابِرٌ: فَذَكَرْنَاهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " رِزْقٌ أَخْرَجَهُ اللهُ لَكُمْ، فَإِنْ كَانَ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ فَأَطْعِمُونَاهُ "، قَالَ: فَكَانَ مَعَنَا مِنْهُ شَيْءٌ، فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَيْهِ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَأَكَلَ مِنْهُ (2)
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : فنمضغها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - وهو محمد بن مسلم بن تَدرُس- فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (15047) .
وأخرجه عبد الرزاق (8668) ، ومن طريقه أبو عوانة 5/149 عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً البخاري (4362) ، وأبو عوانة 5/149، والبيهقي 9/251 بإثر حديث عمرو بن دينار من طريقين عن ابن جريج، به. وانظر (14256) .
قوله: "جِراباً" قال السندي: بكسر الجيم: وعاء من جلد.
"نجتني الخَبَط" الخَبَطُ بفتحتين: ما سقط من ورق الشجر بالخبط والنفض.
"بقسينا" القِسِيُّ: جمع قوس.=(22/241)
14338 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّرَ عَلَيْنَا أَبَا عُبَيْدَةَ نَتَلَقَّى عِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَزَوَّدَنَا جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ لَمْ يَجِدْ لَنَا غَيْرَهُ، قَالَ: فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِينَا تَمْرَةً تَمْرَةً، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِهَا؟، قَالَ: نَمَصُّهَا كَمَا يَمَصُّ الصَّبِيُّ، ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ فَيَكْفِينَا يَوْمَنَا إِلَى اللَّيْلِ، قَالَ: وَكُنَّا نَضْرِبُ بِعِصِيِّنَا الْخَبَطَ، ثُمَّ نَبُلُّهُ بِالْمَاءِ (1) فَنَأْكُلُهُ، قَالَ: وَانْطَلَقْنَا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَرُفِعَ لَنَا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَهَيْئَةِ الْكَثِيبِ الضَّخْمِ، فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا هُوَ دَابَّةٌ تُدْعَى الْعَنْبَرُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَيْتَةٌ - قَالَ حَسَنُ بْنُ مُوسَى: ثُمَّ قَالَ: لَا، بَلْ نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: لَا (2) بَلْ نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ - وَقَدِ اضْطُرِرْتُمْ فَكُلُوا، وَأَقَمْنَا عَلَيْهِ شَهْرًا، وَنَحْنُ ثَلَاثُ مِائَةٍ حَتَّى سَمِنَّا، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نَغْتَرِفُ مِنْ وَقْبِ عَيْنَيْهِ (3) بِالْقِلَالِ الدُّهْنَ، وَنَقْتَطِعُ (4) مِنْهُ الْفِدَرَ كَالثَّوْرِ - أَوْ
__________
= "سحناتنا" جمع سَحنة بفتح السين، وقد تكسر: البشرة والهيئة والحالة، وقيل: هي بفتحتين: لِينُ البشرة والنعمة في المنظر، وقيل: الجمال.
(1) في (ظ 4) و (ق) : في الماء.
(2) في (ظ 4) و (ق) : "قال: ثم قلت: لا"، بزيادة "ثم قلت"، فيصير بهذا ما بعدها من كلام جابر! والمحفوظ أنه من كلام أبي عبيدة أمير السرية.
(3) في (م) ونسخة في (س) : عينيه.
(4) في (ظ 4) : ونقطع.(22/242)
كَقَدْرِ (1) الثَّوْرِ - قَالَ: وَلَقَدْ أَخَذَ مِنَّا أَبُو عُبَيْدَةَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَأَقْعَدَهُمْ فِي وَقْبِ عَيْنِهِ، وَأَخَذَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَأَقَامَهَا، ثُمَّ رَحَلَ أَعْظَمَ بَعِيرٍ مَعَنَا - قَالَ حَسَنٌ: ثُمَّ رَحَلَ أَعْظَمَ بَعِيرٍ كَانَ (2) مَعَنَا - فَمَرَّ مِنْ تَحْتِهَا، وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَشَائِقَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " هُوَ رِزْقٌ أَخْرَجَهُ اللهُ لَكُمْ، فَهَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ فَتُطْعِمُونَا؟ " قَالَ: فَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، فَأَكَلَهُ (3)
14339 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ
__________
(1) في (ظ4) : كفِدَر، بالفاء، والمثبت من (م) و (س) و (ق) ، ووقع هذا الخلاف أيضاً في نسخ "صحيح مسلم".
(2) لفظة "كان" من (م) ونسخة في (س) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وقد صرح بالسماع في الحديث السابق. زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه مسلم (1935) (17) ، وأبو داود (3840) ، وأبو عوانة 5/145- 146 و146، وابن حبان (5260) ، والبيهقي 9/251 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
قوله: "الكثيب"، أي: المجتمع من الرَّمْل كالتلة.
"وَقْب" قال السندي: بفتح واو وسكون قاف: المحل الذي فيه العين.
"الفِدَر" بكسر فاء وفتح دال، جمع فِدْرة بمعنى القطعة.
"أو كقدر الثور" بفتح قاف فسكون دال، أي: مثل الثور.
"وشائق" الوشيقة بالشين المعجمة: أن يؤخذ اللحم فيغلى قليلاً ولا ينضج ويحمل في الأسفار، وقيل: هي القَديد.(22/243)
هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ شَرِيكٌ (1) فِي رَبْعَةٍ، أَوْ نَخْلٍ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَبِيعَ حَتَّى يُؤْذِنَ شَرِيكَهُ، فَإِنْ رَضِيَ أَخَذَهُ، وَإِنْ كَرِهَ تَرَكَهُ " (2)
14340 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ، دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقِ اللهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ " (3)
14341- حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ،
__________
(1) في (م) : من كان له شريك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالتحديث عند غير المصنف في بعض مصادر التخريج.
وأخرجه مسلم (1608) (133) ، وأبو يعلى (1835 مكرر) و (2171) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2701) ، وابن حبان (5179) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2173) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (14292) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير- وهو محمد بن مسلم ابن تدرس- قد صرح بالتحديث عند المصنف فيما سلف برقم (14291) .
وأخرجه الطيالسي (1752) ، ومسلم (1522) ، وأبو داود (3442) ، وأبو يعلى (2169) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2731) ، وابن حبان (4963) ، والبيهقي 5/346، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2099) من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن حسن بن موسى وحده برقم (15141) .(22/244)
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ فَلَا تُفْسِدُوهَا، فَإِنَّهُ مَنْ أَعْمَرَ عُمْرَى فَهِيَ لِلَّذِي أُعْمِرَهَا، حَيًّا وَمَيِّتًا وَلِعَقِبِهِ " (1)
14342 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُبْعَثُ (2) إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالتحديث عند غير المصنف.
وأخرجه مسلم (1625) (25) و (26) ، والطحاوي 4/93، والبيهقي 6/173 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (14126) .
(2) في (س) و (ق) : يعيث.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالسماع عند الحميدي كما سلفت الإشارة إليه عند الحديث (14228) .
وأخرجه مسلم (2013) (98) ، وأبو داود (2604) ، وأبو عوانة 5/333 و334، والبغوي (3062) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق زهير برقم (15137) .
وأخرجه ابن خزيمة (2560) من طريق فطر بن خليفة، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه ابن خزيمة أيضاً (132) ، وعنه ابن حبان (1275) من طريق فطر ابن خليفة، عن أبي الزبير، به- وذكر في أوله: "أغلقوا ابوابكم ... " وذكر الحديث السالف برقم (14228) من طريق فطر. وانظر (14899) .
وأخرجه عبد بن حميد (1126) من طريق سعد بن إبراهيم، عن رجل،=(22/245)
14343 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " رُمِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي أَكْحَلِهِ، فَحَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ بِمِشْقَصٍ، ثُمَّ وَرِمَتْ، فَحَسَمَهُ الثَّانِيَةَ " (1)
__________
= عن جابر.
وانظر ما سيأتي بالأرقام (14830) و (14870) و (14898) ، وما سلف برقم (14283) .
قوله: "لا ترسلوا فواشيكم" قال السندي: جمع فاشية: وهي الماشية التي تنتشر من المال كالإبل والبقر والغنم السائمة.
"فحمة العشاء" بفتح فاء وسكون حاء: هي إقباله، وأول سواده، يقال لظلمة بين صلاتي العشاء: فحمة، وقيل: هي شدة سواد الليل في أوله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، وقد رواه عنه الليث بن سعد فيما سيأتي برقم (14773) فأمِن تدليسه. هاشم: هو ابن القاسم، وزهير: هو ابن معاوية بن حُدَيْج.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2745) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1746) ، ومسلم (2208) (75) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/321، والحاكم 4/417، والبيهقي 9/342 من طرق عن زهير بن معاوية، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/63، وابن ماجه (3494) ، وأبو يعلى (2158) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، به. ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَوَى سعد بن معاذ في أكحَلِه مرتين. قال أبو يعلى: رجلا، ولم يسمه.
وسيأتي من طريق أبي الزبير عن جابر بالأرقام (14773) و (14905) و (15144) .
وانظر ما سلف برقم (14252) .
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (5326) ، وابن سعد=(22/246)
14344 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ "، فَقَالَ: بَعْضُ الْقَوْمِ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: الْمَكْتُوبَةَ؟ قَالَ: " الْمَكْتُوبَةَ، وَغَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ " (1)
14345 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، (2) حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى بَعِيرِهِ، فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، ثُمَّ كَلَّمْتُهُ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَنَا أَسْمَعُهُ يَقْرَأُ، وَيُومِئُ بِرَأْسِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " مَا فَعَلْتَ فِي الَّذِي أَرْسَلْتُكَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أُصَلِّي " (3)
__________
=3/426-427.
قوله: "أكحله" هو وريد في وسط الذراع.
قوله: "فحسمه" قال السندي: أي: قطع الدم عنه بالكي.
"بمشقص" بكسر ميم وفتح قاف: نَصْل السهم طويلاَ غير عريض.
"ثم ورِمت" بكسر الراء، وكأنها انفجرت فحسمه مرة ثانية.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالتحديث عند غير المصنف كما سلف التنبيه إليه برقم (14120) .
وقول أبي الزبير في آخره: "المكتوبة وغير المكتوبة" قال السندي: بالرفع، أي: هما سواء في الجواز، أو بالنصب، أي: صلى المكتوبةَ تارةً وغيرَ المكتوبة أخرى.
(2) قوله: "حدثنا هاشم" سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي=(22/247)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي-، فمن رجال مسلم، وقد روى عنه هذا الحديث الليثُ بن سعد فيما سيأتي عند المصنف برقم (14588) فأمنَ تدليسه، وروى أبو الزبير أيضاً عن جابر في صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النوافل على راحلته وصرح فيه بسماعه منه، وقد سلف برقم (14156) ، وأشرنا هناك إلى مواضع هذا الحديث أيضاً في مسند جابر.
وأخرجه مسلم (540) (37) ، والبيهقي 2/258 من طريق أحمد بن يونس، وأبو داود (926) ، وأبو عوانة 2/140 من طريق عبد الله بن محمد النُّفَيلي، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وزاد أحمد بن يونس في حديثه بعد قوله في المرة الأولى: فقال بيده هكذا، وأومأ زهير بيده، وبعد قوله ذلك في المرة الثانية: وأومأ زهير أيضاً بيده نحو الأرض. وقال في آخره: قال زهير: وأبو الزبير جالس مستقبلَ الكعبة، فقال بيده أبو الزبير إلى بني المصطلق، فقال بيده إلى غير الكعبة. وقال عبد الله بن محمد في حديثه عند أبي داود: أرسلني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بني المصطلق.
وأخرجه ابن خزيمة (889) من طريق خلاد بن يزيد الجعفي، عن زهير بن معاوية، به. ولفظه: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بني المصطلق، فأتيت رسول الله على حمار له وهو يصلي، فكنت أكلمه، فأَومأَ إلي بيده. وقوله: "على حمار له" منكر، وهو مما تفرد به خلاد بن يزيد الجعفي، وهو ضعيف الحديث.
وأخرجه النسائي 3/6، وابن حبان (2519) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، وابن حبان (2518) من طريق ابن وهب، كلاهما عن عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير، عن جابر. ولفظ حديث محمد بن شعيب: بعثني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبعثاً، فأتيته وهو يسير مشرقاً أو مغربا، فسلمت عليه، فأشار بيده، ثم سلمت عليه، فأشار بيده، فانصرفت، فناداني: "يا جابر" فناداني الناس: يا جابر، فأتيته، فقلت: يا رسول الله، إني سلمت عليك، فلم ترد علي، قال: "إني كنت أصلي". ولفظ حديث ابن وهب: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فبعثني مبعثاً، فأتيته وهو يسير، فسلمت عليه، فأومأ بيده، ثم سلمت، فأشار=(22/248)
14346 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي جَارِيَةً، وَهِيَ خَادِمُنَا وَسَانيَتُنَا، (1) أَطُوفُ عَلَيْهَا، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، قَالَ: " اعْزِلْ عَنْهَا إِنْ شِئْتَ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا "، قَالَ: فَلَبِثَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ الْجَارِيَةَ قَدْ حَمَلَتْ، قَالَ: " قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا " (2)
__________
= ولم يكلمني، فناداني بعد، وقال: "إني كنت أُصلي نافلة".
وقوله: "فقال بيده هكذا" الذي يتحصَّل من مجموع روايات حديث جابر هذا: أن إشارته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة بيده، لم تكن رداً للسلام، بل هي للنهي والمنع عن محادثته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أثناء الصلاة، وأمره بالجلوس ريثما ينتهي منها. انظر "شرح معاني الآثار" 1/456، و"بذل المجهود" 5/208.
(1) في (ظ4) ونسخة بهامش (ق) : وسائسنا.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وهو مدلس وقد عنعن، لكنه متابع. هاشم: هو ابن القاسم، وزهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه مسلم (1439) (134) عن أحمد بن عبد الله بن يونس، وأبو داود (2173) من طريق الفضل بن دكين، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1424) (138) ، وأبو يعلى (2255) ، والطحاوي 3/35، وابن حبان (4195) ، والبيهقي 7/228 من طريق هشام الدستوائي، عن أبي الزبير، به. بلفظ: كنا نعزل على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم ينهنا. والحديث سلف بهذا اللفظ من طريق عمرو بن دينار، عن جابر برقم (14318) .
وأخرجه الحميدي (1258) ، ومسلم (1439) (135) ، والنسائي في "الكبرى" (9096) ، وأبو يعلى (2076) ، والبيهقي 7/229 من طريق عروة بن=(22/249)
14347 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَمُطِرْنَا، قَالَ: " لِيُصَلِّ مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فِي رَحْلِهِ " (1)
__________
= عياض، عن جابر.
وأخرج عبد الرزاق (12550) ، والترمذي (1136) ، والنسائي في "الكبرى" (9078) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. عن جابر، قال: قلنا: يا رسول الله، إنا كنا نَعْزِلُ فزعمت اليهودُ أنها الموؤودة الصغرى، فقال: "كذبت اليهود، إن الله إذا أراد أن يخلقه، فلم يمنعه". وروي عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي المطيع بن رفاعة، عن أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11288) .
وسيأتي الحديث من طريق أبي الزبير برقم (15140) ، ومن طريق سالم بن أبي الجعد برقم (14362) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12420) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "هي خادمنا" قال السندي: الخادم يطلق على الأنثى كما يطلق على الذكر، أي: هي تخدمنا.
"سانيتنا"، أي: تسقينا الماء، وتحمله لنا.
"فإنه سيأتيها"، أي: العزل لا يمنع من المُقدَّر.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد على شرط مسلم، أبو الزبير لم يصرح بالتحديث، لكن صح الحديث عن غير واحد من الصحابة.
وأخرجه الطيالسي (1736) ، ومسلم (698) ، وأبو داود (1065) ، والترمذي (409) ، وابن خزيمة (1659) ، وأبو عوانة 2/348-349، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2698) ، وابن حبان (2082) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2136، والبيهقي 3/71 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي الحديث عن هاشم أبي النضر ويحيى بن أبي بكير برقم (14503) ،=(22/250)
14348 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ تَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ " (1)
__________
= وعن يحيى بن أبي بكير وحده برقم (15280) كلاهما عن زهير ابن معاوية.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4478) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير فمن رجال مسلم، وهو مدلس وقد عنعنه، ولم نقع على تصريح له بالسماع في هذا الحديث غير ما ذكره أبو عوانة 5/228 معلَقا عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، حدثني أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول، فذكره. ولا نعلم لأبي الزبير متابعاً في هذا الحديث.
وأخرجه مسلم (1963) ، وأبو داود (2797) ، وابن ماجه (3141) ، والنسائي 7/218، وابن الجارود (904) ، وأبو يعلى (2324) ، وابن خزيمة (2918) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5722) ، والبيهقي 5/229 و231 و9/269 و278-279 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن هاشم وحسن عن زهير بن معاوية برقم (14502) . وانظر ما سيأتي برقم (14927) .
وفي الباب عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال: كنا في سفر فحضر الأضحى، فجعل الرجل منا يشتري المُسِنَّةَ بالجَذَعتين والثلاثة، فقال لنا رجل من مزينة: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر فحضر هذا اليومُ فجعلَ الرجلُ يطلبُ المسنَّة بالجذَعَتين والثلاثة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الجَذَعَ يُوفي مما يُوفي منه الثني". أخرجه النسائي 7/219 وسنده قوي، وصححه الحاكم 4/226، وسيأتي في "المسند" 5/368.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9739) .
قوله: "إلا مسنة" قال السندي: بضم ميم فكسر سين وتشديد نون، وهي من البقرة والشاة ما دخلت في السنة الثالثة، أي: لا تذبحو في الأضحية إلا مسنة.=(22/251)
14349 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا طِيَرَةَ، وَلَا عَدْوَى، وَلَا غُولَ " (1)
14350 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تَطِيبَ " (2)
__________
"جَذعة" بفتحتين، قيل: ما دخل في السنة الثانية، وقيل: دون ذلك، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وقد صرح بسماعه من جابر فيما سيأتي برقم (15103) .
وانظر (14117) .
تنبيه: هذا الحديث لم يرد في (ظ4) ولا في "أطراف المسند" 2/147.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، ولم يصرح بالتحديث، لكنه متابَع، تابعه عمرو بن دينار فيما سيأتي برقم (14994) ، وعطاء فيما سيأتي برقم (15083) . حسن: هو ابن موسى الأشيب. وزهير: هو ابن معاوية بن حُديج الجعفي.
وأخرجه مسلم (1536) ، والبيهقي 5/301 من طريق يحيى بن يحيى، ومسلم (1536) من طريق أحمد بن يونس، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1841) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، به.
وسيأتي الحديث بهذا اللفظ من طريق زهير عن أبي الزبير برقم (14466) و (15255) ، ونحوه من طريق حجاج عنه برقم (15083) .
وسيأتي من طريق هشام الدستوائي عن أبي الزبير برقم (14858) و (14997) بلفظ: نهى عن بيع النخل حتى يطعم.(22/252)
14351 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ انْتَهَبَ نُهْبَةً، فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
14352 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا نُخَابِرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنُصِيبُ مِنَ الْقَصْرِيِّ (2) وَمِنْ كَذَا، فَقَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيُحْرِثْهَا أَخَاهُ، وَإِلَّا فَلْيَدَعْهَا " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، إلا أنه لم يصرح بسماعه من جابر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1313) من طريق عمرو بن خالد، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق زهير بن معاوية برقم (14464) و (15254) .
وسيأتي مطولاً من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير برقم (15070) ، ويأتي تمام تخريجه هناك.
وسيأتي من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير برقم (14599) بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن النُّهبة.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8317) ، وذكرنا شواهده هناك.
لكن نزيد عليها هنا: حديث عمران بن الحصين وحديث عبد الرحمن بن سمرة، وسيأتيان 4/429 و5/62.
قوله: "النهبة" قال السندي: بضم فسكون: المال المنهوب، وبالفتح مصدر. قيل: هذا النهي في أخذ مال المسلم قهراً، وأخذ الأموال المشتركة.
(2) في (م) و (ق) : البسر.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي=(22/253)
14353 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، سَأَلْتُ جَابِرًا، أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، وَرَبِّ (1) هَذَا الْبَيْتِ "، فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (2)
14354 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
__________
= الزبير، فمن رجال مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر عند مسلم وغيره.
وأخرجه مسلم ص1177 (95) عن أحمد بن يونس، والطحاوي 4/108 من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2615) من طريق زكريا بن إسحاق، ومسلم ص1177 (96) ، والطحاوي 4/108 من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن أبي الزبير، به.
وانظر ما سلف برقم (14242) .
قوله: "كنا نخابر" قال السندي: هو كراء الأرض ببعض الخارج منها.
"من القِصْريّ" بكسر قاف وسكون صاد وتشديد ياء بوزن قِبطِيّ: هو ما يبقى من الحب في السُّنبل مما لا يستخلص بعدما يُداس. وفي بعض النسخ: البسر، بضم باء وسكون سين.
"ليُحرثها" بضم الياء وسكون الحاء، أي: ليُعطها غيره ليحرثها ويزرع فيها.
"وإلا فليدعها"، أي: لا يعطها بالكِراء، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ4) : أي ورب، وكتب فوق "أي": نعم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (1226) ، ومسلم (1143) ، وابن ماجه (1724) ، والنسائي في "الكبرى" (2745) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "الإتحاف" 3/322 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (14154) .(22/254)
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ الْأُولَى يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى، وَرَمَاهَا بَعْدَ ذَلِكَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ " (1)
14355 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالتحديث فيما سيأتي برقم (14435) . ابن إدريس: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف- الجزء الذي نشره العمروي" ص356، ومسلم (1299) (314) ، والنسائي 5/270، وابن خزيمة (2968) ، وابن حبان (3886) ، والدارقطني 2/275 من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1896) ، ومسلم (1299) ، والترمذي (894) ، والنسائي 5/270، وابن ماجه (3053) ، وابن الجارود (474) ، وابن خزيمة (2876) و (2968) ، والطحاوي 2/220، والدارقطني 2/275، والبيهقي 5/131 و148- 149 من طرق عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص356 عن ابن إدريس، عن أشعث، عن أبي الزبير، عن جابر، ولم يرفعه.
وسيأتي الحديث بالأرقام (14435) و (14671) و (15291) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2231) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم. الأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه أبو يعلى (2281) ، وأبو عوانة 2/289 من طريق عبد الله بن=(22/255)
14356 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " قَدِمَتْ عِيرٌ (1) الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَخَرَجَ النَّاسُ، وَبَقِيَ اثْنَا عَشَرَ، فَنَزَلَتْ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} [الجمعة: 11] " (2)
__________
= إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (757) (166) ، وأبو يعلى (1911) ، وأبو عوانة 2/289 و290، وابن حبان (2561) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (14544) من طريق أبي سفيان، و (14746) من طريق أبي الزبير، كلاهما عن جابر.
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3673) .
(1) كان في (ظ4) : قدمت عِيرٌ مرة المدينة، ثم رُمِّجت كلمة "مرة"، وفي (م) و (س) و (ق) : قدمتُ غير مرة المدينة، وهو تصحيف.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن إدريس: هو عبد الله، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/113، وعنه مسلم (863) (36) عن ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1110) و (1111) ، والبخاري (2064) و (4899) ، ومسلم (863) (36) و (37) و (38) ، والترمذي بإثر الحديث (3311) ، والنسائي في الصلاة من "الكبرى" كما في "التحفة" 2/174، وفي التفسير منها (11593) ، وابن الجارود (292) ، وأبو يعلى و (1888)
و (1979) ، والطبري في "التفسير" 28/104 و104-105 و105، وابن خزيمة (1823) و (1852) ، وأبو عوانة في الجمعة كما في "إتحاف المهرة" 3/129، وابن حبان (6876) و (6877) ، والدارقطني 2/5، والبيهقي 3/181 و182 و197، والواحدي في "أسباب النزول" ص286 من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به- وقع في رواية عند مسلم: أن جابراً كان في الاثني عشر=(22/256)
14357 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، ح وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، ح وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِي، فَلَا
__________
= رجلاً الذين بقوا، وفي رواية أخرى عنده وعند أبي يعلى وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني: أن أبا بكر وعمر كان فيهم أيضاً. وزاد أبو يعلى وعنه ابن حبان في موضعيهما الأخيرين: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد لسال لكم الوادي ناراً". قلنا: وهذه الزيادة تفرد بها زكريا بن يحيى زحمويه، وثقه ابن حبان، وسكت عنه ابن أبي حاتم.
وأخرجه الدارقطني 2/4، والبيهقي 3/182 من طريق علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، به. إلا أن فيه: ليس معه إلا أربعون رجلاً أنا منهم. قال الدارقطني: لم يقل في هذا الإسناد "إلا أربعون رجلاً" غير علي بن عاصم، عن حصين، وخالفه أصحابُ حصين، فقالوا: لم يبق مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا اثنا عشر رجلاً. قلنا: وعلي بن عاصم ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق زائدة عن حصين برقم (14978) .
وأخرجه عبد بن حميد (1111) ، والبخاري (4899) ، ومسلم (863) (37) و (38) ، والترمذي (3311) ، وأبو يعلى (1979) ، والطبري 28/104- 105، وابن خزيمة (1852) ، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 3/129، وابن حبان (6876) و (6877) ، والدارقطني 2/5، والواحدي في "أسباب النزول" ص286 من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي سفيان طلحة بن نافع،
عن جابر.
وفي الباب عن ابن عباس عند البزار (2273- كشف الأستار) .
"عير" بكسر العين المهملة، أي: قافلة.(22/257)
يَتَكَنَّى بِكُنْيَتِي، وَمَنْ تَكَنَّى (1) بِكُنْيَتِي، فَلَا يَتَسَمَّى بِاسْمِي " (2)
14358 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ، وَالْمُخَابَرَةِ، وَالْمُعَاوَمَةِ، وَالثُّنْيَا، وَرَخَّصَ فِي الْعَرَايَا " (3)
__________
(1) في (ظ4) : اكتنى.
(2) صحيح لغيره، وهذا الإسناد على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد.
وأخرجه الطيالسي (1750) ، ومن طريقه البيهقي 9/309، وأخرجه أبو داود (4966) ، والطحاوي 4/339، والبيهقي 9/309 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما (الطيالسي ومسلم) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2842) ، وابن حبان (5816) من طريق الحسين بن واقد، عن أبي الزبير، به. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (8109) و (9598) .
وحديث عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه مرفوعاَ، وسيأتي 3/450، وإسناده صحيح.
وحديث البراء بن عازب عند الطحاوي 4/340، وإسناده ضعيف.
وانظر الحديث السالف برقم (14183) .
(3) حديث صحيح، وإسناده على شرط مسلم، وأبو الزبير قد توبع كما سيأتي. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه أبو داود (3404) ، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مقطعاً ابن أبي شيبة 6/327 و7/320، ومسلم ص 1175 (85) ، والنسائي 7/296 من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه أبو داود (3404) من طريق عبد الوارث بن سعيد، والترمذي=(22/258)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (1313) ، وابن حبان (5000) من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه مقطعاً كذلك مسلم ص 1179 (103) ، والنسائي 7/38 من طريق يزيد بن نعيم، ومسلم ص 1175 (83) ، وابن حبان (4992) ، والبيهقي 5/301 من طريق أبي الوليد المكي، والنسائي 7/38-39 من طريق أبي سلمة، والطحاوي 4/112 من طريق واسع بن حبان، وابن حبان (4971) ، والدارقطني 3/48-49 من طريق عطاء، ستتهم عن جابر، به. وبإثر رواية أبي الوليد ذكر الراوي عنه أن عطاءً شهد على جابر بمثله.
وأخرج أبو داود (3406) ، والطحاوي 4/107 من طريق عبد الله بن عثمان ابن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، رفعه: من لم يذر المخابرة، فليأذن بحرب من الله ورسوله.
وسيأتي الحديث من طريق أبي الزبير برقم (14841) .
ومن طريق أبي الزبير وسعيد بن ميناء برقم (14921) .
ومن طريق أبي الزبير وعطاء بن أبي رباح برقم (14876) و (15215) ، وبنحوه برقم (15082) و (15084) .
وسيأتي الترخيص في العرايا من طريق واسع بن حبان عن جابر برقم (14868) .
وللمعاومة انظر (14320) ، وللمخابرة انظر (14352) .
وفي باب النهي عن المحاقلة والمزابنة عن أبي هريرة، سلف برقم (9088) .
وفي باب الترخيص في العرايا عن ابن عمر، سلف برقم (4490) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7236) ، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.
قوله: "المحاقلة" قال السندي: بيع الحنطة في سنبلها بحنطة صافية.
"والمزابنة" بيع الرطب على رؤوس الأشجار بالتمر.
"والمخابرة" كِراءُ الأرض ببعض الخارج منها.=(22/259)
14359 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، يَعْنِي أَبَاهُ - أَوْ اسْتُشْهِدَ -، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاسْتَعَنْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غُرَمَائِهِ أَنْ يَضَعُوا مِنْ دَيْنِهِ شَيْئًا، فَطَلَبَ إِلَيْهِمْ، فَأَبَوْا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَصَنِّفْ تَمْرَكَ أَصْنَافًا، الْعَجْوَةَ عَلَى حِدَةٍ، وَعِذْقَ زَيْدٍ عَلَى حِدَةٍ، وَأَصْنَافَهُ، ثُمَّ ابْعَثْ إِلَيَّ "، قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ عَلَى أَعْلَاهُ، أَوْ فِي وَسَطِهِ، ثُمَّ قَالَ: " كِلْ لِلْقَوْمِ "، قَالَ: فَكِلْتُ لِلْقَوْمِ حَتَّى أَوْفَيْتُهُمْ، وَبَقِيَ تَمْرِي كَأَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ (1)
__________
"والمعاومة" بيع ثمار النخل أعواماً.
"والثنْيا" كالدُّنيا: استثناء شيء مجهول للبائع، وأما استثناء ثمر نخلة بعينها، فلا بأس به عند كثير من أهل العلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومغيرة: هو ابن مقسم الضبي، والشعبي: هو عامر بن شَراحِيل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/469، والبخاري (2127) ، والنسائي 6/245، وأبو يعلى (1921) من طريق جرير بن عبد الحميد بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2405) من طريق أبي عوانة، عن المغيرة بن مقسم، به.
وأخرجه البخاري (2781) و (4053) ، والنسائي 6/244، وأبو نعيم في "الدلائل" (345) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/149، والبغوي (3722) من طريق فراس بن يحيى، عن الشعبي، به.
وأخرجه البخاري (2396) و (2709) ، وأبو داود (2884) ، وابن ماجه (2434) ، والنسائي 6/246، وابن حبان (6536) و (7139) ، والفريابي في=(22/260)
14360 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا (1) - يَعْنِي -: " أَنَّهُ رَمَى الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (2)
__________
= "دلائل النبوة" (48) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/150 من طريق وهب بن كيسان، والبخاري (2395) و (2601) ، والفريابي (49) ، والبيهقي في "السنن" 6/64 من طريق ابن كعب بن مالك، كلاهما عن جابر بن عبد الله.
وسيأتي الحديث من طريق الشعبي برقم (14935) .
وانظر ما سيأتي بالأرقام (15005) و (15206) و (15257) و (15281) ، وما سلف برقم (14170) .
قوله: "عذق زيد"، وفي بعض الروايات: "عذق ابن زيد"، قال الحافظ في "الفتح": العذق بفتح العين: النخلة، وبكسرها العرجون، والذال فيهما معجمة، وابن زيد شخص نسب إليه النوع المذكور من التمر.
(1) في (م) و (س) و (ق) : سمع جابراً وابن الزبير، وضبب على ابن الزبير في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس-، فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وسيتكرر الحديث برقم (14437) .
وأخرجه الترمذي (897) ، والنسائي 5/274 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/360، ومسلم (1299) (313) ، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 3/453، والبغوي (1947) من طرق عن ابن جريج، به.
وأخرجه النسائي 5/274، وأبو يعلى (2108) ، وابن خزيمة (2875) من طريق عبيد الله بن عمر، وأبو يعلى (2108) من طريق يحيى بن أبي أنيسة، كلاهما عن أبي الزبير، به.=(22/261)
14361 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ (1) يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً لَهُ بِهَا أَجْرٌ، وَمَا أَكَلَتْ مِنْهُ الْعَافِيَةُ فَلَهُ بِهِ أَجْرٌ " (2)
__________
= وسيأتي من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن جريج برقم (14831) و (14219) .
تنبيه: وقع في (م) و (س) و (ق) بعد هذا الحديث: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه رمى بمثل حصى الخذف. وهو مكرر حديثنا، لكن بإسقاط شيخ المصنف، ولم يرد هذا المكرر في (ظ 4) ، وهو الصواب.
(1) في (م) و (س) و (ق) : هشام بن سعيد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبيد الله بن عبد الرحمن الأنصاري -واختلف في اسمه-، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع في الحديث السالف برقم (14271) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5756) ، وابن حبان (5203) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (259) ، وأبو عبيد في "الأموال" (702) ، وابن زنجويه في "الأموال" (1050) ، وابن أبي شيبة 7/74، وابن حبان (5202) ، والبيهقي 6/148، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/281 و282، والبغوي (1651) من طرق عن هشام بن عروة، به. ووقع في رواية ابن أبي شيبة، ومن طريقه ابن عبد البر: هشام عن أبي رافع، وعند البيهقي مرة: عبيد الله بن عبد الله، ومرة: عبيد الله بن رافع، وعند ابن عبد البر في الرواية الأولى: عبد الله بن أبي رافع. وعند بعضهم: "فهي له" بدل: "له بها أجر".
وسيأتي الحديث من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن برقم (14500) و (15081) .(22/262)
14362 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي خَادِمًا تَسْنَى - وَقَالَ مَرَّةً: تَسْنُو - عَلَى نَاضِحٍ لِي، (1) وَإِنِّي كُنْتُ أَعْزِلُ عَنْهَا، وَأُصِيبُ مِنْهَا، فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قَدَّرَ اللهُ لِنَفْسٍ أَنْ يَخْلُقَهَا، إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ " (2)
14363 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا (3) بِكُنْيَتِي، فَإِنِّي جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ " (4)
__________
(1) لفظة "لي" لم ترد في (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وسالم: هو ابن أبي الجعد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/220، والطحاوي 3/35 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (12552) ، وابن ماجه (89) ، وأبو يعلى (1910) ، وابن حبان (4194) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (362) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. ولعله خطأ من الناسخ.
وسيأتي الحديث من طريق سالم برقم (15174) .
وانظر ما سلف برقم (14318) .
قوله: "تَسني" وقال مرة: "تَسنو" هو الأوفق باللغة. قاله السندي. ومعناه: تستقي الماء على "الناضح" وهو الجمل.
(3) في (ظ4) : تكتنوا.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.=(22/263)